You are on page 1of 650

‫الرحيم‬

‫الرحمن ّ‬
‫بسم اهلل ّ‬
‫مقدمة التحقيق‬
‫إن احلمد هلل ‪ ،‬حنمده ونستعينه ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ‪ ،‬من يهد‬
‫اهلل فال مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له ‪،‬‬
‫وأن حممدا عبده ورسوله‪.‬‬
‫آمنُوا َّات ُقوا اهللَ َح َّق تُقاتِ ِه َوال تَ ُم وتُ َّن إِاَّل َوأَْنتُ ْم ُم ْس لِ ُمو َن) [آل عمران‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫(يا أ َُّي َها الذ َ‬
‫‪.]102 :‬‬
‫ث‬‫واح َد ٍة َو َخلَ َق ِم ْنها َز ْو َجها َوبَ َّ‬ ‫س ِ‬ ‫َّاس َّات ُق وا َربَّ ُك ُم الَّ ِذي َخلَ َق ُك ْم ِم ْن َن ْف ٍ‬
‫(يا أ َُّي َها الن ُ‬
‫حام إِ َّن اهللَ كا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيب اً)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ساء َو َّات ُقوا اهللَ الَّذي تَساَئلُو َن بِه َواأْل َْر َ‬ ‫م ْن ُهما ِرجاالً َكثيراً َون ً‬
‫[النساء ‪.]1 :‬‬
‫ص لِ ْح لَ ُك ْم أَ ْعمالَ ُك ْم َو َيغْ ِف ْر لَ ُك ْم‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا َّات ُق وا اهللَ َوقُولُوا َق ْوالً َس ديداً يُ ْ‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫(يا أ َُّي َها الذ َ‬
‫فاز َف ْوزاً َع ِظيماً) [األحزاب ‪ 70 :‬ـ ‪.]71‬‬ ‫ذُنُوبَ ُك ْم َو َم ْن يُ ِط ِع اهللَ َو َر ُسولَهُ َف َق ْد َ‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فإن علم العربية من أجل العلوم قدرا وأرفعها شأنا ؛ إذ به يتوصل إىل معرفة كالم‬
‫اهلل تعاىل وكالم رسوله ص لّى اهلل عليه وس لّم فاللغة العربية وما تشتمل عليه من بيان ملعىن‬
‫املف ردات وإع راب الكلم ات وغري ذلك ـ تعد من أهم األرك ان اليت يعتمد عليها املفسر‬
‫ت آياتُ هُ ُق ْرآن اً َع َربِيًّا لَِق ْوٍم‬
‫ص لَ ْ‬ ‫ِ‬
‫لكت اب اهلل تع اىل ؛ إذ الق رآن ع ريب ق ال تع اىل ‪( :‬كت ٌ‬
‫اب فُ ِّ‬
‫َي ْعلَ ُم و َن) [فصلت ‪ ]3 :‬وقال تعاىل ‪( :‬إِنَّا أَْن َزلْناهُ ُق ْرآن اً َع َربِيًّا ل ََعلَّ ُك ْم َت ْع ِقلُ و َن) [يوسف ‪:‬‬
‫‪.]2‬‬
‫ولقد حتدث القلقش ندي يف كتابه ص بح األعشى (‪ )1‬عن فضل اللغة العربية فق ال ‪:‬‬
‫«أما فضلها ‪ :‬فقد أخرج ابن أىب شيبة بسنده إىل أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب رضى اهلل‬
‫عنه أنه ق ال ‪« :‬تعلّم وا اللّحن والف رائض فإنّه من دينكم» ق ال يزيد بن ه ارون ‪« :‬اللّحن‬
‫هو اللّغة»‪ .‬وال خف اء أهنا أمنت اللغ ات وأوض حها بيانا ‪ ،‬وأذلقها لس انا ‪ ،‬وأم دها رواقا ‪،‬‬
‫وأع ذهبا م ذاقا ‪ ،‬ومن مثّ اختارها اهلل تع اىل ألش رف رس له ‪ ،‬وخ امت أنبيائه ‪ ،‬وخريته من‬
‫خلقه ‪ ،‬وص فوته من بريّته ‪ ،‬وجعلها لغة أهل مسائه وس كان جنته ‪ ،‬وأن زل هبا كتابه املبني‬
‫الذي ال يأتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر صبح األعشى ‪.148 / 1‬‬
‫ق ال يف ص ناعة الكتّ اب ‪ :‬وقد انق ادت اللّغ ات كلّها للغة الع رب ‪ ،‬ف أقبلت األمم‬
‫إليها يتعلموهنا»‪.‬‬
‫ويعد كتاب «املقرب» البن عصفور من أجل الكتب الىت تكلمت عن اللغة العربية‬
‫حنوا وصرفا ‪ ،‬وإليك بني يدى الكتاب مقدمة مشتملة على ما يلى ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مقدمة ىف علم النحو والتصريف‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عصر ابن عصفور ‪ ،‬تكلمنا فيه عما يلى ‪:‬‬
‫ـ احلياة السياسية‪.‬‬
‫ـ احلياة االجتماعية‪.‬‬
‫ـ احلياة العلمية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ترمجة ابن عصفور ‪ ،‬وتشتمل على ‪:‬‬
‫ـ امسه وكنيته ولقبه‪.‬‬
‫ـ مولده ونشأته‪.‬‬
‫ـ مكانته العلمية‪.‬‬
‫ـ أساتذته وشيوخه‪.‬‬
‫ـ تالميذه‪.‬‬
‫ـ مؤلفاته‪.‬‬
‫ـ وفاته‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬كتاب «املقرب» تكلمنا فيه عما يلى ‪:‬‬
‫ـ حول كتاب املقرب‪.‬‬
‫ـ منهج ابن عصفور ىف املقرب‪.‬‬
‫ـ تأثري املقرب ىف النحاة بعده‪.‬‬
‫ـ عناية العلماء بكتاب «املقرب» البن عصفور‪.‬‬
‫ـ تأثري ابن عصفور ىف النحاة بعده‪.‬‬
‫ـ ابن عصفور ومذهبه البصرى‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬وصف النسخ اخلطية للكتاب ومنهج التحقيق‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬كتاب «مثل املقرب»‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬وضع فهارس عامة للكتاب‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪5 .................................................................................‬‬

‫مقدمة فى علم النحو والتصريف‬


‫حد علم النحو (‪: )1‬‬
‫النحو كما ىف ش رح األمشوىن ‪ :‬العلم املس تخرج باملق اييس املس تنبطة من اس تقراء‬
‫كالم العرب ‪ ،‬املوصلة إىل معرفة أحكام أجزائه الىت ائتلف منها‪.‬‬
‫و «العلم» ‪ :‬مبعىن ‪ :‬القواعد ‪ ،‬إن جعلت الب اء للتص وير متعلقة به ‪ ،‬أو اإلدراك ‪،‬‬
‫إن جعلت للتعدية كذلك ‪ ،‬أو امللكة إن جعلت الباء متعلقة بـ «املستخرج»‪.‬‬
‫وقوله ‪« :‬أحكام أجزائه» ‪ :‬الضمري راجع إىل الكالم ‪ ،‬من حيث هو ‪ ،‬بقطع النظر‬
‫عن تقييده باملضاف إليه‪.‬‬
‫وموض وعه ‪ :‬الكلم ات العربية ‪ ،‬من حيث ما يع رض هلا من اإلع راب ‪ ،‬والبن اء ‪،‬‬
‫واإلدغام ‪ ،‬واإلعالل ‪ ،‬وحنو ذلك‪.‬‬
‫وهذا التعريف ‪ ،‬بناء على مشوله لعلم الصرف‪.‬‬
‫تعريف آخر ‪ :‬وأما على ك ون علم الص رف مس تقال ‪ ،‬فحد النحو ‪ :‬علم يع رف به‬
‫أح وال أواخر الكلمة إعرابا ‪ ،‬وبن اء ‪ ،‬وما يتبع ذلك من التص ورات ؛ كفتح «إن»‬
‫وكس رها ‪ ،‬وختفيفها ‪ ،‬وش روط عملها ‪ ،‬وش روط عمل بقية النواسخ ‪ ،‬وكالعائد من‬
‫حيث حذفه ‪ ،‬وعدمه ‪ ،‬إىل غري ذلك‪.‬‬
‫ويصح أن يراد من «العلم» الواقع جنسا ىف هذا التعريف أحد معانيه الثالثة‪.‬‬
‫وموض وعه ‪ :‬الكلم ات العربية ‪ ،‬من حيث ما يع رض هلا من البن اء األص لى حالة‬
‫اإلفراد ‪ ،‬والبناء العارض واإلعراب حالة الرتكيب ‪ ،‬وما يتبع ذلك‪.‬‬
‫فخ رج هبذه احليثية ‪ :‬علم املع اىن ‪ ،‬والبي ان ‪ ،‬والب ديع ‪ ،‬والص رف ‪ ،‬فإهنا ال تبحث‬
‫عن اإلعراب والبناء وما يتبعه ‪ ،‬وعلم اللغة ؛ فإنه يبحث عن جواهر املفردات وأحواهلا ‪،‬‬
‫من حيث معانيها األص لية ‪ ،‬وعلم االش تقاق ‪ ،‬فإنه يبحث عن أح وال املف ردات ‪ ،‬من‬
‫حيث انتساب بعضها إىل بعض باألصالة والفرعية ال عما ذكر‪.‬‬
‫وإمنا كان موضوعه ما ذكر ؛ ألنه يبحث فيه عن عوارضه الذاتية ‪ ،‬وقد عرفت أن‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر املبادئ النصريية ملشهور العلوم األزهرية للشيخ احلوحيى ص ‪.23‬‬
‫‪ ................................................................................. 6‬فهرس املوضوعات‬

‫«البحث» عن ع وارض املوض وع ص ادق باحلمل على نوعه ؛ كقولك ‪ :‬الفاعل مرف وع ‪،‬‬
‫واملفعول منصوب ‪ ،‬أو على عرضه ؛ كقولك ‪ :‬اإلعراب لفظى أو تقديرى‪.‬‬
‫وعلى ه ذا القي اس ‪ ،‬فه ذه مس ائل جتعل ك ربى لص غرى ‪ ،‬وموض وعها ج زئى من‬
‫جزئيات موضوعها‪.‬‬
‫وفائدته ‪ :‬االحرتاز عن اخلطأ اللساىن ىف الكالم العرىب‪.‬‬
‫وغايته ‪ :‬االستعانة على فهم كالم اهلل تعاىل ‪ ،‬ورسوله ‪ ،‬وكالم العرب‪.‬‬
‫وفضله ‪ :‬أنه من أشرف العلوم ‪ ،‬ألنه يتوصل به إليها‪.‬‬
‫ونسبته إلى غيره ‪ :‬أنه من العلوم األدبية‪.‬‬
‫وواضعه ‪ :‬اإلمام على ـ رضى اهلل عنه ـ بأمره أبا األسود الدؤىل‪.‬‬
‫واسمه ‪ :‬علم النحو‪.‬‬
‫واستمداده ‪ :‬من استقراء كالم العرب ‪ ،‬والقياس‪.‬‬
‫وحكمه ‪ :‬الوجوب العيىن على قارئ القرآن واحلديث ‪ ،‬والكفائى على غريه‪.‬‬
‫ومس ائله ‪ :‬قض اياه الىت تطلب نسب حمموالهتا إىل موض وعاهتا ‪ ،‬وهى ال خترج عن‬
‫البحث عن أحوال املعرب واملبىن من اإلعراب والبناء ‪ ،‬وما يتبع ذلك من بيان التصورات‬
‫؛ كبي ان فتح مهزة «إن» وكس رها ‪ ،‬وبي ان ش روط عمل الناسخ ؛ ألن الكلمة إما اسم ‪،‬‬
‫أو فعل ‪ ،‬أو حرف‪.‬‬
‫وكل من األولني إما مع رب ‪ ،‬أو مبىن ‪ ،‬ف املعرب من االسم ‪ :‬ما س لم من مش اهبة‬
‫احلرف ‪ ،‬واملبىن ‪ :‬ما أشبهه ؛ مث املعرب من االسم ‪ :‬إن أشبه الفعل منع من الصرف وإال‬
‫صرف ‪ ،‬وكل منهما ‪ :‬إما مرفوع أو منصوب أو خمفوض ‪ ،‬فاملرفوع ‪ :‬الفاعل أو نائبه ‪،‬‬
‫أو املبتدأ ‪ ،‬وخربه ‪ ،‬واسم «كان وأخواهتا ‪ ،‬وخرب» إن وأخواهتا ‪ ،‬والتابع للمرفوع‪.‬‬
‫واملنص وب ‪ :‬املفع ول املطلق ‪ ،‬وبه ‪ ،‬ومعه ‪ ،‬وفيه ‪ ،‬وله ‪ ،‬واحلال ‪ ،‬والتمي يز ‪،‬‬
‫واملس تثىن ‪ ،‬واسم ال واملن ادى ‪ ،‬إذا كانا مض افني أو ش بيهني ‪ ،‬وخرب «ك ان وأخواهتا ‪،‬‬
‫واسم» إن وأخواهتا ‪ ،‬وتابع املنصوب‪.‬‬
‫واملخفوض ‪ :‬إما خمفوض باحلرف ‪ ،‬أو باإلضافة ‪ ،‬أو بالتبعية‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪7 .................................................................................‬‬

‫واملبىن من االسم ‪ :‬إما أن يلحقه البناء مطلقا ‪ ،‬أو ىف حالة الرتكيب فقط‪.‬‬
‫ف األول ‪ :‬كأمساء اإلش ارات ‪ ،‬واملض مرات ‪ ،‬واملوص والت ‪ ،‬وأمساء االس تفهام ‪،‬‬
‫وأمساء الش روط ‪ ،‬وأمساء األفع ال ‪ ،‬وأمساء األص وات ‪ ،‬والظ روف الالزمة لإلض افة إىل‬
‫اجلمل‪.‬‬
‫والثانى ‪ :‬كاسم «ال» املفرد ‪ ،‬واملنادى املفرد املعني ‪ ،‬ولو بالقصد‪.‬‬
‫واملعرب من األفعال ‪ :‬املضارع إذا مل يتصل به إحدى النونني ‪ ،‬فريفع إذا خال عن‬
‫عوامل النصب واجلزم ‪ ،‬وينصب وجيزم عند دخوهلا‪.‬‬
‫واملبىن من األفعال ‪ :‬املاضى ‪ ،‬واألمر ‪ ،‬واملضارع إذا اتصل به إحدى النونني‪.‬‬
‫واحلروف كلها مبنية ‪ ،‬وهى إما مش رتكة بني األمساء واألفع ال ‪ ،‬أو خمتصة‬
‫بأحدمها‪.‬‬
‫وحينئذ ‪ ،‬فذكر ‪ :‬التثنية ‪ ،‬واجلمع ‪ ،‬وامسى الفاعل واملفعول ‪ ،‬والتصغري ‪ ،‬والنسب‬
‫مثال ىف النحو ‪ ،‬وإن كانت من الصرف ؛ ألنه حيكم عليها النحوى باإلعراب أو البناء ‪،‬‬
‫فلو مل يعرف صيغها وقواعدها ‪ ،‬فلرمبا وقع احلكم منه على صيغ خمالفة للقواعد الصرفية ـ‬
‫فهى من النحو ‪ ،‬باعتب ار البحث عن حاهلا من اإلع راب والبن اء ‪ ،‬ومن الص رف ‪ ،‬باعتب ار‬
‫البحث عن غري هذه احلال ؛ كما سيأتى‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حد علم التصريف‬
‫التصريف ‪ :‬علم يبحث فيه عن املفردات ‪ ،‬من حيث صورها وهيآهتا العارضة هلا ‪:‬‬
‫من صحة ‪ ،‬وإعالل ‪ ،‬وحتويل‪.‬‬
‫قسماه ‪ :‬وهو قسمان ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬حتويل الكلمة إىل أبنية خمتلفة ؛ الختالف املع اىن ؛ كتحويل املف رد إىل‬
‫التثنية واجلمع ‪ ،‬واملصدر إىل بناء الفعل وامسى الفاعل واملفعول ‪ ،‬واملكرب إىل املصغر ؛ وقد‬
‫جرت عادهتم بذكر هذا القسم مع علم اإلعراب ؛ كما فعل ابن مالك ‪ ،‬وهو ىف احلقيقة‬
‫من التصريف ‪ ،‬وقد تقدم وجهه ىف مبادئ النحو‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر املبادئ النصريية ملشهور العلوم األزهرية للشيخ احلوحيى ص ‪.24‬‬
‫‪ ................................................................................. 8‬فهرس املوضوعات‬

‫والث انى ‪ :‬حتويل الكلمة وتغيريها عن أصل وض عها ؛ لغ رض آخر غري اختالف‬
‫املع اىن ؛ ك التخلص من ‪ :‬التق اء الس اكنني ‪ ،‬ومن الثقل ‪ ،‬ومن اجتم اع ال واو والي اء ‪،‬‬
‫وسبق إحدامها بالسكون‪.‬‬
‫وه ذا التحويل الث اىن ينحصر ىف س تة أش ياء ‪ :‬الزي ادة ‪ ،‬واإلب دال ‪ ،‬واحلذف ‪،‬‬
‫والقلب ‪ ،‬والنقل ‪ ،‬واإلدغام‪.‬‬
‫كزيادة تاء «احتذى فيقال ‪ :‬احتذى به ‪ ،‬وحذى حذوه ‪ ،‬أى ‪ :‬اقتدى به ‪ ،‬وتبعه‪.‬‬
‫وكإبدال ثاىن اهلمزين من كلمة إن يسكن ‪ ،‬كـ «آثر» و «ائتمن»‪.‬‬
‫وكح ذف واو «وع د» ىف املض ارع اس تثقاال ؛ لوقوعها بني ياء مفتوحة وكسرة ‪،‬‬
‫فيقال ‪« :‬يعد» بدون واو‪.‬‬
‫وكقلب ال واو أو الي اء ألفا ؛ لتحركها وانفت اح ما قبلها كـ «ق ال ‪ ،‬وب اع» وكنقل‬
‫حركة واو «يقول» إىل الساكن الصحيح قبله ‪ ،‬وياء يبني كذلك‪.‬‬
‫وكإدغام حرفني ساكن فمتحرك من خمرج واحد بال فصل ؛ كـ «السيد واألجل»‪.‬‬
‫و «العلم» املأخوذ جنسا ىف التعريف يصح أن يراد منه أحد معانيه الثالثة ‪ ،‬وهى ‪:‬‬
‫القواعد ‪ ،‬واإلدراك ‪ ،‬وامللكة‪.‬‬
‫موضوع علم التصريف‬
‫وموضوعه ‪ :‬الكلمات العربية ‪ ،‬من اجلهة املتقدمة ‪ ،‬واحليثية املذكورة‪.‬‬
‫فخرج هبذه احليثية العلوم الثالثة ‪ :‬املع اىن ‪ ،‬والبي ان ‪ ،‬والب ديع ‪ ،‬فإهنا ال تبحث عن‬
‫املفردات من هذه احليثية واجلهة املذكورة ‪ ،‬وعلم اللغة ؛ فإنه يبحث عن جواهر املفردات‬
‫وأحواهلا ‪ ،‬من حيث معانيها األصلية ‪ ،‬وعلم االشتقاق ‪ ،‬فإنه يبحث عن أحوال املفردات‬
‫من حيث انتساب بعضها إىل بعض ‪ ،‬باألصالة والفرعية ‪ ،‬وخرج علم النحو بقوله ‪« :‬من‬
‫صحة وإعالل ‪ »...‬إخل‪.‬‬
‫وإمنا كان موضوعه ما ذكر ؛ ألنه يبحث فيه عن عوارضه الذاتية ‪ ،‬وقد علمت أن‬
‫فهرس املوضوعات ‪9 .................................................................................‬‬

‫«البحث» ص ادق باحلمل على ن وع املوض وع ؛ كقولك ‪ :‬االسم ‪ ،‬إما ثالثى ‪ ،‬أو رب اعى‬
‫‪ ،‬أو مخاسى ‪ ،‬أو سداسى ‪ ،‬أو س باعى‪ .‬وكقولك ‪ :‬كل واو وي اء اجتمعتا وس كنت‬
‫أوالمها ‪ ،‬قلبت ال واو ي اء ‪ ،‬وأدغمت الي اء ىف الي اء‪ .‬وكقولك كل واو أو ي اء حتركت‬
‫وانفتح ما قبلها ‪ ،‬قلبت ألفا‪.‬‬
‫ف إن األوىل ىف ق وة أن يق ال ‪ :‬كل كلمة اجتمعت فيها ال واو والي اء ‪ ،‬وس كنت‬
‫أوالمها ‪ ،‬قلبت الواو ياء ‪ ،‬وأدغمت الياء ىف الياء‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬ىف قوة أن يقال ‪ :‬كل كلمة وجدت فيها الياء أو الواو متحركة مفتوحا‬
‫ما قبلها ‪ ،‬قلبت ياؤها أو واوها ألفا‪.‬‬
‫فان درج حتت موض وع القاع دة األوىل ‪ :‬واو حنو ‪« :‬س يد» املدغمة ىف الي اء بعد‬
‫قلبها ياء ‪ ،‬وحتت موضوع الثانية ‪ :‬واو وياء حنو ‪« :‬قال ‪ ،‬وباع» املنقلبان ألفا‪.‬‬
‫أو باحلمل على املوض وع مع عرضه ال ذاتى ؛ كقولك ‪ :‬كل كلمة ثالثية مكس ورة‬
‫العني ‪ ،‬جيوز تسكني عينها ‪ ،‬حنو ‪ :‬علم وكتف‪ .‬يف علم وكتف‬
‫أو باحلمل على نوع املوضوع مع عرض ذاتى ؛ كقولك ‪ :‬الفعل اجملرد أربعة ‪ :‬فعل‬
‫وفعل وفعل وفعلل ؛ كـ «ضرب ‪ ،‬وعلم ‪ ،‬وشرف ‪ ،‬ودحرج»‪.‬‬
‫أو باحلمل على ع رض ذاتى للموض وع ؛ كقولك ‪ :‬الزائد ي وزن بلفظه ‪ ،‬فيق ال ىف‬
‫وزن «اعلم» ‪ :‬افعل ‪ ،‬إذ الزيادة من عوارض الكلمة الذاتية‪.‬‬
‫وفائدته ‪ :‬التمكن ىف الفصاحة‪.‬‬
‫وغايته ‪ :‬العمل بالصناعة‪.‬‬
‫وفضله ‪ :‬أنه من أشرف العلوم ؛ ألنه يؤدى إىل التمكن ىف الفصاحة‪.‬‬
‫ونسبته إلى غيره ‪ :‬أنه من العلوم األدبية‪.‬‬
‫وواضعه ‪ :‬معاذ بن مسلم‪.‬‬
‫واسمه ‪ :‬علم التصريف ؛ لكثرة التصرف فيه ؛ فإن التصريف لغة ‪ :‬التغيري ‪ ،‬ومنه‬
‫تصريف الرياح ‪ ،‬أى ‪ :‬تغيريها‪.‬‬
‫واستمداده ‪ :‬من العقول الكاملة ‪ ،‬واستقراء كالم العرب‪.‬‬
‫وحكمه ‪ :‬الوجوب الكفائى ‪ ،‬أو الندب‪.‬‬
‫‪ ............................................................................... 10‬فهرس املوضوعات‬

‫ومسائله ‪ :‬قضاياه الىت تطلب نسب حمموالهتا إىل موضوعاهتا‪.‬‬


‫تنبيه ‪ :‬التص ريف جيرى ىف احلروف قياسا ؛ كقلب مهزة الوصل ألفا أو تس هيلها ‪،‬‬
‫حنو ‪ :‬آلرجل وألرجل عندك ‪ ،‬وال ينافيه قول ابن مالك ‪:‬‬
‫رى‬ ‫ريف ح‬ ‫وامها بتص‬ ‫الص رف ب رى ‪  ‬وما س‬
‫ح رف وش بهه من ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ألن املراد ‪ :‬أن احلرف ال يقبله مف ردا ‪ ،‬أى ‪ :‬غري م ركب مع غ ريه خبالف االسم‬
‫والفعل‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪11 ...............................................................................‬‬

‫عصر ابن عصفور‬


‫ال شك أن اإلنس ان نت اج عص ره ومالبس اته وظروفه ‪ ،‬وللتع رف على علم من‬
‫األعالم ال بد من التع رف على العصر ال ذى ع اش فيه حبثا عن اجلوانب املؤثرة يف حياته‬
‫ويف إنتاجه العلمى ‪ ،‬فال ريب أن اإلنس ان ابن بيئته وعص ره ‪ ،‬ومن هنا س يتعرض البحث‬
‫للجوانب املؤثرة ىف شخصية ابن عصفور كمدخل لدراسة كتابه «املقرب» ‪ ،‬وأبرز هذه‬
‫اجلوانب ‪:‬‬
‫احلياة السياسية‪.‬‬
‫احلياة االجتماعية‪.‬‬
‫احلياة العلمية‪.‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................... 12‬فهرس املوضوعات‬

‫الحياة السياسية‬
‫ع اش ابن عص فور يف أواخر أي ام املوح دين ىف األن دلس ‪ ،‬وعاصر وقعة العق اب‬
‫املشئومة على حد تعبري املقرى ‪ ،‬وجرت عام ‪ 609‬ه‍ ـ ‪ 1212‬م وكانت هزمية املوحدين‬
‫فيها ساحقة ‪ ،‬وأدت إىل طردهم من األندلس بعد أن ضعفت قوهتم وعجزوا عن محايته ‪،‬‬
‫وتراجعوا أم ام النص ارى مشاال ‪ ،‬وتركت صدى أليما على امت داد العامل اإلس المي كله ‪،‬‬
‫وكانت ىف حقيقتها لقاء بني املسيحية واإلسالم‪.‬‬
‫ك ان اجليش املس يحى فيها بقي ادة ألفونسو الث امن ملك قش تالة ‪ ،‬ويضم جن ودا من‬
‫أرجون بقيادة ملكها ‪ ،‬وجاءت نربة مبلكها ‪ ،‬والربتغال بفرق من فرسان املعبد إىل جانب‬
‫مجاعات من الصليبيني الفرنسيني واإليطاليني ‪ ،‬ومن وراء هؤالء مجيعا إنوسنيسيو الثالث‬
‫يشجع وخيطط ‪ ،‬يهب اجلنة ومينح الربكات ‪ ،‬وكان يقود املسلمني امللك الناصر بنفسه ‪،‬‬
‫حممد بن املنصور ‪ ،‬أمري املوحدين ‪ ،‬وبلغ عددهم ستمائة ألف ‪ ،‬فداخله اإلعجاب بكثرة‬
‫من معه ‪ ،‬وأخطأ التدبري ‪ ،‬فدارت الدائرة عليه ‪ ،‬وخال بسببها أكثر املغرب من السكان ‪،‬‬
‫واستوىل النصارى على أكثر األندلس (‪.)1‬‬
‫وبعد معركة العق اب تقاسم مل وك الكاثوليك جبه ات األن دلس ‪ ،‬فك انت مبثابة‬
‫اخلط وة األوىل يف طريق طويل انته بس قوط األن دلس وما ختلل ذلك الس قوط من معان اة‬
‫املسلمني من إيذاء النصارى وقسوة معاملتهم‪.‬‬
‫وإذا ما أردنا أن حنيط باملخ ازى ‪ ،‬وأعم ال العسف ‪ ،‬واإلره اق ‪ ،‬الىت وقعت على‬
‫املسلمني من غري املسلمني ـ مل ميكنّا ذلك‪ .‬ولكن نورد صورة من تلك الصور الشديدة ؛‬
‫لت بني لنا منها ‪ ،‬إىل أى حد ك انت معاملة غري املس لمني للمس لمني ‪ ،‬تلك الص ورة الىت‬
‫وقعت مبس لمى األن دلس من املس يحيني ‪ ،‬ال ذين ان تزعوا س لطان الع رب ـ متثل لنا أص دق‬
‫متثيل ‪ ،‬وتعرب لنا أقوى تعبري ‪ ،‬عن هذه املعاملة‪.‬‬
‫لقد حظر املس يحيون على املس لمني اإلقامة ىف مملكة غرناطة ‪ ،‬ومنع وهم من‬
‫االتصال‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر دراسات أندلسية للدكتور الطاهر مكى ص ‪( 276‬طبعة دار املعارف) الطبعة الثالثة ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪13 ...............................................................................‬‬

‫هبم ‪ ،‬وهددوا كل من خيالف أوامرهم باملوت ‪ ،‬ومصادرة األموال ‪ ،‬والرق الدائم مدى‬
‫احلي اة ‪ ،‬وليت األمر وقف عند ه ذا احلد ؛ بل لقد ش ردوا املس لمني ‪ ،‬وأخرج وهم من‬
‫بالدهم قهرا ‪ ،‬وأرغموا من بقى على الدخول يف النصرانية!‪.‬‬
‫ومن هذه املعامالت السيئة ‪ ،‬الىت عومل هبا املسلمون يف األندلس ‪ :‬أمر املسيحيني‬
‫هلم ب أن يض عوا على قبع اهتم ش ارة زرق اء ‪ ،‬وأن يس لموا كل أس لحتهم ‪ ،‬وال حيرزوا منها‬
‫شيئا ‪ ،‬ومن أحرز السالح عوقب باجللد!‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أم رهم املس لمني أن يس جدوا يف الش وارع ‪ ،‬مىت مر كبري األحب ار ‪ ،‬وأال‬
‫يقيموا شعائرهم ‪ ،‬وحكمهم عليهم بإغالق مساجدهم!‪.‬‬
‫وهبذه الوس ائل مل يبق ىف األن دلس مسلم ‪ ،‬أو من يس تطيع اجلهر بإس المه ‪ ،‬وتنصر‬
‫الع رب الب اقون‪ .‬وحكمت عليهم الق وة الق اهرة ب أن يقوم وا ب الطقوس ‪ ،‬واألوض اع‬
‫املفروضة عليهم ىف املعابد والكنائس!‪.‬‬
‫مث بعد ذلك ‪ ،‬أمعنوا ىف اإليذاء باملسلمني ‪ ،‬فمحوا كل اآلثار الىت متت إىل اإلسالم‬
‫بصلة ‪ ،‬أو من شأهنا أن تثري العقيدة األوىل عندهم ؛ فعلوا كل هذا طمعا يف القضاء على‬
‫املسلمني من تلك البالد الىت ازدهر يف ربوعها اإلسالم ‪ ،‬حينا من الدهر!‪.‬‬
‫وىف بعض األحيان ‪ ،‬مل يطمئنوا إىل هؤالء العرب ‪ ،‬فأخذوا يراقبوهنم مراقبة شديدة‬
‫‪ ،‬ويض يقون عليهم الس بل ‪ ،‬ومينع وهنم من كل مظهر ديين ‪ ،‬وأنشئ يف غرناطة دي وان‬
‫للتحقيق وحماكمة من يتهم ب الزيغ يف عقيدته ‪ ،‬أو الت ذمر وخمالفة األوامر ‪ ،‬أو يثبت عليه‬
‫أنه أتى من األعمال ما يبعث الشك ىف أحواله!‪.‬‬
‫وقد كانت أساليب احملاكمة ‪ ،‬أمام هذا الديوان ‪ ،‬مزعجة قاسية ؛ حىت لقد ابتدع‬
‫إلعدام املخالف احملارق الىت كانت تقام ىف ساحات املدينة ‪ ،‬وتدعى إىل مشاهدهتا مجوع‬
‫الش عب ‪ ،‬ورج االت الدولة ‪ ،‬ورؤس اء ال دين ‪ ،‬حىت إذا اكتمل عق دهم ج اءوا باملخ الف‬
‫وألقوه يف النريان املستعرة ‪ ،‬على مرأى ومسمع من اجلميع!‪.‬‬
‫فإذا ما ثار املسلمون لتلك اإلهانات ‪ ،‬وهاجت خواطرهم لتلك األعمال الوحشية‬
‫الفظيعة ‪ ،‬س اموهم العسف وأذاق وهم النك ال وأوقع وا هبم الع ذاب من غري رمحة ‪ ،‬وال‬
‫شفقة! وطاردوهم يف كل مكان ‪ ،‬ووثبت عليهم مجاعات النصرانية املتحمسة ‪،‬‬
‫‪ ............................................................................... 14‬فهرس املوضوعات‬

‫وأمعنت فيهم تقتيال وتشريدا ‪ ،‬وتعذيبا وهنبا ‪ ،‬وانتزعوا منهم أوالدهم وأطفاهلم ‪ ،‬وألقوا‬
‫هبم ىف الكن ائس واملدارس ‪ ،‬لتلقينهم أص ول النص رانية ‪ ،‬وتنش ئتهم على تعاليمها‬
‫وواجباهتا!!‬
‫كل ه ذا ك ان سببا ىف هجرة اآلالف من املسلمني إىل أفريقية ‪ ،‬وهناك من اضطر‬
‫إىل افتداء نفسه وأوالده ‪ ،‬فاعتنق النصرانية ورضى بالدخول فيها!!‪.‬‬
‫وك انت املراس يم واألوامر امللكية ‪ ،‬تص در بكل ذلك ‪ ،‬ومن غري انقط اع ‪ ،‬بت ربير‬
‫هذه األعمال ‪ ،‬وتنظيم سياسة القضاء على املسلمني ‪ ،‬الىت جعلتها الكنيسة كل مهها‪.‬‬
‫يقول يوسف كوندي ـ أحد مؤرخى اإلفرنج ‪ :‬ـ‬
‫«فف روا إزاء اإلره اب ال ذى خيض عهم لص ولة مط ارديهم ‪ ،‬وما منهم إال مس كني‬
‫منكود ‪ ،‬وكانت من اظر احملارق يف غرناطة ‪ ،‬وقرطبة ‪ ،‬وإشبيلية ‪ ،‬وأنني الفرائس تلتهمها‬
‫النريان تباعا ‪ ،‬ومناظر املطاردة ‪ ،‬والنفى ‪ ،‬والتعذيب املستمر ـ متأل نفوسهم رعبا ‪ ،‬حيول‬
‫دون إبدائها بالتذمر بالقول وال باإلشارة ؛ إذ اعترب ذلك دعوة إىل الثورة!‪.‬‬
‫ويقول امل ّقرى يف «نفح الطيب» ‪:‬‬
‫وباجلملة ‪ ،‬فإهنم «أهل غرناطة» تنصروا عن آخرهم بادية وامتنع قوم من التنصر ‪،‬‬
‫واعتزلوا النصارى ‪ ،‬فلم ينفعهم ذلك‪.‬‬
‫وامتنعت قرى وأماكن كذلك ‪ ،‬فجمع هلم العدو اجلموع واستأصلهم عن آخرهم‬
‫‪ ،‬قتال وسبيا!‪.‬‬
‫مث بعد ه ذا كله ‪ ،‬ك ان من أظهر التنصر من املس لمني يعبد اهلل يف خفية ويص لى ‪،‬‬
‫فشدد عليهم النصارى يف البحث حىت أهنم أحرقوا منهم كثريا‪.‬‬
‫وج اء ىف كت اب «أخب ار العصر ىف انقض اء دولة بين نص ر» ‪« :‬مث دع اهم ملك‬
‫قش تالة إىل التنصر ‪ ،‬وأك رههم عليه ‪ ،‬وذلك س نة ‪ 904‬م ف دخلوا يف دينهم كرها ‪،‬‬
‫وص ارت األن دلس كلها نص رانية ‪ ،‬ومل يبق فيها من يق ول ‪« :‬ال إله إال اهلل حممد رس ول‬
‫اهلل» إال من يقوهلا خفية يف قلب ه‪ .‬وجعلت الن واقيس يف ص وامعها بعد األذان ‪ ،‬ويف‬
‫مس اجدها الص ور والص لبان ‪ ،‬بعد ذكر اهلل ‪ ،‬وتالوة الق رآن فكم فيها من عني باكية ‪،‬‬
‫وقلب حزين! وكم فيها من الضعفاء واملغدورين! مل يقدروا على اهلجرة ‪ ،‬واللحوق‬
‫فهرس املوضوعات ‪15 ...............................................................................‬‬

‫بإخواهنم املسلمني ‪ ،‬قلوهبم تشتعل نارا ودموعهم تسيل سيال غزيرا ‪ ،‬وينظرون أوالدهم‬
‫وبن اهتم يعب دون الص لبان ‪ ،‬ويس جدون لألوث ان ‪ ،‬وي أكلون اخلنزير وامليت ات ‪ ،‬ويش ربون‬
‫اخلمر الىت هى أم اخلب ائث واملنك رات ‪ ،‬فال يق درون على منعهم ‪ ،‬وال على هنيهم ‪ ،‬وال‬
‫على زجرهم ‪ ،‬ومن فعل ذلك عوقب بأشد العقاب ‪ ،‬وعذب أشد العذاب ‪ ،‬فياهلا فجيعة‬
‫ما أمرها ‪ ،‬ومصيبة ما أعظمها!‪.‬‬
‫ويف س نة ‪ 1609‬م ص در األمر األخري والنه ائي بنفي الع رب املتنص رين مجيعا ‪،‬‬
‫وإخراجهم من أرض إسبانيا ‪ ،‬بعد أن دخلوا مجيعا ـ حبكم العنف والقوة ـ يف النصرانية ‪،‬‬
‫وأصبحوا يرتادون الكنائس واملعابد ‪ ،‬ويشهدون القداس ‪ ،‬والطقوس الدينية املختلفة‪.‬‬
‫فنزح من كان منهم يف الشمال إىل فرنسا ‪ ،‬فأكرمهم ملكها هنرى الرابع ‪ ،‬وجاد‬
‫عليهم باملس اكن واملزارع ‪ ،‬وعلى البعض اآلخر بوس ائل الس فر ‪ ،‬وحش دت الس فن ىف‬
‫البحر األبيض تنقل من كان بالثغور إىل أفريقية‪.‬‬
‫وهبذا أس دل الس تار على تلك املأس اة املروعة ‪ ،‬وانتهت حي اة أمة من أعظم أمم‬
‫التاريخ ‪ ،‬وأنبههم ذكرا ‪ ،‬وأعرقهم حضارة!!‪.‬‬
‫ه ذه هى إح دى الص فحات الس وداء ‪ ،‬الىت س جلها الت اريخ على املس يحيني يف‬
‫معاملتهم للمسلمني ‪ ،‬وهى صفحة قد لطخت بعار الدهر ‪ ،‬وخزى األبد ‪ ،‬ال نرى فيها‬
‫إال فواجع ت دمى القل وب ‪ ،‬وأه واال تفتت األكب اد ‪ ،‬وال تص ور إال أقواما خرج وا عن‬
‫إنسانيتهم ‪ ،‬وجتردوا عن صفاهتا ‪ ،‬وانقلبوا إىل خملوقات بشعة وضيعة ‪ ،‬قد أضرموا غيظا‬
‫على اإلس الم واملس لمني ‪ ،‬ومحلتهم ش هوة االنتق ام على ارتك اب أبشع ص ور التنكيل‬
‫والتعذيب‪.‬‬
‫فهل ميكن للباحث املنصف ‪ ،‬أن يقارن بني ما ارتكبه هؤالء من الفظائع واملخازى‬
‫‪ ،‬وبني ما ضربه املسلمون من املثل العليا ‪ ،‬ووضعوه من األسس الرفيعة ىف العدالة والوفاء‬
‫والنبل؟!!‪.‬‬
‫ال شك أنه من العبث حماولة تلك املقارنة!‪.‬‬
‫قد جند من حياول أن يعتذر ‪ ،‬عن هذه األعمال الىت حدثت باألندلس ‪ ،‬بأن‬
‫‪ ............................................................................... 16‬فهرس املوضوعات‬

‫النصارى هبا مل يكونوا قد بلغوا ـ إذ ذاك ـ من احلضارة واملدنية ما جيعلهم يرتفعون عن مثل‬
‫هذه املخازى‪.‬‬
‫ولكن ما ذا يق ول ه ذا املعت ذر فيما ترتكبه ال دول املس يحية ‪ ،‬يف البالد اإلس المية‬
‫الىت وقعت حتت س لطاهنا ونفوذها يف عص رنا احلاضر ‪ ،‬عصر احلض ارة واملدنية ‪ ،‬عصر‬
‫الن ور والعلم مباذا ي دافع املدافعون عن أعم ال فرنسا يف اجلزائر ‪ ،‬وهولن دا يف ج اوة ‪،‬‬
‫وأندونيس يا ‪ ،‬وإيطاليا يف ط رابلس ‪ ،‬والنمسا ىف البوس نة واهلرسك ‪ ،‬وغري ه ذا‪ .‬وذاك مما‬
‫يطول بنا القول ‪ ،‬إذا حنن حاولنا تفصيل وبيان ما ينطوى عليه ‪ ،‬مما يندى له وجه املدنية‬
‫خجال!‪.‬‬
‫إذن ‪ ،‬ليس األمر أمر املدنية واحلض ارة ؛ وإمنا هو أمر التعصب املمق وت ‪ ،‬ال ذى‬
‫تضطرم به نفوس رجال الدين املسيحيني ‪ ،‬الذين ال يألون جهدا يف التشنيع على املسلمني‬
‫‪ ،‬وتصويرهم ألممهم بصور بينها وبني احلقيقة بون شاسع‪.‬‬
‫وهل كانت احلروب الصليبية ‪ ،‬الىت قامت يف املشرق زهاء قرنني من الزمان ‪ ،‬إال‬
‫ث ورة دينية ‪ ،‬أزكى هليبها التعصب املمق وت ‪ ،‬وأث ار كوامنها رج ال الكنيسة ‪ ،‬وزعم اء‬
‫الدين من املسيحيني؟!!‪.‬‬
‫أليس بط رس الزاهد ‪ ،‬هو ال ذى ط اف أوربا باكيا منتحبا ‪ ،‬وهو ح اىف الق دمني ‪،‬‬
‫يرت دى ثيابا خش نة ‪ ،‬وحيمل ص ليبا كب ريا ‪ ،‬خيطب العامة وال دمهاء ‪ ،‬ويلهب محاس تهم ‪،‬‬
‫ويثري روح االنتقام فيهم ويبعث فيهم عوامل الدفاع عن األماكن املقدسة؟!‪.‬‬
‫أليس زوار األماكن املقدسة ‪ ،‬من األحبار والرهبان ‪ ،‬هم الذين كانوا يعودون إىل‬
‫بالدهم ‪ ،‬فريوون أشنع القصص ‪ ،‬وأفظع الروايات عن أعمال املسلمني فيها ‪ ،‬وانتهاكهم‬
‫حلرماهتا املقدسة ‪ ،‬ويصورون اخلطر الداهم الذى يهددهم من املشرق ‪ ،‬ويوشك أن يأتى‬
‫على املس يحيني وجيت احهم ‪ ،‬ويقضى على النص رانية ‪ ،‬وقد اس تطاعوا ب ذلك أن جيعلوا من‬
‫أوربا املسيحية أتونا ملتهبا ‪ ،‬يتلظى غيظا وحنقا على اإلسالم واملسلمني؟!‪.‬‬
‫وها هم الي وم مجاعة الص هيونية ‪ ،‬يعي دون املأس اة ‪ ،‬ويش علون ن ار احلرب على‬
‫املسلمني ‪ ،‬طامعني ىف إقامة دولة يهودية ‪ ،‬على أنقاض املسلمني يف فلسطني‪.‬‬
‫وها هم يدبرون املكايد للمسلمني ‪ ،‬وما ذاك إال صورة واضحة ملا يضمره اليهود‬
‫للمسلمني فأين تلك الصور وهذه املعاملة ‪ ،‬من معاملة املسلمني لغري املسلمني ‪ ،‬وقت أن‬
‫فهرس املوضوعات ‪17 ...............................................................................‬‬

‫فتح وا بالدهم ‪ ،‬ودخلوها ظ افرين منتص رين ‪ ،‬وس يطروا عليهم حبكمهم ‪ ،‬وأخض عوهم‬
‫لسيادة اإلسالم وسلطانه؟!‬
‫تلك املعاملة الىت كانت تفيض عدال وإنصافا ‪ ،‬وتساحما ووفاء ‪ ،‬قد أكرم املسلمون‬
‫جماوريهم من أهل الذمة ‪ ،‬والعهد ‪ ،‬واعت ربوهم إخوانا يف الس راء والض راء ‪ ،‬ون ادوا‬
‫باملس اواة العامة بني أبن اء البشر كافة ‪ ،‬ودع وا الن اس مجيعا إىل نبذ الف وارق واخلالف ‪،‬‬
‫وتواصوا بالرفق باملخالفني ‪ ،‬واإلحسان إليهم ؛ وقالوا هلم ‪« :‬حنن وإن فرقت بيننا العقيدة‬
‫‪ ،‬ومل جتمعنا رابطة الدين فقد ربطتنا آصرة النسب ‪ ،‬ومجعتنا جامعة اإلنسانية»‪.‬‬
‫مل ينس املس لمون تع اليهم دينهم ؛ وآداب ش ريعتهم ‪ ،‬حينما ك انوا يكتس حون‬
‫البالد الىت فتحوها ؛ فلم يبطش ق وادهم مبن ظف روا هبم ‪ ،‬ومل يس تبد أم راؤهم مبن خض عوا‬
‫حتت س لطاهنم ‪ ،‬ومل يص در اخلليفة األعظم أوام ره بالتنكيل والتع ذيب والتخ ريب ؛ وإمنا‬
‫الس الم ؛ ميش ون ىف أم ورهم ب احلزم واللني ‪ ،‬والرفق‬
‫ك انوا ميثل ون مالئكة الرمحة ‪ ،‬ورسل ّ‬
‫والصفاء ‪ ،‬ومن خرج عن ذلك عوقب عقابا شديدا‪.‬‬
‫فها هو عمر بن اخلط اب ‪ ،‬اخلليفة الث اين للمس لمني ‪ ،‬يكتب إىل أم ريه يف مصر ‪،‬‬
‫عمرو بن العاص ‪ ،‬كتابا يوصيه فيه بأهل الذمة خريا ‪ ،‬فيقول فيه ‪:‬‬
‫«واعلم ‪ ،‬يا عم رو ‪ ،‬أن اهلل ي راك وي رى عملك ‪ ،‬وأن معك من أهل ذمة وعهد ‪،‬‬
‫وقد أوصى رس ول اهلل ص لّى اهلل عليه وس لّم هبم وأوصى بالقبط ‪ ،‬فق ال ‪« :‬استوص وا‬
‫بالقبط خريا ‪ ،‬فإ ّن هلم ذمة ورمحا» (‪ ، )1‬وقد قال صلّى اهلل عليه وسلّم ‪« :‬من ظلم معاهدا‬
‫أو كلّفه فوق طاقته فأنا خصمه يوم القيامة» (‪.)2‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬قوله صلّى اهلل عليه وسلّم «استوصوا بالقبط» أخرجه الطرباىن ىف الكبري ‪ 61 / 19‬رقم ‪، 112 ، 111‬‬
‫‪ 113‬واحلاكم ‪ 553 / 2‬من طرق عن الزهرى عن ابن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعا‪.‬‬
‫وقال احلاكم ‪ :‬صحيح على شرط الشيخني ومل خيرجاه ووافقه الذهىب وذكره اهليثمى ىف اجملمع ‪/ 10‬‬
‫‪ 66‬وقال رواه الطرباىن باسنادين ورجال أحدمها رجال الصحيح وذكره اهلندى ىف كنز العمال ‪، 34019‬‬
‫‪ 34020‬وزاد نس بته إىل البغ وى وابن س عد وع زاه الس خاوى أيضا ىف املقاصد ص ‪ 388‬إىل ابن ي ونس ىف‬
‫تاريخ مصر وذكره اهلندى برقم ‪ 34021‬عن الزهرى مرسال وعزاه البن سعد وذكره برقم ‪ 34023‬وعزاه‬
‫للطرباىن عن أم سلمة»‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود ‪ 171 ، 170 / 3‬كتاب اخلراج واإلمارة والفىء باب ىف تعشري أهل الذمة إذا اختلفوا‬
‫ىف التجارات حديث ‪ 3052‬وفيه جماهيل وينظر الرتغيب ‪.4423‬‬
‫‪ ............................................................................... 18‬فهرس املوضوعات‬

‫وقد تت ابع اخللف اء املس لمون ىف التوص ية هبم ‪ ،‬والعناية ب أمرهم ‪ ،‬واحلرص على‬
‫تسجل بيد العزة والكرامة ‪،‬‬‫إنصافهم ‪ ،‬ومنع الظلم واألذى عنهم ‪ ،‬وهى صفحات خالدة ّ‬
‫يف معاملة املس لمني ملخ الفيهم ‪ ،‬وتتض من أق وى األمثلة على غاية ما تس موا إليه اإلنس انية‬
‫من عدل ورمحة»‬
‫وقد عرب الش عراء األندلس يون عن م رارة الس قوط ال رهيب لدولة املس لمني والع رب‬
‫ىف األندلس ‪ ،‬يف أشعارهم ‪ ،‬خنتار من ذلك تلك القصيدة ‪ ،‬ألىب البقاء الرندى ‪:‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪19 ...............................................................................‬‬

‫نكبة األندلس‬
‫ألبى البقاء الرندي‬
‫ان‬ ‫ّر بطيب العيش إنس‬ ‫ان ‪  ‬فال يغ‬ ‫يء إذا ما متّ نقص‬ ‫ّل ش‬ ‫لك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫اءته أزم‬ ‫ّره زمن س‬ ‫اهدهتا دول ‪  ‬من س‬ ‫ور كما ش‬ ‫هى األم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫ال هلا ش‬ ‫دوم على ح‬ ‫ّدار ال تبقى على أحد ‪  ‬وال ي‬ ‫ذه ال‬ ‫وه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫رفيات وخرص‬ ‫ابغة ‪  ‬إذا نبت مش‬ ‫ّل س‬ ‫ّدهر حتما ك‬ ‫ميزق ال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫اء ولو ‪  ‬ك ان ابن ذي ي زن والغمد غم دان‬ ‫يف للفن‬ ‫ّل س‬ ‫وينتضى ك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫ان من مين ‪  ‬وأين منهم أكاليل وتيج‬ ‫وك ذوو التيج‬ ‫أين املل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫رس ساس‬ ‫ّداد يف إرم ‪  ‬وأين ما ساسه ىف الف‬ ‫اده ش‬ ‫وأين ما ش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫ّداد وقحط‬ ‫اد وش‬ ‫ارون من ذهب ‪  ‬وأين ع‬ ‫ازه ق‬ ‫وأين ما ح‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫رد له ‪  ‬حىّت قض وا فك أ ّن الق وم ما ك انوا‬


‫ّ‬ ‫ّل أمر ال م‬ ‫أتى على الك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان من ملك ومن ملك ‪  ‬كما حكى عن خي ال الطّيف وس نان‬ ‫ار ما ك‬ ‫وص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ليمان‬ ‫ّدنيا س‬ ‫بب ‪  ‬يوما وال ملك ال‬ ‫هل له س‬ ‫عب مل يس‬ ‫الص‬
‫كأمّن ا ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫زان‬ ‫ّرات وأح‬ ‫ان مس‬ ‫منوعة ‪  ‬وللزم‬


‫واع ّ‬ ‫دهر أن‬ ‫ائع ال‬ ‫فج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫لوان‬ ‫الم س‬ ‫ّل باإلس‬ ‫ّهلها ‪  ‬وما ملا ح‬ ‫لوان يس‬ ‫وادث س‬ ‫وللح‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وى له أحد واهن ّد ثهالن‬ ‫زاء له ‪  ‬ه‬ ‫رة أمر ال ع‬ ‫دهى اجلزي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫دان‬ ‫ار وبل‬ ‫أص اهبا العني يف اإلس الم ف ارتزأت ‪  ‬حىت خلت منه أقط‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان؟‬ ‫اطبة؟ أم أين جيّ‬ ‫ية ‪  ‬وأين ش‬ ‫أن مرس‬ ‫ية ما ش‬ ‫أل بلنس‬ ‫فاس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫امل قد مسا فيها له ش‬ ‫وم فكم ‪  ‬من ع‬ ‫ة؟ دار العل‬ ‫وأين قرطب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫اض ومآلن‬ ‫ذب في‬ ‫زه؟! ‪  ‬وهنرها الع‬ ‫وأين محص وما حتويه من ن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫اء إذا مل تبق أرك‬ ‫ان البالد فما ‪  ‬عسى البق‬ ‫كن أرك‬
‫قواعد ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫راق اإللف هيم‬ ‫اء من أسف ‪  ‬كما بكى لف‬ ‫تبكى احلنيفية البيض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ران‬ ‫الكفر عم‬ ‫رت وهلا ب‬ ‫الم خالية ‪  ‬قد أقف‬ ‫ار من اإلس‬ ‫على دي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ............................................................................... 20‬فهرس املوضوعات‬

‫لبان‬ ‫واقيس وص‬ ‫فيهن إاّل ن‬


‫ّ‬ ‫حيث املس اجد قد أض حت كن ائس ما ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫دان‬ ‫رثى وهى عي‬ ‫دة ‪  ‬حىّت املن ابر ت‬ ‫حىت احملاريب تبكى وهي جام‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫دهر يقظ‬ ‫نة فال‬ ‫ّدهر موعظة ‪  ‬إن كنت يف س‬ ‫افال وله يف ال‬ ‫يا غ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫ّر املرء أوط‬ ‫يا مرحا يلهيه موطنه ‪  ‬أبعد محص تغ‬ ‫وماش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يان‬ ‫ّدهر نس‬ ‫ول ال‬ ‫ّدمها ‪  ‬وما هلا مع ط‬ ‫يبة أنست ما تق‬ ‫تلك املص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫بق عقب‬ ‫الس‬


‫بني عت اق اخليل ض امرة ‪  ‬كأهنا ىف جمال ّ‬ ‫يا راك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ريان‬ ‫يوف اهلند مرهفة ‪  ‬كأهّن ا ىف ظالم النقع ن‬ ‫املني س‬ ‫وح‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫لطان‬ ‫ّز وس‬ ‫اهنم ع‬ ‫دعة ‪  ‬هلم بأوط‬ ‫ىف‬ ‫البحر‬ ‫وراء‬ ‫وراتعني‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫وم ركب‬ ‫رى حبديث الق‬ ‫دلس ‪  ‬فقد س‬ ‫دكم نبأ من أهل أن‬ ‫أعن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫ّتز إنس‬ ‫رى فما يه‬ ‫عفون وهم ‪  ‬قتلى وأس‬ ‫تغيث بنا املستض‬ ‫كم يس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وان‬ ‫اد اهلل إخ‬ ‫الم بينكم ‪  ‬وأنتم يا عب‬ ‫اطع يف اإلس‬ ‫اذا التق‬ ‫م‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وان‬ ‫ار وأع‬ ‫ات هلا نعم ‪  ‬أما علي اخلري أنص‬ ‫وس أبيّ‬ ‫أال نف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫ور وطغي‬ ‫اهلم ج‬ ‫ال ح‬ ‫ّزهم ‪  ‬أح‬ ‫وم بعد ع‬ ‫يا من لذلّة ق‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫دان‬ ‫ّد عب‬ ‫وم هم ىف بالد الض‬ ‫ازهلم ‪  ‬والي‬ ‫انوا ملوكا ىف من‬ ‫األمس ك‬ ‫ب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وان‬ ‫ّذ ّل أل‬ ‫اب ال‬ ‫ارى ال دليل هلم ‪  ‬عليهم من ثي‬ ‫راهم حي‬ ‫فلو ت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫زان‬ ‫تهوتك أح‬ ‫اهم عند بيعهم ‪  ‬هلالك األمر واس‬ ‫ولو رأيت بك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫دان‬ ‫رق أرواح وأب‬ ‫بينهما ‪  ‬كما تف‬ ‫حيل‬ ‫وطفل‬ ‫رب ّأم‬
‫ّ‬ ‫يا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ان‬ ‫اقوت ومرج‬ ‫مس إذ طلعت ‪  ‬كأمنا هي ي‬ ‫وطفلة مثل حسن الش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ريان‬ ‫روه مكرهة ‪  ‬والعني باكية والقلب ح‬ ‫يقودها العلج للمك‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الم وإميان‬ ‫ان يف القلب إس‬ ‫ذوب القلب من كمد ‪  ‬إن ك‬ ‫ذا ي‬ ‫ملثل ه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪21 ...............................................................................‬‬

‫الحياة االجتماعية‬
‫اجملتمع األندلسى جمتمع معقد ؛ إذ يت ألف من عناصر متع ددة ىف أص وهلا البش رية ‪،‬‬
‫فقد ت واىل على البالد منذ فجر الت اريخ أجن اس خمتلفة ‪ ،‬فحكمها اإلغريق مث الروم ان مث‬
‫القوط ‪ ،‬وجاء العرب فصادفوا بالدا قد انطبعت فيها مسات هذه األمم املختلفة ‪ ،‬فطبعوا‬
‫البالد بس مات أخ رى ‪ ،‬وخصوصا أن الع رب قد ام تزجوا بالس كان الس ابقني عليهم‬
‫بالزواج واملصاهرة واحلوار واملعاشرة ؛ ألهنم أتوا إىل هذه البالد جنودا ؛ مما اضطرهم إىل‬
‫االتصال األسرى بسكان شبه اجلزيرة األندلسية‪.‬‬
‫وبذلك أصبح سكان األندلس بعد الفتح اإلسالمى خليطا من ‪:‬‬
‫ال رببر واملغاربة والع رب واملس يحيني ال ذين ك انوا ينتم ون إىل العناصر األيبيدية الىت‬
‫ج اءت من املغ رب ‪ ،‬والعناصر الكلس ية الىت وف دت من أوربا واجلماع ات اليهودية القدمية‬
‫والرومان والقوط وبعض العناصر األوربية الشمالية والصقالبة (‪.)1‬‬
‫وهلذا االختالط آثاره اخللقية واخللقية والعقلية ؛ مما دفع ذلك ابن املقرى إىل وصف‬
‫أهل األندلس نتيجة هذا االختالط بقوله ‪:‬‬
‫«أهل األندلس ‪« :‬عرب» يف األنساب والعزة وعلو اهلمة وفصاحة األلسن وطيب‬
‫النف وس وإب اء الض يم وقلة احتم ال ال ذل والس ماحة مبا ىف أي ديهم والنزاهة عن اخلض وع‬
‫وإتيان الدنية‪.‬‬
‫«هنديون» ىف إفراط عنايتهم بالعلوم وحبهم إياها‪.‬‬
‫«بغداديون» ىف نظافتهم وظرفهم وجودة قرائحهم ولطافة أذهاهنم وحدة أفكارهم‬
‫ونفوذ خواطرهم‪.‬‬
‫و «يون انيون» ىف اس تبطاهنم للمي اه ‪ ،‬ومعان اهتم لض روب الفراس ات واختي ارهم‬
‫ألجناس الفواكه ‪ ،‬وحتسينهم للبساتني بأنواع اخلضر وصنوف الزهر» (‪.)2‬‬
‫وقد كان سكان هذه البالد ىف حالة استقرار يعيشون ىف القرى واحلصون ‪ ،‬إضافة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر البيان املغرب ىف أخبار األندلس واملغرب ‪( 11 / 2‬دار الثقافة بريوت)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر نفح الطيب ‪ ، 75 / 1‬وجملة عامل الفكر ص ‪ 343‬ـ ‪ 344‬اجمللد العاشر‪.‬‬
‫‪ ............................................................................... 22‬فهرس املوضوعات‬

‫إىل األمص ار املعروفة كـ «غرناطة ومالقة وإش بيلية» ومتت از ه ذه البالد بك ثرة العم ران ‪،‬‬
‫مارس أهلها ـ كأى جمتمع مستقر ـ الصناعة والتجارة والزراعة ‪ ،‬وغريها من احلرف‪.‬‬
‫وه ذا يعىن أن ك ثرة األص ول الىت ك ان ينتمى إليها اجملتمع األندلسى ‪ ،‬وك ذلك‬
‫اختالف النزعات وتعددها مل جتعل منه جمتمعا مهلهال ‪ ،‬وكما يقول الدكتور أمحد هيكل‬
‫‪« :‬وليس معىن ما تق دم أن اجملتمع األندلسى ك ان جمتمعا مهلهال بس بب اختالف عناص ره‬
‫البشرية ‪ ،‬فاحلق أنه برغم تعدد العناصر بني سكان األندلس ـ كانت الروابط القوية تشد‬
‫بعض هم إىل بعض ىف أغلب األحي ان ‪ ،‬وتطبعهم بالط ابع األندلسى املتم يز ‪ ،‬فقد ك انت‬
‫هن اك دائما البيئة املش رتكة والثقافة املش رتكة ‪ ،‬وك انت هن اك غالبا احلكومة املوح دة‬
‫والسياسة املوح دة ‪ ،‬مث ك انت هن اك بعد ذلك احلض ارة األندلس ية الرائعة الىت تص بغ مجيع‬
‫العناصر بصبغتها الواضحة ‪ ،‬تلك الصبغة الىت ال يكاد يفرتق فيها بربرى األصل عن عرىب‬
‫الدم ‪ ،‬بل ال يكاد يتميز معها أسباىن اجلدود من عرىب اآلباء» (‪.)1‬‬
‫ويعلل ال دكتور أمحد هيكل هلذا الرتابط فريجعه إىل غلبة العنصر الع رىب وارتباطه‬
‫بس كان البالد األص لية عن طريق ال زواج واملص اهرة ملا ك ان الواف دون الع رب يف ش كل‬
‫جنود ال ىف شكل أسر ‪ ،‬دفعهم ذلك إىل االرتباط مع سكان اجلزيرة برباط املصاهرة‪.‬‬
‫وكان هلذا االستقرار االجتماعي فضال ىف ازدهار احلركة العلمية ‪ ،‬وبروز املبدعني‬
‫من أهل األندلس ىف شىت العلوم ‪ ،‬وسنتعرض للحركة العلمية يف النقطة التالية‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر األدب األندلسى للدكتور أمحد هيكل ص ‪.35‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪23 ...............................................................................‬‬

‫الحركة العلمية‬
‫ب دأت النهضة العلمية منذ وطئت أق دام املس لمني أرض ها ‪ ،‬فك ان للفتح اإلس المي‬
‫الفضل ىف تغيري وجه احلي اة فيها ‪ ،‬بل وىف أوربا كلها الىت ك انت ت رزح حتت وط أة الظلم‬
‫والظالم‪.‬‬
‫ومعل وم أن اإلس الم يق در العلم ‪ ،‬ويرفع درجة العلم اء ؛ ل ذلك ج اء إىل األن دلس‬
‫متض منا دعوته إىل العلم ‪ ،‬مرغبا فيه ‪ ،‬وقد هتي أت له أرض خص بة ىف ه ذه البالد ؛ حيث‬
‫وجد حكاما يعشقون العلم ويقدرون العلماء ويشجعون على اإلبداع‪.‬‬
‫واس تمرت ه ذه النهضة إىل آخر وج ود املس لمني ىف األن دلس ‪ ،‬بل إن األورب يني‬
‫استفادوا استفادات عظيمة مما خلفه املسلمون من تراث علمى ‪ ،‬وإىل اآلن‪.‬‬
‫وقد ازده رت ىف األن دلس عل وم شىت وفن ون خمتلفة ‪ ،‬ومن العل وم الىت اس تحوذت‬
‫على اهتمام العامة واخلاصة وانتشرت انتشارا واسعا ‪:‬‬
‫(‪ )1‬علم النحو‪.‬‬
‫(‪ )2‬علم القراءات‪.‬‬
‫(‪ )3‬علم التفسري‪.‬‬
‫علم النحو ‪:‬‬
‫النحو ‪ :‬هو جمموعة من القواعد الىت تلتزم هبا أساليب اللغة ىف طرق أدائها للمعاىن‬
‫‪ ،‬أو كما عرفه ابن جىن «انتح اء مست كالم العرب ىف تص رفه من إع راب وغ ريه كالتثنية‬
‫واجلمع والتحقري والتكسري واإلض افة والنسب وال رتكيب ‪ ،‬وغري ذلك ؛ ليلحق من ليس‬
‫من أهل العربية بأهلها ىف الفصاحة فينطق هبا ‪ ،‬وإن مل يكن منهم ‪ ،‬وإن شذ بعضهم عنها‬
‫رد به إليها» (‪.)1‬‬
‫وقد ارتبط علم النحو ىف نش أته وتط وره ب القرآن الك رمي ‪ ،‬فقد م ّر مبراحل متعاقبة‬
‫ك انت ىف البداية س ريعة ‪ ،‬وذلك بس بب ارتباطه بض بط الق رآن واحلديث ‪ ،‬حىت يظال‬
‫مبنجاة من اللحن والتحريف مما جعله ىف حقيقة األمر من مثرات الدراسة القرآنية (‪.)2‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اخلصائص ‪.34 / 1‬‬
‫(‪ )2‬جملة ال دارة الس عودية «العقد األول» ‪ ،‬الس نة الثانية ‪ ،‬ش وال ‪ 1406‬ه‍ ـ ‪ 1986‬م ص ‪ ، 17‬من مق ال‬
‫للدكتور عبد الكرمي حممد األسعد‪.‬‬
‫‪ ............................................................................... 24‬فهرس املوضوعات‬

‫وهن اك ظ روف موض وعية أدت إىل نش أة علم النحو ‪ ،‬وذلك بعد ب روز املش كلة‬
‫اللغوية وإحلاحها بفعل عاملني ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬عامل اجتم اعى ‪ ،‬يتمثل ىف االختالط العميق ال ذى نشأ بني القبائل العربية‬
‫وبني غري العرب ممن فتح اهلل بالدهم للمسلمني ‪ ،‬هذا االختالط دعا إىل ضرورة اختاذ لغة‬
‫تعرب عنه وتقضى حاجاته ‪ ،‬فب دأت ل ذلك تنشأ مش كلة لغوية ذات ش قني ‪ :‬الشق األول ‪:‬‬
‫تع دد اللغ ات وتع دد األلس نة لك ثرة البالد املفتوحة ‪ ،‬والشق الث اين ‪ :‬اللحن ال ذى ب دأ‬
‫يتسرب إىل اللسان العرىب (‪.)1‬‬
‫والعامل الث اني ‪ :‬ديين ‪ ،‬ويتلخص ىف أن الع رب أرادوا أن ينش روا اإلس الم بني‬
‫الشعوب املفتوحة ‪ ،‬وحمور اإلسالم القرآن ‪ ،‬وهو نص عرىب ‪ ،‬وال بد لكل مسلم ومسلمة‬
‫أن يق رأ ولو ش يئا يس ريا من الق رآن وبص ورة ص حيحة ‪ ،‬وه ذا ي دعو إىل أن يتعلم العجم‬
‫ولو املبادئ األساسية للّغة العربية الىت هبا يستطيعون قراءة القرآن قراءة صحيحة‪.‬‬
‫واحلق أن كال الع املني أح دثا أث را مناقضا لآلخر ‪ ،‬فالعامل االجتم اعى ي دعو إىل‬
‫خلق لغة مش رتكة للتف اهم بني الع رب وبني أهل البالد املفتوحة ‪ ،‬على حني أن العامل‬
‫الديين يؤثر احملافظة على اللغة العربية كما هى ـ دومنا شائبة ـ حىت يتثىن قراءة القرآن الكرمي‬
‫قراءة سليمة ‪ ،‬ومن هنا برزت املشكلة (‪.)2‬‬
‫وقد أدرك املس لمون املش كلة اللغوية ‪ ،‬ول ذلك فك روا ىف حل س ريع هلا ‪ ،‬يض من‬
‫ترابط اجملتمع ووحدته من ناحية ‪ ،‬ومن ناحية أخ رى يف رض على ه ذا اجملتمع لغة الق رآن‬
‫(اللغة العربية) لغة رمسية‪.‬‬
‫ومن هنا ‪ ،‬بدأ علم النحو يف الظهور للقيام باملهمة السابقة ‪ ،‬وبدأ ذلك الظهور ىف‬
‫شبه خطوات متهيدية ‪ ،‬كضبط النص القرآىن الذى قام به أبو األسود الدؤىل كحل سريع‬
‫للمشكلة اللغوية ‪ ،‬وكانت هذه اخلطوة خطوة متهيدية لنشأة القواعد اللغوية‪.‬‬
‫مث جاءت اخلطوة الثانية وهى التصدى املباشر للمشكلة اللغوية فص نّف أبو األسود‬
‫الدؤيل ـ أيضا ـ احلركات إىل مضمومات ومفتوحات ومكسورات ‪ ،‬منونة وغري‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر قضايا ونصوص حنوية (دار الثقافة العربية) للدكتور على أبو املكارم ص ‪.35‬‬
‫(‪ )2‬راجع السابق ص ‪.37 ، 36‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪25 ...............................................................................‬‬

‫منون ة‪ .‬وب ذلك أدرك ظ واهر التص رف اإلع راىب ىف آخر الكلم ات ‪ ،‬وك انت ه ذه اخلط وة‬
‫هى البداية احلقيقية إىل وضع قواعد علم النحو الىت أتيح هلا أن تتطور وتتضح وتستقر كل‬
‫ذلك جاء ىف أطوار متعددة (‪.)1‬‬
‫علم النحو فى األندلس‬
‫نشأ املذهب األندلسى ىف بداية الق رن اخلامس اهلج رى ‪ ،‬حيث خالط حناهتا مجيع‬
‫النح اة الس ابقني من بص ريني وكوف يني وبغ داديني مع انته اجهم هنج اآلخ رين ىف االختي ار‬
‫من آراء حناة الكوفة والبص رة وإض افة اختي ارات من آراء البغ داديني وخباصة أبو على‬
‫الفارسي ‪ ،‬وابن جين ‪ ،‬وش اءت األق دار أن تك ون ه ذه البالد رائ دة لفن النحو بعد أن‬
‫كانت حمرومة منه زمنا طويال (‪.)2‬‬
‫يلخص ص احب كت اب «ت اريخ الفكر ىف األن دلس» رحلة النحو ىف ه ذه البالد ‪،‬‬
‫فيقول ‪« :‬كان الناس أوال ‪ ،‬يدرسون اللغة ىف األندلس عن طريق قراءة النصوص األدبية‬
‫والكتب دون اس تعمال كتب خاصة ىف النحو ‪ ،‬مث عرض وا بعد ذلك كتبه ‪ ،‬وأول ما ذاع‬
‫بينهم منها كتب الكسائى وسيبويه ‪ ،‬مث جودى بن عثمان املتوىف سنة ‪ 198‬ه‍ الذي ألّف‬
‫كتاب «منبه احلجارة» وجاء بعده أبو على القاىل املتوىف سنة ‪ 355‬ه‍ الذى ألّف رسالة‬
‫عن املقصور واملمدود ‪ ،‬وأخرى عن األفعال عنواهنا ‪:‬‬
‫«فعلت وأفعلت» وك ان أرفع كتب النحو على أي ام ابن ح زم «تفسري احلوىف‬
‫لكت اب الكس ائى» وكت ابني البن س يده الض رير‪ .‬وقد ق ام أبو احلج اج يوسف بن عيسى‬
‫املت وىف س نة ‪ 475‬ه‍ بش رح ما ىف كت اب س يبويه من الش عر ونقد حنوه ‪ ،‬وك ان األعلم‬
‫البطليوسي يسمى بالنحوى ‪ ،‬وقد وضع شرحا جلمل الزجاجى ولكتاب احلماسة ‪ ،‬وألف‬
‫ع ددا من الكتب اجلي دة ىف النحو ‪ ،‬ويقول ون إن أمحد بن على بن أمحد بن خلف‬
‫األنصارى املعروف بابن الباذش الغرناطى املتوىف سنة ‪ 540‬ه‍ كان يعد نفسه واحدا من‬
‫أعالم النحو الثالثة ىف عصره» (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انظر هذه األطوار عند الدكتور على أبو املكارم ‪ :‬املرجع السابق ص ‪ 42‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬املدارس النحوية ‪.292‬‬
‫(‪ )3‬تاريخ الفكر اإلسالمى ىف األندلس (مؤسسة النهضة املصرية ‪ 1955‬م) ترمجة ‪ :‬حسني مؤنس ص ‪185‬‬
‫وانظر ‪ :‬فضل احلضارة اإلسالمية والعربية على العامل ص ‪.560‬‬
‫‪ ............................................................................... 26‬فهرس املوضوعات‬

‫واس تمرت حركة النحو ىف تق دم وازده ار ‪ ،‬فوج دنا علم اء م ربزين ألف وا جمموعة‬
‫من الكتب ما زال أثرها الب الغ إىل يومنا ه ذا ‪ ،‬ومن ه ؤالء ‪ :‬ابن مالك مؤلف «األلفي ة»‬
‫وكت اب «التس هيل» وش رحه ‪ ،‬وكت اب «ش رح الش افية الكافي ة» وغريها ‪ ،‬والش لوبني‬
‫مؤلف كتاب «التوطئة» وغريه ‪ ،‬وابن عصفور مؤلف كتاب «املقرب» وغريه ‪ ،‬وغريهم‬
‫كثري‪.‬‬
‫ومما يدل على اعتناء األندلسيني بالنحو وحفظهم له ‪ ،‬وارحتاهلم ىف طلبه ـ حفظهم‬
‫مذاهب النحاة ‪ ،‬كما كانت حتفظ مذاهب الفقه ‪ ،‬كما أن العامل الذى ال يكون متمكنا‬
‫من ه ذا العلم ‪ ،‬وال يع رف غرائبه وش وارده ‪ ،‬ال يك ون ج ديرا ب احرتامهم وال مس تحقا‬
‫للتمييز وال ساملا من االزدراء (‪.)1‬‬
‫فكونوا‬
‫بذلك تتضح لنا عناية أهل األندلس بعلم النحو واستقالهلم ىف آراء كثرية ‪ّ ،‬‬
‫بذلك مدرسة ىف النحو خاصة هبم‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬علم القراءات‬
‫ومما يتصل ب النحو اتص اال وثيقا علم الق راءات ؛ إذ للق راءات أثرها ىف التوجيه‬
‫النحوى واللغوى‪.‬‬
‫(‬
‫وعلم الق راءات علم يع رف به كيفية أداء كلم ات الق رآن واختالفها مع زوا لناقله‬
‫‪.)2‬‬
‫والق راءات حجة الفقه اء ىف االس تنباط واالهت داء إىل احلق ىف كثري من املس ائل‬
‫الفقهية‪.‬‬
‫وقد انتشر علم الق راءات ىف األن دلس على يد جماهد من م واىل الع امريني ‪ ،‬وخاصة‬
‫عند ما ملك بشرق األندلس ؛ ألن مواله املنصور بن عامر أخذه به ؛ إذ كان معتنيا هبذا‬
‫الفن من فنون القرآن ‪ ،‬واجتهد ىف تعليمه وعرضه على من كان من أئمة القراء حبضرته ‪،‬‬
‫فكان سهمه وسهم مواله فيه وافرا (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬فضل احلضارة اإلسالمية والعربية على العلم ص ‪.560‬‬
‫(‪ )2‬لطائف اإلشارات ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬الشيخ عامر عثمان والدكتور عبد الصبور شاهني ‪.170 / 1‬‬
‫(‪ )3‬راجع ‪ :‬أهم القض ايا النحوية والص رفية ىف احملرر الوج يز البن عطية (رس الة ماجس تري ‪ ،‬كلية اللغة العربية‬
‫بالقاهرة) ص ‪.15‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪27 ...............................................................................‬‬

‫وقد وضع العلماء شروطا للقراءة الصحيحة ‪ ،‬وهى ‪ :‬أن توافق العربية ولو بوجه ‪،‬‬
‫مبعىن أن تتفق مع رأى من آرائها ولو ك ان ض عيفا ‪ ،‬وأن توافق أحد املص احف العثمانية‬
‫ولو احتماال ‪ ،‬وأن يصح سندها‪.‬‬
‫يق ول ابن اجلزري ‪ :‬كل ق راءة وافقت العربية ولو بوجه ‪ ،‬ووافقت أحد املص احف‬
‫العثمانية ولو احتم اال ‪ ،‬وصح س ندها ‪ ،‬فهى الق راءة الص حيحة الىت ال جيوز ردها وال‬
‫إنكارها ‪ ،‬بل هى من األحرف السبعة الىت نزل هبا القرآن ووجب على الناس قبوهلا (‪.)1‬‬
‫ف إذا اختل ش رط من الش روط الثالثة ص ارت الق راءة ض عيفة أو ش اذة أو باطلة ‪،‬‬
‫مهما كانت منزلة القائل هبا ‪ ،‬أو كانت سبعية أو عشرية‪.‬‬
‫ومما ي دل على أمهية الش روط الس ابقة ما قاله الس يوطي عن ابن اجلزرى ىف كالمه‬
‫السابق ‪« :‬وأحسن من تكلم ىف هذا النوع إمام القراء ىف زمانه شيخ شيوخنا ‪ :‬أبو اخلري‬
‫ابن اجلزرى» (‪.)2‬‬
‫والقراءات حكم على القاعدة اللغوية ‪ ،‬وال يكون العكس ‪ ،‬فنحن نصحح القاعدة‬
‫ب القراءة ‪ ،‬وال نص حح الق راءة بالقاع دة ‪ ،‬وه ذا ي دل على أمهية الق راءات ىف ال درس‬
‫النحوى ‪ ،‬وىف ضبط قواعده‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬علم التفسير‬
‫ومن العلوم الىت تتصل بعلم النحو علم التفسري ؛ إذ للنحو أثر بارز ىف تفسري كتاب‬
‫اهلل عز وجل‪.‬‬
‫وفضل علم التفسري كبري ؛ إذ يتصل بكت اب اهلل ‪ ،‬فموض وعه كت اب اهلل ال ذى هو‬
‫ينبوع احلكمة ‪ ،‬ومعون كل فضيلة‪ .‬والغرض منه شريف ؛ فالغرض منه االعتصام بالعروة‬
‫ال وثقى والوص ول إىل الس عادة احلقيقية الىت ال تفىن ‪ ،‬كما أن احلاجة إليه ش ديدة لفهم‬
‫كتاب اهلل ؛ لتستقيم احلياة ‪ ،‬ويصل اإلنسان إىل الكمال الدنيوى واألخروى ؛ ألن كتاب‬
‫اهلل هو املنهاج القومي والصراط املستقيم ‪ ،‬عصمة ملن متسك به (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬طبقات القراء ‪ ، 247 / 2‬ولطائف اإلشارات ‪42 / 1‬‬
‫(‪ )2‬اإلتقان ‪.258 / 1‬‬
‫(‪ )3‬انظر اإلتقان ‪.199 / 4‬‬
‫‪ ............................................................................... 28‬فهرس املوضوعات‬

‫وقد عىن األندلس يون بتفسري الكت اب العزيز ‪ ،‬وك ان حظهم من العناية به واإلتق ان‬
‫كبري‪.‬‬
‫«وعلم اؤهم ىف مقدمة من خلّص وا التفسري من اإلس رائيليات واألخب ار الواهية‬
‫واملصنوعة ‪ ...‬الىت أدخلها اليهود والنصارى الذين اعتنقوا اإلسالم» (‪.)1‬‬
‫ومن أبرز المفسرين األندلسيين ‪:‬‬
‫أبو عبد اهلل بقى بن خملد (‪ 201‬ـ ‪ 276‬ه‍) من أهل قرطبة‪.‬‬
‫أبو سعيد عثمان بن حممد بن حماسن (توىف ‪ 356‬ه‍)‪.‬‬
‫مكى بن أىب طالب القيسي القرطيب (‪ 355‬ـ ‪ 437‬ه‍)‪.‬‬
‫وابن عطية صاحب كتاب تفسري «احملرر الوجيز»‪.‬‬
‫والقاضى أبو بكر حممد بن عبد اهلل العرىب (توىف ‪ 543‬ه‍) صاحب كتاب «أحكام‬
‫القرآن»‪.‬‬
‫وأبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر بن ف رج األنص ارى اخلزرجى األندلسى مث‬
‫القرطىب صاحب كتاب «اجلامع ىف أحكام القرآن»‪.‬‬
‫يت بني لنا من كل ذلك م دى إس هام األندلس يني ىف جمال علم التفسري وهو إس هام‬
‫عظيم وال شك‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬مقدمة ابن خلدون ص ‪( 308‬ط مصطفى احللىب) ‪ ،‬وكشف الظنون ‪.228 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪29 ...............................................................................‬‬

‫ترجمة ابن عصفور‬

‫اسمه وكنيته ولقبه‬


‫امسه ‪ :‬على بن أىب احلسن بن م ؤمن بن حممد بن على بن عص فور احلض رمى‬
‫اإلشبيلي ‪ ،‬وكنيته ‪ :‬أبو احلسن ‪ ،‬ويلقب بابن عصفور (‪.)1‬‬
‫وقد وصفه أبو العباس ىف «عنوان الدراية» فيمن عرف من العلماء ىف املائة السابعة‬
‫ببجابة بقوله «هو الش يخ الفقيه األس تاذ النح وى املؤرخ احملصل اجلليل الفاضل ‪ ،‬األس تاذ‬
‫أبو احلسن على بن مؤمن بن حممد بن على احلضرمي ‪ ،‬عرف بـ «ابن عصفور» ‪ ،‬من أهل‬
‫إشبيلية‪.‬‬

‫مولده ونشأته‬
‫ولد ابن عص فور بإش بيلية ع ام س بعة وتس عني ومخس مائة وهو ع ام الس يل الكبري ‪،‬‬
‫ونشأ ىف ربوع األندلس يأخذ علوم العربية واألدب من أشهر علمائها‪ .‬وقد الزم الشلوبني‬
‫عشر سنني إىل أن ختم عليه كتاب سيبويه‪.‬‬
‫مرة وآزمور أخرى ‪ ،‬ودخل‬ ‫وقد استوطن بأخرة تونس وجتول وسكن ثغرى آنفا ّ‬
‫مراكش (‪.)2‬‬
‫وقد ذكر من ت رجم له أنه ك ان ص ابرا على البحث ومدارس ته ال ميل من ذلك ‪،‬‬
‫وقد تص در لإلق راء والتعليم فأقبل عليه الطلبة وأخ ذوا عنه علم العربية ‪ ،‬واملتتبع ملؤلفاته‬
‫جيد أنه مل يكن له باع إال فيما يتعلق بعلوم العربية وآداهبا‪.‬‬

‫مكانته العلمية‬
‫ب رع ابن عص فور ىف النحو ‪ ،‬ومحل ل واء العربية يف زمانه بعد أس تاذه الش لوبني ‪،‬‬
‫فبعد أن أمت دراسته على شيوخه ‪ ،‬تصدر للتدريس ‪ ،‬وكان ذلك ىف إشبيلية ‪ ،‬وكانت له‬
‫حلقة كبرية يدرس فيها لطالبه‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انظر الواىف بالوفيات ‪ ، 265 / 22‬كشف الظنون ‪ ، 1822 / 2‬وشذرات الذهب ‪ ، 330 / 5‬وبغية‬
‫الوعاة ‪ ، 210 / 2‬ومفتاح السعادة ‪ ، 118 / 1‬ونفح الطيب ‪ 271 ، 209 / 2‬ـ ‪ ، 272‬وكشف الظنون‬
‫ص ‪ ، 603 ، 527‬وإيضاح املكنون ‪ ، 527 / 1‬األعالم للزركلى ‪.27 / 5‬‬
‫(‪ )2‬انظر الذيل والتكملة ‪.414 ، 413 / 5‬‬
‫‪ ............................................................................... 30‬فهرس املوضوعات‬

‫قال عنه السيوطي ‪ :‬حامل لواء العربية ىف زمانه باألندلس‪.‬‬


‫وق ال ابن الزبري ‪ :‬أخذ عن ال دباج ‪ ،‬والش لوبني ‪ ،‬والزمه م دة ‪ ،‬وك انت بينهما‬
‫منافرة ومقاطعة ‪ ،‬وتصدر لالشتغال مدة بعدة بالد ‪ ،‬وجال باألندلس ‪ ،‬وأقبل عليه الطلبة‬
‫‪ ،‬وكان أصرب الناس على املطالعة ‪ ،‬ال ميل من ذلك (‪.)1‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنه مل يكن يؤخذ عنده غري النحو وال تأهل لغري ذلك (‪.)2‬‬
‫ولكن ه ذا ال يصح ‪ ،‬ألنه ك ان علما ىف العربية ‪ ،‬ريّ ان ىف األدب (‪ )3‬يش هد له ما‬
‫قدمه من مصنفات ‪ ،‬ففى النحو نرى كتبا كثرية كاملقرب والبديع وشروح اجلمل ‪ ،‬وىف‬
‫الص رف ‪ :‬املمتع ‪ ،‬وىف األدب ‪ :‬الض رائر وس رقات الش عراء ‪ ،‬وش رح األش عار الس تة ‪،‬‬
‫وشرح احلماسة ‪ ،‬وشرح ديوان املتنيب (‪.)4‬‬
‫وقد ك ان أب رع تالميذ الش لوبني وأحس نهم تص نيفا ؛ ول ذلك ذاع ص يته ىف بالد‬
‫األن دلس ؛ فتص در للت دريس ىف إش بيلية وش ريش ومالقة ومرس ية ‪ ،‬حىت جعل امسه ىف‬
‫الطبقة األوىل من أعالم إشبيلية ‪ ،‬وقرن بأمثال أىب على الشلوبني وأىب احلسن الدباج (‪، )5‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنه حامل لواء العربية ىف زمانه باألندلس‬
‫وك ان لس رعة تف وق ابن عص فور وش هرته وتص دره للت دريس أن ن افس أس تاذه‬
‫الش لوبني ؛ مما جعله ينقم عليه فص ار إىل الغض من ش أنه ويص مه باجلهل ‪ ،‬فك ان يق ول‬
‫لتالميذه ‪« :‬إذا خرجتم فاسألوا ذلك اجلاهل» (‪ )6‬يعىن ابن عصفور‪.‬‬
‫بل إن شهرته العلمية طبّقت العامل اإلسالمى شرقا وغربا ‪ ،‬فأصبح مذكورا ـ لعلمه‬
‫ـ لدى اجلميع ‪ ،‬وملصنفاته تقدير وحفاوة ‪ ،‬قال صاحب القدح املعلى ‪« :‬وأبو احلسن اآلن‬
‫حل فعلمه نازل باحملل الرفيع ‪ ،‬ومقابل‬
‫إمام هبذا الشأن ىف املشارق واملغارب ‪ ،‬وهو حيث ّ‬
‫بالرب الفائق» (‪.)7‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬بغية الوعاة ‪ ، 210 / 2‬والواىف بالوفيات ‪ ، 265 / 22‬ونفح الطيب ‪.209 / 2‬‬
‫(‪ )2‬بغية الوعاة ‪.210 / 2‬‬
‫(‪ )3‬الذيل والتكملة ‪.414 / 5‬‬
‫(‪ )4‬السابق نفس الصفحة‪.‬‬
‫(‪ )5‬انظر نفح الطيب ‪ ،‬وبغية الوعاة ‪.210 / 2‬‬
‫(‪ )6‬نفح الطيب ‪.210 ، 209 / 2‬‬
‫(‪ )7‬اختصار القدح املعلى ص ‪.96‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪31 ...............................................................................‬‬

‫وبلغ من علمه ىف النحو أن جعله القاضى ناصر ال دين ابن املنري خ امت علم اء النحو‬
‫حني رثاه قائال ‪:‬‬
‫نني البطل‬ ‫دؤىل ‪  ‬عن أمري املؤم‬ ‫ند النحو إلينا ال‬ ‫أس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪)1‬‬
‫حبق ‪ :‬ختم النحو على‬
‫ّ‬ ‫ذا ‪  ‬قل‬ ‫على ‪ ،‬وك‬
‫دأ النحو ّ‬ ‫ب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫املدجلى أن ش يخه ابن عص فور انتهت إليه عل وم ‪ ،‬وعليه اإلحالة‬


‫ّ‬ ‫وي ذكر ابن س عيد‬
‫اآلن ىف املشرق واملغرب (‪.)2‬‬
‫غري أنه وب الرغم من ذلك ح اول بعض األندلس يني الغض من ابن عص فور والتقليل‬
‫من ش أنه ؛ ف ابن الزبري ينفى عنه أن يك ون ذا معرفة بغري عل وم العربية (‪ )3‬وابن مالك‬
‫«ص احب األلفي ة» يص مه باجلهل وع دم الض بط واإلتق ان وك ثرة اخلطأ وابن احلاج وأبو‬
‫العب اس «أمحد بن حممد اإلش بيلي» وهو معاصر البن عص فور ‪ ،‬يتهمه بأنه يس يء فهم‬
‫كت اب س يبويه وتفس ريه (‪ )4‬وأبو حي ان ال ذى عىن ب املمتع واملق رب والش رح الكبري ال ي ألو‬
‫جه دا ىف تعقب ابن عص فور ونق ده والغض منه وقد أورد عليه تعليق ات كث رية (‪ .)5‬وقد‬
‫ري لبعض تلك األق وال فوص فها ب أن فيها كث ريا من التخليط والتعسف ‪ ،‬مثّ‬ ‫ع رض املق ّ‬
‫أنشد قائال ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ريب‬ ‫أيت هلا بض‬ ‫مس نورها ‪  ‬ويأمل أن ي‬ ‫ويف تعب من حيسد الش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وللحق نقول ‪ :‬إن ه ذه األقوال ـ على ما فيها من حق أو باطل ـ ال تنال من منزلة‬


‫ابن عص فور ‪ ،‬أو تنقص من ق دره ىف ت اريخ النحو الع رىب ‪ ،‬بل إن له ق دما راس خة تش هد‬
‫هلا كثرة مصنفاته ىف فن النحو والصرف ‪ ،‬وشهرته الىت طبقت اآلفاق قدميا وحديثا‪.‬‬

‫أساتذته وشيوخه‬
‫تذكر كتب الرتاجم أن ابن عصفور أخذ عن اثنني مها ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬بغية الوعاة ‪.210 / 2‬‬
‫(‪ )2‬نفح الطيب ‪.184 / 3‬‬
‫(‪ )3‬انظر بغية الوعاة ‪.210 / 2‬‬
‫(‪ )4‬اختصار القدح املعلى ص ‪ ، 96‬وبغية الوعاة ‪.360 / 1‬‬
‫(‪ )5‬ينظر ‪ :‬البحر احمليط ‪.363 ، 362 / 2‬‬
‫(‪ )6‬نفح الطيب ‪.148 / 4‬‬
‫‪ ............................................................................... 32‬فهرس املوضوعات‬

‫‪ 1‬ـ الشلوبين ‪:‬‬


‫بيلى األزدى ‪،‬‬ ‫وهو األس تاذ أبو على عمر بن حممد بن عمر بن عبد اهلل اإلش‬
‫املعروف بالشلوبيىن (‪.)1‬‬
‫والش لوبيىن نس بة إىل حصن ش لوبينية جبن وب األن دلس ‪ ،‬ويس ميه اإلس بان اآلن‬
‫‪ ، anerbolaS‬يقع جن وىب غرناطة على البحر املتوسط ‪ ،‬وهى قرية من ق رى إش بيلية ‪،‬‬
‫وهى تقع غرىب مدينة «موتريل شرقى املنكب (‪.)2‬‬
‫وقد أورد بعض املؤرخني امسه بدون ياء نسب ‪ ،‬فقال ‪ :‬الشلوبني ‪ ،‬وهى تعىن بلغة‬
‫األندلس ‪ :‬األشقر واألبيض (‪.)3‬‬
‫وقد ولد أبو على ىف سنة اثنتني وستني ومخسمائة بإشبيلية ‪ ،‬وكانت وفاته ىف سنة‬
‫مخس وأربعني وستمائة عن ثالث ومثانني سنة (‪.)4‬‬
‫وكان إمام عصره ىف العربية بال منازع ‪ ،‬وهو آخر األئمة باملشرق واملغرب ىف هذا‬
‫الشأن ‪ ،‬وكان باإلضافة إىل هذا بارعا ىف قرض الشعر ونقده والتعليم وغري ذلك‪.‬‬
‫يقول ابن سعيد ‪« :‬وعكف من صباه على النحو حىت برع فيه ‪ ،‬ومل يرتك أحدا ىف‬
‫عص ره يوازيه ‪ ...‬وك ان مع إمامته ىف النحو مقرئا ملص نفات األدب اجلليلة قائما مبعرفتها‬
‫وضبطها وروايتها ‪ ،‬عامال بذلك غدوه وأصيله» (‪.)5‬‬
‫وقال عنه السيوطى ‪« :‬وقلما تأدب باألندلس أحد من أهل زماننا إال وقرأ عليه أو‬
‫استند ـ ولو بواسطة ـ إليه» (‪.)6‬‬
‫‪ 2‬ـ أبو الحسن الدبّاج ‪:‬‬
‫هو شيخ األندلس ‪ ،‬على بن جابر بن على بن أمحد اللخمى اإلشبيلى ‪ ،‬عامل باللغة‬
‫واألدب ‪ ،‬لطيف املعشر ‪ ،‬خالص اليقني ‪ ،‬متني الدين ‪ ،‬تعلم القراءات والعربية ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬بغية الوعاة ‪ ، 224 / 2‬والديباج املذهب ص ‪ 152‬ـ ‪ ، 154‬والنجوم الزاهرة ‪.358 / 6‬‬
‫(‪ )2‬التوطئة ألىب على الشلوبيىن ‪ ،‬مقدمة احملقق ص ‪ ، 37‬حتقيق الدكتور يوسف أمحد املطوع‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬سري أعالم النبالء ‪.273 / 13‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪ :‬السابق ‪.274 / 13‬‬
‫(‪ )5‬اختصار القدح املعلى ىف التاريخ احمللى ص ‪.53 ، 52‬‬
‫(‪ )6‬بغية الوعاة ‪.225 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪33 ...............................................................................‬‬

‫وتص در لإلق راء حنو مخسني س نة ‪ ،‬وجعله أهل إش بيلية إماما جلامع الع ديس ‪ ،‬له تص انيف‬
‫وأشعار كثرية‪.‬‬
‫وقد ولد س نة ست وس تني ومخس مائة ‪ ،‬وت وىف س نة ست وأربعني وس تمائة ىف‬
‫إشبيلية (‪.)1‬‬

‫تالميذه ‪:‬‬
‫كان ابن عصفور كثري التطواف يف بالد األندلس واملغرب ؛ ولذلك أقبل عليه طلبة‬
‫العلم ينهلون من علمه ‪ ،‬ومن أبرز تالميذه الذين ذكرهتم كتب الرتاجم ‪:‬‬
‫الص ّفار ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أبو الفضل ّ‬
‫وهو قاسم بن علي بن حممد بن سليمان األنصاري البطليموسي ‪ ،‬صحب الشلوبني‬
‫وابن عص فور ‪ ،‬وش رح كت اب س يبويه ش رحا طيبا ‪ ،‬قيل عنه ‪ :‬إنه من أحسن الش روح ‪،‬‬
‫وقد تويف أبو الفضل الصفار بعد الثالثني وستمائة للهجرة (‪.)2‬‬
‫‪ 2‬ـ ابن حكم الطّبيري ‪:‬‬
‫هو أبو عثم ان ‪ ،‬س عيد بن حكم بن عمر بن أمحد القرشي ‪ ،‬ك ان حنويّا أديبا ‪،‬‬
‫حسن التص رف يف النظم والن ثر ‪ ،‬مش اركا يف الفقه واحلديث ‪ ،‬ذا حظ ص احل ىف الطب ‪،‬‬
‫أخذ عن ال دبّاج والش لوبني وابن عص فور ‪ ،‬وروى عنهم ‪ ،‬وأج از له من املش رق‬
‫مفوز‪.‬‬
‫القسطالين وخلق ‪ ،‬وروى عنه يوسف بن ّ‬
‫استوىل على «منرقة» ـ بضم النون وسكون الراء ـ فضبطها أحسن ضبط ‪ ،‬وسار‬
‫فيها س رية حس نة ‪ ،‬فهابه النص ارى ‪ ،‬واس تقام أمر املس لمني ‪ ،‬وهو مع ذلك ال يفرت عن‬
‫النظر يف العلم وإفادته‪.‬‬
‫ولد ليلة الس بت س ادس مجادى اآلخرة س نة إح دى وس تمائة ‪ ،‬وت وىف ي وم الس بت‬
‫لثالث بقني من رمضان سنة مثانني وستمائة (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬راجع ‪ :‬اختصار القدح املعلى ص ‪ 155‬ـ ‪ ، 156‬ورايات املربزين ص ‪ ، 16‬وتكملة الصلة ص ‪، 683‬‬
‫وشذرات الذهب ‪ ، 225 / 5‬والنجوم الزاهرة ‪ ، 361 / 6‬ونفح الطيب ‪ 478 / 3‬ـ ‪.479‬‬
‫(‪ )2‬بغية الوعاة ‪ ، 256 / 2‬وكشف الظنون ص ‪.1428‬‬
‫(‪ )3‬بغية الوعاة ‪.584 ، 583 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................... 34‬فهرس املوضوعات‬

‫المدلجى ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ 3‬ـ ابن سعيد‬
‫علي بن موسى بن عبد امللك بن س عيد األندلسي األديب النح وي‬ ‫أبو احلسن ‪ّ ،‬‬
‫حايب رضي اهلل عنه ‪ ،‬ق ال يف الب در الس افر ج ال‬
‫املؤرخ ‪ ،‬من ذرية عم ار بن ياسر الص ّ‬
‫املغرب ‪ ،‬وجاب املشرق ‪ ،‬وقرأ النحو واألدب على الشلوبني والدبّاج واألعلم البطليوسي‬
‫وابن عصفور‪.‬‬
‫وألف ‪ :‬املش رق يف أخب ار املش رق ‪ ،‬واملغ رب يف أخب ار املغ رب ‪ ،‬واملرقص ات‬
‫واملطربات ‪ ،‬واألدب الغض ‪ ،‬ورحيانة األدب‪.‬‬
‫وقد ولد بغرناطة سنة عشر وستمائة ‪ ،‬ومات سنة ثالث وسبعني ‪ ،‬وقيل سنة مخس‬
‫ومثانني وستمائة (‪.)1‬‬
‫‪ 4‬ـ ابن عذرة األنصاري ‪:‬‬
‫هو أبو احلكم ‪ ،‬احلسن بن عبد ال رمحن بن عبد ال رحيم بن عمر بن عبد ال رمحن‬
‫اخلضراوي ‪ ،‬كان إماما يف النحو نبيال حاذقا ‪ ،‬ثابت الذهن ‪ ،‬وقّاد الفكر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األوسي‬
‫ّ‬
‫أخذ عن أيب العالء إدريس القرطيب وابن عص فور وله تص انيف منها ‪ :‬املفيد يف‬
‫أوزان الرجز والقصيد ‪ ،‬واإلغراب يف أسرار احلركات يف اإلعراب‪.‬‬
‫ولد سنة اثنتني وعشرين وستمائة ‪ ،‬وكان حيّا سنة أربع وأربعني وستمائة (‪.)2‬‬
‫‪ 5‬ـ الشلوبين الصغير ‪:‬‬
‫املالقي ‪ ،‬م ذكور‬
‫ّ‬ ‫اري‬
‫وهو أبو عبد اهلل ‪ ،‬حممد بن علي بن حممد بن إب راهيم األنص ّ‬
‫يف مجع اجلوامع ‪ ،‬وهو من النبه اء الفض الء ‪ ،‬تعلم العربية والق راءات عن عبد اهلل بن أيب‬
‫صاحل ‪ ،‬والزم ابن عصفور مدة إقامته مبالقة ‪ ،‬وأقرأ ببلده القرآن والعربية ‪ ،‬وشرح أبيات‬
‫وكمل شرح شيخه ابن عصفور على اجلزوليّة ‪ ،‬وقد توىف سنة ستني‬ ‫سيبويه شرحا طيبا ‪ّ ،‬‬
‫وستمائة عن حنو أربعني سنة (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬بغية الوعاة ‪ ، 209 / 2‬ونفح الطيب ‪ 270 / 2‬ـ ‪.274‬‬
‫(‪ )2‬بغية الوعاة ‪.510 / 1‬‬
‫(‪ )3‬بغية الوعاة ‪ ، 187 / 1‬وكشف الظنون ص ‪.1801‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪35 ...............................................................................‬‬

‫‪ 6‬ـ أبو زكريا النحوي ‪:‬‬


‫هو ‪ :‬حيىي بن أيب بكر بن عبد اهلل بن حممد بن عبد اهلل الغم اري التونسي ولد س نة‬
‫ثالث وأربعني وس تمائة ‪ ،‬ق رأ العربية بت ونس على ابن عص فور ‪ ،‬ت وىف ث الث عشر ذي‬
‫احلجة سنة أربع وعشرين وسبعمائة (‪.)1‬‬
‫والبن عصفور تالميذ آخرون ‪ ،‬منهم ‪ :‬أبو حممد موىل سعيد بن حكم ‪ ،‬وأبو عبد‬
‫أىب ‪ ،‬وغريمها (‪.)2‬‬
‫اهلل بن ّ‬
‫مؤلفاته‬
‫ألف على بن م ؤمن مص نفات كث رية يف النحو والص رف واألدب ‪ ،‬وص فت بأهنا‬
‫أحسن التص انيف يف باهبا ‪ ،‬ق ال أبو العب اس يف «العن وان» وت أليف أيب احلسن رمحه اهلل يف‬
‫أجل املوضوعات والتصانيف مث ذكر يعددها ‪ ،‬حىت‬ ‫العربية هي من أحسن التآليف ‪ ،‬ومن ّ‬
‫قال ‪« :‬وكالمه يف مجيع تآليفه سهل منسبك حمصل ‪ ،‬والذي قيده عنه أصحابه أكثر من‬
‫تآليفه اليت ألفها»‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ األزهار ‪ ،‬ذكره ابن شاكر الكبيت (‪.)3‬‬
‫‪ 2‬ـ إنارة الدياجي ‪ ،‬ذكره ـ أيضا ـ ابن شاكر الكبيت (‪.)4‬‬
‫‪ 3‬ـ إيضاح املشكل ‪ :‬نسبه إليه بروكلمان (‪.)5‬‬
‫‪ 4‬ـ الب ديع ‪ :‬وهو ش رح للمقدمة اجلزولية يف النحو (‪ ، )6‬الّيت ص نفها أبو موسى‬
‫اجلزويل ال رببري النح وي املت وىف س نة س بع وس تمائة ‪ ،‬وك انت يف‬
‫ّ‬ ‫عيسى بن عبد العزيز‬
‫األصل حواشي على مجل الزج اجي (‪ ، )7‬مث أفردها يف كت اب ‪ ،‬وقد أغ رب فيها وأتى‬
‫بالعجائب ‪ ،‬وهو يف غاية اإلجياز ‪ ،‬وقال بعض األئمة عنه ‪« :‬أنا ما أعرف هذه‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الذيل والتكملة ‪.414 / 5‬‬
‫(‪ )2‬بغية الوعاة ‪.331 / 2‬‬
‫(‪ )3‬فوات الوفيات ‪.93 / 2‬‬
‫(‪ )4‬السابق‪.‬‬
‫(‪ )5‬راجع بروكلمان ‪.546 / 1‬‬
‫(‪ )6‬كشف الظنون ص ‪.1801 ، 1800‬‬
‫(‪ )7‬بغية الوعاة ‪.236 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................... 36‬فهرس املوضوعات‬

‫املقدمة ‪ ،‬وما يلزم من كوين ما أعرفها أال أعرف النحو» (‪.)1‬‬


‫وق ال بعض العلم اء ‪ :‬ليس يف اجلزولية حنو ‪ ،‬إمنا هي منطق ؛ لدقة معانيها وغرابة‬
‫تعاريفها (‪.)2‬‬
‫‪ 5‬ـ السلك والعنوان ومرام اللؤلؤ والعقيان ‪ :‬نسبه إليه بروكلمان (‪.)3‬‬
‫‪ 6‬ـ سرقات الشعراء‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ شرح األشعار الستة ‪ :‬ومل يكمله ابن عصفور ‪ ،‬وهو شرح لدواوين الشعراء‬
‫الستة ‪ :‬امرئ القيس والنابغة وزهري وعلقمه وطرفة وعنرتة (‪.)4‬‬
‫‪ 8‬ـ شرح اإليضاح ‪ :‬واإليضاح كتاب يف النحو أليب علي الفارسي ‪ ،‬قام بشرحه‬
‫ابن عصفور ‪ ،‬ونقل البغدادي يف خزانته من هذا الشرح (‪.)5‬‬
‫‪ 9‬ـ ش روح اجلمل ‪« :‬واجلمل كت اب للزج اجي ‪ ،‬وهو كت اب يف النحو مش هور ‪،‬‬
‫شرحه ابن عصفور ثالث ومرات (‪.)6‬‬
‫أـ الشرح الكبري ‪ :‬ويسمى ـ أيضا ـ «أحكام ابن عصفور (‪.)7‬‬
‫وهو شرح مسهب مفصل حضره أبو حيان النحوي‪.‬‬
‫ب ـ الشرح األوسط وهو أقل من سابقه‪.‬‬
‫ج ـ الشرح األصغر‪.‬‬
‫ويف مكتب ات الع امل نسخ ع دة من بعض ه ذه الش روح ‪ ،‬واح دة كتبت يف الق رن‬
‫الثامن ‪ ،‬قوبلت بنسخة املصنف ‪ ،‬وهي يف مكتبة يين جامع باستنبول حتت رقم ‪، 1073‬‬
‫(‬
‫ويف «ليدن نسخة أخرى حتت رقم ‪ ، 43‬ويف «انريوزيانا نسخة ثالثة حتت رقم ‪154‬‬
‫‪.)8‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬وفيات األعيان ‪.157 / 3‬‬
‫(‪ )2‬راجع فوات الوفيات ‪.93 / 2‬‬
‫(‪ )3‬بروكلمان ‪.547 / 1 :‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪ :‬كشف الظنون ص ‪.1041‬‬
‫(‪ )5‬انظر إقليد اخلزانة ص ‪.23‬‬
‫(‪ )6‬الذيل والتكملة وفوات الوفيات وبغية الوعاة وشذرات الذهب ومفتاح السعادة املواضع السابقة‪.‬‬
‫(‪ )7‬كشف الظنون ص ‪ ، 1910‬وانظر نفح الطيب ‪.184 / 3‬‬
‫(‪ )8‬انظر من كتاب اجلمل ص ‪ ، 23‬وبروكلمان ‪.174 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪37 ...............................................................................‬‬

‫‪ 10‬ـ شرح ديوان املتنيب (‪.)1‬‬


‫‪ 11‬ـ ش رح املق رب ‪ :‬وهو كت اب ش رح فيه املس ائل املش كلة فيه ومل نع ثر عليه ‪،‬‬
‫والكتاب املوجود يف املعهد حتت هذا االسم هو كتاب مثل املقرب‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ شرح كتاب سيبويه ‪ :‬حيث إن ابن عصفور ختم كتاب سيبويه على أستاذه‬
‫الشلوبني ‪ ،‬مث تص ّدر لتدريسه ‪ ،‬وعلق عليه بعض التعليقات (‪.)2‬‬
‫‪ 13‬ـ الض رائر ‪ :‬وهو كت اب يف ض رائر الش عر ‪ ،‬نقل عنه البغ دادي يف اخلزانة (‪، )3‬‬
‫وشرح شواهد الشافية (‪.)4‬‬
‫‪ 14‬ـ خمتصر احملتسب ‪ :‬و «احملتسب كتاب يف النحو البن بابشاذ ‪ ،‬طاهر بن أمحد‬
‫النح وي ‪ ،‬بن اه على ‪ :‬االسم والفعل واحلرف ‪ ،‬والرفع والنصب واجلر واجلزم ‪ ،‬والعامل ‪،‬‬
‫والتابع ‪ ،‬واخلط (‪.)5‬‬
‫‪ 15‬ـ مثل املقرب ‪ :‬وهو الكتاب الذي وضعناه ضمن هوامش كتابنا‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ املق رب يف النحو ‪ :‬وهو من أش هر كتب ابن عص فور ‪ ،‬انتشر ذك ره يف‬
‫املشرق واملغرب ‪ ،‬وهو الذي سنقوم بتحقيقه مبشيئة اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ االنتصار ‪ :‬نبه عليه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة‪.‬‬
‫‪ 18‬ـ املمتع يف التصريف‪.‬‬
‫وله مؤلف ات أخ رى ‪ ،‬منها ‪ :‬املقنع ‪ ،‬ومنظومة يف النحو ‪ ،‬واهلالل والس الف‬
‫والعذار ‪ ،‬وغريها‪.‬‬

‫وفاته ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫اختلف املؤرخون يف ميتته وتارخيها ‪ ،‬فقيل ‪ :‬إنه توىف سنة تسع وستني وستمائة‬
‫‪ ،‬وقيل ‪ :‬سنة تسع ومخسني وستمائة (‪ )7‬وقيل ‪ :‬سنة ثالثة وستني وستمائة (‪ .)8‬وقيل‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬إيضاح املكنون ‪.527 / 1‬‬
‫(‪ )2‬راجع الذيل والتكملة ‪ ،‬وفوات الوفيات املواضع السابقة‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬اقليد اخلزانة ص ‪.83‬‬
‫(‪ )4‬انظر شرح شواهد الشافية ص ‪.68‬‬
‫(‪ )5‬كشف الظنون ص ‪.1612‬‬
‫(‪ )6‬فوات الوفيات ص ‪ ، 603‬وبغية الوعاة ‪ ، 210 / 2‬وإيضاح املكنون ‪.527 / 1‬‬
‫(‪ )7‬الذيل والتكملة ‪.414 / 5‬‬
‫(‪ )8‬كشف الظنون ‪.1805‬‬
‫‪ ............................................................................... 38‬فهرس املوضوعات‬

‫سبع وستني وستمائة (‪.)1‬‬


‫والراجح أنه توىف سنة تسع وستني وستمائة ؛ إلمجاع أكثر أهل الرتاجم على ذلك‬
‫(‪.)2‬‬
‫أما سبب وفاته ففيه قوالن ‪:‬‬
‫القول األول ينسب إىل ابن تيمية الذي زعم أن أبا احلسن جلس يف جملس شراب ‪،‬‬
‫فلم ي زل بالن ارنج إىل أن م ات (‪ ، )3‬وأورد الس يوطي يف البغية ؛ ق ول الص فدي ب أن ابن‬
‫عصفور مل يكن عنده ورع ‪ ،‬وأنه جلس يف جملس الشراب ‪ ،‬فلم يزل يرجم بالنارنج حىت‬
‫مات (‪.)4‬‬
‫والق ول الث اين رواه الزركش ّي ‪ ،‬ق ال ‪« :‬وك ان س بب موته ‪ ،‬فيما نقل عن الش يخ‬
‫أمحد القلج اين وغ ريه ‪ ،‬أنه دخل على الس لطان يوما ‪ ،‬وهو ج الس بري اض أيب فهر ‪ ،‬يف‬
‫القبة على اجلابية الكبرية ‪ ،‬فقال السلطان على جهة الفخر بدولته ‪ :‬قد أصبح ملكنا الغداة‬
‫عظيما ‪ ،‬فأجابه ابن عصفور بأن قال ‪ :‬بنا وبأمثالنا ‪ ،‬فوجد السلطان يف نفسه ‪ ،‬فلما قام‬
‫األس تاذ ليخ رج أمر الس لطان بعض رجاله أن يلقيه بثيابه باجلابية املذكورة ‪ ،‬وك ان ذلك‬
‫الي وم ش ديد ال ربد ‪ ،‬مث ق ال ملن حض ره ‪ :‬ال ت رتكوه يص عد ‪ ،‬مظه را اللعب معه ‪ ،‬وبعد‬
‫ص عوده أص ابه ب رد ومحى ‪ ،‬فبقى ثالثة أي ام ‪ ،‬وقضى حنبه ‪ ،‬ف دفن مبق ربة ابن مهنا ‪ ،‬ق رب‬
‫شرقي باب من أحد أبواب القصبة (‪.)5‬‬
‫جبانة الشيخ ابن نفيس ‪ّ ،‬‬
‫ومن اليسري التوفيق بني الق ولني ‪ ،‬ل يزول اخلالف ؛ بأنه قد أص ابته احلمى ملا داعبه‬
‫السلطان فضعفت قواه نتيجة لذلك وحنل جسمه ‪ ،‬مث كان جملس الشراب بعد ثالثة أيام ‪،‬‬
‫فلم حيتمل النارنج الذي رجم به فمات ‪ ،‬فقضى حنبه بني الشراب والنارنج‪.‬‬
‫وقد عرف ابن عصفور ـ كما سبق أن ذكرنا ـ بأنه مل يكن عنده ورع حيول بينه‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬وفيات ابن قنفذ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ف وات الوفي ات ‪ ، 93 / 2‬وبغية الوع اة ‪ ، 210 / 2‬وش ذرات ال ذهب ‪ ، 330 / 5‬ومفت اح‬
‫السعادة ‪ ، 118 / 1‬وكشف الظنون ص ‪.602‬‬
‫(‪ )3‬فوات الوفيات ‪ ، 93 / 2‬ومفتاح السعادة ‪.118 / 1‬‬
‫(‪ )4‬بغية الوعاة ‪.210 / 2‬‬
‫(‪ )5‬تاريخ الدولتني املوحدية واحلفصية ص ‪ 29‬ـ ‪.30‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪39 ...............................................................................‬‬

‫وبني الشراب ‪ ،‬فهو القائل يف عهد شيبه ‪:‬‬


‫للعس‬
‫ربى ‪  ‬وص رت مغ رى بش رب ال راح ّ‬ ‫ملا تدنست بالتفريط يف ك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪)1‬‬
‫دنس‬ ‫اض قليل احلمل لل‬ ‫يب أسرت يل ‪  ‬إ ّن البي‬ ‫اب الش‬ ‫أيقنت أن خض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫لكن ه ذا التوفيق قد ك ان يس ريا لو ال ما ذك ره عبد اهلل املراكشي أن ابن عص فور‬


‫«توىف بدار سكناه من قصبة تونس ‪ ،‬بعد ظهر يوم السبت ‪ ... ،‬ودفن عقب العصر من‬
‫يوم وفاته» (‪.)2‬‬
‫وجمالس الشراب أكثر ما تكون ليال ‪ ،‬وخباصة يف أيام الشتاء الباردة ‪ ،‬فهذه الرواية‬
‫تتمم ما رواه الزركشي ‪ ،‬فيك ون ابن عصفور قد لزم بيته بعد احلمى ثالثة أي ام حىت توىف‬
‫فيه‪.‬‬
‫أضف إىل ذلك أن املص اب ب احلمى ال يس تطيع أن يستس لم للش راب واملداعبات‬
‫العنيفة ولعل الس لطان يك ون قد اختلق قصة جملس الش راب لينفي عن نفسه هتمة مداعبته‬
‫الوحشية اليت أودت حبياة ابن عصفور ‪ ،‬فأشاعوا قصة الشراب هذه ‪ ،‬وساعدهم يف ذلك‬
‫ولع ابن عصفور بالشراب ‪ ،‬حىت وصلت إىل ابن تيمية ؛ ومما يقوى ذلك ما قاله ابن منقذ‬
‫‪ :‬توىف أبو احلسن ابن عصفور النحوي غريقا بتونس (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬بغية الوعاة ‪.211 / 2‬‬
‫(‪ )2‬الذيل والتكملة ‪.414 / 5‬‬
‫(‪ )3‬وفيات ابن قنفذ‪.‬‬
‫‪ ............................................................................... 40‬فهرس املوضوعات‬

‫«كتاب المقرب»‬

‫أوال ‪ :‬حول كتاب «المقرب»‬


‫يعترب كتاب املقرب من أبرز آثار ابن عصفور ‪ ،‬ألفه بعد ما طاف املشرق واملغرب‬
‫يف طلب علم النحو وبعد أن سرب أغ واره ‪ ،‬وخرب مس ائله ‪ ،‬ومترس على علمائ ه‪ .‬وهنل عن‬
‫موارده ‪ ،‬ألفه فجاء كتابا شامال زائدا كامال فريدا يف بابه ‪ ،‬فهو ـ كما يقول ابن عصفور‬
‫نفسه ـ ‪« :‬تأليف منزه عن اإلطناب اململ واالختصار املخل ‪ ،‬حمتو على كلياته ‪ ،‬مشتمل‬
‫على فصوله وغاياته ‪ ،‬عار عن إيراد اخلالف والدليل ‪ ،‬جمرد أكثره من التوجيه والتعليل ‪،‬‬
‫ليشرف الناظر فيه على مجلة العلم يف أقرب زمان وحييط مبسائله يف أقرب مكان»‪.‬‬
‫وقسم ابن عصفور كتابه إىل قسمني ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أحكام الكلم بعد الرتكيب وأحكامه قبل الرتكيب‪.‬‬
‫فأما أحكامه بعد الرتكيب فقد جاء يف قسمني ‪:‬‬
‫قسم اإلع راب ‪ ،‬ويش مل املرفوع ات واملنص وبات واجملرورات ‪ ،‬والتوابع والفعل‬
‫املضارع‪.‬‬
‫والقسم الث اين قسم البن اء ‪ ،‬ويش مل البن اء على احلكاية والع دد وكناياته واإلدغ ام‬
‫وخمارج احلروف والوقف‪.‬‬
‫وأما األحكام اليت تكون قبل تركيب الكالم فهي قسمان أيضا ‪:‬‬
‫أح دمها يش مل ب اب التص غري ومجع التكسري واملص ادر وأمساء الف اعلني واملفع ولني‬
‫وحروف الزيادة ‪ ،‬والثاين يشمل القلب واحلذف والنقل ‪ ،‬وختم الكتاب بباب الضرائر‪.‬‬
‫ومعىن هذا أن املقرب ليس كتابا يف النحو فقط ‪ ،‬بل كتاب حنو وصرف وأصوات‬
‫وأدب كذلك‪.‬‬
‫وملا خرج كتاب املقرب إىل الوجود جذب انتباه النحاة لرتتيبه اجلميل وما فيه من‬
‫علم واسع ‪ ،‬وقد ك ان أن تكلم فيه العلم اء ‪ ،‬وك ان كالمهم فيه إما تأيي دا وإعجابا ‪ ،‬أو‬
‫نقدا وحقدا‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪41 ...............................................................................‬‬

‫ومن هؤالء احلاقدين الذي كتبوا نقودا وردودا وتعليقات على كتاب «املقرب» ‪:‬‬
‫ابن احلاج (‪ 647‬ه‍) وله كتاب يسمى «اإليرادات على املقرب» وهو القائل ‪« :‬إذا مت‬
‫يفعل ابن عصفور يف كتاب سيبويه ما شاء»‪.‬‬
‫وأبو إسحاق اجلزري له كتاب يسمى «املنهج املعرب يف الرد على املقرب»‪.‬‬
‫ومنهم أيضا ‪ :‬أبو احلسن بن الضائع (‪ 680‬ه‍) له ردود على ابن عصفور يف معظم‬
‫اختياراته‪.‬‬
‫ومنهم ك ذلك أبو احلسن ح ازم القرط اجين (‪ 684‬ه‍) وله كت اب مس مى «مهتد‬
‫الزيار (‪ )1‬على جحفلة احلمار»‪.‬‬
‫ومنهم ـ أيضا ـ هباء ال دين بن النح اس (‪ 698‬ه‍) له إمالءات على املق رب تس مى‬
‫«التعليقات» ‪ ،‬وكذلك املالقي وأبو حيان وابن هشام‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬منهج ابن عصفور في كتاب «المقرب» (‪.)2‬‬


‫خاص ا يف املق رب ‪ ،‬مل يس بق إليه ؛ ول ذلك افتنت‬‫اختط ابن عص فور لنفسه منهجا ّ‬
‫بعض النحاة هبذا املنهج ‪ ،‬وسار عليه يف مؤلفاته ‪ ،‬منهم أبو حيان يف بعض كتبه‪.‬‬
‫وتتضح معامل هذا املنهج يف النقاط التالية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الدقة يف التعريف ات واحلدود ‪ ،‬فقد ك ان ابن عص فور يهتم اهتماما كب ريا‬
‫بالتعريف ات واحلدود ‪ ،‬فك ان احلد عن ده جامعا مانعا ‪ ،‬مما دفع النح اة إىل اعتم اد تعريفاته‬
‫(‬
‫ألبواب النحو واصطالحاته ‪ ،‬فاألمشوين ـ مثال ـ ينقل عنه تعريفه لعلم النحو يف أول كتابه‬
‫‪ .)3‬والشيخ خالد األزهري ينقل عنه وغريمها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اجلدة يف بعض املوض وعات ‪ ،‬حيث وردت يف الكت اب بعض املب احث‬
‫واملوض وعات اليت مل يتط رق إليها من س بق ابن عص فور ‪ ،‬بل ال جندها يف كتب الكث ريين‬
‫من علماء العربية ‪ ،‬من ذلك ‪ :‬ذكره املبتدآت واألخبار اليت ال تدخل عليها كان وأخواهتا‬
‫‪ ،‬وذكره أحوال املعطوف على اخلرب يف باب احلروف العاملة عمل ليس ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬مهتد الزيار ‪ :‬جلام الدابة‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر شرح املقرب للدكتور على حممد فاخر ص ‪.11 :‬‬
‫(‪ )3‬حاشية الصبان ‪.59 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................... 42‬فهرس املوضوعات‬

‫وبيانه حكم كل حالة ‪ ،‬وهو ما ال يوجد كثريا يف كتب النحاة‪.‬‬


‫ثالثا ‪ :‬تق دمي ملخص ملا ي ذكره يف الب اب يف بدايته ‪ ،‬من ذلك مثال قوله يف أول‬
‫ب اب ما مل يسم فاعله «حيت اج يف ه ذا الب اب إىل معرفة مخسة أش ياء ‪ :‬األفع ال اليت جيوز‬
‫بناؤها للمفع ول ‪ ،‬وكيفية بنائها ‪ ،‬والس بب ال ذي ألجله حيذف الفاعل ‪ ،‬واملفع والت اليت‬
‫تقام مقام الفاعل ‪ ،‬واألوىل منها باإلقامة إذا اجتمعت» ومضى يبني ذلك كله‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أنه مل يكن يتعرض لذكر املذاهب واآلراء ‪ ،‬فقد كان يسرد املسائل سردا ‪،‬‬
‫وجلّها على مذهب البصريني ‪ ،‬وما ارتضاه إمامهم سيبويه ‪ ،‬ومل يكن يذكر مذهبا خمالفا‬
‫أو رأيا خرج عن األشهر‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬حسن التقس يم والتنظيم ‪ ،‬والتقس يم والتنظيم مسة عامة من مسات ابن‬
‫عصفور يف كل مؤلفاته ؛ يفعل ذلك للتسهيل وتقريب املسائل إىل األذهان ‪ ،‬وبغية الضبط‬
‫وحصر املوضوعات ؛ ولذلك جاءت كتبه وافية باملطلوب ‪ ،‬وكتاب «املقرب» يف تقسيم‬
‫أبوابه وتنظيمها ‪ ،‬ويف تقسيم األبواب يف ذاهتا خري دليل على حسن التقسيم والتنظيم‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬حسن التعليل ؛ حيث ك ان يعلل لكل مس ألة ي ذكرها ‪ ،‬من ذلك تعليله‬
‫لعمل «م ا» عمل ليس عند أهل احلج از وإمهاهلا عند بين متيم ‪ ،‬ومنه ـ أيضا ـ تعليله ج واز‬
‫اإلعمال واإللغاء يف (إن) املخففة من الثقيلة‪.‬‬
‫وه ذه مسة عامة يف كتبه ‪ ،‬وتك ثر التعليالت يف كتبه الواس عة املطولة كـ «ش رح‬
‫اجلمل»‪.‬‬
‫س ابعا ‪ :‬توض يح املع اين اللغوية وإبرازها ‪ ،‬فقد ك ان ابن عص فور يتتبع الكلمة‬
‫ويعرف مبعناها ‪ ،‬ويستطرد يف بيان استعماالهتا ‪ ،‬ومن ذلك ـ مثال ـ معاين األمساء املوصولة‬
‫‪ ،‬ومعاين حروف اجلر ‪ ،‬ومعاين كان وأخواهتا ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬كثرة اآلراء املستقلة ‪ ،‬حيث كان ابن عصفور يف كثري من آرائه ذا شخصية‬
‫مستقلة ‪ ،‬فهو مل يتبع سيبويه يف إعراب املثىن ومجع املذكر السامل باحلركات املقدرة ‪ ،‬وال‬
‫الكوف يني يف اإلع راب ب احلروف ‪ ،‬وإمنا ذهب إىل أن الرفع ببق اء اللفظ على ما هو عليه ‪،‬‬
‫وأن النصب واجلر بالتغري واالنقالب‪ .‬ومسائل أخرى كثرية من هذا القبيل‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪43 ...............................................................................‬‬

‫تاسعا ‪ :‬كثرة االستشهاد بالشعر ‪ ،‬فقد أكثر من االستشهاد بالشعر وكالم العرب‬
‫‪ ،‬حىت أربت ش واهده يف املق رب على أربعمائة بيت من الش عر والرجز ‪ ،‬أما ش واهده‬
‫األخ رى من كالم الع رب فهي قليلة ‪ ،‬وك ذلك يف احلديث الش ريف ‪ ،‬وتوسط يف‬
‫االستشهاد بالقرآن الكرمي‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تأثير المقرب في النحاة بعده (‪.)1‬‬


‫كان للمقرب تأثري كبري يف النحاة بعده ‪ ،‬حيث تسربت آراء ابن عصفور فيه إىل‬
‫مؤلفاهتم ‪ ،‬تأييدا ومعارضة ؛ فأبو حيان يعين مبؤلفات ابن عصفور ‪ ،‬وخاصة املقرب ‪ ،‬فال‬
‫جتد صفحة ختلو يف كتاب «ارتشاف الضرب» من ذكر ابن عصفور ‪ ،‬وما فعله أبو حيان‬
‫فعله غريه من النحاة من أمثال ‪ :‬ابن مالك وابن هشام والسيوطي‪.‬‬
‫ونس وق مناذج قليلة من نق ول النح اة من كت اب «املق رب» وح ده ‪ ،‬فضال عن‬
‫«شروح اجلمل» وكتبه األخرى‪.‬‬
‫ـ يف شرح الكافية الشافية البن مالك يقول ‪« :‬من النحويني من يرى بقاء عمل ما‬
‫إذا تقدم خربها ‪ ،‬وكان ظرفا أو جارا وجمرورا ‪ ،‬وهو اختيار أيب احلسن بن عصفور (‪.)2‬‬
‫ويف شرح التسهيل البن مالك أيضا يقول ‪« :‬وأطلق ابن عصفور القول يف تثنية ذو‬
‫وذوات ومجعهما ‪ ،‬وأظن حامله على ذلك قوهلم ‪ :‬ذات وذوات ‪ ،‬مبعىن اليت والاليت» (‪.)3‬‬
‫ويف ارتش اف الض رب أليب حي ان يق ول يف ح ديث عن اسم الفاعل عند إض افته ‪:‬‬
‫«وإن كان مقرونا بـ «أل» وهو مثىن أو جمموع بـ «واو ونون» ‪ ،‬فقال ابن عصفور جيوز‬
‫يف الب دل من املض اف إليه واملعط وف اخلفض على اللفظ والنصب على املوضع ‪ ،‬تق ول ‪:‬‬
‫هذان الضاربا زيد أخيك وعمرو بالوجهني» (‪.)4‬‬
‫ويف «متهيد القواعد شرح تسهيل الفوائد» (‪ )5‬قال ناظر اجليش ‪« :‬قال ابن عصفور‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر شرح املقرب ص ‪.15‬‬
‫(‪ )2‬الشافية ‪.432 / 1‬‬
‫(‪ )3‬شرح التسهيل ‪.223 / 1‬‬
‫(‪ )4‬ارتشاف الضرب ‪.188 / 3‬‬
‫(‪ )5‬متهيد القواعد ‪.452 / 11‬‬
‫‪ ............................................................................... 44‬فهرس املوضوعات‬

‫يف «املقرب» ‪ :‬وإذا كان معمول اسم الفاعل ضمريا متصال مل يثبت فيه نون وال تنوين ‪،‬‬
‫وقد أثبتنا ذلك يف الضرورة حنو قوله ‪:‬‬
‫دي املعتفني رواهقه‬ ‫رونه ‪  ‬مجيعا وأي‬ ‫اس حمتض‬ ‫ومل يرتفق والن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومن األشباه والنظائر للسيوطي يقول ‪« :‬قال ابن عصفور يف «املقرب» ‪ :‬األفعال‬
‫ثالثة أقسام قسم ال جيوز بناؤه للمفعول ‪ ،‬وهي األفعال اليت ال تنصرف حنو نعم وبئس ‪،‬‬
‫وقسم فيه خالف وهو ك ان وأخواهتا ‪ ،‬وقسم ال خالف يف ج واز بنائه للمفع ول ‪ ،‬وهو‬
‫ما بقي من األفعال املتصرفة» (‪.)1‬‬
‫ويق ول أبو احلسن األمشوين يف كتابه «منهج الس الك يف الكالم على ألفية ابن‬
‫مالك» ‪« :‬النحو يف االصطالح هو العلم املستخرج باملقاييس املستنبطة من استقراء كالم‬
‫العرب املوصلة إىل معرفة أحكام أجزائه اليت ائتلف منها ‪ ،‬ذكره صاحب املقرب» (‪.)2‬‬
‫ويقول ابن هشام يف كتابه «مغين اللبيب» ‪ :‬تقع «أن» الزائدة بني لو وفعل القسم‬
‫كقول الشاعر ‪:‬‬
‫وم من الشر مظلم‬ ‫ان لكم ي‬ ‫‪  ‬لك‬ ‫وأنتم‬ ‫التقينا‬ ‫لو‬ ‫أن‬ ‫فأقسم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ه ذا ق ول س يبويه وغ ريه ‪ ،‬ويف مق رب ابن عص فور ‪ :‬أهنا يف ذلك ح رف جيء به‬


‫لربط اجلواب بالقسم» (‪.)3‬‬
‫جل النحاة تأثروا مبا جاء يف «املقرب» ‪ ،‬ونقلوا عنه ‪ ،‬وارتضوا آراء‬
‫وهكذا جند ّ‬
‫ابن عصفور فيه وأوردوها‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬األشباه والنظائر ‪.64 / 2‬‬
‫(‪ )2‬منهج السالك ‪.15 / 1‬‬
‫(‪ )3‬مغىن اللبيب ‪.33 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪45 ...............................................................................‬‬

‫تأثير ابن عصفور في النحاة بعده‬


‫ال شك أن ابن عص فور إم ام من أجل أئمة النحو فك ان يرحل إليه من مش ارق‬
‫أثروا به وظهر ذلك‬ ‫األرض ومغارهبا حىت انتفع بنبوغه يف علم العربية اخللق الكثري وت‬
‫واضحا يف كتب املصنفني يف علم العربية بعده فكانوا بني ناقل لرأيه ومرجح ملا ذهب إليه‬
‫(‬
‫أو مضعف له فكان من بني هؤالء اإلمام أبو حيان األندلسي يف كتابه «تذكرة النحاة»‬
‫‪.)1‬‬
‫قال ‪« :‬أنشد األستاذ أبو احلسن بن عصفور يف أمثلة املقرب ‪:‬‬
‫ختوهنا ‪  ‬داع دعا يف ف روع الص بح ش حاج‬ ‫حىت‬ ‫ليلة‬ ‫نعمها‬ ‫يا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫«شحاجي» ‪ ،‬فخ ّفف حنو ‪:‬‬


‫أي ّ‬
‫ان يرجو ببابه‬ ‫واىف به ما ك‬ ‫دناين ‪  ‬ف‬ ‫ديا فع‬ ‫وإن معي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وصادف منه بعض ما كان حيذر‬


‫يريد السبع وأجريه واللبوة ‪ ،‬وأوقع من عليها ملا وصفها بالرجاء ‪ ،‬وهو من صفات‬
‫ّ‬
‫العاقل‪.‬‬
‫كما نقل عنه أيضا أبو حي ان يف ارتش اف الض رب وش رح التس هيل وغري ذلك من‬
‫مصنفاته وإليك بعضا من املواضع اليت نقل فيها آراء ابن عصفور‬
‫اجلزء األول نقل منه يف صفحة ‪، 97 ، 95 ، 79 ، 78 ، 41 ، 33 ، 9 ، 8‬‬
‫‪218 ، 155 ، 147 ، 138 ، 129 ، 125 ، 114 ، 113 ، 111 ، 99 ، 98‬‬
‫‪، 359 ، 358 ، 300 ، 299 ، 288 ، 277 ، 246 ، 236 ، 223 ، 222 ،‬‬
‫‪، 423 ، 420 ، 390 ، 387 ، 385 ، 379 ، 377 ، 369 ، 366 ، 363‬‬
‫‪.545 ، 535 ، 529 ، 513 ، 499 ، 496 ، 489 ، 444 ، 438 ، 435‬‬
‫اجلزء الثاين نقل منه يف صفحة ‪، 32 ، 14 ، 13 ، 12 ، 10 ، 9 ، 5 ، 4‬‬
‫‪، 87 ، 86 ، 85 ، 84 ، 73 ، 70 ، 53 ، 51 ، 50 ، 40 ، 38 ، 37 ، 34‬‬
‫‪147 ، 143 ، 134 ، 131 ، 129 ، 122 ، 105 ، 104 ، 103 ، 98 ، 89‬‬
‫‪، 148 ،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬تذكرة النحاة ص ‪.682‬‬
‫‪ ............................................................................... 46‬فهرس املوضوعات‬

‫‪، 212‬‬ ‫‪، 211‬‬ ‫‪، 208‬‬ ‫‪، 194‬‬ ‫‪، 193‬‬
‫‪، 189 ، 188 ، 187 ، 185 ، 149‬‬
‫‪، 277‬‬ ‫‪، 276‬‬ ‫‪، 274‬‬ ‫‪، 273‬‬ ‫‪، 272‬‬
‫‪، 249 ، 246 ، 242 ، 222 ، 217‬‬
‫‪، 367‬‬ ‫‪، 330‬‬ ‫‪، 326‬‬ ‫‪، 321‬‬ ‫‪، 319‬‬
‫‪، 305 ، 302 ، 295 ، 288 ، 286‬‬
‫‪، 421‬‬ ‫‪، 419‬‬ ‫‪، 408‬‬ ‫‪، 404‬‬ ‫‪، 397‬‬
‫‪، 391 ، 381 ، 378 ، 377 ، 370‬‬
‫‪، 519‬‬ ‫‪، 507‬‬ ‫‪، 485‬‬ ‫‪، 483‬‬ ‫‪، 479‬‬
‫‪، 477 ، 462 ، 457 ، 435 ، 423‬‬
‫‪، 598‬‬ ‫‪، 577‬‬ ‫‪، 572‬‬ ‫‪، 565‬‬ ‫‪، 561‬‬
‫‪، 548 ، 545 ، 544 ، 538 ، 531‬‬
‫‪، 648‬‬ ‫‪، 644‬‬ ‫‪، 632‬‬ ‫‪، 631‬‬ ‫‪، 630‬‬
‫‪، 629 ، 611 ، 609 ، 606 ، 605‬‬
‫‪.664 ، 663 ، 661 ، 656 ، 655‬‬
‫اجلزء الثالث نقل منه صفحة ‪، 48 ، 46 ، 44 ، 42 ، 25 ، 22 ، 8 ، 3‬‬
‫‪، 117 ، 109 ، 108 ، 87 ، 85 ، 80 ، 74 ، 71 ، 70 ، 68 ، 65 ، 49‬‬
‫‪، 173 ، 162 ، 158 ، 155 ، 153 ، 150 ، 149 ، 141 ، 138 ، 128‬‬
‫‪، 268 ، 251 ، 242 ، 209 ، 196 ، 189 ، 188 ، 184 ، 181 ، 177‬‬
‫‪.317 ، 285 ، 284 ، 282 ، 273‬‬
‫وممن نقل عنه أيضا العالمة البغ دادي يف خزانة األدب (‪ )1‬فق ال «ق ال ابن هش ام يف‬
‫ش رح الش واهد وزعم ابن عص فور أن ذو خاصة باملذكر وأن املؤنث خيتص ب ذات» ونقل‬
‫عنه أيضا يف مواضع من اخلزانة منها اجلزء الثاين صفحة ‪.40 :‬‬
‫اجلزء الرابع صفحة ‪.242 ، 197 ، 26 :‬‬
‫اجلزء اخلامس صفحة ‪.215 :‬‬
‫اجلزء السادس صفحة ‪.232 ، 230 ، 144 :‬‬
‫اجلزء السابع صفحة ‪.171 :‬‬
‫اجلزء التاسع صفحة ‪.270 :‬‬
‫اجلزء العاشر صفحة ‪.429 ، 149 ، 147 ، 145 ، 78 ، 74 ، 44 :‬‬
‫اجلزء احلادي عشر صفحة ‪، 339 ، 335 ، 332 ، 207 ، 205 ، 191 :‬‬
‫‪.341‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اخلزانة ‪.34 / 6‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪47 ...............................................................................‬‬

‫ونقل عنه أيضا املرادي يف اجلىن ال داين (‪ )1‬ق ال «ق ال ابن عص فور ‪ :‬واإلض راب‬
‫ذكره سيبويه يف النفي ‪ ،‬والنهي ‪ ،‬إذا أعدت العامل‪ .‬كقولك لست بشرا أو لست عمرا‬
‫‪ ،‬وال تضرب زيدا أو ال تضرب عمرا‪ .‬قال ‪ :‬وزعم بعض النحويني أهنا تكون لإلضراب‬
‫‪ ،‬على اإلطالق واستدلوا بقوله تعاىل ‪( :‬وأ َْرس لْناهُ إِلى ِمائَ ِة أَل ٍ‬
‫ْف أ َْو يَ ِزي ُدو َن) [الصافات ‪:‬‬ ‫َ َ‬
‫َش ُّد قَ ْس َوةً) [البق رة ‪ .]74 :‬ق ال وما ذهب وا إليه‬ ‫ْحج َار ِة أ َْو أ َ‬
‫‪ ، ]147‬وبقوله (فَ ِهي َكال ِ‬
‫َ‬
‫فاسد‪.‬‬
‫ومن املواضع اليت نقل عنه فيها ‪، 135 ، 104 ، 103 ، 86 ، 76 ، 34‬‬
‫‪، 351 ، 324 ، 312 ، 285 ، 278 ، 270 ، 244 ، 237 ، 232 ، 222‬‬
‫‪، 451 ، 450 ، 449 ، 438 ، 429 ، 428 ، 394 ، 388 ، 386 ، 362‬‬
‫‪، 569 ، 557 ، 551 ، 529 ، 516 ، 498 ، 489 ، 474 ، 464 ، 456‬‬
‫‪.598 ، 595 ، 587 ، 574‬‬
‫كما نقل عنه أيضا الكثري من العلم اء منهم ابن هش ام والس يوطي يف مهع اهلوامع‬
‫واألشباه والنظائر والرضي يف شرحه على الكافية وغريهم‪.‬‬
‫كما نقل عنه األصوليون كالزركشي يف كتابه البحر احمليط‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر اجلىن الداىن ص ‪.229‬‬
‫‪ ............................................................................... 48‬فهرس املوضوعات‬

‫عناية العلماء بكتاب «المقرب»‬


‫يعد كت اب «املق رب» البن عص فور ص غري احلجم غزير العلم جامعا ألب واب النحو‬
‫والتص ريف ىف أس لوب م وجز وعب ارة واض حة ؛ ل ذا أقبل عليه العلم اء بني ش ارح له‬
‫وخمتصر ومنها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ شرح املقرب ملصنف املقرب نفسه ‪ ،‬ذكر أنه شرح املسائل املشكلة ىف املقرب‬
‫‪ ،‬وذكر هذا الشرح ىف كشف الظنون ونسبه له (‪.)1‬‬
‫‪ 2‬ـ مثل املق رب للمص نف نفسه وهو كت اب كما هو ظ اهر من عنوانه أمثلة ملا‬
‫ذكره ابن عصفور ىف كتاب املقرب من قواعد‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ شرح املقرب ألمحد بن عثمان (‪ )2‬بن إبراهيم بن مصطفى بن سليمان املارديىن‬
‫األصل املع روف ب ابن الرتكم اىن احلنفى القاضى ت اج ال دين ق ال ىف ال درر ‪ :‬ولد بالق اهرة‬
‫ليلة الس بت ‪ ،‬اخلامس والعش رين من ذى احلجة س نة إح دى ومثانني وس تمائة ‪ ،‬واش تغل‬
‫ب أنواع العل وم ودرس وأفىت ‪ ،‬ون اب ىف احلكم ‪ ،‬وص نف ىف الفقه واألص لني واحلديث‬
‫والعربية والعروض واملنطق واهليئة ‪ ،‬وغالبها مل يكمل ‪ ،‬ومسع من الدمياطى وابن الصواف‬
‫واحلج ار ‪ ،‬وح ّدث ‪ ،‬ومن تص انيفه ش رح املق رب ‪ ،‬وم ات ىف أوائل مجادى األوىل س نة‬ ‫ّ‬
‫أربع وأربعني وسبعمائة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ شرح املقرب حملمد بن إبراهيم (‪ )3‬بن حممد بن أيب نصر اإلمام أبو عبد اهلل هباء‬
‫الدين بن النحاس احللىب النحوى شيخ الديار املصرية ىف علم اللسان ولد ىف سلخ مجادى‬
‫اآلخرة س نة س بع وعش رين وستمائة ‪ ،‬وأخذ العربية عن اجلم ال بن عم رون ‪ ،‬والق راءات‬
‫عن الكم ال الض رير ‪ ،‬ومسع احلديث من ابن اللتىب وابن يعيش وأيب القاسم ابن رواحة‬
‫وابن خليل وطائفة ‪ ،‬ودخل مصر ‪ ،‬وأخذ عن بقايا شيوخها ‪ ،‬مث جلس‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر كشف الظنون ‪.1805 / 2‬‬
‫(‪ )2‬ينظر ترمجته ىف بغية الوعاة ‪ ، 334 / 1‬الدرر الكامنة ‪ ، 198 / 1‬األعالم ‪ ، 167 / 1‬كشف الظنون‬
‫‪.1805 / 2‬‬
‫(‪ )3‬تنظر ترمجة ىف بغية الوعاة ‪ ، 14 / 1‬فوات الوفيات ‪ ، 172 / 2‬األعالم ‪ ، 297 / 5‬كشف الظنون‬
‫‪.1805 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪49 ...............................................................................‬‬

‫لإلف ادة ‪ ،‬وخترج به مجاعة من األئمة وفض الء األدب‪ .‬وك ان من األذكي اء وهو مش هور‬
‫بال ّدين والصدق والعدالة ‪ ،‬حسن األخالق ‪ ،‬فيه ظرف النحاة وانبساطهم ‪ ،‬وكان معروفا‬
‫حبل املشكالت واملعضالت ‪ ،‬وله أوراد من العبادة والتالوة والذكر والصالة ‪ ،‬ثقة حجة ‪،‬‬
‫يس عى ىف مص احل الن اس ‪ ،‬واقتىن كتبا نفيسة ‪ ،‬ومل ي تزوج ‪ ،‬له ش رح للمق رب م ات ي وم‬
‫الثالثاء سابع مجادى اآلخرة سنة مثان وتسعني وستمائة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الت دريب يف متثيل التق ريب حملمد بن يوسف (‪ )1‬بن على بن يوسف بن حي ان‬
‫الغرن اطى األندلسى اجلي اىن النف زى أثري ال دين أبو حي ان ‪ :‬من كب ار العلم اء بالعربية‬
‫والتفسري واحلديث وال رتاجم واللغ ات ولد ىف إح دى جه ات غرناطة س نة أربع ومخسني‬
‫وستمائة واشتهرت تصانيفه ىف حياته ‪ ،‬واختصر كتاب املقرب ىف كتاب مساه «التقريب»‬
‫وشرح هذا االختصار ىف كتاب مساه «التدريب» توىف سنة مخس وأربعني وسبعمائة‪.‬‬
‫كما تع رض كت اب املق رب البن عص فور النتق ادات بعض العلم اء ق ال املق رى ىف‬
‫نفح الطيب (‪« )2‬وملا ألف ابن عص فور كتابه «املق رب» ىف النحو انتق ده مجاعة من أهل‬
‫قط ره األندلس يني وغ ريهم ‪ ،‬منهم ابن الض ائع وابن هش ام واجلزرى وله عليه «املنهج‬
‫املعرب ىف الرد على املقرب» وفيه ختليط كثري وتعسف ‪:‬‬
‫ريب‬ ‫أتى هلا بض‬ ‫مس نورها ‪  ‬ويأمل أن ي‬ ‫وىف تعب من حيسد الش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومنهم ابن احلاج «اإلي رادات على املق رب» ‪ ،‬وأبو احلسن القرط اجىن اخلزرجى‬
‫ومساه «شد الزنار على جحفلة احلمار» وابن مؤنس القابسى ‪ ،‬وهباء الدين بن النحاس‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬تنظر ترمجته ىف األعالم ‪.152 / 7‬‬
‫(‪ )2‬نفح الطيب ‪ 148 / 4‬بغية الوعاة ‪.204 / 2 ، 359 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................... 50‬فهرس املوضوعات‬

‫ابن عصفور ومذهبه البصري‬


‫ع اش ابن عص فور يف أوائل الق رن الس ابع اهلج ري ‪ ،‬أي بعد أن توط دت دع ائم‬
‫املذاهب النحوية الشهرية ‪ :‬البصري ‪ ،‬والكويف ‪ ،‬والبغدادي ‪ ،‬فما كان عليه إال أن خيتار‬
‫إحداها ويسري على هنجه ‪ ،‬أو يسنت لنفسه منهجا جديدا‪.‬‬
‫وال ذي ح دث أن ابن عص فور ومعه علم اء األن دلس اختذوا م ذهبا حيمل امسهم هو‬
‫املذهب األندلسي ‪ ،‬له قواع ده وأص وله ‪ ،‬لكنها يف غالبها أص ول املذهب البص ري‬
‫وقواعده‪.‬‬
‫وقد اخت ار ابن عص فور املذهب البص ري يف أك ثر آرائه إن مل تكن كلها ‪ ،‬لص حته‬
‫وشهرته وتفوقه ؛ ولذلك يقول ابن ناظر اجليش واصفا ابن عصفور ‪« :‬ه ذا هو مذهب‬
‫البص ريني ‪ ،‬واملع روف عن ابن عص فور أنه ج ار يف تص انيفه ال س يما «املق رب» على‬
‫مذهب البصريني ال حييد عن شيء منها»‪.‬‬
‫وكث ريا ما خيت ار ابن عص فور م ذهب س يبويه إم ام البص ريني وينقل عنه يف كتبه ‪،‬‬
‫وخاصة املطولة منها ‪،‬‬
‫فاخت ار رأيه يف أن «م ا» التعجبية اسم ت ام مبعىن ش يء ‪ ،‬واخت ار رأيه يف منع تع دد‬
‫اخلرب ‪ ،‬ويف ع دم ج واز اقرتانه بالف اء إذا ك ان املبت دأ ال يش به الش رط ‪ ،‬إىل غري ذلك من‬
‫املسائل اليت تبع فيها ابن عصفور سيبويه‪.‬‬
‫واخت ار ك ذلك م ذهب البص ريني على املذهب الك ويف ‪ ،‬كما ّأول ما ورد ظ اهره‬
‫موافقا ملذهب الكوفيني حىت يوافق مذهب البصريني وأصوهلم ومن ذلك ‪:‬‬
‫ما ذك ره من أن أمساء اإلش ارة ال تس تعمل موص ولة ‪ ،‬ورد ما اس تدل به الكوفي ون‬
‫تدل به‬ ‫يف ذلك ومنه أيضا ما رجحه من فعلية نعم وبئس على امسيتهما ‪ ،‬ورد ما اس‬
‫الكوفي ون ‪ ،‬ومنه أيضا أنه ال جيوز التعجب من األفع ال الدالة على األل وان والعاه ات ‪،‬‬
‫ومنه ك ذلك أنه ال جيوز العطف ب الرفع على اسم «إن» ‪ ،‬و «لكن» قبل أن يس تكمل‬
‫خربها‪.‬‬
‫وال يعين ذلك أن ابن عص فور ك ان متبعا لس يبويه والبص ريني أب دا ‪ ،‬وأنه مل‬
‫رد ـ أحيانا ـ مذهب سيبويه وخالف البصريني أحيانا‬ ‫يعارضهم قط ‪ ،‬ال ‪ ،‬إن ابن عصفور ّ‬
‫أخرى‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪51 ...............................................................................‬‬

‫ومن املس ائل اليت خ الف فيها س يبويه مس ألة «رافع املبت دأ» ‪ ،‬حيث ي رى أن الرافع‬
‫يف املبت دأ هو التع ري ‪ ،‬أي ‪ :‬تعريه عن العوامل اللفظية ‪ ،‬على حني ي رى س يبويه أن رافع‬
‫املبتدأ هو االبتداء ‪ ،‬واخلرب مرفوع باملبتدأ‪.‬‬
‫بل إنه اخت ار ـ أحيانا ـ م ذهب الكوف يني ‪ ،‬كما يف مس ألة «الفصل بني املض اف‬
‫واملض اف إلي ه» ‪ ،‬حيث أج از الكوفي ون الفصل ‪ ،‬أما البص ريون فلم جييزوا ذلك إال‬
‫للضرورة‪.‬‬
‫يتضح لنا أن ابن عصفور بصري النزعة ‪ ،‬لكنه ليس تابعا للبصريني يف كل األحيان‬
‫‪ ،‬بل إنه أحيانا خيالفهم ‪ ،‬وأحيانا أخرى يلجأ إىل مذهب الكوفيني جيريه على املسألة حمل‬
‫النقاش ‪ ،‬وأحيانا ثالثة جيتهد رأيه يف املسألة‪.‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................... 52‬فهرس املوضوعات‬

‫وصف نسخ «المقرب»‬


‫البن عصفور‬
‫لقد تعددت النسخ اخلطية لكتاب «املقرب» وهى على النحو التاىل ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬احملفوظة ب دار الكتب املص رية حتت رقم (‪ )1990‬حنو ‪ ،‬ع دد أوراقها (‬
‫‪ )120‬ورقة ‪ ،‬مسطراهتا (‪ )21‬سطرا ‪ ،‬وهى مكتوبة خبط واضح ‪ ،‬وكانت هذه النسخة‬
‫هى األصل الذى اعتمدنا عليه ‪ ،‬ورمزنا هلا بالرمز (أ)‬
‫الثانية ‪ :‬احملفوظة مبعهد املخطوط ات العربية حتت رقم (‪ )168‬حنو ع دد أوراقها (‬
‫‪ )240‬ورقة ‪ ،‬هذه النسخة مصورة عن نسخة فيض اهلل برتكيا‪.‬‬
‫الثالثة ‪ :‬احملفوظة ب دار الكتب املص رية حتت رقم (‪ )459‬حنو ‪ ،‬ع دد أوراقها (‬
‫‪ )233‬ورقة‪.‬‬
‫الرابعة ‪ :‬احملفوظة بدار الكتب املصرية حتت رقم (‪ )279‬حنو‪.‬‬
‫وقد طبع هذا الكتاب طبعتني ‪:‬‬
‫إحدامها ‪ :‬طبعة الكويت بتحقيق األستاذ يوسف الغنيم‬
‫الثانية ‪ :‬طبعة الع راق بتحقيق األس تاذين األس تاذ ‪ :‬أمحد عبد الس تار اجلوارى‬
‫واألس تاذ ‪ :‬عبد اهلل اجلب ورى ‪ ،‬وك انت ه ذه النس خة الىت اس تعنا هبا ىف حتقيق الكت اب‬
‫ورمزنا هلا بالرمز «ط»‪.‬‬
‫منهجنا فى تحقيق كتاب «المقرب»‬
‫اتبعنا ىف حتقيق الكتاب اآلتى ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬عزو اآليات القرآنية إىل مواضعها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ختريج األحاديث النبوية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬توثيق األشعار الواردة ىف الكتاب ‪ ،‬وعزوها إىل قائليها إن وجد‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬تراجم األعالم الواردة ىف الكتاب‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬التعليق على بعض املسائل النحوية‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪53 ...............................................................................‬‬

‫سادسا ‪ :‬التعليق على األلفاظ الغريبة‪.‬‬


‫سابعا ‪ :‬وضع كتاب «مثل املقرب» ىف هامشه وسيأتى احلديث عنه مفصال‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬وضع مقدمة لتحقيق الكتاب‪.‬‬
‫تاسعا ‪ :‬وضع فهارس عامة للكتاب‪.‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................... 54‬فهرس املوضوعات‬

‫كتاب «مثل المقرب»‬


‫البن عصفور‬
‫كت اب «مثل املق رب» ألفه مؤلفه لتوض يح ما استعجم من قواعد املقرب باألمثلة ‪،‬‬
‫فك ان ي ذكر ق ول املق رب مبت دءا بقوله «وق وىل ‪ »...‬مث بعد ذلك ي ذكر مثال أو أك ثر ‪،‬‬
‫إيض احا ملا يتكلم فيه ‪ ،‬أو يوضح مش كال أو يفصل جممال ‪ ،‬وقد أب ان املص نف نفسه عن‬
‫منهجه ىف مقدمة كتابه فق ال «وبعد ف إنىن ملا س لكت ىف كت اىب «املق رب» مس لك‬
‫االختصار فرتكت كثريا من متثيل مسائله خوف اإلكثار ‪ ،‬فلحق بعض ألفاظه بسبب ذلك‬
‫إيه ام ‪ ،‬واس تعجم املعىن املراد به بعض اس تعجام ‪ ،‬فأش ار من منافعه أعلى من أن يس مو‬
‫إليها املدح والص فة ‪ ،‬ومف اخره أعظم من أن حييط هبا اإلدراك واملعرفة ‪ ،‬األمري احلميد‬
‫الشيم أبو حيىي بن موالنا اهلمام املعلى لواء اإلسالم ‪ ،‬املرتدى برد اإلعظام ‪ ،‬األمري األجل‬
‫ّ‬
‫األوحد املظفر املؤيد األس عد ‪ ،‬أبو زكريا بن الش يخ املق دس اجملاهد أىب حممد بن الش يخ‬
‫اجملاهد املقدس أىب حفص ‪ ،‬عضد اهلل هبم الدين ‪ ،‬وأمتع بطول بقائهم املسلمني ـ إىل وضع‬
‫تأليف تستوىف فيه مثله ليتبني بذلك مشكله ‪ ،‬فوضعت ىف ذلك جزءا خفيفا ‪ ،‬شرحت فيه‬
‫تلك املسائل املشكلة واستوعبت مثلها املهملة فاتضح بذلك استعجامها ‪ ،‬وانفرج انغالقها‬
‫واستبهامها ‪ ،‬ورفعتها إىل حضرهتم»‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪55 ...............................................................................‬‬

‫وصف النسخ الخطية لكتاب‬


‫«مثل المقرب»‬
‫اعتمدنا فى تحقيق الكتاب على النسخ اآلتية ‪:‬‬
‫األوىل ‪ :‬احملفوظة بدار الكتب املصرية حتت رقم (‪ )1991‬حنو ‪ ،‬وهبا نسخة مبعهد‬
‫املخطوطات العربية حتت رقم (‪ )140‬حنو ‪ ،‬عدد أوراقها (‪ )50‬ورقة‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬احملفوظة مبعهد املخطوط ات العربية حتت رقم (‪ )106‬حنو ‪ ،‬باسم «ش رح‬
‫املق رب ىف النح و» ‪ ،‬ومبقابلة ه ذه النس خة بالنس خة الس ابقة ت بني أهنا «مثل املق رب» ال‬
‫«شرح املقرب»‪.‬‬
‫وهى نسخة مصورة عن جامعة استانبول حتت رقم (‪ )6335‬عدد أوراقها (‪)61‬‬
‫ورقة‪.‬‬
‫منهجنا فى تحقيق كتاب «مثل المقرب»‬
‫اتبعنا ىف حتقيق كتاب «مثل املقرب» اآلتى ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬قمنا بنسخ الكت اب ومقابلته بالنسخ اخلطية ‪ ،‬وإثب ات ما ك ان ص وابا ىف‬
‫النص‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬وضعنا الكتاب ىف هامش «املقرب» بني «م ‪ »... :‬و «أه»‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬قمنا بضبط النص ووضع عالمات الرتقيم احلديثة له‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬قمنا بعزو اآليات القرآنية إىل مواضعها‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬ختريج األحاديث النبوية الشريفة ‪ ،‬ووضعنا التخريج بني معكوفتني هكذا‬
‫‪]...[ :‬‬
‫سادسا ‪ :‬توثيق األش عار ال واردة ىف النص ‪ ،‬ووض عنا أيضا ه ذا التوثيق بني‬
‫معكوفتني هكذا ‪]...[ :‬‬
‫س ابعا ‪ :‬توثيق األمث ال العربية ال واردة ىف النص ‪ ،‬ووض عنا توثيقها بني معكوف تني‬
‫هكذا ‪]...[ :‬‬
‫ثامنا ‪ :‬وضع فهارس عامة لكتاب «مثل املقرب»‪.‬‬
‫‪ ............................................................................... 56‬فهرس املوضوعات‬
‫فهرس املوضوعات ‪57 ...............................................................................‬‬
‫‪ ............................................................................... 58‬فهرس املوضوعات‬
‫فهرس املوضوعات ‪59 ...............................................................................‬‬
‫‪ ............................................................................... 60‬فهرس املوضوعات‬
‫فهرس املوضوعات ‪61 ...............................................................................‬‬
‫‪ ............................................................................... 62‬فهرس املوضوعات‬
‫فهرس املوضوعات ‪63 ...............................................................................‬‬
‫‪ ............................................................................... 64‬فهرس املوضوعات‬
‫فهرس املوضوعات ‪65 ...............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫احلمد هلل ال ذى مل يس تفتح بأفضل من امسه كالم ‪ ،‬ومل يس تنتج بأمجل من ص نعه‬
‫املؤدية إىل معرفة العل وم الش رعيّة‬
‫والس بل ّ‬
‫م رام ‪ ،‬جاعل النّطق أفضل الص فات البش رية ‪ّ ،‬‬
‫والعقليّة‪.‬‬
‫حممد ـ ص لّى اهلل عليه وعلى‬
‫أمحده س بحانه كما جيب جلالله ‪ ،‬وأص لّى على س يدنا ّ‬
‫دى املعل وم ‪ ،‬ال ذى أطلع ك وكب الع دل وقد‬ ‫آله ـ ورضى اهلل عن اإلم ام املعص وم ‪ ،‬امله ّ‬
‫ك ان خافيا ‪ ،‬وأوضح مذهبه وقد ك ان عافي ا‪ .‬وعن أص حابه اهلادين ‪ ،‬وعن اخللف اء‬
‫الراشدين من بعده والتابعني هلم بإحسان إىل يوم الدين ‪ ،‬وبعد‪.‬‬
‫أجل العلوم قدرا ‪ ،‬وأعظمها خطرا ؛ إذ به تقوم لإلنسان‬ ‫فلما كان علم العربيّة من ّ‬
‫حتص ل‬
‫وتصح قراءته ‪ ،‬وكانت أكثر املوضوعات فيه ال تربد غليال ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ديانته فتتم صالته‬
‫مطولة قد أسرف فيها غاية اإلسراف ‪ ،‬وخمتصرة قد أجحف‬ ‫لطالبه مأموال ‪ ،‬وأهنا بني ّ‬
‫__________________‬
‫(*) [قال ابن عصفور يف مثل املقرب] ‪ :‬بسم اهلل الرمحن الرحيم ـ رب يسر يا كرمي‬
‫احلمد هلل ب ارئ النسم ‪ ،‬وم انح القسم ‪ ،‬املتط ول على اإلنس ان باللس ان ‪ ،‬املم يز له عن س ائر احلي وان‬
‫بالبي ان ‪ ،‬والص الة على نبيه حممد ه ادى األمم ‪ ،‬ورس وله إىل الع رب والعجم ‪ ،‬حممد اجملتىب من ولد معد بن‬
‫عدنان ‪ ،‬املبعوث باحلنيفية السمحة الناسخة لغريها من األديان ‪ ،‬وعلى آله وصحبه الكرام أميان اإلميان وأعالم‬
‫اإلسالم ‪ ،‬ورضى اهلل عن اإلم ام املعص وم ‪ ،‬امله دى املعل وم ‪ ،‬مظهر مع امل ال دين بعد خفائها ‪ ،‬وموض حها بعد‬
‫عفائها ‪ ،‬وعن أصحابه اهلادين املهتدين ‪ ،‬وعن التابعني هلم بإحسان إىل يوم الدين وبعد ‪ :‬فإنىن ملا سلكت ىف‬
‫كتاىب «املقرب» مسلك االختصار فرتكت كثريا من متثيل مسائله خوف اإلكثار ‪ ،‬فلحق بعض ألفاظه بسبب‬
‫ذلك إيهام ‪ ،‬واستعجم املعىن املراد به بعض استعجام ‪ ،‬فأشار من مناقبه أعلى من أن يسمو إليها املدح والصفة‬
‫الش يم أبو حيىي ابن موالنا اهلم ام املعلى ل واء‬
‫‪ ،‬ومف اخره أعظم من أن حييط هبا اإلدراك واملعرفة ‪ ،‬األمري احلميد ّ‬
‫اإلس الم ‪ ،‬املرت دى ب رد اإلعظ ام ‪ ،‬األمري األجل األوحد املظفر املؤيد األس عد ‪ ،‬أبو زكريا ابن الش يخ املق دس‬
‫اجملاهد أىب حممد ابن الشيخ اجملاهد املقدس أىب حفص ‪ ،‬عضد اهلل هبم الدين ‪ ،‬وأمتع بطول بقائهم املسلمني ‪ ،‬ـ‬
‫إىل وضع ت أليف نس توىف فيه مثله ليت بني ب ذلك مش كله ‪ ،‬فوض عت ىف ذلك ج زءا خفيفا ‪ ،‬ش رحت فيه تلك‬
‫املس ائل املش كلة ‪ ،‬واس توعبت مثلها املهملة ‪ ،‬فاتضح ب ذلك اس تعجامها ‪ ،‬وانف رج انغالقها واس تبهامها ‪،‬‬
‫ورفعتها إىل خض رهتم ‪ ،‬وصل اهلل دوام ع زهتم ‪ ،‬إذ ك ان العلم نتيجة جالهلم ‪ ،‬وأهله مبك ان مكني من ب اهلم ‪،‬‬
‫وهو س بحانه يبقى حض رهتم منتهى اآلم ال واألم اىن ‪ ،‬وأي امهم املش رقة الزاه رة موسم البش ائر والته اىن مبنه‬
‫وكرمه‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................... 66‬فهرس املوضوعات‬

‫هبا غاية اإلجح اف ـ أش ار من النّجح معق ود بنواصى آرائه ‪ ،‬واليمن معت اد ىف مذاهبه‬
‫الس بق ىف حلبة رهاهنا‪ .‬وتاريخ‬ ‫وأحنائه ‪ ،‬مالك عنان العلوم وفارس ميداهنا ‪ ،‬وحمرز قصب ّ‬
‫األجل األوحد ‪ ،‬املظ ّفر املؤيّد األسعد ‪ ،‬أبو‬
‫ّ‬ ‫الفضائل وعنواهنا ‪ ،‬وحدقتها وإنساهنا ‪ ،‬األمري‬
‫زكريا ابن الش يخ املق ّدس اجملاهد أىب حممد ابن الش يخ اجملاهد املق ّدس أىب حفص ‪ ،‬أدام اهلل‬
‫عالءهم ‪ ،‬وأن ار بنج وم الس عد مساءهم ـ إىل وضع ت أليف م ّنزه عن اإلطن اب املم ّل ‪،‬‬
‫واالختص ار املخ ّل ‪ ،‬حمتو على كليّاته ‪ ،‬مش تمل على فص وله وغاياته ‪ ،‬ع ار عن إي راد‬
‫جمرد أك ثره عن ذكر التوجيه والتعليل ؛ ليش رف الن اظر فيه على مجلة‬ ‫اخلالف وال دليل ‪ّ ،‬‬
‫العلم ىف أقرب زمان وحييط مبسائله ىف أقصر أوان‪ .‬فوضعت ىف ذلك كتابا صغري احلجم ‪،‬‬
‫مقربا للفهم ‪ ،‬ورفعت فيه من علم النحو وشرائعه ‪ ،‬وملّكته عصيّه وطائعه ‪ ،‬وذلّلته للفهم‬ ‫ّ‬
‫حبسن الرتتيب ‪ ،‬وكثرة التهذيب أللفاظه والتقريب ؛ حىت صار معناه إىل القلب ‪ ،‬أسرع‬
‫فلما أتيت به على القدح ‪ ،‬متنّعا (‪ / )1‬على القدح ‪ ،‬مشبها للعقد ىف‬ ‫الس مع‪ّ .‬‬
‫من لفظه إىل ّ‬
‫«املقرب» ليكون امسه وفق معناه ‪ ،‬ومرتمجا عن‬ ‫التئ ام وصوله ‪ ،‬وانتظ ام فصوله ـ مسيته بـ ّ‬
‫وطرزته بامسهم ‪ ،‬إذ كان نتيجة إشارهتم السديدة ورمسهم ‪ ،‬ورفعته إىل حضرهتم‬ ‫فحواه‪ّ .‬‬
‫وصل اهلل عزهتم ؛ إذ كانت سوق العلم نافقة عندها ال تكسد ‪ ،‬وجنائبه هابّة ىف جناهبا‬ ‫‪ّ ،‬‬
‫بتهمم‬
‫ال ترك د‪ .‬وأنا أرجو أن ي رد منهم على حسن قب ول وإقب ال ‪ ،‬وأن حيظى منهم ّ‬
‫ط الرح ال أرجة األرج اء بطيب‬ ‫واهتب ال ‪ ،‬واهلل تع اىل يبقى حض رهتم منتهى اآلم ال ‪ ،‬وحم ّ‬
‫مشائلهم ‪ ،‬راضية الرياض عن صوب أناملهم‪ .‬يعبدها أحرار الكالم ‪ ،‬كما خيدمها أحرار‬
‫األنام‪ .‬وتطيعها املعاىل ‪ ،‬كما أطاعتها صروف األيام واللياىل ‪ ،‬مبنّه ومينه‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬ممتنعا‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪67 ...............................................................................‬‬

‫ذكر حقيقة النّحو‬


‫النحو ‪ :‬علم مستخرج باملقاييس املستنبطة من استقراء كالم العرب (‪ ، )1‬املوصلة‬
‫إىل معرفة أحكام (‪ )2‬أجزائه الىت تأتلف منها [وهذه األحكام ليست وزنية] ؛ فيحتاج من‬
‫أجل ذلك إىل تبيني حقيقة الكالم ‪ ،‬وتبيني أجزائه الىت يأتلف منها ‪ ،‬وتبيني أحكامها‪.‬‬
‫باب تبيين الكالم وأجزائه‬
‫(‪)7‬‬
‫‪ ،‬املفيد‬ ‫(‪)6‬‬
‫الكالم ـ اص طالحا (‪ )3‬ـ ‪ :‬هو اللفظ املر ّكب (‪ )4‬وج ودا (‪ )5‬أو تق ديرا‬
‫بالوضع (‪ ، )8‬وأجزاؤه ثالثة ‪ :‬اسم ‪ ،‬وفعل ‪ ،‬وحرف‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ذكر حقيقة النحو قوىل ‪« :‬النحو علم مستخرج باملقاييس املستنبطة من استقراء كالم العرب» أردت‬
‫بذلك أن النحو علم أحكام كالم العرب الكلية املستخرجة باملقاييس املوصوفة ؛ كرفع الفاعل ونصب املفعول‬
‫‪ ،‬وغري ذلك من أحكام كالمهم ؛ أال ترى أن العلم هبذه األحكام الكلية هو املسمى حنوا؟‬
‫وأما العلم باملق اييس املوص وفة أنفس ها من غري نظر إىل معرفة األحك ام املس تخرجة منها فمن ص ناعة‬
‫أخرى غري هذه الصناعة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬املوصلة إىل معرفة أحكامه وهذه األحكام ليست وزنية» حترزت بذلك من علم العروض ؛‬
‫فإنه مس تخرج ـ أيضا ـ باملق اييس املس تنبطة من اس تقراء كالم الع رب ‪ ،‬وال يع رتض على ذلك ب أن يق ال ‪ :‬إن‬
‫توص ل إىل معرفة أحك ام وزنية من جهة أهنا قد توصل إىل معرفة أوزان األفع ال وبعض‬ ‫املق اييس النحوية قد ّ‬
‫األمساء ؛ ألىن مل أرد إال وزن الكالم ‪ ،‬وهو الوزن العروضى ‪ ،‬ال وزن بعض الكلم ‪ ،‬وهو الوزن النحوى ؛ أال‬
‫ترى أن الضمري ىف قوىل ‪« :‬من أحكامه» عائد على الكالم؟!‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬باب تبيني الكالم وأجزائه قوىل ‪« :‬الكالم اصطالحا» أى ‪ :‬ىف اصطالح النحويني ‪ ،‬وحترزت بذلك‬
‫من الكالم بالنظر إىل اللغة ؛ فإنه قد يقع على الكالم االصطالحى وعلى غريه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬هو اللفظ املركب» حترزت به من املفرد حنو زيد وعمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وجودا» مثاله ‪ :‬قام زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو تقديرا» مثاله ‪ :‬زيدا ‪ ،‬تريد ‪ :‬اضرب زيدا ؛ أال ترى أنه مركب ىف التقدير ‪ ،‬وال وجود‬
‫للرتكيب بالنظر إىل اللفظ‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )7‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬املفي د» حترزت من اللفظ املركب غري املفيد ؛ حنو قولك ‪ :‬إن ق ام زيد ‪ ،‬إذا مل ت أت له‬
‫جبواب ؛ فإنه يسمى ىف اللغة كالما‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )8‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬بالوضع» حترزت من اللفظ املركب املفيد بغري وضع ‪ ،‬أى بغري قصد ؛‬
‫‪ ............................................................................... 68‬فهرس املوضوعات‬

‫دل على معىن ىف نفسه ‪ ،‬وال يتع رض ببنيته لزم ان (‪ ، )1‬وال ي دل‬ ‫فاالسم ‪ :‬لفظ ي ّ‬
‫جزء من أجزائه على ج زء من أج زاء معناه (‪ ، )2‬حنو ‪ :‬زيد ؛ أال ترى أن «ال زاى» ج زء‬
‫منه ‪ ،‬وال ت دل على بعضه ل ذلك ‪ ،‬ف إن وجد من األمساء ما ي دل على زم ان ؛ ك أمس ‪،‬‬
‫وغد ـ فبذاته ال ببنيته ؛ أال ترى أن بنيتيهما ال تتغريان للزمان‪.‬‬
‫والفعل ‪ :‬لفظ يدل على معىن ىف نفسه ‪ ،‬ويتعرض ببنيته للزمان‪.‬‬
‫والحرف ‪ :‬لفظ يدل على معىن ىف غريه ال ىف نفسه‪.‬‬
‫خاص ة ‪ :‬أن اللفظ ال ذى هو ج زء‬‫وال دليل على أن أج زاء الكالم ه ذه الثالثة ّ‬
‫(‪)3‬‬

‫كالم ّإما [أن يدل] (‪ )4‬على معىن أو ال يدل ‪:‬‬


‫يدل ؛ فإن ذلك عيب‪.‬‬ ‫وباطل أال ّ‬
‫دل على‬‫وإذا دل ‪ :‬فإما أن ي دل على معىن ىف نفسه أو ىف غ ريه ال ىف نفسه [ف إن ّ‬
‫معىن ىف غريه] فهو حرف‪.‬‬
‫وإن دل على معىن ىف نفسه ‪ :‬فإما أن يتع ّرض ببنيته للزم ان أو ال ‪ /‬يتع رض ‪ :‬ف إن‬
‫تعرض ‪ ،‬فهو فعل ‪ ،‬وإن مل يتعرض ‪ ،‬فهو اسم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فاألجزاء إذن منحصرة ىف هذه الثالثة‪.‬‬

‫ذكر تبيين أحكام الكلم ‪:‬‬


‫ؤخر الكالم على‬ ‫اعلم ‪ :‬أن الكلم هلا أحك ام ىف أنفس ها قبل تركيبها ‪ ،‬وينبغى أن ي ّ‬
‫ذلك لعلّة تذكر عند األخذ فيه‪ .‬وأحكام ىف حني تركيبها ‪ ،‬وهى نوعان ‪ :‬إعرابيّة ‪ ،‬وغري‬
‫إعرابيّة‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫ككالم الساهى والنائم وما أشبهه ؛ فإنه يسمى ىف اللغة كالما ‪ ،‬وليس كذلك ىف اصطالح النحاة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬زاد يف حاشية أ‪ :‬يتحرز من الفعل‪.‬‬
‫(‪ )2‬زاد يف حاشية أ‪ :‬حيرتز من اجلملة‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬هبذه‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف أ‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪69 ...............................................................................‬‬

‫األول منهما‬
‫ذكر النّوع ّ‬
‫باب اإلعراب‬
‫اإلعراب ـ اصطالحا (‪ )1‬ـ ‪ :‬تغري آخر الكلمة لعامل يدخل عليها (‪ )2‬ىف الكالم الذى‬
‫بىن فيه لفظا أو تقديرا عن اهليئة الىت كان عليها قبل دخول العامل إىل هيئة أخرى (‪.)3‬‬
‫ألقاب اإلعراب وألقابه أربعة ‪ :‬الرفع والنصب واخلفض واجلزم ‪:‬‬
‫فأما الرفع والنصب ‪ :‬فيشرتك فيهما األمساء واألفعال‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب اإلع راب ق وىل ‪« :‬اإلع راب اص طالحا» أى ‪ :‬ىف اص طالح النح ويني ‪ ،‬وحترزت ب ذلك من‬
‫اإلعراب بالنظر إىل اللغة ؛ فإنه يقع على اإلعراب االصطالحى املذكور ‪ ،‬وعلى غري ذلك مما ذكره أهل اللغة‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬لعامل ي دخل عليه ا» حترزت ب ذلك من تغيري آخر الكلمة لعامل غري داخل عليها ‪ ،‬حنو‬
‫تغيري احملكى بـ «من» ‪ ،‬ومثال ذلك قولك ‪ :‬من زيد؟ ملن قال ‪ :‬قام زيد ‪ ،‬ومن زيدا؟ ملن قال ‪ :‬رأيت زيدا ‪،‬‬
‫ومن زيد؟ ملن قال ‪ :‬مررت بزيد ‪ ،‬فآخر «زيد» قد تغري بسبب احلكاية فالعامل الداخل ىف كالم املستثبت إذن‬
‫حر التغيري ‪ ،‬وإال فالعامل الداخل على «زيد» الواقع بعد «من» مل يتغري‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬عن اهليئة الىت ك ان عليها قبل دخ ول العامل إىل هيئة أخ رى» ‪ ،‬أردت ب ذلك أن أبني أن‬
‫التغيري املسمى إعرابا ليس كون آخر الكلمة مرفوعا تارة ‪ ،‬ومنصوبا تارة ‪ ،‬وخمفوضا تارة ؛ فإن املعرب قد ال‬
‫يتغري آخ ره ه ذا الن وع من التغري ؛ أال ت رى أن بعض املعرب ات قد يل تزم فيه طريقة واح دة ‪ ،‬فال يس تعمل إال‬
‫مرفوعا ‪ ،‬حنو ‪ :‬امين اهلل ‪ ،‬ولعمر اهلل ‪ ،‬أو منصوبا ‪ ،‬حنو ‪ :‬سبحان اهلل ‪ ،‬ومعاذ اهلل؟‪.‬‬
‫وإمنا التغري املس ّمى إعرابا كل تغرّي ح دث ىف الكلمة بس بب دخ ول العامل ومل يكن فيها قبل ذلك ‪،‬‬
‫فاأللف اظ املف ردة ك انت قبل دخ ول العامل عليها موقوفة س اكنة ؛ حنو زيد وعم رو ويق وم ويقعد ‪ ،‬ب دليل أن‬
‫أمساء الع دد إذا مل ي دخل عليها عامل ىف اللفظ وال ىف التق دير ؛ ب أن قصد هبا جمرد الع دد ‪ ،‬حنو ‪ :‬واحد ثالثة‬
‫أربعة ـ ك انت موقوفة ‪ ،‬ف إذا أدخل عليها عامل من العوامل ‪ ،‬نقلها عن ذلك الوقف إىل حركة ‪ ،‬ف إن ك ان‬
‫العامل داخال على مجلة ‪ ،‬نقل املع رب عن ذلك الن وع ال ذى ك ان فيه من اإلع راب إىل ن وع آخر ‪ ،‬وذلك حنو‬
‫قولك ‪ :‬يق وم زيد ‪ ،‬إذا دخل اجلازم ‪ ،‬نقل الفعل من الرفع إىل اجلزم فه ذا الن وع من التغيري ال ذى ال ينفك عنه‬
‫املسمى إعرابا ال النوع األول‪ .‬أه‪.‬‬
‫معرب هو ّ‬
‫‪ ............................................................................... 70‬فهرس املوضوعات‬

‫وأما اخلفض ‪ :‬ف انفردت به األمساء (‪ ، )1‬وقد ك ان حقه أن ي دخل ىف (‪ )2‬املض ارع‬
‫من األفعال إذا أضيفت إليه أمساء الزمان أو «ذو» ‪ ،‬أو «أيّة» ؛ حنو قوهلم ‪« :‬اذهب بذى‬
‫تسلم» أو «ائتىن بأيّة يقوم زيد» ‪« ،‬وخرجت يوم يقوم عمرو» ؛ أال ترى أنه معرب ‪،‬‬
‫افة ىف احلقيقة إمنا هى‬ ‫وقد دخل عليه عامل خفض لكن منع من خفضه ‪ :‬أن اإلض‬
‫للمصدر ال للفعل ؛ فلذلك مل تؤثر فيه‪.‬‬
‫وأما اجلزم ‪ :‬فانفردت به األفعال وقد كان حقه أن يدخل ىف االسم غري املنصرف‬
‫؛ ألنه ملا محل على الفعل ىف امتناع اخلفض والتنوين لشبهه به ـ كان ينبغى أن يبقى ساكنا‬
‫ىف ح ال اجلر ؛ ل ذهاب اخلفض منه ‪ ،‬وأال يتكلف محله على النصب ؛ لكن منع من ذلك‬
‫ما ىف إذهاب العالمتني من اإلخالل باالسم‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأما اخلفض ف انفردت به األمساء ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬إمنا اعت ذرت عن امتن اع دخ ول اخلفض‬
‫ىف الفعل املض ارع املض اف إليه اسم زم ان أو مك ان ؛ ألنه قد ك ان خفضه واجبا ملا ذكرن اه لو ال ما منع من‬
‫ذلك ‪ :‬أن اإلضافة ىف احلقيقة إمنا هى للمصدر ؛ كأنك إذا قلت ‪:‬‬
‫تعرف يوم باإلضافة‪.‬‬
‫أقوم يوم يقوم زيد ‪ ،‬قد قلت ‪ :‬يوم قيام زيد ‪ ،‬ولذلك ّ‬
‫ولو كانت اإلضافة ىف اللفظ واملعىن إىل الفعل مل تعرف ؛ ألن الفعل نكرة ؛ بدليل وصفهم النكرة به‬
‫؛ حنو قولك ‪ :‬مررت برجل يضحك ‪ ،‬ومل أعتذر عن امتناع اخلفض فيما عدا ذلك من األفعال غري املضارعة‬
‫؛ ألنه مل جيب فيعتذر عنه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬على‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪71 ...............................................................................‬‬

‫باب معرفة عالمات اإلعراب‬


‫الرفع والنّصب واخلفض واجلزم‪.‬‬ ‫قد تقدم أن ألقاب اإلعراب ‪ّ :‬‬
‫فأما الرفع ‪ :‬فعالماته ثالث ‪ :‬الضمة والنون ‪ ،‬وبقاء اللفظ عند دخول عامل الرفع‬
‫عما ك ان عليه قبل ذلك ‪ ،‬ليس بعالمة للرفع (‪ )2‬ىف احلقيقة ‪ ،‬وإمنا مسى‬ ‫عليه غري مغرّي ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫عالمة رفع ؛ لقيامه مقامها وإغنائه عنها ‪:‬‬


‫للرفع ىف ك ّل فعل مض ارع اتصل به ض مري االث نني ‪ ،‬أو‬ ‫ف النون ‪ :‬تك ون عالمة ّ‬
‫عالمتهما ‪ ،‬أو ضمري الواحدة املخاطبة ‪ ،‬أو ضمري مجاعة املذ ّكرين العاقلني ‪ ،‬أو ما أجرى‬
‫جمراهم ‪ ، /‬أو عالمتهم ؛ حنو قولك ‪« :‬الزي دان يقوم ان ‪ ،‬ويقوم ان (‪ )3‬الزي دان ‪ ،‬وأنت‬
‫تق ومني ‪ ،‬والزي دون يقوم ون ‪ ،‬ويقوم ون الزي دون ‪ ،‬وال رباغيث ي أكلونىن ‪ ،‬وي أكلونىن‬
‫الرباغيث»‪.‬‬
‫وع دم التغري يك ون عالمة للرفع ىف األمساء املثن اة ‪ ،‬ومجع املذكر الس امل وما ج رى‬
‫(‪)5‬‬
‫جمراه ؛ أل ّن املثىن وما جرى جمراه قبل دخول العامل عليه [يكون] (‪ )4‬باأللف‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب معرفة عالم ات اإلع راب ق وىل ‪« :‬وبق اء اللفظ عند دخ ول عامل الرفع عليه ‪ »...‬إىل آخ ره إن‬
‫ق ال قائل ‪ :‬كيف جعلت ذلك عالمة للرفع ‪ ،‬وأنت قد ح ددت اإلع راب بأنه تغري آخر الكلمة لعامل ‪ ،‬وال‬
‫تغري ىف هذين النوعني من املعربات ىف حال الرفع على مذهبك؟‪.‬‬
‫ف اجلواب ‪ :‬أىن مل أجعل ع دم التغرّي فيهما إعرابا ىف ح ال الرفع ؛ بل مها جمردان من اإلع راب ىف ح ال‬
‫الرفع ‪ ،‬وإمنا جعلت ع دم التغري عالمة إع راب من حيث ق ام مق ام العالمة ىف إفهامه الرفع كما تفهمه العالمة‬
‫فيما فيه عالمة الرفع‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬الرفع‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬حنو قولك الزي دان يقوم ان ‪ »...‬إىل آخ ره ما ك ان من ه ذه املثل قد ق دم فيه الفعل على‬
‫االسم ‪ ،‬ف األلف وال واو فيه عالمت ان ال ض مريان ‪ ،‬وما ك ان منها قد ق دم فيه االسم على الفعل فهما فيه‬
‫ضمريان ال عالمتان ‪ ،‬وأردت بقوىل ‪ :‬يأكلونىن الرباغيث ‪ ،‬والرباغيث يأكلونىن ‪ ،‬أن أبني أن الواو قد تكون‬
‫لغري العاقل إذا عومل معاملة العاقل ؛ أال ترى أن املستعمل إمنا هو وصف الرباغيث باإليالم واإليذاء ‪ ،‬فيقال ‪:‬‬
‫آذتىن ال رباغيث وآملتىن ‪ ،‬فلما وص فت باألكل ‪ ،‬وهو مما يوصف به العاقل ‪ ،‬ع وملت معاملته فجعل ض مريها‬
‫وعالمتها كضمريه وعالمته ‪ ،‬وهو الواو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف أ‪ :‬يف‪.‬‬
‫‪ ............................................................................... 72‬فهرس املوضوعات‬

‫[والنون] ‪ ،‬ومجع املذكر السامل [يكون] (‪ )1‬بالواو والنون ؛ فلذلك إذا ع ّدوا ومل يدخلوا‬
‫عامال لفظا وال تقديرا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬اثنان وثالثون ‪ ،‬فلما دخل عامل الرفع عليهما ‪ ،‬مل يتغريا‬
‫‪ ،‬وصار ترك العالمة [فيهما] (‪ )2‬عالمة‪.‬‬
‫والضمة (‪ : )3‬تكون عالمة للرفع فيما بقى من األمساء واألفعال املعربة‪.‬‬
‫وأما النّصب ‪ :‬فعالماته مخس ‪ :‬الفتحة ‪ ،‬والكس رة ‪ ،‬وانقالب األلف ي اء ‪،‬‬
‫وانقالب الواو ياء ‪ ،‬وحذف النون ‪:‬‬
‫فالكسرة ‪ :‬تكون عالمة للنصب ىف مجع املؤنث السامل (‪.)4‬‬
‫خاصة‪.‬‬
‫وانقالب األلف ياء تكون عالمة للنصب ىف تثنية األمساء ّ‬
‫وانقالب الواو ياء يكون عالمة للنصب ىف مجع املذكر السامل‪.‬‬
‫وحذف النون يكون عالمة للنصب فيما رفع من األفعال بالنون‪.‬‬
‫والفتحة تكون عالمة للنصب فيما بقى من األمساء واألفعال املعربة‪.‬‬
‫وأما الخفض ‪ :‬فعالماته أربع ‪ :‬الكسرة ‪ ،‬والفتحة ‪ ،‬وانقالب األلف ياء ‪ ،‬وانقالب‬
‫الواو ياء ‪:‬‬
‫فالفتحة تكون عالمة للخفض ىف األمساء الىت ال تنصرف (‪ ، )5‬وستبنّي ىف موضعها‬
‫‪ ،‬إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )3‬ىف ط ‪ :‬والضمري‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬فالكس رة تك ون عالمة النصب ىف مجع املؤنث الس امل ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال النصب‬
‫بالكسرة قولك ‪ :‬رأيت اهلندات ‪ ،‬ومثال النصب بانقالب األلف ياء ‪ :‬رأيت الزيدين ‪ ،‬ومثال النصب بانقالب‬
‫ال واو ي اء ‪ :‬رأيت الزي دين ؛ ألنه قد تق دم أهّن ما قبل دخ ول العامل عليهما ‪ ،‬يق ال فيهما ‪ :‬الزي دان ب األلف ‪،‬‬
‫والزي دون ب الواو ‪ ،‬ومث ال النصب حبذف الن ون ‪ :‬الزي دون لن يقوم وا ‪ ،‬والزي دان لن يقوما وهند لن تق ومى‬
‫ومثال النصب بالفتحة ‪ :‬إن زيدا لن يركب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬الفتحة تك ون عالمة للخفض ىف األمساء الىت ال تنص رف ‪ »...‬إىل آخ ره مث ال اخلفض‬
‫بالفتحة ‪ :‬مررت بأمحد ‪ ،‬ومثال اخلفض بانقالب األلف ياء ‪ :‬مررت بالزيدين ‪ ،‬ومثال اخلفض بانقالب الواو‬
‫ياء ‪ :‬مررت بالزيدين‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪73 ...............................................................................‬‬

‫وانقالب األلف ياء يكون عالمة للخفض ىف املثىن (‪.)1‬‬


‫والكسرة تكون عالمة للخفض فيما بقى من األمساء املعربة‪.‬‬
‫وأما الجزم ‪ :‬فله عالمتان ‪ ،‬ومها ‪ :‬السكون ‪ ،‬واحلذف ‪:‬‬
‫فاحلذف ىف صنفني من األفعال ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬ما رفع منهما بالنون (‪ ، )2‬جزمه حبذفها‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬كل فعل ىف آخره حرف علة غري مبدل من مهزة جزمه أيضا حبذفه ؛ حنو‬
‫‪« :‬مل يغز ‪ ،‬ومل ي رم ‪ ،‬ومل خيش» ‪ ،‬وال يثبت ح رف العلة ويك ون اجلزم حبذف احلركة ‪،‬‬
‫إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اد‬ ‫ون بىن زي‬ ‫اء تنمى ‪  ‬مبا القت لب‬ ‫أمل يأتيك واألنب‬ ‫‪1‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فإن كان مبدال من مهزة حنو ‪ :‬يقرأ ‪ ،‬ويقرئ ‪ ،‬ويوضئ ـ جاز فيه وجهان ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬حذف حرف العلة إحلاقا باملعتل احملض‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ىف ط ‪ :‬مجع املذكر السامل‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أحدمها ما رفع منهما بالنون ‪ »...‬إىل آخره مثال اجلزم حبذف النون ‪ :‬الزيدان مل يقوما ‪،‬‬
‫والزيدون مل يقوموا ‪ ،‬وأنت مل تقومى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت لقيس بن زهري بن جذمية بن رواحة العبسي و (األنباء) ‪ :‬مجع نبأ وهو خرب له شأن‪.‬‬
‫و (اللب ون) ق ال أبو زيد ‪ :‬هي من الش اء واإلبل ‪ :‬ذات اللنب ‪ ،‬غزي رة ك انت أم بكيئ ة‪ .‬ف إذا قص دوا‬
‫قصد الغزي رة ق الوا ‪ :‬لبن ة‪ .‬وق ال ابن الس يد ‪ ،‬وتبعه ابن خلف ‪ :‬اللب ون ‪ :‬اإلبل ذوات اللنب ‪ ،‬وهو اسم مف رد‬
‫أراد به اجلنس‪.‬‬
‫وبنو زي اد هم الكملة ‪ :‬الربيع ‪ ،‬وعم ارة ‪ ،‬وقيس ‪ ،‬وأنس ‪ ،‬بنو زي اد بن س فيان بن عبد اهلل العبس ي‪.‬‬
‫وأمهم فاطمة بنت اخلرشب األمنارية ‪ ،‬واملراد لبون الربيع بن زياد ‪ ،‬فإن القصة معه فقط‪.‬‬
‫كما يق ال ‪ :‬بنو فالن فعل وا ك ذا ‪ ،‬إذا ك ان الفاعل بعض هم ‪ ،‬وأس ند الفعل إىل اجلميع لرض اهم بفعل‬
‫البعض‪.‬‬
‫والبيت أورده سيبويه يف موضعني من كتابه على أنه أثبت الياء يف حال اجلزم ضرورة ؛ ألنه إذا اضطر‬
‫ضمها يف حال الرفع تشبيها بالصحيح قال األعلم ‪ :‬وهي لغة ضعيفة ‪ ،‬فاستعملها عند الضرورة‪.‬‬
‫وق ال ابن خلف ‪ :‬ه ذا ال بيت أنش ده س يبويه يف ب اب الض رورات ‪ ،‬وليس جيب أن يك ون من ب اب‬
‫الض رورات ‪ ،‬ألنه لو أنشد حبذف الي اء مل ينكسر ‪ ،‬وإمنا موضع الض رورة ما ال جيد الش اعر منه ب دا يف إثباته ‪،‬‬
‫وال يقدر على حذفه ‪ ،‬لئال ينكسر الشعر ‪ ،‬وهذا يسمى يف ع روض الوافر املنقوص ‪ ،‬أعىن ‪ :‬إذا حذف الياء‬
‫من قوله ‪« :‬أمل يأتيك»‪.‬‬
‫‪ ............................................................................... 74‬فهرس املوضوعات‬

‫والثاىن ‪ :‬إثباته إجراء له جمرى الصحيح (‪.)1‬‬


‫وعلى ‪ /‬احلذف جاء قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الظّلم يظلم‬ ‫ريعا وإال يبد ب‬ ‫ج رئ مىت يظلم يع اقب بظلمه ‪  ‬س‬ ‫‪2‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والسكون يكون عالمة للجزم فيما بقى من األفعال املعربة‪.‬‬


‫__________________‬
‫قال البغدادي ‪ :‬هذا كالمه ‪ ،‬وال خيفى أن ما فسر به الضرورة مذهب مرجوح‪.‬‬
‫والتحقيق عند احملققني أهنا ما وقع يف الشعر سواء كان للشاعر عنه مندوحة أم ال‪.‬‬
‫وقال ابن جين يف «سر الصناعة» ‪ :‬رواه بعض أصحابنا ‪« :‬أمل يأتك» على ظاهر اجلزم ‪ ،‬وأنشده أبو‬
‫العباس عن أيب عثمان عن األصمعي ‪:‬‬
‫‪..........‬‬ ‫اء تنمي ‪ ‬‬ ‫اك واألنب‬ ‫أال هل ات‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فاألول فيه الكف ‪ ،‬والثاين فيه نقل حركة اهلمزة من أتاك إىل الم هل وحذفها‪ .‬ورواه بعضهم‪.‬‬
‫‪............‬‬ ‫اء تنمي ‪ ‬‬ ‫أمل يبلغك واألنب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فال شاهد فيه على الروايات الثالث‪.‬‬


‫ينظر ‪ :‬األغاين ‪ ، 131 / 17‬وخزانة األدب ‪ 362 ، 361 ، 360 / 8‬والدرر ‪ ، 162 / 1‬وشرح أبيات‬
‫سيبويه ‪ ، 340 / 1‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 408‬وشرح شواهد املغين ص ‪ ، 808 ، 328‬واملقاصد‬
‫النحوية ‪ ، 230 / 1‬ولسان العرب (أيت) ‪ ،‬وبال نسبة يف أسرار العربية ص ‪ ، 103‬واألشباه والنظائر ‪/ 5‬‬
‫‪ ، 280‬واإلنصاف ‪ ، 30 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 76 / 1‬واجلىن الداين ص ‪ ، 50‬وجواهر األدب ص‬
‫‪ ، 50‬وخزانة األدب ‪ ، 524 / 9‬واخلصائص ‪ ، 337 ، 333 / 1‬ورصف املباين ص ‪ ، 149‬وسر صناعة‬
‫اإلعراب ‪ ، 631 / 2 ، 78 / 1‬وشرح األمشوين ‪ ، 168 / 1‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪، 184 / 3‬‬
‫وشرح املفصل ‪ 104 / 10 ، 24 / 8‬والكتاب ‪ ، 316 / 3‬لسان العرب (قدر)‪( .‬رضي) ‪ ،‬واحملتسب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 215 ، 67‬ومغىن اللبيب ‪ ، 387 / 2 ، 108 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 537 / 2‬واملنصف ‪81 / 2‬‬
‫‪ 115 ، 114 ،‬ومهع اهلوامع ‪.52 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإثباته إجراء له جمرى الصحيح» مثال ذلك قوله [من الرجز]‬
‫هبا‬ ‫أورا‬ ‫ومل‬ ‫زارتىن‬ ‫حيث‬ ‫وانتياهبا ‪  ‬من‬ ‫ليالك‬ ‫من‬ ‫عجبت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ال بيت بال نس بة يف ال درر ‪ ، 163 / 1‬والكت اب ‪ 544 / 3‬واللس ان (ورأ) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪/ 1‬‬
‫‪.]52‬‬
‫ف أثبت األلف من «أورا» ىف اجلزم ملا ك انت منقلبة من مهزة ‪ ،‬واألصل أورأ هبا ؛ ألهنا من لفظ ال ورء‬
‫أى ‪ :‬ومل أوت هبا من ورائى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت من معلقه زهري بن أيب سلمي‪ .‬واجلرىء ‪ :‬ذو اجلراءة والشجاعة‪ .‬يقول ‪ :‬هو شجاع‬
‫فهرس املوضوعات ‪75 ...............................................................................‬‬

‫ذكر األماكن الّتى يدخل فيها المعرب من األسماء واألفعال لقب‬


‫من ألقاب اإلعراب األربعة‪.‬‬
‫أما االسم ‪ :‬ف ريفع إذا مل ي دخل عليه عامل لفظا وال تق ديرا ‪ ،‬وك ان مع ذلك‬
‫معطوفا على غ ريه أو معطوفا غ ريه عليه ؛ حنو قولك ‪ :‬واحد واثن ان ‪ ،‬إذا أردت جمرد‬
‫الع دد ال اإلخب ار‪ .‬وإذا ك ان ف اعال ‪ ،‬أو مفع وال مل يس ّم فاعله ‪ ،‬أو مبت دأ ‪ ،‬أو خ ربه ‪ ،‬أو‬
‫اسم كان وأخواهتا ‪ ،‬أو اسم ما وأختيها ‪ :‬ال والت ‪ ،‬أو خرب إن وأخواهتا أو تابعا ملرفوع‬
‫‪ ،‬أو جاريا جمرى املرفوع‪.‬‬
‫وينصب إذا كان مفعوال مطلقا ‪ ،‬أو مفعوال به ‪ ،‬أو مشبها به ‪ ،‬أو مفعوال فيه ‪ ،‬أو‬
‫معه ‪ ،‬أو من أجله ‪ ،‬أو حاال ‪ ،‬أو متييزا ‪ ،‬أو مستثىن ‪ ،‬أو خرب كان وأخواهتا ‪ ،‬أو خرب ما‬
‫وأختيها ‪ :‬ال والت ‪ ،‬أو اسم ال الىت للتربئة أو اسم إ ّن وأخواهتا ‪ ،‬أو من ادى ‪ ،‬أو تابعا‬
‫ملنصوب ‪ ،‬أو جاريا جمرى املنصوب‪.‬‬
‫وخيفض إذا دخل عليه ح رف اخلفض ‪ ،‬أو أض يف إليه اسم ‪ ،‬أو ك ان تابعا‬
‫ملخفوض ‪ ،‬أو جاريا [جمراه] (‪.)1‬‬
‫__________________‬
‫مىت ظلم عاقب الظامل بظلمه سريعا ‪ ،‬وإن مل يظلمه أحد ظلم الناس إظهارا لعزة نفسه وشدة جراءته‪.‬‬
‫والش اهد قوله ‪ :‬وإال يبد ب الظلم يظلم ‪ :‬األصل فيه اهلمز ‪ ،‬من ب دأ يب دأ إال أنه ملا اض طر أب دل من‬
‫اهلمزة ألفا ‪ ،‬مث حذف األلف للجزم وهذا من أقبح الضرورات ‪ ،‬وحكي عن سيبويه أن أبا زيد قال له ‪ :‬من‬
‫العرب من يقول ‪ :‬قريت يف قرأت فقال سيبويه أليب زيد ‪ :‬فكيف يقول هؤالء يف املستقبل؟ قال ‪ :‬يقولون ‪:‬‬
‫اقرأ يا هذا فقال سيبويه ‪ :‬كان جيب أن تقول ‪ :‬أقري حىت يكون مثل رميت أرمي وإمنا أنكر سيبويه هذا ألنه‬
‫إمنا جيىء «فعلت أفع ل» ‪ ،‬إذا ك انت الم الفعل أو عينه من ح روف احللق ‪ ،‬وال يك اد يك ون ه ذا يف األلف ‪،‬‬
‫إال أهنم قد حك وا أيب ي أيب فج اء على «فعل يفع ل» ‪ ،‬ق ال أبو إس حاق ‪ :‬إمنا ج اء ه ذا يف األلف ملض ارعته‬
‫حروف احللق فشبهت باهلمزة يعين شبهت بقوهلم ‪ :‬قرأ يقرأ وما أشبهه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 24‬وخزانة األدب ‪ ، 13 / 7 ، 17 / 3‬والدرر ‪ ، 165 / 1‬وسر صناعة‬
‫اإلع راب ‪ ، 739 / 2‬وش رح ش واهد الش افية ص ‪ ، 10‬وش رح ش واهد املغين ‪ ، 385 / 1‬واملمتع يف‬
‫التصريف ‪ ، 428 / 2 ، 381 / 1‬وبال نسبة يف شرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 26 / 1‬ومهع اهلوامع ‪/ 1‬‬
‫‪.52‬‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‬
‫‪ ............................................................................... 76‬فهرس املوضوعات‬

‫وأما الفعل ‪ :‬فريفع إذا عرى من النواصب واجلوازم‪.‬‬


‫وينصب إذا دخل عليه ناصب ‪ ،‬أو عطف على منصوب ‪ ،‬أو كان بدال منه‪.‬‬
‫وجيزم إذا دخل عليه ج ازم ‪ ،‬أو عطف على جمزوم أو ج ار جمراه ‪ ،‬أو ك ان ب دال‬
‫منهما‪.‬‬
‫فه ذه مجلة األم اكن الىت تك ون فيها األمساء واألفع ال معربة بلقب من ألق اب‬
‫اإلعراب‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪77 ...............................................................................‬‬

‫باب الفاعل‬
‫الفاعل ‪ :‬هو اسم (‪[ )1‬ـ أو ما ىف تقديره (‪ )2‬ـ متق ّدم] (‪ )3‬عليه (‪ )4‬ما أسند إليه لفظا‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬االسم املرفوع‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب الفاعل قوىل ‪« :‬أو ما هو ىف تقديره» الذى هو ىف تقدير االسم أ ّن وأن وما وكى املصدريات ‪،‬‬
‫إال أ ّن كى ال تستعمل فاعلة ‪ ،‬تقول ‪ :‬يعجبىن أن تقوم ‪ ،‬ويسرىن أنك قائم ‪ ،‬ويسرىن ما صنعته أى ‪ :‬صنعك‬
‫‪ ،‬ومن ذلك قوله ‪[ :‬من الوافر]‬
‫اهبن له ذهابا‬
‫ّ‬ ‫ان ‪  ‬ذه‬ ‫اىل وك‬ ‫ّر املرء ما ذهب اللّي‬ ‫يس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[وهو بال نسبة ىف األشباه والنظائر ‪ ، 37 / 3‬واجلىن الداىن ص ‪ ، 331‬والدرر ‪ ، 352 / 1‬وشرح‬
‫التصريح ‪ ، 862 / 1‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 41‬وشرح املفصل ‪ ، 142 / 8‬ومهع اهلوامع ‪]81 / 1‬‬
‫أى ‪ :‬يسر املرء ذهاب اللياىل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬سقط يف أ‪.‬‬
‫فأما ق ول‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬مق ّدما علي ه» حترز من ت أخره عنه ؛ ألن الفاعل ال جيوز تقدميه على العامل فيه ‪ّ ،‬‬
‫النابغة ‪[ :‬من الطويل]‬
‫ريها اللّيل قاصد‬ ‫راكب ‪  ‬إىل ابن اجلالح س‬ ‫اء هتوى ب‬ ‫ّد من عوج‬ ‫فال ب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فس ريها مبت دأ ال فاعل بقاصد ‪ ،‬والليل ىف موضع خ ربه ‪ ،‬وقاصد ص فة لعوج اء ‪ ،‬ومل يلحقه عالمة‬
‫الس ماءُ ُم ْن َف ِط ٌر بِ ِه) [املزمل ‪ ]18 :‬وك ذلك ق ول ام رئ القيس [من‬
‫ت أنيث على حد قوله س بحانه وتع اىل ‪َّ ( :‬‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫متغيّب‬ ‫حنسه‬ ‫مقيل‬ ‫ىف‬ ‫وم لذيذ بنعمة ‪  ‬فقل‬ ‫ّل لنا ي‬ ‫فظ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت ىف ديوانه ص ‪ ، 983‬ولسان العرب (غيب) ‪( ،‬زهق) ‪ ،‬وتاج العروس (غيب)]‬


‫فنحسه مبت دأ ‪ ،‬وليس ف اعال مبتغيب ‪ ،‬وخ ربه متغيب ‪ ،‬واألصل ‪ :‬متغيب ‪ ،‬على حد ق وهلم ىف دوار ‪:‬‬
‫دوارى ؛ للمبالغة ‪ ،‬مث خفف علي حد قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫دناىن‬ ‫ّديّا فع‬ ‫‪  ‬وإن لقيت مع‬ ‫مين‬ ‫ذا‬ ‫القيت‬ ‫إذا‬ ‫ميان‬ ‫يوما‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت لعمران بن حطان ىف خزانة األدب ‪ ، 357 / 5‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪]14 / 2‬‬
‫أى ‪ :‬فعدناىن ‪ ،‬مث حذفت الضمة استثقاال هلا ىف الياء ‪ ،‬ومثل ذلك قوله ‪[ :‬من البسيط]‬
‫ّحاج‬ ‫بح ش‬
‫الص‬
‫روع ّ‬ ‫ختوهنا ‪  ‬داع دعا ىف ف‬
‫ّ‬ ‫حىّت‬ ‫ليلة‬ ‫نعمها‬ ‫يا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[وهو للراعى النمريى ىف ديوانه ص ‪ 29‬؛ ولسان العرب (شحج) ؛ وتاج العروس (شحج) وروى ‪:‬‬
‫«يا طيبها» بدل «يا نعمها» و «فروع» بدل «بزوغ»‪].‬‬
‫شحاجى إال أنه خفف‪ .‬أه‪.‬‬
‫أى ‪ّ :‬‬
‫‪ ............................................................................... 78‬فهرس املوضوعات‬

‫‪ ،‬وهو أب دا مرف وع أو ج ار جمرى (‪ )2‬املرف وع ‪،‬‬ ‫أو نية ‪ ،‬على طريقة فعل أو فاعل‬
‫(‪)1‬‬

‫وارتفاعه مبا أسند إليه‪.‬‬


‫ومرتبته ‪ :‬أن يكون مق ّدما على املفعول به ‪ ،‬وجيوز تأخريه عنه بشرط أن يكون ىف‬
‫الكالم لفظ مبني ؛ حنو قولك ‪« :‬ضرب زيدا عمرو» ‪« ،‬وضربت موسى سلمى» ‪ ، /‬و‬
‫احلوارى سلمى»‪.‬‬
‫«ضرب موسى العاقل عيسى» ‪ ،‬أو معىن مبنّي ؛ حنو قولك ‪« :‬أكلت ّ‬
‫ف إن مل يكن ىف الكالم من ذلك ش ىء ‪ ،‬مل جيز التق دمي ؛ حنو قولك ‪« :‬ض رب‬
‫موسى عيسى»‪.‬‬
‫وينقسم الفاعل بالنظر إىل تقدمي املفعول عليه وحده ‪ ،‬وتأخريه عنه ‪ :‬ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫قسم ال جيوز فيه تق دمي املفعول على الفاعل وح ده ‪ ،‬وهو أن يكون الفاعل ض مريا‬
‫متّصال (‪ ، )3‬أو ال يكون ىف الكالم شىء مبني ‪ ،‬أو يكون الفاعل مضافا إليه املصدر املقدر‬
‫بأن والفعل ‪ ،‬أو بأ ّن الىت خربها فعل ‪ ،‬أو اسم مشتق منه‪.‬‬
‫فأما قوله [من جمزوء الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫زاده‬ ‫وص أىب م‬ ‫زج القل‬
‫مبزجة ‪ّ  ‬‬
‫فزججتها ّ‬ ‫‪3‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬على طريقة فعل أو فاع ل» حترز من طريقة فعل حنو ‪ :‬ض رب زيد ‪ ،‬ومفع ول حنو ‪ :‬م ررت‬
‫برجل مضروب أبوه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬أو ما ج رى جمراه» أعىن ب ذلك ما ج رى من األمساء والظ روف واجملرورات جمرى الفاعل ‪،‬‬
‫ومثال ذلك ‪ :‬مررت برجل قائم أبوه ‪ ،‬ومررت برجل ىف الدار أبوه ‪ ،‬ومررت برجل عليه عمامته‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وهو أن يكون الفاعل ضمريا متصال ‪ »...‬إىل آخره مثال كونه ضمريا متصال ‪ :‬ضربتك ‪،‬‬
‫وض ربت زي دا ‪ ،‬ومث ال أاّل يك ون ىف الكالم ش ىء م بني ‪ :‬ض رب ه ذا ه ذا ‪ ،‬ومث ال ك ون الفاعل مض افا إليه‬
‫املصدر املقدر بأن والفعل ‪ :‬يعجبىن ضرب زيد عمرا ‪ ،‬ال جيوز تقدمي املفعول ىف شىء من ذلك‪.‬‬
‫الد ِه ْم ُش َركا ُؤ ُه ْم) [األنع ام ‪:‬‬
‫فأما ال بيت ال ذى أنش دته فض رورة ‪ ،‬وأما ق راءة ابن ع امر ‪َ ( :‬ق ْت ل أَو ِ‬
‫َ ْ‬
‫‪ ]137‬فن ادرة ‪ ،‬وقد ميكن أن يك ون ال ذى غلطه ىف ذلك رسم «ش ركائهم» ىف مص حف أهل الش ام بالي اء ‪،‬‬
‫فتوهم أن اخلفض بإضافة املصدر وأن أوالدهم مفعول ‪ ،‬والشركاء فاعل ؛ كما هو ىف القراءة األخرى ‪ ،‬وليس‬
‫ك ذلك ‪ ،‬بل اخلفض ىف ش ركائهم على أنه ب دل من األوالد ‪ ،‬وخفض األوالد بإض افة املص در إليه ‪ ،‬وهو من‬
‫قبيل بدل الشىء من الشىء ؛ ألن األوالد شركاء اآلباء ىف أمواهلم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬قال ابن خلف ‪« :‬هذا البيت يروى لبعض املدنيني املولدين ‪ ،‬وقيل هو لبعض املؤنثني ممن ال‬
‫فهرس املوضوعات ‪79 ...............................................................................‬‬

‫فضرورة‪.‬‬
‫(‬
‫وقسم يلزم فيه تقدميه عليه ‪ ،‬وهو أن يكون املفعول ضمريا متصال والفاعل ظاهرا‬
‫‪ )1‬أو متصل بالفاعل ض مري يع ود على املفع ول أو على ما اتّصل ب املفعول ‪ ،‬أو يك ون‬
‫الفاعل ض مريا عائ دا على ما اتصل ب املفعول ‪ ،‬أو يك ون املفع ول مض افا إليه اسم الفاعل‬
‫مبعىن احلال ‪ ،‬أو االستقبال (‪ ، )2‬أو املصدر املق ّدر بأن والفعل ‪ ،‬أو بأن الىت خربها فعل ‪،‬‬
‫أو يك ون الفاعل مقرونا ب إال ‪ ،‬أو ىف معناها املق رون هبا ؛ حنو قولك ‪« :‬إمنا ض رب زي دا‬
‫عمرو» تريد ‪ :‬ما ضرب زيدا إال عمرو‪ .‬أو ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ماء القنابل‬ ‫الس‬
‫اء ّ‬ ‫انت هلم ربعيّة حيذروهنا ‪  ‬إذا خضخضت م‬ ‫وك‬ ‫‪4‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫حيتج بشعره‪.‬‬
‫زججته زجا ‪ :‬إذا طعنته ب الزج ‪ ،‬بضم ال زاى ‪ ،‬وهي احلدي دة اليت يف أس فل ال رمح ‪ ،‬والقل وص بفتح‬
‫الق اف ‪ :‬الناقة الش ابة‪ .‬وأبو م زادة ‪ :‬كنية رجل ‪ ،‬ق ال ص احب الص حاح ‪ :‬املزج ‪ ،‬بكسر امليم ‪ :‬رمح قصري‬
‫ك املزراق ومزجة ‪ ،‬ي روي بفتح امليم وهو موضع ال زج ‪ ،‬يعين أنه زج راحلته لتس رع كما يفعل أبو م زادة‬
‫بالقلوص‪ .‬وجيوز أن تكون امليم مكسورة ‪ ،‬فيكون املعىن فزججتها يعين الناقة أو غريها ‪ ،‬أي رميتها بشيء يف‬
‫طرفه زج كاحلربة ‪ ،‬واملزجة ما يزج به‪ .‬وأراد كزج أيب مزادة بالقلوص أي كما يزجها‪.‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬أنه فصل بني املض اف وهو زج ‪ ،‬وبني املض اف إليه وهو ‪ :‬أيب م زادة ب املفعول ‪ ،‬وهو‬
‫القلوص‪.‬‬
‫والبيت بال نسبة يف اإلنصاف ‪ ، 427 / 2‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 82‬وخزانة األدب ‪، 416 ، 415 / 4‬‬
‫‪ ، 433 ، 422 ، 421 ، 418‬واخلصائص ‪ ، 406 / 2‬وشرح األمشوين ‪ ، 327 / 2‬وشرح املفصل ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 189‬والكتاب ‪ ، 176 / 1‬جمالس ثعلب ص ‪ ، 152‬واملقاصد النحوية ‪.468 / 3‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وهو أن يك ون املفع ول ض مريا متصال ‪ ،‬والفاعل ظ اهرا» إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال ك ون املفع ول‬
‫ضمريا متصال والفاعل ظاهرا ‪ :‬ضربىن زيد ‪ ،‬ومثال أن يتصل بالفاعل ضمري يعود على املفعول ‪ :‬ضرب زيدا‬
‫غالمه ‪ ،‬ومثال كون املفعول مضافا إليه اسم الفاعل مبعىن احلال أو االستقبال ‪ :‬هذا ضارب زيد غالمه اآلن أو‬
‫غ دا ‪ ،‬ومث ال إض افة املص در املق در ب أن والفعل إىل املفع ول ‪ :‬س ّرىن قتل الك افر املس لم ‪ ،‬ومث ال ك ون الفاعل‬
‫مقرونا بإاّل ‪ :‬ما ضرب زيدا إال عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬ىف ط ‪ :‬االستثناء‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت للنابغة الذبياين يرثى النعمان بن احلارث «وكانت هلم ربعية» ‪ ،‬يعىن كتيبة أو غزوة يف الربيع ‪ ،‬وإمنا‬
‫كان غزوهم يف بقية الشتاء ‪ ،‬إذا وجدت اخليل ماء ناقعا يف األرض ‪ ،‬تقطع به األرض ‪ ،‬وتصل به إىل العدو‪.‬‬
‫ومعىن «خضخضت» حركت ‪ ،‬أي إذا استقوا من ماء‬
‫‪ ............................................................................... 80‬فهرس املوضوعات‬

‫فأما قوله [من الطويل] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫امها‬ ‫ّديار وش‬ ‫اء ال‬ ‫يّة أنئ‬ ‫در إال اهلل ما هيّجت لنا ‪  ‬عش‬ ‫فلم ي‬ ‫‪5‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فعلى إضمار فعل ‪ ،‬أى ‪ :‬درى ما هيّجت لنا‪.‬‬


‫وقسم ‪ :‬جيوز فيه التقدمي والتأخري ‪ ،‬وهو ما عدا ذلك‪.‬‬
‫وينقسم املفعول بالنظر إىل تقدميه على العامل وتأخره عنه ‪ :‬ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫قسم يل زم فيه تقدميه على العامل ‪ ،‬وهو أن يك ون املفع ول اسم ش رط (‪ ، )2‬أو كم‬
‫اخلربية ىف اللغة الفصيحة ‪ ،‬أو كم االستفهامية ‪ ،‬أو امسا غريها من سائر أمساء االستفهام ‪،‬‬
‫إذا مل يقصد به االس تثبات ‪ ،‬أو إذا ك ان املفع ول ض مريا منفصال لو ت أخر ل زم اتص اله ؛‬
‫[حنو قوله تعاىل ‪( :‬إِيَّ َ‬
‫اك َن ْعبُ ُد ‪[ )3( ])...‬الفاحتة ‪.]4 :‬‬
‫وقسم ‪ :‬يلزم فيه تأخريه عنه ‪ ،‬وهو أن يكون املفعول ضمريا متصال (‪ ، )4‬أو العامل‬
‫__________________‬
‫الغدير فحركوه بالدالء وغريها‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬تقدم املفعول «ماء» على الفاعل القنابل على جهة اللزوم بسبب ضرورة الشعر‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه (‪ ، )119‬ولسان العرب (خضض) ‪( ،‬ربع) ‪ ،‬ومجهرة اللغة (‪ ، )1128‬وتاج العروس (ربع)‪.‬‬
‫الرمة ‪ ،‬وهو ‪ :‬أبو احلارث غيالن بن عقبة واألنث اء كاألبع اد لفظا ومعىن ‪ ،‬والوش ام بكسر‬
‫(‪ )1‬ال بيت ل ذى ّ‬
‫الواو ‪ :‬مجع وشم ‪ ،‬وهو هنا مبعىن ‪ :‬األثر ‪ ،‬وهو ‪ :‬فاعل «هيجت» ‪ ،‬والشاهد يف قوله ‪« :‬فلم يدر إال اهلل ما»‬
‫‪ ،‬حيث ق ّدم الفاعل احملص ور بـ «إال» وهو ‪ :‬لفظ اجلاللة على املفع ول «م ا» ‪ ،‬وه ذا غري ج ائز عند مجه ور‬
‫يسوغه يف الشعر‪.‬‬
‫النحاة ‪ ،‬وكان الكسائي ّ‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه (‪ )999 / 2‬الدرر (‪ ، )289 / 2‬وبال نسبة يف أوضح املسالك (‪ ، )131 / 2‬ختليص‬
‫الشواهد (‪ ، )487‬شرح األمشوين (‪ ، )177 / 1‬شرح ابن عقيل (‪ ، )248‬املقاصد النحوية (‪، )493 / 2‬‬
‫مهع اهلوامع (‪.)161 / 1‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وهو أن يك ون املفع ول اسم ش رط ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال كونه اسم ش رط ‪ :‬من تك رم‬
‫أي رجل تريد؟ ومثال كونه كم اخلربية ‪ :‬كم درهم ملكت‪ .‬أه‪.‬‬ ‫أكرمه ‪ ،‬ومثال كونه اسم استفهام ‪ّ :‬‬
‫(‪ )3‬بدل ما بني املعكوفني يف ط ‪ :‬حنو قولك ‪« :‬إياك ضربت»‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وهو أن يكون املفعول ضمريا متصال ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬مثال كونه ضمريا متصال ‪ :‬ضربىن‬
‫زيد ‪ ،‬ومث ال ك ون العامل غري متص رف ‪ :‬ما أحسن زي دا ‪ ،‬ومث ال دخ ول ما النافية عليه ‪ :‬ما ض ربت زي دا ‪،‬‬
‫ومث ال دخ ول ال ىف ج واب القسم عليه ‪ :‬واهلل ال أض رب زي دا ‪ ،‬ومث ال دخ ول أداة االس تفهام عليه ‪ :‬هل‬
‫ضربت زيدا؟ ‪ ،‬ومثال دخول أداة الشرط عليه ‪ :‬إن‬
‫فهرس املوضوعات ‪81 ...............................................................................‬‬

‫متصرف‪.‬‬
‫غري ّ‬
‫واب قسم ‪ ،‬أو أداة من أدوات‬ ‫وإذا دخل على العامل ما النافية ‪ ،‬أو ال ىف ج‬
‫االس تفهام أو الش رط أو التحض يض ‪ ،‬أو الم التأكيد غري املص احبة إل ّن ‪ ،‬أو وقع ص لة‬
‫ملوص ول ‪ ،‬أو ص فة ملوص وف ـ مل جيز تق دمي املفع ول على املوص ول ‪ ،‬أو املوص وف ‪ ،‬وال‬
‫على شىء مما تق ّدم ذكره‪.‬‬
‫وأما تقدميه على العامل وحده ‪ :‬فجائز ‪ ،‬إال أن يكون املوصول حرفا ناصبا للفعل‬
‫‪ ،‬ال جيوز ‪« :‬يعجبىن أن زيدا يضرب عمرو» ‪ ،‬أو يكون املوصول األلف والالم ‪ :‬فإنه ال‬
‫جيوز ـ أيضا ـ الفصل باملفعول بينها وبني االسم الواقع ىف صلتها ؛ وك ذلك إن دخل على‬
‫العامل خافض غري زائد ـ مل جيز تقدمي املفعول على العامل ‪ ،‬وال على اخلافض ‪ ،‬فإن كان‬
‫زائدا ـ جاز تقدمي املفعول عليه ‪ ،‬ومل جيز تقدميه على العامل وحده‪.‬‬
‫وقسم ‪ :‬أنت فيه باخليار ‪ ،‬وهو ما عدا ذلك (‪.)1‬‬
‫نوع منه آخر ‪:‬‬
‫وهو حكم الفاعل واملفعول به ىف األمساء املوصولة‪.‬‬
‫اعلم ‪ :‬أنه ال ب ّد من حصر املوص والت ‪ ،‬وتب يني معانيها ؛ ف إن م دار الب اب على‬
‫ذلك ‪:‬‬
‫فاملوص ول ‪ :‬ح رف ‪ ،‬وهو ‪ :‬أ ّن وأن وما وكى املص دريات‪ .‬واسم ‪ ،‬وهو ‪ :‬من ‪،‬‬
‫وأى ‪ ،‬واأللف والالم مبعنامها (‪ ، )2‬وذو‬
‫وما ‪ ،‬والذى ‪ ،‬والىت ‪ ،‬وتثنيتهما ‪ ،‬ومجعهما ‪ّ ،‬‬
‫__________________‬
‫تضرب زيدا نضربك ‪ ،‬ومثال دخول أداة التحضيض عليه ‪ :‬هال ضربت زيدا ‪ :‬ومثال دخول الم التأكيد عليه‬
‫غري مصاحبة إلن ‪ :‬لتضربن زيدا ‪ ،‬فإن كانت مصاحبة هلا حنو ‪ :‬إ ّن زيدا ليضرب عمرا ـ جاز تقدمي املفعول‬
‫فتقول إن شئت ‪ :‬إن زيدا عمرا ليضرب ‪ ،‬ومثال وقوعه صلة ملوصول ‪ :‬جاءىن الذى أكرمت أباه ‪ ،‬ومثال‬
‫حتب جاريته‪ .‬أه‪.‬‬‫وقوعه صفة ملوصوف ‪ :‬مررت برجل ّ‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وقسم ‪ :‬أنت فيه باخليار ‪ ،‬وهو ما عدا ذلك» مثاله ‪ :‬ضرب زيد عمرا ‪ ،‬وإن شئت قلت ‪:‬‬
‫عمرا ضرب زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬ن وع منه آخر ق وىل ‪« :‬واأللف والالم مبعنامها» األلف والالم مبعىن ال ذى والىت ‪ ،‬مها ال داخلتان على‬
‫اسم الفاعل واملفعول حنو ‪ :‬الضارب ‪ ،‬تريد الذى ضرب ‪ ،‬والضاربة تريد الىت ضربت ‪ ،‬واملضروب تريد الذى‬
‫ضرب ‪ ،‬واملضروبة تريد الىت ضربت‪.‬‬
‫وقد يدخالن على اجلملة االمسية والفعل املضارع ىف ضرورة الشعر ‪ ،‬فمن دخوهلما‬
‫‪ ............................................................................... 82‬فهرس املوضوعات‬

‫‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫وذات ىف لغة ط ىيء (‪ ، )1‬وتثنيتهما ‪ ،‬ومجعهما عند بعض هم ‪ ،‬واألىل (‪ )2‬مبعىن ال ذين‬
‫وذا إذا كانت معها ما ‪ ،‬أو من االستفهامية وأريد هبا معىن الذى والىت (‪.)4‬‬
‫__________________‬
‫على اجلملة االمسية قوله ‪[ :‬من الوافر]‪.‬‬
‫ّد‬ ‫اب بىن مع‬ ‫ول اهلل منهم ‪  ‬هلم دانت رق‬ ‫الرس‬
‫وم ّ‬ ‫من الق‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت بال نسبة ىف اجلىن الداىن ص ‪ ، 102‬وجواهر األدب ص ‪ ، 319‬والدرر ‪ ، 276 / 1‬ورصف املباىن‬
‫ص ‪ ، 75‬وش رح األمشوىن ‪ ، 76 / 1‬وش رح ش واهد املغىن ‪ ، 161 / 1‬وش رح ابن عقيل ص ‪، 86‬‬
‫والالمات ص ‪ ، 54‬ومغىن اللبيب ‪ ، 49 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 477 ، 15 / 1‬ومهع اهلوامع ‪]85 / 1‬‬
‫أى ‪ :‬الذين رسول اهلل منهم ‪ ،‬ومن دخوهلا على الفعل املضارع قوله ‪[ :‬من السريع]‬
‫طلى‬ ‫ذر من نرياهنا فاص‬ ‫‪  ‬ين‬ ‫ال‬ ‫لك‬
‫تبعثن احلرب إىّن‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر خزانة األدب ‪ ، 483 / 5‬ضرائر الشعر ‪ ، 288‬شرح أبيات املغىن ‪ ، 293 / 1‬تعليق الفرائد‬
‫‪ ، 219 / 2‬حاشية يس على التصريح ‪.]142 / 1‬‬
‫وقول اآلخر ‪[ :‬من الطويل]‬
‫اليتعهد‬
‫ارق ّ‬ ‫ؤتى ماله دون عرضه ‪  ‬ملا نابه والطّ‬ ‫ذو املال ي‬ ‫ف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت البن الكلحبة ىف كتاب اجليم ‪]225 / 3‬‬


‫وأنشد الفراء ‪[ :‬من الطويل]‬
‫غل عن ذحلى اليتتبّع‬ ‫كت وإنّىن ‪  ‬لفى ش‬ ‫ّ‬ ‫طباىن أن س‬ ‫أحني اص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يتعهد ‪ ،‬والذى يتتبع‪ .‬أه‪.‬‬


‫أى ‪ :‬الذى ينذر ‪ ،‬والذى ّ‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وذو وذات ىف لغة طىيء» حترزت بذلك منهما مبعىن صاحب وصاحبة حنو قولك ‪ :‬جاءىن‬
‫ذو مال ‪ ،‬وجاءتىن ذات مجال ؛ فإهنما إذ ذاك ليسا من قبيل املوصوالت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬واألوىل‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واألىل مبعىن الذين» حترزت بذلك من األوىل مبعىن أصحاب ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫معا‬ ‫رب مس‬ ‫الض‬
‫رية أنّىن ‪  ‬حلقت فلم أنكل عن ّ‬ ‫لقد علمت أوىل املغ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت للمرار األسدى ىف ديوانه ص ‪ ، 464‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 60 / 1‬والكتاب ‪، 193 / 1‬‬
‫وللم رار األس دى أو لزغبة بن مالك ىف ش رح ش واهد اإليض اح ص ‪ ، 136‬وش رح املفصل ‪، 64 / 6‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 501 ، 40 / 3‬وملالك بن زغبة ىف خزانة األدب ‪ ، 129 ، 128 / 8‬والدرر ‪/ 5‬‬
‫‪ ، 255‬وبال نس بة ىف ش رح األمشوىن ‪ ، 202 / 1‬وش رح ابن عقيل ص ‪ ، 412‬واللمع ص ‪، 271‬‬
‫واملقتضب ‪ ، 14 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.]93 / 2‬‬
‫أى ‪ :‬أصحاب املغرية ؛ أال ترى أهنا إذا كانت هبذا املعىن ‪ ،‬مل حتتج إىل صلة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وذا إذا كانت مع ما أو من االستفهامية ‪ ،‬وأريد هبما معىن الذى والىت» إمنا‬
‫فهرس املوضوعات ‪83 ...............................................................................‬‬

‫ذى بتش ديدها ‪ ،‬والّذ‬


‫وىف «ال ذى» أربع لغ ات ‪ :‬الّ ذى بتخفيف الي اء ‪ ،‬والّ ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫حبذف الي اء ‪ ،‬والّذ بتس كني ال ذال بعد احلذف ‪ ،‬ومثلها ىف الّ ىت‪ .‬وتق ول ىف تثنية ال ذى ‪:‬‬
‫اللذان رفعا (‪ ، )2‬وإن شئت ش ّددت النون ‪ ،‬واللّذين نصبا‬
‫__________________‬
‫اشرتطت اقرتاهنا مبن وما ؛ ألهّن ا إن مل تقرتن هبما مل تستعمل موصولة ‪ ،‬واشرتطت أيضا أن يراد هبا معىن الذى‬
‫والىت ‪ ،‬ألهنا قد تقرتن هبما وال يراد هبا ذلك ؛ بل تبقى على أصلها من اإلشارة ‪ ،‬فال حتتاج إىل صلة تقول ‪:‬‬
‫من ذا؟ وما ذا؟ تريد ‪ :‬من املشار إليه؟ وما املشار إليه؟‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وىف الذى أربع لغات ‪ »...‬إىل آخره مثال تشديد الياء قوله ‪[ :‬من الوافر]‬
‫ذى‬
‫ّ‬ ‫‪  ‬وإن أنفقته إاّل الّ‬ ‫مبال‬ ‫فاعلمه‬ ‫املال‬ ‫وليس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فى‬
‫ّ‬ ‫وللص‬
‫رب أقربيك ّ‬ ‫طفيه ‪  ‬ألق‬ ‫حتوز به العالء وتص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت ان بال نس بة ىف األزهي ة ص ‪ ، 293‬واإلنص اف ‪ ، 675 / 2‬وخزان ة األدب ‪، 504 / 5‬‬


‫‪ ، 505‬والدرر ‪ ، 255 / 1‬ورصف املباىن ص ‪ ، 76‬ولسان العرب (ضمن) ‪( ،‬لذا) ‪ ،‬وما ينصرف وما ال‬
‫ينصرف ص ‪ ، 83‬ومهع اهلوامع ‪ ، 82 / 1‬وتاج العروس (ضمن) ‪( ،‬لذى) ‪ ،‬ويروى البيت الثاىن ‪:‬‬
‫ّى‬ ‫رب أقربيه وللقص‬ ‫‪  ‬ألق‬ ‫وميتهنه‬ ‫العالء‬ ‫به‬ ‫يريد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫األول]‬
‫ويروى «من األقوام» بدال من «وإن أنفقته» ىف البيت ّ‬
‫ومثال الذى حيذف الياء قول اآلخر ‪[ :‬من الرجز]‬
‫مخرا‬
‫ّ‬ ‫ّم مش‬ ‫خرا ‪  ‬أو جبال أش‬ ‫اء لكنت ص‬ ‫والّذ لو ش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر بال نسبة ىف األزهية ص ‪ ، 292‬واإلنصاف ‪ ، 676 / 2‬وخزانة األدب ‪ ، 505 / 5‬والدرر‬
‫‪ ، 258 / 1‬ورصف املب اىن ص ‪ ، 76‬ومهع اهلوامع ‪ 82 / 1‬وي روى «لك انت ب را» ب دال من «لكنت‬
‫صخرا»]‬
‫ومثال الذ بتسكني الذال ‪ ،‬والذى بإثبات الياء خفيفة قوله ‪[ :‬من الرجز]‬
‫طيدا‬ ‫زىّب زبية فاص‬ ‫دا ‪  ‬كالّذ ت‬ ‫ذى قد كي‬ ‫فكنت واألمر الّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر اخلزانة ‪ ، 3 / 6‬أماىل ابن الشجرى ‪ ، 305 / 2‬اإلنصاف ‪ ، 672‬ابن يعيش ‪، 140 / 3‬‬
‫ولسان العرب (زىب)]‬
‫ىت والت واللّت ‪ ،‬ومن تسكني التاء قوله ‪[ :‬من الوافر]‬
‫ومثل هذه اللغات ىف الىت ‪ ،‬فيقال ‪ :‬الىت والّ ّ‬
‫التّميم‬ ‫ّوذ ب‬ ‫‪  ‬أراها ال تع‬ ‫إ ّن نفسى‬ ‫تلومك‬ ‫للّت‬ ‫فقل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت بال نسبة ىف األزهية ص ‪ ، 303‬وخزانة األدب ‪ ، 6 / 6‬والدرر ‪ ، 258 / 1‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪ .]82 / 1‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وتق ول ىف تثنية الذى اللذان رفعا ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬مثال ختفيف النون مع األلف وتشديد‬
‫ذان يَأْتِيانِها ِمْن ُك ْم) «[النساء ‪ ]16 :‬فإنه قرئ‬
‫النون قوله تعاىل ‪( :‬والَّ ِ‬
‫َ‬
‫‪ ............................................................................... 84‬فهرس املوضوعات‬

‫وخفضا (‪ )1‬بتخفيفها ‪ ،‬وإن ش ئت ح ذفت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬الل ذا واللّ ذى ؛ ومثل ذلك ىف تثنية‬
‫الّىت‪.‬‬
‫وتقول ىف مجع الذى ‪ :‬الذين ىف مجيع األحوال (‪ ، )2‬ومنهم من‬
‫__________________‬
‫بتشديد النون وختفيفها ‪ ،‬وال جيوز مع الياء إال التخفيف حنو قوله تعاىل ‪( :‬أَ ِرنَا الَّ َذيْ ِن) [فصلت ‪ ]29 :‬ومثال‬
‫حذف النون ختفيفا قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫را‬ ‫يعم‬
‫ذا مل ّ‬ ‫اس اللّ‬ ‫اض منّا وحوشب ‪  ‬مها فتيا النّ‬ ‫وعكرمة الفيّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت للعديل بن الفرخ العجلى ىف األغاىن ‪ ، 673 / 22‬وبال نسبة ىف سر صناعة اإلعراب ‪2‬‬
‫‪]537 /‬‬
‫وقول اآلخر ‪[ :‬من اهلزج]‬
‫احلج‬
‫ذى داّل على ّ‬ ‫اء ورأالن ال ‪  ‬ل‬ ‫وحوص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت يف اإلبدال أليب الطيب ‪ ، 259 / 1‬شرح اجلزولية ص ‪]471‬‬


‫ومثل ذلك ىف تثنية الىت تقول ‪ :‬مها اللتان ‪ ،‬واللتا ّن بتخفيف النون وتشديدها ‪ ،‬وىف النصب واخلفض‬
‫اللتني ‪ ،‬وال جيوز تشديد النون ‪ ،‬وإن شئت حذفت النون ىف مجيع ذلك ‪ ،‬ومن ذلك قوله ‪[ :‬من الرجز]‬
‫ميم‬ ‫دت متيم ‪  ‬لقيل جمد هلم ص‬ ‫مها اللّتا لو ول‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت لألخطل ىف خزانة األدب ‪ ، 14 / 6‬وال درر ‪ ، 145 / 1‬وش رح التص ريح ‪، 132 / 1‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 425 / 1‬وليس ىف ديوانه ‪ ،‬وبال نس بة ىف األزهية ص ‪ ، 303‬وأوضح املس الك ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 141‬ومهع اهلوامع ‪ 49 / 1‬وروى «فخر» بدال من «جمد»]‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬وجرا‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وتقول ىف مجع الذى ‪ :‬الذين ىف مجيع األحوال ـ» إىل آخره ‪ ،‬الذين ىف مجيع األحوال أفصح‬
‫اللغات ‪ ،‬وهبا نزل القرآن ‪ ،‬ومن استعمال الذين بالواو ىف الرفع ‪[ :‬من الرجز]‬
‫ارة ملحاحا‬ ‫وم النّخيل غ‬ ‫باحا ‪  ‬ي‬ ‫بّحوا ص‬ ‫ذون ص‬ ‫هم الّل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت لرؤبة ىف ملحق ديوانه ص ‪ ، 172‬ولليلى األخيلية ىف ديواهنا ص ‪ ، 61‬ولرؤبة أو لليلى‬
‫أو ألىب حرب األعلم ىف الدرر ‪ ، 259 / 1‬وشرح شواهد املغىن ‪ ، 832 / 2‬واملقاصد النحوية ‪، 426 / 1‬‬
‫وألىب ح رب األعلم أو لليلى ىف خزانة األدب ‪ ، 23 / 6‬وال درر ‪ ، 187 / 1‬وألىب ح رب بن األعلم ىف‬
‫ن وادر أىب زيد ص ‪ ، 47‬وللعقيلى ىف مغىن الل بيب ‪ ، 410 / 2‬وبال نسبة ىف األزهية ص ‪ ، 298‬وأوضح‬
‫املس الك ‪ ، 143 / 1‬وختليص الش واهد ص ‪ ، 135‬وش رح األمشوىن ‪ ، 68 / 1‬وش رح التص ريح ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 133‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 79‬ومهع اهلوامع ‪.]83 ، 60 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪85 ...............................................................................‬‬

‫وجرا ‪ ،‬وبنو هذيل يقولون ‪ :‬الالئني ىف مجيع األحوال‬


‫يقول ‪ :‬الّذون رفعا والذين نصبا ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ ،‬ومنهم ‪ /‬من يقول ‪ :‬الالءون رفعا ‪ ،‬والالئني (‪ )2‬نصبا وخفضا‪.‬‬


‫وإن شئت حذفت النون ىف مجيع ذلك‪.‬‬
‫وتقول ىف مجع الىت ‪ :‬الّالئى (‪ ، )3‬والالتى ‪ ،‬واللواتى ‪ ،‬وإن شئت حذفت الياء ىف‬
‫__________________‬
‫ومن استعمال الالئني بالواو ىف الرفع ‪ ،‬والياء ىف النصب واخلفض قوله ‪[ :‬من الوافر]‬
‫احى‬ ‫اهجان وهم جن‬ ‫الش‬
‫ّل عىّن ‪  ‬مبرو ّ‬ ‫وا الغ‬ ‫هم الاّل ءون ف ّك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫للهذيلى ىف األزهية ص ‪ ، 300‬وبال نسبة ىف الدرر ‪ ، 264 / 1‬ولسان العرب (تصغري‬


‫ّ‬ ‫[ينظر البيت‬
‫ذا وتا) ‪ ،‬واهلمع ‪]83 / 1‬‬
‫وقول اآلخر [من الوافر] ‪:‬‬
‫اخلواىل‬ ‫احلقب‬ ‫ىف‬ ‫الالئني‬ ‫رى بطيطا ‪  ‬من‬ ‫أملا تعجىب وت‬
‫‪ ‬‬

‫ّ‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت للكميت ىف ديوانه ‪ ، 67 / 2‬ومقاييس اللغة ‪ ، 184 / 1‬وبال نسبة ىف لسان العرب‬
‫(بطط) ‪ ،‬وتاج العروس (بطط)]‬
‫وإن ش ئت ح ذفت الن ون ختفيفا ىف مجيع ذلك ؛ حكى الكس ائى ـ رمحه اهلل ـ ‪« :‬هم الالءوا فعل وا‬
‫كذا»‪.‬‬
‫ومن اس تعمال الالئني بالي اء ىف مجيع األح وال ‪ :‬ما حكى بعض البغ داديني من أن الع رب ق الت ‪ :‬هم‬
‫ين ُي ْؤلُو َن ِم ْن‬ ‫ِِ‬
‫الالئني فعلوا كذا ؛ ذكر ذلك الفارسى ىف «شريازياته» وقرأ ابن مسعود ـ رضى اهلل عنه ـ ‪( :‬للَّذ َ‬
‫نِسائِ ِه ْم)‪.‬‬
‫وقال الشاعر [من الرجز] ‪:‬‬
‫إال الّذى قاموا بأطراف املسد‬
‫[البيت بال نسبة ىف األزهية ص ‪ ، 299‬ورصف املب اىن ص ‪ ، 270‬ومسط الآلىل ص ‪ ، 35‬ولس ان الع رب‬
‫(ذا) ‪ ،‬وروى «ش ّدوا» بدال «من قاموا»] أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬يقوم‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬ولالثنني‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وتق ول ىف مجع الىت الالئى ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال الالئى قوله تع اىل ‪َ ( :‬والاَّل ئِي يَئِ ْس َن ِم َن‬
‫يض) [الطالق ‪ ]4 :‬ومثال الالى أيضا بالياء قوله تعاىل ‪َ ( :‬والاَّل ئِي يَئِ ْس َن) فإنه قرئ هبما ‪ ،‬ومثال الالتى‬ ‫ال َْم ِح ِ‬
‫ِ‬
‫ك) [األحزاب ‪.]50 :‬‬ ‫قوله تعاىل ‪( :‬الاَّل تي َ‬
‫هاج ْر َن َم َع َ‬
‫ومثال اللواتى قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫داتى‬ ‫ربت ل‬‫زعمن أىّن ك‬ ‫واتى والّىت والالتى ‪  ‬ي‬ ‫من الّل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت بال نسبة ىف خزانة األدب ‪ ، 156 ، 154 ، 80 / 6‬وأماىل ابن الشجرى ‪ 44 / 1‬ولسان‬
‫العرب (لتا) وقال فيه ‪ :‬أنشد أبو عمر]‬
‫‪ ............................................................................... 86‬فهرس املوضوعات‬

‫مجيع ذلك ‪ ،‬واللواء باملد والقصر والالى (‪ )1‬بالياء (‪ )2‬من غري مهز ‪ ،‬والّالء بغري ياء‬
‫‪ ،‬والّالت‪.‬‬
‫[تثنية ذو الطائية وجمعها]‬
‫وتقول ىف تثنية ذو الطائية ‪ :‬ذوا ىف الرفع (‪ ، )3‬وذوى ىف النصب واخلفض ‪ ،‬وىف‬
‫__________________‬
‫ومن الالء حبذف الياء قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫ربى املغ ّفال‬ ‫بة ‪  ‬ولكن ليقتلن ال‬ ‫من الالء مل حيججن يبغني حس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ال بيت لعائشة بنت طلحة ىف العقد الفريد ‪ ، 109 / 6‬وبال نس بة ينظر ىف األزهية ص ‪، 306‬‬
‫ولسان العرب (تا) ‪( ،‬ذا)]‬
‫ومن الالت حبذف الياء قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫يز‬ ‫وع القواق‬ ‫فر األنامل من ق‬ ‫البيض ملا تعد أن درست ‪  ‬ص‬ ‫الالت ك‬
‫‪ ‬‬

‫ّ‬ ‫‪ ‬‬

‫[ال بيت لألس ود بن يعفر ىف ديوانه ص ‪ ، 38‬ولس ان الع رب (درس) ‪( ،‬لت ا) ‪ ،‬وهتذيب اللغة ‪/ 12‬‬
‫‪ ، 359‬ويروى «نقف القوارير» بدال من «قرع القواقيز»]‬
‫ومن اللوا بالقصر قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫رار‬ ‫بالص‬
‫ّرفن ّ‬ ‫وا ش‬ ‫زار ‪  ‬من اللّ‬ ‫جتمعت من أينق غ‬
‫ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت بال نسبة ىف الدرر ‪ ، 265 / 1‬ولسان العرب (شرف) ‪( ،‬لوى) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪]83 / 1‬‬
‫ومن الال بغري ياء ومهز قوله أنشده ثعلب [من الطويل] ‪:‬‬
‫ود‬ ‫هلن عه‬
‫ان بيننا ‪  ‬أم انت من الّال ما ّ‬ ‫ذى ك‬ ‫دومى على الوصل الّ‬ ‫ف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ال بيت بال نس بة ينظر ىف األزهية ص ‪ ، 503‬ولس ان الع رب (ل وى) وي روى «العه د» ب دال من‬
‫«الوصل»]‪.‬‬
‫ومن الالءات قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫الكتم‬ ‫دانك الالءات زيّ ّن ب‬ ‫يمىت ‪  ‬وأخ‬ ‫داىن وأخالل ش‬ ‫أولئك أخ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت بال نسبة ينظر ىف الدرر ‪ ، 266 / 1‬ولسان العرب (خلل) ‪( ،‬لتا) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪ .]83 / 1‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬الاليت‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬بالتاء‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وتق ول ىف تثنية ذو الطائية ذوا ىف الرفع ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬األفصح ىف «ذو» «وذات»‬
‫الطائيتني أال يثنيا وال جيمعا ‪ ،‬وحكى اهلروى ىف األزهية ‪ :‬أن بعض العرب يقول ‪ :‬هذان ذوا تعرف ‪ ،‬وهاتان‬
‫ذواتا تعرف ‪ ،‬وهؤالء ذوو تعرف ‪ ،‬وهؤالء ذوات تعرف‪.‬‬
‫وق ال أبو بكر بن الس راج ‪ :‬إن تثنية «ذو» «وذوات» ومجع ذو ال جيوز فيها إال اإلع راب وأما مجع‬
‫ذات ‪ ،‬فحكى اهلروى ىف األزهية ‪ :‬أنه ال جيوز فيها إال ضم التاء على كل حال‬
‫فهرس املوضوعات ‪87 ...............................................................................‬‬

‫مجعها ‪ :‬ذوو ىف الرفع ‪ ،‬وذوى ىف النصب واخلفض‪.‬‬


‫وتق ول ىف تثنية ذات الطائية ‪ :‬ذواتا ىف الرفع ‪ ،‬وذواتى ىف النصب واخلفض ‪ ،‬وىف‬
‫الفراء (‪[ )1‬من الرجز] ‪:‬‬
‫مجعها ‪ :‬ذوات بضم التاء ىف األحوال كلها ؛ أنشد ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ائق‬ ‫وارق ‪  ‬ذوات ينهضن بغري س‬ ‫مجعتها من أينق م‬ ‫‪6‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ ،‬وعلى أن واع من يعقل من املذ ّكرين‬ ‫(‪)3‬‬


‫فأما ما ‪ :‬فإهّن ا تقع على ما ال يعقل‬
‫واملؤنّثات‪.‬‬
‫__________________‬
‫وذكر البيت الذى أنشد الفراء شاهدا على ذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬حيىي بن زياد بن عبد اهلل بن منظور الديلمي ‪ ،‬موىل بين أسد أو (بين منقر) أبو زكريا املعروف بالفراء ‪:‬‬
‫إم ام الكوف يني وأعلمهم ب النحو واللغة وفن ون األدب‪ .‬ك ان يق ال ‪ :‬الف راء أمري املؤم نني يف النح و‪ .‬ومن كالم‬
‫ثعلب ‪ :‬لو ال الف راء ما ك انت اللغ ة‪ .‬ولد بالكوفة س نة ‪ 144‬ه‍ ‪ ،‬وانتقل إىل بغ داد ‪ ،‬وعهد إليه املامون برتبية‬
‫ابنيه ‪ ،‬فكان أكثر مقامه هبا ‪ ،‬فإذا جاء آخر السنة انصرف إىل الكوفة فأقام أربعني يوما يف أهله يوزع عليهم‬
‫ما مجعه وي ربهم‪ .‬وت ويف س نة ‪ 207‬ه‍ يف طريق مك ة‪ .‬وك ان مع تقدمه يف اللغة ـ فقيها متكلما ‪ ،‬عاملا بأي ام‬
‫العرب وأخبارها ‪ ،‬عارفا بالنجوم والطب‪.‬‬
‫من تصانيفه «املقصور واملمدود» و «املعاين» ويسمى «معاين القرآن» أماله يف جمالس عامة كان يف‬
‫مجلة من حيضرها حنو مثانني قاضيا ‪ ،‬و «املذكر واملؤنث»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 145 / 8‬وفي ات األعيان ‪ ، 228 / 2‬هتذيب التهذيب ‪ ، 212 / 11‬تاريخ‬
‫بغداد ‪ 149 / 14‬ـ ‪.155‬‬
‫(‪ )2‬البيت لرؤبة بن العجاج‪.‬‬
‫وأينق ‪ :‬مجع ناق ة‪ .‬والش اهد فيه قوله ‪« :‬ذوات» حيث ج اء مبعىن ‪« :‬الل وايت» ‪ ،‬وبن اه على الضم ‪،‬‬
‫وصلته مجلة ‪« :‬ينهضن» ‪ ،‬وقيل ‪« :‬ذوات»‪ .‬هنا مبعىن ‪ :‬صاحبات‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ملحق ديوانه (‪ ، )180‬الدرر (‪ ، )267 / 1‬بال نسبة يف األزهية (‪ ، )295‬أوضح املسالك (‬
‫‪ ، )156 / 1‬ختليص الشواهد (‪ ، )144‬مهع اهلوامع (‪.)83 / 1‬‬
‫«فأما «م ا» فإهنا تقع على ما ال يعقل ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬ووقوعها على ما ال يعقل هو الكثري‬ ‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪ّ :‬‬
‫اهلل ب ٍاق) [النحل ‪ ]96 :‬ومن وقوعها على أن واع من يعقل قوله‬ ‫‪ ،‬ق ال اهلل تع اىل ‪( :‬ما ِع ْن َد ُكم ي ْن َف ُد وما ِع ْن َد ِ‬
‫َْ َ‬
‫ِ‬
‫طاب لَ ُك ْم ِم َن النِّساء) [النساء ‪ ]3 :‬أى ‪ :‬من أنواع النساء ‪ ،‬وأما وقوعها على آحاد أوىل‬ ‫ِ‬
‫تعاىل ‪( :‬فَانْك ُحوا ما َ‬
‫العلم فال جيوز ‪ ،‬وحكى أبو زيد ‪ :‬سبحان ما سبح الرعد حبمده ‪ ،‬وال حجة فيه ؛ إلمكان أن تكون ما ظرفية‬
‫مصدرية أى ‪ :‬سبحان اهلل م ّدة تسبيح الرعد حبمده ‪ ،‬فتكون مثلها ىف قول الشاعر ‪[ :‬من الوافر]‬
‫اع‬ ‫ّوف مثّ آوى ‪  ‬إىل بيت قعيدته لك‬ ‫ّوف ما أط‬ ‫أط‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت من الوافر ‪ ،‬وهو للحطيئة ىف ملحق ديوانه ص ‪ ، 156‬ومجهرة اللغة ص ‪ 662‬وخزانة األدب‬
‫‪ ، 405 ، 404 / 2‬والدرر ‪ ، 254 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 180 / 2‬وشرح‬
‫‪ ............................................................................... 88‬فهرس املوضوعات‬

‫ومن ‪ :‬تقع على [من يعقل] (‪[ ، )1‬وقد تقع] (‪ )2‬على ما ال يعقل إذا عومل معاملته‬
‫أو اختلط به فيما وقعت عليه ؛ من حنو قوله تع اىل ‪َ ( :‬و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْم ِش ي َعلى ِر ْجلَْي ِن)‬
‫[الن ور ‪ ]45 :‬أو فيم فصل هبا حنو قوله تع اىل ‪َ ( :‬و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْم ِش ي َعلى أ َْربَ ٍع) [الن ور ‪:‬‬
‫‪ ]45‬؛ ف وقعت «من» على املاشى على األربع ؛ الختالطه بالعاقل ىف املفصل مبن ‪ ،‬وهو‬
‫قوله تعاىل ‪ُ ( :‬ك َّل َدابٍَّة) [النور ‪.]45 :‬‬
‫__________________‬
‫املفصل ‪ 57 / 4‬واملقاصد النحوية ‪ ، 229 / 4 ، 473 / 1‬وألىب الغريب النصرى ىف لسان العرب (لكع) ‪،‬‬
‫وبال نسبة ىف أوضح املسالك ‪ ، 45 / 4‬والدرر ‪ ، 39 / 3‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 120‬وشرح ابن‬
‫عقيل ص ‪ ، 76‬واملقتضب ‪ ، 238 / 4‬ومهع اهلوامع ‪.]82 / 1‬‬
‫ويروي صدر البيت هكذا ‪:‬‬
‫‪].........‬‬ ‫ّول مث آوى ‪ ‬‬ ‫ّول ما أج‬ ‫أج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واستعملت سبحان غري مضافة مثلها ىف قول اآلخر [من السريع] ‪:‬‬
‫اخر‬ ‫بحان من علقمة الف‬ ‫ره ‪  ‬س‬ ‫اءىن فخ‬ ‫ول ملا ج‬ ‫أق‬
‫‪ ‬‬

‫ّ‬ ‫‪ ‬‬

‫[جاء ىف نص املقرب برقم ‪]92‬‬


‫ت َت ْه ِدي ال ُْع ْم َي‬ ‫ووقوع «من» على العاقل هو األكثر ‪ ،‬ومنه قوله تعاىل ‪َ ( :‬و ِم ْن ُه ْم َم ْن َي ْنظُ ُر إِل َْي َ‬
‫ك أَفَ أَنْ َ‬
‫‪[ )...‬يونس ‪ ]43 :‬ومن وقوعها على ما ال يعقل ملعاملته معاملة من يعقل قول امرئ القيس [من الطويل] ‪:‬‬
‫ان ىف العصر اخلاىل‬ ‫اىل ‪  ‬وهل يعمن من ك‬ ‫باحا أيّها الطّلل الب‬ ‫أال عم ص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ديوانه ص ‪ ، 27‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 1319‬وخزانة األدب ‪/ 2 ، 332 ، 328 ، 60 / 1‬‬


‫‪ ، 44 / 10 ، 371‬والدرر ‪ ، 192 / 5‬وشرح شواهد املغىن ‪ ، 340 / 1‬والكتاب ‪ ، 39 / 3‬وبال نسبة‬
‫ىف أوضح املسالك ‪ ، 148 / 1‬وخزانة األدب ‪ ، 105 / 7‬وشرح األمشوىن ‪ ، 292 / 2 ، 69 / 1‬وشرح‬
‫شواهد املغىن ‪ ، 485 / 1‬ومغىن اللبيب ‪ ، 169 / 1‬ومهع اهلوامع ‪]83 / 2‬‬
‫ف أوقع «من» على الطلل ملا أج راه جمرى العاقل ىف أن ن اداه وحي اه ‪ ،‬ومن ذلك أيضا ق ول أىب زبيد‬
‫الطائى [من الطويل] ‪:‬‬
‫ان حيذر‬ ‫ادف منه بعض ما ك‬ ‫ان يرجو إيابه ‪  ‬وص‬ ‫واىف به من ك‬ ‫ف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت ىف تذكرة النحاة ص ‪ ، 683‬وفيه «ببابه» بدل «إيابه»]‪.‬‬


‫السبع ‪ ،‬ومن كان يرجو يريد به اللبؤة وأوقع من عليها ملا وصفها بالرجاء ‪ ،‬وهو من صفة العاقل‪ .‬أه‪.‬‬
‫يريد به ّ‬
‫(‪ )1‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪89 ...............................................................................‬‬

‫وال ذى ‪ :‬يقع على آح اد أوىل العلم وغ ريهم (‪ ، )1‬وقد يقع على اجلميع إذا عومل‬
‫خاصة‪.‬‬
‫معاملة املفرد املذكر ؛ وكذلك تثنيتها ‪ ،‬فأما مجعها ‪ :‬فعلى من يعقل ّ‬
‫والىت ‪ :‬تقع على من يعقل وما ال يعقل من آح اد املؤنّث ات ‪ ،‬وقد تقع على اجلمع‬
‫إذا عومل معاملة الواحدة املؤنّثة ؛ وكذلك ‪ :‬تثنيتها ومجعها‪.‬‬
‫وأما األلف والالم مبعىن ال ذى والىت ‪ :‬فإهنا تقع على من يعقل وما ال يعقل من‬
‫املذ ّكرين واملؤنّثات ‪ ،‬وتكون للمفرد واملثىن واجلمع ‪ ،‬واملذكر واملؤنث بلفظ واحد‪.‬‬
‫وك ذلك ‪ :‬أى ‪ ،‬إال أ ّن بعض هم إذا أراد الت أنيث ‪ ،‬ق ال ‪ :‬أيّة ‪ ،‬وإذا أراد التثنية ق ال‬
‫‪ :‬أيّ ان ىف املذكرين واملؤنّ ثني (‪ ، )2‬وإذا أراد اجلمع قال ‪ :‬أيّ ون ىف املذ ّكرين ‪ ،‬وأيّ ات فيما‬
‫عدا ذلك‪.‬‬
‫وذو (‪ : )3‬تقع على من يعقل وما ال يعقل من املذ ّكرين‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال ذى ‪ :‬يقع على من يعقل وعلى ما ال يعقل من املذكرين من الع اقلني» إىل آخ ره ‪ ،‬من‬
‫َّق بِ ِه) [الزمر ‪ ، ]33 :‬وقوله سبحانه ‪( :‬أ َْو‬ ‫صد َ‬‫الص ْد ِق َو َ‬
‫جاء بِ ِّ‬ ‫َّ ِ‬
‫وقوع الذى على من يعقل قوله تعاىل ‪َ ( :‬والذي َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َكالَّذي َم َّر َعلى َق ْريَ ة) [البق رة ‪ ]259 :‬ومن وقوعها على ما ال يعقل قوله س بحانه وتع اىل ‪( :‬الَّذي أَْن َق َ‬
‫ض‬
‫ُك ِفي َز ْو ِجها)‬ ‫ظَ ْه ر َك) [الش رح ‪ ]3 :‬ومن وق وع الىت على من يعقل قوله س بحانه وتع اىل ‪َ ( :‬ق و َل الَّتِي تُ ِ‬
‫جادل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫[اجملادلة ‪ ، ]1 :‬ومن وقوعها على ما ال يعقل قوله تع ايل ‪َ ( :‬ع ْن ق ْبلَته ُم التي ك انُوا َعلَْيها) [البق رة ‪، ]142 :‬‬
‫وتثنيتهما مبنزلتهما ىف ذلك‪.‬‬
‫وأما مجع ال ذى ‪ :‬فلما ك ان على ص ورة مجع املذكر الس امل مل يوقع إال على العاقل ‪ ،‬ق ال اهلل تع اىل ‪:‬‬
‫الصالِ ِ‬
‫حات) [الكهف ‪ ]107 :‬كما أن مجع املذكر السامل ال يقع إال على العاقل‪.‬‬ ‫آمنُوا َو َع ِملُوا َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫(إِ َّن الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ِِ‬
‫وج ُه ْم‬ ‫ومن وق وع األلف والالم على من يعقل من املذكرين واملؤنث ات قوله تع اىل ‪َ ( :‬والْح افظ َ‬
‫ين ُف ُر َ‬
‫ظات) [األحزاب ‪ ]35 :‬أى ‪ :‬الذين حفظوا فروجهم والالئى حفظنها ‪ ،‬ومن وقوعها على ما ال يعقل‬ ‫والْحافِ ِ‬
‫َ‬
‫من املذكرين قوله تع اىل ‪َ ( :‬والَْبْي ِت ال َْم ْع ُم و ِر) [الط ور ‪ ]4 :‬أى ‪ :‬الذى عمر ‪ ،‬ومن وقوعها على املؤنث قوله‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبحانه وتعاىل ‪( :‬إنَّا ل ََّما طَغَى الْماءُ َح َملْنا ُك ْم في الْجا ِريَ ة) [احلاقة ‪ ]11 :‬أى ‪ :‬الىت جترى ‪ ،‬ومن وقوع ّ‬
‫أى ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الر ْحم ِن ِعتِيًّا) [مرمي ‪:‬‬ ‫علي العاقل من مذكر أو مؤنث قوله تعاىل ‪( :‬ثُ َّم لََن ْن ِز َع َّن ِم ْن ُك ِّل ِش َيع ٍة أ َُّي ُه ْم أ َ‬
‫َش ُّد َعلَى َّ‬
‫‪ ]69‬أال ت رى أن املعىن على العم وم ىف الص نفني ‪ ،‬ومن وقوعها على غري العاقل ‪ :‬أيها أنسأ لك ‪ ،‬وحكى‬
‫إدخال التاء على أى إذا أريد هبا املؤنث ابن كيسان وغريه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬وأيان يف املؤنثني‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬وذوات‪.‬‬
‫‪ ............................................................................... 90‬فهرس املوضوعات‬

‫وذات ‪ :‬تقع على من يعقل وما ال يعقل من املؤنث ات ؛ حكى الف راء ‪« :‬بالفضل‬
‫ذو فض لكم اهلل به ‪ ،‬والكرامة ذات أك رمكم اهلل به ‪ /‬يريد ‪ :‬هبا فح ذف األلف ونقل‬
‫الفتحة إىل الباء‪.‬‬
‫وقد تعرب ذو ؛ قال منظور بن سحيم الفقعسى (‪[ : )1‬من الطويل]‬
‫(‪)2‬‬
‫دهم ما كفانيا‬ ‫‪   .................‬فحسىب من ذى عن‬ ‫‪7‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأما األىل ‪ ،‬مبعىن ال ذين ‪ :‬فتقع على من يعقل من املذكرين ‪ ،‬ومبعىن الالتى ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬

‫فتقع على من يعقل من املؤنثات ‪ ،‬وقد تقع على ما ال يعقل‪.‬‬


‫__________________‬
‫(‪ )1‬منظ ور بن س حيم بن نوفل بن نض لة األس دى الفقعسي ‪ :‬من ش عراء «احلماس ة» خمض رم ‪ ،‬أدرك اجلاهلية‬
‫واإلسالم وسكن الكوفة‪.‬‬
‫املرزباين ‪ ، 374‬والتربيزى ‪ ، 91 / 3‬واملرزوقي ‪ ، 1158‬واإلصابة ترمجة (‪ )8471‬واألعالم (‪/ 7‬‬
‫‪.)308‬‬
‫(‪ )2‬عجز بيت لـ «منظور بن سحيم» كما ذكر املصنف ـ وصدره ‪:‬‬
‫‪.........‬‬ ‫رون لقيتهم ‪ ‬‬ ‫رام موس‬ ‫فإما ك‬
‫ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬من ذى» حيث جاءت «ذى» معربة‪ .‬وقد روى البيت ‪« :‬من ذو» ببناء «ذو»‬
‫على السكون ؛ وذلك على لغة طىيء ‪ ،‬وهى مبعىن «صاحب» ‪ ،‬وهذا هو املشهور‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 268 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 137 ، 63 / 1‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص‬
‫‪ ، 1158‬وشرح شواهد املغىن ‪ ، 830 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 148 / 3‬واملقاصد النحوية ‪، 127 / 1‬‬
‫ومغىن اللبيب ‪ ، 410 / 2‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 42 / 1‬وختليص الشواهد ص ‪، 144 ، 54‬‬
‫وشرح االمشوين ‪ ، 72 / 1‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 82 ، 30‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 122‬ومهع اهلوامع‬
‫‪.84 / 1‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واألىل مبعىن ال ذين ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ :‬من وق وع األىل مبعىن ال ذين على من يعقل ق ول‬
‫القطامى ‪[ :‬من الوافر]‬
‫اعا‬ ‫دروا املص‬ ‫ان وابت‬ ‫دميا ‪  ‬على النّعم‬ ‫طوا ق‬ ‫األىل قس‬ ‫وا ب‬ ‫أليس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر الديوان ‪ ، 36‬واملخصص ‪ ، 7 / 6‬األزهية ‪ ، 312‬أماىل الشجرى ‪ ، 57 / 3‬الشعر والشعراء‬


‫‪]702‬‬
‫ومن وقوعها على ما ال يعقل قول مضرس ‪[ :‬من الطويل]‬
‫ان وريق‬ ‫والزم‬
‫ررن علينا ّ‬ ‫‪  ‬م‬ ‫األىل‬ ‫أيّامنا‬ ‫للوصل‬ ‫هتيّجىن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر التصريح ‪ ، 132 / 1‬تذكرة النحاة ص ‪.]683‬‬


‫وأما ذا فإهنا تابعة ىف املعىن ملا ‪ ،‬ومن ‪ ،‬تقول ‪ :‬من ذا عندك من الناس؟ تريد ‪ :‬من الذى عندك ‪ ،‬أو ‪:‬‬
‫من الىت عندك ‪ ،‬وتقول ‪ :‬ماذا عندك من الدواب؟ تريد ‪ :‬ما الذى عندك ‪ ،‬أو ما الىت عندك‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪91 ...............................................................................‬‬

‫وذا ‪ :‬إذا كانت مع ما وقعت على ماال (‪ )1‬يعقل من املذكرين واملؤنثات‪.‬‬


‫فأما أن وكى املصدريتان ‪ :‬فال توصالن إال باجلمل الفعلية‪.‬‬
‫وأما أ ّن ‪ :‬فال توصل إال باجلمل االمسية‪.‬‬
‫ّ‬
‫وأما ما ‪ :‬فإهنا توصل باجلمل االمسية والفعلية‪.‬‬
‫التامة ‪ ،‬وباجلمل‬
‫وأما األمساء املوص ولة ‪ :‬فال توصل إال ب الظروف واجملرورات ّ‬
‫احملتملة للص دق والك ذب ‪ ،‬اخلليّة من معىن التعجب ‪ ،‬املش تملة على ض مري عائد على‬
‫املوصول (‪ ، )2‬إال األلف والالم منها ؛ فإهّن ا ال توصل إال باسم الفاعل واسم املفعول ‪ ،‬وال‬
‫توصل باجلمل إال ىف ضرورة ‪ ،‬حنو قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫احلكم الرّت ضى حكومته ‪  ‬وال األص يل وال ذى ال ّرأى واجلدل‬ ‫ما أنت ب‬ ‫‪8‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬من‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬فأما أن وما وكى املص دريات ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال ذلك ‪ :‬يعجبىن أنك ق ائم ‪ ،‬أو أن‬
‫تق وم ‪ ،‬أو ما تص نع ‪ ،‬تريد ‪ :‬يعجبىن قيامك ‪ ،‬أو ص نعك ‪ ،‬وجئت كى تكرمىن ‪ ،‬أى ‪ :‬إلكرامك ىل ‪ ،‬ومثل‬
‫وصل األمساء املوص ولة ب الظروف واجملرورات التامة واجلمل احملتملة للص دق والك ذب اخلليّة من معىن التعجب‬
‫املشتملة على ضمري يعود علي املوصول ‪ :‬قولك ‪ :‬جاءىن الذى ىف الدار ‪ ،‬وجاءىن الذى عندك ‪ ،‬وجاءىن الذى‬
‫ق ام أب وه ‪ ،‬ولو قلت ‪ :‬ج اءىن ال ذى بك ‪ ،‬وال ذى إليك ‪ ،‬مل جيز ‪ ،‬ألهنما ناقص ان ‪ ،‬ال فائ دة ىف الوصل هبما ‪،‬‬
‫وك ذلك إذا قلت ‪ :‬ج اءىن ال ذى ما أحس نه ‪ ،‬مل جيز ؛ ألن فعل التعجب ال يوصل به موص ول ‪ ،‬وك ذلك لو‬
‫قلت ‪ :‬جاءىن الذى عمرو قائم ‪ ،‬مل جيز ؛ خللو اجلملة من عائد إىل املوصول ‪ ،‬وكذلك لو قلت ‪ :‬جاءىن الذى‬
‫لعله قائم ‪ ،‬مل جيز ؛ ألن اجلملة غري حمتملة للصدق والكذب‪.‬‬
‫فأما قول الفرزدق ‪[ :‬من الطويل]‬
‫طّت نواها أزورها‬ ‫رة قبل الّىت ‪  ‬لعلّى وإن ش‬ ‫رام نظ‬ ‫وإىّن ل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ديوانه ‪ ، 106 / 2‬وخزانة األدب ‪ ، 464 / 5‬والدرر ‪ ، 277 / 1‬وبال نسبة ىف شرح شواهد املغىن‬
‫‪ ، 810 / 2‬ومغىن اللبيب ‪ ، 585 ، 391 ، 388 / 2‬ومهع اهلوامع ‪ ]85 / 1‬فوصل الىت بلعل وما بعدها‬
‫‪ ،‬وهى من اجلمل غري احملتملة للص دق والك ذب ؛ فيخ رج على إض مار الق ول ‪ ،‬التق دير ‪ :‬قبل الىت أق ول لعلى‬
‫وإن شطت نواها أزورها ‪ ،‬فالصلة على هذا حمذوفة ‪ ،‬وهي أقول ‪ ،‬والعرب كثريا ما تضمر القول ‪ ،‬قال تعاىل‬
‫الم َعلَْي ُك ْم ‪[ )...‬الرعد ‪ ]24 ، 23 :‬أى ‪ :‬يقولون ‪ :‬سالم عليكم‬ ‫‪َ ( :‬وال َْمالئِ َكةُ يَ ْد ُخلُو َن َعلَْي ِه ْم ِم ْن ُك ِّل ٍ‬
‫باب َس ٌ‬
‫‪ ،‬وقد تقدم متثيل وصل األلف والالم باسم الفاعل واملفعول‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت للفرزدق مهام بن غالب قاله لرجل أعرايب من بين «عذرة» دخل على عبد امللك بن مروان ليمدحه‬
‫‪ ،‬فرآه جالسا ‪ ،‬ورأى بصحبته جريرا والفرزدق واألخطل ‪ ،‬فمدحه ‪ ،‬ومدح‬
‫‪ ............................................................................... 92‬فهرس املوضوعات‬

‫(‬
‫والضمري العائد على املوصول ‪ :‬إن كان مرفوعا ‪ ،‬وكان غري مبتدأ ـ مل جيز حذفه‬
‫(‬
‫‪ ، )1‬وإن كان مبتدأ ‪ ،‬وكان اخلرب مجلة فعلية أو امسية ‪ ،‬أو ظرفا أو جمرورا ـ مل جيز حذفه‬
‫‪ ، )2‬وإن كان اخلرب غري ذلك ‪ ،‬وكان الضمري قد عطف على غريه ـ مل جيز حذفه وإن كان‬
‫والص حيح أنّه ال جيوز حذفه ‪ ،‬وإن مل‬
‫قد عطف غ ريه عليه ـ [ففى حذف ه] خالف ‪ّ ،‬‬
‫(‪)3‬‬

‫يكن معطوفا على غ ريه ‪ ،‬ومل يكن غ ريه معطوفا عليه ‪ ،‬وك ان املوص ول أيّا ـ ج از إثباته‬
‫وحذفه (‪.)4‬‬
‫__________________‬
‫جريرا معه ‪ ،‬وهجا الفرزدق واألخطل‪.‬‬
‫واأللف والالم ال توصل إال بالصفة الصرحية كاسم الفاعل حنو الضارب واسم املفعول حنو املضروب ‪،‬‬
‫وأما الصفة املشبهة حنو احلسن الوجه فجمهور النحاة على منع وصل «ال» هبا ‪ ،‬و «ال» الداخلة عليها ـ عند‬
‫هؤالء ـ معرفة ال موصولة‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬وصل «ال» بالفعل املضارع ‪:‬‬
‫‪.........‬‬ ‫احلكم الرتضى حكومته ‪ ‬‬ ‫ما أنت ب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(ال بيت) ففي قوله «الرتض ى» أتى بص لة «ال» مجلة فعلية فعلها مض ارع و «ال» يف ذلك اسم موص ول مبعىن‬
‫الذي وهذا قليل‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬اإلنصاف ‪ ، 521 / 2‬وجواهر األدب ص ‪ ، 319‬وخزانة األدب ‪ ، 32 / 1‬والدرر ‪، 274 / 1‬‬
‫وش رح التص ريح ‪ ، 142 ، 38 / 1‬ش رح ش ذور ال ذهب ص ‪ ، 21‬ولس ان الع رب «أمس» ‪« ،‬ل وم» ‪،‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 111 / 1‬وليس يف ديوانه ‪ ،‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 20 / 1‬وختليص الشواهد‬
‫ص ‪ ، 154‬واجلىن الداين ص ‪ ، 202‬ورصف املباين ص ‪ ، 148 ، 75‬وشرح األمشوين ‪ ، 71 / 1‬وشرح‬
‫ابن عقيل ص ‪ ، 85‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 99‬ومهع اهلوامع ‪.85 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إن ك ان مرفوعا وك ان غري مبت دأ مل جيز حذف ه» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ج اءىن ال ذين ق اموا ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬وىف قاموا ضمري مرفوع ؛ ألنه ضمري الفاعل ‪ ،‬وال جيوز أن تقول ‪ :‬جاءىن الذين قام ‪ ،‬فتحذفه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان مبت دأ وك ان اخلرب فعال أو ظرفا أو جمرورا ‪ ،‬مل جيز حذف ه» مث ال ذلك قولك ‪:‬‬
‫جاءىن الذى هو يضحك ‪ ،‬أو جاءىن الذى هو عند زيد ‪ ،‬أو جاءىن الذى هو ىف الدار ‪ ،‬ال جيوز ىف شىء من‬
‫ذلك حذف «هو» ؛ ألنك لو قلت ‪ :‬جاءىن الذى يضحك وأنت تريد ‪ :‬الذى هو يضحك ‪ ،‬أو جاءىن الذى‬
‫عند زيد ‪ ،‬وأنت تريد ‪ :‬ال ذى هو عند زيد ‪ ،‬أو ج اءىن ال ذى ىف ال دار ‪ ،‬وأنت تريد ‪ :‬ال ذى هو ىف ال دار ـ مل‬
‫جيز ؛ ألنه ال دليل على ذلك ؛ إذ الكالم مستقل بالفعل أو الظرف أو اجملرور وحده‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬ففيه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وكان املوصول أيّا ‪ ،‬جاز إثباته وحذفه» مثال ذلك قولك ‪ :‬يعجبىن أيّهم هو قائم ‪ ،‬وأيهم‬
‫هو قائم ىف الدار ‪ ،‬وإن شئت قلت ‪ :‬يعجبىن أيهم قائم ‪ ،‬وأيهم قائم ىف الدار‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪93 ...............................................................................‬‬

‫الص لة طول ـ ج از إثباته وحذفه (‪ )1‬؛‬ ‫وإن ك ان املوصول غري ذلك ‪ :‬فإن ك ان ىف ّ‬
‫حنو ‪« :‬ما أنا بال ذى قائل لك س وءا» ‪ ،‬وإن مل يكن فيها ط ول ـ مل جيز احلذف ‪ ،‬بل ما‬
‫وض ةً) [البق رة ‪ ]26 :‬و‬
‫ج اء منه ش اذّ ال يق اس عليه حنو ق راءة من ق رأ ‪َ ( :‬مثَالً ما َبعُ َ‬
‫(‪)2‬‬

‫ِ‬
‫َح َس َن) [األنعام ‪ ]154 :‬برفع ‪ :‬بعوضة ‪ ،‬وأحسن‪.‬‬ ‫(تَماماً َعلَى الَّذي أ ْ‬
‫وإن كان منصوبا ‪ :‬فإن كان منفصال ـ مل جيز حذفه (‪ )3‬وإن مل يكن ‪ :‬فإن كان ىف‬
‫ص لة األلف والالم مل جيز حذفه ‪ ،‬إال ىف ض عيف من الكالم (‪ ، )4‬بش رط أال ي ؤدى حذفه‬
‫إىل لبس ‪ ،‬وإن كان ىف صلة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان املوصول غري ذلك ‪ ،‬فإن كان ىف الصلة طول ‪ ،‬جاز إثباته وحذفه» أعىن ‪ :‬أنه إن‬
‫كان املوصول غري أى ‪ ،‬مثل الذى والىت تقول ‪ :‬يعجبىن الذى هو قائم ىف الدار ‪ ،‬ويعجبىن الذى قائم ىف الدار‬
‫الس ِ‬
‫ماء‬ ‫‪ ،‬ملا طالت الصلة باجملرور ‪ ،‬جاز إثبات الضمري املبتدأ وحذفه ‪ ،‬ومن ذلك قوله تعاىل ‪َ ( :‬و ُه َو الَّ ِذي فِي َّ‬
‫ض إِل هٌ) [الزخ رف ‪ ]84 :‬التق دير ‪ :‬وهو ال ذى هو ىف الس ماء إله ‪ ،‬وهو ىف األرض إله ‪ ،‬ومن‬ ‫إِل هٌ َوفِي اأْل َْر ِ‬
‫كالم العرب ‪« :‬ما أنا بالذى قائل لك سوءا» ‪ ،‬التقدير ‪ :‬بالذى هو قائل لك سوءا ‪ ،‬فحذف «هو» ملا طالت‬
‫الصلة باجملرور واملفعول‪.‬‬
‫وإن مل يكن فيها طول ‪ ،‬مل جيز احلذف ؛ حنو قولك ‪ :‬ما أنا بالذى هو قائم ‪ ،‬ال جيوز أن تقول بالذى‬
‫قائم‪.‬‬
‫ِ‬
‫وضةً) [البقرة ‪ ]26 :‬و (تَمام اً َعلَى الَّذي أ ْ‬
‫َح َس َن) [األنعام ‪ ]154 :‬ىف‬ ‫فأما قوله تعاىل ‪َ ( :‬مثَالً ما َبعُ َ‬
‫قراءة من رفع «بعوضة» ‪ ،‬و «أحسن» فشاذّ ‪ ،‬التقدير ‪ :‬مثال ما هو بعوضة ‪ ،‬وعلى الذى هو أحسن ‪ ،‬ومثل‬
‫ذلك قول عدى ‪[ :‬من املنسرح]‬
‫ون ما عواقبها‬ ‫ام ينس‬ ‫ان ىف غنب ال ‪  ‬أيّ‬ ‫مل أر مثل الفتي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ديوانه ص ‪ ، 45‬وخزانة األدب ‪ ، 157 / 6‬واملعاىن الكبري ‪ ، 1270 / 3‬وينظر لعدى بن‬
‫زيد أو ألحيحة بن اجلالح ىف خزانة األدب ‪ ، 353 / 3‬وبال نس بة ىف ختليص الش واهد ص ‪ ، 455‬وسر‬
‫صناعة اإلعراب ص ‪ ، 382‬وشرح املفصل ‪ ، 152 / 3‬واحملتسب ‪ ، 255 / 2 ، 235 ، 64 / 1‬ويروى‬
‫«كالفتيان» بدال من «مثل الفتيان» ‪ ،‬ويروى «األقوام» بدال من «الفتيان»] أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬من ذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن ك ان منفصال ‪ ،‬مل جيز حذف ه» مث ال ذلك ‪ :‬ج اءىن ال ذى مل أك رم إال إي اه ‪ ،‬ال جيوز‬
‫احلذف ؛ ألن إيّاه منفصل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان ىف صلة األلف والالم مل جيز حذفه إال ىف ضعيف من الكالم» مثال ذلك قولك ‪:‬‬
‫«جاءىن الضاربه زيد» تقول إن شئت ‪ :‬جاءىن الضارب زيد ‪ ،‬تريد ‪:‬‬
‫‪ ............................................................................... 94‬فهرس املوضوعات‬

‫غريها (‪ : )1‬ف إن ك ان العامل فيه غري فعل ـ مل جيز حذفه ؛ حنو قولك ‪ :‬ج اءىن ال ذى إنه‬
‫قائم ‪ ،‬وإن كان معموال لكان الناقصة ‪ ،‬أو لشىء من أخواهتا ـ مل جيز حذفه ‪ ،‬وإن كان‬
‫معموال لغريها من األفعال ‪ :‬فإن كان ىف الصلة ‪ /‬ضمري آخر عائد على املوصول ـ مل جيز‬
‫حذفه (‪ ، )2‬وإن مل يكن جاز إثباته وحذفه (‪.)3‬‬
‫وإن ك ان خمفوضا ‪ :‬ف إن ك ان خفضه باإلض افة ‪ :‬ف إن املض اف إليه إن ك ان اسم‬
‫الفاعل ‪ ،‬مبعىن ‪ :‬احلال أو االس تقبال ـ ج از حذفه ‪ ،‬وإن ك ان غ ريه ـ مل جيز حذفه ؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬ج اءىن ال ذى أب وه ق ائم» وإن ك ان خفضه (‪ )4‬حبرف جر ‪ :‬ف إن مل ي دخل على‬
‫املوصول أو على ما أضيف إليه حرف ؛ مثل ‪ :‬احلرف الذى دخل على الضمري ـ مل جيز ؛‬
‫حنو قولك ‪« :‬ج اءىن ال ذى م ررت ب ه» ‪ ،‬و «ج اءىن غالم ال ذى م ررت ب ه» وإن دخل‬
‫عليهما حرف مثل الذى دخل عليه ‪ :‬فإن مل يكن العامل ىف املوصول ‪ ،‬أو ما أضيف إليه‬
‫والضمري مبعىن واحد ـ مل جيز حذفه ‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬سررت بالذى مررت به» و «فرحت‬
‫بغالم الذى مررت به» وإن كان جاز إثباته وحذفه ؛ حنو قولك ‪« :‬مررت بالذى مررت‬
‫به» وإن شئت ‪ ،‬حذفت «به» ؛ قال [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وم‬ ‫ده وإن جحد العم‬ ‫نص لّى للّ ذى ص لّت ق ريش ‪  ‬ونعب‬ ‫‪9‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أجنىب ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما‬


‫وال جيوز الفصل بني الص لة واملوص ول ‪ ،‬وال بني أبع اض الص لة ب ّ‬
‫ليس‬
‫__________________‬
‫الضاربه زيد إال أن ذلك قليل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان ىف ص لة غريه ا» أعىن ‪ :‬ىف ص لة غري األلف والالم «وإن ك ان فعال» أعىن ‪ :‬إن‬
‫كان العامل ىف الضمري فعال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان ىف الص لة ض مري آخر عائد على املوص ول مل جيز حذف ه» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪:‬‬
‫ج اءىن ال ذى أكرمته ىف داره ‪ ،‬ال جيوز أن تق ول ‪ :‬ج اءىن ال ذى أك رمت ىف داره ‪ ،‬تريد ‪ :‬ال ذى أكرمته ىف‬
‫داره‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن مل يكن ـ ج از إثباته وحذف ه» أعىن ‪ :‬وإن مل يكن ىف الص لة ض مري آخر يع ود على‬
‫املوصول ‪ ،‬ومثال ذلك ‪ :‬جاءىن الذى ضربته ‪ ،‬وإن شئت قلت ‪ :‬الذى ضربت ‪ ،‬قال اهلل تعاىل ‪( :‬أَه َذا الَّ ِذي‬
‫ث اهللُ َر ُسوالً) [الفرقان ‪ ]41 :‬أى ‪ :‬بعثه اهلل رسوال‪ .‬أه‪.‬‬
‫َب َع َ‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬خمفوضا‪.‬‬
‫(‪ )5‬الش اهد فيه قوله ‪« :‬لل ذى ص لت ق ريش» حيث ح ذف من مجلة الص لة الىت هى قوله ‪« :‬ص لت ق ريش»‬
‫العائد إىل االسم املوص ول ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬ال ذى» اجملرور حمال ب الالم‪ .‬وه ذا العائد ض مري جمرور حبرف ج ر‪.‬‬
‫ينظر شرح قطر الندى ص ‪.110‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪95 ...............................................................................‬‬

‫من الص لة (‪ ، )1‬إال جبمل االع رتاض ‪ ،‬وهى ‪ :‬كل مجلة فيها تش ديد للص لة ‪ ،‬أى ‪ :‬تأكيد‬
‫وتبيني ؛ حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ات الباطل‬ ‫دفع ّتره‬ ‫واحلق ي‬
‫ّ‬ ‫‪ 10‬ـ ذاك الّ ذى ـ وأبيك ـ يع رف مالكا ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ففصل بالقسم بني الذى وصلته ؛ ملا فيه من معىن التأكيد‪.‬‬


‫وال جيوز أن يتبع املوص ول وال يس تثىن منه وال خيرب عنه ‪ ،‬إاّل بعد متام ص لته (‪، )3‬‬
‫وال جيوز أيضا تقدمي الصلة على املوصول ‪ ،‬وال تقدمي شىء منها (‪ : )4‬فإن جاء ما ظاهره‬
‫يؤول (‪.)5‬‬
‫خالف ذلك ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال جيوز الفصل بني الص لة واملوص ول ‪ ،‬وال بني أبع اض الص لة ب أجنىب ‪ ،‬وهو ما ليس من‬
‫الص لة» مث ال ذلك ‪ :‬ض ربت زي دا ال ذى ق ام أب وه ‪ ،‬ال جيوز أن تق ول ‪ :‬ض ربت ال ذى زي دا ق ام أب وه ‪ ،‬وال ‪:‬‬
‫ضربت الذى قام زيدا أبوه ‪ ،‬فتفصل بني املوصول الذى هو «الذى» وبني صلته ‪ ،‬وهى «قام أبوه» مبفعول‬
‫ض ربت ‪ ،‬وهو ‪ :‬زيد ‪ ،‬وال بني بعض الص لة وهو ‪ :‬ق ام ‪ ،‬والبعض اآلخر وهو ‪ :‬أب وه ـ بزيد أيضا ال ذى هو‬
‫معمول ضربت ؛ ألنه أجنىب عن الصلة ‪ ،‬فإن فصلت جبملة اعرتاض ‪ ،‬ساغ ذلك كالفصل بالقسم بني الصلة‬
‫واملوصول ىف البيت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت جلرير بن عطية‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬ذاك الذي وأبيك يعرف مالكا» ‪ ،‬حيث فصل جبملة القسم ‪ ،‬وهذا جائز ‪ ،‬ألن‬
‫مجلة القسم ليست بأجنيب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 580‬وال درر ‪ ، 287 / 1‬وش رح ش واهد املغين ‪ ، 817 / 2‬وبال نس بة يف‬
‫اخلصائص ‪ ، 336 / 1‬ولسان العرب (تره) ‪ ،‬ومغىن اللبيب ‪ 391 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.247 ، 88 / 1‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال جيوز أن يتبع املوصول ‪ ،‬وال يستثىن منه ‪ ،‬وال خيرب عنه إال بعد متام صلته» مثال اإلخبار‬
‫عنه ‪ :‬إن الذى ضربت إياه زيد ‪ ،‬ومثال االستثناء منه ‪ :‬إن الذين قام أبوهم إال زيدا إخوتك ‪ ،‬ومثال إتباعه ‪:‬‬
‫إن الىت ق ام أبوها العاقلة هند ‪ ،‬ال جيوز أن تق ول ‪ :‬إن ال ذى ض ربت زي دا إي اه ‪ ،‬وال ‪ :‬إن ال ذين ق ام إال زي دا‬
‫أبوهم إخوتك ‪ ،‬وال ‪ :‬إن الىت قام العاقلة أبوها هند ؛ ألنك لو فعلت ذلك ‪ ،‬لكنت قد أتيت باخلرب وباالستثناء‬
‫وبالتابع قبل متام الصلة ‪ ،‬وذلك ال جيوز ؛ ألن الصلة واملوصول كالشىء الواحد ؛ فال جيوز الفصل لذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال جيوز ـ أيضا ـ تقدمي الصلة على املوصول ‪ ،‬وال تقدمي شىء منها» مثال تقدمي الصلة على‬
‫املوص ول ‪ :‬ج اءىن ىف ال دار ال ذى ‪ ،‬تريد ‪ :‬ج اءىن ال ذى ىف ال دار ‪ ،‬ومث ال تق دمي بعض الص لة على املوص ول‬
‫قولك ‪ :‬جاءىن إياه الذى ضربت ‪ ،‬تريد ‪ :‬الذى ضربت إياه ؛ ال جيوز شىء من ذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫يؤول» مثال ذلك ‪ :‬قول الشاعر [من الكامل] ‪:‬‬ ‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن جاء ما ظاهره خالف ذلك ّ‬
‫دا ـ‬ ‫ريت متنع حبّها أن حيص‬ ‫اد دارها ‪  ‬تك‬ ‫نا كمن جعلت إي‬ ‫لس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ............................................................................... 96‬فهرس املوضوعات‬

‫وجيوز فيما ك ان من املوص والت للواحد واالث نني واجلمع ‪ ،‬واملذكر واملؤنث بلفظ‬
‫واحد ؛ حنو ‪ :‬من وما ـ احلمل على اللفظ فيعامل معاملة الواحد املذكر ‪ ،‬واحلمل على‬
‫املعىن فيك ون احلكم على حسب املعىن ال ذى تريد (‪ )1‬؛ وك ذلك جيوز ىف ال ذى والىت‬
‫وتثنيتهما ومجعهما إذا وقع شىء من ذلك بعد ضمري متكلم أو خماطب ـ احلمل على اللفظ‬
‫(‪ ، )2‬فيكون الضمري العائد عليهما غائبا ؛ كالضمري العائد على األمساء الظاهرة ‪،‬‬
‫__________________‬
‫[ينظر ديوانه ص ‪ ، 281‬ولسان العرب (منن) ‪ ،‬وبال نسبة ىف اخلصائص ‪، 256 / 3 ، 403 ، 402 / 2‬‬
‫ومغىن اللبيب ‪ 541 / 2‬ولسان العرب (كرت)]‬
‫فظ اهره ‪ :‬أنه أب دل إي ادا من املوص ول ال ذى هو «من» قبل كم ال ص لته ؛ ألن «جعلت» ص لة ‪ ،‬و‬
‫«دارها وتكريت» مفعوالن جلعلت ‪ ،‬فكان ينبغى أن يقول ‪ :‬لسنا كمن جعلت دارها تكريت ‪ ،‬وحينئذ يأتى‬
‫بالبدل ‪ ،‬فيقول ‪ :‬إياد ؛ ألن ذلك يتخرج على أن ال يكون «دارها وتكريت» مفعولني جلعلت هذه الظاهرة‬
‫بل ألخرى مضمرة ‪ ،‬فتكون الصلة قد كملت جبعلت ‪ ،‬وأبدل إياد من «من» بعد كمال صلتها جبعلت ‪ ،‬مث‬
‫بني بعد ذلك ما جعلت ‪ ،‬فق ال ‪ :‬دارها تك ريت ‪ ،‬أى ‪ :‬جعلت دارها تك ريت ‪ ،‬مث أض مر جعلت ؛ لداللة‬
‫«جعلت» األوىل عليها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وجيوز فيما كان من املوصوالت للواحد واالثنني واجلميع ‪ ،‬واملذكر واملؤنث بلفظ واحد ـ‬
‫احلمل على اللفظ ‪ ،‬فيعامل معاملة الواحد املذ ّكر ‪ ،‬واحلمل على املعىن ؛ فيكون احلكم على حسب املعىن الذى‬
‫تريد» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ج اءىن من ق ام ‪ ،‬تعىن ‪ :‬رجال أو رجلني أو رجاال ‪ ،‬أو ام رأة أو ام رأتني أو نس اء ؛‬
‫فيحمل على اللفظ ىف مجيع ذلك ؛ فتف رد الض مري وت ذكره على كل ح ال ‪ ،‬وإن ش ئت محلت على املعىن ‪،‬‬
‫فقلت ـ إن عنيت رجال ـ ‪:‬‬
‫جاءىن من قام ‪ ،‬وإن عنيت رجلني قلت ‪ :‬جاءىن من قاما ؛ قال الشاعر ‪[ :‬من الطويل]‬
‫طحبان‬ ‫دتىن ال ختونين ‪  ‬نكن مثل من يا ذئب يص‬ ‫إن عاه‬ ‫ال ف‬ ‫تع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينطر البيت للف رزدق ىف ديوانه ‪ ، 329 / 2‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 142‬والدرر ‪، 284 / 1‬‬
‫وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 84 / 2‬وشرح شواهد املغىن ‪ ، 536 / 2‬والكتاب ‪ ، 416 / 2‬ومغىن اللبيب ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 404‬واملقاصد النحوية ‪ ، 461 / 1‬وبال نسبة ىف اخلصائص ‪ ، 422 / 2‬وشرح األمشوىن ‪، 69 / 1‬‬
‫وشرح شواهد املغىن ‪ ، 829 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 13 / 4 ، 132 / 2‬والصاحىب ىف فقه اللغة ص ‪، 173‬‬
‫ولسان العرب (منن) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 219 / 1‬واملقتضب ‪]253 / 3 ، 295 / 2‬‬
‫ك) [يونس ‪]42 :‬‬ ‫وإن عنيت رجاال قلت ‪ :‬جاءىن من قاموا ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْستَ ِم ُعو َن إِل َْي َ‬
‫وإن عنيت امرأة ‪ ،‬قلت ‪ :‬جاءىن من قامت ‪ ،‬وإن عنيت امرأتني ‪ ،‬قلت ‪ :‬جاءىن من قامتا ‪ ،‬وإن عنيت نساء‬
‫‪ ،‬قلت ‪ :‬جاءىن من قمن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وكذلك جيوز ىف الذى والىت إذا وقعا بعد ضمري متكلّم أو خماطب احلمل على اللفظ» مثال‬
‫ذلك قولك ‪ :‬أنت الذى ضربه عمرو ‪ ،‬وأنا الذى ضربه عمرو ‪ ،‬وأنت‬
‫فهرس املوضوعات ‪97 ...............................................................................‬‬

‫واحلمل على املعىن ؛ فيكون الضمري العائد عليه على حسب الضمري الواقع قبل املوصول ‪،‬‬
‫وإن شئت ‪ ،‬محلت ىف مجيع ما ذكر بعض الصلة على اللفظ ‪ ،‬وبعضها على املعىن (‪ ، )1‬إال‬
‫أ ّن األوىل أن يبدأ باحلمل على اللفظ ‪ ،‬وجيوز االبتداء باحلمل على املعىن ؛ ومن ذلك قوله‬
‫[من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ىب املغلّب؟‬
‫ّ‬ ‫اهلالىل الّ ذى كنت م ّرة ‪  ‬مسعنا به واألرح‬
‫ّ‬ ‫أأنت‬ ‫‪ 11‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫الىت ض رهبا عم رو ‪ ،‬وأنا الىت ض رهبا عم رو ؛ فيك ون الض مري العائد على ال ذى والىت عائ دا م ذكرا أو مؤنثا‬
‫كالضمري العائد على األمساء املفردة الظاهرة ؛ ومن ذلك قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫ام‬ ‫دت عن حجر بن ّأم قط‬
‫ّ‬ ‫له ‪  ‬ونش‬ ‫ّد فض‬ ‫رفت مع‬ ‫ذى ع‬ ‫وأنا الّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت المرىء القيس ىف ديوانه ص ‪ ، 118‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 924‬مجل الزجاجى ‪، 189 / 1‬‬
‫الدرر ‪ ، 64 / 1‬أوضح املسالك ‪ ، 270 / 3‬التصريح ‪ ، 94 / 2‬األمشوىن ‪]26 / 3‬‬
‫وإن ش ئت محلت على املعىن ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أنا ال ذى قمت ‪ ،‬وأنت ال ذى قمت ؛ ألن ال ذى هو أنت وأنا‬
‫من جهة املعىن ‪ ،‬قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫أنا الّذى مسّنت ّأمى حيدره‬
‫[البيت لإلمام على بن أىب طالب ىف ديوانه ص ‪ ، 77‬وأدب الكاتب ص ‪ ، 71‬وخزانة األدب ‪/ 6‬‬
‫‪ ، 67 ، 66 ، 65 ، 63 ، 62‬والدرر ‪ ، 280 / 1‬وبال نسبة ىف خزانة األدب ‪، 90 / 6 ، 294 / 2‬‬
‫وشرح ديوان احلماسة للمرزوقى ص ‪ ، 1078‬ومهع اهلوامع ‪]86 / 1‬‬
‫فقال ‪ :‬مسّتىن ‪ ،‬كما لو قال ‪ :‬أنا مستىن أمى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ش ئت ‪ ،‬محلت ىف مجيع ما ذكر بعض الص لة على اللفظ وبعض ها على املع ىن» ‪ ،‬مث ال‬
‫ذلك أن تقول ‪ :‬جاءىن من قام ‪ ،‬وخرجت ‪ ،‬وأنت تعىن امرأة ‪ ،‬فتحمل قام على اللفظ وخرج على املعىن‪.‬‬
‫وكذلك أيضا تقول ‪ :‬أنا الذى قام وخرجت فتحمل قام على اللفظ ‪ ،‬وخرج على املعىن‪.‬‬
‫واألوىل ىف ذلك كله االبتداء باحلمل على اللفظ قبل احلمل على املعىن ؛ حنو قوله تعاىل ‪َ ( :‬و َم ْن َي ْقنُ ْ‬
‫ت‬
‫ِمْن ُك َّن لِلَّ ِه َو َر ُس ولِ ِه َوَت ْع َم ْل ص الِحاً) [األح زاب ‪ ]31 :‬فحمل يقنت على لفظ «من» ‪ ،‬وتعمل على معناها ‪،‬‬
‫ومن ذلك أيضا البيت املتق ّدم محل فيه الضمري أوال على اللفظ فقيل «فضله» مث محل بعد ذلك على املعىن فقيل‬
‫‪ :‬ونشدت‪.‬‬
‫وجيوز االبت داء باحلمل على املعىن ‪ ،‬ومن ذلك ال بيت ال ذى ىف الكت اب ؛ أال ت رى أن «كنت» محل‬
‫على املعىن مث محل بعد ذلك على اللفظ فقيل «ب ه» ومثل ذلك قوله تع اىل ‪( :‬ومن ي ْؤ ِمن بِ ِ‬
‫اهلل َو َي ْع َم ْل ص الِحاً‬ ‫ََ ْ ُ ْ‬
‫َّات تَج ِري ِمن تَحتِها اأْل َنْهار خالِ ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫َح َس َن اهللُ لَهُ ِر ْزق اً) [الطالق ‪ ]11 :‬فجاء خالدين‬ ‫ين فيها أَبَداً قَ ْد أ ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫يُ ْدخلْهُ َجن ٍ ْ‬
‫على املعىن ‪ ،‬مث جاء بعد ذلك «له» على اللفظ‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬الشاهد فيه قوله ‪« :‬الذى كنت مرة مسعنا به» حيث محل بعض الصلة على اللفظ ‪،‬‬
‫‪ ............................................................................... 98‬فهرس املوضوعات‬

‫إال أن ي ؤدى محل بعض الص لة على اللفظ ‪ ،‬وبعض ها على املعىن ‪ /‬إىل خمالفة اخلرب‬
‫اص باملذكر على املؤنث ‪ ،‬أو ب املؤنث‬‫للمخرب عنه ‪ ،‬واخلرب فعل ‪ ،‬أو إىل إيق اع وصف خ ّ‬
‫على املذكر من الص فات الىت مل يفصل بني م ذ ّكرها ومؤنّثها بالت اء ‪ ،‬ف إن أدى إىل ش ىء‬
‫من ذلك ـ مل جيز ؛ وك ذلك ‪ :‬إن أدى محل الص لة كلها على اللفظ إىل إيق اع وصف‬
‫خ اص باملذ ّكر على املؤنّث ‪ ،‬أو ب املؤنّث على املذكر من الص فات الىت مل يفصل بني‬
‫مذكرها ومؤنثها من الصفات املذكورة ـ مل جيز‪.‬‬
‫التام إن كان مرفوعا ضمري املتكلّم‬
‫واعتبار مسائل هذا الباب ‪ :‬بأن تبدل من االسم ّ‬
‫املرفوع ‪ ،‬وإن ك ان منصوبا ض مري املتكلم املنصوب ‪ ،‬وتب دل من االسم املوصول امسا ىف‬
‫صحت املسألة بعد ذلك ـ كانت صحيحة قبله ‪ ،‬وإال فهى فاسدة ؛ فال جيوز‬ ‫معناه ‪ ،‬فإن ّ‬
‫‪ :‬أعجب زيد ما ك ره عم رو ‪ ،‬إن أوقعت ما على ما ال يعقل ؛ ألنك لو قلت ‪ :‬أعجبت‬
‫احلم ار مل جيز ‪ ،‬وجيوز أعجب زي دا ما ك ره عم رو ‪ ،‬ألنك لو قلت ‪ :‬أعجبىن احلم ار جلاز‬
‫ذلك‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫وبعضها على املعىن ‪ ،‬وبدأ مبراعاة املعىن‪.‬‬
‫وىف ال بيت ش اهد آخر وهو قوله ‪« :‬أأنت» حيث مل يفصل بني مهزة االس تفهام ‪ ،‬ومهزة «أنت»‬
‫باأللف ‪ ،‬ولغة الفصل أكثر‪.‬‬
‫ويروي «األرحيى» بدال من «األرحيب»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر (‪ ، )283 / 1‬ورصف املباين (‪ ، )26‬مهع اهلوامع (‪.)87 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪99 ...............................................................................‬‬

‫ذكر حكم الفاعل‬


‫تتصرف‬
‫فى األفعال الّتى ال ّ‬
‫عجب‬
‫وهى نعم وبئس وفعل التّ ّ‬
‫باب نعم وبئس‬
‫متصرفني‪ .‬فأما قول بعض العرب ‪« :‬واهلل ‪ ،‬ما هى بنعمت الولد‬
‫ومها ‪ :‬فعالن غري ّ‬
‫الس ري ‪ ،‬على بئس‬
‫وبرها س رقة» ‪ ،‬وق ول بعض هم أيضا ‪« :‬نعم ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬نص رها بك اء ‪ّ ،‬‬
‫الفراء من قبيل ما جعل من اجلمل امسا حمكيّا على جهة‬
‫العري» ‪ ،‬فهو عند ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب نعم وبئس ‪ :‬ومها فعالن غري متصرفني‪.‬‬
‫وبرها س رقة ‪ »...‬إىل آخ ره‬
‫ق وىل ‪« :‬فأما ق ول بعض الع رب ‪ :‬واهلل ما هى بنعم الولد ‪ ،‬نص رها بك اء ّ‬
‫إمنا احتجت إىل التنبيه على ذلك ؛ ألن الظ اهر من ذلك إبط ال ما ق دمناه من أهنما فعالن من حيث دخل‬
‫عليهما ح رف اجلر ‪ ،‬وح روف اجلر ال ت دخل إال على األمساء ؛ فل ذلك اح تيج إىل تأويل ذلك على ح ذف‬
‫املوصوف ؛ فيكون ذلك حنو قول الشاعر [من الرجز] ‪:‬‬
‫ان جانبه‬ ‫احبه ‪  ‬وال خمالط اللّي‬ ‫ام ص‬ ‫والّله ما زيد بن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت للقناىن أىب خالد ىف شرح أبيات سيبويه ‪ ، 416 / 2‬وبال نسبة ىف أسرار العربية ص ‪، 99‬‬
‫‪ ، 100‬واإلنصاف ‪ ، 112 / 1‬وخزانة األدب ‪ ، 389 ، 388 / 9‬واخلصائص ‪ ، 366 / 2‬والدرر ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 24 / 6 ، 76‬وشرح األمشوىن ‪ ، 371 / 2‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 549‬وشرح املفصل ‪، 62 / 3‬‬
‫وشرح قطر الندى ص ‪ ، 29‬ولسان العرب (نوم) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 3 / 4‬ومهع اهلوامع ‪/ 2 ، 6 / 1‬‬
‫‪ ، 120‬ويروى «ليلى» بدال من «زيد»]‬
‫األصل ‪ :‬واهلل ما زيد برجل ن ام ص احبه ‪ ،‬فح ذف املوص وف والص فة غري خمتصة ‪ ،‬أو على احلكاية ؛‬
‫حنو [من الطويل] ‪:‬‬
‫ّر وحتلب‬ ‫اب قرناها تص‬ ‫ذبتم وبيت الّله ال تنكحوهنا ‪  ‬بىن ش‬ ‫ك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر نص املقرب رقم ‪]12‬‬


‫والق ول األخر هو األوىل عن دى ؛ ملا يل زم ىف ذلك من دخ ول ح رف اجلر على الفعل من حيث ق ام‬
‫مقام املوصوف احملذوف ؛ وكذلك أيضا قول اآلخر [من الوافر] ‪:‬‬
‫ار‬ ‫ام لياليها قص‬ ‫ال ‪  ‬وأيّ‬ ‫ّدلت ذاك بنعم ب‬ ‫فقد ب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر نص املقرب رقم ‪]13‬‬


‫البيت ظاهره خمالف ملا ذكرناه من أن «نعم» فعل ؛ من حيث دخل عليها حرف اجلر ‪ ،‬وأضيف إىل‬
‫ما بعدها فخرجت ذلك على أن تكون قد صارت امسا ‪ ،‬وانتقلت عن أصلها ‪ ،‬وحينئذ فعل هبا ذلك ‪ ،‬وأتيت‬
‫دب»‪ .‬أه‪.‬‬‫شب إىل ّ‬
‫كذلك بالنظري ‪ ،‬وهو قوهلم ‪« :‬ما رأيته مذ ّ‬
‫‪ ............................................................................. 100‬فهرس املوضوعات‬

‫التلقيب ‪ ،‬ومل جيعل امسا راتبا على ما أوقع عليه ؛ وذلك ىف ش ذوذ من الكالم ؛ حنو ق ول‬
‫بعض هم ‪ ،‬وقد قيل له ‪ :‬ها هو ذا ‪ ،‬فق ال ‪« :‬نعم اهلا هو ذا» ‪ ،‬أو ىف ض رورة ش عر ؛ حنو‬
‫قول الشاعر [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ّر وحتلب‬ ‫اب قرناها تص‬ ‫ذبتم وبيت اهلل ال تنكحوهنا ‪  ‬بىن ش‬ ‫ك‬ ‫‪ 12‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأما قول الشاعر [من الوافر] ‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫ار‬ ‫ام لياليها قص‬ ‫ال ‪  ‬وأيّ‬ ‫ّدلت ذاك بنعم ب‬ ‫فقد ب‬ ‫‪ 13‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ف «نعم» فيه ‪ :‬اسم ؛ ب دليل إض افتها إىل ما بع دها ‪ ،‬وهى ىف األصل ‪ :‬نعم الىت‬
‫دب»‪.‬‬
‫شب إىل ّ‬
‫هى فعل مسّى هبا ‪ ،‬وحكيت ‪ /‬على ح ّد قوهلم ‪« :‬ما رأيته مذ ّ‬
‫وىف نعم أربع لغات (‪ : )3‬كسر النون وتسكني العني ‪ ،‬هو األكثر‪ .‬وفتحها وتسكني‬
‫العني ‪ ،‬وفتح الن ون وكسر العني ‪ ،‬وكس رمها (‪ )4‬معا ‪ ،‬وىف بئس لغت ان ‪ :‬كسر الب اء‬
‫وفتحها‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لألسدى‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ش اب قرناه ا» على احلكاية ‪ ،‬فقد مسى باجلملة املؤلفة من الفعل والفاعل ‪،‬‬
‫فحكى‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬لس ان الع رب (ق رن) ‪ ،‬وبال نس بة يف أم اىل املرتضى ‪ ، 273 / 2‬واخلص ائص ‪، 367 / 2‬‬
‫وشرح التصريح ‪ ، 117 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 28 / 1‬والكتاب ‪ ، 326 ، 207 / 3‬لسان العرب (نوم) ‪،‬‬
‫وما ينصرف وما ال ينصرف ص ‪ ، 123 ، 20‬واملقتضب ‪.226 ، 9 / 4‬‬
‫(‪ )2‬الش اهد فيه ‪ :‬أن «نعم» اسم ‪ ،‬وذهب بعض هم إىل أن «ح اش» احملذوفة األلف تش بهها‪ .‬ينظر ‪ :‬رصف‬
‫املباين (‪.)180‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وىف نعم أربع لغ ات» أما كسر الن ون وتس كني العني ‪ ،‬فهو من الك ثرة حبيث ال حيت اج إىل‬
‫وأما فتح النون وكسر العني فنحو قوله ‪[ :‬من الرمل]‬
‫متثيل ‪ّ ،‬‬
‫طر‬ ‫الش‬
‫وم ّ‬ ‫اعون ىف الق‬ ‫الس‬
‫دما إهّن م ‪  ‬نعم ّ‬ ‫الىت ‪ ،‬والنّفس ق‬ ‫خ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت لطرفة بن العبد ىف ديوانه ص ‪ ، 73‬الكتاب ‪ ، 240 / 4‬اخلزانة ‪ ، 377 / 9‬املقتضب ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 30‬احملتسب ‪ ، 357 / 1‬اإلنصاف ص ‪ ، 122‬ابن يعيش ‪ ، 127 / 7‬اهلمع ‪ ، 84 / 2‬األصول البن‬
‫السراج ‪]75 / 1‬‬
‫ّ‬
‫وأما فتح النون وتسكني العني ‪ ،‬فألن كل فعل بكسر العني جيوز فيه ذلك ‪ ،‬وأما كسر النون والعني ‪،‬‬
‫قات فَنِ ِع َّما ِه َي) [البقرة ‪ ]271 :‬وحكى األخفش ـ رمحه اهلل ـ بئس الرجل زيد‬
‫الص َد ِ‬
‫فقوله تعاىل ‪( :‬إِ ْن ُت ْب ُدوا َّ‬
‫‪ ،‬وبيس الرجل زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىف ط ‪ :‬وفتحهما‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪101 .............................................................................‬‬

‫عرف باأللف والالم ‪ ،‬أو ما أضيف إىل ذلك ؛ حنو قوهلم‬ ‫وال يكون فاعلهما إال ما ّ‬
‫‪« :‬نعم الرجل زيد ‪ ،‬ونعم غالم الق وم عم رو» ‪ ،‬أو مض مرا على ش ريطة تفس ريه باسم‬
‫نك رة بع ده ؛ حنو قولك ‪« :‬نعم رجال زي د» ؛ ومن ه ذا القبيل ‪ :‬قوله تع اىل ‪( :‬إِ ْن ُت ْب ُدوا‬
‫اش َت َر ْوا بِ ِه أَْن ُف َس ُه ْم)‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ ِ‬
‫الص َدقات فَنع َّما ه َي) [البق رة ‪ ، ]271 :‬وقوله س بحانه ‪( :‬ب ْئ َ‬
‫س َما ْ‬
‫[البقرة ‪ ، ]90 :‬أو مضافا إىل نكرة ؛ وذلك قليل ج ّدا ؛ حنو قوله ‪[ :‬من البسيط]‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 14‬ـ فنعم ص احب ق وم ال س الح هلم ‪  ‬وص احب ال ّركب عثم ان بن ع ّفانا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫املم دوح أو املذموم ‪ ،‬ومن ذكر التمي يز إذا ك ان الفاعل‬ ‫وال بد من ذكر [اس م]‬
‫(‪)2‬‬

‫مضمرا‪.‬‬
‫وقد جيوز ح ذف ذلك كله لفهم املعىن ‪ ،‬ومن كالمهم ‪« :‬إن فعلت ك ذا وك ذا ‪،‬‬
‫فبها ونعمت» أى ‪ :‬ونعمت فعلة فعلتك ؛ حبذف التمي يز واسم املم دوح ‪ ،‬ويك ون اسم‬
‫أعم وال مس اويا ‪ ،‬ال يق ال ‪ :‬نعم‬
‫املم دوح أو املذموم أخص من الفاعل ‪ ،‬وال يك ون ّ‬
‫الرجل إنس ان ‪ ،‬وال نعم البعري مجل ‪ ،‬عند من جيعل البعري ال يقع إال على اجلمل ؛ ألنه ال‬
‫فائدة ىف ذلك‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اختلف يف نسبة هذا البيت فقيل ‪ :‬هو لـ «كثري بن عبد اهلل النهشلي» املعروف بـ «ابن الغزبرة» ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫لـ «أوس ابن مغ راء» ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لـ «حس ان بن ث ابت» ‪ ،‬وقوله ‪« :‬فنعم ص احب ق وم» ‪ ،‬ق ال البغ دادي ‪ :‬ق ال‬
‫العيىن ‪ :‬إش ارة إىل فضل عثم ان ـ رضي اهلل تع اىل عنه ـ أنه يغىن ي وم القيامة بالش فاعة غىن من دافع يف ال دنيا‬
‫بس الحه عن ع زل اجلماعة ‪ ،‬وقد يك ون الس الح ـ أيضا ـ عب ارة عن بذله ملاله وتوس عته لص حبه‪ .‬فيك ون ذلك‬
‫أجدى من السالح حلامله‪.‬‬
‫حرا»‪.‬‬
‫هذا كالمه ‪ ،‬وليس معىن الشعر ‪ ،‬إمنا معناه إشارة إىل قوله يوم الدار ‪« :‬من رمي سالحه كان ّ‬
‫احلج‪.‬‬
‫الركب)‪ .‬أي ‪ :‬ركب ّ‬ ‫وقوله ‪( :‬صاحب ّ‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬فنعم صاحب قوم» حيث جاء فاعل «نعم» نكرة مضافة إىل مثلها ‪ ،‬وهذا جائز‬
‫عند الكوفيني ‪ ،‬وضرورة عند البصريني‪.‬‬
‫ينظر البيت لكثري بن عبد اهلل يف ‪ :‬الدرر ‪ ، 213 / 5‬شرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 100‬واملقاصد‬
‫النحوية ‪ ، 17 / 4‬ولكثري أو ألوس بن مغراء أو حلسان بن ثابت يف ‪ :‬خزانة األدب ‪، 417 ، 415 / 9‬‬
‫وشرح املفصل ‪ 131 / 7‬ـ وليس يف ديوان حسان ‪ ،‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪ ، 371 / 2‬ومهع اهلوامع‬
‫‪.86 / 2‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف أ‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 102‬فهرس املوضوعات‬

‫وأما من جيعل البعري واقعا على الناقة واجلمل ف إن ذلك ج ائز عن ده ؛ ألنه إذ ذاك‬
‫أخص من الفاعل‪.‬‬
‫وإذا كان فاعلهما مذكرا مل يكن به عن مؤنث ـ مل تلحقهما عالمة التأنيث ‪ ،‬وإذا‬
‫كان مؤنثا مل يكن به عن مذكر ـ جاز إحلاق عالمة التأنيث وإسقاطها ؛ فتقول ‪:‬‬
‫«نعمت املرأة هند ‪ ،‬ونعم املرأة هن د» ؛ ألن الفاعل إمنا ي راد به اجلنس ‪ ،‬وكأنك‬
‫جعلت املم دوح أو املذموم مجيع اجلنس ؛ على حد ق وهلم ‪« :‬أكلت ش اة كل ش اة» ملا‬
‫أثنوا على الشاة بالسمن ‪ ،‬جعلوها مجيع اجلنس‪.‬‬
‫ف إذا قلت ‪« :‬زيد نعم الرجل ‪ ،‬وزيد بئس الرج ل» وجعلت زي دا مجع جنس‬
‫الرجال املمدوحني أو املذمومني ؛ فصار قولك ‪ :‬املرأة مبنزلة ‪ :‬النساء ؛ كما تقول ‪« :‬قام‬
‫النساء ‪ ،‬وقامت النساء» ؛ فكذلك تقول ‪« :‬نعم املرأة ‪ ،‬ونعمت املرأة»‪.‬‬
‫فإن كان املذكر قد كىن به عن مؤنث ‪ ،‬أحلقتهما عالمة التأنيث إن شئت (‪ )1‬؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬هذه الدار نعمت البلد» ؛ أل ّن البلد هنا كناية عن الدار ؛ وعلى ذلك قول ذى‬
‫الرمة ‪[ )2( /‬من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ّزور نعمت زورق البلد‬ ‫ائم ‪ ،‬ال‬ ‫أو ح ّرة عيطل ثبج اء جمف رة ‪  ‬دع‬ ‫‪ 15‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن ك ان املذكر قد كىن به عن م ؤنث ‪ ،‬أحلقتهما عالمة الت أنيث إن ش ئت «مث ال ت رك‬
‫اد) [ص ‪ ]56 :‬فامله اد ـ وإن ك ان م ذكرا ـ قد‬ ‫س ال ِْمه ُ‬ ‫ِ‬
‫ص لَ ْونَها فَب ْئ َ‬ ‫إحلاق عالمة الت أنيث قوله تع اىل ‪َ ( :‬ج َهن َ‬
‫َّم يَ ْ‬
‫كىن به عن م ؤنث ؛ ألن جهنم مؤنثة ـ أعاذنا اهلل منها ـ لكن مل تلحق عالمة الت أنيث رعيا للفظ «امله اد» ‪،‬‬
‫الرمة املذكور ىف الكت اب [وهو بيت رقم ‪15‬‬ ‫ومن راعى املعىن ‪ ،‬أحلق عالمة الت أنيث ؛ كما فعل ىف بيت ذى ّ‬
‫املذكور ىف النص]‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬غيالن بن عقبة بن هنيس بن مس عود الع دوي ‪ ،‬من مضر ‪ ،‬أبو احلارث ‪ ،‬ذو الرمة ‪ :‬ش اعر من فح ول‬
‫الطبقة الثانية يف عص ره‪ .‬ق ال أبو عم رو بن العالء ‪ :‬فتح الش عر ب امرئ القيس ‪ ،‬وختم ب ذي الرم ة‪ .‬ك ان أك ثر‬
‫ش عره تش بيب وبك اء أطالل ‪ ،‬ي ذهب يف ذلك م ذهب اجلاهليني‪ .‬وك ان مقيما بالبادية حيضر إىل اليمامة‬
‫والبصرة كثريا ‪ ،‬وامتاز بإجادة التشبيه ولد سنة (‪ 77‬ه‍) وتويف بأصبهان وقيل ‪ :‬البادية سنة ‪ 117‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬وفيات األعيان ‪ ، 404 / 1‬الشعر والشعراء ‪ ، 206‬األعالم ‪.124 / 5‬‬
‫(‪ )3‬البيت من قصيدة مدح هبا بالل بن أيب بردة‪.‬‬
‫و (احلرة) ‪ :‬الكرمية ‪ ،‬وأراد هبا الناق ة‪ .‬و «العيط ل» ‪ :‬الطويلة العنق و (ثبج اء) بفتح املثلثة وس كون‬
‫املوح دة بع دها جيم ‪ :‬الض خمة الثبج وهو الص در والثبج ‪ ،‬بفتح تني ما بني الكاهل إىل الظهر ؛ أي ‪ :‬أن ه ذا‬
‫منها عظيم‪ .‬وقال ابن يعيش ‪ :‬ثبجاء ‪ :‬عظيمة السنام‪ .‬و (اجملفرة)‬
‫فهرس املوضوعات ‪103 .............................................................................‬‬

‫احلرة ‪ ،‬وإن ك ان املؤنث قد‬ ‫ف الزورق م ذكر ‪ ،‬لكن أحلقت العالمة ملا كىن به عن ّ‬
‫كىن به عن م ذكر ـ ك ان ت رك العالمة إذ ذاك أحسن منه قبل أن يك ون كناية عنه ؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬هذا البلد نعم الدار» وإذا كان فاعلها مضمرا ‪ ،‬مل يربز ىف حال تثنية وال مجع ؛‬
‫الزي دون» ؛ ألهنم اس تغنوا بتثنية التمي يز‬
‫حنو قولك ‪« :‬نعم رجلني الزي دان ‪ ،‬ونعم رج اال ّ‬
‫ومجعه عن ذلك ‪ ،‬وقد حكى األخفش ظه ور الض مري عن ق وم من الع رب (‪ )1‬إال أنه مل‬
‫يتحقق بقاؤهم على الفصاحة ملخامرهتم أهل احلاضرة‪.‬‬
‫وال جيوز اجلمع بني التمي يز والفاعل الظ اهر إال إذا أف اد التمي يز معىن زائ دا على‬
‫الفاعل ‪ ،‬فأما قول جرير (‪[ )2‬من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫منطيق‬ ‫زالء‬ ‫وأمهم‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫بيّون نعم الفحل فحلهم ‪  ‬فحال‬ ‫والتّغل‬ ‫‪ 16‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫بضم امليم وس كون اجليم وكسر الف اء ‪ :‬العظيمة اجلنب الواس عة اجلوف‪ .‬واجلف رة بالضم ‪ :‬الوسط ‪ ،‬يق ال ‪:‬‬
‫فرس جمفر وناقة جمفرة ‪ ،‬إذا كانت عريضة اجلرم‪ .‬وصفها بأهنا عظيمة القوائم ‪ ،‬وكين عن ذلك بدعائم الزور‪.‬‬
‫و (ال دعائم) الق وائم‪ .‬و (وال زور) بفتح ال زاى ‪ :‬أعلى الص در‪ .‬وق ال ابن املس تويف ‪ :‬دع ائم ال زور ‪ :‬الض لوع ‪،‬‬
‫وكل ضلع دعامة‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬أنه قد يؤنث (نعم) لكون املخصوص باملدح مؤنثا وإن كان الفاعل مذكرا ‪ ،‬فإنّه أنّث‬
‫نعم مع أنه مسند إىل مذكر ‪ ،‬وهو زورق البلد‪.‬‬
‫ألنه يريد الناقة ‪ ،‬فأنث على املعىن كما أنث مع البلد يف قوهلم ‪ :‬هذه الدار نعمت البلد ‪ ،‬حني أراد به‬
‫ال ّدار‪ .‬وكقول الراجز ‪:‬‬
‫ه‪.‬‬ ‫اين واملىن واملنّ‬ ‫زاء املتّقني اجلنّة ‪  ‬دار األم‬ ‫نعمت ج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ينظر ‪ :‬ديوانه (‪ ، )174‬وخزانة األدب (‪ ، )422 ، 420 / 9‬وشرح املفصل (‪ ، )136 / 7‬ولسان العرب‬
‫(زرق) ‪( ،‬نعم)‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وقد حكى األخفش ظه ور الض مري عن ق وم من الع رب» حكى ذلك ىف كتابه الكبري عن‬
‫ن اس من بىن أسد فص حاء ‪ ،‬ق ال ‪ :‬لقيتهم ببغ داد ‪ ،‬ق ال ‪ :‬منهم أبو حممد وأبو ص احل إال أنه ارت اب فيهم ؛‬
‫ملخامرهتم أهل احلاضرة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬جرير بن عطية بن حذيفة اخلطفي بن ب در الكليب ال ريبوعى ‪ ،‬من متيم أش عر أهل عص ره ‪ ،‬ولد وم ات يف‬
‫هج اء م ّرا ‪ ،‬فلم يثبت أمامه إال الف رزدق‬
‫اليمام ة‪ .‬وع اش عم ره كله يناضل ش عراء زمانه ويس اجلهم ‪ ،‬وك ان ّ‬
‫واألخطل‪ .‬وكان عفيفا وهو من أغزل الناس شعرا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 119 / 2‬وفيات األعيان ‪ 102 / 1‬وابن سالم ‪ ، 96 /‬خزانة األدب ‪، 36 / 1‬‬
‫الشعر والشعراء ص ‪.179‬‬
‫(‪ )3‬البيت لـ «جرير بن عطية» كما ذكر املصنف‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬فحال» حيث مجع بينه ‪ ،‬وهو متييز ‪ ،‬وبني الفاعل الظاهر على‬
‫‪ ............................................................................. 104‬فهرس املوضوعات‬

‫فانتصاب «فحل» على أنه حال مؤكدة ال متييز ‪ ،‬وأما قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ّزاد ‪ ،‬زاد أبيك زادا‬ ‫زود مثل زاد أبيك فينا ‪  ‬فنعم ال‬
‫ّ‬ ‫ت‬ ‫‪ 17‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫زود» ‪ ،‬وال جيوز دخ ول‬


‫فيتخ رج على أن يك ون «زادا» املنص وب معم وال لـ «ت ّ‬
‫«من» عليه إال ىف شذوذ من الكالم أو ىف ضرورة (‪ )2‬؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫هتامى‬ ‫رجل‬ ‫من‬ ‫املرء‬ ‫واه ‪  ‬فنعم‬ ‫دل س‬ ‫خترّي ه ومل يع‬ ‫‪ 18‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫سبيل التأكيد ‪ ،‬ورأي بعضهم أن «فحال» حال مؤكدة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 192‬والدرر ‪ ، 208 / 5‬وشرح التصريح ‪ ، 96 / 2‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪، 787‬‬
‫ولس ان الع رب (نط ق) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 7 / 4‬وبال نس بة يف ش رح األمشوين ‪ ، 376 / 2‬وش رح ابن‬
‫عقيل ص ‪ ، 455‬ومهع اهلوامع ‪.86 / 2‬‬
‫(‪ )1‬البيت من قصيدة لـ «جرير» مدح هبا عمر بن عبد العزيز‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬فنعم الزاد زاد أبيك زادا» حيث مجع بني الفاعل الظاهر ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬الزاد» ‪،‬‬
‫والتمي يز ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬زادا» ‪ ،‬وه ذا ج ائز عند بعض النح اة وقد خرجه املص نف على أن «زادا» معم ول لـ‬
‫«تزود»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب (‪ 394 / 9‬ـ ‪ ، )399‬واخلصائص ‪ ، 396 ، 83 / 1‬والدرر ‪، 210 / 5‬‬
‫وشرح ش واهد اإليضاح ص ‪ ، 109‬وشرح ش واهد املغىن ص ‪ ، 57‬وش رح املفصل ‪ ، 132 / 7‬ولس ان‬
‫العرب (زود) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 30 / 4‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪ ، 267 / 1‬وشرح شواهد املغين‬
‫ص ‪ ، 862‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 456‬ومغين اللبيب ص ‪ ، 462‬واملقتضب ‪.150 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال جيوز دخول «من» عليه إال ىف ضرورة» أعىن ‪ :‬أنه ال جيوز أن تقول ‪ :‬نعم من رجل ‪،‬‬
‫وسبب ذلك أنه أشبه التمييز املنقول ؛ ألن األصل يف نعم رجال ‪ :‬نعم الرجل ‪ ،‬فجعلت ضمري الرجل فاعال ‪،‬‬
‫ونقلت الرجل عن أن يكون فاعال ‪ ،‬ون ّكرته ونصبته على التمييز ‪ ،‬فأشبه التمييز املنقول من الفاعل أو املفعول‬
‫ض ُعيُون اً) [القمر ‪، ]12 :‬‬
‫؛ حنو قولك ‪ :‬تص بّب زيد عرقا ‪ ،‬األصل ‪ :‬تص بب ع رق زيد ‪َ ( ،‬وفَ َّج ْرنَا اأْل َْر َ‬
‫األصل ‪ :‬وفجرنا عي ون األرض ؛ فكما ال يق ال ‪ :‬تص بب زيد من ع رق ‪ ،‬وفجرنا األرض من عي ون ‪ ،‬ك ذلك‬
‫ال يقال ‪ :‬نعم من رجل زيد ‪ ،‬فأما قوله ‪[ :‬من الوافر]‪.‬‬
‫هتامى‬ ‫رجل‬ ‫من‬ ‫املرء‬ ‫‪   .........‬فنعم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ففيه شذوذان أحدمها ‪ :‬إدخال «من» على التمييز‪.‬‬


‫واآلخر ‪ :‬اجلمع بني التمييز والفاعل الظاهر ‪ ،‬وهو املرء ‪ ،‬وكأن الذى سهل دخول «من» على التمييز‬
‫ظهور الفاعل ؛ ألن التمييز إذ ذاك ال يشبه املنقول‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت لـ «أيب بكر بن األسود» املعروف بـ «ابن شعوب الليثي» وقيل جبري بن عبد اهلل بن سلمة‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬رجل» وهو فاعل يف املعىن ‪ ،‬ولكنه ملا كان غري حمول عن الفاعل جاز فيه اجلر بـ‬
‫«من»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ 211 / 5‬وشرح التصريح ‪ ، 96 / 2 ، 399 / 1‬وشرح املفصل ‪133 / 7‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪105 .............................................................................‬‬

‫وإذا تق دم اسم املم دوح أو املذموم على الفعل ـ ك ان مبت دأ ‪ ،‬واجلملة بع ده ىف‬
‫موضع اخلرب ‪ ،‬وأغىن العم وم عن الرابط (‪ ، )1‬وإن ت أخر عنه ‪ ،‬ج از فيه أن يك ون مبت دأ ‪،‬‬
‫واجلملة قبله خ ربه (‪ ، )2‬وأن يك ون خرب ابت داء مض مر ‪ ،‬أو مبت دأ واخلرب حمذوف (‪، )3‬‬
‫تقديره ‪ :‬املمدوح زيد ‪ ،‬واملذموم زيد‪.‬‬
‫__________________‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 14 / 4 ، 227 / 3‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 369 / 2‬وخزانة األدب ‪/ 9‬‬
‫‪ ، 395‬وشرح األمشوين ‪ 265 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.86 / 2‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأغىن العم وم عن الراب ط» أعىن ‪ :‬عم وم الفاعل ؛ أال ت رى أنك إذا قلت ‪ :‬زيد نعم الرجل‬
‫‪ ،‬إمنا تريد بالرجل مجيع جنس الرج ال ‪ ،‬وجعلت زي دا مجيع جنس الرج ال مبالغة ىف املدح ‪ ،‬وأمن اللبس ؛ إذ‬
‫يتوهم بالرجل على هذا املعىن ‪ :‬أنك قصدت به غري زيد‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫ونظري ذلك ىف إغناء العموم عن الربط قول الشاعر ‪[ :‬من الطويل]‪.‬‬
‫ربا‬ ‫رب عنها فال ص‬ ‫الص‬
‫فأما ّ‬
‫بيل؟ ّ‬ ‫عرى هل إىل ّأم مالك ‪  ‬س‬ ‫أال ليت ش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت البن ميّادة ىف ديوانه ص ‪ ، 134‬واألغاىن ‪ ، 251 ، 237 / 2‬واحلماسة البصرية ‪111 / 2‬‬
‫‪ ،‬وخزانة األدب ‪ ، 452 / 1‬والدرر ‪ ، 16 / 2‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 271 ، 269 / 1‬وشرح التصريح‬
‫‪ ، 165 / 1‬وشرح شواهد املغىن ‪ ، 876 / 2‬واملقاصد النحوية ‪ ، 523 / 1‬وأوضح املسالك ‪، 199 / 1‬‬
‫والكتاب ‪ ، 386 / 1‬ومغىن اللبيب ‪ ، 501 / 2‬ومهع اهلوامع ‪ ، 98 / 1‬ويروى «أم معمر» بدال من «أم‬
‫مالك»]‬
‫فقوله ‪« :‬فال ص ربا» مجلة ىف موضع خرب املبت دأ ال ذى هو «الص رب» وال ض مري فيها عائد عليه ؛ ألن‬
‫عم وم الصرب املنفى عنه وعن غ ريه ‪ ،‬يدخل فيه نفى ص ربه عنها ‪ ،‬وال يتص ور أن يك ون الرابط هنا تك رار لفظ‬
‫الصرب ؛ ألن الصرب الث اىن لو ك ان هو األول مل يكن بد من إدخ ال الم التعريف عليه الىت تعطى أنك أردت‬
‫املعهود ىف اللفظ ‪ ،‬وأيضا ‪ :‬فإن ال الىت للتربئة ال يكون االسم الذى بعدها إال نكرة يراد هبا العموم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ت أخر عنه ‪ ،‬ج از فيه أن يك ون مبت دأ واجلملة قبله خ ربه» إمنا س اغ ذلك ؛ ألن تق دمي‬
‫اخلرب على املبتدأ ‪ ،‬وهو مجلة ـ سائغ ‪ ،‬قال الفرزدق ‪[ :‬من الطويل]‬
‫اهره‬ ‫انت كليب تص‬ ‫وه وال ك‬ ‫‪  ‬أب‬ ‫حمارب‬ ‫من‬ ‫ّأمه‬ ‫ما‬ ‫ملك‬ ‫إىل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ديوانه ‪ ، 250 / 1‬واخلصائص ‪ ، 394 / 2‬والدرر ‪ ، 70 / 2‬وشرح شواهد املغىن ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 357‬ومعاهد التنصيص ‪ ، 44 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 555 / 1‬وبال نسبة ىف رصف املباىن ص ‪، 18‬‬
‫وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 118‬ومغىن اللبيب ‪ ، 116 / 1‬ومهع اهلوامع ‪]118 / 1‬‬
‫والتقدير ‪ :‬أبوه ما ّأمه من حمارب ؛ فقدم اخلرب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو أن يكون خرب ابتداء أو مبتدأ واخلرب حمذوف» إمنا ساغ تكلف إضمار اخلرب أو املبتدأ مع‬
‫إمك ان أال يك ون ىف الكالم ح ذف ؛ ألن «نعم» للم دح ‪ ،‬و «بئس» لل ذم ‪ ،‬وتكثري اجلمل وإطالة الكالم مما‬
‫يناسب املدح والذم ؛ ألهنما مقاما إسهاب وإطالة‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 106‬فهرس املوضوعات‬

‫وكل فعل ثالثى جيوز فيه أن يبىن على وزن «فع ل» (‪ )1‬بضم العني ‪ ،‬وي راد به معىن‬
‫املدح أو الذم ؛ وذلك ىف األفعال الىت جيوز التعجب منها بقياس ‪ ،‬ويكون حكمه إذ ذاك‬
‫كحكم نعم وبئس ىف الفاعل والتمييز واسم املمدوح أو املذموم‪.‬‬
‫وما جيرى جمرى نعم وبئس ىف املعىن «حبّ ذا» فتق ول إذا أردت املدح ‪« :‬حب ذا‬
‫«حب وذا»‬
‫ّ‬ ‫زي د» ‪ ،‬وإذا ‪ /‬أردت ال ذم ‪« :‬ال حبّ ذا زي د» ‪ ،‬وهى ىف األصل مركبة من ‪:‬‬
‫الذى هو اسم إشارة ‪ ،‬فجعال مبنزلة شىء (‪ )2‬واحد (‪ ، )3‬وحكم هلما حبكم األمساء ‪ ،‬فإذا‬
‫قلت ‪« :‬حبّ ذا زي د» فحبّ ذا ‪ :‬مبت دأ أو خرب متق دم ‪ ،‬كأنك قلت ‪« :‬احملب وب زي د» ؛‬
‫ولذلك مل يتغري «ذا» حبسب املشار إليه ؛ بل تقول ‪« :‬حبذا الزيدان ‪ ،‬وحبذا الزيدون ‪،‬‬
‫وحب ذا اهلن دات» ‪ ،‬وك ثرة (‪ )4‬إدخ اهلم ح رف الن داء على «حب ذا» ؛ حنو ق ول جرير [من‬
‫البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ان من كانا‬ ‫الريّ‬
‫اكن ّ‬ ‫ذا س‬ ‫الريّ ان من جبل ‪  ‬وحبّ‬
‫يا حبّ ذا جبل ّ‬ ‫‪ 19‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وكل فعل ثالثى جيوز أن يبىن على وزن فعل ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬من ذلك قوله تع اىل ‪:‬‬
‫ْواه ِه ْم) [الكهف ‪ ]5 :‬؛ أال ترى أن فاعل «كربت» مضمر على شريطة التفسري مبا‬ ‫ت َكلِمةً تَ ْخرج ِمن أَف ِ‬
‫( َك ُب َر ْ َ ُ ُ ْ‬
‫بعده وال يعود الضمري على ما بعده ‪ ،‬إال ىف أبواب معلومة ‪ ،‬منها باب نعم وبئس ‪ ،‬فلو ال أن «كربت» كلمة‬
‫مبنزلة «نعم رجال» مل جيز ذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬اسم‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬باب حبذا‪.‬‬
‫حب مع ذا مبنزلة كلمة واح دة ‪ :‬أنه ال جيوز‬
‫ق وىل ‪« :‬فجعال مبنزلة شئ واح د» مما ي دل على أن ّ‬
‫الفصل بينهما بش ىء ؛ كما جيوز الفصل بني الفاعل والفعل ؛ ال جيوز أن تق ول ‪ :‬حب الي وم ذا زيد ‪ ،‬تريد ‪:‬‬
‫حب ذا زيد الي وم ‪ ،‬فلما جعال مبنزلة ش ىء واحد ‪ ،‬غلّب حكم االسم على الفعل ؛ ألن ال رتكيب أغلب على‬
‫األمساء ؛ حنو ‪ :‬بعلبك ‪ ،‬منه على األفعال ؛ حنو ‪ :‬هل يفعلن ‪ ،‬ومما يدل ـ أيضا ـ على أن «حبذا» مبنزلة االسم ـ‬
‫ما ذكرناه من كثرة مباشرته حلرف النداء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىف ط ‪ :‬وكثر‬
‫(‪ )5‬الش اهد فيه دخ ول فيه دخ ول ح رف الن داء «ي ا» على حب ذا ؛ وهو كثري ىف الش عر وفيه ش اهد آخر أن‬
‫«ذا» من «حبذا» ال تتبع املخصوص ‪ ،‬بل تلزم اإلفراد والتذكري‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 165‬والدرر ‪ ، 220 / 5‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 713 / 2‬ولسان العرب‬
‫(حبب) ‪ ،‬ومعجم ما استعجم ص ‪ 867 ، 690‬وبال نسبة يف مهع اهلوامع ‪ ، 88 / 2‬واألول منهما بال نسبة‬
‫يف أسرار العربية ص ‪ ، 111‬واجلين الداين ص ‪ ، 357‬وخزانة األدب‬
‫فهرس املوضوعات ‪107 .............................................................................‬‬

‫مما ي دل على أهنا اسم ول ذلك مل يستوحش وا من مباش رة ح رف الن داء هلا ؛ كما‬
‫استوحشوا من مباشرته الفعل ‪ ،‬ىف حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.........‬‬ ‫‪ 20‬ـ أال يا اس قياىن قبل غ ارة س نجال ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ول ذلك قل ‪ ،‬واالسم املنتصب بعد «حب ذا» جام دا ك ان أو مش ت ّقا ‪ ،‬متي يزه جبواز‬
‫دخول «من» عليه ‪ ،‬تقول ‪« :‬حبذا من رجل زيد ‪ ،‬وحبذا من راكب زيد»‪.‬‬
‫__________________‬
‫‪ ، 199 ، 197 / 11‬شرح املفصل ‪.140 / 7‬‬
‫(‪ )1‬صدر بيت «للشماخ بن ضرار» وعجزه ‪:‬‬
‫ال‬ ‫رن وآج‬ ‫‪   .........‬وقبل منايا قد حض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬يا اس قياين» حيث ج اءت «ي ا» للن داء ‪ ،‬وجيوز أن تك ون للتنبيه ‪ ،‬واملن ادي‬
‫حمذوف ‪ ،‬أي ‪ :‬يا هذان‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ملحق ديوانه ص ‪ ، 456‬وت ذكرة النح اة ص ‪ ، 687‬وش رح أبي ات س يبويه ‪، 328 / 2‬‬
‫وشرح شواهد املغين ‪ ، 796 / 2‬وشرح املفصل ‪ 115 / 8‬وو الكتاب ‪ ، 224 / 4‬ومعجم ما استعجم ص‬
‫‪ ، 760‬وبال نسبة يف اجلىن الداين ص ‪ ، 356‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 256‬ومغىن اللبيب ‪.373 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 108‬فهرس املوضوعات‬

‫عجب‬
‫باب التّ ّ‬
‫التعجب اس تعظام زي ادة ىف وصف الفاعل خفى س ببها ‪ ،‬وخ رج هبا املتعجب منه‬
‫عن نظائره ‪ ،‬أو قل نظريه‪.‬‬
‫فقولنا ‪ :‬اس تعظام ؛ ألن التعجب ال يتص ور إال ممن جيوز ىف حقه االس تعظام ؛‬
‫ول ذلك ال جيوز أن ي رد التعجب من اهلل تع اىل ‪ ،‬ف إن ورد ما ظ اهره ذلك ‪ ،‬ص رف إىل‬
‫َص َب َر ُه ْم َعلَى النَّا ِر) [البق رة ‪ ]175 :‬أى ‪ :‬ه ؤالء ممن‬
‫املخ اطب ؛ حنو قوله تع اىل ‪( :‬فَما أ ْ‬
‫جيب أن يتعجب منهم‪.‬‬
‫وقولنا ‪ :‬زيادة ؛ أكثر التعجب ال يكون إال ممن يزيد وينقص‪.‬‬
‫وأما اخللق الثابتة ‪ :‬فال جيوز أن يتعجب منها إال أن يشذ من ذلك ش ىء ‪ ،‬فيحفظ‬
‫وال يق اس عليه ‪ ،‬وال ذى شذ من ذلك ‪« :‬ما أحس نه ‪ ،‬وما أقبحه ‪ ،‬وما أطوله ‪ ،‬وما‬
‫أقصره ‪ ،‬وما أهوجه ‪ ،‬وما أمحقه ‪ ،‬وما أنوكه ‪ ،‬وما أشنعه»‪.‬‬
‫وقولنا ‪ :‬ىف وصف الفاعل ‪ :‬ألنه ال جيوز التعجب من فعل املفع ول ؛ ال جيوز أن‬
‫نق ول ‪« :‬ما أض رب زي دا» إذا تعجبت من الض رب ال ذى أوقع به ‪ ،‬إال إن شذ من ذلك‬
‫أيضا ش ىء ؛ فيحفظ وال يق اس عليه ؛ وال ذى شذ منه (‪« : )1‬ما أش غله ‪ ،‬وما أولعه‬
‫إىل ‪ ،‬وما أمقته عن دى ‪ ،‬وما أبغضه إىل ‪ ، /‬وما‬ ‫بالش ىء ‪ ،‬وما أعجبه برأيه ‪ ،‬وما أحبه ّ‬
‫أخوفه عندى» ؛ بدليل قول كعب بن زهري (‪[ )2‬من البسيط] ‪:‬‬
‫ول‬ ‫وس ومقت‬ ‫فلهو أخ وف عن دى إذ أكلّمه ‪  ‬وقيل إنّك حمب‬ ‫‪ 21‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫_________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬يشذ‪.‬‬
‫(‪ )2‬كعب بن زهري بن أيب سلمى املازين ‪ ،‬أبو املضرب ‪ :‬شاعر عايل الطبقة ‪ ،‬من أهل جند ‪ ،‬له ديوان شعر ‪،‬‬
‫ك ان ممن اش تهر يف اجلاهلية وملا ظهر اإلس الم هجا النيب ص لّى اهلل عليه وس لّم ـ وأق ام يش بب بنس اء املس لمني‬
‫فأه در النيب دمه فج اءه «كعب» مس تأمنا وقد أس لم ‪ ،‬وأنش ده ال ميته املش هورة اليت مطلعها ‪ :‬ب انت س عاد‬
‫فقليب اليوم متبول‪ .‬فعفا عنه النيب ـ صلّى اهلل عليه وسلم ـ وخلع عليه بردته ‪ ،‬وهو من أعرق الناس شعرا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 12 ، 11 / 4‬والشعرو الشعراء ‪ ، 61‬وابن سالم ‪ ، 20‬وابن هشام ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 32‬عيون األثر ‪ ، 208 / 2‬مجهرة أشعار العرب ‪ 148 /‬ـ ومسط الآليل ‪.421 /‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪109 .............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫غيل‬ ‫دونه‬ ‫غيل‬ ‫عثّر‬ ‫ثراء األرض خمدره ‪  ‬ببطن‬ ‫يغم ب‬ ‫من ض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إذ ال يبىن أفعل الىت للمفاضلة إال مما يبىن منه فعل التعجب‪.‬‬
‫وقولنا ىف احلد ‪« :‬خفى سببها وخرج هبا املتعجب منه عن نظائره أو قل نظريه» ؛‬
‫أل ّن ما تكثر نظائره يف الوجود ال يستعظم‪.‬‬
‫وللتعجب ثالثة ألفاظ ‪ :‬ما أفعله ‪ ،‬وأفعل به ‪ ،‬وفعل ‪:‬‬
‫ف إذا أردت التعجب من فعل على طريقة «ما أفعل ه» فإما أن يك ون مزي دا أو غري‬
‫مزيد ‪ :‬فاملزيد ‪ :‬إن ك ان على غري وزن أفعل ـ مل جيز التعجب منه نفسه ‪ ،‬إال أن يشذ من‬
‫ذلك شئ ؛ فيحفظ وال يق اس عليه ‪ ،‬وال ذى حيكى من ذلك ‪ :‬ما أفق ره ‪ ،‬من «افتق ر» ‪،‬‬
‫وما أغن اه ‪ ،‬من «اس تغىن» ‪ ،‬وما أتق اه ‪ ،‬من «اتقى» ‪ ،‬وما أقومه ‪ ،‬من «اس تقام» ‪ ،‬وما‬
‫أمكنه عند األمري ‪ ،‬من «متكن» وما أمأل القربة ‪ ،‬من «امتأل» القربة وما أبل زي دا أى ‪:‬‬
‫ما أك ثر إبله ‪ ،‬وإمنا يق ال ‪ :‬تأبل إبال ‪ :‬إذا اختذها ؛ ول ذلك مل جيز التعجب من العاه ات‬
‫وافعال ‪ ،‬ومها أزيد من ثالثة أحرف ؛‬
‫ّ‬ ‫افعل‬
‫واأللوان ؛ ألن أفعاهلما ىف األصل على وزن ‪ّ :‬‬
‫واسود ‪ ،‬وأما قوله‬
‫ّ‬ ‫واعور ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫احول ‪،‬‬
‫ولذلك مل يعلّوا حول وعور وسود ؛ ألهنا ىف معىن ‪ّ :‬‬
‫[من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الرج ال ش توا واش ت ّد أكلهم ‪  ‬ف أنت أبيض هم س ربال طبّ اخ‬
‫‪ 22‬ـ إذا ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فال يقاس عليه ؛ ألنه ضرورة‪.‬‬


‫__________________‬
‫(‪ )1‬ويروي البيت األول ‪:‬‬
‫ئول‬ ‫وب ومس‬ ‫دي إذ أكلّمه ‪  ‬وقيل إنّك منس‬ ‫ذاك أهيب عن‬ ‫ل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويروي البيت الثاين ‪:‬‬


‫ده غيل‬ ‫كنه ‪  ‬من بطن عثّر غيل بع‬ ‫وث األسد مس‬ ‫ادر من لي‬ ‫من خ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وعثر اسم مكان قال أبو عبيد البكري يف معجم ما استعجم ‪ :‬هو واد من أودية العقيق‪.‬‬
‫وقال أبو سعيد ‪ :‬عثر جبل بتبالة ‪ ،‬وهذا أصح والضيغم ‪ :‬األسد‪.‬‬
‫والشاهد يف األول ‪« :‬أخوف» حيث بين أفعل التفض يل من املبين للمجهول ‪ ،‬وهو الفعل «خي ف» ‪،‬‬
‫وهذا جائز إذا أمن اللبس‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 66‬والدرر ‪ ، 263 / 6‬وبال نسبة يف رصف املباين ‪ ، 231‬ومهع اهلوامع ‪/ 2‬‬
‫‪.166‬‬
‫(‪ )2‬البيت لـ «طرفة بن العبد» ابن العشرين ‪ ،‬ولصدره روايات خمتلفة نذكر منها رواية الديوان ‪:‬‬
‫اخ‬ ‫ربال طبّ‬ ‫هم س‬ ‫أنت أنت أألمهم ‪  ‬لؤما وأبيض‬ ‫وك ف‬ ‫ّأما املل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬أبيضهم» حيث جاء أفعل التفضيل من البياض ‪ ،‬والكوفيون جييزون‬
‫‪ ............................................................................. 110‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن ك ان على وزن «أفع ل» ‪ ،‬ومل تكن مهزته للتعدية ـ ج از التعجب منه ؛ حنو‬
‫ق وهلم ‪« :‬ما أخط أه ‪ ،‬وما أص وبه ‪ ،‬وما أنتنه ‪ ،‬وما أظله ‪ ،‬وما أض وأه» ومل يقول وا ‪ :‬ما‬
‫أجوبه ‪ ،‬اس تغناء عن ذلك بق وهلم ‪« :‬ما أحسن جواب ه» ‪ ،‬وإن ك انت للتعدية مل جيز‬
‫التعجب منه إال أن يشذ من ذلك فيحفظ وال يقاس عليه ‪ ،‬والذى شذ من ذلك قوهلم ‪:‬‬
‫«[ما آتاه للدراهم ‪ ،‬و] (‪ )1‬ما أعطاه ‪ ،‬للدنانري ‪ ،‬وما أواله للمعروف ‪ ،‬وما أضيعه‬
‫للشىء» ‪ ،‬ومن ذلك قول ذى الرمة ‪[ :‬من الطويل]‬
‫(‪)2‬‬
‫نزال‬ ‫ذ ّكرت م‬ ‫ومّه ت ربعا أو ت‬ ‫بأض يع من عينيك للم اء كلّما ‪  ‬ت‬ ‫‪ 23‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وغري املزيد ‪ :‬إن ك ان على أزيد من ثالثة أح رف مل جيز التعجب منه ‪ ،‬وإن‬
‫(‪)3‬‬

‫التعجب من ه] ؛ حنو ‪ :‬نعم‬


‫ك ان على ثالثة أح رف ‪[ /‬ف إن ك ان غري متص ّرف ‪ ،‬مل جيز ّ‬
‫وبئس ‪ ،‬وإن ك ان متص رفا (‪ : )4‬ف إن ك ان من اخللق الثابتة ‪ ،‬مل جيز التعجب منه ‪ ،‬إال إن‬
‫شذ من ذلك شىء ؛ فيحفظ وال يقاس عليه ؛ والذى شذ من ذلك قوهلم ‪« :‬ما أحسنه ‪،‬‬
‫وما أقبحه ‪ ،‬وما أطوله ‪ ،‬وما أقصره ‪ ،‬وما أهوجه ‪ ،‬وما أمحقه ‪ ،‬وما أنوكه ‪ ،‬وما أشنعه»‬
‫‪ ،‬وإن مل يكن من اخللق الثابتة ‪ :‬فإن كان من باب «كان» مل جيز‬
‫__________________‬
‫جمىء أفعل التفضيل من السواد والبياض ‪ ،‬وهذا شاذّ عند البصريني‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 18‬ولسان العرب (بيض) ‪ ،‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 139 / 8‬وأمايل املرتضى‬
‫‪ ، 92 / 1‬واإلنصاف ‪ ، 149 / 1‬وخزانة األدب ‪ ، 230 / 8‬وشرح املفصل ‪ ، 93 / 6‬ولسان العرب‬
‫(بيض) ‪( ،‬عمى)‪.‬‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬الش اهد فيه قوله ‪« :‬بأض يع من» حيث ص اغ «أفع ل» الىت للتفض يل من فعل على وزن «أفع ل» وهو‬
‫«أضاع» واهلمزة فيه للتعدية ؛ ولذلك فإنه قد يتعجب من الفعل الذى على وزن «أفعل» ومهزته للتعدية ؛ ألن‬
‫كل ما جاز بناء «أفعل» التفضيل منه جاز التعجب منه أيضا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ملحق ديوانه ص ‪ ، 1898‬ولسان العرب (سقي) ‪ ،‬وبال نسبة يف رصف املباين ص ‪، 314‬‬
‫وجمالس ثعلب ‪.413 / 2‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬باب التعجب وق وىل ‪« :‬وغري املزيد إن ك ان على أزيد من ثالثة أح رف مل جيز التعجب من ه» مثاله ‪:‬‬
‫دحرج‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان غري متصرف ‪ ،‬مل جيز التعجب منه» إمنا مل جيز التعجب من الفعل غري املتصرف ؛‬
‫ألنه ال يتعجب منه حىت يبىن منه أفعل ‪ ،‬وبناء «أفعل» منه تصرف فيه ؛ فلم جيز كذلك التعجب منه‪.‬‬
‫[مل جند هذا القول بنصه ولعله تفريعا على املتصرف] أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪111 .............................................................................‬‬

‫التعجب منه (‪ ، )1‬وإن ك ان من ب اب «ظننت» مل جيز التعجب منه إال بش رط أن يقتصر‬


‫أظن زي دا عم را قائم ا» مل‬
‫فيه على الفاعل ؛ فتق ول ‪ :‬ما أظن زي دا ‪ ،‬ولو قلت ‪« :‬ما ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫جيز ههنا (‪ ، )3‬وإن كان من غري ذلك من األبواب ‪ ،‬جاز التعجب منه‪.‬‬
‫وإن أدخلت الالم عليهما معا ‪ ،‬مل جيز ‪ ،‬ألنه ال يعمل فعل ىف جمرورين حبرف‬
‫واحد ‪ ،‬إال على وجه التبعية ‪ ،‬وال جيوز ح ذف أح دمها اختص ارا ؛ ألنه كاملذكور ‪ ،‬وال‬
‫يصح تقديره منصوبا وال جمرورا ‪ ،‬وإن كان من باب أعلم ‪ ،‬مل جيز فيما مهزته للنقل ‪ ،‬وال‬
‫فيما زاد على الثالثة بغري مهزة‪.‬‬
‫ويصح ىف أنبأ ‪ ،‬وأخرب ‪ ،‬مع االقتص ار على الفاعل ال غري ‪ ،‬ومن أج از االقتص ار‬
‫على املفعول األول ‪ ،‬قال ‪« :‬ما أخرب زيدا لعمرو» ‪ ،‬وإن كان من غري ذلك من األبواب‬
‫؛ حنو ‪« :‬ما أضربه لزيد ‪ ،‬وما أعطاه للدراهم» ‪ ،‬فال جيوز ذكر املفعولني ‪ ،‬واالقتصار ـ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان من باب كان ‪ ،‬مل جيز التعجب منه» إمنا مل جيز ذلك ؛ ألن كان وأخواهتا مبنزلة‬
‫ما كان من األفعال متعديا إىل مفعول واحد ‪ ،‬حنو ‪ :‬ضرب زيد عمرا ‪ ،‬والفعل الذى يتعدى إىل واحد ‪ ،‬إذا‬
‫تعجبت منه ‪ ،‬نقلته باهلمزة فصار فاعله مفعوال ‪ ،‬وأدخلت على مفعوله الذى كان له قبل النقل ـ الالم ‪ ،‬فتقول‬
‫‪ :‬ما أضرب زيدا لعمرو ؛ فكان يلزم على هذا أن لو تعجبت من «كان» أن تقول ‪ :‬ما أكون زيدا لقائم ‪،‬‬
‫فتدخل الالم على اخلرب ‪ ،‬ودخول الالم على اخلرب غري سائغ‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان من باب ظننت ‪ ،‬مل جيز التعجب منه إال بشرط أن تقتصر على الفاعل» فتقول ‪:‬‬
‫ما أظن زي دا ‪ ،‬وإمنا مل جيز التعجب منه إال بش رط االقتص ار على الفاعل ؛ ألن الفعل املتع دى ال جيوز أن‬
‫يتعجب منه حىت يبىن على «فع ل» بضم العني ‪ ،‬وس بب ذلك ‪ :‬أن فعل من أفع ال الغرائز والنج ائز ‪ ،‬فجعل‬
‫الفعل ال ذى يتعجب منه كأنه غري زة وجنيزة ىف املتعجب منه ‪ ،‬فنقل إىل «فع ل» من أجل ذلك ‪ ،‬وفعل ال‬
‫يتع دى ‪ ،‬ف إذا نقل ب اهلمزة ‪ ،‬ص ار متع ديا إىل واحد ‪ ،‬وهو االسم ال ذى ك ان ف اعال قبل النقل ‪ ،‬ول زم إدخ ال‬
‫ح رف اجلر على ما ع دا ذلك ؛ فل ذلك مل جيز التعجب من ظننت وأخواهتا ‪ ،‬إال بعد االقتص ار على الفاعل ؛‬
‫أظن زي دا لعم رو لق ائم ؛ كما تق ول ‪ :‬ما‬
‫ألنك لو أدخلت ح رف اجلر على املفع ولني ومل حتذفهما فقلت ‪ :‬ما ّ‬
‫أض رب زي دا لعم رو ‪ ،‬مل جيز ؛ ألنه ال يتع دى فعل إىل جمرورين حبرىف جر من جنس واحد إال وأح دمها‬
‫معط وف على اآلخر ؛ حنو قولك ‪ :‬م ررت بزيد وبعم رو ‪ ،‬وال جيوز ‪ :‬م ررت بزيد بعم رو ‪ ،‬وال جيوز أن‬
‫حيذف أحد االمسني وي رتك اآلخر ‪ ،‬وتدخل عليه الالم ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬ما أظن زيدا لعم رو أو ما أظن زيدا لق ائم ؛‬
‫ألن املفعولني ىف هذا الباب ال جيوز االقتصار على أحدمها دون اآلخر‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬ىف ط قوله ‪ :‬من ههنا‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 112‬فهرس املوضوعات‬

‫أظن زيدا لعمرو إال ألفاظا استغنت العرب‬‫هنا ـ جائز خبالف الظن ؛ فلذلك ال جيوز ‪ :‬ما ّ‬
‫التعجب منها بغريها ‪ ،‬وهى ‪ :‬ق ام ‪ ،‬وقعد ‪ ،‬ون ام ‪ ،‬وس كر ‪ ،‬وغضب ‪ ،‬وجلس ‪ ،‬و‬ ‫عن ّ‬
‫«قال» من القائلة‪.‬‬
‫وكل ما ذكرنا أنه ال جيوز التعجب منه نفسه ‪ ،‬فإنك تتوصل إىل التعجب منه ب أن‬
‫ت أتى بدله بفعل جيوز أن يتعجب منه ‪ ،‬وتنصب مص در الفعل ال ذى تع ذر التعجب منه ‪،‬‬
‫على أنه مفع ول للفعل ال ذى تتعجب منه وتقتصر إن ش ئت على املفع والت أو ت أتى‬
‫جبميعها ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬ما أش ّد دحرجته ‪ ،‬وما أش ّد اس تخراج زيد لل دراهم ‪ ،‬وما أك ثر‬
‫انطالقه ‪ ،‬وما أك ثر ظنّك زي دا منطلقا ‪ ،‬وما أحسن إخب ار زيد بك را عم را قائما ‪ ،‬وما‬
‫أسوأ عمى بكر ‪ ،‬فإن مل يكن له مصدر ‪ ،‬أدخلت «ما» املصدرية عليه ؛ حنو قولك ‪« :‬ما‬
‫أك ثر ما ي ذر زيد ‪ /‬ال واجب عليه ‪ ،‬ف إن مل جيز دخ ول «م ا» املص درية عليه ‪ ،‬مل يتعجب‬
‫منه أصال ؛ حنو ‪ :‬نعم وبئس‪.‬‬
‫والفعل ال ذى تتعجب منه إن ك ان على وزن «فع ل» بضم العني (‪ ، )1‬ب نيت منه‬
‫أفعل من غري تغيري ‪ ،‬وإن ك ان على وزن «فع ل» بفتح العني أو كس رها ‪ ،‬فال بد من‬
‫حتويله إىل «فعل» بضم العني ؛ وحينئذ ‪ :‬يتعجب منه (‪.)2‬‬
‫وقد حذفت اهلمزة ىف موضعني قالوا ‪« :‬ما خري اللنب للصحيح ‪ ،‬وما شره‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬والفعل الذى يتعجب منه إن كان على وزن فعل بضم العني» إىل آخره ‪ ،‬مثال ذلك ظرف‬
‫؛ تقول فيه ‪ :‬ما أظرفه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان على فعل بفتح العني أو كسرها ‪ ،‬فال بد من حتويله إىل فعل بضم العني ‪ ،‬وحينئذ‬
‫يتعجب منه» الدليل على حتويله إىل فعل بضم العني ‪ :‬شيئان ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬كون الفعل يصري غري متعد ‪ ،‬وقد كان قبل التعجب منه متعديا ؛ أال ترى أن «ضرب» لو‬
‫بقى ىف ح ال التعجب منه على تع ّديه ‪ ،‬لل زم إذا تعجبت منه وأدخلت عليه اهلم زة الىت للنقل ـ أن يتع دى إىل‬
‫مفع ولني ؛ فكنت تق ول ‪ :‬ما أض رب زي دا عم را ‪ ،‬وهم ال يقولونه ؛ ف دل ذلك على أنه مل يتعجب منه حىت‬
‫حول إىل فعل ؛ ألهنا ال تتعدى‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أنه جيوز لك ىف فعل املفت وح العني أو املكس ورها إذا أردت التعجب منه ‪ :‬أن تنقله إىل فعل‬
‫بضم العني ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬ض رب الرجل ‪ ،‬وش رب ‪ ،‬أى ‪ :‬ما أض ربه وأش ربه ‪ ،‬وال جيوز إذا أردت معىن التعجب‬
‫أن تبقيهما على وزنيهما األص ليني ؛ ف دل ذلك على أنه ال جيوز التعجب من الفعل حىت حيول إىل فعل بضم‬
‫العني ‪ ،‬والسبب ىف ذلك ما ذكرناه ‪ ،‬أهنم أرادوا أن جيعلوا الفعل كأنه غريزة ىف املتعجب منه مبالغة‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪113 .............................................................................‬‬

‫للمبطون» ‪ ،‬وهو شاذّ ال يقاس عليه‪.‬‬


‫و «م ا» ىف ه ذا الب اب اسم ت ام ‪ ،‬ىف موضع رفع على االبت داء (‪ ، )1‬والفعل ال ذى‬
‫بعده ىف موضع خربه وفاعله ضمري مسترت ىف الفعل ‪ ،‬عائد على «ما» ‪ ،‬وهو مفرد مذكر‬
‫الزيدين (‪.)2‬‬
‫الزيدين ‪ ،‬وما أحسن ّ‬
‫أبدا على لفظها ‪ ،‬فيقال ‪ :‬ما أحسن ّ‬
‫وجيوز زيادة «كان» بني «ما» والفعل الذى ىف موضع خربها ؛ فتقول ‪« :‬ما كان‬
‫أحسن زي دا» إذا أردت التعجب مما وقع وانقط ع‪ .‬ف إن أردت التعجب مما وقع ومل ينقطع‬
‫إىل حني تعجبك ـ مل تدخل «كان» وقد حكيت زيادة «أصبح وأمسى» (‪ )3‬بينهما ‪ ،‬إال‬
‫أن ذلك ال يقاس عليه ‪ ،‬قالوا ‪« :‬ما أصبح أبردها ‪ ،‬وما أمسى أدفأها»‪.‬‬
‫وال جيوز تق دمي معم ول فعل التعجب عليه (‪ )4‬؛ ألنه ال يتص رف ‪ ،‬فلم يتص رف‬
‫لذلك ىف معموله ؛ وسواء كان املعمول ظرفا أو جمرورا أو غري ذلك ‪ ،‬وجيوز عندى تقدمي‬
‫معموله اجملرور على املنصوب ‪ ،‬ومن كالمهم ‪« :‬ما أحسن بالرجل أن يصدق» ‪ ،‬ومن‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬و «ما» ىف هذا الباب اسم تام ىف موضع رفع على االبتداء» هذا الذى ذكرته هو مذهب‬
‫سيبويه أعىن أن «ما» اسم تام مبنزلة شىء ‪ ،‬وساغ االبتداء بالنكرة ؛ ألن التعجب سوغ ذلك ؛ أال ترى أنك‬
‫تق ول ‪ :‬عجب لزيد ؛ فعجب نك رة ‪ ،‬وج از االبت داء به ؛ ملا دخل الكالم من معىن التعجب ‪ ،‬وم ذهب‬
‫األخفش ‪ :‬أن ما موص ولة ‪ ،‬واجلملة الىت بع دها ىف موضع الص لة واخلرب حمذوف ؛ كأنّه ق ال ‪ :‬ما أحسن زي دا‬
‫عظيم ‪ ،‬أى ‪ :‬الذى حسنه ىف عيىن عظيم من احلسن ‪ ،‬وحذف ذلك ؛ ألن املعىن يدل عليه‪.‬‬
‫ومذهب سيبويه أوىل ألمرين ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬أنه ال يكون ىف الكالم إذ ذاك ادعاء حذف‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أن ما إذا ق ّدرت نك رة ‪ ،‬ك ان معىن التنكري مناس با ملعىن التعجب ؛ ألن التعجب ال يك ون ـ‬
‫كما تق دم ـ إال خفى الس بب ‪ ،‬و «م ا» هى الواقعة على ذلك الس بب ال ذى ألجله ك ان التعجب فينبغى أن‬
‫تكون نكرة ؛ ألن التنكري مناسب ملعىن اخلفاء ‪ ،‬وإذا جعلناها موصولة ‪ ،‬كانت معرفة ‪ ،‬فينبغى إذ ذاك أاّل تقع‬
‫إال على معلوم ‪ ،‬واملعىن الذى بسببه كان التعجب ليس معلوما ؛ فناقض معىن املوصولة معىن التعجب لذلك‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬ىف ط ‪ :‬الزيدون‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ىف زي ادة أص بح وأمس ى» إن ذلك ال يق اس وهو م ذهب البص ريني ‪ ،‬وأما الكوفي ون ‪،‬‬
‫فقاسوا ذلك يف أصبح وأمسى ؛ محال على قوهلم ‪ :‬ما أصبح أبردها ‪ ،‬وما أمسى أدفأها ‪ ،‬يعنون الدنيا ‪ ،‬أى ‪:‬‬
‫ما أبردها ىف الصباح ‪ ،‬وما أدفأها ىف املساء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬قوىل ‪« :‬وال جيوز تقدمي معمول فعل التعجب عليه» مثال ذلك قولنا ‪ :‬ما أحسن زيدا يوم اجلمعة ‪،‬‬
‫ال جيوز أن تقول ‪ :‬زيدا ما أحسن يوم اجلمعة ‪ ،‬وال ‪ :‬يوم اجلمعة ما أحسن زيدا‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 114‬فهرس املوضوعات‬

‫كالم عمرو بن معدى كرب (‪: )1‬‬


‫«ما أش ّد ىف اهليج اء لقاءها ‪ ،‬وأك رم ىف اللّزب ات عطاءها ‪ ،‬وأثبت ىف املكرم ات‬
‫بقاءها»‪.‬‬
‫وأما التعجب على طريقة «أفعل ب ه» ‪ ،‬فال يك ون إال من األفع ال الىت يتعجب منها‬
‫على طريقة «ما أفعل ه» ‪ ،‬إال أنه ال بد من بنائه أوال على وزن «أفع ل» ‪ ،‬الىت ي راد هبا ‪:‬‬
‫صار ذا كذا (‪ ، )2‬حنو قوهلم ‪ :‬أبقل املكان ‪ ،‬أى ‪ :‬صار ذا بقل ‪ ،‬وحينئذ يبىن األمر عليه ‪،‬‬
‫فيق ال ‪ :‬أمسع بزيد ‪ ،‬وأبصر بعم رو ‪ ،‬وأص له ‪ :‬أمسع زيد ‪ ،‬وأبصر عم رو ؛ ألنه مبىن من‬
‫فعل ال يتعدى (‪ )3‬وفاعله ظاهر ‪ ،‬وساغ وقوع الظاهر فاعال لألمر بغري الم ‪ ،‬ملا مل يكن ‪/‬‬
‫أم را ىف احلقيقة ‪ ،‬بل املعىن اخلرب (‪ ، )4‬واألمر قد جيىء مبعىن اخلرب ؛ ق ال تع اىل ‪( :‬قُ ْل َم ْن‬
‫من َم دًّا) [مرمي ‪ ]75 :‬أى ‪ :‬فيمد له الرمحن م ّدا ‪ ،‬لكن‬ ‫كا َن فِي الضَّالل َِة َفلْيَ ْم ُد ْد لَهُ َّ‬
‫الر ْح ُ‬
‫زيدت «الباء» ىف الفاعل ‪ ،‬ولزمت ‪ ،‬حىت صار لفظ الفاعل كلفظ اجملرور ‪ ،‬ىف حنو قولك‬
‫‪« :‬ام رر بزي د» إص الحا للفظ ؛ وي دل على أن اجملرور ىف موضع الفاعل ‪ ،‬وأن الفعل مل‬
‫يتحمل ضمريا ـ إبقاء اللفظ على صورة واحدة ىف‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد اهلل الزبيدي ‪ :‬فارس اليمن ‪ ،‬وصاحب الغارات املشهورة ‪ ،‬وفد‬
‫على النيب ـ صلّى اهلل عليه وسلّم ـ أسلم وارتد بعد وفاة النيب ـ صلّى اهلل عليه وسلم ـ مث عاد إىل اإلسالم ‪ ،‬شهد‬
‫عصي النفس أبيها ‪ ،‬وله شعر جمموع يف ديوان بامسه‪.‬‬ ‫عدة معارك منها القادسية والريموك ‪ ،‬كان ّ‬
‫ينظر ‪ :‬اإلصابه ترمجة (‪ ، )5972‬ومسط الآليل ‪ 64 ، 63‬وابن سعد ‪ ، 383 / 5‬وشرح الشواهد ‪/‬‬
‫‪ ، 143‬خزانة األدب ‪ ، 425 / 1‬والشعر والشعراء ‪ 138‬األعالم (‪.)86 / 5‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال بد من بنائه أوال على أفعل ال ذى ي راد به ص ار ذا ك ذا» ال دليل على ص حة ذلك قطع‬
‫َس ِم ْع بِ ِه ْم َوأَبْ ِص ْر) [م رمي ‪ ]38 :‬؛ ف دل ذلك على أنه من «أمسع وأبص ر» ‪ ،‬ولو ك ان من مسع ‪ ،‬ومل‬
‫مهزة (أ ْ‬
‫ينقل إىل أمسع ‪ ،‬لكانت اهلمزة مهزة وصل ولكانت مكسورة فكنت تقول امسع بفتح امليم وكسر اهلمزة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واألصل أمسع زيد وأبصر عم رو ؛ ألنه مبىن من فعل ال يتع دى» أردت ب ذلك أن أبني أن‬
‫اجملرور فاعل والب اء زائ دة ؛ ألنه أمر من أمسع ‪ ،‬أى ‪ :‬ص ار ذا مسع ‪ ،‬وأمسع هبذا املعىن ال يتع دى ؛ فك ذلك ال‬
‫يتعدى األمر الذى يكون منه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وس اغ وق وع الظ اهر ف اعال لألمر بغري الم ‪ ،‬ملا مل يكن أم را ىف احلقيقة ؛ بل املعىن اخلرب»‬
‫أعىن ‪ :‬أ ّن األمر الص حيح بغري الم إمنا يك ون فاعله ض مري خط اب ؛ حنو قولك ‪ :‬قم ‪ ،‬اقعد ‪ ،‬فل وال أن األمر‬
‫سوغ‬‫الذى يراد به التعجب ليس بأمر صحيح ‪ ،‬وإمنا هو خرب ىف املعىن ‪ ،‬مل جيز جمىء الفاعل منه ظاهرا ‪ ،‬وإمنا ّ‬
‫ذلك فيه كونه خربا ىف املعىن ؛ فجاء الفاعل معه ظاهرا ؛ كما جيىء ذلك مع اخلرب‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪115 .............................................................................‬‬

‫خطاب الواحد املذكر والواحدة املؤنثة واملثىن واجملموع ؛ فتقول ‪« :‬يا عمرو أحسن بزيد‬
‫‪ ،‬ويا عم ران ‪ ،‬أحسن بزيد ‪ ،‬ويا عم رون ‪ ،‬أحسن بزيد ‪ ،‬ويا هند أحسن بزيد ‪ ،‬ويا‬
‫هن دات أحسن بزي د» ‪ ،‬وإمنا ح ذف من ق ول أوس بن حجر (‪ )1‬يصف درعا ‪[ :‬من‬
‫الطويل]‬
‫(‪)2‬‬
‫ردد فيها ض وءها وش عاعها ‪  ‬فأحسن ‪ ،‬وأزين ب امرئ أن تس ربال‬ ‫‪ 24‬ـ ت ّ‬
‫َس ِم ْع بِ ِهم وأَبْ ِ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ص ْر) [م رمي ‪ ]38 :‬؛ بكونه ىف‬ ‫َْ‬ ‫وىف قوله تع اىل ىف أحد الق ولني ‪( :‬أ ْ‬
‫اللفظ مبنزلة الفضلة‪.‬‬
‫وأما التعجب على طريقة «فع ل» ‪ :‬فال جيوز أيضا إال مما يتعجب منه على طريقة‬
‫«ما أفعل ه» بقي اس ‪ ،‬وال يل زم ىف الفاعل األلف والالم ؛ فتق ول ‪« :‬ض رب زيد (‪، )3‬‬
‫وضرب الرجل» أى ‪ :‬ما أضرهبما ‪ ،‬وجيوز دخول الباء الزائدة على الفاعل ؛ فيقال ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬أوس بن حجر بن مالك التميمي ‪ ،‬أبو ش ريح ‪ ،‬ش اعر متيم يف اجلاهلية ‪ ،‬أو من كب ار ش عرائها‪ .‬يف نس به‬
‫اختالف بعد أبيه حجر وهو زوج أم زهري بن أيب سلمى ‪ ،‬كان كثري األسفار وأكثر إقامته عند عمرو بن هند‬
‫عمر طويال ومل يدرك اإلسالم ‪ ،‬يف شعره حكمة ورقة ‪ ،‬كانت متيم تقدمه على سائر شعراء العرب‬ ‫يف احلرية ‪ّ ،‬‬
‫‪ ،‬وكان غزال ‪ ،‬مغرما بالنساء‪ .‬قال األصمعي ‪ :‬أوس أشعر من زهري‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األغ اين ‪ ، 70 / 11‬خزانة األدب ‪ ، 235 / 2‬مسط الآليل ‪ 290 /‬ش عراء النص رانية ‪/‬‬
‫‪ ، 492‬طبقات فحول الشعراء ‪ 81 /‬األعالم ‪.31 / 2‬‬
‫(‪ )2‬ويروى عجز البيت يف ط ‪ :‬فأحصن وأزين بامرئ أن تسربال‪.‬‬
‫والشاهد يف البيت قوله ‪« :‬وأحسن» ‪ ،‬حيث حذف الباء اليت جتر املتعجب منه مع «أن» املخففة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه (‪ ، )84‬وشرح ديوان زهري (‪ )201‬ولسان العرب (عزل) ‪ ،‬وتاج العروس (عزل) ‪،‬‬
‫وبال نسبة يف الدرر (‪ ، )236 / 5‬ومهع اهلوامع (‪.)90 / 2‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال يل زم ىف الفاعل األلف والالم ؛ فتق ول ‪ :‬ض رب زي د» ه ذا املذهب ال ذى ذكرته هو‬
‫مذهب األخفش واملربد ‪ ،‬وهو الصحيح ‪ ،‬وإن كان مجهور النحويني ال جيوز عندهم أن يكون الفاعل إذ ذاك‬
‫إال ما يكون فاعال ىف باب نعم وبئس ؛ ألنه إذا قدر فيه معىن التعجب ‪ ،‬مل يكن من باب نعم ‪ ،‬وإن ق ّدر فيه‬
‫معىن املدح إن ك ان الفعل يقتضي م دحا ‪ ،‬أو ال ذم إن ك ان الفعل يقتضى ذما ؛ حينئذ ‪ :‬ينبغى أن جيرى جمرى‬
‫نعم وبئس ؛ ومما يبني أنه ال ينبغى أن يعامل معاملة نعم وبئس ‪ ،‬إذا ضمن معىن التعجب ـ زيادة الباء ىف الفاعل‬
‫ىف قوله ‪[ :‬من املديد]‪.‬‬
‫فحة أو ملام‬ ‫رى ‪  ‬منه إال ص‬ ‫ذى ال ي‬ ‫الزور الّ‬
‫ّ‬ ‫حب ب‬
‫ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والباء ال تزاد ىف فاعل «نعم» ‪ ،‬و «بئس»‪ .‬أه‪.‬‬


‫‪ ............................................................................. 116‬فهرس املوضوعات‬

‫ضرب بزيد ؛ إج راء له جمرى ‪« :‬أض رب بزي د» ؛ ألهنما ىف معىن واحد ‪ ،‬ومن ذلك قوله‬
‫[من املديد] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فحة أو ملام‬ ‫الزور الّ ذى ال ي رى ‪  ‬منه إال ص‬
‫حب ب ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 25‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإذا بنيت الفعل املعتل الالم بالياء على فعل ‪ ،‬قلبت الياء واوا ؛ النضمام ما قبلها ؛‬
‫الرجل‪.‬‬
‫فتقول ‪ :‬رمو ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت للطرماح بن حكيم‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬حب ب الزور» حيث ج اء بفاعل «حب» اليت تفيد معىن «نعم» مقرتنا بالب اء‬
‫الزائدة ‪ ،‬وذلك من قبل أن املعىن قريب من معىن صيغة التعجب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 393‬والدرر ‪ ، 232 / 5‬وش رح التص ريح ‪ ، 99 / 2‬وبال نسبة يف أوضح‬
‫املسالك ‪ ، 281 / 3‬وجواهر األدب ص ‪ ، 54‬وشرح األمشوين ‪ ، 380 / 2‬ولسان العرب (زور) ومهع‬
‫اهلوامع ‪.89 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪117 .............................................................................‬‬

‫يسم فاعله‬
‫باب ما لم ّ‬
‫حيت اج ىف ه ذا الب اب إىل معرفة مخسة أش ياء ‪ :‬األفع ال الىت جيوز بناؤها للمفع ول ‪،‬‬
‫وكيفية بنائها له ‪ ،‬والسبب الذى ألجله حيذف الفاعل ‪ ،‬واملفعوالت الىت تقام مقام الفاعل‬
‫‪ ،‬واألوىل منها باإلقامة إذا اجتمعت‪.‬‬
‫فأما األفعال ‪ :‬فثالثة أقسام ‪:‬‬
‫قسم ال جيوز بن اؤه للمفع ول باتف اق ‪ ،‬وهو ‪ :‬األفع ال الىت ال تتص رف ؛ حنو ‪ :‬نعم‬
‫وبئس‪.‬‬
‫وقسم فيه خالف ‪ ،‬وهو ‪ :‬كان وأخواهتا املتصرفة ‪ ،‬والصحيح ‪ :‬أهنا تبىن للمفعول‬
‫؛ بشرط أن ‪ /‬تكون قد عملت ىف ظرف أو جمرور ؛ فيحذف امسها ؛ كما حيذف الفاعل‬
‫(‪)1‬‬
‫وحيذف اخلرب ؛ إذ ال يتص ور بق اء اخلرب دون خمرب عنه ‪ ،‬ويق ام الظ رف أو [اجلار]‬
‫واجملرور مقام احملذوف ؛ فيقال ‪ :‬ليس ىف الدار ‪ ،‬وليس يوم اجلمعة‪.‬‬
‫وقسم ال خالف ىف جواز بنائه للمفعول ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما بقى من األفعال املتصرفة‪.‬‬
‫وأما كيفية بنائه للمفع ول ‪ :‬ف إن الفعل ال خيلو من أن يك ون ص حيحا غري مض اعف‬
‫أو معتاّل ‪ ،‬أو مضاعفا غري معتل ‪ :‬فإن كان صحيحا غري مضاعف ‪ :‬فإنه إن كان ىف أوله‬
‫مهزة وصل ‪ ،‬ضممت أوله وثالثه وكسرت ما قبل آخره (‪ ، )2‬وإن كان ىف أوله تاء زائدة‬
‫‪ ،‬ضممت أوله وثانيه [وكسرت ما قبل آخره] (‪ ، )3‬وإن مل يكن ىف أوله شىء من ذلك ‪،‬‬
‫ض ممت أوله (‪ )4‬وكس رت ما قبل آخ ره (‪ ، )5‬وإن ك ان ما قبل اآلخر مكس ورا ‪ ،‬أبقيته‬
‫على كسره‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب ما مل يسم فاعله‬
‫ق وىل «إن ك ان ىف أوله مهزة وصل ‪ ،‬ض ممت أوله وثالثه ‪ ،‬وكس رت ما قبل آخ ره» مث ال ذل ك ‪:‬‬
‫انطلق تقول فيه ‪ :‬انطلق ‪ ،‬وكذلك ‪ :‬اقتدر واستخرج وأشباه ذلك تقول فيهما ‪ :‬اقتدر واستخرج‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان ىف أوله تاء زائدة ‪ ،‬ضممت أوله وثانيه ‪ ،‬وكسرت ما قبل آخره» مثال ذلك ‪:‬‬
‫وتكرم وتدحرج‪ .‬أه‪.‬‬
‫تضرب ّ‬ ‫وتكرم وتدحرج تقول فيها ‪ّ :‬‬ ‫تضرب ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬أوله وثانيه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن مل يكن فيه شئ من ذلك ض ممت أوله وكس رت ما قبل آخ ره» مث ال ذلك ‪ :‬ض رب‬
‫وأكرم ودحرج‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 118‬فهرس املوضوعات‬

‫وال تغرّي ص نفا من ه ذه األص ناف ب أكثر من ذلك ‪ ،‬إال أن يك ون ثانيه ي اء أو ألفا‬
‫زائدتني أو ثالثه ألفا زائدة ؛ فإنك تقلبها واوا النضمام ما قبلها‪.‬‬
‫واملض ارع من مجيع ذلك يضم أوله إن ك ان مفتوحا ويبقى على ض مه إن ك ان‬
‫مض موما ‪ ،‬ويفتح ما قبل آخ ره إن ك ان مكس ورا أو مض موما (‪ ، )1‬ويبقى على فتحه إن‬
‫ك ان مفتوحا ‪ ،‬وإن ك ان معتال أو مض اعفا غري معتل ‪ ،‬فعل به ما يفعل بالص حيح ‪ ،‬أو ال‬
‫يكون التغيري الالحق له بعد ذلك على حسب ما يقتضيه التصريف (‪.)2‬‬
‫وأما الس بب ال ذى ألجله حيذف الفاعل ‪ :‬فإنه حيذف إما لعلم املخ اطب (‪ ، )3‬أو‬
‫جلهل املخاطب (‪ ، )4‬أو للخوف منه (‪ ، )5‬أو للخوف عليه (‪ ، )6‬أو للتعظيم وذلك إذا كان‬
‫املفعول حقريا (‪ ، )7‬أو للتحقري وذلك إذا كان املفعول عظيما (‪ ، )8‬أو إيثارا لغرض السامع‬
‫‪ ،‬أو إلقامة الوزن ‪ ،‬أو لتوافق القواىف (‪ ، )9‬أو لتقارب‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واملض ارع من مجيع ذلك يضم أوله ويفتح ما قبل آخ ره» مث ال ذلك ‪ :‬ينطلق ويقت در‬
‫ويستخرج ويتدحرج ويكرم ويضرب ويدحرج‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واملعتل يتغري على حسب ما حيكم به ىف التصريف» مثال ذلك ‪ :‬قيل وبيع ‪ ،‬أصلهما قول‬
‫وبيع ‪ ،‬لكن اإلعالل ص رّي مها قيل وبيع ومن يش ّم الضم ىف الب اء من بيع والق اف من قيل ‪ ،‬فإشعارا بأن األصل‬
‫الضم‪.‬‬
‫ومنهم من يقول ‪ :‬قول وبوع ‪ ،‬وذلك كله شىء أوجبه حكم التصريف‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أنه حيذف لعلم املخاطب به» مثال ذلك قولك ‪ :‬أنزل املطر‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو جهل املخاطب» مثال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬ضرب زيد ‪ ،‬إذا كنت ال تعلم الضارب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو للخوف منه» مثال ذلك ‪ :‬قتل ابن جبري ‪ ،‬وال تذكر قاتله ‪ ،‬وهو احلجاج خوفا منه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو للخوف عليه» مثال ذلك ‪ :‬قتل زيد ‪ ،‬فلم يذكر القاتل ؛ خوفا عليه من القود‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )7‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو للتعظيم وذلك إذا كان املفعول حقريا» ؛ مثال ذلك ‪ :‬ضرب اللص ‪ ،‬وال يذكر الفاعل‬
‫هتاونا باللص وحتقريا له‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )8‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬أو للتحقري إذا ك ان املفع ول عظيم ا» مث ال ذلك ‪ :‬طعن عمر ‪ ،‬وال ت ذكر العلج ؛ اجالال‬
‫لعمر ـ رضى اهلل عنه ـ عن أن يذكر اسم العلج معه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )9‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو إلقامة الوزن أو لتوافق القواىف» مثال ذلك ‪ :‬قوله ‪[ :‬من البسيط]‬
‫رب‬ ‫‪  ‬ومن مثائلها واستنشئ الغ‬ ‫مثيلته‬ ‫من‬ ‫املتبقى‬ ‫وأدرك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت لذى الرمة ىف ديوانه ص ‪ ، 55‬لسان العرب (غرب) ‪ ،‬مثل ‪ ،‬نشأ ‪ ،‬وهتذيب‬
‫فهرس املوضوعات ‪119 .............................................................................‬‬

‫األسجاع (‪.)1‬‬
‫وأما املفعوالت الىت تقام مقام الفاعل فاملصدر ؛ بشرط أن يكون خمتصا (‪ )2‬لفظا أو‬
‫تقديرا ‪ ،‬ومتصرفا ‪ ،‬والظرف الزماىن واملكاىن ؛ بشرط أن يكونا متصرفني ‪ ،‬واملفعول به‬
‫املسرح ‪ ،‬واملقيد وأعىن به ‪ :‬اجملرور‪.‬‬
‫وأما األوىل منها باإلقامة إذا اجتمعت (‪ : )3‬ف املفعول به املس رح إذا اجتمع مع غ ريه‬
‫مل‬
‫__________________‬
‫اللغة ‪ ، 93 / 15 ، 113 / 3‬وديوان األدب ‪ ، 129 / 4‬ومقاييس اللغة ‪ ، 420 / 4‬ومجهرة أشعار‬
‫العرب ص ‪ ، 949‬وتاج العروس غرب ‪ ،‬مثل ‪ ،‬نشأ]‬
‫أال ت رى أنه لو بىن أدرك للفاعل ‪ ،‬لك ان ذكر الفاعل يفسد ال وزن ‪ ،‬وك ذلك ‪ :‬لو بىن «استنش ىء»‬
‫للفاعل ‪ ،‬لكان الغرب منصوبا ؛ فتختلف القواىف ‪ ،‬فلما بىن «استنشىء» للمفعول ‪ ،‬اتفقت القواىف بذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫يكت نعمه ‪ ،‬وال‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬أو لتق ارب األس جاع» مث ال ذلك ق ول أع رىب ‪« :‬فاحلمد هلل ال ذى ال ّ‬
‫يفسد قسمه» أال ترى أنه لو قال ‪ :‬ال يكت أحد نعمه ‪ ،‬لتفاوت ما بني السجعني‪ .‬أه‪.‬‬
‫خمتص ا ‪ »...‬إىل آخره مثال املختص يف اللفظ قولك ‪ :‬سري عليه‬‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فاملصدر بشرط أن يكون ّ‬
‫سري شديد ‪ ،‬ومثال املختص تقديرا ‪ :‬قيل فيه قول ‪ ،‬أى ‪ :‬قول حسن ‪ ،‬فحذفت للداللة ‪ ،‬ونعىن بالتصرف ‪:‬‬
‫أن يس تعمل ىف موضع الرفع والنصب واخلفض ‪ ،‬حنو ‪ :‬ض رب وقي ام وسري ‪ ،‬ف إن ل زم النصب على املصدرية ؛‬
‫حنو ‪ :‬سبحان اهلل ‪ ،‬ومعاذ اهلل ‪ ،‬مل جيز أن يقام مقام الفاعل ‪ ،‬ال يقال ‪ :‬سبح سبحان اهلل ‪ ،‬ومثال ظرىف املكان‬
‫ومر به فرسخان ‪ ،‬فإن كانا غري متصرفني ‪ ،‬مل جيز ذلك فيهما ‪،‬‬ ‫والزمان املتصرفني قولك ‪ :‬سري عليه يومان ‪ّ ،‬‬
‫ال يقال ‪ :‬سري عليه ‪ ،‬بعيدات بني ‪ ،‬وال قعد عندك ؛ ألن بعيدات بني وعندك ال يتصرفان ؛ بل يلتزم العرب‬
‫فأما ما حكى من ق ول‬ ‫ىف بعي دات بني النصب على الظرفية ‪ ،‬وىف عند النصب على الظ رف أو اجلر مبن ‪ّ ،‬‬
‫العرب ‪ :‬أو لك عند فقد أخرجت فيه عند عن معناها ‪ ،‬وجعلت مبعىن مكان كأنه قال ‪ :‬أو لك مكان خيتص‬
‫بك ؛ وإاّل فمعل وم أ ّن كل أحد ال بد له من أن يك ون عند ش ىء ؛ أو يك ون عن ده ش ىء ومث ال املفع ول به‬
‫املسرح ‪ :‬ضرب زيد ‪ ،‬ومثال املقيّد ‪ :‬سري بزيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما األوىل منها باإلقامة إذا اجتمعت» إىل آخره مثال اجتماع املفعول به املسرح مع غريه‬
‫ممّا يق ام مق ام الفاعل ‪« :‬مسيت أخ اك بزيد ي وم اجلمعة أم ام عم رو تس مية» تق ول إذا بنيته للمفع ول ‪« :‬مسى‬
‫أخوك بزيد يوم اجلمعة أمام عمرو تسمية» وال جيوز غري ذلك‪.‬‬
‫ومثال ما ال يكون له مفعول مسرح من الفعل املبىن للمفعول ‪ :‬املسألة املذكورة إذا حذفت منها األخ‬
‫‪ ،‬فتقيم إذ ذاك أى البواقى شئت ‪ ،‬فإن أقمت اجملرور نصبت يوم اجلمعة وأمام عمرو وتسمية ‪ ،‬فتقول ‪ :‬مسى‬
‫بزيد يوم اجلمعة أمام عمرو تسمية وإن أقمت يوم اجلمعة ‪ ،‬رفعته ‪ ،‬وتركت ما عداه على حاله فتقول ‪ :‬مسّى‬
‫بزيد يوم اجلمعة أمام عمرو تسمية ؛ وكذلك إن أقمت األمام أو تسمية رفعت املقام منهما ‪ ،‬وتركت ما عداه‬
‫على حاله إال أن يكون املصدر‬
‫‪ ............................................................................. 120‬فهرس املوضوعات‬

‫‪...............................................‬‬
‫__________________‬
‫خمتص ا ىف اللفظ ؛ ف إن إقامته إذ ذاك أوىل من إقامة ما ع دا املفع ول به املس ّرح ؛ حنو قولك ‪ :‬سري بزيد ي وم‬‫ّ‬
‫اجلمعة أمام عمرو سري شديد ‪ ،‬فرفع «سري» وترك ما عداه على حاله أوىل من إقامة اجملرور أو أحد الظرفني‪.‬‬
‫ومث ال إقامة األول ىف ب اب «أعطيت» أعطى زيد درمها ‪ ،‬وقد جيوز أن يق ال ‪ :‬أعطى درهم زي دا ‪،‬‬
‫فيقام الثاىن ‪ ،‬واملعىن واحد ‪ ،‬ومن النحويني من يزعم أنك ‪ ،‬إذا أقمت الثاىن ‪ ،‬انعكس املعىن ‪ ،‬وكأنك جعلت‬
‫زيدا هو املعطى للدرهم جمازا ؛ وذلك باطل ؛ ألنه مل حيوج إىل ذلك شىء ‪ ،‬وإمنا محلهم على ذلك ‪ :‬أهنم رأوا‬
‫قدماء النحويني قد محلوا ‪ :‬أدخل القرب زيدا على القلب ‪ ،‬فتومهوا أن املوجب لذلك كون املقام ـ مقام الفاعل ـ‬
‫هو الث اىن ‪ ،‬وليس األمر ك ذلك ؛ بل ال ذى أوجب ادع اء القلب ىف قولك ‪ :‬أدخل القرب زي دا ‪ :‬أن قولك ‪:‬‬
‫أدخلت زيدا القرب ‪ ،‬من قبيل ما اجتمع فيه مفعوالن ‪ ،‬أحدمها مسرح ‪ ،‬واآلخر مقيّد ؛ ألن دخل ال يتعدى إىل‬
‫القرب وأمثاله إال بنية حرف اجلر ‪ ،‬واألصل ‪ :‬أدخلت زيدا ىف القرب‪.‬‬
‫وإذا اجتمع املقيد ىف التقدير مع املسرح لفظا وتقديرا فإمّن ا يقام املسرح ‪ ،‬فلو ال القلب ‪ ،‬ملا جاز إقامة‬
‫القرب ؛ ألنه إذا قلت ‪ :‬أدخل القرب زي دا ‪ ،‬ص ار القرب هو املس رح وزيد املقيد ؛ فكأنك قلت ؛ أدخلت القرب ىف‬
‫زيد ‪ ،‬وما ذكرته من جواز إقامة أى املفعولني شئت ىف باب «أعطيت» إمنا ذلك مع أمن اللبس ‪ ،‬فإن مل يؤمن‬
‫اللبس ‪ ،‬مل يقم إال األول ؛ حنو قولك ‪ :‬أعطى عم رو بك را زي دا ‪ ،‬ال جيوز إال إقامة بكر فتق ول أعطى بكر‬
‫زي دا ‪ ،‬ال جيوز أن تق ول ‪ :‬أعطى زيد بك را ‪ ،‬على معىن ‪ :‬أعطى بكر زي دا ؛ بل إن قلت ذلك ‪ ،‬ك ان املعىن‬
‫على إعطاء بكر لزيد‪.‬‬
‫ومثال إقامة األول ىف باب «ظننت» ‪ :‬ظن زيد قائما ‪ ،‬ومثال إقامة الثاىن فيه ‪ :‬ظن قائم زيدا ‪ ،‬واملعىن‬
‫واحد ىف احلالني‪.‬‬
‫ومثال إقامة األول ىف باب «أعلم» ‪ :‬أعلم زيد بكرا منطلقا ‪ ،‬وإمنا مل جيز ىف باب أعلم إال إقامة األول‬
‫؛ ألنه مفعول صحيح ‪ ،‬وأما الثاىن والثالث فهما مبتدأ وخرب ىف األصل ‪ ،‬وإمنا نصبا بالتشبيه مبفعوىل أعطيت ‪،‬‬
‫وإال فحق اجلمل أاّل يغريها العامل ‪ ،‬فلما اجتمع املفع ول الص حيح مع ما ليس ك ذلك ‪ ،‬مل جيز إقامة س واه ‪،‬‬
‫هذا هو القياس عندى ؛ وبه ورد السماع قال ‪[ :‬من اخلفيف]‬
‫وه له علينا العالء‬ ‫ألون فمن حد ‪  ‬ثتم‬ ‫أو منعتم ما تس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت للحارث بن حلزة ىف ديوانه ص ‪ ، 27‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 468‬والدرر ‪280 / 2‬‬
‫‪ ،‬شرح التصريح ‪ ، 265 / 1‬وشرح القصائد السبع ص ‪ ، 469‬وشرح القصائد العشر ص ‪ ، 387‬وشرح‬
‫املعلقات السبع ص ‪ ، 225‬وشرح املعلقات العشر ص ‪ ، 122‬وشرح املفصل ‪ ، 66 / 7‬واملعاىن الكبري ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 1011‬واملقاصد النحوية ‪ ، 445 / 2‬وبال نسبة ىف تذكرة النحاة ص ‪ ، 686‬وشرح ابن عقيل ص ‪233‬‬
‫‪ ،‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 253‬ومهع اهلوامع ‪.]159 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪121 .............................................................................‬‬

‫أى ‪ /‬البواقى شئت إال أن إقامة‬


‫مسرح ‪ ،‬أقمت ّ‬‫يقم سواه ‪ ،‬فإن مل يكن للفعل مفعول به ّ‬
‫املصدر املختص ىف اللفظ أوىل من إقامة غريه‪.‬‬
‫املسرح‬
‫فإن كان للفعل مفعوالت مسرحة ‪ ،‬أقمت املسرح لفظا وتقديرا ‪ ،‬وتركت ّ‬
‫الرجال زيدا»‪.‬‬
‫الرجال» ‪ ،‬وال جيوز ‪« :‬اختري ّ‬‫لفظا ال تقديرا ؛ تقول ‪« :‬اختري زيد ّ‬
‫مسرحة لفظا وتقديرا‪.‬‬
‫فإن كانت كلها ّ‬
‫فإن كان الفعل من باب «أعطيت» أو من باب «ظننت» ‪ ،‬أقمت أيهما شئت إال‬
‫أن االختي ار إقامة األول ‪ ،‬وهو املبت دأ ىف األصل ىف ب اب «ظننت» ‪ ،‬والفاعل ىف املعىن ىف‬
‫األول خاصة ‪ ،‬وهو‬‫ب اب أعطيت‪ .‬وإن ك ان من ب اب «أعلمت» مل جيز عن دى إال إقامة ّ‬
‫الفاعل ىف املعىن ‪ ،‬واسم املفعول ‪ ،‬وما كان من الصفات مبعناه حكمه بالنظر إىل ما يطلبه‬
‫من املعموالت حكم الفعل املبىن للمفعول‪.‬‬
‫__________________‬
‫وقال آخر ‪[ :‬من املتقارب]‬
‫وا خري أهل اليمن‬ ‫‪  ‬كما زعم‬ ‫أبله‬ ‫ومل‬ ‫قيسا‬ ‫ونبّئت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت لألعشى ىف ديوانه ص ‪ ، 75‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 467‬والدرر ‪ ، 278 / 2‬وشرح‬


‫التص ريح ‪ ، 265 / 1‬وجمالس ثعلب ‪ ، 414 / 2‬واملقاصد النحوية ‪ ، 440 / 2‬وبال نس بة ىف ش رح‬
‫األمشوىن ‪ ، 167 / 1‬وش رح ابن عقيل ص ‪ ، 234‬وش رح عم دة احلافظ ص ‪ ، 251‬ومهع اهلوامع ‪/ 1‬‬
‫‪ ]159‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 122‬فهرس املوضوعات‬

‫باب المبتدأ وخبره‬


‫حيتاج ىف هذا الباب إىل معرفة االبتداء ومعرفة املبتدأ واخلرب وأحكامهما ‪:‬‬
‫فاالبت داء ‪ :‬هو جعلك االسم (‪ )1‬أو ما هو ىف تق ديره أول الكالم لفظا أو تق ديرا ‪،‬‬
‫معرى من العوامل اللفظية غري الزائدة لتخرب عنه‪.‬‬‫ّ‬
‫والمبت دأ هو االسم ‪ ،‬أو ما هو ىف تق ديره اجملع ول أول الكالم لفظا أو نية على‬
‫الوصف املتق ّدم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والخبر ‪ :‬هو اجلزء املستفاد من اجلملة االبتدائية‪ .‬واملبتدأ ‪ :‬ال يكون إال معرفة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب املبت دأ واخلرب ق وىل ‪« :‬فاالبت داء هو جعلك االسم ‪ »...‬إىل آخ ره مث ال االبت داء باالسم اجملع ول‬
‫وموا َخ ْي ٌر لَ ُك ْم)‬
‫ص ُ‬‫أول الكالم لفظا قولك ‪ :‬زيد ق ائم ‪ ،‬ومث ال االبت داء مبا هو ىف تق ديره قوله تع اىل ‪َ ( :‬وأَ ْن تَ ُ‬
‫[البق رة ‪ ]184 :‬أى ‪ :‬ص ومكم خري لكم ‪ ،‬ومث ال جعله يف أول الكالم تق ديرا قولك ىف ال دار زيد ‪ ،‬وىف‬
‫علمى أن تق وم ‪ ،‬وىف الكت اب أنك ق ائم ‪ ،‬فاملبت دأ ىف مجيع ذلك وإن ت أخر ىف اللفظ ـ مق دم ىف التق دير ‪ ،‬وإمنا‬
‫اش رتطت تعريته من العوامل اللفظية غري الزائ دة ؛ ألنه قد ي دخل عليه عامل لفظى زائد ‪ ،‬وال خيرجه عن‬
‫االبتداء ؛ حنو قولك ‪ :‬هل من رجل قائم؟ ‪ ،‬فرجل ـ وإن جر مبن الزائدة ـ مبتدأ ؛ ولذلك أخرب عنه ؛ كما خيرب‬
‫عن املبت دأ ‪ ،‬وإمنا جعلت اخلرب هو اجلزء املس تفاد من اجلملة ‪ ،‬ألنك إذا قلت ‪ :‬زيد ق ائم ‪ ،‬مل ت رد أن تع رف‬
‫املخ اطب زي دا ‪ ،‬وإمنا أردت أن تعرفه قيامه ‪ ،‬فلما ك ان املعتمد عليه ىف الفائ دة اخلرب ؛ ل ذلك ح ّد بأنه اجلزء‬
‫املستفاد من اجلملة االبتدائية‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واملبت دأ ال يك ون إال معرفة ‪ »...‬إيل آخ ره مث ال االبت داء ب النكرة املوص وفة قوله تع اىل ‪:‬‬
‫( َول ََع ْب ٌد ُم ْؤ ِم ٌن َخ ْي ٌر ِم ْن ُم ْش ِر ٍك) [البقرة ‪ ، ]221 :‬ومثال االبتداء بالنكرة املقاربة للمعرفة حنو قولك ‪ :‬خري من‬
‫زيد وشر من عمرو ‪ ،‬فخري نكرة إال أهنا تقارب املعرفة ىف أهنا ال تقبل األلف والالم ؛ ال يقال ‪ :‬اخلري من زيد‬
‫‪ ،‬فجاز االبتداء هبا‪.‬‬
‫ومث ال االبت داء باسم االس تفهام ‪ :‬أى رجل ق ائم؟ ‪ ،‬ومث ال االبت داء باسم الش رط ‪ :‬أى رجل يقم أقم‬
‫معه ‪ ،‬ومثال االبتداء بكم اخلربية ‪ :‬كم درهم ملكت ‪ ،‬ومثال االبتداء بالنكرة ىف التعجب ‪ :‬عجب لزيد ‪ ،‬وما‬
‫أحسن زيدا ‪ ،‬ومثال االبتداء هبا لتق ّدم أداة نفى ما أحد قائم ‪ ،‬ومثال االبتداء هبا لتق ّدم أداة االستفهام قولك ‪:‬‬
‫أرجل قائم أم امرأة؟ ‪ ،‬ومثال االبتداء هبا لتقدم خربها وهو ظرف أو جمرور ‪ :‬يف الدار رجل ‪ ،‬وعندك امرأة ‪،‬‬
‫ياس َين) [الصافات ‪ ، ]130 :‬و ( َويْ ٌل لِل ُْمطَِّف ِف َين)‬
‫ومثال االبتداء هبا لكوهنا يف معىن الدعاء ‪( :‬سالم َعلى إِ ْل ِ‬
‫َ ٌ‬
‫عامة ‪ُ ( :‬ك ُّل ِح ْز ٍب بِما لَ َديْ ِه ْم فَ ِر ُح و َن) [املؤمنون ‪ ، ]53 :‬ومثال‬
‫[املطففني ‪ ]1 :‬ومثال االبتداء هبا لكوهنا ّ‬
‫االبتداء هبا لكوهنا ىف جواب من سأل ب اهلمزة وأم ـ قولك ‪ :‬رجل قائم ‪ ،‬ىف جواب من قال ‪ :‬أرجل قائم أم‬
‫امرأة؟ ‪ ،‬ومثال االبتداء هبا لكون املوضع‬
‫فهرس املوضوعات ‪123 .............................................................................‬‬

‫وال يكون نكرة إال بشروط (‪ ، )1‬وهى أن تكون موصوفة ‪ ،‬أو خلفا من موصوف ؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬م ؤمن خري من مش رك» ‪ ،‬أو مقارنة للمعرفة ىف أهنا ال تقبل األلف والالم ‪،‬‬
‫وهى ‪« :‬أفعل من» ‪ ،‬أو تكون اسم استفهام ‪ ،‬أو اسم شرط ‪ ،‬أو كم اخلربية ‪ ،‬أو يكون‬
‫الكالم هبا ىف معىن التعجب ‪ ،‬أو تتق دمها أداة نفى ‪ ،‬أو أداة اس تفهام ‪ ،‬أو خربها بش رط‬
‫أن يكون ظرفا أو جمرورا ‪ ،‬أو يكون فيها معىن ال ّدعاء ‪ ،‬أو يكون الكالم [هبا] (‪ )2‬ىف معىن‬
‫أهر ذا ناب» ‪ ،‬أى ‪ :‬ما‬ ‫وشر ّ‬
‫كالم آخر ‪ ،‬وهو قليل ؛ ومنه قوهلم ‪« :‬شىء ما جاء بك ‪ّ ،‬‬
‫أهر ذا ناب إال شر ‪ ،‬أو تكون النكرة عامة ‪ ،‬أو ىف جواب من‬ ‫جاء بك إال شىء ‪ ،‬وما ّ‬
‫س أل ب اهلمزة ‪ ،‬وأم ‪ ،‬أو يك ون املوضع موضع تفص يل ؛ حنو قولك ‪« :‬الن اس رجالن ‪:‬‬
‫رجل أهنته ورجل أكرمته» ‪ ، /‬فـ «رجل» جيوز فيه أن يكون مبتدأ‪.‬‬
‫والخبر ينقسم قسمين ‪ :‬مفرد ومجلة ‪:‬‬
‫فالمفرد ‪ :‬ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫قسم هو األول (‪.)3‬‬
‫وقسم ينزل منزلته من جهة املعىن ؛ حنو قولك ‪ :‬زيد حامت جودا‪.‬‬
‫وقسم واقع موقع ما هو األول ‪ ،‬وهو الظّرف واجملرور ‪ ،‬بشرط (‪ )4‬أن يكونا‬
‫__________________‬
‫موضع تفصيل قوله ‪[ :‬من املتقارب]‬
‫ّر‬ ‫وب أج‬ ‫يت وث‬ ‫وب نس‬ ‫ّديتها ‪  ‬فث‬ ‫وت تس‬ ‫فلما دن‬
‫ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت المرىء القيس ىف ديوانه ص ‪ ، 159‬واألشباه والنظائر ‪، 110 / 3‬‬


‫وخزانة األدب ‪ ، 374 ، 373 / 1‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 37 / 1‬وشرح شواهد‬
‫املغىن ‪ ، 866 / 2‬والكتاب ‪ ، 86 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ 545 / 1‬وبال نسبة ىف شرح‬
‫ابن عقيل ص ‪ ، 113‬واحملتسب ‪ ، 124 / 2‬ومغىن اللبيب ‪ ، 472 / 2‬وللبيت رواية‬
‫أخرى هى ‪:‬‬
‫ر]‬ ‫وب أج‬ ‫وب على وث‬ ‫تني ‪  ‬فث‬ ‫أقبلت زحفا على الركب‬ ‫ف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬بشرط‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬قسم هو األول» مثال ذلك ‪ :‬زيد قائم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬يشرتط‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 124‬فهرس املوضوعات‬

‫ت ّامني ‪ ،‬والجملة تنقسم قس مني ‪ :‬امسية وفعلية ‪ ،‬ويش رتط فيهما أن يش تمال على رابط‬
‫يربطهما باملبتدأ (‪ : )1‬إما ضمري يعود على املبتدأ ‪ ،‬أو تكرير املبتدأ بلفظه ‪ ،‬أو إشارة إليه ؛‬
‫ك َخ ْي ٌر) [األعراف ‪ ]26‬ىف قراءة من قرأ برفع «اللباس» ‪ ،‬أو‬ ‫الت ْق وى ذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ومنه ‪َ ( :‬ول ُ‬
‫باس َّ‬
‫عموم يدخل حتته املبتدأ ‪ ،‬أو يقرتن باجلملة مجلة أخرى متضمنة لضمري عائد على املبتدأ‬
‫معطوفة عليها بالفاء ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫(‪)2‬‬
‫رق‬ ‫جيم فيغ‬
‫ارات ّ‬ ‫دو ‪ ،‬وت‬ ‫وإنس ان عيىن حيسر املاء ت ارة ‪  ‬فيب‬ ‫‪ 26‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ويش رتط فيهما أن يش تمال على رابط يربطهما باملبت دأ» إيل آخ ره ‪ ،‬مث ال الربط بالض مري‬
‫قولك ‪ :‬زيد قام أبوه ‪ ،‬ومثاله بتكرار األول بلفظه قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫ر‬ ‫متيس‬
‫ّى معن وال ّ‬ ‫ارك ح ّقه ‪  ‬وال منس‬ ‫رك ما معن بت‬ ‫لعم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت للفرزدق ىف ديوانه ‪ ، 310 / 1‬وخزانة األدب ‪ 142 / 4 ، 379 ، 375 / 1‬والدرر ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 129‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 190 / 1‬والكتاب ‪ ، 63 / 1‬وبال نسبة ىف مهع اهلوامع ‪]128 / 1‬‬
‫فقوله وال منسئ معن يف موضع خرب معن األول ؛ ألنه معطوف على خربه ‪ ،‬وال رابط فيه إال التكرار‬
‫‪ ،‬ومثال الرابط بعموم يدخل حتته املبتدأ ‪:‬‬
‫قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫ربا‬ ‫رب عنها فال ص‬ ‫الص‬
‫فأما ّ‬
‫بيل ّ‬ ‫عرى هل إىل ّأم مالك ‪  ‬س‬ ‫أال ليت ش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد تقدم تبيينه [يف هامش الكتاب ص ‪ .]105‬أه‪.‬‬


‫الرمة» ونسب لكثري عزة وحسر املاء من باب ضرب ‪ :‬نضب عن موضعه وغار‪ .‬وجيم ‪،‬‬ ‫(‪ )2‬البيت لـ «ذي ّ‬
‫بضم اجليم ‪ ،‬وكسرها ‪ :‬مضارع جم املاء مجوما ‪ ،‬أي ‪ :‬كثر وارتفع‪ .‬ويغرق ‪ ،‬بفتح الراء ‪ : ،‬مضارع غرق‬
‫بكسرها‪ .‬ويف إفراد تارة أوال ومجعها ثانيا إشارة إىل أن غلبة البكاء عليه هي غالب أحواله‪.‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬هو جميء الرابط يف مجلة اخلرب عن طريق اق رتان مجلة املبت دأ األساس ية جبملة أخ رى‬
‫«فيب دو» تتض من ض مريا عائ دا على املبت دأ «إنس ان» وأن تك ون معطوفة عليها بالف اء‪ .‬وذهب البعض إىل أن‬
‫أصل مجلة اخلرب مجلة شرطية ؛ ألنه ال يشرتط يف الشرط إذا وقع خربا أن يكون الرابط يف مجلة الشرط ‪ ،‬بل قد‬
‫يكون يف مجلة اجلزاء حنو ‪« :‬زيد إن تقم هند يغضب»‪ .‬وعلى هذا يكون التقدير «وإنسان عيين إن حيسر املاء‬
‫تارة فيبدو»‪ .‬وقال أبو حيان ‪ :‬وال ضرورة إىل تكلف إضمار أداة الشرط ألن يف الروابط ما تقع اجلملة خالية‬
‫عن الرابط ‪ ،‬فيعطف عليها بالف اء وح دها من بني س ائر ح روف العطف مجلة فيها رابط ‪ ،‬فيكتفى به النتظ ام‬
‫اجلملتني‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 460‬وخزانة األدب ‪ ، 192 / 2‬والدرر ‪ ، 17 / 2‬واملقاصد النحوية ‪، 578 / 1‬‬
‫‪ ، 449 / 4‬ولكثري يف احملتسب ‪ 150 / 1‬وبال نسبه يف األشباه والنظائر ‪، 103 / 3‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪125 .............................................................................‬‬

‫ه ذا ما مل تكن اجلملة هى املبت دأ ىف املعىن ‪ ،‬ف إن ك انت إيّ اه مل حتتج إىل رابط ‪،‬‬
‫ومنه ‪« :‬هجريى أىب بكر (‪ ، )1‬ال إله إال اهلل‪.‬‬
‫فأما (‪ )2‬املف رد ‪ :‬ف إن ك ان ظرفا أو جمرورا (‪ )3‬أو مش ت ّقا ‪ :‬فإنه يش تمل على ض مري‬
‫عائد على املبتدإ ‪ ،‬وإن كان جامدا مل حيتج إىل ذلك ‪ ،‬والضمري إن كان مرفوعا ‪ ،‬مل جيز‬
‫حذفه (‪ ، )4‬وإن ك ان منص وبا ‪ ،‬مل جيز حذفه إال ىف الش عر ؛ حنو ق ول ابن يعفر (‪[ )5‬من‬
‫السريع] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫‪ ، 257 / 7‬وأوضح املسالك ‪ ، 362 / 3‬وتذكرة النحاة ص ‪ ، 668‬وشرح األمشوين ‪ ، 92 / 1‬وجمالس‬
‫ثعلب ص ‪ ، 612‬مغين اللبيب ‪ ، 501 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.98 / 1‬‬
‫(‪ )1‬عبد اهلل بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم التميمي أبو بكر بن أيب قحافة الصديق ‪،‬‬
‫أول الرجال إسالما ‪ ،‬ورفيق سيد املرسلني يف هجرته‪ .‬شهد املشاهد وكان من أفضل الصحابة ‪ ،‬وروى مائة‬
‫واثنني وأربعني حديثا ‪ ،‬اتفقا على ستة ‪ ،‬وانفرد البخاري بأحد عشرة ‪ ،‬ومسلم حبديث‪ .‬وروى عنه ولداه عبد‬
‫الرمحن وعائشة وعمر وعلى وخلق ‪ ،‬وكان أبيض أشقر لطيفا مسرتق الوركني‪ .‬قال النيب ص لّى اهلل عليه سلم‬
‫‪ :‬س دوا كل خوخة ال خوخة أيب بك ر‪ .‬وق ال عمر ‪ :‬أبو بكر خرينا وس يدنا وأحبنا إىل رس ول اهلل ص لّى اهلل‬
‫عليه وس لّم‪ .‬تويف سنة ثالث عشرة ‪ ،‬عن ثالث وستني سنة ‪ ،‬ودفن باحلجرة النبوية‪ .‬وترمجته يف تاريخ الشام‬
‫يف جملد ونص ف‪ .‬ينظر هتذيب الكم ال ‪ ، 709 / 2 :‬وهتذيب الته ذيب ‪ ، )537( 315 / 5 :‬تق ريب‬
‫التهذيب ‪ .)466( 432 / 1 :‬خالصة هتذيب الكمال ‪ ، 78 / 2 :‬الكاشف ‪ 108 / 2 :‬اجلرح والتعديل‬
‫‪ ، 111 / 5‬أسد الغابة ‪ ، 390 / 3 :‬التجريد ‪ ، 323 / 1‬اإلصابة ‪ ، 169 / 4 :‬االستيعاب ‪ 3 :‬ـ ‪/ 4‬‬
‫‪.963‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬وأما‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما املفرد فإن كان ظرفا أو جمرورا ‪ »...‬إىل آخره إمنا حتمل مجيع ذلك الضمري ؛ ألنه يف‬
‫معىن ما يتحمل الض مري ‪ ،‬فقولنا ‪ :‬زيد يف ال دار ‪ ،‬وزيد عن دك ‪ ،‬وزيد ق ائم ‪ ،‬مبعىن ‪ :‬زيد اس تقر ىف ال دار ‪،‬‬
‫وزيد استقر عندك ‪ ،‬وزيد قام ‪ ،‬فكما يتحمل الفعل الضمري كذلك يتحمله ما ىف معناه ‪ ،‬وأما اجلامد ‪ ،‬حنو ‪:‬‬
‫زيد أخ وك ‪ ،‬فلما ك ان هو األول ‪ ،‬مل حيتج إىل رابط ‪ ،‬وليس ـ أيضا ـ يف معىن ما يتحمل ض مريا ‪ ،‬فيحمل‬
‫عليه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬الضمري إن كان مرفوعا ‪ ،‬مل جيز حذفه» إىل آخره مثال املرفوع ‪ :‬الزيدان قاما ‪ ،‬ال يقال ‪:‬‬
‫الزيدان قام ‪ ،‬حبذف ضمري الرفع ‪ ،‬ومثال املخفوض باإلضافة ‪ :‬زيد قام أبوه ‪ ،‬ال جيوز حذف الضمري املضاف‬
‫إليه األب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬األس ود بن يعفر النهش لي ال دارمي التميمي ‪ ،‬أبو هنشل ‪ ،‬وأبو اجلراح ‪ :‬ش اعر ج اهلي ‪ ،‬من س ادات متيم‬
‫من أهل العراق‪ .‬كان فصيحا جوادا ‪ ،‬نادم النعمان بن املنذر ‪ ،‬وملا أسن كف بصره‪ .‬ويقال له ‪« :‬أعشى بىن‬
‫هنشل»‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 126‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫احلق ال حيمد بالباطل‬
‫ّ‬ ‫اداتنا ‪  ‬ب‬ ‫وخالد حيمد س‬ ‫‪ 27‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫التق دير ‪ :‬حيم ده س ادتنا ‪ ،‬وإن ك ان خمفوضا باإلض افة مل جيز حذفه ‪ ،‬وإن ك ان‬
‫«الس من من وان ب درهم» أى ‪:‬‬
‫خمفوضا حبرف جر ‪ ،‬ج از إثباته ‪ ،‬وحذفه ؛ حنو قولك ‪ّ :‬‬
‫منوان منه ‪ ،‬ما مل يؤد إىل هتيئة العامل للعمل وقطعه (‪ )2‬عنه ‪ ،‬ال يقال ‪« :‬زيد مررت»‪.‬‬
‫واخلرب ب النظر إىل اإلثب ات واحلذف ‪ :‬ثالثة أقس ام ‪ :‬قسم يل زم فيه ح ذف اخلرب ‪،‬‬
‫وهو املبتدأ الواقع بعد لوال (‪ )3‬؛ ولذلك حلن املعرى (‪ )4‬ىف قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫اال‬ ‫كه لس‬ ‫‪ 28‬ـ ي ذيب ال ّرعب منه ك ّل عضب ‪  ‬فلو ال الغمد ميس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫له ديوان شعر جمموع ‪ ،‬أشهر شعره داليته املشهورة ومطلعها [من الكامل] ‪:‬‬
‫ادى‬ ‫دي وس‬ ‫واهلم حمتضر ل‬
‫ّ‬ ‫ادى ‪ ‬‬ ‫أحس رق‬
‫اخللي وما ّ‬
‫ام ّ‬ ‫ن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ينظر ‪ :‬الشعر والشعراء ‪ ، 78‬طبقات ابن سالم ‪ ، 32‬خزانة األدب ‪ ، 195 / 1‬مسط الآليل ‪ ، 248‬األعالم‬
‫‪.330 / 1‬‬
‫(‪ )1‬الشاهد فيه قوله ‪« :‬حيمد ساداتنا» يريد ‪ :‬حيمده ساداتنا ‪ ،‬فحذف املفعول به خمالفا شرطني حلذفه ‪ ،‬ومها‬
‫‪ :‬أال يؤدى حذفه إىل هتيئة العامل للعمل وقطعه عنه ‪ ،‬وال إىل إعمال العامل الضعيف مع إمكان إعمال العامل‬
‫الق وي‪ .‬وتفص يل ذلك أن ح ذف اهلاء من «حيمده» يس لط «حيم د» على «خال د» فينص به على أنه مفع ول به‬
‫مق دم ‪ ،‬ولكن الش اعر رفع «خال دا» باالبت داء وقطع تس لط الفعل «حيم د» عليه ‪ ،‬كما أعمل االبت داء يف‬
‫«خالد» مع إمكان إعمال «حيمد» فيه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬معىن اللبيب ‪ ، 611 / 2‬وهو فيه بال نسبة‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬والقطع‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬لواله‪.‬‬
‫(‪ )4‬أمحد بن عبد اهلل بن سليمان التنوخي ‪ ،‬املعروف باملعرى ‪ :‬شاعر فيلسوف ‪ ،‬ولد ومات يف معرة النعمان‬
‫‪ ،‬أص يب باجلدري ص غريا فعمى يف الس نة الرابعة من عم ره وهو ابن إح دى عش رة س نة ‪ ،‬وهو من بيت علم‬
‫كبري يف بلده ‪ ،‬وملا مات وقع على قربه أربعة ومثانون شاعرا يرثونه‪.‬‬
‫أما ش عره وهو دي وان حكمته وفلس فته فثالثة أقس ام ‪« :‬ل زوم ما ال يل زم ‪ :‬ويع رف «باللزومي ات» و‬
‫«سقط الزند» ‪ ،‬و «ضوء السقط» ومن تصانيفه ‪« :‬عبث الوليد» ‪« ،‬رسالة املالئكة» ‪« ،‬رسالة الغفران» من‬
‫أشهر كتبه‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬ابن خلكان ‪ 33 / 1‬األعالم ‪ ، 157 / 1‬إنباه الرواة ‪.46 / 1‬‬
‫(‪ )5‬ال بيت لـ «أيب العالء املع ري» كما ذكر املص نف والتمثيل به يف قوله ‪« :‬لو ال الغمد ميس كه» حيث أظهر‬
‫اخلرب بعد «ل وال» والقي اس حذفه وجوبا ‪ ،‬وقد حلن بعض هم أبا العالء يف قوله ه ذا‪ .‬وخرجه بعض هم على أن‬
‫«ميسكه» حال من الضمري املستكن يف اخلرب ‪ ،‬أي ‪ :‬فلو ال الغمد موجود يف حال كونه ميسكه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪127 .............................................................................‬‬

‫واملبت دأ إذا ك ان مص درا قد س ّدت احلال مس ّد خ ربه ؛ حنو قولك ‪« :‬ض رىب زي دا‬
‫وكل مبتدأ استعمل حمذوف اخلرب ىف «مثل» ‪ ،‬أو ىف كالم جار جمراه ىف كثرة‬ ‫قائما » ‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫االستعمال ‪./‬‬
‫(‬
‫وقسم يلزم فيه إثبات اخلرب ‪ ،‬وهو ‪ :‬كل خرب ال يكون له إن حذف ما يدل عليه‬
‫‪ ، )2‬وخرب «م ا» التعجبية ‪ ،‬وكل خرب يك ون ىف «مث ل» ‪ ،‬أو كالم ج ار جمراه ‪ ،‬وقسم‬
‫أنت فيه باخليار ‪ ،‬وهو ما عدا ذلك‪.‬‬
‫[واملبتدأ بالنظر إىل اإلثبات واحلذف قسمان ‪:‬‬
‫قسم يل زم فيه إثباته ‪ ،‬وهو «م ا» التعجبية ‪ ،‬وكل مبت دأ يك ون ىف مثل ‪ ،‬أو كالم‬
‫جار جمراه ‪ ،‬أو ال يكون عليه دليل لو حذف‪.‬‬
‫وقسم أنت فيه باخليار ‪ ،‬وهو ما عدا ذلك] (‪.)3‬‬
‫واخلرب ينقسم بالنظر إىل تقدميه على املبتدأ وتأخريه عنه ـ ثالثة أقسام (‪: )4‬‬
‫__________________‬
‫ينظر ‪ :‬أوضح املسالك ‪ ، 221 / 1‬واجلىن الداين ص ‪ ، 600‬والدرر ‪ ، 27 / 2‬ورصف املباين ص ‪، 295‬‬
‫وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪ ، 102 / 1‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 128‬ومغىن اللبيب ‪.273 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬حنو ‪ :‬ضرىب زيدا قائما» األصل ‪ :‬ضرىب زيدا إذا كان قائما ‪ ،‬أو ‪ :‬إذ كان قائما ‪ ،‬فحذف‬
‫الظ رف مع ما أض يف إليه ‪ ،‬وأقيم احلال مقامه ؛ الش تباههما ىف أن كل واحد منهما منص وب على معىن ىف ‪،‬‬
‫وأيضا فإن احلال مبعىن الوقت ؛ أال ترى أنك إذا قلت ‪ :‬جاء زيد راكبا ‪ ،‬كان ىف معىن جاء زيد وقت ركوبه‬
‫‪ ،‬والدليل على أن قائما حال ‪ ،‬وكان تامة ـ التزام التنكري‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وهو كل خرب ال يك ون له ـ إن ح ذف ـ ما ي دل علي ه» إىل آخ ره مث ال ذلك قولك ‪ :‬زيد‬
‫ق ائم ؛ أال ت رى أنك لو قلت ‪ :‬زيد مل ي در هل احملذوف ق ائم أو غ ريه ‪ ،‬ومث ال خرب ما التعجبية ‪ :‬ما أحسن‬
‫زيدا ‪ ،‬ال جيوز أيضا حذف أحسن ‪ ،‬وإن دل عليه دليل ‪ ،‬ألنه جرى جمرى املثل ‪ ،‬واألمثال ال تغري ومثال اخلرب‬
‫املس تعمل ىف «مث ل» ق وهلم ‪« :‬الكالب على البق ر» ال جيوز ح ذف على البقر ‪ ،‬ألن األمث ال ال تغري عما‬
‫اس تعملت عليه ‪ ،‬وك ذلك أيضا ال جيوز ح ذف الكالب ‪ ،‬وال ح ذف ما التعجبية ‪ ،‬ومث ال ما أنت ىف حذفه‬
‫باخليار ؛ من مبتدأ أو خرب قولك ‪ :‬صرب مجيل أى ‪ :‬أمرى صرب مجيل إن قدرت احملذوف املبتدأ ‪ ،‬أو صرب مجيل‬
‫أمثل إن قدرت احملذوف اخلرب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واخلرب ينقسم ب النظر إىل تقدميه علي املبت دأ وت أخريه عنه ثالثة أقس ام ‪ »...‬إىل آخ ره مث ال‬
‫كون املبتدأ اسم شرط ‪ :‬أى رجل يقم أقم معه ‪ ،‬ومثال كونه اسم استفهام ‪ :‬أى‬
‫‪ ............................................................................. 128‬فهرس املوضوعات‬

‫قسم يل زم فيه ت أخري اخلرب ‪ ،‬وهو أن يك ون املبت دأ اسم ش رط ‪ ،‬أو اسم اس تفهام ‪ ،‬أو كم‬
‫اخلربية ‪ ،‬أو ما التعجبية ‪ ،‬أو يكون املبتدأ واخلرب متساوىي الرتبة ىف التعريف أو التنكري ‪ ،‬أو‬
‫يكون املبتدأ مشبها باخلرب ‪ ،‬أو ضمري شأن ‪ ،‬أو خمربا عنه بفعل مرفوعه مضمر مسترت فيه‬
‫ؤخرا عنه ىف مثل ‪ ،‬أو كالم ج ار‬ ‫عائد على املبت دإ ‪ ،‬أو يك ون املبت دأ قد اس تعمل خ ربه م ّ‬
‫جمراه‪.‬‬
‫وقسم يلزم فيه تقدمي اخلرب (‪ ، )1‬وهو أن يكون اخلرب اسم استفهام ‪ ،‬أو كم اخلربية‬
‫‪ ،‬أو يك ون املبت دأ نك رة ال مس ّوغ لالبت داء هبا ‪ ،‬إال ك ون خربها ظرفا أو جمرورا متق ّدما‬
‫عليها ‪ ،‬أو يكون املبتدأ إ ّن ومعموليها ‪ ،‬أو قد اتصل به ضمري يعود على شىء ىف اخلرب ‪،‬‬
‫أو يكون اخلرب قد استعمل مقدما على املبتدأ ىف مثل ‪ ،‬أو كالم جار جمراه‪.‬‬
‫وقسم أنت فيه باخليار ‪ ،‬وهو ما عدا ذلك‪.‬‬
‫وال يقضى املبت دأ أزيد من خرب واحد من غري عطف ‪ ،‬إال بش رط أن يك ون اخلربان‬
‫مز ‪ ،‬وجيوز دخول‬ ‫فصاعدا ىف معىن خرب واحد ؛ حنو قوهلم ‪« :‬هذا حلو حامض ‪ ،‬أى ‪ّ :‬‬
‫عامة ؛ بشرط أن‬
‫الفاء ىف اخلرب إذا كان املبتدأ امسا موصوال أو نكرة موصوفة ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫__________________‬
‫رجل قائم؟ ‪ ،‬ومثال كونه كم اخلربية ‪ :‬كم درهم مالك ‪ ،‬ومثال كونه ما التعجبية ‪ :‬ما أحسن زيدا ‪ ،‬ومثال‬
‫تس اويهما ىف التعريف ‪ :‬زيد أخو عم رو ‪ ،‬ومث ال تس اويهما ىف التنكري ‪ :‬خري من زيد شر من عم رو ‪ ،‬ومث ال‬
‫َح ٌد) [اإلخالص ‪ ، ]1 :‬ومث ال‬ ‫كونه مش بها ب اخلرب ‪ :‬زيد زهري ‪ ،‬ومث ال كونه ض مري ش أن ‪( :‬قُ ْل ُه َو اهللُ أ َ‬
‫اإلخبار عنه بفعل مرفوعه مضمر ‪ :‬زيد قام ‪ ،‬وعمرو ضرب ‪ ،‬مجيع ذلك يلزم فيه تقدمي املبتدأ‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وقسم يل زم فيه تق دمي اخلرب» إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال ك ون اخلرب اسم اس تفهام ‪ :‬أى رجل زي د؟‬
‫ومث ال كونه كم اخلربية ‪ :‬كم درهم مالك ومث ال ك ون املس وغ لالبت داء ب النكرة ك ون خربها ظرفا أو جمرورا‬
‫مق دما عليها ‪ :‬ىف ال دار رجل ‪ ،‬وعن دك ام رأة ‪ ،‬ومث ال ك ون املبت دأ أن ومعموليها ‪ :‬ىف الكت اب أنك منطلق ‪،‬‬
‫ومثال اتصال الضمري العائد على شئ ىف اخلرب قولك ‪ :‬ىف الدار صاحبها ‪ ،‬مجيع ذلك يلزم فيه تقدمي اخلرب ‪ ،‬وما‬
‫عدا ذلك أنت فيه باخليار حنو قولك ‪ :‬زيد قائم ‪ ،‬وإن شئت قلت ‪ :‬قائم زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وجيوز دخول الفاء ىف اخلرب» إىل آخره مثال دخول الفاء يف خرب املوصول والنكرة املوصوفة‬
‫عند استيفاء الشروط قولك ‪ :‬الذى ىف الدار فله درهم ‪ ،‬والذى عندك فله دينار ‪ ،‬والذى أتاىن فله جبّة ‪ ،‬وكل‬
‫رجل يف ال دار فله درهم ‪ ،‬وكل رجل عن دك فله دين ار ‪ ،‬وكل رجل أت اىن فله جبة ‪ ،‬ف إن مل يق در الك ون يف‬
‫الدار أو عندك واإلتيان سببا ىف استحقاق الدينار أو الدرهم أو اجلبة ‪ ،‬بل استحق ذلك بسبب آخر ـ مل تدخل‬
‫الفاء ىف اخلرب ‪ ،‬ولو‬
‫فهرس املوضوعات ‪129 .............................................................................‬‬

‫تك ون الص لة أو الص فة ظرفا أو جمرورا أو مجلة فعلية غري ش رطية يك ون الفعل منها على‬
‫هيئة ال تناىف أداة الشرط ‪ ،‬وبشرط أن يكون اخلرب مستح ّقا بالصلة أو بالصفة (‪.)1‬‬
‫__________________‬
‫قلت ‪ :‬الذى أبوه قائم فله درهم ‪ ،‬وكل رجل أبوه قائم فله درهم ـ مل يسغ ذلك ؛ ألن الصلة والصفة ليستا‬
‫بظرف وال جمرور وال فعل وكذلك لو قلت ‪ :‬كل رجل إن يأتىن آته فله درهم ‪ ،‬والذى إن يأتىن آته فله درهم‬
‫‪ ،‬مل يسغ ذلك ألن الصلة والصفة مجلة شرط وجزاء وكذلك لو قلت ‪ :‬الذى ما أتاىن فله درهم ‪ ،‬وكل رجل‬
‫ما أت اىن فله درهم ‪ ،‬مل يسغ ذلك ؛ ألن أداة الش رط ال ت دخل على الفعل املنفى مبا ‪ ،‬ال تق ول ‪ :‬إن ما أت اىن‬
‫أحد فله درهم ‪ ،‬فالصواب ىف مجيع ذلك إسقاط الفاء من اخلرب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬الصفة‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 130‬فهرس املوضوعات‬

‫باب االشتغال‬
‫وإمنا ع ّقب به بعد املبتدأ واخلرب ؛ أل ّن كثريا من مسائله يرجع إىل ذلك ‪ ،‬فاالشتغال‬
‫‪ :‬هو أن ‪ /‬يتق دم اسم ويت أخر عنه فعل متص رف أو ما ج رى جمراه ‪ ،‬قد عمل ىف ض مري‬
‫ذلك االسم أو ىف س ببيّه ‪ ،‬ولو مل يعمل فيه ‪ ،‬لعمل ىف االسم املشتغل عنه ‪ ،‬أو ىف موضعه‬
‫‪:‬‬
‫فمث ال عمله ىف االسم ‪ :‬قولك ‪« :‬زيد ض ربته» ؛ أال ت رى أنه لو مل يعمل الفعل ىف‬
‫الضمري ‪ ،‬لنصب زيدا‪.‬‬
‫ومثال عمله ىف موضعه ‪ :‬قولك ‪« :‬أزيد قام أبوه» ؛ أال ترى أ ّن «قام» لو مل يعمل‬
‫ىف األب ‪ ،‬مل يعمل ىف زيد ؛ أل ّن الفاعل ال يتق ّدم على الفعل ‪ ،‬لكن يعمل ىف ظ رف أو‬
‫جمرور إن وقع موقعه‪.‬‬
‫وأعىن بالسبىب (‪ : )1‬ما اتصل به ضمري عائد على املشتغل عنه ‪ ،‬وما اشتملت صفته‬
‫خاص ة ‪،‬‬
‫على ضمري عائد عليه ‪ ،‬وما عطف عليه اسم قد اتصل به ضمري عائد عليه بالواو ّ‬
‫وما أضيف إىل شىء من ذلك‪.‬‬
‫واالسم املش تغل عنه إن مل يتقدمه ش ىء ‪ ،‬وك ان العامل ال ذى بع ده ليس ىف معىن‬
‫أمر وال هنى وال دع اء ‪ :‬فإما أن يعمل ىف الض مري أو ىف الس بىب رفعا أو غ ريه ‪ :‬ف إن عمل‬
‫(‪)3‬‬
‫فيه رفعا ‪ ،‬مل جيز ىف املشتغل عنه إال الرفع على االبتداء (‪ ، )2‬وإن عمل فيه غري ذلك ‪،‬‬
‫__________________‬
‫بالس بىب» إىل آخ ره مث ال ما أض يف إىل ض مري املش تغل عنه ‪ :‬زيد‬ ‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب االش تغال ق وىل ‪« :‬وأعىن ّ‬
‫ضربت أخاه ‪ ،‬فاألخ مضاف إىل ضمري املشتغل عنه ‪ ،‬وهو زيد ‪ ،‬ومثال ما أضيف إىل ما اتصل بضمريه ‪ :‬زيد‬
‫ض ربت غالم أبيه ‪ ،‬ومث ال ما اش تملت ص فته على ض مري عائد عليه ‪ :‬زيد ض ربت رجال يبغضه ‪ ،‬ومث ال ما‬
‫عطف عليه اسم قد اتصل به ضمري عائد عليه بالواو خاصة ‪ :‬زيد ضربت رجال وأخاه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن عمل ىف الض مري أو الس بىب ‪ ،‬رفعا ـ مل جيز ىف املش تغل عنه إال الرفع على االبت داء» ‪،‬‬
‫ومثال ذلك ‪ :‬زيد قام ‪ ،‬وزيد قام أبوه ‪ ،‬ال جيوز ىف «زيد» ىف املسألتني إال الرفع على االبتداء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن عمل فيه غري ذل ك» إىل آخ ره مث ال ذلك ‪ :‬زيد ض ربته ‪ ،‬وزيد م ررت به ‪ ،‬وزيد‬
‫ضربت أخاه ‪ ،‬وزيد مررت بأخيه ‪ ،‬األحسن ‪ ،‬ىف مجيع ذلك الرفع على االبتداء ؛ ألنه ليس فيه تكلف إضمار‬
‫فعل ‪ ،‬وجيوز فيه النصب بإضمار فعل يفسره الظاهر من لفظه‬
‫فهرس املوضوعات ‪131 .............................................................................‬‬

‫جاز فيه الرفع على االبتداء ؛ وهو املختار ‪ ،‬والنصب على إضمار فعل يفسره الظاهر من‬
‫لفظه إن أمكن ؛ وإال فمن معناه‪.‬‬
‫واملخفوض إذا (‪ )1‬كان ىف موضع رفع يعامل ىف هذا الباب معاملة املرفوع (‪ )2‬إال أ ّن‬
‫النصب أبدا ىف هذا الباب (‪ )3‬مع الضمري املنصوب أحسن منه مع السبىب املنصوب ‪ ،‬ومع‬
‫الس بىب املنص وب أحسن منه مع الض مري اجملرور ‪ ،‬ومع الض مري اجملرور أحسن منه مع‬
‫السبىب اجملرور‪.‬‬
‫ف إن ك ان العامل ىف معىن أمر أو هنى أو دع اء (‪ ، )4‬ج از ـ أيضا ـ ىف املش تغل عنه‬
‫الرفع على االبت داء ‪ ،‬واحلمل على إض مار فعل ؛ فيك ون على حسب الض مري أو الس بىب ‪،‬‬
‫فإن كان مرفوعا رفع ‪ ،‬وإن كان منصوبا أو خمفوضا ‪ ،‬نصب ‪ ،‬واالختيار إضمار الفعل‪.‬‬
‫__________________‬
‫إن أمكن ‪ ،‬وذلك حنو قولك ‪ :‬زي دا ض ربته أى ‪ :‬ض ربت زي دا ض ربته ‪ ،‬وإال فمن معن اه حنو قولك ‪ :‬زي دا‬
‫ضربت أخاه وزيدا مررت به وزيدا مررت بأخيه أى ‪ :‬أهنت زيدا ضربت أخاه ‪ ،‬ولقيت زيدا مررت به وال‬
‫بست زيدا مررت بأخيه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬إن‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واملخفوض إذا كان ىف موضع رفع يعامل ىف هذا الباب معاملة املرفوع» مثال ذلك ‪ :‬زيد‬
‫سري به ‪ ،‬ال جيوز ىف زيد إال الرفع على االبتداء ‪ ،‬كما ال جيوز ىف ‪ :‬زيد قام ‪ ،‬إال الرفع على االبتداء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أن النصب أبدا ىف هذا الباب» إىل آخره إمنا كان النصب ىف ‪ :‬زيدا ضربته ‪ ،‬أحسن منه‬
‫ىف ‪ :‬زي دا م ررت به ؛ ألن ض رب يفسر العامل املض مر من لفظه ومعن اه ‪ ،‬وىف ‪ :‬زي دا م ررت به يفس ره من‬
‫معن اه ‪ ،‬وك ان النصب ىف قولك ‪ :‬زي دا م ررت به أحسن منه ىف قولك زي دا ض ربت أخ اه ؛ ألن داللة م ررت‬
‫على لقيت أبني من داللة ضربت على أهنت ‪ ،‬والنصب ىف قولك ‪ :‬زيدا ضربت أخاه أحسن ـ منه ىف قولك ‪:‬‬
‫زي دا م ررت بأخيه ؛ ألن ض ربت يصل بنفسه كأهنته ‪ ،‬وليس م ررت بواصل إىل معموله كوص ول ال بس ت‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان العامل ىف معىن أمر أو هنى أو دعاء» إىل آخره إمنا خيتار النصب بإضمار فعل إن‬
‫ك ان الض مري أو الس بىب منص وبا ؛ ألن األمر والنهى ال يكون ان إال بالفعل ؛ ف اختري إض مار الفعل ل ذلك ‪،‬‬
‫والدعاء مبنزلة األمر ؛ ألنه طلب مثله ؛ وكذلك كان حق باب صيغة فعله أن يكون كصيغة فعل األمر ؛ حنو‬
‫قولك ‪ :‬اغفر اللهم لزيد ‪ ،‬ومثال ذلك ‪ :‬زيدا اضربه ‪ ،‬وزيدا ال تضربه ‪ ،‬وزيدا امرر به ‪ ،‬وزيدا ال مترر به ‪،‬‬
‫وزي دا اغفر له ‪ ،‬وزي دا اض رب أخ اه ‪ ،‬وزي دا ال تض رب أخ اه ‪ ،‬وزي دا ام رر بأخيه ‪ ،‬وزي دا ال مترر بأخيه ‪،‬‬
‫وزي دا غفر اهلل ألبيه ‪ ،‬وملثل تلك العلة أيضا خنت ار الرفع بإض مار فعل إذا ك ان الض مري أو الس بىب مرفوعا ‪ ،‬حنو‬
‫قولك ‪ :‬زيد‬
‫‪ ............................................................................. 132‬فهرس املوضوعات‬

‫ه ذا إذا (‪ )1‬مل يقع العامل ص لة أو ص فة (‪ )2‬أو يفصل بينه وبني املش تغل عنه أداة من‬
‫أدوات الص دور ‪ ،‬وهى ‪ :‬ما النافية ‪ ،‬وال ىف ج واب القسم ‪ ،‬وأدوات االس تفهام أو‬
‫الش رط أو التحض يض ‪ ،‬وهى ‪ :‬هال ولو ال ولو ما وأال مبعناها ‪ ،‬والم االبت داء أو الداخلة‬
‫على جواب القسم ‪ ،‬فإنه ال جيوز فيه إذ ذاك إال ‪ /‬الرفع على االبتداء‪.‬‬
‫وإن تقدمه ش ىء ‪ :‬فإما أن يك ون ح رف عطف ‪ ،‬أو أداة ال يليها إال الفعل ظ اهرا‬
‫أو مض مرا ‪ ،‬أو أداة هى بالفعل أوىل ‪ ،‬أو س ؤاال تك ون مجلة االش تغال جوابا له ‪ ،‬أو غري‬
‫ذلك‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فإن تقدمه غري ذلك ‪ :‬فاألمر فيه على ما كان عليه لو مل يتقدمه شىء‬
‫وإن تقدمه سؤال (‪ ، )4‬فإن كان العامل ىف الضمري أو السبىب غري خرب ‪ ،‬فاألمر على‬
‫ما كان عليه لو مل يتقدمه شىء‪.‬‬
‫وإن ك ان خ ربا ‪ ،‬ج از ىف املش تغل عنه الرفع على االبت داء ‪ ،‬واحلمل على إض مار‬
‫فعل ‪ ،‬إال أ ّن االختي ار ‪ :‬أن يوافق املش تغل عنه ىف إع راب االسم ال ذى اس تفهم به ‪ ،‬ف إن‬
‫كان‬
‫__________________‬
‫ليقم ‪ ،‬وزيد ليقم أبوه ‪ ،‬وزيد ال يقم ‪ ،‬وزيد ال يقم أبوه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬ما‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ما مل يقع العامل صلة أو صفة ‪ »...‬إىل آخره مثال وقوع العامل صلة ‪ :‬زيد الذى ضربته ‪،‬‬
‫ومثال وقوعه صفة ‪ :‬زيد رجل يكرمه عمرو ‪ ،‬ومثال الفصل بينهما مبا ‪ :‬زيد ما ضربته وبأداة االستفهام ‪ :‬زيد‬
‫أض ربته؟ وب أداة ش رط ‪ :‬زيد إن تض ربه يض ربك ‪ ،‬وب أداة حتض يض ‪ :‬زيد هال ض ربته ‪ ،‬وبالم االبت داء ‪ :‬زيد‬
‫لتضربه ‪ ،‬وبالم القسم ‪ :‬زيد لتضربنه ال جيوز ىف زيد يف مجيع ذلك إال الرفع على االبتداء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن تقدمه غري ذلك ‪ ،‬فاألمر على ما كان عليه لو مل يتقدمه شئ» مثال ذلك أن تتقدمه أال‬
‫االستفتاحية حنو قولك ‪ :‬أال زيد ضربته ‪ ،‬االختيار ىف زيد الرفع على االبتداء كما كان قبل أن تدخل عليه أال‬
‫‪ ،‬وجيوز نصبه بإضمار فعل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن تقدمه س ؤال ‪ »...‬إىل آخ ره مث ال تق دم الس ؤال مع ك ون العامل غري خرب قولك يف‬
‫ج واب من ق ال ‪ :‬أى رجل أض ربه؟ ‪ :‬زي دا اض ربه ‪ ،‬وىف ج واب من ق ال ‪ :‬أى رجل ال أض ربه؟ ‪ :‬زي دا ال‬
‫تض ربه ‪ ،‬االختي ار ىف زيد يف املس ألتني النصب ‪ ،‬كما ك ان قبل تق دم الس ؤال ‪ ،‬ومث ال تقدمه مع ك ون العامل‬
‫خ ربا قولك يف جواب من ق ال أى رجل ض ربت؟ ‪ :‬زيدا ض ربته ‪ ،‬وىف جواب من ق ال ‪ :‬أى رجل ض ربته؟ ‪:‬‬
‫زيد ضربته ‪ ،‬فتنصب زيدا وترفعه إال أن االختيار إذا كان اسم السؤال الذى هو أى منصوبا ـ أن تنصبه ‪ ،‬وإذا‬
‫كان مرفوعا أن ترفعه‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪133 .............................................................................‬‬

‫مبتدأ أو معموال لفعل ‪ ،‬كان هو كذلك‪.‬‬


‫وإن تق ّدمه ح رف عطف (‪ ، )1‬فال خيلو ـ أيضا ـ أن يك ون العامل ـ أيضا ـ خ ربا أو‬
‫غري خرب ‪:‬‬
‫فإن كان غري خرب ‪ ،‬فاألمر ىف املشتغل عنه على ما كان عليه لو مل يتق ّدمه شىء‪.‬‬
‫وإن كان خربا ‪ :‬فإما أن يكون العطف على مجلة امسية ؛ فيكون األمر على ما كان‬
‫عليه لو مل يتق ّدمه شىء ‪ ،‬وإما [أن يكون] (‪ )2‬على مجلة فعلية ؛ فيجوز االبتداء ‪ ،‬واحلمل‬
‫على إض مار فعل ‪ ،‬واملخت ار ‪ :‬احلمل على إض مار الفع ل‪ .‬وإما (‪ )3‬أن يك ون العطف على‬
‫مجلة ذات وجهني ؛ فيستوى الرفع على االبتداء ‪ ،‬واحلمل على إضمار فعل‪.‬‬
‫ه ذا ما مل يفصل بني ح رف العطف وبني املش تغل عنه بـ «إذا» (‪ )4‬الىت للمفاج أة ؛‬
‫فال جيوز [فيه] (‪ )5‬إال االبتداء ؛ إال أن يكون الفعل العامل ىف الضمري أو ىف السبىب‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن تقدمه حرف عطف ‪ »...‬إىل آخره مثال تقدم حرف العطف عليه ‪ ،‬والعامل غري خرب‬
‫قولك ‪ :‬اض رب زي دا وعم رو ال تض ربه ‪ ،‬وال تض رب زي دا وعم را اض ربه ‪ ،‬االختي ار ىف عم رو النصب على‬
‫إض مار فعل ‪ ،‬وجيوز رفعه على االبت داء ‪ ،‬كما ك ان لو مل يتقدمه شئ ‪ ،‬ومث ال تق دم ح رف العطف والعامل‬
‫خرب ‪ ،‬وقد تق دم ح رف العطف مجلة امسيّة قولك ‪ :‬عم رو أخ وك وزيد ض ربته ‪ ،‬االختي ار ىف زيد الرفع على‬
‫االبتداء ‪ ،‬كما كان قبل أن يتقدمه شئ ‪ ،‬وجيوز النصب بإضمار فعل ‪ ،‬ومثال تقدمه والعامل خرب ‪ ،‬وقد تقدم‬
‫حرف العطف مجلة فعلية قولك ‪ :‬ضربت زيدا وعمرا أكرمته ‪ ،‬االختيار ىف عمرو النصب بإضمار فعل ‪ ،‬حىت‬
‫تك ون قد عطفت مجلة فعلية ‪ ،‬على مجلة فعلية وجيوز رفعه على االبت داء ‪ ،‬ومث ال تق دم ح رف العطف على‬
‫االسم املشتغل عنه وقد تقدمه مجلة ذات وجهني قولك ‪ :‬زيد ضربته وعمرو أكرمته ‪ ،‬يستوى ىف عمرو الرفع‬
‫على االبت داء رعيا للجملة بأس رها ‪ ،‬ألهنا امسية أى ‪ :‬ص درها اسم ‪ ،‬والنصب بإض مار فعل رعيا للجملة‬
‫الصغرى الىت هى ‪ :‬ضربته ‪ ،‬من قولك ‪ :‬زيد ضربته‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬وهلا‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬هذا ما مل يفصل بني حرف العطف واملشتغل عنه بـ «إذا» ‪ »...‬إىل آخره مثال الفصل بإذا‬
‫بأما‬
‫الىت للمفاج أة ‪ :‬أتيت زي دا ف إذا عم رو يض ربه ‪ ،‬ال جيوز ىف عم رو إال الرفع على االبت داء ومث ال الفصل ّ‬
‫قولك ‪ :‬ضربت زيدا وأما عمرو فأكرمته ‪ ،‬االختيار ىف عمرو الرفع على االبتداء كما كان لو مل يتقدمه شىء‬
‫‪ ،‬وجيوز نصبه بإضمار فعل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬سقط يف ط‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 134‬فهرس املوضوعات‬

‫مقرونا بعده ؛ فإ ّن حكم االسم إذ ذاك كحكمه لو مل يتقدمه شىء ‪ ،‬أو بـ «أما» ؛ فيبقى‬
‫على حكمه لو مل يتقدمه شىء‪.‬‬
‫وإن تق ّدمته أداة ال يليها إال الفعل ظ اهرا أو مض مرا ‪ ،‬مل جيز ىف املش تغل عنه إال‬
‫احلمل على إض مار فعل ‪ ،‬وتلك األدوات هى أدوات الش رط (‪ ، )1‬وأعىن ب ذلك ‪ :‬إن‬
‫وأخواهتا ‪« ،‬ول و» الىت هى ح رف ملا كان سيقع لوقوع غ ريه ‪ ،‬أو مبعىن «إن» ‪ ،‬والفرق‬
‫بينهما ‪ :‬أ ّن الىت هى ملا كان سيقع لوقوع غريه يكون الفعل الذى بعدها مبعىن ‪ /‬املضى ‪،‬‬
‫وإن مل تكن ص يغته ص يغة املاضى ؛ حنو قولك ‪« :‬لو يق وم زيد أمس ‪ ،‬لق ام عم رو» وإن‬
‫شئت أسقطت الالم ‪ ،‬والىت هى مبعىن «إن» ختلص الفعل لالستقبال ‪ ،‬وإن كانت صيغته‬
‫صيغة املاضى ‪ ،‬صربت معناه إىل االستقبال ؛ حنو قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ار‬ ‫اتت بأطه‬ ‫اء ولو ب‬ ‫‪ 29‬ـ ق وم إذا ح اربوا ش ّدوا م آزرهم ‪  ‬دون النّس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬وإن باتت بأطهار‪.‬‬


‫«ولو» من ‪« :‬نعم العبد صهيب لو مل خيف اهلل مل يعصه» (‪ )3‬حمتملة الوجهني‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وتلك األدوات هى أدوات الشرط ‪ »...‬إىل آخره مثال تقدم أداة الشرط ‪ :‬إن زيدا ضربته‬
‫ض ربك ‪ ،‬ولو زي دا ض ربته ض ربك ‪ ،‬ال جيوز ىف زيد ىف املس ألتني إال احلمل على إض مار فعل ‪ ،‬وينص به س واء‬
‫كانت لو مبعىن إن ‪ ،‬أو حرف امتناع المتناع‪.‬‬
‫والفرق بينهما أ ّن الىت هى مبعىن إن ‪ ،‬تدخل على املاضى ‪ ،‬فتخلصه لالستقبال حنو قوله تعاىل ‪َ ( :‬فلَ ْن‬
‫َح ِد ِه ْم ِم ْلءُ اأْل َْر ِ‬
‫ض ذَ َهب اً َولَ ِو افْتَ دى بِ ِه) [آل عمران ‪ ]91 :‬والىت هى حرف امتناع المتناع تدخل‬ ‫ِ‬
‫ُي ْقبَ َل م ْن أ َ‬
‫على املضارع فتخلصه إىل املاضى ‪ ،‬حنو قولك ‪ :‬لو يقوم زيد قام عمرو ‪ ،‬تريد ‪ :‬لو قام زيد قام عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت لألخطل والشاهد فيه قوله ‪« :‬ولو باتت بأطهار» حيث جاءت «لو» شرطية مبعىن «إن» ‪ ،‬صارفة‬
‫املاضي إىل االستقبال‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 84‬ومحاسة البحرتي ‪ ، 34‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 646 / 2‬ونوادر أيب زيد ‪150‬‬
‫‪ ،‬وبال نسبة يف اجلىن الداىن ‪ ، 285‬ورصف املباين ‪ ، 291‬وشرح األمشوين ‪ ، 601 / 3‬وشرح عمدة احلافظ‬
‫‪ ، 584 ، 583‬ومغىن اللبيب ‪264 / 1‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪ :‬وعلى ذلك ينبغى أن حنمل «نعم العبد صهيب لو مل خيف اهلل مل يعصه» أى ‪ :‬على أهنا مبعىن‬
‫إن ‪ ،‬كأنه قال ‪« :‬إن مل خيف اهلل مل يعصه»‬
‫[أراد أن ص هيبا إمنا يطيع اهلل حبا ال ملخافة عقابه س بحانه وقد اش تهر ىف كالم األص وليني وأص حاب‬
‫املعاىن وأهل العربية من حديث عمر ‪ ،‬وبعضهم يرفعه إىل النىب صلّى اهلل عليه وسلّم ‪ ،‬وذكر البهاء السبكى أنه‬
‫مل يظفر به بعد البحث‪ .‬وكذا كثري من أهل اللغة لكن نقل ىف املقاصد عن‬
‫فهرس املوضوعات ‪135 .............................................................................‬‬

‫وأدوات التحض يض (‪ ، )1‬وهى ‪ :‬هال ولو ال ولو ما وأال مبعناها ‪ ،‬ف إن ك انت «لو‬
‫ال» حرف امتناع لوجود ‪ ،‬مل يلها إال االبتداء ‪ ،‬وتدخل «الالم» ىف جواهبا ‪ ،‬وجواب‬
‫__________________‬
‫احلافظ ابن حجر أنه ظفر به ىف مش كل احلديث البن قتيبة من غري إس ناد‪ .‬وق ال ىف الآلىلء ‪ :‬منهم من جيعله‬
‫من كالم عمر ‪ ،‬وقد كثر السؤال عنه ‪ ،‬ومل أقف له على أصل ‪ ،‬وسئل بعض شيوخنا احلفاظ عنه ‪ ،‬فلم يعرفه‬
‫‪ ،‬لكن روى أبو نعيم ىف احللية بسند ضعيف عن عبد اهلل بن األرقم أنه قال ‪ :‬حضرت عمر عند وفاته مع ابن‬
‫عباس واملسور ابن خمرمة ‪ ،‬فقال عمر مسعت رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم يقول ‪« :‬إن ساملا شديد احلب هلل‬
‫عز وجل ‪ ،‬لو ك ان ال خياف اهلل ما عص اه» وىف لفظ ‪« :‬لو مل خيف اهلل ما عص اه» ‪ ،‬وىف رواية ق ال ‪« :‬لو‬
‫اس تخلفت س املا م وىل أىب حذيفة ‪ ،‬فس ألىن رىب ما محلك على ذل ك؟ لقلت مسعت نبيك ص لّى اهلل عليه وس لّم‬
‫يق ول إنه حيب اهلل حقا من قلب ه» ‪ ،‬وق ال اجلالل الس يوطى ىف ش رح نظم التلخيص ‪« :‬ك ثر س ؤال الن اس عن‬
‫حديث «نعم العبد صهيب ‪ ،‬لو مل خيف اهلل مل يعصه» ‪ ،‬ونسبه بعضهم إىل النىب ص لّى اهلل عليه وس لّم ‪ ،‬ونسبه‬
‫ابن مالك ىف ش رح الكافية وغ ريه إىل عمر ‪ ،‬ق ال الش يخ هباء ال دين الس بكى مل أر ه ذا الكالم ىف ش ىء من‬
‫كتب احلديث ‪ ،‬ال مرفوعا وال موقوفا ‪ ،‬ال عن عمر وال عن غريه ‪ ،‬مع شدة التفحص عنه» انته‪.‬‬
‫نعم قد روى الديلمى ىف سامل ال صهيب عن عمر مرفوعا أن معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة ال‬
‫حيجبه من اهلل إال املرس لون ‪ ،‬وإن س املا م وىل أىب حذيفة ش ديد احلب ىف اهلل ‪ ،‬لو مل خيف اهلل ما عص اه‪ .‬واهلل‬
‫أعلم‪.‬‬
‫ينظر كشف اخلفا ‪ 446‬ـ ‪ ، 447‬املص نوع ىف معرفة احلديث املوض وع ‪ ، 202‬األس رار املرفوعة‬
‫‪ 253‬ـ ‪ ، 255‬الفوائد اجملموعة ‪ ، 409‬التذكرة للفتىن ‪ ، 101‬الدرر املنتثرة ىف األحاديث املشتهرة للسيوطى‬
‫‪.]165‬‬
‫وإمنا محلتها على ذلك ألهنا لو ك انت ح رف امتن اع المتن اع ‪ ،‬لك ان املعىن فاس دا ‪ ،‬ألنه إذا امتنع النفى ل زم‬
‫اإلجياب ؛ فيل زم من ذلك أن يك ون خ اف اهلل وعص اه ‪ ،‬وهو خالف املعىن املراد ‪ ،‬وال يل زم ذلك إذا جعلتها‬
‫مبعىن إن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأدوات التحضيض ‪ »...‬إىل آخره مثال تقدم أداة التحضيض ‪ :‬هال زيدا ضربته ‪ ،‬ال جيوز‬
‫ىف زيد إال النصب بإضمار فعل ؛ ألن أداة التحضيض ال يليها املبتدأ ‪ ،‬فأما قول الشاعر ‪[ :‬من الطويل]‬
‫فيعها‬ ‫إىل فهاّل نفس ليلى ش‬
‫فاعة ‪ّ  ‬‬ ‫لت بش‬ ‫ونبّئت ليلى أرس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت للمجنون ىف ديوانه ص ‪ ، 154‬وإلبراهيم الصوىل ىف ديوانه ص ‪ 185‬والبن الدمينة ىف‬
‫ملحق ديوانه ص ‪ ، 206‬وللمجن ون أو البن الدمينة أو للص مة بن عبد اهلل القش ريى ىف ش رح ش واهد املغىن‬
‫‪ ، 221 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 416 / 3‬وألحد هؤالء أو إلبراهيم الصوىل ىف خزانة األدب ‪، 60 / 3‬‬
‫وللمجنون أو للصمة القشريى ىف الدرر ‪ 106 / 5‬وللمجنون أو لغريه ىف املقاصد النحوية ‪ ، 457 / 4‬وبال‬
‫نسبة ىف األغاىن ‪ 314 / 11‬وأوضح املسالك ‪ ، 129 / 3‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 320‬وجواهر األدب‬
‫ص ‪394‬‬
‫‪ ............................................................................. 136‬فهرس املوضوعات‬

‫«ل و» إذا ك ان موجبا أو منفيّا بـ «م ا» [أو مبعناه ا](‪ ، )1‬وجيوز ح ذفها ‪ ،‬ومن ذلك قوله‬
‫[من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ورى‬ ‫‪ 30‬ـ لو ال احلي اء وب اقى ال ّدين عبتكما ‪  ‬ببعض ما فيكما إذ عبتما ع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وحذفها مع «ما» أحسن من حذفها ىف املوجب ‪ ،‬فإن كان اجلواب منفيّا بـ «مل»‬
‫مل جيز دخول الالم عليه ‪ ،‬وكل ظرف زمان ملا يستقبل ‪ ،‬وإن تق ّدمه أداة هى بالفعل أوىل‬
‫‪ ،‬كان االختيار احلمل على إضمار فعل ‪ ،‬وجيوز الرفع على االبتداء‪.‬‬
‫__________________‬
‫واجلىن ال داىن ص ‪ ، 613 ، 509‬وخزانة األدب ‪، 313 ، 245 / 11 ، 229 / 10 ، 513 / 8‬‬
‫ورصف املباىن ص ‪ ، 408‬والزهرة ص ‪ ، 193‬وشرح األمشوىن ‪ ، 316 / 2‬وشرح التصريح ‪، 41 / 2‬‬
‫وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 322‬ومغىن اللبيب ‪ ، 74 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.]67 / 2‬‬
‫وقول اآلخر [من البسيط] ‪:‬‬
‫ريد‬ ‫اء فهاّل فيك تص‬ ‫رف ‪  ‬عند اللق‬ ‫الت ‪ :‬أراك مبا أنفقت ذا س‬ ‫ق‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر شرح املقرب للدكتور على فاخر ‪]834 / 2‬‬


‫ف «نفس» ليلى و «تصريد» حمموالن على إضمار فعل ‪ ،‬وليسا مببتدأين ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬فهال رئى فيك‬
‫تصريد ‪ ،‬وهال شفعت نفس ليلى هلا ‪ ،‬وشفيعها بدل من نفس أو خرب ابتداء مضمر أى ‪ :‬هو شفيعها املقبول ‪:‬‬
‫وحذف الصفة لفهم املعىن ‪ :‬وكل ظرف ملا يستقبل فإنه إذا تقدم االسم املشتغل عنه جيرى جمرى أداة الشرط ؛‬
‫فإن االسم ال يكون إذ ذاك إال حمموال على فعل مضمر ‪ ،‬فإذا قلت ‪ :‬إذا زيدا ضربته غضب ‪ ،‬مل جيز ىف زيد‬
‫إال النصب بإض مار فعل ‪ ،‬ولو قلت ‪ :‬إذا زيد ق ام ق ام عم رو ‪ ،‬مل يكن زيد إال مرفوعا بإض مار فعل أى ‪ :‬إذا‬
‫ق ام زيد ق ام عم رو ‪ ،‬فأض مرت ق ام األوىل ؛ لداللة الثانية عليها ‪ ،‬والدليل على أنه حمم ول على إضمار فعل ‪:‬‬
‫أنه مل يؤت بعد إذا بصريح املبتدأ واخلرب ‪ ،‬ال يقال ‪ :‬إذا زيد قائم قام عمرو ‪ :‬فأما قول الشاعر ‪[ :‬من الطويل]‬
‫ّرأس أنكب‬ ‫زى مائل ال‬ ‫دوا ‪  ‬إذا اخلصم أب‬ ‫ّدوىن ملثلى تفاق‬ ‫فهال أع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت لبعض بىن فقعس ىف اخلزانة ‪ ، 30 ، 29 / 3‬وش رح دي وان احلماسة للم رزوقى ص‬
‫‪ ، 214‬وبال نسبة ىف لسان العرب (نكب) ‪( ،‬تيز)]‬
‫ف ـ «أبزى» فعل م اض مبعىن غلب ‪ ،‬وليس امسا على وزن أفعل ‪ ،‬ويك ون قوله «مائل الرأس أنكب»‬
‫خرب ابتداء مضمر أى ‪ :‬هو مائل الرأس أنكب ‪ ،‬واجلملة يف موضع احلال من الضمري ىف أبزى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت لـ «ابن مقبل» ‪ ،‬والشاهد فيه ‪ :‬أن حذف الالم من جواب «لو ال» ضرورة أو قليل‪.‬‬
‫وينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 76‬وال درر ‪ ، 104 / 5‬والش عر والش عراء ‪ ، 463 / 1‬ولس ان الع رب‬
‫(بعض) ‪ ،‬وبال نسبة يف اجلىن الداين ‪ ، 598‬ورصف املباين ‪ ، 242‬ومهع اهلوامع ‪.67 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪137 .............................................................................‬‬

‫واألدوات الىت هى بالفعل أوىل ‪ :‬أدوات االس تفهام (‪ ، )1‬وما وال النافيت ان ‪ ،‬إال أن‬
‫أدوات الشرط وأدوات االستفهام (‪ )2‬إذا وقع بعدها الفعل واالسم ـ ق ّدم الفعل على االسم‬
‫؛ فال تكون املسألة من [باب](‪ )3‬االشتغال‪.‬‬
‫وال جيوز تقدمي االسم على الفعل إال ىف ضرورة شعر ‪ ،‬ما عدا اهلمزة ‪ ،‬وإذا كان‬
‫الفعل ال ذى دخلت عليه ماض يا ‪ ،‬فإنه جيوز تق دمي االسم بع دها على الفعل ىف الكالم ‪،‬‬
‫وإن كان االختيار تقدمي الفعل ‪ ،‬واالسم املشتغل عنه ىف هذا الباب إن كان له ضمري‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واألدوات الىت هى بالفعل أوىل أدوات االستفهام ‪ »...‬إىل آخره مثال تقدم أداة االستفهام‬
‫على االسم املش تغل عنه ‪ :‬أزي دا ض ربته؟ ‪ ،‬ومث ال تق دم ما وال الن افيتني عليه ‪ :‬ما زي دا ض ربته ‪ ،‬وال عم را‬
‫أكرمته ‪ ،‬االختي ار ىف زيد وعم رو ىف مجيع ذلك النصب بإض مار فعل يفس ره ما بع ده ‪ ،‬وجيوز رفعهما على‬
‫االبتداء ‪ ،‬وكذلك لو قلت ‪ :‬أزيد قام ‪ ،‬وما زيد قام وال عمرو خرج ‪ ،‬لكان االختيار ىف زيد وعم رو الرفع‬
‫بإض مار فعل يفس ره ما بع ده ‪ ،‬وجيوز رفعهما على االبت داء ‪ ،‬وإمنا اختري ىف االسم الواقع بع دها احلمل على‬
‫إضمار فعل لشبهها بأدوات الشرط ‪ ،‬وذلك أن الفعل بعدها غري واقع ‪ ،‬كما أنه بعد أداة الشرط كذلك ‪ ،‬أال‬
‫ترى أن القيام إذا دخلت عليه أداة الشرط ـ غري واقع ‪ ،‬كما أنه كذلك إذا دخلت عليه أداة نفى أو استفهام ‪،‬‬
‫وأيضا ف إن االس تفهام قد يض من معىن الش رط ‪ ،‬فيحت اج إذ ذاك إىل ج واب فتق ول ‪ :‬أت أتيىن أكرم ك؟ ‪ ،‬كما‬
‫تق ول ‪ :‬إن ت أتىن أكرمك ‪ ،‬ولقص ور املش به عن املش به به جيوز ىف االسم الواقع بعد أداة االس تفهام وما وال‬
‫النافيتني ـ أن يرتفع على االبتداء ‪ ،‬وال جيوز ذلك ىف االسم الواقع بعد أداة الشرط‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أن أدوات الشرط وأدوات االستفهام ‪ »...‬إىل آخره مثال وقوع الفعل واالسم بعدمها ‪:‬‬
‫هل قام زيد؟ ومىت يقم زيد قام عمرو ‪ ،‬فتقدم الفعل ‪ ،‬وال جيوز أن تقول ‪ :‬هل زيد قام؟ ‪ ،‬ومىت زيد يقم قام‬
‫عم رو ‪ ،‬إال ىف ض رورة ‪ ،‬إال اهلم زة من أدوات االس تفهام ؛ فإنه قد جيوز ذلك فيها ىف الكالم فتق ول ‪ :‬أق ام‬
‫زيد؟ ‪ ،‬وإن شئت قلت ‪ :‬أزيد قام؟ ‪ ،‬وكذلك إن من أدوات الشرط إذا كان الفعل الذى بعدها ماضيا ‪ ،‬فإنه‬
‫قد جيوز ذلك فيها ىف الكالم ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬إن ق ام زيد ق ام عم رو ‪ ،‬وإن ش ئت قلت ‪ :‬إن زيد ق ام ق ام عم رو ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وق ال تع اىل ‪( :‬وإِ ْن أ ِ‬
‫جار َك ‪[ )...‬التوبة ‪ ، ]6 :‬وإمنا ج از ذلك فيهما ؛ ألن اهلم زة أم‬
‫اس تَ َ‬ ‫َح ٌد م َن ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫ين ْ‬ ‫َ َ‬
‫أدوات االس تفهام ‪ ،‬و «إن» ّأم أدوات الش رط ‪ ،‬وإمنا مل جيز ىف إن إال إذا ك ان الفعل ماض يا ؛ ألن الفعل‬
‫املاضى ال يظهر هلما فيه عمل ‪ ،‬فس هل ل ذلك الفصل بينها وبينه ىف اللفظ ‪ ،‬وإذا ك ان الفعل مض ارعا ظهر‬
‫عملها ‪ ،‬فلم يسغ الفصل بينهما ‪ ،‬ولو قلت ‪ :‬إن زيد يقم قام عمرو ‪ ،‬مل جيز إال ىف ضرورة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬سقط يف ط‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 138‬فهرس املوضوعات‬

‫واحد (‪ / )1‬أو س بىب واحد ‪ ،‬محلته عليه ‪ ،‬وإن ك ان له س ببيّان أو ض مريان منفص الن ‪ ،‬أو‬
‫ض مري منفصل وس بىب ‪ ،‬محلته على أيهما ش ئت ‪ ،‬وإن ك ان له ض مري متصل مرف وع مع‬
‫س بىب ‪ ،‬أو ض مري منفصل ‪ ،‬محلته على الض مري املتصل ال غري ‪ ،‬وإن ك ان له ض مري متصل‬
‫منص وب مع ض مري منفصل أو س بىب ‪ ،‬محلته على أيهما ش ئت ىف ب اب «ظننت» ‪ ،‬وىف ‪:‬‬
‫«فقدت وعدمت» ‪ ،‬وىف غري ذلك من األبواب ‪ ،‬ال جيوز محله إال على الضمري املتصل‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وإن ك ان له ض مريان متص الن ‪ ،‬محلته على املرف وع منهما ‪ ،‬إال أ ّن ذلك ال يك ون‬
‫«فقدت وعدمت»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إال ىف باب «ظننت» وىف‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واالسم املش تغل عنه ىف ه ذا الب اب إن ك ان له ض مري واح د» إىل آخ ره مث ال ما له ض مري‬
‫واحد أو س بىب واحد ‪ :‬زيد ض ربته وعم رو أك رمت أخ اه ‪ ،‬وقد تق دم حكمه ‪ ،‬ومث ال ما له س ببيان ‪ :‬أزي دا‬
‫ضرب أخاه أبوه ‪ ،‬ومثال ما له ضمريان منفصالن ‪ :‬أزيدا إياه مل يضرب إال هو ‪ ،‬ومثال ما له ضمري منفصل‬
‫وسبىب ‪ :‬أزيد مل يضرب أخاه إال هو ‪ ،‬مجيع ذلك خيتار فيه نصب زيد بإضمار فعل إن محلته علي املنصوب ‪،‬‬
‫ورفعه بإضمار فعل إن محلته على املرفوع ‪ ،‬وقد جيوز رفع زيد ىف مجيع ذلك باالبتداء‪.‬‬
‫ومثال ما له ضمري متصل مرفوع مع سبىب أو ضمري منفصل منصوب قولك ‪ :‬أزيد مل يضرب أخاه ‪،‬‬
‫وأزيد مل يضرب إال إياه ‪ ،‬واملختار ىف زيد الرفع بإضمار فعل محال على الضمري املرفوع املسترت ىف ‪ :‬يضرب ‪،‬‬
‫وجيوز رفعه على االبت داء ‪ ،‬وال جيوز فيه النصب بإض مار فعل أصال ‪ ،‬ال تق ول ‪ :‬أزي دا مل يض رب أخ اه؟ وال‬
‫أزي دا مل يض رب إال إي اه ومث ال ما له ض مري متصل منص وب مع ض مري منفصل أو س بىب ىف ب اب ظننت وىف‬
‫فق دت وع دمت ‪ :‬أزيد مل يظنّه إال هو قائم ا؟ ‪ ،‬وأزيد ظنه أخ وك قائم ا؟ ‪ ،‬وأزيد عدمه أخ وه؟ ‪ ،‬وأزيد مل‬
‫يعدمه إال ه و؟ ‪ ،‬املخت ار يف زيد النصب بإض مار فعل محال على الض مري املنص وب أو الرفع بإض مار فعل محال‬
‫على الض مري املنفصل أو الس بىب وجيوز الرفع على االبت داء ‪ ،‬ومث ال ما له ض مري متصل منص وب مع ض مري‬
‫منفصل أو سبىب ىف غري فقدت وعدمت وباب ظننت قولك ‪ :‬أزيدا مل يضربه إال هو؟ ‪ ،‬وأزيدا ضربه أخوه؟ ‪،‬‬
‫املختار ىف زيد النصب بإضمار فعل محال على الضمري املنصوب ‪ ،‬وجيوز فيه الرفع على االبتداء ‪ ،‬وال جيوز فيه‬
‫الرفع على إض مار فعل محال على الس بىب أو الض مري املنفصل ‪ ،‬كما ج از ذلك ىف ب اب ظننت ‪ ،‬ومث ال ما له‬
‫ض مريان متص الن قولك ‪ :‬أزيد ظنه قائم ا؟ املخت ار ىف زيد الرفع بإض مار فعل ‪ ،‬محال على الض مري املرف وع‬
‫ظن ‪ ،‬وجيوز رفعه على االبتداء ‪ ،‬وال جيوز نصبه محال على الضمري املنصوب ‪ ،‬وال يتصور أن‬ ‫املتصل املسترت ىف ّ‬
‫يك ون لالسم املش تغل عنه ضمريان متصالن أحدمها مرف وع ‪ ،‬واآلخر منص وب ىف غري ب اب ظننت وفقدت ‪،‬‬
‫وع دمت لو قلت ‪ :‬أزيد ض ربه؟ ‪ ،‬تريد ‪ :‬ض رب هو نفسه مل جيز ؛ ألن الض مري املتصل ال يتع ّدى فعله إىل‬
‫املضمر املتصل إال فيما ذكر من فقدت وعدمت وباب الظن‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪139 .............................................................................‬‬

‫باب كان وأخواتها‬


‫وهى ‪ :‬كان وأمسى وأصبح وأضحى وظل وبات وصار وليس وغدا وراح وآض‬
‫وما زال وما انفك وما فتئ وما برح وما دام وقعد من قوهلم ‪« :‬شحذ شفرته حىت قعدت‬
‫كأهنا حربة» ‪ ،‬وجاء ىف (‪ )1‬قوهلم ‪« :‬ما جاءت حاجتك»‪.‬‬
‫وهى أفعال ‪ ،‬وكلها جيوز فيها أن تدخل على املبتدأ واخلرب ‪ ،‬فما كان مبتدأ كان‬
‫امسا هلا إال اسم الش رط (‪ ، )2‬واسم االس تفهام ‪ ،‬وكم اخلربية ‪ ،‬واألمساء الىت ال تزم فيها‬
‫الرفع على االبتداء ؛ حنو ما التعجبية ‪ ،‬وأمين اهلل‪.‬‬
‫وما كان خربا للمبتدأ ‪ ،‬كان خربا هلا (‪ )3‬إال اجلملة غري احملتملة للصدق والكذب‪.‬‬
‫وكلها جيوز أن تس تعمل تامة ‪ ،‬فال حتت اج إىل خرب ‪ ،‬إال ليس وما زال وما ف تئ‬
‫وجاء‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬من‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب كان وأخواهتا قوىل ‪« :‬فما كان مبتدأ كان امسا هلا إال اسم الشرط» إىل آخره مثال ذلك ‪ :‬زيد‬
‫قائم إذا أدخلت عليهما فعال من أفعال هذا الباب ‪ ،‬صار املبتدأ امسا له وخربه خربا له فتقول ‪ :‬كان زيد قائما‬
‫إال ما استثنيناه فإن ذلك ال جيوز فيه ‪ ،‬أما اسم الشرط واسم االستفهام وكم اخلربية فال جيوز ذلك فيها ؛ ألهنا‬
‫هلا صدر الكالم ‪ ،‬وجعلها امسا لفعل من أفعال هذا الباب خيرجها عن ذلك ؛ فلذلك مل نقل كان أيّهم قائما ‪،‬‬
‫وال ك ان أيهم يض ربه اض ربه ‪ ،‬وال ك ان كم درهم عن دك ‪ ،‬وأما ما التعجبية وامين اهلل ولعمر اهلل ف إن الع رب‬
‫التزمت فيها الرفع على االبتداء ‪ ،‬وجعلها امسا لفعل من أفعال هذا الباب خيرجها عن ذلك ؛ فلذلك مل نقل ‪:‬‬
‫ك ان ما أحسن زي دا ‪ ،‬وال ك ان امين اهلل لقد ق ام زيد ‪ ،‬وال ك ان لعمر اهلل لقد ق ام زيد ‪ ،‬على أن جيعل وا ما‬
‫وامين اهلل ولعمر اهلل مرفوعة بكان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وما ك ان خرب مبت دأ ك ان خ ربا هلا» إىل آخ ره مث ال ذلك ‪ :‬زيد ق ام ‪ ،‬وزيد ق ائم ‪ ،‬وزيد‬
‫يقوم ‪ ،‬وزيد أبوه قائم ‪ ،‬وإن شئت قلت ىف مجيع ذلك ‪ :‬كان زيد قام وكان زيد قائما وكان زيد يقوم وكان‬
‫زيد أبوه قائم ‪ ،‬فتجعل ما كان خربا للمبتدأ خربا لكان إال اجلملة غري احملتملة للصدق والكذب ‪ ،‬فال جيوز أن‬
‫تقول ‪ :‬كان زيد هل قام ‪ ،‬وال كان زيد اضربه فأما قول الشاعر [من الوافر] ‪:‬‬
‫ناع‬ ‫دة ص‬ ‫دل ماج‬
‫ارم ذ ّكريىن ‪  ‬ودىّل ّ‬ ‫وىن باملك‬ ‫وك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت لبعض بىن هنشل ينظر ىف خزانة األدب ‪ ، 267 ، 266 / 9‬ونوادر أىب زيد ص ‪، 58 ، 30‬‬
‫وبال نسبة ىف خزانة األدب ‪ ، 246 / 10‬والدرر ‪ ، 54 / 2‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 389 / 1‬وشرح‬
‫شواهد املغىن ‪ ، 914 / 2‬ومغىن اللبيب ‪ ، 584 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.]113 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 140‬فهرس املوضوعات‬

‫وقعد ىف املثل (‪ )1‬؛ ألن األمثال ال تغرّي عما استعملت عليه‪.‬‬


‫وليس فيها ما يزاد بقياس ‪ ،‬وذلك بني الشيئني املتالزمني إال «كان» ‪ ،‬فأما زيادهتم‬
‫أمسى وأصبح ىف قوهلم ‪« :‬ما أصبح أبردها ‪ ،‬وما أمسى أدفأها» فشاذّة‪.‬‬
‫وك ان ‪ :‬إذا ك انت زائ دة ‪ ،‬فلل ّداللة على اق رتان مض مون اجلملة بالزم ان ‪ ،‬وإن‬
‫كانت ناقصة فكذلك ‪ ،‬أو مبعىن صار (‪.)2‬‬
‫تامة ‪ ،‬فبمعىن ‪ :‬حضر ؛ يق ال ‪« :‬ك ان لنب» أى ‪ :‬حضر ‪ ،‬ومبعىن‬ ‫وإن ك انت ّ‬
‫الصىب» أى ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫حدث ‪ ،‬يقال ‪« :‬كان أمر» أى ‪ :‬حدث ‪ ،‬ومبعىن ‪ :‬كفل ؛ يقال ‪« :‬كنت‬
‫كفلته ‪ ،‬ومبعىن ‪ :‬غزل ؛ يقال ‪« :‬كنت الصوف» أى ‪ :‬غزلته‪.‬‬
‫وأما أص بح وأمسى وأض حى ف إن ك انت ناقصة ‪ ،‬فهى ‪ /‬للداللة على اق رتان‬
‫مض مون اجلملة بالزم ان ال ذى يش اركها ىف احلروف ‪ ،‬وقد تك ون مبعىن ‪ :‬ص ار (‪ ، )3‬وإن‬
‫كانت‬
‫__________________‬
‫فضرورة ‪ ،‬ويتخرج على أن يكون من قبيل ما وضع فيه لفظ األمر موضع اخلرب أى ‪ :‬تذكرينىن مثل قوله تعاىل‬
‫من َمدًّا) [مرمي ‪ ]75 :‬أى فيمد له الرمحن مدا‪ .‬أه‪.‬‬ ‫‪( :‬قُ ْل َم ْن كا َن فِي الضَّالل َِة َفلْيَ ْم ُد ْد لَهُ َّ‬
‫الر ْح ُ‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال ليس وما زال وما فتئ وجاء وقعد ىف املثل» أعىن أنه قد يقال ‪ :‬كان زيد ‪ ،‬وأمسى زيد‬
‫‪ ،‬فيكتفى باملرفوع عن املنصوب ‪ ،‬وكذلك سائر أفعال هذا الباب إال ما استثىن فإنه ال يكتفى فيه باملرفوع عن‬
‫املنص وب ‪ ،‬ال يق ال ‪ :‬ليس زيد ‪ ،‬وال ما زال زيد ‪ ،‬أعىن ب ذلك ‪ :‬زال الىت مض ارعها ي زال فأما زال الىت‬
‫مضارعها يزول فإهنا مكتفية باملرفوع تقول ‪ :‬ما زال زيد عن فعله ‪ ،‬وما يزول عن اجتهاده ‪ ،‬وكذلك أيضا ال‬
‫يقال ‪ :‬ما فىتء زيد ‪ ،‬وقوهلم ‪ :‬شحذ شفرته حىت قعدت كأهنا حربة [ينظر ‪ :‬اللسان (قعد) ‪ ،‬مهع اهلوامع ‪/ 1‬‬
‫‪ ]112‬وما جاءت حاجتك [ينظر ‪ :‬مهع اهلوامع ‪ ، ]112 / 1 :‬وال حيذف خربمها ألهنما مثالن ‪ ،‬واألمث ال‬
‫ال تغري عما استعملت عليه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ف إن ك انت ناقصة فكذلك أو مبعىن صار» ‪ ،‬فمما جاءت فيه ك ان مبعىن صار قوله ‪[ :‬من‬
‫الطويل]‬
‫ها‬ ‫انت فراخا بيوض‬ ‫واملطى كأهّن ا ‪  ‬قطا احلزن قد ك‬
‫ّ‬ ‫اء قفر‬ ‫بتيه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت لعمرو بن أمحر ىف ديوانه ص ‪ ، 119‬واحليوان ‪ ، 575 / 5‬وخزانة األدب ‪، 201 / 9‬‬
‫ولسان العرب (عرض) ‪( ،‬كون) وله أو البن كنزة ىف شرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 525‬وبال نسبة ىف أسرار‬
‫العربية ص ‪ ، 137‬وشرح األمشوىن ‪ 111 / 1‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقى ص ‪ 68‬وشرح املفصل ‪/ 7‬‬
‫‪ ، 102‬واملعاىن الكبري ‪.]313 / 1‬‬
‫أى ‪ :‬صارت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وقد يكون مبعىن صار» مثال ذلك ىف أصبح قوله ‪[ :‬من املنسرح]‬
‫را‬ ‫الح وال ‪  ‬أملك رأس البعري إن نف‬ ‫الس‬
‫بحت ال أمحل ّ‬ ‫أص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪141 .............................................................................‬‬

‫‪....................................‬‬
‫__________________‬
‫[ينظر البيت للربيع بن ضبع ىف أماىل املرتضى ‪ ، 255 / 1‬ومحاسة البحرتى ص ‪ ، 201‬وخزانة األدب ‪/ 7‬‬
‫‪ ، 384‬وشرح التصريح ‪ ، 36 / 2‬والكتاب ‪ ، 89 / 1‬ولسان العرب (ضمن) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 398‬وبال نسبة ىف الرد على النحاة ص ‪ ، 114‬وشرح املفصل ‪ 105 / 7‬واحملتسب ‪.]99 / 2‬‬
‫أال ترى أن املعىن ‪ :‬صرت ال أمحل السالح ‪ ،‬وال يريد بذلك صباحا من غريه ‪ ،‬ومن ذلك قول اآلخر‬
‫‪[ :‬من الطويل]‬
‫ّما‬ ‫الس‬
‫قى ّ‬ ‫رة ‪  ‬على إثر هند أو كمن س‬ ‫ات حس‬ ‫دى إذ م‬
‫ّ‬ ‫بحت كاهلن‬ ‫فأص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر شرح املقرب ‪]892 / 2‬‬


‫أى صرت كاهلندى‪.‬‬
‫ومثال ذلك ىف أمسى قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫ذى أخىن على لبد‬ ‫وا ‪  ‬أخىن عليها الّ‬ ‫أمست خالء وأمسى أهلها احتمل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت للنابغة الذبياىن ىف ديوانه ص ‪ ، 16‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 1057‬وخزانة األدب ‪، 5 / 4‬‬
‫والدرر ‪ ، 57 / 2‬ولسان العرب (لبد) ‪( ،‬خنا) ‪ ،‬وبال نسبة ىف شرح األمشوىن ‪ ، 111 / 1‬وشرح عمدة‬
‫احلافظ ص ‪ ، 210‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 134‬ومهع اهلوامع ‪.]114 / 1‬‬
‫أى ص ارت خالء وص ار أهلها حمتملني عنها ‪ ،‬ومل ي رد حقيقة املس اء إذ مل ي رد أن أهلها احتمل وا منها‬
‫ىف املساء الذى وقف به ىف هذه الدار بدليل قوله ‪[ :‬من البسيط]‬
‫ذى أخىن على لبد‬ ‫‪   .........‬أخىن عليها الّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وبدليل قوله بعد [من البسيط] ‪:‬‬


‫بيت‬ ‫‪ ......‬ال‬ ‫أبيّنها ‪ ‬‬ ‫ما‬ ‫أليا‬ ‫األوارى‬
‫ّ‬ ‫إاّل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت للنابغة الذبياىن ىف ديوانه ص ‪ 14‬ـ ‪ ، 15‬ولسان العرب (عيا) ‪( ،‬إال)]‪.‬‬
‫فوصفها بالدثور والفساد ‪ ،‬ومن ذلك قول اآلخر ‪[ :‬من البسيط]‬
‫نا‬ ‫واهلم والوس‬
‫ؤاد بكم يا هند مرهتنا ‪  ‬وأنت كنت اهلوى ّ‬ ‫أمسى الف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر شرح املقرب ‪]896 / 2‬‬


‫أى ‪ :‬صار بكم مرهتنا ‪ ،‬ومثال ذلك ىف أضحى قول مجيل ‪[ :‬من الطويل]‬
‫ور‬ ‫اب وع‬ ‫ت ذ ّكرت من أض حت ق رى اللّ ّد ‪  ‬دونه وهضب لتيما واهلض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت ىف ديوانه ص ‪ ، 91‬ولس ان الع رب (ل دد) ‪ ،‬وت اج الع روس (ل دد) ‪ ،‬وأم اىل الق اىل ‪/ 1‬‬
‫‪.]183‬‬
‫أى صارت قرى الل ّد دونه ومن ذلك قول ابن الدمينة [من الطويل] ‪:‬‬
‫احلب قد م ات آخ ره‬
‫مت أض حى ّ‬
‫احلب وانقضى ‪  ‬ف إن ّ‬
‫ات قبلى ّأول ّ‬ ‫فقد م‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ............................................................................. 142‬فهرس املوضوعات‬

‫تامة ‪ ،‬فهى لل دخول ىف األزمنة املذكورة (‪ .)1‬وقد تك ون أص بح منها اإلقامة ىف ال وقت‬


‫ّ‬
‫ال ذى يش اركها ىف احلروف ؛ ومن ذلك ق وهلم ‪« :‬إذا مسعت بس رى القني ‪ ،‬ف اعلم بأنه‬
‫مصبح» أى ‪ :‬مقيم ىف الصباح‪.‬‬
‫وأما غ دا وراح ‪ :‬ف إن كانتا ناقص تني ‪ ،‬فهما للداللة على اق رتان مض مون اجلملة‬
‫(‬
‫تامتني‬
‫بالزمان الذى يشاركهما ىف احلروف وقد تكونان مبعىن ‪ :‬صار ‪ ،‬وإذا كانتا ّ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ ، )4‬فهما للداللة على السري ىف الوقت الذى يشاركهما ىف احلروف‪.‬‬


‫وأما ظل وبات ‪ :‬فإن كانتا ناقصتني ‪ ،‬فتكونان مبعىن ‪ :‬صار (‪ ، )5‬وقد تكون ظل‬
‫__________________‬
‫أه‪[ .‬ينظر ‪ :‬شرح املقرب ‪]898 / 2‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كانت تامة فهى للداللة على الدخول ىف األزمنة املذكورة» مثال ذلك قولك ‪ :‬أضحى‬
‫عبد اهلل أو أمسى أو أصبح أى ‪ :‬دخل عليه وقت الضحى أو املساء أو الصباح‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما غدا وراح فإن كانتا ناقصتني فهما للداللة على اقرتان مضمون اجلملة بالزمان» مثال‬
‫ذلك ‪ :‬غدا زيد قائما وراح عبد اهلل مقيما أى ‪ :‬كان قيام زيد ىف الغدو وإقامة عبد اهلل ىف الرواح‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وقد تكون ان مبعىن ص ار» مث ال ذلك ىف غ دا قولك ‪ :‬غ دا زيد فارسا أى ‪ :‬ص ار فارسا ‪،‬‬
‫ومن ذلك قوله ‪[ :‬من جمزوء الكامل]‬
‫وا‬ ‫دروا ال حيفل‬ ‫وا ‪  ‬أو يغ‬ ‫وا أو جيبن‬ ‫إن يبخل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وا‬ ‫أهّن م مل يفعل‬ ‫رجلي ‪  ‬ن ك‬ ‫ّ‬ ‫دوا عليك م‬ ‫يغ‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيتان لبعض بىن أسد خزانة األدب ‪ ، 91 / 9‬والكتاب ‪ ، 87 / 3‬ولسان العرب (برقش) ‪ ،‬وبال‬
‫نسبة ىف اإلنصاف ‪ ، 584 / 2‬والبيان والتبيني ‪ ، 333 / 3‬وديوان املعاىن ‪ ، 182 / 1‬وذيل األماىل ص‬
‫‪ ، 83‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 206 / 2‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقى ص ‪ ، 515‬وشرح املفصل ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 36‬وكتاب الصناعتني ص ‪.]106‬‬
‫أى يص ريون م رجلني ‪ ،‬أال ت رى أن املعىن على ع دم مب االهتم على اإلطالق من غري اختص اص وقت‬
‫دون وقت بذلك ‪ ،‬ومثال ذلك ىف راح ‪ :‬راح زيد عاملا أى ‪ :‬صار عاملا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف ط ‪ :‬ناقصتني‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأما ظ ّل وب ات ف إن كانتا ناقص تني فتكون ان مبعىن ص ار» مث ال ك ون ظل مبعىن ص ار قوله‬
‫يم) [النحل ‪ ]85 :‬أى ص ار وجهه مس ودا ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تع اىل ‪َ ( :‬وإِذا بُ ِّ‬
‫َح ُد ُه ْم ب اأْل ُنْثى ظَ َّل َو ْج ُه هُ ُم ْس َودًّا َو ُه َو َكظ ٌ‬
‫ش َر أ َ‬
‫ومثال كون بات مبعىن صار قوله صلّى اهلل عليه وسلّم ‪« :‬فإن أحدكم ال يدرى أين باتت يده»‪.‬‬
‫[أخرجه مالك ‪ 21 / 1‬كتاب الطهارة ‪ :‬باب وضوء النائم إذا قام من نومه حديث (‪ ، )9‬والبخارى‬
‫‪ 263 / 1‬كتاب الوضوء ‪ :‬باب االستجمار وترا حديث ‪ ، 162‬ومسلم ‪233 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪143 .............................................................................‬‬

‫ملص احبة الص فة للموص وف هناره (‪ ، )1‬وب ات ملص احبته إياها ليله ‪ ،‬وإن كانتا ت امتني ‪،‬‬
‫وظل مبعىن ‪ :‬اإلقامة بالنهار (‪.)2‬‬
‫عرس ‪ّ ،‬‬
‫كانت بات مبعىن ‪ّ :‬‬
‫__________________‬
‫كت اب الطه ارة ب اب كراهية غمس املتوضىء وغ ريه يده حديث ‪ ، 278 / 88‬والش افعى ‪( 39 / 1‬األم)‬
‫كتاب الطهارة ‪ :‬باب غسل اليدين قبل الوضوء ‪ ،‬وىف املسند ‪ 29 / 1‬ـ ‪ 30‬كتاب الطهارة ‪ :‬باب ىف صفة‬
‫الوضوء حديث ‪ ، 70 ، 69 ، 68‬وأمحد ‪ ، 465 / 2‬واحلميدى ‪ 423 / 2‬رقم ‪ ، 952‬وابن حبان (‬
‫‪( 1060‬اإلحسان) ‪ ،‬وابن املنذر ىف األوسط ‪ 143 / 1‬حديث ‪ ، 35‬وأبو عوانة ‪ 263 / 1‬كتاب الطهارة‬
‫‪ :‬باب إجياب غسل اليدين ‪ ،‬والبيهقى ‪ 45 / 1‬كتاب الطهارة ‪ :‬باب غسل اليدين قبل إدخاهلما ىف اإلناء ‪،‬‬
‫والبغوى ىف شرح السنة ‪ 302 / 1‬ـ بتحقيقنا ـ كلهم من طريق أىب الزناد عن األعرج عن أىب هريرة أن رسول‬
‫اهلل ـ ص لّى اهلل عليه وسلم ـ قال ‪ :‬إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما ىف وضوئه فإن‬
‫أحدكم ال يدرى أين باتت يده]‪.‬‬
‫خيتص بذلك يوم ليل من هنار‪ .‬أه‪.‬‬
‫أى ‪ :‬صارت ‪ ،‬إذ مل ّ‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وقد تكون ظل ملصاحبة الصفة للموصوف هناره» إىل آخره مثال ذلك ىف ظل قوله ‪[ :‬من‬
‫الطويل]‬
‫رباتى‬ ‫ّد احلصى ما تنقضى ع‬ ‫دا ‪  ‬أع‬ ‫وق رأسى قاع‬ ‫ظللت ردائى ف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت المرىء القيس ىف ديوانه ص ‪ ، 78‬واملخصص ‪.]207 / 13‬‬


‫أى ‪ :‬أقمت النهار كلّه على هذه الصفة ‪ ،‬ومثال ذلك ىف بات قوله ‪[ :‬من املتقارب]‬
‫ائر األرمد‬ ‫اتت له ليلة ‪  ‬كليلة ذى الع‬ ‫ات وب‬ ‫وب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت المرىء القيس ىف ديوانه ‪ ، 185‬ختليص الشواهد ‪ ، 243‬شرح قطر الندى ‪ ، 136‬وله‬
‫أو المرىء القيس بن عانس ىف شرح التصريح ‪ 191 / 1‬ولعمرو بن معد يكرب ىف ديوانه ‪ ، 200‬ولعمرو‬
‫أو الم رىء القيس ىف مسط الآلىل ‪ ، 531‬والم رىء القيس بن ع انس ىف املقاصد النحوية ‪ ، 30 / 2‬وله أو‬
‫الم رىء القيس الكن دى أو لعم رو بن مع ديكرب ىف ش رح ش واهد املغىن ‪ ، 732 / 2‬وبال نس بة ىف أوضح‬
‫املسالك ‪ ، 254 / 1‬ومجهرة اللغة ‪ ، 775‬وشرح األمشوىن ‪.]115 / 1‬‬
‫أى ‪ :‬صاحبته ليلة بكماهلا [على] هذه الصفة‪ .‬أه‪.‬‬
‫عرس ‪ ،‬وظل مبعىن اإلقامة بالنهار» مثال ذلك ىف ظل‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كانتا تامتني ‪ ،‬كانت بات مبعىن ّ‬
‫وبات قوله ‪[ :‬من الكامل]‬
‫رمي املأكل‬ ‫ال به ك‬ ‫وى وأظلّه ‪  ‬حىّت أن‬ ‫ولقد أبيت على الطّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت لعنرتة ىف ديوانه ص ‪ ، 249‬ولسان العرب (ظلل) ‪ ،‬واملخصص ‪، 73 / 14 ، 34 / 5‬‬


‫‪ ، 142‬وكتاب العني ‪ ، 466 / 7‬وتاج العروس (ظلل) ‪ ،‬وبال نسبة ىف مقاييس اللغة ‪.]430 / 3‬‬
‫أى ‪ :‬أقيم عليه الليل والنهار‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 144‬فهرس املوضوعات‬

‫حتول املوص وف عن ص فته الىت‬ ‫وأما ص ار ‪ :‬ف إن ك انت ناقصة تكن للداللة على ّ‬
‫كان عليها إىل صفة أخرى (‪ ، )1‬وإن كانت تامة ‪ ،‬تكن مبعىن انتقل (‪.)2‬‬
‫وآض ‪ ،‬ىف متامها ونقصاهنا مبنزلتها (‪.)3‬‬
‫وجاء وقعد ىف املثل مبنزلة صار الناقصة‪.‬‬
‫الزمان ‪ ،‬وإن‬ ‫وليس ‪ :‬النتفاء الصفة عن املوصوف ىف احلال إن كان اخلرب مبهم ّ‬
‫(‪)4‬‬

‫كان مقيدا بزمان نفته على حسب تقييده‪.‬‬


‫(‪)5‬‬
‫وأما ما زال وما فتئ ‪ :‬فللداللة على مالزمة الصفة للموصوف مذ كان قابال هلا‬
‫على حسب ما قبلها‪.‬‬
‫انفك وما برح ‪ :‬فإن كانتا ناقصتني ‪ ،‬فللداللة ـ أيضا ـ على مالزمة الصفة‬ ‫وأما ما ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأما ص ار ف إن ك انت ناقصة تكن للداللة على حتول املوص وف عن ص فته الىت ك ان عليها‬
‫إىل صفة أخرى» مثال ذلك ‪ :‬صار زيد عاملا ‪ ،‬أى ‪ :‬انتقل عن اجلهل إىل العلم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقويل ‪« :‬وإن كانت تامة تكن مبعىن انتقل» مثال ذلك قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫بيت‬ ‫‪ ......‬ال‬ ‫ورق كالمنا ‪ ‬‬
‫رنا إىل احلسىن ّ‬ ‫وص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت الم رىء القيس ىف ديوانه ص ‪ ، 32‬وخزانة األدب ‪ ، 187 / 9‬وش رح ش واهد املغىن‬
‫‪ ، 341 / 1‬ولس ان الع رب (روض) ‪ ،‬واملقتضب ‪ 74 / 1‬وبال نس بة ىف احملتسب ‪ ، 260 / 2‬وي روى‬
‫«فصرنا» بدال من «وصرنا»]‪.‬‬
‫أى ‪ :‬انتقلنا من املعاينة إىل ما حيس‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وآض ىف متامها ونقصاهنا مبنزلتها» أى مبنزلة صار ‪ ،‬مثاهلا ناقصة قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫آض لنا ماء وكان نارا‬
‫ومثاهلا تامة ‪ :‬آض زيد إىل احلق ‪ ،‬أى ‪ :‬رجع إليه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وليس النتف اء الص فة عن املوص وف ىف احلال» إىل آخ ره مث ال ذلك ‪ :‬ليس زيد قائما ‪،‬‬
‫ينبغى أن حتمل ذلك على نفى القي ام عن زيد ىف احلال ‪ ،‬وال جيوز غري ذلك وليس ذلك مبنزلة قولك ‪ :‬زيد‬
‫ق ائم ‪ ،‬فإنه وإن ك ان األظهر ىف القي ام املخرب به عن زيد أن يك ون ح اال ‪ ،‬فإنه قد جيوز أن ي راد به املضى‬
‫واالس تقبال ‪ ،‬وال جيوز ذلك مع ليس ؛ بل حيمل على احلال ال غري ف إن دخلت على خمتص بزم ان ‪ ،‬نفته على‬
‫حسب اختصاصه ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ليس زيد عاملا غدا ‪ ،‬ومن كالمهم ‪ :‬ليس خلق اهلل مثله‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما ما زال وما فتئ فللداللة على مالزمة الصفة للموصوف مذ كان قابال هلا» مثال ذلك‬
‫‪ :‬ما زال زيد قائما ‪ ،‬وما فتئ قاعدا أى ‪ :‬إنه منذ قام أو قعد مل ينتقل عن ذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪145 .............................................................................‬‬

‫للموص وف مذ ك ان ق ابال هلا (‪ )1‬على حسب ما قبلها ‪ ،‬وإن كانتا ت امتني ‪ ،‬فللداللة على‬
‫بقاء الفاعل ىف مكان أو على صفة (‪.)2‬‬
‫وأما ما دام فلمقارنة الصفة للموصوف ىف احلال (‪ )3‬إن كانت ناقصة ‪ ،‬وإن كانت‬
‫تامة فللداللة على بقاء الفاعل (‪.)4‬‬
‫ّ‬
‫وال تف ارق ما زال وأخواهتا أداة النفى ىف ح ال نقص اهنا ‪ :‬إما ملفوظا هبا ‪ ،‬وإما‬
‫مق ّدرة ‪ ،‬وأهنا ال حتذف منها األداة ىف فص يح الكالم إال ىف الفعل املض ارع ىف ج واب‬
‫القسم ؛ قال اهلل تعاىل ‪( :‬تَ ِ‬
‫اهلل َت ْفَت ُؤا) [يوسف ‪ ، ]85 :‬وال حتذفها مما ‪ /‬عدا ذلك إال ىف‬
‫الشعر ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ادح‬ ‫الزند ق‬
‫زة ‪  ‬على قومها ما فتّل ّ‬ ‫فال وأىب دمهاء زالت عزي‬ ‫‪ 31‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد استعملت برح ناقصة بغري أداة نفى ‪ :‬ال ىف اللفظ وال ىف التقدير ؛ وذلك قليل‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل «وأما ما انفك وما برح فللداللة على مالزمة الصفة للموصوف مذ كان قابال هلا» مثال ذلك‬
‫‪ :‬ما انفك زيد قائما ‪ ،‬وما برح قاعدا ‪ ،‬أى ‪ :‬إنه قد قام وقعد مل ينتقل عن ذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كانتا تامتني فللداللة على بقاء الفاعل ىف مكان أو على صفة» مثال استعمال برح تامة‬
‫قوله س بحانه ‪( :‬ال أ َْب َر ُح َحتَّى أ َْبلُ َغ َم ْج َم َع الْبَ ْح َريْ ِن) [الكهف ‪ ]60 :‬أى ‪ :‬ال أزال على السري حىت أبلغ جممع‬
‫البحرين ‪ ،‬ومثال استعمال انفك ‪ :‬تامة قولك ما انفك زيد عن القيام‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما ما دام فلمقارنة الصفة للموصوف ىف احلال» مثال ذلك قولك ‪ :‬أقوم ما دام زيد قائما‬
‫أى ‪ :‬ما بقى مقارنا هلذه الصفة الىت هو عليها من القيام‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك انت تامة فللداللة على بق اء الفاع ل» مث ال ذلك ‪ :‬أفعل ه ذا ما دام زيد ‪ ،‬أى م ّدة‬
‫بقاء زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬ق ال البغ دادي يف اخلزانة ‪ :‬ه ذا ال بيت مل أقف له على تتمة ‪ ،‬وال قائل ‪ ،‬وقيل ‪ :‬هو لـ «متيم بن مقب ل» ‪،‬‬
‫كما يف ملحق ديوانه ‪ ،‬ألن ذكر «دمهاء» خييل لنا بأنه لـ «ابن مقبل» ‪ ،‬و «دمهاء» ‪ :‬اسم امرأة ابن مقبل‪.‬‬
‫والزند ‪ :‬نوع من النبات‪.‬‬
‫والش اهد فيه ح ذف «م ا» قبل «زالت» ؛ ض رورة ‪ ،‬وقيل إنه فصل باجلملة القس مية وهى «وأىب‬
‫دمهاء» بني «ال» و «زالت»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ملحق ديوانه ‪ ، 358‬وبال نسبة يف ت ذكرة النح اة ص ‪ ، 287‬وخزانة األدب ‪، 237 / 9‬‬
‫‪ ، 101 ، 100 / 10 ، 243 ، 239 ، 238‬والدرر ‪ ، 217 / 6‬وشرح شواهد املغين ص ‪، 820‬‬
‫ومغين اللبيب ص ‪ 393‬ومهع اهلوامع ‪.156 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 146‬فهرس املوضوعات‬

‫ج ّدا ؛ قال الشاعر [من الوافر] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫دا‬ ‫ومى ‪  ‬حبمد اهلل منتطقا جمي‬ ‫رح ما أدام اهلل ق‬ ‫وأب‬ ‫‪ 32‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وال جيوز دخول «إال» ىف خرب ما زال وأخواهتا ‪ ،‬وسائر أفعال هذا الباب ‪ ،‬إذا‬
‫(‪)2‬‬

‫ك انت منفية ج از دخ ول «إال» ىف خربها ما مل تكن األخب ار مش تقة من أفع ال ال ت دخل‬


‫إال ىف خربها ؛ تق ول ‪« :‬ما ك ان زيد إال قائم ا» ‪ ،‬وال تق ول ‪ :‬ما ك ان زيد إال منف ّكا‬
‫قائما»‪.‬‬
‫وأفعال هذا الباب كلها متصرفة إال ليس وما دام ‪ ،‬وقعد وجاء ىف املثل (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لـ «خداش بن زهري» ‪ ،‬والشاهد فيه قوله ‪« :‬وأبرح» حيث حذف «ال» شذوذا ‪ ،‬وهى ال حتذف‬
‫مع الفعل «برح» إال يف القسم‪.‬‬
‫ينظر لسان العرب (نطق) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 64 / 2‬وبال نسبة يف تذكرة النحاة ‪ ، 619‬ومجهرة‬
‫اللغه ص ‪ ، 275‬وخزانة األدب ‪ ، 243 / 9‬والدرر ‪ ، 46 / 2‬وشرح األمشوين ‪ ، 110 / 1‬وشرح ابن‬
‫عقيل ص ‪ 135‬ومهع اهلوامع ‪.111 / 1‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال جيوز دخ ول إال ىف خرب ما زال وأخواهتا» أعىن أنه ال جيوز أن تق ول ‪ :‬ما زال زيد إال‬
‫قائما ‪ ،‬وال ‪ :‬ما انفك زيد إال عاملا ؛ وس بب ذلك أ ّن قولك ‪ :‬ما زال زيد عاملا وما انفك زيد قائما ـ إجياب‬
‫ىف املعىن ‪ ،‬فكما ال جيوز أن تدخل إال على اخلرب إذا كان موجبا ‪ ،‬فكذلك ال تدخل إال ىف أخبار هذه األفعال‬
‫‪ ،‬فأما قول الشاعر [من الطويل] ‪:‬‬
‫را‬ ‫دا قف‬ ‫رمى هبا بل‬ ‫ك إال مناخة ‪  ‬على اخلسف أو ن‬
‫ّ‬ ‫راجيج ال تنف‬ ‫ح‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت ل ذى الرمة ىف ديوانه ص ‪ ، 1419‬وختليص الش واهد ص ‪ ، 270‬وخزانة األدب ‪/ 9‬‬
‫‪ ، 255 ، 251 ، 250 ، 248 ، 247‬وشرح شواهد املغىن ‪ ، 219 / 1‬والكتاب ‪ ، 48 / 3‬ولسان‬
‫العرب (فكك) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 329 / 1‬ومهع اهلوامع ‪ ، 120 / 1‬وبال نسبة ىف أسرار العربية ص ‪، 142‬‬
‫واألشباه والنظائر ‪ ، 173 / 5‬واإلنصاف ‪ ، 156 / 1‬واجلىن الداىن ص ‪ ، 521‬وشرح األمشوىن ‪121 / 1‬‬
‫‪ ،‬ومغىن اللبيب ‪ ، 73 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.]230 / 1‬‬
‫فمناخة حال ‪ ،‬وليس خبرب ‪ ،‬وتنفك تامة ال خرب هلا ‪ ،‬كأنه قال ‪ :‬حراجيج ما تنفك عن التقطري إال ىف‬
‫حال اإلناخة على اخلسف‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأفع ال ه ذا الب اب كلها متص رفة إال ليس وما دام وقعد وج اء يف املث ل» أما قعد وج اء ىف‬
‫املثل فلم يتص رفا ؛ ألن األمث ال ال تغري عما اس تعملت عليه ‪ ،‬وأما ما دام فلم يس تعمل منه املض ارع ؛ ألنه ىف‬
‫املعىن مبنزلة فعل شرط قد تقدم جوابه ‪ ،‬وفعل الشرط إذا تقدم جوابه كان ماضيا أال ترى أنك إذا قلت ‪ :‬أفعل‬
‫هذا ما دام زيد قائما ‪ ،‬كان ىف املعىن قريبا من قولك ‪ :‬أفعل هذا إن دام زيد قائما ‪ ،‬فكما ال جيوز أن تقول ‪:‬‬
‫أفعل هذا إن يدم زيد قائما ‪ ،‬فكذلك ال جيوز مع ما دام ‪ ،‬وأما ليس فأجريت جمرى ما مل يتصرف لذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪147 .............................................................................‬‬

‫وهى بالنظر إلى تقديم أخبارها عليها ‪ ،‬قسمان ‪:‬‬


‫قسم ال جيوز تقدمي خربه عليه ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما دام (‪ )1‬وقعد ىف املثل ‪ ،‬وما زال وأخواهتا‬
‫ما دامت منفية بـ «ما» ‪ ،‬أو بـ «ال» ىف جواب قسم‪.‬‬
‫وقسم جيوز تق دمي خ ربه عليه ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما بقى من األفع ال (‪ ، )2‬ما مل يع رض له‬
‫عارض يوجب تقدمي اخلرب أو تأخريه عنه (‪ ، )3‬وهى ‪ :‬العوارض الىت أوجبت تقدمي املفعول‬
‫على العامل أو ت أخريه عنه ‪ ،‬ما ع دا انفص ال الض مري ؛ فإنه ال ي وجب تق دمي اخلرب (‪ )4‬بل‬
‫جيوز ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫«كان إيّاه زيد ‪ ،‬وكانه زيد» ‪ ،‬وإال حسن االنفصال ؛ قال عمر بن أىب ربيعة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬قسم ال جيوز تقدمي خربه عليه وهو مادام ‪ »...‬إىل آخره إمنا مل جيز تقدمي خرب ما دام عليها‬
‫‪ ،‬فيق ال ‪ :‬أفعل ه ذا قائما ما دام زيد ؛ ألن ما ظرفيّة مص درية فهى من قبيل املوص والت ‪ ،‬وال جيوز تق دمي‬
‫شىء من صلة املوصول عليه ‪ ،‬ومل جيز تقدمي خرب قعد عليها ىف حنو قوهلم ‪« :‬شحذ شفرته حىت قعدت كأهنا‬
‫حرب ة» ألهنا كاملثل واألمث ال ال تغري عما اس تعملت عليه ‪ ،‬ومل جيز تق دمي خرب ما زال وأخواهتا عليها ال يق ال‬
‫قائما ما زال زيد ‪ ،‬وال عاملا ما انفك زيد ‪ ،‬ألن ما النافية من حروف الصدر فلم يتقدم كذلك ما بعدها عليها‬
‫‪ ،‬وك ذلك ال الداخلة ىف ج واب القسم هى من ح روف الص در ؛ فك ذلك مل جيز أن تق ول واهلل قائما ال ي زال‬
‫زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وقسم جيوز تق دمي خربها عليها وهو ما بقى من األفع ال» مث ال ذلك قائما ك ان زيد ‪،‬‬
‫وعاملا مل يزل زيد ‪ ،‬ومنطلقا أضحى عبد اهلل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ما مل يعرض عارض يوجب تقدمي اخلرب أو تأخريه ‪ »...‬إىل آخره مثال ذلك ‪ :‬ما كان زيد‬
‫قائما ‪ ،‬وهل أصبح بكر منطلقا؟ ‪ ،‬أال ترى أ ّن خرب كان وخرب أصبح قد كان تقدميهما جائزا قبل دخول ما‬
‫النافية وأداة االستفهام ‪ ،‬فلما دخلتا مل جيز التقدمي ‪ ،‬كما أنه ال جيوز تقدمي املفعول على عامله إذا دخلتا عليه ‪،‬‬
‫أعىن ‪ :‬ما وهل ‪ ،‬وك ذلك أيضا قولك ‪ :‬زيد كأنه عم رو ‪ ،‬أى ‪ :‬مثله ‪ ،‬ال يتق ّدم اخلرب هنا على ك أن ؛ ألنه‬
‫ضمري متصل كما أن املفعول إذا كان ضمريا متصال ال جيوز تقدميه على العامل وكذلك سائر املوجبات لتأخري‬
‫أى رجل ك ان زيد ‪ ،‬فيل زم تق دمي اخلرب ؛ ألنه اسم‬ ‫املفع ول تك ون أيضا موجبة لت أخري اخلرب ‪ ،‬وتق ول أيضا ‪ّ :‬‬
‫اس تفهام ‪ ،‬كما يل زم تق دمي املفع ول على العامل إذا ك ان اسم اس تفهام ؛ حنو قولك ‪ :‬أى رجل ض ربت؟ ‪،‬‬
‫وك ذلك س ائر موجب ات تق دمي املفع ول على العامل ي وجب تق دمي اخلرب ‪ ،‬وقد تق دم تب يني املوجب ات للتق دمي‬
‫والتأخري ىف باب الفاعل ؛ فأغىن ذلك عن إعادهتا ههنا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ما ع دا انفص ال الض مري فإنه ال ي وجب تق دمي اخلرب» أعىن ‪ :‬أن انفص ال الض مري ىف مثل ‪:‬‬
‫إيّاك ضربت ـ قد كان موجبا لتقدمي املفعول على العامل ‪ ،‬وليس موجبا لتقدمي اخلرب بل جيوز ‪ :‬عمرو كان إياه‬
‫زيد ‪ ،‬فلذلك استثنيته‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬عمر بن أيب ربيعة املخزومي القرشي ‪ ،‬أبو اخلطاب ‪ :‬أرق شعراء عصره ‪ ،‬من طبقة جرير والفرزدق‪ .‬ومل‬
‫يكن يف قريش أشهر منه ‪ ،‬ولد يف الليلة اليت تويف فيها عمر بن اخلطاب فسمى بامسه ‪ ،‬له ديوان شعر ‪ ،‬وكتب‬
‫ابن بسام يف سريته كتابا مساه «أخبار عمر بن‬
‫‪ ............................................................................. 148‬فهرس املوضوعات‬

‫[من الطويل] ‪:‬‬


‫ان قد يتغرّي‬ ‫‪ 33‬ـ لئن ك ان إيّ اه لقد ح ال بع دنا ‪  ‬عن العهد ‪ ،‬واإلنس‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[من الطويل] ‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫ومما جاء متصال ‪ :‬قول أىب األسود‬
‫(‪)3‬‬
‫بلباهنا‬ ‫ّأمه‬ ‫غذته‬ ‫إن ال يكنها أو تكنه فإنّه ‪  ‬أخوها‬ ‫ف‬ ‫‪ 34‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وينقسم اخلرب بالنظر إىل تقدميه على االسم وتأخريه عنه ‪ ،‬ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫قسم يلزم تقدميه عليه ‪ ،‬وهو ‪ :‬أن يكون اخلرب ضمريا متصال واالسم ظاهرا (‪، )4‬‬
‫__________________‬
‫أيب ربيع ة» وهن اك كتب أخ رى كتبت عنه منها ‪« :‬عمر بن أيب ربيعة ش اعر الغ زل» للعق اد ‪« ،‬حب ابن أيب‬
‫ربيعة» لزكي مبارك ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 52 / 5‬وفيات األعيان ‪ ، 378 ، 353 / 1‬سرح العيون ‪، 198‬‬
‫خزانة األدب ‪.240 / 1‬‬
‫(‪ )1‬قوله ‪ :‬عن العهد ‪ ،‬أي ‪ :‬عما عه دنا من ش بابه ومجاله ‪ ،‬والش اهد فيه قوله ‪« :‬لئن ك ان إي اه» حيث ج اء‬
‫خرب كان ضمريا منفصال ‪ ،‬واألكثر أن يكون متصال‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 94‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 93‬وخزانة األدب ‪ ، 313 ، 312 / 5‬وشرح‬
‫التص ريح ‪ ، 108 / 1‬وش رح املفصل ‪ ، 107 / 3‬واملقاصد النحوية ‪ ، 314 / 1‬وبال نس بة يف أوضح‬
‫املسالك ‪ ، 102 / 1‬وشرح األمشوين ‪.53 / 1‬‬
‫(‪ )2‬أبو األس ود ال دؤيل ‪ :‬ظ امل بن عم رو بن س فيان بن جن دل ال دؤيل الكن اين ينسب إليه وضع علم النحو ‪،‬‬
‫كان معدودا من الفقهاء واألعيان واألمراء والشعراء والفرسان واحلاضري اجلواب من التابعني‪.‬‬
‫ك ان واليا للبص رة يف خالفة على ‪ ،‬ومل ي زل يف اإلم ارة إىل أن قتل على‪ .‬وفد على معاوية فب الغ يف‬
‫إكرامه ‪ ،‬أول من نقط املصحف يف أكثر األقوال‪ .‬له شعر جيد مجع يف ديوان صغري ‪ ،‬مات بالبصرة ‪ 69‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 236 / 3‬صبح األعشى ‪ ، 161 / 3‬وفيات األعيان ‪ 240 / 1‬اإلصابة ترمجة‬
‫‪ ، 4322‬خزانة األدب ‪.136 / 1‬‬
‫(‪ )3‬البيت ـ كما ذكر املصنف ـ لـ «أيب األسود الدؤيل» ‪ ،‬والشاهد فيه ‪ :‬وصل الضمري املنصوب بـ «كان» ‪،‬‬
‫فإن القياس ‪« :‬فإن ال يكن إياها أو تكن إياه»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 306 ، 162‬وأدب الك اتب ‪ ، 407‬إص الح املنطق ‪ ، 297‬وختليص الش واهد‬
‫‪ ، 92‬وخزانة األدب ‪ ، 331 ، 327 / 5‬والرد على النحاة ‪ ، 100‬وشرح املفصل ‪ ، 107 / 3‬والكتاب‬
‫‪ ، 46 / 1‬ولسان العرب (كنن) (لنب) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 310 / 1‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪، 823 / 2‬‬
‫وشرح األمشوين ‪ ، 53 / 1‬واملقتضب ‪.98 / 3‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وهو أن يك ون اخلرب ض مريا متصال واالسم ظ اهرا ‪ »...‬إىل آخ ره مث ال تق دمي اخلرب على‬
‫املخرب عنه لكونه ض مريا متصال واالسم ظ اهرا قولك ‪ :‬عم رو كأنه زيد أى ‪ :‬كأنه مثله ‪ ،‬ومث ال تقدميه عليه‬
‫لكونه نكرة ال مسوغ لإلخبار عنها إال كون خربها ظرفا أو جمرورا مقدما عليها قولك ‪ :‬كان ىف الدار رجل‬
‫‪ ،‬وكان عندك امرأة ‪ ،‬ومثال تقدميه على االسم لكون‬
‫فهرس املوضوعات ‪149 .............................................................................‬‬

‫أو يك ون االسم نك رة ال مس ّوغ لالبت داء هبا ‪ ،‬إال ك ون خربها ظرفا أو جمرورا متق دما‬
‫عليها ‪ ،‬أو يكون االسم مقرونا بإال أو ىف معىن املقرون هبا ‪ ،‬أو يتصل باالسم ضمري يعود‬
‫على شىء ىف اخلرب‪.‬‬
‫(‬
‫وقسم يل زم ت أخريه عنه ‪ ،‬وهو ‪ :‬أن يك ون اخلرب ض مريا متصال واالسم ‪ /‬ك ذلك‬
‫‪ ، )1‬أو يعدم الفارق بني االسم واخلرب ‪ ،‬أو يكون اخلرب فعال مرفوعه ضمري مسترت فيه ‪ ،‬أو‬
‫يكون اخلرب مقرونا بإال أو ىف معىن املقرون هبا‪.‬‬
‫وقسم أنت فيه باخليار ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما عدا ذلك‪.‬‬
‫وإذا ك ان للخرب معم ول ‪ :‬ف إن قدمته وح ده على اخلرب ج از ‪ ،‬ما مل يكن يف اخلرب‬
‫مانع من املوانع الىت متنع من تقدمي املفعول على العامل (‪ ، )2‬وإن قدمته على االسم جاز إن‬
‫كان ظرفا أو جمرورا ‪ ،‬ومل جيز فيما عدا ذلك (‪ ، )3‬وإن قدمته (‪ )4‬على الفعل جاز ؛ وعلى‬
‫ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫زال يزيد‬ ‫ريا ال ي‬ ‫ّن خ‬ ‫الس‬
‫ورج الفىت للخري ما إن رأيته ‪  ‬على ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 35‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫االسم مقرونا ب إال أو ىف معىن املق رون هبا قولك ‪ :‬مل يكن الق ائم إال زيد ‪ ،‬وإمنا ك ان الق ائم زيد أى ‪ :‬مل يكن‬
‫القائم إال زيد ‪ ،‬ومثال أن يتصل باالسم ضمري يعود على شىء ىف اخلرب كان ىف الدار صاحبها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وقسم يلزم تأخريه عنه وهو أن يكون اخلرب ضمريا متّصال واالسم كذلك» إىل آخره مثال‬
‫ذلك ‪ :‬زيد كنته ‪ ،‬أى ‪ :‬كنت مثله ‪ ،‬ومث ال ك ون اخلرب مقرونا ب إال ‪ :‬ما ك ان زيد إال قائما ‪ :‬ومث ال كونه ىف‬
‫معىن املقرون هبا ‪ :‬إمنا كان زيد قائما ‪ ،‬تريد ‪ :‬ما كان زيد إال قائما ‪ ،‬ومثال عدم الفارق بني االسم واخلرب ‪:‬‬
‫كان موسى عيسى أى ‪ :‬مثله‪.‬‬
‫وقوىل ‪« :‬وإذا كان للخرب معم ول فإن قدمته وحده على اخلرب جاز» مث ال ذلك ‪ :‬كان زيد طعامك‬
‫آكال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ما مل يكن ىف اخلرب م انع من املوانع الىت متنع من تق دمي املفع ول على العام ل» مث ال ذلك ‪:‬‬
‫كان زيد ما يريد عمرا ‪ ،‬ال جيوز أن تقول ‪ :‬كان زيد عمرا ما يريد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن قدمته على االسم جاز إن كان ظرفا أو جمرورا ‪ ،‬ومل جيز فيما عدا ذلك» مثال جوازه‬
‫ىف الظرف واجملرور قولك ‪ :‬كان ىف الدار زيد قائما ‪ ،‬وكان عندك زيد جالسا ‪ ،‬ومثال امتناعه فيما عدا ذلك‬
‫‪ :‬كان زيد آكال طعامك ‪ ،‬ال جيوز فيه ‪ :‬كان طعامك زيد آكال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف ط ‪ :‬يف الديوان ‪ :‬وإن قدمته‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت للمعلوط بن بدل القريطي‪.‬‬
‫ويف ال بيت ش اهدان ‪ :‬أوهلما قوله ‪« :‬ما إن رأيت ه» حيث زاد «إن» بعد «م ا» املص درية الظرفي ة‪.‬‬
‫وثانيهما قوله ‪« :‬خريا ال يزال يزيد» حيث قدم معمول خرب «ال يزال» على «ال‬
‫‪ ............................................................................. 150‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن قدمته مع اخلرب على االسم ـ فال خيلو من أن يكون ظرفا أو جمرورا أو غري ذلك‬
‫‪:‬‬
‫‪ ،‬وإن ك ان غري ذلك ‪ ،‬فال خيلو أن يك ون قبل‬ ‫ف إن ك ان ظرفا أو جمرورا ج از‬
‫(‪)1‬‬

‫اخلرب أو بعده ‪:‬‬


‫فإن كان قبله ‪ ،‬مل جيز (‪ )2‬؛ حنو قولك ‪« :‬كان طعامك آكال زيد» وإن كان بعده‬
‫‪ ،‬جاز (‪ )3‬؛ حنو قولك ‪« :‬كان آكال طعامك زيد»‪.‬‬
‫وإن قدمتها على الفعل ‪ ،‬مل جيز ذلك إال حيث جيوز تقدمي اخلرب وحده (‪.)4‬‬
‫فإما أن يكونا معرف تني ‪ ،‬أو نك رتني ‪ ،‬أو معرفة‬
‫وإذا اجتمع ىف ه ذا الب اب امسان ‪ّ :‬‬
‫ونكرة ‪:‬‬
‫فإن كانا معرفتني ‪ ،‬جعلت الذى تقدر املخاطب جيهله اخلرب (‪ ، )5‬فإن كان يعلمهما‬
‫إال أنّه جيهل النسبة ‪ ،‬فاملختار جعل األعرف منهما االسم ‪ ،‬واألقل تعريفا اخلرب (‪ ، )6‬وقد‬
‫__________________‬
‫يزال» نفسها‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح التصريح ‪ ، 189 / 1‬وشرح شواهد املغين ص ‪ ، 716 ، 85‬ولسان العرب (أنن) ‪،‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 22 / 2‬وبال نسبة يف األزهية ص ‪ ، 96 ، 52‬واألشباه والنظائر ‪ ، 187 / 2‬وأوضح‬
‫املس الك ‪ ، 246 / 1‬واجلىن الداين ص ‪ ، 211‬وجواهر األدب ص ‪ ، 208‬وخزانة األدب ‪، 443 / 8‬‬
‫واخلصائص ‪ 110 / 1‬والدرر ‪ ، 110 / 2‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 378 / 1‬وشرح املفصل ‪، 130 / 8‬‬
‫والكتاب ‪ ، 222 / 4‬ومغىن اللبيب ‪ .25 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.125 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن قدمته مع اخلرب على االسم ‪ ،‬فال خيلو من أن يكون ظرفا أو جمرورا أو غري ذلك ‪ ،‬فإن‬
‫كان ظرفا أو جمرورا جاز» مثال ذلك ‪ :‬كان ىف الدار قائما زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان غري ذلك فال خيلو من أن يكون قبل اخلرب أو بعده ‪ ،‬فإن كان قبله مل جيز» مثال‬
‫ذلك ‪ :‬كان طعامك آكال زيد ‪ ،‬ال جيوز ذلك ؛ ألنك أوليت كان ما ليس امسا هلا وال خربا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان بعده جاز» مثال ذلك ‪ :‬كان آكال طعامك زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن ق دمتهما على الفعل مل جيز ذلك إال حيث جيوز تق دمي اخلرب وح ده» مث ال ذلك ‪:‬‬
‫طعامك آكال كان زيد ‪ ،‬ال ميتنع ذلك كما ال ميتنع قائما كان زيد ‪ ،‬وال تقول ‪ :‬طعامك آكال ما كان زيد ‪،‬‬
‫كما ال جيوز أن تقول قائما ما كان زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن كانا معرف تني جعلت ال ذى تق در املخ اطب جيهله ـ اخلرب» مث ال ذلك ‪ :‬ك ان زيد أخا‬
‫عمرو ‪ ،‬إن قدرت املخاطب يعلم زيدا ‪ ،‬وجيهل أنه أخو عمرو ‪ ،‬فإن قدرت املخاطب يعلم أخا عمرو وجيهل‬
‫أنه زيد قلت ‪ :‬كان أخو عمرو زيدا‪ .‬أه‪.‬‬
‫واألقل تعريفا‬
‫ّ‬ ‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان يعلمهما إال أنه جيهل النسبة ‪ ،‬فاملختار جعل األعرف منهما االسم‬
‫اخلرب» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ك ان زيد غالم امللك ‪ ،‬وك ان غالم امللك زي دا إذا ق درت املخ اطب يعلم زي دا‬
‫بالسماع ‪ ،‬ويعلم غالم امللك بالسماع ـ أيضا ـ أو بالسماع‬
‫فهرس املوضوعات ‪151 .............................................................................‬‬

‫جيوز عكس ذلك ‪ ،‬ف إن كانا ىف رتبة واح دة من التعريف ‪ ،‬جعلت أيّهما ش ئت االسم ‪،‬‬
‫واآلخر اخلرب (‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وإن كانا نكرتني ‪ ،‬جعلت االسم الىت هلا مسوغ لإلخبار عنها ‪ ،‬واألخرى اخلرب‬
‫‪ ،‬وال جيوز عكس ذلك‪.‬‬
‫(‬
‫مسوغ ‪ :‬جعلت أيّهما شئت االسم ‪ ،‬واألخرى اخلرب‬ ‫فإن كان لكل واحدة منهما ّ‬
‫‪ ، )3‬وإن كان أحدمها معرفة واآلخر نكرة ‪ ،‬جعلت االسم املعرفة والنكرة اخلرب (‪ ، )4‬وال‬
‫الشعر (‪.)5‬‬
‫جيوز عكس ذلك إال ىف ّ‬
‫__________________‬
‫والعيان إال أنه جيهل أن زيدا املعلوم عنده بالسماع هو غالم امللك املعلوم عنده أيضا بالسماع ‪ ،‬أو بالسماع‬
‫والعي ان ‪ ،‬فاالمسان على هذا غري جمه ولني ‪ ،‬وإمنا اجمله ول نسبة أحدمها إىل اآلخر ؛ فل ذلك ج از ىف كل واحد‬
‫منهما أن جيعل امسا وخ ربا إال أ ّن جعل زيد امسا وغالم امللك اخلرب أوىل ؛ ألن العلم أع رف من املض اف إىل ما‬
‫عرف باأللف والالم‪ .‬أه‪.‬‬‫ّ‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن كانا ىف رتبة واح دة من التعريف ‪ ،‬جعلت أيهما ش ئت االسم واآلخر اخلرب» مث ال‬
‫ذلك ‪ :‬ك ان زيد ص احب عم رو ‪ ،‬وإن ش ئت قلت ‪ :‬ك ان ص احب عم رو زي دا وإمنا تس اويا ىف احلسن ؛ ألن‬
‫املضاف إىل العلم ىف رتبة العلم يف التعريف أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كانا نكرتني جعلت االسم الىت هلا مسوغ لإلخبار عنها واألخرى اخلرب» مثال ذلك ‪:‬‬
‫كان خري من زيد امرأة ‪ ،‬جعلت خريا اسم كان ؛ ألن فيها مسوغا لإلخبار عنها وهو مقاربتها للمعرفة ‪ ،‬وال‬
‫جيوز أن تقول ‪ :‬كانت امرأة خريا من زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان لكل واحدة منهما مسوغ ‪ ،‬جعلت أيهما شئت االسم واآلخر اخلرب» مثال ذلك‬
‫شر من عمرو خريا من زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫شرا من عمرو ‪ ،‬وكان ّ‬ ‫‪ :‬كان خري من زيد ّ‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان أح دمها معرفة واآلخر نك رة ‪ ،‬جعلت االسم املعرفة والنك رة اخلرب» مث ال ذلك ‪:‬‬
‫كان زيد قائما‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال جيوز عكس ذلك إال ىف الشعر» ‪ ،‬مثال ذلك قوله ‪[ :‬من الوافر]‬
‫الوداعا‬ ‫منك‬ ‫موقف‬ ‫يك‬ ‫باعا ‪  ‬وال‬ ‫ّرق يا ض‬‫قفى قبل التّف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت للقطامى ىف ديوانه ص ‪ ، 31‬وخزانة األدب ‪ ، 367 / 2‬والدرر ‪ ، 57 / 3‬وشرح أبيات‬


‫سيبويه ‪ ، 444 / 1‬وشرح شواهد املغىن ‪ ، 849 / 2‬والكتاب ‪ ، 243 / 2‬ولسان العرب (ضبع) ‪( ،‬ورع)‬
‫‪ ،‬واللمع ص ‪ ، 120‬واملقاصد النحوية ‪ ، 295 / 4‬واملقتضب ‪ ، 94 / 4‬وبال نسبة ىف خزانة األدب ‪/ 9‬‬
‫‪ ، 293 ، 288 ، 286 ، 285‬والدرر ‪ ، 73 / 2‬وشرح األمشوىن ‪ ، 468 / 2‬وشرح املفصل ‪/ 7‬‬
‫‪ ، 91‬ومغىن اللبيب ‪ .]452 / 2‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 152‬فهرس املوضوعات‬

‫باب األفعال الجارية مجرى كان وأخواتها‬


‫وأعىن ب ذلك أفع ال املقاربة ‪ ،‬وهى ‪ :‬عسى ويوشك واخلولق وك اد وك رب وأخذ‬
‫وجعل وطفق ‪ ،‬بفتح الف اء وكس رها ‪ ،‬وه ذه األفع ال كلّها ‪ /‬داخلة على املبت دأ واخلرب ؛‬
‫ككان وأخواهتا ‪ ،‬فما كان امسا لكان ‪ ،‬كان امسا هلا‪.‬‬
‫وأما أخبارها ‪ :‬فال تك ون إال أفع اال ‪ ،‬فأما عسى ويوشك واخلولق ‪ :‬فال تقع‬
‫األفع ال موقع أخبارها إال مع «أن» (‪ ، )1‬وقد حتذف مع عسى ويوشك ‪ ،‬وهو قليل ‪،‬‬
‫وبابه الشعر ؛ ومنه قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ريب‬ ‫رج ق‬ ‫ون وراءه ف‬ ‫‪ 36‬ـ عسى الك رب الّ ذى أمس يت فيه ‪  ‬يك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقول اآلخر [من املنسرح] ‪:‬‬


‫(‪)3‬‬
‫يوافقها‬ ‫غراته‬
‫ّ‬ ‫بعض‬ ‫ّر من منيّته ‪  ‬ىف‬ ‫يوشك من ف‬ ‫‪ 37‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب األفع ال اجلارية جمرى ك ان وأخواهتا ق وىل ‪« :‬فأما عسى ويوشك واخلولق ‪ ،‬فال تقع األفع ال‬
‫موقع أخبارها إال مع أن» مث ال ذلك ‪ :‬عسى زيد أن يق وم ‪ ،‬ويوشك عم رو أن خيرج ‪ ،‬واخلولق زيد أن‬
‫يتوب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت من قصيدة لـ «هدبة بن خشرم» ‪ ،‬قاهلا يف احلبس ‪ ،‬الكرب ‪ :‬اهلم‪ .‬قال ابن املستويف ‪ :‬روى بفتح‬
‫التاء وضمها من (أمسيت)‪ .‬والنحويون إمنا يروونه بالضم ‪ ،‬والفتح عندى أوىل ‪ ،‬ألنه خياطب ابن عمه أبا منري‬
‫‪ ،‬وكان معه يف السجن‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬يكون وراءه» حيث وقع خرب «عسى» فعال مضارعا جمردا من «أن» املصدرية ‪،‬‬
‫وهذا قليل‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 330 ، 328 / 9‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 142 / 1‬والدرر ‪، 145 / 2‬‬
‫وشرح التصريح ‪ ، 206 / 1‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 97‬وشرح شواهد املغين ص ‪ 443‬والكتاب‬
‫‪ ، 159 / 3‬واللمع ص ‪ ، 225‬واملقاصد النحوية ‪ ، 184 / 2‬وبال نس بة يف أس رار العربية ص ‪، 128‬‬
‫وأوضح املسالك ‪ ، 312 / 1‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 326‬وخزانة األدب ‪ ، 316 / 9‬واجلىن الداين ص‬
‫‪ ، 462‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 165‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 816‬وشرح املفصل ‪، 121 ، 117 / 7‬‬
‫ومغىن اللبيب ص ‪ ، 152‬واملقتضب ‪ ، 70 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.130 / 1‬‬
‫(‪ )3‬ال بيت ألمية بن أيب الص لت ‪ ،‬ونسب لرجل من اخلوارج ولعم ران بن حط ان والش اهد يف ‪ :‬جمىء خرب‬
‫«يوشك» غري مقرتن بـ «أن» وهذا قليل‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 42‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 167 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 207 / 1‬وشرح‬
‫املفصل ‪ ، 126 / 7‬والعقد الفريد ‪ ، 187 / 3‬والكتاب ‪ ، 161 / 3‬ولسان العرب (بيس) ‪،‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪153 .............................................................................‬‬

‫وأما كاد وكرب ‪ :‬فتقع األفعال موقع خربيهما بغري «أن» (‪ ، )1‬وقد تدخل عليهما‬
‫الشعر ؛ ومنه قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫«أن» ‪ ،‬وذلك قليل ‪ ،‬وبابه ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪   ...................‬قد ك اد من ط ول البلى أن ميص حا‬ ‫‪ 38‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقول اآلخر [من الطويل] ‪:‬‬


‫(‪)3‬‬
‫ربت أعناقها أن تقطّعا‬ ‫‪   ...‬وقد ك‬ ‫‪ ...............‬ـ‬ ‫‪ 39‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأما أخذ وجعل وطفق ‪ :‬فال تقع األفعال موقع أخبارها إاّل بغري «أن» ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫والس بب ىف ذلك ‪ :‬أن عسى ويوشك واخلولق فيها ت راخ ‪ ،‬فلما ك انت األفع ال‬
‫الىت ىف موضع أخبارها مستقبلة ‪ ،‬أدخلوا عليها أن املخلّصة لالستقبال‪.‬‬
‫__________________‬
‫(ك أس) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 187 / 2‬ولعم ران بن حط ان يف ديوانه ص ‪ ، 123‬وألمية أو لرجل من‬
‫اخلوارج يف ختليص الش واهد ص ‪ ، 323‬وال درر ‪ ، 136 / 2‬وبال نس بة يف أوضح املس الك ‪، 313 / 1‬‬
‫وشرح األمشوين ‪ ، 129 / 1‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 352‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 168‬وشرح عمدة‬
‫احلافظ ص ‪ ، 818‬ومهع اهلوامع ‪.130 ، 129 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأما ك اد وك رب فتقع األفع ال موقع خربيهما بغري أن» مث ال ذلك ‪ :‬ك اد زيد يق وم ‪،‬‬
‫وكرب زيد خيرج‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت لرؤبة بن العجاج‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬دخول «أن» بعد «كاد» ضرورة واملشهور إسقاطها‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ملحق ديوانه ‪ ، 172‬الدرر ‪ ، 142‬شرح شواهد اإليضاح ‪ 99‬شرح املفصل ‪، 121 / 7‬‬
‫الكتاب ‪ ، 160 / 3‬واملقاصد النحوية ‪ ، 215 / 2‬وبال نسبة يف أدب الكاتب ص ‪ 419‬وأسرار العربية ص‬
‫‪ 5‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 329‬ولسان العرب (مصح) ‪ ،‬واملقتضب ‪ ، 75 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.130 / 1‬‬
‫(‪ )3‬عجز بيت أليب زيد األسلمي وصدره ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫جال على الظما ‪ ‬‬ ‫قاها ذوو األحالم س‬ ‫س‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله «أن تقطعا» حيث جاء خرب «كرب» فعال مضارعا مقرتنا بـ «أن» واألكثر عدم‬
‫االقرتان وهذا نادر ىف خرب هذا الفعل‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ختليص الشواهد ص ‪ ، 330‬والدرر ‪ ، 143 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 207 / 1‬شرح عمدة‬
‫احلافظ ص ‪ ، 815‬واملقاصد النحوية ‪ ، 193 / 2‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 316 / 1‬وشرح األمشوين‬
‫‪ ، 123 / 1‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 355‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 196‬ومهع اهلوامع ‪.130 / 1‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما أخذ وجعل وطفق فال تقع األفعال موقع أخبارها إال بغري أن» مثال ذلك ‪ :‬جعل زيد‬
‫ْجن َِّة) [طه ‪.]121 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يض حك ‪ ،‬وأخذ يق وم ‪ ،‬وطفق ميشى ‪ ،‬ق ال تع اىل ‪َ ( :‬وطَفقا يَ ْخص فان َعلَْي ِهما م ْن َو َرق ال َ‬
‫أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 154‬فهرس املوضوعات‬

‫وأما أخذ وجعل وطفق ‪ :‬فاألفع ال الواقعة موقع أخبارها أح وال ؛ فلم يسغ ل ذلك‬
‫دخول أن عليها‪.‬‬
‫وأما ك اد وك رب ‪ :‬فلمقاربة ذات الفعل ‪ ،‬فمن أدخل أن على أخبارمها ‪ ،‬فتش بيها‬
‫هلما بعسى ؛ ألهنا مس تقبلة ‪ ،‬ومن مل ي دخلها ‪ ،‬فتش بيها هلما جبعل ؛ لك ثرة املقاربة ؛ أال‬
‫ترى أن معىن قولك ‪« :‬كاد زيد يقوم» ‪ :‬قارب القيام حىت مل يبق بينه وبني الدخول فيه‬
‫زمن ؛ كما أن الذين حذفوا أن من خرب عسى ويوشك شبّهومها بكاد‪.‬‬
‫وال تقع األمساء موقع أخب ار ه ذه األفع ال ـ وإن ك ان ذلك هو األصل ىف الكالم ـ‬
‫حنو قوهلم ‪« :‬عسى الغوير أبؤسا» (‪ ، )1‬أو ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ائما‬ ‫يت ص‬ ‫ثرن إىّن عس‬ ‫ملحا دائما ‪  ‬ال تك‬
‫أك ثرت ىف الع ذل ّ‬ ‫‪ 40‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإمنا رفض هنا االسم ‪ ،‬وإن ك ان األصل ؛ أل ّن املناس بة الىت قص دوها بني ه ذه‬
‫تتصور ىف األمساء‪.‬‬
‫األفعال وأخبارها ال ّ‬
‫وقد تس ّد «أن» مع صلتها مس ّد االسم واخلرب ىف «عسى» و «يوشك» ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫عسى أن تقوم ‪ ،‬ويوشك أن تقوم ؛ كما س ّدت مسد املفعولني ىف ‪« :‬ظننت وأخواهتا»‪.‬‬
‫وقد تق دم أخب ار ه ذه األفع ال على أمسائها ‪ /‬؛ فتق ول ‪« :‬عسى أن يق وم زيد ‪،‬‬
‫ويوشك أن يق وم عم رو» على أن يك ون زيد اسم عسى ‪ ،‬وعم رو اسم يوشك ‪ ،‬وأن‬
‫والفعل ىف موضع اخلرب‪.‬‬
‫وإذا اتصل بعسى ضمري متكلم أو خماطب ‪ ،‬جاز فيها أن تبقى على وزهنا ‪ ،‬وأن‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ينظر معجم األمثال ‪.341 / 2‬‬
‫(‪ )2‬البيت لرؤبة‪ .‬والشاهد فيه جميء خرب «عسى» ‪ ،‬وهو قوله «صائما» مفردا‪.‬‬
‫ينظر ديوانه ص ‪ ، 185‬وخزانة األدب ‪ ، 322 ، 317 ، 316 / 9‬واخلصائص ‪ ، 83 / 1‬والدرر‬
‫‪ ، 149 / 2‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص ‪ ، 83‬واملقاصد النحوية ‪ ، 161 / 2‬وبال نسبة يف األشباه‬
‫والنظائر ‪ ، 175 / 2‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 309‬واخلزانة ‪ ، 376 ، 374 / 8‬واجلىن الداين ص ‪، 463‬‬
‫وشرح األمشوين ‪ ، 128 / 1‬وشرح شواهد املغين ص ‪ ، 444‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 164‬وشرح عمدة‬
‫احلافظ ص ‪ ، 822‬وشرح املفصل ‪ ، 14 / 7‬مغين اللبيب ‪ ، 152 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.130 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪155 .............................................................................‬‬

‫تك ون على وزن «فع ل» بكسر العني فتق ول ‪« :‬عس يت أن أق وم ‪ ،‬وعس يت أن تق وم»‬
‫بفتح العني وكسرها‪.‬‬
‫وإذا ك ان فاعلها ظ اهرا أو ض مري غيبة ‪ ،‬مل تس تعمل إال على «فع ل» بفتح العني ‪،‬‬
‫ما عدا ضمري مجاعة املؤنثات ‪ ،‬فإهنا تستعمل معه باللغتني‪.‬‬
‫وتقول ىف التثنية واجلمع ‪« :‬الزيدان عسى أن يقوما ‪ ،‬والزيدون عسى أن يقوموا ‪،‬‬
‫واهلندات عسى أن يقمن» إن مل تق ّدر ىف عسى ضمريا ؛ بل تكون أن وصلتها ىف موضع‬
‫االسم واخلرب ‪ ،‬فإن جعلتها متحملة للضمري ‪ ،‬قلت ‪« :‬عسيا وعستا وعسوا وعسني»‪.‬‬
‫وال يكون فاعل الفعل الواقع ىف موضع أخبار أخوات عسى إال ضمريا عائدا على‬
‫أمسائها ‪ ،‬فأما قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الش ارب الثّمل‬
‫وقد جعلت إذا ما قمت يثقلىن ‪  ‬ث وىب ف أهنض هنض ّ‬ ‫‪ 41‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فعلى إقامة الس بب ‪ ،‬وهو اإلثق ال مق ام املس بّب ‪ ،‬وهو النه وض هنض الش ارب‬
‫الثمل ‪ ،‬واملعىن ‪ :‬وقد جعلت أهنض هنض الش ارب الثمل إلثق ال ث وىب إي اى ‪ ،‬فق ّدم ذكر‬
‫داهما َفتُ َذ ِّك َر إِ ْح ُ‬
‫داه َما اأْل ُ ْخ رى) [البق رة ‪:‬‬ ‫الس بب ؛ كما ق ال تع اىل ‪( :‬أَ ْن تَ ِ‬
‫ض َّل إِ ْح ُ‬
‫‪ ]282‬؛ فاستشهاد الرجل واملرأتني ليس سببه ضالل إحدامها ؛ بل التذكري‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اختلف يف نسبة البيت بني عمرو بن أمحر الباهلي ‪ ،‬وأيب حية النمري ‪ ،‬واحلكم بن عبدل‪.‬‬
‫ويروي عجز البيت هكذا ‪:‬‬
‫كر‬ ‫ارب الس‬ ‫أهنض هنض الش‬ ‫ويب ف‬ ‫‪   ............‬ث‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قال البغدادي‪ .‬القافية رائية ال المية كما وقع يف إنشاد النحويني‪.‬‬


‫والش اهد فيه تق دمي ذكر الس بب ؛ وهو اإلثق ال على املس بب ؛ وهو النه وض هنض الش ارب الثمل ‪،‬‬
‫وفيه شاهد آخر هو جمىء «جعل» للشروع ‪ ،‬وخربه مجلة شرطية مصدرة بإذا‪.‬‬
‫ينظر ملحق ديوان عمرو بن أمحر ص ‪ ، 182‬وخزانة األدب ‪ ، 362 ، 359 / 9‬وأليب حية النمري‬
‫يف احليوان ‪ ، 483 / 6‬وشرح التصريح ‪ ، 204 / 1‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 74‬واملقاصد النحوية ‪2‬‬
‫‪ ، 173 /‬والبن أمحر أو أليب حية النم ري يف ال درر ‪ ، 133 / 2‬وأليب حية أو للحكم بن عب دل يف ش رح‬
‫شواهد املغين ‪ ، 911 / 2‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 305 / 1‬وشرح األمشوين ‪ ، 130 / 1‬وشرح‬
‫التصريح ‪ ، 206 / 1‬ومغين اللبيب ‪.579 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 156‬فهرس املوضوعات‬

‫إن ضلت ‪ ،‬فعومل الضالل معاملة التذكري ؛ ملا كان سببه‪.‬‬


‫لعل إذا كان االسم الواقع بعدها ضمريا ؛ فيقال ‪ :‬عساك‬
‫وقد تعمل عسى عمل ‪ّ :‬‬
‫أن تقوم وعساىن أن أخرج ؛ قال [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اىن‬ ‫ازعىن ‪ :‬لعلّى أو عس‬ ‫ول هلا إذا ما ‪  ‬تن‬ ‫وىل نفس أق‬ ‫‪ 42‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لعمران بن حطان‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬عساين» حيث اتصل ضمري النصب بـ «عسى» مما يدل على أن «عسى» حرف‬
‫مبعىن «لعل»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬تذكرة النحاة ص ‪ ، 440‬وخزانة األدب ‪ ، 349 ، 337 / 5‬وشرح أبيات سيبويه ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 524‬وشرح التصريح ‪ ، 213 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 123 / 7 ، 120 / 3‬والكتاب ‪، 375 / 2‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 229 / 2‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 330 / 1‬وتذكرة النحاة ص ‪ ، 495‬اجلىن‬
‫الداين ص ‪ ، 466‬واخلزانة ‪ ، 363 / 5‬واخلصائص ‪ ، 5 / 3‬ورصف املباين ص ‪ ، 249‬وشرح املفصل ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 118 ، 10‬واملقتضب ‪.72 / 3‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪157 .............................................................................‬‬

‫باب ما وال والت‬


‫وخاص ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫عام‬
‫اعلم ‪ :‬أن «ما» هلا شبهان ‪ّ :‬‬
‫خاص ة‬
‫ختص االسم بال دخول عليه ؛ إذ هى غري ّ‬ ‫فالع ّام ‪ :‬ش بهها ب احلروف الىت ال ّ‬
‫باالسم‪.‬‬
‫واخلاص ‪ :‬ش بهها بـ «ليس» ىف أهنا للنفى ‪ ،‬وأهنا إن دخلت على احملتمل ‪ ،‬خلص ته‬‫ّ‬
‫للحال ؛ كم أ ّن «ليس» كذلك ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فبنو متيم ‪ /‬راع وا الش به الع ام ؛ فلم يعملوها ‪ ،‬وأهل احلج از وجند راع وا الش به‬
‫اخلاص ‪ ،‬فأعملوها عمل ليس ‪ ،‬إال أهنم مل يعملوها عملها إال بشروط ثالثة (‪: )2‬‬
‫ّ‬
‫أحدها ‪ :‬أن يكون اخلرب غري موجب‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أال يتق ّدم اخلرب على امسها ‪ ،‬وليس بظرف وال جمرور‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬أال يفصل بينها وبني االسم بـ «إن» الزائدة‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فإن فقد شىء من ذلك ‪ ،‬رجعوا إىل اللغة التميمية (‪ ، )3‬فأما قول الفرزدق‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب ما وال والت وقوىل ‪« :‬وأهّن ا إن دخلت على احملتمل خلّصته للحال كما أن ليس كذلك» مثال‬
‫ذلك قولك ‪ :‬ما زيد قائما ‪ ،‬أال ت رى أن قائما من قولك ‪ :‬زيد ق ائم حيتمل احلال وغ ريه ‪ ،‬وإن ك ان أظهر ىف‬
‫احلال ‪ ،‬فلما دخلت ما النافية خلّصته للحال ؛ كما أن ليس كذلك ‪ ،‬وقد تقدم تبيني ذلك ىف موضعه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أهنم مل يعملوها عملها إال بثالثة شروط» إىل آخره ‪ ،‬مثال ذلك قولك ‪ :‬ما زيد قائما‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن فقد شئ من ذلك رجع وا إىل اللغة التميمي ة» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ما زيد إال ق ائم ‪،‬‬
‫رفعت اخلرب ملا ك ان موجبا ‪ ،‬وك ذلك أيضا ترفع اخلرب ىف مثل قولك ‪ :‬ما ق ائم زيد ؛ لتقدمه ‪ ،‬وليس بظ رف‬
‫وال جمرور ‪ ،‬وكذلك أيضا ترفع اخلرب ىف مثل قولك ‪ :‬ما إن زيد قائم ‪ ،‬لفصلك بينها وبني االسم بإن الزائدة‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬مهام بن غالب بن صعصعة التيمي الدارمي ‪ ،‬أبو فراس ‪ ،‬الشهري بالفرزدق ‪ :‬شاعر ‪ ،‬من النبالء ‪ ،‬من أهل‬
‫البص رة ‪ ،‬عظيم األثر يف اللغة ‪ ،‬ك ان يق ال ‪ :‬لو ال ش عر الف رزدق ل ذهب ثلث اللغة ‪ ،‬ولو ال ش عره ل ذهب‬
‫نصف أخب ار الن اس يش به بزهري بن أيب س لمى‪ .‬وكالمها من ش عراء الطبقة األوىل ‪ :‬زهري يف اجلاهليني ‪،‬‬
‫والف رزدق يف اإلس الميني ‪ ،‬وهو ص احب األخب ار مع جرير واألخطل ‪ ،‬ومهاجاته هلما أش هر من أن ت ذكر‪.‬‬
‫كان شريفا يف قومه ويف شرح هنج البالغة ‪ :‬كان الفرزدق ال ينشد بني يدى اخللفاء إال قاعدا وقد مجع بعض‬
‫شعره يف ديوان ‪،‬‬
‫‪ ............................................................................. 158‬فهرس املوضوعات‬

‫[من البسيط] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ريش وإذ ما مثلهم بشر‬ ‫فأص بحوا قد أع اد اهلل نعمتهم ‪  ‬إذ هم ق‬ ‫‪ 43‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫؛ حنو ق ول‬ ‫(‪)2‬‬


‫ىن‬
‫ف «مثلهم» ‪ :‬مرف وع إال أنه مبىن على الفتح ؛ إلض افته إىل مب ّ‬
‫اآلخر [من الرمل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اجلبل‬ ‫محاض‬ ‫أمثر‬ ‫ما‬ ‫دم ‪  ‬مثل‬ ‫داعى منخراها ب‬ ‫تت‬ ‫‪ 44‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫و «نقائض جرير والفرزدق» ثالثة جملدات ينظر األعالم ‪ ، 93 / 8‬ابن خلكان ‪ ، 196 / 2‬مجهرة أشعار‬
‫العرب ‪.163‬‬
‫(‪ )1‬هذا البيت من قصيدة للفرزدق ميدح هبا عمر بن عبد العزيز األموي‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬جمىء «مثل» مبنيّا على الفتح ‪ ،‬إلضافته إىل مبىن ‪ ،‬وهو الضمري «هم» وهو ىف األصل‬
‫مرفوع وفيه شاهد آخر أن «ما» احلجازية عملت مع تقدم خربها على امسها‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 185 / 1‬واألش باه والنظ ائر ‪ ، 122 / 3 ، 209 / 2‬وختليص الش واهد ص‬
‫‪ ، 281‬واجلىن الداين ص ‪ ، 446 ، 324 ، 189‬وخزانة األدب ‪ ، 138 ، 133 / 4‬والدرر ‪، 103 / 2‬‬
‫‪ ، 150 / 3‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 162 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 198 / 1‬وشرح شواهد املغين ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 782 / 2 ، 237‬والكتاب ‪ ، 60 / 1‬ومغين اللبيب ص ‪ ، 600 ، 517 ، 363‬واملقاصد النحوية ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 96‬واملقتضب ‪ 191 / 4‬واهلمع ‪ ، 124 / 1‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 280 / 1‬ورصف املباين‬
‫ص ‪ ، 312‬وشرح األمشوين ‪ ، 122 / 1‬ومغين اللبيب ص ‪.82‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فمثلهم مرفوع إال أنه بىن على الفتح إلضافته إىل مبىن» إن اعرتض ذلك معرتض فقال ‪ :‬ال‬
‫يسوغ ذلك ؛ ألن مثال ىف بيت الفرزدق مضاف إىل مضمر ‪ ،‬واملضمر ـ وإن كان مبنيّا ـ فإنه يرد األشياء إىل‬
‫رجن ‪ ،‬بل ال‬
‫أص وهلا ‪ ،‬أال ت رى أنك تق ول ‪ :‬بك ألفعلن ‪ ،‬وال جيوز أن تق ول ‪ :‬تك ألفعلن ‪ ،‬وال ‪ :‬وك ألخ ّ‬
‫جير املض مر من ح روف القسم إال الب اء ؛ ألهنا األصل ىف ب اب القسم ‪ ،‬وك ذلك أيضا تق ول ‪ :‬أعطيتم وا زي دا‬
‫درمها وأعطيتم زي دا درمها ‪ ،‬ف إذا قلت ‪ :‬ال درهم أعطيتم وه زي دا ‪ ،‬مل جيز أن تق ول ‪ :‬أعطيتمه زي دا ‪ ،‬بل يل زم‬
‫األصل بسبب الضمري وأمثال ذلك كثرية ؛ فكذلك ينبغى أن ال يبىن «مثل» إلضافتة إىل الضمري ؛ ألن الضمري‬
‫كث ريا ما ي رد األش ياء إىل أص وهلا ‪ ،‬ف اجلواب أنه قد اس تقر من كالم الع رب بن اء املض اف إىل املض مر ؛ أنشد‬
‫الكوفيون ‪[ :‬من الرجز]‬
‫دا‬ ‫رمني وال‬ ‫ابن األك‬ ‫ريك ي‬ ‫ائدا ‪  ‬غ‬ ‫مل يبق إال اجملد والقص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ‪ :‬مهع اهلوامع ‪ ، 223 / 1‬الدرر ‪.]191 / 1‬‬


‫فغري فاعل «يبقى» ‪ ،‬وقد بىن إلض افته إىل املض مر ؛ أال ت رى أنك إن مل جتعله ف اعال ‪ ،‬لزمك ح ذف‬
‫الفاعل وحذفه ال يسوغ‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬والش اهد فيه أن «مث ل» مبىن إلض افته إىل غري متمكن ‪ ،‬و «م ا» مص درية ‪ ،‬وهي مع ما بع دها يف تأويل‬
‫مصدر مضاف إليه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪159 .............................................................................‬‬

‫وكذلك قول اآلخر [من الطويل] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ّدهر إال منجنونا بأهله ‪  ‬وما ص احب احلاج ات إال مع ّذبا‬ ‫وما ال‬ ‫‪ 45‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كممزق ؛ وكذلك ‪ :‬منجنون ‪ ،‬التقدير ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫يتخرج على أن يكون «مع ّذب» مصدرا‬ ‫ّ‬
‫وما الدهر إال دوران منجنون ‪ ،‬وما صاحب احلاجات إال تعذيبا ؛ فيكون من باب‬
‫«ما أنت إال سريا»‪.‬‬
‫وجيوز دخ ول الب اء ىف خربها ‪ ،‬ت أخر عن االسم أو تق دم عليه ؛ حنو قوله ‪[ :‬من‬
‫الوافر] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫ينظر ‪ :‬األشباه والنظائر ‪ ، 296 / 5‬ورصف املباين ص ‪ ، 312‬وشرح املفصل ‪ ، 135 / 8‬ولسان العرب‬
‫(محض)‪.‬‬
‫(‪ )1‬هذا البيت نسبه ابن جين يف كتاب «ذا القد» لبعض العرب ‪ ،‬قيل ‪ :‬هو من بين سعد‪.‬‬
‫واملنجنون ‪ :‬الدوالب الذي يستقي عليه ‪ ،‬وهو مؤنث‪ .‬قال ابن جين (يف شرح تصريف املازين املسمى‬
‫باملنصف) ‪ :‬ليس منجنون من ذوات اخلمسة ‪ ،‬هذا حمال ‪ ،‬ألجل تكرير النون ‪ ،‬وإمنا هو مثل حندقوق ملحق‬
‫بعض رفوط وال جيوز أن تك ون امليم زائ دة ؛ ألنا ال نعلم يف الكالم مفعل وال‪ .‬وال جيوز أن تك ون امليم والن ون‬
‫مجيعا زائ دتني ‪ ،‬على أن تك ون الكلمة ثالثية من لفظ اجلن ‪ ،‬من جه تني ‪ :‬إح دامها أنك كنت جتمع يف أول‬
‫الكلمة زي ادتني وليست الكلمة جارية على فعل مثل منطلق ومس تخرج‪ .‬واألخ رى ‪ :‬أنا ال نعلم يف الكالم‬
‫منفع وال فيحمل ه ذا علي ه‪ .‬وال جيوز أيضا أن تك ون الن ون وح دها زائ دة ألهنا قد ثبتت يف اجلمع يف ق وهلم ‪:‬‬
‫مناجني ‪ ،‬ولو كانت زائدة لقيل ‪ :‬جماجني ‪ ،‬فإذا مل جيز أن تكون امليم وحدها زائدة ‪ ،‬وال النون وحدها زائدة‬
‫‪ ،‬وال أن يكونا كلتامها زائدتني ‪ ،‬مل جيز إال أن يكونا أصلني وجتعل النون الما مكررة ‪ ،‬وتكون الكلمة مثل ‪:‬‬
‫حندقوق ملحقة بعضرفوط‪.‬‬
‫والش اهد فيه إعم ال «م ا» مع انتق اض خربها بـ «إال» وه ذا ش اذ ‪ ،‬وخ ّرج أيضا غري ختريج املص نف‬
‫على أنه بتقدير ‪ :‬وما الدهر إال يش به منجنونا وما ص احب احلاج ات إال يش به معذبا ‪ ،‬فهما منص وبان بالفعل‬
‫الواقع خ ربا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬جيوز أن يك ون «منجنون ا» منص وب على احلال ‪ ،‬واخلرب حمذوف ‪ ،‬أي ‪ :‬وما ال دهر إال‬
‫مثل املنجنون ال يستقر يف حاله ‪ ،‬وعلى هذا تكون عاملة قبل انتقاض نفيها ‪ ،‬وكذا يكون التقدير يف الثاين ‪،‬‬
‫أي ‪ :‬وما صاحب احلاجات موجودا إال معذبا ‪ ،‬وال تقدر ‪ ،‬هنا ‪« ،‬مثل» ألن الثاين هو األول‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح شواهد املغين ص ‪ ، 219‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 276 / 1‬وختليص الشواهد‬
‫ص ‪ ، 271‬واجلىن الداين ص ‪ ، 325‬وخزانة األدب ‪ ، 250 ، 249 / 9 ، 130 / 4‬والدرر ‪، 98 / 2‬‬
‫‪ ، 171 / 3‬ورصف املباين ص ‪ ، 311‬وشرح األمشوين ‪ ، 121 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 197 / 1‬وشرح‬
‫املفصل ‪ ، 75 / 8‬ومغين اللبيب ص ‪ ، 73‬واملقاصد النحوية ‪ ، 92 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.230 ، 123 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 160‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫احلر أنت وال القمني‬
‫ّ‬ ‫ّرا ‪  ‬وما ب‬ ‫أما واهلل أن لو كنت ح‬ ‫‪ 46‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإذا أتيت بعد ح رف العطف باسم واحد ‪ ،‬ف إن ك ان ح رف العطف يقتضى‬


‫اإلجياب ‪ ،‬رفعت ليس إال ؛ حنو قولك ‪« :‬ما زيد قائما لكن قاعد ‪ ،‬وبل قاع د» ‪ ،‬وإن‬
‫كان ال يقتضيه وعطفته على اخلرب ـ كان املعطوف على حسبه إن كان مرفوعا أو منصوبا‬
‫(‪ ، )2‬وإن كان خمفوضا ‪ ،‬جاز فيه احلمل على املوضع ‪ ،‬فرتفع إن قدرهتا متيمية ‪ ،‬وتنصب‬
‫إن قدرهتا حجازية ‪ ،‬واحلمل على اللفظ ؛ فتخفض (‪.)3‬‬
‫فإن أتيت بعد حرف العطف بصفة وموصوف ‪ ،‬وأوليت الوصف احلرف ‪ ،‬وكان‬
‫املوص وف س ببيّا (‪ )4‬من امسها ‪ ،‬ك ان الوصف على حسب اخلرب إن ك ان مرفوعا (‪، )5‬‬
‫وجيوز فيه الرفع والنصب إن كان منصوبا (‪ ، )6‬وجيوز فيه الرفع والنصب واخلفض إن‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت بال نسبة ىف ‪ :‬اإلنصاف ‪ ، 121 / 1‬خزانة األدب ‪، 82 / 10 ، 143 ، 142 ، 141 / 4‬‬
‫اجلىن الداين ‪ ، 222‬جواهر األدب ‪ ، 197‬والدرر ‪ ، 219 ، 96 / 4‬رصف املباين ‪ ، 116‬شرح التصريح‬
‫‪ ، 233 / 2‬شرح شواهد املغين ‪ ، 111 / 1‬مغين اللبيب ‪ ، 33 / 1‬املقاصد النحوية ‪ ، 409 / 4‬مهع‬
‫اهلوامع ‪.41 ، 18 / 2‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬دخ ول ح رف اجلر ىف خرب «م ا» ؛ حيث دخل ح رف اجلر «الب اء» على اخلرب «احلر»‬
‫وفيه شاهد آخر وهو زيادة «أن» بعد القسم‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان ال يقتضيه وعطفته على اخلرب ‪ ،‬كان املعطوف على حسب اخلرب إن كان مرفوعا‬
‫أو منصوبا» مثال ذلك ‪ :‬ما زيد قائما وال قاعدا ‪ ،‬وما زيد قائم وال قاعد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان خمفوضا جاز فيه احلمل على املوضع فرتفع إن ق ّدرهتا متيمية ‪ ،‬وتنصب إن قدرهتا‬
‫حجازية ‪ ،‬واحلمل على اللفظ فتخفض» مث ال ذلك ‪ :‬ما زيد بق ائم وال قاعد ‪ ،‬وإن ش ئت قلت ‪ :‬وال قاع دا ‪،‬‬
‫وإن ش ئت قلت ‪ :‬وال قاعد ‪ ،‬وليس ما يزعمه الفارسى من أن الب اء ال ت دخل ىف خرب التميمية كما ال ت دخل‬
‫ىف خرب املبتدأ ـ بشىء ويلزمه على قياس مذهبه أال يدخل الباء ىف اخلرب إذا تقدم ‪ ،‬فال يقال ‪ :‬ما بقائم زيد ‪،‬‬
‫ووجود ذلك من كالمهم يدل على أن الباء تدخل ىف اخلرب ‪ ،‬وإن مل تعمل فيه «ما»‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬سببا‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن أتيت بعد ح رف العطف بص فة وموص وف ‪ ،‬وأوليت الوصف احلرف ‪ ،‬وك ان‬
‫املوصوف سببيا من امسها ‪ ،‬كان الوصف على حسب اخلرب إن كان مرفوعا» مثال ذلك قولك ‪ :‬ما زيد قائم‬
‫وال ذاهب أخوه ‪ ،‬فال جيوز ىف ذاهب إال الرفع على وجهني ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬أن يكون معطوفا على قائم ‪ ،‬وأخوه مرفوع به‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أن يكون مرفوعا على أنه خرب مقدم للمبتدأ الذى بعده ‪ ،‬وهو أخوه ‪ ،‬واجلملة معطوفة على‬
‫اجلملة الىت قبلها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وجيوز فيه الرفع والنصب إن كان منصوبا» مثال ذلك قولك ‪ :‬ما زيد‬
‫فهرس املوضوعات ‪161 .............................................................................‬‬

‫كان جمرورا بالباء الزائدة (‪ .)1‬وإن كان املوصوف أجنبيّا منه ‪ ،‬مل جيز ىف الوصف ىف مجيع‬
‫ذلك إال الرفع (‪ ، / )2‬وأما املوصوف فمرفوع على كل حال ‪ ،‬وإذا تأخر الوصف ‪ ،‬جاز‬
‫فيه الرفع والنصب ‪ ،‬كان املوصوف سببيّا (‪ )3‬أو مل يكن (‪.)4‬‬
‫هذا إن كان احلرف ال يقتضى اإلجياب‪.‬‬
‫فإن اقتضاه ‪ :‬مل جيز إال الرفع فيهما ‪ ،‬تأخر الوصف أو تقدم (‪.)5‬‬
‫وال والت ‪ :‬يكونان مبنزلة ما احلجازية ىف رفع االسم هبما ونصب اخلرب‪.‬‬
‫أما «ال» ‪ :‬فإهنا ال تعمل إال ىف النكرات ؛ بشرط أن يكون اخلرب أيضا مؤخرا منفيّا‬
‫؛ حنو قولك ‪« :‬ال رجل أفضل منك» ‪ ،‬فإن كان موجبا أو مقدما ‪ ،‬مل تعمل ؛‬
‫__________________‬
‫قائما وال ذاهبا أخوه ‪ ،‬بنصب ذاهبا وبرفعه ‪ ،‬فالنصب أن تعطف ذاهبا على قائم ‪ ،‬ويكون أخوه مرفوعا به ‪،‬‬
‫والرفع على أن يك ون خ ربا مق دما للمبت دأ ال ذى بع ده ‪ ،‬وهو أخ وه ‪ ،‬واجلملة من املبت دأ واخلرب معطوفة على‬
‫اجلملة الىت قبلها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وجيوز فيه الرفع والنصب واخلفض إن ك ان خمفوضا بالب اء الزائ دة» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ما‬
‫زيد بق ائم وال ذاهب أخ وه ‪ ،‬خبفض ذاهب ورفعه ونص به ‪ ،‬ف اخلفض على عطف ذاهب على ق ائم ‪ ،‬وأخ وه‬
‫مرتفع به ‪ ،‬والرفع على موضع بقائم إن قدرت «ما» متيمية وأخوه أيضا مرتفع به ‪ ،‬وجيوز أيضا رفعه على أن‬
‫يكون خربا مقدما للمبتدأ الذى هو أخوه ‪ ،‬واجلملة من املبتدأ واخلرب معطوفة على اجلملة الىت قبلها ‪ ،‬والنصب‬
‫على موضع بقائم إن قدرهتا حجازية ‪ ،‬ويكون أخوه مرتفعا به‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان املوص وف أجنبيا منه مل جيز ىف الوصف ىف مجيع ذلك إال الرفع ‪ »...‬إىل آخ ره‬
‫مثال ذلك ‪ :‬ما زيد قائما وال ذاهب عمرو ‪ ،‬وما زيد منطلق وال خارج بكر ‪ ،‬وما زيد بقائم وال ذاهب عبد‬
‫اهلل ‪ ،‬فريتفع خارج وذاهب على أهنما خربان ملا بعدمها ‪ ،‬واجلملة من املبتدأ واخلرب معطوفة على ما قبلها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬سببا‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن تأخر الوصف ‪ ،‬جاز فيه الرفع والنصب ‪ ،‬كان املوصوف سببيا أو مل يكن» مثال ذلك‬
‫‪ :‬ما زيد قائما وال أخوه ذاهبا ‪ ،‬وما زيد بقائم وال أخوه ذاهبا ‪ ،‬وما زيد قائما وال عمرو ذاهبا ‪ ،‬فرتفع االسم‬
‫عطفا على اسم ما وتنصب ذاهبا بعده عطفا على خربها ‪ ،‬وجيوز رفع ذاهب ىف مجيع ذلك على أن جتعله خربا‬
‫للمبتدأ الذى قبله ‪ ،‬وجتعل اجلملة من املبتدأ واخلرب معطوفة على اجلملة الىت قبلها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن اقتضاه مل جيز إال الرفع فيهما تأخر الوصف أو تقدم» مثال ذلك قولك ‪ :‬ما زيد قائما‬
‫بل عمرو ذاهب ‪ ،‬وما عمرو منطلقا بل مقيم بكر ‪ ،‬وما عبد اهلل خارجا بل أبوه ذاهب ‪ ،‬وما جعفر مقيما بل‬
‫قاعد أب وه ‪ ،‬وما زيد بق ائم بل عم رو ذاهب ‪ ،‬وما حممد مبقيم بل قاعد بكر ‪ ،‬برفع االمسني ىف مجيع ذلك على‬
‫املبتدأ واخلرب‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 162‬فهرس املوضوعات‬

‫حنو قولك ‪« :‬ال أفضل منك رجل وال ام رأة ‪ ،‬وال رجل وال ام رأة إال أفضل من ك» ‪،‬‬
‫وس بب ذلك ‪ :‬أهنا إمنا تعمل إذا ك انت خاصة باالسم ‪ ،‬وال تك ون خاصة حىت تك ون‬
‫العام ؛ فتكون ىف جواب السؤال العام ؛ حنو قولك ‪« :‬هل من رجل قائم؟» ؛ فيلزم‬ ‫للنفى ّ‬
‫دخوهلا من أجل ذلك على االسم النكرة‪.‬‬
‫وأما الت ‪ :‬فلم ترفع هبا الع رب إال «احلني» مظه را أو مض مرا ؛ فتق ول ‪« :‬الت‬‫ّ‬
‫حني قيام لك ‪ ،‬والت حني قيام لك» ‪ ،‬فتنصب حني ‪ ،‬تريد ‪ :‬الت احلني حني قيام لك‪.‬‬
‫وتعمل ىف «احلني» معرفة ونكرة ؛ الختصاصها به ‪:‬‬
‫ومن إعماهلا أيضا ىف املعرفة ‪ :‬قول األعشى (‪[ )1‬من اخلفيف] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وال‬ ‫ائف األه‬ ‫اء منها بط‬ ‫الت هنّا ذك رى جب رية أو من ‪  ‬ج‬ ‫‪ 47‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فأعملها ىف «هنّا» وهو معرفة‪.‬‬


‫والعطف على خربها ‪ :‬كالعطف على خرب ما ‪ ،‬إذا كان منصوبا (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ميم ون بن قيس بن جن دل من بين قيس بن ثعلبة ال وائلي ‪ ،‬أبو بصري املع روف بأعشى قيس ‪ ،‬ويق ال له‬
‫أعشى بكر ابن وائل ‪ ،‬واألعشى الكبري ‪ :‬من شعراء الطبقة األوىل يف اجلاهلية ‪ ،‬وأحد أصحاب املعلقات كان‬
‫كثري الوفود على امللوك من العرب والفرس ‪ ،‬غزير الشعر ‪ ،‬يسلك فيه كل مسلك وكان يغىن بشعره ‪ ،‬فسمى‬
‫«ص نّاجة الع رب» ق ال البغ دادي ‪ :‬ك ان يفد على املل وك وال س يما مل وك ف ارس ‪ ،‬ول ذلك ك ثرت األلف اظ‬
‫الفارسية يف شعره‪ .‬عاش عمرا طويال ‪ ،‬وأدرك اإلسالم ومل يسلم ‪ ،‬ومطلع معلقته ‪[ :‬من اخلفيف]‬
‫ؤايل‬ ‫رد س‬
‫ّ‬ ‫ؤايل وما ت‬ ‫األطالل ‪  ‬وس‬ ‫اء الكبري ب‬ ‫ما بك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومسى باألعشى لضعف بصره مات سنة ‪ 7‬ه‍‪.‬‬


‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 341 / 7‬معاهد التنصيص ‪ ، 196 / 1‬اآلمدي ‪.12‬‬
‫(‪ )2‬الش اهد فيه قوله ‪« :‬الت هن ا» حيث عملت «الت» يف «هن ا» اإلش ارية ‪ ،‬وق ال ابن مالك وأبو علي‬
‫الفارسي إن «الت» ال يصح إعماهلا يف معرفة أو مكان ‪ ،‬فـ «هنا» عندمها منصوبة على الظرف ‪ ،‬و «الت»‬
‫غري عاملة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 53‬وخزانة األدب ‪ ، 198 ، 196 / 4‬واخلصائص ‪ ، 474 / 2‬والدرر ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 118‬وشرح التصريح ‪ ، 200 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 17 / 3‬ولسان العرب (هنا) ‪ ،‬واحملتسب ‪، 39 / 2‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 198 / 4 ، 106 / 2‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪ ، 289 / 1‬ورصف املباين ص ‪.170‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬والعطف على خربها كالعطف على خرب ما إذا كان منصوبا» متثيل ذلك‬
‫فهرس املوضوعات ‪163 .............................................................................‬‬

‫وقد أج رو «إن» النافية ىف الش عر جمرى «م ا» ىف نصب اخلرب ؛ لش بهها هبا ؛ ق ال‬
‫[من املنسرح] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عف اجملانني‬ ‫توليا على أحد ‪  ‬إال على أض‬ ‫إن هو مس‬ ‫‪ 48‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫خمتصة ‪.‬‬
‫وال جيوز ذلك ىف الكالم ؛ ألهنا غري ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫__________________‬
‫كتمثيل العطف على خرب ما ‪ ،‬إال أنك ال تعطف علي خرب ال إال امسا نك رة ‪ ،‬وال تعطف على خرب الت إال‬
‫اسم زمان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬قال البغدادي ‪ :‬هذا الشاهد مع كثرة دورانه يف كتب النحو مل يعلم له قائل‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬إن هو مستوليا» حيث أجرى «إن» جمرى «ما» «ليس» فرفع هبا املبتدأ ونصب‬
‫اخلرب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األزهية ‪ ، 46‬أوضح املس الك ‪ ، 291 / 1‬ختليص الش واهد ‪ ، 306‬اجلىن ال داين ‪، 209‬‬
‫جواهر األدب ‪ ، 206‬خزانة األدب ‪ ، 166 / 4‬الدرر ‪ ، 108 / 2‬رصف املباين ‪ ، 108‬شرح األمشوين ‪1‬‬
‫‪ 126 /‬شرح التصريح ‪ ، 201 / 1‬شرح شذور الذهب ‪ ، 360‬املقاصد النحوية ‪ ، 113 / 2‬مهع اهلوامع‬
‫‪.125 / 1‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال جيوز ذلك ىف الكالم ألهنا غري خمتص ة» أعىن ‪ :‬أهنا ال ختتص بال دخول على االسم بل‬
‫تنفى هبا اجلملة االمسية والفعلية فيق ال ‪ :‬إن زيد إاّل ق ائم ‪ ،‬ق ال تع اىل ‪( :‬إِ ِن الْك افِ ُرو َن إِاَّل ِفي غُ ُرو ٍر) [امللك ‪:‬‬
‫‪ ]20‬أى ما الكافرون إال ىف غرور ‪ ،‬ويقال ‪ :‬إن قام زيد ‪ ،‬قال اهلل تعاىل ‪( :‬ولََق ْد م َّكنَّاهم فِيما إِ ْن م َّكنَّا ُكم فِ ِ‬
‫يه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ‬
‫‪[ )...‬األحقاف ‪ ]26 :‬أى فيما مل منكنكم فيه ‪ ،‬واحلرف إذا كان غري خمتص فقياسه أال يعمل‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 164‬فهرس املوضوعات‬

‫باب الحروف الّتى تنصب االسم وترفع الخبر‬


‫ولكن» ومعناها التأكيد ‪ ،‬و «ك أ ّن» ومعناها التش بيه ‪ ،‬و «ليت»‬ ‫وهى ‪« :‬إ ّن وأ ّن ّ‬
‫الرتجى ىف احملبوبات ‪ ،‬والتوقع ىف احملذورات‪.‬‬
‫«لعل» ومعناها ّ‬‫ومعناها التمىن ‪ ،‬و ّ‬
‫اعلم ‪ :‬أ ّن ه ذه احلروف ملا ك انت خمتصة باألمساء ‪ ،‬ومل تكن ك اجلزء منها ‪،‬‬
‫أش بهت األفع ال ‪ ،‬فعملت ورفعت أحد االمسني ‪ ،‬ونص بت اآلخر ؛ ألهنا أش بهت منها ما‬
‫يطلب امسني ‪ ،‬وما يطلب ‪ /‬من األفع ال امسني يرفع أح دمها وينصب اآلخر ‪ ،‬وملا ك انت‬
‫مع اىن ه ذه احلروف ىف أخبارها ‪ ،‬أش بهت األخب ار العمد (‪ )1‬ف رفعت ‪ ،‬وأش بهت األمساء‬
‫الفضالت فنصبت‪.‬‬
‫ومجيعها إمنا ي دخل على املبت دأ واخلرب ‪ :‬فما ك ان مبت دأ ‪ ،‬ك ان امسا هلا ‪ ،‬إال اسم‬
‫الشرط واسم االستفهام وكم اخلربية ‪ ،‬وكل اسم التزم فيه الرفع على االبتداء ؛ كـ «ما»‬
‫التعجبية ‪ ،‬وامين اهلل ‪ ،‬وما ك ان خ ربا للمبت دأ ـ فإنه يك ون خ ربا هلا إال اجلمل غري احملتملة‬
‫للصدق (‪ )2‬والكذب ‪ ،‬وأمساء االستفهام وكم اخلربية (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب الحروف التى تنصب االسم وترفع الخبر‬
‫قوىل ‪« :‬ملا كانت معاىن هذه احلروف ىف أخبارها أشبهت األخبار العمد» أعىن ‪ :‬أنك إذا قلت ‪ :‬إن‬
‫زي دا ق ائم ‪ ،‬ولكن عم را منطلق ‪ ،‬وبلغىن أن عم را خ ارج ‪ ،‬و ّك دت القي ام بـ «إ ّن» ‪ ،‬واالنطالق بـ «لكن»‬
‫واخلروج بـ «أ ّن» ‪ ،‬فمعىن ه ذه احلروف ـ وهو التأكيد ـ إمنا ه و ىف اخلرب ‪ ،‬وك ذلك إذا قلت ‪ :‬ك ان زي د‬
‫األسد ‪ ،‬فإن معىن كان هو السببية ىف اخلرب ؛ أال ترى أن ك إمنا شبّهت زيدا باألسد ‪ ،‬وإذا قلت ‪ :‬ليت زيدا‬
‫قائم ‪ ،‬ولعل زيدا قائم ‪ ،‬فإمنا متنيت ورجوت القيام ‪ ،‬فمعىن ليت ولعل أيضا إمنا هو ىف اخلرب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬الصدق‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إال اجلمل غري احملتملة للص دق والك ذب واسم االس تفهام وكم اخلربي ة» إمنا مل تقع أمساء‬
‫االس تفهام وكم اخلربية أخب ارا هلذه احلروف ؛ ألهنا تل زم ص در الكالم ؛ فيل زم ل ذلك تق دميها ‪ ،‬وأخب ار ه ذه‬
‫احلروف ال جيوز تق دميها عليها ‪ ،‬وأما اجلمل غري احملتملة للص دق والك ذب فلم تقع أخب ارا هلذه احلروف ؛‬
‫ملناقضة معناها معاىن هذه احلروف ‪ ،‬فإن جاء ما ظاهره وقوع اجلملة غري احملتملة للصدق والكذب ىف موضع‬
‫اخلرب تئول ذلك ؛ حنو قوله ‪[ :‬من البسيط]‬
‫بوا ليلهم عن ليلكم ناما‬ ‫يّدهم ‪  ‬ال حتس‬ ‫ذين قتلتم أمس س‬ ‫إ ّن ال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[وهو ألىب مكعت أخى بىن سعد بن مالك ىف خزانة األدب ‪، 249 ، 247 / 10‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪165 .............................................................................‬‬

‫وانفردت إ ّن من بني سائر أخواهتا ‪ :‬بدخول الالم ىف اخلرب (‪ )1‬إذا كان امسا أو فعال‬
‫مضارعا أو ماضيا غري متصرف ؛ حنو ‪« :‬نعم وبئس» ‪ ،‬أو ظرفا أو جمرورا ‪ ،‬أو مجلة امسية‬
‫‪ ،‬فإن كان ماضيا متصرفا ‪ ،‬مل جيز دخوهلا عليه (‪.)2‬‬
‫وقد ت دخل الالم على االسم إذا وقع موقع اخلرب ؛ حنو قولك ‪« :‬إ ّن ىف ال دار‬
‫لزيدا»‪.‬‬
‫وقد ت دخل ـ أيضا ـ على معم ول اخلرب إذا تق دم عليه ؛ حنو قولك ‪« :‬إ ّن زي دا لفى‬
‫الدار قائم»‪.‬‬
‫عام) [الفرقان ‪ ]20 :‬بفتح اهلمزة فشاذة‬ ‫فأما قراءة من قرأ ‪( :‬إِاَّل إَِّن ُه ْم لَيَأْ ُكلُو َن الطَّ َ‬
‫والالم فيها زائدة ‪ ،‬وال تدخل الالم على إ ّن نفسها وإن أبدلت مهزهتا هاء ‪ ،‬فأما قوله [من‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رمي‬ ‫على ك‬
‫رق ّ‬ ‫‪ 49‬ـ أال يا س نا ب رق على قلل احلمى ‪  ‬هلنّك من ب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫‪ ، 250‬والدرر ‪ ، 170 / 2‬وبال نسبة ىف شرح التصريح ‪ ، 298 / 1‬وشرح شواهد املغىن ‪، 914 / 2‬‬
‫ومغىن اللبيب ‪ ، 585 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.]135 / 1‬‬
‫وقول اجلميح ‪[ :‬من البسيط]‬
‫يب‬ ‫للش‬
‫بك ّ‬ ‫الرياضة ال تنص‬
‫ادقة ‪  ‬إ ّن ّ‬ ‫الت وهى ص‬ ‫ابت لق‬ ‫ولو أص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت ىف رصف املباىن ص ‪ ، 120‬واألشباه والنظائر ‪ ، 234 / 6‬وتذكرة النحاة ص ‪، 445‬‬
‫واخلزانة ‪ 246 / 10‬ـ ‪ ، 247‬وسر ص ناعة اإلع راب ص ‪ ، 388‬وش رح اختيارات املفضل ‪، 153 / 1‬‬
‫وجواهر األدب ص ‪ ، 239‬وروى «للكذب» بدل «للشيب»‪.‬‬
‫فإهنما خمرجان على إضمار القول ‪ ،‬أى ‪ :‬أقول لكم ال حتسبوا ليلهم عن ليلكم ناما ‪ ،‬وإن الرياضة أقول لك ‪:‬‬
‫ال تنصبك للشيب ‪ ،‬فاخلرب هو القول احملذوف ‪ ،‬وكثريا ما حيذف القول إذا دل املعىن عليه ‪ ،‬قال تعاىل ‪( :‬فَأ ََّما‬
‫وه ُه ْم أَ َك َف ْرتُ ْم َب ْع َد إِيم انِ ُك ْم) [آل عم ران ‪ ]106 :‬أى ‪ :‬فيق ال هلم ‪ :‬أكف رمت بعد إميانكم ‪،‬‬ ‫َّ ِ‬
‫َّت ُو ُج ُ‬ ‫اس َود ْ‬
‫ين ْ‬
‫الذ َ‬
‫الم َعلَْي ُك ْم) [الرعد ‪ ]23 :‬أى ‪ :‬يقول ون ‪ :‬س الم‬‫اب َس ٌ‬‫وقوله تع اىل ‪َ ( :‬وال َْمالئِ َك ةُ يَ ْد ُخلُو َن َعلَْي ِه ْم ِم ْن ُك ِّل ب ٍ‬
‫عليكم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وانفردت إ ّن من بني سائر أخواهتا بدخول الالم يف خربها» إىل آخره مثال دخول الالم ىف‬
‫اخلرب إذا كان امسا ‪ ،‬قولك ‪ :‬إن زيدا لقائم ‪ ،‬ومثال دخوهلا فيه إذا كان فعال مضارعا إ ّن زيدا ليقوم ‪ ،‬ومثال‬
‫دخوهلا فيه إذا ك ان ماض يا غري متص رف قولك ‪ :‬إن زي دا لنعم الرجل ‪ ،‬ومث ال دخوهلا فيه إذا ك ان ظرفا أو‬
‫جمرورا قولك ‪ :‬إن زيدا خللفك ‪ ،‬وإن عمرا لفى الدار ‪ ،‬ومثال دخوهلا فيه إذا كان مجلة امسية قولك ‪ :‬إن زيدا‬
‫لوجهه حسن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان ماضيا متصرفا مل جيز دخوهلا عليه» أعىن ‪ :‬أنه ال جيوز أن تقول ‪ :‬إن زيدا لقام‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬قيل ‪ :‬حملمد بن سلمة وقيل لرجل من بين منري‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 166‬فهرس املوضوعات‬

‫فأصله ‪« :‬له إنك» ‪ ،‬مث نقلت حركة اهلمزة ‪ ،‬والعرب تقول ‪« :‬له أنت»‪.‬‬
‫وال جيوز تق دمي ش ىء من معم والت ه ذه احلروف عليها ‪ ،‬وال تق دمي أخبارها على‬
‫أمسائها لضعفها ىف العمل ‪ ،‬إال أن يكون اخلرب ظرفا أو جمرورا ؛ فإ ّن العرب اتسعت فيهما‬
‫(‪ ، )1‬وجيوز تقدمي معمول اخلرب عليه إذا مل يكن باخلرب مانع من موانع تقدمي املفعول على‬
‫العامل (‪ ، )2‬وال جيوز تقدميه عليها أصال (‪ ، )3‬وال على االسم إال أن يكون ظرفا أو جمرورا‬
‫(‪ )4‬ىف أحد القولني ‪ ،‬وهو مع ذلك قليل ؛ حنو قوله من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫جم بالبله‬
‫اب القلب ّ‬ ‫اك مص‬ ‫إ ّن حببّها ‪  ‬أخ‬ ‫وال تلحىن فيها ف‬ ‫‪ 50‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫و (السنا) بالقصر ‪ :‬ضوء الربق‪ .‬و (القلل) ‪ :‬مجع قلة وهي من كل شيء ‪ :‬أعاله‪.‬‬
‫ورواه ابن ب ري ‪« :‬قنن احلمى» مجع قنة مبعىن القل ة‪ .‬و (احلمى) هو املك ان ال ذي حيمى من الن اس فال‬
‫يقربه أحد ‪ ،‬وأراد به محى حبيبته‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬هلنك» يريد ‪ :‬إلنك ‪ ،‬فأبدل اهلمزة هاء ‪ ،‬وقدمت الم التوكيد على «إن» ‪ ،‬مع‬
‫اجلمع بني حريف التوكيد‪ .‬ويف البيت أقوال أخر‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬لسان العرب (هلن) ‪( ،‬قذي) ‪ ،‬ولرجل من بين منري يف خزانة األدب ‪، 351 ، 339 ، 338 / 10‬‬
‫وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 144 / 2‬وأمايل الزجاجي ص ‪ ، 250‬واجلىن الداين ص ‪ ، 129‬وجواهر‬
‫األدب ص ‪ ، 333 ، 83‬واخلصائص ‪ ، 195 / 2 ، 315 / 1‬والدرر ‪ ، 191 / 2‬وديوان املعاين ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 192‬ورصف املباين ص ‪ ، 233 ، 121 ، 44‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 552 / 2 ، 371 / 1‬وشرح‬
‫شواهد املغين ‪ ، 602 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 42 / 10 ، 25 / 9 ، 63 / 8‬ولسان العرب (أنن) ‪ ،‬وجمالس‬
‫ثعلب ‪ ، 413 / 2 ، 113 / 1‬ومغين اللبيب ‪ ، 231 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 398 / 1‬ومهع اهلوامع‬
‫‪.141 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أن يكون اخلرب ظرفا أو جمرورا ‪ ،‬فإن العرب اتسعت فيهما» مثال ذلك قولك ‪ :‬إن ىف‬
‫الدار زيدا ‪ ،‬وإن عندك عمرا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وجيوز تق دمي معم ول اخلرب عليه ‪ ،‬إذا مل يكن للخرب م انع من موانع تق دمي املفع ول على‬
‫العامل» مثال ذلك ‪ :‬إن زيدا عمرا ضارب ‪ ،‬أى ‪ :‬ضارب عمرا ‪ ،‬فقدمت معمول «ضارب» عليه إذ ال مانع‬
‫مينع من ذلك ‪ ،‬ولو قلت إن زيدا عمرا ما ضرب ‪ ،‬تريد ‪ :‬ما ضرب عمرا ‪ ،‬مل جيز ذلك ‪ ،‬ألن «ما» هلا صدر‬
‫الكالم ‪ ،‬فال جيوز تقدمي ما بعدها عليها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال جيوز تقدميه عليها أصال» ال جيوز أن يقال ‪ :‬ىف الدار إن زيدا قائم ‪ ،‬وال عمرا إن زيدا‬
‫ضارب ‪ ،‬تريد ‪ :‬إن زيدا قائم يف الدار ‪ ،‬وإن زيدا ضارب عمرا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال على االسم إال أن يكون ظرفا أو جمرورا» مثال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬إن ىف الدار زيدا قائم‬
‫‪ ،‬وإن عندك زيدا جالس ‪ ،‬تريد ‪ :‬إن زيدا قائم ىف الدار ‪ ،‬وإن زيدا جالس عندك‪.‬‬
‫وقوىل ‪« :‬ىف أحد القولني» ألنه قد قيل ‪ :‬إن الظرف واجملرور متعلق ان مبحذوف على طريق البيتني ‪،‬‬
‫وليسا متعلقني باخلرب ‪ ،‬واعرتض هبما بني هذه احلروف وأمسائها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬األشباه والنظائر ‪ ، 231 / 2‬خزانة األدب ‪، 455 ، 453 / 8‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪167 .............................................................................‬‬

‫وإذا اتصل حبرف من ه ذه احلروف ي اء املتكلم ‪ ،‬حلقته ن ون الوقاية ‪ ،‬وال تل زم‬


‫فتقول ‪ :‬إىّن وإنّىن ‪ ،‬وكذلك سائر أخواهتا إال «ليت» فإهنا تلزمها فتقول ‪« :‬ليتىن» ‪ ،‬وال‬
‫جيوز «ليىت» إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اىل ‪/‬‬ ‫ادفه وأتلف بعض م‬ ‫ال ‪ :‬ليىت ‪  ‬أص‬ ‫ابر إذ ق‬ ‫كمنية ج‬ ‫‪ 51‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫دل على ذلك دليل ‪ ،‬ومن‬


‫وجيوز حذف أمساء هذه احلروف ىف فصيح الكالم ‪ ،‬إذا ّ‬
‫ذلك قول الفرزدق [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫افر‬ ‫زجنى عظيم املش‬
‫ولكن ّ‬
‫ّ‬ ‫فلو كنت ض ّبيّا ع رفت قرابىت ‪ ‬‬ ‫‪ 52‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫الدرر ‪ ، 172 / 2‬شرح األمشوين ‪ ، 137 / 1‬شرح شواهد املغين ‪ ، 969 / 2‬مغىن البيب ‪، 693 / 2‬‬
‫املقاصد النحوية ‪ ، 309 / 2‬مهع اهلوامع ‪.135 / 1‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬تقدمي معمول خرب «إن» على امسها ؛ حيث ق ّدم «حببها» على «أخاك» وهو ضرورة‪.‬‬
‫(‪ )1‬البيت لزيد اخليل‪.‬‬
‫الشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬ليىت» ‪ ،‬والقياس ‪ :‬ليتين ‪ ،‬حذف نون الوقاية ضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 87‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 100‬وخزانة األدب ‪ ، 377 ، 375 / 5‬والدرر ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 205‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 97 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 123 / 3‬والكتاب ‪ ، 370 / 2‬ولسان العرب‬
‫(ليت) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 346 / 1‬ونوادر أيب زيد ص ‪ ، 68‬وبال نسبة يف جواهر األدب ص ‪، 153‬‬
‫ورصف املباين ص ‪ ، 361 ، 300‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 550 / 2‬وشرح األمشوين ‪ ، 56 / 1‬وشرح‬
‫ابن عقيل ص ‪ ، 61‬وجمالس ثعلب ‪ ، 129‬واملقتضب ‪ 250 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.64 / 1‬‬
‫(‪ )2‬البيت قاله الفرزدق يف هجاء رجل من «ضبة»‪.‬‬
‫واملشافر ‪ :‬مجع مشفر وهو من البعري كالشفة لإلنسان‪.‬‬
‫زجنى عظيم املش افر» حيث ح ذف اسم «لكن» والتق دير «ولكنك‬ ‫والش اهد يف ال بيت ‪« :‬ولكن ّ‬
‫زجنى» وجيوز نصب «زجنى» بـ «لكن» على إضمار اخلرب وهو أقيس‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 481‬ومجه رة اللغة ص ‪ ، 1312‬وخزانة األدب ‪ ، 444 ، 10‬وال درر ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 176‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 701 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 82 ، 81 / 8‬والكتاب ‪ ، 136 / 2‬ولسان‬
‫الع رب (ش فر) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 182 / 2‬وبال نس بة يف اإلنص اف ‪ ، 182 / 1‬واجلىن ال داين ص ‪، 590‬‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 230 / 11‬والدرر ‪ ، 160 / 3‬ورصف املباين ص ‪ ، 289 ، 279‬وجمالس ثعلب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 127‬ومغين الل بيب ص ‪ ، 291‬واملنصف ‪ ، 129 / 3‬ومهع اهلوامع ‪ ، 223 ، 36 / 1‬واإلفص اح‬
‫‪ ، 213‬ومتهيد القواعد ‪ ، 117 / 2‬البحر احمليط ‪ ، 236 / 7‬معاين الفراء ‪.344 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 168‬فهرس املوضوعات‬

‫زجنى إال أن يك ون االسم ض مري أمر أو ش أن ‪ :‬فإنه ال حيسن‬‫التق دير ‪ :‬ولكنك ّ‬


‫حذفه إال ىف ض رورة ؛ بش رط أال ي ؤدى حذفه إىل أن يلى إ ّن وأخواهتا فعل ؛ حنو قوله‬
‫[من اخلفيف] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اء‬ ‫آذرا وظب‬ ‫دخل الكنيسة يوما ‪  ‬يلق فيها ج‬ ‫إ ّن من ي‬ ‫‪ 53‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫التقدير ‪ :‬إنه‪.‬‬
‫وكذلك ـ أيضا ـ جيوز حذف اخلرب إذا كان عليه دليل ؛ ومن ذلك قوله ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لألخطل‪ .‬والشاهد فيه قوله «إن من يدخل الكنيسة» حيث حذف اسم «إن» وهو ضمري الشأن‬
‫وال جيوز اعتب ار «من» امسها ألهنا ش رطية ب دليل جزمها الفعلني والش رط له الص در يف مجلته فال يعمل فيه ما‬
‫قبله‪ .‬وضمري الشأن حيذف يف الشعر كثريا خبالف اسم هذه احلروف فإنه وإن اختص حذفه بالشعر فإمنا ورد‬
‫بضعف وقوة‪.‬‬
‫عند ذكر مجلة من اجلمل االمسية أو الفعلية فقد يق دمون قبلها ض مريا يك ون كناية عن تلك اجلملة‬
‫وتك ون اجلملة خ ربا عن ذلك الض مري وتفس ريا له ‪ ،‬ويوح دون الض مري ألهنم يري دون األمر واحلديث ألن كل‬
‫مجلة شأن وحديث‪ .‬وال يفعلون ذلك إال يف مواضع التفخيم والتعظيم وذلك قولك ‪ :‬هو زيد قائم فهو ضمري‬
‫مل يتقدمه ظاهر وإمنا هو ضمري الشأن واحلديث وفسره ما بعده من اخلرب ‪ ،‬وهو زيد قائم ‪ ،‬ومل تأت يف هذه‬
‫اجلملة بعائد إىل املبتدأ ألهنا هو يف املعىن ‪ ،‬ولذلك كانت مفسرة له ويسميه الكوفيون الضمري اجملهول ألنه مل‬
‫يتقدمه ما يع ود عليه ‪ ،‬وجيىء ه ذا الض مري مع العوامل الداخلة على املبت دأ واخلرب حنو ‪ :‬إن وأخواهتا ‪ ،‬ظننت‬
‫وأخواهتا ‪ ،‬وكان وأخواهتا وتعمل فيه هذه العوامل كإن املكسورة املشددة وتكون حرف توكيد تنصب االسم‬
‫وترفع اخلرب ‪ ،‬وقد تنصبهما يف لغة ‪ ،‬وقد يرتفع بعدها املبتدأ فيكون امسها ضمري شأن فإنه ال حيسن حذفه إال‬
‫يف ض رورة كما قاله األعلم يف «ش رح أبي ات اجلم ل» وابن عص فور يف كت اب «الض رائر» بش رط أال ي ؤدي‬
‫حذفه إىل أن يلى إن وأخواهتا فعل كما يف ال بيت الش اهد فتق ديره ‪ :‬إنه من ي دخل الكنيسة ‪ ،‬وإمنا مل جتعل‬
‫«من» امسها ألهنا ش رطية ب دليل جزمها الفعلني والش رط له الص در فال يعمل فيه ما قبله ف وجب أن تك ون‬
‫«من» مبتدأ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 457 / 1‬الكافية ‪ ، 103 / 1‬ابن يعيش ‪ ، 115 / 3‬اهلمع ‪، 136 / 1‬‬
‫ابن الشجري ‪ ، 295 / 1‬إيضاح شواهد اإليضاح ‪ ، 22‬اجلمل للزجاجي ‪ ، 221‬املغين ‪، 589 ، 37 / 1‬‬
‫‪ ، 310 ، 45‬الدرر اللوامع ‪ ، 115 / 1‬شرح اجلمل البن عصفور ‪ ، 442 / 1‬شرح أبياته البن سيده‬
‫‪ ، 134‬احللل ‪ 287‬الفصول واجلمل ‪ ، 193‬ضرائر الشعر ‪ ، 178‬شرح شواهد املغين ‪/ 2 ، 122 / 1‬‬
‫‪ ، 918‬شرح ابياته ‪ ، 185 / 1‬إيضاح شواهد اإليضاح ‪ ، 22‬ما جيوز للشاعر يف الضرورة ‪ 181‬البسيط‬
‫يف شرح مجل الزجاجي ‪ 913 / 2 ، 435 / 1‬األشباه والنظائر ‪ ، 46 / 8‬وأمايل ابن احلاجب ‪، 158 / 1‬‬
‫رصف املباين ص ‪.119‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪169 .............................................................................‬‬

‫[من الطويل] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ارم هنشال‬ ‫اس أو أ ّن األك‬ ‫تفض لوا ‪  ‬على النّ‬
‫خال أ ّن حيّا من ق ريش ّ‬ ‫‪ 54‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فحذف تفض لّوا ؛ لداللة ما قبله عليه ‪ ،‬وأكثر ما يكون ذلك إذا كان االسم نكرة‬
‫؛ حنو قول األعشى [من املنسرح] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فر ما مضى مهال‬ ‫الس‬
‫رحتال ‪  ‬وإ ّن ىف ّ‬ ‫إ ّن حماّل وإ ّن م‬ ‫‪ 55‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬إ ّن لنا حمال‪.‬‬


‫وإذا أحلقت ه ذه احلروف ما ‪ ،‬مل جيز إعماهلا ؛ حنو قولك ‪« :‬إمّن ا زيد ق ائم» ؛‬
‫لزوال اختصاصها باألمساء‪.‬‬
‫أال ت رى أنك تق ول ‪ :‬إمّن ا يق وم زيد ‪ ،‬إال «ليت» فإنه جيوز إلغاؤها إذا جعلت ما‬
‫كافة ‪ ،‬وإعماهلا إذا مل يعت ّد هبا ؛ ألهنا باقية على اختصاص ها ‪ ،‬ال يق ال ‪« :‬ليتما يق وم‬
‫زيد» ‪ ،‬وقد روى بيت النابغة (‪[ )3‬من البسيط] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لألخطل‪.‬‬
‫الشاهد فيه ‪ :‬قوله «أو أن األكارم هنشال ‪.»..‬‬
‫حيث ح ذف خرب أن وتق ديره تفض لوا وامسها معرفة ويف ه ذا رد على الكوف يني يف اش رتاطهم حلذف‬
‫اخلرب تنكري االسم ‪ ،‬وعلى الفراء يف اشرتاطه تكرير «أن»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 462 ، 461 ، 454 ، 453 / 10‬وش رح املفصل ‪ 104 / 1‬ولس ان‬
‫العرب (هنشل) واملقتضب ‪ 131 / 4‬وبال نسبة يف اخلصائص ‪.374 / 2‬‬
‫(‪ )2‬الش اهد ‪ :‬قوله «إن حماّل ‪ ،‬وإن م رحتال» حيث ح ذف خرب إ ّن وهو ظ رف لقرينة ‪ ،‬والتق دير إن لنا يف‬
‫الدنيا حماّل وإ ّن لنا عنها مرحتال‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 283‬وخزانة األدب ‪ ، 459 ، 452 / 10‬واخلصائص ‪ ، 373 / 2‬والدرر ‪2‬‬
‫‪ ، 173 /‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 517 / 2‬والشعر والشعراء ص ‪ 75‬والكتاب ‪ ، 141 / 2‬ولسان العرب‬
‫(رح ل) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 349 / 1‬ومغين الل بيب ‪ 82 / 1‬واملقتضب ‪ ، 130 / 4‬وبال نس بة يف األش باه‬
‫والنظائر ‪ ، 329 / 2‬وأمايل ابن احلاجب ‪ ، 345 / 1‬وخزانة األدب ‪ ، 227 / 9‬ورصف املباين ص ‪298‬‬
‫‪ ،‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 612 / 2 ، 238 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 84 / 8‬والصاحيب يف فقه اللغة ص ‪130‬‬
‫ولسان العرب (حلل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬زياد بن معاوية بن ضباب الذبياين الغطفاين املضري ‪ ،‬أبو أمامة شاعر جاهلي وكان األعشى‪ .‬وحسان‬
‫واخلنساء ممن يعرض شعره على النابغة ‪ ،‬كان أحسن شعراء العرب ديباجة ‪ ،‬عاش عمرا طويال تويف يف ‪ 18‬ق‬
‫ه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ش رح ش واهد املغين ‪ ، 29‬معاهد التنص يص ‪ ، 333 / 1‬األغ اين ‪ 3 / 11‬ومجه رة ‪، 26‬‬
‫‪ ، 52‬وهناية األرب ‪ ، 59 / 3‬والشعر والشعراء ‪ ، 38‬األعالم ‪.54 / 3‬‬
‫‪ ............................................................................. 170‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫فه فقد‬ ‫‪ 56‬ـ ق الت ‪ :‬أال ليتما ه ذا احلم ام لنا ‪  ‬إىل محامتنا ونص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫برفع احلمام ونصبه على الوجهني‪.‬‬


‫ولكن وكأ ّن التخفيف حبذف أحد املثلني ‪:‬‬
‫وجيوز ىف ‪ :‬إ ّن وأ ّن ّ‬
‫لكن إذا خففت ‪ ،‬فيبطل عملها ؛ لزوال االختصاص حنو قولك ‪« :‬ما قام زيد‬ ‫فأما ّ‬
‫‪ ،‬لكن عمرو قائم»‪.‬‬
‫وأما أن وك أن ‪ :‬فال جيوز فيهما إال اإلعم ال ؛ لبقائهما على اختصاص هما باألمساء‬
‫إال أن امسهما ال يك ون إال ض مري ش أن حمذوفا ؛ حنو قولك ‪« :‬علمت أن زيد ق ائم ‪،‬‬
‫وكأن زيد قائم ‪ ،‬وعلمت أن سيقوم زيد» ‪ ،‬التقدير ‪ :‬أنه زيد قائم ‪ ،‬وكأنه زيد قائم ‪،‬‬
‫وأنه سيقوم زيد‪.‬‬
‫وال يكون ظاهرا أو ضمريا ال يراد به الشأن إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الرجز]‬
‫‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اء خلب‬ ‫أن وريديه رش‬ ‫‪   ....................‬ك‬ ‫‪ 57‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[من الطويل] ‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫وىف قول اآلخر‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الشاهد ‪ :‬جواز إعمال «ليت» اليت اتصلت هبا «ما» وعدم إعماهلا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 24‬واألزهية ص ‪ ، 114 ، 89‬واألغاين ‪ ، 31 / 11‬واإلنصاف ‪، 479 / 2‬‬
‫وختليص الشواهد ص ‪ ، 362‬وتذكرة النحاة ص ‪ ، 353‬وخزانة األدب ‪ ، 253 ، 251 / 10‬واخلصائص‬
‫‪ ، 460 / 2‬والدرر ‪ ، 204 / 2 ، 216 / 1‬ورصف املباين ص ‪ ، 318 ، 316 ، 299‬وشرح التصريح‬
‫‪ ، 225 / 1‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 362‬وشرح شواهد املغين ‪، 690 / 2 ، 200 ، 75 / 1‬‬
‫وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 233‬وشرح املفصل ‪ ، 58 / 8‬والكتاب ‪ ، 137 / 2‬واللمع ص ‪ ، 320‬ومغين‬
‫اللبيب ‪ ، 308 ، 286 ، 63 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 254 / 2‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪، 349 / 1‬‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 157 / 6‬وش رح األمشوين ‪ ، 143 / 1‬وش رح قطر الندى ص ‪ ، 151‬ولس ان الع رب‬
‫(قدد) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪.65 / 1‬‬
‫(‪ )2‬البيت لرؤبة‪.‬‬
‫والرشاء ‪ :‬احلبل ‪ ،‬اخللب بالضم ‪ :‬الليف‪.‬‬
‫والشاهد فيه جمىء اسم «كأن» املخ ّففة ؛ وهو «وريديه» ظاهرا ؛ للضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ملحق ات ديوانه ‪ 165 ، 164 / 3‬وابن يعيش ‪ 72 / 8‬واملقتضب ‪ 50 / 1‬واإلنص اف‬
‫‪ 198‬واللسان (خلب) والبحر ‪ 119 / 8‬والتصريح ‪ 234 / 1‬والكشاف ‪.6 / 4‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وقول اآلخر» ‪[ :‬من الطويل]‬
‫لم‬ ‫الس‬
‫أن ظبية تعطو إىل وارق ّ‬ ‫‪   .........‬ك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يعىن ‪ :‬أن اسم «كأن» ضمري حمذوف عائد على ممدوحته ‪ ،‬أى ‪ :‬كأهنا ظبية‬
‫فهرس املوضوعات ‪171 .............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫لم ‪/‬‬ ‫الس‬
‫أن ظبية تعطو إىل وارق ّ‬ ‫‪   ....................‬ك‬ ‫‪ 58‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد يثبت املضمر ىف الضرورة ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الطويل]‬


‫(‪)2‬‬
‫ديق‬ ‫الرخ اء س ألتىن ‪  ‬طالقك مل أخبل وأنت ص‬
‫‪ 59‬ـ فلو أنك ىف ي وم ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫قصة‪ .‬أه‪.‬‬
‫وليس بضمري شأن وال ّ‬
‫(‪ )1‬هذا عجز بيت ينسب إىل كثريين ‪ :‬فتارة لعلباء بن أرقم وتارة ألرقم بن علباء وتارة لزيد بن أرقم ونسب‬
‫أيضا لكعب بن أرقم ولباغت بن صرمي اليشكري‪.‬‬
‫وصدره ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫مقسم‬ ‫بوجه‬ ‫توافينا‬ ‫ويوما‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وتوافينا ‪ :‬تأتينا ‪ ،‬يقال وافيته موافاة ‪ :‬أتيته‪.‬‬


‫واملقسم ‪ :‬احملسن وأصله من القسمات وهي جماري الدموع وأعاىل الوجه‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ك أن ظبي ة» حيث رفع «ظبي ة» على أهنا خرب لـ «ك أن» املخففة وامسها ض مري‬
‫حمذوف ال يراد به الشأن ‪ ،‬وحيتمل أن تكون «ظبية» مبتدأ ‪ ،‬ومجلة «تعطو» خربه ‪ ،‬وهذه اجلملة االمسية خرب‬
‫«ك أن» وامسها ض مري ش أن حمذوف‪ .‬وقد رويت «ظبي ة» ـ أيضا ـ بالنصب واجلر‪ .‬أما النصب فعلى أهنا اسم‬
‫«ك أن» املخففة ‪ ،‬وذلك خ اص بالش عر ‪ ،‬وأما اجلر فعلى أ ّن «أن» زائ دة بني اجلار واجملرور ‪ ،‬والتق دير ‪ :‬كـ‬
‫«ظبية»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األصمعيات ص ‪ ، 157‬والدرر ‪ 200 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 234 / 1‬واملقاصد النحوية ‪4‬‬
‫‪ ، 384 /‬وألرقم بن علباء يف شرح أبيات سيبويه ‪ ، 525 / 1‬ولزيد بن أرقم يف اإلنصاف ‪، 202 / 1‬‬
‫ولكعب بن أرقم يف لس ان الع رب (قس م) ‪ ،‬ولب اغت بن ص رمي اليش كري يف ختليص الش واهد ص ‪، 390‬‬
‫وش رح املفصل ‪ ، 83 / 8‬والكت اب ‪ ، 134 / 2‬وله أو لعلب اء بن أرقم يف املقاصد النحوية ‪، 301 / 2‬‬
‫وألح دمها أو ألرقم بن علب اء يف ش رح ش واهد املغين ‪ 111 / 1‬وألحدمها أو لراشد بن ش هاب اليشكري أو‬
‫البن أص رم اليش كري يف خزانة األدب ‪ ، 411 / 10‬وبال نس بة يف أوضح املس الك ‪ ، 377 / 1‬وج واهر‬
‫األدب ص ‪ ، 197‬واجلىن ال داين ص ‪ ، 522 ، 222‬ورصف املب اين ص ‪ ، 211 ، 117‬وسر ص ناعة‬
‫اإلعراب ‪ ، 683 / 2‬ومسط الآليل ص ‪ ، 829‬وشرح األمشوين ‪ ، 147 / 1‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪341‬‬
‫‪ ، 331 ،‬وشرح قطر الندي ص ‪ ، 157‬والكتاب ‪ ، 165 / 3‬واحملتسب ‪ ، 308 / 1‬ومغين اللبيب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 204 / 2 ، 33‬واملنصف ‪ ، 128 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.413 / 1‬‬
‫(‪ )2‬ال بيت بال نس بة يف ‪ :‬األزهية ص ‪ ، 62‬واألش باه والنظ ائر ‪ ، 238 / 5‬و ‪ ، 262‬واإلنص اف ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 205‬واجلىن الداين ص ‪ ، 218‬وخزانة األدب ‪ ، 382 ، 381 / 10 ، 427 ، 426 / 5‬والدرر ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 198‬ورصف املباين ص ‪ ، 115‬وشرح األمشوين ‪ ، 146 / 1‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 105 / 1‬وشرح‬
‫ابن عقيل ص ‪ ، 193‬وشرح املفصل ‪ ، 71 / 8‬ولسان العرب (حرر) ‪( ،‬صدق) ‪( ،‬أنن) ‪ ،‬ومغين اللبيب‬
‫‪ ، 31 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 311 / 2‬واملنصف ‪ ، 128 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.143 / 1‬‬
‫والشاهد فيه إثبات ضمري الشأن الذي هو اسم «أن» املخففه للضرورة واألصل حذفه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 172‬فهرس املوضوعات‬

‫واجلملة الواقعة خربا لـ «أن» إذا كانت فعلية (‪ )1‬ـ فصل بينهما بالسني أو سوف أو‬
‫قد ىف اإلجياب ‪ ،‬وب «ال» ىف النفى ‪ ،‬إال أن يك ون الفعل غري متص رف ؛ حنو قوله تع اىل‬
‫‪( :‬وأَ ْن ل َْيس لِإْلِ نْس ِ‬
‫ان إِاَّل ما َس عى) [النجم ‪ ]39 :‬فال حيت اج إىل الفصل لش بهه باالسم ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وفصلهم بينها وبني الفعل مبا ذكر ـ دليل على اختصاصها باالسم‪.‬‬
‫وأما إن ‪ :‬فيجوز إلغاؤها وإعماهلا ‪ ،‬وال يك ون امسها إال ظ اهرا ‪ ،‬ف إن أعملت ‪ ،‬مل‬
‫تل زم الالم ىف اخلرب ‪ ،‬بل جيوز ‪« :‬إن زي دا ق ائم ولق ائم» وإن ألغيت ‪ ،‬ل زمت الالم ؛ فرقا‬
‫بينها وبني النافية ؛ حنو قولك ‪« :‬إن زيد لقائم»‪.‬‬
‫فمن ألغاها فل زوال االختص اص ؛ إذ قد ت دخل على األفع ال الداخلة على املبت دأ‬
‫واخلرب ؛ حنو قولك ‪« :‬إن ظننت زي دا لقائم ا» ‪ ،‬وتل زم الالم أيضا فارقة ‪ ،‬ويك ون دخوهلا‬
‫على املنص وب ال ذى هو خرب ىف األصل ‪ ،‬أو على الفصل ؛ حنو قولك ‪« :‬إن ظننت زي دا‬
‫هلو القائم»‪.‬‬
‫ومن أعملها فألهنا مل تفارق االختصاص باجلملة ؛ إذ ال تدخل من األفعال إال على‬
‫النواسخ لالبت داء ‪ ،‬وال ت دخل على غريها ‪ ،‬إال إن ش ّذ من ذلك ش ىء فال يق اس عليه ؛‬
‫حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫املتعمد‬
‫ّ‬ ‫عقوبة‬ ‫عليك‬ ‫ش لّت ميينك إن قتلت ملس لما ‪  ‬حلّت‬ ‫‪ 60‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واجلملة الواقعة خ ربا لـ «أن» إذا ك انت فعلي ة» إىل آخ ره مث ال الفصل بينهما بالسني أو‬
‫سوف أو قد ‪ :‬علمت أن سيقوم زيد ‪ ،‬وأن سوف يقوم زيد ‪ ،‬وأن قد يقوم زيد ‪ ،‬ومثال الفصل بينهما بال ‪:‬‬
‫علمت أن ال يقوم زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لعاتكة بنت زيد ونسب ألمساء بنت أيب بكر ‪ ،‬شلت ‪ :‬يبست ‪ ،‬وقيل ‪ :‬اسرتخت‪.‬‬
‫الش اهد ‪ :‬قوله «إن قتلت ملس لما» حيث وىل «إن» املخففة من الثقيلة فعل م اض غري ناسخ وهو‬
‫«قتلت»‪.‬‬
‫وهذا شاذ ال يقاس عليه إال عند األخفش‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األغاين ‪ ، 11 / 18‬وخزانة األدب ‪ ، 378 ، 376 ، 374 ، 373 / 10‬والدرر ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 194‬وش رح التص ريح ‪ ، 231 / 1‬وش رح ش واهد املغين ‪ ، 71 / 1‬واملقاصد النحوية ‪، 278 / 2‬‬
‫وألمساء بنت أيب بكر يف العقد الفريد ‪ ، 277 / 3‬وبال نسبة يف األزهية ص ‪ ، 49‬واإلنصاف ‪، 641 / 2‬‬
‫وأوضح املسالك ‪ ، 368 / 1‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 379‬واجلىن الداين ص ‪ ، 208‬ورصف املب اين ص‬
‫‪ ، 109‬وسر ص ناعة اإلع راب ‪ ، 550 ، 548 / 2‬وش رح األمشوين ‪ ، 145 / 1‬وش رح ابن عقيل ص‬
‫‪ ، 193‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 236‬ـ وشرح املفصل ‪ ، 27 / 9 ، 71 / 8‬والالمات ص ‪، 116‬‬
‫وجمالس ثعلب ص ‪ ، 368‬واحملتسب ‪ ، 255 / 2‬ومغين اللبيب ‪ ، 24 / 1‬واملنصف ‪ ، 127 / 3‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.142 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪173 .............................................................................‬‬

‫وحكى عن بعض الفصحاء ‪ :‬إن قنعت كاتبك لسوطا‪.‬‬


‫ولكن جبواز العطف على موض عهما مع االسم ىف أحد الق ولني (‪ )1‬إال‬
‫وانف ردت إ ّن ّ‬
‫أنه ال خيلو أن تعطف على امسهما بعد اخلرب أو قبله ف إن عطفت بع ده ج از لك وجه ان ‪:‬‬
‫النصب [على اللف ظ](‪ ، )2‬والرفع على املوضع ‪ ،‬وإن عطفت قبله ‪ :‬فالنصب على اللفظ‬
‫يتم‬
‫ليس إال ؛ حنو قولك «إ ّن زيدا وعمرا قائمان» ‪ ،‬وال جيوز الرفع على املوضع ؛ ألنّه مل ّ‬
‫الكالم ‪ ،‬ف إن ج اء ش ىء من ذلك ‪ ،‬فش اذ ال يق اس عليه ؛ حنو ق وهلم ‪« :‬إنك وزيد‬
‫ذاهبان»‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ىف أحد الق ولني» أعىن أنك إذا قلت ‪« :‬إ ّن زي دا ق ائم وعم رو» و «لكن بك را منطلق‬
‫وعمرو» فمن النحويني من جعل عمرا معطوفا على موضع إن ولكن مع امسيهما ألن معىن «إن زيدا قائم» و‬
‫«لكن بك را منطل ق» «زيد ق ائم» و «بكر منطل ق» ومنهم من جيعل عم را مبت دأ ‪ ،‬واخلرب حمذوف ؛ لداللة ما‬
‫قبله عليه ‪ ،‬كأنّه قال ‪ :‬وعمرو قائم ‪ ،‬وبكر منطلق ‪ ،‬ومل جيز العطف على املوضع ؛ ألنه ال حمرز له ؛ أال ترى‬
‫أن الرفع على االبت داء ال يك ون إال مع التع رى ‪ ،‬والتع رى قد زال ب دخول إن ولكن ‪ ،‬وإمنا جيوز العطف على‬
‫املوضع عن ده ىف مثل قولك ‪ :‬ليس زيد بق ائم وال ذاهبا ؛ ألن قولك ‪« :‬بق ائم» ىف موضع نصب ‪ ،‬والط الب‬
‫للنصب «ليس» وهى موجودة ىف اللفظ ؛ فهى حترز املوضع‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 174‬فهرس املوضوعات‬

‫باب المفعول به‬


‫املفعول به ‪ :‬هو كل فضلة انتصبت عن متام الكالم ‪ ،‬يصلح وقوعها ىف جواب من‬
‫بأي ‪ /‬شىء وقع الفعل (‪)1‬؟ أو يكون على طريقة ما يصلح ذلك فيه‪.‬‬ ‫قال ‪ّ :‬‬
‫والعامل فيه أب دا ‪ :‬الفعل ‪ ،‬أو اسم الفاعل ‪ ،‬أو األمثلة الىت تعمل عمله ‪ ،‬أو اسم‬
‫املفعول ‪ ،‬أو املصدر املقدر بأن والفعل ‪ ،‬أو االسم املوضوع موضع الفعل ‪ ،‬وأعىن بذلك‬
‫‪ :‬اإلغراء ‪ ،‬واملصادر املوضوعة موضع الفعل ‪ ،‬وأمساء األفعال‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب املفع ول به ق وىل ‪« :‬يص لح وقوعها يف ج واب من ق ال ‪ :‬ب أى ش ىء وقع الفع ل؟» حترزت من‬
‫سائر املفعوالت ؛ فإنه ال يصلح ىف شىء منها أن يقال ‪ :‬بأى شىء وقع الفعل؟‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪175 .............................................................................‬‬

‫باب األفعال المتع ّدية‬


‫اعلم ‪ :‬أن األفع ال قس مان ‪ :‬متع ّد ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما يص لح أن يبىن منه اسم املفع ول ‪،‬‬
‫بأى شىء وقع؟ (‪ )1‬ـ وغري متعد ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما ال يصلح ذلك فيه (‪.)2‬‬
‫ويصلح السؤال عنه ّ‬
‫فاملتعدى منها ‪ ،‬وهو املقصود ىف هذا الباب ‪ :‬إما يتعدى إىل واحد أو إىل اثنني أو‬
‫إىل ثالثة ‪:‬‬
‫فالمتعدى إلى واحد ‪ :‬إما أن يتع ّدى إليه بنفسه ‪ ،‬وهو ‪ :‬كل فعل يطلب مفعوال به‬
‫واح دا ‪ ،‬ال على معىن ح رف من ح روف اخلفض ؛ كض رب (‪ .)3‬وإما حبرف خفض ‪،‬‬
‫وهو ‪ :‬كل فعل يطلبه على معىن ح رف من ح روف اخلفض ؛ كس رت (‪ ، )4‬وإما بنفسه‬
‫ت ارة ‪ ،‬وحبرف ج ّر أخ رى ‪ ،‬وهو ‪ :‬كل فعل يطلبه ويك ون وص وله إليه بنفسه ‪ ،‬وحبرف‬
‫اجلر على ح ّد سواء ؛ حنو ‪« :‬نصح» (‪ )5‬وهذا الضرب اآلخر حيفظ وال يقاس عليه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وجيوز ىف األن واع الثالثة ح ذف املفع ول اختص ارا ‪ ،‬وهو ‪ :‬أن تريد احملذوف ‪،‬‬
‫واقتصارا ‪ ،‬وهو ‪ :‬أال تريده ؛ فمن االختصار قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫رعىب‬
‫ّ‬ ‫ونك من وراء ش‬ ‫ون إليك منها ‪  ‬كص‬ ‫منعمة تص‬
‫ّ‬ ‫‪ 61‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب األفعال المتعدية‬
‫قوىل ‪« :‬متعد ‪ ،‬وهو ما يصلح أن يبىن منه اسم املفعول ‪ ،‬ويصلح السؤال عنه بأى شىء وقع؟» مثال‬
‫ذلك ‪ :‬ضرب ‪ ،‬تقول ‪ :‬مضروب ‪ ،‬وتقول ‪ :‬بأى شىء وقع؟‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وغري متع ّد ‪ ،‬وهو ما ال يص لح ذلك في ه» مث ال ذلك ‪ :‬ق ام ‪ ،‬ال تق ول ‪ :‬مق وم ‪ ،‬وال ب أى‬
‫شىء وقع القيام؟ بل ‪ :‬من أى شىء وقع القيام؟‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬كضرب» أعىن أنك تقول ‪ :‬ضربت زيدا ‪ ،‬فينصب ضربت مفعوله ‪ ،‬وال حيتاج ىف وصوله‬
‫إليه إىل حرف خفض‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬كسرت» أعىن أنك تقول ‪ :‬سرت إىل زيد فيطلب «سرت» مفعوله على معىن حرف‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬حنو ‪ :‬نصح» أعىن أنك تقول ‪ :‬نصحت زيدا ‪ ،‬وإن شئت ‪ :‬لزيد ‪ ،‬فيصل نصحت إىل زيد‬
‫ص ُح لَ ُك ْم ‪[ )...‬األعراف ‪ .]62 :‬أه‪.‬‬
‫تارة بنفسه وتارة بالالم ‪ ،‬قال تعايل ( َوأَنْ َ‬
‫(‪ )6‬ال بيت للحطيئ ة‪ .‬والش اهد قوله ‪« :‬تص ون إليك منه ا» يريد ‪ :‬تص ون الكالم منها فح ذف املفع ول به ‪،‬‬
‫وهذا احلذف كثري‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 138‬واخلصائص ‪ ، 372 / 2‬واحملتسب ‪.333 ، 245 ، 125 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 176‬فهرس املوضوعات‬

‫أى ‪ :‬تص ون إليك منها احلديث ؛ ألن املرأة توصف بكتم ان احلديث ‪ ،‬ومن‬
‫االقتصار ‪ :‬قوله تعاىل ‪ُ ( :‬كلُوا َوا ْش َربُوا) [البقرة ‪ ، ]60 :‬أى ‪ :‬أوقعوا هذين الفعلني‪.‬‬
‫وجيوز إدخ ال الالم على املفع ول به إذا تق ّدم على العامل ؛ ق ال اهلل تع اىل ‪( :‬إِ ْن‬
‫ُك ْنتُ ْم لِ ُّلر ْءيا َت ْع ُب ُرو َن) [يوسف ‪ ، ]43 :‬وقد جيىء ذلك مع التأخري إال أنه ال يقاس عليه ؛‬
‫إال ىف ضرورة حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فارمتينا‬ ‫للكالكل‬ ‫فلما أن تواقفنا قليال ‪  ‬أخننا‬
‫ّ‬ ‫‪ 62‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬أخننا الكالكل‪.‬‬


‫وكذلك ـ أيضا ـ جيوز حذف حرف اخلفض إن كان املفعول ‪ /‬أ ّن أو أن مع صلتها‬
‫‪ ،‬تقول ‪« :‬عجبت من أنّك قائم ‪ ،‬ومن أن يقوم زيد» ‪ ،‬وإن شئت حذفت من‪.‬‬
‫وإن ك ان املفع ول خالف ذلك ‪ ،‬مل جيز حذفه ‪ ،‬إال حيث مسع ؛ ق الوا ‪« :‬فرقته‬
‫وفزعته» أو ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫رام‬ ‫على إذن ح‬
‫وا ‪  ‬كالمكم ّ‬ ‫ّديار ومل تعوج‬ ‫مترون ال‬
‫ّ‬ ‫‪ 63‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬على ال ديار ‪ ،‬وإذا تع ّدى الفعل إىل املفع ول ظ اهرا ‪ ،‬مل يتعد إليه مع ذلك‬
‫مضمرا ‪ ،‬ال تقول ‪« :‬لزيد ضربته» ‪ ،‬فأما قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬رصف املباين ص ‪.222 ، 116‬‬
‫الش اهد قوله ‪« :‬أخننا للكالك ل» ؛ حيث أدخل الالم على املفع ول به «الكالك ل» رغم ت أخره عن‬
‫عامله «أخننا» ؛ وهو ضرورة‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت جلرير ‪ ،‬وقوله ‪« :‬ومل تعوجوا» يقال ‪ :‬عاج رأس البعري إذا عطفه بالزمام‪.‬‬
‫الشاهد قوله ‪« :‬مترون الديار» واألصل مترون بالديار فأسقط الشاعر حرف اجلر وعدى الفعل بنفسه‬
‫وهذا مقصور على السماع‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 278‬واألغاين ‪ ، 179 / 2‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 503‬وخزانة األدب ‪/ 9‬‬
‫‪ ، 121 ، 119 ، 118‬والدرر ‪ ، 189 / 5‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 311 / 1‬ولسان العرب (مرر) ‪،‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 560 / 2‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 252 / 8 ، 145 / 6‬وخزانة األدب ‪/ 7‬‬
‫‪ ، 158‬ورصف املباين ص ‪ ، 247‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 272‬وشرح املفصل ‪، 103 / 9 ، 8 / 8‬‬
‫ومغين اللبيب ‪ ، 473 / 2 ، 100 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.83 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪177 .............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫الرشا إن يلقها ذيب‬
‫ه ذا س راقة للق رآن يدرسه ‪  ‬واملرء عند ّ‬ ‫‪ 64‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فالضمري عائد على املصدر املفهوم من الفعل ‪ ،‬أى ‪ :‬يدرس الدرس‪.‬‬


‫والمتعدى إلى اثنين نوعان ‪:‬‬
‫داخل على املبتدأ واخلرب ‪ ،‬وما ليس كذلك ‪:‬‬
‫فال داخل عليهما ‪« :‬ظننت» ‪ ،‬إذا مل تكن مبعىن اهّت مت ‪ ،‬بل يقينا أو ش ّكا (‪ )2‬مع‬
‫ترجيح أحد الطرفني ‪« ،‬وعلمت» إذا مل تكن مبعىن عرفت (‪ ، )3‬و «وجدت» مبعناها (‪، )4‬‬
‫و «حسبت» و «خلت» إذا كانتا مبعىن ظننت الش ّكيّة (‪ ، )5‬و «زعمت» االعتقادية (‪، )6‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ال بيت بال نس بة يف ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 547 ، 61 ، 48 / 9 ، 226 / 5 ، 3 / 2‬وال درر ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 171‬ورصف املباين ص ‪ ، 315 ، 247‬وشرح التصريح ‪ ، 326 / 1‬وشرح شواهد املغين ص ‪، 587‬‬
‫والكتاب ‪ ، 67 / 3‬ولسان العرب (سرق) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪.33 / 2‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬يدرس ه» حيث ج اءت اهلاء مفع وال مطلق ا‪ .‬ق ال البغ دادي ‪ :‬إن الض مري يف‬
‫«يدرسه» يرجع إىل مضمون «يدرس» أي ‪ :‬الدرس ‪ ،‬فيكون راجعا للمصدر املدلول عليه بالفعل وإمنا مل جيز‬
‫عوده للقرآن لئال يلزم تعدي العامل إىل الضمري وظاهره معا‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ظننت إذا مل تكن مبعىن اهتمت ‪ ،‬بل يقينا أو شكا» مثال ذلك ‪ :‬ظننت زيدا قائما ‪ ،‬تريد ‪:‬‬
‫أيقنت ذلك أو شككت فيه ‪ ،‬مع تغليب وقوع القيام منه فإن ك انت مبعىن اهتمت ‪ ،‬مل تكن من هذا الباب ‪،‬‬
‫بل تتعدى إىل مفعول واحد ‪ ،‬فتقول ‪ :‬ظننت زيدا كما تقول ‪ :‬اهتمت زيدا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وعلمت إذا مل تكن مبعىن ‪ :‬ع رفت» مث ال ذلك ‪ :‬علمت زي دا قائما ‪ ،‬ف إن ك انت مبعىن ‪:‬‬
‫عرفت ‪ ،‬مل تكن من هذا الباب ؛ بل تتعدى إىل مفعول واحد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ووجدت مبعناها» أى ‪ :‬مبعىن علمت ‪ ،‬مثال ذلك ‪ :‬وجدت زيدا ذا حفاظ ‪ ،‬فإذا مل تكن‬
‫مبعىن علمت ‪ ،‬مل تكن من هذا الباب ‪ ،‬بل تكون متعدية إىل واحد بنفسها ؛ حنو قولك ‪ :‬وجدت الضالة ‪ ،‬أى‬
‫‪ :‬أصبتها ‪ ،‬أو حبرف جر ؛ حنو قولك ‪ :‬وجدت على الرجل ‪ ،‬من املوجدة ‪ ،‬أو ‪ :‬وجدت املال ‪ ،‬من الوجد‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وحسبت وخلت إذا كانتا مبعىن ظننت الشكية» مث ال ذلك ‪ :‬حسبت زيدا قائما ‪ ،‬وخلته‬
‫امحر ‪ ،‬فال‬
‫ضاحكا ‪ ،‬فإن مل يكونا بذلك املعىن ‪ ،‬مل يكونا من هذا الباب ‪ ،‬بل تقول ‪ :‬حسب الشعر ‪ ،‬مبعىن ‪ّ :‬‬
‫يتعدى ‪ ،‬وخلت من اخليالء فال يتعدى أيضا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وزعمت االعتقادي ة» مث ال ذلك ‪ :‬زعمت زي دا عاملا ‪ ،‬أى ‪ :‬اعتق دت ذلك ‪ ،‬ف إن مل تكن‬
‫بذلك املعىن ‪ ،‬مل تكن من هذا الباب ؛ بل تقول ‪ :‬زعم زيد بكرا ‪ ،‬أى ‪ :‬ظنه‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 178‬فهرس املوضوعات‬

‫‪ ،‬و «جع ل» مبعىن ص رّي ‪ ،‬و‬ ‫و «رأيت» مبعىن علمت ‪ ،‬أو مبعىن ظننت الش ّكيّة‬
‫(‪)1‬‬

‫«وهب» مبعىن جعل‪.‬‬


‫وما كان من األفعال متعديا إىل ثالثة إذا بىن للمفعول ـ صار من هذا الباب ‪ ،‬وهذه‬
‫األول كل ما صلح أن يكون مبتدأ ومل يلزم ذلك فيه ‪ ،‬ومفعوهلا‬‫األفعال يكون مفعوهلا ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫الثاىن كل ما صلح أن يكون خربا لكان (‪.)3‬‬


‫وجيوز ىف هذه األفعال حذف املفعولني اختصارا واقتصارا ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ورأيت مبعىن علمت ‪ ،‬أو ظننت الش كيّة» مث ال ذلك ‪ :‬رأيت زي دا قائما ‪ ،‬أى ‪ :‬علمت‬
‫ذلك ‪ ،‬أو ظننت ؛ قال تعاىل ‪( :‬إَِّن ُه ْم َي َر ْونَهُ بَ ِعيداً َونَراهُ قَ ِريب اً) [املعارج ‪ ]6 :‬أى ‪ :‬يظنونه بعيدا ونعلمه قريبا‬
‫‪ ،‬فإن مل يكن معناها ما ذكر مل تكن من هذا الباب ‪ ،‬بل تقول ‪ :‬رأيت زيدا ‪ ،‬أى ‪ :‬أبصرته أو قطعت رئته ؛‬
‫فيتعدى إىل مفعول واحد‪.‬‬
‫وقوىل ‪« :‬وما كان من األفعال متعديا إىل ثالثة إذا بىن للمفعول ‪ ،‬صار من هذا» مثال ذلك قولك ‪:‬‬
‫أعلمت زي دا قائما ؛ أال ت رى أن أعلم ك انت قبل بنائها للمفع ول تتع دى إىل ثالثة ‪ ،‬فلما ب نيت له نقصت من‬
‫املنصوبات املنصوب األول ؛ لقيامه مقام الفاعل ‪ ،‬فبقى الثاىن والثالث ‪ ،‬ومها ىف األصل مبتدأ وخرب ‪ ،‬وكذلك‬
‫سائر أخواهتا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬يكون مكررة‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وهذه األفعال يكون مفعوهلا األول كل ما صلح أن يكون امسا لكان ومفعوهلا الثاىن كل ما‬
‫ص لح أن يك ون خ ربا هلا» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ظننت زي دا يق وم أب وه ؛ أال ت رى أن ذلك ج ائز ؛ كما جيوز ‪:‬‬
‫كان زيد يقوم أبوه ‪ ،‬ولو قلت ‪ :‬ظننت زيدا هل قام أبوه ‪ ،‬مل جيز ذلك كما ال جيوز ‪ :‬كان زيد هل قام أبوه‬
‫‪ ،‬فأما قول بعض الفصحاء ‪« :‬وجدت الناس اخرب تقله» [ينظر هذا املثل ىف جممع األمثال ‪ 425 / 3‬قال فيه‬
‫‪ :‬وجيوز ‪« :‬وجدت الناس» بالرفع على وجه احلكاية للجملة ‪ ،‬كقول ذى الرمة ‪[ :‬من الوافر]‬
‫يدح ‪ :‬انتجعى بالال‬ ‫ون غيثا ‪  ‬فقلت لص‬ ‫اس ينتجع‬ ‫مسعت الن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى مسعت ه ذا الق ول ‪ ،‬ومن نصب الن اس نص به ب األمر ‪ ،‬أى اخرب الن اس تقله ‪ ،‬وجعل وج دت مبعىن‬
‫عرفت هذا املثل ‪ ،‬واهلاء ىف «تقله» للسكت بعد حذف العائد ‪ ،‬أعىن أن أصله اخرب الناس تقلهم ‪ ،‬مث حذف‬
‫اهلاء وامليم ‪ ،‬مث أدخل هاء الوقف ‪ ،‬وتكون اجلملة ىف موضع النصب بوجدت ‪ ،‬أى ‪ :‬وجدت األمر كذلك‪.‬‬
‫ق ال أبو عبيد ‪ :‬جاءنا احلديث عن أىب ال درداء األنص ارى ـ رضى اهلل عنه ـ ق ال ‪ :‬أخ رج الكالم على‬
‫لفظ األمر ومعناه اخلرب ؛ يريد أنك إذا خربهتم قليتهم‪.‬‬
‫يضرب ىف ذم الناس وسوء معاشرهتم]‬
‫فعلى إضمار القول أى ‪ :‬يقال فيمن خربت منهم ‪ :‬اخرب تقله ‪ ،‬وقد بينا أن القول كثريا ما يضمر إذا‬
‫دل معىن الكالم على ذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪179 .............................................................................‬‬

‫فمن االختصار ‪ :‬قول الكميت (‪[ : )1‬من الطويل]‬


‫(‪)2‬‬
‫على وحتسب‬
‫ارا ّ‬ ‫رى حبّهم ع‬ ‫نّة ‪  ‬ت‬ ‫اب أم بأيّة س‬ ‫أى كت‬
‫ّ‬ ‫ب‬ ‫‪ 65‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫على‪.‬‬
‫أى ‪ :‬وحتسب حبهم عارا ّ‬
‫ومن االقتصار قوهلم ‪« :‬من يسمع خيل» أى ‪ :‬تقع منه خيلة‪.‬‬
‫فأما ح ذف أح دمها ‪ :‬فال جيوز اقتص ارا ‪ ،‬وجيوز اختص ارا ىف ض عف من الكالم ؛‬
‫ومنه قول عنرتة (‪[ : )3‬من الكامل]‬
‫(‪)4‬‬
‫رم‬ ‫احملب املك‬
‫ريه ‪  ‬مىّن مبنزلة ّ‬ ‫زلت فال تظىّن غ‬ ‫ولقد ن‬ ‫‪ 66‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬الكميت بن زيد بن خ نيس األس دي ‪ ،‬أبو املس تهل ‪ :‬ش اعر اهلامشيني من أهل الكوف ة‪ .‬اش تهر يف العصر‬
‫األموي‪ .‬وكان عاملا بآداب العرب ولغاهتا وأخبارها وأنساهبا ‪ ،‬ثقة يف علمه ‪ ،‬منحازا إىل بين هاشم‪ .‬وهو من‬
‫أص حاب امللحم ات‪ .‬أش هر ش عره «اهلامشيات» ‪ ،‬وهي ع دة قص ائد يف م دح اهلامشيني ‪ ،‬ت رمجت إىل األملاني ة‪.‬‬
‫ويقال إن شعره أكثر من مخسة آالف بيت ‪ ،‬تويف سنة ‪ 126‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 233 / 5‬واألغاين ‪ ، 108 / 15‬والشعر والشعراء ‪.566 ، 562‬‬
‫(‪ )2‬البيت قاله الكميت يف مدح آل البيت‪.‬‬
‫الشاهد ‪ :‬قوله «وحتسب» حيث حذف املفعولني لداللة سابق الكالم عليهما‪.‬‬
‫وك ذلك قوله ‪« :‬أم بأية س نة» حيث أنّث «أيّ ا» يف االس تفهام وهو قليل كما ق ال أبو حي ان وهي‬
‫مضافة أيضا ‪ ،‬وقد ورد عن األخفش جواز التأنيث ال على وجه القلة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 137 / 9‬والدرر ‪ ، 253 / 2 ، 272 / 1‬وشرح التصريح ‪، 259 / 1‬‬
‫وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص ‪ ، 692‬واحملتسب ‪ ، 183 / 1‬واملقاصد النحوية ‪/ 3 ، 413 / 2‬‬
‫‪ ، 112‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 69 / 2‬وشرح األمشوين ص ‪ ، 164‬وشرح ابن عقيل ص ‪، 225‬‬
‫ومهع اهلوامع ‪ ، 152 / 1‬البحر احمليط ‪ 478 / 7‬وحاشية يس ‪ ، 261 / 1‬شرح الكافية للرضى ‪279 / 2‬‬
‫‪ ،‬متهيد القواعد ‪.298 ، 289 / 2‬‬
‫(‪ )3‬عنرتة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قرا العبسي ‪ :‬أشهر فرسان العرب يف اجلاهلية ‪ ،‬ومن شعراء الطبقة‬
‫األوىل من أهل جند ‪ ،‬أمه حبشية امسها زبيبة كان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفسا ‪ ،‬يوصف باحللم‬
‫على ش دة بطشه وك ان مغرما بابنة عمه عبلة وله قصة مش هورة وقل أن ختلو قص يدة من ذكرها اجتمع يف‬
‫شبابه بامرئ القيس الشاعر ‪ ،‬وشهد حرب داحس والغرباء ‪ ،‬وعاش طويال وقتله األسد الرهيص أو جبار ابن‬
‫عمرو الطائي‪ .‬ينسب إليه ديوان شعر أكثره مصنوع‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 91 / 5‬وخزانة األدب ‪ ، 62 / 1‬الشعر والشعراء ‪ ، 75 /‬مجهرة أشعار العرب ‪/‬‬
‫‪ ، 93‬آداب اللغة ‪.117 / 1‬‬
‫(‪ )4‬الشاهد فيه ‪« :‬فال تظىن غريه» حيث حذف املفعول الثاين لـ «تظىن» لقيام الدليل‬
‫‪ ............................................................................. 180‬فهرس املوضوعات‬

‫أى ‪ :‬فال تظىّن غريه واقعا مىن‪.‬‬


‫وهذه األفعال إن دخلت عليها أداة نفى ‪ ،‬مل تلغ أصال ‪ ،‬وإن مل تدخل عليها ‪ ،‬فال‬
‫ختلو أن تتق دم على املفع ولني أو تتوسط أو تت أخر ‪ ،‬ف إن ‪ /‬تق دمت عليهما ‪ ،‬فال ختلو أن‬
‫تقع أول الكالم أو يتقدمها شىء ‪ ،‬فإن مل تقع أوال ‪ ،‬فاإلعمال حسن ‪ ،‬واإللغاء ضعيف‬
‫‪ ،‬ومن اإللغاء قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يمة األدب‬ ‫الش‬
‫دت مالك ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 67‬ـ ك ذاك ّأدبت حىّت ص ار من خلقى ‪  ‬إىّن وج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن وقعت أوال فاإلعم ال ليس إال ؛ حنو قولك ‪« :‬ظننت زي دا قائم ا» ‪ ،‬وإن‬
‫توس طت أو ت أخرت ‪ ،‬ج از الوجه ان (‪ ، )2‬إال أ ّن اإللغ اء مع الت أخري أحسن منه مع‬
‫التوسط‪.‬‬
‫__________________‬
‫على احملذوف‪.‬‬
‫وتقدير الكالم «ولقد نزلت فال تظين غريه واقعا»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ 191‬وأدب الك اتب ص ‪ 613‬واألش باه والنظ ائر ‪ 405 / 2‬واالش تقاق ‪، 38‬‬
‫األغاىن ‪ ، 212 / 9‬مجهرة اللغة ‪ ، 591‬وخزانة األدب ‪ ، 136 / 9 ، 227 / 3‬واخلصائص ‪، 214 / 2‬‬
‫ال درر ‪ 256 / 2‬وش رح ش ذور ال ذهب ص ‪ ، 486‬وش رح ش واهد املغين ‪ ، 480 / 1‬لس ان الع رب‬
‫(حبب) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 414 / 2‬وبال نس بة يف أوضح املس الك ‪ ، 7 / 2‬وش رح األمشوين ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 164‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 225‬ومهع اهلوامع ‪.152 / 1‬‬
‫(‪ )1‬البيت لبعض الفزاريني‪.‬‬
‫«وجدت» مع تقدمه‬
‫ّ‬ ‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬إيّن وجدت مالك الشيمة األدب» حيث ألغى عمل الفعل‬
‫‪ ،‬ولو أعمله لق ال ‪« :‬وج دت مالك الش يمة األدب ا» ‪ ،‬ينصب «مالك» و «األدب» على أهنما مفع والن‪.‬‬
‫وخرجه البصريون على ثالثة أوجه ‪ :‬األول أنه من باب التعليق ‪ ،‬والم االبتداء مقدرة الدخول على «مالك»‪.‬‬
‫والثاين أنه من باب اإلعمال ‪ ،‬واملفعول األول ضمري شأن حمذوف ‪ ،‬ومجلة املبتدأ وخربه يف حمل نصب مفعول‬
‫ث ان‪ .‬والث الث أنه من ب اب اإللغ اء ‪ ،‬لكن س بب اإللغ اء أن الفعل مل يقع يف أول الكالم ‪ ،‬بل قد س بقه ق ول‬
‫الشاعر «إيّن »‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 335 / 10 ، 143 ، 139 / 9‬والدرر ‪ ، 257 / 2‬وبال نسبة يف األشباه‬
‫والنظ ائر ‪ ، 133 / 3‬وأوضح املس الك ‪ ، 65 / 2‬وختليص الش واهد ص ‪ ، 449‬وش رح األمشوين ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 160‬وشرح التصريح ‪ ، 258 / 1‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص ‪ ، 1146‬وشرح عمدة احلافظ‬
‫ص ‪ ، 249‬وش رح ابن عقيل ص ‪ ، 221‬واملقاصد النحوية ‪ ، 89 / 3 ، 411 / 2‬ومهع اهلوامع ‪/ 1‬‬
‫‪.153‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن توسطت أو تأخرت جاز الوجهان» مثال إلغائها مع التوسط قولك ‪ :‬زيد‬
‫فهرس املوضوعات ‪181 .............................................................................‬‬

‫هذا ما مل تؤكد الفعل باملصدر أو بضمريه أو باإلشارة إليه ‪ ،‬فإن أكدته بشىء من‬
‫ذلك فاإلعمال ‪ ،‬تقدمت أو تأخرت أو توسطت (‪ ، )1‬وقد جيوز اإللغاء ىف حال التوسط‬
‫والت أخر مع التأكيد بالض مري أو باإلش ارة أو باملص در ‪ ،‬وهو قليل ج دا ‪ ،‬وهو مع الض مري‬
‫أقل منه مع اسم اإلشارة ؛ ومن ذلك قوله [من الكامل] ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ال ذاك قليل‬ ‫حابتيك إخ‬ ‫‪ 68‬ـ يا عم رو إنّك قد مللت ص حابىت ‪  ‬وص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أقل من ذلك بكثري‪.‬‬


‫واإللغاء مع التأكيد بصريح املصدر ّ‬
‫وقد تس ّد أ ّن وأن مع صلتيهما مس ّد املفعولني (‪ ، )3‬فتقول ‪« :‬ظننت أ ّن زيدا قائم ‪،‬‬
‫__________________‬
‫ظننت قائم ؛ ومنه قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫ؤم واخلور‬ ‫يز خلت الل‬ ‫دىن ‪  ‬وىف األراج‬ ‫ؤم توع‬ ‫ابن الل‬ ‫األراجيز ي‬ ‫أب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت جلرير ىف ملحق ديوانه ص ‪ ، 1028‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 407 / 1‬ولسان العرب (خيل)‬
‫‪ ،‬وللعني املنق رى ىف ختليص الش واهد ص ‪ 445‬وخزانة األدب ‪ ، 257 / 1‬ال درر ‪ ، 256 / 2‬وش رح‬
‫التصريح ‪ ، 253 / 1‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 120‬وشرح املفصل ‪ ، 85 ، 84 / 7‬الكتاب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 120‬واملقاصد النحوية ‪ ، 404 / 2‬وبال نسبة ىف أماىل املرتضى ‪ ، 184 / 2‬وأوضح املسالك ‪، 58 / 2‬‬
‫وشرح قطر الندى ص ‪ ، 174‬واللمع ص ‪.]137‬‬
‫ومن إلغائها مع التأخري قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫ابوا‬ ‫رت وخ‬ ‫إن يكن ‪  ‬ما قد ظننت فقد ظف‬ ‫رى ظننت ف‬ ‫وم ىف أث‬ ‫الق‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت بال نسبة ىف تذكرة النحاة ص ‪ ، 683‬وشرح قطر الندى ص ‪]175‬‬


‫ويروى «القوم» بالنصب على اإلعمال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن أكدته بش ىء من ذلك فاإلعم ال ليس إال ‪ ،‬تق دمت أو توس طت أو ت أخرت» مث ال‬
‫تأكيده باملصدر ‪ :‬ظننت ظنّا زيدا قائما ‪ ،‬ومثال تأكيده بضمري املصدر ‪:‬‬
‫ظننته زي دا قائما ؛ فتعيد الض مري على الظن املفه وم من ظننت ‪ ،‬ومث ال تأكي ده باإلش ارة إىل املص در‬
‫قولك ‪ :‬ظننت ذلك زيدا قائما‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬الشاهد يف البيت ‪ :‬جواز إلغاء عمل «إخال» يف حال التوسط بني معموليها مع تأكيدها باسم اإلشارة‪.‬‬
‫ينظر شرح شواهد املغين ‪ ، 932 / 2‬ومغين اللبيب ‪.642 / 2‬‬
‫(‪ )3‬املفعوالن هنا ‪ :‬مها األول والثاين ‪ ،‬وقد تسد «أ ّن» ‪ ،‬و «أن» مع صلتيهما ـ أيضا ـ مسد املفعولني ‪ :‬الثاين‬
‫والثالث يف باب «أعلم» اليت تتعدى إىل ثالثة مفاعيل‪ .‬وسيأيت قريبا‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 182‬فهرس املوضوعات‬

‫وأن يقوم زيد»‪.‬‬


‫وجيوز ىف ه ذه األفع ال الفصل ‪ ،‬وهو ‪ :‬وضع ض مري منفصل ال موضع له من‬
‫اإلع رب بني املفع ولني إذا كانا معرف تني ‪ ،‬أو نك رتني مق اربتني للمعرفة ‪ ،‬أو معرفة ونك رة‬
‫مقاربة هلا ‪ ،‬وأعىن بالنكرة املقاربة للمعرفة ىف هذا الباب (أفعل من) ؛ ألهّن ا ال تقبل األلف‬
‫والالم ؛ كما أن املعرفة ال تقبلهما ‪ ،‬ويك ون الض مري على وفق املفع ول األول ىف الغيبة‬
‫والتكلم واخلط اب ؛ ألن الع رب جعلت فيه ض ربا من التأكيد ملا قبله ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬ظننت‬
‫زي دا هو الق ائم ‪ ،‬وظننتك أنت الق ائم ‪ ،‬وظننتىن أنا الق ائم» ‪ ،‬وملا فيه من التأكيد ‪ ،‬مل‬
‫يس تجيزوا اجلمع بينه وبني التأكيد ؛ فال يقول ون ‪« :‬ظننتك أنت أنت الق ائم» جيعل ون‬
‫أحدمها تأكيدا واآلخر فصال ‪ ،‬بل استغنت بأحدمها عن اآلخر‪.‬‬
‫وجيوز الفصل أيضا بني املبتدأ واخلرب ‪ ،‬أو ما أصلهما ذلك ‪ ،‬إذا كانا معرفتني (‪ )1‬أو‬
‫نك رتني مق اربتني للمعرفة (‪ )2‬أو معرفة ونك رة مقاربة ‪ /‬هلا (‪ ، )3‬إال أنّه ال تظهر الفص لية‬
‫نصا إال ىف باب «ظننت وأعلمت» بشرط أن يكون املفعول الذى قبل الفصل امسا ظاهرا‬ ‫ّ‬
‫؛ حنو قولك ‪« :‬أعلمت زي دا عم را هو الق ائم» أال ت رى أنه ال يتص ور أن يك ون تأكي دا‬
‫لعم رو ؛ ألنه ظ اهر ؛ واملض مر ال يؤكد به املظهر ‪ ،‬وال ب دال منه ؛ ألن املض مر إذا ك ان‬
‫ب دال مما قبله فإمنا تك ون ص يغته على وفق موضع األول من اإلع راب ‪ ،‬فلو ك ان ب دال ‪،‬‬
‫لقلت ‪ :‬إيّ اه ‪ ،‬فت بنّي أنه فصل ال موضع له من اإلع راب ‪ ،‬أو ىف ب اب «ك ان» بش رط‬
‫دخ ول الاّل م على الفصل ؛ حنو قولك ‪« :‬إن ك ان زيد هلو الق ائم» ‪ ،‬فأما ق ول الش اعر ‪:‬‬
‫[من الوافر]‬
‫(‪)4‬‬
‫ابا‬ ‫بت هو املص‬ ‫راىن لو أص‬ ‫‪ 69‬ـ وك ائن باألب اطح من ص ديق ‪  ‬ي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬أو ما أص لهما ك ذلك ‪ ،‬إذا كانا معرف تني» مث ال ذلك ‪ :‬زيد هو الق ائم ‪ ،‬وإن زي دا هو‬
‫القائم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو نكرتني مقاربتني للمعرفة» مثال ذلك ‪ :‬خري من زيد هو شر من عمرو ‪ ،‬وإن خريا من‬
‫زيد هو شر من عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو معرفة ونكرة مقاربة للمعرفة» مثال ذلك ‪ :‬زيد هو خري من عمرو ‪ ،‬وإن زيدا هو خري‬
‫من عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت جلرير‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪183 .............................................................................‬‬

‫ف أتى بض مري الغيبة فاصال بني مفع وىل ي رى مع أن ال ذى قبله ض مري متكلم ‪،‬‬
‫فيتخرج على أن يكون التقدير ‪ :‬يرى مصاىب هو املصابا ‪ ،‬فحذف املضاف وأقام املضاف‬
‫إليه مقامه ‪ ،‬مث أتى بالفصل على األصل‪.‬‬
‫وحكى األخفش ‪ :‬أ ّن بعض الع رب ي أتى بالفصل بني احلال وذى احلال ‪ ،‬فيق ول ‪:‬‬
‫«ضربت زيدا هو ضاحكا» إال أ ّن ذلك قليل‪.‬‬
‫وجيوز ىف ه ذه األفع ال وس ائر أفع ال القل وب التعليق ‪ ،‬وهو ت رك العمل ملانع ‪،‬‬
‫واملوانع ‪ :‬أن يك ون املفع ول اسم اس تفهام (‪ )1‬أو مض افا إليه ‪ ،‬أو ت دخل عليه مهزة‬
‫االستفهام ‪ ،‬أو الم االبتداء ‪ ،‬أو ما النافية ‪ ،‬أو إ ّن وىف خربها الالم ؛ فهذه األشياء توجب‬
‫التعليق ‪ ،‬أو يكون االسم مستفهما عنه يف املعىن ؛ فتكون ىف التعليق باخليار ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫(‬
‫«علمت زيد أبو من هو» ‪ ،‬وإن شئت نصبت زيدا ؛ أال ترى أ ّن املعىن ‪« :‬علمت أزيد‬
‫‪ )2‬أبو عمرو أم أبو غريه؟» إال أن يدخل الفعل معىن فعل ال‬
‫__________________‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬أصبت هو املصابا» حيث فصل بضمري الغيبة بني املضاف املقدر ‪ ،‬وهو مصايب ‪،‬‬
‫وبني االسم الظ اهر ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬مص ابا» ‪ ،‬والتق دير ‪« :‬ي رى مص ايب هو املص اب»‪ .‬وقيل ‪ :‬الض مري هنا‬
‫تأكيد للضمري املسترت الذي هو فاعل «يراين» ‪ ،‬واملعىن ‪ :‬يراين هو املصابا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الضمري فصل للياء مع ما‬
‫يف ظ اهر ذلك من االختالف بني معنامها ‪ ،‬إذ أصل الي اء للمتكلم ‪ ،‬و «ه و» للغ ائب ‪ ،‬ولكنه ملا ك ان عند‬
‫صديقه مبنزلة نفسه ‪ ،‬حىت كان إذا أصيب كان صديقه قد أصيب ‪ ،‬عرب عن صديقه بضمري نفسه ؛ ألنه نفسه‬
‫يف املعىن‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 200‬وشرح شواهد املغين ص ‪ ، 875‬مغين اللبيب ص ‪، 495‬‬
‫وهو بال نسبة يف أمايل ابن احلاجب ص ‪ ، 662‬وخزانة األدب ‪ ، 139 / 5 ، 53 / 4‬ورصف املباين ص‬
‫‪ ، 130‬وشرح األمشوين ‪ ، 639 / 3‬وشرح املفصل ‪ ، 135 / 4 ، 110 / 3‬ومهع اهلوامع ‪، 68 / 1‬‬
‫‪ ، 76 / 2 ، 256‬خزانة األدب ‪ 397 / 5‬الدرر ‪.224 / 1 /‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أن يكون املفعول اسم استفهام» مثال كونه اسم استفهام قولك ‪ :‬علمت أيهم ىف الدار ‪،‬‬
‫ومثال كونه مضافا إليه قولك ‪ :‬قد علمت أبو أيهم زيد ‪ ،‬ومثال دخول مهزة االستفهام عليه ‪ :‬قد علمت أزيد‬
‫ق ائم أم عم رو ‪ ،‬ومث ال دخ ول الم االبت داء قولك ‪ :‬قد علمت لزيد ق ائم ‪ ،‬ومث ال دخ ول «م ا» النافية عليها‬
‫قولك ‪ :‬ما زيد قائم ومثال دخول إ ّن وىف خربها الالم قولك ‪ :‬قد علمت إن زيدا لقائم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬أزيدا‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 184‬فهرس املوضوعات‬

‫يعلق ؛ ف إ ّن الع رب تل تزم فيه اإلعم ال ؛ وذلك حنو قولك ‪« :‬أرأيتك زي دا أبو من ه و» ‪،‬‬
‫وال جيوز رفع زيد ؛ ألن الكالم دخله معىن «أخ ربىن» و «أخ رب» ال تعلّق ‪ ،‬ومل يعلّق من‬
‫غري أفع ال القل وب إال الس ؤال والرؤية من كالمهم ‪« :‬سل أبو من زي د» ‪ ،‬و «أما ت رى‬
‫أى ب رق ههن ا» ‪ ،‬والفعل املعلّق إن ك ان من قبيل ما يتع ّدى إىل واحد حبرف ‪ /‬خ افض ـ‬ ‫ّ‬
‫ك انت اجلملة ىف موضع مفع ول بعد إس قاط ح رف اجلر ؛ حنو قولك ‪« :‬ف ّك رت أبو من‬
‫زيد»‪.‬‬
‫وإن ك ان من قبيل ما يتع ّدى إليه بنفسه ‪ ،‬ك انت اجلملة ىف موض عه ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫«عرفت أبو من زيد» ‪ ،‬وإن كان من قبيل ما يتع ّدى إىل اثنني ‪ ،‬س ّدت اجلملة مس ّدمها ؛‬
‫حنو قولك ‪« :‬علمت أبو أيّهم زيد» ‪ ،‬وإذا كان االسم مستفهما عنه ىف املعىن ‪ ،‬وأعملت‬
‫فيه الفعل ‪ :‬فإن كان متع ّديا إىل اثنني ‪ ،‬كانت اجلملة ىف موضع املفعول الثاىن ؛ حنو قولك‬
‫‪« :‬علمت زيدا أبو من هو» ‪ ،‬وإن كان متعديا إىل واحد ‪ ،‬كانت اجلملة بدال من االسم‬
‫ال ذى قبلها ؛ حنو قولك ‪ :‬ع رفت زي دا أبو من ه و» ‪ ،‬ويك ون من قبيل ب دل الش ىء من‬
‫الشىء ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬عرفت شأن أبو من هو ‪ ،‬فحذف املضاف ‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬إ ّن الفعل ىف‬
‫مجيع ما ذكر من قبيل ما يتعدى إىل مفعولني (‪: )1‬‬
‫وإما بالتّضمني ‪ ،‬وهو الصحيح عندى‪.‬‬ ‫ّإما حبق األصل ‪ّ ،‬‬
‫وغري الداخل على املبتدأ أو اخلرب ‪:‬‬
‫كل فعل يطلب مفعولني ‪ ،‬يكون األول (‪ )2‬منهما‬ ‫ّإما أن يصل إليهما بنفسه ‪ ،‬وهو ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وقد قيل ‪ :‬إن الفعل ىف مجيع ما ذكر من قبيل ما يتعدى إىل مفعولني ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬مثال‬
‫كونه مما يتع دى إيل مفع ولني حنو األصل قولك ‪ :‬قد علمت أيهم ق ائم ‪ ،‬ومث ال كونه مما يتع دى إليهما‬
‫بالتض مني ‪ ،‬قولك ‪ :‬ع رفت أيهم ق ائم ‪ ،‬ض ّمنت «ع رفت» معىن علمت املتعدية إىل مفع ولني وحينئذ علقت ‪،‬‬
‫وإمنا اخرتت ذلك على القول اآلخر ؛ ألنك إذا علقتها ‪ ،‬كان مفعوهلا مضمن اجلملة ؛ كما أهنا إذا تعدت إىل‬
‫مفعولني أصلهما املبتدأ واخلرب كذلك ‪ ،‬وأما املتعدية إىل واحد ‪ ،‬فليس هلا تس لّط من جهة املعىن على معىن مجلة‬
‫؛ بل تطلب معىن مفردا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬األصل‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪185 .............................................................................‬‬

‫فاعال ىف املعىن ؛ حنو قولك ‪« :‬أعطيت زيدا درمها» ؛ أال ترى ‪ :‬أ ّن زيدا أخذ الدراهم‪.‬‬
‫اجلر ‪ ،‬وهو كل فعل يطلب‬ ‫وإما أن يصل ألح دمها بنفسه ‪ ،‬وإىل اآلخر حبرف ّ‬ ‫ّ‬
‫مفع ولني إال أ ّن طلبه ألح دمها على معىن ح رف من ح روف اخلفض ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫«اخ رتت من الرج ال زي دا» ‪ ،‬وجيوز ىف ه ذين الن وعني ح ذف املفع ولني أو أح دمها‬
‫اختصارا أو اقتصارا‪.‬‬
‫ومن االقتص ار ‪ :‬قوله تع اىل ‪( :‬فَأ ََّما َم ْن أَ ْعطى َواتَّقى) [الليل ‪ ، ]5 :‬وال جيوز‬
‫ح ذف ح رف اجلر ووص ول الفعل إليهما بنفسه إال فيما مسع ‪ ،‬وممّا مسع ذلك فيه ‪ :‬اخت ار‬
‫‪ ،‬واستغفر ‪ ،‬وأمر ‪ ،‬ومسى ‪ ،‬وكىن ‪ ،‬ودعا ‪ ،‬مبعىن ‪ :‬مسّى ‪ ،‬قال ‪[ :‬من الطويل]‬
‫(‪)1‬‬
‫ان‬ ‫‪ 70‬ـ دعتىن أخاها ّأم عم رو ‪ ،‬ومل أكن ‪  ‬أخاها ‪ ،‬ومل أرضع هلا بلب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬مسّتىن أخاها‪.‬‬


‫عرف (‪ ، )2‬وأرى مبعناها ‪ ،‬وأنبأ‬
‫والمتع ّدى إلى ثالثة هو ‪ :‬أعلم إذا مل تكن مبعىن ‪ّ :‬‬
‫‪ ،‬ونبّأ ‪ ،‬وأخرب ‪ ،‬وح ّدث إذا ض منت معىن أعلم ‪ ،‬وجيوز ىف ه ذه ‪ /‬األفع ال ح ذف‬
‫املفعوالت الثالثة اقتصارا واختصارا‪.‬‬
‫ّأما حذف اثنني منها أو واحد ‪ ،‬فجائز اختصارا ‪ ،‬وغري جائز اقتصارا (‪ ، )3‬ويكون‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لعبد الرمحن بن احلكم‪.‬‬
‫اللبان ‪ :‬الرضاع‬
‫الشاهد ‪ :‬قوله ‪« :‬دعتىن أخاها» حيث تعدى الفعل «دعا» الذي مبعىن مسّى إىل مفعولني ‪ ،‬ومها الياء‬
‫يف «دعتىن» وقوله ‪« :‬أخاها»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البحر احمليط ‪ ، 219 / 6‬ختليص الش واهد ‪ ، 337‬ش رح مجل الزج اجي ‪ 306 / 1‬ش رح‬
‫املفصل ‪ ، 27 / 6‬معجم شواهد العربية ‪ ، 397‬وبال نسبة يف ختليص الشواهد ‪.440‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬هو أعلم إذا مل تكن مبعىن ع ّرف» إمنا اش رتطت ذلك ؛ ألهنا إذا ك انت مبعىن ع رف تعدت‬
‫إىل مفعولني ‪ ،‬ومثال ذلك ‪ :‬أعلم اهلل زيدا عمرا خري الناس ‪ ،‬وكذلك تفعل بسائر أخواهتا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وغري ج ائز اقتص ارا» إمنا مل جيز ذلك ؛ ألنك إذا قلت ‪ :‬أعلمت زي دا ‪ ،‬مل ت در هل هى‬
‫املتعدية إىل ثالثة ‪ ،‬فيكون احملذوف منها اثنني ‪ ،‬أو الىت مبعىن عرف ؛ فيكون احملذوف واحدا إذ هو حذف من‬
‫غري دليل ؛ فال يعلم قدر ما حذف ‪ ،‬وسائر أفعال هذا الباب حممولة‬
‫‪ ............................................................................. 186‬فهرس املوضوعات‬

‫املفعول الثاىن هلذه األفعال ما كان ّأوال ىف باب ظننت ‪ ،‬والثالث ما كان ثانيا فيه ‪ ،‬وجيوز‬
‫أن تس ّد أ ّن وأن مع صلتيهما مس ّد املفعولني ‪ :‬الثاىن والثالث (‪.)1‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫على أعلم ىف امتناع احلذف ؛ ألهنا مضمنة معناها ؛ فجرت جمراها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وجيوز أن تسد أن وأن مع صلتيهما مسد املفعول الثاىن والثالث» مثال ذلك ‪ :‬أعلمت زيدا‬
‫أن عمرا خارج ‪ ،‬وأعلمت زيدا أن خيرج عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪187 .............................................................................‬‬

‫باب اسم الفاعل‬


‫اعلم ‪ :‬أن اسم الفاعل ‪ّ :‬إما أن يكون فيه األلف والالم أو ال يكون ‪ ،‬فإن كانت ‪:‬‬
‫فإما أن يك ون مف ردا أو جمموعا مجع تكسري أو مجع س المة ب األلف والتّ اء ‪ ،‬أو مثىن ‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬
‫جمموعا مجع سالمة بالواو والنون ‪:‬‬
‫فإن كان مفردا أو مجع تكسري أو مجع سالمة باأللف والتاء جاز ىف معموله الذى‬
‫معرفا ب األلف والالم أو باإلض افة إىل ما فيه األلف‬
‫يليه النّصب واخلفض إن ك ان املعم ول ّ‬
‫والض ارب غالم الرج ل» ‪،‬‬ ‫الرجل ‪ّ ،‬‬ ‫الض ارب ّ‬
‫والالم أو إىل ض مريه ؛ حنو قولك ‪« :‬ه ذا ّ‬
‫الض ارب غالمه» ‪ ،‬وإن كان املعمول غري ذلك ‪ ،‬مل جيز فيه إال النّصب‬ ‫الرجل أنا ّ‬‫«وهذا ّ‬
‫والضاربك»‪.‬‬
‫الضارب زيدا ّ‬ ‫‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬هذا ّ‬
‫وإن كان مثىن أو مجع سالمة بالواو والنون ‪:‬‬
‫أثبت الن ون ‪ ،‬مل جيز فيه إال النّصب (‪ ، )1‬وإن ح ذفتها ‪ ،‬ج از النصب ‪ ،‬إن‬ ‫ف إن ّ‬
‫ق ّدرت ح ذفها للطّ ول ‪ ،‬واخلفض ‪ ،‬إن ق ّدرت ح ذفها لإلض افة ؛ فتق ول ‪« :‬الض ارباك ‪،‬‬
‫والضاربو زيدا» بنصب زيد وخفضه ‪ ،‬وسواء ىف ذلك كون اسم الفاعل‬ ‫والضاربا زيدا ‪ّ ،‬‬
‫املضى أو احلال أو االستقبال‪.‬‬
‫مبعىن ّ‬
‫فإما أن يكون مبعىن املضى أو احلال أو االستقبال ‪:‬‬‫وإ ّن مل يكن فيه األلف والالم ‪ّ :‬‬
‫ف إن ك ان مبعىن احلال ‪ ،‬أو االس تقبال ـ ج از فيه وجه ان ‪ :‬ح ذف الن ون أو التن وين‬
‫وخفض املعم ول ال ذى يليه ‪ ،‬وإثباهتما ونص به باسم الفاعل ؛ حنو قولك ‪« :‬ه ذا ض ارب‬
‫زيدا ‪ ،‬وهذان ضاربان زيدا ‪ ،‬وهؤالء ضاربون زيدا ‪ ،‬وهذا ضارب زيد ‪ ،‬وهذان ضاربا‬
‫زيد ‪ ،‬وهؤالء ضاربو زيد»‪.‬‬
‫فإما أن يك ون من فعل ‪ /‬متعد إىل واحد ‪ ،‬أو من فعل‬ ‫وإن ك ان مبعىن املض ّى ‪ّ :‬‬
‫متعد إىل أزيد‪.‬‬
‫فإن كان من فعل متعد إىل واحد ‪ :‬فحذفت (‪ )2‬النون أو التنوين واخلفض ؛ حنو‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب اسم الفاعل قوىل ‪« :‬إن أثبت النون ‪ ،‬مل جيز فيه إال النصب» مثال ذلك ‪ :‬هذان الضاربان زيدا‬
‫‪ ،‬والضاربون زيدا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬فحذف‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 188‬فهرس املوضوعات‬

‫قولك ‪« :‬هذا ضارب زيد أمس ‪ ،‬وهذان ضاربا عمرو أمس وهؤالء ضاربو زيد أمس»‬
‫وإن ك ان من فعل متعد إىل أزيد (‪ ، )1‬مل جيز فيه إال ح ذف الن ون أو التن وين وإض افته إىل‬
‫الذى يليه ونصبه ما بعده‪.‬‬
‫وال يعمل اسم الفاعل إال بش روط ‪ ،‬وهى ‪ :‬أال يوصف (‪ ، )2‬وال يص غّر ‪ ،‬وأن‬
‫يعتمد على أداة [نفى] أو استفهام ‪ ،‬أو يقع صلة ملوصول ‪ ،‬أو صفة ملوصوف لفظا أو نية‬
‫‪ ،‬أو خربا لذى خرب ‪ ،‬أو حاال لذى حال ‪ ،‬أو ىف موضع املفعول الثّاىن ‪ ،‬من باب‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان من فعل يتع دى إيل أزي د» إىل آخ ره مث ال ذلك ‪ :‬ه ذا معطى زيد درمها أمس ‪،‬‬
‫وظا ّن زيد قائما أمس ‪ ،‬فتخفض األول ‪ ،‬وهو ‪ :‬زيد ‪ ،‬وتنصب ما بعده ‪ ،‬وىف الناصب له خالف ؛ فمنهم من‬
‫جيعله بفعل مض مر ‪ ،‬تق ديره أعط اه درمها ‪ ،‬وظنه قائما ‪ ،‬ومنهم من جيعل الناصب له اسم الفاعل نفسه ‪ ،‬وهو‬
‫الص حيح ؛ ألنك إذا جعلت «قائم ا» منص وبا بفعل مض مر ‪ ،‬كنت مل ت ذكر السم الفاعل من اسم املخرب عنه‬
‫وحذفت اخلرب ‪ ،‬وال خيلو أن حتذفه اقتصارا أو اختصارا ‪ ،‬واالقتصار ال جيوز يف هذا الباب ‪ ،‬واالختصار مبنزلة‬
‫الث ابت ؛ فكما جيوز السم الفاعل مبعىن املضى أن يعمل ىف ذلك احملذوف املراد ‪ ،‬فك ذلك جيوز له أن يعمل ىف‬
‫ه ذا امللف وظ به ‪ ،‬وال يتكلف اإلض مار ‪ ،‬وال ميكن أن يق ال ‪ :‬إن اسم الفاعل هنا مبنزلة ص احب ال يطلب‬
‫معموال ؛ ألنا قد فرضناه عامال ىف الظرف ‪ ،‬والذى جيرى من أمساء الفاعلني جمرى اجلوامد ال يتعرض للزمان ‪،‬‬
‫وإذا عمل ىف الظرف كان متعرضا للزمان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬بشروط وهى أال يوصف» أعىن ‪ :‬قبل العمل ‪ ،‬فأما وصفه بعد العمل ‪ ،‬فذلك سائغ ؛ قال‬
‫‪[ :‬من الطويل]‬
‫ب‬ ‫منص‬
‫راه ّ‬ ‫ّى بوابل ‪  ‬وخيرجن من جعد ث‬ ‫ؤبوب العش‬ ‫ووىّل كش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت بال نسبة يف ‪ :‬تذكرة النحاة (‪ ، )683‬مهع اهلوامع ‪ ، 96 / 2‬الدرر ‪ ، 129 / 2‬ويروى يف‬
‫اهلمع عجزه فقط فيه «منتصب» بدال من «منصب»]‪.‬‬
‫فثراه معمول جلعد ‪ ،‬وقد وصف بعد ذلك بـ «منصب» وإمنا جاز ذلك ؛ ألنه حيصل له شبهه بالفعل‬
‫قبل توهني شبهه بالوصف وكذلك التصغري ‪ ،‬أعىن ‪ :‬ما كان منه واردا على مكرّب ملفوظ به ؛ ال تقول ‪ :‬هذا‬
‫ضويرب زيدا غدا ؛ ألن التصغري يبعده من شبه الفعل ؛ ألن اسم الفاعل حممول ىف العمل على الفعل املضارع‬
‫‪ ،‬واملض ارع من األفع ال ال يص غّر ‪ ،‬ف إن ك ان اسم الفاعل مل يس تعمل إال مص غرا ‪ ،‬ومل يلفظ له مبكرب ‪ ،‬ج از‬
‫إعماله ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫ريها‬ ‫دى كميت عص‬ ‫رق ىف األي‬ ‫اج مدامة ‪  ‬ترق‬ ‫فما طعم راح بالزج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[هو ملض رس بن ربعى ىف ال درر ‪ ، 266 / 5‬واملقاصد النحوية ‪ ، 567 / 3‬وبال نس بة ىف ش رح‬
‫األمشوىن ‪ ، 340 / 2‬ومهع اهلوامع ‪]95 / 2‬‬
‫جر «كميتا»‪ .‬أه‪.‬‬
‫يف رواية من ّ‬
‫فهرس املوضوعات ‪189 .............................................................................‬‬

‫فأما قوله [من الطويل] ‪:‬‬


‫ظننت ‪ ،‬أو الثالث من باب أعلمت ‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رجعت ‪  ‬ذك رت س ليمى ىف اخلليط املب اين‬
‫‪ 71‬ـ إذا فاقد خطب اء ف رخني ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فعلى إضمار فعل ‪ ،‬التّقدير ‪ :‬فقدت فرخني‪.‬‬


‫وجيوز تق دمي معم ول اسم الفاعل عليه (‪ )2‬ما مل مينع من ذلك م انع من املوانع الىت‬
‫ذكرت ىف باب الفاعل (‪.)3‬‬
‫وإذا كان معمول اسم الفاعل ضمريا متّصال ‪ ،‬مل تثبت فيه نون وال تنوين (‪ )4‬؛ بل‬
‫تق ول ‪« :‬ض اربك ‪ ،‬وض ارباك ‪ ،‬وض اربوك» ‪ ،‬وقد يثبت ان ىف الض رورة ؛ حنو قوله [من‬
‫الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫راح؟‬ ‫ومى ش‬ ‫لمىن إىل ق‬ ‫ظن ‪  ‬أمس‬
‫ّل ّ‬ ‫وما أدرى وظىّن ك‬ ‫‪ 72‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لبشر بن أيب خازم ‪ ،‬وليس يف ديوانه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬املقاصد النحوية ‪ ، 560 / 3‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪ ، 341 / 2‬ولسان العرب (فقد)‬
‫وفيه «املزايل» بدال من «املباين»‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وجيوز تقدمي معمول اسم الفاعل عليه» مثال ذلك ‪ :‬هذا زيدا ضارب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ما مل مينع من ذلك م انع من املوانع الىت ذك رت ىف ب اب الفاع ل» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ه ذا‬
‫الض ارب زي دا ‪ ،‬ال جيوز أن تق ول ‪ ،‬ه ذا زي دا الض ارب ؛ ألن اسم الفاعل هو ص لة املوص ول ‪ ،‬وقد تق دم أن‬
‫الفعل إذا ك ان ىف ص لة موص ول ال يتق دم معموله على املوص ول فك ذلك اسم الفاعل ‪ ،‬ولست أريد ‪ :‬أن كل‬
‫م انع منع من تق دمي املفع ول على الفعل يوجد ىف اسم الفاعل ؛ بل ما وجد من تلك املوانع ىف اسم الفاعل ـ‬
‫أيضا ـ منع من التقدمي‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإذا كان معمول اسم الفاعل ضمريا متصال ‪ ،‬مل تثبت فيه نون وال تنوين» إمنا مل جيز ذلك‬
‫؛ ألن النون والتنوين عالمتان على متام االسم وكماله وانفصاله عما بعده ‪ ،‬والضمري املتصل يطلب االتصال مبا‬
‫قبله فتدافعا ‪ ،‬وما جاء من ذلك ىف الشعر ‪ ،‬فضرورة ‪ ،‬ووجهه ‪ :‬تشبيه املضمر بالظاهر‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت ‪ :‬ليزيد بن حمرم أو حممد احلارثي ‪:‬‬
‫ويروي الصدر هكذا ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫ظين‬ ‫الظن‬ ‫وكل‬ ‫أدري‬ ‫فما‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الشاهد ‪ :‬قوله «أمسلمين» فإن النون فيه للوقاية‪.‬‬


‫وهذه قد تلحق اسم الفاعل كما يف هذا الشاهد ‪ ،‬وأفعل التفضيل وقيل ‪ :‬إن النون هنا حلقته شذودا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح شواهد املغين ‪ ، 770 / 2‬والدرر ‪ ، 212 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 385 / 1‬األشباه‬
‫والنظائر ‪ ، 243 / 3‬وتذكرة النحاة ص ‪ ، 422‬ورصف املباين ص ‪ ، 363‬ولسان‬
‫‪ ............................................................................. 190‬فهرس املوضوعات‬

‫وحنو قول اآلخر [من الطويل] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫دى املعتفني رواهقه‬ ‫ومل يرتفق والنّ اس حمتض رونه ‪  ‬مجيعا ‪ ،‬وأي‬ ‫‪ 73‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإذا اتبعت معم ول اسم الفاعل املرف وع أو املنص وب ‪ ،‬ك ان التّ ابع على حس به ىف‬
‫اإلعراب‪.‬‬
‫فإما أن تتبعه بنعت أو تأكيد أو عطف نسق أو ب دل ؛ ف إن أتبعته‬ ‫وأما املخف وض ‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫بنعت ‪ ،‬أو تأكيد ‪ ،‬أو عطف بيان ـ فاخلفض على اللفظ ‪ ،‬والنّصب على املوضع ‪ ،‬إال‬
‫(‪)2‬‬

‫أن يك ون خفضه بإض افة اسم الفاعل ‪ ،‬مبعىن املض ّى إليه ‪ ،‬وليس فيه ألف والم ‪ ،‬فإنّه ال‬
‫جيوز إذ ذاك إال اخلفض على اللفظ (‪ )3‬؛ حنو قولك ‪[« :‬ه ذا](‪ )4‬ض ارب زيد العاقل نفسه‬
‫أمس»‪.‬‬
‫__________________‬
‫العرب (شرحل) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 220 / 2‬ومغين اللبيب ‪ ، 345 / 2‬ومهع اهلوامع ‪ ، 65 / 1‬البحر احمليط ‪7‬‬
‫‪ ، 361 /‬معاين الفراء ‪ ، 236 / 2‬إعراب النحاس ‪ ، 422 / 4‬معاين الزجاج ‪.305 / 4‬‬
‫(‪ )1‬احتضر مبعىن ‪ :‬حضر وشهد ‪ ،‬واالرتفاق ‪ :‬االتكاء ‪ ،‬الرواهق ‪ :‬الذين جاءوه ‪ ،‬واملعتف ‪ :‬طالب املعروف‬
‫‪ ،‬يقول ‪ :‬إنه مل يشغل عن قضاء حاجة امللهوف مهما أملت به من مصائب أو جوائح‪.‬‬
‫ّ‬
‫الش اهد فيه ق ول «حمتض رونه» حيث مجع بني ن ون مجع املذكر الس امل من اسم الفاعل وبني معموله‬
‫«اهلاء» وهذا ضرورة ‪ ،‬وقد حيمل على أن اهلاء للسكت ‪ ،‬أتى هبا لبيان حركة النون‪.‬‬
‫وفيه شاهد آخر ‪ :‬أن هذا تأييد لوجهة نظر ابن هشام الذي يقول ‪ :‬إن النون هي التنوين بدليل ثبوهتا‬
‫مجعا وتثنية‪.‬‬
‫ينظر البيت يف ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 271 ، 266 / 4‬شرح املفصل ‪ ، 125 / 2‬الكتاب ‪، 188 / 1‬‬
‫الدر املصون ‪ ، 554 / 4‬ابن يعيش ‪ ، 125 / 2‬شرح الكافية ‪ ، 283 / 1‬كامل املربد ‪.364 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن أتبعته بنعت أو تأكيد أو عطف بي ان ف اخلفض على اللفظ ‪ ،‬والنصب على املوض ع»‬
‫مثال ذلك ‪ :‬هذا ضارب زيد العاقل نفسه اآلن أو غدا ‪ ،‬خبفض العاقل ونفسه ونصبهما‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أن يكون خفضه بإضافة اسم الفاعل مبعىن املضى إليه ‪ ،‬وليس فيه األلف والالم ؛ فإنه ال‬
‫جيوز إذ ذاك إال اخلفض على اللف ظ» وإمنا مل جيز النصب ؛ ألن املخف وض باسم الفاعل إذ ذاك ليس موض عه‬
‫نص با ؛ ألنه ال يعمل مبعىن املضى ‪ ،‬وليس فيه األلف والالم ‪ ،‬ف إن ك انت فيه األلف والالم ‪ ،‬ج از ىف النعت‬
‫والتأكيد النصب على املوضع ؛ ألن املخف وض ىف موضع نصب ؛ ألن اسم الفاعل عامل إذ ذاك بس بب األلف‬
‫والالم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف ط‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪191 .............................................................................‬‬

‫فإما أن يك ون ىف اسم ‪ /‬الفاعل ألف والم ‪ ،‬أو ال‬ ‫وإن أتبعه بعطف نسق أو ب دل ‪ّ :‬‬
‫يكون ‪:‬‬
‫ف إن مل يكن ‪ :‬ف اخلفض على اللّفظ ‪ ،‬والنّصب بإض مار فعل ؛ حنو قولك ‪« :‬ه ذا‬
‫ض ارب زيد وعم را» أى ‪ :‬وض رب عم را ‪ ،‬أو ‪ :‬يض رب عم را ‪ ،‬و «ه ذا ض ارب زيد‬
‫أخاك» أى ‪ :‬وضرب أخاك ‪ ،‬أو ‪ :‬يضرب أخاك‪.‬‬
‫وإن ك ان فيه ألف والم ‪ :‬فإنّه إن ك ان مثىن أو مجع س المة ب الواو والنّ ون ـ ج از‬
‫اخلفض على اللّفظ ‪ ،‬والنّصب على املوضع ؛ حنو قولك ‪« :‬ه ذان الض اربا زيد أخيك‬
‫وعمرو» خبفض األخ وعمرو ونصبهما‪.‬‬
‫معرفا باأللف‬ ‫فإما أن يكون التّابع ّ‬
‫وإن مل يكن مثىن وال مجع سالمة بالواو والنّون ‪ّ :‬‬
‫والالم ‪ ،‬أو باإلضافة إىل ما فيه األلف والالم ‪ ،‬أو إىل ضمريه ‪ ،‬أو غري ذلك ‪:‬‬
‫فإن كان معرفا بشىء مما ذكر ‪ :‬جاز اخلفض على اللفظ ‪ ،‬والنّصب على املوضع ؛‬
‫الض ارب الغالم وص احب ال ّدابّة ‪،‬‬‫الرجل والغالم ‪ ،‬وه ذا ّ‬ ‫الض ارب ّ‬
‫حنو قولك ‪« :‬ه ذا ّ‬
‫الرجل وغالمه (‪ ، »)1‬ومن ذلك قوله [من الكامل] ‪:‬‬ ‫الضارب ّ‬
‫وهذا ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫زجى بينها أطفاهلا‬
‫ّ‬ ‫وذا ت‬ ‫‪ 74‬ـ ال واهب املائة اهلج ان وعب دها ‪  ‬ع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫روي خبفض عبد ‪ ،‬ونصبه‪.‬‬


‫معرفا بشئ ممّا ذكر ‪ :‬فالنصب على املوضع ليس إال ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫وإن مل يكن ّ‬
‫الرجل وعمرا» ال غري‪.‬‬
‫الضارب ّ‬‫«هذا ّ‬
‫واسم املفعول فيما ذكر جيرى جمرى اسم الفاعل‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ه ذا الض ارب الرجل وغالم ه» إمنا ج از اخلفض والنصب ىف املض اف لض مري ما فيه األلف‬
‫والالم إج راء له جمرى ما أض يف إىل ما فيه األلف والالم ‪ ،‬وىف كت اب س يبويه لفظ يقتضى ظ اهره ‪ :‬أن‬
‫املعطوف على املخفوض بإضافة اسم الفاعل إليه ‪ ،‬وإن مل يكن معرفا باأللف والالم ‪ ،‬وال مضافا إىل ضمري ما‬
‫عرف هبما ـ جيوز فيه اخلفض والنصب ؛ حنو قولك ‪ :‬هذا ضارب الرجل وزيد وزيدا ‪ ،‬بنصب زيد وخفضه ‪،‬‬
‫والصحيح ‪ :‬أن ذلك عندى ال جيوز ‪ ،‬وأن كالم سيبويه له وجه غري ذلك الظاهر‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لألعشى‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله «وعب دها» فقد روى ب اجلر والنصب تبعا للفظ ال ذي أض يف إليه اسم الفاعل وهو‬
‫قوله «املائة» أو حمله‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 79‬أمايل املرتضى ‪ 303 / 2‬وخزانة األدب ‪ 163 / 4‬ومجهرة اللغة ص ‪920‬‬
‫والدرر ‪ 153 / 6‬وشرح ابن عقيل ص ‪ 427‬ومهع اهلوامع ‪.39 ، 48 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 192‬فهرس املوضوعات‬

‫باب األمثلة الّتى تعمل عمل اسم الفاعل‬


‫وفع ال ‪ ،‬ومفع ال (‪ ، )1‬وفعل [وفعي ل](‪ ، )2‬وإمّن ا عملت عمله ؛‬ ‫وهى ‪ :‬فع ول ‪ّ ،‬‬
‫فعل بتض عيف العني ‪ ،‬واسم الفاعل‬ ‫لوقوعها موقعه ؛ ب دليل أهّن ا للمبالغة ‪ ،‬وفعل املبالغة ‪ّ :‬‬
‫مفعل ؛ ول ذلك ك ان حكمها كحكم اسم‬ ‫مفعل ؛ فه ذه األمثلة إذن واقعة موقع ‪ّ :‬‬ ‫منه ‪ّ :‬‬
‫الفاعل ىف مجيع ما تق ّدم ذكره ‪ ،‬إال أ ّن إعمال فعل وفعيل قليل فمن إعمال فعيل (‪ : )3‬قوله‬
‫‪[ :‬من البسيط]‬
‫__________________‬
‫فعال وفعول ومفعال» مثال إعمال فعول قوله‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب األمثلة الىت تعمل عمل اسم الفاعل قوىل ‪« :‬وهى ّ‬
‫‪[ :‬من الطويل]‬
‫بح ينهض‬ ‫بالش‬
‫رم ىف عينيه ّ‬ ‫وم عليها نفسه غري أنّه ‪  ‬مىت ي‬ ‫هج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[وهو لذى الرمة ىف ديوانه ص ‪ 324‬؛ وخزانة األدب ‪ 157 / 8‬؛ والكتاب ‪ 110 / 1‬؛ وبال نسبة‬
‫ىف احليوان ‪]347 / 4‬‬
‫فنصب نفسه هبجوم ‪ ،‬ومثال إعمال فعال قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫واّل ج اخلوالف أعقال‬ ‫جالهلا ‪  ‬وليس ب‬ ‫إليها‬ ‫لباسا‬ ‫احلرب‬ ‫أخا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت للقالخ بن ح زن يف خزانة األدب ‪ ، 157 / 8‬وال درر ‪ ، 270 / 5‬وش رح أبي ات‬
‫سيبويه ‪ ، 363 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 68 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 80 ، 79 / 6‬والكتاب ‪، 111 / 1‬‬
‫ولسان العرب (ثعل) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 535 / 3‬وبال نسبة ىف أماىل ابن احلاجب ‪ ، 319 / 1‬وأوضح‬
‫املسالك ‪ ، 220 / 3‬وشرح األمشوىن ‪ ، 342 / 1‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 504‬وشرح ابن عقيل ص‬
‫‪ ، 423‬واملقتضب ‪ ، 113 / 2‬ومهع اهلوامع ‪]96 / 2‬‬
‫ومثال إعمال مفعال قوهلم ‪« :‬إنه ملنحار بوائكها»‪.‬‬
‫فأعمل «منحار» ىف البوائك وهى السمان أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فمن إعمال فعيل» مثال ذلك ؛ قوله ‪[ :‬من البسيط]‬
‫ات اللّيل مل ينم‬ ‫اتت طرابا وب‬ ‫آها كليل موهنا عمل ‪  ‬ب‬ ‫حىّت ش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فنصب «موهنا» بكليل على أنه مفعول به ‪ ،‬فإن قيل ‪ :‬فلعل «موهنا» منصوب على الظرفية كأنه قال‬
‫‪ :‬كليل يف موهن عمل ىف آخر‪.‬‬
‫ف اجلواب ‪ :‬أنه إمنا يريد أنه أك ّل املوهن بك ثرة عمله فيه ؛ كما تق ول ‪ :‬أتعبت هنارك إذا أردت أنه‬
‫عمل فيه عمال كث ريا ‪ ،‬ومل ي رد أنه ض عيف ىف م وهن ‪ ،‬ب دليل قوله يف آخر ال بيت ‪« :‬وب ات الليل مل ينم» ؛‬
‫فجعله عامال طول ليله كثري العمل ؛ ولذلك قال ‪ :‬عمل ؛ و «فعل» من أبنية املبالغة‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪193 .............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ات اللّيل مل ينم‬ ‫اتت طرابا وب‬ ‫آها كليل موهنا عمل ‪  ‬ب‬ ‫حىّت ش‬ ‫‪ 75‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[من الوافر] ‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫ومن إعمال فعل ‪ :‬قول زيد اخليل‬
‫(‪)3‬‬
‫رملني هلا فديد ‪/‬‬ ‫اش الك‬ ‫ون عرضى ‪  ‬جح‬ ‫اىن أهّن م مزق‬ ‫أت‬ ‫‪ 76‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لساعدة بن جؤية اهلذيل‬
‫شآها ‪ :‬أي ساقها‪.‬‬
‫طرابا أي ‪ :‬منتقلة حنوه‪.‬‬
‫والش اهد فيه نصب «موهن ا» بـ «كلي ل» ألنه مبعىن «مك ل» وهو ال ربق الض عيف ‪ ،‬و «فعي ل» مبعىن‬
‫«مفعل» كثري‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 155 / 8‬ش رح أشعار اهلذليني ‪ 1129 / 3‬وشرح املفصل ‪، 572 / 6‬‬
‫‪ ، 73‬والكتاب ‪ ، 114 / 1‬ولسان العرب (عمل) ‪ ،‬واملقتضب ‪.115 / 2‬‬
‫(‪ )2‬زيد اخليل ‪ ،‬هو زيد بن مهلهل بن منهب بن عبد رضا ‪ ،‬من ط يئ ‪ ،‬كنيته أبو مكنف ‪ :‬من أبط ال‬
‫اجلاهلية ‪ :‬لقب «زيد اخلي ل» لك ثرة خيله ‪ ،‬أو لك ثرة ط راده هبا ‪ ،‬ك ان ش اعرا حمس نا وخطيبا لس نا ‪ ،‬موص وفا‬
‫ب الكرم ‪ ،‬وله مهاج اة مع كعب بن زهري ‪ ،‬وفد على النيب ص لّى اهلل عليه وس لم يف وفد ط يئ فأس لم وسر به‬
‫الرس ول ومساه «زيد اخلري» وأقطعه أرضا بـ «جند» وللمفجع البص ري كت اب «غ ريب ش عر زيد اخلي ل» م ات‬
‫عند ماء يقال له ‪« :‬فررة»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 61 / 3‬خزانة األدب ‪ ، 448 / 2‬الشعر والشعراء ‪ 95‬مسط الآليل ‪.448 / 2‬‬
‫(‪ )3‬الكرملني ‪ :‬اسم ماء يف جبل طيئ ‪ ،‬والفديد ‪ :‬الصوت‪.‬‬
‫والشاهد يف قوله ‪« :‬مزقون عرضى» حيث أعمل مجع صيغة املبالغة فنصب به املفعول به ‪ ،‬وهو قوله‬
‫«عرضي»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 176‬خزانة األدب ‪ ، 169 / 8‬والدرر ‪ 272 / 5‬وشرح التصريح ‪، 68 / 2‬‬
‫شرح شذور الذهب ‪ ، 507‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 680‬وشرح املفصل ‪ ، 73 / 6‬واملقاصد النحوية‬
‫‪ ، 545 / 3‬وشرح األمشوين ‪ 342 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 425‬وشرح قطر الندى ص ‪.275‬‬
‫‪ ............................................................................. 194‬فهرس املوضوعات‬

‫باب المصدر العامل عمل فعله‬


‫وهو نوعان ‪ :‬موضوع موضع الفعل ‪ ،‬حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ام املخلس‬ ‫ان رأسك كالثّغ‬ ‫أعالقة ّأم الوليّد بعد ما ‪  ‬أفن‬ ‫‪ 77‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫التقدير ‪ :‬أتعلق أم الوليد‪.‬‬


‫مشتق منه ‪ ،‬أو بـ «ما» والفعل‬
‫ومق ّدر بأن والفعل ‪ ،‬أو بأن الىت خربها فعل أو اسم ّ‬
‫(‪ ، )2‬حنو قولك ‪« :‬يعجبىن ض رب زيد عم را» التق دير ‪ :‬أن ض رب زيد عم را ‪ ،‬أو ‪ :‬أ ّن‬
‫زيدا يضرب عمرا ‪ ،‬وكالمها يعمل عمل الفعل الذى أخذ منه ‪ ،‬وسواء كان مبعىن املضى‬
‫‪ ،‬أو مبعىن احلال ‪ ،‬أو االستقبال‪.‬‬
‫معرفا باأللف والالم‪.‬‬
‫وال خيلو املصدر من أن يكون منونا ‪ ،‬أو مضافا ‪ ،‬أو ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت للمرار األسدي‪.‬‬
‫احلب ‪ ،‬وتك ون العالقة أيضا ‪ :‬االرتب اط يف األم ور املعنوية ‪ ،‬و (العالق ة) بالكسر ‪ :‬عالقة‬
‫والعالقة ‪ّ :‬‬
‫السوط وحنوه من األمور احلسية‪.‬‬
‫ويف القاموس ‪( :‬العالقة) وتكسر ‪ :‬احلب الالزم للقلب وبالكسر يف السوط وحنوه‪.‬‬
‫الوليد ‪ :‬مصغر ولد بضم الواو‪.‬‬
‫األفنان ‪ :‬مجع فنن بفتحتني وهو ‪ :‬الغصن ‪ ،‬وأراد هبا ذوائب الشعر على سبيل االستعارة‪.‬‬
‫الثغام ‪ :‬بفتح املثلثة والغني املعجمة ‪ :‬مرعى تعلفه اخليل ويشبه به الشيب يف البياض‪.‬‬
‫املخلس ‪ :‬النبات اخلليس ‪ :‬الذي ينبت األخضر فيه يف خالل يبيسه وخيتلط به‪.‬‬
‫ويف البيت شاهدان ‪ :‬أوهلما نصب «أم» بـ «عالقة» ألهنا بدل من التلفظ بالفعل فعملت عمله‪.‬‬
‫وثانيهما ‪ :‬إض افة «بع د» إىل اجلملة ألن «م ا» وص لت هبا فكفتها عن اإلض افة إىل املف رد وهيأهتا‬
‫لإلضافة إىل اجلملة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 461‬واألزهية ص ‪ ، 89‬وإصالح املنطق ص ‪ 45‬وخزانة األدب ‪، 232 / 11‬‬
‫‪ ، 234‬والدرر ‪ ، 111 / 3‬وشرح شواهد املغين ‪ 722 / 2‬والكتاب ‪ ، 139 / 2 ، 116 / 1‬ولسان‬
‫العرب (علق) ‪( ،‬ثغم) وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 273 / 1‬ومغين اللبيب ‪ ، 311 / 1‬ومهع اهلوامع ‪/ 1‬‬
‫‪.210‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب المصدر العامل عمل فعله‬
‫قوىل ‪« :‬أو مبا والفعل» يكون مقدرا مبا والفعل إذا أردت احلال ؛ حنو قولك ‪ :‬يعجبىن ذهابك اآلن ‪ ،‬أى ‪ :‬ما‬
‫تذهب اآلن ‪ ،‬وإمنا مل يقدر بأن والفعل ؛ ألن «أن» ختلص الفعل املضارع لالستقبال ؛ فيبطل هبا معىن احلال ‪،‬‬
‫و «ما» املصدرية ليست كذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪195 .............................................................................‬‬

‫يسم فاعله (‪ ، )1‬وتنصب‬ ‫منونا ‪ :‬فإنّك ترفع به الفاعل أو املفعول الذى مل ّ‬‫فإن كان ّ‬
‫املفع ول ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬يعجبىن ض رب زيد عم را» ‪ ،‬وإن ش ئت ح ذفت املفع ول وأبقيت‬
‫ْعام فِي َي ْوٍم‬
‫الفاعل ‪ ،‬أو بالعكس ‪ ،‬وهو األكثر ىف االستعمال ؛ حنو قوله تعاىل ‪( :‬أ َْو إِط ٌ‬
‫(‪)2‬‬

‫ِذي َم ْس غَبَ ٍة* يَتِيم اً ذا َم ْق َربَ ٍة) [البلد ‪ ]15 ، 14 :‬التق دير ‪ :‬أو إطع ام أح دكم ‪ ،‬إال أ ّن‬
‫إثبات التنوين مع ذكر الفاعل قليل ج ّدا‪.‬‬
‫ومما جاء من ذلك ‪ :‬قوله ىف أحد الوجهني [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رت آباؤها أبناؤها‬ ‫ردد بينهم بتش اجر ‪  ‬قد ك ّف‬
‫ح رب ت ّ‬ ‫‪ 78‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والتقدير ‪ :‬يتشاجر أبناؤها ‪ ،‬وقد كفرت آباؤها ‪ ،‬أى ‪ :‬لبست الدروع‪.‬‬


‫وإن كان مضافا ‪ :‬فال خيلو من أن تضيفه إىل الفاعل ‪ ،‬أو إىل املفعول ‪ :‬فإن أضفته‬
‫إىل الفاعل خفضته وبقى املفعول منصوبا ؛ ومن ذلك قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫(‪)4‬‬
‫وهن وق وف ينتظ رن قض اءه ‪  ‬بض احى ع ذاة أم ره وهو ض امز‬
‫ّ‬ ‫‪ 79‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬قضاءه أمره‪.‬‬


‫وإن أض فته إىل املفع ول ‪ ،‬خفض ته وبقى الفاعل على رفعه ‪ ،‬وهو قليل ؛ ومنه قوله‬
‫[من البسيط] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو املفع ول الذى مل يسم فاعله» مثال ذلك ‪ :‬قوله ‪ :‬س ررت بقتل الك افر ‪ ،‬أى ‪ :‬بأن قتل‬
‫الكافر‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن شئت ح ذفت املفع ول ‪ ،‬وأبقيت الفاع ل» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬يعجبىن ض رب زيد ‪،‬‬
‫تريد ‪ :‬أن ضرب زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت للفرزدق ومل أقف عليه يف ديوانه‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬ذكر الفاعل «أبناؤها» واملصدر «تشاجر» منون‪ .‬وهو قليل‪.‬‬
‫ينظر هتذيب اللغة ‪ ، 201 / 10‬ولسان العرب (كفر)‬
‫(‪ )4‬البيت ‪ :‬للشماخ‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬قضاءه بضاحي غداة أمره» حيث أضاف املصدر إىل فاعله وبقي مفعوله «أمره»‬
‫منصوبا ‪ ،‬وقد فصل بني املفعول وعامله «بضاحي» ‪ ،‬ألن اجلار واجملرور متعلق باملصدر وليس بأجنيب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 177‬مجه رة اللغة ص ‪ ، 1321‬ش رح ش واهد املغين ‪ ، 895 / 2‬لس ان الع رب‬
‫(ضمز) واملقتضب ‪ 15 / 1‬ومجهرة أشعار العرب ‪ ، 155‬وأمايل ابن الشجري ‪ ، 191 / 1‬ومغين اللبيب‬
‫‪ ، 540‬ورواية صدر البيت يف الديوان ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫اءه ‪ ‬‬ ‫رن قض‬ ‫ليل ينتظ‬ ‫هلن ص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ............................................................................. 196‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫اريق‬ ‫واه األب‬ ‫أفىن تالدى وما مجّعت من نشب ‪  ‬ق رع القواق يز أف‬ ‫‪ 80‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ىف رواية ‪ :‬من رفع األف واه ‪ ،‬بل األوىل إذا وجد الفاعل واملفع ول أن يض اف إىل‬
‫الفاعل ‪./‬‬
‫معرفا ب األلف والالم ‪ :‬فاألحسن فيه أال يعمل ‪ ،‬وقد جيوز أن يعمل عمل‬
‫وإن ك ان ّ‬
‫الض رب زيد عم را» ‪،‬‬
‫فعله ؛ ف ريفع به الفاعل ‪ ،‬وينصب املفع ول ؛ فيق ال ‪« :‬عجبت من ّ‬
‫وإن ش ئت ‪ ،‬ح ذفت الفاعل وأبقيت املفع ول أو العكس (‪ )2‬؛ ومن ح ذف الفاعل قوله ‪:‬‬
‫[من املتقارب]‬
‫(‪)3‬‬
‫راخى األجل‬ ‫رار ي‬ ‫داءه ‪  ‬خيال الف‬ ‫عيف النّكاية أع‬ ‫ض‬ ‫‪ 81‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لألقيشر األسدي‪.‬‬
‫وقوله تالدي ‪ :‬التالد ‪ :‬مجع تليد وهو املال املوروث ‪ ،‬والنشب ‪ :‬املايل والقواق يز مفردها ‪ :‬ق اقوزة‬
‫وهي الكأس الصغرية ‪ ،‬ويروى القوارير ‪ :‬مفردها قارورة‪ .‬واألباريق كل ماله عروة أو خرطوم من اآلنية‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ق رع القواق يز أف واه» فقد أض اف املص در وهو قوله ‪« :‬ق رع» إىل مفعوله وهو‬
‫قوله «القواقيز» مث أتى بعد ذلك بفاعله وهو قوله ‪« :‬أفواه»‬
‫ويروى بنصب أفواه‪.‬‬
‫وعلى هذه الرواية تكون اإلضافة إىل الفاعل واملذكور بعد ذلك هو املفعول على عكس األول‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 60‬واألغ اين ‪ ، 359 / 11‬وخزانة األدب ‪ 491 / 4‬وال درر ‪، 256 / 5‬‬
‫وشرح شواهد املغين ‪ 891 / 2‬والشعر والشعراء ص ‪ ، 565‬ولسان العرب (ققز) واملؤتلف واملختلف ص‬
‫‪ ، 56‬واملقاصد النحوية ‪ ، 508 / 3‬واإلنصاف ‪ 233 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 212 / 3‬وشرح األمشوين‬
‫‪ .337 / 2‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 493‬واللمع ص ‪ ، 271‬ومغين اللبيب ‪ ، 536 / 2‬واملقتضب‬
‫‪ ، 21 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.94 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأبقيت املفع ول أو العكس» أعىن ‪ :‬أن حتذف املفع ول ‪ ،‬وتبقى الفاعل ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬عجبت‬
‫من الضرب زيد ‪ ،‬تريد ‪ :‬من أن يضرب زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬بال نسبة يف ‪ :‬أوضح املسالك ‪ ، 208 / 3‬وخزانة األدب ‪ ، 127 / 8‬والدرر ‪، 252 / 5‬‬
‫وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 394 / 1‬وشرح األمشوين ‪ ، 333 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 63 / 2‬وشرح شذور‬
‫الذهب ص ‪ ، 496‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 136‬وشرح ابن عقيل ‪ ، 411‬وشرح املفصل ‪، 59 / 6‬‬
‫‪ ، 64‬والكتاب ‪ 192 / 1‬واملنصف ‪ ، 71 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.93 / 2‬‬
‫الش اهد ‪ :‬فيه قوله ‪« :‬النكاية أع داءه» حيث نصب باملص در املق رتن بـ «أل» وهو قوله «النكاي ة»‬
‫مفعوال به وهو قوله ‪« :‬أعداءه» مع حذف الفاعل‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪197 .............................................................................‬‬

‫ومجع املصدر جيرى جمراه ىف اإلعمال ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رتب‬ ‫اه بي‬ ‫وب أخ‬ ‫‪ 82‬ـ وقد وع دتك موع دا لو وفت به ‪  ‬مواعيد عرق‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فاألخ منصوب بـ «مواعيد» وجيوز ىف هذا الباب تقدمي املفعول على الفاعل ؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬يعجبىن ض رب زي دا عم رو» ‪ ،‬وأما تقدميه على املص در فج ائز إن ك ان املص در‬
‫موضوعا موضع الفعل ‪ ،‬فتقول ‪ :‬زيدا ضربا ‪ ،‬تريد ‪« :‬زيدا اضرب ضربا»‪.‬‬
‫وإن كان مقدرا بأن والفعل ‪ ،‬أو بأ ّن الىت خربها فعل ‪ ،‬أو مبا والفعل ‪ ،‬مل جيز ذلك‬
‫الص لة وال ش ىء منهما على‬
‫؛ ألنّه ملا تق ّدر باملوص ول ‪ ،‬عومل معاملته ؛ فكما ال تتق دم ّ‬
‫املوصول ‪ ،‬فكذلك ال يتق ّدم معمول املصدر عليه‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت نسب ألكثر من شاعر فنسب البن عبيد األشجعي ولألشجعي ولعلقمة وللشماخ‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬مواعيد عرقوب أخاه بيرتب» حيث أعمل املصدر «مواعيد» اجملموع مكسرا يف‬
‫قوله ‪« :‬أخاه»‪.‬‬
‫وروى صدر البيت برواية أخرى ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫جية ‪ ‬‬ ‫ان اخللف منك س‬ ‫دت وك‬ ‫وع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ينظر ‪ :‬البيت البن عبيد األشجعي يف خزانة األدب ‪ ، 58 / 1‬ولألشجعي يف لسان العرب (ترب) ‪،‬‬
‫(عرقب) ‪ ،‬ولعلقمة يف مجهرة اللغة ص ‪ ، 1123‬وللشماخ يف ملحق ديوانه ص ‪ ، 430‬وشرح أبيات سيبويه‬
‫‪ ، 343 / 1‬وللشماخ أو لألشجعي يف الدرر ‪ ، 245 / 5‬وشرح املفصل ‪( 113 / 1‬بروايتني خمتلفتني يف‬
‫الصدر) ‪ ،‬وبال نسبة يف مجهرة اللغة ص ‪ ، 1198 ، 253 ، 173‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 261‬والكتاب‬
‫‪.272 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 198‬فهرس املوضوعات‬

‫باب أسماء األفعال‬


‫اعلم ‪ :‬أ ّن الع رب وض عت للفعل أمساء ‪ ،‬وأك ثر ذلك ىف األمر ؛ حنو ق وهلم ‪ :‬بله‬
‫زيدا ‪ ،‬مبعىن ‪ :‬دع زيدا ‪ ،‬ورويد عمرا ‪ ،‬مبعىن ‪ :‬أمهله ‪ ،‬وتيد مثلها ‪ ،‬ونزال مبعىن ‪ :‬انزل‬
‫الشر ‪ ،‬مبعىن ‪ :‬احذر الشر ‪ ،‬وقرقار ‪ ،‬وعرعار ‪،‬‬ ‫‪ ،‬وتراك عمرا ‪ ،‬مبعىن ‪ :‬اتركه ‪ ،‬وحذار ّ‬
‫مبعىن ‪ :‬قرقر ‪ ،‬وعرعر ‪ ،‬ومه مبعىن ‪ :‬اكفف ‪ ،‬وصه ‪ ،‬مبعىن ‪ :‬اسكت ‪ ،‬وأيها ‪ ،‬أى ‪ :‬كف‬
‫‪ ،‬وهيت بكسر اهلاء وفتحها ‪ ،‬أى ‪ :‬أسرع ‪ ،‬وهيك مثلها ‪ ،‬وقطك أى ‪ :‬اكتف ‪ ،‬وقدك‬
‫مثلها ‪ ،‬ودع ؛ أى ‪ :‬انتعش‪.‬‬
‫وهلم‬
‫ودعا لك ‪ ،‬ودعدعا مثلها ‪ ،‬وآمني ‪ ،‬بقصر األلف وم ّدها ‪ ،‬أى ‪ :‬استجب ‪ّ ،‬‬
‫ّر ‪ ،‬وحيهل بفتح الالم‬ ‫وحى ؛ أى ‪ :‬أقبل ‪ ،‬وهال ‪ ،‬أى ‪ :‬ق‬‫؛ أى ‪ :‬أقبل أو احضر ‪ّ ،‬‬
‫وتسكينها ؛ أى أقبل ‪ ،‬أو ائت ‪ ،‬وقد تنون فيقال ‪ :‬وحيّهال ‪ ،‬وال تكون إذ ذاك إال مبعىن‬
‫‪ :‬ائت ‪ ،‬وهاء وها وهاك ‪ ،‬أى ‪ :‬خذ‪.‬‬
‫وذلك كلّه موق وف على الس ّماع ‪ ،‬حيفظ ‪ ،‬وال يق اس عليه ‪ /‬إال ما ك ان منه على‬
‫فعال ‪ ،‬حنو ‪ :‬نزال ؛ فإنّه يقاس عليه ىف األفعال الثالثية ؛ لكثرة ما جاء منه‪.‬‬
‫وحكمها أن تعامل معاملة الفعل الذى هى مبعناه ىف التع ّدى وتركه ؛ فتقول ‪ :‬تراك‬
‫‪ ،‬كما تقول ‪ :‬اترك ‪ ،‬وتراك عمرا ‪ ،‬كما تقول ‪ :‬اترك عمرا‪.‬‬
‫وال تض اف إىل معموهلا ؛ كما ال يض اف الفعل ‪ ،‬ال تق ول ‪ :‬ت راك زيد ‪ ،‬ف إن‬
‫اتصلت به كاف خماطبة (‪ ، )1‬حنو قوهلم ‪ :‬رويدك زيدا ‪ ،‬كانت حرف خطاب مبنزلتها ىف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫الشّر حذار‪.‬‬
‫وال يق ّدم معموهلا ‪ ،‬لعدم تصرفها ‪ ،‬ال تقول ‪ :‬زيدا دراك ‪ ،‬وال ّ‬
‫وال ينصب الفعل بعد الفاء يف جواهبا ‪ ،‬إال أن تكون من لفظ الفعل ‪ ،‬حنو قولك ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب أسماء األفعال‬
‫قوىل ‪« :‬فإن اتصلت به كاف خماطبة ‪ ،‬حنو قوهلم ‪ :‬رويدك زيدا ‪ ،‬كانت حرف خطاب مبنزلتها ىف‬
‫ذاك» إمّن ا مل جيز أن جتعل ىف موضع خفص باإلضافة ؛ ألن أمساء األفعال تنزلت منزلة األفعال ىف أول وضعها ‪،‬‬
‫واألفعال ال جيوز إضافتها ؛ فلم تضف هى لقيامها ىف أول وضعها مقام ما ال يضاف‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪199 .............................................................................‬‬

‫‪ ،‬وإن مل تكن من لفظه ‪ ،‬مل جيز ذلك ؛ ال يق ال ‪ :‬بله زي دا ‪،‬‬ ‫«ت راك فنرتك ك»‬
‫(‪)1‬‬

‫فيكرمك‪.‬‬
‫ومن ق ال ‪ :‬بله زيد ‪ ،‬فخفض مل جيعله اسم فعل ‪ ،‬بل هو مص در مض اف موض وع‬
‫موضع الفعل ؛ كأنّه قال ‪ :‬ترك زيد ‪ ،‬أى ‪ :‬اترك زيدا ؛ فيكون مبنزلة قوله تعاىل ‪( :‬فَِإذا‬
‫الر ِ‬
‫قاب)(‪[ )2‬حممد ‪.]4 :‬‬ ‫ب ِّ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ض ْر َ‬
‫ين َك َف ُروا فَ َ‬
‫لَقيتُ ُم الذ َ‬
‫منونة‬
‫منونة وغري ّ‬ ‫أف ّ‬‫وقد جيعلون لألفعال أمساء ىف اخلرب ‪ ،‬إال أ ّن ذلك قليل ‪ ،‬ومنه ّ‬
‫أتوجع ‪ ،‬وش تّان ‪ ،‬بكسر الن ون وفتحها ‪ ،‬مبعىن ‪ :‬تباعد ؛‬‫وأوه ‪ ،‬أى ‪ّ :‬‬ ‫‪ ،‬أى ‪ :‬أتض ّجر ‪ّ ،‬‬
‫ومن ذلك قوله [من السريع] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ابر‬ ‫ان أخى ج‬ ‫وم حيّ‬ ‫ومى على كورها ‪  ‬وي‬ ‫تّان ما ي‬ ‫ش‬ ‫‪ 83‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كأنّه قال ‪ :‬تباعد يومى ويوم حيّان ‪ ،‬أى ‪ :‬تباعد ما بينهما‪.‬‬


‫وهيهات ‪ ،‬بفتح التاء وكسرها وضمها ‪ ،‬منونة وغري منونة ‪ ،‬مبعىن ‪ :‬بعد ‪ ،‬ومنها‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أن تكون من لفظ الفعل ؛ حنو قولك ‪ :‬تراك فنرتكك» إمنا جاز ذلك إذا كان من لفظ‬
‫الفعل ‪ ،‬ألن فيه داللة على املص در ‪ ،‬فتك ون «أن» املض مرة بعد الف اء مع الفعل ال ذى نص بته ـ معطوفة على‬
‫املص در ال ذى دل عليه اسم الفعل بلفظه ‪ ،‬وإذا مل يكن اسم الفعل من لفظ الفعل ‪ ،‬مل يكن فيه داللة على‬
‫املصدر ‪ ،‬فلم جيز النصب لذلك ‪ ،‬فتقول ‪ :‬صه نكرمك وال جيوز فنكرمك‪ .‬أه‪.‬‬
‫الرق ِ‬
‫اب ‪[ )...‬حممد ‪ »]4 :‬إن ق ال قائل ‪ :‬هال مل جيز‬ ‫ب ِّ‬ ‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬فيك ون مبنزلة قوله تع اىل ‪( :‬فَ َ‬
‫ض ْر َ‬
‫إض افة ض رب إىل ما بع ده ؛ ألنه ق ائم مق ام الفعل ‪ ،‬ف اجلواب ‪ ،‬أن ذلك إمنا س اغ ومل يسغ ىف ن زال ؛ ألن‬
‫«ض ربا» مص در ىف األصل ‪ ،‬وليس باسم فعل ؛ فص حت إض افته ل ذلك ؛ ألنه مل جيعل اسم فعل إال بعد‬
‫استقرار اإلضافة فيه ‪ ،‬وليس كذلك نزال ؛ ألنه وضع ىف أول أحواله على أن يكون اسم فعل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت لألعشى‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬وش تان ما ي ومي وي وم حي ان» فـ «ش تان» اسم فعل م اض مبعىن اف رتق وقد رفع‬
‫فاعال كما كان يرفعه فعل «افرتق» ‪ ،‬وزاد «ما» بني اسم الفعل وفاعله‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 197‬وأدب الك اتب ص ‪ ، 403‬وإص الح املنطق ص ‪ ، 282‬وخزانة األدب‬
‫‪ ، 303 ، 276 / 6‬وشرح شواهد املغين ‪ 906 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 37 / 4‬ولسان العرب (شتت) وبال‬
‫نسبة يف شرح شذور الذهب ص ‪ ، 518‬وشرح املفصل ‪ ، 68 / 4‬والصاحيب يف فقه اللغة ص ‪.155‬‬
‫‪ ............................................................................. 200‬فهرس املوضوعات‬

‫قوله [من الطويل] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫فهيه ات هيه ات العقيق وأهله ‪  ‬وهيه ات خ ّل ب العقيق تواص له‬ ‫‪ 84‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وس رعان ‪ ،‬أى ‪ :‬س رع ‪ ،‬ووش كان ‪ ،‬أى ‪ :‬وشك ‪ ،‬ومن كالمهم ‪« :‬س رعان ذى‬
‫إهالة» (‪.)2‬‬
‫وليس شىء منها ينصب املفعول ؛ ألهّن ا مل توضع موضع أفعال متعدية‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬جلرير‪.‬‬
‫العقيق أصله كل ما شقه ماء السيل يف األرض فأهنره ووسعه فهو عقيق واجلمع أعقه ‪ ،‬وعقائق‪.‬‬
‫ويف ال بيت ش اهدان ‪ :‬أوهلما قوله ‪« :‬هيه ات» ‪ ،‬وهو اسم فعل م اض مبعىن «بع د» ‪ ،‬وهو يعمل كما‬
‫يعمل الفعل املاضي ال ذي مبعن اه ‪ ،‬وثانيهما قوله ‪« :‬هيه ات هيه ات العقي ق» حيث تن ازع ع امالن ‪ ،‬ومها امسا‬
‫الفعل ‪« :‬هيهات» و «هيهات» معموال واحدا ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬العقيق» ‪ ،‬فأعمل األول فيه ‪ ،‬وأعمل الثاين يف‬
‫ضمريه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 965‬واألش باه والنظ ائر ‪ ، 133 / 8‬واخلص ائص ‪ ، 42 / 3‬وال درر ‪/ 5‬‬
‫‪ ، 324‬وشرح التصريح ‪ ، 199 / 2 ، 318 / 1‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 143‬وشرح املفصل ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 35‬ولسان العرب (هيه) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 311 / 4 ، 7 / 3‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 87 / 4 ، 193‬ومسط الآليل ص ‪ ، 369‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص ‪ ، 1001‬وشرح شذور‬
‫الذهب ‪ ، 516‬شرح قطر الندى ‪ ، 256‬مهع اهلوامع ‪.111 / 2‬‬
‫(‪ )2‬قال يف مجهرة األمثال ‪ : 423 / 1‬ي راد به ‪ :‬ما أس رع ما ك ان هذا األمر! وأصله أن رجال التقط شاة‬
‫عجفاء ‪ ،‬فألقى بني يديها كأل ‪ ،‬فرآها يسيل رغامها ‪ ،‬فظن أنه ودك ‪ ،‬فقال ‪« :‬سرعان ذي إهالة» ‪ ،‬واإلهالة‬
‫ين على الفتح ‪ ،‬وموضع «ذي» رفع ‪ ،‬و «إهالة»‬ ‫‪ :‬ال ودك ‪ ،‬وذي مبعىن ه ذه‪ .‬وقد يق ال ‪« :‬وش كان» وهو مب ّ‬
‫متييز ‪ ،‬واملعىن من إهالة‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪201 .............................................................................‬‬

‫باب اإلغراء‬
‫وأعىن ب ذلك ‪ :‬وضع الظ روف واجملرورات موضع أمساء األفع ال ‪ ،‬وهو موق وف‬
‫السماع ‪ ،‬والذى مسع من ذلك ‪ :‬عليك ‪ ،‬وعندك ‪ /‬ودونك ‪ ،‬وأمامك ‪ ،‬ومكانك ‪،‬‬ ‫على ّ‬
‫فأما عليك وعندك ودونك ‪ ،‬فوضعت موضع أفعال متعدية ‪ ،‬فتع ّدت‬ ‫ووراءك ‪ ،‬وإليك ‪ّ ،‬‬
‫ل ذلك ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬عليك زي دا ‪ ،‬وبزيد ‪ ،‬ودونك زي دا ‪ ،‬وعن دك زي دا» ‪ ،‬إذا أمرته به ‪،‬‬
‫ختوف وتق ّدم ؛ فال تتع دى ؛ فتق ول ‪« :‬عن دك» إذا‬ ‫وقد توضع أيضا «عن دك» موضع ّ‬
‫خوفته من شىء بني يديه ‪ ،‬أو أمرته أن يتق ّدم‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقد توضع ـ أيضا ـ «على» مع خمفوضها موضع فعل متع ّد إىل مفعولني ؛ فتقول ‪:‬‬
‫«على زيدا» واملعىن ‪ :‬أولىن زيدا ‪ ،‬وال جيوز ذلك ىف غريها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وأما أمامك ومكانك ووراءك وإليك ‪ :‬فوضعت موضع أفعال ال تتعدى ؛ فلم تتع ّد‬ ‫ّ‬
‫لذلك ‪:‬‬
‫تبص ر ‪ ،‬فتق ول ‪:‬‬ ‫ختوف ‪ ،‬وت ارة مبعىن ّ‬ ‫فأما أمامك ‪ :‬فاس تعملت ت ارة مبعىن ّ‬ ‫ّ‬
‫بصرته شيئا‪.‬‬‫«أمامك» إذا خوفته من شىء بني يديه ‪ ،‬أو ّ‬
‫وأما وراءك فوضعت موضع افطن ‪ ،‬فتقول ‪ :‬وراءك ‪ ،‬أى ‪ :‬افطن ملا خلفك‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تأخر ‪ ،‬وأنت حت ّذره شيئا خلفه‪.‬‬‫وأما مكانك ‪ :‬فوضعت موضع قولك ّ‬ ‫ّ‬
‫وتنح عن‬
‫أخر ّ‬ ‫أخر ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬إليّك ‪ ،‬أى ‪ :‬ت ّ‬ ‫تنح وت ّ‬ ‫وأما إليك ‪ :‬فوض عت موضع ّ‬ ‫ّ‬
‫مكانك الذى أنت فيه ‪ ،‬ومن ذلك قوله ‪[ :‬من الوافر]‬
‫(‪)1‬‬
‫اق هبا ذراعا‬ ‫الت قلنا ‪  ‬إليك إليك ض‬ ‫از ذو العض‬ ‫التيّ‬
‫إذا ّ‬ ‫‪ 85‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تأخر‪.‬‬
‫أى ‪ّ :‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت للقطامي‪.‬‬
‫تأخر‪.‬‬
‫تنح أو ّ‬
‫والشاهد فيه جمىء إليك مبعىن ّ‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 40‬ولسان العرب (تيز) ‪( ،‬إىل) ‪ ،‬والتنبيه واإليضاح ‪ ، 236 / 2‬وهتذيب اللغة‬
‫‪ ، 427 / 15 ، 173 / 14 ، 237 / 13‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 1031‬وكتاب العني ‪/ 8 ، 379 / 7‬‬
‫‪ ، 70‬ومقاييس اللغة ‪ ، 360 / 1‬وديوان األدب ‪ ، 358 / 3‬وتاج العروس ‪( 48 / 15‬تيز) ‪( ،‬إىل) ‪ ،‬وبال‬
‫نسبة يف لسان العرب (لدى) ‪ ،‬واملخصص ‪.75 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 202‬فهرس املوضوعات‬

‫والكاف ىف مجيع ذلك خمفوضة حبرف اجلر أو بإضافة الظرف إليها (‪ ، )1‬والظروف‬
‫واجملرورات ىف ه ذا الب اب متحملة ض مري الفاعل ‪ ،‬وهو املخ اطب ‪ ،‬ف إن أتبعت الض مري‬
‫اجملرور ‪ ،‬قلت ‪« :‬عليك نفسك زيدا» ‪ ،‬وإن أتبعت الضمري املرفوع ‪ ،‬قلت ‪ :‬عليك أنت‬
‫نفسك زيدا‪.‬‬
‫وال يغ رى إال المخ اطب (‪ ، )2‬فال تقول ‪ :‬على زيد (‪ )3‬عمرا ‪ ،‬فإن جاء من إغراء‬
‫الغ ائب ش ىء حفظ ‪ ،‬ومل يقس عليه ؛ حنو ما حكى من ق ول بعض هم ‪« :‬عليه رجال‬
‫تزوج ‪ ،‬وإال فعليه‬
‫الس الم ـ ‪« :‬من اس تطاع منكم الب اءة فلي ّ‬
‫وأما قوله ـ عليه ّ‬
‫ليس ىن» ‪ّ ،‬‬
‫فيتخ رج على أن تكون الباء زائدة ىف املبتدأ ؛ كأنه قال ‪ :‬وإال‬
‫بالصوم ؛ فإنّه وجاء» ـ ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫ّ‬
‫الصوم ؛ فال يكون من اإلغراء‪.‬‬
‫فعليه ّ‬
‫وأما المغ رى به ‪ :‬فيك ون غائبا ومتكلّما ‪ ،‬وخماطبا ‪ ،‬ف إن ك ان غائبا أو متكلما ‪،‬‬
‫ّ‬
‫اتصل ض مريه ب الظرف ‪ /‬أو اجملرور ‪ ،‬وقد ينفصل ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬عليكه ‪ ،‬وعليكىن ‪ ،‬وعليك‬
‫إي اه ‪ ،‬وعليك إي اى ‪ ،‬وإن ك ان خماطبا مل يتصل ض مريه هبا ‪ ،‬بل ينفصل ‪ ،‬أو ت أتى بدله‬
‫بالنّفس ‪ ،‬فتقول ‪ :‬عليك إيّاك ‪ ،‬وعليك نفسك ‪ ،‬وال تقل ‪ :‬عليكك ؛ ألنه ال يتع ّدى فعل‬
‫فقدت ‪ ،‬وعدمت ‪،‬‬‫ّ‬ ‫املضمر املتصل إىل مضمر املتصل إال ىف باب ظننت ‪ ،‬وىف‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب اإلغراء‪.‬‬
‫ق وىل ‪« :‬والك اف يف مجيع ذلك خمفوضة حبرف اجلر أو بإض افة الظ رف إليه ا» إن ق ال قائل ‪ :‬هال‬
‫جعلتم الكاف ىف «مكانك» وأمثاله حرفا ال موضع هلا من اإلعراب مثلها ىف ‪ :‬رويدك ؛ ألن الظرف قد جعل‬
‫امسا للفعل ‪ ،‬واألفع ال ـ كما تق دم ـ ال تض اف ؛ فك ذلك ما جعل امسا هلا ‪ ،‬وأقيم مقامها ‪ ،‬ف اجلواب ‪ :‬أن‬
‫الظ روف ىف أصل وض عها ‪ ،‬مل جتعل امسا لألفع ال ‪ ،‬إمنا ط رأ ذلك فيها بعد اس تعماهلا ظروفا ؛ فلم يكن فيها‬
‫إضافة إال قبل تسمية الفعل هبا ‪ ،‬مث مسى الفعل هبا بعد ما أضيفت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال يغ رى إال املخ اطب» إمنا مل جيز إغ راء الغ ائب ؛ ألنه يل زم فيه إقامة الظ رف أو اجملرور‬
‫مق ام فعلني ؛ أال ت رى أنك لو قلت ‪ :‬على عم رو زي دا ‪ ،‬لك ان املعىن ‪ :‬لتقل أنت أيها املخ اطب لعم رو ‪ :‬خذ‬
‫زيدا ؛ فيكون قد أناب شيئا واحدا مناب مجلتني ؛ فلما لزم ىف ذلك ما ذكرناه من كثرة احلذف ‪ ،‬مل جييزوا‬
‫ذلك بقياس‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬يد‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخ ارى (‪ : )8 / 9‬كت اب النك اح ‪ :‬ب اب «من اس تطاع منكم الب اءة ‪ »...‬رقم (‪، 5065‬‬
‫‪ ، )5066‬ومسلم (‪ : )1018 / 2‬كتاب النكاح ‪ :‬باب استحباب النكاح ملن تاقت نفسه إليه ‪ ، ...‬رقم (‬
‫‪ )1400‬عن ابن مسعود‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪203 .............................................................................‬‬

‫ال تق ول ‪ :‬ظلمتىن وال ض ربتك ‪ ،‬وال جيوز تق دمي املفع ول على الظ رف وال على اجملرور ؛‬
‫ال تق ول ‪« :‬زي دا عليك ‪ ،‬وال عم را دون ك» ؛ ألهنا مل تقو ق وة األفع ال ؛ إذ ال تتص ّرف‬
‫تص رفها ‪ ،‬وال ي ربز فيها ض مري الفاعل ىف تثنية وال مجع ‪ ،‬بل تق ول ‪« :‬عليكما زي دا ‪،‬‬
‫ب اهللُ َعلَْي ِه ُم) [النس اء ‪ ]24 :‬فكت اب ‪ :‬مص در‬
‫فأما قوله تع اىل ‪َ ( :‬كتَ َ‬
‫وعليكم زي دا» ‪ّ ،‬‬
‫موض وع موضع فعله ‪ ،‬وعليكم ‪ :‬جمرور متعلّق به ‪ ،‬كأنه ق ال ‪« :‬كتب اهلل عليكم‬
‫ذلك» ‪ ،‬وكذلك قول الشاعر [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫دونكا‬ ‫اس حيم‬ ‫دت النّ‬
‫ّ‬ ‫وى دونكا ‪  ‬إىّن وج‬ ‫يأيّها املائح دل‬ ‫‪ 86‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فيتخ رج على أن يك ون «دلوى» منص وبا بإض مار فعل ؛ كأنه قال ‪ :‬خذ دلوى ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ودونك ‪ :‬إغراء مستأنف ‪ ،‬وال جيوز ـ أيضا ـ أن جياب بشىء من ذلك بالفاء ‪ ،‬ال تقول ‪:‬‬
‫«عليك زيدا فتهينه» (‪ ، )2‬وال ‪« :‬دونك عمرا فتحسن إليه»‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬جلارية من بين مازن‬
‫والشاهد فيه قوهلا ‪« :‬دلوى دونكا» ؛ حيث إن «دلوى» مفعول به لفعل حمذوف يفسره اسم الفاعل‬
‫ال ذي بع ده ‪ ،‬وكأنه ق ال ‪ :‬خذ دل وي دونكا ‪ ،‬أو خيرج على أن «دل وى» مفع ول به مق ّدم السم الفعل‬
‫«دونك» ؛ وهو مبتدأ خربه مجلة «دونك»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 301 / 5‬شرح التصريح ‪ 200 / 2‬واملقاصد النحوية ‪ ، 311 / 4‬وبال نسبة يف‬
‫لس ان الع رب (ميح) ‪ ،‬وأس رار العربية ص ‪ ، 165‬واألش باه والنظ ائر ‪ ، 344 / 1‬واإلنص اف ص ‪، 228‬‬
‫وأوضح املسالك ‪ ، 88 / 4‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 574‬وخزانة األدب ‪ ، 207 ، 201 ، 200 / 6‬وذيل‬
‫السمط ص ‪ ، 11‬وشرح األمشوين ‪ ، 491 / 2‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص ‪ ، 532‬وشرح شذور‬
‫الذهب ص ‪ ، 522‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 739‬وشرح املفصل ‪ ، 117 / 1‬ومعجم ما استعجم ص‬
‫‪ ، 416‬ومغين اللبيب ‪ ، 609 / 2‬ومهع اهلوامع ‪ ، 105 / 2‬وهتذيب اللغة ‪ ، 279 / 5‬ومقاييس اللغة ‪/ 5‬‬
‫‪.287‬‬
‫وتروى «رأيت» بدال من «وجدت»‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال جيوز أن جياب شىء من ذلك بالفاء ‪ ،‬ال تقول ‪ :‬عليك زيدا فتهينه» إمنا مل جيز ذلك ؛‬
‫ألن الفعل قد اخ تزل وأنيب الظ رف أو اجملرور منابه ‪ ،‬وليس ىف لفظ الظ رف أو اجملرور داللة على املص در‬
‫الذى يعطف عليه ما بعد الفاء‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 204‬فهرس املوضوعات‬

‫باب ما يجوز أن يتّسع فيه‬


‫فينتصب على التّشبيه بالمفعول به‬
‫وهى ثالثة أنواع ‪ :‬الظرف ‪ ،‬واملصدر املتسع فيهما ‪ ،‬وسيستوىف الكالم عليهما ىف‬
‫موض عه ‪ ،‬ومعم ول الص فة املش بهة باسم الفاعل ‪ ،‬وهى ‪ :‬كل ص فة م أخوذة من فعل غري‬
‫متع ّد ىف اللفظ إىل مفع ول به منص وب ‪ ،‬إال أهنا ش بهت باسم الفاعل املأخوذ من الفعل‬
‫املتع دى ‪ ،‬فنص بت حنو قولك ‪« :‬ه ذا حسن الوج ه» ‪ ،‬ووجه الش به بينهما ‪ :‬أهنا ص فة‬
‫حمتملة ض مريا طالبة السم بع دها ‪ ،‬تف رد وتثىن وجتمع ‪ ،‬وت ذ ّكر وت ؤنث ‪ ،‬كما أن اسم‬
‫الفاعل ‪ ،‬ك ذلك ‪ ،‬ف إن نقص من ذلك ش ىء ‪ ،‬مل تش بّه ؛ فال جيوز ‪« :‬زيد أفضل منك‬
‫األب» ؛ ألنه ال يثىن وال جيمع وال يؤنث ‪./‬‬
‫وصفات هذا الباب تنقسم قسمين ‪:‬‬
‫قسم ‪ :‬يشبّه عموما ‪ ،‬وأعىن بذلك ‪ :‬أنّه جيرى منه املذ ّكر على مثله ‪ ،‬واملؤنث على‬
‫مثله ‪ ،‬واملذكر على املؤنث ‪ ،‬واملؤنث على املذكر ‪ ،‬وهو كل ص فة معناها ص احل للم ذكر‬
‫واملؤنث ‪ ،‬ولفظها قد فصل فيه بينهما بالتّ اء ؛ وذلك حنو ‪ :‬حسن وحس نة ؛ تق ول ‪:‬‬
‫األم ‪ ،‬وب امرأة حس نة‬
‫األم ‪ ،‬وبرجل حسن األب ‪ ،‬وبرجل حسن ّ‬ ‫م ررت ب امرأة حس نة ّ‬
‫األب‪.‬‬
‫وقسم ‪ :‬يش بّه خصوصا ‪ ،‬وأعىن ب ذلك ‪ :‬أنه جيرى منه املذكر على مثله ‪ ،‬واملؤنث‬
‫خاص بأحدمها‬
‫ّ‬ ‫على مثله أيضا ‪ ،‬وهو ‪ :‬كل صفة لفظها صاحل للمذكر واملؤنث ‪ ،‬واملعىن‬
‫خاصان بأحدمها‪.‬‬
‫‪ ،‬أو بالعكس ‪ ،‬أو لفظها ومعناها ّ‬
‫فمثال األول ‪ :‬حائض وطامث ‪ ،‬ومثال عكسه ‪ :‬عجزاء ‪ ،‬ومثال الثالث ‪ :‬عذراء‬
‫وملتح ؛ تقول ‪ :‬مررت بامرأة حائض البنت ‪ ،‬وعجزاء البنت ‪ ،‬وعذراء البنت ‪ ،‬وال جيوز‬
‫أن تق ول ‪ :‬م ررت برجل أع ذر البنت ‪ ،‬وال أعجز البنت وال ح ائض البنت ‪ ،‬وتق ول ‪:‬‬
‫«مررت برجل ملتح االبن» ‪ ،‬وال جيوز أن تقول ‪« :‬مررت بامرأة ملتحية االبن» ؛ فعلى‬
‫هذا ‪ :‬ال تكون الصفة مشبهة إال إذا نصبت املعمول أو خفضته ؛ ألن‬
‫فهرس املوضوعات ‪205 .............................................................................‬‬

‫اإلضافة إمّن ا تكون من نصب (‪ )1‬؛ وإال فهى غري مشبّهة ‪ ،‬واملشبّهة تتبع ما قبلها ىف واحد‬
‫من الرفع والنّصب واخلفض ‪ ،‬وىف واحد من التعريف والتنكري ‪ ،‬وىف واحد من اإلف راد‬
‫وأما قوله [من الطويل] ‪:‬‬‫والتثنية واجلمع ‪ ،‬وىف واحد من التذكري والتأنيث ‪ّ ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الص بح تنجلى‬
‫ّدجاج هبرهتا ‪  ‬ببغ داد ما ك ادت إىل ّ‬ ‫رس ال‬ ‫يا ليلة خ‬ ‫‪ 87‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فخرس ‪ :‬مفرد خم ّفف من خرس ‪ ،‬يقال ‪« :‬ليلة خرس» ‪ ،‬إذا مل يسمع فيها صوت‬
‫‪ ،‬وليس جبمع‪.‬‬
‫ف إن مل تكن مش بهة ‪ ،‬فإهنا تتبع ما قبلها ىف واحد من النّصب والرفع واخلفض ‪،‬‬
‫خاصة‪.‬‬
‫وىف واحد من التعريف والتنكري ّ‬
‫بىب بش رط أن يك ون فيه األلف والالم ؛‬
‫الص فة ىف ه ذا الب اب إال ىف الس ّ‬
‫وال تعمل ّ‬
‫حنو قولك ‪ :‬زيد حسن الوجه ‪ ،‬أو يك ون مض افا إىل ما فيه األلف والالم ‪ ،‬أو إىل ض مريه‬
‫األم ‪ ،‬مجيل وجهها ‪ ،‬وهذه‬
‫‪ ،‬أو ضمري ما أضيف إليه ؛ حنو قولك ‪« :‬هذا حسن ‪ /‬وجه ّ‬
‫امرأة حسنة وجه اجلارية ‪ ،‬مجيلة أنفه» ‪ ،‬أو أن يكون ضمري معمول لصفة أخرى ؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬مررت برجل حسن الوجه مجيله» ‪ ،‬أو أن يكون مضافا إىل ضمري املوصوف ‪،‬‬
‫حنو قولك ‪« :‬م ررت برجل حسن وجه ه» ‪ ،‬أو أن يك ون نك رة ؛ حنو قولك ‪« :‬م ررت‬
‫برجل حسن وجها»‪.‬‬
‫معرفة‬
‫والصفة ىف هذا الباب ‪ ،‬مشبّهة كانت أو غري مشبّهة ال ختلو من أن تكون ّ‬‫ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب المنصوب على التشبيه بالمفعول به‬
‫ق وىل ‪« :‬ألن اإلض افة إمنا تك ون من نصب» إمّن ا مل جتز اإلض افة من رفع ؛ ملا يل زم ىف ذلك من إض افة‬
‫الش ىء إىل نفسه ؛ أال ت رى أنك إذا قلت م ررت برجل حسن وجهه ‪ ،‬فاحلسن هو الوجه ؛ ألنه مس ند إىل‬
‫الوجه ىف اللفظ ‪ ،‬وهو ص فة له ىف املعىن ‪ ،‬فلم جيز إض افة احلسن إذ ذاك إىل الوجه وإذا قلت ‪ :‬م ررت برجل‬
‫حسن الوجه ‪ ،‬فالوجه ـ وإن كان احلسن له من جهة املعىن ـ فقد نقل عنه ‪ ،‬وص رّي للرجل جمازا ؛ أال ترى أنه‬
‫مسند إىل ضمري الرجل ؛ فلما صار احلسن واقعا على الرجل ىف اللفظ ‪ ،‬ساغت إضافته إىل الوجه ؛ ألنه إذ‬
‫ذاك ال يراد به الوجه ؛ فلم يلزم من إضافته إليه إضافة الشىء إىل نفسه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬بال نسبة يف ‪ :‬لسان العرب (بغدد) ‪ ،‬و (بغدن) واملخصص ‪ 163 / 16‬وتاج العروس (بغدن)‪.‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬يا ليلة خ رس ال دجاج» حيث ط ابق بني الوصف بالص فة املش بهة «خ رس‬
‫الدجاج» وموصوفها «ليلة» ىف العدد ‪ ،‬وهو هنا اإلفراد ‪ ،‬فـ «خرس» مفرد ال مجع‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 206‬فهرس املوضوعات‬

‫معرفا ب األلف‬
‫ب األلف والالم ‪ ،‬أو نك رة ‪ :‬ف إن ك انت نك رة ‪ ،‬ج از ىف معموهلا إن ك ان ّ‬
‫والالم (‪ ، )1‬أو مضافا إىل ما عرف هبما (‪ ، )2‬أو إىل ضمريه (‪ ، )3‬أو إىل ضمري ما أضيف‬
‫إليه (‪ ، )4‬أو إىل ضمري املوصوف ـ ثالثة أوجه ‪ :‬الرفع والنّصب واخلفض ؛ إال أنه ال جيوز‬
‫ىف املضاف إىل ضمري املوصوف ‪ ،‬النّصب واخلفض ‪ ،‬إال ىف ضرورة (‪ )5‬؛ حنو‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إن كان معرفا باأللف والالم» مثاله ‪ :‬مررت برجل حسن الوجه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو مضافا إىل ما عرف هبما» مثاله ‪ :‬مررت برجل حسن وجه الغالم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو إىل ضمريه» مثاله ‪ :‬مررت برجل حسن الغالم مجيل وجهه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو إىل ضمري ما أضيف إليه» مثاله ‪ :‬مررت برجل حسن وجهه‪.‬‬
‫مجيع ذلك جيوز فيه رفع الوجه ونصبه وخفضه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إال أنه ال جيوز ىف املض اف إىل ض مري املوص وف النصب واخلفض ‪ ،‬إال ىف ض رورة» حنو‬
‫قولك ‪ :‬ه ذا حسن وجهه ‪ ،‬بنصب «وج ه» وخفضه ؛ إمنا مل جيز النصب أو اخلفض ىف ذلك إال ىف ض رورة ؛‬
‫ألن النصب ىف ه ذا الب اب ال يك ون إال ب أن ينقل الض مري املض اف إليه املعم ول إىل الص فة ‪ ،‬وتنصب املعم ول‬
‫على التشبيه باملفعول به ‪ ،‬فتقول قبل التشبيه ‪ :‬مررت برجل حسن وجهه ‪ ،‬برفع الوجه ‪ ،‬فإذا أردت التشبيه ‪،‬‬
‫نقلت الضمري املضاف إليه املعمول إىل الصفة ‪ ،‬وتنصب املعمول على التشبيه باملفعول به ‪ ،‬فتقول قبل التشبيه‬
‫‪ :‬مررت برجل حسن وجهه ‪ ،‬برفع الوجه ‪ ،‬فإذا أردت التشبيه ‪ ،‬نقلت الضمري املضاف إىل الوجه إىل الصفة‬
‫‪ ،‬ونصبت الوجه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬مررت برجل حسن وجها ‪ ،‬أى ‪ :‬حسن هو وجها ‪ ،‬فالضمري الذى ىف حسن هو‬
‫الضمري الذى كان الوجه مضافا له ‪ ،‬وإن عرفت الوجه باأللف والالم ‪ ،‬ليكون ذلك بدال من التعريف الذى‬
‫كان فيه بإضافته إىل الضمري قبل نقله إىل الصفة ـ قلت ‪ :‬مررت برجل حسن الوجه ‪ ،‬وتعريف الوجه بعد هذا‬
‫النقل باإلض افة إىل الض مري ال يتص ّور إال ىف ض رورة ؛ ألنك إذا فعلت ذلك ‪ ،‬فقلت ‪ :‬م ررت برجل حسن‬
‫وجهه ‪ ،‬كنت قد أعدت إىل الوجه ضمري املوصوف بعد ما كنت قد نقلته عنه إىل الصفة ؛ فيجىء ذلك نوعا‬
‫من ال رتاجع ‪ ،‬ف إذا أردت إض افة الوجه إىل ض مري املوص وف ‪ ،‬فينبغى أن ت رتك املس ألة على أص لها ‪ ،‬فيق ال ‪:‬‬
‫مررت برجل حسن وجهه بالرفع ‪ ،‬وال ينقل الضمري مث يعاد بعد نقله ؛ فإن ذلك تكلف ال فائدة له ‪ ،‬ومثل ما‬
‫ل زم ىف النصب يل زم ىف اخلفض ؛ ألن اإلض افة ال تك ون إال من نصب ‪ ،‬وقد ت بنّي الس بب ىف ذلك ؛ فمن‬
‫النصب قول الشاعر ‪[ :‬من الرجز]‬
‫ّراهتا‬ ‫‪ ......‬وادقة س‬ ‫‪  ............‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فكسر الت اء عالمة نصب ‪ ،‬وال جيوز أن يك ون عالمة خفض ؛ ألن وادقة من ّون ‪ ،‬ومن اخلفض ق ول‬
‫اآلخر ‪[ :‬من الطويل]‬
‫طالمها‪.‬‬ ‫‪ ...‬جونتا مص‬ ‫‪  .........‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فجونتا صفة لقوله «جارتا صفا» واملصطلى ىف موضع خفض ؛ بدليل حذف النون من «جونتا»‪.‬‬
‫ف إن ق ال قائل ‪ :‬فلعل «املص طلى» ليس مض افا لض مري املوص وف ؛ بل يك ون قوله «مها» عائ دا على‬
‫«األعاىل» ؛ ألهنا ىف معىن األعليني‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪207 .............................................................................‬‬

‫قولك ‪ :‬هذا حسن وجهه ‪ ،‬بنصب وجهه وخفضه ‪ ،‬فمن النصب قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ّراهتا‬ ‫ذرى وادقة س‬ ‫وم ال‬ ‫أنعتها إىّن من ّنعاهتا ‪  ‬ك‬ ‫‪ 88‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومن اخلفض قوله [من الطويل] ‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫طالمها‬ ‫اىل جونتا مص‬ ‫‪ 89‬ـ أق امت على ربعيهما جارتا ص فا ‪  ‬كميتا األع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن ك ان املعم ول نك رة أو مض افا إىل ض مريها ‪ ،‬ومل يتصل به ض مري يع ود على‬


‫املوص وف ـ ج از فيه اخلفض والنّصب ‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬ه ذا حسن وجها ‪ ،‬وحسن وجه ‪،‬‬
‫ومررت برجل حسن وجه مجيل أنفه» بنصب أنفه وخفضه‪.‬‬
‫وإن اتصل به ضمري عائد عليه رفعته ‪ ،‬وال جيوز نصبه وال خفضه إال ىف ضرورة‪.‬‬
‫__________________‬
‫ف اجلواب أن ذلك ال يس وغ ‪ ،‬أعىن ‪ :‬إض افة املص طلى إىل األع اىل ؛ ألن املص طلى إمنا هو جلارتني ال لألع اىل ‪،‬‬
‫ولو س اغ ذلك ‪ ،‬لس اغ أن تق ول ‪ :‬م ررت برجل حسن الوجه ‪ ،‬كبري رأسه ‪ ،‬عظيم بطنه ؛ فتنسب بطن‬
‫الرجل أو رأسه إىل وجهه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لعمر بن جلأ التيمي‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬أن «وادقة» صفة مشبهة وفاعلها ضمري مسترت فيها ‪ ،‬و «سراهتا» منصوب بالكسرة‬
‫على التشبيه باملفعول للصفة املشبهة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األصمعيات ص ‪ ، 34‬خزانة األدب ‪ ، 221 / 8‬الدرر ‪ ، 289 / 5‬املقاصد النحوية ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 583‬وبال نسبة يف شرح املفصل ‪.88 ، 83 / 6‬‬
‫ويف ط ‪ ،‬أ‪« :‬ضراهتا» بدال من «سراهتا»‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬للشماخ بن ضرار‪.‬‬
‫والربع ‪ :‬ال دار واملنزل ‪ ،‬والص فا ـ ب الفتح ـ الص خر األملس ‪ ،‬وجارتا ص فا ‪ :‬ص خرتان جتعالن حتت‬
‫القدر‪.‬‬
‫«وكميتا األعلى» تركيب إضايف وهو مثىن كميت بالتصغري من الكمتة وهي ‪ :‬احلمرة الشديدة املائلة‬
‫إىل السواد‪.‬‬
‫واجلونة ‪ :‬الس وداء ‪ ،‬واجلون ‪ :‬األس ود وهو من األض داد في أيت مبعىن األبيض أيضا ولكن ليس املراد‬
‫هنا‪.‬‬
‫واملصطلي ‪ :‬اسم مكان الصالء أي ‪ :‬االحرتاق بالنار‪.‬‬
‫الشاهد ‪ :‬إضافة الصفة املشبهة ‪ ،‬وهو قوله «جونتا» إىل معمول يشتمل على ضمري املوصوف ‪ ،‬وهذا‬
‫رديء‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ 307‬ـ ‪ ، 308‬وخزانة األدب ‪ ، 293 / 4‬والدرر ‪ ، 281 / 5‬وشرح أبيات‬
‫سيبويه ‪ ، 7 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 86 ، 83 / 6‬والصاحيب يف فقه اللغة ص ‪ ، 210‬والكتاب ‪، 199 / 1‬‬
‫املقاصد النحوية ‪ ، 587 / 3‬ومهع اهلوامع ‪ ، 99 / 2‬وبال نس بة يف خزانة األدب ‪، 222 ، 220 / 8‬‬
‫وشرح األمشوين ‪.359 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 208‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن كان ضمري معمول لصفة أخرى ‪ :‬فإن كانت الصفة منصرفة ‪ ،‬مل جيز فيه إال‬
‫اخلفض ؛ حنو قولك ‪« :‬حسن الوجه مجيله» ‪ ،‬وإن كانت غري منصرفة ‪ ،‬جاز ىف الضمري‬
‫أن يك ون ىف موضع خفض ‪ ،‬وأن يك ون ىف موضع نصب ؛ فتق ول ‪« :‬م ررت برجل‬
‫الراء إن ق ّدرت الضمري خمفوضا ‪ ،‬وفتحها إن قدرته منصوبا‬ ‫حسن الوجه أمحره» ‪ ،‬بكسر ّ‬
‫‪ ،‬ومسع الكسائى ‪« :‬ال عهد ‪ /‬ىل بأألم منه قفا ‪ ،‬وال أوضعه» ‪ ،‬بفتح العني‪.‬‬
‫معرفة باأللف والالم ‪ :‬فإن كانت مثنّ اة أو جمموعة بالواو والنون‬
‫وإن كانت الصفة ّ‬
‫أثبت الن ون ـ مل جيز ىف املعم ول إال النّصب ‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬ق ام ال ّرجالن احلس نان‬
‫‪ ،‬وإن ّ‬
‫وجوها ‪ ،‬والرج ال احلس نون وجوها ‪ ،‬وق ام الرج ال احلس ان الوج وه والرج ال احلس نون‬
‫الوجوه ‪ ،‬وقام الرجالن احلسنان وجوها منهما ‪ ،‬والرجال احلسنون وجوها منهم ‪ ،‬وقام‬
‫ال رجالن احلس نان وجومها ‪ ،‬والرج ال احلس نون وج وههم» ‪ ،‬إال أ ّن نص به إذا اتصل به‬
‫ض مري يع ود على املوص وف ـ ال جيوز إال ىف ض رورة ‪ ،‬وإن ح ذفت الن ون ‪ ،‬ج از فيه‬
‫النصب واخلفض ‪ ،‬إال أن ذلك ال جيوز فيه ‪ ،‬إال إذا اتّصل به ض مري عائد على املوص وف‬
‫معرفا ب األلف‬
‫إال ىف ض رورة ‪ ،‬وإن ك انت غري ذلك ‪ ،‬ج از ىف املعم ول ‪ ،‬إن ك ان ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫والالم ‪ ،‬أو مض افا إىل ما ع ّرف هبما ‪ ،‬أو إىل ض مريه ‪ ،‬أو إىل ما أض يف إىل ض مريه (‪ )2‬ـ‬
‫ثالثة أوجه ‪ :‬الرفع ‪ ،‬والنصب ‪ ،‬واخلفض‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك انت غري ذل ك» أعىن ب ذلك ‪ :‬أن تك ون مف ردة ؛ حنو ‪ :‬احلسن ‪ ،‬أو جمموعة مجع‬
‫تكسري ؛ حنو ‪ :‬احلسان ‪ ،‬أو جمموعة مجع سالمة باأللف والتاء ؛ حنو ‪ :‬احلسنات‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إن ك ان معرفا ب األلف والالم ‪ ،‬أو مض افا إىل ما ع ّرف هبما أو إىل ض مريه ‪ ،‬أو إىل ما‬
‫أضيف إىل ضمريه» مثال املعرف باأللف والالم قولك ‪ :‬احلسن الوجه ‪ ،‬واحلسان الوجوه ‪ ،‬واحلسنات الوجوه‬
‫عرف هبما قولك ‪ :‬مررت برجل حسن وجه الغالم ‪ ،‬ومررت برجال حسان وجوه‬ ‫‪ ،‬ومثال املضاف إىل ما ّ‬
‫الغلم ان ‪ ،‬وم ررت بنس اء حس نات وج وه الغلم ان ‪ ،‬ومث ال املض اف إىل ض مريه أعىن ض مري املع رف ب األلف‬
‫والالم ـ قولك ‪ :‬م ررت برجل حسن الوجه ‪ ،‬مجيل أنفه ‪ ،‬وم ررت برج ال حس ان الوج وه مجيل أن وفهم ‪،‬‬
‫ومررت بنساء حسنات الوجوه ‪ ،‬مجيالت أنوفها ‪ ،‬ومثال ما أضيف إىل ما أضيف إىل ضمريه ‪ ،‬وأعىن بذلك ‪:‬‬
‫ما أض يف إىل ما أض يف إىل ض مري املع رف ب األلف والالم ـ قولك ‪ :‬م ررت برجل حسن الغالم مجيل أنف‬
‫وجهه ‪ ،‬ومررت برج ال حسان الغلمان مجيل أنوف وجوههم ‪ ،‬وم ررت بنس اء حس نات الغلمان ‪ ،‬مجيالت‬
‫أنوف وجوههن ‪ ،‬مجيع ذلك جيوز ىف معموله النصب واخلفض والرفع‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪209 .............................................................................‬‬

‫وإن كان مضافا إىل ضمري املوصوف ‪ ،‬مل جيز فيه إال الرفع ‪ ،‬وقد جيوز فيه النصب‬
‫ىف الض رورة ؛ حنو قولك ‪« :‬م ررت بزيد احلسن وجهه ‪ ،‬وم ررت بالرجل احلسن‬
‫وجهه» ‪ ،‬بنصب وجهه ورفعه‪.‬‬
‫وإن ك ان نك رة أو مض افا إىل ض مري نك رة ‪ ،‬مل جيز فيه إال النصب ‪ ،‬حنو قولك ‪:‬‬
‫«هذا احلسن وجها ‪ ،‬اجلميل أنفه»‪.‬‬
‫وإن ك ان ض مريا ‪ :‬ف إن ك ان عائ دا على ظ اهر جيوز فيه النصب ‪ ،‬واخلفض ـ ج از‬
‫فيه أن يكون ىف موضع نصب ‪ ،‬وأن يكون ىف موضع خفض‪.‬‬
‫ف إن ك ان عائ دا على ظ اهر ال جيوز فيه إال النصب ـ مل جيز فيه ‪ ،‬إال أن يك ون ىف‬
‫موضع نصب ؛ حنو قولك ‪« :‬هذا احلسن وجها اجلميله»‪.‬‬
‫وجيوز أن يتبع معمول الصفة املشبّهة باسم الفاعل ‪ ،‬جبميع التوابع ما عدا الصفة‪.‬‬
‫وإذا ك ان خمفوضا خفض املعط وف عليه ‪ ،‬ومل جيز نص به بإض مار فعل ‪ ،‬وإن ك ان‬
‫ذلك جائزا ىف املعطوف على املخفوض بإضافة اسم الفاعل إليه‪.‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 210‬فهرس املوضوعات‬

‫باب المنصوبات‬
‫الّتى يطلبها الفعل على اللّزوم‬
‫ينفك الفعل عن طلبها من جهة املعىن ‪،‬‬
‫هبذا الباب تتبنّي أحكام املنصوبات الىت ال ّ‬
‫وهى ‪« :‬احلال» و «املفع ول املطل ق» وأعىن به ‪ :‬املص در ‪ ،‬و «املفع ول في ه» وأعىن به ‪:‬‬
‫ظرىف الزمان واملكان‪.‬‬
‫فأما المص در ‪ :‬فهو ‪ :‬اسم الفعل ؛ حنو ‪ :‬قي ام ‪ ،‬أو ع دده ؛ حنو ‪ :‬عش رين ض ربة ‪،‬‬‫ّ‬
‫أو ما ق ام مقامه ؛ حنو قولك ‪ :‬سرت قليال ‪ ،‬فحذفته وأقمت صفته مقامه ‪ ،‬أو ما أض يف‬
‫إليه بش رط أن يك ون ذلك املض اف هو املض اف إليه ىف املعىن أو بعضه ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫الس ري ‪ ،‬ويشرتط ىف مجيع ذلك أن يكون منصوبا بعد فعل من‬ ‫الس ري ‪ ،‬أو أش ّد ّ‬
‫كل ّ‬
‫سرت ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫لفظه (‪ )1‬أو من معناه‪.‬‬
‫وأما ظرف الزمان ‪ :‬فهو ‪ :‬اسم الزمان (‪ ، )3‬أو عدده (‪ ، )4‬أو ما قام مقامه ؛ حنو ‪:‬‬‫ّ‬
‫احلاج ‪ ،‬أى ‪ :‬وقت قدومه ‪ ،‬فحذفت اسم الزمان وأقمت املصدر مقامه ‪ ،‬أو‬ ‫سرت قدوم ّ‬
‫ما ش بّه به ‪ ،‬أو ما أض يف إليه ؛ بش رط أن يك ون املض اف هو املض اف إليه ىف املعىن أو‬
‫بعضه ؛ حنو قولك ‪ :‬سرت مجيع اليوم ‪ ،‬أو بعضه ‪ ،‬ويشرتط أن يكون مجيع ذلك منصوبا‬
‫على معىن «ىف»‪.‬‬
‫وأما ظرف المكان ‪ :‬فهو ‪ :‬اسم املكان (‪ ، )5‬أو عدده ؛ حنو ‪ :‬عشرين ميال ‪ ،‬أو ما‬ ‫ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب المنصوبات التى يطلبها الفعل على اللزوم‬
‫قوىل ‪« :‬ويشرتط ىف مجيع ذلك ‪ :‬أن يكون منصوبا بعد فعل من لفظه» مثال ذلك قولك ‪ :‬قمت قياما‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو من معناه» مثال ذلك ‪ :‬قمت وقوفا ؛ ومن ذلك قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫حتلّل‬ ‫مل‬ ‫حلفة‬ ‫وآلت‬ ‫على‬
‫ّ‬ ‫ّذرت ‪ ‬‬ ‫ثيب تع‬ ‫ويوما على ظهر الك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت المرئ القيس يف ديوانه ص ‪ ، 12‬والدرر ‪ ، 61 / 3‬وبال نسبة يف مهع اهلوامع ‪.]187 / 1‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬هو اسم الزمان» مثال ذلك ‪ :‬قمت يوم اجلمعة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو عدده» مثال ذلك ‪ :‬سرت مخسة أيام‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬اسم املكان» مثال ذلك ‪ :‬قعدت أمامك‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪211 .............................................................................‬‬

‫دت قريبا منك ‪ ،‬أى ‪ :‬مكانا قريبا منك ‪ ،‬فح ذف الظ رف ‪،‬‬ ‫ق ام مقامه ؛ حنو قولك ‪ :‬قع ّ‬
‫وأقيمت ص فته مقامه ‪ ،‬أو ما ش بّه به ‪ ،‬أو ما أض يف إليه ؛ بش رط أن يك ون املض اف هو‬
‫املض اف إليه ‪ ،‬أو بعضه ؛ حنو قولك ‪ :‬س رت مجيع امليل ‪ ،‬أو بعضه ‪ ،‬ويش رتط أن يك ون‬
‫مجيع ذلك منصوبا على معىن «ىف»‪.‬‬
‫كل اسم أو ما هو ىف تقديره منصوب لفظا ‪ ،‬أو نية ‪ ،‬مفسر ملا انبهم‬ ‫والحال ‪ :‬هو ّ‬
‫من اهليئات ‪ ،‬أو مؤ ّكد ملا انطوى عليه الكالم‪.‬‬
‫فاملفسر ‪ :‬قولك ‪ :‬جاء زيد ضاحكا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تبسم زيد ضاحكا‪.‬‬ ‫واملؤ ّكد ‪ّ :‬‬
‫فأما المصدر ‪ :‬فينقسم ثالثة أقسام‬ ‫ّ‬
‫مبهم ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما يقع على القليل والكثري من جنسه ؛ حنو ‪ :‬قيام‪.‬‬
‫ختص ص باأللف والاّل م ‪ ،‬أو‬‫وخمتص ‪ ،‬وهو ما كان امسا لنوع ؛ حنو ‪ :‬القهقرى أو ّ‬ ‫ّ‬
‫باإلضافة ‪ ،‬أو النّعت‪.‬‬
‫ومع دود ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما دخلت عليه ت اء الت أنيث ال ّدالة على اإلف راد ‪ ،‬كض ربة ‪ ،‬أو‬
‫كان اسم عدد ؛ كعشرين ضربة ‪ ،‬أو مثىن‪.‬‬
‫وأما ظرف الزمان ‪ :‬فينقسم ـ أيضا ـ ثالثة أقسام ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫مبهم ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما ‪ /‬ال يص ّح وقوعه ىف ج واب «كم» ‪ ،‬وال ىف ج واب «م ىت» ؛‬
‫حنو ‪ :‬زمان‪.‬‬
‫وخمتص ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما يصح وقوعه ىف جواب «مىت» ؛ حنو ‪ :‬يوم اجلمعة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وقوعه ىف جواب «كم» ؛ حنو ‪ :‬يومني‪.‬‬ ‫يصح ّ‬ ‫ومعدود ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما ّ‬
‫خمتص ا ‪ ،‬ومع دودا ؛ فيقع ىف ج واب «كم» و «م ىت» ؛ حنو ‪:‬‬ ‫وقد يك ون الظ رف ّ‬
‫احملرم ‪ ،‬وس ائر أمساء الش هور ‪ ،‬إذا مل تضف إىل ش ىء منها «ش هرا» ف إن أض فته إىل ما‬ ‫ّ‬
‫خمتصا ؛ حنو ‪ :‬شهر رمضان‪.‬‬ ‫تصح إضافته إليه منها ‪ ،‬كان ىف جواب «مىت» ‪ ،‬وصار ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن أضفته إىل ما تصح إضافته إليه منها» مل يقع إال ىف جواب مىت ‪ ،‬أعىن ‪ :‬أنك إذا قلت‬
‫‪ :‬سرت شهر رمضان ‪ ،‬جاز أن يكون السري واقعا ىف مجيع رمضان ‪ ،‬أو ىف بعضه ‪ ،‬وإذا قلت ‪ :‬سرت رمضان‬
‫‪ ،‬كان السري ىف مجيع الشهر ‪ ،‬ومما يبني لك ذلك‬
‫‪ ............................................................................. 212‬فهرس املوضوعات‬

‫خمتص ا ك ان أو غري خمتص ـ فالعمل ىف مجيعه إال أن تريد‬‫فما ك ان منها مع دودا ‪ّ ،‬‬
‫التكثري ؛ حنو قولك ‪ :‬س رت س نة ؛ فيك ون العمل ـ إذ ذاك ـ ىف بعضه ‪ ،‬وما ك ان منها‬
‫خمتصا غري معدود ‪ ،‬فالعمل قد يقع ىف مجيعه وقد يقع ىف بعضه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وأما ظرف المكان ‪ :‬فينقسم ـ أيضا ـ ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫ّ‬
‫مصورة ؛ حنو ‪ :‬خلفك‪.‬‬‫مبهم ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما ليس له هناية معروفة ‪ ،‬وال حدود ّ‬
‫وخمتص ‪ ،‬وهو ‪ :‬عكسه ؛ حنو ‪ :‬ال ّدار ‪ ،‬واملس جد ‪ ،‬وال يقتضى شىء من ذلك أن‬
‫يكون العمل ىف مجيعه (‪.)1‬‬
‫ومعدود ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما يصح وقوعه يف جواب «كم» ‪ ،‬والعمل ىف مجيعه (‪.)2‬‬
‫وأما الحال ‪ :‬فقسمان ‪ ،‬مؤ ّكدة ‪ ،‬ومبيّنة ؛ كما ذكرت‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ويصل الفعل إىل مجيع ضروب الظروف ‪ ،‬واملصادر ‪ ،‬وضرىب احلال بنفسه (‪ )3‬إال‬
‫__________________‬
‫قوله تعاىل ‪َ ( :‬ش ْه ُر َر َمضا َن الَّ ِذي أُنْ ِز َل ِف ِيه الْ ُق ْرآ ُن ‪[ )...‬البقرة ‪ ]185 :‬؛ أال ترى أن إنزال القرآن إمنا كان ىف‬
‫بار َك ٍة) [الدخان ‪ ، ]3 :‬مث قال بعد ذلك ‪( :‬فَ َم ْن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعضه ‪ ،‬وهو ليلة القدر ‪ ،‬قال تعاىل ‪( :‬إنَّا أَْن َزلْناهُ في ل َْيلَ ة ُم َ‬
‫ص ْمهُ) [البق رة ‪ ]185 :‬والص يام الزم ىف مجيعه ‪ ،‬وك ذلك رمض ان ‪ ،‬بل ال يس تعمل إال‬ ‫َش ِه َد ِم ْن ُك ُم َّ‬
‫الش ْه َر َفلْيَ ُ‬
‫واملراد اس تيعابه بالعمل ‪ ،‬ق ال ـ ص لّى اهلل عليه وس لّم ـ «من ص ام رمض ان إميانا واحتس ابا غفر له ما تق دم من‬
‫ذنب ه» [أخرجه البخ ارى ‪ 784 / 4‬ـ الفتح كت اب فضل ليلة القدر ‪ :‬باب فضل ليلة القدر ‪ ،‬رقم ‪، 2014‬‬
‫ومسلم ‪ : 808 / 2‬كتاب الصيام ‪ :‬باب فضل الصيام ‪ ،‬رقم ‪ 166‬ـ ‪ ، 1152‬وأبو داود ‪ : 49 / 2‬كتاب‬
‫الصالة ‪ :‬باب ىف قيام رمضان ‪ ،‬رقم ‪ ، 1372‬والنسائى ‪ ، 156 / 4‬وأمحد ‪ ، 241 / 2‬وابن خزمية ىف‬
‫صحيحه رقم ‪ ، 1894‬من حديث أىب هريرة]‪.‬‬
‫والصيام واقع ىف مجيعه ‪ ،‬فرمضان مبنزلة قولك ‪ :‬ثالثة أيام ‪ ،‬وشبهها من املعدود ىف أن العمل ال يكون إال ىف‬
‫اجلميع ‪ ،‬وقولك ‪ :‬ش هر رمض ان ‪ ،‬مبنزلة ي وم اجلمعة ‪ ،‬وي وم اخلميس ‪ ،‬وش بههما من املختص ىف أن العمل قد‬
‫يكون ىف بعضه ‪ ،‬وقد يكون ىف مجيعه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وهو ما يصلح وقوعه جوابا لـ «أين» حنو ‪ :‬الدار ‪ ،‬والعمل قد يكون ىف مجيعه وقد يك ون‬
‫ىف بعضه» أعىن ‪ :‬أنك إذا قلت ‪ :‬جلت ىف الدار ‪ ،‬فاجلوالن قد يكون يف مجيعها ‪ ،‬وقد يكون يف بعضها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ومع دود ‪ ،‬وهو ما يصح وقوعه جوابا لـ «كم» ‪ ،‬والعمل ىف مجيع ه» مث ال ذلك قولك ‪:‬‬
‫س رت ميال ؛ أال ت رى أنه يصح أن يقع جوابا ملن ق ال ‪ :‬كم س رت؟ وأن السري ال يك ون واقعا يف مجيع املي ل‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ويصل الفعل إىل مجيع ضروب الظروف واملصادر وضرىب احلال بنفسه»‬
‫فهرس املوضوعات ‪213 .............................................................................‬‬

‫ظ رف املك ان املختص ؛ فإنّه إن ك ان مش ت ّقا من لفظ الفعل ‪ ،‬وصل إليه الفعل ال ذى من‬
‫لفظه بنفسه ‪ ،‬وما عدا ذلك ‪ :‬فإنّه ال يصل إليه ‪ ،‬إال بواسطة «ىف» (‪ ، )1‬إال ما ش ّذ ‪ ،‬من‬
‫خمتص مع‬
‫ذلك ‪ ،‬وهو ‪« :‬الشام» من قوهلم ‪« :‬ذهبت ‪ ،‬نزلت الش ام» وك ّل اسم مكان ّ‬
‫دخلت‪.‬‬
‫«استمر أدراجه» أو ما جاء من ذلك‬
‫ّ‬ ‫و «أدراجه» من قوهلم ‪« :‬رجع أدراجه» و‬
‫ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اال خيمىت ّأم معبد‬ ‫‪ 90‬ـ ج زى اهلل باإلحس ان ما فعال بكم ‪  ‬رفيقني ق‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويتع ّدى الفعل ـ أيضا ـ إىل ض مري املص در نفسه ‪ ،‬وال يتع ّدى إىل ض مري ظ رىف‬
‫(‪)3‬‬

‫الزم ان واملك ان مطلقا ‪ ،‬إال بواس طة «ىف» (‪ ، )4‬إال أن يتسع ىف الظ رف ‪ ،‬فتنص به على‬
‫التش بيه ب املفعول به ‪ ،‬ف إ ّن الفعل ـ إذ ذاك ـ يصل إىل ‪ /‬ض مريه بنفسه ؛ حنو قوله [من‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ال نوافله‬ ‫وى الطّعن النّه‬ ‫‪ 91‬ـ وي وم ش هدناه س ليما وع امرا ‪  ‬قليل س‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫مثال ذلك قولك ‪ :‬قعد فالن قعودا أو قعد قعدتني ‪ ،‬وقعد القرفصاء ‪ ،‬وقمت أمامك ‪ ،‬وسرت ميال ‪ ،‬وقمت‬
‫زمانا وسرت يوم اجلمعة ‪ ،‬وسرت شهرا ‪ ،‬وجاء زيد ضاحكا ‪ ،‬وتبسم ضاحكا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال ظرف املكان املختص ‪ ،‬فإنه ال يصل إليه إال بواسطة «ىف» مثال ذلك ‪ :‬قعدت ىف الدار‬
‫‪ ،‬وال جيوز ‪ :‬قعدت الدار‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لرجل من اجلن ويروي صدر البيت هكذا ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫اس خري جزائه ‪ ‬‬ ‫زى اهلل رب الن‬ ‫ج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه ‪« :‬قاال خيميت ‪ »..‬والتقدير «يف خيمىت» وهو ضرورة‪.‬‬


‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ 87 / 3‬وشرح شذور الذهب ‪ ، 305‬وبال نسبة يف لسان العرب ‪« ،‬قيل» مهع اهلوامع‬
‫‪.200 / 1‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ويتعدى الفعل أيضا إىل ضمري املصدر بنفسه» مثال ذلك ‪ :‬ضربته زيدا ‪ ،‬تريد ‪ :‬ضربت‬
‫الضمري على املصدر املفهوم من الفعل‪ .‬أه‪.‬‬
‫الضرب زيدا ‪ ،‬فأعدت ّ‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال يتع دى إىل ض مري ظ رىف الزم ان واملك ان مطلقا إال بواس طة يف» أعىن بق وىل «مطلق ا»‬
‫مجيع أحواله من إهبام أو عدد أو اختصاص ‪ ،‬ومثال ذلك قولك ‪ :‬يوم اجلمعة صمت فيه ‪ ،‬ومكانك قعدت فيه‬
‫‪ ،‬وثالثة أيام صمت فيها ‪ ،‬وامليل سرت فيه ‪ ،‬وهذا زمان قام فيه زيد ‪ ،‬وهذا مكان قعد فيه عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت ‪ :‬لرجل من بين عامر‪.‬‬
‫النهال ‪ :‬مجع هنل بالتحريك ‪ ،‬وأصل النهل ‪ :‬أول الشرب‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 214‬فهرس املوضوعات‬

‫فجعل اليوم [مشهودا اتّساعا](‪ ، )1‬وإن كان مشهودا فيه‪.‬‬


‫وال يتسع ىف الظرف ‪ ،‬إال إذا كان العامل فيه فعال غري متعد (‪ ، )2‬أو متعديا إىل‬
‫__________________‬
‫النوافل ‪ :‬الغنائم‪.‬‬
‫الشاهد ‪ :‬قوله ‪« :‬شهدناه» حيث نصب ضمري «اليوم» تشبيها باملفعول به اتساعا وجمازا ‪ ،‬واملعىن ‪:‬‬
‫شهدنا فيه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 96 / 3‬وشرح املفصل ‪ ، 46 / 2‬ولسان العرب (جزي) ‪ ،‬وبال نسبه يف األشباه والنظائر ‪1‬‬
‫‪ ، 38 /‬وخزانة األدب ‪ ، 174 / 10 ، 202 / 8 ، 181 / 7‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص ‪، 88‬‬
‫ومغين اللبيب ‪ ، 503 / 2‬واملقتضب ‪ ، 105 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.203 / 1‬‬
‫(‪ )1‬ما بني املعكوفني سقط يف أ‪ .‬ويف ط ‪ :‬فجعل اليوم مشهورا اتساعا ‪ ،‬وإن كان مشهورا فيه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال يتّسع ىف الظرف إال إذا كان العامل فيه فعال غري متع ّد» إىل آخره هذا الذى ذكرته من‬
‫االتس اع ىف الظ رف ال جيوز إال مع الفعل أو ما ج رى جمراه من أمساء الف اعلني واملفع ولني ‪ ،‬واألمثلة الىت تعمل‬
‫عملها ‪ ،‬وهو مذهب مجه ور النح ويني ‪ ،‬وأج از أبو احلسن األخفش االتس اع ىف «م ا» تش بيها هلا بليس ؛ حنو‬
‫قولك ‪ :‬يوم اجلمعة ما زيد إياه قائما ‪ ،‬والصحيح ‪ :‬أن ذلك ال جيوز ؛ ألن احلرف ال يعمل ىف مفعول به أصال‬
‫؛ فال يعمل ىف مشبّه به‪.‬‬
‫وما ذكرته من أن الفعل املتع دى إىل ثالثة ال جيوز االتس اع فيه هو م ذهب أىب بكر بن الس راج وكثري‬
‫من النح ويني ‪ ،‬ومن النح ويني من ذهب إىل إجازته ‪ ،‬والص حيح ‪ :‬أن ذلك ال جيوز ؛ ألنه يك ون إذ ذاك مبنزلة‬
‫فعل يتع دى إىل أربعة مفع ولني ‪ ،‬واملفع ول به هناية ما يأخذ الفعل منه ثالثة ‪ ،‬فلما مل يكن له ىف ح ال التش بيه‬
‫أصل يلحق به ‪ ،‬مل جيز‪.‬‬
‫وأما املتعدى إىل مفعولني ‪ ،‬فجمهور النحاة جييز االتساع ىف الظرف إذا كان معموال له ؛ ألنه جيىء‬
‫إذ ذاك ملحقا بب اب ما يتع دى إىل ثالثة ؛ ك أعلم ‪ ،‬والص حيح عن دى أن ذلك ال جيوز ؛ ألنه مل ي رد الس ماع‬
‫باالتساع ىف الظرف ‪ ،‬إال فيما ال يتعدى ؛ حنو قولك ‪ :‬يوم اجلمعة صمته ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫يا سارق الليلة أهل الدار‬
‫[ينظر الكت اب ‪ ، 193 ، 175 / 1‬مهع اهلوامع ‪ ، 203 / 1‬وال درر ‪ ، 172 / 1‬أم اىل ابن‬
‫الشجرى ‪]250 / 2‬‬
‫أو فيما يتعدى إىل واحد ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫‪............‬‬ ‫امرا ‪ ‬‬ ‫ليما وع‬ ‫هدناه س‬ ‫وم ش‬ ‫وي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫نص الكتاب برقم (‪.])91‬‬


‫[تقدم البيت يف ّ‬
‫وقول اآلخر [من الرجز] ‪:‬‬
‫ىف ساعة حيبّها الطّعام‬
‫[وهو بال نس بة ىف لس ان الع رب (حبب) ‪ ،‬وت اج الع روس (حبب) ‪ ،‬ومجه رة اللغة ص ‪، 1318‬‬
‫واملخصص ‪ ، 75 / 14 ، 243 / 12‬معاىن القرآن ‪.]32 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪215 .............................................................................‬‬

‫واحد ‪ ،‬أو ما عمل عمله ‪ ،‬إن كان من جنس ما ينصب املفعول به‪.‬‬
‫وأما الحال ‪ :‬فال يضمر‪.‬‬
‫ّ‬
‫التصرف واالنصراف ‪ ،‬أربعة أقسام ‪:‬‬ ‫والمصدر ينقسم بالنّظر إىل ّ‬
‫كل ما أقيم من الصفات الىت ال‬‫أحدها ‪ :‬أن يكون متصرفا ‪ ،‬ال منصرفا ‪ ،‬وهو ‪ّ :‬‬
‫تنص رف ‪ ،‬مق ام مص در حمذوف ‪ ،‬وك ّل ما مجع من املص ادر مجعا متناهيا ‪ ،‬أو ك انت فيه‬
‫ألف تأنيث مقصورة ‪ ،‬أو ممدودة ؛ حنو ‪ :‬رجعى وكربياء (‪.)1‬‬
‫والث اىن ‪ :‬عكسه ؛ حنو ‪ :‬س بحان اهلل (‪ ، )2‬ومع اذ اهلل ‪ ،‬ورحبانه ‪ ،‬أى ‪ :‬اس رتزاقه ‪،‬‬
‫وعم رك اهلل ‪ ،‬وقع دك اهلل ‪ ،‬وغفرانك ال كفرانك ‪ ،‬أى ‪ :‬اس تغفارا ‪ ،‬وحج را ‪ ،‬أى ‪:‬‬
‫حترميا لذلك وبراءة منه ؛ قال تعاىل ‪ِ ( :‬ح ْجراً َم ْح ُجوراً) [الفرقان ‪.]22 :‬‬
‫وحنانيك ‪ ،‬وهذاذيك ‪ ،‬وحذاريك ‪ ،‬ودواليك ‪ ،‬ولبّيك ‪ ،‬وسعديك‪.‬‬
‫والث الث ‪ :‬أن يك ون ال متص ّرفا ‪ ،‬وال منص رفا ‪ ،‬وهو ‪[ :‬س بحان ‪ ،‬إذا جعل علما‬
‫ومل يضف](‪ )3‬؛ حنو قوله [من السريع] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫اخر‬ ‫بحان من علقمة الف‬ ‫ره ‪  ‬س‬ ‫اءىن فخ‬ ‫ول ملا ج‬ ‫أق‬ ‫‪ 92‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬براءة منه‪.‬‬


‫__________________‬
‫حيب فيها الطع ام ‪ ،‬وال حيفظ من كالمهم اتس اع ىف املتع دى إىل اث نني ؛ كما مل يس مع ذلك ىف املتع دى‬ ‫أى ‪ّ :‬‬
‫إىل ثالثة ‪ ،‬ويعضد امتناع السماع فيما يتعدى إىل مفعولني من طريق القياس من جهة أنه ليس له ما يلحق به‬
‫ىف حالة االتس اع ‪ ،‬إال الفعل املتع دى إىل ثالثة ‪ ،‬وليس ىف كالم الع رب ما يتع دى إىل ثالثة بطريق األص الة ؛‬
‫أال ت رى أنه ال يوجد متعد إىل ثالثة إال منق وال ؛ كـ «أعلم وأرى» أو مض منا كـ «أنبأ وأخرب وخرب ونبأ‬
‫وح ّدث» فلما مل يكن له أصل يلحق به كذلك امتنعوا من االتساع ىف الظرف إذا كان معموال له‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬حنو رجعى وكربي اء» إمنا امتنع من مثل رجعى وكربي اء الص رف ؛ للت أنيث الالزم ‪ ،‬وأما‬
‫تص رفهما فإهنما مس تعمالن ىف موضع الرفع والنصب واخلفض ؛ تق ول رجع رجعى وتكرب كربي اء ‪ ،‬وه ذه‬
‫رجعى وهذه كربياء ‪ ،‬وعجبت من رجعاك ومن كربيائك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وعكسه سبحان اهلل ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬أما عدم تصرفها ‪ ،‬فألهنا ال تستعمل إال منصوبة على‬
‫املصدرية ‪ ،‬وأما انصرافها ‪ ،‬فألهنا إما مضافة وإما منونة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت لألعشى‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 216‬فهرس املوضوعات‬

‫والرابع ‪ :‬أن يكون متصرفا منصرفا ‪ ،‬وهو ما عدا ذلك ؛ حنو ‪ :‬ضرب (‪.)1‬‬
‫وأعىن بالتص ّرف ‪ :‬اس تعمال االسم ىف موضع النّصب ‪ ،‬والرفع ‪ ،‬واخلفض ‪،‬‬
‫وباالنصراف ‪ :‬دخول التنوين أو ما عاقبه‪.‬‬
‫التصرف واالنصراف ‪ ،‬أربعة أقسام‬ ‫وكذلك أيضا ينقسم ظرف الزمان بالنّظر إىل ّ‬
‫‪:‬‬
‫(‬
‫متصرفا وال منصرفا ‪ ،‬وهو ‪ :‬سحر إذا أردتّه من يوم بعينه‬
‫أحدها ‪ :‬أن يكون ال ّ‬
‫‪.)2‬‬
‫والثاىن ‪ :‬أن يكون متصرفا ال منصرفا ‪ ،‬وهو ‪ :‬غدوة ‪ ،‬وبكرة (‪ ، )3‬وعشيّة ‪ ،‬إذا‬
‫يقل‪.‬‬
‫كانت أعالما ‪ ،‬إال أ ّن استعمال عشيّة علما ّ‬
‫أردت به سحر ليلتك ‪،‬‬
‫والثالث ‪ :‬أن يكون منصرفا ال متصرفا ‪ ،‬وهو ‪ :‬سحري إذا ّ‬
‫__________________‬
‫والش اهد فيه نصب «س بحان» على املص در ‪ ،‬ولزومها للنصب ألهنا مص در جامد ‪ ،‬وقد منعت من‬
‫الص رف ألهنا علم للتس بيح ‪ ،‬فج رت جمرى «عثم ان» املمن وع من الص رف لزي ادة األلف والن ون في ه‪ .‬وقيل ‪:‬‬
‫الشاهد فيه أن «س بحان» قد بقيت بدون تن وين ‪ ،‬ألهنا مض افة إىل مضاف إلي ه حمذوف ‪ ،‬واملضاف قد يبقى‬
‫بعد حذف املضاف إليه بال تنوين‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 93‬وأساس البالغة ص ‪( 200‬سبح) ‪ ،‬واألشباه والنظائر ‪ ، 109 / 2‬ومجهرة‬
‫اللغة ص ‪ ، 278‬وخزانة األدب ‪ ، 238 ، 235 ، 234 / 7 ، 185 / 1‬واخلصائص ‪ ، 435 / 2‬والدرر‬
‫‪ ، 70 / 3‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 157 / 1‬وشرح شواهد املغىن ‪ ، 905 / 2‬وشرح املفصل ‪، 37 / 1‬‬
‫‪ ، 120‬والكتاب ‪ ، 324 / 1‬ولسان العرب (سبح) ‪ ،‬وبال نسبة يف خزانة األدب ‪، 286 / 6 ، 388 / 3‬‬
‫واخلصائص ‪ ، 23 / 3 ، 197 / 2‬والدرر ‪ ، 42 / 5‬وجمالس ثعلب ‪ ، 261 / 1‬واملقتضب ‪، 218 / 3‬‬
‫ومهع اهلوامع ‪.52 / 2 ، 190 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬متصرف منصرف ‪ ،‬وهو ما عدا ذلك ‪ ،‬حنو ‪ :‬ضرب» أما انصرافه ‪ :‬فألنه يدخله التنوين‬
‫تصرفه ‪ ،‬فألنه يستعمل مرفوعا ومنصوبا وخمفوضا ؛ حنو قولك ‪ :‬ضربت ضربا ‪ ،‬وهذا ضرب‬ ‫واخلفض ‪ ،‬وأما ّ‬
‫‪ ،‬وعجبت من ضرب عمرا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وهو سحر معينا» مثال ذلك ‪ :‬خرجت يوم اجلمعة سحر ‪ ،‬فال ينصرف ؛ لتعريفه وعدله‬
‫عرف أن يعرف باأللف والالم ؛ فعدل‬‫عن األلف والالم ؛ وذلك أن سحر قد استعمل نكرة ؛ فكان ينبغي إذا ّ‬
‫يتصرف ؛ ألنه ال يستعمل إال منصوبا على الظرفية‪ .‬أه‪.‬‬
‫عن ذلك ‪ ،‬وال ّ‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬متصرفا ال منصرفا ‪ ،‬وهو «غدوة وبكرة» معينتني» مثال ذلك قولك ‪ :‬خرجت يوم اجلمعة‬
‫غ دوة ‪ ،‬وقع دت ي وم اخلميس بك رة ‪ ،‬فيمنع ان الص رف للت أنيث والتعريف ‪ ،‬ومها مع ذلك متص رفان ؛ ألهنما‬
‫يستعمالن ىف موضع الرفع والنصب واخلفض ‪ ،‬تقول ‪ :‬هذه غدوة وبكرة ‪ ،‬وخرجت غدوة وبكرة ‪ ،‬وذهبت‬
‫من غدوة وبكرة‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪217 .............................................................................‬‬

‫وبكرة ‪ ،‬وعشيّة ‪ ،‬وعتمة ‪ ،‬وضحوة ‪ ،‬وض حى ‪[ ،‬وعش اء ‪ ،‬ومس اء ‪ ،‬وص باح ‪ ،‬وليل ‪،‬‬
‫مرة ‪ ،‬وذو صباح‬‫وهنار ‪ ،‬إذا أردت هبا أزمانا معينة] ‪ ، /‬وصباح مساء ‪ ،‬وبني ‪ ،‬وذات ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ ،‬وذو مساء (‪.)2‬‬


‫متصرفة ‪،‬‬
‫مرة ‪ ،‬وذات يوم ‪ ،‬وذا صباح ‪ ،‬وذا مساء ‪ّ ،‬‬ ‫ومن العرب من جيعل ذات ّ‬
‫وهى لغة خثعم ؛ قال [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ود‬ ‫ّود من يس‬ ‫ع زمت على إقامة ذى ص باح ‪  ‬ألمر ما يس‬ ‫‪ 93‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫التص رف يقبح‬
‫متصرفا منصرفا ‪ ،‬وهو ما بقى منها ‪ ،‬إال أ ّن ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫والرابع ‪ :‬أن يكون ّ‬
‫فيما كان منها صفة ىف األصل ؛ حنو قولك ‪« :‬سري عليه طويال ‪ ،‬وسري عليه حديثا»‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ومنصرف ال متصرف ‪ ،‬وهو ‪ :‬بكرا وسحريا ‪ »...‬إىل آخره‪.‬‬
‫أما انص رافها ؛ فألهنا منونة ؛ حنو ‪ :‬بكر وس حري وأخواهتا معين ات أو مض افة ؛ حنو ‪ :‬بعي دات بني ‪،‬‬
‫وذات مرة ‪ ،‬وأما عدم تصرفها ؛ فألهنا ال تستعمل إال منصوبة على الظرفية ؛ حنو قولك ‪ :‬خرجت يوم اجلمعة‬
‫بكرا ‪ ،‬أو خرجت سحريا ‪ ،‬وقعدت عشية ‪ ،‬وأقمت عتمة ‪ ،‬وسرت صحوة ‪ ،‬وأبيت ضحى ‪ ،‬وسرت عشاء‬
‫‪ ،‬وقع دت مس اء ‪ ،‬وزرتك ص باحا ‪ ،‬وأقمت ليال ‪ ،‬وخ رجت هنارا ‪ ،‬تريد جبميع ذلك وقتا معينا ‪ ،‬وأتيتك‬
‫بعي دات بني ‪ ،‬أى ‪ :‬أوقاتا متفرقة ‪ ،‬وقع دت ذات م رة ‪ ،‬وذا ص باح ‪ ،‬وذا مس اء ‪ ،‬أى ‪ :‬م رة ‪ ،‬وص باحا ‪،‬‬
‫ومساء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬نسب هذا البيت ألكثر من شاعر ‪ ،‬ونسبه البغدادي يف اخلزانة ألنس بن مدركة‪.‬‬
‫وللبيت قصة ذكرها البغدادي حيث قال ‪:‬‬
‫ق ال أبو حممد األع رايب يف فرحة األديب ‪ :‬ه ذا ال بيت ألنس بن مدركة اخلثعمي‪ .‬وذلك أنه غ زا هو‬
‫جن عليهم الليل ‪،‬‬
‫ورئيس آخر من قومه بعض قبائل الع رب متس اندين فلما قربا من الق وم أمس يا فباتا حيث ّ‬
‫فشن عليهم اخليل فأصاب وغنم ‪ ،‬وغنم أصحابه ‪ ،‬فهذا معىن‬ ‫فقام فانصرف ومل يغنم ‪ ،‬وأقام أنس حىت أصبح ّ‬
‫قوله على إقامة ذي صباح‪.‬‬
‫ويف البيت شاهدان أوهلما ‪ :‬جر «ذي صباح» باإلضافة اتساعا وجمازا والوجه فيه الظرفية‪.‬‬
‫وثانيها ‪ :‬قوله «ألمر ما» حيث جاءت «ما» مفيدة التهويل والتعظيم‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 89 ، 87 / 3‬احليوان ‪ ، 81 / 3‬الدرر ‪، 85 / 3 ، 312 / 1‬‬
‫شرح املفصل ‪ ، 12 / 3‬ونسب البيت ألنس بن هنيك يف لسان العرب (صبح) ‪ ،‬ولرجل من خثعم‬
‫يف ش رح أبي ات س يبويه ‪ ، 388 / 1‬وبال نس بة يف األش باه والنظ ائر ‪ ، 258 / 3‬واجلىن الداين ‪، 334 /‬‬
‫‪ ، 340‬اخلصائص ‪ ، 32 / 3‬الكتاب ‪ ، 227 / 1‬املقتضب ‪ ، 345 / 4‬مهع اهلوامع ‪.197 / 1‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ومتصرفا منصرفا ‪ ،‬وهو ما بقى من ظروف املكان» مثال ذلك قولك ‪ :‬ـ قعدت أمامك ‪،‬‬
‫وهذا أمامك ‪ ،‬وجئت من أمامك‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 218‬فهرس املوضوعات‬

‫خاص ة باملوص وف ؛‬‫إال أن توصف ؛ حنو ‪ :‬سري عليه طويل من ال دهر ‪ ،‬أو يك ون ص فة ّ‬
‫تصرفه‬
‫ملى ‪ ،‬أو مستعملة استعمال األمساء ؛ حنو ‪ :‬سري عليه قريب ‪ ،‬فإ ّن ّ‬‫حنو ‪ :‬سري عليه ّ‬
‫حيسن إذ ذاك‪.‬‬
‫وظرف المكان ينقسم بالنّظر إىل التّصرف واالنصراف ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫أح دها ‪ :‬أن يك ون متص ّرفا ال منص رفا ‪ ،‬وهو ‪ :‬ك ّل ما أقيم من الص فات الىت ال‬
‫تنصرف مقام ظرف مكان حمذوف (‪ ، )1‬أو كان مجعا متناهيا‪.‬‬
‫والثاىن ‪ :‬عكسه ‪ ،‬وهو ‪« :‬مكانك» إذا دخلها معىن «عوضك» ‪ ،‬و «دونك» إذا‬
‫علو املرتبة ىف صفة‬
‫أريد هبا نقصان املرتبة ىف صفة من الصفات ‪ ،‬و «فوقك» إذا أريد هبا ّ‬
‫من الص فات ‪ ،‬و «س واك» و «س واك» و «س واءك» و «عن د» و «م ع» و «وس ط»‬
‫تتصرف بأكثر من‬
‫ساكنة السني ‪ ،‬إال أن «عند» و «مع» قد يدخل عليهما من ‪ ،‬وال ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫ذلك‪.‬‬
‫وأما الحال ‪ :‬فإن كانت مبيّنة اشرتط فيها ‪ :‬أن تكون نكرة (‪ ، )3‬أو ىف حكمها ؛‬ ‫ّ‬
‫ىف ‪ ،‬ورجع‬ ‫حنو قوهلم ‪ :‬أرسلها العراك ‪ ،‬وطلبته جهدى ‪ ،‬وطاقىت ‪ ،‬كلمته فاه إىل ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬حنو أس فل وأعلي» مث ال ذلك ‪ :‬جلست أس فل وقع دت أعلى ‪ ،‬ومها متص رفان ألهنما‬
‫يستعمالن مرفوعني وخمفوضني ؛ فتقول ‪ :‬هذا أسفل ‪ ،‬وهذا أعلى ‪ ،‬وجئت من أسفل ‪ ،‬وأتيت من أعلى‪ .‬أه‬
‫[مل جند هذا القول بنصه]‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وعكسه ‪ ،‬وهو سواك وسواءك وسواك ‪ ،‬وعند ووسط ساكنة السني» أعىن ‪ :‬أهنا منصرفة‬
‫إلضافتها ‪ ،‬وغري متصرفة ألهنا ال تستعمل إال ظروفا حنو قولك ‪ :‬قعدت عندك ‪ ،‬وجلست وسط القوم ‪ ،‬وقام‬
‫القوم سواك ‪ ،‬وال جيوز استعمال «سوى» امسا إال ىف ضرورة ؛ حنو قول األعشى ‪[ :‬من الطويل]‬
‫وائكا‬ ‫دت من أهلها لس‬ ‫اقىت ‪  ‬وما قص‬ ‫ّو اليمامة ن‬ ‫جتانف عن ج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ديوانه ص ‪ ، 139‬واألش باه والنظ ائر ‪ ، 172 ، 164 / 5‬واألض داد ص ‪، 198 ، 44‬‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 441 ، 438 ، 435 / 3‬والدرر ‪ ، 94 / 3‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 137 / 1‬والكتاب‬
‫‪ ، 408 ، 32 / 1‬ولسان العرب (جنف) ‪( ،‬سواء) ‪ ،‬وبال نسبة ىف اإلنصاف ‪ ، 295 / 1‬وشرح املفصل‬
‫‪ ، 84 / 2‬والصاحىب ىف فقه اللغة ص ‪ ، 154‬واحملتسب ‪ ، 150 / 2‬واملقتضب ‪ ، 349 / 4‬ومهع اهلوامع‬
‫‪.]202 / 1‬‬
‫فجر «سوائك» بالالم‪ .‬أه‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬اشرتط فيها أن تكون نكرة» مثال ذلك قولك ‪ :‬جاء زيد ضاحكا‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪219 .............................................................................‬‬

‫قض هم بقضيض هم ‪ ،‬وج اء زيد وح ده ‪ ،‬وم ررت ب القوم‬ ‫ع وده على بدئه ‪ ،‬وج اء الق وم ّ‬
‫ثالثتهم وأربعتهم إىل العشرة ‪ ،‬أى ‪ :‬معرتكة العراك ‪ ،‬وجمتهدا جه دى ‪ ،‬ومطيقا طاقىت ‪،‬‬
‫قض هم بقضيض هم ‪ ،‬ومنف ردا‬ ‫ىف ‪ ،‬وعائ دا ع وده على بدئه ‪ ،‬ومنقضني ّ‬ ‫وج اعال ف اه إىل ّ‬
‫وحده ‪ ،‬ومنفردا ثالثتهم باملرور ‪ ،‬فحذفت النكرات ‪ ،‬وأقيم معموهلا مقامها‪.‬‬
‫اجلم اء الغف ري» ـ ف األلف والالم‬
‫وأما ‪« :‬ادخل وا األول ف األول» ‪ /‬و «ج اء الق وم ّ‬
‫فيهما زائدتان‪.‬‬
‫والغفري ‪ :‬وصف الزم ؛ كلزوم وصف «من» ىف قولك مررت مبن معجب لك‪.‬‬
‫ويشرتط فيها ـ أيضا ـ ‪ :‬أن تكون مشتقة (‪ ، )1‬أو ىف حكمها ‪ ،‬وأعىن بذلك ‪:‬‬
‫أن تك ون ىف معىن ما أخذ من املص در ‪ ،‬وإن مل تكن م أخوذة منها حنو قولك ‪:‬‬
‫علمته احلس اب بابا بابا ‪ ،‬أى ‪ :‬مفصال ‪ ،‬ويش رتط فيها ـ أيضا ـ أن تك ون منتقلة ‪ ،‬أى ‪:‬‬
‫الزرافة يديها أطول من رجليها‪.‬‬ ‫غري الزمة ‪ ،‬أو ىف حكمها ‪ ،‬حنو ‪ :‬خلق اهلل ّ‬
‫فه ذه الص فة ـ وإن ك انت الزمة للزرافة ـ فإهنا تش به بعد «خل ق» غري الالزم ؛ إذ‬
‫كان من اجلائز أن خيلقها اهلل تعاىل على خالف ذلك‪.‬‬
‫ويشرتط فيها ـ أيضا ـ أن يكون قد مت الكالم دوهنا ‪ ،‬أو ىف حكم ما متّ الكالم دونه‬
‫؛ حنو قولك ‪ :‬ض رىب زي دا قائما ‪ ،‬وبابه ‪ ،‬أال ت رى أ ّن قائما ههنا ال يتم الكالم إال به ؛‬
‫لنيابته من اب اخلرب ‪ ،‬ولو ظهر اخلرب على األصل ‪ ،‬فقيل ‪ :‬ض رىب زي دا إذا وجد قائما ـ مل‬
‫تكن الزمة (‪.)2‬‬
‫ويشرتط فيها ـ أيضا ـ أن تكون منصوبة على معىن «ىف»‪.‬‬
‫تأخرت عن ذى احلال ‪ ،‬أن تكون من معرفة أو من نكرة مقاربة‬ ‫والباب فيها ‪ :‬إن ّ‬
‫املعرفة (‪ ، )3‬أو غري مقاربة هلا إن ك انت احلال يقبح أن تك ون وص فا ل ذى احلال ؛ حنو‬
‫برب قفيزا بدرهم ‪ ،‬ومررت مباء قعدة رجل ‪ ،‬ووقع أمر فجأة‪.‬‬ ‫قوهلم ‪ :‬مررت ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأن تكون مشتقة» املشتقة هى املأخوذة من املصدر ؛ حنو قولك ‪ :‬جاء زيد مسرعا ؛ أال‬
‫السرعة‪ .‬أه‪.‬‬
‫ترى أن مسرعا مشتق من ّ‬
‫(‪ )2‬ثبت يف ط زي ادة ‪« :‬ك انت احلال آتية بعد اجلملة من الفعل ومرفوعه ‪ ،‬وهي تامة يف األصل ‪ ،‬قبل إض افة‬
‫الظرف «إذا» إليها ‪ ،‬وإمنا عرض هلا اللزوم يف حال اإلضافة‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أن تكون من معرفة ‪ ،‬أو من نكرة مقاربة للمعرفة» مثال جميئها من معرفة ‪:‬‬
‫‪ ............................................................................. 220‬فهرس املوضوعات‬

‫وقد جيىء من نك رة غري مقاربة للمعرفة ‪ ،‬وإن ك انت ممّا حيسن وصف ذى احلال‬
‫به ‪ ،‬إال أ ّن ذلك قليل ‪ ،‬ف إن تق ّدمت على ذى احلال ‪ ،‬ج اءت من املعرفة والنك رة (‪ )1‬على‬
‫كل حال‪.‬‬
‫وإن ك انت احلال مؤ ّك دة ‪ ،‬اشرتط فيها مجيع ما يشرتط ىف املبينة إال االنتقال (‪، )2‬‬
‫التام ان (‪ ، )3‬واجلملة‬
‫وجيوز أن يقع موقع االسم املنتصب على احلال الظ رف ‪ ،‬واجملرور ّ‬
‫احملتملة للصدق والكذب ‪ ،‬فإن كانت اجلملة امسيّة ‪ ،‬فإهّن ا تدخل عليها واو احلال‪.‬‬
‫ويلزم إن ك انت اجلملة غري مش تملة على ض مري عائد على ذى احلال (‪ ، )4‬ملف وظ‬
‫به ‪ ،‬أو مق ّدر‪.‬‬
‫وال يلزم إن كانت مشتملة عليه (‪ ، )5‬بل املختار حلاقها ‪ ،‬وإن كانت فعليّة ‪ /‬وكان‬
‫__________________‬
‫املث ال املتق دم ‪ ،‬ومث ال جميئها من نك رة مقاربة للمعرفة قولك ‪ :‬ج اء خري من زيد ض احكا ‪ ،‬وج اء رجل من‬
‫إخوتك ضاحكا ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫عودا‬ ‫ات مس‬ ‫ودا ‪  ‬وابك ابن ّأمى إذا ما م‬ ‫دمع منك حمم‬ ‫ودى ب‬ ‫يا عني ج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن تقدمت على ذى احلال ‪ ،‬جاءت من املعرفة والنكرة» مثال ذلك قولك جاء ضاحكا‬
‫زيد ‪ ،‬وجاء مسرعا رجل ‪ ،‬قال الشاعر ‪[ :‬من الطويل]‬
‫رب‬ ‫جاع وعق‬ ‫دوا ‪  ‬وىف األرض مبثوثا ش‬ ‫دوىن ملثلى تفاق‬ ‫فهال أع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ىف خزانة األدب ‪ ، 209 / 3‬احلماسة بشرح املرزوقى ص ‪ ، 124‬كتاب اجليم ‪]193 / 2‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك انت احلال مؤك دة اش رتط فيها مجيع ما اش رتط ىف املبينة إال االنتق ال» ومث ال ذلك‬
‫قولك ‪ :‬تبسم زيد ضاحكا ‪ ،‬أال ترى أن الضحك الزم للتبسم غري مفارق ؛ فال يتصور منه االنتقال أصال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وجيوز أن يقع موقع االسم املنصوب على احلال الظرف واجملرور التامان» مثال ذلك قولك‬
‫‪ :‬جاء زيد ىف زينته ‪ ،‬وجاء عمرو أمام بكر ‪ ،‬وأعىن بالتمام أن يكون ىف جعلهما حالني فائدة ‪ ،‬فإن مل يفيدا ‪،‬‬
‫كانا ناقصني ؛ ال جيوز أن تقول ‪ :‬جاء زيد فيك ‪ ،‬وال أن تقول ‪ :‬هذا زيد اليوم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ويل زم إن ع ريت اجلملة من ض مري عائد على ذى احلال» مث ال ذلك قوله تع اىل ‪َ ( :‬يغْشى‬
‫طائَِفةً ِمْن ُك ْم َوطائَِفةٌ قَ ْد أ ََه َّم ْت ُه ْم أَْن ُف ُس ُه ْم ‪[ )...‬آل عمران ‪.]154 :‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال يلزم إن مل تعر منه» مثال دخول الواو مع وجود الضمري قول الشاعر ‪[ :‬من الكامل]‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪221 .............................................................................‬‬

‫الفعل ماض يا (‪ )1‬لفظا ومعىن ‪ ،‬أو معىن دون لفظ ‪ ،‬واش تملت على ض مري عائد عليه ـ‬
‫فاالختيار الواو‪.‬‬
‫وقد جيوز أال تأتى هبا ‪ ،‬وإن مل تشتمل على ضمري عائد عليه ‪ ،‬فال ب ّد من الواو‪.‬‬
‫وال جيوز أن يكون الفعل املاضى لفظا ومعىن حاال ؛ حىت تكون معه «قد» مظهرة‬
‫أو مض مرة ‪ ،‬أو يك ون وص فا حملذوف ‪ ،‬ف إن ك ان الفعل املاضى لفظا فعل ش رط ‪ ،‬قد‬
‫حذف جوابه ىف األصل ـ وقع حاال ‪ ،‬وال يكون معه ـ إذ ذاك ـ قد ‪ ،‬ال ظاهرة وال مضمرة‬
‫‪ ،‬وال يكون وصفا ملوصوف حمذوف ومن ذلك قول العرب ‪« :‬ألضربنّه ذهب أو مكث»‬
‫‪ ،‬ف ذهب يف موضع نصب على احلال ‪ ،‬والتق دير ‪ :‬ألض ربنه ذاهبا أو ماكثا ‪ ،‬أى ‪:‬‬
‫كل حال ‪ ،‬واألصل فيه ‪ :‬ألضربنه إن ذهب أو مكث ‪،‬‬ ‫ألضربّنه على ّ‬
‫__________________‬
‫درى‬ ‫الغيب ما ي‬ ‫امره ‪  ‬ورقيبه ب‬ ‫ار املاء غ‬ ‫نصف النّه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت للمس يب بن علس ىف أدب الك اتب ص ‪ ، 359‬وإص الح املنطق ص ‪ ، 250 ، 241‬وش رح‬
‫شواهد املغىن ‪ ، 878 / 2‬ولسان العرب (نصف) ‪ ،‬ولألعشى ىف مجهرة اللغة ص ‪ ، 1262‬وخزانة األدب ‪3‬‬
‫‪ ، 236 ، 235 ، 233 /‬والدرر ‪ ، 17 / 4‬وبال نسبة ىف تذكرة النحاة ص ‪ ، 683‬ومجهرة اللغة ص‬
‫‪ ، 893‬ورصف املباىن ص ‪ ، 419‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 642 / 2‬وشرح األمشوىن ‪ ، 260 / 1‬وشرح‬
‫املفصل ‪ ، 65 / 2‬ومغىن اللبيب ‪ ، 636 ، 505 / 2‬ومهع اهلوامع ‪ ، 246 / 1‬وروى «ورفيقه» بدال من‬
‫«ورقيبه» وروى «ال» بدال من «ما»]‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كانت فعليّة ‪ ،‬وكان الفعل ماضيا» إىل آخره مثال دخول الواو على الفعل املاضى ‪،‬‬
‫إذا مل يتصل به ض مري يع ود على ذى احلال قولك ‪ :‬أت اىن زيد وقد طلع الفجر ‪ ،‬ومث ال دخ ول ال واو عليه وقد‬
‫ك اأْل َْرذَلُ و َن) [الش عراء ‪ ]111 :‬ومث ال‬ ‫اتصل به ض مري يع ود على ذى احلال قوله تع اىل ‪( :‬أَنُ ْؤ ِم ُن لَ َ‬
‫ك َو َّاتَب َع َ‬
‫االستغناء بالضمري عن الواو قوله‪[ .‬من الطويل]‬
‫اءت بريّا القرنفل‬ ‫با ج‬ ‫الص‬
‫يم ّ‬ ‫ّوع املسك منهما ‪  ‬نس‬ ‫إذا قامتا تض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت المرئ القيس ىف ديوانه ص ‪ ، 15‬وخزانة األدب ‪ ، 160 / 3‬رصف املباىن ص ‪، 312‬‬
‫لس ان الع رب (قرنف ل) ‪( ،‬روى) ‪ ،‬املنص ف ‪ ، 75 ، 20 / 3‬وبال نس بة ىف األش باه والنظ ائر ‪، 343 / 1‬‬
‫ولسان العرب (ضوع) ‪ ،‬مغىن اللبيب ‪ ، 617 / 2‬املمتع ىف التصريف ‪ ، 572 / 2‬شرح‬
‫أبيات املغىن ‪ ، 291 / 7 ، 72 / 1‬ويروى صدر البيت هكذا ‪:‬‬
‫‪]............‬‬ ‫وع رحيها ‪ ‬‬ ‫إذا التفتت حنوى تض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 222‬فهرس املوضوعات‬

‫ولذلك ال جيوز أن تقول ‪ :‬ألضربنّه يذهب أو ميكث‪.‬‬


‫وإن كان الفعل مضارعا ‪ :‬فإن دخل عليه حرف من احلروف املخلّصة لالستقبال ؛‬
‫كالسني ‪ ،‬وسوف ـ مل جيز أن يكون حاال ‪ ،‬وإن مل يدخل عليه حرف من احلروف الىت ال‬
‫تكون ما بعدها إال مستقبال ‪ ،‬فإن كان منفيا ‪ ،‬وكانت اجلملة مشتملة على ضمري عائد‬
‫على ذى احلال ـ جاز أن تأتى بالواو ‪ ،‬وأال تأتى هبا‪.‬‬
‫وإن مل تكن مش تملة عليه ‪ ،‬فال ب ّد من ال واو ‪ ،‬وإن ك ان مثبتا ‪ ،‬مل يكن ب ّد من‬
‫الض مري ‪ ،‬وال جيوز دخ ول ال واو إال أن يش ّذ ؛ فيحفظ ‪ ،‬وال يق اس عليه حنو ق وهلم ‪:‬‬
‫وأصك عينه» ‪ ،‬أو ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من املتقارب] ‪:‬‬‫ّ‬ ‫«قمت‬
‫(‪)1‬‬
‫مالكا‬ ‫وأرهنهم‬ ‫افريهم ‪  ‬جنوت‬ ‫يت أظ‬ ‫فلما خش‬
‫ّ‬ ‫‪ 94‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وال يقضى العامل من املصادر ‪ ،‬وال من ظروف الزمان ‪ ،‬وال من ظروف املكان ‪،‬‬
‫وال من األح وال الراجعة إىل ذى ح ال واح دة ‪ ،‬أزيد من ش ىء واحد ‪ ،‬إال حبرف عطف‬
‫‪ ،‬إال أن يك ون أفعل الىت للمفاض لة ‪ ،‬فإهّن ا تعمل ىف ظ رفني من الزم ان أو املك ان ‪ ،‬وىف‬
‫حالني من ذى حال واحدة ؛ حنو قولك ‪ :‬أنت يوم اجلمعة أحسن قائما منك يوم اخلميس‬
‫قاع دا ‪ ،‬ف إن ك ان احلاالن من ذوى ح ال ‪ ،‬ج از ذلك ىف كل عامل ؛ حنو قولك ‪ :‬لقى‬
‫عمرو زيدا مصعدا منحدرا ‪ ،‬إذا كان الالقى مصعدا ‪ ،‬وامللقى منحدرا ‪ ،‬وإن كان أحد‬
‫الطرفني مشتمال علي اآلخر ‪ ،‬جاز ذلك ـ أيضا ـ ىف كل عامل ؛ حنو قولك ‪ : /‬لقيت زيدا‬
‫يوم اجلمعة غدوة ‪ ،‬فتنصب يوم اجلمعة ‪ ،‬وغدوة بلقيت على أهنما ظرفان‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لعبد اهلل بن مهام السلويل‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬وأرهنهم مالك ا» حيث دخلت ال واو على اجلملة الواقعة ح اال ‪ ،‬وهي مص درة‬
‫مؤول بأن الواو يف التقدير داخلة على مبتدإ وتقديره ‪ :‬وأنا أرهنهم مالكا‪.‬‬
‫مبضارع ‪ ،‬وهذا قليل ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إنه ّ‬
‫ينظر ‪ :‬إصالح املنطق ص ‪ ، 249 ، 231‬وخزانة األدب ‪ ، 36 / 9‬والدرر ‪ ، 15 / 4‬والشعر‬
‫والشعراء ‪ ، 655 / 2‬ومعاهد التنصيص ‪ ، 285 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 190 / 3‬وبال نسبة يف اجلىن‬
‫الداين ص ‪ ، 164‬ورصف املباين ص ‪ ، 420‬وشرح األمشوين ‪ 256 / 1‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 340‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.246 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪223 .............................................................................‬‬

‫(‬
‫والمصادر وظروف الزمان [والمكان] (‪ )1‬جيوز تقدميها على العامل كائنا ما كان‬
‫‪ )2‬إال أن يك ون العامل امسا موص وال ‪ ،‬وفعال غري متص ّرف ‪ ،‬أو يك ون املص در ض مريا‬
‫متصال‪.‬‬
‫وإن جعل العامل ص لة ملوص ول ‪ ،‬أو ص فة ملوص وف ‪ ،‬أو دخلت عليه أداة من‬
‫أدوات الص دور الىت تق ّدم ذكرها ىف ب اب الفاعل (‪ )3‬ـ مل جيز تق دميها على املوص ول ‪ ،‬وال‬
‫على املوصوف ‪ ،‬وال على شىء من تلك األدوات‪.‬‬
‫وأما تقدميها على العامل وحده ‪ :‬فجائز ‪ ،‬إال أن يكون املوصول األلف والالم ‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬
‫حرفا ناصبا ‪ ،‬فإنّه [أيضا](‪ )4‬ال جيوز تقدميها إذ ذاك على العامل وحده‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وأما الحال ‪ :‬فإن كان العامل فيها فعال ‪ ،‬أو ما جرى جمراه ـ جاز تقدميها عليه‬ ‫ّ‬
‫متصرف‪.‬‬
‫ما مل مينع من ذلك كون العامل فيها من قبيل األمساء املوصولة ‪ ،‬أو فعال غري ّ‬
‫وإن جعل الفعل العامل فيها ‪ ،‬أو ما جرى جمراه صلة ملوصول ‪ ،‬أو صفة ملوصوف‬
‫الص دور (‪ )6‬ـ مل جيز تق دميها على املوص ول ‪ ،‬وال على‬ ‫‪ ،‬أو دخل عليه أداة من أدوات ّ‬
‫املوصوف ‪ ،‬وال على شىء من تلك األدوات‪.‬‬
‫وأما تقدميها على العامل وحده ‪ :‬فجائز ‪ ،‬إال أن يكون املوصول األلف والالم ‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬
‫حرفا ناصبا ‪ ،‬فإنّه ـ أيضا ـ ال جيوز إذ ذاك تقدميها على العامل وحده‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬جيوز تق دميها على العامل كائنا ما ك ان» مث ال ذلك ‪ :‬ض ربا ض ربت ‪ ،‬وقع دة قع دت‬
‫والقرفصاء قعدت ‪ ،‬ويوم اجلمعة سرت ‪ ،‬وثالثة أيام صمت ‪ ،‬وحينا أقمت ‪ ،‬وخلفك قعدت ‪ ،‬وميال سرت‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ما مل مينع من ذلك م انع من املوانع الىت ذك رت ىف ب اب الفاع ل» مث ال ذلك ‪ :‬ما ض ربتك‬
‫ضربا ‪ ،‬وأقعد زيد خلفك؟ وأجاء زيد يوم اجلمعة؟ ال تقول ‪ :‬ضربا ما ضربتك ‪ ،‬وال ‪ :‬خلفك أقعد زيد؟ وال‬
‫‪ :‬يوم اجلمعة أجاء زيد؟‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما احلال ‪ ،‬فإن كان العامل فيها فعال أو ما جرى جمراه تقدمت عليه» مثال ذلك قولك ‪:‬‬
‫ضاحكا جاء زيد ‪ ،‬ومسرعا أنت آت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ما مل مينع من ذلك م انع من تلك املوانع» مث ال ذلك ‪ :‬ما ج اء زيد ض احكا ‪ ،‬وأج اء زيد‬
‫مسرعا؟ ال جيوز أن تقول ‪ :‬ضاحكا ما جاء زيد ‪ ،‬وال مسرعا أجاء زيد؟ أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 224‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن كان العامل فيها ليس بفعل وال جار جمراه ـ مل جيز تقدميها عليه ؛ تقول ‪ :‬زيد‬
‫ىف الدار ضاحكا ‪ ،‬وال جيوز أن تقول ‪ :‬زيد ضاحكا ىف الدار‪.‬‬
‫ولو ك ان املعم ول ظرفا ‪ ،‬جلاز تقدميه ‪ ،‬فكنت تق ول ‪ :‬زيد ي وم اجلمعة ىف ال دار ؛‬
‫بدليل قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫‪/‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 95‬ـ ت ركت بنا لوما ولو ش ئت جادنا ‪  ‬بعيد الك رى ثلج بكرم ان ناصح‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فأعمل ىف بعيد الكرى ثلجا ‪ ،‬مبا فيه من معىن الفعل ‪ ،‬وق ّدمه عليه‪.‬‬
‫وكأنه قال ‪ :‬بعيد الكرى باردا ‪ ،‬أى ‪ :‬ثغر بارد‪.‬‬
‫توس ط احلال بني ذى احلال والعامل فيه ‪ :‬فجائز حنو قولك ‪« :‬جاء راكبا زيد‬ ‫وأما ّ‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬ولقيت مسرعا زيدا» ‪ ،‬ما مل مينع من ذلك كون ذى احلال خمفوضا ‪ ،‬أو ضمريا متّصال‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬جلرير ويروى صدره ‪:‬‬
‫‪...............‬‬ ‫ئت جادنا ‪ ‬‬ ‫ركت بنا لوحا ولو ش‬ ‫ت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد ‪ :‬فيه تعلق الظرف «بعيد» باالسم اجلامد «الثلج» ملا فيه من معىن «بارد»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ،‬وشرح شواهد املغين ص ‪ 890‬مغىن اللبيب ‪.531‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪225 .............................................................................‬‬

‫باب المنصوبات‬
‫الّتى يطلبها جميع األفعال على غير اللّزوم‬
‫وهى ‪ :‬املفعول معه ‪ ،‬واملفعول من أجله‪.‬‬
‫فأما المفع ول معه ‪ :‬فهو االسم املنتصب بعد ال واو الىت مبعىن «م ع» ‪ ،‬املض ّمن معىن‬
‫املفعول به ؛ وذلك حنو قولك ‪ :‬ما صنعت وأباك ‪ ،‬أال ترى أن الواو مبعىن «مع» ‪ ،‬واألب‬
‫ىف املعىن مفع ول به ؛ كأنك قلت ‪ :‬ما ص نعت بأبيك ‪ ،‬ولو مل ت رد ه ذا املعىن ‪ ،‬لك ان‬
‫االسم الذى بعد الواو معطوفا على االسم الذى قبله‪.‬‬
‫وانتص ابه بالفعل الظ اهر املتق ّدم عليه بوس اطة ال واو ‪ ،‬وص ّح له العمل فيه مع‬
‫توس طها بينهما ؛ ألهّن ا ح رف عطف ىف األصل ‪ ،‬فعمل الفعل فيما بع دها ؛ كما عمل‬ ‫ّ‬
‫فيما بعد حرف العطف‪.‬‬
‫وال ّدليل على أهّن ا عاطفة ىف األصل ‪ :‬أهّن ا ال تقع إال ىف األماكن الىت ميكن أن تكون‬
‫فيها عاطفة على جهة احلقيقة ‪ ،‬أو اجملاز‪.‬‬
‫كاء ُك ْم ‪[ )...‬يونس ‪ ]71 :‬فحمل‬ ‫واختلف ىف قوله تعاىل ‪( :‬فَأ ْ ِ‬
‫َجمعُوا أ َْم َر ُك ْم َو ُش َر َ‬
‫قوم ‪« ،‬وشركاءكم» على أن يكون مفعوال معه ‪ ،‬ومحله قوم على أن يكون معطوفا على‬
‫مفع ول ‪« :‬أمجع وا» ‪ ،‬ومحله آخ رون على أن يك ون منص وبا بفعل مض مر ‪ ،‬والتق دير ‪:‬‬
‫وأمجعوا شركاءكم‪.‬‬
‫واألول من هذه الوجوه هو األظهر‪.‬‬
‫ولكون الواو الىت هى مبعىن ‪« :‬مع» عاطفة ىف األصل ‪ ،‬مل جيز تقدمي املفعول معه ‪،‬‬
‫متصرفا ؛ كما ال جيوز تقدمي املعطوف عليه ؛ ولذلك ـ أيضا ـ مل‬ ‫على العامل ‪ ،‬وإن كان ّ‬
‫جيز توس يطه بني الفعل والفاعل (‪ ، )1‬وإن ك ان ذلك ج ائزا ىف املعط وف ب الواو ؛ أل ّن‬
‫يتصرف ىف األصول‪.‬‬ ‫يتصرف فيها كما ّ‬ ‫الفروع ال ّ‬
‫ومسائل هذا الباب تنقسم أربعة أقسام ‪:‬‬
‫قسم يتساوى فيه أن يكون االسم مفعوال معه ‪ ،‬وأن يكون معطوفا على ‪ /‬ما تق ّدم‬
‫؛‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب املفعول معه قوىل ‪« :‬وال جيوز توسط املفعول معه» أعىن ‪ :‬أنه ال يقال ‪ :‬استوى واخلشبة املاء‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 226‬فهرس املوضوعات‬

‫وذلك إذا كانت اجلملة فعلية ‪ ،‬وتق ّدم الواو اسم يسوغ العطف عليه ؛ حنو قولك ‪ :‬جاء‬
‫الربد والطّيالسة‪.‬‬
‫وقسم يك ون االسم فيه مفع وال معه ‪ ،‬وال جيوز فيه أن يك ون معطوفا ‪ ،‬إال ىف‬
‫ض رورة ؛ وذلك ‪ :‬إذا ك انت اجلملة فعلية ‪ ،‬أو امسية مض ّمنة معىن الفعل ‪ ،‬وقبل ال واو‬
‫ض مري متّصل مرف وع غري مؤك ّد بض مري رفع منفصل ‪ ،‬وليس ىف الكالم ط ول يق وم مق ام‬
‫التأكيد ‪ ،‬أو ضمري خفض متّصل باسم ال ميكن عطف ما بعد الواو عليه ؛ حنو قولك ‪ :‬ما‬
‫صنعت وأباك ‪ ،‬وما شأنك وزيدا‪.‬‬
‫وال جيوز رفع األب ‪ ،‬وخفض زيد ‪ ،‬إال ىف الض رورة ‪ ،‬وال جيوز رفع زيد وعطفه‬
‫على الشأن‪.‬‬
‫وقسم خيتار فيه أن يكون معطوفا ‪ ،‬وجيوز فيه أن يكون مفعوال معه ‪ ،‬وذلك ‪ :‬إذا‬
‫ك انت اجلملة امسيّة متض ّمنة معىن الفعل ‪ ،‬وتق ّدم ال واو اسم ال يتع ّذر العطف عليه ؛ حنو‬
‫قولك ‪ :‬ما أنت وزيدا ‪ ،‬وما شأن عبد اهلل وزيدا ‪ ،‬واألحسن رفع زيد ىف املسألة األوىل ‪،‬‬
‫وجره ىف الثانية‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقسم يك ون االسم فيه معطوفا ‪ ،‬وال جيوز أن يك ون مفع وال معه ‪ ،‬وذلك ‪ :‬إذا‬
‫ك انت اجلملة امسيّة غري متض ّمنة معىن فعل ؛ حنو قولك ‪ :‬أنت أعلم ومالك ‪ ،‬وك ذلك ـ‬
‫كل رجل وضيعته‪.‬‬ ‫أيضا ـ ال جيوز إال العطف ‪ ،‬إذا مل يتق ّدم الواو إال املفرد ؛ حنو قوهلم ‪ّ :‬‬
‫وأما قول الشاعر [من الكامل] ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫مميال‬ ‫متيل‬ ‫أن‬ ‫ال ّدعامة‬ ‫‪ 96‬ـ أزم ان ق ومى واجلماعة كالّ ذى ‪  ‬منع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬يروي عجز البيت هكذا ‪:‬‬
‫مميال‬ ‫متيل‬ ‫أن‬ ‫الرحالة‬ ‫‪   ............‬منع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وهي الرواية اليت ذكرها البغ دادي مث ق ال ‪ :‬وه ذا ال بيت من قص يدة طويلة لل راعي النم ريي ميدح هبا‬
‫عبد امللك بن مروان وشكا فيها من السعاة ‪ ،‬وهم الذين يأخذون الزكاة من قبل السلطان وهي قصيدة جيدة‬
‫‪ ،‬كان يقول ‪ :‬من مل يرو يل من أوالدي هذه القصيدة ‪ ،‬وقصيديت اليت أوهلا ‪[ :‬من البسيط]‬
‫‪............‬‬ ‫دوا ‪ ‬‬ ‫ذي عه‬ ‫ان األحبة بالعهد ال‬ ‫ب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪227 .............................................................................‬‬

‫فإمّن ا نصب اجلماعة ؛ أل ّن قومى حممول على إضمار فعل ؛ كأنه قال ‪ :‬أزمان كان‬
‫قومى واجلماعة ؛ أال ترى أ ّن املعىن على ذلك‪.‬‬
‫وأما المفع ول من أجله ‪ :‬فهو ‪ :‬ك ّل فض لة انتص بت بالفعل ‪ ،‬أو ما ج رى جمراه ؛‬ ‫ّ‬
‫على تقدير الم العلّة ‪ ،‬ويكون معرفة ونكرة‪.‬‬
‫ويشرتط فيه أن يكون مصدرا ‪ ،‬وأن يكون مقارنا للفعل الذى ينصبه ىف الزمان ‪،‬‬
‫وأن يك ون فعال لفاعل الفعل املعلّل (‪ ، )1‬إال أن يك ون املراد به التّش بيه ‪ ،‬ف إن نقص من‬
‫ه ذه الش روط ش ىء ىف املص در غري التش بيهى ‪ ،‬مل يصل الفعل إليه إال بالم العلّة ‪ /‬؛ حنو‬
‫قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اىن ومل أطلب قليل من املال‬ ‫عى ألدىن معيشة ‪  ‬كف‬ ‫فلو أ ّن ما أس‬ ‫‪ 97‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫ويف ال بيت ش اهدان ‪ :‬األول ‪ :‬نصب «اجلماع ة» على املفع ول معه ؛ ألن «ق ومي» حمم ول على إض مار فعل ؛‬
‫واملعىن كأنه قال ‪ :‬أزمان كان قومي واجلماعة‪.‬‬
‫الثاين ‪ :‬إضمار «كان» الناقصة بعد شبه «لدن» ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬أزمان كان قومي واجلماعة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 145 / 3‬والدرر ‪ 89 / 2‬وشرح التصريح ‪ 195 / 1‬والكتاب ‪305 / 1‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪.99 / 2‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب املفعول من أجله قوىل ‪[ :‬أن يكون فعال لفاعل الفعل املعلل] وذلك حنو قمت إجالال لك ‪ ،‬أعىن‬
‫‪ :‬أن إجالال قد اس توىف الش روط الثالثة ؛ أال ت رى أنه مص در ‪ ،‬وأنه فعل للمتكلم ؛ كما أن «ق ام» فعل‬
‫للمتكلم أيضا ‪ ،‬وأن اإلجالل اقرتن بالقيام ىف واحد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬المرئ القيس وقال بعده ‪:‬‬
‫ايل‬ ‫درك اجملد املؤثل أمث‬ ‫عى جملد مؤثل ‪  ‬وقد ي‬ ‫ولكنما أس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه ‪ :‬أن «أدىن» ليس مبصدر ‪ ،‬ولذلك وصل الفعل «أسعى» إليه بالم العلة‪.‬‬
‫ويف ال بيت ش اهد آخر يف قوله ‪« :‬كف اين ومل أطلب قلي ل» ‪ ،‬حيث ج اء قوله ‪« :‬قلي ل» ف اعال لـ‬
‫«كف اين» ‪ ،‬وليس ال بيت من ب اب التن ازع ‪ ،‬ألن من ش رط التن ازع ص حة توجه كل واحد من الع املني إىل‬
‫املعمول املتأخر مع بقاء املعىن صحيحا ‪ ،‬واألمر ههنا ليس كذلك ‪ ،‬ألن القليل ليس مطلوبا‪.‬‬
‫وحتقيق املس ألة ‪ :‬ذهب الكوفي ون إىل إعم ال األول واس تدلوا مبثل ال بيت وق الوا الش اعر فص يح وقد‬
‫أعمل األول بال ضرورة إذ لو أعمل الثاين مل ينكسر عليه الوزن وال غريه وأيضا لو أعمل الثاين مل يلزمه حمذر‬
‫إذ ك ان يك ون الفاعل مض مرا يف كف اين فاخت ار إعم ال األول ‪ ،‬مع أنه لزمه ش يء غري خمت ار باالتف اق وهو‬
‫حذف املفعول من الثاين وفيه دليل على أن إعمال األول خمتار عند الفصحاء ؛ إذ العاقل ال خيتار أحد األمرين‬
‫مع لزوم مشقة ومكروه له يف ذلك األمر دون األمر اآلخر إال لزيادة ذلك الذي اختاره يف احلسن على الوجه‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 228‬فهرس املوضوعات‬

‫فأدىن ليس مبصدر ؛ ولذلك وصل الفعل إليه بلم العلّة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ل‬ ‫املتفض‬
‫ّ‬ ‫رت لبسة‬ ‫الس‬
‫دى ّ‬ ‫وم ثياهبا ‪  ‬ل‬ ‫فجئت وقد نضت لن‬ ‫‪ 98‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫وأجاب البصريون بأن هذا االستدالل إمنا يصح إذا كان هذا البيت من باب التنازع وليس منه لفساد‬
‫املعىن ‪ ،‬وبيانه مبىن على مقدمة وهي ‪ :‬أن «لو» تنفي شرطها وجزاءها ‪ ،‬سواء كانا مثبتني أو منفيني فإن كانا‬
‫مثبتني وجب انتفاؤمها حنو ‪ :‬لو كان يل مال حلججت به‪ .‬فاحلج ووجود املال منفيان‪ .‬وإن كانا منفيني وجب‬
‫ثبوهتما ألن نفي النفي إثبات حنو ‪ :‬لو مل تزرين مل أكرمك‪ .‬فالزيارة واإلكرام مثبتان‪.‬‬
‫وإن ك ان أح دمها مثبتا دون اآلخر وجب ثب وت املنفي ‪ ،‬وانتف اء املثبت حنو ‪ :‬لو مل تش تمين أكرمتك‬
‫ولو شتمتين مل أكرمك‪.‬‬
‫فرجعنا إىل بيان فساد معىن البيت لو كان من التنازع فنقول ‪ :‬أوله ‪ :‬فلو أن ما أسعى ألدىن معيشة‪.‬‬
‫وقوله ‪« :‬أن ما أس عى ألدىن معيش ة» ش رط «ل و» أي ‪ :‬لو ثبت أن س عىي ألدىن معيشة ‪ ،‬فيك ون املعىن ‪ :‬مل‬
‫يثبت أن س عىي ألدىن معيشة ‪ ،‬أي أن طلىب لقليل من املال وقوله ‪ :‬كف اين ج زاء «ل و» وقوله «مل أطلب قليل‬
‫من املال» عطف عليه ‪ ،‬فيك ون حكمه حكم اجلواب ‪ ،‬فيك ون ع دم طلب قليل من املال منتفيا أي ثبت أن‬
‫طليب لقليل من املال ‪ ،‬وهو إثب ات ملا نف اه بعينه يف املص راع األول فيك ون تناقضا ‪ ،‬فيفسد املعىن من وجهني ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬أنه لو أعمل الثاين لكان التقدير فيه كفاين قليل ومل أطلب قليال من املال وهذا متناقض ألنه خيرب تارة‬
‫بأن سعيه ليس ألدىن معيشة ‪ ،‬وتارة خيرب بأنه يطلب القليل وذلك متناقض‪ .‬والثاين أنه قال يف البيت الذي بعده‬
‫‪« :‬ولكنما أسعى» ‪ ..‬فلهذا أعمل األول ومل يعمل الثاين‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 39‬واإلنص اف ‪ ، 84 / 1‬وت ذكرة النح اة ص ‪ ، 339‬وخزانة األدب ‪، 327 / 1‬‬
‫‪ ، 462‬والدرر ‪ ، 322 / 5‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 296‬وشرح شواهد املغين ‪/ 2 ، 342 / 1‬‬
‫‪ ، 642‬وشرح قطر الندي ص ‪ ، 199‬والكتاب ‪ ، 79 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 35 / 3‬ومهع اهلوامع ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 110‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪ ، 602 / 3 ، 201 / 1‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 880 / 2‬ومغين‬
‫اللبيب ‪ ، 256 / 1‬واملقتضب ‪.76 / 4‬‬
‫(‪ )1‬البيت المرئ القيس‬
‫ويف ال بيت ش اهدان ‪ ،‬أوهلما قوله ‪« :‬لن وم» حيث ج ره بالم التعليل ومل ينص به على املفع ول ألجله ؛‬
‫ألن «النوم» وإن كان علة خللع الثياب ‪ ،‬فإن وقت اخللع قبل وقته ‪ ،‬فلما اختلفا يف الوقت جر بالالم‪.‬‬
‫وثانيهما قوله ‪« :‬وقد نضت» حيث جاء املاضي املثبت املتصرف غري التايل «إال» العاري من الضمري‬
‫الواقع حاال ‪ ،‬جاء مقرتنا بـ «الواو» و «قد»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 78 / 3‬شرح شذور الذهب ص ‪ ، 297‬شرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 453‬ولسان‬
‫العرب (نضا) ‪ ،‬وشرح األمشوين ‪ ، 206 / 1‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 227‬ومهع اهلوامع ‪، 194 / 10‬‬
‫‪.247‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪229 .............................................................................‬‬

‫فوصل نضت لن وم بالم العلّة ‪ ،‬وإن ك ان مص درا ملا مل يكن مقارنا له ىف الزم ان ؛‬
‫أل ّن النّضو وقع ‪ ،‬والنوم فيما يستقبل‪.‬‬
‫حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فور بلّله القطر‬ ‫‪  ‬كما انتفض العص‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 99‬ـ وإىّن لتع روىن ل ذكراك ه ّزة‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فال ذكر مص در ووصل إليه الفعل بالم العلّة ‪ ،‬ملا ك ان فاعله املتكلّم ‪ ،‬وفاعل تع رو‬
‫اهلزة‪.‬‬
‫ّ‬
‫فأما قول األعشى [من السريع] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫رف طمر‬ ‫اة وط‬ ‫أس رنون‬ ‫ّدت عليه امللك أطناهبا ‪  ‬ك‬ ‫م‬ ‫‪ 100‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فليس امللك مفع وال من أجله ؛ بل مفع ول به منص وب مب ّدت ‪ ،‬وأطناهبا ب دل منه ‪،‬‬
‫وأنّث محال على معىن اخلالفة‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬فرتة‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت أليب صخر اهلذيل‪.‬‬
‫و «لتعروين» ‪ :‬لتأتيين وتأخذين ‪ ،‬أو ‪ :‬لرتعدين‬
‫ذكر ذلك البغ دادي يف اخلزانة وق ال أيضا ‪ :‬اهلزة (ب الفتح) ‪ :‬احلركة ‪ ،‬يق ال ‪ :‬ه ززت الش يء ‪ :‬إذا‬
‫حركته أي ‪ :‬تأتيين وتأخذين حركة نتيجة للسرور احلاصل من الذكرى و «انتفض» ‪ :‬حترك ‪ ،‬يقال ‪ :‬نفضت‬
‫الثوب والشجر ‪ :‬إذا حركته ليسقط ما فيه‪.‬‬
‫وبله يبله باّل إذا نداه باملاء وحنوه‪.‬‬
‫و «القطر» ‪ :‬املطر‪.‬‬
‫والش اهد فيه ‪« :‬ل ذكراك» وهو مص در ‪ ،‬وصل إليه الفعل بالم العلة ؛ ملا ك ان فاعله املتكلم ‪ ،‬وفاعل‬
‫تعرو «اهلزة»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األغاين ‪ ، 170 ، 169 / 5‬اإلنصاف ‪ ، 253 / 1‬وخزانة األدب ‪، 255 ، 254 / 3‬‬
‫‪ ، 260 ، 257‬والدرر ‪ ، 79 / 3‬وشرح أشعار اهلذليني ‪ ، 957 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 336 / 1‬ولسان‬
‫العرب (رمث) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 67 / 3‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 29 / 7‬وأمايل ابن احلاجب‬
‫‪ ، 648 ، 646 / 2‬وأوضح املسالك ‪ ، 227 / 2‬وشرح األمشوين ‪ ، 216 / 1‬وشرح شذور الذهب ص‬
‫‪ ، 298‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 361‬وشرح قطر الندي ص ‪ ، 228‬وشرح املفصل ‪ ، 67 / 2‬ومهع اهلوامع‬
‫‪.194 / 1‬‬
‫(‪ )3‬البيت البن أمحر وليس لألعشى‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 62‬لسان العرب (ملك) ‪( ،‬رنا) ‪ ،‬وهتذيب اللغة ‪ ، 226 / 15‬ومجهرة اللغة‬
‫ص ‪ ، 1216‬ومقاييس اللغة ‪ ، 443 / 2‬وجممل اللغة ‪ ، 423 / 2‬وأساس البالغة (رنو) ‪ ،‬وتاج العروس‬
‫(ملك) ‪( ،‬رنا) ‪ ،‬وبال نسبة يف مجهرة اللغة ص ‪.806‬‬
‫‪ ............................................................................. 230‬فهرس املوضوعات‬

‫باب المنصوبات عن تمام ما يطلبها‬


‫وهى ‪ :‬التّمييز ‪ ،‬واملستثىن‪.‬‬
‫فأما‬
‫مفس ر ملا انبهم من الذوات ‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كل اسم نكرة منصوب ّ‬ ‫فأما التمييز ‪ ،‬فهو ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫ق ول بعض الع رب ‪« :‬العش رون ال ّدرهم ‪ ،‬واخلمسة عشر ال ّدرهم» ‪ ،‬ف األلف والالم‬
‫الداخلة على الدرهم زائدة فيه ؛ وكذلك قول الشاعر [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫هاد‬ ‫بالش‬
‫ّرب يلبك ّ‬ ‫اب ال‬ ‫يزى مالء ‪  ‬لب‬ ‫الش‬
‫إىل ردح من ّ‬ ‫‪ 101‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الرب منصوب مبالء بعد إسقاط حرف اجلر ‪ ،‬أى ‪ :‬مالء بلباب الرب‪.‬‬ ‫لباب ّ‬
‫ويكون انتصابه ‪ّ :‬إما عن متام االسم ‪ ،‬وإما عن متام الكالم ‪:‬‬
‫مفس ر ملبهم ‪ ،‬ينط وى عليه الكالم ؛ حنو‬
‫فاملنتصب عن متام الكالم ‪ :‬هو ك ّل متي يز ّ‬
‫مفسر للمالئ اإلناء ‪ ،‬الذى‬
‫قولك ‪ :‬امتأل اإلناء ماء ‪ ،‬وتصبّب زيد عرقا ؛ أال ترى أ ّن ماء ّ‬
‫انطوى عليه قولك ‪ :‬امتأل اإلناء‪.‬‬
‫وهو نوعان ‪ :‬منقول ‪ ،‬وغري منقول ‪:‬‬
‫واملنقول ‪ :‬ما كان منه ‪ /‬قبل النّقل مفردا ‪ ،‬بقى على إفراده ‪ ،‬وما كان منه جمموعا‬
‫‪ ،‬بقى على مجعيته ‪ ،‬وإن شئت أفردته ‪ ،‬وال جيوز دخول «من» عليه‪.‬‬
‫وغري املنقول ‪ :‬إن مل يكن اسم جنس ‪ ،‬كان على حسب املبهم الذى هو تفسري له‬
‫من إفراد ‪ ،‬أو تثنية ‪ ،‬أو مجع ‪ ،‬وال جيوز دخول «من» عليه‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب املنص وبات الىت يطلبها الفعل على ع دم الل زوم ق وىل ‪« :‬مفسر ملا انبهم من ال ذوات» حترزت‬
‫ب ذلك من احلال ؛ فإهنا مفس رة ملا انبهم من اهليئ ات ؛ أال ت رى أنك إذا قلت ‪ :‬عن دى عش رون درمها بينت‬
‫بقولك ‪« :‬درمها» حقيقة العش رين وذاهتا ما هى ‪ ،‬وإذا قلت ‪ :‬ج اء زيد ض احكا بينت بقولك ‪« :‬ض احكا»‬
‫اهليئة الىت كان عليها زيد وقت اجملىء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬ألمية بن أيب الصلت ونسب أليب الصلت والبن الزبعرى‪.‬‬
‫الشاهد ‪ :‬قوله ‪« :‬لباب الرب» حيث جاء التمييز مضافا إىل مميزه وحقه التنكري‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬دي وان أمية بن أيب الص لت ص ‪ ، 27‬وأس اس البالغة ص ‪( 159‬ردح) ‪ ،‬ومجه رة اللغة ص‬
‫‪ ، 502‬ومسط الآليل ص ‪ ، 363‬ولس ان الع رب (ردح) ‪( ،‬رجح) ‪( ،‬ش هد) ‪( ،‬لب ك) ‪( ،‬رذم) ‪ ،‬واملع اين‬
‫الكبري ‪ ، 380 / 1‬وأليب الصلت يف املستقصى ‪ ، 281 / 1‬وألمية أو أليب الصلت يف الدرر ‪، 249 / 1‬‬
‫والبن الزبعري يف لسان العرب (شيز) ‪ ،‬وبال نسبة يف مجهرة اللغة ص ‪.812‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪231 .............................................................................‬‬

‫وإن ك ان اسم جنس ‪ ،‬ج از دخ ول «من» عليه ‪ ،‬ومل جيز تثنيته وال مجعه ‪ ،‬إال ىف‬
‫باب ‪ :‬نعم ‪ ،‬وبئس ؛ فإنّه يكون على حسب املمدوح ‪ ،‬أو املذموم من إفراد أو تثنية ‪ ،‬أو‬
‫الزي دان ‪ ،‬ونعم رج اال الزي دون» ‪ ،‬وال‬ ‫مجع ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬نعم رجال زيد ‪ ،‬ونعم رجلني ّ‬
‫جيوز دخول «من» عليه ‪ ،‬إاّل ىف ضرورة شعر ‪ ،‬أو شذوذ من الكالم‪.‬‬
‫واملنتصب عن متام االسم ‪ :‬ال جيىء إال بعد عدد ‪ ،‬حنو ‪ :‬عشرين درمها ‪ ،‬أو مقدار‬
‫‪ ،‬أو شبيه به ‪ ،‬واملقادير ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫كرب را ‪ ،‬أو رطل مسنا ‪ ،‬وذراع ثوبا‬ ‫مكيالت ‪ ،‬وموزون ات ‪ ،‬وممس وحات ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫‪ ،‬وما ىف السماء موضع راحة سحابا ‪ ،‬وعليه شعر كلبني ذنبا‪.‬‬
‫وقد جيىء ىف غري املق ادير ؛ ومن ذلك ق وهلم ‪ :‬ىل مثله رجال ‪ ،‬فنص بوا رجال ؛‬
‫حلجز اإلضافة بينه وبني «مثل»‪.‬‬
‫وإن مل يكن ممّا تق ّدم من املقادير ؛ ومن ذلك قول األعشى [جمزوء الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اره‬ ‫اره ‪  ‬يا جارتا ما أنت ج‬ ‫انت لتحزننا عف‬ ‫ب‬ ‫‪ 102‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫نصب على التمييز ؛ بدليل دخول «من» على مثله ؛ ىف قول اآلخر [من السريع] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ّذراع‬ ‫اف رحب ال‬ ‫يّد ‪  ‬موطّأ األكن‬ ‫يّدا ما أنت من س‬ ‫يا س‬ ‫‪ 103‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬الش اهد ‪ :‬فيه قوله ‪« :‬ج ارة» ؛ حيث وقع متي يزا ال ح اال ب دليل دخ ول «من» عليه يف بعض الش واهد ؛‬
‫كما سيتضح ذلك يف الشاهد الذي يليه‪ .‬ويروى البيت جبعل الصدر عجزا والعجز صدرا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 203‬وخزانة األدب ‪ 308 / 3‬ـ ‪9 ، 250 / 7 ، 488 ، 486 / 5 ، 310‬‬
‫‪ ، 240 /‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 193‬ولسان العرب (بشر) ‪( ،‬جور) ‪( ،‬عفر) ‪ ،‬واملقاصد النحوية‬
‫‪ ، 638 / 3‬وبال نسبة يف رصف املباين ص ‪ ، 452‬وشرح األمشوين ‪ ، 252 / 1‬وشرح شذور الذهب ص‬
‫‪ ، 335‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 347‬وشرح عمدة احلافظ ‪ ، 435‬والصاحيب يف فقه اللغة ص ‪.171‬‬
‫(‪ )2‬البيت للسفاح بن بكري بن معدان الريبوعي من قصيدة يرثي هبا حيىي بن شداد بن ثعلبة بن بشر أحد بين‬
‫ثعلبة ونسب لرجل من بين مريع يرثي هبا حيىي بن ميسرة‪.‬‬
‫موطأ البيت ‪ :‬بيته مذلل لألضياف‪.‬‬
‫الرحيب ‪ :‬الواسع ‪ ،‬واملعىن أنه واسع البسيطة كثري العطاء سهل ال حاجز دونه‪.‬‬
‫ويف البيت شاهدان ‪ :‬األول ‪ :‬قوله ‪« :‬من سيد» ؛ حيث إن دخول «من» يف هذه العبارة يدل على‬
‫أن النكرة الواقعة بعدها متييز ال حال ؛ إذ التمييز على معىن «من» ‪ ،‬أما احلال فهو على معىن «يف»‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 232‬فهرس املوضوعات‬

‫و «من» إمنا تدخل على التمييز ‪ ،‬ال على احلال‪.‬‬


‫ومتام االسم ‪ :‬إما بن ون ؛ حنو ‪ :‬عش رين ‪ ،‬أو بتن وين ؛ حنو ‪ :‬رطل ‪ ،‬أو مبض اف ؛‬
‫حنو ‪ :‬شعر كلبني ‪ ،‬وحنو ‪ :‬مثله وأو بتقدير تنوين ؛ وذلك ىف املبنيّ ات ؛ حنو ‪ :‬أحد عشر‬
‫تفس ر به املق ادير واألع داد ‪ ،‬إال أ ّن ما ي أتى منه‬
‫‪ ،‬وحنو ‪ :‬دخ ول «من» على مجيع ما ّ‬
‫رد إىل أص له ؛ فيجمع ويع ّرف‬ ‫تفس ريا لع دد ‪ ،‬فإنه ال جيوز دخ ول «من» عليه حىت ي ّ‬
‫باأللف والالم (‪.)1‬‬
‫وال جيوز تقدمي التمييز (‪ ، )2‬وأما توسيطه فجائز ؛ ومن ذلك قول زفر بن احلارث ‪/‬‬
‫(‪[ )3‬من الوافر] ‪:‬‬
‫رج اجمليل‬ ‫رى منهم دما م‬ ‫نط اعن عنهم األق ران حىّت ‪  ‬ج‬ ‫‪ 104‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫؛ حنو ‪ :‬أحد ‪ ،‬وعريب ‪ ،‬وال باألمساء‬ ‫(‪)4‬‬


‫املختصة بالنفى‬
‫ّ‬ ‫وال يكون التمييز باألمساء‬
‫املتو ّغلة ىف البناء ‪ ،‬وال باألمساء املتوغلة ىف اإلهبام‪.‬‬
‫__________________‬
‫والشاهد الثاين ‪ :‬قوله ‪« :‬يا سيدا» ؛ حيث نصب املنادى النكرة املقصودة للضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 98 ، 96 ، 95 / 6‬وال درر ‪ ، 23 / 3‬وش رح اختي ارات املفضل ص‬
‫‪ ، 1363‬وشرح التصريح ‪ ، 399 / 1‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 195‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪3‬‬
‫‪ ، 185 /‬وخزانة األدب ‪ ، 308 / 3‬والدرر ‪ ، 234 / 5 ، 35 / 4‬وشرح شذور الذهب ص ‪، 336‬‬
‫وشرح قطر الندى ص ‪ ، 320‬ومهع اهلوامع ‪.90 / 2 ، 173 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬حىت ي رد إىل أص له من اجلمعيّ ة» مث ال ذلك قولك ‪ :‬عن دى عش رون درمها ‪ ،‬ف إن أدخلت‬
‫«من» قلت ‪ :‬عشرون من الدراهم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال جيوز تقدمي التمييز» أعىن ‪ :‬أنه ال جيوز أن يقال ‪ :‬أعرقا تصبب زيد؟ أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬زفر بن احلارث بن عبد عمرو بن معاذ الكاليب ‪ ،‬أبو اهلذيل ‪ :‬أمري ‪ ،‬من التابعني ‪ ،‬من أهل اجلزيرة ‪ ،‬كان‬
‫كبري قيس يف زمانه ‪ ،‬شهد صفني مع معاوية أمريا على أهل قنسرين ‪ ،‬وشهد وقعة مرج داهط مع الضحاك بن‬
‫قيس الفهري وقتل الضحاك فهرب زفر إىل قرقيسيا‪ .‬وظل متحصنا فيها حىت مات ‪ ،‬وكانت وفاته يف خالفة‬
‫عبد امللك بن مروان سنة ‪ 75‬ه‍‪.‬‬
‫والشاهد يف البيت توسط التمييز «دما» بني الفعل «جرى» ‪ ،‬والفاعل «مرج اجمليل» ؛ وهو جائز‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 393 / 1‬اليافعي ‪ ، 221 / 2‬الشذارات ‪ ، 215 / 2‬األعالم ‪45 / 3‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال يك ون التمي يز باألمساء املختصة ب النفى ‪ »...‬إىل آخ ره أعىن ‪ :‬أنه ال يق ال ‪ :‬ما عن دى‬
‫عش رون أح دا ‪ ،‬وس بب ذلك ‪ :‬أن األمساء املختصة ب النفى ش ديدة اإلهبام ؛ فال يك ون فيها تب يني ل ذلك ‪،‬‬
‫وك ذلك األمساء املتو ّغلة ىف البن اء ما ك ان منها نك رة ‪ ،‬فهو ش ديد اإلهبام ‪ :‬فال حيصل به تب يني ‪ ،‬ال تق ول ‪:‬‬
‫عن دى عش رون من ‪ ،‬وال عش رون ما ‪ ،‬وما ك ان منها معرفة ‪ ،‬فال يتميّز به ‪ ،‬ألن التمي يز ال يك ون إال نك رة‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪233 .............................................................................‬‬

‫وأما االس تثناء ‪ ،‬فهو ‪ :‬إخ راج الث اىن مما دخل فيه األول ب أداة من األدوات الىت‬
‫ّ‬
‫جعلها العرب لذلك‪.‬‬
‫وهى ‪ :‬إحدى عشرة أداة ‪ ،‬إال وهى حرف (‪ ، )1‬وحاشا ‪ ،‬وحشا ‪ ،‬وخال ‪ ،‬وعدا‬
‫(‪)4‬‬
‫جرت ما بعدها (‪ ، )2‬وأفعال إذا نصبته (‪ ، )3‬إال أ ّن النصب حباشا‬
‫‪ ،‬وهى حروف إذا ّ‬
‫الشيطان وابن اإلصبع ‪ ،‬واخلفض خبال ‪ ،‬وعدا قليل»‪.‬‬ ‫قليل ؛ ومنه قوهلم ‪« :‬حاشا ّ‬
‫وليس وال يكون ‪ ،‬ومها فعالن‪.‬‬
‫فإن دخلت «ما» على خال وعدا ‪ ،‬مل يكونا إال فعلني إن كانت «ما» مصدريّة ‪،‬‬
‫فإن كانت زائدة ‪ ،‬جاز اخلفض هبما ؛ فيكونان إذ ذاك حرفني ‪ ،‬وهو قليل ج ّدا‪ .‬وغري ‪،‬‬
‫وسوى بضم السني وكسرها ‪ ،‬وسواء بفتحها واملد ‪ ،‬وهى أمساء (‪.)5‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب االستثناء قوىل ‪« :‬إال وهي حرف» الدليل على أهنا حرف ‪ :‬أهنا ال موضع هلا من االعراب‪ .‬أه‪.‬‬
‫جرت ما بعدها» الدليل على أهنا حروف ‪ :‬أنه ال‬ ‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وحاشا وخال وعدا ‪ ،‬وهى حروف إذا ّ‬
‫ميكن أن تكون أفعاال ؛ أل ّن األفعال ال تعمل خفضا ‪ ،‬وال ميكن أن تكون امسا ؛ بدليل أهنا ال تباشر العوامل ‪،‬‬
‫ال تق ول ‪ :‬ق ام حشا زيد ؛ كما تق ول ‪ :‬ق ام غري زيد ‪ ،‬وك ذلك س ائر أخواهتا ‪ ،‬وال ينبغى أن حتمل على أهنا‬
‫ظ روف ؛ ألهنا ليست أمساء زم ان وال مك ان ‪ ،‬والظ روف ال تنق اس إال ىف ه ذين الص نفني ‪ ،‬وما ع دا ذلك ال‬
‫جيعل ظرفا إال بدليل ‪ ،‬وقد عدم ههنا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأفعال إذا نصبت» الدليل على أهنا إذا نصبت أفعال ‪ :‬أنه ال ختلو من أن تكون أفعاال أو‬
‫أمساء أو ح روف اس تثناء ؛ فال ميكن أن تك ون أمساء ؛ النتص اب ما بع دها مع أهنا ليست من قبيل األمساء‬
‫العاملة ‪ ،‬وال ميكن أن تك ون ح روف اس تثناء ؛ ألهنا لو ك انت حروفا ‪ ،‬جلاز أن تق ول ‪ :‬ما ق ام حاشى زيد ‪،‬‬
‫ف رتفع ما بع دها ؛ كما تق ول ‪ :‬ما ق ام إال زيد ؛ فلما مل جيز ذلك ىف «حاش ى» وأخواهتا ‪ ،‬دل ذلك على أهنا‬
‫ليست حروفا ‪ ،‬ومبثل ذلك يستدل على أن ‪ :‬ليس ‪ ،‬وال يكون فعالن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬حاشي‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وغري وس وى بضم السني وكس رها وس واء بفتحها واملد وهى أمساء» ‪ ،‬أما «غ ري» فالدليل‬
‫على أهنا اسم تأثري عوامل األمساء فيها ‪ ،‬وأما سوى بضم السني وكسرها وفتحها مع املد ‪ ،‬فال ميكن أن تكون‬
‫فعال ؛ خلفض ها ما بع دها ‪ ،‬واألفع ال ال تعمل خفضا ؛ فلم يبق إال أن تك ون امسا أو حرفا ‪ ،‬فجعلناها امسا‬
‫لدخول اخلافض عليها ىف الضرورة ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫وائكا‬ ‫دت من أهلها لس‬ ‫اقىت ‪  ‬وما قص‬ ‫ّو اليمامة ن‬ ‫جتانف عن ج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[تقدم يف هامش الكتاب يف ص ‪ ]218‬أه‪.‬‬


‫‪ ............................................................................. 234‬فهرس املوضوعات‬

‫ِ َّ ِ ِ‬
‫فأما قوله تع اىل ‪( :‬إن عب ادي ل َْي َ‬
‫س‬ ‫‪ّ ،‬‬ ‫واملخ رج ‪ ،‬ال يك ون إال النّصف فما دونه‬
‫(‪)1‬‬

‫َك علَي ِهم سلْطا ٌن إِاَّل م ِن َّاتبع َ ِ‬


‫ين) [احلجر ‪ ]42 :‬ومعلوم أ ّن الغاوين أكثر من‬ ‫ك م َن الْغا ِو َ‬ ‫َ ََ‬ ‫لَ َْ ْ ُ‬
‫يتخرج على أنه (‪ )2‬يريد بالعباد غري الغاوين ‪ ،‬وتكون اإلضافة تشريفا هلم ‪،‬‬ ‫غريهم ‪ ،‬فإنّه ّ‬
‫ويكون االستثناء منقطعا‪.‬‬
‫وال يكون املخرج إال خمتصا لو قلت ‪ :‬قام القوم إال رجاال ‪ ،‬مل جيز ‪ ،‬وال يكون ـ‬
‫أيضا ـ املخرج منه إال خمتصا لو قلت ‪ :‬قام رجال إال زيدا ‪ ،‬مل جيز‪.‬‬
‫واالسم الواقع بعد «إال» ال خيلو من أن يك ون قبله عامل م ّف رغ للعمل فيه ‪ ،‬أو ال‬
‫املفرغ رافعا ‪ ،‬أو ناصبا ‪ ،‬أو خافضا ‪ ،‬فإن كان‬ ‫فإما أن يكون العامل ّ‬ ‫يكون ‪ ،‬فإن كان ‪ّ :‬‬
‫رافعا عمل فيه ؛ وذلك حنو قولك ‪ :‬ما ق ام إال زيد وإن ك ان ناص با أو خافضا ‪ :‬فإما أن‬
‫يك ون معموله حمذوفا أو ال يك ون ‪ :‬ف إن مل يكن له معم ول حمذوف ‪ ،‬ك ان االسم ال ذى‬
‫بعد إال على حسب ذلك العامل ؛ وذلك حنو قولك ‪ :‬ما ض ربت إال زي دا ‪ ،‬وما م ررت‬
‫إال بزيد ‪ ،‬وإن كان معموله حمذوفا ‪ ،‬كان االسم الذى بعد «إال» منصوبا على االستثناء‬
‫؛ ومن ذلك قوله ‪[ /‬من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ئزرا‬ ‫يف وم‬ ‫‪ 105‬ـ جنا س امل والنّفس منه بش دقه ‪  ‬ومل ينج إال جفن س‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬ومل ينج شىء إال جفن سيف‪.‬‬


‫فإما أن يك ون الكالم ال ذى قبلها‬
‫وإن مل يكن قبل إال عامل مف ّرغ ملا بع دها ‪ّ ،‬‬
‫موجبا‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واملخرج ال يكون إال النصف فما دونه» مثال ما استثىن منه النصف قولك ‪:‬‬
‫عن دى عش رة إال مخسة ‪ ،‬وميكن أن يك ون من ذلك قوله تع اىل ‪( :‬قُ ِم اللَّْي َل إِاَّل قَلِيالً) [املزمل ‪، 2 :‬‬
‫‪ ]3‬واألحسن ىف كالمهم ‪ :‬أن يكون املخرج ما دون النصف ؛ حنو قولك ‪ :‬عندى عشرة إال اثنني‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬أن‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬حلذيفة بن أنس اهلذيل‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬ومل ينج إال جفن س يف» حيث نصب االسم بعد إال ‪ ،‬والتق دير ‪ :‬ومل ينج ش يء‬
‫إال جفن سيف‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح أشعار اهلذليني ‪ ، 558 / 2‬والعقد الفريد ‪ ، 244 / 5‬ولسان العرب (جفن) ‪ ،‬وأليب‬
‫خ راش اهلذيل يف لس ان الع رب ‪ ، 234 / 6‬وبال نس بة يف ت ذكرة النح اة ص ‪ ، 526‬ومجه رة اللغة ص‬
‫‪ ، 1319‬ورصف املباين ص ‪ ، 86‬الصاحيب يف فقه اللغة ص ‪ ، 136‬ولسان العرب (جنا) ‪ ،‬واملعاين الكبري‬
‫ص ‪.972‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪235 .............................................................................‬‬

‫أو منفيا ‪ :‬فإن كان موجبا ‪ ،‬جاز ىف االسم الواقع بعد «إال» وجهان ‪:‬‬
‫أفصحهما ‪ :‬نصبه على االستثناء‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أن جتعله مع «إال» تابعا لالسم الذى قبله ؛ فتقول ‪« :‬قام القوم إال زيدا‬
‫(‪ ، )1‬برفع زيد وبنصبه‪.‬‬
‫وإن ك ان منفيا لفظا أو معىن ‪ ،‬ف إن ك ان االسم ال ذى قبلها منص وبا بال النافية ‪،‬‬
‫ج از ىف االسم الواقع بع دها أربعة أوجه ؛ أفص حها ‪ :‬النصب على االس تثناء ‪ ،‬أو رفعه‬
‫ب دال على املوضع ‪ ،‬ودوهنما النصب على أن يك ون إال مع ما بع دها نعتا لالسم ال ذى‬
‫قبلها على اللفظ ‪ ،‬والرفع على أن تك ون مع ما بع دها نعتا له على املوضع ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫«ال رجل ىف الدار إال زيدا» برفع زيد ‪ ،‬ونصبه‪.‬‬
‫وإن كان جمرورا بالباء الزائدة ‪ ،‬أو من الزائدة ‪ ،‬جاز ىف االسم الواقع بعدها أربعة‬
‫أوجه ‪ ،‬أفص حها ‪ :‬النّصب على االس تثناء ‪ ،‬أو اإلب دال على املوضع ‪ ،‬ف إن ك ان منص وبا‬
‫نصبته ‪ ،‬وإن كان مرفوعا رفعته ‪ ،‬ودوهنما النّعت على اللفظ ؛ فيخفض‪.‬‬
‫أو على املوضع ؛ ف ريفع أو ينصب على حسب املوضع ؛ وذلك [حنو](‪ )2‬قولك ‪:‬‬
‫«ليس زيد بشىء إال شىء ال يعبأ به» ‪ ،‬بنصب شىء وخفضه‪.‬‬
‫«وما أنت بش ىء إال ش ىء ال يعبأ ب ه» ‪ ،‬برفع ش ىء ونص به وخفضه ‪ ،‬إن ق درت‬
‫«ما» متيميّة‪.‬‬
‫وك ذلك ـ أيضا ـ إن ق درهتا حجازيّة الس تواء اللغ تني مع إال ؛ فنحو [قول ك](‪: )3‬‬
‫«ما ج اءىن من أحد إال زي دا» ‪ ،‬برفع زيد ‪ ،‬ونص به ‪ ،‬وخفضه ‪ ،‬و «ما ض ربت من أحد‬
‫إال زيدا» ‪ ،‬بنصب زيد وخفضه‪.‬‬
‫وإن مل يكن االسم الذى قبلها معموال لشىء ممّا ذكر ‪ ،‬جاز ىف االسم الواقع بعدها‬
‫‪ ،‬ثالثة أوجه ‪:‬‬
‫أفصحها ‪ :‬أن يكون بدال ‪ ،‬فيكون إعرابه على حسب إعراب االسم الذى قبله ‪،‬‬
‫مث‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬زيدا زيدا‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )3‬سقط يف ط‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 236‬فهرس املوضوعات‬

‫يليه أن يكون منصوبا على االستثناء ‪ ،‬ودوهنما ‪ :‬أن جتعله مع «إال» نعتا ملا قبله ؛ فيكون‬
‫إعرابه ـ أيضا ـ على حسب إعرابه ؛ حنو قولك ‪ :‬ما [قام](‪ )1‬القوم إال زيدا ‪ ،‬بنصب زيد ‪،‬‬
‫ورفعه ‪ ،‬وما ض ربت أح دا إال زي دا ‪ ،‬بنصب زيد ال غري ‪ ،‬وما م ررت بأحد إال زي دا ‪،‬‬
‫بنصب زيد ‪ ،‬وخفضه‪.‬‬
‫وال جيوز تقدمي املستثىن أول الكالم ‪ ، )2( /‬وجيوز تقدميه على املستثىن منه ‪ ،‬أو على‬
‫صفته ‪ ،‬فإن ق ّدمته على املستثىن منه ‪ ،‬مل جيز فيه إال النّصب ؛ على كل حال ؛ حنو قولك‬
‫‪ :‬ما قام إال زيدا القوم ‪ ،‬وقد جيعل (‪ )3‬على حسب العامل الذى قبله ‪ ،‬وجيعل (‪ )4‬ما بعده‬
‫بدال منه ‪ ،‬وذلك قليل ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫فر‬ ‫‪ 106‬ـ رأت إخ وتى بعد ال والء تت ابعوا ‪  ‬فلم يبق إال واحد منهم ش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫روى برفع واحد‪.‬‬


‫وإن ق ّدمته على ص فة املس تثىن منه ‪ ،‬ج از فيه ما ك ان جيوز مع الت أخري ‪ ،‬إال أ ّن‬
‫الوصف يقوى وحيسن (‪.)6‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال جيوز تقدمي املستثىن أول الكالم» أعىن ‪ :‬أنه ال جيوز أن تقول ‪ :‬إال زيدا قام القوم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬جتعل‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬جتعل‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت بال نسبة ويروى صدره هكذا ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫ابعوا ‪ ‬‬ ‫ويت بعد اجلميع تت‬ ‫رأت إخ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والش اهد فيه ‪ :‬قوله «فلم يبق إال واحد منهم ش فر» حيث ق دم املس تثىن «واح د» على املس تثىن منه‬
‫«شفر» ورفع املستثىن على تفريغ العامل وهو ضعيف واألقوى نصبه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 163 / 3‬رصف املباين ‪ ، 188 /‬اللسان (شفر) ومهع اهلوامع ‪.225 / 1‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إال أن الوصف يق وى وحيس ن» أعىن ب ذلك ‪ :‬أنك إذا قلت ‪ :‬ق ام الق وم إال زي دا العقالء ‪،‬‬
‫ج از ىف زيد النصب على االس تثناء ‪ ،‬والرفع على الوصف ؛ كما جيوز فيه لو مل ت أت بالوصف ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ق ام‬
‫القوم إال زيدا ‪ ،‬إال أن الوصف يقوى ىف حال التقدم على صفة املستثىن منه ؛ وسبب ذلك ‪ :‬أنك إذا قلت ‪:‬‬
‫ق ام الق وم إال زي دا العقالء ‪ ،‬كنت فاصال بني املوص وف وص فته باالس تثناء ‪ ،‬والفصل بينهما ق بيح ‪ ،‬فض عف‬
‫النصب كذلك ‪ ،‬فلما ضعف النصب ‪ ،‬قوى الرفع على الصفة ؛ ألنه ال يلزم فيه من الفصل ما يلزم ىف النصب‬
‫على االستثناء‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪237 .............................................................................‬‬

‫وإذا تك ررت املس تثنيات ‪ ،‬ف إن ك ان بعض ها معطوفا على بعض ‪ ،‬ك انت على‬
‫حسب املس تثىن األول ‪ ،‬وتك ون كلها مس تثنيات من ش ىء واحد ؛ حنو قولك (‪« : )1‬ق ام‬
‫القوم إال زيدا وإال عمرا وإال خالدا»‪.‬‬
‫وإن مل يعطف بعضها على بعض ‪ ،‬فإن كانت هى املستثىن األول ىف املعىن ‪ ،‬كانت‬
‫ـ أيضا ـ على حسبه ىف اإلعراب ؛ ألهنا بدل منه ؛ ومن ذلك قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يمه وإال رمله‬ ‫يخك إاّل عمله ‪  ‬إال رس‬ ‫مالك من ش‬ ‫‪ 107‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والرمل ‪ ،‬مها العمل‪.‬‬


‫فالرسم ّ‬
‫وإن مل تكن األول ىف املعىن ـ فإما أن ميكن (‪ )3‬اس تثناء بعض ها من بعض أو ال ميكن‬
‫‪:‬‬
‫مفرغا ‪ ،‬جعلت واحدا منها على حسبه ‪ ،‬ونصبت‬ ‫فإن مل ميكن ‪ :‬فإن كان العامل ّ‬
‫ما عداه ؛ حنو قولك ‪ :‬ما قام إال زيد (‪ ، )4‬إال عمرا (‪.)5‬‬
‫وإن مل يكن مفرغا ‪ ،‬ك انت مس تثناة ممّا اس تثىن منه األول ‪ ،‬وال خيلو من أن يت أخر‬
‫عن املستثىن منه ؛ فيكون الواحد منها ىف اإلعراب على حسبه لو انفرد ‪ ،‬وتنصب ما عداه‬
‫؛ فتقول ‪ :‬ما قام القوم إال زيد إال عمرا‪.‬‬
‫أو يتق ّدم عليه ؛ فال جيوز إال النصب ؛ حنو قولك ‪ :‬ما قام إال زيدا إال عمرا أحد‪.‬‬
‫وإن أمكن استثناء بعضها من بعض ‪ ،‬جعلت اآلخر مستثىن من الذى قبله ‪ ،‬والذى‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬قوهلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ ،‬بال نسبة يف ‪ :‬أوضح املسالك ‪ ، 272 / 2‬الدرر ‪ ، 167 / 3‬رصف املباين ص ‪ ، 89‬الكتاب‬
‫‪ 341 / 2‬وشرح األمشوين ‪ 232 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 356 / 1‬وشرح ابن عقيل ‪ ، 311‬ومهع اهلوامع‬
‫‪.227 / 1‬‬
‫الشاهد ‪ :‬فيه قوله ‪« :‬إال عمله إال رسيمه وإال رمله) فـ «رسيمه» بدل و «رمله» معطوف و «إال»‬
‫املقرتنة بكل منهما مؤكدة‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬يكن‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬زيدا‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف أ‪ :‬عمرو‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 238‬فهرس املوضوعات‬

‫قبله مس تثىن من ال ذى قبله ‪ ،‬إىل أن تنته إىل األول ‪ ،‬ويك ون إع راب األول منها على‬
‫حكمه لو انف رد ‪ ،‬وما ع داه منص وب ال غري ؛ حنو قولك ‪ :‬عن دى عش رة إال مخسة إال‬
‫اثنني إال واحدا‪.‬‬
‫فالواحد مستثىن من االثنني ‪ ،‬واالثنان من اخلمسة واخلمسة من العشرة‪.‬‬
‫وطريق معرفة ق در املس تثىن ىف ه ذه املس ائل ‪ /‬أن خترج اآلخر من ال ذى قبله ‪ ،‬وما‬
‫بقى منه أخرجته ممّا قبله ‪ ،‬وال تزال تفعل ‪ ،‬إىل (‪ )1‬أن تنته إىل األول‪.‬‬
‫فاملس تثىن ـ إذن ـ ىف املس ألة املتقدمة أربعة ؛ وذلك ‪ :‬أنّك أخ رجت الواحد من‬
‫االثنني ‪ ،‬فبقى واحد ‪ ،‬فأخرجت حكم االسم الواقع بعد إال ‪ ،‬إن كان من جنس ما قبله‪.‬‬
‫فإما أن يتوجه عليه العامل املتق ّدم من جهة املعىن ‪ ،‬أو ال يتوجه‬‫فإن كان منقطعا ‪ّ :‬‬
‫‪:‬‬
‫يتوجه عليه ‪ ،‬مل جيز فيه إال النّصب ؛ حنو قولك ‪« :‬ما زاد ش ىء إال ما‬ ‫ف إن مل ّ‬
‫يتوجه على ما نقص ؛ أل ّن ما نقص ال يوصف بأنّه زاد ‪ ،‬بل املعىن ‪:‬‬ ‫نقص» ‪ ،‬ف زاد ال ّ‬
‫لكن نقص‪.‬‬
‫توجه عليه من جهة املعىن ‪ ،‬فلغة أهل احلج از النّصب ‪ ،‬وبنو متيم جيرونه جمرى‬ ‫وإن ّ‬
‫املتصل ىف مجيع ما تق ّدم ذكره ؛ وذلك حنو قولك ‪ :‬ما جاءىن أحد إال محار (‪ )2‬؛ أال ترى‬
‫أ ّن احلمار ـ وإن مل يكن من جنس ما قبله ـ فإ ّن معىن العامل متوجه عليه ؛ أل ّن املعىن ‪ :‬بل‬
‫جاءىن محار‪.‬‬
‫وأما االسم الواقع بعد «غري» ‪ ،‬فال يكون أبدا إال خمفوضا بإضافة «غري» إليه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ويكون حكم غري ىف اإلعراب كحكم االسم الواقع بعد إال ىف مجيع ما تق ّدم ذكره‬
‫؛ فتقول ‪« :‬ما قام القوم غري زيد» ‪ ،‬برفع «غري» ونصبه (‪.)3‬‬
‫إال أنك إذا أتبعت االسم الواقع بعد «غري» كان لك ىف التابع وجهان ‪ :‬اخلفض‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬ذلك وإىل‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬محارا‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فتقول ‪ :‬ما قام القوم غري زيد برفع «غري» ونصبه» وإمنا جاز يف «غري» الرفع والنصب ؛‬
‫ألنك لو قلت ‪ :‬ما ق ام الق وم إال زيد ‪ ،‬جلاز ىف زيد الرفع والنصب إال أ ّن الرفع أحسن ؛ كما أن االسم الواقع‬
‫بعد إال رفعه أحسن من نص به ‪ ،‬وتق ول ‪ :‬ق ام الق وم غري زيد بالنصب على االس تثناء والرفع على الص فة ‪،‬‬
‫والنصب أحسن ؛ ألنك لو قلت ‪ :‬ق ام الق وم إال زي دا ‪ ،‬لك ان نصب زيد على االس تثناء أحسن من رفعه على‬
‫الوصف‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪239 .............................................................................‬‬

‫على لفظه ‪ ،‬وأن يكون على حسب إعراب غري ؛ ومن ذلك قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫لوب‬ ‫ّد مس‬ ‫ال الق‬ ‫مل ينو غري طريد غري منفلت ‪  ‬وموثق ىف حب‬ ‫‪ 108‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫برفع موثق وخفضه‪.‬‬


‫خاصة (‪.)1‬‬
‫وال جيوز ذلك ىف إتباع االسم الواقع بعد إال غري احلمل على اللفظ ّ‬
‫وأما االسم الواقع بعد س وى ‪ ،‬وس وى ‪ ،‬وس واء ‪ ،‬فال يك ون إال خمفوضا هبا ‪ ،‬و‬
‫ّ‬
‫[تكون] هى أبدا منصوبة على الظرفية ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫وأما االسم الواقع بعد خال ‪ ،‬وعدا ‪ ،‬وحاشا ‪ ،‬وحشى ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الوافر]‬
‫(‪)4‬‬
‫ّدالء‬ ‫ّدرها ال‬ ‫إ ّن منهم ‪  ‬حبورا ال تك‬ ‫حشى رهط النّىّب ف‬ ‫‪ 109‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فإن كان خمفوضا ‪ ،‬كان خفضه هبا ‪ ،‬وتكون [هى] حروفا متعلّقة مبا قبلها‪.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫وإن ك ان منص وبا (‪ ، )6‬فيك ون منص وبا هبا ‪ ،‬وتكون أفع ااّل ‪ ،‬وفاعلوها مض مرون‬
‫فيها ‪ ، /‬والضمري عائد على البعض املفهوم من معىن الكالم‪.‬‬
‫وإن مل ي ذكر ؛ كأنّك قلت ‪ :‬خال هو زي دا ‪ ،‬أى ‪ :‬خال بعض هم زي دا ؛ أال ت رى‬
‫أنك إذا أخربت عن قوم معهودين (‪ )7‬من مجلتهم زيد ‪ ،‬فقلت ‪ :‬قام القوم ـ حصل ىف‬
‫__________________‬
‫خاصة» مثال ذلك ‪ :‬قام‬ ‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال جيوز لك ىف إتباع االسم الواقع بعد إال غري احلمل على اللفظ ّ‬
‫الق وم إال زي دا وعم را ‪ ،‬فتنصب عم را لنص بك زي دا ‪ ،‬وال جيوز غري ذلك ‪ ،‬ف إن قلت ‪ :‬ما ق ام الق وم إال زيد‬
‫وعمرو ‪ ،‬مل جيز ىف عمرو إال الرفع ؛ لرفعك زيدا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وتك ون هى منص وبة أب دا على الظرفي ة» وال دليل على أهنا منص وبة على الظرفية ‪ :‬أنه قد‬
‫تق دم ال دليل على أهنا اسم ‪ ،‬وإذا ثبت أهنا اسم ‪ ،‬ت بنّي أهنا من قبيل الظ روف ؛ ب دليل وصل املوص ول هبا ىف‬
‫فصيح الكالم ؛ حنو قولك ‪ :‬جاءىن الذى سواك ؛ كما تقول ‪ :‬جاءىن الذى عندك ‪ ،‬ولو كان غري ظرف ‪ ،‬مل‬
‫يكن ب ّد من أن تقول جاءىن الذى هو سواك ؛ كما تقول جاءىن الذى هو عندك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬اجلىن الداين ص ‪ ، 567‬ورصف املباين ص ‪ ، 179‬ولسان العرب (حشى)‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬حش ره ط» ؛ حيث إنه جيوز خفض «ره ط» على اعتب ار حشى ح رف جر ‪،‬‬
‫وجيوز نصب «رهط» مفعوال على اعتبار حشى فعال ماضيا‪.‬‬
‫(‪ )5‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )6‬يف ط ‪ :‬نصبه‪.‬‬
‫(‪ )7‬يف أ‪ :‬معدودين‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 240‬فهرس املوضوعات‬

‫نفس املخاطب أ ّن بعض القائمني زيد ؛ فيكون الضمري عائدا على ذلك البعض املفهوم ‪،‬‬
‫[ومن عودة الضمري على املفهوم](‪ ، )1‬قوله تعاىل ‪( :‬فَأََث ْر َن بِ ِه َن ْقعاً) [العاديات ‪ ، ]4 :‬ومل‬
‫يذكر املكان‪.‬‬
‫وتك ون اجلملة ىف موضع نصب على احلال وإن دخلت «م ا» على ش ىء منها ‪،‬‬
‫كانت مصدريّة ‪ ،‬واملصدر ىف موضع احلال ؛ على ح ّد قوهلم ‪« :‬أتيته ركضا»‪.‬‬
‫وإن جعلتها زائدة ‪ ،‬كان حكمها على حسبه ‪ ،‬قبل حلاق ما‪.‬‬
‫وأما االسم الواقع بعد ليس ‪ ،‬وال يك ون ‪ ،‬فينتصب على أنه خرب هلم ا‪ .‬ويك ون‬ ‫ّ‬
‫امسهما ضمريا عائدا على البعض املفهوم من معىن الكالم ؛ كما تق ّدم ‪ ،‬واجلملة ىف موضع‬
‫احلال ؛ كأنّك قلت ‪« :‬قام القوم ليس بعضهم زيدا ‪ ،‬وال يكون بعضهم زيدا»‪.‬‬
‫وكذلك كان الضمري مفردا مذكرا ىف مجيع األحوال‪.‬‬
‫ومن الع رب من جيعل الض مري ال ذى فيهما على حسب االسم املتق ّدم ؛ فتق ول ‪:‬‬
‫«ما أتتىن امرأة ليست فالنة» ‪« ،‬وال تكون فالنة» ؛ فتكون اجلملة على هذه اللغة صفة‬
‫لالسم املتقدم‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬ومن عوده على الضمري املفهوم‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪241 .............................................................................‬‬

‫باب النّداء‬
‫ح روف الن داء ‪« :‬ي ا» ‪ ،‬و «أي ا» ‪ ،‬و «هي ا» ‪ ،‬و «وا» ‪ ،‬و «أى ‪ ،‬واهلم زة»‬
‫ممدودتني ‪ ،‬ومقصورتني (‪.)1‬‬
‫فـ «وا» منها للمندوب ‪ ،‬وما جرى جمراه خاصة‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب النداء‬
‫قوىل ‪« :‬حروف النداء يا وأيا» إىل آخره ‪ ،‬النداء بـ «يا» هو األفصح ؛ قال تعاىل ‪( :‬يا ِج ُ‬
‫بال أ َِّويِب‬
‫َم َعهُ) [سبأ ‪ ]10 :‬ومن النداء بـ «أيا» قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫امل؟‬ ‫اء بني جالجل ‪  ‬وبني النّقا آ أنت أم ّأم س‬ ‫أيا ظبية الوعس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ال بيت ل ذى الرمة ىف ديوانه ص ‪ ، 750‬وأدب الك اتب ص ‪ ، 224‬واألزهية ص ‪ ، 36‬واألغ اىن‬
‫‪ ، 309 / 17‬واخلصائص ‪ ، 458 / 2‬والدرر ‪ ، 17 / 3‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 723 / 2‬وشرح أبيات‬
‫سيبويه ‪ ، 257 / 2‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 347‬وشرح املفصل ‪ ، 119 / 9 ، 94 / 1‬والكتاب‬
‫‪ ، 551 / 3‬ولسان العرب (جلل) ‪( ،‬آ) ‪( ،‬يا) ‪ ،‬واللمع ص ‪ ، 277 ، 193‬ومعجم ما استعجم ص ‪388‬‬
‫‪ ،‬واملقتضب ‪ ، 163 / 1‬وبال نسبة ىف أماىل ابن احلاجب ‪ ، 677 / 2 ، 457 / 1‬واإلنصاف ‪، 482 / 2‬‬
‫ومجه رة اللغة ص ‪ ، 1210‬واجلىن الداىن ص ‪ ، 419 ، 178‬وخزانة األدب ‪، 67 / 11 ، 247 / 5‬‬
‫ورصف املب اىن ص ‪ ، 136 ، 26‬وش رح ش افية ابن احلاجب ‪ ، 64 / 3‬ومهع اهلوامع ‪ 172 / 1‬وي روى‬
‫«فيا» بدال من «أيا»]‪.‬‬
‫ومن النداء بـ «هيا» قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫بيل؟‬ ‫اة س‬ ‫ار الوش‬ ‫دكم ‪  ‬بغيبة أبص‬ ‫وم عن‬ ‫رو هل ىل الي‬ ‫هيا ّأم عم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت بال نسبة ىف تذكرة النحاة ص ‪ ، 684‬واجلىن الداىن ص ‪ ، 507‬والدرر ‪ ، 17 / 3‬ومهع‬


‫اهلوامع ‪.]172 / 1‬‬
‫ومن النداء بـ «أى» قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫دير‬ ‫هلن ه‬
‫ات ّ‬ ‫اء محام‬ ‫حى ‪  ‬بك‬ ‫الض‬
‫معى أى عبد ىف رونق ّ‬ ‫أمل تس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت لكثري عزة ىف ديوانه ص ‪ ، 474‬وشرح شواهد املغىن ‪ ، 234 / 1‬وبال نسبة ىف الدرر ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 16‬ورصف املباىن ص ‪ ، 135‬ولسان العرب (رنق) ‪( ،‬يا) ‪ ،‬ومغىن اللبيب ‪ ، 76 / 1‬ومهع اهلوامع ‪/ 1‬‬
‫‪.]172‬‬
‫ومن النداء بأى ممدودة ما حكاه الكسائى من قول بعضهم ‪ :‬أى ّأمه ‪ ،‬ومن النداء باهلمز قوله ‪[ :‬من‬
‫الطويل]‬
‫‪.........‬‬ ‫دلّل ‪ ‬‬ ‫ذا التّ‬ ‫اطم مهال بعض ه‬ ‫أف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[صدر بيت المرئ القيس وعجزه ‪:‬‬


‫أمجلي‬ ‫رمى ف‬ ‫‪   ............‬وإن كنت قد أزمعت ص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ينظر ديوانه ص ‪ ، 12‬واجلىن الداىن ص ‪ ، 35‬وخزانة ‪ ، 222 / 11‬والدرر ‪، 16 / 3‬‬


‫‪ ............................................................................. 242‬فهرس املوضوعات‬

‫ومتعجب منه ‪،‬‬


‫ّ‬ ‫و «ي ا» ‪ :‬تس تعمل ىف مجيع ض روب املنادي ات من ‪ :‬من دوب ‪،‬‬
‫ومس تغاث به ‪ ،‬وغري ذلك ؛ قريبا ك ان ‪ ،‬أو بعي دا ‪ ،‬وس ائرها ال يس تعمل إال ىف النّ داء‬
‫اخلالص‪.‬‬
‫فأما اهلم زة منها ‪ ،‬فللق ريب خاصة ‪ ،‬وس ائرها للبعيد مس افة أو حكما ؛ كالن ائم ‪،‬‬
‫ّ‬
‫وقد تكون للقريب‪.‬‬
‫واملتعجب منه ‪ّ :‬إما أن يكون مفردا‬
‫ّ‬ ‫واالسم املنادى غري املندوب ‪ ،‬واملستغاث به ‪،‬‬
‫‪ ،‬أو مضافا ؛ فإن كان مضافا ‪ ،‬كان منصوبا بإضمار فعل ال جيوز إظهاره (‪.)1‬‬
‫مطوال ـ وأعىن‬‫مطول ‪ ،‬فإن كان ّ‬ ‫مطوال ‪ ،‬أو غري ّ‬‫وإن كان مفردا ‪ :‬فإما أن يكون ّ‬
‫به ‪ :‬ما ك ان ع امال ىف غ ريه (‪ )2‬ـ مل جيز فيه أيضا إال النّصب ؛ حنو قولك ‪« :‬يا ض اربا‬
‫زيدا»‪.‬‬
‫فإما أن ‪ /‬يكون معرفة ‪ ،‬أو نكرة ؛ فإن كان معرفة (‪ ، )3‬بىن‬ ‫مطول ‪ّ :‬‬
‫وإن كان غري ّ‬
‫الض ّم ‪ ،‬ويكون ىف موضع نصب بإضمار فعل أيضا‪.‬‬ ‫على ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫فإما أن تك ون مقبال عليها ‪ ،‬أو غري مقبل عليها ‪ ،‬ف إن ك انت‬‫وإن ك ان نك رة ‪ّ :‬‬
‫الض ّم ؛ كالعلم‪.‬‬
‫مقبال عليها ‪ ،‬فهى أيضا مبنية على ّ‬
‫وإن كانت غري مقبل عليها ‪ ،‬كانت منصوبة بإضمار فعل‪.‬‬
‫املعرفة باأللف والالم ‪،‬‬
‫واألمساء كلّها جيوز نداؤها إال املضمرات ‪ ،‬واألمساء ّ‬
‫__________________‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 289 / 4‬وبال نسبة ىف أوضح املسالك ‪ ، 67 / 4‬ورصف املب اىن ص ‪ ، 52‬وشرح‬
‫األمشوىن ‪ ، 467 / 2‬ومغىن اللبيب ‪ ، 13 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.]72 / 1‬‬
‫وحكى ابن كيسان النداء باهلمزة املمدودة ؛ حنو ‪ :‬آزيد ‪ ،‬ومن النداء بـ «وا» قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫وافقعسا وأين مىّن فقعس؟‬
‫[سيأتى ىف املقرب برقم (‪ ])124‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان مضافا ‪ ،‬كان منصوبا بإضمار فعل ال جيوز إظهاره» مثال ذلك ‪ :‬يا عبد اهلل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان مطوال وأعىن به ‪ :‬ما كان عامال ىف غريه» مثال ذلك ‪ :‬يا ضاربا زيدا ‪ ،‬ويا خريا‬
‫من عم رو ‪ ،‬ومن قبيل املط ول ‪ :‬ما مسى بت ابع ومتب وع ؛ حنو تس ميتك رجال بثالثة وثالثني ‪ ،‬فإنك تق ول ىف‬
‫ندائه ‪ :‬يا ثالثة وثالثني ‪ ،‬بالنصب لطوله ؛ وذلك أن الث اىن كأنّه يعمل فيه تبعه لألول ؛ فكأنك مسيت بعامل‬
‫ومعمول‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان معرفة» إىل آخره ‪ ،‬مثال املعرفة ‪ :‬يا زيد ‪ ،‬ومثال النكرة املقبل عليها ‪ :‬يا رجل ‪،‬‬
‫ومثال النكرة غري املقبل عليها ‪ :‬يا رجال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف ط ‪ :‬كان‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪243 .............................................................................‬‬

‫املتصرفة ‪ ،‬واألمساء الالزمة للصدر (‪.)1‬‬


‫واألمساء غري ّ‬
‫وقد ين ادى املض مر املخ اطب ىف ن ادر كالم ‪ ،‬أو ض رورة ش عر ‪ ،‬وتك ون ص يغته‬
‫صيغة املنصوب ؛ حنو ما حكى من قول بعضهم ‪:‬‬
‫«يا إيّاك قد كفيتك»‬
‫وقد تكون [صيغته صيغة](‪ )2‬املرفوع ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ام جعتا‬ ‫ذى طلّقت ع‬ ‫يا أجبر ابن أجبر يا أنتا ‪  ‬أنت الّ‬ ‫‪ 110‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫توص لت إىل ذلك بـ «أى» ‪ ،‬أو اسم إش ارة‬


‫ف إن أردت ن داء ما فيه األلف والالم ‪ّ ،‬‬
‫‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬يأيّها الرج ل» ‪ ،‬و «يا ه ذا الرج ل» ‪ ،‬أو هبما معا ؛ وذلك قليل ‪ ،‬حنو‬
‫قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الس يد إنّىن ‪  ‬على نأيها مستبسل من ورائها‬
‫‪ 111‬ـ أال أيّه ذا النّ ابح ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وال ين ادى منها بغري وص لة ‪ ،‬إاّل اسم اهلل تع اىل ؛ لك ثرة االس تعمال مع معاقبتهما‬
‫اهلمزة من «اإلله» ‪ ،‬أو ىف ضرورة ‪ ،‬حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ّرا‬ ‫باىن ش‬ ‫فيا الغالم ان اللّ ذان ف ّرا ‪  ‬إيّاكما أن تكس‬ ‫‪ 112‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واألمساء املتص رفة وغري الالزمة للص در» حترزت ب ذلك من األمساء الالزمة للص در ؛ حنو‬
‫أمساء االستفهام وأمساء الشرط ‪ ،‬فإنه ال جيوز نداء شىء منها ‪ ،‬ومن األمساء الالزمة ضربا واحدا من اإلعراب‬
‫؛ حنو ‪ :‬امين اهلل ‪ ،‬ولعمر اهلل وبعيدات بني ‪ ،‬وأمثال ذلك ؛ فإنه ال جيوز نداء شىء منها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬كصيغة‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت لألحوص ونسب إىل سامل بن دارة‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬يا أنتا» حيث نادى الضمري الذي يستعمل يف مواطن الرفع ‪ ،‬وهذا شاذ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ملحق دي وان األح وص ص ‪ ، 216‬وش رح التص ريح ‪ ، 164 / 2‬واملقاصد النحوية ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 232‬ولسامل بن دارة يف خزانة األدب ‪ ، 146 ، 143 ، 139 / 2‬والدرر ‪ ، 27 / 3‬وبال نسبة يف‬
‫اإلنصاف ‪ ، 325 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 11 / 4‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 359 / 1‬وشرح األمشوين ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 443‬وشرح املفصل ‪ ، 130 ، 127 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.174 / 1‬‬
‫(‪ )4‬البيت ‪ :‬للفضل بن األخضر‪.‬‬
‫والشاهد فيه نداء ما فيه األلف والالم «النابح» باستخدام «أي» واسم اإلشارة «هذا» ؛ وهو قليل‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬احلماسة ‪ ، 588‬وبشرح التربيزي ‪.150 / 2‬‬
‫(‪ )5‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬أسرار العربية ص ‪ ، 230‬واإلنصاف ‪ ، 336 / 1‬والدرر ‪، 30 / 3‬‬
‫‪ ............................................................................. 244‬فهرس املوضوعات‬

‫ف أَ ْع ِر ْ‬
‫ض‬ ‫وجيوز حذف حرف النّ داء ‪ ،‬وإبقاء املنادى ؛ حنو قوله ـ تعاىل ـ ‪( :‬يُ ُ‬
‫وس ُ‬
‫َع ْن هذا ‪[ )...‬يوسف ‪.]29 :‬‬
‫إال أن يك ون املن ادى اسم إش ارة ‪ ،‬أو نك رة ‪ ،‬مقبال عليها أو غري مقبل ‪ ،‬وقد‬
‫حيذف من النكرة املقبل عليها ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪............‬‬ ‫‪ 113‬ـ ج ارى ال تس تنكرى ع ذيرى ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أو ىف ش اذّ من الكالم ؛ حنو ق وهلم ‪« :‬افتد خمن وق» ‪ ،‬و «أط رق ك را» ‪ ،‬و «ث وىب‬
‫حجر»‪.‬‬
‫وال حيذف مع اسم اإلشارة أصال ؛ ولذلك حلّن املتنىب (‪ )2‬ىف قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فيت نسيسا‬ ‫رفت وما ش‬ ‫‪ 114‬ـ ه ذى ب رزت لنا فهجت رسيسا ‪  ‬مثّ انص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإذا أتبعت املنادى ‪ ،‬فال خيلو من أن يكون معربا ‪ ،‬أو مبنيّا ‪:‬‬
‫ف إن ك ان معربا (‪ ، )4‬ف إن أتبعته بب دل ‪ ،‬ك ان حكم الت ابع كحكمه ؛ لو باش ره‬
‫حرف‬
‫__________________‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 294 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 518‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 299‬وشرح املفصل ‪2‬‬
‫‪ ، 9 /‬والالم ات ص ‪ ، 53‬واللمع يف العربية ص ‪ ، 196‬واملقاصد النحوية ‪ ، 215 / 4‬واملقتضب ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 243‬ومهع اهلوامع ‪ ، 174 / 1‬وتاج العروس (الياء) ‪ ،‬ويروى «تكسبانا» بدال من «تكسباين»‪.‬‬
‫والشاهد فيه نداء ما فيه األلف والالم «الغالمان» بأداة النداء «يائ» دون استخدام وصله بـ «أيها» ‪ ،‬مكان‬
‫األصل أن يقول ‪« :‬يأيها الغالمان» ؛ غري أن هنا ضرورة‪.‬‬
‫(‪ )1‬البيت للعجاج‪.‬‬
‫والش اهد فيه ح ذف الن داء ض رورة من «ج اري» ‪ ،‬وهو اسم نك رة قبل الن داء ال يتع رف إال حبرف‬
‫النداء ‪ ،‬وإمنا يطرد حذفه يف املعارف ‪ ،‬واألصل ‪ :‬يا جارية ‪ ،‬فرخم املنادي‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 332 /1‬وخزانة األدب ‪ ، 125 /2‬وش رح أبيات سيبويه ‪ ، 461 / 1‬وش رح‬
‫التصريح ‪ ، 185 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 355‬وشرح املفصل ‪ ، 20 ،16 / 2‬والكتاب ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 241 ، 231‬ولسان العرب (عذر) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 277 / 4‬واملقتضب ‪ ،260 / 4‬وبال نسبة يف‬
‫أوضح املسالك ‪ ، 58 / 4‬وشرح األمشوين ‪.468 / 2‬‬
‫(‪ )2‬أمحد بن احلسني بن احلسن بن عبد الصمد الكويف الكندي ‪ ،‬أبو الطيب املتنىب ‪ :‬الشاعر ‪ ،‬ولد يف الكوفة‬
‫سنة ‪ 303‬ه‍ له ديوان شعر مشهور ‪ ،‬وتويف سنة ‪ 354‬ه‍ ينظر األعالم ‪.115 / 1‬‬
‫(‪ )3‬الش اهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬ه ذى» حيث ح ذف ح رف الن داء ‪ ،‬وقد حلن املتنيب يف قوله ه ذا‪ .‬وأجيب ب أن‬
‫«هذى» مفعول مطلق ‪ ،‬أي ‪ :‬برزت هذه الربزة ‪ ،‬ورده ابن مالك بأنه ال يشار إىل املصدر إال منعوتا باملصدر‬
‫املشار إليه ‪ ،‬مثل «ضربته ذلك الضرب»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 301 / 2‬ومغين اللبيب ‪ ، 641 / 2‬وهو بال نسبة يف شرح األمشوين ‪، 444 / 2‬‬
‫ويروي «انثنيت» بدال من «انصرفت»‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬معرفا‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪245 .............................................................................‬‬

‫النّ داء (‪ )1‬؛ ولذلك ال جيوز أن يبدل اسم فيه ‪ /‬الم تعريف ؛ ألنّك إن أثبتّها ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا‬
‫عبد اهلل الرجل ‪ ،‬مل جيز ؛ كما ال جيوز ذلك مع حرف النداء‪.‬‬
‫وإن حذفتها ‪ ،‬مل جيز ؛ أل ّن النكرة ال تستعمل إال مع حرف النداء ملفوظا به‪.‬‬
‫وإن أتبعته بعطف نسق ‪ ،‬ف إن ك ان مف ردا ‪ ،‬مل يكن إال معرفة (‪ ، )2‬أل ّن النك رة ال‬
‫تستعمل إال مقرونة حبرف النداء‪.‬‬
‫الض ّم ‪ ،‬إال أن يك ون فيه ألف والم ‪ ،‬فيك ون منص وبا (‪ ، )3‬وإن‬ ‫ويك ون مبنيا على ّ‬
‫كان مضافا ‪ ،‬فهو منصوب أبدا (‪.)4‬‬
‫وإن أتبعته بغري ذلك من التّوابع ‪ ،‬فهو منص وب ال غري ‪ ،‬حنو ‪« :‬يا عبد اهلل العاقل‬
‫نفسه»‪.‬‬
‫وإن كان مبنيّا ‪ ،‬فإن أتبعته ببدل ‪ ،‬أو عطف نسق ـ فحكمه حكم املعرب ىف ذلك‬
‫(‪ ، )5‬إال أن يك ون ىف املعط وف األلف والالم ؛ فإنّه جيوز فيه الرفع على اللفظ ؛ أل ّن‬
‫حركة البناء ىف هذا الباب تشبه حركة اإلعراب‪.‬‬
‫والنصب على املوضع ؛ حنو قولك ‪« :‬يا زيد والرجل» برفع الرجل ونصبه‪.‬‬
‫وإن أتبعته بغري ذلك من التّوابع ؛ ف إن ك ان الت ابع مف ردا ‪ ،‬ف الرفع على اللفظ ‪،‬‬
‫والنّصب على املوضع (‪ )6‬ما عدا «أيّا» ؛ فإنّه ال جيوز ىف نعتها إال الرفع (‪ )7‬على اللفظ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان معربا فإن أتبعته ببدل ‪ ،‬كان حكم التّابع كحكمه لو باشره حرف النداء» مثال‬
‫ذلك ‪ :‬يا عبد اهلل زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان مفردا ‪ ،‬مل يكن إال معرفة» مثال ذلك قولك ‪ :‬يا عبد اهلل وزيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أن يكون فيه ألف والم ؛ فيكون منصوبا» مثال ذلك قولك ‪ :‬يا عبد اهلل والرجل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان مضافا ‪ ،‬فهو منصوب أبدا» مثال ذلك قولك ‪ :‬يا عبد اهلل وغالم زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقويل ‪« :‬وإن كان مبنيا ‪ ،‬فإن أتبعته ببدل أو عطف نسق فحكمه حكم املعرب ىف ذلك» مثال ذلك‬
‫قولك ‪ :‬يا سعيد كرز ويا زيد عمرو ‪ ،‬ويا زيد صاحب بكر‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن أتبعته بغري ذلك من التوابع ‪ ،‬ف إن ك ان الت ابع مف ردا ‪ ،‬ف الرفع على اللفظ ‪ ،‬والنصب‬
‫على املوض ع» أعىن بق وىل بغري ذلك من التوابع ‪ :‬النعت ‪ ،‬وعطف البي ان ‪ ،‬والتأكيد ‪ ،‬ومث ال ذلك قولك ‪ :‬يا‬
‫زيد العاقل ‪ ،‬ويا سعيد كرز ‪ ،‬ويا متيم أمجعون برفع العاقل ‪ ،‬وكرز ‪ ،‬وأمجعني ‪ ،‬ونصبها إن شئت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )7‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ما عدا أيّا ‪ ،‬فإنه ال جيوز ىف نعتها إال الرفع» مثال ذلك قولك ‪ :‬يأيها الرجل ‪ ،‬برفع الرجل‬
‫ال غري‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 246‬فهرس املوضوعات‬

‫خاصة ‪ ،‬وال ينعت إال مبا فيه األلف والالم ‪ ،‬أو باسم اإلشارة‪.‬‬
‫وإن ك ان مض افا ‪ :‬ف إن ك انت اإلض افة حمضة ‪ ،‬فالنّصب ال غري ؛ حنو قولك ‪« :‬يا‬
‫زيد أخا عمرو نفسه»‪.‬‬
‫إال أ ّن «ابن ا» انف ردت ىف ه ذا الب اب ؛ إذا وقعت بني امسني علمني ‪ ،‬أو ما ج رى‬
‫جمرامها ‪ ،‬أو بني امسني متفقني ىف اللفظ وإن مل يكونا علمني ‪ ،‬وال جاريني جمرامها ‪ ،‬وكان‬
‫األول منهما غري مضاف ـ جبواز إتباع حركة آخر املنادى بآخر النون من «ابن» ـ فتقول‬
‫‪« :‬يا زيد بن عمر» ‪ ،‬وبضم الدال من زيد وفتحها‪.‬‬
‫يا ش ريف بن الش ريف ؛ بفتح الف اء من «ش ريف» وض مها ؛ أنشد الف ّراء [من‬
‫الرجز] ‪:‬‬
‫اء ونعيق وحبق‬ ‫يا غنم بن غنم حمبوسة ‪  ‬فيها ثغ‬ ‫‪ 115‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن ك انت اإلض افة غري حمضة ‪ ،‬فإنّه جيوز فيه الرفع على اللفظ ‪ ،‬والنصب على‬
‫املوضع ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اب واحللس‬ ‫والرحل واألقت‬
‫الض امر العنس ‪ّ  ‬‬
‫‪ 116‬ـ يا ص اح يا ذا ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫«الضامر» ورفعه‪.‬‬
‫روى بنصب ّ‬
‫ف إن أتبعت ت ابع املن ادى ‪ ،‬فعلى اللفظ خاصة ؛ فتق ول ‪« :‬يا زيد العاقل ذو‬
‫اجلمة» ؛ بالرفع إن جعلته نعتا للعاقل ‪ ،‬والنصب إن جعلته نعتا للمنادى ‪./‬‬
‫ّ‬
‫وإذا كررت املنادى ‪ ،‬جاز ىف األول الضم والفتح ‪ ،‬فإن ضممته كان ما بعده‬
‫(‪)2‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت خلالد بن مهاجر ونسب خلزر بن لوذان ويروى عجز البيت هكذا ‪:‬‬
‫اع واحللس‬ ‫‪   ............‬والرحل ذي األنس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬يا ذا الضامر العنس» ‪ ،‬فإن «ذا» منادى مبين ‪ ،‬و «الضامر العنس» نعت مقرتن‬
‫بـ «ال» ومضاف ‪ ،‬وقد روي البيت برفع هذا النعت ونصبه ‪ ،‬فدل جمموع الروايتني على أن نعت املنادى إذا‬
‫كان كذلك جاز فيه وجهان ‪ :‬الرفع والنصب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت خلالد بن مهاجر يف األغاين ‪، 141 ، 140 / 16 ، 136 ، 109 ، 108 / 10‬‬
‫‪ ، 142‬وخلزر بن ل وذان يف خزانة األدب ‪ ، 233 ، 230 / 2‬والكت اب ‪ ، 190 / 2‬وبال نس بة يف‬
‫اخلصائص ‪ ، 302 / 3‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 640‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 211‬وشرح املفصل ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 8‬وجمالس ثعلب ‪ ، 513 / 2 ، 333 / 1‬واملقتضب ‪.223 / 4 ، 54 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن ضممته» إىل آخره مثال ذلك قولك ‪ :‬يا زيد زيد عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪247 .............................................................................‬‬

‫منصوبا ؛ ّإما على البدل ‪ ،‬أو على عطف البيان ‪ ،‬أو على نداء مستأنف‪.‬‬
‫وإن نصبته ‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬يا زيد زيد عمرو»‪.‬‬
‫وك ان «زي د» األول مض افا إىل «عم رو» ‪ ،‬وأقحمت «زي دا» الث اىن بني املض اف‬
‫واملضاف إليه ؛ فيكون حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ارح هند اجلزاره‬ ‫دا ‪  ‬هة ق‬ ‫إاّل عاللة أو ب‬ ‫‪ 117‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ف «عاللة» مضاف إىل ‪« :‬قارح» ‪ ،‬وأقحم بينهما املعطوف‪.‬‬


‫وإذا نونت املنادى املبىن على الضم (‪ )2‬ىف ضرورة ‪ ،‬جاز فيه وجهان ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لألعشى‪.‬‬
‫استش هد هبذا ال بيت على أن «عالل ة» مض اف و «بداه ة» مض اف إال أنه ح ذف املض اف إليه من‬
‫أحدمها استغناء عنه باآلخر وبقيت أحكام اإلضافة (اإليضاح يف شرح املفصل ‪ )276 / 1‬وهذا هو رأي املربد‬
‫إال أنه يرى حذف املضاف إليه من األول لبيان ذلك يف الثاين ‪ ،‬أما سيبويه فيقول ‪ :‬أضاف العاللة إىل قارح‬
‫مع الفصل بالبداهة للضرورة‪.‬‬
‫ق ال األعلم ‪ :‬وتق دير ه ذا قبل الفصل ‪ :‬إال عاللة ق ارح أو بداهته فلما اض طر إىل االختص ار والتق دمي‬
‫حذف الضمري وقدم بداهة وضمها إىل عاللة ينظر هامش املقتضب ‪.228 / 4‬‬
‫ومذهب سيبويه يف ‪ :‬زيد وعمرو قائم أن خرب املبتدأ األول حمذوف وهو مغاير ملذهبه ههنا‪.‬‬
‫ومذهب املربد أقرب ملا يلزم سيبويه من الفصل بني املضاف واملضاف إليه يف السعة ـ اخلصائص ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 407‬الكتاب ج ‪.179 / 1‬‬
‫ينظر ديوانه ص ‪ ، 209‬وخزانة األدب ‪ ، 500 / 6 ، 404 / 4 ، 173 ، 172 / 1‬وسر صناعة‬
‫اإلعراب ‪ ، 298 / 1‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 114 / 1‬والشعر والشعراء ‪ ، 163 / 1‬والكتاب ‪179 / 1‬‬
‫‪ ، 166 / 2 ،‬ولس ان الع رب (ج زر) ‪( ،‬ب ده) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 453 / 3‬وبال نس بة يف أم ايل ابن‬
‫احلاجب ‪ ، 626 / 2‬ورصف املباين ص ‪ ، 358‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص ‪ ، 118‬واملقتضب‬
‫‪ ، 228 / 4‬معجم مق اييس اللغة ‪ ، 212 / 1‬العيين ‪ ، 457 ، 453 / 3‬شروح سقط الزند ‪، 810‬‬
‫واملذكر واملؤنث ‪ ، 319‬ابن يعيش ‪22 / 3‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإذا نونت املنادى املبىن على الضم» إىل آخره مثال ما بقى على ضمه قوله ‪:‬‬
‫[من الطويل]‬
‫افق‬ ‫رية ‪  ‬وال تقعا إاّل وقلبك خ‬ ‫طيع ح‬ ‫فطر خالد إن كنت تس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬فطر يا خالد ‪ ،‬وقول اآلخر ‪[ :‬من الرجز]‬


‫وم قتلى‬ ‫وص ي‬ ‫دل ‪  ‬إن ولد األح‬ ‫رم وأنت أهل ع‬ ‫يا ه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت للبيد يف ديوانه ص ‪ ، 140‬وضرائر الشعر ص ‪.]26‬‬


‫‪ ............................................................................. 248‬فهرس املوضوعات‬

‫ضمه‪.‬‬
‫أجودمها ‪ :‬أن يبقى على ّ‬
‫يرد إىل أصله من النصب‪.‬‬ ‫واآلخر ‪ :‬أن ّ‬
‫وإذا أضفت املنادى إىل ياء املتكلّم ‪ ،‬كان فيه مخس لغات ‪:‬‬
‫أفصحها ‪ :‬حذف الياء واالجتزاء بالكسرة عنها ؛ حنو قولك ‪« :‬يا غالم»‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬أن تقلب الياء ألفا والكسرة فتحة ؛ حنو ‪« :‬يا غالما»‬
‫والثالثة ‪ :‬أن تضم اآلخر بعد احلذف ‪ ،‬وجتعل االسم كأنّه مل حيذف منه ش ىء ؛‬
‫ْح ِق) [األنبياء ‪.]112 :‬‬‫اح ُك ْم بِال َ‬
‫ب ْ‬ ‫ومن ذلك ‪ ،‬قراءة من قرأ (‪َ ( : )1‬‬
‫قال َر ِّ‬
‫رب ‪ ،‬ولذلك جاز حذف حرف النداء (‪.)2‬‬ ‫املعىن ‪ :‬يا ّ‬
‫والرابعة ‪ :‬إثبات الياء ساكنة ؛ حنو قولك ‪« :‬يا غالمى»‪.‬‬
‫متحركة بالفتح‪.‬‬
‫واخلامسة ‪ :‬إثباهتا ّ‬
‫فأما قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫ات مىّن ‪  ‬بلهف وال بليت وال لو اىّن‬ ‫فلست براجع ما ف‬ ‫‪ 118‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫رد إىل أصله من النصب قوله ‪[ :‬من اخلفيف]‬
‫ومثال ما ّ‬
‫ديّا لقد وقتك األواقى‬ ‫الت ‪  ‬يا ع‬ ‫إىل وق‬
‫درها ّ‬ ‫ربت ص‬ ‫ض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت للمهلهل بن ربيعة يف خزانة األدب ‪ ، 165 / 2‬الدرر ‪ ، 22 / 3‬ومسط الآليل ص ‪ ، 111‬ولسان‬
‫العرب (وقى) ‪ ،‬املقاصد النحوية ‪ 211 / 4‬واملقتضب ‪ ، 214 / 4‬وبال نسبة يف رصف املباين ص ‪، 177‬‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 800 / 2‬وشرح األمشوين ‪ ، 448 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 370 / 2‬وشرح شذور‬
‫الذهب ص ‪ ، 112‬ص ‪ ، 146‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 517‬وشرح املفصل ‪ ، 10 / 10‬واملنصف ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 218‬ومهع اهلوامع ‪ ، 173 / 1‬ومجل الزجاجي ‪ ، 84 / 2‬وأماىل ابن الشجري ‪ .]9 / 2‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهي قراءة أيب جعفر وابن حميص ينظر معجم القراءات ‪.156 / 4‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬املعىن ‪ :‬يا رىب ولذلك جاز حذف حرف النداء» أعىن ‪ :‬أنه لو كان «رب» ىف قراءة من‬
‫رب» نكرة مقبل عليها ‪ ،‬مل جيز حذف حرف النداء منها ؛ كما ال جيوز أن تقول ‪ :‬رجل ‪ ،‬تريد‬ ‫قرأ ‪« :‬قال ّ‬
‫‪ :‬يا رجل ‪ ،‬فلما حذف حرف النداء ‪ ،‬دل ذلك على أن املراد ‪ :‬يا رىب ؛ كما كان ىف القراءة األخرى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬الش اهد فيه قوله ‪« :‬بله ف» و «بليت» ف إن كاّل من «هلف» و «ليت» من ادى حبرف ن داء حمذوف ‪،‬‬
‫وأصل كل منهما مضاف لياء املتكلم ‪ ،‬مث قلبت ياء املتكلم يف كل منهما ألفا بعد أن قلبت الكسرة اليت قبلها‬
‫فتحة ‪ ،‬مث حذفت من كل منهما األلف املنقلبة عن ياء املتكلم ‪،‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪249 .............................................................................‬‬

‫فاملعىن ‪« :‬يا هلفا» ‪ ،‬فحذف األلف ؛ وهو من القلّة ؛ حبيث ال يقاس عليه‪.‬‬
‫وأما املضاف إىل املضاف إىل ياء املتكلم ؛ حنو قولك ‪« :‬يا غالم غالمى» ‪ ،‬فإنّه ملا‬ ‫ّ‬
‫ك ان الثاىن ليس مبن ادى ىف احلقيقة ‪ ،‬مل جيز فيه إال ما جيوز ىف غري الن داء ‪ ،‬إال «ابن أم» ‪،‬‬
‫ات اجلائزة ىف‬ ‫و «ابن عم» ‪ ،‬و «ابنة أم» ‪ ،‬و «ابنة عم» ؛ فإنّه جيوز فيها مخس اللغ‬
‫املنادى املضاف إىل ياء املتكلم (‪ )1‬؛ ألهنم ‪ :‬جعلوا املضاف واملضاف إليه كالشىء الواحد‬
‫‪ ،‬إال أن الوجه ال ذى جيعل فيه االسم بعد ح ذف الي اء مبنزلة اسم ؛ مل حيذف منه ش ىء‬
‫عم» ؛ تشبيها بـ «بعلبك»‪.‬‬ ‫يبىن اآلخر فيه على الفتح ؛ فتقول ‪« :‬يا ابن ّأم» ‪« ،‬ويا ابن ّ‬
‫«اللهم»‬
‫ّ‬ ‫«أمت» ‪ ،‬و‬
‫وقد اختصت العرب بعض األمساء بالنداء ؛ وهو «أبت» ‪ ،‬و ّ‬
‫‪« ،‬وفل» ـ وهو كناية عن العلم ـ و «هناه» ‪ ،‬وهنتاه ـ بضم اهلاء وكسرها ‪ /‬ومها كنايتان‬
‫عن نكرة ‪ ،‬فـ «هناه» للمذ ّكر ‪ ،‬وتقول ‪ :‬ىف تثنيته «يا هنّانية» ‪ ،‬وىف مجعه «يا هنوناه» ‪،‬‬
‫و «هنت اه» للم ؤنث ‪ ،‬وتق ول ‪ :‬ىف تثنيته «يا هنتاني ه» ‪ ،‬وىف مجعه ‪« :‬يا هنات اه» ‪ ،‬وك ّل‬
‫ص فة معدولة على وزن «مفعالن» ؛ حنو ‪« :‬مكرم ان» ‪ ،‬و «مألم ان» ‪ ،‬ع دال عن ‪:‬‬
‫«كرمي» و «لئيم»‪.‬‬
‫__________________‬
‫واكتفي بالفتحة اليت قبلها‪ .‬وهذا مما أجازه األخفش مستداّل هبذا البيت على ما ذهب إليه من اجلواز‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األشباه والنظائر ‪ ، 179 ، 63 / 2‬واإلنصاف ‪ ، 390 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 37 / 4‬وخزانة‬
‫األدب ‪ ، 131 / 1‬واخلصائص ‪ ، 135 / 3‬ورصف املباين ص ‪ ، 288‬وسر صناعة اإلعراب ‪، 521 / 1‬‬
‫‪ ، 728 / 2‬وشرح األمشوين ‪ ، 332 / 2‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 512‬وشرح قطر الندى ص ‪، 205‬‬
‫ولس ان الع رب (هلف) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 277 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 248 / 4‬واملمتع يف التص ريف ‪/ 2‬‬
‫‪.622‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإنه جيوز فيها مخس اللغات اجلائزة ىف املنادى املضاف إىل ياء املتكلم» مثال ذلك قولك ‪:‬‬
‫عم ‪ ،‬ويا ابن أمى ‪ ،‬ويا ابن عمى ‪ ،‬ويا ابنة أمى ‪ ،‬ويا ابنة عمى‬ ‫عم ‪ ،‬ويا ابنة ّأم ‪ ،‬ويا ابنة ّ‬
‫يا ابن أم ‪ ،‬ويا ابن ّ‬
‫عم‪.‬‬
‫عم ‪ ،‬ويا ابنة ّأم ‪ ،‬ويا ابنة ّ‬
‫عما ‪ ،‬ويا ابن ّأم ‪ ،‬ويا ابن ّ‬
‫عما ‪ ،‬ويا ابنة ّأما ‪ ،‬ويا ابنة ّ‬
‫‪ ،‬ويا ابن ّأما ‪ ،‬ويا ابن ّ‬
‫فه ذا الوجه األخري هو الوجه ال ذى جتعل فيه االمسني بعد احلذف مبنزلة اسم واحد ‪ ،‬إال أنك تثبت‬
‫االسم األخري منهما على الفتح للرتكيب‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 250‬فهرس املوضوعات‬

‫أو على وزن «فعل» ؛ حنو ‪« :‬فسق» و «خبث» ‪ ،‬و «لكع» ‪ ،‬و «غدر»‪.‬‬
‫عدلت عن ‪« :‬فاسق ‪ ،‬و «خبيث» ‪ ،‬و «ألكع» ‪ ،‬و «غادر»‪.‬‬
‫أو على وزن «فعال» ‪ ،‬حنو ‪« :‬خباث» ‪ ،‬و «لكاع» ‪ ،‬و «غدار» ‪ ،‬و «فساق»‪.‬‬
‫ع دلت عن ‪« :‬فاس قة» ‪ ،‬و «لكع اء» ‪ ،‬و «غ ادرة» ‪ ،‬و «خبيث ة» ‪ ،‬وال يس تعمل‬
‫شىء من ذلك ىف غري النداء ‪ ،‬إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 119‬ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫ىف جلّة أمسك فالنا عن فل‬
‫أو ما ك ان منها على وزن ‪« :‬مفعالن» ىف ن ادر الكالم ‪ ،‬حكى السجس تاىن (‪: )2‬‬
‫«ه ذا زيد مكرم ان» ‪ ،‬تابعا للمعرفة ممن وع الص رف ‪ ،‬وال جيوز إظه ار ح رف الن داء مع‬
‫«اللهم» ؛ أل ّن امليم املش ّددة صارت عوضا منه‪.‬‬
‫فأما قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫اللهم ما‬
‫بّحت أو هلّلت ‪ :‬يا ّ‬ ‫وىل كلّما ‪  ‬س‬ ‫وما عليك أن تق‬ ‫‪ 120‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت أليب النجم‪.‬‬
‫جلة ‪ :‬بالفتح لرتدد الصوت ‪ ،‬وجلة البحر ‪ :‬لرتدد أمواجه‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬عن ف ل» حيث اس تعمل فيه كلمة «ف ل» يف غري الن داء ‪ ،‬فجرها حبرف اجلر ‪،‬‬
‫للضرورة‪ .‬وقيل ‪ :‬األصل «فالن» وحذفت األلف والنون للضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬مجه رة اللغة ص ‪ ، 407‬وخزانة األدب ‪ ، 389 / 2‬وال درر ‪ ، 37 / 3‬ومسط الآليل ص‬
‫‪ ، 257‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 439 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 180 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 119 / 5‬وشرح‬
‫شواهد املغين ‪ ، 450 / 1‬والصاحيب يف فقه اللغة ‪ ، 229‬والطرائف األدبية ص ‪ ، 66‬والكتاب ‪، 248 / 2‬‬
‫‪ ، 452 / 3‬ولسان العرب (جلج) ‪( ،‬فلن) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 228 / 4‬وبال نسبة يف أوضح املسالك‬
‫‪ ، 43 / 4‬وشرح األمشوين ‪ ، 460 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 527‬وشرح املفصل ‪ ، 48 / 1‬واملقتضب‬
‫‪ ، 238 / 4‬ومهع اهلوامع ‪.177 / 1‬‬
‫(‪ )2‬س هل بن حممد بن عثم ان اجلش مى السجس تاين ‪ :‬من كب ار العلم اء باللغة والش عر من أهل البص رة ك ان‬
‫املربد يالزم القراءة عليه تويف سنة ‪ 248‬ه‍ ‪ ،‬له نيف وثالثون كتابا منها كتاب «املعمرين» و «النخلة» و «ما‬
‫تلحن فيه العامة» و «الشجر والنبات» و «املختصر» و «الشوق إىل الوطن»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 143 / 3‬والوفيات ‪ ، 218 / 1‬إنباه الرواة ‪ ، 58 / 2‬آداب اللغة ‪.185 / 2‬‬
‫(‪ )3‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬أسرار العربية ص ‪ ، 233‬واإلنصاف ‪ ، 342 / 1‬وخزانة األدب ‪، 296 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪251 .............................................................................‬‬

‫فضرورة ال يلتفت إليها‪.‬‬


‫التعجب ‪ ،‬مل تن اده إال بـ «ي ا» كما‬
‫ف إن ن اديت االسم على جهة االس تغاثة به ‪ ،‬أو ّ‬
‫اجلر عليه مفتوحة ؛ ومن ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫تق ّدم ‪ ،‬وتدخل الم ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫انب‬ ‫ليك املق‬ ‫أدل وأمضى من س‬
‫خلطّ اب ليلى يا ل ربثن منكم ‪ّ  ‬‬ ‫‪ 121‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫التعجب من داللتها‪.‬‬
‫فنادى «برثن» على جهة ّ‬
‫وإن ذكرت املستغاث من أجله ‪ ،‬أدخلت عليه الالم وكسرهتا ؛ فرقا بينهما ؛ ومن‬
‫ذلك قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اع‬ ‫اس للواشى املط‬ ‫تكنّفىن الوش اة ف أزعجوىن ‪  ‬فيا للنّ‬ ‫‪ 122‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وجيوز حذف املستغاث من أجله ‪ ،‬وإبقاء املستغاث به ‪ ،‬وعكس ذلك ‪.‬‬


‫(‪)3‬‬

‫وإذا عطفت على املس تغاث به مس تغاثا به آخر ‪ ،‬كس رت الالم ىف الث اىن منهما ؛‬
‫لزوال اللبس ؛ ومن ذلك قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫بّان للعجب‬ ‫ول وللش‬ ‫‪ 123‬ـ يبكيك ن اء بعيد ال ّدار مغ رتب ‪  ‬يا للكه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫وال درر ‪ ، 252 / 6‬ورصف املب اين ص ‪ ، 306‬وكت اب الالم ات ص ‪ ، 90‬ولس ان الع رب (أل ه) ‪ ،‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.157 / 2‬‬
‫«اللهم» وهذا ضرورة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬يا اللهم ما» حيث أظهر «يا» مع‬
‫(‪ )1‬البيت لقرآن أو لفرار األسدي‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬يا لربثن» حيث ناداه بـ «يا» ‪ ،‬وأدخل عليه الم اجلر مفتوحة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األغاين ‪ ، 354 / 20‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 604 / 1‬ولسان العرب (سلك) ‪ ،‬ومعجم‬
‫الشعراء ص ‪ ، 326‬وللمجنون يف ديوانه ص ‪ ، 61‬ولسان العرب (برثن) ‪ ،‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر‬
‫‪ ، 23 / 6‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 374‬وشرح املفصل ‪.131 / 1‬‬
‫(‪ )2‬البيت لقيس بن ذريح‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬فيا للناس للواشي» حيث جاءت الالم مفتوحة مع املستغاث به ‪ ،‬ومكسورة مع‬
‫املستغاث له‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 118‬واألغاين ‪ ، 185 / 9‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 531 / 1‬والشعر والشعراء‬
‫‪ ، 633 / 2‬والكتاب ‪ ، 219 ، 216 / 2‬والالمات ص ‪ ، 88‬واملقاصد النحوية ‪ ، 259 / 4‬وبال نسبة‬
‫يف اجلىن الداين ص ‪ ، 103‬ورصف املباين ص ‪ ، 219‬وشرح املفصل ‪ ، 131 / 1‬ولسان العرب (لوم)‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وجيوز ح ذف املس تغاث من أجله وإبق اء املس تغاث به ‪ ،‬وعكس ه» مث ال ذلك قولك ‪ :‬يا‬
‫لزيد ‪ ،‬بفتح الالم ‪ ،‬ومثال عكسه ‪ :‬يا لعمرو ‪ ،‬بكسر الالم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬أوضح املسالك ‪ ، 47 / 4‬وخزانة األدب ‪ ، 154 / 2‬والدرر ‪، 42 / 3‬‬
‫‪ ............................................................................. 252‬فهرس املوضوعات‬

‫واملتعجب منه معاملة املندوب ‪ ،‬وسيبنّي ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫وقد يعامل املستغاث به ‪،‬‬
‫وال جيوز حذف حرف النداء منهما (‪.)1‬‬
‫وإن ن اديت االسم على جهة النّدبة ـ وأعىن ب ذلك ‪ :‬ن داء ‪ /‬اهلالك ـ مل ين اده من‬
‫ح روف (‪ )2‬الن داء إال بـ «ي ا» ‪ ،‬و «وا» ؛ كما تق ّدم ‪ ،‬وال يك ون إال علما ‪ ،‬أو (‪ )3‬ما‬
‫جرى جمراه من نبز أو كنية (‪ ، )4‬أو موصوال ليس فيه األلف والالم ؛ حنو قوهلم ‪« :‬وا من‬
‫حفر بئر زمزماه» ‪ ،‬أو مضافا إىل املعرفة (‪.)5‬‬
‫وتلحق عالمة النّدبة آخر االسم املندوب ؛ حنو قولك ‪« :‬يا زيداه»‪.‬‬
‫أو آخر االسم املضاف إليه املندوب ؛ حنو «يا غالم زيداه»‪.‬‬
‫أو آخر صلته ؛ حنو قولك ‪« :‬وا من حفر بئر زمزماه»‪.‬‬
‫الش اميّتيناه» ؛ وهو‬
‫ىت ّ‬ ‫وقد حكى حلاقها ىف آخر ص فته ‪ ،‬ىف ق وهلم ‪« :‬يا مججم ّ‬
‫قليل‪.‬‬
‫وال تثبت اهلاء إال ىف الوقف ‪ ،‬فإن وصلت حذفتها ؛ فتقول ‪« :‬يا زيدا ال تبعد» ‪،‬‬
‫يعوض من األلف بتنوين ىف الشعر حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬ ‫وقد ّ‬
‫‪ 124‬ـ‬
‫(‪)6‬‬
‫وا فقعسا وأين مىّن فقعس؟‬
‫__________________‬
‫ورصف املباين ص ‪ ، 220‬وشرح األمشوين ‪ 462 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 181 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح‬
‫ص ‪ ، 203‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 219‬ولسان العرب (لوم) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 257 / 4‬واملقتضب‬
‫‪ ، 256 / 4‬ومهع اهلوامع ‪.180 / 1‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬وللشبان» ؛ حيث كسرت الم املستغاث به عند عطفه على مستغاث به آخر‬
‫«للكهول»‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال جيوز ح ذف ح رف الن داء منهم ا» أعىن ‪ :‬أنه ال يق ال ‪ :‬للعجب ولزيد ‪ ،‬تريد ‪ ،‬يا‬
‫للعجب ويا لزيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬حرف‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬و‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬من نبز أو كنية» مثال النبز ‪ :‬قفه ‪ ،‬وكرز ‪ ،‬ومثال الكنية ‪ :‬أبو بكر ؛ فتقول يا كرزاه ‪ ،‬أو‬
‫يا أبا بكراه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو مضافا إىل معرفة» مثال ذلك قولك ىف ندبة غالم الرجل ‪ :‬وا غالم الرجاله‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬البيت لرجل من بين أسد‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬تنوين «فقعس» للضرورة عوضا عن األلف‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪253 .............................................................................‬‬

‫وال تثبت وصال إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من اهلزج] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رياه‬ ‫الزب‬
‫رو ابن ّ‬ ‫راه ‪  ‬وعم‬ ‫رو عم‬ ‫أال يا عم‬ ‫‪ 125‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وعالمة الندبة ىف األصل إمّن ا هى ‪ :‬األلف ‪ ،‬ف إذا أحلقتها اآلخر ‪ ،‬فال خيلو من أن‬
‫يك ون س اكنا ‪ ،‬أو متحركا ‪ ،‬ف إن ك ان متحركا ب الفتح ‪ ،‬أحلقت األلف ‪ ،‬ومل يغرّي ‪ ،‬حنو‬
‫قولك ‪« :‬يا غالم أمحداه» ‪ ،‬و «يا غالماه»‪.‬‬
‫وإن ك ان متحركا بالضم أو بالكسر ‪ ،‬أحلقت األلف ‪ ،‬وفتحت ما قبلها حنو قولك‬
‫‪« :‬يا زي داه» ‪ ،‬و «يا عبد الله اه» ‪ ،‬إال أن خياف لبس ‪ ،‬فتقلب األلف حرفا من جنس‬
‫احلركة الىت قبلها‪.‬‬
‫فتق ول ‪« :‬يا غالمك اه» ىف ندبة «غالم ك» ‪ ،‬و «يا غالمكي ه» ىف ندبة‬
‫«غالمك» ‪ ،‬لئال يلتبسا‪.‬‬
‫وإن ك ان س اكنا ‪ ،‬ف إن ك ان الس اكن تنوينا حذفته وأحلقت األلف وأتبعتها حركة‬
‫ما قبلها ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬يا غالم زي داه» ‪ ،‬وإن ك ان ألفا أحلقت ألف الندبة ‪ ،‬وح ذفت الىت‬
‫قبلها ؛ اللتقاء الساكننّي ‪ ،‬فتقول ‪« :‬وا موساه»‪.‬‬
‫وإن كان واوا ‪ ،‬فإن كانت متحركة ىف األصل ‪ ،‬فتحتها ‪ ،‬وأحلقت األلف ؛ فتقول‬
‫‪« :‬وامن يعزواه»‪.‬‬
‫وإن مل تكن كذلك ‪ ،‬حذفتها ‪ ،‬مث أحلقت األلف ‪ ،‬وجعلتها تابعة للحركة الىت‬
‫__________________‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 17 / 3‬واملقاصد النحوية ‪ ، 272 / 4‬وهو بال نسبة يف الدرر ‪ ، 41 / 3‬ورصف املباين ص‬
‫‪ ، 27‬وشرح األمشوين ‪ ، 464 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 182 / 2‬وجمالس ثعلب ‪ ، 542 / 2‬ومهع اهلوامع‬
‫‪.179 ، 172 / 1‬‬
‫(‪ )1‬البيت بال نسبة يف ‪:‬‬
‫الدرر ‪ ، 42 / 3‬ورصف املباين ص ‪ ، 27‬وشرح األمشوين ‪ ، 466 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪532‬‬
‫‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪.273 / 4‬‬
‫والش اهد فيه قوله «عم راه» و «الزب رياه» بضم اهلاء ‪ ،‬واملن دوب إذا وقف عليه حلقه بعد القلب ه اء‬
‫الس كت ‪ ،‬حنو ‪« :‬وا زي داه» وال تثبت اهلاء يف الوصل إال ض رورة‪ .‬ق ال ابن مالك ‪ :‬حلق اهلاء يف «عم راه» ‪،‬‬
‫وهو توكيد مندوب ‪ ،‬وحلقت يف «زبرياه» ‪ ،‬وهو مضاف إليه معطوف على مندوب ‪ ،‬فلحاقها نعت املندوب‬
‫أوىل باجلواز ‪ ،‬وكذلك حلاقها املضاف إليه نعت املندوب‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 254‬فهرس املوضوعات‬

‫قبلها ‪ ،‬إن خفت لبسا ؛ فتق ول ‪« :‬وا غالمه وه» ‪ ،‬وال تق ول ‪« :‬وا غالمه اه» ‪ ،‬لئال‬
‫يلتبس بندبة «غالمها»‪.‬‬
‫وإن كان ياء ‪ ،‬فإن كانت متحركة ىف األصل ‪ ،‬فتحتها ‪ ،‬وأحلقت األلف ؛ فتقول‬
‫‪ :‬ىف ندبة غالم القاضى ‪ : ،‬يا غالم القاضياه‪.‬‬
‫ذفتها ‪ ،‬وأحلقت األلف ‪ ،‬وجعلتها تابعة‬ ‫وإن مل يكن هلا أصل ىف احلركة ‪ ،‬ح‬
‫للحركة الىت قبلها إن خفت التباسا ؛ فتق ول ‪ :‬ىف ندبة «بنات ه» ‪« :‬وا بناهتي ه» ‪ /‬؛ لئال‬
‫يلتبس بندبة «بناهتا»‪.‬‬
‫وال جيوز حذف حرف النداء من املندوب أصال (‪.)1‬‬
‫وال يتكلّم بالنّدبة من الع رب ‪ ،‬إال النس اء ‪ ،‬وأما الرج ال ف إهنم يع املون (‪ )2‬معاملة‬
‫غري املندوب (‪.)3‬‬
‫يرخم مندوب ‪ ،‬وال مستغاث به ‪ ،‬وال متعجب منه (‪ ، )4‬وجيوز ترخيم ما عدا‬ ‫وال ّ‬
‫ذلك من املناديات‪.‬‬
‫والترخيم ‪:‬‬
‫ح ذف أواخر األمساء ىف الن داء ‪ ،‬فعلى ه ذا االسم املن ادى ‪ :‬ال خيلو من أن يك ون‬
‫قد بىن بسبب النداء ‪ ،‬أو ال يكون كذلك‪.‬‬
‫فإما أن يكون نكرة مقبال عليها ‪ ،‬أو غري‬‫فإن مل ينب مل جيز ترخيمه ‪ ،‬وإن بىن ‪ّ :‬‬
‫(‪)5‬‬

‫ذلك ‪ ،‬فإن كان نكرة مقبال عليها ‪ ،‬جاز ترخيمه ؛ إن كانت فيه تاء التأنيث ‪ ،‬حبذفها ‪،‬‬
‫حنو ‪« :‬ثبة» ‪ ،‬تقول ‪« :‬يا ثب أقبلى»‪.‬‬
‫وما ليس فيه تاء التأنيث ال جيوز ترخيمه إال «صاحبا» ‪ ،‬فإهّن م رمّخ وه ؛ لكثرة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال جيوز حذف ح رف النداء من املندوب أص ال» أعىن ‪ :‬أنه ال يق ال ‪ :‬زيداه ‪ ،‬ي راد ‪ :‬يا‬
‫زيداه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬يعاملونه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإمنا يعاملونه معاملة غري املندوب» أعىن أهنم يقولون ‪ :‬يا زيد ‪ ،‬وال يلحقون عالمة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال ي رخم من دوب ‪ ،‬وال مس تغاث به ‪ ،‬وال متعجب من ه» أعىن ‪ :‬أنه ال يق ال ‪ :‬يا حلار ‪،‬‬
‫وال ‪ :‬يا حاراه تريد ‪ :‬يا حلارث ويا حارثاه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن مل ينب ‪ ،‬مل جيز ترخيمه» أعىن ‪ :‬أنه ال يقال ‪ :‬يا امرا ‪ ،‬تريد ‪ :‬يا امرأة‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪255 .............................................................................‬‬

‫وأما ق وهلم ‪« :‬أط رق ك را» ‪ ،‬ىف ت رخيم «ك روان» ‪،‬‬ ‫االس تعمال ؛ فق الوا ‪ :‬يا ص اح ‪ّ ،‬‬
‫وليس فيه تاء فشاذ‪.‬‬
‫وإن كان غري ذلك ‪ :‬فإنّه إن كان مر ّكبا [رمخته حبذف](‪ )1‬االسم الثاىن منه (‪.)2‬‬
‫رخم ما ك ان منه على ح رفني ‪ ،‬أو ثالثة ‪ ،‬وليس‬ ‫وإن ك ان غري م ر ّكب ‪ ،‬مل ي ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫أحدها (‪ )3‬تاء التأنيث‪.‬‬
‫وإن كان أحدها (‪ )5‬تاء التأنيث ‪ ،‬رمّخ ته حبذفها ؛ حنو ‪« :‬هبة» اسم رجل‪.‬‬
‫وما ك ان منه على أزيد من ثالثة أح رف ‪ ،‬ج از ترخيمه ‪ ،‬ف إن ك ان يف آخ ره ت اء‬
‫التأنيث حذفتها ال غري ‪ ،‬حنو ‪ :‬فاطمة‪.‬‬
‫وإن كان فيه زيادتان زيدتا معا (‪ ، )6‬كألفى التأنيث ‪ ،‬واأللف والنون ‪ ،‬وعالمىت‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬من مخسة حيذف‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن ك ان مركبا ‪ ،‬رمخته حبذف االسم الث اىن من ه» مث ال ذلك ‪ :‬يا حضر ‪ ،‬تريد ‪ :‬يا‬
‫حضرموت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬أحدمها‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬مل يرخم منه ما كان علي حرفني أو ثالثة ‪ ،‬ليس أحدها تاء التأنيث» أعىن أنه ال يقال ‪ :‬يا‬
‫حك ‪ ،‬تريد ‪ :‬يا حكم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف أ‪ :‬أحدمها‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان فيه زيادت ان زي دتا معا ‪ »...‬إىل آخ ره مث ال ما ىف آخ ره ألفا الت أنيث قوله [من‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫ذكر؟‬ ‫ان ي‬ ‫ريى الّ ذى ك‬
‫ّ‬ ‫ه؟ ‪  ‬أه ذا املغ‬ ‫انظرى يا أسم هل تعرفين‬ ‫قفى ف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ال بيت لعمر بن أيب ربيعة يف ديوانه ص ‪ ، 93‬وخزانة األدب ‪ 369 / 11‬وبال نسبة يف ش رح قطر‬
‫الندى ص ‪.]216‬‬
‫يريد ‪ :‬يا أمساء‪.‬‬
‫ومثال ترخيم ما ىف آخره األلف والنون الزائدتان قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫أس‬ ‫اء ورهّب ا مل يي‬ ‫رو إ ّن مطيّىت حمبوسة ‪  ‬ترجو احلب‬ ‫يا م‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت للفرزدق يف ديوانه ‪ ، 384 / 1‬وخزانة األدب ‪ ، 347 / 6‬وشرح أبيات سيبويه ‪505 / 1‬‬
‫‪ ،‬وشرح التصريج ‪ ، 186 / 2‬والكتاب ‪ ، 257 / 2‬واللمع ص ‪ ، 199‬واملقاصد النحوية ‪، 292 / 4‬‬
‫وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 62 / 4‬وشرح األمشوين ‪ ، 472 / 2‬وشرح قطر الندى ص ‪ 215‬وشرح‬
‫املفصل ‪.]22 / 2‬‬
‫ومث ال ت رخيم ما ىف آخ ره عالمتا تثنية أو مجع أو ي اء نسب قولك ‪ :‬يا أب ان يف ت رخيم أب انني ‪ ،‬ويا‬
‫خبىت‪ .‬أه‪.‬‬
‫عرف يف ترخيم عرفات ‪ ،‬ويا خبت ىف ترخيم رجل امسه ‪ّ :‬‬
‫‪ ............................................................................. 256‬فهرس املوضوعات‬

‫التثنية (‪ )1‬واجلمع ‪ ،‬وياءى النّسب ـ حذفتهما ال غري‪.‬‬


‫وإن كان قبل اآلخر ‪ ،‬حرف مد ولني ؛ حنو ‪« :‬منصور» ـ حذفته مع اآلخر (‪ )2‬ما‬
‫مل يؤد ذلك إىل بقاء االسم على أقل من ثالثة أحرف (‪ ، )3‬فال حيذف إال اآلخر خاصة ؛‬
‫حنو ‪« :‬مثود» ‪ ،‬وإن مل يكن قبله حرف م ّد ولني ‪ ،‬حذفت اآلخر خاصة‪.‬‬
‫رد احملذوف ‪ ،‬فيبقى احلرف‬ ‫والرّت خيم ىف مجيع ما ذكر يك ون على لغة من ن وى ّ‬
‫الذى صار آخرا بعد الرتخيم ‪ ،‬على ما كان عليه قبل الرتخيم من حركة أو سكون (‪، )4‬‬
‫رده ‪ ،‬فيحكم ملا بقى حبكم االسم ال ذى مل حيذف منه ش ىء ؛ فيبىن‬ ‫وعلى لغة من مل ينو ّ‬
‫رخم على لغة من مل‬‫على الضم ‪ ،‬إال ما ىف آخ ره ت اء الت أنيث من الص فات ؛ فإنّه ال ي ّ‬
‫(‪)5‬‬

‫الرد ؛ لئال يلتبس املؤنّث باملذكر ؛ فتقول ىف ترخيم قائمة ‪ :‬يا قائم ‪ ، /‬بالفتح ‪ ،‬وإذا‬
‫ينو ّ‬
‫الرد ـ جاز لك أن تقحم فيه تاء التأنيث‬
‫رمّخ ت ما ىف آخره تاء التأنيث على لغة من نوى ّ‬
‫‪ ،‬وحتركها بالفتح ؛ فتقول ‪ :‬يا فاطمة‪.‬‬
‫وال رتخيم فيما آخ ره ت اء الت أنيث أحسن من تركه ‪ ،‬وت رك ال رتخيم فيما ع دا ذلك‬
‫أحسن من ال رتخيم ‪ ،‬إال ‪ :‬حارثا ‪ ،‬ومالكا ‪ ،‬وع امرا ‪ ،‬ف إ ّن ترخيمها أحسن ؛ لك ثرة‬
‫استعماهلا‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬النسبة‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان قبل اآلخر حرف مد ولني حنو ‪ :‬منصور ‪ ،‬حذفته مع اآلخر» مثال ذلك قولك ‪:‬‬
‫يا منص‪ .‬أه‪.‬‬
‫يؤد ذلك إىل بقاء االسم على أقل من ثالثة أحرف ‪ »...‬إىل آخرة مثال ذلك ‪ :‬يا ملى‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ما مل ّ‬
‫ىف مليس ‪ ،‬قال الشاعر ‪[ :‬من الطويل]‬
‫ّرم‬ ‫باب املك‬ ‫والش‬
‫اىب ّ‬ ‫رت منّا بعد معرفة ملى ‪  ‬وبعد التّص‬ ‫تن ّك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ألوس بن حجر يف ديوانه ص ‪ ، 117‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 456 / 1‬والصاحيب يف فقه اللغة ص‬
‫‪ ، 229‬والكت اب ‪ ، 254 / 2‬وله أو لعبيد بن األب رص يف ذيل مسط الآليل ص ‪ ، 65‬وبال نسبة يف شرح‬
‫قطر الندى ص ‪ .]217‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬على ما كان عليه قبل الرتخيم من حركة أو سكون» مثال ذلك قولك ‪ :‬يا حار ‪ ،‬تريد ‪:‬‬
‫يا حارث فتحذف الثاء وتبقى الراء على كسرها ‪ ،‬وقولك ‪ :‬يا هرق تريد ‪ :‬يا هرقل ‪ ،‬فتحذف الالم ‪ ،‬وتبقى‬
‫القاف على سكوهنا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فتحكم ملا بقى حبكم االسم الذى مل حيذف منه شىء فيبىن على الضم» مثال ذلك قوىل ىف‬
‫ترخيم حارث ‪ :‬يا حار ‪ ،‬بضم الراء‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪257 .............................................................................‬‬

‫واالسم إذا كان له حكم قبل الرتخيم ‪ ،‬مث زال بالرتخيم سببه ‪ ،‬زال ذلك احلكم ؛‬
‫فتقول ىف ترخيم قاضون ـ اسم رجل ـ ‪ :‬يا قاضى ؛ فرتد الياء ؛ ملا زال موجب حذفها ‪،‬‬
‫ّ‬
‫وهو الواو‪.‬‬
‫رد حيكم له حبكم اسم ؛ كامل (‪ )1‬مل حتذف منه ش يئا‬ ‫واملرخم على لغة من مل ينو ال ّ‬
‫ّ‬
‫ىف البناء على الضم ؛ كما تق ّدم‪.‬‬
‫وىف إعالله على ما يقتض يه التّص ريف ؛ فتقول ىف «طف اوة» ‪ ،‬يا طف اء ؛ ألنّه مبنزلة‬
‫«كس اء» ‪ ،‬وىف «عرق وه» ‪« ،‬يا ع رقى» ؛ كما فعلت بـ «أدل» ‪ ،‬مجع «دل و» ‪ ،‬وىف‬
‫رخم اسم ىف غري ن داء إال ىف ض رورة ؛ فإنّه‬ ‫«قط وات» ‪ ،‬يا قطا ‪ ،‬كـ «عص ى» ‪ ،‬وال ي ّ‬
‫يرخم على اللغتني‪.‬‬
‫ّ‬
‫فمن الرتخيم على لغة من نوى ‪ ،‬قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 126‬ـ إ ّن ابن ح ارث إن أش تق لرؤيته ‪  ‬أو أمتدحه ف إ ّن النّ اس قد علم وا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومن الرتخيم على لغة من مل ينو ‪ ،‬قوله [من الطويل] ‪:‬‬


‫(‪)3‬‬
‫ال بن حنظل‬ ‫لبىن نفسى أم‬ ‫‪ 127‬ـ وه ذا ردائى عن ده يس تعريه ‪  ‬ليس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬كأنك‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت البن حنباء‪.‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬ح ارث» ‪ ،‬حيث رخم «حارث ة» يف غري ن داء على لغة من ن وى ؛ وهو‬
‫ضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 48 / 3‬شرح أبيات سيبويه ‪ ، 527 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 190 / 2‬والكتاب ‪2‬‬
‫‪ ، 272 /‬واملقاصد النحوية ‪ ، 283 / 4‬وبال نسبة يف أسرار العربية ص ‪ ، 241‬واإلنصاف ‪، 354 / 1‬‬
‫وشرح األمشوين ‪ ، 477 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.181 / 1‬‬
‫(‪ )3‬البيت لألسود بن يعفر‪.‬‬
‫الشاهد فيه قوله ‪« :‬أمال بن حنظل» يريد ‪ :‬أمالك بن حنظلة ‪ ،‬فرخم حنظلة» يف غري النداء ضرورة‬
‫‪ ،‬وأجراه بعد الرتخيم جمرى اسم مل يرخم ‪ ،‬فجره باإلضافة وكذلك رخم الشاعر «مالك» يف النداء‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 56‬ومسط الآليل ص ‪ ، 935‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 464 / 1‬وشرح التصريح‬
‫‪ ، 190 / 2‬والكتاب ‪ ، 69 / 3 ، 246 / 2‬ونوادر أيب زيد ص ‪.160 ، 159‬‬
‫‪ ............................................................................. 258‬فهرس املوضوعات‬

‫باب ال‬
‫اعلم ‪ :‬أن «ال» ‪ّ :‬إما أن ت دخل على نك رة ‪ ،‬أو معرفة ؛ ف إن دخلت على معرفة ‪،‬‬
‫مل تعمل شيئا ‪ ،‬ولزم تكرارها (‪.)1‬‬
‫فأما ق وهلم ‪« :‬ال نولك أن تفع ل» ـ فش اذ ‪ ،‬وحمم ول على معن اه ؛ ألن املعىن ‪ :‬ال‬
‫ّ‬
‫ينبغى لك أن تفعل ‪ ،‬وقول الشاعر [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫إلينا رجوعها‬ ‫‪ 128‬ـ بكت جزعا واس رتجعت مثّ آذنت ‪  ‬ركائبها أن ال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ضرورة‪.‬‬
‫«أما البص رة فال بص رة ل ك» ‪ ،‬وق ول‬
‫وأما ق وهلم ‪« :‬قض يّة وال أبا احلس ن» ‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬
‫الشاعر [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫البالد‬ ‫دن وال أميّة ب‬ ‫‪ 129‬ـ أرى احلاج ات عند أىب خ بيب ‪  ‬نك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب ال قوىل ‪« :‬فإن دخلت على معرفة ‪ ،‬مل تعمل شيئا ‪ ،‬ولزم تكرارها» مثال ذلك قولك ‪ :‬ال زيد‬
‫يف الدار وال عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 34 / 4‬والدرر ‪ ، 233 / 2‬ورصف املباين ص ‪ ، 261‬وشرح‬
‫األمشوين ‪ ، 155 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 112 / 2‬والكتاب ‪ ، 298 / 2‬واملقتضب ‪ ، 361 / 4‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.148 / 1‬‬
‫(‪ )3‬ال بيت من أبي ات لعبد اهلل بن الزبري األس دي قاهلا يف عبد اهلل بن الزبري بن الع وام وك ان ش ديد البخل‬
‫ولذلك قصة ذكرها البغدادي بكاملها يف اخلزانة‪.‬‬
‫و (نكدن) من نكد نكدا إذا تعسر ‪ ،‬ونكد العيش نكدا إذا أشتد‪.‬‬
‫أمية ‪ :‬أبو قبيلة من قريش ‪ ،‬ومها أميتان ‪ :‬األصغر واألكرب ابنا عبد مشس بن عبد مناف أوالد علة‪.‬‬
‫وأول على تقدير ‪ :‬وال‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬وال أمية» حيث وقع اسم «ال» النافية للجنس معرفة ‪ّ ،‬‬
‫مثل أمية‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ملحق ديوانه ص ‪ ، 147‬وخزانة األدب ‪ ، 62 ، 61 / 4‬وال درر ‪ ، 211 / 2‬وش رح‬
‫املفصل ‪ ، 104 ، 102 / 2‬والكتاب ‪ ، 297 / 2‬ولفضالة بن شريك يف األغاين ‪ ، 66 / 12‬وشرح‬
‫أبيات سيبويه ‪ ، 569 / 1‬وبال نسبة يف رصف املباين ص ‪ ، 261‬وش رح األمشوين ‪ ، 149 / 1‬وش رح‬
‫شذور الذهب ص ‪ ، 273‬واملقتضب ‪.362 / 4‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪259 .............................................................................‬‬

‫فعلى حذف مثل ‪ ،‬وكذلك قول اآلخر [من الطويل] ‪:‬‬


‫‪/‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫احلمى س ليم اجلوانح‬
‫تب ّكى على زيد ‪ ،‬وال زيد مثله ‪  ‬ب رىء من ّ‬ ‫‪ 130‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يتخرج على تنكري زيد‪.‬‬


‫وإن دخلت على نكرة ‪ ،‬فإن كان االسم مضافا ‪ ،‬أو مطوال ـ عملت عمل «ليس»‬
‫‪ ،‬وقد تق ّدم ‪ ،‬وعمل «إ ّن» فتنصبه ؛ ألهّن ا نقيضتها (‪.)2‬‬
‫وإن كان غري ذلك ‪ ،‬فإن كان مفردا (‪[ ، )3‬أو مجع تكسري ‪ ،‬أو مجع سالمة باأللف‬
‫والت اء ـ بىن معها على الفتح ‪ ،‬وح ذف التن وين ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬ال رجل ىف ال دار» ‪« ،‬وال‬
‫غلمان لزيد» ‪« ،‬وال هندات لك»](‪.)4‬‬
‫وإن ك ان مثىن أو مجعا علي حد التثنية ‪ ،‬بىن معها ‪ ،‬وك انت ص يغته كص يغة‬
‫املنصوب ؛ فتقول ‪« :‬ال زيدين لك» «وال زيدين لك»‪.‬‬
‫وال جيوز الفصل بني «ال» ‪ ،‬وبني ما تعمل فيه ‪ ،‬ف إن فص لت بينهما ‪ ،‬بطل عملها‬
‫‪ ،‬ولزم تكرارها ؛ فتقول ‪« :‬ال ىف الدار رجل وال امرأة»‪.‬‬
‫واخلرب إن كان ظرفا أو جمرورا ‪ ،‬جاز إثباته وحذفه (‪ ، )5‬وإن كان غري ذلك ‪ ،‬فبنو‬
‫متيم يلزمون احلذف ‪ ،‬وأهل احلجاز جييزون الوجهني ؛ فيقولون ‪« :‬ال رجل أفضل منك»‬
‫‪ ،‬وقد حيذفون «أفضل» إذا كان عليه دليل‪.‬‬
‫وليست «ال» عاملة ىف اخلرب ‪ ،‬بل هى مع امسها مبنزلة اسم واحد مرف وع باالبت داء‬
‫‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت بال نسبة يف ‪:‬‬
‫ختليص الشواهد ص ‪ ، 402 ، 166‬وتذكرة النحاة ص ‪ ، 538 ، 529‬وخزانة األدب ‪، 57 / 4‬‬
‫والدرر ‪ ، 215 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.145 / 1‬‬
‫والشاهد فيه قوله «وال زيد» حيث أعمل «ال» النافية للجنس يف املعرفة ‪ ،‬والذي سوغ ذلك أنه أراد‬
‫‪ :‬ال مثل زيد يف براءته من احلمى وسالمة اجلوانح‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وعمل إن فتنصبها ؛ ألهنا نقيضتها» مثال ذلك قولك ‪ :‬ال غالم رجل قائم ‪ ،‬وال خريا من‬
‫زيد ذاهب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن ك ان مف ردا» بىن معها على الفتح ‪ ،‬وحذف التنوين ‪ ،‬مث ال ذلك قولك ‪ :‬ال رجل ىف‬
‫الدار‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬ما بني املعكوفني سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إن ك ان ظرفا أو جمرورا ‪ ،‬ج از إثباته وحذف ه» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ال رجل ىف ال دار ‪ ،‬وال‬
‫رجل عندك ‪ ،‬وإن شئت حذفتهما ‪ ،‬إذا دل دليل عليهما‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 260‬فهرس املوضوعات‬

‫واخلرب للمجموع‪.‬‬
‫هذا حكم االسم الواقع بعدها إن مل يكن له عامل ‪ ،‬فإن كان له عامل مضمر ‪ ،‬مل‬
‫تؤثر فيه ؛ حنو قولك ‪« :‬ال أهال وال مرحبا»‪.‬‬
‫وإذا أتبعت االسم ىف ه ذا الب اب ‪ ،‬ف إن ك ان معربا ‪ ،‬ف إن أتبعته بغري ب دل ‪ ،‬أو‬
‫عطف نسق ـ جاز لك (‪ )1‬وجهان ‪ :‬النّصب على اللفظ ‪ ،‬والرفع على املوضع ؛ حنو قولك‬
‫‪« :‬ال مثلك عاملا» ‪ ،‬بنصب «عامل» ورفعه‪.‬‬
‫وإن أتبعته بب دل ‪ ،‬ف إن ك ان املب دل مقرونا بـ «إال» فقد تق ّدم حكمه ىف ب اب‬
‫االس تثناء ‪ ،‬وإن مل يكن مقرونا هبا ‪ ،‬ف إن أبدلته على اللفظ ‪ ،‬فالنّصب ؛ حنو قولك ‪« :‬ال‬
‫مثلك صاحب دابة» ‪« ،‬وال مثلك رجال عندنا»‪.‬‬
‫وإن أبدلته على املوضع ‪ ،‬رفعت ‪ ،‬إال أن يك ون املب دل (‪ )2‬معرفة ‪ ،‬فال جيوز فيه إال‬
‫الرفع على املوضع ؛ حنو ‪ :‬ال مثلك ىف الدار زيد وال عمرو‪.‬‬
‫وإن أتبعته بعطف نسق ‪ ،‬ف إن مل ت دخل على املعط وف «ال» ‪ ،‬ج از النصب على‬
‫اللفظ والرفع على املوضع (‪ ، )3‬إن كان املعطوف نكرة ؛ فتقول ‪ :‬ال غالم رجل وامرأة ىف‬
‫الدار ‪ ،‬بنصب امرأة ورفعها‪.‬‬
‫وقد حكى األخفش ‪ ،‬البناء على الفتح على نية «ال» (‪.)4‬‬
‫وإن ‪ /‬ك ان معرفة ‪ ،‬مل جيز فيه إال الرفع على املوضع ‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬ال غالم رجل‬
‫ىف الدار وعمرو» ‪ ،‬وإن [دخلت عليه «ال» فإن](‪ )5‬قدرهتا تكرارا لألوىل ‪ ،‬فاألمر على ما‬
‫كان عليه ‪ ،‬لو مل تكرر (‪.)6‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬زاد يف أ‪ :‬فإن مل يدخل على املعطوف جاز لك‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬البدل‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬اللفظ‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وقد حكى األخفش البن اء على الفتح على نية ال» مث ال ذلك ‪ :‬ال غالم رجل وام رأة ىف‬
‫الدار‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬سقط يف ط‪.‬‬
‫تكرر» مثال ذلك ‪ :‬ال غالم رجل ىف الدار وال امرأة ‪ ،‬وإن‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فاألمر على ما كان عليه لو مل ّ‬
‫شئت قلت ‪ :‬وال امرأة‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪261 .............................................................................‬‬

‫وإن ق درهتا مس تأنفة ‪ ،‬ج از ىف االسم بع دها ما ك ان جيوز فيه ‪ ،‬لو انف ردت من‬
‫إجرائها جمرى «إ ّن» ت ارة ‪ ،‬و «ليس» أخ رى (‪ ، )1‬وإن ك ان االسم الواقع بع دها مبنيّا ‪،‬‬
‫كان حكمه ىف اإلتباع كحكم املعرب ىف مجيع ما ذكر (‪ ، )2‬إال أنه جيوز ىف [نعته](‪ )3‬؛ إن‬
‫كان مفردا ‪ ،‬ومل يفصل بينهما أن جيعل معه كالشىء الواحد ؛ فيبنيان ؛ فتقول ‪ :‬ال رجل‬
‫ظريف ىف الدار ‪ ،‬وقد تدخل «ال» على املضاف إىل معرفة ؛ إذا ق ّدرت إضافته غري حمضة‬
‫‪ ،‬وال ب ّد إذ ذاك من الفصل بني املضاف واملضاف إليه ‪ ،‬بالالم إصالحا للّفظ ؛ حنو قوهلم‬
‫‪« :‬ال أبا لك» ‪ ،‬وقد [ال](‪ )4‬يؤتى هبا ىف الضرورة ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ىن؟‬ ‫ختوفي‬
‫اك ـ ّ‬ ‫أب املوت الّ ذى ال ب ّد أىّن ‪  ‬مالق ـ ال أب‬ ‫‪ 131‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإذا دخلت ألف االس تفهام على «ال» ف إن بقيت على معناها من النّفى ‪ ،‬ك انت‬
‫مبنزلتها قبل دخول اهلمزة عليها ىف مجيع ما ذكر ؛ ومن ذلك قوهلم ‪« :‬أال قماص بالعري»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن ق ّدرهتا مستأنفة ‪ ،‬جاز ىف االسم الذى بعدها ما كان فيه ‪ ،‬لو انفردت ‪ ،‬من إجرائها‬
‫جمرى إن تارة ‪ ،‬وليس أخرى» مثال ذلك قولك ‪ :‬ال غالم رجل ىف الدار ‪ ،‬وال امرأة ‪ ،‬بغري تنوين‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان االسم الواقع بع دها مبنيّا ‪ ،‬ك ان حكمه ىف اإلتب اع كحكم املع رب ىف مجيع ما‬
‫ذكر» متثيل ذلك كتمثيل املعرب ىف مجيع ما ذكر ؛ إال أنك تبدل من االسم املعرب مبنيا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬لغة‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت ألىب حية النمريي‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ال أب اك» حيث اس تعمل كلمة «أب ا» امسا لـ «ال» النافية للجنس ‪ ،‬منص وبة‬
‫ب األلف ‪ ،‬وأض افها إىل ض مري املخاطبة ‪ ،‬وه ذا دليل على أن ق وهلم ‪« :‬ال أبا ل ك» من ب اب اإلض افة ‪ ،‬والالم‬
‫مقحمة بني املضاف واملضاف إليه ‪ ،‬ولو ال ذلك مل تثبت األلف يف «أبا»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 107 ، 105 ، 100 / 4‬والدرر ‪ ، 219 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح ص‬
‫‪ ، 211‬ولس ان الع رب (خع ل) (أىب) (فال) ‪ ،‬وبال نسبة يف األش باه والنظ ائر ‪ ، 132 / 3‬واخلصائص ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 345‬وشرح التصريح ‪ ، 26 / 2‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص ‪ ، 501‬وشرح شذور الذهب ص‬
‫‪ ، 424‬وشرح املفصل ‪ ، 105 / 2‬والالمات ص ‪ ، 103‬واملقتضب ‪ ، 375 / 4‬واملنصف ‪، 337 / 2‬‬
‫ومهع اهلوامع ‪.337 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 262‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن دخلها معىن التحض يض ‪ ،‬ك ان االسم ال ذى بع دها على فعل مض مر ‪ ،‬ومل‬
‫تعمل شيئا (‪.)1‬‬
‫وإن دخلها معىن التمىّن ‪ ،‬ك ان حكم االسم ال ذى بع دها كحكمه قبل دخ ول‬
‫اهلمزة عليها (‪ ، )2‬إال أهّن ا ال يكون هلا خرب ‪ ،‬وال تتبع االسم الذى بعدها ‪ ،‬إال على لفظة‬
‫خاصة (‪.)3‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن دخلها معىن التحضيض ‪ ،‬كان االسم الذى بعدها على فعل مضمر ؛ ومل تعمل شيئا»‬
‫مثال ذلك قولك ‪ :‬أال رجال كرميا ‪ ،‬أى ‪ :‬أال تقصد رجال كرميا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن دخلها معىن التمىن ‪ ،‬كان حكم االسم الذى بعدها كحكمه قبل دخول اهلمزة عليها»‬
‫مثال ذلك قولك ‪ :‬أال مال وإن شئت أال مال ومن ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫جو أىب الفضل ‪ ‬‬ ‫رثي لش‬ ‫أال رجل ي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[صدر بيت لعباس بن األحنف وعجزه ‪:‬‬


‫جل‬ ‫ربة عني دمعها واكف الس‬ ‫‪   ............‬بع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 235 /‬تذكرة النحاة ‪ .]303 /‬أه‪.‬‬


‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال تتبع االسم ال ذى بع دها إال على اللفظ خاص ة» أعىن أنك تق ول ‪ :‬ال م ال كث ريا وال‬
‫جيوز رفع كثري‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪263 .............................................................................‬‬

‫باب حروف الخفض‬


‫رب وفاؤها ‪،‬‬
‫اجلر ‪ ،‬وواو القسم وب اؤه ‪ ،‬وواو ّ‬ ‫وهى ‪ :‬الب اء ‪ ،‬والك اف ‪ ،‬والم ّ‬
‫وامليم املكس ورة واملض مومة ىف القسم ؛ حنو ‪ :‬م اهلل ‪ ،‬وم اهلل ‪ ،‬ومهزة االس تفهام ‪ ،‬وه اء‬
‫التنبيه ‪ ،‬وقطع ألف الوصل ‪ ،‬و «من» ىف القسم ‪ ،‬و «من» ‪ ،‬و «إىل» ‪ ،‬و «عن» ‪ ،‬و‬
‫«على» [و «ىف»](‪ ، )1‬و «حاش ا» و «حش ى» ‪ ،‬و «ح ىت» و «خال» ‪ ،‬و «ع دا» ‪ ،‬و‬
‫«رب» ‪ ،‬و «مذ» ‪ ،‬و «منذ» ‪ ،‬و «لو ال» (‪ ، )2‬و «لعل» مكسورة الالم ‪ ،‬ومفتوحتها ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ومن ذلك قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رمي‬ ‫ىء أ ّن ّأمكم ش‬ ‫لكم علينا ‪  ‬بش‬ ‫فض‬
‫ّل اهلل ّ‬ ‫لع‬ ‫‪ 132‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ /‬يروى بكسر الاّل م وفتحها‪.‬‬


‫تجره ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫وتنقسم بالنظر إلى ما ّ‬
‫جير إال املضمر ‪ ،‬وهو ‪« :‬لو ال» ؛ ومن ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫قسم ال ّ‬
‫‪ 133‬ـ وكم م وطن ل والى طحت كما‬
‫(‪)4‬‬
‫وى‬ ‫‪  ‬بأجرامه من قلّة النّيق منه‬
‫‪ ‬‬

‫وى‬ ‫ه‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬ولوىل‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال بيت بال نسبة يف ‪ :‬أوضح املس الك ‪ ، 7 / 3‬واجلىن الداين ص ‪ ، 584‬وج واهر األدب ص ‪، 403‬‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 430 ، 433 ، 422 / 10‬ورصف املباين ص ‪ ، 375‬وشرح األمشوين ‪، 284 / 2‬‬
‫وشرح التصريح ‪ ، 2 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 351‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 249‬واملقاصد النحوية ‪/ 3‬‬
‫‪.247‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله «لعل اهلل» حيث جاءت لعل حرف جر على لغة عقيل‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت ليزيد بن احلكم يعاتب ابن عمه وقيل أخاه‪.‬‬
‫واملوطن ‪ :‬املشهد من مشاهد احلرب‪.‬‬
‫طحت ‪ :‬هلكت ‪ ،‬واألجرام ‪ :‬األجساد‪.‬‬
‫النيق ‪ :‬أعلى اجلبل ‪ ،‬منهوى ‪ :‬ساقط‪.‬‬
‫ويف البيت شاهدان أوهلما قوله ‪« :‬لوالي» حيث جاء بضمري اخلفض بعد «لو ال» وهي من حروف‬
‫االبتداء‪ .‬قال سيبويه يف باب ما يكون مضمرا فيه االسم متحوال عن حاله إذا أظهر بعده ‪ :‬وذلك «لوالك» و‬
‫«ل والي» إذا أض مرت االسم فيه جر ‪ ،‬وإذا أظه رت رفع ‪ ،‬ولو ج اءت عالمة اإلض مار على القي اس لقلت ‪:‬‬
‫«لو ال أنت» الكتاب ‪.373 / 2‬‬
‫جرت مضمرا ‪ ،‬وهو ياء املتكلم‪.‬‬‫والشاهد الثاين قوله ‪« :‬لوالى» ؛ حيث ّ‬
‫‪ ............................................................................. 264‬فهرس املوضوعات‬

‫جير إال الظّ اهر (‪ )1‬؛ وهو ‪ :‬ه اء التّنبيه ‪ ،‬ومهزة االس تفهام ‪ ،‬وقطع ألف‬
‫وقسم ‪ ،‬ال ّ‬
‫الوصل ‪ ،‬و «من» [ىف القسم](‪ ، )2‬وامليم املكسورة ‪ ،‬واملضمومة ىف القسم‬
‫__________________‬
‫ينظر ‪ :‬األزهية ص ‪ ، 171‬وخزانة األدب ‪ ، 342 ، 337 ، 336 / 5‬والدرر ‪ ، 175 / 4‬وسر‬
‫صناعة اإلعراب ص ‪ ، 395‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 202 / 2‬وشرح املفصل ‪، 23 / 9 ، 118 / 3‬‬
‫والكتاب ‪ ، 374 / 2‬ولسان العرب (جرم) (هوى) ‪ ،‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪ ، 691 / 2‬واجلىن الداين ص‬
‫‪ ، 603‬وج واهر األدب ص ‪ ، 397‬وخزانة األدب ‪ ، 333 / 10‬ورصف املب اين ص ‪ ، 295‬وش رح‬
‫األمشوين ‪ ، 285 / 2‬وشرح ابن عقيل ‪ ، 353‬ولسان العرب (إما ال) ‪ ،‬واملمتع يف التصريف ‪، 191 / 1‬‬
‫واملنصف ‪ 72 / 1‬ويروي الشطر األول يف اللسان ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫وى ‪ ‬‬ ‫والي طحت كما ه‬ ‫نزل ل‬ ‫وكم م‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب ح روف اخلفض ق وىل ‪« :‬وقسم ال جير إال الظ اهر» إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال اجلر هباء التنبيه ومهزة‬
‫ومن بكر ‪ ،‬ومث ال‬‫االس تفهام وقطع ألف الوصل ىف القسم ‪ :‬ها اهلل ليق ومن زيد ‪ ،‬وآهلل ليق ومن زيد ‪ ،‬وأهلل ليق ّ‬
‫اجلر بامليم املكسورة واملضمومة ىف القسم ـ أيضا ـ قولك ‪ :‬م اهلل ألفعلن ‪ ،‬وم اهلل ألخرجن ‪ ،‬ومثال اجلر بواو‬
‫رب قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫‪............‬‬ ‫وارض طفلة ‪ ‬‬ ‫اء الع‬ ‫ومثلك بيض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[صدر بيت المرىء القيس ‪ ،‬وعجزه ‪:‬‬


‫رباىل‬ ‫يىن إذا قمت س‬‫تنس‬
‫وب ّ‬ ‫‪   ............‬لع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ينظر ديوانه ص ‪ ، 30‬واألزهية ص ‪ ، 232‬وخزانة األدب ‪ ، 66 / 1‬ولس ان الع رب (نس ا) ‪،‬‬


‫واملنصف ‪ ، 93 / 1‬وتاج العروس (نسى) ‪ ،‬وبال نسبة ىف مغىن اللبيب ‪]472 / 2‬‬
‫ومثال اجلر بفائها قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫‪............‬‬ ‫رقت ومرضع ‪ ‬‬ ‫فمثلك حبلى قد ط‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[صدر بيت المرئ القيس وعجزه ‪:‬‬


‫مغيل‬ ‫متائم‬ ‫ذي‬ ‫عن‬ ‫‪   ............‬فأهليتها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ينظر ىف ديوانه ص ‪ ، 12‬األزهية ص ‪ ، 244‬واجلىن ال داىن ص ‪ ، 75‬وج واهر األدب ص ‪، 63‬‬


‫وخزانة األدب ‪ ، 334 / 1‬والدرر ‪ ، 193 / 4‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 450 / 1‬وشرح شذور الذهب‬
‫ص ‪ ، 416‬وش رح ش واهد املغىن ‪ ، 463 ، 402 / 1‬والكت اب ‪ ، 163 / 2‬ولس ان الع رب (رض ع)‬
‫(غي ل) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 336 / 3‬وت اج الع روس (غي ل) ‪ ،‬وبال نس بة ىف أوضح املس الك ‪، 73 / 3‬‬
‫ورصف املباىن ص ‪ 387‬؛ وشرح األمشوىن ‪ ، 299 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 372‬ومغىن اللبيب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 161 ، 136‬ومهع اهلوامع ‪ ، 36 / 2‬وت اج الع روس (ب اب األلف اللينة «الف اء» (وفيه «حمول» مك ان‬
‫«مغيل»)]‬
‫اجلر بـ «م ذ» ‪ ،‬و «من ذ» قولك ‪« :‬ما رأيته منذ ثالثة أي ام ‪ ،‬أو مذ ثالثة أي ام» ومثاله بك اف‬
‫ومث ال ّ‬
‫التشبيه قولك ‪ :‬جاء الذى كزيد ‪ ،‬ومثاله بـ «حىت» قولك ‪ :‬قام القوم حىت زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪265 .............................................................................‬‬

‫«رب» ‪ ،‬وفاؤها ‪ ،‬و «مذ» ‪ ،‬و «منذ» وكاف التّشبيه [وحىت](‪.)2‬‬


‫[أيضا] ‪ ،‬وواو ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫فأما قوله [من الرجز] ‪:‬‬


‫ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫اظال‬ ‫كهن إال ح‬
‫فال أرى بعال وال حالئال ‪  ‬كه وال ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ 134‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقول اآلخر [من الوافر] ‪:‬‬


‫(‪)5‬‬
‫ابن أىب يزيد‬ ‫اك ي‬ ‫اس ‪  ‬فىت حتّ‬ ‫فال واهلل يلفى أن‬ ‫‪ 135‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فضرورة‪.‬‬
‫جير الظّاهر واملضمر ؛ وهو ‪ :‬ما عدا ذلك من حروف اخلفض (‪.)6‬‬ ‫وقسم ‪ّ ،‬‬
‫جير بعض الظّواهر دون‬
‫جتر الظاهر وحده ‪ ،‬أو مع املضمر ‪ ،‬منها ما ّ‬‫واحلروف الىت ّ‬
‫بعض (‪ )7‬؛ وهو ‪ :‬الم القسم ‪ ،‬وامليم املكسورة واملضمومة ‪ ،‬وهاء التنبيه ‪ ،‬ومهزة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬كهو‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت لرؤبة‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬ك ه» و «كهن» حيث جر الضمري يف املوضعني ‪ ،‬بالك اف ‪ ،‬للض رورة الشعرية‬
‫إذ األصل أن جتر الظاهر‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 128‬وخزانة األدب ‪ ، 196 ، 195 / 10‬والدرر ‪152 / 4 ، 268 / 5‬‬
‫وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 163 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 4 / 2‬واملقاصد النحوية ‪ ، 256 / 3‬وللعجاج يف‬
‫الكتاب ‪ ، 384 / 2‬وليس يف ديوانه ‪ ،‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 18 / 3‬وجواهر األدب ص ‪، 124‬‬
‫ورصف املباين ص ‪ ، 204‬وشرح األمشوين ‪ ، 286 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 357‬وشرح عمدة احلافظ‬
‫ص ‪ ، 269‬ومهع اهلوامع ‪.30 / 2‬‬
‫(‪ )5‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬اجلىن الداين ‪ ، 544‬وجواهر األدب ‪ ، 408‬وخزانة األدب ‪، 475 ، 474 / 9‬‬
‫والدرر ‪ ، 111 / 4‬ورصف املب اين ‪ ، 185‬وش رح األمشوين ‪ ، 286 / 2‬وش رح ابن عقيل ص ‪، 355‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 265 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.23 / 2‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله «حتاك» حيث جرت «حىت» الضمري ‪ ،‬وهذا ال يكون إال يف الضرورة الشعرية‬
‫إذ األصل أن «حىت» جتر الظاهر‪.‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وقسم جير الظ اهر واملض مر ‪ :‬وهو ما ع دا ذلك ‪ »...‬ال ذى جير الظ اهر واملض مر هو الب اء‬
‫والم اجلر ومن وإىل وعن وعلى وىف وحاشى وخال وعدا ورب ولعل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )7‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ومنها ما جير بعض الظواهر دون بعض ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬مثال جر اسم‬
‫‪ ............................................................................. 266‬فهرس املوضوعات‬

‫جتر إال اسم اهلل تعاىل ؛ ىف القسم‪.‬‬


‫االستفهام ‪ ،‬وقطع ألف الوصل ؛ ال ّ‬
‫«ترب الكعبة»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ب ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫الر ّ‬
‫جتر إال اسم اهلل تعاىل ‪ ،‬أو ‪ّ :‬‬
‫وتاء القسم ‪ :‬ال ّ‬
‫«رب» ‪ ،‬وفاؤها ‪ ،‬وواوها (‪ )2‬ال‬‫رب ‪ ،‬و ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫جتر إال ‪ :‬ال ّ‬
‫و «من» ىف القسم ‪ ،‬ال ّ‬
‫جتر من الظّواهر إال النّكرات‪.‬‬
‫ّ‬
‫و «مذ» ‪ ،‬و «منذ» ال جتران إال أمساء الزمان‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫كل ظاهر ؛ وهو ‪ :‬ما عدا ذلك (‪.)4‬‬ ‫جير ّ‬


‫ومنها ما ّ‬
‫وتنقسم أيضا بالنظر إىل استعماهلا حرفا وغريه ‪ ،‬أربعة أقسام ‪:‬‬
‫قسم ‪ ،‬يستعمل حرفا وامسا ‪ ،‬وهو ‪« :‬مذ» ‪ ،‬و «منذ» ‪ ،‬و «عن» ‪ ،‬فـ «مذ» ‪ ،‬و‬
‫اجنر ما بعدمها‪.‬‬
‫«منذ» ‪ ،‬يكونان امسني إذا ارتفع ما بعدمها ‪ ،‬ويكونان حرفني إذا ّ‬
‫(‪)5‬‬

‫و «عن» تكون امسا إذا دخل عليها حرف خفض ؛ حنو قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫رة قبل‬ ‫ّركب ملا أن عال هبم ‪  ‬من عن ميني احلبيّا نظ‬ ‫فقلت لل‬ ‫‪ 136‬ـ‬
‫‪ ‬‬

‫ّ‬ ‫‪ ‬‬

‫وإذا أدى جعلها حرفا إىل تعدى فعل املضمر املتّصل إىل ضمريه املتصل ‪ ،‬حنو قوله‬
‫__________________‬
‫اهلل تع اىل بالقسم قولك ‪ :‬هلل ال يبقى أحد ‪ ،‬وقد تق دم متثيل جر امليم املكس ورة واملض مومة وه اء التنبيه ومهزة‬
‫االستفهام وقطع ألف الوصل‪ .‬أه‪.‬‬
‫الرب» مثال ذلك قولك ‪ :‬من رىب ألقومن‪ .‬أه‪.‬‬ ‫جير إال ّ‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ومن ىف القسم ال ّ‬
‫رب رجل عامل لقيته ‪ ،‬وقد تقدم متثيل جر‬ ‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ورب وفاؤها وواوها» مثال جر الظاهر قولك ‪ّ :‬‬
‫رب وفائها للنكرة‪ .‬أه‪.‬‬
‫واو ّ‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ومذ ومنذ» مثال ذلك قولك ‪ :‬ما رأيته منذ ثالثة أيام ‪ ،‬ومذ أربعة أيام‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ومنها ما جير كل ظ اهر ‪ ،‬وهو ما ع دا ذل ك» ال ذى جير كل ظ اهر هو كل ما جير الظ اهر‬
‫واملضمر ‪ ،‬ما عدا رب ؛ فإهنا ال جتر إال النك رة ‪ ،‬وقد تقدم تبيينه ‪ ،‬وحىت وك اف التشبيه وواو القسم مما جير‬
‫الظاهر دون املضمر‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬مذ ومنذ يكونان امسني إذا ارتفع ما بعدمها» مثال ذلك قولك ‪ :‬ما رأيته مذ يومان ‪ ،‬ومنذ‬
‫عامان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬البيت للقطامي‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬من عن ميني احلبيا» حيث جاءت «عن» امسا مبعىن ‪ :‬جانب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 28‬وأدب الك اتب ص ‪ ، 504‬وش رح املفصل ‪ ، 41 / 8‬واللس ان (عنن) ‪،‬‬
‫(حب ا) واملقاصد النحوية ‪ ، 297 / 3‬وهو بال نس بة يف أس رار العربية ص ‪ ، 55‬واجلىن ال داين ص ‪، 243‬‬
‫وجواهر األدب ص ‪ ، 322‬ورصف املباين ص ‪.367‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪267 .............................................................................‬‬

‫[من البسيط] ‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫الرواحل‬
‫ديث ّ‬ ‫ديثا ما ح‬ ‫‪ 137‬ـ دع (‪ )1‬عنك هنبا ص يح ىف حجراته ‪  ‬ولكن ح‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وتكون حرف خفض ‪ ،‬فيما عدا ذلك‪.‬‬


‫وقسم ‪ ،‬يستعمل حرفا وفعال (‪ ، )3‬وهو ‪ :‬حاشا ‪ ،‬وحشى ‪ ،‬وخال ‪ ،‬وعدا ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬ودع‪.‬‬
‫(‪ )2‬ه ذا بيت من أبي ات الم رئ القيس وس ببها أن ام رأ القيس بعد أن قتل أب وه ‪ ،‬ذهب يس تجري ب العرب ‪،‬‬
‫فبعض يقبله وبعض ي رده ‪ ،‬فطمعت فيه الع رب‪ .‬ويف أثن اء ذلك ن زل على خالد بن س دوس بن أص مع النبه اين‬
‫الطائي ‪ ،‬فأغار عليه باعث بن حويص الطائي وذهب بإبله ‪ ،‬فقال له جاره خالد ‪ :‬أعطين صنائعك ورواحلك‬
‫حىت أطلب عليها مال ك‪ .‬ففعل ام رؤ القيس ‪ ،‬ف انطوى عليها ‪ ،‬ويق ال بل حلق ب القوم فق ال هلم ‪ :‬أغ رمت على‬
‫ج اري يا بين جديل ة؟ ق الوا ‪ :‬واهلل ما هو لك جبار‪ .‬ق ال ‪ :‬بلى واهلل ‪ ،‬ما ه ذه اإلبل اليت معكم إال كالرواحل‬
‫اليت حتىت‪ .‬فقالوا ‪ :‬هو كذلك‪ .‬فأنزلوه ‪ ،‬وذهبوا هبا‪ .‬فقال امرؤ القيس فيما هجاه به ‪« :‬دع عنك هنبا» البيت‪.‬‬
‫يقول خلالد ‪ :‬دع النهب الذي هنبه باعث ‪ ،‬ولكن حدثين عن الرواحل اليت ذهبت هبا أنت‪ .‬وهذا البيت صار‬
‫مثال يضرب ملن ذهب من ماله شيء ‪ ،‬مث ذهب بعده ما هو أجل منه‪.‬‬
‫والنهب ‪ :‬الغنيمة وكل ما انتهب‪ .‬وهو على ح ذف مض اف ‪ ،‬أي ذكر هنب‪ .‬و «ص يح» ‪ :‬جمه ول‬
‫ص اح ‪ ،‬ويف حجراته ن ائب الفاع ل‪ .‬واحلج رات ‪ ،‬بفتح احلاء املهملة واجليم ‪ :‬مجع حج رة بس كون اجليم ‪،‬‬
‫كتمرات مجع مترة‪ .‬واحلجرة ‪ :‬الناحية ‪ ،‬واجلملة صفة هنب ‪ ،‬أي ‪ :‬صيح عليه يف حجراته‪ .‬و «حديثا» عامله‬
‫حمذوف ‪ ،‬أي ولكن حدثين حديثا‪ .‬وما استفهامية مبتدأ وحديث خربه‪ .‬يقول ‪ :‬اترك ذكر الذي انتهبه باعث‬
‫وحدثين عن الرواحل اليت أنت ذهبت هبا‪.‬‬
‫ويروي ‪:‬‬
‫‪.............‬‬ ‫يح يف حجراته ‪ ‬‬ ‫دع عنك هنبا ص‬ ‫ف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وهو األصح ـ كما يف اللسان ـ الستقامة وزن البيت شعريّا وهو مثل للعرب يضرب ملن ذهب من ماله‬
‫شيء مث ذهب بعده ما هو أجل منه‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬دع عنك» حيث جاءت «عن» امسا ؛ ألن جعلها حرفا ‪ ،‬هنا ‪ ،‬يؤدي إىل تعدي‬
‫فعل املضمر املتصل إىل ضمريه املتصل ‪ ،‬وذلك ال جيوز إال يف أفعال القلوب وما محل عليها‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 94‬وخزانة األدب ‪ ، 177 / 11 ، 159 / 10‬والدرر ‪ ، 140 / 4‬وشرح‬
‫شواهد املغين ‪ ، 440 / 1‬ولسان العرب (صيح) ‪( ،‬حجر) ‪( ،‬رسس) ‪( ،‬سقط) ومغين اللبيب ‪، 150 / 1‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 307 / 3‬ومهع اهلوامع ‪ ، 29 / 2‬وبال نسبة يف اجلىن الداين ص ‪.244‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وقسم يستعمل حرفا وفعال ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬وقد تق ّدم تبيني النصب واخلفض‬
‫‪ ............................................................................. 268‬فهرس املوضوعات‬

‫فتكون (‪ )1‬أفعاال إذا نصبت ما بعدها ‪ ،‬وتكون حروفا إذا خفضته‪.‬‬


‫وقسم ‪ ،‬يس تعمل حرفا وامسا وفعال ‪ ،‬وهو ‪ :‬على ‪ ،‬تك ون امسا إذا دخل عليها‬
‫حرف خفض ‪./‬‬
‫حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫زاء جمهل‬ ‫ّل ‪ ،‬وعن قيض بزي‬ ‫‪ 138‬ـ غ دت من عليه (‪ )2‬بعد ما متّ ظمؤها ‪  ‬تص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫حباشى وحشى وخال وعدا ىف باب االستثناء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬تكون‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬عليها‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ملزاحم العقيلي ويروى هكذا ‪:‬‬
‫داء جمهل‬ ‫ها ‪  ‬تصل وعن قيض ببي‬ ‫دت من عليه بعد ما مت مخس‬ ‫غ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫«غ دت من علي ه» إخل ق ال الق اىل (يف ش رح اللب اب) ‪ :‬غ دا مبعىن ص ار ‪ ،‬يق ال ‪ :‬غ دا زيد أم ريا ‪ ،‬أي‬
‫صار ‪ ،‬وأنشد البيت‪ .‬وقال ‪ :‬أي انصرفت القطاة من فوقه‪ .‬فهو غري خمصص بوقت دون وقت ‪ ،‬خبالف ما إذا‬
‫اس تعمل يف غري معىن ص ار ‪ ،‬فإنه خيتص ب وقت الغ داة ‪ ،‬تق ول ‪ :‬غ دا زيد قائما ‪ ،‬أي ذهب بالغ داة‪ .‬فمعىن‬
‫غدت صارت ‪ ،‬إذ ال يريد انصرفت وانفلتت يف وقت الغداة فقط‪.‬‬
‫و (الظمء) ‪ ،‬بالكسر وس كون امليم مهم وز اآلخر ‪ :‬م دة ص ربها عن املاء وهو ما بني الش رب إىل‬
‫الشرب‪ .‬قال ابن السكيت (يف كتاب املعاين) ‪ :‬قوله «بعد ما مت ظمؤها» أي أهنا كانت تشرب يف كل ثالثة‬
‫أيام أو أربعة مرة ‪ ،‬فلما جاء ذلك الوقت طارت‪.‬‬
‫وروى املربد (يف الكام ل)‪« :‬بعد ما مت مخس ها» بكسر اخلاء ‪ ،‬وق ال ‪ :‬اخلمس ‪ :‬ظمء من أظمائها ‪،‬‬
‫وهي أن ترد مث تغب ثالثا مث ترد ‪ ،‬فيعتد بيومي وردها مع ظمئها فيقال مخس‪.‬‬
‫هذا كالمه‪ .‬وظاهره أن اخلمس من أظماء القطا ‪ ،‬وليس كذلك إمنا هو لإلبل‪.‬‬
‫ق ال ابن الس يد ‪ :‬اخلمس ‪ :‬ورود املاء يف كل مخسة أي ام‪ .‬ومل ي رد أهنا تصرب عن املاء مخسة أي ام ‪ ،‬إمنا‬
‫ه ذا لإلبل ال للطري ولكنه ض ربه مثال‪ .‬ه ذا ق ول أيب ح امت ‪ ،‬وألجل ذلك ك انت رواية من روى «ظمؤه ا»‬
‫أحسن وأصح مع ىن‪ .‬وظ اهر ه ذا أيضا أن الظمء ال خيتص باإلب ل‪ .‬ويؤي ده ق ول ص احب الق اموس ‪ :‬والظمء‬
‫بالكسر ‪ :‬ما بني الشربني والوردين ‪ ،‬وهو من الظمأ كالعطش ‪ ،‬وزنا ومعىن ‪ ،‬أو أشد العطش وأهونه وأخفه‪.‬‬
‫قاله أبو زي د‪ .‬لكن ص احب الص حاح خصه باإلبل ‪ ،‬ق ال ‪ :‬الظمء ما بني ال وردين ‪ ،‬وهو حبس اإلبل عن املاء‬
‫إىل غاية الورد‪.‬‬
‫و «تص ل» ‪ ،‬أي تص وت ‪ ،‬مجلة حالية ‪ ،‬وإمنا يص وت حش اها من يبس العطش ‪ ،‬فنقل الفعل إليها ‪،‬‬
‫ألنه إذا صوت حشاها فقد صوتت‪ .‬وإمنا يقال لصوت جناحها ‪ :‬احلفيف‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪269 .............................................................................‬‬

‫وإذا ّأدى ـ أيضا ـ جعلها حرفا إىل تع ّدى فعل املضمر املتصل إىل مضمره (‪ )1‬املتصل‬
‫؛ حنو قوله [من املتقارب] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ف اإلله مقاديرها‬
‫ّ‬ ‫ه ّون عليك ‪ ،‬ف إ ّن األم ور ‪  ‬بك‬ ‫‪ 139‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وتكون فعال إذا رفعت الفاعل ‪.‬‬


‫(‪)3‬‬

‫__________________‬
‫ق ال أبو ح امت ‪ :‬ومعىن تصل تص وت أحش اؤها من اليبس والعطش‪ .‬والص ليل ‪ :‬ص وت الش يء الي ابس ‪ ،‬يق ال‬
‫جاءت اإلبل تصل عطشا‪ .‬وقال غريه ‪ :‬أراد أهنا تصوت يف طرياهنا‪.‬‬
‫(وعن قيض) إن كان معطوفا على عليه ففيه شاهد آخر وهو امسية عن ‪ ،‬وإن كان معطوفا على من‬
‫علي ه فعن ح رف‪ .‬واقتص ر اللخمى على األول‪ .‬والقيض بفتح الق اف ‪ :‬قش ر البيض ة األعلى ‪ ،‬وإمنا أراد قش ر‬
‫البيضة اليت خرج منها فرخها أو قشر البيضة اليت فسدت فلم خيرج منها فرخ‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله «من عليه» حيث جاءت «على» امسا جمرورا بـ «من»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬أدب الك اتب ص ‪ ، 504‬واألزهية ص ‪ ، 194‬وخزانة األدب ‪، 150 ، 147 / 10‬‬
‫والدرر ‪ ، 187 / 4‬وشرح التصريح ‪ ، 19 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 230‬وشرح شواهد املغين ‪1‬‬
‫‪ ، 425 /‬وشرح املفصل ‪ ، 38 / 8‬ولسان العرب (صلل) ‪( ،‬عال) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 301 / 3‬ونوادر‬
‫أيب زيد ص ‪ ، 163‬وبال نسبة يف أسرار العربية ص ‪ 103‬واألشباه والنظائر ‪ ، 12 / 3‬وأوضح املسالك ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 58‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 1314‬واجلىن الداين ص ‪ ، 470‬وجواهر األدب ص ‪ ، 375‬وخزانة األدب ‪/ 6‬‬
‫‪ ، 535‬ورصف املباين ص ‪ ، 371‬وشرح األمشوين ‪ ، 296 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 367‬والكتاب‬
‫‪ ، 231 / 4‬وجمالس ثعلب ص ‪ ، 304‬ومغين اللبيب ‪ ، 532 / 2 ، 146 / 1‬واملقتضب ‪ ، 53 / 3‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.36 / 2‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬ضمريه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت لألعور الشين وهو بشر بن منقذ‪.‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬قوله «علي ك» ف إن «على» هنا اسم ؛ ألن جمرورها وفاعل ما تعلقت به ض مريان‬
‫ملسمى واحد ‪ ،‬وذلك ألنه ال يتعدى فعل املضمر املتصل يف غري باب «ظن ‪ ،‬وفقد وعدم»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الكتاب ‪ ، 64 / 1‬واملغين ‪ ، 532 ، 487 ، 146‬وشرح شواهد املغين للسيوطي ‪، 427‬‬
‫‪ ، 874‬والبحر احمليط ‪ ، 235 / 1‬واملقتضب ‪ ، 196 / 4‬واإليضاح ‪ ، 215‬وشرح األلفية للمرادي ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 221‬ومتهيد القواعد ‪.45 / 2‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وتكون فعال إذا رفعت الفاعل» مثال ذلك قوله [من الرمل] ‪:‬‬
‫قر‬ ‫كالش‬
‫اء ّ‬ ‫‪   ............‬وعال اخليل دم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[عجز بيت لطرفة بن العبد وصدره ‪:‬‬


‫‪............‬‬ ‫رة ‪ ‬‬ ‫وم كأسا م‬ ‫اقى الق‬ ‫وتس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ينظر يف ديوانه ص ‪ ، 55‬ولسان العرب (شقر) ‪( ،‬سقي) ‪( ،‬عال) ‪،‬‬


‫‪ ............................................................................. 270‬فهرس املوضوعات‬

‫وتكون حرفا فيما عدا ذلك‪.‬‬


‫وقسم ال يستعمل إال حرفا ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما عدا ذلك‪.‬‬
‫فأما قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫رى وثابا‬ ‫اح ج‬ ‫الري‬
‫وجى ‪  ‬إذا ونت ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 140‬ـ وزعت بك اهلراوة (‪ )1‬أع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فضرورة‪.‬‬
‫اجلر الزوائد ؛‬
‫اجلر مما تتعلّق به ‪ ،‬إال ‪ :‬لو ال ‪ ،‬ولع ّل ‪ ،‬وح روف ّ‬
‫وال ب ّد حلروف ّ‬
‫حنو قوهلم ‪« :‬حبسبك زيد»‪.‬‬
‫وال جيوز إض مار ح رف اخلفض (‪ )3‬وإبق اء عمله إال ىف ض رورة ؛ حنو قوله [من‬
‫البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫زوىن‬ ‫اىن فتخ‬ ‫عمك ال أفض لت ىف حسب ‪  ‬عىّن ‪ ،‬وال أنت ديّ‬
‫‪ 141‬ـ اله ابن ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫وهتذيب اللغة ‪ ، 314 / 8‬وتاج العروس (شقر) ‪( ،‬سقي) ‪( ،‬عال) ‪ ،‬وبال نسبة يف مجهرة اللغة ص ‪، 730‬‬
‫وأساس البالغة (شقر)]‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬بالكاهلراوة‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت البن غادية السلمي ويروى عجزه هكذا ‪:‬‬
‫رى وثابا‬ ‫اح ج‬ ‫رت الري‬ ‫‪   ...........‬إذا ج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد يف قول ‪« :‬بكاهلراوة» حيث جاءت الكاف امسا جمرورا بالباء وهو ضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬مجه رة اللغة ص ‪ ، 1318‬ورصف املب اين ص ‪ ، 196‬وسر ص ناعة اإلع راب ص ‪، 286‬‬
‫ولسان العرب (وثب) ‪( ،‬ثوب)‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬اجلر‪.‬‬
‫(‪ )4‬ال بيت ل ذى اإلص بع الع دواين من قص يدة طويلة قاهلا يف ابن عم له ك ان ينافسه ويعاديه ‪ ،‬ونسب إىل‬
‫«كعب الغنوي»‪.‬‬
‫و «أفضل» ‪ :‬إذا زاد على الواجب يف العطاء‪.‬‬
‫«احلسب» ‪ :‬ما يعده اإلنسان من مآثر نفسه‪.‬‬
‫«الديان» ‪ :‬القيم باألمر اجملازي به ‪ ،‬وهو فعال من الدين وهو اجلزاء ‪ ،‬ويف القاموس ‪:‬‬
‫الديان ‪ :‬القهار ‪ ،‬والقاضي ‪ ،‬واحلاكم ‪ ،‬واجملازي الذي ال يضيع عمال ‪ ،‬بل جيزي باخلري والشر‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬اله ابن عمك» أراد ‪ :‬هلل ابن عمك فحذف الالم من لفظ اجلاللة وبقى عملها ‪،‬‬
‫وهو ضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬أدب الك اتب ص ‪ ، 513‬واألزهية ص ‪ ، 279‬وإصالح املنطق ص ‪ ، 373‬واألغاين ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 108‬وأمايل املرتضى ‪ ، 252 / 1‬ومجهرة اللغة ص ‪، 59‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪271 .............................................................................‬‬

‫أو ىف ن ادر كالم ؛ حنو ما حكى من ق ول بعض هم ‪« :‬خري ‪ ،‬عاف اك اهلل» ‪ ،‬أى ‪:‬‬
‫على خري‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الكسائى‬
‫ّ‬ ‫وال تفصل بني حرف اجلر واجملرور ‪ ،‬إال ىف نادر كالم ‪ ،‬حنو ما حكاه‬
‫من قول بعضهم ‪« :‬أخذنه بأرى ألف درهم»‪.‬‬
‫أو ىف ضرورة شعر ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫بيل‬ ‫زول س‬ ‫تطاع ارتقاؤها ‪  ‬وليس إىل منها النّ‬ ‫خملّفة ال يس‬ ‫‪ 142‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأما «من» فإهّن ا تك ون زائ دة الس تغراق اجلنس ؛ حنو قولك ‪« :‬ما ج اءىن من‬
‫رجل» ‪ ،‬أو لتأكيد استغراقه ؛ حنو قولك ‪« :‬ما جاءىن من أحد»‪.‬‬
‫وال تزاد إال بشرطني‪.‬‬
‫أحدمها ‪ :‬أن يكون االسم الذى تدخل عليه نكرة‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أن يكون الكالم غري موجب ‪ ،‬وأعىن بذلك ‪ :‬النّفى والنّهى واالستفهام‪.‬‬
‫وتك ون البت داء الغاية ىف غري الزم ان ؛ فتق ول ‪« :‬س رت من البص رة إىل الكوف ة» ‪،‬‬
‫الصغري إىل الكبري»‪.‬‬
‫«وضربت من ّ‬
‫__________________‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 186 ، 184 ، 177 ، 173 / 7‬والدرر ‪ ، 143 / 4‬ومسط الآليل ص ‪ ، 289‬وشرح‬
‫التصريح ‪ ، 15 / 2‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 430 / 1‬ولسان العرب (فصل) ‪( ،‬دين) ‪( ،‬عنن) ‪( ،‬لوه) ‪،‬‬
‫(خزا) ‪ ،‬واملؤتلف واملختلف ص ‪ ، 118‬ومغين اللبيب ‪ ، 147 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 286 / 3‬ولكعب‬
‫الغنوي يف األزهية ص ‪ ، 97‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 303 ، 121 / 2 ، 263 / 1‬واإلنصاف‬
‫‪ ، 394 / 1‬وأوضح املس الك ‪ ، 43 / 3‬واجلىن الداين ص ‪ ، 246‬وج واهر األدب ص ‪ ، 323‬وخزانة‬
‫األدب ‪ ، 344 ، 124 / 10‬واخلصائص ‪ ، 288 / 2‬ورصف املباين ص ‪ ، 368 ، 254‬وشرح األمشوين‬
‫‪ 215 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 364‬وشرح املفصل ‪ ، 53 / 8‬ومهع اهلوامع ‪.29 / 2‬‬
‫(‪ )1‬على بن محزة بن عبد اهلل األس دي ب الوالء ‪ ،‬الك ويف ‪ ،‬أبو احلسن الكس ائي ‪ :‬إم ام يف اللغة والنحو‬
‫والقراءة‪ .‬من تصانيفه «معاين القرآن» و «املصادر» و «احلروف» و «القراءات» و «النوادر» و «املتشابه يف‬
‫القرآن» و «ما يلحن فيه العوام»‪ .‬تويف بالري يف العراق سنة ‪ 189‬ه‍‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬ابن خلكان ‪ ، 330 / 1‬تاريخ بغداد ‪ ، 403 / 11‬األعالم ‪.283 / 4‬‬
‫(‪ )2‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬اخلصائص ‪ ، 107 / 3 ، 395 / 2‬ورصف املباين ص ‪.255‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬قوله «وليس إىل منها ال نزول» حيث فصل بني اجلار «إىل» واجملرور «ال نزول» ‪ ،‬وهو‬
‫ضرورة‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 272‬فهرس املوضوعات‬

‫فأما قوله [من الطويل] ‪:‬‬


‫ّ‬
‫الش مس ال‬
‫الص بح حىّت تغ رب ّ‬
‫‪ 143‬ـ من ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ّوما‬ ‫وم إال خارجيّا مس‬ ‫‪  ‬من الق‬
‫‪ ‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رى‬ ‫ت‬
‫‪ ‬‬

‫فيتخرج هو وأمثاله علي حذف مضاف ؛ كأنّه قال ‪ :‬من طلوع الصبح ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ّ‬
‫وللغاية ‪ ،‬وهى الداخلة على حمل ابت داء الفعل وانتهائه ؛ حنو قولك ‪« :‬أخ ذت‬
‫ال ّدراهم من الكيس» ‪./‬‬
‫وللتبعيض ؛ حنو قولك ‪« :‬قبضت من ال ّدراهم»‪.‬‬
‫وأما «حىّت » ‪ :‬فتك ون النته اء الغاية ‪ :‬ف إن مل يكن ما بع دها ج زءا مما قبلها ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫فالفعل غري متوجه عليه ؛ حنو قولك ‪« :‬سرت حىّت اللّيل» ‪ ،‬فالسري غري واقع ىف الليل‪.‬‬
‫وإن ك ان ج زءا منه ‪ ،‬واق رتنت ب الكالم قرينة دالّة على أنه داخل ىف املعىن مع ما‬
‫قبله ‪ ،‬أو خ ارج عنه ‪ ،‬ك ان حبسب تلك القرينة ‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬ص مت األيّ ام حىّت ي وم‬
‫الفطر»‪.‬‬
‫وإن مل يقرتن به قرينة ‪ ،‬كان ما بعدها داخال ىف املعين مع ما قبلها (‪ )4‬؛ حنو قولك‬
‫‪« :‬صمت األيّام حىّت يوم اخلميس»‪.‬‬
‫وأما «إىل» فإهّن ا ـ أيضا ـ النته اء الغاية ‪ ،‬وما بع دها غري داخل فيما قبلها (‪ ، )5‬إال‬
‫ّ‬
‫الش ّقة إىل‬
‫دل على خالف ذلك ؛ حنو قولك ‪« :‬اش رتيت ّ‬
‫(‪)6‬‬
‫أن تق رتن ب الكالم قرينة ت ّ‬
‫طرفها»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬ترا‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬للحصني بن احلمام‪.‬‬
‫والشاهد ‪ :‬فيه قوله ‪« :‬من الصبح» حيث دخلت «من» على زمان ‪ ،‬فوجب تقدير جمرور غري زمان‬
‫حمذوف أقيم الزمان املضاف إليه مقامه ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬من طلوع الصبح‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح اختيارات املفصل ‪ ، 329 /‬وهو بال نسبة يف رصف املباين ‪.321 /‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬الشمس‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬قبله‪.‬‬
‫(‪ )5‬قال ابن هشام وهو الصحيح ألن األكثر يف االستعمال عدم الدخول فيجب احلمل عليه عند الرتدد‪ .‬قلت‬
‫وهو ق ول أك ثر احملققني ‪ ،‬ألن األك ثر مع القرينة أال ي دخل ‪ ،‬فيحمل عند ع دمها على األك ثر ‪ ،‬وأيضا ف إن‬
‫الش يء ال ينتهي ما بقي منه ش يء ‪ ،‬إال أن يتج وز فيجعل الق ريب االنته اء انته اء‪ .‬وال حيمل على اجملاز ما‬
‫أمكنت احلقيقة‪ .‬فهو إذن غري داخل‬
‫ينظر اجلين الداين ص ‪.385‬‬
‫(‪ )6‬يف أ‪ :‬قوهلم‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪273 .............................................................................‬‬

‫«رب» فلتقليل الشىء ىف نفسه ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬


‫وأما ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫وان‬ ‫ده أب‬ ‫ود وليس له أب ‪  ‬وذى ولد مل يل‬ ‫رب مول‬
‫أال ّ‬ ‫‪ 144‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يعىن باملولود ‪ :‬عيسى ‪ ،‬وبذى الولد ‪ :‬آدم ‪ ،‬صلوات اهلل عليهما‪.‬‬


‫أو تقليل نظريه ؛ وذلك ىف املباهاة (‪ ، )2‬واالفتخار ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ال‬ ‫ط متث‬
‫ّ‬ ‫وم قد هلوت وليلة ‪  ‬بآنسة كأهّن ا خ‬ ‫رب ي‬
‫فيا ّ‬ ‫‪ 145‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كأنّه ق ال ‪ :‬األي ام الىت هلوت فيها واللي اىل يق ّل وج ود مثلها لغ ريى ‪ ،‬وهى ج واب‬
‫رب وفاؤها أول الكالم ؛ (‪ )5‬ألهّن ما‬
‫كالم ملفوظ به ‪ ،‬أو مق ّدر ؛ وكذلك تقع واو ّ‬
‫(‪)4‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬ويف ال بيت ش اهدان ‪ :‬أوهلما جميء «رب» للتقليل ‪ ،‬ف إن الش اعر أراد عيسى وآدم ‪ ،‬كما أراد القمر يف‬
‫البيت الذي يليه ‪ ،‬وهو ‪:‬‬
‫أوان‬ ‫وداء يف حر وجهه ‪  ‬جمللة ال تنقضي ب‬ ‫امة س‬ ‫وذي ش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وثانيهما قوله ‪« :‬مل يل ده» واألصل ‪ :‬مل يل ده ‪ ،‬فس كن الالم للض رورة الش عرية ‪ ،‬ف التقى س اكنان ‪،‬‬
‫فحرك الثاين بالفتح ؛ ألنه أخف‪.‬‬
‫ينظر البيت لرجل من أزد السراة يف ‪ :‬شرح التصريح ‪ ، 18 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪، 257‬‬
‫وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 22‬والكتاب ‪ ، 115 / 4 ، 266 / 2‬وله أو لعمرو اجلنيب يف خزانة األدب ‪2‬‬
‫‪ ، 381 /‬والدرر ‪ ، 174 ، 173 / 1‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 398 / 1‬واملقاصد النحوية ‪، 354 / 3‬‬
‫وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 19 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 51 / 3‬واجلىن الداين ص ‪ ، 441‬واخلصائص‬
‫‪ ، 333 / 2‬والدرر ‪ ، 119 / 4‬ورصف املباين ص ‪ 189‬وشرح األمشوين ‪ ، 298 / 2‬وشرح املفصل ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 126 / 9 ، 48‬ومغين اللبيب ‪ ، 135 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.26 / 2 ، 54 / 1‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬املباهات‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬المرئ القيس‪.‬‬
‫آنسة ‪ :‬أي امرأة ذات أنس من غري ريبة وتأنس حبديثك‪.‬‬
‫خط متثال ‪ :‬نقش صورة ‪ ،‬والتمثال ‪ :‬كل ما مثلته بشيء‪.‬‬
‫الشاهد فيه قوله ‪« :‬فيا رب يوم» حيث أفادت «رب» تقليل النظري لالفتخار‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ 29‬خزانة األدب ‪ 64 / 1‬وال درر ‪ ، 118 / 4‬وش رح ش واهد اإليض اح ص‬
‫‪ ، 216‬وشرح شواهد املغين ‪ 341 / 1‬ومغين اللبيب ‪.135 / 1‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬الكالم‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وكذلك تقع واو رب وفاؤها أول الكالم» مثال ما جاءت فيه الواو أول الكالم قول رؤبة‬
‫‪[ :‬من الرجز]‬
‫وقامت األعماق خاوى املخرتق‬
‫[البيت يف ديوانه ص ‪ ، 104‬واألشباه والنظائر ‪ ، 35 / 2‬واألغاىن ‪158 / 10‬‬
‫‪ ............................................................................. 274‬فهرس املوضوعات‬

‫رب‪.‬‬
‫عطفتا اجلواب على السؤال ‪ ،‬وأنيبتا مناب ّ‬
‫الصفة‪.‬‬
‫وال ب ّد للمخفوض هبا ‪ ،‬أو مبا ناب مناهبا من ّ‬
‫وقد حتذف لل ّداللة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بيت‬ ‫‪ .........‬ال‬ ‫وم قد هلوت وليلة ‪ ‬‬ ‫رب ي‬
‫فيا ّ‬ ‫‪ 146‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬وليلة قد هلوت ‪ ،‬فحذف‪.‬‬


‫«رب رجل‬
‫رب على املض اف إىل ض مري النك رة ؛ حنو قولك ‪ّ :‬‬ ‫وقد ت دخل ّ‬
‫وأخيه»‪.‬‬
‫وعلى ض مري النك رة ؛ فال يثىّن وال جيمع ؛ اس تغناء بتثنية التّمي يز ومجعه عن ذلك ؛‬
‫حنو قوهلم ‪« :‬ربّه رجلني ‪ ،‬وربّه رجاال»‪.‬‬
‫الصدر (‪ )2‬؛ وفيها لغات ‪:‬‬
‫املضى ‪ ،‬وتلزم ّ‬
‫وال يكون العامل فيها إال مبعىن ّ‬
‫رب ؛ بضم ال راء وتش ديد الب اء ‪ ،‬وقد خت ّفف ‪ ،‬وتك ون مفتوحة أو مض مومة ‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬
‫ساكنة (‪.)3‬‬
‫ورب ‪ ،‬بفتح الراء وتشديد الباء ‪ ،‬وقد خت ّفف ‪ ،‬فيقال ‪ :‬رب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ومن التخفيف وتسكني الباء ‪ :‬قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫‪/‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫رس لففت هبيضل‬ ‫ذال فإنّه ‪  ‬رب هيضل م‬ ‫أزهري إن يشب الق‬ ‫‪ 147‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫ومجهرة اللغة ص ‪ ، 941 ، 614 ، 408‬وخزانة األدب ‪ ، 25 / 10‬واخلصائص ‪ ، 228 / 2‬والدرر ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 195‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 353 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 223‬وشرح شواهد املغىن ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 782 ، 764‬ولسان العرب (خفق) ‪( ،‬عمق) ‪( ،‬غال) ‪( ،‬هرجب) ‪ ،‬ومغىن اللبيب ‪ ، 342 / 1‬واملقاصد‬
‫النحوية ‪ ، 38 / 1‬واملنصف ‪ ، 308 ، 3 / 2‬ومهع اهلوامع ‪ ، 36 / 2‬وبال نسبة ىف اخلصائص ‪، 260 / 2‬‬
‫‪ ، 320‬ورصف املباىن ص ‪ ، 355‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 639 ، 502 ، 493 / 2‬وشرح األمشوىن ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 12‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 372‬وشرح املفصل ‪ ، 118 / 2‬والعقد الفريد ‪ ، 506 / 5‬والكتاب ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 110‬ولسان العرب (قيد) ‪( ،‬قتم) ‪( ،‬وجه) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪ .]80 / 2‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬تقدم برقم (‪)145‬‬
‫رب لداللة‬
‫والشاهد فيه هنا ‪ :‬قوله «وليلة» أراد ‪ :‬وليلة قد هلوت ؛ فحذف صفة املخفوض بـ «واو» ّ‬
‫املتق ّدم عليه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬وتلزم أبدا الصدر‪.‬‬
‫ورب ورب‪ .‬أه‬
‫رب ّ‬ ‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فتكون مفتوحة أو مضمومة أو ساكنة» أعىن أنه يقال ‪ّ :‬‬
‫(‪ )4‬البيت ‪ :‬أليب كبري اهلذيل‪.‬‬
‫وقوله ‪( :‬أزهري إن يشب) منادى مرخم قيل ‪ :‬هو رجل وقيل ‪ :‬امرأة وقيل ‪ :‬ابنته على‬
‫فهرس املوضوعات ‪275 .............................................................................‬‬

‫وقد تلحق ت اء الت أنيث املش ّددة واملخ ّففة ‪ ،‬فيق ال ‪ :‬ربّت ‪ ،‬وربت ‪ ،‬وقد تلحقها ـ‬
‫أيضا ـ «م ا» ؛ فيق ال ‪ :‬رمّب ا ‪ ،‬ورمبا ‪ ،‬ورمبا (‪ ، )1‬فتك ون على حكمها من خفض النك رة‬
‫هبا‪.‬‬
‫وتدخل على الفعل املاضى لفظا ومعىن ‪[ ،‬أو](‪ )2‬معىن دون لفظ‪.‬‬
‫ين َك َف ُروا) [احلجر ‪ ]2 :‬فلص دق الوعد (‪ )3‬وق رب‬ ‫َّ ِ‬
‫فأما قوله تع اىل ‪ُ ( :‬ربَما َي َو ُّد الذ َ‬
‫ّ‬
‫الدار الدنيا من اآلخرة ‪ ،‬جعل املستقبل كأنّه [قد](‪ )4‬وقع‪.‬‬
‫وأما «على» فبمعىن ف وق حقيقة أو جمازا ؛ حنو قولك (‪« : )5‬عليه دين» ؛ أل ّن‬ ‫ّ‬
‫ال ّدين قد قهره ‪ ،‬والقهر علو‪.‬‬
‫وكذلك يقال ‪« :‬هو حتت قهره»‬
‫وأما «ىف» فللوعاء حقيقة (‪ )6‬أو جمازا ؛ حنو قولك ‪« :‬هو ىف حال حسنة»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وأما «عن» فللمزاولة ؛ يقال ‪ :‬أطعمه عن جوع ‪ ،‬أى ‪ :‬أزال اجلوع عنه‪.‬‬
‫__________________‬
‫خالف ذكره البغدادي مث قال ‪( :‬والقذال) ما بني النقرة وأعلى االذن ‪ ،‬وهو أبطأ الرأس شيبا‪.‬‬
‫و (اهليضل) بفتح اهلاء والضاد املعجمة ‪ :‬اجلماعة‬
‫وقوله ‪( :‬لففت هبيضل) يريد ‪ :‬مجعت بينهم يف القتال‪.‬‬
‫و (مرس) أي ‪ :‬شديد‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬رب هيضل» حيث جاءت «رب» للتكثري ‪ ،‬وقد خففت هنا على لغة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األزهية ص ‪ ، 265‬ومجه رة اللغة ص ‪ ، 68‬وخزانة األدب ‪ ، 537 ، 536 / 9‬وش رح أش عار‬
‫اهلذليني ‪ ، 1070 / 3‬ولسان العرب (هضل) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 54 / 3‬وللهذيل يف احملتسب ‪343 / 2‬‬
‫‪ ،‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪ ، 285 / 1‬ورصف املباين ص ‪ ، 192 ، 52‬وشرح املفصل ‪ ، 119 / 5‬ولسان‬
‫العرب (مصع) ‪ ،‬وجمالس ثعلب ص ‪ ، 325‬واملمتع يف التصريف ‪.627 / 2‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬وربتما‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬و‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬فلصدق خشية الوعد‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف ط ‪ :‬قوله‪.‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وللوعاء حقيقة» مثال ذلك قولك ‪ :‬املال ىف الكيس‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 276‬فهرس املوضوعات‬

‫وأما «الكاف» ‪ :‬فللتّشبيه (‪.)1‬‬‫ّ‬


‫وأما «الالم» ‪ :‬فللتملك ‪ ،‬ولالستحقاق ؛ حنو قولك ‪« :‬الباب لل ّدار» ‪ ،‬وللسبب ؛‬ ‫ّ‬
‫حنو قولك ‪« :‬جئت البتغ اء اخلري» ‪ ،‬ومبعىن القسم إذا ك ان ىف الكالم معىن تعجب ؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬هلل ال يبقى أحد»‪.‬‬
‫وأما حاشا ‪ ،‬وخال ‪ ،‬وعدا ‪ :‬فلالستثناء (‪ )2‬؛ كإال‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وأما «لوال» ‪ ،‬فحرف امتناع لوجود‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فللرتجى ‪ ،‬والتوقّع ؛ كاملفتوحة الالم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫«لعل» ‪:‬‬
‫وأما ّ‬‫ّ‬
‫اجنر (‪ ، )3‬ويكون معنامها معىن‬
‫وأما «مذ» ‪« ،‬ومنذ» ‪ :‬فإن كان ما بعدها حاال ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫«ىف» ‪ ،‬وأعىن باحلال ‪ :‬اليوم ‪ ،‬والليلة ‪ ،‬واآلن ‪ ،‬وما أشرت إليه‪.‬‬
‫وإن كان ما بعدمها ماضيا ‪ ،‬جاز فيه الرفع واخلفض ‪ ،‬إال أ ّن اخلفض بعد مذ قليل‪.‬‬
‫فإن كان املاضى معدودا كانا للغاية ؛ حنو قولك ‪« :‬ما رأيته مذ يومان» أى ‪ :‬أمد‬
‫انقطاع الرؤية يومان‪.‬‬
‫وإن كان غري معدود ‪ ،‬كانا البتداء الغاية ؛ حنو قولك ‪« :‬ما رأيته مذ يوم اخلميس‬
‫أى ‪ :‬أول إنقطاع الرؤية يوم اخلميس‪.‬‬
‫املنفى أو‬
‫وإذا ارتفع ما بع دمها ‪ ،‬كانا مبت دأين ‪ ،‬وال يتق ّدمهما من األفع ال إال ّ‬
‫املوجب الذى يقتضى ال ّدوام (‪.)4‬‬
‫وال يدخالن إال على الزمان لفظا ‪ ،‬أو تقديرا ‪ :‬فإن دخال على مجلة ‪ ،‬كان الكالم‬
‫على تقدير اسم زمان حمذوف ؛ حنو قولك ‪« :‬ما رأيته مذ قام زيد» أى ‪ :‬مذ زمان قيام‬
‫زيد (‪.)5‬‬
‫وإن دخال على أ ّن مع صلتها ‪ ،‬كانت بتقدير مصدر موضوع موضع الزمان ؛ حنو‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما الكاف فللتشبيه» مثال ذلك قولك ‪ :‬زيد كعمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬وقوىل ‪« :‬وأما حاشا وخال وعدا فلالستثناء» وقد تقدم تبيني ذلك ىف باب االستثناء‪ .‬أه‪.‬‬
‫اجنر» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ما رأيته مذ يومنا ‪،‬‬‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأما مذ ومنذ ‪ ،‬ف إن ك ان ما بع دمها ح اال ّ‬
‫ومنذ اليوم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو املوجب الذى يقتضى الدوام» مثال ذلك قولك ‪ :‬فقهت مذ يوم اجلمعة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف أ‪ :‬مذ زمن قام زيد‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪277 .............................................................................‬‬

‫قولك ‪« :‬ما رأيته مذ أ ّن اهلل خلق ه» ‪ ،‬أى ‪ :‬مذ خلق اهلل إي اه ‪ ،‬ويك ون خلق اهلل مبنزلة‬
‫خفوق النجم‪.‬‬
‫ولالسم الواقع بع دمها ‪ ،‬فيه ‪ ،‬إن ك ان ‪ /‬ع ددا ‪ ،‬م ذاهب للع رب ‪ :‬فمنهم من ال‬
‫يعت ّد إال بالكامل ؛ فال يق ول ‪« :‬ما رأيته مذ مخسة أيّ ام» ‪ ،‬إال وقد انقطعت الرؤية ىف‬
‫مجيعها من أوهلا إىل آخرها‪.‬‬
‫ومنهم ‪ :‬من يعتد باألول واآلخر ‪ ،‬وإن مل يكونا كاملني‪.‬‬
‫ومنهم ‪ :‬من يعتد بالناقص لألول ‪ ،‬وال يعتد باآلخر‪.‬‬
‫التجوز ىف مجيع الواقع بعدمها ؛‬
‫باألول واآلخر إن ّأدى ذلك إىل ّ‬‫وال جيوز االعتداد ّ‬
‫ال تقول ‪« :‬سرت منذ يومني» ‪ ،‬وأنت إمّن ا سرت بعضهما‪.‬‬
‫وأما «الباء» ‪ :‬فتكون زائدة ىف خرب ما ‪ ،‬وليس ‪ ،‬وفاعل كفى (‪ ، )1‬وىف مفعوهلا ؛‬ ‫ّ‬
‫حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حممد إيّانا‬
‫ىب ّ‬‫ّ‬ ‫حب النّ‬
‫ّ‬ ‫فكفى بنا فضال على من غرينا ‪ ‬‬ ‫‪ 148‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬كفانا‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وتكون زائدة ىف خرب ما وليس وفاعل كفى» مثال ذلك ما زيد بقائم ‪ ،‬وليس زيد بقائم ‪،‬‬
‫وكفى باهلل شهيدا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬اختلف يف نس بة ال بيت إىل كعب بن مالك ‪ ،‬وبشري عبد ال رمحن ‪ ،‬وحس ان بن ث ابت ‪ ،‬وعبد اهلل بن‬
‫رواحة‪.‬‬
‫ويف ال بيت ش اهدان ‪ :‬أوهلما قوله ‪« :‬فكفى بنا فض ال» حيث ج اءت الب اء زائ دة يف مفع ول «كفى»‬
‫املتعدية إىل واح د‪ .‬وثانيهما قوله ‪« :‬من غرين ا» حيث ج اءت «من» نك رة موص وفة مبف رد ‪ ،‬وهو قوله ‪:‬‬
‫«غرينا» قال األعلم ‪ :‬الشاهد فيه محل «غري» على «من» نعتا ‪ ،‬ألهنا نكرة مبهمة ‪ ،‬فوصفت مبا بعدها وصفا‬
‫الزما يك ون هلا كالص لة ‪ ،‬والتق دير ‪ :‬على ق وم غرين ا‪ .‬ورفع «غ ري» ج ائز على أن تك ون «من» موص ولة ‪،‬‬
‫وحيذف الراجع عليها من الصلة ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬من هو غرينا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت لكعب بن مالك يف ديوانه ص ‪ ، 289‬وخزانة األدب ‪، 128 ، 123 ، 120 / 6‬‬
‫والدرر ‪ ، 7 / 3‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 535 / 1‬ولبشري بن عبد الرمحن يف لسان العرب (منن) ‪ ،‬وحلسان‬
‫بن ثابت يف األزهية ص ‪ ، 101‬ولكعب أو حلسان أو لعبد اهلل بن رواحة يف الدرر ‪ ، 302 / 1‬ولكعب ‪ ،‬أو‬
‫حلس ان ‪ ،‬أو لبشري بن عبد ال رمحن يف ش رح ش واهد املغين ‪ ، 337 / 1‬واملقاصد النحوية ‪، 486 / 1‬‬
‫ولألنصاري يف الكتاب ‪ ، 105 / 2‬ولسان العرب (كفى) ‪ ،‬وبال نسبة يف اجلىن الداين ص ‪ ، 52‬ورصف‬
‫املباين ص ‪، 149‬‬
‫‪ ............................................................................. 278‬فهرس املوضوعات‬

‫وزائ دة مص لحة ‪ ،‬ىف حنو ‪« :‬أحسن بزي د» ‪ ،‬وال ت زاد فيما ع دا ذلك ‪ ،‬إال ىف‬
‫ضرورة ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اد‬ ‫ون بىن زي‬ ‫اء تنمى ‪  ‬مبا القت لب‬ ‫أمل يأتيك واألنب‬ ‫‪ 149‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬ما القت‪.‬‬


‫ِ‬
‫ماوات‬ ‫س الَّ ِذي َخلَ َق َّ‬
‫الس‬ ‫أو ن ادر كالم ‪ ،‬ال يق اس عليه ؛ حنو قوله تع اىل ‪( :‬أ ََول َْي َ‬
‫قاد ٍر َعلى أَ ْن يَ ْخلُ َق ِم ْثلَ ُه ْم) [يس ‪ ]81 :‬أى ‪ :‬قادر‪.‬‬
‫واأْل َرض بِ ِ‬
‫َ ْ َ‬
‫وتك ون لإللص اق حقيقة (‪ )2‬أو جمازا ؛ حنو قولك ‪« :‬م ررت بزي د» ‪ ،‬جبعل املرور‬
‫متصال بزيد ‪ ،‬ملا كان متصال مبكان يعرف من مكانه‪.‬‬
‫ولالستعانة ؛ حنو قولك ‪« :‬كتبت بالقلم»‪.‬‬
‫وللسبب ؛ حنو قولك ‪« :‬عنّفته بذنبه»‪.‬‬
‫وللح ال ؛ حنو قولك ‪« :‬ج اء زيد بثياب ه» أى ‪ :‬متلبسا (‪ )3‬هبا ‪ ،‬ومبعىن «ىف» ؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬زيد بالبصرة» أى ‪ :‬فيها‪.‬‬
‫وللنّقل ؛ حنو قولك ‪« :‬قمت بزيد» أى ‪ :‬أقمته‪.‬‬
‫فمعناها ومعىن اهلمزة واحد ‪ ،‬إال أهّن ا ال تنقل الفعل عن الفاعل ؛ فتص رّي ه مفعوال ‪،‬‬
‫إال ىف األفعال غري املتعدية‪.‬‬
‫وللقسم ‪ ،‬وك ذلك ت اء القسم وواوه (‪ ، )4‬وه اء التنبيه ‪ ،‬ومهزة االس تفهام ‪ ،‬وقطع‬
‫ألف الوصل ‪ ،‬والم القسم ‪ ،‬مبعىن باء القسم ‪ ،‬إال أ ّن التاء قد يدخلها معىن التعجب (‪، )5‬‬
‫__________________‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 135 / 1‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 741 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 12 / 4‬وجمالس‬
‫ثعلب ‪ ، 330 / 1‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 329 ، 328 ، 109 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.167 ، 92 / 1‬‬
‫(‪ )1‬تقدم برقم (‪.)1‬‬
‫والشاهد فيه هنا ‪ :‬قوله ‪« :‬مبا» حيث جاءت الباء زائدة وهو ضرورة‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬تكون لإللصاق حقيقة» مثال ذلك قولك ‪ :‬مسحت برأسى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬ملبسا‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وكذلك تاء القسم» إىل آخره ‪ ،‬قد تقدم متثيله‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أن التاء قد يدخلها معىن التعجب» أعىن أنك قد تقول ‪ :‬تاهلل ال يبقى أحد ‪ ،‬تقسم على‬
‫عموم الفناء جلميع البشر ‪ ،‬وتتعجب من ذلك ‪ ،‬وال يلزمها التعجب ؛ بل قد تقول ‪ :‬تاهلل ال يقوم زيد ‪ ،‬تقسم‬
‫على نفى القي ام عن زيد من غري تعجب من ذلك ‪ ،‬وليس كذلك الالم ؛ بل يلزمها معىن التعجب ؛ حنو قولك‬
‫‪ :‬هلل ال يبقى أحد‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪279 .............................................................................‬‬

‫وتلزم ذلك ىف الالم‪.‬‬


‫[كل](‪ )1‬مجلة يو ّكد هبا مجلة أخرى ‪ ،‬كلتامها خربيّة‪.‬‬
‫والقسم ‪ ،‬هو ‪ّ :‬‬
‫فأما قولك ‪« :‬تاهلل هل ق ام زي د؟» ‪ ،‬فليس بقسم ؛ ألنه ليس خبرب ؛ أال ت رى أن‬ ‫ّ‬
‫املعىن ‪ :‬أسألك باهلل هل قام زيد؟‪.‬‬
‫يسوغ أن يكون التقدير ‪ :‬أقسم باهلل‪.‬‬‫وال ّ‬
‫وال ب ّد للقسم من مقسم به ‪ ،‬ومقسم عليه ‪ ،‬وح روف قسم ‪ ،‬وح روف تربط‬
‫املقسم به باملقسم عليه‪.‬‬
‫كل اسم معظّم‪.‬‬‫فاملقسم به عند العرب ‪ّ :‬‬
‫كل مجلة حلف عليها ‪ ،‬فعلت أو مل تفعل‪.‬‬ ‫واملقسم عليه ‪ّ :‬‬
‫وأما حروف القسم ‪ : /‬فالباء وأخواهتا ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكرها‪.‬‬
‫وأما احلروف الىت تربط املقسم به باملقسم عليه [ف «أن»] ‪ ،‬إن ك انت اجلملة‬ ‫ّ‬
‫الواقعة جوابا لـ «لو» ‪ ،‬وما دخلت عليه ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تيق‬ ‫احلر أنت وال الع‬
‫ّ‬ ‫ّرا ‪  ‬وما ب‬ ‫أما واهلل أن لو كنت ح‬ ‫‪ 150‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن ك انت غري ذلك ‪ :‬فـ «إن» و «الالم» ىف اإلجياب ‪ ،‬و «م ا» و «ال» ىف النفى‬
‫‪ ،‬فعلى هذا ‪ :‬اجلملة املقسم عليها إن كانت امسية ‪ ،‬وكانت موجبة ‪ ،‬أدخلت على املبتدأ‬
‫«إ ّن» وىف خربها «الالم» ‪ ،‬فقلت ‪« :‬واهلل إ ّن زي دا لق ائم» ‪ ،‬وإن ش ئت أتيت بـ «إ ّن»‬
‫وحدها (‪.)3‬‬
‫وإن شئت بـ «الالم» وحدها ‪ ،‬فقلت ‪« :‬واهلل لزيد قائم»‪.‬‬
‫وإن كانت منفيّة ‪ ،‬أدخلت عليها «ما» (‪.)4‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬بال نسبة ىف ‪ :‬خزانة األدب ‪ 82 / 10 ، 145 ، 143 ، 141 / 4‬واجلىن الداين ص ‪، 222‬‬
‫وجواهر األدب ص ‪ ، 197‬والدرر ‪ ، 219 ، 96 / 4‬ورصف املباين ص ‪ ، 116‬وشرح التصريح ‪/ 2‬‬
‫‪ 233‬شرح شواهد املغين ‪ 111 / 1‬ومغين اللبيب ‪ 33 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 409 / 4‬ومهع اهلوامع ‪/ 2‬‬
‫‪.41 ، 18‬‬
‫الشاهد فيه ‪ :‬زيادة «أن» بعد القسم‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن شئت أتيت بإن وحدها» مثال ذلك ‪ :‬واهلل إن زيدا قائم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أدخلت عليها ما» مثال ذلك ‪ :‬واهلل ما يقوم‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 280‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن ك انت اجلملة فعلية ‪ :‬ف إن ك ان الفعل ماض يا ‪ ،‬دخلت عليه ىف اإلجياب الالم‬
‫وحدها ‪ ،‬حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اجر ‪  ‬لن اموا فما إن من ح ديث وال ص ال‬ ‫حلفت هلا باهلل حلفة ف‬ ‫‪ 151‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أو مع «ق د» إن أردت تق ريب الفعل من احلال ‪ ،‬وقد حتذف الالم إذا ط ال‬
‫(‪)2‬‬

‫ضحاها) [الشمس ‪.]1 :‬‬ ‫س َو ُ‬‫الش ْم ِ‬


‫الكالم ؛ حنو قوله تعاىل ‪َ ( :‬و َّ‬
‫مث قال بعد ذلك ‪( :‬قَ ْد أَ ْفلَ َح َم ْن َز َّكاها) [الشمس ‪.]9 :‬‬
‫وأما ىف النفى ‪ ،‬فتدخل عليه «ما» ‪ ،‬فتقول ‪« :‬واهلل ما قام زيد»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وإن ك ان الفعل مس تقبال ‪ ،‬أدخلت عليه ىف اإلجياب الالم وح دها ‪ ،‬إن فصل بينها‬
‫وبني الفعل ؛ حنو قوله تعاىل ‪( :‬إَلِ لَى ِ‬
‫اهلل تُ ْح َش ُرو َن) [آل عمران ‪.]158 :‬‬
‫وإن مل يفصل بينهما ‪ ،‬أدخلت عليه الالم ‪ ،‬وإح دى النونني (‪ ، )3‬وال جيوز اإلتي ان‬
‫بإحدامها دون األخرى إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫أهّن ّن مفائد‬ ‫وة ك‬ ‫ريدىن ‪  ‬إىل نس‬
‫ت أىّل ابن أوس حلفة ل ّ‬ ‫‪ 152‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت المرئ القيس‪.‬‬
‫ويف ال بيت ش اهدان ‪ :‬أوهلما قوله ‪« :‬لن اموا» حيث دخلت عليه الالم وح دها وح ذفت «ق د» قبل‬
‫الفعل املاضي ‪ ،‬وذلك بعد القسم ش ذوذا‪ .‬وثانيهما ح ذف خرب «م ا» املكفوفة عن العمل تش بيها بـ «ال» ‪،‬‬
‫والتقدير ‪ :‬فما حديث وال صال منتبه إىل ذي حديث‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 32‬األزهية ص ‪ ، 52‬واجلىن الداين ص ‪ ، 135‬وخزانة األدب ‪، 571 / 10‬‬
‫‪ ، 79 ، 77 ، 74 ، 73‬والدرر ‪ ، 231 / 4 ، 106 / 2‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 374 / 1‬وشرح‬
‫املفصل ‪ ، 20 / 9‬ولسان العرب (حلف) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪.42 / 2 ، 124 / 1‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ومع قد إن أردت تقريب الفعل من احلال» مثال ذلك قولك ‪ :‬واهلل لقد قام زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أدخلت عليه ىف اإلجياب الالم وإحدى النونني» مثال ذلك قولك ‪ :‬واهلل ليقومن زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت لزيد الفوارس بن حصني ‪ ،‬وهو شاعر جاهلي ‪ ،‬وآىل الرجل ‪ ،‬وتأىل مبعىن واحد‪ .‬وهذه األبنية من‬
‫األلية وهي اليمني‪.‬‬
‫(املفائد) ‪ :‬مجع املفأد ‪ ،‬بكسر امليم وفتح اهلمزة ‪ ،‬وهي املسعر والسفود‪ .‬والفأد يف اللغة ‪ :‬التحريك ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫إن الفؤاد اشتق منه ألنه ينبض‪.‬‬
‫واملعىن ‪ :‬حلف ه ذا الرجل حلفة ليأس رنين مث مينت على ف ريدين على نس وة ك أهنن مس اعري الح رتاقهن‬
‫وغما على ‪ ،‬ففعلت أنا به مثل ما هم به يف‪.‬‬
‫وجدا يب ّ‬
‫«لريدوىن» حيث أدخل الالم وحدها على جواب القسم ‪ ،‬وهو‬ ‫والشاهد هنا قوله ‪ّ :‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪281 .............................................................................‬‬

‫وإن كان منفيّا أدخلت عليه «ال» ‪ ،‬وجيوز حذفها ؛ قال اهلل تعاىل ‪َ ( :‬ت ْفَت ُؤا تَ ْذ ُك ُر‬
‫ف) [يوسف ‪.]85 :‬‬ ‫وس َ‬
‫يُ ُ‬
‫وإن كان الفعل حاال فإنك تدخل عليه ىف النفى «ما» ‪ ،‬وال جيوز حذفها‪.‬‬
‫وإن كان موجبا ‪ ،‬فال بد من وقوعه خربا ملبتدأ (‪ ، )1‬فتكون اجلملة ـ إذ ذاك ـ امسيّة‬
‫؛ حنو قولك ‪« :‬واهلل إ ّن زيدا ليقوم اآلن»‪.‬‬
‫(‬
‫خاص ة‬
‫وح روف القسم متعلّقة بأفع ال مض مرة ‪ ،‬وقد جيوز إظه ار الفعل مع الب اء ّ‬
‫تعوض منه ‪ /‬هاء التنبيه ‪ ،‬وال مهزة االستفهام ‪ ،‬وال‬ ‫‪ ،‬وإذا حذفت حرف القسم ‪ ،‬ومل ّ‬
‫‪)2‬‬

‫قطع ألف الوصل ـ مل جيز اخلفض إال ىف اسم اهلل تعاىل‪.‬‬


‫حكى من كالمهم ‪« :‬أهلل ألفعل» (‪.)3‬‬
‫بل ال ب ّد إذ ذاك من النصب بإض مار فعل ‪ ،‬أو الرفع على أنه خرب ابت داء مض مر ؛‬
‫ألفعلن (‪ ، »)4‬بنصب ميني ‪ ،‬على تق دير ‪ :‬أل زم نفسى ميني اهلل ؛ وهو‬ ‫ّ‬ ‫فتق ول ‪« :‬ميني اهلل‬
‫املخت ار ‪ ،‬ورفعه على تق دير ‪ :‬قس مى ميني اهلل ‪ ،‬وقد ش ّذت الع رب ىف امسني ‪ ،‬ف التزموا‬
‫فيهما الرفع ‪ ،‬ومها ‪:‬‬
‫«أمين اهلل» ‪ ،‬وألفه ألف وصل ‪ ،‬تثبت ابتداء وتسقط درجا‪.‬‬
‫و «لعمر اهلل»‪.‬‬
‫وأما ‪« :‬جري» ‪ ،‬و «عوض» ‪ ،‬فمبنيان ؛ فيجوز احلكم عليهما بالرفع والنصب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫دل عليه ؛ حنو‬ ‫وجيوز ح ذف القسم ‪ ،‬وإبق اء اجلواب ‪ ،‬إذا ك ان ىف الكالم ما ي ّ‬
‫«لتقومن»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قولك ‪:‬‬
‫يدل على اجلواب أو عقيبه (‪.)5‬‬
‫وحذف اجلواب وإبقاء القسم ‪ ،‬إذا جاء أثناء كالم ّ‬
‫__________________‬
‫مجلة فعلية فعلها مضارع ‪ ،‬والقياس هنا أن يدخل عليه الالم وإحدى نوىن التوكيد‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البحر احمليط ‪ 440 / 6‬شرح قطر الندى ‪ ، 312‬اهلمع ‪ 42 / 2‬اخلزانة ‪ ، 65 / 10‬والدرر‬
‫‪.46 / 2‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬للمبتدا‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وجيوز إظهار الفعل مع الباء خاصة» مثال ذلك ‪ :‬أقسم باهلل ليقومن زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬ألفعلن‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف ط ‪ :‬ألفعل‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إذا جاء أثناء كالم يدل على اجلواب أو عقيبه» مثال ما جاء القسم فيه أثناء الكالم قولك‬
‫‪ :‬زيد واهلل قائم ‪ ،‬ومثال ما جاء فيه عقب الكالم قولك ‪ :‬زيد قائم واهلل‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 282‬فهرس املوضوعات‬

‫‪ ،‬وحذف جواب‬ ‫والش رط ‪ ،‬بىن اجلواب على املتقدم منهما‬


‫(‪)1‬‬
‫وإذا اجتمع القسم ّ‬
‫اآلخر (‪ )2‬؛ لداللة املتق ّدم عليه‪.‬‬
‫وال يكون فعل الشرط إذا تق ّدم القسم ‪ ،‬إال ماضيا ؛ ألن جواب الشرط ال حيذف‬
‫ليقومن عمرو»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ،‬إال إذا كان فعله ماضيا ؛ حنو قولك ‪« :‬واهلل إن قام زيد‬
‫فأما قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ائر‬ ‫امى بيت من بيوتك س‬ ‫‪ 153‬ـ حلفت هلا إن ت دجل اللّيل ال ي زل ‪  ‬أم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فبىن اجلواب فيه على الش رط ؛ ألن حلفت مل تض ّمن معىن القسم ؛ بل هى ‪ :‬خرب‬
‫حمض‪.‬‬
‫وجيوز أن تض ّمن أفع ال القل وب كلّها معىن القسم ‪ ،‬فتتل ّقى ـ إذ ذاك ـ مبا يتل ّقى به‬
‫ليقومن زيد»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القسم ؛ فتقول ؛ «علمت‬
‫ليقومن زيد»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كما تقول ‪« :‬واهلل‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬يبىن اجلواب على املتق دم منهم ا» مث ال ذلك قولك ‪ :‬واهلل إن ق ام زيد ليق ومن عم رو فتبىن‬
‫اجلواب على القسم ‪ ،‬وإن قام زيد ‪ ،‬واهلل يقم عمرو فتبىن اجلواب على الشرط‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬األخري‪.‬‬
‫(‪ )3‬قال البغدادي ‪ :‬وهذا البيت مل أقف على قائله ‪ ،‬وال تتمته ‪ ،‬واهلل أعلم به‪.‬‬
‫و (تدجل) ‪ :‬مضارع أدجل إدالجا ‪ ،‬معناه ‪ :‬سار الليل كله يريد أن يقول ‪ :‬إن سافرت يف الليل أرسلت‬
‫مجاعة من أهلي يسريون أمامك خيفرونك وحيرسونك إىل أن تصل مأمنك‪.‬‬
‫وهذا على رواية البغدادي ‪:‬‬
‫ائر‪.‬‬ ‫ويت س‬ ‫زل ‪  ‬أمامك بيت من بي‬ ‫دجل الليل ال ي‬ ‫حلفت له إن ت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تضمن معىن القسم ‪ ،‬بل هي خرب حمض‬ ‫والشاهد فيه ‪ :‬أن اجلواب بين على الشرط ‪ ،‬ألن «حلفت» مل ّ‬
‫‪ ،‬وقيل ‪ :‬إن الش اهد فيه قوله ‪« :‬ال ي زل» حيث ج زم الفعل املض ارع لض رورة الش عر جبعله جوابا للش رط ‪،‬‬
‫وكان القياس أن يرفع وجيعل جوابا للقسم ‪ ،‬لكنه جزمه للضرورة ‪ ،‬فيكون جواب القسم حمذوفا مدلوال عليه‬
‫جبواب الشرط وخرجه ابن عصفور على أن «حلفت» ليست للقسم‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪.341 ، 331 ، 328 / 11‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪283 .............................................................................‬‬

‫باب اإلضافة‬
‫وهى تنقسم قسمني (‪: )1‬‬
‫حمضة ‪ ،‬وهى ‪ :‬الىت يتع رف هبا املض اف إن ك ان املض اف إليه معرفة (‪، )2‬‬
‫ويتخصص إن كان نكرة (‪.)3‬‬
‫وغري حمضة ‪ ،‬وهى ‪ :‬الىت ال تفيد ختصيصا وال تعريفا‪.‬‬
‫وكل إض افة إال إض افة اسم الفاعل ‪ ،‬واملفع ول مبعىن احلال ‪ ،‬أو االس تقبال (‪، )4‬‬
‫والصفة املشبهة باسم الفاعل (‪ ، )5‬واألمثلة الىت تعمل عمله ‪ )6( ،‬أو أفعل الىت للمفاضلة (‪.)7‬‬
‫وغريك ‪ ،‬ومثلك ‪ ،‬وشبهك ‪ ،‬وخدنك ‪ ،‬وتربك ‪ ،‬وه ّدك ‪ ،‬وحسبك ‪ ،‬وشرعك ‪،‬‬
‫وكفيك بكسر الك اف وفتحها ‪ ،‬وض مها ‪ /‬وكف اؤك ‪ ،‬وناهيك من رجل ‪ ،‬وعرب اهلواجر‬
‫‪ ،‬وقيد األوابد ‪ ،‬وواحد ّأمه ‪ ،‬وعبد بطنه‪.‬‬
‫الص فة املش بّهة ‪ ،‬فإهّن ا ال تتع ّرف باإلض افة‬
‫وقد جتعل إض افة مجيع ما ذكر حمضة إال ّ‬
‫أبدا‪.‬‬
‫خز»‪.‬‬
‫واحملضة ّإما مبعىن ‪ :‬من ‪ ،‬وهى إضافة الشىء إىل جنسه ‪ ،‬حنو ‪« :‬ثوب ّ‬
‫وإما مبعىن الالم ‪ ،‬وهى ما عدا ذلك ؛ حنو قولك ‪« :‬مال زيد»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وال جيوز اجلمع بني األلف والالم واإلضافة ‪ ،‬إال ىف اسم الفاعل ‪ ،‬واملفعول ‪ ،‬مبعىن‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬قسم‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب اإلضافة‬
‫قوىل ‪« :‬وهى الىت يتعرف هبا املضاف إن كان املضاف إليه معرفة» مثال ذلك قولك ‪ :‬غالم زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ويتخصص إن كان نكرة» مثال ذلك قولك ‪ :‬غالم امرأة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إال إض افة اسم الفاعل واملفع ول مبعىن احلال واالس تقبال» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ه ذا ض ارب‬
‫زيد غدا أو اآلن ‪ ،‬وهذا معطى درهم اليوم أو اآلن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬والصفة املشبهة باسم الفاعل» مثال ذلك قولك ‪ :‬مررت برجل حسن الوجه‪ .‬أه‪.‬‬
‫ضراب زيد ‪ ،‬وضروب زيد ‪،‬‬ ‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واألمثلة الىت تعمل عمله» مثال ذلك قولك ‪ :‬مررت برجل ّ‬
‫ومضراب زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )7‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأفعل الىت للمفاضلة» مثال ذلك قولك ‪ :‬مررت برجل أفضل القوم‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 284‬فهرس املوضوعات‬

‫احلال أو االستقبال ‪ ،‬والصفة املشبّهة (‪.)1‬‬


‫فأما ما حك اه أبو زيد (‪ )2‬من ق ول بعض هم ‪« :‬الثّالثة األث واب» ‪ ،‬فض عيف ج ّدا ‪،‬‬‫ّ‬
‫أو األلف والالم فيه زائدة‪.‬‬
‫واألمساء ‪ :‬منها ما يلزم اإلضافة ‪ ،‬وهو ‪ :‬مثل وأخواهتا ‪ ،‬وفوق ‪ ،‬وحتت ‪ ،‬وأمام ‪،‬‬
‫وقبل ‪ ،‬وبعد ‪ ،‬وق ّدام ‪ ،‬وخلف ‪ ،‬ووراء ‪ ،‬وتلق اء ‪ ،‬وجتاه ‪ ،‬وح ذاء ‪ ،‬وح ذة ‪ ،‬وعند ‪،‬‬
‫ول دن ‪ ،‬ول دى ‪ ،‬وس وى ‪ ،‬بضم السني وكس رها ‪ ،‬وس واء ‪ ،‬ووسط ‪ ،‬ومع ‪ ،‬ودون ‪،‬‬
‫وأى ‪ ،‬وبعض ‪ ،‬وكل ‪ ،‬وكال ‪ ،‬وكلتا ‪ ،‬وذو‬ ‫وبيد ‪ ،‬وقيد ‪ ،‬وق دى ‪ ،‬وق اب ‪ ،‬وقيس ‪ّ ،‬‬
‫ومؤنّثه ومثنّامها وجمموعهما ‪ ،‬وأوىل ‪ ،‬وأوالت ‪ ،‬وقد ‪ ،‬وقط ‪ ،‬وحسب ؛ مجيع ذلك ال‬
‫يكون إال مضافا لفظا (‪ ، )3‬أو حمكوما له ‪ ،‬حبكم املضاف (‪.)4‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال جيوز اجلمع بني األلف والالم واإلض افة إال ىف اسم الفاعل واملفع ول مبعىن احلال‬
‫واالستقبال والصفة املشبهة» مثال ذلك ‪ :‬هو الضارب الرجل ‪ ،‬واملعطى الدرهم ‪ ،‬واحلسن الوجه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أبو زيد األنص اري ‪ :‬س عيد بن أوس بن ث ابت األنص اري ‪ :‬أحد أئمة األدب واللغة من أهل البص رة ‪،‬‬
‫ووفاته هبا‪ .‬ك ان ي رى رأي القدرية ‪ ،‬وهو من ثق ات اللغ ويني‪ .‬ق ال ابن األنب اري ‪ :‬ك ان س يبويه إذا ق ال ‪:‬‬
‫«مسعت الثق ة» عىن أبا زي د‪ .‬من تص انيفه كت اب «الن وادر» يف اللغة و «اهلم ز» و «املط ر» و «اللبأ واللنب» و‬
‫«املياه» ‪ ،‬و «خلق اإلنسان» و «لغات القرآن» ‪ ،‬و «الشجر» ‪ ،‬و «الغرائز» ‪ ،‬و «الوحوش» ‪ ،‬و «بيوتات‬
‫العرب» و «الفرق» و «غريب األمساء» و «اهلشاشة والبشاشة»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 92 / 3‬نزهة األلباء ‪ ، 173‬وفيات األعيان ‪ ، 207 / 1‬إنباه الرواة ‪ 30 / 2‬ـ‬
‫‪ ، 35‬مجهرة األنساب ‪.352 /‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬مجيع ذلك ال يك ون إال مض افا لفظ ا» ‪ :‬أعىن أنك تق ول ‪ :‬ف وق زيد وحتته وأمامه وقدامه‬
‫وخلفه ووراءه وقبله وبع ده وتلق اءه وجتاهه وح ذاءه وحدته ودونه وعن ده ولدنه ولديه وس واه وس واءه ووسط‬
‫الق وم ومعهم ودوهنم وبيد زيد أى ‪ :‬غ ريه ‪ ،‬وقيد ميل ‪ ،‬وق اب ميل وقيس ميل ‪ ،‬أى ‪ :‬ق دره ‪ ،‬وأى الق وم‬
‫وبعض هم وكلهم وكال ال رجلني وكلتا املرأتني وذو مجال وذوات مجال ‪ ،‬ومثنامها ‪ :‬ذوا م ال وذواتا م ال ‪،‬‬
‫وجمموعهما ‪ :‬ذوو مال ‪ ،‬وذوات مال ‪ ،‬وأولو مال وأوالت مجال وقدك وقطك وحسبك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو حمكوما هلا حبكم اإلضافة مثال ذلك قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫أقب من حتت عريض من عل‬ ‫ّ‬
‫[ينظر البيت ألىب النجم العجلى ىف الطرائف األدبية ص ‪ ، 68‬واألزهية ص ‪ 2‬ولسان العرب (عال) ‪،‬‬
‫خزانة األدب ‪ ، 397 / 2‬واخلص ائص ‪ ، 363 / 2‬وش رح ش واهد املغىن ‪ ، 449 / 1‬ـ والكت اب ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 290‬واملقاصد النحوية ‪ ، 448 / 3‬وكتاب العني ‪ ، 247 / 2‬ومقاييس اللغة ‪ ، 116 / 4‬وبال نسبة ىف‬
‫شرح ابن عقيل ص ‪ ، 397‬وشرح املفصل ‪ ، 89 / 4‬وما ينصرف وما ال ينصرف ص ‪ ، 92‬ومغىن اللبيب‬
‫‪.]154 / 1‬‬
‫يريد ‪ :‬أقب من حتته فحذف املضاف وهو يريده ؛ ولذلك بىن‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪285 .............................................................................‬‬

‫ومنها ما ال يلزم اإلضافة ‪ ،‬وهو ‪ :‬ما عدا ذلك ‪ ،‬فإن كانت مبعىن الالم ‪ ،‬جاز أن‬
‫وتنون األول ‪ ،‬فتقول «غالم لزيد»‪.‬‬
‫تأتى بالالم ّ‬
‫وتنون األول ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫وإن كانت مبعىن من ‪ ،‬جاز أن تدخل من على املخفوض ‪ّ ،‬‬
‫خز»‪.‬‬‫«ثوب من ّ‬
‫نونت األول ‪ ،‬ونصبت ما بعده على التمييز ‪ ،‬أو أتبعته إيّاه ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬ ‫وإن شئت ّ‬
‫خز ‪ ،‬وخزا»‪.‬‬ ‫«ثوب ّ‬
‫واألمساء املض افة ‪ ،‬جتوز إض افتها إىل الظ اهر واملض مر ‪ ،‬إال ذو ‪ ،‬وذات ‪ ،‬وتثنيتهما‬
‫‪ ،‬ومجعهما ‪ ،‬فإنّه ال يضاف شىء من ذلك إال إىل الظاهر ‪ ،‬وال يضاف إىل املضمر إال ىف‬
‫ضرورة ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الوافر]‬
‫(‪)1‬‬
‫ان ذوى أرومتها ذووها‬ ‫ص بحنا اخلزرجيّة مرهف ات ‪  ‬أب‬ ‫‪ 154‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وكلّها تض اف إىل املف رد ‪ ،‬واملثىن ‪ ،‬واجملم وع إال كال ‪ ،‬وكلتا ‪ ،‬وأيا املض افة إىل‬
‫املعرفة ‪ ،‬وأفعل التفضيليّة ‪ ،‬وأحدا وإحدى‪.‬‬
‫الرجلني قام»‪.‬‬‫ّأما «كال» ‪ :‬فال تضاف إال إىل مثىن معرفة ؛ حنو قولك ‪« :‬كال ّ‬
‫وقد تضاف ىف الشعر إىل اثنني ‪ ،‬أحدمها ‪ :‬معطوف على اآلخر ؛ حنو قوله ‪[ /‬من‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫احبه‬ ‫اه ص‬ ‫والساق الّذى ضربت به ‪  ‬على مهل يا بثن ألق‬
‫السيف ّ‬
‫‪ 155‬ـ كال ّ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لكعب بن زهري‪.‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬ذووها» حيث «ذوو» مجع «ذو» إىل مضمر ‪ ،‬وهذا جائز ‪ ،‬وكذلك الق ول‬
‫يف ذو وأولو‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 104‬وأمايل ابن احلاجب ص ‪ ، 344‬وشرح املفصل ‪، 36 / 3 ، 53 / 1‬‬
‫‪ ، 38‬ولسان العرب (ذو) ‪ ،‬وبال نسبة يف الدرر ‪ ، 28 / 5‬ومهع اهلوامع ‪.50 / 2‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬بال نسبة يف شرح املفصل ‪ .3 / 3‬ـ والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬كال السيف والساق» حيث أضاف‬
‫«كال» إىل اثنني أحدمها معطوف على اآلخر ‪ ،‬والقياس أن «كال» ال تضاف إال إىل مثىن معرفة‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 286‬فهرس املوضوعات‬

‫وقد تضاف إىل ما لفظه مفرد ‪ ،‬إذا كان واقعا على اثنني حنو قوله [من الرمل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقبل‬ ‫وجه‬ ‫ذلك‬ ‫دى ‪  ‬وكال‬ ‫ّر م‬ ‫وللش‬
‫إ ّن للخري ّ‬ ‫‪ 156‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومثلها ىف مجيع ما ذكر ‪ :‬كلتا‪.‬‬


‫أى ‪ ،‬وأفعل التفضيليّة ‪ :‬فإن أضيفتا إىل معرفة ‪ ،‬مل تضافا إال إىل اثنني فصاعدا‬
‫وأما ّ‬
‫ّ‬
‫الرجلني قام ‪ ،‬وأفضل الرجال قام‪.‬‬ ‫أى ّ‬
‫؛ حنو قولك ‪ّ :‬‬
‫وال تضيفهما إىل املفرد ‪ ،‬إال أن توقعهما علي بعضه (‪.)2‬‬
‫فأما قوله ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫يراها‬ ‫ال‬ ‫املقامة‬ ‫إىل‬ ‫ف أىّي ما وأيك ك ان ش را ‪  ‬فقيد‬ ‫‪ 157‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقول اآلخر [من الرجز] ‪:‬‬


‫(‪)5‬‬
‫يرمحه‬ ‫ال‬ ‫ملكا‬ ‫عليه‬ ‫رب موسى أظلمى (‪ )4‬وأظلمه ‪  ‬أرسل‬
‫يا ّ‬ ‫‪ 158‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لعبد اهلل بن الزبعري‪.‬‬
‫الش اهد ‪ :‬فيه قوله ‪« :‬كال ذل ك» حيث أض اف «كال» إىل «ذل ك» وهو مف رد لفظا مثىن معىن ؛‬
‫وذلك ألنه يعود على «اخلري والشر»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 41‬واألغاين ‪ ، 136 / 15‬والدرر ‪ ، 25 / 5‬وشرح التصريح ‪، 43 / 2‬‬
‫وشرح شواهد املغين ‪ ، 549 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 3 ، 2 / 3‬واملقاصد النحوية ‪ ، 418 / 3‬وبال نسبة يف‬
‫أوضح املسالك ‪ ، 139 / 3‬وشرح األمشوين ‪ ، 317 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 389‬ومغين اللبيب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 203‬ومهع اهلوامع ‪.50 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أن توقعهما على بعضه» مثال ذلك قولك ‪ :‬أى زيد أحسن من زيد؟ ‪ :‬وجهه وقولك ‪:‬‬
‫أحسن زيد وجهه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬لعباس بن مرداس‪.‬‬
‫املقامة ‪ :‬اجمللس ومجاعة الناس ‪ ،‬ويروى فسيق بدل من فقيد وكال الفعلني مبين للمجهول‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬ف أيي ما وأي ك» حيث أف رد «أي» لكل واحد من االمسني توكي دا ‪ ،‬واملس تعمل‬
‫إضافتها إليهما معا فيقال فأينا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 148‬وخزانة األدب ‪ ، 368 ، 367 / 4‬وذيل األمايل ص ‪ ، 60‬وشرح أبيات‬
‫سيبويه ‪ ، 93 / 2‬وشرح ديوان زهري ص ‪ ، 113‬وشرح املفصل ‪ ، 131 / 2‬والكتاب ‪ ، 402 / 2‬ولسان‬
‫العرب (قوم) ‪ ،‬وبال نسبة يف لسان العرب (أيا)‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬أظلمين‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬خزانة األدب ‪ 370 ، 369 / 4‬والدرر ‪ 386 / 2‬وشرح التصريح ‪، 299 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪287 .............................................................................‬‬

‫أى ‪ ،‬وأظلم توكيدا‪.‬‬


‫فجاء على إقحام ّ‬
‫وإن أضيفتا إىل نكرة ‪ ،‬أضيفتا إىل الواحد واالثنني واجلماعة (‪.)1‬‬
‫وال يكونان أبدا إال بعض ما يضافان إليه‪.‬‬
‫واألشج أعدال بىن مروان» ‪ ،‬فليست أفعل فيه للتفضيل ؛ بل‬ ‫ّ‬ ‫فأما قوهلم ‪« :‬النّاقص‬
‫ّ‬
‫هى مبنزلة أمحر ؛ كأنّك قلت ‪ :‬عادال‪.‬‬
‫وأما أحد ‪ ،‬وإحدى ‪ ،‬فال تضافان إال إىل اثنني أو مجاعة (‪.)2‬‬ ‫ّ‬
‫فأما ق وهلم ‪« :‬ص الة األوىل» و «مس جد‬ ‫وال جيوز إض افة الش ىء إىل نفسه ‪ّ ،‬‬
‫رىب» و «دار اآلخ رة» و «بقلة احلمق اء» فتجعل الص فة ىف مجيع‬ ‫اجلامع» و «ج انب الغ ّ‬
‫الساعة األوىل ‪ ،‬والوقت اجلامع ‪ ،‬واملكان‬
‫ذلك نائبة مناب موصوف حمذوف ‪ ،‬والتقدير ‪ّ :‬‬
‫الغ رىب ‪ ،‬وبقلة احلبّة احلمق اء ‪ ،‬وك ذلك ق وهلم ‪« :‬حى رب اح» ‪ ،‬وق ول الش اعر [من‬
‫الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حى خويلد ‪  ‬قد كنت خائفه على اإلمحاق‬
‫اك ّ‬ ‫ّر إ ّن أب‬ ‫يا ق‬ ‫‪ 159‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫وشرح عمدة احلافظ ص ‪ 653‬ومهع اهلوامع ‪.110 / 1‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬أظلمي» ‪ ،‬وهو ض رورة ‪ ،‬والقي اس ‪ :‬أظلمنا ‪ ،‬كقولك ‪ :‬أخ زى اهلل الك اذب مين ومنه ‪،‬‬
‫أي ‪ :‬من ا‪ .‬واملعىن ‪ :‬أظلمنا فاص بب علي ه‪ .‬وه ذا يدل ‪ ،‬عند بعض هم ‪ ،‬على ج واز ارتف اع «زيد» باالبت داء يف‬
‫حنو ‪« :‬زيد فاضربه» ‪ ،‬إن جعلت الفاء زائدة‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن أض يفتا إىل نك رة أض يفتا إىل الواحد واالث نني واجلماع ة» مث ال ذلك قولك ‪ :‬أى رجل‬
‫عن دك ‪ ،‬وأى رجلني عن دك؟ ‪ ،‬وأى رج ال عن دك؟ ‪ ،‬وهو أفضل رجل ‪ ،‬ومها أفضل رجلني ‪ ،‬وهم أفضل‬
‫رجال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأما أحد وإح دى ‪ ،‬فال تض افان إال إىل اث نني أو مجاع ة» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ج اءىن أحد‬
‫الرجلني ‪ ،‬وأحد الرجال ‪ ،‬وجاءتىن إحدي املرأتني ‪ ،‬وإحدى النساء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت جلبار بن سلمى‬
‫و «قر» بضم القاف مرخم قرة‪.‬‬
‫اإلمحاق ‪ :‬أمحق الرجل إذا ولد له ولد أمحق‪.‬‬
‫وك ذا أمحقت املرأة ‪ ،‬وأما (محق) ب دون ألف فهو من احلمق وهو فس اد يف العقل ‪ ،‬وهو من ب اب‬
‫تعب‪.‬‬
‫والشاهد فيه زيادة لفظ «حي» ويتخرج على أن يكون مما أضيف فيه املسمى إىل االسم ؛ كأنه قال ‪:‬‬
‫«حي هذا االسم» ‪ ،‬أي ‪ :‬صاحبه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 334 / 4‬وذيل مسط الآلىل ص ‪ 54‬ونوادر أيب زيد ص ‪161‬‬
‫‪ ............................................................................. 288‬فهرس املوضوعات‬

‫«حى‬
‫املسمى إىل االسم ‪ ،‬كأنه قال ‪ّ :‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫فيتخرج على أن يكون مما أضيف فيه ّ‬
‫ّ‬
‫هذا االسم» ‪ ،‬أى ‪ :‬صاحبه ؛ وكذلك قول لبيد [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الس الم عليكما ‪  ‬ومن يبك ح وال ك امال فقد اعت ذر‬
‫‪ 160‬ـ إىل احلول مثّ اسم ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يتخ رج على أن يك ون أراد بالس الم ‪ :‬اهلل تع اىل ؛ كأنه ق ال ‪ :‬اسم اهلل حفيظ‬
‫عليكما‪.‬‬
‫بكل ما جيىء [من](‪ )4‬حنو هذا‪.‬‬
‫وكذلك تفعل ّ‬
‫واإلضافة تكون يف كالمهم بأدىن ‪ /‬مالبسة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫رائب‬ ‫هيل أذاعت غزهلا ىف الق‬ ‫‪ 161‬ـ إذا ك وكب اخلرق اء الح بس حرة ‪  ‬س‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫وبال نسبة يف أماىل ابن احلاجب وشرح املفصل ‪.13 / 3‬‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬آل لالكم‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬كأنك قلت‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬للبيد بن ربيعة‪.‬‬
‫اعتذر ‪ :‬أعذر أي صار ذا غدر‪.‬‬
‫«الس الم» وهو إض افة امللغى إىل املعترب ‪،‬‬
‫الس الم» ف إن اسم مض اف إىل ّ‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬مث اسم ّ‬
‫يعىن لفظ االسم ههنا ملغى ألن دخوله وخروجه س واء ويتخ رج على أن يك ون أراد بالس الم ‪ :‬اهلل ـ تع اىل ـ‬
‫كأنه قال ‪ :‬اسم اهلل حفيظ عليكما‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 214‬واألش باه والنظ ائر ‪ ، 96 / 7‬واألغاين ‪ ، 40 / 13‬وبغية الوع اة ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 429‬وخزانة األدب ‪ ، 342 ، 340 ، 337 / 4‬واخلصائص ‪ ، 29 / 3‬والدرر ‪ ، 15 / 5‬وشرح‬
‫املفصل ‪ ، 14 / 3‬والعقد الفريد ‪ ، 57 / 3 ، 78 / 2‬ولسان العرب (غدر) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪375 / 3‬‬
‫‪ ،‬واملنصف ‪ ، 135 / 3‬وبال نسبة يف أمايل الزجاجي ص ‪ ، 63‬وشرح األمشوين ‪ ، 307 / 2‬وشرح عمدة‬
‫احلافظ ص ‪ ، 507‬ومهع اهلوامع ‪.158 ، 49 / 2‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )5‬ال بيت بال نس بة ىف ‪ :‬األش باه والنظ ائر ‪ ، 193 / 3‬وخزانة األدب ‪ 125 / 9 ، 112 / 3‬وش رح‬
‫املفصل ‪ ، 8 / 3‬ولسان العرب (غرب) ‪ ،‬احملتسب ‪ ، 228 / 2‬واملقاصد النحوية ‪.359 / 3‬‬
‫اخلرقاء هي املرأة اليت ال حتسن عمال ‪ ،‬واألخرق ‪ :‬الرجل الذي ال حيسن صنعة وعمال ـ يقال ‪ :‬خرق‬
‫بالش يء من ب اب ق رب ‪ :‬إذا مل يع رف عمل ه‪ .‬وذلك إما من تنعم وترفه ‪ ،‬أو من ع دم اس تعداد قابلي ة‪ .‬ومنه‬
‫اخلرقاء صاحبة ذي الرمة ‪ ،‬فإنه أول ما رآها أراد أن يستطعم كالمها ‪ ،‬فقدم إليها دلوا فقال ‪ :‬اخرزيها يل ‪،‬‬
‫فقالت ‪ :‬إين خرقاء ؛ أي ال أحسن العم ل! وليس اخلرقاء هنا املرأة احلمقاء ‪ ،‬كما توهم ـ فأضاف الكوكب‬
‫إىل اخلرقاء ‪ ،‬مبالبسة أهنا ملا فرطت يف غزهلا يف الصيف ومل تستعد للشتاء استغزلت قرائبها عند طلوع سهيل‬
‫سحرا ـ وهو زمان جمىء الربد ـ فبسبب هذه املالبسة مسى سهيل كوكب اخلرقاء‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ك وكب اخلرق اء» حيث أض يف «الك وكب» إىل اخلرق اء ألدىن مالبسة بس بب‬
‫اجتهادها يف العمل عند طلوعه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪289 .............................................................................‬‬

‫فأضاف الكوكب إليها جل ّدها ىف العمل وقت طلوعه‪.‬‬


‫وجيوز ح ذف املض اف ‪ ،‬وإقامة املض اف إليه مقامه يف اإلع راب وغ ريه ‪ ،‬إذا ك ان‬
‫الكالم مشعرا حبذفه‪.‬‬
‫ف إن مل يكن الكالم مش عرا ب ذلك مل جيز احلذف إال ىف ض رورة ؛ حنو قوله [من‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وبر‬ ‫وم ه‬ ‫عش يّة ف ّر احلارثيّون بعد ما ‪  ‬قضى حنبه ىف ملتقى الق‬ ‫‪ 162‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬ابن هوبر‪.‬‬


‫وقد ال يعرب املضاف إليه بعد احلذف بإعراب املضاف ‪ ،‬وذلك إذا تق ّدم ىف اللفظ‬
‫كل سوداء مترة ‪ ،‬وال بيضاء شحمة» ‪ ،‬التقدير ‪:‬‬‫ذكر احملذوف ؛ حنو قوهلم ‪« :‬ما ّ‬
‫كل بيضاء شحمة‪.‬‬ ‫وال ّ‬
‫وجيوز حذف املضاف إليه بقياس ‪ ،‬إذا كان مفردا ‪ ،‬وكان املضاف اسم زمان‪.‬‬
‫ف إن ك ان احملذوف معرفة ‪ ،‬ب نيت اسم الزم ان على الضم ؛ ق ال اهلل تع اىل ‪( :‬لِلَّ ِه‬
‫اأْل َْم ُر ِم ْن َق ْب ُل َوِم ْن َب ْع ُد) [الروم ‪ ، ]4 :‬أى ‪ :‬من قبل الغلب ومن بعده‪.‬‬
‫وإن كان نكرة ‪ ،‬مل يبنه ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الس يل من عل‬
‫‪   ...................‬كجلم ود ص خر حطّه ّ‬ ‫‪ 163‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لذى الرمة‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬هوبر» واألصل ابن هوبر فحذف املضاف لغري دليل ؛ وذلك للضرورة الشعرية‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوان ذي الرمة ‪ ، 647 / 2‬وخزانة األدب ‪ ، 371 / 4‬والدرر ‪ ، 37 / 5‬وشرح املفصل‬
‫‪ ، 23 / 3‬ولسان العرب (هرب) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪.51 / 2‬‬
‫(‪ )2‬عجز بيت المرئ القيس وصدره ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫دبر معا ‪ ‬‬ ‫مكر مفر مقبل م‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬من ع ل» حيث وردت كلمة عل معربة جمرورة بـ «من» وس بب إعراهبا أنه مل‬
‫علوا ما‪.‬‬
‫يقصد بالعلو معينا وإمنا قصد ّ‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 19‬إصالح املنطق ص ‪ 25‬ومجهرة اللغة ص ‪ 126‬وخزانة األدب ‪، 397 / 2‬‬
‫والدرر ‪ ، 115 / 3‬وشرح أبيات سيبويه ‪ 339 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 54 / 2‬والشعر والشعراء ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 116‬والكتاب ‪ ، 228 / 4‬واملقاصد النحوية ‪ 449 / 3‬ومغين اللبيب ‪ ، 154 / 1‬ومهع اهلوامع ‪/ 1‬‬
‫‪.210‬‬
‫‪ ............................................................................. 290‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن ك ان املض اف إليه مجلة ‪ ،‬مل جيز حذفه ‪ ،‬إال فيما مسع من ذلك ؛ حنو ق وهلم ‪:‬‬
‫«يومئذ» ‪ ،‬و «حينئذ» ‪ ،‬وقال تعاىل ‪َ ( :‬وأَْنتُ ْم ِحينَئِ ٍذ َت ْنظُُرو َن) [الواقعة ‪ ]84 :‬أى ‪ :‬حني‬
‫إذ بلغت احللقوم ‪ ،‬فحذفت اجلملة وعوض منها التنوين‪.‬‬
‫فإن كان املضاف غري ظرف ‪ ،‬مل جيز حذف املضاف إليه ‪ ،‬إال فيما مسع من ذلك‬
‫وأى ‪ ،‬وغري ‪ ،‬وال ب ّد من التن وين ‪ ،‬إال أن يك ون املض اف بعد‬ ‫؛ حنو ‪ :‬ك ّل ‪ ،‬وبعض ‪ّ ،‬‬
‫احلذف على هيئته قبل احلذف ؛ حنو قوهلم ‪« :‬قطع اهلل يد ورجل من قاهلا» (‪ ، )1‬التقدير ‪:‬‬
‫قطع اهلل يد من قاهلا ورجله ‪ ،‬فحذف الضمري وأقحم املعطوف بني املضاف واملضاف إليه‬
‫‪ ،‬وحذف التنوين من يد إلضافته إىل من ‪ ،‬وحذفه (‪ )2‬من رجل ؛ ألنّه مضاف إىل «من»‬
‫ىف املعىن ‪ ،‬ومبنزلة املضاف إليه ىف اللفظ‪.‬‬
‫وح ّق اإلض افة أن تك ون إىل مف رد ‪ ،‬وال تض اف إىل مجلة ‪ ،‬إال أمساء الزم ان غري‬
‫املثن اة (‪ ، )3‬وآية ‪ ،‬وحيث (‪ ، )4‬وذو إال أهّن ا ال تض اف إال إىل مض ارع «س لمت» ؛ حنو‬
‫قوهلم ‪« :‬اذهب بذى تسلم»‪.‬‬
‫وال جيوز أن يكون ىف اجلملة ـ إذ ذاك ـ ضمري عائد على االسم املضاف إليها ‪ ،‬فإن‬
‫فأما قوله [من‬
‫كان فيها ضمري عائد عليه ‪ ،‬فصلته عن اإلضافة ‪ ،‬وكانت اجلملة صلة ‪ّ ،‬‬
‫(‪)5‬‬

‫الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ان ‪/‬‬ ‫وحجت‬
‫دت فيه ‪  ‬وعشر بعد ذاك ّ‬
‫ّ‬ ‫مضت مائة لع ام ول‬ ‫‪ 164‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬قاله‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬وحذف‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬غري املثناة» أعىن ‪ :‬أنه ال يقال ‪ :‬عجبت من يومى قام زيد ‪ ،‬ويقال ‪ :‬عجبت من يوم قام‬
‫زيد ‪ ،‬ومن أيام قام زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وآية وحيث» مثال ذلك ىف «آية» قول أمية ‪[ :‬من الوافر]‬
‫راب‬ ‫ّديك الغ‬ ‫ان خيانة ال‬ ‫ىء ‪  ‬وخ‬ ‫ّل ش‬ ‫ام ينطق ك‬ ‫بآية ق‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت ألمية بن أىب الص لت ىف ديوانه ص ‪ ، 19‬وت ذكرة النح اة ص ‪ ، 684‬واحلي وان ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 321‬وخزانة األدب ‪ ، 249 / 1‬ويروي «أمانة» بدل «خيانة»]‬
‫ث َس َك ْنتُ ْم ِم ْن ُو ْج ِد ُك ْم) [الطالق ‪ .]6 :‬أه‪.‬‬
‫ومثال ذلك ىف «حيث» قوله تعاىل ‪ِ ( :‬م ْن َح ْي ُ‬
‫(‪ )5‬يف ط ‪ :‬على االسم‪.‬‬
‫(‪ )6‬البيت للنابغة اجلعدي ويروى «سنة» بدل «مائة» وكذا وقع يف «أ» والصواب مائة‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪291 .............................................................................‬‬

‫فيتخ ّرج على أن يك ون فيه متعلقا بعامل مض مر ‪ ،‬التق دير ‪ :‬أعىن فيه ‪ ،‬وتك ون‬
‫«أعىن» مع معموهلا مجلة اعرتاض‪.‬‬
‫وإذا أضيف االسم إىل غري ياء املتكلم ‪ ،‬كان على حسبه ىف حال اإلفراد (‪ ، )1‬إال‬
‫فأما الفم منها ‪ ،‬فال تثبت فيه امليم إال ىف ضرورة ‪ ،‬حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬‫األخ وأخواته‪ّ .‬‬
‫‪ 165‬ـ‬
‫(‪)2‬‬
‫يصبح عطشان وىف البحر فمه‬
‫رد ال واو الىت هى األصل ىف ح ال الرفع ‪ ،‬وتقلبها ألفا ىف ح ال النّصب ‪ ،‬وي اء‬ ‫بل ت ّ‬
‫ىف حال اخلفض ‪ ،‬فتقول ‪ :‬فوك ‪ ،‬وفاك ‪ ،‬وفيك‪.‬‬
‫رتد إليه الالم احملذوفة ‪ ،‬وهى ال واو وتقلبها ألفا يف النّصب ‪ ،‬وي اء ىف‬
‫وأما س ائرها ف ّ‬
‫اخلفض ؛ فتقول ‪ :‬أخوك ‪ ،‬وأخاك وأخيك‪.‬‬
‫فإن أضفته إىل ياء املتكلّم ‪ ،‬فإن كان صحيح اآلخر ‪ ،‬أو جاريا جمراه ؛ حنو ‪ :‬ظىب‬
‫وأما ىف غ ريه ‪ ،‬فإنك تكسر آخ ره ‪ ،‬وجيوز ىف الي اء‬‫وغ زو ‪ ،‬فقد تق ّدم حكمه ىف الن داء ‪ّ ،‬‬
‫أن تك ون س اكنة ‪ ،‬وأن تك ون مفتوحة ؛ فتق ول ‪ :‬غالمى ‪ ،‬وجنيىب ‪ ،‬وجيوز أن تقلب ألفا‬
‫‪ ،‬والكسرة فتحة ىف الضرورة ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬عود الضمري يف «فيه» على عام املضاف إىل مجلة وتلك ضرورة شعرية ال نثرية‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 161‬واألغاين ‪ ، 6 / 5‬وخزانة األدب ‪ ، 168 / 3‬وشرح شواهد املغين ‪، 614 / 2‬‬
‫‪ 920‬والشعر والشعراء ‪ ، 300 / 1‬وللنمر بن تولب يف الدرر ‪ ، 151 / 3‬وليس يف ديوانه ‪ ،‬وبال نسبة يف‬
‫مغين اللبيب ‪ ، 592 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.219 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬كان على حسبه ىف حال اإلفراد» مثال ذلك قولك ‪ :‬قام غالم زيد ‪ ،‬فتعربه مبا كنت تعربه‬
‫قبل اإلضافة ‪ ،‬ويكون حرف اإلعراب فيه ما كان حرف اإلعراب قبل أن تضيفه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت لرؤبة‪.‬‬
‫والشاهد فيه إبقاء ميم «فم» حال اإلضافة ‪ ،‬وهذا من الضرورات عند الفارسى ‪ ،‬وجائز يف االختيار‬
‫عند ابن مالك وأيب حيان‪.‬‬
‫ينظر ديوانه ص ‪ ، 159‬واحلي وان ‪ ، 265 / 3‬وخزانة األدب ‪، 460 ، 454 ، 451 / 4‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 139 / 1‬والدرر ‪ ، 114 / 1‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 467 / 1‬وبال نسبة يف شرح‬
‫التصريح ‪ ، 64 / 1‬ومهع اهلوامع ‪ ، 40 / 1‬وشرح األمشوين ‪.31 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 292‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫النّقيع‬ ‫ويرويىن‬ ‫ّأما‬ ‫ّوف مثّ آوى ‪  ‬إىل‬ ‫ّوف ما أط‬ ‫أط‬ ‫‪ 166‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كل حال‬
‫إال الفم ‪ ،‬فإنك حتذف امليم ‪ ،‬وترد الواو الىت هى أصل وتقلبها ياء على ّ‬
‫«ىف» ‪ ،‬وال جيوز إثبات امليم (‪.)2‬‬‫‪ ،‬وتدغمها ىف ياء املتكلم مفتوحة ؛ فتقول ‪ّ :‬‬
‫وإن ك ان يف آخ ره ألف ‪ ،‬ف إن ك انت للتثنية مل تتغرّي ‪ ،‬ومل جيز ىف الي اء إال الفتح ‪،‬‬
‫حنو قولك ‪« :‬ج اء غالم اى» ‪ ،‬وك ذلك إن مل تكن للتثنية ‪ ،‬حنو ‪ :‬رج اى ‪ ،‬وبنو ه ذيل‬
‫يقلبوهنا ي اء ‪ ،‬إذا مل تكن للتثنية وي دغموهنا ىف ي اء املتكلّم ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من‬
‫الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رع‬ ‫ّل جنب مص‬ ‫وا ولك‬ ‫فتخرم‬
‫ّ‬ ‫وى وأعنق وا هلواهم ‪ ‬‬
‫‪ 167‬ـ س بقوا ه ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫«لدي» ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ّ‬ ‫لك إال قلب األلف ياء ‪ ،‬حنو ‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫إال لدى فإنّه ال جيوز فيها‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لنقيع بن جرموز‪.‬‬
‫الشاهد قوله ‪« :‬إىل أما» يريد إىل أمي فقلب ياء املتكلم ألفا وهذا قليل‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬املؤتلف واملختلف ص ‪ ، 195‬ونوادر أيب زيد ص ‪ ، 19‬وبال نسبة يف الدرر ‪ 54 / 5‬وشرح‬
‫األمشوين ‪ ، 332 / 2‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 512‬ولسان العرب (نقع) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪، 247 / 4‬‬
‫‪ ، 206 / 2‬ومهع اهلوامع ‪ ، 53 / 2‬ويروى «يكفيىن» بدال من «يرويين»‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال جيوز إثب ات امليم» أعىن ‪ :‬أنه ال جيوز إثب ات امليم ىف فمى وإن ج اء ش ىء من ذلك‬
‫ضرورة ‪ ،‬مل يقس عليه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت أليب ذؤيب اهلذيل‪.‬‬
‫ويف ال بيت ش اهدان ‪ :‬أوهلما قوله ‪« :‬ه وي» ‪ ،‬واألصل ‪ :‬ه واي ‪ ،‬فقلب األلف ي اء على لغة ه ذيل ‪،‬‬
‫وأدغمها يف ياء املتكلم‪ .‬وثانيهما قوله ‪« :‬خترموا» ‪ ،‬فإنه فعل ماض مبدوء بالتاء الزائدة ‪ ،‬فلما بناه للمجهول‬
‫وضم أوله أتبع ثانيه ألوله ‪ ،‬فضم الت اء واخلاء مجيعا ‪ ،‬وه ذا حكم كل فعل مب دوء هبذه الت اء الزائ دة عند بنائه‬
‫للمجهول‪.‬‬
‫ينظر يف ‪ :‬إنباه الرواة ‪ ، 52 / 1‬والدرر ‪ ، 51 / 5‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 700 / 2‬وشرح أشعار‬
‫اهلذليني ‪ ، 7 / 1‬شرح شواهد املغين ‪ ، 262 / 1‬وشرح قطر الندي ص ‪ ، 191‬وشرح املفصل ‪، 33 / 3‬‬
‫وكتاب الالمات ص ‪ 98‬ولسان العرب (هوا) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 76 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 493 / 3‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪ ، 53 / 2‬وبال نسبة يف أوضح املس الك ‪ ، 199 / 3‬وج واهر األدب ص ‪ ، 177‬وش رح ديوان‬
‫احلماسة للمرزوقي ص ‪ ، 52‬وشرح األمشوين ‪ ، 331 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪.408‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬فيه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إال ل دى ‪ ،‬فإنه ال جيوز فيها إال قلب األلف ي اء ؛ حنو ‪ :‬ل دى» أعىن ‪ :‬أنه ال جيوز قبل‬
‫التسمية هبا إال لدى ‪ ،‬والذى يقول ‪ :‬لداك ولداه ‪ ،‬ال يقول ذلك مع ياء املتكلم ‪،‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪293 .............................................................................‬‬

‫وأما الي اء املفت وح ما قبلها ‪ ،‬أو املكس ور ؛ حنو ‪ :‬غالمى (‪ )1‬ومص طفى ‪ ،‬وزي دى ‪،‬‬
‫ّ‬
‫وال واو املفت وح ما قبلها ‪ ،‬أو املض موم ‪ ،‬فإنك ت دغمها ىف ي اء املتكلم ‪ ،‬إال أنك ال ت دغم‬
‫«مصطفى»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫زيدى» ‪ ،‬و‬
‫الواو فيها حىت تقلبها ياء ‪ ،‬فتقول ‪« :‬هؤالء ّ‬
‫وتكون الياء ىف مجيع ذلك مفتوحة‪.‬‬
‫__________________‬
‫وإن مسيت هبا ‪ ،‬قلت ‪ :‬لداى كـ «عصاى» ‪ ،‬وىف كتاب سيبويه لفظ حمتمل ؛ وإمنا املراد ما ذكرته‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬يا غالمي‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 294‬فهرس املوضوعات‬

‫باب النّعت‬
‫النعت ‪:‬‬
‫اصطالحا (‪ ، )1‬عبارة عن ‪ :‬اسم (‪ )2‬ـ أو ما هو ىف تقديره من ظرف ‪ ،‬أو جمرور ‪،‬‬
‫أو مجلة (‪ )3‬ـ يتبع ما قبله لتخص يص نك رة ‪ )4( /‬أو إزالة اش رتاك ع ارض ىف معرفة (‪ ، )5‬أو‬
‫ترحم (‪ ، )8‬أو تأكيد (‪ ، )9‬مبا يدل على حليته (‪ )10‬؛ كطويل ‪،‬‬
‫مدح ‪ ،‬أو ذم ‪ ،‬أو ّ‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب النعت‬
‫قوىل ‪« :‬النعت اصطالحا» أعىن ىف اصطالح النحويني ال بالنظر إىل اللغة ؛ فإنه لغة من قبيل املعاىن ‪،‬‬
‫وىف اصطالح النحويني من قبيل األلفاظ‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬عبارة عن اسم» مثال ذلك قولك ‪ :‬مررت بزيد العاقل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو ما هو ىف تقديره من ظرف أو جمرور أو مجلة» مثال ذلك قولك ‪ :‬مررت برجل عندك‬
‫ذاهب ‪ ،‬ومررت برجل من أصحابك عامل ‪ ،‬ومررت برجل أبوه قائم‪ .‬أه‪.‬‬
‫أخص‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬لتخصيص نكرة» مثال ذلك قولك ‪ :‬مررت برجل مهندس ‪ ،‬فقولك رجل مهندس ّ‬
‫من قولك رجل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو إزالة اشرتاك عارض ىف معرفة» مثال ذلك قولك ‪ :‬مررت بزيد الفارس ‪ ،‬إذا كان العهد‬
‫بينك وبني خماطبك ىف شخصني يس مى كل واحد منهما بـ «زي د» ‪ ،‬وأح دمها ف ارس ‪ ،‬واآلخر ليس ك ذلك‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫الر ِح ِيم) [الفاحتة ‪ ]1 :‬فوصفه سبحانه‬‫الر ْحم ِن َّ‬ ‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو مدح» مثال ذلك قوله تعاىل ‪( :‬بِس ِم ِ‬
‫اهلل َّ‬ ‫ْ‬
‫بالرمحن الرحيم على جهة املدح ؛ إذ ال يتصور اشرتاك ‪ ،‬فيصري الوصف بالرمحن الرحيم إزالة له‪ .‬أه‪.‬‬
‫اهلل ِم َن َّ‬
‫الش ْي ِ‬
‫طان ال َّر ِج ِيم) [النحل ‪ ]98 :‬؛‬ ‫اس تَ ِع ْذ بِ ِ‬
‫(‪ )7‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬أو ذم» مث ال ذلك قوله س بحانه ‪( :‬فَ ْ‬
‫فاملقصود بوصف الشيطان بـ «الرجيم» الذم ال إزالة اشرتاك ؛ فإن كل شيطان رجيم‪ .‬أه‪.‬‬
‫ترحم» مثال ذلك ‪ :‬مررت بزيد املسكني ‪ ،‬إذا قدرت أن خماطبك يعلم من قصدت بـ‬ ‫(‪ )8‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو ّ‬
‫«زيد» إاّل أنك وصفته باملسكني على جهة التوجع له والرتحم‪ .‬أه‪.‬‬
‫واح َدةٌ) [احلاقة ‪ .]13 :‬أه‪.‬‬ ‫(‪ )9‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو تأكيد» مثال ذلك قوله تعاىل ‪َ ( :‬ن ْف َخةٌ ِ‬
‫منجرة له من غريه‬
‫(‪ )10‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬مبا يدل على حليته» أعىن بذلك ‪ :‬كل صفة للموصوف ثابتة فيه غري ّ‬
‫‪ ،‬وس واء ك انت ظ اهرة للحس ‪ ،‬ك الطول والقصر ‪ ،‬أو غري ظ اهرة له ؛ ك العلم والفهم ‪ ،‬وال يضر اص طالح‬
‫من جعل احللية الصفة الظاهرة للحس خاصة ؛ كالطول والقصر ؛ فإن اللغة قابلة ملا ذكرته ‪ ،‬تقول ‪ :‬حتلّى زيد‬
‫بالعلم ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من اخلفيف] ‪:‬‬
‫ان‬ ‫واهد اإلمتح‬ ‫حته ش‬ ‫‪  ‬فض‬ ‫فيه‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫بغري‬ ‫حتلّى‬ ‫من‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪295 .............................................................................‬‬

‫خاص ة من خواصه ؛ وذلك أن تص فه‬ ‫أو نس به ؛ كقرش ّى ‪ ،‬أو فعله ؛ كق ائم ‪ ،‬أو ّ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫بصفة سببيه ؛ حنو قولك ‪« :‬مررت برجل قائم أبوه»‪.‬‬


‫ويش رتط ىف الظ رف واجملرور أن يكونا ت ّامني (‪ ، )3‬وأعىن ب ذلك ‪ :‬أن يك ون ىف‬
‫الوصف هبما فائ دة ‪ ،‬ويش رتط ىف اجلملة أن تك ون حمتملة للص دق والك ذب (‪ ، )4‬وأن‬
‫يكون فيها ضمري عائد على املوصوف‪.‬‬
‫(‬
‫ويكون حكم ذلك الضمري ىف اإلثبات واحلذف ‪ ،‬كحكمه لو وقعت اجلملة صلة‬
‫‪ ، )5‬وقد تق ّدم ذكر ذلك ‪ ،‬إال أن يك ون الض مري مرفوعا باالبت داء ‪ ،‬فإنّه جيوز حذفه ‪،‬‬
‫كان ىف اجلملة الواقعة صفة طول أو مل يكن ؛ حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫ار‬ ‫ورب قتل ع‬
‫ارا عليك ‪ّ ،‬‬ ‫‪ 168‬ـ إن يقتل وك ف إ ّن قتلك مل يكن ‪  ‬ع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو نسبه» مل أرد بذلك النسب بـ «ياء» النسب خاصة ؛ حنو ‪ :‬قرشى ‪ ،‬بل أردت بذلك ما‬
‫يس ميه النحوي ون نس با ؛ حنو ‪ :‬متيمى ودارع ونب ال ورجل ‪ ،‬وجعلت الوصف ب ذى وذات من قبيل النسب ملا‬
‫ك ان معىن الوصف هبما كمعىن الوصف ب دارع ونب ال وما أش به ذلك مما ي راد به النسب ؛ أال ت رى أن معىن‬
‫قولك ‪ :‬دارع ‪ :‬ذو درع ‪ ،‬ونابل ذو نبل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬أو فعل ه» أعىن ب ذلك مثل قولك ‪ :‬م ررت برجل ق ائم ‪ ،‬ومثل قولك ‪ :‬م ررت برجل‬
‫مض روب ؛ ألن الفعل قد يض اف إىل املفع ول والفاعل ؛ كما تض اف س ائر املص ادر ‪ ،‬ومن إض افة املص در إىل‬
‫املفعول قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫الهلا‬ ‫دى ض‬ ‫اس يه‬ ‫ّل النّ‬ ‫اس كالقبلة الّىت ‪  ‬هبا إن يض‬ ‫وأنتم هلذا النّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت للفرزدق ىف ديوانه ‪ ، 76 / 2‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 81 / 1‬والكتاب ‪]85 / 3‬‬
‫والقبلة ال ضالل هلا ‪ ،‬وإمنا املعىن ‪ :‬ضالهلم إياها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ويشرتط ىف الظرف واجملرور أن يكونا تامني» وأعىن بذلك أن يكون للوصف هبما فائدة ؛‬
‫مثال ذلك ‪ :‬هذا رجل دون عمرو ‪ ،‬وهذا ثوب لك ‪ ،‬ولو قلت ‪ :‬هذا رجل اليوم ‪ ،‬وهذا رجل بك ـ مل جيز‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ويش رتط ىف اجلملة أن تك ون حمتملة للص دق والك ذب» مث ال ذلك قولك ‪ :‬م ررت برجل‬
‫أبوه قائم ‪ ،‬ولو قلت ‪ :‬مررت برجل هل قام أبوه ـ مل جيز‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ويكون حكم ذلك الضمري ىف اإلثبات واحلذف كحكمه لو وقعت اجلملة صلة» إىل آخره‬
‫أعىن أنه جيوز أن يقال ‪ :‬مررت برجل يضرب أبوه ‪ ،‬ويضربه أبوه ؛ كما تقول ‪ :‬جاءىن الذى يضرب أبوه ‪،‬‬
‫ويض ربه أبوه وتق ول ‪ :‬هذا رجل م ّر به زيد ؛ كما تق ول ‪ :‬هذا الذى م ّر به زيد ‪ ،‬وال جيوز أن تق ول ‪ :‬هذا‬
‫مر به زيد ؛ كما‬
‫مر به زيد ‪ ،‬ومررت برجل مر زيد ‪ ،‬تريد ‪ّ :‬‬ ‫الذى مر زيد ‪ ،‬وجيوز أن تقول ‪ :‬مررت برجل ّ‬
‫مر زيد ‪ ،‬تريد ‪ :‬مر به زيد‪ .‬أه‪.‬‬‫مر به زيد ‪ ،‬ومررت بالذى ّ‬ ‫تقول ‪ :‬مررت بالذى ّ‬
‫(‪ )6‬البيت ‪ :‬لثابت بن قطنة يرثى هبا يزيد بن املهلب بن أيب صفرة‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 296‬فهرس املوضوعات‬

‫أى ‪ :‬هو عار‪.‬‬


‫فأما قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪   ..................‬ج اءوا مبذق هل رأيت ال ّذئب ق ط؟‬ ‫‪ 169‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ط ‪ ،‬فهذا‬
‫فصفة مذق ‪ ،‬إمّن ا هو القول املضمر ‪ ،‬أى ‪ :‬تقول فيه هل رأيت الذئب ق ّ‬
‫لونه‪.‬‬
‫باملشتق ‪ ،‬وهو املأخوذ من املصدر (‪ ، )2‬أو ما هو ىف حكمه ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والنّعت ال يكون إال‬
‫وهو ما مل يؤخذ من مص در ‪ ،‬إال أنّه ىف معىن ما أخذ منه ؛ حنو قولك ‪« :‬م ررت برجل‬
‫أسد» ‪ ،‬فـ «أسد» يف معىن شجاع‪.‬‬
‫املشتق قياسا ‪ ،‬إال أن يكون االسم منسوبا (‪، )3‬‬
‫ّ‬ ‫وال جيوز الوصف مبا هو ىف حكم‬
‫أو اسم عدد (‪ ، )4‬أو اسم كيل ‪ )5( ،‬كـ «ذراع» ‪ ،‬أو اسم إشارة ؛ حنو قولك ‪« :‬مررت‬
‫الرجل»‪.‬‬ ‫بزيد هذا» ‪ ،‬أو امسا مشارا إليه ؛ حنو قولك ‪« :‬مررت هبذا ّ‬
‫والنّعت ‪ :‬إن مل يرفع ض مريا عائ دا على املنع وت (‪ ، )6‬فإنّه يتبعه لفظا ‪ ،‬أو موض عا‬
‫ىف‬
‫__________________‬
‫الشاهد ‪ :‬فيه قوله ‪« :‬ورب قتل عار» حيث جاز حذف العائد ألنه مبتدأ ‪ ،‬والتقدير هو عار ‪ ،‬وقيل ‪« :‬رب»‬
‫اسم مبتدأ و «عار» خربها‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 49‬واحلماسة الشجرية ‪ ، 330 / 1‬وخزانة األدب ‪577 ، 576 ، 565 / 9‬‬
‫‪ ،‬والدرر ‪ ، 12 / 2‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 393 ، 89 / 1‬والشعر والشعراء ‪ ، 635 / 2‬وبال نسبة يف‬
‫األزهية ص ‪ ، 260‬وختليص الش واهد ص ‪ ، 160‬واجلىن ال داين ص ‪ ، 439‬وج واهر األدب ص ‪، 205‬‬
‫‪ ، 365‬وخزانة األدب ‪ ، 79 / 9‬وشرح التصريح ‪ ، 112 / 2‬ولسان العرب واملقتضب ‪ ، 66 / 3‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.25 / 2 ، 97 / 1‬‬
‫(‪ )1‬البيت مل ينسبه أحد من الرواة إىل قائله وقيل قائله العجاج‪.‬‬
‫املذق ‪ :‬اللنب املمزوج باملاء وأصله مصدر مذقت اللنب إذا مزجته باملاء‪.‬‬
‫الشاهد فيه قوله ‪« :‬هل رأيت الذئب قط؟» فظاهرها أهنا نعت ملذق وهي مجلة استفهامية ال ينعت هبا‬
‫فيؤول على إضمار قول تكون هذه اجلملة مقوال له ‪ ،‬وهذا القول نعت ملذق‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬اإلنصاف ‪ ، 115 / 1‬أمايل ابن الشجري ‪ 149 / 2‬وابن يعيش ‪ ، 53 / 3‬واللسان (مذق)‬
‫‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪.61 / 4‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬والنعت ال يك ون إال باملش تق ‪ ،‬وهو املأخوذ من املص در» مث ال ذلك ‪ :‬ق ائم ؛ فإنه م أخوذ‬
‫من القيام ‪ ،‬وضاحك ؛ فإنه مأخوذ من الضحك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أن يكون االسم منسوبا» مثال ذلك ‪ :‬مررت برجل قرشى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو اسم عدد» مثال ذلك ‪ :‬مررت بثوب عشرين شربا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو اسم كيل» مثال ذلك ‪ :‬مررت بثوب ذراع‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪297 .............................................................................‬‬

‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إن مل يرفع ضمريا عائدا على املنعوت» إىل آخره ‪ ،‬أعىن ‪ :‬أنه إذا كان‬
‫‪ ............................................................................. 298‬فهرس املوضوعات‬

‫واحد من ألقاب اإلعراب ‪ ،‬وىف واحد من التّعريف والتنكري‪.‬‬


‫وإن رفع ضمريا عائدا عليه (‪ ، )1‬فإنّه إن كان مشت ّقا بقياس ‪ ،‬حنو ‪ :‬أفعل ىف األلوان‬
‫‪ ،‬وفاعل من فعل ؛ كق ائم ‪ ،‬فإنّه يتبع املنع وت ىف الش يئني املتق ّدمني ‪ ،‬وىف واحد من‬
‫اإلف راد والتثنية واجلمع ‪ ،‬وىف واحد من الت ذكري والت أنيث ‪ ،‬إال أفعل (‪ )2‬من ‪ ،‬فإهّن ا ال تتبع‬
‫كل حال‪.‬‬
‫ىف تأنيث وال تثنية وال مجع ؛ بل تكون مفردة مذكرة على ّ‬
‫وإن مل يكن مش ت ّقا ‪ ،‬أو ك ان مش تقا بغري قي اس ‪ ،‬فإنّه يتبع املنع وت ـ وال ب ّد ـ ىف‬
‫الشيئني املتق ّدمني‪.‬‬
‫وأما االثن ان الباقي ان ‪ ،‬فبعض الص فات يتبع فيهما ؛ كحسن (‪ ، )3‬وبعض ها يتبع ىف‬ ‫ّ‬
‫أح دمها ؛ كـ «ص بور» (‪ ، )4‬وكالوصف باجلامد ال ذى ىف معىن املش تق ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫الرأس»‪ .‬وبعضها ال يتبع ىف واحد منهما ؛ كاملصدر‬ ‫«مررت بامرأة حجر ّ‬
‫__________________‬
‫كذلك ‪ ،‬فال يلزم إتباعه إال ىف واحد من ألقاب اإلعراب ‪ ،‬وىف واحد من التعريف والتنكري ؛ أال ترى أنك إذا‬
‫قلت ‪ :‬مررت بامرأتني قائم أبومها ‪ ،‬مل يتبع قائم امرأتني إال ىف التنكري واخلفض‪.‬‬
‫أال ترى أن األول مثىن مؤنث ‪ ،‬والثاىن مفرد مذكر ‪ ،‬وقد يتبع ىف أكثر من ذلك ؛ حنو قولك ‪ :‬مررت برجل‬
‫قائم أبوه ؛ أال ترى أن قائما موافق لرجل ىف اخلفض والتنكري واإلفراد والتذكري؟‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن رفع ض مريا عائ دا علي ه» إىل آخ ره مث ال ذلك ‪ :‬م ررت برجل أمحر ‪ ،‬وم ررت برجل‬
‫ضاحك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال أفعل من» إىل آخ ره ؛ مث ال ذلك ‪ :‬م ررت ب امرأة أكرم من هند ‪ ،‬وبامرأتني أك رم من‬
‫اهلندين ‪ ،‬وبنساء أكرم من اهلندات ‪ ،‬وبرجل أكرم من الزيدين ‪ ،‬وبرجال أكرم من الزيدين‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما االثنان الباقيان ‪ ،‬فبعض الصفات يتبع فيهما ‪ ،‬كحسن» أعىن باالثنني الباقيني واحدا‬
‫من الت ذكري والت أنيث ‪ ،‬وواح دا من اإلف راد والتثنية واجلمع ؛ أال ت رى أنك تق ول ‪ :‬م ررت ب امرأة حس نة ‪،‬‬
‫وبرجلني حسنني ‪ ،‬وبرجال حسنني‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وبعضها يتبع ىف أحدمها كصبور» أعىن أن صبورا يتبع ما قبله ىف واحد من اإلفراد والتثنية‬
‫واجلمع ؛ حنو قولك ‪ :‬م ررت برجل ص بور ‪ ،‬وب رجلني ص بورين ‪ ،‬وبرج ال صرب ‪ ،‬ويك ون للم ذكر واملؤنث‬
‫بلفظ واحد ؛ حنو قولك ‪ :‬م ررت برجل ص بور ‪ ،‬وب امرأة ص بور ‪ ،‬وك ذلك الوصف باجلامد ال ذى ىف معىن‬
‫املشتق ؛ حنو قولك ‪ :‬مررت برجلني حجرى الرأس ‪ ،‬وبرجال حجار الرأس ‪ ،‬ويكون للمذكر واملؤنث بلفظ‬
‫واحد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وبعضها ال يتبع ىف واحد منها كاملصدر» مثال ذلك ‪ :‬مررت برجل عدل ‪ ،‬وبامرأة عدل‬
‫‪ ،‬وبرجلني عدل ‪ ،‬وبامرأتني عدل ‪ ،‬وبرجال عدل ‪ ،‬ونساء عدل ‪ ،‬فتفرد وتذ ّكر على كل حال‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪299 .............................................................................‬‬

‫األصح‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املوصوف به ىف‬
‫وال يكون النّعت إال مساويا للمنعوت ىف التعريف ‪ ،‬أو أقل منه تعريفا ؛ فال ب ّد من‬
‫ذكر املعارف ومراتبها ىف التعريف ‪:‬‬
‫فالمعارف خمسة أصناف ‪:‬‬
‫المضمر ‪:‬‬
‫خاص ة ؛ كـ «ه و» ‪،‬‬
‫وهو ما علق ‪ /‬ىف أول أحواله على ش ىء بعينه ىف ح ال غيبة ّ‬
‫خاصة ؛ كـ «أنا»‪.‬‬
‫خاصة ؛ كـ «أنت» ‪ ،‬أو تكلّم ّ‬
‫أو خطاب ّ‬
‫والمشار ‪:‬‬
‫وهو ما علق ىف أول أحواله على مسمى بعينه ىف حال اإلشارة إليه ؛ حنو ‪ :‬هذا‪.‬‬
‫والعلم ‪:‬‬
‫وهو ‪ :‬ما علّق ىف أول أحواله على مسمى بعينه ىف مجيع األحوال من غيبة ‪ ،‬وتكلّم‬
‫‪ ،‬وخطاب ‪ ،‬وإشارة ؛ حنو ‪« :‬زيد»‪.‬‬
‫والمعرف باأللف والالم ‪:‬‬
‫الرجل ‪،‬‬
‫وهو ‪ :‬ك ّل ما يك ون هبما معرفة ‪ ،‬ف إذا زالتا منه ‪ ،‬ك ان نك رة ‪ ،‬حنو ‪ّ :‬‬
‫والغالم ‪ ،‬فإن كان معرفة بعد إسقاطهما ‪ ،‬حنو ‪ :‬احلسن ‪ ،‬كان من قبيل األعالم‪.‬‬
‫والمعرف باإلضافة ‪:‬‬
‫كل ما أضيف إىل معرفة من هذه املعارف ‪ ،‬إضافة حمضة ‪ ،‬وقد تقدم تبيني‬
‫وهو ‪ّ :‬‬
‫ذلك‪.‬‬
‫عرف باأللف والالم ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكرها‪.‬‬ ‫وأما املوصوالت ‪ :‬فمن قبيل ما ّ‬
‫ّ‬
‫وأع رف ه ذه األص ناف ‪ :‬املض مرات ‪ ،‬مثّ األعالم ‪ ،‬مث املش ارات ‪ ،‬مث ما ع ّرف‬
‫ب األلف والالم ‪ ،‬واملض اف إىل معرفة من ه ذه املع ارف ‪ :‬إض افة حمضة ‪ ،‬مبنزلة ما أض يف‬
‫إليه ىف التعريف ‪ ،‬إال املضاف إىل املضمر ؛ فإنّه ىف رتبة العلم (‪.)1‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬مبنزلة ما أض يف إليه ىف التعريف إال املض اف إىل املض مر ؛ فإنه ىف رتبة العلم» أعىن أن‬
‫قولك ‪ :‬غالم هذا ‪ ،‬وغالم زيد ‪ ،‬وغالم الرجل ‪ ،‬وغالم الذى عندك ‪ ،‬مبنزلة قولك ‪ :‬هذا ‪ ،‬وزيد ‪ ،‬والرجل ‪،‬‬
‫والذى عندك ‪ ،‬ىف التعريف ‪ ،‬وليس غالمك مبنزلة أنت ىف التعريف ؛ بل هو ىف رتبة زيد وعمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 300‬فهرس املوضوعات‬

‫واألمساء تنقسم بالنّظر إىل نعتها ‪ ،‬والنّعت هبا أربعة أقسام ‪:‬‬
‫قسم ينعت به ‪ ،‬وال ينعت ‪ ،‬وهو ‪ :‬االسم ال ذى مل يس تعمل إال تابعا ؛ حنو ‪ :‬بسن‬
‫‪ ،‬من قوهلم ‪ :‬حسن بسن‪.‬‬
‫وقسم ‪ ،‬ال ينعت وال ينعت به ‪ ،‬وهو املض مر ‪ ،‬واسم الش رط ‪ ،‬واسم االستفهام ‪،‬‬
‫وكل اسم غري متمكن ‪ ،‬وأعىن بذلك ‪ :‬ما لزم موضعا واحدا من اإلعراب‬ ‫وكم اخلربيّة ‪ّ ،‬‬
‫‪ ،‬كـ «ما» التّعجبية ‪ ،‬أو موضعني ‪ ،‬كـ «قبل» و «بعد»‪.‬‬
‫(‬
‫مشتق ‪ ،‬أو ىف حكمه‬
‫وكل اسم ّ‬ ‫وقسم ‪ ،‬ينعت وينعت به ‪ ،‬وهو أمساء اإلشارة ‪ّ ،‬‬
‫‪.)1‬‬
‫وقسم ‪ ،‬ينعت وال ينعت به ‪ ،‬وهو العلم وس ائر األمساء الىت ليست مش ت ّقة وال ىف‬
‫حكمها‪.‬‬
‫واالسم املنعوت إن كان نكرة ‪ ،‬مل ينعت إال بنكرة (‪ ، )2‬وإن كان معرفة ‪ ،‬فإنّه إن‬
‫كان مضمرا ‪ ،‬مل ينعت ومل ينعت به ؛ كما تق ّدم‪.‬‬
‫وأما املض اف إىل املض مر ‪ ،‬والعلم ‪ ،‬واملض اف إليه (‪ ، )3‬فتنعت مبا فيه ‪ ،‬األلف‬ ‫ّ‬
‫والالم ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وقسم ينعت وينعت به ‪ ،‬وهو أمساء اإلش ارة ‪ ،‬وكل اسم مش تق أو ىف حكم ه» مث ال‬
‫الوصف باسم اإلش ارة ووص فه قولك ‪ :‬م ررت هبذا الرجل ‪ ،‬وبزيد ه ذا ‪ ،‬ومث ال وصف املش تق والوصف به‬
‫قولك ‪ :‬م ررت ب الكرمي العاقل ‪ ،‬وم ررت بزيد الك رمي ‪ ،‬ومث ال وصف ما ىف حكمه والوصف به قولك ‪:‬‬
‫مررت برجل أسد ‪ ،‬ومررت بأسد مفرتس أقرانه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واالسم املنع وت إن ك ان نك رة ‪ ،‬مل ينعت إال بنك رة» مث ال ذلك قولك ‪ :‬م ررت برجل‬
‫كرمي ‪ ،‬وال جيوز أن تقول ‪ :‬مررت برجل الكرمي‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأما املض اف إىل املض مر والعلم واملض اف إلي ه» إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال وصف املض اف إىل‬
‫املضمر مبا فيه األلف والالم قولك ‪ :‬مررت بغالمك العاقل ‪ ،‬ومثال وصفه باملشار إليه قولك ‪ :‬مررت بغالمك‬
‫ه ذا ‪ ،‬ومث ال وص فه مبا أض يف إىل معرفة ‪ ،‬قولك ‪ :‬م ررت بغالمك مالزم ه ذا أخى بكر ‪ ،‬وص احىب ص ديق‬
‫ذلك الرجل ‪ ،‬والعلم مثل ‪ :‬زيد ‪ ،‬واملض اف إىل العلم مثل ص احب زيد ‪ ،‬تص فها بكل ما وص فت به املض اف‬
‫إىل املضمر ؛ حنو ‪ :‬غالمك ‪ ،‬وقد تقدم تبيني ذلك ‪ ،‬ومثال وصف املشار مبا فيه األلف والالم قولك ‪ :‬مررت‬
‫هبذا الرجل ‪ ،‬ومثال وصف املضاف إىل املشار باملشار حنو قولك ‪ :‬مررت بصاحب هذا ذاك ‪ ،‬ومثال وصفه‬
‫مبا فيه األلف والالم قولك ‪ :‬م ررت جبارية ه ذا اجلميلة ‪ ،‬ومث ال وص فه مبا أض يف إليهما قولك م ررت بغالم‬
‫ه ذا ص احب ذاك ‪ ،‬وم ررت جبارية ه ذا حمبوبة عم رو ‪ ،‬ومث ال وصف املع رف ب األلف والالم مبا فيه األلف‬
‫والالم قولك ‪ :‬مررت بالرجل العاقل ‪ ،‬ومثال وصفه مبا أضيف‬
‫فهرس املوضوعات ‪301 .............................................................................‬‬

‫وأما املشار ‪ ،‬فال ينعت إال مبا فيه األلف والالم خاصة‪.‬‬ ‫وباملشار ‪ ،‬ومبا أضيف إىل معرفة ّ‬
‫وأما املض اف إىل املش ار ‪ ،‬فينعت باملش ار ومبا فيه األلف والالم ‪ ،‬ومبا أض يف‬ ‫ّ‬
‫إليهما‪.‬‬
‫وأما املع ّرف ب األلف والالم ‪ ،‬أو بإض افته إىل ما ع رف هبما ‪ ،‬فينعت مبا فيه األلف‬ ‫ّ‬
‫والالم ومبا أضيف إليه‪.‬‬
‫والنّع وت إن مل تتك رر ‪ ،‬ك انت تابعة للمنع وت ال غري ‪ ،‬إال أن ‪ /‬يك ون املنع وت‬
‫منزال منزلته (‪.)1‬‬
‫معلوما ‪ ،‬أو ّ‬
‫والصفة ‪ ،‬يراد هبا املدح أو ال ّذم ‪ ،‬أو الرّت ّحم ‪ ،‬فإنّه جيوز فيها اإلتباع ؛ فتكون على‬
‫حسب املنعوت‪.‬‬
‫وإما إىل النّصب بإضمار ‪ :‬أمدح ‪،‬‬‫والقطع ‪ّ :‬إما إىل الرفع على خرب ابتداء مضمر ‪ّ ،‬‬
‫وأذم ىف صفات الذم ‪ ،‬وأرحم ‪ ،‬ىف صفات الرّت ّحم‪.‬‬ ‫ىف صفات املدح ‪ّ ،‬‬
‫ومن كالمهم ‪« :‬احلمد هلل احلميد» ‪ ،‬بنصب «احلميد» وخفضه‪.‬‬
‫وإن تكررت (‪ )2‬فإن كانت صفات مدح أو ذم ‪ ،‬أو ترحم ‪ ،‬وكان املنعوت معلوما‬
‫عند املخاطب ‪ ،‬أو منزال منزلته جاز فيها ثالثة أوجه ‪ :‬إتباعها املوصوف ‪ ،‬وقطعها عنه ‪،‬‬
‫وإتباع بعضها ‪ ،‬وقطع بعض ؛ إال أنّك تبدأ باإلتباع قبل القطع ‪ ،‬وال جيوز عكسه‪.‬‬
‫الص فة‬
‫والص فات ىف معىن واحد ‪ ،‬مل جيز ىف ّ‬‫وك ذلك إن ك ان املنع وت جمه وال ‪ّ ،‬‬
‫الصفات جيوز فيه ثالثة األوجه املتقدمة ؛ ومن‬ ‫األوىل إال اإلتباع ‪ ،‬وما عدا ذلك من ّ‬
‫__________________‬
‫إليه قولك ‪ :‬مررت بالرجل صاحب الدابّة ‪ ،‬ومثال وصف املضاف إىل ذى األلف والالم مبا فيه باأللف والالم‬
‫قولك ‪ :‬مررت جبارية الغالم اجلميلة ‪ ،‬ومثال وصفه مبا أضيف إليه قولك ‪ :‬مررت جبارية الغالم ذات اجلمال‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إن مل تتك رر ‪ ،‬ك انت تابعة للمنع وت ال غري ‪ ،‬إال أن يك ون املنع وت معلوما أو م نزال‬
‫منزلته» مثال ذلك قولك ‪ :‬مررت بزيد العاقل ‪ ،‬ومررت برجل كرمي‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن تكررت» إىل آخره مثال إتباعها قولك ‪ :‬مررت هبذا الكرمي الشجاع الفاضل ‪ ،‬ومثال‬
‫قطعها قولك ‪ :‬م ررت بزيد العاقل الك رمي الش جاع ‪ ،‬برفعها أو نص بها أو رفع بعض ونصب بعض ‪ ،‬ومث ال‬
‫إتباع بعض وقطع بعض قولك ‪ :‬مررت بزيد العاقل الكرمي الشجاع برفع الكرمي والشجاع أو نصبهما أو رفع‬
‫أحدمها ونصب اآلخر ‪ ،‬وال جيوز أن تقول ‪ :‬مررت بزيد العاقل الكرمي ‪ ،‬فتخفض الكرمي إتباعا بعد ما قطعت‬
‫«العاقل» فرفعته أو نصبته‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 302‬فهرس املوضوعات‬

‫ذلك قوله [من املتقارب] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫عاىل‬ ‫الس‬
‫يع مثل ّ‬ ‫عثا مراض‬ ‫وة عطّل ‪  ‬وش‬ ‫أوى إىل نس‬ ‫وي‬ ‫‪ 170‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الشعث يكون عن العطل ؛ فهو ىف معناه‪.‬‬ ‫فأتبع عطّال ‪ ،‬وقطع شعثا ؛ أل ّن ّ‬


‫تكررت فيه النعوت ‪ ،‬ال جيوز فيه إال اإلتباع (‪.)2‬‬
‫وما عدا ما ذكر ممّا ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ألمية بن أيب عائذ اهلذيل ‪ ،‬ونسب أليب أمية تارة وللهذيل أخرى‪.‬‬
‫(ويأوى ‪ ...‬اخل) فاعل يأوى ‪ ،‬ضمري الصياد ؛ أي ‪ :‬يأيت مأواه ومنزله إىل نسوة‪.‬‬
‫وعطل ‪ :‬مجع عاطل ق ال يف الص حاح ‪« :‬والعطل بالتحريك ‪ :‬مص در عطلت املرأة ‪ :‬إذا خال جي دها من‬
‫القالئد ‪ ،‬فهي عطل بالضم وعاطل ومعط ال‪ .‬وقد يس تعمل العطل يف اخللو من الش يء ‪ ،‬وإن ك ان أص له يف‬
‫احللى ‪ ،‬يق ال عطل الرجل من املال واألدب فهو عطل ‪ ،‬بض مة وبض متني»‪ .‬وه ذا هو املراد هنا ‪ ،‬ألن املعىن ‪:‬‬
‫أن هذا الصياد يغيب عن نسائه للصيد ‪ ،‬مث يأيت إليهن فيجدهن يف أسوأ احلال‪.‬‬
‫و (الشعث) مجع شعثاء ‪ ،‬من شعث الشعر شعثا فهو شعث ‪ ،‬من باب تعب ‪ :‬تغري وتلبد لقلة تعهده‬
‫بالدهن ؛ ورجل أشعث وامرأة شعثاء ‪ ،‬و (املراضيع) ‪ :‬مجع مرضاع ‪ ،‬بالكسر وهي اليت ترضع كثريا‪.‬‬
‫و (الس عاىل) بفتح السني ‪ ،‬ق ال أبو علي الق ايل ‪ ،‬يف كت اب املقص ور واملم دود ‪ :‬الس على ‪ ،‬بالكسر‬
‫وبالقصر ‪ :‬ذكر الغيالن ‪ ،‬واألنثى سعالة ‪ :‬وقال األصمعي ‪ :‬يق ال ‪ :‬السعالة ‪ :‬س احرة اجلن‪ .‬حدثنا أبو بكر‬
‫بن دريد قال ‪ :‬ذكر أبو عبيدة ‪ ،‬وأحسب األصمعى قد ذكره أيضا ‪ ،‬قال لقيت السعالة حسان بن ثابت يف‬
‫بعض طرق ات املدينة ـ وهو غالم ‪ ،‬قبل أن يق ول الش عر ـ ف ربكت على ص دره ‪ ،‬وق الت ‪ :‬أنت ال ذي يرجو‬
‫قومك أن تكون شاعرهم؟! قال ‪:‬‬
‫نعم؟ قالت ‪ :‬فأنشدين ثالثة أبيات على روى واحد ‪ ،‬وإال قتلتك؟ فقال ‪[ :‬من الوافر]‬
‫وه‬ ‫ال له ‪ :‬من ه‬ ‫رع فينا الغالم ‪  ‬فما إن يق‬ ‫إذا ما ترع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وه‬ ‫ذي ال ه‬ ‫ذلك فينا ال‬ ‫اإلزار ‪  ‬ف‬ ‫شد‬ ‫قبل‬ ‫يسد‬ ‫مل‬ ‫إذا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وه‬ ‫ول وحينا ه‬ ‫بان ‪  ‬فحينا أق‬ ‫احب من بين الشيص‬ ‫وىل ص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فخلت سبيله‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬شعثا» بالنصب مقطوعا عما قبله ‪ ،‬ويروى «شعث» على اإلتباع‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 40 / 5 ، 432 ، 42 / 2‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 146 / 1‬وشرح أشعار‬
‫اهلذليني ‪ ، 507 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 117 / 2‬والكتاب ‪ ، 66 / 2 ، 399 / 1‬وأليب أمية يف املقاصد‬
‫النحوية ‪ ، 63 / 4‬ولله ذيل يف ش رح املفصل ‪ ، 18 / 2‬وبال نس بة يف أم ايل ابن احلاجب ‪، 322 / 1‬‬
‫وأوضح املسالك ‪ ، 317 / 3‬ورصف املباين ص ‪ ، 416‬وشرح األمشوين ‪.400 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬قوىل ‪« :‬وما عدا ما ذكرت مما تكررت فيه النعوت ال جيوز فيه إال اإلتباع» مثال ذلك ‪ :‬مررت بزيد‬
‫النجار صاحب بكر الطويل ‪ ،‬ال جيوز قطع شىء من ذلك ؛ ألن الصفة ليست‬
‫فهرس املوضوعات ‪303 .............................................................................‬‬

‫وال جيوز عطف بعض النّعوت على بعض (‪ )1‬؛ حىت ختتلف معانيها‪.‬‬
‫وإذا اجتمع ىف ه ذا الب اب نع وت ومنعوت ون ‪ ،‬فال خيلو أن جتمعهما ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫الزيدون العقالء»‪.‬‬
‫«قام ّ‬
‫تفرقهما ؛ حنو قولك ‪« :‬قام زيد العاقل وعمرو الكرمي وبكر الظريف»‪.‬‬‫أو ّ‬
‫وتفرق املنعوتني ؛ حنو قولك ‪« :‬قام زيد وعمرو وبكر العقالء»‬
‫أو جتمع النّعوت ‪ّ ،‬‬
‫الزي دون العاقل والك رمي‬‫‪ ،‬أو جتمع املنع وتني وتف ّرق النّع وت ؛ حنو قولك ‪« :‬ق ام ّ‬
‫والشجاع» ‪ ،‬ومنه قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ال‬ ‫لوب وب‬ ‫زين ‪  ‬على ربعني ‪ ،‬مس‬ ‫بكيت وما بكا رجل ح‬ ‫‪ 171‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومجع املنع وتني وتفريق النّع وت ج ائز يف مجيع األمساء ‪ ،‬إال ىف أمساء اإلش ارة ‪ ،‬ف إن‬
‫مجعتهما ‪ ،‬أو ّفرقتهما ‪ ،‬أو مجعت املنع وتني وف ّرقت النّع وت ‪ ،‬ك ان حكم ذلك كحكم‬
‫املنعوت املفرد ىف اإلتباع والقطع ىف األماكن املذكورة (‪ ، )3‬وإن ّفرقت املنعوتني ‪ ،‬ومجعت‬
‫النّعوت ‪ ،‬فإن اختلفوا ىف اإلعراب (‪ ، )4‬أو ىف التعريف ‪ ،‬والتنكري ‪،‬‬
‫__________________‬
‫ىف معىن م دح كالف ارس والك رمي ‪ ،‬وال ىف معىن ذم كاحلانق والل ئيم ‪ ،‬وال ىف معىن ت رحم كالي ائس واملس كني‬
‫وك ذلك أيضا جيوز القطع ىف مثل م ررت برجل ك رمي ف ارس ألن املنع وت نك رة وليست الص فات ىف معىن‬
‫واحد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال جيوز عطف بعض النعوت على بعض» إىل آخره ‪ ،‬مثال املختلفة املعاىن ‪ :‬مررت بزيد‬
‫العاقل والكرمي والفارس ‪ ،‬ومثال املتفقة املعاىن ‪ :‬مررت بزيد الشجاع الفارس البطل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬البن ميادة‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬على ربعني مس لوب وب ال» حيث نعت املثىن ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬ربعني» بنع تني‬
‫مفردين مع العطف بالواو‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 214‬وش رح أبي ات س يبويه ‪ ، 603 / 1‬وش رح ش واهد املغين ‪، 774 / 2‬‬
‫ولرجل من باهلة يف الكتاب ‪ ، 431 / 1‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 211 / 3‬وأوضح املسالك ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 313‬وشرح التصريح ‪ ، 114 / 2‬ومغىن اللبيب ‪ ، 256 / 2‬واملقتضب ‪.291 / 2‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ك ان حكم ذلك كحكم املنع وت املف رد ىف اإلتب اع والقطع ىف األم اكن املذكورة» أعىن‬
‫باألماكن املذكورة ‪ :‬أن يكون املنعوت معلوما ‪ ،‬والصفات صفات مدح أو ذم أو ترحم أو يكون املنعوت غري‬
‫الرتحم متكررة ‪ ،‬وبعضها ىف معىن بعض‪ .‬أه‪.‬‬‫معلوم ‪ ،‬إال أن صفات املدح أو الذم أو ّ‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن اختلفوا ىف اإلعراب» إىل آخره ‪ ،‬مثال اختالفهم ىف اإلعراب قولك ‪ :‬قام‬
‫‪ ............................................................................. 304‬فهرس املوضوعات‬

‫أو االس تفهام أو عدمه ‪ ،‬مل جيز ىف ‪ /‬النع وت إال الرفع على خرب ابت داء مض مر ‪ ،‬والنّصب‬
‫على إضمار ‪ :‬أعىن‪.‬‬
‫وإن اتفق املنعوتون ىف مجيع ما ذكر ‪ ،‬فإن كان العامل فيهم واحدا ‪ ،‬جاز اإلتباع‬
‫والقطع ىف األماكن املتق ّدمة (‪ ، )1‬وإن كان العامل أزيد من واحد ‪ ،‬فإن اتفق جنس العامل‬
‫(‪ )2‬فاإلتباع والقطع ىف األماكن املتق ّدمة ‪ ،‬أيضا‪.‬‬
‫وإن اختلف جنسه ‪ ،‬ف القطع ليس إال ‪ّ :‬إما إىل الرفع على خرب ابت داء مض مر ‪ ،‬أو‬
‫إىل النّصب بإضمار ‪ :‬أعىن‪.‬‬
‫واختالف جنس العامل هو أن يك ون أحد العوامل من جنس األفع ال ‪ ،‬واآلخر من‬
‫جنس األمساء أو احلروف (‪.)3‬‬
‫واحلرف ان املختلف ان يف املعىن مبنزلة الع املني املختلفني ىف اجلنس ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫«مررت بزيد ‪ ،‬ورحلت إىل أخيك العاقالن»‪.‬‬
‫وإذا اجتمع ىف هذا الباب صفتان ‪ ،‬إحدامها ‪ :‬اسم ‪ ،‬واألخرى ‪ :‬ىف تقديره ـ ق ّدمت‬
‫ال ر ُج ل ُم ْؤ ِم ٌن ِم ْن ِ‬
‫آل‬ ‫االسم ‪ ،‬مث الظ رف ‪ ،‬أو اجملرور ‪ ،‬مث اجلملة ؛ حنو قوله تع اىل ‪َ ( :‬وق َ َ ٌ‬
‫فِ ْر َع ْو َن يَكْتُ ُم إِيمانَهُ) [غافر ‪ ، ]28 :‬وال جيوز خالف ذلك ‪،‬‬
‫__________________‬
‫زيد وضربت عمرا ‪ ،‬ومررت ببكر العقالء ‪ ،‬ومثال اختالفهم ىف التعريف والتنكري ‪ :‬قام زيد ‪ ،‬ورأيت رجال ‪،‬‬
‫ومررت ببكر الطوال ‪ ،‬ومثال اختالفهم ىف االستفهام وعدمه قولك ‪ :‬من زيد وهذا حممد وبكر الطوال ؛ مجيع‬
‫ذلك ال جيوز فيه اإلتباع ؛ بل ترفع على خرب ابتداء مضمر أو تنصب على إضمار فعل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن اتفق املنعوتون ىف مجيع ما ذكر ‪ ،‬فإن كان العامل فيهم واحدا ‪ ،‬جاز اإلتباع والقطع‬
‫ىف األماكن املذكورة» مثال ذلك قولك ‪ :‬جاء زيد وعمرو وجعفر الكرام العقالء الفضالء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن اتفق جنس العام ل» االتف اق يف جنس العامل هو أن يك ون كل واحد من العوامل من‬
‫جنس األمساء ‪ ،‬أو جنس األفع ال ؛ حنو قولك ‪ :‬ه ذا زيد ‪ ،‬وه ذا جعفر ‪ ،‬وه ذا حممد العقالء ‪ ،‬وحنو قولك ‪:‬‬
‫قام زيد ‪ ،‬وخرج حممد ‪ ،‬وقعد بكر العقالء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واختالف جنس العامل هو أن يك ون أحد العوامل من جنس األفع ال ‪ ،‬واآلخر من جنس‬
‫األمساء أو احلروف» مث ال ذلك ‪ :‬ق ام زيد ‪ ،‬وه ذا حممد ‪ ،‬وقعد بكر العقالء ‪ ،‬وض ربت زي دا وأك رمت عم را‬
‫وإن حممدا خيرج العقالء ‪ ،‬ال جيوز ىف الصفة إذ ذاك إال القطع‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪305 .............................................................................‬‬

‫إال ىف نادر الكالم ‪ ،‬أو ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يعش ى املنت أس ود ف احم ‪  ‬أثيث ‪ ،‬كقنو النّخلة املتعثكل‬
‫‪ 172‬ـ وف رع ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الص فة على املوص وف ‪ ،‬إال حيث مسع ‪ ،‬وتك ون الص فة إذ ذاك‬ ‫وال جيوز تق دمي ّ‬
‫مبنيّة على العامل املتق ّدم ‪ ،‬وما بعدها بدل منها ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 173‬ـ‬
‫وبالطّويل العمر عمرا حيدرا‬
‫وال جيوز حذف املوصوف وإقامة الصفة مقامه إذا كانت صفته ىف تقدير االسم ‪،‬‬
‫إال مع من ؛ حنو ق وهلم ‪« :‬منّا ظعن ومنّا أق ام» ‪ ،‬أى ‪ :‬فريق ظعن ‪ ،‬وفريق أق ام ؛ بش رط‬
‫أن يكون املوصوف ممّا جيوز حذفه‪.‬‬
‫وما ع دا ذلك ال جيوز فيه ح ذف املوص وف إال ىف ض رورة ؛ حنو قوله ‪[ :‬من‬
‫الرجز]‬
‫‪ 174‬ـ‬
‫(‪)2‬‬
‫ترمى بك ّفى كان من أرمى البشر‬
‫أى ‪ :‬بكفى رجل كان من أرمى البشر‪.‬‬
‫الص فة مقامه ‪ ،‬إال إذا‬
‫ف إن ك انت الص فة امسا ‪ ،‬مل جيز ح ذف املوص وف ‪ ،‬وإقامة ّ‬
‫خاص ة جبنس املوص وف ؛ حنو قولك ‪« :‬م ررت بك اتب» أو إذا ك انت الص فة قد‬ ‫ك انت ّ‬
‫اس تعملت اس تعمال األمساء ‪ ،‬فلم يظهر موص وفها أصال ؛ حنو ‪ :‬األبطح ‪ ،‬واألب رق ‪،‬‬
‫واألجرع‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬المرئ القيس‪.‬‬
‫والش اهد قوله ‪« :‬وف رع يعشى املنت أس ود» ؛ حيث ق دم النعت باجلملة على النعت ب املفرد ؛ وهو‬
‫ضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 16‬لسان العرب (أثث) ‪( ،‬عثكل) ‪ ،‬وهتذيب اللغة ‪ ، 415 / 3‬وكتاب العني‬
‫‪ 308 / 2‬وتاج العروس (أثث) ‪( ،‬فرع)‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت بال نسبة ىف ‪ :‬اإلنصاف ‪ ، 115 ، 113 / 1‬وخزانة األدب ‪ ، 65 / 5‬واخلصائص ‪، 367 / 2‬‬
‫والدرر ‪ ، 22 / 6‬وشرح األمشوين ‪ ، 401 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 119 / 2‬وشرح شواهد املغين ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 461‬وش رح عم دة احلافظ ص ‪ ، 550‬وش رح املفصل ‪ ، 62 / 3‬ولس ان الع رب (ك ون) ‪( ،‬منن) ‪،‬‬
‫وجمالس ثعلب ‪ ، 513 / 2‬واحملتسب ‪ ، 237 / 2‬ومغين اللبيب ‪ ، 160 / 1‬واملقاصد النحوية ‪، 66 / 4‬‬
‫واملقتضب ‪ ، 139 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.120 / 2‬‬
‫والش اهد فيه ح ذف املوص وف ‪ ،‬وإبق اء ص فته ‪ ،‬وأصل الكالم ‪ :‬بكفي رجل ك ان من أرمى البشر ‪،‬‬
‫أما املوص وف فهو «رج ل» ال ذي يض اف قوله ‪« :‬بكفى» إليه ‪ ،‬وأما الص فة فهي مجلة «ك ان من أرمى‬
‫‪ ............................................................................. 306‬فهرس املوضوعات‬

‫البش ر» ‪ ،‬وجيوز اعتب ار «ك ان» زائ دة ‪ ،‬فيك ون قوله ‪« :‬من أرمي» ج ارا وجمرورا متعلقا مبح ذوف نعت‬
‫للمنعوت احملذوف‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪307 .............................................................................‬‬

‫وما ع دا ذلك ال جيوز إقامته مق ام املوص وف إال ىف ض رورة ؛ حنو قوله [من‬
‫اهلزج] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عب‬ ‫الش‬
‫اح من ّ‬ ‫نج األنسا ‪  ‬ء نبّ‬ ‫رى ش‬ ‫وقص‬ ‫‪ 175‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫خمتصا ببقر الوحش‪.‬‬


‫أى ‪ :‬ثور شنج األنساء ‪ ،‬وشنج األنساء ليس ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫كل مجلة فيها‬


‫الصفة ‪ /‬واملوصوف إال جبمل االعرتاض ‪ ،‬وهى ّ‬ ‫وال جيوز الفصل بني ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم) [الواقعة ‪.]76 :‬‬ ‫تسديد للكالم ؛ حنو قوله تعاىل ‪َ ( :‬وإنَّهُ لََق َ‬
‫س ٌم ل َْو َت ْعلَ ُمو َن َعظ ٌ‬
‫وال جيوز فيما عدا ذلك ‪ ،‬إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رى جريّا يعينها‬ ‫وال إىل أخ‬ ‫‪ 176‬ـ أم ّرت من الكتّ ان خيطا وأرس لت ‪  ‬رس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬أليب داود اإليادي‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬شنج» حيث حذف املنعوت وهو صفة لثور وليس هذا املنعوت بعض اسم تقدم‬
‫جمرورا بـ «من» والذي سوغ ذلك الضرورة الشعرية‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 288‬وأدب الك اتب ص ‪ ، 117‬وال درر ‪ 20 / 6‬ولس ان الع رب (ش عب) ‪،‬‬
‫(شنج) ‪( ،‬نبح) ‪( ،‬قصر) ‪ ،‬واملعاين الكبري ص ‪ ، 142‬وبال نسبة يف اهلمع ‪.120 / 2‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬شنبح‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬بال نسبة ىف ‪ :‬اخلصائص ‪ ، 396 / 2‬واحملتسب ‪.250 / 2‬‬
‫والش اهد ‪ :‬فيه قوله ‪« :‬وأرس لت رس وال إىل أخ رى جريّ ا» ففصل بني قوله ‪« :‬رس وال» وبني ص فته‬
‫اليت هي «جريّا» بقوله «إىل أخرى» وهو معمول «أرسلت»‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 308‬فهرس املوضوعات‬

‫باب عطف النّسق‬


‫وهو محل االسم على االسم (‪ ، )1‬أو الفعل على الفعل ‪ ،‬أو اجلملة على اجلملة ؛‬
‫توسط حرف بينهما من احلروف املوضوعة لذلك‪.‬‬ ‫بشرط ّ‬
‫وال حيمل الفعل على االسم ‪ ،‬وال االسم على الفعل ‪ ،‬وال املف رد على اجلملة ‪ ،‬وال‬
‫ين‬ ‫اجلملة على املفرد ‪ ،‬حىت يكون أحدمها ىف تأويل اآلخر ؛ حنو قوله تعاىل ‪( :‬إِ َّن الْم َّ ِ‬
‫صدِّق َ‬ ‫ُ‬
‫ضوا) [احلديد ‪.]18 :‬‬ ‫صد ِ‬
‫ِّقات َوأَق َْر ُ‬ ‫َوال ُْم َّ‬
‫َم َي َر ْوا إِلَى الطَّْي ِر َف ْو َق ُه ْم‬
‫املعىن ‪ :‬إن الذين ص ّدقوا وأقرضوا ؛ حنو قوله تعاىل ‪( :‬أ ََول ْ‬
‫ض َن) [امللك ‪.]19 :‬‬ ‫صافَّ ٍ‬
‫ات َو َي ْقبِ ْ‬
‫أى ‪ :‬وقابضات‪.‬‬
‫واحلروف املوض وعة للعطف ‪ ،‬هى ‪ :‬ال واو ‪ ،‬والف اء ‪ ،‬ومثّ ‪ ،‬وحىّت ‪ ،‬وأو ‪ ،‬وأم ‪،‬‬
‫ا» ليست بعاطفة ىف احلقيقة ‪ ،‬وإمّن ا‬ ‫«إم‬
‫وإما ‪ ،‬وبل ‪ ،‬وال بل ‪ ،‬ولكن ‪ ،‬وال ‪ ،‬إال أ ّن ّ‬ ‫ّ‬
‫ذكرت يف اجلملة ؛ ملصاحبتها هلا‪.‬‬
‫تعرض لرتتيب وال مهلة‪.‬‬ ‫فأما الواو ‪ :‬فللجمع بني الشيئني من غري ّ‬ ‫ّ‬
‫وأما الفاء ‪ :‬فللجمع والرّت تيب من غري مهلة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وترتيبها قد يك ون ىف معىن العامل (‪ ، )2‬وقد يك ون ىف ال ّذكر (‪ )3‬؛ حنو قوله [من‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ّدوافع‬ ‫التّالع ال‬ ‫‪ 177‬ـ عفا ذو حسى من فرتىن ف الفوارع ‪  ‬فجنبا أريك ف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب عطف النسق قوىل ‪« :‬محل االسم على االسم» إىل آخره ‪ ،‬مثال محل االسم على االسم قولك ‪:‬‬
‫ق ام زيد وعم رو ‪ ،‬ومث ال محل الفعل على الفعل قولك ‪ :‬يعجبىن أن ي أتى زيد وحيسن إليك ‪ ،‬ومث ال عطف‬
‫اجلملة على اجلملة قولك ‪ :‬قام زيد وخرج عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وترتيبها قد يكون ىف معىن العامل» مثال ذلك قولك ‪ :‬قام زيد فعمرو ‪ ،‬إذا أردت أن قيام‬
‫عمرو وقع بعد قيام زيد بال مهلة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬املذكر‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت للنابغة الذبياين‪.‬‬
‫عفا ‪ :‬درس وحمي‬
‫ذو حسى ‪ :‬بلد يف بالد بين مرة وهو بضم احلاء والسني املهملتني والقصر وفرتىن ‪ :‬أي‬
‫فهرس املوضوعات ‪309 .............................................................................‬‬

‫ألن املخرب قد ال حتض ره أمساء ه ذه األم اكن ‪ ،‬ىف حني واحد فما س بق إىل ذك ره‬
‫تأخر ىف ذكره ‪ ،‬عطفه بالفاء‪.‬‬‫أتى به أوال ‪ ،‬وما ّ‬
‫وأما ثم ‪ ،‬فللجمع واملهلة (‪ ، )1‬وحىّت مبنزلة ال واو ‪ ،‬إال أهّن ا تفارقها ىف أ ّن ما بع دها‬
‫ّ‬
‫ال يكون إال جزءا ممّا قبلها (‪ ، )2‬أو ملتبسا به ؛ حنو قولك ‪« :‬خرج النّاس حىّت دواهبم»‪.‬‬
‫وال يكون إال عظيما أو حقريا (‪.)3‬‬
‫ك» ‪ ،‬و «اإلهبام» ‪ ،‬و «التّخي ري» ‪ ،‬و‬ ‫«الش ّ‬‫وأما أو ‪ ،‬فلها مخسة مع ان ‪ّ :‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ّ‬
‫«اإلباحة» ‪ ،‬و «التّفصيل» ؛ حنو قوله تعاىل ‪َ ( :‬وقالُوا ُكونُوا ُه وداً أ َْو نَصارى) [البقرة ‪:‬‬
‫‪.]135‬‬
‫__________________‬
‫من من ازل فرتىن ‪ ،‬وهو بفتح الف اء وس كون ال راء وبع دها ت اء مفتوحة يليها ن ون ‪ ،‬ق ال يف الص حاح‪« .‬هو‬
‫مقصور وهو اسم ام رأة‪ .‬والعرب تسمى األمة فرتىن»‪ .‬والف وارع ‪ :‬مجع فارعة ‪ ،‬قال يف الصحاح ‪« :‬وفارعة‬
‫اجلبل ‪ :‬أعاله‪ .‬وتالع فوارع ‪ :‬مشرفات املسايل»‪ .‬وأريك بفتح اهلمزة وكسر الراء ‪ ،‬قال البكري يف معجم ما‬
‫اس تعجم ‪« :‬وهو موضع يف دي ار غىن بن يعص ر»‪ .‬وأنشد ه ذا ال بيت ‪ ،‬مث ق ال ‪« :‬وق ال أبو عبي دة ‪ :‬أريك يف‬
‫بالد ذبي ان ق ال ‪ :‬ومها أريك ان ‪ :‬أريك األس ود ‪ ،‬وأريك األبيض‪ .‬واألريك ‪ :‬اجلبل الص غري‪ .‬وق ال األخفش ‪:‬‬
‫إمنا مسى أريكا ‪ ،‬ألنه جبل كثري األراك»‪ .‬والتالع بالكسر ‪ :‬جماري املاء إىل األودية ‪ ،‬وهي مس ايل عظ ام‪.‬‬
‫والدوافع ‪ :‬تدفع املاء إىل امليث ‪ ،‬وامليث يدفع إىل الوادي األعظم‪ .‬كذا يف الشرح‪.‬‬
‫والشاهد فيه جمىء الفاء ملطلق اجلمع أي للرتتيب اللفظي ال ّذكرى‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 30‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 480‬واجلىن الداين ص ‪ ، 63‬وخزانة األدب ‪451 / 2‬‬
‫‪ ،‬ولسان العرب (تلع) ‪( ،‬أرك) ‪( ،‬حسم) ‪( ،‬فرتن) وبال نسبة يف خزانة األدب ‪ ، 451 / 8‬ورصف املباين‬
‫ص ‪.435 ، 377‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما مث فللجمع واملهلة» مثال ذلك ‪ :‬قام زيد مث عمرو ‪ :‬إذا أردت أن قيام عمرو وقع بعد‬
‫قيام زيد بزمان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إال أهنا تفارقها ىف أ ّن ما بع دها ال يك ون إال ج زءا مما قبله ا» مث ال ذلك ‪ :‬ق ام الق وم حىت‬
‫زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال يك ون إال عظيما أو حق ريا» مث ال ذلك قولك ‪ :‬خ رج الن اس حىت األمري ‪ ،‬واس تنت‬
‫الفصال حىت القرعى ‪ ،‬وهى الىت أصاهبا القرع ‪ ،‬وهو جدرى الفصال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما أو فلها مخسة معان» إىل آخره ‪ ،‬مثال الشك قولك ‪ :‬قام زيد أو عمرو ‪ ،‬إذا كنت ال‬
‫تعلم الق ائم منهما ومث ال اإلهبام قوله تع اىل ‪( :‬أَتاها أ َْم ُرنا ل َْيالً أ َْو نَه اراً) [ي ونس ‪ ]24 :‬ف أهبم مىت يأتيها أم ره‬
‫على املخ اطب ‪ ،‬واس تأثر بعلم ذلك س بحانه ‪ ،‬ومث ال التخيري قولك ‪ :‬خذ من م اىل دين ارا أو ثوبا ‪ ،‬ومث ال‬
‫اإلباحة قولك ‪ :‬جالس احلسن أو ابن سريين ؛ أال ترى أنه أباح له أن جيالسهما أو جيالس أحدمها ‪ ،‬وليس له‬
‫مثل ذلك ىف التخيري‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 310‬فهرس املوضوعات‬

‫فأو ‪ ،‬فصلت ما قالت اليهود ممّا قالت النّصارى‪.‬‬


‫وأما أم ‪ ،‬فتكون متّصلة ومنفصلة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فاملنفصلة ‪ :‬يتق ّدمها االستفهام واخلرب ‪ ،‬وال يقع بعدها إال اجلملة ‪ ./‬وتتق ّدر وحدها‬
‫ببل ‪ ،‬واهلمزة وجواهبا نعم أو ال ‪ ،‬التقدير ‪ :‬بل أعمرو قائم‪.‬‬
‫واملتّصلة ‪ :‬هى العاطفة ‪ ،‬وهى الىت ال يتق ّدمها إال مهزة االستفهام لفظا أو نية ‪ ،‬وال‬
‫يك ون ما بع دها إال مف ردا أو ىف تق ديره ‪ ،‬وتتق ّدر مع اهلم زة بأيّهما ‪ ،‬أو أيّهم ‪ ،‬وجواهبا‬
‫أحد الش يئني ‪ ،‬أو األش ياء ‪ ،‬وذلك حنو قولك ‪« :‬أق ام زيد أم عم رو» ‪ ،‬التق دير ‪ :‬أيّهما‬
‫قام‪.‬‬
‫توسط الذى ال يسأل عنه ؛ حنو قولك ‪« :‬أزيد قام أم عمرو»‪.‬‬ ‫واألحسن فيهما ّ‬
‫وقد جيوز تقدميه ؛ حنو قولك ‪« :‬أقام زيد أم عمرو» ‪ ،‬وتأخريه حنو قولك ‪« :‬أزيد‬
‫أم عمرو قام»‪.‬‬
‫وإما عمرو»‪.‬‬‫ك ؛ حنو قولك ‪« :‬قام ّإما زيد ّ‬ ‫الش ّ‬
‫وأما ّإما ‪ :‬فلها ثالثة معان ‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫واإلهبام كذلك ‪ ،‬إال أنّك تعلم القائم منهما‪.‬‬
‫وإما ثوب ا» ‪ ،‬واألفصح فيها ‪:‬‬‫والتخيري ؛ حنو قولك ‪« :‬خذ من م اىل ّإما دين ارا ‪ّ ،‬‬
‫كسر اهلمزة‪.‬‬
‫وجيوز فتحها ؛ ومن ذلك قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫(‪)1‬‬
‫وب‬ ‫با جنح الظّالم هب‬ ‫وأما ص‬
‫تن ّفحها ّأما مشال عريّة ‪ّ  ‬‬ ‫‪ 178‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تكرر بشرط أن يكون ىف الكالم‬ ‫تكرر وقد ال ّ‬ ‫وكذلك ـ أيضا ـ األفصح فيها ‪ ،‬أن ّ‬
‫وإما «إال» (‪ )2‬حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫ما يغىن عن تكرارها ‪ ،‬وهو ‪ّ :‬إما «أو» ّ‬
‫ثى من مسيىن‬
‫ّ‬ ‫أعرف منك غ‬ ‫حبق ‪  ‬ف‬
‫ون أخى ّ‬ ‫فإما أن تك‬
‫ّ‬ ‫‪ 179‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬أليب القمقام األسدي ويروى ‪:‬‬
‫وب‬ ‫با جنح العشى هب‬ ‫عرية ‪  ‬وأما ص‬ ‫مشال‬ ‫أما‬ ‫تلقحها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬أم ا» م رتني حيث فتحت مهزهتا ‪ ،‬واألصل إما وذلك الزم عند متيم وقيس‬
‫وأسد‪ .‬ويروى «أميا» بدل «أما» وهى لغة فيها‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 87 / 11‬والدرر ‪ ، 120 / 6‬وبال نسبة يف رصف املباين ص ‪ 101‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.135 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬يشرتط أن يكون ىف الكالم ما يغىن عن تكرارها وهو إما ‪ »...‬ومثال‬
‫فهرس املوضوعات ‪311 .............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫دوا أتّقيك وتتّقيىن‬
‫ّ‬ ‫اطّرحىن واخّت ذىن ‪  ‬ع‬ ‫وإال ف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد ال يك ون ىف الكالم ما يغىن عن تكرارها ؛ وذلك قليل ج ّدا ؛ حنو قوله [من‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أموات أملّ خياهلا‬ ‫وإما ب‬
‫‪ 180‬ـ هتاض ب دار قد تق ادم عه دها ‪ّ  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫ذلك قوله ‪[ :‬من البسيط]‬
‫ورق‬ ‫وة لك فيمن يهلك ال‬ ‫يف على جمد ومكرمة ‪  ‬وأس‬ ‫ّإما مش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت بال نسبة ىف لسان العرب (شوف)]‪ .‬أه‪.‬‬


‫(‪ )1‬البيتان ‪ :‬للمثقب العبدي ونسبا لسحيم بن وثيل ‪ ،‬ويروى البيت األول هكذا ‪:‬‬
‫ثى أو مسيىن‪.‬‬ ‫أعرف منك غ‬ ‫دق ‪  ‬ف‬ ‫ون أخى بص‬ ‫فإما أن تك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫غثى بفتح العني املعجمة وتشديد الثاء املثلثة ‪ ،‬من غث اللحم يغث ويغث بكسر الغني وفتحها ‪ ،‬غثاثة‬
‫وغثوثة ‪ ،‬فهو غث وغ ثيث ‪ ،‬إذا ك ان مه زوال‪ .‬وك ذلك غث ح ديث الق وم وأغث أي ‪ :‬ردؤ وفسد ‪ ،‬واملعىن‬
‫ههنا ‪ :‬أعرف منك ما يفسد مما يصلح‪ .‬وقال الدماميين ‪:‬‬
‫الغث ‪ :‬الردىء ‪ ،‬والسمني ‪ :‬اجليد أي ‪ :‬فأعرف منك مساوئى من حماسىن ‪ ،‬فإن املؤمن مرآة أخيه أو‬
‫فأعرف ما يضرين منك مما ينفعين وأميز بينهما‪.‬‬
‫فاطرحىن ‪ :‬اتركىن وهو بتشديد الطاء افتعال من الطرح‪.‬‬
‫والشاهد فيهما ‪ :‬حذف «إما» الثانية استغناء عنها بـ «إال»‬
‫ينظر ‪ :‬البيت ان للمثقب العب دي يف ديوانه ص ‪ 211‬ـ ‪ ، 212‬واألزهية ص ‪ 140‬ـ ‪ ، 141‬وخزانة‬
‫األدب ‪ ، 80 / 11 ، 489 / 7‬والدرر ‪ ، 129 / 6‬وشرح اختيارات املفضل ص ‪ 1266‬ـ ‪، 1267‬‬
‫وش رح ش واهد املغين ‪ ، 191 ، 190 / 1‬ومغين الل بيب ‪ ، 61 / 1‬وله أو لس حيم بن وثيل يف املقاصد‬
‫النحوية ‪ ، 149 / 4 ، 192 / 1‬وبال نسبة يف اجلىن الداين ص ‪ ، 532‬وجواهر األدب ص ‪ ، 415‬وشرح‬
‫األمشوين ‪ ، 426 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.135 / 2‬‬
‫(‪ )2‬البيت لذى الرمة ونسب للفرزدق‪.‬‬
‫و (هتاض) ‪ :‬يتج دد جرحها ‪ ،‬والب اء يف قوله (ب دار) و (ب أموات) س ببية ‪ ،‬وجعلها العيين ظرفية وق در‬
‫جملرورها صفة ‪ ،‬وقال ‪ :‬أي يف دار خترب‪.‬‬
‫وقدم الشيء قدما بكسر ففتح ‪ ،‬فهو قدمي ‪ ،‬وتقادم مثله‪ .‬العهد ‪ :‬قال صاحب املصباح ‪:‬‬
‫يقال ‪ :‬هو قريب العهد بكذا ‪ :‬أي قريب العلم واحلال‪ .‬واألمر كما عهدت ‪ ،‬أي ‪ :‬كما عرفت أمل ‪،‬‬
‫أمل الشيء إملاما ‪ ،‬أي ‪ :‬قرب ‪ ،‬واإلملام ‪ :‬النزول‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬وإما ب أموات» يريد ‪« :‬تلم إما ب دار وإما ب أموات» ‪ ،‬فح ذف «إم ا» األوىل‬
‫مستغنيا عنها بالثانية ‪ ،‬والبصريون ال جييزون إال التكرير‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت ل ذى الرمة يف ديوانه ص ‪ ، 1902‬وش رح ش واهد املغين ‪ ، 193 / 1‬وش رح عمدة‬
‫احلافظ ص ‪ ، 642‬واملقاصد النحوية ‪ ، 150 / 4‬وللفرزدق يف ديوانه ‪ ، 71 / 2‬وشرح املفصل ‪102 / 8‬‬
‫‪ ،‬واملنصف ‪ ، 115 / 3‬ولذي الرمة أو للفرزدق يف خزانة األدب ‪76 / 11‬‬
‫‪ ............................................................................. 312‬فهرس املوضوعات‬

‫وأما بل ‪ ،‬وال بل ‪ ،‬ف إن وقع بع دمها مجلة ‪ ،‬كانا ح رىف ابت داء ‪ ،‬ويك ون معنامها‬ ‫ّ‬
‫(‬
‫عما قبلهما واستئناف الكالم الذى بعدمها ‪ ،‬واإلضراب ّإما على جهة اإلبطال‬ ‫اإلضراب ّ‬
‫(‬
‫وإما على جهة الرّت ك من غري إبطال (‪ ، )2‬وال املصاحبة هلا لتأكيد معىن اإلضراب‬ ‫له ‪ّ ،‬‬
‫‪)1‬‬

‫‪.)3‬‬
‫وإن وقع بع دمها مف رد ‪ ،‬كانا ح رىف عطف ‪ ،‬ويك ون معنامها اإلض راب عن جعل‬
‫احلكم لألول ‪ /‬وإثباته للثاىن ‪ ،‬وال يعطف هبما ىف االستفهام (‪.)4‬‬
‫وال املصاحبة هلا ىف اإلجياب واألمر ـ نفى ؛ حنو قولك ‪« :‬قام زيد ‪ ،‬ال بل عمرو»‬
‫و «اضرب زيدا ‪ ،‬ال بل عمرا»‪.‬‬
‫وىف النّهى والنّفى ـ تأكيد ؛ حنو قولك ‪« :‬ال تض رب زي دا ال بل عم را» ‪ ،‬و «ما‬
‫قام زيد ‪ ،‬ال بل عمرو»‪.‬‬
‫وأما لكن ‪ :‬فإن وقع بعدها مجلة ‪ ،‬كانت حرف ابتداء ‪ ،‬ويكون معناها االستدراك‬ ‫ّ‬
‫‪ ،‬ويتق ّدمها اإلجياب والنّفى ‪ ،‬وتك ون اجلملة الىت بع دها مض ّادة ملا قبلها ؛ وذلك حنو‬
‫قولك ‪« :‬قام زيد لكن عمرو مل يقم» ‪ ،‬و «ما قام زيد لكن عمرو قام»‬
‫وإن وقع بعدها مفرد ‪ ،‬كانت عاطفة ‪ ،‬ويكون معناها االستدراك ‪ ،‬وال يعطف هبا‬
‫إال بعد نفى (‪.)5‬‬
‫__________________‬
‫‪ ، 78‬والدرر ‪ ، 124 / 6‬وبال نسبة يف األزهية ص ‪ ، 142‬واجلىن الداين ص ‪ ، 533‬ورصف املباين ص‬
‫‪ ، 102‬وشرح األمشوين ‪ ، 426 / 2‬ومغين اللبيب ‪ ، 61 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.135 / 2‬‬
‫من َولَداً‬‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واإلض راب ‪ :‬إما على جهة اإلبط ال» مث ال ذلك قوله تع اىل ‪َ ( :‬وق الُوا اتَّ َخ َذ ال َّر ْح ُ‬
‫ُس ْبحانَهُ بَ ْل ِعب ا ٌد ُمك َْر ُم و َن) [األنبي اء ‪ ]26 :‬فـ «ب ل» أض رب هبا عما تقدم ؛ على جهة إكذاهبم ‪ ،‬وإبط ال ما‬
‫قالوا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإما على جهة الرتك من غري إبطال» مثال ذلك ‪ :‬قوله تعاىل ‪( :‬قَ ْد أَ ْفلَ َح َم ْن َت َز َّكى َوذَ َك َر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الدنْيا) [األعلى ‪ ]16 ، 14 :‬أال ترى أن اخلرب عمن تزكى مل يرد إبطاله ؛‬ ‫ص لَّى بَ ْل ُت ْؤث ُرو َن ال َ‬
‫ْحياةَ ُّ‬ ‫اس َم َربِّه فَ َ‬
‫ْ‬
‫بل ترك وانصرف عنه إىل خرب آخر‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال املص احبة هلا ؛ لتأكيد معىن اإلض راب» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬ق ام زيد ‪ ،‬ال بل عم رو‬
‫قائم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال يعطف هبا ىف االستفهام» أعىن ‪ :‬أنه ال يقال ‪ :‬أقام زيد بل عمرو ‪ ،‬وال ‪ :‬هل قام زيد؟‬
‫بل عمرو؟‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال يعطف هبا إال بعد النفى» أعىن أنه يقال ‪ :‬ما قام زيد لكن عمرو ‪ ،‬وال جيوز أن يقال ‪:‬‬
‫قام زيد لكن عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪313 .............................................................................‬‬

‫األول ‪ ،‬وال يعطف هبا إال بعد أمر أو‬


‫وأما «ال» فإلخ راج الث اىن ممّا دخل فيه ّ‬ ‫ّ‬
‫إجياب (‪.)1‬‬
‫وجيوز ىف األمساء كلّها عطف بعضها على بعض من غري شرط ‪ ،‬إال ضمري اخلفض‬
‫‪ ،‬فإنّه ال يعطف عليه إال بإعادة اخلافض ؛ حنو قولك ‪« :‬مررت بك وبزيد»‪.‬‬
‫الرفع املتّصل ‪ ،‬فإنّه ال يعطف عليه إال بعد تأكيده بضمري رفع منفصل (‪، )2‬‬
‫وضمري ّ‬
‫أو طول يقوم مقام التأكيد ؛ حنو قولك ‪« :‬قمت اليوم وزيد» ‪« ،‬وما قمت وال عمرو»‪.‬‬
‫ولو ال «الظرف» ‪ ،‬و «ال» الفاصالن بني املعطوف واملعطوف عليه مل يكن ب ّد من‬
‫التأكيد‪.‬‬
‫فأما قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫اال‬ ‫‪ 181‬ـ ورجا األخيطل من س فاهة رأيه ‪  ‬ما مل يكن وأب له لين‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقول اآلخر [من البسيط] ‪:‬‬


‫(‪)4‬‬
‫أآلن ق ّربت هتجونا وتش تمنا ‪  ‬ف اذهب فما بك واأليّ ام من عجب‬ ‫‪ 182‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأما ال ‪ ،‬فإلخ راج الث اىن مما دخل فيه األول ‪ ،‬وال يعطف هبا إال بعد أمر أو إجياب» مث ال‬
‫ذلك قولك ‪ :‬اضرب زيدا ال عمرا ‪ ،‬وقام زيد ال عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬بعد تأكيده بضمري رفع منفصل» مثال ذلك قولك ‪ :‬قمت أنت وزيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت جلرير‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬مل يكن وأب» حيث عطف االسم الظ اهر املرف وع ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬أب» على‬
‫الضمري املرفوع املسترت يف «يكن» ‪ ،‬الذي هو اسم «يكن» ‪ ،‬من غري أن يؤكد ذلك الضمري بالضمري املنفصل‬
‫‪ ،‬أو يفصل بني املعطوف واملعطوف عليه ‪ ،‬وهذا فاش يف الشعر‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 57‬والدرر ‪ ، 149 / 6‬وشرح التصريح ‪ ، 151 / 2‬واملقاصد النحوية ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 160‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪ ، 476 / 2‬وأوضح املسالك ‪ ، 390 / 3‬وشرح األمشوين ‪، 429 / 2‬‬
‫ومهع اهلوامع ‪.138 / 2‬‬
‫(‪ )4‬املعىن ‪ :‬ق ربت تفعل ك ذا أي ‪ :‬جعلت تفعله ‪ ،‬واملعىن ‪ :‬هج وك لنا من عج ائب ال دهر ‪ ،‬فقد ك ثرت فال‬
‫يتعجب منها‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬فما بك واألي ام» حيث عطف «األي ام» على الض مري اجملرور يف «ب ك» بغري‬
‫إعادة حرف اجلر ‪ ،‬وهذا ‪ ،‬عند البصريني ضرورة ‪ ،‬أما الكوفيون فيجيزون ذلك‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬اإلنصاف ص ‪ ، 464‬وخزانة األدب ‪ ، 131 ، 129 ، 128 ، 126 ، 123 / 5‬وشرح‬
‫األمشوين ‪ ، 430 / 2‬والدرر ‪ ، 151 / 6 ، 81 / 2‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 207 / 2‬وشرح ابن عقيل‬
‫ص ‪ ، 503‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 662‬وشرح املفصل ‪، 79 ، 78 / 3‬‬
‫‪ ............................................................................. 314‬فهرس املوضوعات‬

‫فضرورتان‪.‬‬
‫خاص ة بشرط أال يكون‬
‫وال جيوز تقدمي املعطوف على املعطوف عليه ‪ ،‬إال ىف الواو ّ‬
‫املعطوف خمفوضا (‪ ، )1‬وأال يؤدى التقدمي إىل وقوع حرف العطف صدرا ‪ ،‬أو إىل أن يلى‬
‫متصرف ‪ ،‬وبابه مع ذلك الشعر ؛ حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫عامال غري ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ود طويلة البظر‬ ‫لعن اإلله وزوجها معها ‪  ‬هند اهلن‬ ‫‪ 183‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وال جيوز ـ أيضا ـ الفصل بني حرف العطف واملعطوف إال بالقسم أو بالظرف ‪ ،‬أو‬
‫اجملرور بش رط أن يك ون ح رف العطف على أزيد من ح رف واحد ؛ حنو قولك ‪« :‬ق ام‬
‫زيد ال واهلل ‪ /‬عم رو» ‪ ،‬وال جيوز ‪« :‬وو اهلل عم رو» ‪ ،‬إال ىف ض رورة ؛ حنو قوله [من‬
‫املنسرح] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫نغال‬ ‫أدميها‬ ‫ويوما‬ ‫به أردية ال ‪  ‬عصب‬ ‫يوما تراها كش‬ ‫‪ 184‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وتأخر عنهما ضمري يعود عليهما ‪ ،‬فإن كان‬


‫وإذا تق ّدم معطوف ومعطوف عليه ‪ّ ،‬‬
‫العطف بالواو ‪ ،‬كان الضمري على حسبهما ؛ حنو قولك ‪« :‬زيد وعمرو قاما» ‪ ،‬وال جيوز‬
‫اإلفراد إال ىف الشعر ؛ حنو قوله [من اخلفيف] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫اص كانا جنونا‬ ‫والش عر األس ‪  ‬ود ما مل يع‬
‫الش باب ّ‬
‫‪ 185‬ـ إ ّن ش رخ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫والكتاب ‪ ، 392 / 2‬واللمع يف العربية ص ‪ ، 185‬واملقاصد النحوية ‪ ، 163 / 4‬ومهع اهلوامع ‪139 / 2‬‬
‫ويروى «فاليوم» بدال من «أآلن»‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬يشرتط أال يكون املعطوف خمفوضا» إىل آخره أعىن ‪ :‬أنه ال يقال ‪ :‬مررت وعمرو بزيد ؛‬
‫ألن املعطوف خمفوض ‪ ،‬وال يقال ‪ :‬وعمرو زيد قائمان ؛ ألن ذلك يؤدى إىل وقوع حرف العطف صدرا ‪،‬‬
‫وال يقال ‪ :‬إن وعمرا زيد قائمان ؛ ألن ذلك يؤدى إىل أن يباشر املعطوف إ ّن ‪ ،‬وهى عامل غري متصرف‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬حلسان بن ثابت‪.‬‬
‫والشاهد فيه تقدمي املعطوف ‪ ،‬وهو قوله «وزوجها» على املعطوف عليه ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬هند اهلنود»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 350‬والدرر ‪ 160 / 6‬ومهع اهلوامع ‪.141 / 2‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬لألعشى‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ويوما أدميه ا» حيث فصل بني ال واو ومعطوفها ب الظرف ‪ ،‬وهو قوله «يوم ا»‬
‫واملعطوف عليه هو الضمري يف «تراها»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 283‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ 124‬ولسان العرب (مخس) ‪( ،‬تعل) ‪( ،‬أدم)‬
‫وشرح عمدة احلافظ ص ‪.636‬‬
‫(‪ )4‬البيت ‪ :‬حلسان بن ثابت‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪315 .............................................................................‬‬

‫ض وهُ) [التوبة‬ ‫أو ىف نادر من الكالم ؛ ومنه قوله تع اىل ‪َ ( :‬واهللُ َو َر ُس ولُهُ أ َ‬
‫َح ُّق أَ ْن ُي ْر ُ‬
‫‪ .]62 :‬وحىّت ىف ذلك مبنزلة الواو (‪.)1‬‬
‫وإن كان العطف بالفاء ‪ ،‬جاز أن يكون الضمري على حسبهما‪.‬‬
‫وأن يكون مفردا ؛ فتقول ‪ :‬زيد فعمرو قاما وإن شئت ‪ :‬قام»‪.‬‬
‫وإن كان العطف بـ «مثّ» (‪ ، )2‬جاز ـ أيضا ـ الوجهان ‪ ،‬إال أ ّن اإلفراد أحسن ‪ ،‬وإن‬
‫كان العطف بغري ذلك من حروف العطف ‪ ،‬مل جيز إال اإلفراد‪.‬‬
‫فأما قوله تعاىل ‪( :‬إِ ْن يَ ُك ْن غَنِيًّا أ َْو فَِقيراً فَاهللُ أ َْولى بِ ِهما) [النساء ‪ ]135 :‬فشاذّ ال‬
‫ّ‬
‫يق اس عليه ‪ ،‬وال جيوز عطف فعل على فعل إال بش رط اتفاقهما ىف الزم ان ‪ ،‬واألحسن أن‬
‫الصيغة (‪.)3‬‬
‫يتّفقا مع ذلك ىف ّ‬
‫وقد ال يتّفقان فيهما ؛ حنو قولك ‪ :‬إن قام زيد وخيرج يقم بكر‪.‬‬
‫وجيوز ح ذف ح رف العطف واملعط وف إذا فهم املعىن ‪ ،‬ومن كالمهم ‪« :‬راكب‬
‫النّاقة طليحان»‪ .‬التّقدير ‪ :‬والنّاقة‪.‬‬
‫ب بِ َعص َ‬
‫اك‬ ‫اض ِر ْ‬
‫َن ْ‬ ‫وح ذف ح رف العطف واملعط وف عليه ؛ حنو قوله تع اىل ‪( :‬أ ِ‬
‫الْبَ ْح َر فَا ْن َفلَ َق) [الشعراء ‪.]63 :‬‬
‫التق دير ‪ :‬فض رب ف انفلق ‪ ،‬فح ذف ض رب ‪ ،‬والف اء الداخلة على انفلق ‪ ،‬ويك ون‬
‫إعراب املعطوف على حسب إعراب املعطوف عليه ىف اللفظ (‪ ، )4‬أو ىف املوضع إن‬
‫__________________‬
‫والشاهد ‪ :‬قوله ‪« :‬يعاص» حيث أعاد الضمري على املعطوف واملعطوف عليه مفردا ؛ وهذا جائز ىف الشعر ‪،‬‬
‫والقياس ‪ :‬أن يقول «يعاصا»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 282‬ولسان العرب (شرخ) ‪ ،‬وهتذيب اللغة ‪ ، 18 / 7‬ومجهرة اللغة ص ‪، 585 ، 92‬‬
‫وتاج العروس (شرخ) ‪ ،‬وديوان األدب ‪ ، 101 / 1‬وبال نسبة يف مقاييس اللغة ‪ ، 269 / 3‬واملخصص ‪/ 1‬‬
‫‪.38‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وحىت ىف ذلك مبنزلة الواو» أعىن أنه ال يقال ‪ :‬القوم حىت زيد قام ‪ ،‬إال ىف ضرورة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان العطف بـ مث ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬إن يقم زيد مث عم رو ق ام ‪،‬‬
‫وإن شئت قاما‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واألحسن أن يتفقا مع ذلك ىف الصيغة» مثال ذلك قولك ‪ :‬إن يقم زيد وخيرج ‪ ،‬يقم بكر‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬على حسب إعراب املعطوف عليه ىف اللفظ» مثال ذلك قولك ‪ :‬قام زيد وعمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 316‬فهرس املوضوعات‬

‫كان له موضع (‪.)1‬‬


‫وجيوز أن تعطف حبرف عطف واحد امسني فص اعدا ‪ ،‬على امسني فص اعدا ما مل‬
‫يؤد ذلك إىل نيابة ح رف العطف من اب عاملني ؛ فتقول ‪« :‬أعلم زيد عم را بكرا منطلقا‬ ‫ّ‬
‫وجعفر خالدا عبد اهلل مقيما»‪.‬‬
‫ؤدى إىل‬‫ولو قلت ‪« :‬إ ّن ىف ال ّدار زي دا ‪ ،‬والقصر عم را» ‪ ،‬مل جيز ؛ أل ّن ذلك ي ّ‬
‫نيابة الواو مناب إ ّن‪.‬‬
‫ؤول على ح ذف اخلافض ؛ لداللة ما قبله‬ ‫ف إن ج اء ما ظ اهره خالف ذلك ‪ : /‬ي ّ‬
‫عليه من غري أن جيعل حرف العطف نائبا منابه ؛ حنو قوله [من املتقارب] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ارا‬ ‫ار توقّد باللّيل ن‬ ‫‪ 186‬ـ أك ّل ام رئ حتس بني ام رءا ‪  ‬ون‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فعطف نارا على «امرىء» املخفوض ‪ ،‬وحذف «كال» لداللة ما قبله عليه ؛ كأنّه‬
‫وكل نار‪.‬‬
‫قال ‪ّ :‬‬
‫كل ما جاء من مثل هذا‪.‬‬
‫يتخرج ّ‬
‫وكذلك ّ‬
‫وإذا نفيت ىف هذا الباب ‪ ،‬بقى الكالم بعد دخول حرف النفى عليه ‪ ،‬على حسب‬
‫ما كان قبل ‪ ،‬فتقول ىف نفى «قام زيد فعمرو» ‪« :‬ما قام زيد فعمرو» ‪ ،‬إال ىف حنو‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو ىف املوضع إن كان له موضع» مثال ذلك ما جاءىن من رجل وال امرأة ‪ ،‬برفع «امرأة»‬
‫عطفا على موضع «رجل» ‪ ،‬وهو الرفع ؛ ألنه فاعل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت أليب دؤاد‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ون ار» حيث ح ذف املض اف «ك ل» وأبقى املض اف إليه جمرورا كما ك ان قبل‬
‫احلذف ‪ ،‬وذلك ألن املضاف احملذوف معطوف على مماثل له ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬كل امرئ»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 353‬واألص معيات ص ‪ ، 191‬وأم ايل ابن احلاجب ‪، 297 ، 134 / 1‬‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 481 / 10 ، 592 / 9‬والدرر ‪ ، 39 / 5‬وشرح التصريح ‪ ، 56 / 2‬وشرح شواهد‬
‫اإليضاح ص ‪ ، 299‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 700 / 2‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 500‬وشرح املفصل ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 26‬والكتاب ‪ ، 66 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 445 / 3‬ولعدي بن زيد يف ملحق ديوانه ص ‪ ، 199‬وبال‬
‫نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 49 / 8‬واإلنصاف ‪ ، 473 / 2‬وأوضح املسالك ‪ ، 169 / 3‬وخزانة األدب ‪4‬‬
‫‪ ، 180 / 7 ، 417 /‬ورصف املباين ص ‪ ، 348‬وشرح األمشوين ‪ ، 325 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪399‬‬
‫‪ ،‬وشرح املفصل ‪ ، 105 / 9 ، 52 / 8 ، 142 ، 79 / 3‬واحملتسب ‪ ، 281 / 1‬ومغين اللبيب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 290‬ومهع اهلوامع ‪.52 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪317 .............................................................................‬‬

‫قولك ‪« :‬مررت بزيد وعمرو» ‪ ،‬فإنّك إن ق ّدرت الكالم على فعلني ‪ ،‬وأعىن بذلك ‪ :‬أن‬
‫يك ون م رورك بزيد منفصال عن م رورك بعم رو ‪ ،‬قلت ىف النّفى «ما م ررت بزي د» ‪ ،‬و‬
‫«ما مررت بعمرو» ‪ ،‬وإن كان مرورك هبما واحدا ‪ ،‬قلت «ما مررت بزيد وعمرو»‪.‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 318‬فهرس املوضوعات‬

‫باب التّوكيد‬
‫ك عن احلديث ‪ ،‬أو‬ ‫الش ّ‬‫التوكيد لفظ ي راد به متكني املعىن ىف النّفس ‪ ،‬أو إزالة ّ‬
‫احمل ّدث عنه‪.‬‬
‫فالذى يراد به متكني املعىن ىف النفس ‪ ،‬التوكيد اللّفظى ويكون ىف املفرد ؛ حنو قوله‬
‫تعاىل ‪َ ( :‬د ًّكا َد ًّكا) [الفجر ‪.]21 :‬‬
‫واجلملة ؛ حنو قولك ‪« :‬اهلل أكرب اهلل أك رب» ‪ ،‬إال أنّك إذا أ ّك دت احلرف ‪ ،‬فال ب ّد‬
‫ين فِيها) [ه ود ‪:‬‬ ‫أن ت ذكر معه ما ي دخل عليه ؛ حنو قوله تع اىل ‪( :‬فَِفي ال ِ ِ ِ‬
‫ْجنَّة خال د َ‬
‫َ‬
‫‪.]108‬‬
‫وال جيوز أن تأتى باحلرف وحده ‪ ،‬إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الوافر]‬
‫(‪)1‬‬
‫دا دواء‬ ‫فال واهلل ال يلفى ملا ىب ‪  ‬وال للما هبم أب‬ ‫‪ 187‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والذى يراد به إزالة الشك عن احلديث ‪ ،‬التأكيد باملصدر ‪ ،‬فإذا قلت ‪« :‬مات زيد‬
‫موتا» ارتفع اجملاز‪.‬‬
‫ك عن احمل ّدث عنه ‪ ،‬التأكيد باأللف اظ الىت يب ّوب هلا ىف‬
‫وال ذى ي راد به إزالة الش ّ‬
‫النحو ‪ ،‬وهى للواحد امل ّذكر ‪ :‬نفسه ‪ ،‬وعينه ‪ ،‬وكلّه ‪ ،‬وأمجع ‪ ،‬وأكتع ‪ ،‬وقد يق ال ‪:‬‬
‫أبصع ‪ ،‬وأبتع ‪ ،‬ولالث نني ‪ :‬أنفس هما ‪[ ،‬وأعينهم ا](‪ ، )2‬وكالمها ‪ ،‬وللجميع ‪ :‬أنفس هم ‪،‬‬
‫وأعينهم ‪ ،‬وكلّهم ‪ ،‬وأمجعون ‪ ،‬وأكتعون ‪ ،‬وقد «يقال» أيضا ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ملسلم بن معبد الواليب‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬للما هبم» حيث أكد الشاعر الالم اجلارة ـ وهي حرف غري جوايب ـ توكيدا لفظيّا‬
‫‪ ،‬فأعادها بنفس لفظها األول من غري أن يفصل بني املؤكد والتوكي د‪ .‬وتوكيد احلروف غري اجلوابية من غري‬
‫فصل بني املؤكد والتوكيد ش اذ‪ .‬وي روى عجز ال بيت ‪« :‬وما هبم من البل وى دواء» ‪ ،‬وعلى ه ذه الرواية ال‬
‫شاهد فيه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪/ 11 ، 191 / 10 ، 534 ، 528 / 9 ، 157 / 5 ، 312 ، 308 / 2‬‬
‫‪ ، 330 ، 287 ، 267‬والدرر ‪ ، 256 ، 53 / 6 ، 147 / 5‬وشرح شواهد املغين ص ‪ ، 773‬وبال‬
‫نسبة يف اإلنصاف ص ‪ ، 571‬وأوضح املسالك ‪ ، 343 / 3‬واجلىن الداين ص ‪ ، 345 ، 80‬واخلصائص‬
‫‪ ، 282 / 2‬ورصف املباين ص ‪ ، 259 ، 255 ، 248 ، 202‬وسر صناعة اإلعراب ص ‪، 332 ، 282‬‬
‫وش رح األمشوين ‪ ، 410 / 2‬وش رح التص ريح ‪ ، 230 ، 130 / 2‬والص احيب يف فقه اللغة ص ‪، 56‬‬
‫واحملتسب ‪ ، 256 / 2‬ومغين اللبيب ص ‪ ، 181‬واملقاصد النحوية ‪ ، 102 / 4‬ومهع اهلوامع ‪، 125 / 2‬‬
‫‪.158‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪319 .............................................................................‬‬

‫أبصعون ‪ ،‬وأبتع ون ‪ ،‬وللواح دة ‪ :‬نفس ها ‪ ،‬عينها ‪ ،‬كلّها ‪ ،‬مجع اء ‪ ،‬كتع اء ‪ ،‬وقد يق ال ‪:‬‬
‫أنفسهن‬
‫ّ‬ ‫بصعاء ‪ ،‬بتع اء ‪ ،‬ولالثنتني ‪ ،‬أنفسهما ‪ ،‬أعينهما ‪ ، /‬كلتامها ‪ ،‬وجلماعة املؤنّث ‪:‬‬
‫كلهن ‪ ،‬مجع ‪ ،‬كتع ‪ ،‬وقد يقال ‪ :‬بصع ‪ ،‬وبتع‪.‬‬‫‪ ،‬أعينهن ‪ّ ،‬‬
‫وك ّل مجع ملا ال يعقل ‪ ،‬ف العرب قد تعامله معاملة مجاعة املؤنّث ات ‪ ،‬وقد تعامله‬
‫فأما قول الشاعر [من الطويل] ‪:‬‬
‫معاملة الواحدة ‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫بيب‬ ‫رىب خالد وح‬ ‫الزين بني كليهما ‪  ‬إليك ‪ ،‬وق‬
‫ميت بق رىب ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 188‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فمن ت ذكري املؤنّث ؛ محال على املعىن للض رورة ؛ كأنّه ق ال ‪ :‬بق رىب الشخصني‬
‫كليهما‪.‬‬
‫تبعض أو‬
‫فأما النفس والعني ‪ ،‬وتثنيتهما ‪ ،‬ومجعهما ‪ ،‬فيؤ ّكد هبا ما ثبتت حقيقته ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ّ‬
‫يتبعض‪.‬‬
‫مل ّ‬
‫يتبعض بذاته (‪ ، )4‬أو بعامله ؛ حنو قولك‬
‫وس ائر ألف اظ التأكيد ‪ ،‬ال يؤ ّكد به إال ما ّ‬
‫‪ :‬رأيت زيدا كلّه‪.‬‬
‫بكل ‪ ،‬مث بأمجع‬
‫وإذا اجتمعت ألفاظ التأكيد ‪ ،‬بدأت منها بالنّفس مث بالعني ‪ ،‬مث ّ‬
‫(‪)5‬‬

‫‪ ،‬مث بأكتع‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب التوكيد وق وىل ‪« :‬وكل مجع ملا ال يعقل ‪ ،‬ف العرب تعامله معاملة مجاعة املؤنث ‪ ،‬وقد تعامله‬
‫معاملة الواح دة» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬قبضت ال دراهم كلهن وكلها ؛ كما تق ول ‪ :‬رأيت اهلن دات كلهن ‪،‬‬
‫ورأيت هندا كلها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬هلشام بن معاوية‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬كليهم ا» فإنه وقع موقع «كلتيهم ا» محال على املعىن للض رورة ؛ كأنه ق ال ‪:‬‬
‫«بقرىب الشخصني كليهما»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬املقاصد النحوية ‪ ، 106 / 4‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪ ، 407 / 2‬وشرح عمدة احلافظ‬
‫ص ‪.559‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما النفس والعني وتثنيتهما ومجعهما ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬مثال تأكيد غري املتبعض ‪ :‬قولك ‪:‬‬
‫ق ام زيد نفسه وعينه ‪ ،‬ومث ال تأكيد املتبعض قبضت املال نفسه عينه ‪ ،‬ورأيت الزي دين أنفس هما أعينهما ‪،‬‬
‫ومررت بالزيدين أنفسهم أعينهم‪ .‬أه‪.‬‬
‫تبعض بذاته» مثال ذلك ‪ :‬قبضت املال كله‪ .‬أه‪.‬‬‫(‪ )4‬م وقوىل ‪« :‬وسائر ألفاظ التوكيد ال يؤكد هبا إال ما ّ‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإذا اجتمعت ألفاظ التأكيد ‪ ،‬بدأت منها بالنفس ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬مثال ذلك قبضت املال‬
‫نفسه عينه كله أمجع أكتع أبصع ابتع‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 320‬فهرس املوضوعات‬

‫وأما أبصع ‪ ،‬وأبتع ‪ ،‬فلك تق دمي أيّهما ش ئت ‪ ،‬وعلى ه ذا الرّت تيب يك ون املؤنّث‬ ‫ّ‬
‫والتثنية واجلمع ‪ ،‬فإن مل تأت بالنّفس ‪ ،‬أتيت مبا بقى على الرّت تيب (‪ ، )1‬فإن مل تأت بالعني‬
‫‪ ،‬أتيت أيضا مبا بقى على الرّت تيب‪.‬‬
‫بكل ‪ ،‬أتيت مبا بقى على الرّت تيب (‪ ، )2‬فإن مل تأت بأمجع ‪ ،‬مل‬ ‫وكذلك إن مل تأت ّ‬
‫تأت مبا بعده‪.‬‬
‫فأما‬
‫وجيوز تأكيد األمساء كلّها ‪ ،‬إذا احتيج إىل ذلك إال النكرات ؛ فإهّن ا ال تؤ ّكد ‪ّ ،‬‬
‫قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 189‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫صرت البكرة يوما أمجعا‬ ‫قد ّ‬
‫فضرورة ‪ ،‬وكذلك قول اآلخر [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 190‬ـ‬
‫(‪)4‬‬
‫حتملىن ال ّذلفاء حوال أكتعا‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن مل ت أت ب النفس ‪ ،‬أتيت مبا بقى على ال رتتيب» أعىن أنك تق ول قبضت املال عينه كله‬
‫أمجع أكتع أبصع أبتع ‪ ،‬أو قبضك املال كله أمجع أكتع أبضع أبتع‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وكذلك إن مل تأت بـ «كل» تأتى مبا بقى على الرتتيب» مثال ذلك ‪ :‬قولك قبضت املال‬
‫نفسه عينه أمجع أكتع أبصع أبتع ‪ ،‬أو قبضت املال أمجع أكتع أبصع أبتع‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬قال البغدادي ‪ :‬وهذا البيت جمهول ال يعرف قائله ‪ ،‬حىت قال مجاعة من البصريني ‪ :‬إنه مصنوع‪.‬‬
‫والبكرة ‪ :‬بفتح املوحدة وسكون الكاف ‪ ،‬إن كانت البكرة اليت يستقى عليها املاء من البئر‪ .‬فصرت‬
‫مبعىن ‪ :‬صوتت‪ .‬من صر الباب يصر صريرا ‪ ،‬أي صوت ‪ ،‬فيكون املعىن ‪ :‬ما انقطع استقاء املاء من البئر يوما‬
‫كامال ؛ وإن كانت الفتية من اإلبل مؤنث البكر وهو الفىت منها ـ قال أبو عبيدة ‪ :‬البكر من اإلبل مبنزلة الفىت‬
‫من اإلنس ان‪ .‬والبك رة مبنزلة الفت اة ‪ ،‬والقل وص مبنزلة اجلارية والبعري مبنزلة اإلنس ان ‪ ،‬واجلمل مبنزلة الرجل ‪،‬‬
‫والناقة مبنزلة املرأة ـ فص رت بالبن اء للمفع ول ‪ ،‬يق ال ص ررت الناقة ‪ :‬ش ددت عليها الص رار ‪ ،‬وهو خيط يشد‬
‫فوق اخللف والتودية لئال يرضعها ولدها‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬يوما أمجع ا» حيث أكد النك رة بـ «أمجع ا» على م ذهب الكوف يني ‪ ،‬والبص ريون‬
‫مينعون ذلك‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬أس رار العربية ص ‪ ، 291‬واإلنصاف ‪ 455 / 2‬وخزانة األدب ‪ ، 181 / 1‬والدرر ‪/ 6‬‬
‫‪ ، 39‬وشرح األمشوين ‪ ، 407 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 485‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 565‬وشرح‬
‫املفصل ‪ ، 44 / 3‬واملقاصد النحوية ‪.95 / 4‬‬
‫(‪ )4‬البيت ألعرايب‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪321 .............................................................................‬‬

‫ففيه ضرورتان ‪ :‬تأكيد النكرة ‪ ،‬واستعمال أكتع غري تابع ألمجع‪.‬‬


‫وإن ك ان معىن الكالم يغىن عن التأكيد ‪ ،‬مل جيز التأكيد ‪ ،‬ال تق ول ‪« :‬اختصم‬
‫الزيدان كالمها» ‪ ،‬إذ ال فائدة فيه ؛ ألنّه معلوم أ ّن االختصام إمّن ا يكون من اثنني‪.‬‬
‫وال جيوز تأكيد ض مري الرفع املتّصل ب النّفس والعني ‪ ،‬إال بعد تأكي ده بض مري رفع‬
‫منفصل ؛ حنو قولك ‪« :‬قمت أنت نفسك»‪.‬‬
‫__________________‬
‫ق ال ابن عبد ربه (يف العقد الفري د) ‪ :‬نظر أع رايب إىل ام رأة حس ناء ومعها صيب يبكي ‪ ،‬فكلما بكى قبلته ‪،‬‬
‫فأنشأ يقول هذا الرجز‪.‬‬
‫(الذلفاء) بفتح الذال املعجمة وبعد الالم الساكنة فاء ‪ :‬وصف مؤنث أذلف ‪ ،‬ومن الذلف ‪ ،‬وهو صغر األنف‬
‫واستواء األرنبة‪ .‬وحيتمل أنه اسم امرأة منقول من هذا‪.‬‬
‫وح ال ح وال من ب اب ق ال ‪ ،‬إذا مض ى‪ .‬ومنه قيل للع ام ح ول وإن مل ميض ‪ ،‬ألنه س يكون ح وال ‪،‬‬
‫تسمية باملصدر‪.‬‬
‫و (أكتع) قال صاحب الصحاح ‪ :‬يقال ‪ :‬إنه مأخوذ من قوهلم ‪ :‬أتى عليه حول كتيع ‪ ،‬أي تام‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬حوال أكتعا» حيث أكد النكرة احملدودة ‪ ،‬وهو مذهب الكوفيني‪.‬‬
‫والنك رة ال تؤكد مطلقا عند أك ثر البص ريني بش يء من ألف اظ التوكيد ألهنا مع ارف فال تتبع النك رة‬
‫وأجازه بعضهم مطلقا سواء كانت حمدودة أم ال نقله ابن مالك يف شرح التسهيل‪.‬‬
‫جيوز توكي دها إن ك انت حمدودة أي مؤقتة وإال فال ق ال ابن مالك ‪ :‬وه ذا‬‫ورأى األخفش والكوف يني ّ‬
‫القول أوىل بالصواب لصحة السماع بذلك وألن فيه فائدة ألن من قال صمت شهرا ‪ ،‬قد يريد مجيع الشهر ‪،‬‬
‫وقد يريد أكثره ففي قوله احتمال يرفعه التوكيد ‪ ،‬ومن الوارد فيه قوله ‪ :‬قد صرت البكرة يوما أمجعا الشاهد‬
‫فإن قال البصريون إنه مصنوع فهناك غريه من الشواهد مثل ‪ :‬قول الشاعر ‪ :‬حتملين الذلفاء حوال أكتعا وقوله‬
‫‪ :‬أوفت به حوال وحوال أمجعا ‪ ،‬وقول عائشة رضي اهلل عنها ‪ :‬ما رأيت رسول اهلل ص لّى اهلل عليه وس لّم صام‬
‫ش هرا كله إال رمض ان ؛ أما غري احملدود فال فائ دة فيه ‪ ،‬فال يق ال اعتكف وقتا كله ‪ ،‬وال رأيت ش يئا نفسه‬
‫واملانعون مطلقا أج ابوا ب أن ما ورد من ذلك حمم ول على الب دل أو النعت أو الض رورة‪ .‬والزخمش ري ي ري أن‬
‫النك رات ال تؤكد بالتوكيد املعن وي ‪ ،‬وإمنا تؤكد بالتوكيد اللفظي ال غري لو قلت أكلت رغيفا كله أو ق رأت‬
‫كتابا أمجع مل جيز وإمنا تق ول أكلت رغيفا رغيفا ‪ ،‬أو ق رأت كتابا كتابا وإمنا مل تؤكد النك رات بالتوكيد‬
‫املعن وي ألن النك رة مل تثبت هلا حقيقة والتأكيد املعن وي إمنا هو لتمكني معىن االسم وتقرير حقيقته ومتكني ما‬
‫مل يثبت يف النفس حمال فأما التوكيد اللفظي فهو أمر راجع إىل اللفظ ومتكينه يف ذهن املخ اطب ومسعه خوفا‬
‫من توهم اجملاز أو توهم غفلة عن استماعه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 41 ، 35 / 6‬وخزانة األدب ‪ ، 169 / 5‬وشرح األمشوين ‪ ، 406 / 2‬وشرح ابن‬
‫عقيل ص ‪ ، 385‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 565 ، 562‬ولسان العرب (كتع) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 93‬ومهع اهلوامع ‪ ، 124 ، 123 / 2‬شرح املفصل البن يعيش ‪.44 / 3‬‬
‫‪ ............................................................................. 322‬فهرس املوضوعات‬

‫ف إن أ ّكدته بك ّل وما ىف معناها ‪ ،‬مل حيتج إىل ش ىء من ذلك ؛ حنو قولك ‪« :‬قمتم‬
‫أمجعون»‪.‬‬
‫وال جيوز عطف بعض ألف اظ التأكيد على بعض ‪ ،‬وما ك ان منها على فعالء ؛‬
‫كجمع اء مل ينص رف للت أنيث الالزم وما ك ان منها على فعل ‪ ،‬مل ينص رف للتّعريف‬
‫والع دل عن فع اىل إىل فعل ؛ أل ّن مجع اء كص حراء ‪ ،‬فك ان ‪ /‬قياس ها ‪ :‬مجاعى كـ‬
‫«صحارى» ‪ ،‬فعدلت عن ذلك‪.‬‬
‫والض رع ‪ ،‬والظّهر‬
‫والرجل ‪ ،‬وال ّزرع ّ‬
‫وجترى الع رب جمرى ك ّل ىف التأكيد ‪ ،‬اليد ّ‬
‫وقض هم بقضيضهم ‪ ،‬فتقول ‪« :‬ضربت زيدا الظّهر والبطن ‪،‬‬ ‫والس هل واجلبل ‪ّ ،‬‬
‫والبطن ‪ّ ،‬‬
‫والس هل ‪ ،‬واجلبل» أى ‪ :‬مطر مالنا كلّه ‪،‬‬
‫والض رع ‪ّ ،‬‬‫الزرع ّ‬ ‫والرجل» ‪« ،‬ومطرنا ّ‬
‫واليد ‪ّ ،‬‬
‫قضهم بقضيضهم» أى ‪ :‬كلهم‪.‬‬ ‫«وجاء القوم ّ‬
‫بكل أمساء العدد من ثالثة إىل عشرين‬
‫وكذلك ـ أيضا ـ جترى العرب جمرى التأكيد ّ‬
‫‪ ،‬فتقول ‪« :‬مررت بالقوم ثالثتهم» ‪ ،‬وكذلك إىل العشرة ‪« ،‬ومررت بالقوم أحد عشر‬
‫رجال ‪ ،‬وأحد عشر» ‪ ،‬وال تذكر التمييز ‪ ،‬وأحد عشرهم ‪ ،‬وهو أضعفها ‪ ،‬وكذلك إىل‬
‫العشرين ‪ ،‬واملعىن ىف ذلك كلّه ‪ :‬مررت بالقوم كلّهم‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪323 .............................................................................‬‬

‫باب البدل‬
‫السامع مبجموع امسني ‪ ،‬أو فعلني على جهة تبيني األول ‪ ،‬أو تأكيده ‪،‬‬ ‫البدل إعالم ّ‬
‫وعلى أن ين وى ب األول منهما الطّ رح معىن ال لفظا ‪ ،‬فمث ال جميئه للتّب يني ‪ ،‬قولك ‪« :‬ق ام‬
‫أخوك زيد»‪.‬‬
‫ومثال جميئه للتأكيد ‪« :‬جدعت زيدا أنفه» ‪ ،‬فمعلوم من قولك ‪« :‬جدعت زيدا»‬
‫أن اجملدوع أنفه ‪ ،‬وال دليل على أ ّن األول ين وى به الطّ رح ‪ ،‬أ ّن الب دل على نيّة اس تئناف‬
‫عامل ‪ ،‬فإذا قلت ‪« :‬قام زيد أخوك» ‪ ،‬فالتقدير «قام أخوك»‪.‬‬
‫فرتكك األول ‪ ،‬وأخ ذك ىف اس تئناف كالم آخر ط رح منك له ‪ ،‬واعتم اد على‬
‫الثاىن‪.‬‬
‫والدليل على أنّه ىف نيّة تكرار العامل ـ إظهاره ىف بعض املواضع ؛ حنو قوله تعاىل ‪:‬‬
‫آم َن ِم ْن ُه ْم) [األعراف ‪.]75 :‬‬ ‫قال الْمأَل ُ الَّ ِذين استكْبروا ِمن َقو ِم ِه لِلَّ ِذين است ْ ِ ِ‬
‫ضع ُفوا ل َم ْن َ‬‫َ ُْ‬ ‫َ َْ َ ُ ْ ْ‬ ‫( َ َ‬
‫فأع اد الالم ‪ ،‬وال ّدليل على أنّه ال ين وى به الطّ رح من جهة اللفظ ـ إع ادة الض مري‬
‫عليه ىف مثل قولك ‪« :‬ضربت زيدا يده»‪.‬‬
‫والبدل ستة أنواع ‪:‬‬
‫ب دل ش ىء [من ش ىء](‪ ، )1‬وهو أن تب دل لفظا من لفظ بش رط أن يكونا واقعني‬
‫على معىن واحد (‪.)2‬‬
‫وب دل بعض من ك ّل (‪ ، )3‬وهو أن تب دل لفظا من لفظ ؛ بش رط أن يك ون الث اىن‬
‫األول‪.‬‬
‫واقعا على بعض ما يقع عليه ّ‬
‫وب دل اش تمال ‪ ،‬وهو أن تب دل لفظا من لفظ ك ّل واحد منهما واقع علي غري ما‬
‫وقع عليه اآلخر ؛ بش رط أن يك ون األول قد جيوز به ‪ /‬االكتف اء عن الث اىن ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫«سرقت زيدا ثوبه» ‪ ،‬أال ترى أنك قد تقول ‪« :‬سرقت زيدا» ‪ ،‬إذا سرقت ثوبه‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب البدل قوىل ‪« :‬بدل شىء من شىء ‪ »...‬إىل آخره مثال ذلك ‪ :‬قام زيد أخوك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وبدل بعض من كل ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬مثال ذلك ‪ :‬قبضت املال بعضه‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 324‬فهرس املوضوعات‬

‫وبدل بداء ‪ ،‬وهو أن تبدل لفظا تريده من لفظ أردته ّأوال ‪ ،‬مث أضربت عنه ؛ ومنه‬
‫الصالة وما كتب له نصفها ثلثها إىل العشر» (‪.)1‬‬
‫الرجل ليصلّى ّ‬ ‫السالم ـ ‪« :‬إ ّن ّ‬
‫قوله ـ عليه ّ‬
‫كأنّه قال ‪ :‬بل ما كتب له ثلثها‪.‬‬
‫وب دل الغلط ‪ ،‬وهو أن تب دل لفظا تري ده من لفظ س بق إليه لس انك ‪ ،‬وأنت ال‬
‫تريده‪.‬‬
‫وبدل نسيان ‪ ،‬وهو أن تبدل لفظا تريده من لفظ تومّه ت أنّه املراد وليس كذلك ؛‬
‫وذلك حنو قولك ‪« :‬ضربت زيدا عمرا»‪.‬‬
‫فذكرت زيدا غالطا وناسيا ‪ ،‬مث أتيت باملراد ‪ ،‬وهو عمرو ‪ ،‬إاّل أ ّن هذين الضربني‬
‫فأما قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫‪ ،‬مل يرد هبما مساع ‪ّ ،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫نب‬ ‫ات وىف أنياهبا ش‬ ‫‪ 191‬ـ ملي اء ىف ش فتيها ح ّوة لعس ‪  ‬وىف اللّث‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فيتخ ّرج على أن يك ون لعس مص درا وصف به ح ّوة على ح ّد ق وهلم ‪« :‬رجل‬
‫حوة لعساء‪.‬‬ ‫عدل» أى ‪ّ :‬‬
‫السواد اخلالص ‪ ،‬واللّعس سواد تشوبه محرة‪.‬‬ ‫واحلوة ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الكل ‪ ،‬أن يكون ىف البدل ضمري يعود‬
‫ويشرتط ىف بدل االشتمال وبدل البعض من ّ‬
‫على املب دل منه ‪ ،‬وقد جيىء حمذوفا لفهم املعىن ؛ وذلك قليل ج دا ؛ حنو قوله تع اىل ‪:‬‬
‫طاع إِل َْي ِه َس بِيالً) [آل عم ران ‪ ، ]97 :‬التق دير ‪:‬‬ ‫ت َم ِن ْ‬
‫اس تَ َ‬ ‫َ‬ ‫( َولِلَّ ِه َعلَى الن ِ‬
‫َّاس ِح ُّج الْب ْي ِ‬
‫منهم‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬حسن أخرجه أمحد ‪ ، 319 / 4‬وأبو داود ‪ : 211 / 1‬كتاب الصالة ‪ :‬باب ما جاء يف نقصان الصالة‬
‫‪ ،‬رقم ‪ ، 796‬والنسائي يف السنن الكربى ‪ ، 211 / 1‬كتاب السهو ‪ :‬باب يف نقصان الصالة ‪ ،‬رقم ‪، 611‬‬
‫‪ ، 612‬وابن حب ان يف ص حيحة ‪( 211 ، 210 / 5‬اإلحس ان) ‪ ،‬رقم ‪ ، 1889‬وال بيهقي يف «الس نن‬
‫الكربى» ‪ ، 281 / 2‬كتاب الصالة باب مجاع أبواب اخلشوع يف الصالة واإلقبال عليها ‪ ،‬من حديث عمار‬
‫بن ياسر ‪ ،‬رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫ويف البيهقي أيضا عن أيب هريرة رضي اهلل عنه ‪ ،‬حنوه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت لذى الرمة‪.‬‬
‫وتأوله بعضهم بأنه من‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬حوة لعس» حيث جاء «لعس» بدل غلط من «حوة» ‪ّ ،‬‬
‫باب التقدمي والتأخري ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬يف شفتيها حوة ‪ ،‬ويف اللثات لعس ‪ ،‬ويف أنياهبا شنب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 32‬واخلصائص ‪ ، 291 / 3‬والدرر ‪ ، 56 / 6‬ولسان العرب (شنب) ‪( ،‬لعس)‬
‫‪( ،‬حوا) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 203 / 4‬ومهع اهلوامع ‪ ، 126 / 2‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪.438 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪325 .............................................................................‬‬

‫والبدل ينقسم بالنّظر إىل التعريف والتنكري أربعة أقسام ‪:‬‬


‫معرفة من معرفة (‪.)1‬‬
‫ونكرة من نكرة (‪.)2‬‬
‫ومعرفة من نكرة (‪.)3‬‬
‫ونكرة من معرفة (‪.)4‬‬
‫وال يشرتط ىف بدل النكرة من غريها أكثر من أن يكون ىف ذلك فائدة‪.‬‬
‫فأما كوهنا من لفظ املب دل منه ‪ ،‬أو موص وفه ‪ ،‬فغري مش روط ؛ ب دليل قوله ‪[ :‬من‬ ‫ّ‬
‫الوافر]‬
‫(‪)5‬‬
‫هيل‬ ‫والص‬
‫فال وأبيك خري منك إىّن ‪  ‬ليؤذيىن التّحمحم ّ‬ ‫‪ 192‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬معرفة من معرف ة» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬ض ربت زي دا أخ اك ‪ ،‬ق ال اهلل تع اىل ‪ْ ( :‬اه ِدنَا‬
‫ت َعلَْي ِه ْم) [الفاحتة ‪ ]7 ، 6 :‬أه‪.‬‬
‫ين أَْن َع ْم َ‬ ‫َّ ِ‬ ‫الصرا َط الْمستَ ِق ِ‬
‫يم صرا َط الذ َ‬
‫ُْ َ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َمفازاً َحدائ َق َوأَ ْعناب اً) [النبأ ‪، 31 :‬‬ ‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬نكرة من نكرة» مثال ذلك ‪ :‬قوله تعاىل ‪( :‬إِ َّن لل ُ‬
‫ْمتَّق َ‬
‫‪ .]32‬أه‪.‬‬
‫ص ِ‬
‫راط ِ‬
‫اهلل)‬ ‫يم ِ‬ ‫ص ٍ‬
‫راط ُم ْستَ ِق ٍ‬ ‫ك لََت ْه ِدي إِلى ِ‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬معرفة من نكرة» مثال ذلك ‪ :‬قوله سبحانه ‪َ ( :‬وإِنَّ َ‬
‫[الشورى ‪ .]53 ، 52 :‬أه‪.‬‬
‫كاذبَ ٍة) [العلق ‪:‬‬
‫ناص ي ٍة ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ونك رة من معرف ة» مث ال ذلك ‪ :‬قوله تع اىل ‪( :‬لَنَ ْس َفعاً بِالنَّاص يَة* َ‬
‫‪ .]16 ، 15‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت لشمري بن احلارس‪.‬‬
‫(فال وأبيك خري من ك) الك اف يف أبيك ومنك مكس ورة ‪ ،‬خط اب للم رأة اليت المته على حب اخليل ‪ ،‬على‬
‫طريق االلتفات من الغيبة إىل اخلطاب ‪ ،‬و «ال» نفي ملا زعمته ‪ ،‬والواو للقسم ومجلة (إين ليؤذيين) إخل جواب‬
‫القسم‪ .‬واختلف وا يف معن اه ‪ ،‬فق ال أبو الفضل ‪ :‬قوله ويؤذيين أي يغمىن وليس هو يل يف مل ك‪ .‬وق ال أبو ح امت‬
‫والفارسي ‪ :‬أي ليؤذيين فقد التحمحم‪ .‬ويف هذا حذف مضاف ‪ ،‬ورواه ابن األعرايب ‪( :‬يف نوادره) وتبعه ابن‬
‫دريد ‪« :‬ليؤذنين» بنونني ‪ ،‬قال ‪ :‬يؤذنين أي يعجبين ‪ ،‬من أذنت له‪ .‬قال أبو حممد األسود األعرايب فيما كتبه‬
‫على نوادر ابن األعرايب ومساه (ضالة األديب) ‪ :‬وصوابه «ليؤذيين التحمحم» من اإليذاء ‪ ،‬أي فقدان التحمحم‬
‫‪ ،‬فحذف‪.‬‬
‫والتحمحم ‪ :‬ص وت الف رس إذا طلب العل ف‪ .‬يق ال مححم الف رس وحتمحم‪ .‬وص هيل الف رس ‪ :‬ص وته‬
‫مطلقا ‪ ،‬فهو من عطف العام على اخلاص‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬خ ري» ب اجلر حيث أبدله من املعرفة ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬أبي ك» وبتق دير املوص وف ‪:‬‬
‫أي ‪ :‬رجل خري منك ‪ ،‬وه ذا الب دل ب دل كل من كل ‪ ،‬ومع اعتب ار املوص وف يك ون اإلب دال جاريا على‬
‫القاع دة ‪ ،‬وهي أنه إذا ك ان الب دل نك رة من معرفة جيب وص فها وي روى برفع «خ ري» ‪ ،‬كأنه ق ال ‪ :‬هو خري‬
‫منك‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 326‬فهرس املوضوعات‬

‫فخري منك بدل من أبيك ؛ وهو نكرة وأبوك معرفة‪.‬‬


‫والبدل ـ أيضا ـ ينقسم بالنّظر إىل اإلظهار واإلضمار أربعة أقسام ‪:‬‬
‫ظاهر من ظاهر (‪.)1‬‬
‫ومضمر من مضمر (‪.)2‬‬
‫وظاهر من مضمر (‪.)3‬‬
‫ومضمر من ظاهر (‪.)4‬‬
‫الكل ‪ ،‬وبدل‬‫إال أ ّن بدل املضمر من املضمر ‪ ،‬أو من الظاهر ىف بدل ‪ /‬البعض من ّ‬
‫االش تمال ‪ ،‬ال جيوز ؛ ملا يل زم فيه من خل ّو اجلملة الواقعة خ ربا من رابط يربطها باملبت دأ ؛‬
‫الرغيف أكلته‬ ‫الرغيف أكلته ّ‬
‫أال ترى أنك لو أبدلت املضمر من املضمر ‪ ،‬فقلت ‪« :‬ثلث ّ‬
‫الرغيف إيّ اه» ‪ ،‬مل‬
‫الرغيف أكلت ّ‬ ‫إي اه» ‪ ،‬وأب دلت املض مر من الظ اهر ‪ ،‬فقلت ‪« :‬ثلث ّ‬
‫الرغيف رابط يربطها ب املخرب عنه ‪ ،‬إاّل إيّ اه ‪ ،‬وهو على‬‫يكن ىف اجلملة الواقعة خ ربا لثلث ّ‬
‫نيّة استئناف عامل منفصل من اجلملة الىت قبله‪.‬‬
‫وك ذلك ـ أيضا ـ ال جيوز إب دال الظ اهر من ض مري املتكلم ‪ ،‬أو املخ اطب ىف ب دل‬
‫الش ىء من الش ىء ‪ ،‬ال جيوز «ض ربتك زي دا ‪ ،‬وال ض ربىن زي دا عم رو» ؛ ألنّه ي ؤدى إىل‬ ‫ّ‬
‫وق وع الظّ اهر موقع ض مري املتكلّم ‪ ،‬أو املخ اطب ؛ وذلك ال جيوز إال ىف الن داء‬
‫واالختصاص‪.‬‬
‫فأما قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫ناما‬ ‫الس‬
‫ذريت ّ‬
‫ّ‬ ‫دا قد ت‬ ‫‪ 193‬ـ أنا س يف العش رية ف اعرفوىن ‪  ‬محي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 187 ، 186 ، 184 ، 180 ، 179 / 5‬ولس ان الع رب (أذن) وي روى فيه‬
‫«يؤذنىن» بدال من «يؤذيىن» ؛ ونوادر أيب زيد ص ‪ ، 124‬وبال نسبة يف شرح عمدة احلافظ ص ‪.581‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ظاهر من ظاهر» مثال ذلك قولك ‪ :‬قام أخوك حممد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ومضمر من مضمر» مثال ذلك ‪ :‬زيد ضربته إياه‪.‬‬
‫فإياه بدل من اهلاء ىف ضربته ‪ ،‬وال يتصور أن يكون تأكيدا إذ لو كان تأكيدا لكان على صيغة ضمري‬
‫الرفع على كل حال فكنت تقول زيد ضربته هو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وظاهر من مضمر» مثال ذلك قولك ‪ :‬زيد ضربته أخاك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ومضمر من ظاهر» مثال ذلك قولك ‪ :‬ضربت زيدا إياه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت حلميد بن ثور ‪ ،‬ونسب إىل محيد بن جبدل يف حاشية الصحاح‪.‬‬
‫تذريت السنام مبعىن علوته ‪ ،‬من الذروة والذروة بالكسر والضم ‪ ،‬وهو أعلى السنام‬
‫فهرس املوضوعات ‪327 .............................................................................‬‬

‫فمنصوب على االختصاص ؛ كأنّه قال ‪ :‬أعىن ‪ :‬محيدا‪.‬‬


‫وإذا أب دلت من اسم االس تفهام امسا ال يعطى االس تفهام ‪ ،‬مل يكن ب ّد من ذكر أداة‬
‫االستفهام معه ‪ ،‬حىّت يوافق البدل املبدل منه ىف املعىن ؛ حنو قولك ‪« :‬كم مالك ‪ ،‬أثالثون‬
‫أم عشرون؟»‪.‬‬
‫وإذا أتيت بعد مجع أو عدد بأمساء تريد إبداهلا منها ‪ ،‬فإن كان ما بعد العدد يفى به‬
‫‪ ،‬وما بعد اجلمع يص دق عليه اجلمع ج از فيه الوجه ان ‪ :‬اإلب دال مما تق دم ‪ ،‬والرفع على‬
‫القطع ؛ حنو قولك ‪« :‬لقيت من القوم ثالثة زيدا وعمرا وجعفرا»‪.‬‬
‫والرفع على القطع ؛ كأنّك قلت ‪ :‬أح دهم زيد ‪ ،‬واآلخر‬ ‫بالنصب على الب دل ‪ّ ،‬‬
‫عمرو ‪ ،‬واآلخر جعفر‪.‬‬
‫الرج ال زي دا وعم را وجعف را» ‪ ،‬وإن مل يكن ما بعد الع دد‬ ‫ومثل ذلك ‪« :‬لقيت ّ‬
‫واجلمع ك ذلك ؛ ف القطع ليس إال ؛ حنو قولك ‪« :‬لقيت رج اال زيد وعم رو» أى ‪ :‬منهم‬
‫زيد وعمرو‪.‬‬
‫وال جيوز البدل ؛ أل ّن زيدا وعمرا ليسا برجال‪.‬‬
‫الكل ؛ ألنّه ال ضمري فيهما يربطهما‬
‫يتصور أن يكون من قبيل بدل البعض من ّ‬ ‫وال ّ‬
‫باملبدل منه‪.‬‬
‫فإن جاء شىء من ذلك ‪ ،‬جعل من باب ما وقع فيه اجلمع على املثىّن ‪ ،‬فيحفظ وال‬
‫يقاس عليه ؛ حنو قوله ‪[ /‬من الطويل] ‪:‬‬
‫ابع‬ ‫ام س‬ ‫وام وذا الع‬ ‫تّة أع‬ ‫ات هلا فعرفتها ‪  ‬لس‬ ‫ومّه ت آي‬ ‫ت‬ ‫‪ 194‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫وحقيقة تذريت السنام ‪ :‬علوت ذروته‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬فاعرفوىن محيدا» حيث إنه أبدل الظّاهر «محيدا» من املضمر «ياء املتكلم» وهذا‬
‫غري جائز ‪ ،‬ويتخرج البيت على أن «محيدا» منصوب على االختصاص ؛ أى ‪« :‬أعىن محيدا»‬
‫وىف البيت شاهد آخر هو ‪ :‬ثبوت ألف «أنا» يف الوصل ‪ ،‬وهذا ‪ ،‬عند غري بين متيم ضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 133‬وأس اس البالغة ص ‪ ، 143‬وش رح ش واهد الش افية ص ‪ ، 223‬ولس ان‬
‫العرب (أنن) ‪ ،‬وحلميد بن جبدل يف خزانة األدب ‪ ، 242 / 5‬وبال نسبة يف رصف املباين ص ‪، 403 ، 14‬‬
‫وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 295 / 2‬وشرح املفصل ‪ 84 / 9 ، 93 / 3‬واملنصف ‪.10 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 328‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫ذم احلوض أثلم خاشع‬ ‫ؤى كج‬ ‫اد ككحل العني أليا أبينه ‪  ‬ون‬ ‫رم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فإنّه يروى برفع رماد ونؤى ونصبهما‪.‬‬


‫وإذا اجتمعت التوابع األربع (‪ ، )2‬بدأت منها بالنّعت ‪ ،‬مث بالتوكيد ‪ ،‬مث بالبدل ‪ ،‬مث‬
‫بالعطف‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيتان للنابغة الذبياين‪.‬‬
‫ت ومهت ‪ :‬تفرست ‪ ،‬آي ات هلا ‪ :‬أراد آي ات لل دار الألي ‪ :‬بفتح الالم وس كون اهلم زة ‪ :‬البطء ونصب‬
‫على نزع اخلافض أي ‪ :‬أستبينه بعد بطء‪.‬‬
‫النؤى ‪ :‬بضم النون وسكون اهلمزة ‪ :‬حفرية حتفر حول اخلباء وجيعل تراهبا حاجزا لئال يدخله املطر‪.‬‬
‫اجلذم ‪ :‬بكسر اجليم وسكون الذال املعجمة ‪ :‬األصل والباقي‪.‬‬
‫خاشع ‪ :‬ال طئ باألرض ‪ ،‬قد اطمأن وذهب شخوصه‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬رم اد» و «ن ؤى» فإهنما يروي ان ب الرفع ؛ على أهنما خ ربان ملبت دإ حمذوف ‪،‬‬
‫ويرويان بالنصب ؛ على أهنما بدل من آيات ‪ ،‬وعلى هذا تكون «آيات» مجع واقع على املثىن‪.‬‬
‫وىف البيتني شاهد آخر ىف قوله ‪« :‬وذا العام سابع» حيث رفع «سابع» خربا لـ «ذا» ألن «العام» صفة‬
‫ويصح أن يك ون ب دال أو عطف بي ان ‪ ،‬وق ال العيين ‪ :‬إنه اس تعمل قوله «س ابع» مف ردا ليفيد االتص اف مبعن اه‬
‫جمردا وهذا خبالف ما يستعمله الشخص مع أصله ليفيد أن املوصوف به بعض العدد املعني حنو سابع سبعة ‪،‬‬
‫وثامن مثانية وحنومها‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ 31‬وخزانة األدب ‪ ، 453 / 2‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 447 / 1‬والصاحيب يف‬
‫فقه اللغة ص ‪ ، 113‬والكتاب ‪ ، 86 / 2‬ولسان العرب (عشر) واملقاصد النحوية ‪، 482 / 4 ، 406 / 3‬‬
‫وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 261 / 4‬وشرح التصريح ‪ ، 276 / 2‬وشرح شواهد الشافية ص ‪، 108‬‬
‫واملقتضب ‪.322 / 4‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإذا اجتمعت التوابع األربع السم واحد» إىل آخره مثال ذلك ‪ :‬مررت بزيد العاقل نفسه‬
‫أخيك وبكر‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪329 .............................................................................‬‬

‫باب عطف البيان‬


‫الش هرة ‪ ،‬أو مثله يبيّنه‬
‫عطف البي ان ‪ ،‬جري ان اسم جامد معرفة على اسم دونه ىف ّ‬
‫كما يبيّنه النّعت ‪ ،‬وال يشرتط فيه أن يكون مشتقا ‪ ،‬وال ىف حكمه‪.‬‬
‫خمتص ة ‪ ،‬والف رق‬
‫والف رق بينه وبني التأكيد بنّي ؛ إذا التأكيد ال يك ون إال بألف اظ ّ‬
‫بينه وبني البدل ‪ ،‬أنّك ال تنوى باألول الطّرح ىف عطف البيان ؛ كما تفعل ىف البدل‪.‬‬
‫املعرف باأللف والالم مض افا إىل ما فيه األلف والالم‬
‫ول ذلك إذا ك ان اسم الفاعل ّ‬
‫‪ ،‬وأتبع ما أضيف إليه اسم الفاعل امسا ليس فيه ألف والم ‪ ،‬جاز على عطف البيان ‪ ،‬ومل‬
‫جيز على البدل حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقوعا‬ ‫ترقبه‬ ‫الطّري‬ ‫رى بشر ‪  ‬عليه‬
‫ّ‬ ‫أنا ابن التّ ارك البك‬ ‫‪ 195‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أل ّن الب دل ىف نيّة تك رار العامل ؛ فيل زم أن يك ون التق دير ‪ :‬أنا ابن التّ ارك بشر ؛‬
‫وذلك ال جيوز ‪ ،‬وك ذلك ـ أيضا ـ تقول ‪« :‬يا زيد زي د» ‪ ،‬بتن وين زيد الث اىن ‪ ،‬إن جعلته‬
‫تنونه (‪.)2‬‬
‫عطف بيان ‪ ،‬ألنه ليس ىف نيّة تكرار العامل ‪ ،‬وإن جعلته بدال مل ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت للمرار األسدي‪.‬‬
‫ويف البيت شاهدان ‪ :‬أوهلما قوله ‪« :‬التارك البكري» حيث أضاف معرفا بـ «أل» إىل معرف بـ «أل»‬
‫تشبيها بـ «احلسن الوجه» ‪ ،‬ألنه مثله يف االقرتان بـ «أل»‪ .‬وثانيهما قوله ‪« :‬التارك البكري بشر» ‪ ،‬فإن قوله ‪:‬‬
‫«بش ر» عطف بي ان على قوله ‪« :‬البك ري» ‪ ،‬وال جيوز أن يك ون ب دال ‪ ،‬ألن الب دل على نية تك رار العامل ‪،‬‬
‫فك ان ينبغي لكي يصح أن يك ون بدال أن حيذف املبدل منه ويوضع البدل مكانه ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬الت ارك بش ر» ‪،‬‬
‫ويلزم على هذا إضافة اسم مقرتن بـ «آل» إىل اسم خال منها ‪ ،‬وذلك غري جائز‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 465‬وخزانة األدب ‪ ، 225 ، 183 / 5 ، 284 / 4‬والدرر ‪، 27 / 6‬‬
‫وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 6 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 133 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 73 ، 72 / 3‬والكتاب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 182‬واملقاصد النحوية ‪ ، 121 / 4‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 441 / 2‬وأوضح املسالك ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 351‬وش رح األمشوين ‪ ، 414 / 2‬وش رح ش ذور ال ذهب ص ‪ ، 320‬وش رح ابن عقيل ص ‪، 491‬‬
‫وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 597 ، 554‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 299‬ومهع اهلوامع ‪.122 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب عطف البيان‬
‫ق وىل ‪« :‬وإن جعلته بدال مل تنون ه» أعىن أنك تق ول ‪ :‬يا زيد زيد ‪ ،‬وس بب ذلك أنه ىف تق دير تك رار العامل ‪،‬‬
‫فكأنك قلت ‪ :‬يا زيد يا زيد ‪ ،‬فكما ال ين ون زي دا ىف فص يح الكالم إذا دخل عليه ح رف الن داء فك ذلك ال‬
‫تنونه إذا كان ىف نية ذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 330‬فهرس املوضوعات‬

‫وأكثر استعماله ىف األمساء األعالم ‪ ،‬إذا جرت على الكىن ‪ ،‬وىف األلقاب إذا جرت‬
‫على الكىن ‪ ،‬أو على األمساء األعالم املضافة ؛ حنو قولك ‪« :‬قام أبو عبد اهلل ق ّفة»‪.‬‬
‫فإن اجتمع اللّقب مع اسم مفرد ‪ ،‬أضفت االسم إىل اللّقب‪.‬‬
‫ومل جيز غري ذلك ؛ حنو قولك ‪« :‬قام زيد ق ّفة» ؛ فهذه مجلة عوامل األمساء‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪331 .............................................................................‬‬

‫باب التّنازع‬
‫(‪)1‬‬

‫ويتأخر عنهما‬
‫ّ‬ ‫وقد يعرض ىف بعض هذه العوامل أن جيتمع منها عامالن فصاعدا ‪،‬‬
‫وكل واحد منهما يطلبه من جهة املعىن‪.‬‬ ‫معمول فصاعدا ‪ّ ،‬‬
‫فمث ال تق ّدم الع املني على معم ول واحد ‪« :‬ض ربىن وض ربت زي دا» ‪ ،‬فـ «زي د»‬
‫يطلبه ضربىن ‪ ،‬وضربت ‪ /‬من جهة املعىن‪.‬‬
‫ومثال تق ّدم أزيد من عامل على معمول واحد (‪ )2‬؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ذم عليك وال محد‬
‫يّان ال ّ‬ ‫‪ 196‬ـ س ئلت فلم تبخل ومل تعط ط ائال ‪  ‬فس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فقد تق ّدم على الطائل ثالثة عوامل ‪ ،‬وهى ‪ :‬سئلت ‪ ،‬وتبخل ‪ ،‬وتعط‪.‬‬
‫ومث ال [تق ّدم أزيد من عامل على](‪ )4‬أزيد من معم ول واحد ؛ حنو قولك ‪« :‬مىت‬
‫ظننت أو علمت زيدا منطلقا»‪.‬‬
‫األول ‪:‬‬
‫واالختيار ىف مجيع ذلك إعمال الثاىن ‪ ،‬وجيوز إعمال ّ‬
‫ف إن أعملت األول ‪ ،‬أض مرت ىف الث اىن ك ّل ما حيت اج إليه من مرف وع (‪ ، )5‬أو‬
‫منصوب (‪ ، )6‬أو خمفوض (‪.)7‬‬
‫الشعر ؛ حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬‫وقد حيذف الضمري املنصوب ىف ّ‬
‫(‪)8‬‬
‫عاعه‬ ‫اظري ‪  ‬ن إذا هم حملوا ش‬ ‫اظ يعشى النّ‬ ‫بعك‬ ‫‪ 197‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬باب اإلعمال‪.‬‬
‫(‪ )2‬ىف ط ‪ :‬معىن واحد‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت بال نسبة ىف ‪ :‬البحر ‪ ، 539 / 3‬والدر املصون ‪.570 / 2‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬س ئلت فلم تبخل ومل تعط ط ائال» حيث تق دم ثالثة عوامل ‪« :‬س ئلت» ‪ ،‬و‬
‫«تبخل» ‪ ،‬و «تعط» على معمول واحد «طائال»‪.‬‬
‫ويف ط ‪ :‬ال فقر لديك وال ذم‪.‬‬
‫ورواية الدر ‪ :‬ال محد عليك وال ذم‪.‬‬
‫(‪ )4‬ىف ط ‪ :‬تقدم العامل على ‪...‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أضمرت ىف الثاىن كل ما حيتاج إليه من مرفوع مثال ذلك قولك ضربت وضربىن زيدا ففى‬
‫ضربىن ضمري مرفوع يعود على زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو منصوب» مثال ذلك قولك ‪ :‬ضربىن وضربته زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫مر ىب ومررت به زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )7‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو خمفوض» مثال ذلك ّ‬
‫(‪ )8‬البيت لعاتكة بنت عبد املطلب‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 332‬فهرس املوضوعات‬

‫التقدير ‪ :‬إذا هم حملوه‪.‬‬


‫وإن أعملت الث اىن ‪ ،‬ف إن احت اج األول إىل غري مرف وع ‪ ،‬وك ان مما جيوز حذفه‬
‫اقتصارا ‪ ،‬حذفته ؛ حنو قولك ‪« :‬ضربت وضربىن زيد»‪.‬‬
‫وال جيوز إضماره قبل الذكر ‪ ،‬إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الرمل] ‪:‬‬
‫‪ 198‬ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫خف القطني‬
‫علّموىن كيف أبكيهم إذا ّ‬
‫وإن ك ان ممّا ال جيوز حذفه اقتص ارا ‪ ،‬ج از فيه إض ماره وت أخريه ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫«ظنّىن وظننت زيدا قائما إيّاه»‪.‬‬
‫واآلخر أن حتذفه (‪ )2‬إذ احلذف ىف هذا الباب اختصار‪.‬‬
‫وحذف أحد املفعولني ىف باب ظننت اختصارا جائز ‪ ،‬إال أ ّن ذلك قليل جدا‪.‬‬
‫وإن احت اج إىل مرف وع ‪ ،‬أض مرته قبل ال ذكر فتق ول ‪« :‬ض ربوىن ‪ ،‬وض ربت‬
‫فأما قوله [من الطويل] ‪:‬‬‫الزيدين» ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ّذت نبلهم وكليب‬ ‫ال فب‬ ‫األرطى هلا وأرادها ‪  ‬رج‬ ‫تع ّفق ب‬ ‫‪ 199‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فج اء على إعم ال الث اىن ‪ ،‬وفاعل «تع ّف ق» مض مر فيه ‪ ،‬إال أنّه أف رده ‪ ،‬وإن ك ان‬
‫عائدا على مجع ضرورة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬حملوا» يريد «حملوه» فحذف الضمري املنصوب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 315 / 5‬وشرح التصريح ‪ ، 320 / 1‬شرح ديوان احلماسة للمرزوقي ‪ ، 473‬املقاصد‬
‫النحوية ‪ ، 11 / 3‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 284 / 5‬وأوضح املسالك ‪ ، 199 / 2‬شرح األمشوين‬
‫‪ ، 206 / 1‬شرح شذور الذهب ‪ ، 544‬شرح ابن عقيل ‪ ، 280‬مغين اللبيب ‪ ، 611 / 2‬ومهع اهلوامع ‪2‬‬
‫‪.109 /‬‬
‫(‪ )1‬ينظر تذكرة النحاه ص ‪.351‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واآلخر أن حتذفه مثال ذلك قولك ‪ :‬ظنىن وظننت زيدا قائما‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬لعلقمة الفحل‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬تعفق ‪ ...‬وأرادها رج ال» حيث ق ّدم ع املني ‪ ،‬ومها «تعف ق» و «أراده ا» على‬
‫معمول واحد ‪ ،‬هو قوله ‪« :‬رجال» ‪ ،‬فأعمل الثاين يف املعمول ‪ ،‬وحذف ضمري «الرجال» من «تعفق» ‪ ،‬ولو‬
‫أظهره لقال ‪« :‬تعفقوا وأرادها رجال»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 38‬والرد على النحاة ص ‪ ، 95‬وشرح التصريح ‪ ، 321 / 1‬ولسان العرب‬
‫(زين) واملقاصد النحوية ‪ ، 15 / 3‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 201 / 2‬وتذكرة النحاة ‪ 357‬ومجهرة‬
‫اللغة ص ‪ ، 936‬وشرح األمشوين ص ‪.204‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪333 .............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ 200‬ـ ل زغب ك أفراخ القط اراث خلفها ‪  ‬على ع اجزات النّهض محر حواص له‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وكذلك قول اآلخر [من الكامل] ‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫زم‬ ‫وههن وزم‬
‫ّ‬ ‫قبلهن ظعائنا ‪  ‬حيّا احلطيم وج‬
‫ان حيا ّ‬ ‫لو ك‬ ‫‪ 201‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫جاء على إعمال «حيّ ا» الثاىن ‪ ،‬وفاعل «حيّ ا» األول مضمر فيه ‪ ،‬إال أنّه أفرده ‪،‬‬
‫وإن كان عائدا على اثنني ضرورة ؛ على ح ّد قوله ‪[ :‬من الوافر]‬
‫(‪)3‬‬
‫ار‬ ‫در اخلي‬ ‫على للق‬
‫ان ّ‬ ‫‪ 202‬ـ فلو ظف رت ي داى هبا وظنّت ‪  ‬لك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد يعرض ـ أيضا ـ فيما كان من عوامل األمساء فعال أن يضمر ‪ ،‬وذلك أ ّن األفعال‬
‫تنقسم ‪ /‬ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫كل فعل لو أضمر مل يكن عليه دليل ؛ حنو قولك‬ ‫قسم ‪ ،‬ال يجوز إضماره ‪ ،‬وهو ‪ّ :‬‬
‫‪« :‬ضربت زيدا» ‪ ،‬ال جيوز أن تضمر «ضربت» ‪ ،‬إذا مل يكن عليه دليل‪.‬‬
‫وقسم ‪ ،‬ال تزمت فيه الع رب اإلض مار ‪ ،‬وهو ك ّل فعل ح ذف وأب دل منه ش ىء ‪،‬‬
‫وهو حمصور حيفظ وال يقاس عليه‪.‬‬
‫والذى جاء من ذلك ‪ :‬املنادى ‪ ،‬وهو منصوب بإضمار أنادى ‪ ،‬إال أنّه ال جيوز‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬للحطيئة‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬حواصله» ؛ حيث أعاد الضمري على اجلمع مفردا ‪ ،‬واختلف فيه هل يعود على‬
‫«عاجزات» أم على «زغب» ‪ ،‬فريى الكسائى أن الضمري عائد على «عاجزات» ‪ ،‬ويرى الفراء أنه عائد على‬
‫«زغب» ألنه بىن على ص ورة الواحد ‪ ،‬وىف رأيه أن اجلمع إذا مجع على ص ورة الواحد ج از أن يع ود عليه‬
‫الضمري مفردا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 136‬لسان العرب (خلف) وهتذيب اللغة ‪ ، 395 / 8‬وتاج العروس (خلف)‬
‫وديوان األدب ‪ ، 120 / 1‬وبال نسبة يف مقاييس اللغة ‪ 212 / 2‬واملخصص ‪.161 / 9‬‬
‫(‪ )2‬البيت لعروة بن أذينة ينظر األغاىن ‪.291 / 1‬‬
‫والشاهد فيه إعمال «حيّ ا» الثاين ‪ ،‬وفاعل «حيّ ا» األول مضمر فيه ‪ ،‬إال أنه أفرده ‪ ،‬وإن كان عائدا‬
‫على اثنني ضرورة‬
‫(‪ )3‬البيت للفرزدق ‪ ،‬ويروي صدره هكذا‬
‫‪............‬‬ ‫ننت ‪ ‬‬ ‫داى هبا وض‬ ‫يت ي‬ ‫ولو رض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الشاهد ‪ :‬فيه قوله ‪« :‬وظنت» والقياس ‪ :‬وظنتا ‪ ،‬وقد جاز ذلك لكون اليدين كالعضو الواحد‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 294 / 1‬واخلصائص ‪ ، 258 / 1‬واحملتسب ‪.181 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 334‬فهرس املوضوعات‬

‫إظهاره ؛ أل ّن حرف النّداء صار عوضا منه‪.‬‬


‫وك ذلك املنص وب على االختص اص ‪ ،‬وهو على طريقة النّ داء ‪ ،‬فال جيىء أب دا إال‬
‫بعد ض مري متكلّم ‪ ،‬أو خماطب ؛ حنو ق وهلم ‪« :‬إنّا معشر الع رب نفعل ك ذا» ‪ ،‬و «وبك‬
‫للضيف»‪.‬‬
‫اهلل نرجو الفضل» ‪ ،‬و «حنن العرب أقرى النّاس ّ‬
‫التق دير ‪ :‬أعىن معشر الع رب ‪ ،‬وأعىن الع رب ‪ ،‬وأعىن اهلل ؛ وذلك أ ّن األول قد‬
‫يتطرق إليه لبس ما ؛ فيزال بذكر اسم معرفة ؛ ولذلك ال يؤتى ىف هذا الباب بذكر اسم‬ ‫ّ‬
‫باالسم النكرة ؛ ألنّه ال يزيل لبسا‪.‬‬
‫وهذا الباب شبيه بباب النّداء ؛ أال ترى أ ّن الظاهر وقع فيه موقع ضمري املتكلّم أو‬
‫املخاطب ؛ كما وقع ىف النداء‪.‬‬
‫وال يقع ىف غري ذلك من األبواب لو قلت ‪« :‬ضرب عمرو زيدا» ‪ ،‬وأنت ختاطب‬
‫أى‬
‫زي دا ‪ ،‬أو خترب عن نفسك ‪ ،‬وامسك زيد مل جيز ‪ ،‬وملا أش بهه فيما ذكر ‪ ،‬وقعت فيه ّ‬
‫«اللهم اغفر لنا أيّتها العصابة»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املختصة بالنداء ؛ كقوهلم ‪:‬‬
‫ّ‬
‫والش تم ‪ ،‬والرّت ّحم ؛ ألهّن ا‬
‫الص فات املقطوعة على املدح ّ‬ ‫وك ذلك ما انتصب من ّ‬
‫وأذم‪.‬‬
‫صارت بدال من ‪ :‬أمدح ‪ ،‬وأرحم ‪ّ ،‬‬
‫وك ذلك االسم املش تغل عنه الفعل ؛ حنو قولك ‪« :‬زي دا ض ربته» ؛ أل ّن الفعل‬
‫يفس ر املض مر ص ار عوضا منه ‪ ،‬ومن ذلك ق وهلم ىف التح ذير ‪« :‬إيّ اك‬ ‫الظ اهر ال ذى ّ‬
‫واألس د» التق دير ‪ :‬إيّ اك اتّق أن تتع ّرض لألسد ‪ ،‬واتّق األسد أن يهلكك ؛ حنو ق وهلم ‪:‬‬
‫والش ّر» ‪ ،‬و «إيّ اى وأن حيذف‬ ‫والس يف» ‪ ،‬و «إيّ اك ّ‬ ‫«رأسك واحلائ ط» ‪ ،‬و «رأسك ّ‬
‫احلج ‪ ،‬و «امرأ ونفسه»‬ ‫واحلج» أى ‪ :‬الزم شأنك مع ّ‬ ‫أحدكم األرنب» ‪ ،‬ومنه ‪« :‬شأنك ّ‬
‫أى ‪ :‬دع امرأ ونفسه ‪ ،‬و «أهلك واللّيل» أى ‪ :‬بادر أهلك واسبق الليل ‪ ،‬أى ‪ :‬بادرهم‬
‫قبل الليل ‪ ،‬و «عذيرك» أى ‪ :‬أحضر عذرك ‪ ،‬أو عاذرك ‪ ،‬و «هذا وال زعماتك» أى ‪:‬‬
‫«كل شىء وال ‪ /‬شتيمة حر»‬ ‫أتوهم زعماتك ‪ ،‬و «كليهما ومترا» أى ‪ :‬أعطىن ‪ ،‬و ّ‬ ‫وال ّ‬
‫كل شىء وال ترتكب شتيمة حر ‪ ،‬و «انتهوا خريا لكم» أى ‪ :‬ائتوا خريا لكم‬ ‫أى ‪ :‬ائت ّ‬
‫‪ ،‬و «حس بك خ ريا ل ك» ‪ ،‬و «وراءك أوسع ل ك» أى ‪ :‬اقصد خ ريا لك ‪ ،‬واقصد أوسع‬
‫لك ‪ ،‬و «من أنت زيدا» ‪ ،‬أى ‪ :‬تذكر زيدا ‪ ،‬و «أخذته بدرهم فصاعدا» ‪ ،‬أو «بدرهم‬
‫فهرس املوضوعات ‪335 .............................................................................‬‬

‫فزائ دا» ‪ ،‬أى ‪ :‬ف زاد ص اعدا ‪ ،‬وذهب زائ دا ‪ ،‬و «مرحبا وأهال وس هال» ‪ ،‬أى ‪ :‬أص بت‬
‫مرحبا ‪ ،‬أى ‪ :‬رحبا ‪ ،‬وأتيت أهال ال أجانب ‪ ،‬ووطئت سهال من البالد‪.‬‬
‫و «إن تأت فأهل الليل والنّهار» أى ‪ :‬تأتى أهال لك بالليل والنهار‪.‬‬
‫ىب‬
‫«الص ّ‬‫ومنه ما ثىن ؛ حنو قولك ‪« :‬األسد األس د» ‪ ،‬و «اجلدار اجلدار» ‪ ،‬و ّ‬
‫ىب» إذا حذروه األسد ‪ ،‬واجلدار املتداعى ‪ ،‬ووطء الصىب‪.‬‬ ‫الص ّ‬
‫ّ‬
‫و «أخاك أخاك» ‪ ،‬أى ‪ :‬الزمه ‪ ،‬و «الطّريق الطريق» ‪ ،‬أى ‪ :‬خلّه‪.‬‬
‫مجيع ذلك جعل فيه املنص وب ب دال من الفعل املض مر ومنه ىف ال ّدعاء له ‪« :‬س قيا‬
‫ورعيا» ‪ ،‬وىف الدعاء عليه ‪« :‬أفّة وت ّف ة» ‪ ،‬و «دفرا وخيبة» ‪ ،‬و «جدعا» ‪ ،‬و «عقرا» ‪،‬‬
‫و «تعسا» ‪ ،‬و «تبّا» ‪ ،‬و «جوعا» ‪ ،‬و «هبرا» ‪ ،‬و «بؤسا» ‪ ،‬و «بعدا» ‪ ،‬و «سحقا»‪.‬‬
‫ومنه إال أنّه متبع ‪« :‬جوعا» ‪ ،‬و «نوعا» ‪ ،‬و «جودا» ‪ ،‬و «جوسا»‪.‬‬
‫ومنه إال أنه ال يس تعمل إال مض افا ‪« :‬وحيك» ‪ ،‬و «ويل ك» ‪ ،‬و «وي ك» ‪ ،‬و‬
‫«ويبك»‪.‬‬
‫ومنه إال أنّه ىف غري ال دعاء ‪« :‬محدا» ‪ ،‬و «ش كرا ‪ ،‬ال كف را» ‪ ،‬و «عجب ا» ‪ ،‬و‬
‫«مسرة» ‪ ،‬و «نعمة عني» ‪ ،‬و «حبا ونعمى» ‪ ،‬و «نعام عني»‪.‬‬ ‫«كرامة» ‪ ،‬و ّ‬
‫ومنه ‪« :‬وال كي دا ‪ ،‬وال مها» ؛ ومنه ‪« :‬ورغما وهوان ا» ‪ ،‬ومنه إذا أردت دوام‬
‫الفعل واتّصاله ‪« :‬إمّن ا أنت سريا سريا» ‪ ،‬و «ما أنت إال قتال وإال سريا لربيد ‪ ،‬وإال ضرب‬
‫الناس»‪.‬‬
‫ِ‬
‫داء) [حممد ‪ ]4 :‬وأشباه ذلك‪.‬‬ ‫ومنه ‪( :‬فَِإ َّما َمنًّا َب ْع ُد َوإِ َّما ف ً‬
‫يدل على الفعل الناصب له ؛ حنو قوهلم ‪:‬‬ ‫ومنه املصدر املشبّه به ‪ ،‬إذا تق ّدم عليه ما ّ‬
‫حب‬
‫دق دقّك باملنج ار ّ‬ ‫«له ص وت ص وت محار» ‪« ،‬له ص راخ ص راخ الثّكلى» ‪« ،‬وله ّ‬
‫الفلفل» ‪ ،‬وأشباه ذلك‪.‬‬
‫ومنه ما يك ون من املص ادر توكي دا ملا ينط وى عليه الكالم ؛ حنو قولك ‪« :‬هو عبد‬
‫احلق ال الباطل» ‪ ،‬و «هذا زيد غري ما تقول» ‪ ،‬و «هذا القول ال‬ ‫اهلل حقا» ‪« ،‬وهذا زيد ّ‬
‫قولك»‪.‬‬
‫ومنه ما يكون من املصادر توكيدا للكالم املتق ّدم الذى ىف معناه ؛ حنو قوهلم ‪« :‬له‬
‫‪ ............................................................................. 336‬فهرس املوضوعات‬

‫احلق»‪.‬‬
‫على ألف درهم عرفا وأعرافا» ‪ ،‬و «اهلل أكرب دعوة ّ‬
‫ّ‬
‫ومن ذلك قول األحوص [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪/‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الص دود ألميل‬
‫دود وإنّىن ‪  ‬قس ما إليك مع ّ‬ ‫الص‬
‫إىّن ألمنحك ّ‬ ‫‪ 203‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومنه ‪« :‬صنع اهلل» ‪ ،‬و «وعد اهلل» ‪ ،‬و «كتاب اهلل» ‪ ،‬و «صبغة اهلل»‪.‬‬
‫ومنه ‪« :‬سبحان اهلل» ‪ ،‬و «رحبانه» ‪ ،‬و «معاذ اهلل» ‪ ،‬و «عمرك اهلل» ‪ ،‬و «قعدك‬
‫اهلل»‪.‬‬
‫ومنه ‪ :‬ما جاء من املصادر مثىن وال يراد به ما يشفع الواحد ‪ ،‬وهو ‪« :‬حنانيك» ‪،‬‬
‫«ولبّيك» ‪« ،‬وسعديك» ‪« ،‬وهذاذيك» ‪« ،‬ودواليك»‪.‬‬
‫ومنه ‪ :‬ما ك ّرر من املص ادر ىف معىن األمر ؛ ىف حنو ق وهلم ‪« :‬النّج اء النّج اء» ‪ ،‬و‬
‫«ضربا ضربا»‪.‬‬
‫مجيع املص ادر املذكورة ىف ه ذا الب اب ‪ ،‬ال يظهر الفعل الناصب هلا ؛ ألهّن ا ص ارت‬
‫عوضا منه ‪ ،‬وتق در الفعل الناصب هلا من لفظها ‪ ،‬ف إن ك انت الع رب قد اس تعملت منه‬
‫فعال ‪ ،‬فحسن ‪ ،‬وإال بنيت منه فعال على القياس ؛ أل ّن مجيع هذه املصادر مؤكدة ألفعاهلا‬
‫وإما‬
‫لفظى ‪ّ ،‬‬‫املض مرة ‪ ،‬واملص در املؤكد ال ينص به إال فعل من لفظه ؛ إذ التأكيد ‪ّ :‬إما ّ‬
‫معنوى‬
‫ّ‬
‫فاملعنوى ‪ :‬بألفاظ حمفوظة ‪ ،‬ال تتع ّدى‪.‬‬
‫ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬األح وص ‪ :‬عبد اهلل بن حممد بن عبد اهلل بن عاصم األنص اري ‪ :‬من بين ض بيعة ش اعر هج اء ‪ ،‬من طبقة‬
‫مجيل بن معمر ونص يب ‪ ،‬من س كان املدينة وفد على الوليد بن عبد امللك فأكرمه وملا بلغه عنه ما يس وء من‬
‫س ريته نف اه إىل «دهل ك» وهي جزي رة بني اليمن واحلبشة وبقي هبا حىت أطلقه يزيد بن عبد امللك ‪ ،‬فق دم‬
‫دمشق وبقي هبا حىت وفاته ‪ ،‬كان محاد الرواية يقدمه يف النسيب على شعراء زمانه ولقب باألحوص لضيق يف‬
‫مؤخر عينيه‪ .‬له ديوان شعر وأخباره كثرية والبن بسام كتاب «أخبار األحوص»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 116 / 4‬األغاىن ‪ ، 58 ، 40 / 4‬الشعر والشعراء ‪ ، 204‬خزانة األدب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 232‬املوشح ‪.231 /‬‬
‫(‪ )2‬الشاهد فيه ‪ :‬نصب «قسما» على املصدر املؤكد ملا قبله من الكالم الدال على القسم‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 166‬واألغاين ‪ ، 110 / 21‬وخزانة األدب ‪244 ، 243 / 8 ، 48 / 2‬‬
‫والزهرة ص ‪ ، 181‬ومسط الآليل ص ‪ ، 259‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 277 / 1‬وشرح املفصل ‪، 116 / 1‬‬
‫والكتاب ‪ ، 380 / 1‬وبال نسبة يف أمايل املرتضى ‪ ، 135 / 1‬وخزانة األدب ‪، 162 / 9 ، 177 / 8‬‬
‫واملقتضب ‪.267 ، 233 / 3‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪337 .............................................................................‬‬

‫واللفظى ‪ :‬تكرار اللفظ ؛ حنو قولك ‪« :‬قام زيد» أو إعادة ما يقرب منه ؛ حنو قوله تعاىل‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫‪َ ( :‬واآْل خ َرةُ َخ ْي ٌر َوأَبْقى) [األعلى ‪.]17 :‬‬
‫ومثل ذلك ‪« :‬قام زيد قياما» ‪ ،‬وممّا أجرى جمرى «سبحان» ىف املعىن ‪ ،‬إال أنّه غري‬
‫والروح» ‪ ،‬أى ‪ :‬ذكرت سبّوحا ق ّدوسا ‪ ،‬أو‬ ‫رب املالئكة ّ‬
‫مصدر ‪« :‬سبّوحا ‪ ،‬ق ّدوسا ‪ّ ،‬‬
‫‪ :‬اذكروا‪.‬‬
‫وممّا أج رى من اجلام دة جمرى املص ادر ىف ال دعاء ‪« :‬تربا وجن دال» ‪ ،‬أى ‪ :‬أطعمه‬
‫اهلل تربا وجندال ‪ ،‬و «فاها لفيك» ‪ ،‬أى ‪ :‬ألقى اهلل الداهية لفيك‪.‬‬
‫الصفات جمراها ‪« :‬هنيئا مريئا» ‪ ،‬وىف غري الدعاء ‪« :‬عائذا بك» ‪،‬‬ ‫وممّا أجرى من ّ‬
‫الركب» ‪ ،‬وإن ش ئت حذفت اهلمزة‪.‬‬ ‫و «أقائما وقد قعد النّ اس» ‪ ،‬و «أقاع دا وقد س ار ّ‬
‫مجيع ذلك ج رى ىف غري ال دعاء جمرى قولك ‪« :‬ما أنت إال س ريا» ؛ ألنك تريد إثب ات‬
‫العياذ ‪ ،‬والقيام ‪ ،‬والقعود ىف احلال واتصاهلا ‪ ،‬وانتصاهبا بأفعال من لفظها على أهّن ا أحوال‬
‫مؤ ّك دة ‪ ،‬التق دير ‪ :‬أع وذ عائ ذا بك ‪ ،‬وأتق وم قائما ‪ ،‬وأتقعد قاع دا ‪ ،‬ومثل ذلك قوله ‪/‬‬
‫[من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ارا أنانا‬ ‫زح‬
‫احلق ّ‬
‫ألة وحرصا ‪  ‬وعند ّ‬ ‫أراك مجعت مس‬ ‫‪ 204‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فكأنّه قال ‪ :‬زحريا وأنينا‪.‬‬


‫ومن ذلك ما أج رى من األح وال الىت هى أمساء مل تؤخذ من الفعل جمرى ما أخذ‬
‫مرة وقيسيّا أخرى»‪.‬‬ ‫منه ؛ حنو قوهلم ‪« :‬أمتيميّا ّ‬
‫ومنه قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الس لم أعي ارا جف اء وغلظة ‪  ‬وىف احلرب أش باه النّس اء الع وارك‬
‫‪ 205‬ـ أىف ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬للمغرية بن حنباء‪ .‬وتروى كلمة «أخانا» بدل «أنانا»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح أبيات سيبويه ‪ ، 204 / 1‬ولسان العرب (زحر) ‪( ،‬أنن) ‪ ،‬وبال نسبة يف إصالح املنطق‬
‫ص ‪ ، 109‬والكتاب ‪.342 / 1‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬هلند بنت عتبة‪.‬‬
‫الشاهد فيه ‪ :‬نصب «أعيارا» بإضمار فعل وضعت هي موضعه بدال من اللفظ به‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 263 / 3‬واملقاصد النحوية ‪ ، 142 / 3‬وبال نسبة يف شرح أبيات سيبويه‬
‫‪ ، 382 / 1‬والكتاب ‪ ، 344 / 1‬ولسان العرب (عور) ‪( ،‬عري) ‪ ،‬واملقتضب ‪.265 / 3‬‬
‫‪ ............................................................................. 338‬فهرس املوضوعات‬

‫وقوله [من الطويل] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ادة أوالدا لعالت‬ ‫دة ‪  ‬وىف العي‬ ‫والئم أوالدا لواح‬ ‫أىف ال‬ ‫‪ 206‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومرة كذا‪.‬‬
‫مرة كذا ّ‬‫تتلونون ؛ ّ‬
‫أى ‪ّ :‬‬
‫ومنه قوهلم ‪« :‬أعور وذا ناب» أى ‪ :‬أتستقبلون أعور وذا ناب ‪ ،‬فاالستقبال ثابت‬
‫والتلون جيرى جمرى «أقائما وقد قعد النّاس»‪.‬‬
‫حول ّ‬ ‫ىف احلال ؛ وكذلك التّ ّ‬
‫ومن ه ذا الب اب إض مار «ك ان» وإنابة «م ا» مناهبا ؛ حنو قولك ‪ّ :‬أما أنت منطلقا‬
‫انطلقت معك ‪ ،‬األصل ‪ :‬إن كنت منطلقا انطلقت معك ‪ ،‬فأض مرت «ك ان» وع ّوض‬
‫منها «ما» ‪ ،‬وانفصل الضمري ؛ ومن مثل ذلك قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الض بع‬
‫أبا خراشة ّأما أنت ذا نفر ‪  ‬ف إ ّن ق ومى مل ت أكلهم ّ‬ ‫‪ 207‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقسم أنت فيه باخلي ار ‪ ،‬وهو ما ع دا ما ذكر ممّا على إض مار الفعل فيه دليل ؛ حنو‬
‫قولك ملن شهر سيفا ‪« :‬زيدا» ‪ ،‬تريد ‪« :‬اضرب زيدا» ‪ ،‬وإن شئت أظهرته‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬بال نسبة ىف ‪ :‬شرح أبيات سيبويه ‪ ، 382 / 1‬والكتاب ‪ ، 344 / 1‬ولسان العرب (علل)‬
‫واملقتضب ‪.265 / 3‬‬
‫الشاهد فيه ‪ :‬نصب «أوالدا» بإضمار فعل وضعت هي موضعه بدل التلفظ به‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لعباس بن مرداس ونسب جلرير‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬أما أنت ذا نفر» ‪ ،‬واألصل ‪« :‬إلن كنت ذا نفر» ‪ ،‬فحذف «كان» ‪ ،‬وعوض‬
‫عنها «ما» الزائدة ‪ ،‬وأبقى امسها ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬أنت» ‪ ،‬وخربها ‪ ،‬وهو قوله ‪« :‬ذا نفر»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت لعباس بن مرداس يف ديوانه ص ‪ ، 128‬واألشباه والنظائر ‪ ، 113 / 2‬واالشتقاق ص‬
‫‪ ، 313‬وخزانة األدب ‪ ، 62 / 11 ، 532 / 6 ، 445 / 5 ، 20 ، 17 ، 14 ، 13 / 4‬والدرر ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 91‬وش رح ش ذور ال ذهب ص ‪ ، 242‬وش رح ش واهد اإليض اح ص ‪ 479‬وش رح ش واهد املغين ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 179 ، 116‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 140‬وجلرير يف ديوانه ‪ ، 349 / 1‬واخلصائص ‪، 381 / 2‬‬
‫وشرح املفصل ‪ ، 132 / 8 ، 99 / 2‬والشعر والشعراء ‪ ، 341 / 1‬والكتاب ‪ ، 293 / 1‬ولسان العرب‬
‫(خرش) ‪( ،‬ضبع) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 55 / 2‬وبال نسبة يف األزهية ص ‪ ، 147‬وأمايل ابن احلاجب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 442 ، 411‬واإلنصاف ‪ ، 71 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 265 / 1‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 260‬واجلىن‬
‫ال داين ص ‪ ، 528‬وج واهر األدب ‪ ، 421 ، 416 ، 198‬ورصف املب اين ص ‪ ، 101 ، 99‬وش رح‬
‫األمشوين ‪ ، 119 / 1‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 149‬ولسان العرب (أما) ‪ ،‬ومغين اللبيب ‪ ، 35 / 1‬واملنصف‬
‫‪ ، 116 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.23 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪339 .............................................................................‬‬

‫الرافع للفعل المضارع‬


‫باب ذكر ّ‬
‫اعلم ‪ :‬أ ّن الرافع للفعل املض ارع وقوعه موقع االسم ‪ ،‬وأعىن ب ذلك ‪ :‬أ ّن الفعل‬
‫املض ارع ‪ ،‬إذا وقع ىف موضع جيوز لك إزالته منه ‪ ،‬وجعل اسم بدله ك ان مرفوعا ؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬يق وم زي د» ؛ أال ت رى أنك لو قلت ‪« :‬أخ وك زي د» ‪ ،‬جلاز ؛ ول ذلك مل يرتفع‬
‫فأما قوهلم ‪« :‬سيقوم زيد» ‪ ،‬و «قد يقوم زيد» ‪ ،‬فرفع الفعل ؛‬ ‫بعد النّواصب واجلوازم ‪ّ ،‬‬
‫كالشىء الواحد ؛ فوقع الفعل مع احلرف موقع االسم‪.‬‬
‫والسني ؛ ّ‬
‫ألنّه صار مع قد ّ‬
‫وال دليل على أهّن ما ك اجلزء من الفعل قولك ‪« :‬لقد يق وم زي د» ‪« ،‬ولس وف يق وم‬
‫زي د» ‪ ،‬والم التأكيد ال يفصل بينها وبني الفعل املؤ ّكد بش ىء ؛ وك ذلك ق وهلم ‪« :‬هال‬
‫يق وم زي د» ‪ ،‬وأمث ال ذلك من أدوات التحض يض ‪ ،‬إمّن ا رفع الفعل بع دها ؛ أل ّن االسم‬
‫يليها ىف اللّفظ ىف فصيح الكالم ‪ ،‬فيقال ‪ :‬هال زيد قام» ‪ ،‬فروعى فيها ذلك القدر‪.‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 340‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫[باب ذكر نواصب الفعل المضارع]‬
‫اعلم ‪ :‬أن نواصب األفع ال منها ما ينصب الفعل بنفسه ‪ ،‬وهو أن وهى أب دا مع ما‬
‫بع دها ‪ ، /‬ىف تق دير املص در ‪ ،‬وإذا دخلت على الفعل املض ارع خلّص ته لالس تقبال ‪ ،‬وال‬
‫تعمل فيها أفع ال التحقيق لو قلت ‪ :‬علمت أن يق وم زيد ‪ ،‬مل جيز ‪ ،‬وال يتق ّدم ش ىء ممّا‬
‫بعدها عليها ؛ ألهّن ا من قبيل املوصوالت (‪ ، )2‬وقد تق ّدم ذلك‪.‬‬
‫ولن ‪ :‬وهى لنفى سيفعل‪.‬‬
‫اجلر ؛ فيقول ‪« :‬لكى»‪.‬‬ ‫وكي ‪ :‬ىف لغة من يدخل عليها حرف ّ‬
‫وإذن ‪ :‬ومعناها اجلواب واجلزاء ؛ يقول القائل ‪« :‬أزورك» ‪ ،‬فتقول جميبا له وجمازيا‬
‫على زيارته ‪« :‬إذن أكرمك»‪.‬‬
‫والفعل الذى بعدها إن كان ماضيا أو حاال ‪ ،‬مل تعمل فيه (‪ ، )3‬وإن كان مستقبال‬
‫‪ :‬فإن وقعت صدرا نصبته (‪ ، )4‬وبعض العرب يلغيها ‪ ،‬وإن مل تقع ص درا ‪ ،‬فإن تق ّدمها‬
‫ح رف العطف ‪ ،‬ج از إلغاؤها وإعماهلا ؛ ق ال تع اىل ‪َ ( :‬وإِذاً ال َيلْبَثُ و َن) [االس راء ‪]76 :‬‬
‫وقد قرئ ‪« :‬ال يلبثوا»‪.‬‬
‫وإن وقعت بني ش يئني متالزمني ‪ ،‬ك انت ملغ اة ال غري ؛ حنو قولك ‪« :‬أنا إذن‬
‫أكرمك»‪.‬‬
‫فأما قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫ريا‬ ‫طريا ‪  ‬إىّن إذن أهلك أو أط‬ ‫رتكىّن فيهم ش‬ ‫ال ت‬ ‫‪ 208‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط ىف ط‪ .‬وىف أ‪ :‬نواصب األفعال‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب ذكر نواصب األفعال‬
‫ق وىل ‪« :‬وال يتق دم ش ىء مما بع دها عليها ؛ ألهنا من قبيل املوص والت» أعىن ‪ :‬أنه ال جيوز لك أن تق ول ‪:‬‬
‫يعجبىن زيدا أن أضرب تريد ‪ :‬أن أضرب زيدا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬الفعل الذى بعدها إن كان ماضيا أو حاال مل تعمل» مثال ذلك قولك ملن قال زرتك إذن‬
‫أكرمك ‪ ،‬وملن قال أزورك ‪ :‬إذن أكرمك اآلن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان مس تقبال ف إن وقعت ص درا نص بته» إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال ذلك ‪ :‬قولك ملن ق ال ‪:‬‬
‫أزورك ‪ :‬إذن أكرمك غدا ‪ ،‬وبعض العرب برفع اكرم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت بال نسبة ىف ‪ :‬اإلنصاف ‪ ، 177 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 166 / 4‬واجلىن الداين ص ‪، 362‬‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 460 ، 456 / 8‬والدرر ‪ ، 72 / 4‬ورصف املباين ص ‪66‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪341 .............................................................................‬‬

‫فيتخ ّرج على أن يك ون خرب «أ ّن» حمذوفا ‪ ،‬أى ‪ :‬أم وت ‪ ،‬فتجىء إذن على ه ذا‬
‫التقدير أول الكالم‪.‬‬
‫وجيوز الفصل بينها وبني معموهلا بالقسم ‪ ،‬والظ رف ‪ ،‬واجلار واجملرور ؛ حنو قولك‬
‫‪« :‬إذن واهلل أكرمك» ‪« ،‬إذن ىف ال ّدار آتيك» ‪ ،‬وال جيوز ذلك ىف غريها من النّواصب ‪،‬‬
‫إال ىف ضرورة ؛ حنو قولك ‪[ :‬من الكامل]‬
‫(‪)1‬‬
‫اء‬ ‫هد اهليج‬ ‫ال وأش‬ ‫اتال ‪  ‬أدع القت‬
‫ملا رأيت أبا يزيد مق‬ ‫‪ 209‬ـ‬
‫‪ ‬‬

‫ّ‬ ‫‪ ‬‬

‫ومنها ما ينتصب الفعل بإض مار أن بع ده ‪ ،‬وإن ش ئت أظهرهتا ‪ ،‬وهو الم كى ‪ ،‬إذا‬
‫مل تكن بعدها ال (‪ )2‬؛ حنو قولك «جئت ليقوم زيد»‪.‬‬
‫وحرف العطف املعطوف به الفعل على االسم امللفوظ ؛ حنو قولك ‪« :‬يعجبىن قيام‬
‫زيد وخيرج عمرو» ‪ ،‬وإن شئت ‪« :‬وأن خيرج عمرو»‪.‬‬
‫والب اقى منها ما ينتصب الفعل بإض مار أن بع ده ‪ ،‬وال جيوز إظهارها ‪ ،‬وهى ‪ :‬كى‬
‫ىف لغة من يق ول ‪ :‬كيمه (‪ ، )3‬فيح ذف معها ألف «م ا» االس تفهاميّة ‪ ،‬والم اجلحد وهى‬
‫الىت يتق ّدمها نفى ‪ ،‬وكون ماض ؛ حنو قولك ‪« :‬ما كان زيد ليقوم»‪.‬‬
‫وأو ‪ ،‬مبعىن إاّل أن ‪ ،‬أو مبعىن كى ؛ حنو قولك ‪« :‬أللزمنّك أو تقضيىن ح ّقى»‬
‫__________________‬
‫وشرح األمشوين ‪ 554 / 3‬وشرح التصريح ‪ ، 234 / 2‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 70 / 1‬وشرح املفصل ‪/ 7‬‬
‫‪ ، 17‬ولسان العرب (شطر) ‪ ،‬ومغين اللبيب ‪ ، 22 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 383 / 4‬ومهع اهلوامع ‪.7 / 2‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬إين إذن أهل ك» حيث نصب الفعل املض ارع «أهل ك» بعد «إذن» ‪ ،‬مع أن‬
‫«إذن» ليست مص درة‪ .‬بل هي مس بوقة بقوله ‪« :‬إين»‪ .‬وقيل ‪ :‬إنه ض رورة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬خرب «إن» حمذوف ‪ ،‬و‬
‫«إذن» واقعة يف صدر مجلة مستأنفة‪.‬‬
‫(‪ )1‬ال بيت بال نس بة ىف ‪ :‬األش باه والنظ ائر ‪ ، 233 / 2‬واخلص ائص ‪ ، 411 / 2‬وش رح األمشوين ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 552‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 683 / 2‬ومغىن اللبيب ‪.694 ، 529 / 2 ، 283 / 1‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬أدع» حيث نصب الفعل املض ارع حبرف النصب «لن» املدغمة نونه يف «ملا»‬
‫مركبة من «لن» و «م ا» ‪ ،‬أدغمت الن ون يف امليم للتق ارب ‪ ،‬ووصال خطا لإللغ از وقد فصل بني أداة النصب‬
‫«لن» والفعل «أدع» باجلملة الفعلية «رايت أبا يزيد مقاتال»‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إذا مل يكن بع دها ال» ألنه إن ك ان بع دها ال ل زم إظهارها ؛ حنو قولك ‪ :‬جئت لئال يق وم‬
‫زيد ‪ ،‬األصل ألن ال يقوم زيد فادغمت النون ىف الالم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ىف لغة من يقول كيمه» مثال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬جئت كى يقوم زيد ‪ ،‬ملن قال ‪ :‬كيم جئت؟‬
‫أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 342‬فهرس املوضوعات‬

‫أى ‪ :‬كى تقضيىن ح ّقى ؛ حنو قوله ‪[ /‬من الوافر] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫تقيما‬ ‫رت كعوهبا أو تس‬ ‫‪ 210‬ـ وكنت إذا غم زت قن اة ق وم ‪  ‬كس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬إال أن تستقيم‪.‬‬


‫ف إن مل تكن مبعىن ما ذكر ‪ ،‬مل ينتصب الفعل بع دها إاّل ىف ض رورة ؛ حنو قوله [من‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ذرا‬ ‫ار أو متوت فتع‬ ‫فسر ىف بالد اهلل والتمس الغىن ‪  ‬تعش ذا يس‬ ‫‪ 211‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫املعىن ‪ :‬يكن أحد األمرين‪.‬‬


‫متن ‪ ،‬أو‬
‫والف اء ‪ ،‬وال واو ىف ج واب أمر ‪ ،‬أو هنى ‪ ،‬أو نفى ‪ ،‬أو اس تفهام ‪ ،‬أو ّ‬
‫(‪)3‬‬

‫حتض يض ‪ ،‬أو ع رض ‪ ،‬أو دع اء ‪ ،‬وال ينتصب الفعل بع دمها فيما ع دا ذلك ‪ ،‬إاّل ىف‬
‫ضرورة ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لزياد األعجم‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬أو تس تقيما» حيث نصب الفعل املض ارع بـ «أن» مض مرة وجوبا بعد «أو» اليت‬
‫مبعىن «إاّل أن»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 101‬واألزهية ص ‪ ، 122‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 169 / 2‬وشرح التصريح‬
‫‪ ، 237 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 254‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 205 / 1‬والكتاب ‪، 48 / 3‬‬
‫ولسان العرب (غمز) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 385 / 4‬واملقتضب ‪ ، 92 / 2‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪4‬‬
‫‪ ، 172 /‬وشرح األمشوين ‪ ، 558 / 3‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 386‬وشرح ابن عقيل ص ‪، 569‬‬
‫وشرح قطر الندى ص ‪ ، 70‬وشرح املفصل ‪ ، 15 / 5‬ومغين اللبيب ‪.66 / 1‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لعروة بن الورد وقد نسب ألكثر من شاعر ففي األغاين أليب عطاء السندي ‪ 244 / 17‬ولربيعة‬
‫بن الورد يف العقد الفريد ‪ ، 31 / 3‬وبال نسبة يف رصف املباين ص ‪.133‬‬
‫الشاهد ‪ :‬فيه قوله ‪« :‬أو متوت» حيث ذهب املصنف إىل أن النصب هنا ضرورة ‪ ،‬وذهب البعض إىل‬
‫أن النصب هنا بإضمار «أن» و «أو» مبعىن «إاّل أن»‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال واو والف اء ىف ج واب أم ر» إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال ذلك يف األمر ‪ :‬قولك ‪ :‬ائتىن فأكرمك ‪،‬‬
‫وجئىن وأحسن اليك ‪ ،‬ومثاله ىف النهى ‪ :‬ال تضربىن وتكرم زيدا وال تؤذيىن فتكرم عبد اهلل ‪ ،‬ومثاله ىف النفى ‪:‬‬
‫قولك ما تأتينا فتح دثنا ‪ ،‬وما تأتينا وحتسن إلينا ‪ ،‬ومثاله ىف االس تفهام قولك ‪ :‬هل تأتينا وحتدثنا ‪ ،‬وهل تأتينا‬
‫فتكرمنا ‪ ،‬ومثاله ىف التمىن ‪ :‬قولك ‪ :‬ليت ىل ماال وأنفق منه ‪ ،‬وليت ىل ماال فأنفق منه ‪ ،‬ومثاله ىف التحضيض‬
‫‪ :‬قولك ‪ :‬هال تأتينا وحتدثنا ‪ ،‬وهال تأتينا فتكرمنا ‪ ،‬ومثاله ىف الع رض ‪ :‬أال ت نزل عن دنا فتح دثنا ‪ ،‬وأال تقعد‬
‫معنا وحتدثنا ‪ ،‬ومثاله ىف الدعاء ‪ :‬قولك ‪ :‬غفر اهلل لزيد فيدخله اجلنة ‪ ،‬وغفر اهلل له ويدخله اجلنة‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪343 .............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫رتحيا‬ ‫از فأس‬ ‫نزىل لبىن متيم ‪  ‬وأحلق باحلج‬ ‫أترك م‬ ‫س‬ ‫‪ 212‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فنصب «أسرتيح» ‪ ،‬ومل يتق ّدم الفاء شىء من ذلك‪.‬‬


‫وليس النصب بعد الف اء حتما ىف مجيع ما ذكر ‪ ،‬بل جيوز معه غ ريه ‪ ،‬والض ابط‬
‫لذلك ‪ :‬أن تقول ‪ :‬إن تق ّدم الفاء مجلة منفيّة ‪ ،‬فإن كانت فعليّة ‪ ،‬وكان الفعل مرفوعا ‪،‬‬
‫جاز ىف الفعل الذى بعدها الرفع والنّصب‪.‬‬
‫فالرفع له معنيان ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬أن يكون ما بعد الفاء معطوفا على الفعل الذى قبلها فيكون شريكا له ىف‬
‫النفى ؛ حنو قولك ‪« :‬ما تأتينا فتح ّدثنا» ‪ ،‬تريد ‪« :‬ما تأتينا فما حت ّدثنا»‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أن يكون مقطوعا ممّا قبله ؛ كأنّك قلت ‪« :‬فأنت حت ّدثنا»‪.‬‬
‫والنصب بإضمار أن ‪ ،‬له معنيان ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬أن يكون نفى اإلتيان ‪ ،‬فانتفى من أجله احلديث ؛ كأنّه قال ‪« :‬ما تأتينا‬
‫فكيف حت ّدثنا» ‪ ،‬والتّحديث ال يكون إال مع اإلتيان‪.‬‬
‫والث اىن ‪ :‬أن يك ون أوجب اإلتي ان ‪ ،‬ونفى احلديث ؛ كأنّه ق ال ‪ :‬ما تأتينا حم ّدثا ‪،‬‬
‫بل غري حم ّدث‪.‬‬
‫وإن كان الفعل منصوبا ‪ ،‬جاز فيه وجهان ‪ :‬الرفع والنصب‪.‬‬
‫فالرفع له وجه ‪ ،‬وهو القطع ؛ فتقول ‪« :‬لن تأتينا فتح ّدثنا» أى ‪ :‬فأنت حت ّدثنا‪.‬‬
‫والنصب على ثالثة أوجه ‪:‬‬
‫العطف على الفعل ؛ فيك ون ما بعد الف اء ش ريكا ملا قبلها ىف النفى ؛ كأنّه ق ال ‪:‬‬
‫«لن تأتينا ‪ ،‬فلن حت ّدثنا»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬للمغرية بن حبناء‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬فأس رتحيا» حيث نص به بـ «أن» مض مرة بعد ف اء الس ببية دون أن تس بق بنفي أو‬
‫طلب ؛ وهذا ضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 522 / 8‬وال درر ‪ ، 79 / 4 ، 240 / 1‬وش رح ش واهد اإليض اح ص‬
‫‪ ، 251‬وشرح شواهد املغين ص ‪ ، 497‬واملقاصد النحوية ‪ ، 390 / 4‬وبال نسبة يف الدرر ‪، 130 / 5‬‬
‫والرد على النحاة ص ‪ ، 125‬ورصف املباين ص ‪ ، 379‬وشرح األمشوين ‪ ، 565 / 3‬وشرح شذور الذهب‬
‫ص ‪ ، 389‬وشرح املفصل ‪ ، 55 / 7‬والكتاب ‪ ، 92 ، 39 / 3‬واحملتسب ‪ ، 197 / 1‬ومغين اللبيب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 175‬واملقتضب ‪.24 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 344‬فهرس املوضوعات‬

‫والنصب بإضمار أن ‪ ،‬فيكون له املعنيان املتق ّدما الذكر (‪.)1‬‬


‫وإن كان الفعل جمزوما ‪ ،‬جاز فيه ثالثة أوجه ‪ :‬الرفع ‪ ،‬والنصب ‪ ،‬واجلزم‪.‬‬
‫فالرفع ‪ :‬على القطع ؛ فيكون ما بعد الفاء موجبا ؛ حنو قولك ‪« :‬مل تأتنا فتح ّدثنا»‬
‫‪ ،‬أى ‪ :‬فأنت حت ّدثنا ‪ ،‬ومن ذلك قوله ‪[ :‬من اخلفيف]‬
‫‪/‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أميال‬ ‫ثر التّ‬ ‫نرجى ‪ ،‬ونك‬
‫ّ‬ ‫غري أنّا مل تأتنا بيقني ‪  ‬ف‬ ‫‪ 213‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫نرجى‪.‬‬
‫أى ‪ :‬فنحن ّ‬
‫واجلزم ‪ :‬على العطف ؛ فيكون التقدير ‪ :‬فلم حت ّدثنا‪.‬‬
‫والنصب بإضمار أن على املعنيني املتق ّدمى الذكر (‪.)3‬‬
‫(‬
‫وإن كانت امسيّة ‪ ،‬مل جيز فيما بعد الفاء ‪ ،‬إال النصب على املعنيني املتق ّدمى الذكر‬
‫‪ ، )4‬أو الرفع على القطع (‪.)5‬‬
‫وال جيوز العطف على ما بعد أداة النّفى ؛ ألنّه مل يتق ّدم فعل فيعطف عليه‪.‬‬
‫وإن تقدم الفاء مجلة استفهاميّة ‪ ،‬فإن كانت فعليّة ‪ ،‬جاز فيما بعد الفاء ‪ ،‬وجهان ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬والنصب بإضمار أن فيكون له املعنيان املتقدما الذكر» أعىن بذلك نفى اإلتيان ؛ فينتفى من‬
‫أجله احلديث ؛ فتقول لن تأتينا فتحدثنا ؛ كأنه قال ‪ :‬لن تأتينا فكيف حتدثنا أو إجياب اإلتيان ونفى احلديث ‪،‬‬
‫كأنه قال لن تأتينا حمدثا بل غري حمدث‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لبعض احلارثيني ‪ ،‬ونسب للعنربي‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ف نرجي ونك ثر» حيث رفعه على القطع واالس تئناف ‪ ،‬ولو أمكنه النصب على‬
‫اجلواب لكان أحسن‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ال بيت لبعض احلارثيني يف ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 538 / 8‬وال رد على النح اة ‪ ، 127‬والكت اب‬
‫‪ ، 33 ، 31 / 3‬وللعنربي يف شرح املفصل ‪ ، 36 / 7‬وبال نسبة يف شرح شواهد املغين ‪ ، 872 / 2‬ومغين‬
‫اللبيب ‪.480 / 2‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فما كان فيه الفعل املتقدم جمزوما فالنصب بإضمار أن على املعنيني املتقدمى الذكر» أعىن‬
‫بذلك ـ أيضا ـ نفى اإلتيان ؛ فينتفى من أجله احلديث ‪ ،‬فإذا قلت ‪ :‬مل تأتينا فتحدثنا ‪ ،‬فكأنك قلت ‪ :‬مل تأتنا ‪،‬‬
‫فكيف حتدثنا ‪ ،‬أو إجياب اإلتيان ونفى احلديث كأنك قلت ‪ :‬مل تأتنا حمدثا ‪ ،‬بل غري حمدث‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك انت امسية ‪ ،‬مل جيز فيها بعد الف اء إال النصب على املعن يني املتق دمى ال ذكر» مث ال‬
‫ذلك قولك ‪ :‬ما أنت ذو إتي ان لنا فتح دثنا ‪ ،‬أى ‪ :‬فكيف حتدثنا ‪ ،‬وما أنت ذو إتي ان لنا حمدثا بل غري حمدث‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو الرفع على القطع ال غري» أى ما أنت ذو إتيان ؛ فكيف حتدثنا اآلن‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪345 .............................................................................‬‬

‫الرفع والنصب‪.‬‬
‫ف الرفع ‪ :‬على وجهني ‪ :‬العطف ؛ فيك ون الث اىن ش ريك األول ىف االس تفهام ؛ حنو‬
‫قولك ‪ :‬هل تأتينا فتح ّدثنا ‪ ،‬أى ‪ :‬فهل حت ّدثنا‪.‬‬
‫والقطع ؛ كأنك قلت ‪« :‬فأنت حت ّدثنا»‪.‬‬
‫والنصب على أن تق ّدر األول سببا للثاىن ؛ كأنك قلت ‪« :‬هل يكون منك إتيان ؛‬
‫فيكون بسببه حديث»‪.‬‬
‫وإن ك انت امسيّة ‪ ،‬مل جيز فيما بعد الف اء ـ أيضا ـ إال الرفع على القطع ؛ حنو قولك‬
‫‪« :‬هل زيد أخوك فنكرمه» ‪ ،‬أى ‪ :‬فنحن نكرمه‪.‬‬
‫أو النصب على السببيّة ؛ حنو قولك ‪« :‬أين بيتك فأزورك»‪.‬‬
‫فإما أن يكون فيها فعل ‪ ،‬أو ال يكون‪.‬‬ ‫متن ّ‬
‫وإن تق ّدمها مجلة ّ‬
‫فإن كان ‪ ،‬جاز فيما بعد الفاء الرفع والنصب‪.‬‬
‫فالرفع على معنيني ‪:‬‬
‫العطف ؛ حنو قولك ‪« :‬ليتىن أجد ماال فأنفق منه» ‪ ،‬أى ‪ :‬فليتىن أنفق منه‪.‬‬
‫واالستئناف ‪ ،‬أى ‪ :‬فأنا أنفق‪.‬‬
‫والنصب على السببيّة ؛ كأنّه متىّن وجدان مال يكون سببا لإلنفاق منه‪.‬‬
‫وإن مل يكن فيها فعل مل جيز إاّل النّصب على الس ببيّة ‪ ،‬والرفع على القطع ‪ ،‬وال‬
‫جيوز العطف ؛ حنو قولك ‪« :‬ليت ىل ماال فأنفق منه» ‪ ،‬برفع «أنفق» ونصبه‪.‬‬
‫وإن تق ّدمها مجلة هنى ‪ ،‬أو أمر بالاّل م ‪ ،‬جاز فيه ثالثة أوجه ‪:‬‬
‫الرفع على االس تئناف ‪ ،‬والنصب على الس ببيّة ‪ ،‬واجلزم على العطف ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫«لتكرم زيدا فيكرمك» ‪« ،‬وال تضرب عمرا فيضربك»‪.‬‬
‫الرفع على القطع ‪ ،‬والنّصب على السببيّة ؛‬ ‫وإن كان األمر بغري الم ‪ ،‬مل جيز فيه إال ّ‬
‫حنو قولك ‪« :‬أكرم زيدا فيكرمك» ‪ ،‬برفع «يكرم» ونصبه‪.‬‬
‫وإن تق ّدمها مجلة دعاء ‪ ،‬وكان فعله على صيغة األمر ‪ ،‬كان حكمه حكم فعل‬
‫‪ ............................................................................. 346‬فهرس املوضوعات‬

‫األمر (‪.)1‬‬
‫وإن تق ّدمها مجلة ع رض أو حتض يض ‪ ،‬أو دع اء على غري ص يغة األمر ‪ ،‬ج از فيما‬
‫بعد الفاء الرفع على العطف ؛ فيكون شريك ما قبله ىف املعىن ‪ ،‬أو على القطع ‪./‬‬
‫والنّصب على السببيّة ؛ حنو قولك ‪« :‬أال تنزل عندنا فنح ّدثك» ‪« ،‬وغفر اهلل لزيد‬
‫فيدخله اجلنّة»‪.‬‬
‫والع رب قد جترى جمرى األجوبة الثمانية فعل الش رط واجلزاء ىف ج واز نصب ما‬
‫بعد الفاء‪.‬‬
‫فإذا تق ّدم الفاء فعل شرط ‪ ،‬جاز فيما بعدها وجهان ‪:‬‬
‫اجلزم على العطف ‪ ،‬والنّصب بإض مار أن على الس بيّة ؛ حنو قولك ‪« :‬إن ت أتيىن‬
‫فتح ّدثىن أكرم ك» ‪ ،‬بنصب حت ّدث وجزمه ‪ ،‬وال يقطع ؛ أل ّن القطع إمّن ا يك ون بعد متام‬
‫الكالم‪.‬‬
‫وإن تقدمها فعل اجلواب ‪ ،‬جاز فيه ثالثة أوجه ‪:‬‬
‫الرفع على القطع ‪ ،‬واجلزم على العطف ‪ ،‬والنصب بإض مار أن على الس ببيّة ؛ حنو‬
‫قولك ‪ :‬إن تأيىن أكرمك فأحسن إليك‪.‬‬
‫وال واو مثل الف اء ىف مجيع ما ذكر ‪ ،‬إال أ ّن النصب بع دها بإض مار أن ‪ ،‬فإنّه إمّن ا‬
‫يك ون على معىن اجلمع ‪ ،‬ف إذا قلت ‪« :‬ال تأكل مسكا وتش رب لبن ا» ‪ ،‬ج از ىف ‪ :‬تش رب‬
‫الرفع على القطع ‪ ،‬كأنك قلت ‪ :‬وأنت تش رب لبنا ‪ ،‬إن ش ئت ‪ ،‬واجلزم على العطف ؛‬
‫كأنك قلت ‪ :‬وال تش رب لبنا ‪ ،‬والنصب على النّهى عن اجلمع ؛ كأنّه ق ال ‪ :‬ال جتمع بني‬
‫أكل السمك وشرب اللنب‪.‬‬
‫وال جيوز تق دمي الف اء وال واو مع ما بع دمها على معم ول الفعل ال ذى قبلهما ‪ ،‬لو‬
‫قلت ‪« :‬ما ضربت فيغضب زيدا» ‪« ،‬وال تأكل وتشرب لبنا مسكا» ‪ ،‬مل جيز‪.‬‬
‫وتقول ‪ :‬ما يأتى زيد إال عمرا فيح ّدثه‪.‬‬
‫إن أعدت الضمري على عمرو ‪ ،‬مل جيز إاّل الرفع ؛ أل ّن الفعل ىف ح ّقه موجب‪.‬‬
‫وإن أعدتّه على زيد ‪ ،‬جاز فيه الرفع ‪ ،‬والنّصب ؛ أل ّن الفعل ىف ح ّقه منفى‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن تق دمها دع اء ‪ ،‬وك ان فعله على ص يغة األمر ‪ ،‬ك ان حكمه حكم فعل األم ر» مث ال‬
‫ذلك ‪ :‬ليغفر اهلل لزيد فيدخله اجلنة ‪ ،‬برفع «يدخل ه» على االس تئناف ‪ ،‬ونص به على الس ببية وجزمه على‬
‫العطف ‪ ،‬واغفر اللهم لزيد فتدخله اجلنة برفع «تدخله» على القطع ‪ ،‬ونصبه على السببية‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪347 .............................................................................‬‬

‫وح تى إذ ك انت مبعىن إىل ‪ ،‬أو مبعىن كى ‪ ،‬ف إن مل تكن مبعنييهما ‪ ،‬مل تنصب ؛‬
‫فعلى هذا ال خيلو أن تقع حىّت مع ما بعدها خربا لذى خرب ‪ ،‬أو ال تقع‪.‬‬
‫ف إن وقعت خ ربا ‪ ،‬مل جيز فيما بع دها إال النصب ؛ حنو قولك ‪« :‬ك ان س ريى حىّت‬
‫أدخلها» ‪« ،‬وسري زيد حىّت يدخل املدينة» بنصب أدخل ‪ ،‬ويدخل‪.‬‬
‫وإن مل يقع خربا ‪ :‬فإما أن يكون ما قبلها سببا ملا بعدها أو ال يكون‪.‬‬
‫أردت بالفعل الذى بعدها املاضى ‪ ،‬أو احلال ‪ ،‬رفعت ؛ حنو قولك‬ ‫فإن كان ‪ ،‬فإن ّ‬
‫‪« :‬سرت حىت أدخل املدينة» ‪ ،‬تريد ‪ :‬سرت فدخلت ‪ ،‬أو فأنا داخل‪.‬‬
‫أردت به االستقبال ‪ ، /‬نصبت ‪ ،‬وتكون مبعىن كى ‪ ،‬أو إىل أن ؛ كأنّك قلت‬ ‫وإن ّ‬
‫‪« :‬سرت كى أدخل املدينة ‪ ،‬أو إىل أن أدخل املدينة»‪.‬‬
‫وإن مل يكن ما قبلها س ببا ملا بع دها ‪ ،‬مل جيز ىف الفعل ال ذى بع دها ‪ ،‬إاّل أن يك ون‬
‫مس تقبال منص وبا ‪ ،‬وتك ون مبعىن إىل أن ؛ حنو قولك ‪« :‬س رت حىّت ي ؤذّن» أى ‪ :‬إىل أن‬
‫يؤذن املؤذن‪.‬‬
‫فإن كثّرت السبب ؛ حنو قولك ‪« :‬كثر ما سرت حىت أدخل املدينة» ‪ ،‬كان الرفع‬
‫أقوى من النصب‪.‬‬
‫وإن قلّلته ؛ حنو قولك ‪« :‬قلّما سرت حىّت أدخل املدينة» ‪ ،‬كان النصب أقوى من‬
‫الرفع‪.‬‬
‫وإن نفيته ‪ ،‬فإن ق ّدرت النفى دخل بعد دخول حىّت ‪ ،‬فاألمر على ما كان عليه قبل‬
‫والرفع على املعنيني املتق ّدمى الذكر‪.‬‬
‫النّفى من جواز النصب على معىن إىل أن ‪ ،‬أو كى ‪ّ ،‬‬
‫وإن ق ّدرت أهنا دخلت بعد دخول النفى ‪ ،‬مل جيز فيما بعدها إاّل النصب على معىن‬
‫إىل أن ؛ وذلك ‪ :‬حنو قولك ‪« :‬ما س رت حىّت أدخل املدين ة» ‪ ،‬بالنّصب ال غري ‪ ،‬على‬
‫التقدير الثاىن (‪ ، )1‬وبالنصب والرفع على التقدير األول (‪.)2‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬بالنصب علي التق دير الث اىن» أعىن ‪ :‬دخ ول «ح ىت» بعد النفى ؛ فتنصب على معىن «إىل‬
‫أن» أى ‪ :‬تركت السري إىل أن أدخل املدينة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬والنصب والرفع على التق دير األول» أعىن ‪ :‬أن يك ون النفى دخل بعد دخ ول «ح ىت»‬
‫فينتصب على املعنيني املتقدمى الذكر ‪ ،‬ويرفع على املعنيني املتقدمى الذكر‬
‫‪ ............................................................................. 348‬فهرس املوضوعات‬

‫فه ذه مجلة النواصب بنفس ها ‪ ،‬وبإض مار أن ‪ ،‬وال تض مر أن ىف ع دا ما ذكر ‪ ،‬إال‬


‫ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫دت أفعله‬
‫ّ‬ ‫فلم أر مثلها خباسة واجد ‪  ‬وهننهت نفسى بعد ما ك‬ ‫‪ 214‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬أن أفعله‪.‬‬


‫أو ىف نادر كالم ؛ حنو قوهلم ‪« :‬مره حيفرها» ‪« ،‬وال ب ّد من يتتبّعها»‪.‬‬
‫التقدير ‪ :‬أن حيفرها ‪ ،‬وأن يتتبّعها‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫فمث ال النصب على معىن ‪« :‬إىل أن» قولك ‪ :‬ما س رت حىت أدخل املدينة ‪ ،‬تريد ب ذلك نفى ق ول من ق ال ‪:‬‬
‫س رت حىت تدخل املدينة ‪ ،‬أى ‪ :‬ما وقع مىن سري إىل أن أدخل املدينة ‪ ،‬أو كى أدخل املدينة ومث ال الرفع على‬
‫املعنيني املتقدمى الذكر ‪ :‬قولك ‪ :‬ما سرت حىت أدخل املدينة ‪ ،‬تريد بذلك ‪ :‬نفى قول من قال ‪ :‬سرت حىت‬
‫أدخل املدينة ‪ ،‬أى ‪ :‬ما وقع مىن سري فدخول ‪ ،‬أو ما وقع مىن سري ‪ ،‬فأنا ىف حال دخول املدينة بسببه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬المرئ القيس ونسب إىل عمرو بن جوين وإىل عامر بن جوين وإىل بعض الطائيني وإىل عامر بن‬
‫الطفيل‪.‬‬
‫الشاهد فيه ‪ :‬نصب «أفعله» بتقدير «أن» قبله‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ال بيت الم رئ القيس يف ملحق ديوانه ص ‪ ، 471‬وله أو لعم رو بن ج وين يف لس ان الع رب‬
‫(خبس) ‪ ،‬ولعامر بن جوين يف األغاين ‪ ، 93 / 9‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 337 / 1‬والكتاب ‪، 307 / 1‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 401 / 4‬ولعامر بن جوين أو لبعض الطائيني يف شرح شواهد املغين ‪ ، 931 / 2‬ولعامر‬
‫بن الطفيل يف اإلنصاف ‪ ، 561 / 2‬وبال نسبة يف ختليص الش واهد ص ‪ ، 148‬ومجه رة اللغة ص ‪، 289‬‬
‫والدرر ‪ ، 177 / 1‬ورصف املباين ص ‪ ، 113‬وشرح األمشوين ‪ ، 129 / 1‬ومغين اللبيب ‪ .640 / 2‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.58 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪349 .............................................................................‬‬

‫باب ذكر جوازم الفعل المضارع‬


‫وهى قس مان ‪ :‬ج ازم فعال واح دا ‪ ،‬وهو ‪ :‬مل ‪ ،‬وهى لنفى الفعل املاضى املنقطع ‪،‬‬
‫وملا ‪ ،‬وهى لنفى املاضى املتّصل بزمان احلال ؛ تقول ‪ :‬عصى آدم ربّه ‪ ،‬ومل يندم ‪ ،‬مث ندم‬
‫ّ‬
‫بعد ‪ ،‬وعصى إبليس ربّه وملا يندم‪.‬‬
‫ّ‬
‫وإذا دخلت عليهما مهزة االس تفهام ‪ ،‬ك ان الكالم تقري را (‪ ، )1‬وقد حيذف الفعل‬
‫بعد ملا (‪ )2‬إذا فهم املعىن ؛ حنو قولك ‪« :‬قاربت املدينة وملا»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وال النّاهية ؛ حنو قولك ‪« :‬ال تضرب زيدا»‪.‬‬
‫رب»‪.‬‬‫وال ىف الدعاء ‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬ال تع ّذبىن يا ّ‬
‫والم األمر ؛ حنو قولك ‪« :‬ليضرب زيد»‪.‬‬
‫اللهم لزيد»‪.‬‬
‫والم الدعاء ؛ حنو قولك ‪« :‬لتغفر ّ‬
‫إاّل أ ّن الالم تل زم ‪ /‬ىف األمر للغ ائب واملتكلّم ؛ حنو قولك ‪« :‬ليقم زيد ‪ ،‬وألقم»‬
‫وىف فعل املفعول املخاطب ؛ حنو قولك ‪« :‬لتعن حباجىت»‪.‬‬
‫وال تل زم ىف فعل الفاعل املخ اطب ‪ ،‬بل تق ول ‪ :‬لتض رب زي دا ‪ ،‬واض رب زي دا إن‬
‫شئت‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب جوازم الفعل المضارع‬
‫ق وىل ‪« :‬وإذا أدخلت عليهما مهزة االس تفهام ‪ ،‬ك ان الكالم تقري را» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬أمل يقم زيد ‪ ،‬وأملا‬
‫يقم زيد تقرره بذلك على العلم بقيام زيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وقد حيذف الفعل بعد ملا» أعىن أهنا انف ردت ب ذلك ىف فص يح ‪ ،‬الكالم وال جيوز ذلك ىف‬
‫غريها إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫فقم‬ ‫فيه‬ ‫وىف‬ ‫زيغ‬ ‫ك ّفه‬ ‫يز ذى غنم ‪  ‬ىف‬ ‫يخ من لك‬ ‫رب ش‬
‫يا ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪.........‬‬ ‫اد ومل ‪ ‬‬ ‫مط وقد ك‬ ‫أجلح مل يش‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر الرجز بال نسبة ىف خزانة األدب ‪ ، 9 / 9‬وشرح املفصل ‪]111 / 8‬‬
‫أى ‪ :‬وقد كاد ومل يصلح‪.‬‬
‫وأنشد الفارسى [من الكامل] ‪:‬‬
‫يالة إن فعلت وإن مل‬ ‫الس‬
‫‪  ‬أهل ّ‬ ‫أنبأته‬ ‫إن‬ ‫اهلل‬ ‫عهد‬ ‫وعليك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬وإن مل تفعل‪ .‬أه‪.‬‬


‫‪ ............................................................................. 350‬فهرس املوضوعات‬

‫وال جيوز إضمار الالم وإبقاء عملها إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫اال‬ ‫ّل نفس ‪  ‬إذا ما خفت من أمر تب‬ ‫حممد تفد نفسك ك‬
‫ّ‬ ‫‪ 215‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬لتفد‪.‬‬
‫ضمنت معىن الشرط ‪ ،‬فإهّن ا حتتاج إذ‬ ‫وكل مجلة غري حمتملة للصدق والكذب ‪ ،‬إذا ّ‬ ‫ّ‬
‫ذاك جوابا فتجزمه ‪ ،‬وهى مجلة األمر ؛ حنو قولك ‪« :‬ائتىن أكرمك»‪.‬‬
‫واالستفهام ؛ حنو قولك ‪« :‬أين بيتك أزرك»‪.‬‬
‫والتمىّن ؛ حنو قولك ‪« :‬ليت ىل ما ال أنفق منه»‪.‬‬
‫والتحضيض ؛ حنو قولك ‪« :‬هاّل تأتينا حت ّدثنا»‪.‬‬
‫والعرض ؛ حنو قولك ‪« :‬أال تنزل عندنا نتكلّم معك»‪.‬‬
‫والدعاء ؛ حنو قولك ‪« :‬غفر اهلل لزيد يدخله اجلنّة»‪.‬‬
‫والنّهى ؛ حنو قولك ‪« :‬ال تضرب زيدا يكرمك»‪.‬‬
‫منفى ‪ ،‬بعد أداة‬
‫إال أ ّن مجلة النهى إذا ض ّمنت معىن الش رط ‪ ،‬فإمّن ا تتق ّدر بفعل ّ‬
‫الش رط ؛ كأنك قلت ىف املس ألة املتق ّدمة ال ذكر ‪ :‬إال تض رب زي دا يكرمك ‪ ،‬ولو قلت ‪:‬‬
‫ال تدن من األسد يأكلك ‪ ،‬مل جتزم ؛ أل ّن اجلزم إمّن ا يكون على تقدير «إال تدن من األسد‬
‫يأكلك» ؛ وذلك فاسد املعىن‪.‬‬
‫واألمساء املوض وعة موضع فعل األمر ‪ ،‬جترى جمراه ىف ج زم اجلواب ‪ ،‬إذا ض منت‬
‫معىن الشرط ؛ حنو قولك ‪ :‬نزال أكرمك ‪ ،‬وحسبك ينم النّاس‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬أليب طالب ونسب إىل األعشى وإىل حسان وإىل جمهول‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬تفد» يريد لتفد فأضمر الم األمر ؛ وهذا من أقبح الضرورات‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت أليب طالب يف شرح شذور الذهب ص ‪ ، 275‬وله أو لألعشى يف خزانة األدب ‪/ 9‬‬
‫‪ ، 11‬ولألعشى أو حلسان أو جملهول يف الدرر ‪ ، 61 / 5‬وبال نسبة يف أسرار العربية ص ‪، 321 ، 319‬‬
‫واإلنص اف ‪ ، 530 / 2‬واجلىن الداين ص ‪ ، 113‬ورصف املب اين ص ‪ ، 256‬وسر ص ناعة اإلع راب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 391‬وشرح األمشوين ‪ ، 575 / 3‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 597 / 1‬وشرح املفصل ‪، 60 ، 35 / 7‬‬
‫‪ ، 24 / 9 ، 62‬والكتاب ‪ ، 8 / 3‬والالمات ص ‪ ، 96‬ومغين اللبيب ‪ ، 224 / 1‬واملقاصد النحوية ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 418‬واملقتضب ‪ ، 132 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.55 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪351 .............................................................................‬‬

‫ومن ذلك قوله [من الوافر] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫رتحيى‬ ‫دى أو تس‬ ‫‪ 216‬ـ وق وىل كلّما جش أت وجاشت ‪  ‬مكانك حتم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ضمن معىن‬
‫وكذلك الفعل الذى لفظه لفظ اخلرب ‪ ،‬ومعناه األمر ‪ ،‬جيزم اجلواب إذا ّ‬
‫الشرط‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومن كالمهم ‪ :‬اتّقى اهلل امرؤ فعل خريا يثب عليه‪.‬‬
‫ف إن مل يض ّمن ش ىء من ذلك معىن الش رط ‪ ،‬ارتفع الفعل ؛ حنو قوله ‪[ :‬من‬
‫البسيط]‬
‫(‪)2‬‬
‫ّر إىل أوطاهنا البقر‬ ‫‪ 217‬ـ ك ّروا إىل ح ّرتيكم تعمروهنما ‪  ‬كما تك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وجازم فعلني ‪ ،‬وهو قسمان ‪ :‬حرف واسم ‪:‬‬


‫فاحلرف إذ ما ‪ ،‬وإن (‪.)3‬‬
‫واالسم ‪ :‬ما بقى ‪ ،‬وهو قسمان ‪ :‬ظرف ‪ ،‬وغري ظرف‪.‬‬
‫وأى‪.‬‬
‫فغري الظّرف ‪ :‬من ‪ ،‬وما ‪ ،‬ومهما ‪ّ ،‬‬
‫(‪)4‬‬

‫والظرف قسمان ‪ :‬زماىن ‪ ،‬ومكاىن ‪:‬‬


‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لعمرو بن اإلطنابة‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬حتم دي» حيث جزمه حبذف الن ون لكونه واقعا يف ج واب األمر ‪ ،‬واألمر هنا‬
‫باسم الفعل «مكانك»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬إنباه الرواة ‪ ، 281 / 3‬ومحاسة البحرتي ص ‪ ، 9‬واحليوان ‪ ، 425 / 6‬ومجهرة اللغة ص‬
‫‪ ، 1095‬وخزانة األدب ‪ ، 428 / 2‬والدرر ‪ ، 84 / 4‬وديوان املعاين ‪ ، 114 / 1‬ومسط الآليل ص ‪574‬‬
‫‪ ،‬وشرح التصريح ‪ ، 243 / 2‬وشرح شواهد املغين ص ‪ ، 546‬وجمالس ثعلب ‪ ، 83‬واملقاصد النحوية ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 415‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 189 / 4‬واخلصائص ‪ ، 35 / 3‬وشرح األمشوين ‪، 569 / 3‬‬
‫وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 524 ، 447‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 117‬وشرح املفصل ‪ ، 74 / 4‬ولسان‬
‫العرب (جشأ) ‪ ،‬ومغىن اللبيب ‪ ، 203 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.13 / 2‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لألخطل‪.‬‬
‫والش اهد فيه رفع «تعمروهنم ا» لوقوعها موقع احلال ‪ ،‬أو على القطع ‪ ،‬ولو ج زم على ج واب األمر‬
‫جلاز‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 176‬وش رح أبي ات س يبويه ‪ ، 87 / 2‬والكت اب ‪ ، 99 / 3‬ولس ان الع رب‬
‫(وطن) ‪ ،‬ومعجم ما استعجم ص ‪ ، 481‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪.571 / 3‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فاحلرف إذ ما وإن» مثال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬إن يقم زيد أقم ‪ ،‬وإذ ما تأتىن آتك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬فغري الظ رف من وما ومهم ا» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬من يكرمىن أكرمه ‪ ،‬وما تفعل أفعل ‪،‬‬
‫ومهما تفعل أفعل‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 352‬فهرس املوضوعات‬

‫الشعر (‪.)1‬‬
‫وأى حني ‪ ،‬وإذا ؛ ىف ّ‬‫فالزماىنّ ‪ :‬مىت ‪ ،‬وأيّان ‪ّ ،‬‬
‫وأى مكان ‪ ،‬وحيث (‪.)2‬‬‫واملكاىّن ‪ :‬أين ‪ ،‬وأىّن ‪ّ ،‬‬
‫وهذه األدوات ‪ :‬منها ما تلزمه ما ‪ ،‬وهو ‪ :‬إذ ‪ ،‬وحيث (‪.)3‬‬
‫وأى ‪ ،‬ومىت ‪ ،‬وأيّان ‪ ،‬وإذا (‪.)4‬‬
‫ومنها ما ال ‪ /‬تلزمه ما ‪ ،‬وهو ‪ :‬إن ‪ ،‬وأين ‪ّ ،‬‬
‫ومنها ما ال تلحقه ما ‪ ،‬وهو ما بقى (‪.)5‬‬
‫وهذه األدوات ‪ّ :‬إما أن تدخل على مجلتني فعليتني ‪ ،‬أو مجلتني ‪ :‬إحدامها فعليه ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬فالزم اىن مىت وأي ان وأى حني وإذا ىف الش عر» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬مىت تكرمىن أكرمك ‪،‬‬
‫وأي ان ت أت آت ‪ ،‬وأى حني خترج أخ رج ‪ ،‬وإذا تقم أقم ‪ ،‬إال أن ذلك ال جيوز إال ىف الش عر ؛ حنو قوله [من‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫ارب‬ ‫دائنا فنض‬ ‫لها ‪  ‬خطانا إىل أع‬ ‫ان وص‬ ‫يافنا ك‬ ‫رت أس‬ ‫إذا قص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت لقيس بن اخلطيم ىف ديوانه ص ‪ ، 88‬وخزانة األدب ‪ ، 27 ، 25 / 7‬وشرح املفصل ‪7‬‬
‫‪ ، 47 /‬والكت اب ‪ ، 61 / 3‬وهو برواية «نض ارب» مك ان «فنض ارب» ‪ ،‬لألخنس بن ش هاب ىف خزان ة‬
‫األدب ‪ ، 28 / 7‬وش رح اختي ارات املفص ل ص ‪ ، 937‬وه و لكعب بن مال ك ىف فص ل املق ال ص ‪، 442‬‬
‫وليس ىف ديوانه ‪ ،‬ولشهم بن مرة ىف احلماسة الشجرية ‪.186 / 1‬‬
‫ف «كان» ىف موضع حزم ‪ ،‬ولذلك عطف عليه «فنضارب» وهو جمزوم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واملكاىن أين وأىن وأى مكان وحيث» مثال ذلك قولك ‪ :‬أين تكن أكن ‪ ،‬قال الشاعر [من‬
‫اخلفيف] ‪:‬‬
‫رف العيس حنوها للتّالقى‬ ‫داة جتدنا ‪  ‬نص‬ ‫رب بنا الع‬ ‫أين تض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت البن مهام الس لوىل ىف الكت اب ‪ ، 58 / 3‬وبال نس بة ىف ش رح األمشوىن ‪، 580 / 3‬‬
‫وشرح املفصل ‪ ، 45 / 7 ، 105 / 4‬واملقتضب ‪.]48 / 2‬‬
‫وأىن تكن أكن ؛ قال الشاعر [من الطويل] ‪:‬‬
‫اجر‬ ‫بحت اىّن تأهتا تلتبس هبا ‪  ‬كال مركبيها حتت رجلك ش‬ ‫فأص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ال بيت للبيد بن ربيعه يف ديوانه ص ‪ ، 220‬الكت اب ‪ ، 58 / 3‬ش رح املفصل ‪ ]110 / 4‬وأى‬
‫مكان جتلس أجلس ‪ ،‬وحيثما تقعد أقعد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وهذه األدوات منها ما تلزمه «ما» وهو إذ وحيث» أعىن أنه ال جيازى هبما إال مقرونني بـ‬
‫«ما» فال يقال ‪ :‬إذ يقم زيد يقم عمرو ‪ ،‬وال حيث يكن زيد يكن عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬قوىل ‪« :‬ومنها ما ال تلزمه ما ‪ ،‬وهو إن وأين وأى ومىت وإذا» أعىن أنك تقول ‪ :‬إما تقم أقم ‪ ،‬وأينما‬
‫تكن أكن ‪ ،‬وأى ما تض رب ‪ ،‬أض رب ومىت ما خترج أخ رج ‪ ،‬وإذا ما تكرمىن أكرمك ‪ ،‬وإن ش ئت مل تلحق‬
‫«ما» ىف مجيع ذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ومنها ما ال تلحقه ما ‪ ،‬وهو ما بقى» ال ذى ال تلحقه ما ‪ :‬من وما ومهما وأىن وأي ان ال‬
‫تقول ‪ :‬أيان ما تقم أقم ‪ ،‬وال أىن ما خترج أخرج ‪ ،‬وال مهما ما تصنع أصنع ‪ ،‬وال ما ما تفعل أفعل ‪ ،‬وال من‬
‫ما تضرب أضرب ‪ ،‬بل ال يستعمل منها شىء ىف اجلزاء إال غري مقرون مبا‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪353 .............................................................................‬‬

‫واألخرى امسيّة ‪:‬‬


‫فإما أن تك ون الثانية أم را ‪ ،‬أو هنيا ‪ ،‬أو دع اء ‪ ،‬أو اس تفهاما ‪،‬‬
‫ف إن كانتا فعلي تني ‪ّ :‬‬
‫أو فعال قد دخلت عليه قد أو السني ‪ ،‬أو سوف ‪ ،‬أو ما ‪ ،‬أو أن ‪ ،‬أو غري ذلك ‪:‬‬
‫ف إن ك انت اجلملة الثانية ش يئا ممّا ذكر ‪ ،‬أدخلت عليها الف اء (‪ ، )1‬وج زمت الفعل‬
‫األول ‪ ،‬إن كان مضارعا ‪ ،‬وإن كان ماضيا ‪ ،‬كان ىف موضع جزم (‪.)2‬‬
‫فإما أن يك ون الفعالن ماض يني أو مض ارعني ‪ ،‬أو‬ ‫وإن مل تكن ش يئا من ذلك ‪ّ :‬‬
‫أحدمها ماض واآلخر مضارع‪.‬‬
‫فإن كانا ماضيني ‪ ،‬كانا ىف موضع جزم (‪ ، )3‬وإن كانا مضارعني جزمتهما (‪ ، )4‬إال‬
‫أن تدخل الفاء على الثاىن ‪ ،‬فإنّك ترفعه (‪ ، )5‬وال جيوز رفعه إن مل تدخل عليه الفاء ‪ ،‬إاّل‬
‫ىف ضرورة ‪ ،‬ويكون على تقدير الفاء ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫رع‬ ‫وك تص‬ ‫رع أخ‬ ‫‪ 218‬ـ يا أق رع بن ح ابس يا أق رع ‪  ‬إنّك إن يص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن ك انت اجلملة الثانية ش يئا مما ذكر ‪ ،‬أدخلت عليها الف اء» إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال ذلك ‪:‬‬
‫قولك ‪ :‬إن ق ام زيد فاض ربه ‪ ،‬وإن قعد بكر فال تض ربه ‪ ،‬وإن غفر ىل زيد فغفر اهلل له ‪ ،‬وإن ج اء زيد فهل‬
‫تكرمه ‪ ،‬وإن أكرمىن زيد فقد أكرمته وإن يكرمىن زيد فس أكرمه ‪ ،‬أو فس وف أكرمه ‪ ،‬وإن فسق زيد فلم‬
‫أكرمه ‪ ،‬وإن مل ي أتىن زيد فما آته ‪ ،‬وإن مل يكرمىن عم رو فلم أكرمه ‪ ،‬مجيع ذلك ال ب ّد فيه من دخ ول الف اء‬
‫على اجلواب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وجزمت الفعل األول إن كان مضارعا ‪ ،‬وإن كان ماضيا كان ىف موضع جزم» أما املاضى‬
‫فقد تق دم متثيله ‪ ،‬وأما املض ارع ‪ :‬فنحو قولك ‪ :‬إن يقم زيد فأض ربه ؛ فظهر أثر اجلازم ىف الفعل املض ارع ؛‬
‫ألنه معرب ‪ ،‬ومل يظهر أثره ىف املاضى ؛ ألنه مبىن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كانا ماضيني ‪ ،‬كانا ىف موضع جزم» مثال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬إن قام زيد قام عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كانا مضارعني جزمتهما» مثال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬إن يقم زيد يقم عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إال أن ت دخل الف اء على الث اىن ؛ فإنك ترفع ه» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬إن يقم زيد فيق وم‬
‫عمرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬البيت جلرير بن عبد اهلل البجلي ونسب إىل عمرو بن خثارم العجلي‪.‬‬
‫ويف البيت شاهدان ‪ :‬أوهلما قوله ‪« :‬يا أقرع» مرتني ‪ ،‬حيث حذفت «أل» من العلم املنادى ‪ ،‬وهذا‬
‫احلذف واجب ‪ ،‬وثانيهما قوله ‪« :‬إنك إن يصرع أخوك تصرع» حيث ألغى الشرط املتوسط بني املبتدأ واخلرب‬
‫ضرورة ‪ ،‬فإن مجلة «تصرع» خرب «إن» واجلملة دليل جزاء الشرط ‪ ،‬ومجلة الشرط معرتضة بني املبتدأ واخلرب‬
‫وخرجه املصنف هنا على أنه على تقدير دخول الفاء على اجلواب ؛ أى ‪ :‬فتصرع‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 354‬فهرس املوضوعات‬

‫أى ‪ :‬فتصرع‪.‬‬
‫وإن كان أحدمها ماضيا ‪ ،‬واآلخر مضارعا ‪ ،‬ق ّدمت املاضى ويكون ىف موضع جزم‬
‫وأخرت املضارع ‪:‬‬‫‪ّ ،‬‬
‫والرفع ‪ ،‬واجلزم أحسن‪.‬‬
‫وجيوز فيه اجلزم ّ‬
‫وإن أدخلت عليه الف اء ‪ ،‬مل جيز إال الرفع ؛ وذلك حنو قولك ‪« :‬إن ق ام زيد يقم‬
‫عمرو»‪ .‬وإن شئت ‪« :‬يقوم» ‪ ،‬وإن شئت ‪« :‬فيقوم»‪.‬‬
‫وال جيوز تق دمي املض ارع وت أخري املاضى إال ىف ض رورة ‪ ،‬وجيزم إذ ذاك املض ارع ‪،‬‬
‫ويكون املاضى ىف موضع جزم ؛ ومن ذلك قوله [من اخلفيف] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫جا بني حلقه والوريد‬ ‫كالش‬
‫ّ‬ ‫من يك دىن بس ىّي ء كنت منه ‪ ‬‬ ‫‪ 219‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن دخلت على مجل تني ‪ ،‬إح دامها ‪ :‬امسيّة ‪ ،‬واألخ رى ‪ :‬فعليّة ـ جعلت االمسيّة‬
‫جوابا ‪ ،‬ومل يكن ب ّد من دخ ول الف اء أو إذن عليها ‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬إن يقم زيد فعم رو‬
‫قائم» ‪ ،‬أو ‪« :‬إذن عمرو قائم»‪.‬‬
‫وال جيوز حذف الفاء إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ّر عند اهلل مثالن‬ ‫بالش‬
‫ّر ّ‬ ‫والش‬
‫ّ‬ ‫‪ 220‬ـ من يفعل احلس نات اهلل يش كرها ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬أليب زبيد الطائي‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬من يك دين كنت» حيث ج زم بـ «من» الش رطية فعال مض ارعا ‪ ،‬وج اء ج واب‬
‫الشرط فعال ماضيا ىف موضع جزم ‪ ،‬وهذا قليل‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ 52‬وخزانة األدب ‪ ، 76 / 9‬واملقاصد النحوية ‪ ، 427 / 4‬وبال نسبة يف رصف‬
‫املباين ص ‪ ، 105‬وشرح األمشوين ‪ ، 585 / 3‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 585‬واملقتضب ‪ ، 59 / 2‬ونوادر‬
‫أيب زيد ص ‪.68‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لكعب بن مالك ونسب إىل عبد الرمحن بن حسان وإىل حسان بن ثابت‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪355 .............................................................................‬‬

‫وقد تق ّدم حكم الش رط والقسم ىف ب اب القسم ‪ ،‬ف إن اجتمع االس تفهام والش رط‬
‫‪ ، /‬ب نيت اجلواب على الش رط ‪ ،‬ويك ون االس تفهام داخال على مجلة الش رط واجلواب‬
‫بأسرها ؛ حنو قولك ‪« :‬هل إن قام زيد يقم عمرو»‪.‬‬
‫وجيوز ح ذف فعل الش رط ‪ ،‬وإبق اء اجلواب إذا ك ان ىف الكالم دليل على ذلك ؛‬
‫حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ام‬ ‫فطلّقها فلست هلا بكفء ‪  ‬وإال يعل مفرقك احلس‬ ‫‪ 221‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬إاّل تطلّقها‪.‬‬


‫وك ذلك جيوز ح ذف اجلواب وإبق اء فعل الش رط ‪ ،‬إذا ج اء الش رط عقيب كالم‬
‫دل على اجلواب ‪ ،‬أو أثن اءه ‪ ،‬حنو قولك زيد ق ائم إن ق ام عم رو ‪ ،‬وزيد إن ق ام عم رو‬ ‫ي ّ‬
‫قائم‪.‬‬
‫يدل على ذلك حنو قوله‬
‫وجيوز حذفهما ـ أيضا ـ ىف الشعر إذا كان ىف الكالم ما ّ‬
‫__________________‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬من يفعل احلس نات اهلل يش كرها» حيث ح ذف الف اء الرابطة من ج واب الش رط ‪،‬‬
‫والتقدير ‪ :‬فاهلل يشكرها ‪ ،‬وهذا احلذف للضرورة الشعرية وأجازه بعضهم إذا علم‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت لكعب بن مالك يف ديوانه ص ‪ ، 288‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 109 / 2‬وله أو لعبد‬
‫الرمحن بن حسان يف خزانة األدب ‪ ، 52 ، 49 / 9‬وش رح ش واهد املغين ‪ ، 178 / 1‬ولعبد الرمحن بن‬
‫حسان يف خزانة األدب ‪ ، 365 / 2‬ولسان العرب (جبل) ‪ ،‬واملقتضب ‪ ، 72 / 2‬ومغين اللبيب ‪، 56 / 1‬‬
‫واملقاصد النحوية ‪ ، 433 / 4‬ونوادر أيب زيد ص ‪ ، 31‬وحلسان بن ثابت يف الدرر ‪ ، 81 / 5‬والكتاب‬
‫‪ ، 65 / 3‬وليس يف ديوانه ‪ ،‬وبال نس بة يف األش باه والنظ ائر ‪ ، 114 / 7‬وأوضح املس الك ‪، 210 / 4‬‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 357 / 11 ، 77 ، 40 / 9‬واخلصائص ‪ ، 281 / 2‬وسر صناعة اإلعراب ‪، 264 / 1‬‬
‫‪ ، 265‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 286 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 3 ، 2 / 9‬والكتاب ‪ ، 114 / 3‬واحملتسب‬
‫‪ ، 193 / 1‬واملنصف ‪ ، 118 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.60 / 2‬‬
‫(‪ )1‬البيت لألحوص‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬وإال يع ل» حيث حذف فعل الش رط لداللة ما قبله عليه والتقدير ‪ :‬وإال تطلقها‬
‫يعل مفرقك احلسام‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 190‬واألغاين ‪ ، 234 / 15‬والدرر ‪ ، 87 / 5‬وخزانة األدب ‪، 151 / 2‬‬
‫وشرح التصريح ‪ ، 252 / 2‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 936 ، 767 / 2‬واملقاصد النحوية ‪ ، 435 / 4‬وبال‬
‫نسبة يف اإلنصاف ‪ 72 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 215 / 4‬ورصف املباين ص ‪ ، 106‬وشرح األمشوين ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 591‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 445‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 590‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪، 369‬‬
‫ولسان العرب (إماال) ‪ ،‬ومغين اللبيب ‪ ، 647 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.62 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 356‬فهرس املوضوعات‬

‫[من الرجز] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫العم يا س لمى ‪ :‬وإن ‪  ‬ك ان فق ريا مع دما ق الت ‪ :‬وإن‬
‫‪ 222‬ـ ق الت بن ات ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬وإن كان فقريا معدما ‪ ،‬متنّيته‪.‬‬


‫أى ‪ :‬إن كنت ال تفعل غ ريه ‪،‬‬
‫أو ىف ن ادر كالم ؛ حنو ق وهلم ‪« :‬افعل ه ذا ّإما ال» ّ‬
‫فافعله‬
‫اجلر ‪ ،‬واالسم‬
‫وأمساء الش رط إذا تق ّدمها عامل ‪ ،‬بطل عملها ‪ ،‬ما ع دا ح رف ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫املضاف حنو قولك ‪« :‬مبن مترر أمرر» ‪« ،‬وغالم من تضرب أضرب»‪.‬‬


‫فأما قوله [من اخلفيف] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫اء‬ ‫آذرا وظب‬ ‫دخل الكنيسة يوما ‪  ‬يلق فيها ج‬ ‫إ ّن من ي‬ ‫‪ 223‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فاسم إ ّن ضمري شأن حمذوف ‪ ،‬أى ‪ :‬إنّه‪.‬‬


‫وما كان من اجلوازم لفعلني حرفا ‪ ،‬فال موضع له من اإلعراب (‪ ، )4‬وما كان منها‬
‫اسم زمان أو مكان أو مصدرا (‪ ، )5‬وأعىن بذلك ‪ :‬أيّا املضافة إىل املصدر ‪ ،‬كان ىف‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لرؤبة‪.‬‬
‫والشاهد فيه حذف الشرط واجلواب بعد «إن» ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬وإن كان كذلك رضيته أيضا‪ .‬ويروى ‪:‬‬
‫«وإنن» يف املوضعني ‪ ،‬بدخول التنوين الغايل الذي يدخل على القوايف املقيدة ‪ ،‬ودخوله على «إن» دليل على‬
‫أن هذا النوع من التنوين ال خيتص باالسم‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 186‬وخزانة األدب ‪ ، 216 / 11 ، 16 ، 14 / 9‬وال درر ‪، 88 / 5‬‬
‫وشرح التصريح ‪ ، 37 / 1‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 936 / 2‬واملقاصد النحوية ‪ ، 104 / 1‬وبال نسبة يف‬
‫أوضح املسالك ‪ ، 18 / 1‬والدرر ‪ ، 181 / 5‬ورصف املباين ص ‪ ، 106‬وشرح األمشوين ‪، 592 / 3‬‬
‫وشرح التصريح ‪ ، 195 / 1‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 370‬ومغين اللبيب ‪ ، 649 / 2‬واملقاصد النحوية‬
‫‪ ، 436 / 4‬ومهع اهلوامع ‪.80 ، 62 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إذا تق دمها عامل ‪ ،‬بطل عمله ا» مث ال ذلك ‪ :‬إ ّن من خيرج أخ رج معه ‪ ،‬وال جيوز اجلزم‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬تقدم برقم ‪.53‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وما كان من اجلوازم لفعلني حرفا فال موضع له من اإلعراب» مثال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬إن يقم‬
‫زيد يقم عمرو ‪ ،‬وإذ ما تقم أقم ‪ ،‬ال موضع لـ «أن» و «إذ ما» من االعراب ؛ ألهنما حرفان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وما كان منها اسم زمان أو مكان» إىل آخره ‪ ،‬مثال اسم املكان ‪ :‬قولك ‪ :‬أين تكن أكن‬
‫‪ ،‬وأىن تكن أكن ‪ ،‬وحيثما تكن أكن ‪ ،‬ومث ال اسم الزم ان ‪ :‬مىت تقم أقم ‪ ،‬وأي ان تقم أقم ‪ ،‬وأى حني خترج‬
‫أى قيام‬
‫أخرج ‪ ،‬وإذا تضرب زيدا أضربه ‪ ،‬إال أن إذا ال جيزم هبا إال ىف الشعر ؛ كما تقدم ‪ ،‬ومثال املصدر ‪ّ :‬‬
‫تقم أقم مثله‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪357 .............................................................................‬‬

‫موضع نصب على الظرفيّة ‪ ،‬أو على املصدريّة‪.‬‬


‫وما كان منها امسا لغري ما ذكر فإن دخل عليه حرف خفض (‪ ، )1‬كان خمفوضا به‬
‫‪ ،‬ويكون اجملرور متعلقا بفعل الشرط‪.‬‬
‫وإن مل ي دخل عليه ح رف خفض ‪ :‬ف إن ك ان الفعل ال ذى بع ده غري متع ّد ‪ ،‬ك ان‬
‫مبتدأ ؛ حنو قولك ‪« :‬من يقم أقم معه» ‪ ،‬وإن كان متع ّديا ‪ :‬فإن كان فاعل الفعل ضمريا‬
‫يعود على اسم الشرط ‪ ،‬كان ـ أيضا ـ مبتدأ (‪ )2‬؛ حنو قولك ‪« :‬من يضرب زيدا أضربه»‪.‬‬
‫وإن مل يكن ضمريا يعود على اسم الشرط ‪:‬‬
‫فإن كان الفعل مل يأخذ مفعوله ‪ ،‬كان مفعوال مقدما ؛ حنو قولك ‪« :‬من يضرب‬
‫زيدا أضربه»‪.‬‬
‫وإن كان قد أخذه (‪ ، )3‬فإن كان املفعول ضمريا عائدا على اسم الشرط ‪ ،‬أو سببيا‬
‫له ‪ ،‬جاز فيه الرفع على االبتداء ‪ ،‬والنّصب بإضمار فعل ‪ ،‬واالختيار الرفع ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫«من يضربه زيد أضربه» ‪« ، /‬ومن يضرب غالمه زيد أضربه»‪.‬‬
‫وإن كان املفعول أجنبيّا ‪ ،‬مل جيز فيه إاّل الرفع على االبتداء ؛ حنو قولك ‪« :‬من‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن دخل عليه ح رف خفض» إىل آخ ره مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬مبن مترر أم رر ‪ ،‬فاجلار‬
‫واجملرور الذى هو مبن يتعلق بـ «مترر»‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان فاعل الفعل ضمريا يعود على اسم الشرط ‪ ،‬كان مبتدأ» مثال ذلك قولك ‪ :‬من‬
‫يضرب زيدا أضربه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان قد أخ ذه» أعىن لفظا ‪ ،‬حنو ‪ :‬من يض ربىن أضربه ‪ ،‬أو تقديرا ؛ حنو قوله تع اىل ‪:‬‬
‫يتصور إعماله ىف «من» والتقدير ‪ :‬من‬ ‫(من ي َشِأ اهلل ي ْ ِ‬
‫ض للْهُ) [األنعام ‪ ]36‬فـ «يشأ» قد أخذ مفعوله نية ؛ فال ّ‬ ‫ُُ‬ ‫َْ َ‬
‫يض لله ؛ فحذف املفعول ‪ ،‬وهو مقدر ‪ ،‬وال يتصور أن تكون «من» منصوبة بـ «يشأ» لفساد‬ ‫يشأ اهلل إضالله ّ‬
‫املعىن ؛ إذ ال يتصور أن يكون التقدير ‪ :‬من يرد اهلل يضلله‪.‬‬
‫فإن قلت ‪ :‬فلعله على حذف مضاف ‪ ،‬أى ‪ :‬إضالل من يرد اهلل يضلله‪.‬‬
‫فاجلواب ‪ :‬أن ذلك ال يسوغ ؛ ألن اسم الشرط أو ما أضيف إليه ال بد ىف اجلملة الواقعة جوابا له من‬
‫ض مري عائد عليه ؛ فتق ول ‪ :‬من يقم أقم معه ‪ ،‬وغالم من تض رب أض ربه ‪ ،‬وال جيوز أن تق ول ‪ :‬من يقم يقم‬
‫عم رو ‪ ،‬وال غالم من يض رب أقم ‪ ،‬فك ذلك ال جيوز ‪ :‬إض الل من يشأ اهلل يض لله ؛ ألنه ال ض مري ىف اجلملة‬
‫الواقعة جوابا عائد على اإلضالل ؛ فلم يبق إال أن يكون التقدير ‪ :‬من يرد اهلل إضالله يضلله‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 358‬فهرس املوضوعات‬

‫يضرب زيدا أضربه» ‪« ،‬ومن يضرب غالمه زيدا أضربه»‪.‬‬


‫(‬
‫وحكم املضاف إىل اسم الشرط ىف اإلعراب كحكم اسم الشرط ىف مجيع ما ذكر‬
‫‪.)1‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وحكم املضاف إىل اسم الشرط ىف اإلعراب كحكم اسم الشرط ىف مجيع ما ذكر» أعىن ‪:‬‬
‫أنك إذا قلت ‪ :‬غالم من يقم أقم معه ‪ ،‬ك ان الغالم مرفوعا باالبت داء ؛ كما ك انت «من» ىف قولك ‪ :‬من يقم‬
‫أقم معه ‪ ،‬ىف موضع رفع على االبت داء ‪ ،‬وإذا قلت ‪ :‬غالم من يض رب زي دا أض ربه ك ان الغالم مفع وال بـ‬
‫«يضرب» كما كانت «من» ىف قولك ‪ :‬من يضرب زيدا أضربه مفعولة بـ «يضرب» وكذلك سائر املسائل ‪:‬‬
‫حكم املضاف إىل اسم الشرط فيها حكم اسم الشرط‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪359 .............................................................................‬‬

‫باب ما جرى من األسماء فى اإلعراب‬


‫مجرى الفعل‬
‫ينون وال خيفض ‪ ،‬ومسّى غري منصرف ؛‬ ‫كل اسم ال ّ‬ ‫وهو غري املنصرف ‪ ،‬وأعىن به ّ‬
‫أل ّن املنصرف ‪ :‬هو الذى ىف آخره صريف ‪ ،‬وأعىن بذلك ‪ :‬التنوين‪.‬‬
‫فلما مل يكن ىف آخ ره تن وين مسّى غري منص رف ‪ ،‬ول ذلك ينبغى أن يس ّمى االسم‬
‫(‬
‫الذى ال ينصرف إذا دخلت عليه األلف والالم ‪ ،‬أو أضيف ‪ ،‬مث خفض بعد ذلك منجرا‬
‫يسمى منصرفا ؛ ألنّه ليس فيه صريف قبل دخول األلف والالم واإلضافة ‪ ،‬وال‬ ‫‪ ،‬وال ّ‬
‫‪)1‬‬

‫بعد دخوهلما‪.‬‬
‫الص رف حىت توجد فيه علّت ان فرعيّت ان فص اعدا من علل تسع ‪ ،‬أو‬ ‫وال مينع االسم ّ‬
‫ما أشبهها ‪ ،‬قد اجتمعتا على حنو ما ‪ ،‬أو علّة تقوم مقام علتني‪.‬‬
‫والص فة ‪ ،‬والت أنيث ‪ ،‬والعجمة ‪ ،‬والرّت كيب ‪،‬‬
‫والعلل التسع ‪ :‬الع دل ‪ ،‬والتّعريف ‪ّ ،‬‬
‫ووزن الفعل ‪ ،‬واجلمع الذى ال نظري له ىف اآلحاد ‪ ،‬وزيادة األلف والنون‪.‬‬
‫والعلّة الىت تق وم مق ام علّ تني ‪ :‬الت أنيث الالزم ‪ ،‬وهو الت أنيث ب األلف (‪ ، )2‬واجلمع‬
‫ال ذى ال نظري له ىف اآلح اد ‪ ،‬وهو ما ك ان من اجلم وع موافقا ملفاعل ‪ ،‬أو مفاعيل ىف‬
‫والسكنات ‪ ،‬وعدد احلروف ؛ حنو ‪ :‬مساجد ‪ ،‬ودنانري‪.‬‬ ‫احلركات ‪ّ ،‬‬
‫الص فة ؛ وذلك ‪ :‬أ ّن الع دل ‪ّ :‬إما عن‬
‫الص رف إال مع التعريف ‪ ،‬أو ّ‬ ‫فالع دل ال مينع ّ‬
‫األلف والالم ‪ ،‬أو عن بناء إىل آخر‪.‬‬
‫فالعدل عن األلف والاّل م ‪ :‬مل جيئ إال ىف ‪ :‬سحر ‪ ،‬وأخر ؛ أل ّن سحر ىف األصل‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب ما جرى من األمساء ىف اإلعراب جمرى الفعل ‪ :‬وهو االسم غري املنصرف‬
‫ق وىل ‪« :‬إذا أدخلت عليه األلف والالم أو أض يف ‪ ،‬مث خفض بعد ذلك ينج ّر» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪:‬‬
‫قبضت من الدراهم ‪ ،‬ومن درامهى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وهو الت أنيث ب األلف» مث ال ذلك ‪ :‬حبلى ‪ ،‬وص حراء فـ «اهلم زة» ىف ص حراء ‪ ،‬هى ىف‬
‫األصل األلف ‪ ،‬إال أهنا قلبت مهزة ؛ الجتماعها س اكنة مع األلف الىت قبلها ؛ ول ذلك إذا زالت األلف األوىل‬
‫زالت اهلمزة ؛ فتقول ىف صحراء ‪ :‬صحارى ‪ ،‬وصحار ‪ ،‬وصحارى ‪ ،‬وال تقول ‪ :‬صحارئ ‪ ،‬وقد بني ذلك‬
‫ىف موضعه من الكتاب‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 360‬فهرس املوضوعات‬

‫نك رة ‪ ،‬فك ان جيب إذا أردت تعريفه أن ت دخل عليه األلف والالم ‪ ،‬فع دلوه عن ذلك ‪،‬‬
‫فكل فعلى مؤنّثة األفعل ‪ ،‬ال تستعمل‬
‫وعرفوه بنيّتهما ‪ ،‬وكذلك أخر ‪ ،‬هو مجع أخرى ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫هى وال مجعها إال مض افني ‪ ،‬أو مع ّرفني ب األلف والالم ‪ ،‬فع دلت عن ذلك ‪ ،‬واس تعملت‬
‫نكرة‪.‬‬
‫الصرف مع التعريف ؛ كسحر ‪ ،‬أو مع النّعت كأخر‪.‬‬ ‫وهذا النوع من ‪ /‬العدل مينع ّ‬
‫والعدل عن بناء إىل بناء ‪ :‬ال يكون أبدا إال على وزن فعال أو فعل أو مفعالن ‪ ،‬أو‬
‫فع ال ‪ ،‬أو مفعل ‪ ،‬إال أ ّن فع اال ‪ ،‬ومفعال ‪ ،‬ال يكون ان مع دولني إال ىف الع دد ىف ح ال‪.‬‬
‫تنكري ؛ حنو ‪ :‬مثىن ‪ ،‬وموحد ‪ ،‬وأح اد ‪ ،‬وثالث ‪ ،‬ورب اع ‪ ،‬وعش ار ‪ ،‬وهو موق وف على‬
‫السماع (‪.)1‬‬
‫ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأح اد وثالث ورب اع وعش ار ‪ ،‬وهو موق وف على الس ماع» أعىن ‪ :‬أن ه ذه األربعة هى‬
‫باع) [النساء ‪ ]3 :‬قال الشاعر ‪[ :‬من املتقارب]‬ ‫الىت اشتهر مساعها ‪ ،‬قال تعاىل ‪َ ( :‬مثْنى َوثُ َ‬
‫الث َو ُر َ‬
‫ارا‬ ‫اال عش‬ ‫ال خص‬ ‫الرج‬
‫وق ّ‬ ‫وك حىّت رمي ‪  ‬ت ف‬ ‫فلم يسرت يث‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت للكميت ىف ديوانه ‪ ، 191 / 1‬وأدب الكاتب ص ‪ ، 567‬وخزانة األدب ‪، 170 / 1‬‬
‫‪ ، 171‬والدرر ‪ ، 91 / 1‬ولسان العرب (عشر) ‪ ،‬وبال نسبة ىف اخلصائص ‪ ، 181 / 3‬ومهع اهلوامع ‪/ 1‬‬
‫‪.]26‬‬
‫وقال اآلخر [من الطويل] ‪:‬‬
‫واهله‬ ‫عقتها ص‬ ‫اد ومثىن أص‬ ‫رات اخلضر حتت لبانه ‪  ‬أح‬ ‫رى النّع‬ ‫ت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت البن مقبل ىف ديوانه ص ‪ ، 252‬وإصالح املنطق ص ‪ ، 205‬وتذكرة النحاة ‪، 90 / 1‬‬
‫وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 529‬ولسان العرب ‪( 221 / 5‬نعر) ‪ ،‬واملعاىن الكبري ص ‪ ، 606‬وبال نسبة‬
‫ىف تذكرة النحاة ص ‪ ، 684‬والصاحىب ىف فقه اللغة ص ‪ ، 140‬ولسان العرب (فرد) ‪( ،‬صعق) ‪( ،‬ثىن) ‪،‬‬
‫وجمالس ثعلب ص ‪ ، 155‬ومهع اهلوامع ‪.]26 / 1‬‬
‫وقد حكى مخاس وسداس ؛ قال الشاعر [من الوافر] ‪:‬‬
‫تقيما‬ ‫داس أاّل يس‬ ‫مى ‪  ‬أدار س‬‫ّ‬ ‫ربة عبش‬ ‫ربت مخاس ض‬ ‫ض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت بال نسبة ىف الدرر ‪ ، 92 / 1‬وتذكرة النحاة ص ‪ ، 685‬ومهع اهلوامع ‪.]26 / 1‬‬
‫وحكى أبو عمرو الشيباىن وابن السكيت وأبو حامت ىف كتاب «اإلبل» له ‪ :‬أن العرب قد جاء عنها‬
‫مخاس وسداس إىل عشار ‪ ،‬وال يقدح يف نقلهم ما زعم أبو عبيدة ىف كتاب «اجملاز» له من أنه ال يعلمهم قالوه‬
‫فوق رباع‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪361 .............................................................................‬‬

‫والصفة‪.‬‬
‫الصرف للعدل ّ‬ ‫ومينع مجيع ذلك ّ‬
‫وأما فعال ‪ ،‬وفعل ‪ ،‬ومفعالن ‪ ،‬فال تعدل إال يف حال التعريف ؛ ولذلك ال تعدل ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫واملراد هبا الصفة إاّل ىف النداء‪.‬‬
‫أل ّن املن ادى ـ وإن ك ان نك رة ىف األصل ـ معرفة إذا ك ان مقبال عليه ‪ ،‬وتك ون إذ‬
‫ذاك مبنيّة ؛ حنو قولك ‪« :‬يا فس اق» ‪ ،‬و «يا فس ق» ‪ ،‬و «يا مألم ان» ‪ ،‬وهو موق وف‬
‫السماع‪.‬‬
‫على ّ‬
‫وإذا ك ان فعل علما ‪ ،‬ف إن ك ان له أصل ىف النك رات ‪ ،‬ف اقض عليه بأنّه مص روف‬
‫غري معدول ؛ حنو ‪« :‬لبد» ‪ ،‬اسم نسر لقمان بن عاد ؛ ألنّه يقال ‪ :‬مال لبد‪.‬‬
‫إال أن يق وم دليل مسعى على عدله مبنع ص رفه ؛ حنو ‪« :‬عم ر» ‪ ،‬هو مع دول من‬
‫عامر ‪ ،‬وليس منقوال من عمر مجع عمرة‪.‬‬
‫وإن مل يكن له أصل ىف النك رات ؛ حنو ‪« :‬قثم» ‪ ،‬ف اقض عليه ‪ ،‬بأنّه ممن وع‬
‫الصرف ‪ ،‬معدول ‪ ،‬إال أن يقوم الدليل بصرفه على أنه ليس مبعدول ؛ حنو ‪« :‬أدد»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وإذا ك ان فع ال معرفة ىف غري الن داء ‪ ،‬ف إن ك ان مع دوال عن اسم فعل ؛ ك نزال ‪،‬‬
‫كل فعل ثالثى ‪ ،‬أو عن مصدر ‪ ،‬كبداد ‪ ،‬أو عن صفة مث غلّب ؛ كخالق‬ ‫وهو مطّرد ىف ّ‬
‫‪ ،‬للمنيّة ‪ ،‬كان مبنيا‪.‬‬
‫وإن كان امسا علما ملؤنّث ‪ ،‬وليس له أصل ىف النكرات ‪ ،‬كحذام ‪ ،‬كان معدوال‪.‬‬
‫فأما أهل احلجاز فيبنونه على الكسر تشبيها بنزال‪.‬‬‫ّ‬
‫وأما بنو متيم ‪ ،‬ف إن مل يكن ىف آخ ره راء ‪ ،‬أعرب وه إع راب ما ال ينص رف للع دل‬ ‫ّ‬
‫والتعريف والتأنيث ‪ ،‬وشبّهوه بزينب ىف أنّه علم ملؤنّث ‪ ،‬وإن كان ىف آخره راء ‪ ،‬أجازوا‬
‫فيه البناء على الكسر ‪ ،‬وأن يعرب إعراب ما ال ينصرف ‪ ،‬وقد مجع الشاعر بني اللّغتني ‪،‬‬
‫فقال [من خملع البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ار‬ ‫رة وب‬ ‫ار ‪  ‬فهلكت جه‬ ‫ّر دهر على وب‬ ‫وم‬ ‫‪ 224‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لألعشى‪.‬‬
‫والشاهد فيه إعراب «وبار» الثانية ‪ ،‬ورفعها للضرورة ‪ ،‬ألن القوايف مرفوعة ‪ ،‬و «وبار» علم مؤنث‬
‫مبين على الكسر‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 331‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 240 / 2‬وشرح األمشوين ‪، 538 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 362‬فهرس املوضوعات‬

‫فأما التعريف ‪ :‬فال مينع منه الص رف إاّل تعريف العلميّة ‪ ،‬أو ما أش بهه ؛ حنو ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫س حر ؛ ‪ /‬أال ت رى أنّه تعريف بغري أداة ىف اللفظ ‪ ،‬كما أ ّن العلم ك ذلك ‪ ،‬ومينع الص رف‬
‫مع العلل كلّها إاّل الوصف ‪ ،‬واجلمع املتناهى (‪ ، )1‬فإهّن ما ال جيتمعان مع العلمية‪.‬‬
‫وأما وزن الفعل ‪ ،‬فال مينع منه الص رف إال املختص باألفع ال ؛ حنو ‪ :‬ض رب ‪ ،‬إذا‬ ‫ّ‬
‫جعلته اسم رجل ‪ ،‬ومل جتعله حمتمال لض مري ‪ ،‬أو الغ الب عليها ؛ حنو ‪ :‬أفعل ‪ ،‬إذا ك ان‬
‫امسا علما كـ «أمحد» أو ص فة ؛ كـ «أمحر» ه ذا ما مل يدخل ال وزن تاء التأنيث ‪ ،‬فإنّه إذ‬
‫ذاك ال مينع الص رف لبع ده ب ذلك من ش به الفعل ؛ حنو ‪ :‬أرمل ‪ ،‬ال ميتنع الص رف لل وزن‬
‫والصفة ؛ ألنّك تقول ‪ :‬أرملة ‪ ،‬ىف املؤنّث‪.‬‬
‫الغالب ّ‬
‫وإن اعت ّل ال وزن املانع للص رف حىّت خيرج إىل وزن من أوزان األمساء ‪ ،‬مل ميتنع‬
‫حتملهما ض مريا ‪ ،‬ألهّن ما قد‬
‫الص رف ؛ حنو ‪ :‬قيل ‪ ،‬وبيع ‪ ،‬إذا مسّيت هبما رجال ‪ ،‬ومل ّ‬
‫صارا مبنزلة ‪ :‬فيل ‪ ،‬وديك‪.‬‬
‫وأما ال وزن املش رتك ‪ ،‬فال مينع الص رف منق وال ك ان من فعل ‪ ،‬كـ «حكم» اسم‬ ‫ّ‬
‫رجل ‪ ،‬أو غري منقول منه ؛ كـ «بصل» اسم رجل‪.‬‬
‫فأما قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫وىن‬ ‫أنا ابن جال وطالع الثّنايا ‪  ‬مىت أضع العمامة تعرف‬ ‫‪ 225‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫وشرح التصريح ‪ ، 225 / 2‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 125‬وشرح املفصل ‪ ، 65 ، 64 / 4‬والكتاب‬
‫‪ ، 279 / 3‬ولسان العرب (وبر) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 358 / 4‬ومهع اهلوامع ‪ ، 29 / 1‬وبال نسبة يف‬
‫أم ايل ابن احلاجب ص ‪ ، 364‬وأوضح املس الك ‪ ، 130 / 4‬وما ينص رف وما ال ينص رف ص ‪، 77‬‬
‫واملقتضب ‪.376 ، 50 / 3‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ومينع الص رف مع العلل كلها إال الوصف واجلمع املتن اهى» أعىن أن التعريف مينع الص رف‬
‫مع وزن الفعل ؛ حنو ‪ :‬أمحد ‪ ،‬ومع العجمة ؛ حنو ‪ :‬إب راهيم ومع زي ادة األلف والن ون ؛ حنو ‪ :‬عثم ان ‪ ،‬ومع‬
‫الرتكيب ؛ حنو ‪ :‬حضرموت ‪ ،‬ومع العدل ؛ حنو ‪ :‬عمر ‪ ،‬ومع التأنيث ‪ ،‬حنو ‪ :‬فاطمة‪.‬‬
‫وهذه مجلة العلل بعد إخراج الوصف واجلمع املتناهى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت لسحيم بن وثيل‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬جال» حيث منع من الصرف ‪ ،‬واختلف يف سبب منعه‪.‬‬
‫فالبناء هو الذي يشرتك فيه األمساء واألفعال ؛ وذلك بأن يسمى مبثل ضرب وعلم‬
‫فهرس املوضوعات ‪363 .............................................................................‬‬

‫حمكى ؛ ألنّه مجلة‪.‬‬


‫متحمل لضمري ‪ ،‬فهو ّ‬ ‫فإ ّن «جال» ّ‬
‫الص فة ؛‬
‫الص فة ‪ ،‬أو شبه أصله من ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫وال مينع الوزن الصرف إال مع التعريف ‪ ،‬أو ّ‬
‫حنو ‪ :‬أمحر ‪ ،‬إذا مسّى به ‪ ،‬مث ن ّكر بعد التّسمية‪.‬‬
‫[التأنيث]‬
‫وأما التأنيث ‪ ،‬فإن كان بعالمة الزمة ‪ ،‬وهى األلف ‪ ،‬حنو ‪« :‬حبلى» ‪« ،‬ومحراء»‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬منع الصرف وحده ‪ ،‬وكذلك إذا مسّيت باسم ىف آخره ألف اإلحلاق ؛‬
‫__________________‬
‫وظرف فإنه منصرف معرفة كان أو نكرة ألنه يكثر يف األمساء كثرته يف األفعال من غري غلبة فنظري ضرب يف‬
‫األفع ال من األمساء جبل وقلم ‪ ،‬ونظري علم كتف ورجل ونظري ظ رف ‪ ،‬عضد ويقظ وليس ذلك يف أح دمها‬
‫أغلب منه يف اآلخر فلم يكن الفعل أوىل به فلم يكن س ببا ‪ ،‬وم ذهب عيسى بن عمر هو أنه مىت مسى بالفعل‬
‫ك ان كونه على ص يغة الفعل س ببا فيجتمع مع العلمية فيمتنع من الص رف فل ذلك ميتنع ص رف قتل وخ رج إذا‬
‫مسى هبما ألن فيه وزن الفعل مع العلمية‪.‬‬
‫وم ذهب س يبويه واخلليل ومجه ور الن اس أن املعترب يف وزن الفعل إما خصوص ية وزن ال يك ون إال يف‬
‫الفعل وإما أن تك ون يف أول الفعل زي ادة كزي ادة الفعل س واء ك ان يف األصل امسا أو فعال فال ف رق بني أرنب‬
‫وأخرج إذا مسى هبما يف أهنما غري مصروفني وال فرق بني جبل وقتل إذا مسى هبما يف أهنما مصروفان وهذا هو‬
‫الصحيح الذي يدل عليه ما نقله الثقات عن العرب الفصحاء وليس يف البيت حجة عند سيبويه الحتمال أن‬
‫يك ون مسى بالفعل وفيه ض مري فاعل فيك ون مجلة ‪ ،‬واجلمل حتكي إذا مسى هبا حنو ب رق حنرة وش اب قرناها أو‬
‫يك ون مجلة غري مس مى هبا يف موضع الص فة حملذوف والتق دير أنا ابن رجل جال فال يك ون فيه على كال‬
‫ال وجهني حج ة‪ .‬وي رد عليه أن اجلملة إذا ك انت ص فة حملذوف فش رط موص وفها أن يك ون بعضا من متق دم‬
‫جمرور مبن أو يف‪.‬‬
‫ويراه ابن احلاجب ابن ذي جال بالتنوين على حذف مضاف‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬االشتقاق ص ‪ ، 224‬واألصمعيات ص ‪ ، 17‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 1044 ، 495‬وخزانة‬
‫األدب ‪ ، 266 ، 257 ، 255 / 1‬والدرر ‪ ، 99 / 1‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 459 / 1‬وشرح املفصل ‪3‬‬
‫‪ ، 62 /‬والشعر والشعراء ‪ ، 647 / 2‬والكتاب ‪ ، 207 / 3‬واملقاصد النحوية ‪ ، 356 / 4‬وبال نسبة يف‬
‫االش تقاق ص ‪ ، 314‬وأم ايل ابن احلاجب ص ‪ ، 456‬وأوضح املس الك ‪ ، 127 / 4‬وخزانة األدب ‪/ 9‬‬
‫‪ ، 402‬وشرح األمشوين ‪ ، 531 / 2‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 749 / 2‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 86‬وشرح‬
‫املفصل ‪ ، 105 / 4 ، 61 / 1‬ولس ان الع رب (ث ىن) ‪( ،‬جال) ‪ ،‬وما ينص رف وما ال ينص رف ص ‪، 20‬‬
‫وجمالس ثعلب ‪ ، 212 / 1‬ومغين اللبيب ‪ ، 160 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.30 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال مينع ال وزن الص رف إال مع التعريف أو الص فة» إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال منعه الص رف مع‬
‫التعريف ‪ :‬م ررت بأمحد ‪ ،‬ومث ال منعه مع الوصف ‪ :‬م ررت برجل أمحر ‪ ،‬ومث ال منعه الص رف مع ش به أص له‬
‫من الص فة ‪ :‬ما حك اه أبو زيد من ق ول بعض هم ‪ :‬عن دى عش رون أمحر ‪ ،‬يريد عش رين رجال اسم كل واحد‬
‫منهم أمحر‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 364‬فهرس املوضوعات‬

‫حنو ‪« :‬أرطى» ىف لغة من يقول ‪ :‬أدمي مأروط ‪ ،‬متنعه الصرف لشبه األلف بألف التأنيث‬
‫‪ ،‬ىف أهّن ا زائ دة ىف اآلخر ‪ ،‬ال ت دخل عليها ت اء الت أنيث ؛ كما أن ألف الت أنيث ك ذلك ‪،‬‬
‫معرضة ل دخول ت اء الت أنيث عليها ؛ ألنّك تق ول ‪:‬‬ ‫وأما قبل التس مية هبا ‪ ،‬فقد ك انت ّ‬ ‫ّ‬
‫«أرطأة» ‪ ،‬ىف الواحد ‪ ،‬و «أرطى» ‪ ،‬ىف اجلمع‪.‬‬
‫خاص ة ‪،‬‬
‫وإن كان بعالمة غري الزمة ‪ ،‬وهى ‪ :‬التاء ؛ فإنّه مينع الصرف مع التعريف ّ‬
‫وسواء كان باقيا على املؤنّث ‪ ،‬أو منقوال عنه إىل مذكر (‪.)1‬‬
‫فإما أن يك ون االسم املؤنّث واقعا [على املؤنث](‪ )2‬أو قد‬
‫وإن ك ان بغري عالمة ‪ّ :‬‬
‫نقل عنه إىل املذ ّكر‪.‬‬
‫خاص ة فيما زاد على ثالثة‬
‫ف إن ‪ /‬ك ان واقعا عليه ‪ ،‬فإنّه مينع الص رف مع التعريف ّ‬
‫متحرك الوسط من الثالثة كسقر‪.‬‬
‫أحرف ؛ كزينب ‪ ،‬أو فيما كان ّ‬
‫وأما الثالثى الساكن الوسط ‪ :‬فإن كان منقوال من اسم أكثر استعماله للمذ ّكر ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫فإن تأنيثه مينع الصرف مع التعريف‪.‬‬
‫والنقل من اخلفيف إىل الثقيل ؛ حنو زيد ‪ ،‬اسم امرأة‪.‬‬
‫وإن مل يكن كذلك ‪:‬‬
‫الصرف ؛ كحمص‪.‬‬ ‫فإن انضاف إىل التأنيث العجمة ‪ ،‬امتنع من ّ‬
‫الصرف ؛ خلفة البناء ‪ ،‬ومنعه ؛‬
‫وإن مل تنضف إليه عجمة ‪ ،‬جاز فيه وجهان ‪ّ :‬‬
‫(‪)3‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وسواء كان باقيا على املؤنث أو منقوال عنه إىل مذكر» مثال الباقى على املؤنث ‪ :‬عائشة ‪،‬‬
‫ومثال املنقول عنه إىل مذكر ‪ :‬خارجة اسم رجل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن مل تنضف إليه عجمة ‪ ،‬جاز فيه وجهان» مثال ذلك ‪ :‬دعد اسم امرأة ؛ فإنه جيوز فيه‬
‫الوجهان ؛ قال الشاعر ـ فجمع بني اللغتني ـ ‪[ :‬من املنسرح]‬
‫العلب‬ ‫ىف‬ ‫دعد‬ ‫تغذ‬ ‫ومل‬ ‫مئزرها ‪  ‬دعد‬ ‫بفضل‬ ‫تتل ّفع‬ ‫مل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[وهو جلرير ىف ملحق ديوانه ص ‪ ، 1021‬ولس ان الع رب (دع د) ‪( ،‬لف ع) ‪ ،‬ولعبيد اهلل بن قيس‬
‫الرقيات ىف ملحق ديوانه ص ‪ ، 178‬وبال نسبة ىف أدب الكاتب ص ‪ ، 282‬وأماىل ابن احلاجب ص ‪، 395‬‬
‫واخلصائص ‪ ، 61 / 3‬وشرح األمشوىن ‪ ، 527 / 2‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 318‬وشرح املفصل ‪70 / 1‬‬
‫‪ ،‬والكتاب ‪ ، 341 / 3‬وما ينصرف وما ال ينصرف ص ‪ ، 50‬واملنصف ‪.]77 / 2‬‬
‫فصرف األول ‪ ،‬وترك صرف الثاىن‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪365 .............................................................................‬‬

‫للتأنيث والتعريف ‪ ،‬أيضا‪.‬‬


‫وإن كان قد نقل إىل مذ ّكر ‪:‬‬
‫فإن كان ثالثيّا ‪ ،‬صرفته ؛ حنو ‪ :‬هند ‪ ،‬وقدم ‪ ،‬إذا مسّيت هبا رجال (‪.)1‬‬
‫وإن ك ان أزيد ‪ :‬ف إن ك ان تأنيثه ت أنيث مجع ؛ ككالب ‪ ،‬أو ك ان من األوص اف‬
‫الواقعة على املؤنّث بغري تاء ؛ كحائض ‪ ،‬فإنّك تصرفه إذا مسّيت به مذ ّكرا‪.‬‬
‫الصرف للتعريف وقيام احلرف الرابع مقام تاء التأنيث ؛‬ ‫وإن كان غري ذلك ‪ ،‬منعته ّ‬
‫حنو ‪ :‬زينب ‪ ،‬إذا مسّيت به رجال ‪ ،‬إاّل كراعا ‪ ،‬وذراعا ‪ ،‬امسني ل رجلني ؛ ف إ ّن الع رب‬
‫صرفتهما ؛ لكثرة تسمية املذ ّكر هبما‪.‬‬
‫الص رف ما مل يكن فيه تض مني ح رف ؛ كـ‬ ‫وأما ال رتكيب ‪ :‬ف إ ّن ال ذى مينع منه ّ‬‫ّ‬
‫«بعلبك» (‪ ، )2‬وال مينع الص رف إال مع التعريف ‪ ،‬ومنهم من يشبّهه بالرتكيب الذى فيه‬
‫تضمني حرف ‪ ،‬كخمسة عشر ‪ ،‬فيبنيه‪.‬‬
‫ومنهم من يشبهه بغالم زيد ‪ ،‬فيضيف األول إىل الثاىن ويعرب االمسني‪.‬‬
‫الص رف إاّل مع الص فة أو التعريف ‪ ،‬وال‬ ‫وأما زي ادة األلف والن ون ‪ ،‬فال مينع ان ّ‬‫ّ‬
‫مينعانه ‪ ،‬إاّل إذا كانا مشبهني أللفى التأنيث ‪ ،‬وال يشبهاهنما ىف االسم غري الصفة ‪ ،‬إال إذا‬
‫كانا ىف اسم علم (‪ )3‬؛ ألهّن ما إذ ذاك زيادتان ىف اآلخر ‪ ،‬األوىل منهما ألف ‪ ،‬وال‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬حنو هند وقدم إذا مسيت هبما رجال» من ذلك قوله ‪[ :‬من الطويل]‬
‫اره‬ ‫وء ن‬ ‫دا رغبة عن قتاله ‪  ‬إىل ملك أعشو إىل ض‬ ‫جتاوزت هن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت بال نسبة ىف أوضح املسالك ‪ ، 343 / 4‬وشرح التصريح ‪ ، 339 / 2‬وشرح املفصل‬
‫‪ ، 93 / 5‬واملقاصد النحوية ‪.]558 / 4‬‬
‫فصرف «هندا» ألنه أوقعه على رجل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأما ال رتكيب ‪ ،‬فال ذى مينع منه الص رف ما مل يكن فيه تضمني ح رف كـ «بعلب ك» ‪»...‬‬
‫إىل آخره من ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫وأهلها ‪ ‬‬ ‫بعلبك‬ ‫أنكرتىن‬ ‫لقد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[صدر بيت المرئ القيس وعجزه‬


‫را‬ ‫رى محص أنك‬ ‫ريج يف ق‬ ‫‪   ...........‬والبن ج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ينظر ديوانه ص ‪]68‬‬


‫فإنه روى باألوجه الثالثة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال إذا كانا ىف اسم علم» مثال ذلك ‪ :‬مررت بـ «عثمان»‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 366‬فهرس املوضوعات‬

‫تدخل عليهما تاء التأنيث أصال ؛ كما أ ّن ألفى التأنيث كذلك‪.‬‬


‫وأما ىف ح ال التنكري ‪ :‬فاالسم قد تدخله ت اء الت أنيث ؛ حنو ‪« :‬مرج ان» ‪ ،‬إذا‬‫ّ‬
‫أردت منه الواحد ‪ ،‬قلت ‪« :‬مرجانة»‪.‬‬
‫وال يش بهاهنما ىف الص فة ‪ ،‬حىت تك ون ال تؤنّث بالت اء ؛ حنو ‪ :‬س كران ‪ ،‬وس كر ؛‬
‫ألهّن ما إذ ذاك زيادتان ىف اآلخر ‪ ،‬ال تدخل عليهما تاء التأنيث ؛ بل للمذ ّكر وزن خالف‬
‫وزن املؤنّث ؛ كما أ ّن ألفى محراء ‪ ،‬كذلك‪.‬‬
‫فإن أنث االسم بالتاء ‪ ،‬صرف ؛ حنو ‪ :‬سكران ىف لغة من يقول ‪ :‬سكرانة (‪./ )1‬‬
‫الص رف ‪ ،‬الشخص يّة بش رط أن يك ون االسم على‬ ‫وأما العجمة ‪ ،‬فال ذى مينع منها ّ‬
‫ّ‬
‫أزيد من ثالثة أح رف ‪ ،‬وأعىن بالشخص يّة ‪ :‬أن ينقل االسم ىف أول أحواله من كالم‬
‫العجم إىل كالم الع رب ‪ ،‬معرفة ‪ ،‬وس واء ك ان ىف كالم العجم معرفة ؛ ك إبراهيم ‪ ،‬أو‬
‫نكرة ؛ كـ «قالون» (‪.)2‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن أنث االسم بالت اء ‪ ،‬ص رف ؛ حنو ‪ :‬س كران ‪ ،‬ىف لغة من ق ال ‪ :‬س كرانة» ه ذا ال ذى‬
‫ذكرته هو الفصيح املستعمل ‪ ،‬وترك صرف مثل هذا شاذ قليل االستعمال ؛ فلم أذكره ؛ ومن ذلك قوله [من‬
‫البسيط] ‪:‬‬
‫لوب‬ ‫ان مس‬ ‫رق ومن علم ‪  ‬كأنّه المع عري‬ ‫كم دون بثنة من خ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت لذى الرمة ىف ديوانه ص ‪ ، 1575‬وخزانة األدب ‪ ، 255 ، 253 / 1‬وشرح عمدة‬
‫احلافظ ص ‪ ، 879‬ويروى «ميّة» بدال من «بثنة»]‪.‬‬
‫وقال آخر [من الطويل] ‪:‬‬
‫اغب‬ ‫ان س‬ ‫املا واملوت عري‬ ‫دا س‬ ‫ات فيكم ‪  ‬غ‬ ‫ذى ب‬ ‫زارى الّ‬
‫ّ‬ ‫إ ّن الف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وكأنّه شبّهه ببناء غضبان ‪ ،‬فأما قول الشاعر [من الطويل] ‪:‬‬
‫ّوب‬ ‫يطان إذ حيميهم ويث‬ ‫‪  ‬وش‬ ‫عليهم‬
‫منّت اخلذواء منّا‬ ‫لقد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت لطفيل الغن وى ىف ديوانه ص ‪ ، 49‬ولس ان الع رب (ش يط) ‪( ،‬ش طن) ‪( ،‬خ ذا) ‪ ،‬وت اج‬
‫العروس (شيط) ‪ ،‬احليوان ‪ ، 300 / 1‬وبال نسبة ىف تاج العروس (خذا) ويروى «وقد» بدال من «لقد» ‪،‬‬
‫ويروى «يدعوهم» بدال من «حيميهم»]‪.‬‬
‫فإن «شيطان» اسم رجل معرفة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو نكرة كقالون» أعىن أن قالون ىف كالم العجم مبعىن «جيد» فهو نكرة عندهم ‪ ،‬إال أنه‬
‫مل ينقل إىل كالم العرب إال معرفة اسم رجل‪.‬‬
‫ف إن ق ال قائل ‪ :‬إن ق الون قد نقل إىل كالم الع رب نك رة ‪ ،‬روى عن على ـ رضى اهلل عنه ـ أنه س أل‬
‫شرحيا عن مسألة ‪ ،‬فأجاب جبواب حسن ‪ ،‬فقال له على ـ رضى اهلل عنه ـ ‪ :‬قالون‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪367 .............................................................................‬‬

‫الص رف‬‫وال متنع الصرف إال مع التعريف ‪ :‬فإن كانت جنسيّة ؛ كـ «جلام» مل متنع ّ‬
‫؛ وك ذلك إن ك ان االسم ثالثيا ‪ ،‬مل ت ؤثر عجمته ىف أك ثر من ال تزام منع الص رف ‪ ،‬ىف‬
‫املؤنّث الساكن الوسط ؛ حنو ‪« :‬محص»‪.‬‬
‫وأما الوصف ‪ :‬فيمنع الص رف مع زي ادة األلف والن ون ‪ ،‬أو ال وزن ‪ ،‬أو الع دل‬ ‫ّ‬
‫خاص ة ؛ حنو ‪ :‬أمحر ‪ ،‬وأخر ‪ ،‬وغض بان ‪ ،‬إال أن يك ون الوصف امسا ىف األصل ‪ ،‬فإنّه ال‬‫ّ‬
‫يؤثر [ىف](‪ )1‬منع الصرف ؛ حنو قولك ‪ :‬مررت بنسوة أربع ‪ ،‬فإنّه اسم عدد ىف األصل‪.‬‬
‫وأما اجلمع ال ذى ال نظري له ىف اآلح اد ‪ ،‬فيمنع الص رف وح ده ؛ حنو ‪ :‬مس اجد ‪،‬‬‫ّ‬
‫وإذا مسّى به ‪ ،‬امتنع الص رف ؛ للتعريف وش به العجمة ؛ ألنّك ـ إذن ـ أدخلت ىف اآلح اد‬
‫العربيّة ما ليس منهما ؛ كما أنك إذا مسّيت ب العجمى ‪ ،‬فقد أدخلت ىف كالم الع رب ما‬
‫ليس منه‪.‬‬
‫الصرف لشبهه بأصله ؛ أال ترى أنّه اآلن اسم نكرة‬
‫فإن ن ّكرته بعد التّسمية ‪ ،‬منعته ّ‬
‫‪ ،‬كما أنّه قبل التسمية كذلك‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫فاجلواب ‪ :‬أن قالون لو كان مبعىن حسن ىف قول على ـ رضى اهلل عنه ـ للزم صرفه إذا مسينا به رجال ؛‬
‫ألنه نقل إىل كالم العرب نكرة ‪ ،‬مث بعد ذلك مسى به الرجل ‪ ،‬وإمنا زعموا أن معناه ىف كالم على ـ رضى اهلل‬
‫عنه ـ أحس نت ‪ ،‬فهو على ه ذا اسم فعل ؛ فينبغى أن يعتقد فيه أنه معرفة ؛ ب دليل ع دم قبوله األلف والالم ؛‬
‫فعلى هذا مل ينقل إىل كالم العرب إال معرفة اسم رجل كان أو اسم فعل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 368‬فهرس املوضوعات‬

‫ذكر النّوع الثّانى من األحكام التّركيبيّة‬


‫ىن واحملكى ‪ ،‬وحكم إس ناد الفعل‬ ‫ه ذا الن وع ـ أيضا ـ منحصر ىف ذكر حكم املب ّ‬
‫املؤنّث والع دد ‪ ،‬واإلدغ ام ‪ ،‬فيما هو من كلم تني ‪ ،‬وتغيري آخر الكلمة ؛ اللتقائه س اكنا‬
‫مع ساكن ىف أول كلمة أخرى ‪ ،‬أو لنقل حركة اهلمزة ممّا بعد إليه ‪ ،‬أو للوقف عليه ‪ ،‬أو‬
‫اللتقائه إذا كان مهزة مع مهزة من أول كلمة أخرى‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪369 .............................................................................‬‬

‫باب البناء‬
‫عما ك انت عليه‬‫البن اء ‪ :‬أال يتغرّي آخر الكلمة لعامل ‪ ،‬ىف حني جعلها ج زء كالم ّ‬
‫قبل ذلك لفظا وال تقديرا (‪.)1‬‬
‫واحلروف كلّها مبنيّة‪.‬‬
‫واألفعال تنقسم ثالثة أقسام ‪ :‬ماض ‪ ،‬ومضارع ‪ ،‬وأمر بغري الم ‪:‬‬
‫فاملاضى واألمر بغري الم ‪ :‬مبنيّان (‪.)2‬‬
‫واملض ارع إن دخلت ‪ /‬عليه الن ون الش ديدة ‪ ،‬أو اخلفيفة ‪ ،‬أو ن ون مجاعة املؤنّث ‪،‬‬
‫كان مبنيّا (‪ )3‬؛ وإاّل فهو معرب (‪.)4‬‬
‫واألمساء كلّها معربة إاّل ما أشبه احلرف ؛ كاملضمرات واملوصوالت (‪ )5‬؛ أال ترى‬
‫مفسر ‪ ،‬واملوصوالت إىل صالهتا ؛ كما أن احلرف يفتقر إىل غريه‪.‬‬ ‫أ ّن املضمر يفتقر إىل ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب البناء‬
‫ق وىل ‪« :‬البن اء أال يتغري آخر الكلمة لعامل ىف حني جعلها ج زء كالم ؛ كما ك انت عليه قبل ذلك‬
‫لفظا وال تقديرا» إمنا اشرتطت عدم التغرّي ىف الكلمة ال ىف آخرها ؛ ألن من املبنيات ما ليس له آخر ؛ حنو التاء‬
‫ىف ‪ :‬فعلت ‪ ،‬والك اف ىف ‪ :‬ض ربك ‪ ،‬والي اء ىف تفعلني ‪ ،‬وحنو ذلك ‪ ،‬وإمنا اش رتطت ع دم التغيري لعامل ؛ ألنه‬
‫قد يتغري املبىن من غري عامل ؛ أال ترى أن العرب تقول «حيث» بضم الثاء وفتحها وكسرها ‪ ،‬فتغري آخرها ؛‬
‫إال أن ذلك ليس لعامل ‪ ،‬وإمنا اش رتطت أن يك ون ذلك ىف حني جعلها ج زء كالم ؛ ألن االسم املع رب إذا مل‬
‫ي دخل عليه عامل يف اللفظ وال ىف التق دير ؛ حنو قولك واحد اثن ان ثالثة ‪ ،‬يك ون موقوفا ‪ ،‬وال يق ال فيه ‪:‬‬
‫«مب ىن» مع أنه ىف تلك احلال ‪ ،‬مل يتغري لعامل ؛ ألنه إذ ذاك ليس ج زء كالم ‪ ،‬وإمنا اش رتطت ع دم التغري ىف‬
‫اللفظ والتقدير ؛ ألن املعرب قد ال يتغري يف حال جعله جزء كالم ىف اللفظ ؛ حنو قولك ‪ :‬قام موسى ؛ ألنه ـ‬
‫وإن مل يتغري ىف اللفظ ـ متغري ىف التقدير‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فاملاضى واألمر بغري الم مبنيان» مثال ذلك ‪ :‬ضرب واضرب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واملضارع إن دخلت عليه النون الشديدة أو اخلفيفة أو نون مجاعة املؤنث كان مبنيا» مثال‬
‫ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬هل خيرجن ‪ ،‬وهل خيرجن ‪ ،‬واهلندات هل خيرجن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإال فهو معرب» أعىن ‪ :‬أنه إذا مل تلحقه نون من هذه النونات ‪ ،‬كان معربا ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫زيد يقوم ‪ ،‬والزيدان يقومان ‪ ،‬والزيدون يقومون ‪ ،‬وأنت تقومني‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬كاملضمرات واملوصوالت» املضمرات مثل ‪ :‬أنا وأنت ‪ ،‬واملوصوالت مثل ‪ :‬الذى والىت‪.‬‬
‫وقد تقدم تبيني مجيع ذلك ىف موضعه من الكتاب‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 370‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)2‬‬
‫تضمنت معىن إن ‪ ،‬وأمساء االستفهام‬
‫تضمن معناه ؛ كأمساء الشرط ‪ ،‬فإهنا ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫أو ّ‬
‫تضمنت معىن اهلمزة‪.‬‬
‫؛ فإهّن ا ّ‬
‫أو وقع موقع املبىن ؛ كاملناديات (‪ )3‬املفردات املقبل عليها ‪ ،‬فإهّن ا وقعت موقع ضمري‬
‫املختص ة به ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫املخ اطب ؛ أل ّن املن ادى خماطب ‪ ،‬واخلط اب ح ّقه أن يك ون بض مائره‬
‫وكأمساء األفعال ؛ فإهّن ا وقعت موقع الفعل املبىن‪.‬‬
‫كل اسم معدول ملؤنّث على وزن فعال ؛ كـ‬ ‫املبىن ‪ ،‬وهو ‪ّ :‬‬
‫أو ضارع ما وقع موقع ّ‬
‫«ح زام» فإنّه بىن ملض ارعته ن زال ‪ ،‬ىف البن اء والتعريف ‪ ،‬والت أنيث ‪ ،‬والع دل ‪ ،‬أو أض يف‬
‫مبىن ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫إىل ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫يب وازع‬ ‫والش‬
‫الص با ‪  ‬وقلت ‪ :‬أملا أصح ّ‬
‫‪ 226‬ـ على حني عاتبت املشيب على ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فبىن «حني» إلضافتها إىل «عاتب»‪.‬‬


‫أى املوص ولة (‪ )5‬؛ ألهّن ا إذا وص لت مببت دأ أو خرب ‪،‬‬
‫أو خ رج عن نظ ائره ‪ ،‬حنو ‪ّ :‬‬
‫وك ان املبت دأ ض مريا ‪ ،‬ج از إثباته وحذفه ‪ ،‬ك ان ىف الكالم ط ول أو مل يكن ‪ ،‬وال جيوز‬
‫الصلة طول‪.‬‬
‫ذلك ىف غريها حىت يكون ىف ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬كأمساء الشرط» مثال ذلك ‪ :‬من يكرمىن أكرمه ‪ ،‬وما تصنع أصنع‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأمساء االستفهام» مثال ذلك ‪ :‬ما عندك؟ ومن عندك؟ أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬كاملناديات» مثل ‪ :‬يا زيد ‪ ،‬ويا رجل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت ‪ :‬للنابغة الذبياين‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬على حني» ‪ ،‬حيث جيوز يف «حني» اإلعراب وهو األصل ؛ والبناء ألنه أضيف‬
‫إىل مبين ‪ ،‬وهو الفعل املاضي «عاتب» والبناء هو اختيار املصنف هاهنا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 32‬واألض داد ص ‪ ، 151‬ومجه رة اللغة ص ‪ ، 1315‬وخزانة األدب ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 553 ، 550 / 6 ، 407 / 3 ، 456‬والدرر ‪ ، 144 / 3‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 506 / 2‬وشرح‬
‫أبيات سيبويه ‪ ، 53 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 42 / 2‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 883 ، 816 / 2‬والكتاب‬
‫‪ ، 330 / 2‬ولسان العرب (وزع) ‪( ،‬خشف) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 357 / 4 ، 406 / 3‬وبال نسبة يف‬
‫األشباه والنظائر ‪ ، 111 / 2‬واإلنصاف ‪ ، 292 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 133 / 3‬ورصف املباين ص‬
‫‪ ، 349‬وشرح األمشوين ‪ ، 578 / 3 ، 315 / 2‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 102‬وشرح ابن عقيل ص‬
‫‪ ، 387‬شرح املفصل ‪ ، 137 / 8 ، 591 / 4 ، 16 / 3‬ومغين اللبيب ص ‪ ، 571‬واملنصف ‪، 58 / 1‬‬
‫ومهع اهلوامع ‪.218 / 1‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬حنو ‪ :‬أى ىف املوص والت» إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬يعجبىن أيهم هو ق ائم ‪ ،‬وإن‬
‫شئت قلت ‪ :‬يعجبىن أيّهم قائم‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪371 .............................................................................‬‬

‫وه ذه األن واع كلّها يلزمها البن اء ‪ ،‬إال املض اف إىل املبىن ؛ فإنّه جيوز فيه اإلع راب‬
‫والبناء (‪ ، )1‬واإلعراب أحسن‪.‬‬
‫وكل اسم معدول لشخص مؤنّث على وزن فعال ‪ ،‬فإنّه جيوز فيه اإلعراب والبناء‬ ‫ّ‬
‫على حسب ما أحكم ىف باب ما ال ينصرف‪.‬‬
‫أى املوصولة ‪ ،‬فإنّه جيوز فيها الوجهان ‪ ،‬وكالمها حسن (‪.)2‬‬ ‫وأما ّ‬
‫ّ‬
‫ينون ويعرب ىف الضرورة (‪.)3‬‬ ‫وأما املنادى املبىن ‪ ،‬فإنّه قد ّ‬
‫ّ‬
‫وأصل البناء ‪ :‬السكون ‪ ،‬وال يبىن على حركة ‪ ،‬إاّل ملوجب‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬إال املضاف إىل املبىن ؛ فإنه جيوز فيه اإلعراب والبناء» مثال ذلك ‪ :‬قولك ‪:‬‬
‫يعجبىن يوم قام زيد بفتح يوم ورفعه ؛ ومنه قوله ‪[ :‬من البسيط]‬
‫ال‬ ‫ون ذات أو ق‬ ‫رب منها غري أن نطقت ‪  ‬محامة ىف غص‬ ‫الش‬
‫مل مينع ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت ألىب قيس األسلت ىف ديوانه ص ‪ ، 85‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 1316‬وخزانة األدب ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 407 ، 406‬والدرر ‪ ، 150 / 3‬وألىب قيس بن رفاعة ىف ش رح أبيات سيبويه ‪ ، 180 / 2‬وش رح‬
‫شواهد املغىن ‪ ، 458 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 80 / 3‬وبال نسبة ىف األشباه والنظائر ‪/ 5 ، 214 ، 65 / 4‬‬
‫‪ ، 296‬واإلنصاف ‪ ، 287 / 1‬وخزانة األدب ‪ ، 553 ، 552 ، 532 / 6‬وسر صناعة اإلعراب ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 507‬وشرح التصريح ‪ ، 15 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 135 / 8 ، 81 / 3‬والكتاب ‪ ، 329 / 2‬ولسان‬
‫العرب (نطق) ‪( ،‬وقل) ‪ ،‬ومغىن اللبيب ‪ 159 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.]219 / 1‬‬
‫فإنه روى برفع غري وبنائه على الفتح‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأيّا من املوصوالت ‪ ،‬فإهنا جيوز فيها الوجهان وكالمها حسن» أعىن أنك تقول ‪ :‬اضرب‬
‫أيهم أفضل ؛ فتنصب أيّا وال تبنيها وإن ش ئت قلت ‪ :‬أيهم أفضل ‪ ،‬فتبنيها على الضم ‪ ،‬وكالمها حسن ‪ ،‬ه ذا‬
‫إن كانت مضافة فإن كانت غري مضافة ‪ ،‬حنو قولك ‪ :‬اضرب أيّا أفضل ‪ ،‬فإنه ال جيوز فيها إال اإلعراب‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واملنادى املبىن ‪ ،‬فإنه قد ينون ويعرب ىف الضرورة» أعىن ‪ :‬املنادى املبىن لسبب النداء ؛ حنو‬
‫‪ :‬يا زيد ‪ ،‬ومن ذلك قول الشاعر [من اخلفيف] ‪:‬‬
‫ديّا لقد وقتك األواقى‬ ‫‪   ............‬يا ع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وهو عجز بيت ‪ ،‬وصدره ‪:‬‬


‫‪............‬‬ ‫الت ‪ ‬‬ ‫إىل وق‬
‫درها ّ‬ ‫ربت ص‬ ‫ض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت للمهلهل بن ربيعة ىف خزانة األدب ‪ ، 165 / 2‬وال درر ‪ ، 22 / 3‬ومسط الآلىل ص‬
‫‪ 111‬ولسان العرب (وقى) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 211 / 4‬واملقتضب ‪ ، 214 / 4‬وبال نسبة ىف رصف‬
‫املباىن ص ‪ ، 177‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 800 / 2‬وشرح األمشوىن ‪ ، 448 / 2‬وشرح التصريح ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 370‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 146‬وشرح ابن عقيل ص ‪ 517‬ـ وقد تقدم يف املثل ص ‪ .]248‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 372‬فهرس املوضوعات‬

‫واملوجب ‪ :‬كون املبىن قد كان معربا قبل بنائه ؛ كاملنادى‪.‬‬


‫والفعل املضارع (‪ )1‬إذا دخلت عليه النون الشديدة ‪ ،‬أو اخلفيفة‪.‬‬
‫وك ذلك ك ان جيب أن يك ون حكمه مع ن ون مجاعة املؤنث (‪ )2‬لو ال محله على‬
‫فعلن‪.‬‬
‫والظ روف املقطوعة عن اإلض افة ؛ حنو ‪ :‬قبل ‪ ،‬وبعد ‪ ،‬أو كونه يش به املع رب ؛‬
‫كاملاضى ؛ حنو ذهب ؛ فإنه يش به ‪ /‬االسم املع رب ىف وقوعه ص فة ؛ كما أ ّن االسم‬
‫كذلك (‪.)3‬‬
‫و «ع ل» ‪ ،‬فإنّه أش به لـ «ع ل» النك رة ىف املعىن واللفظ وهو مع رب ‪ ،‬ومل تك‬
‫ط (‪.)4‬‬
‫«عل» املعرفة معربة ق ّ‬
‫حيرك نفسه ؛ حنو ‪ :‬ذيّة ؛ أال‬
‫حيرك ما قبله ‪ ،‬ف األحرى أن ّ‬ ‫أو ك ون اآلخر حرفا ّ‬
‫ترى أ ّن تاء التأنيث تفتح ما قبلها لفظا أو تقديرا ‪ ،‬وذلك إذا كان قبلها ألف‪.‬‬
‫أو التقاء للساكنني ‪ ،‬حنو ‪ :‬أمس‪.‬‬
‫أو كون الكلمة على حرف واحد ؛ كواو العطف‪.‬‬
‫وأصل احلركة إن كانت اللتقاء الساكنني الكسر ‪ ،‬وإن كانت لغري ذلك الفتح‪.‬‬
‫وال يع دل عن الكسر ‪ ،‬والفتح فيما ذكر إال ملوجب ‪ ،‬وهو ّإما اإلتب اع ؛ حنو ‪:‬‬
‫مذ‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬كاملن ادى والفعل املض ارع» إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال ذلك ‪ :‬يا حكم ‪ ،‬وهل تض ربن ؛ فتبنيهما‬
‫علي حركة ؛ ملا ذكرنا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وك ذلك ك ان جيب أن يك ون حكمه مع ن ون مجاعة املؤنث» مث ال ذلك ‪ :‬يض ربن ك ان‬
‫ينبغى للباء أن تكون متحركة للعلة الىت تقدمت لو ال ما منع ذلك من احلمل على فعلن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ىف وقوعه صفة كما أن االسم كذلك» مثال ذلك ‪ :‬مررت برجل ضحك ؛ كما تقول ‪:‬‬
‫مررت برجل ضاحك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ومل تكن عل املعرفة معربة قط» مثال املعرفة قوله ‪:‬‬
‫أقب من حتت عريض من عل‬ ‫ّ‬
‫[تقدم يف هامش الكتاب ص ‪]284‬‬
‫أى ‪ :‬من فوقه ‪ ،‬فاملضاف الذى اقتطعت عنه عل معلوم ‪ ،‬ومثال النكرة قول اآلخر [من الطويل] ‪:‬‬
‫يل من عل‬ ‫الس‬
‫خر حطّه ّ‬ ‫ود ص‬ ‫‪   ............‬كجلم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[تقدم يف نص املقرب برقم ‪.]163‬‬


‫أى ‪ :‬من مكان مرتفع ‪ ،‬ومل يرد فوق شىء معني‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪373 .............................................................................‬‬

‫وإما ك ون احلركة ىف الكلمة كـ «ال واو» ىف نظريهتا ؛ وذلك حنن ؛ أال ت رى أن‬ ‫ّ‬
‫الض ّمة ىف النون مبنزلة الواو ىف مهو‪.‬‬
‫ّ‬
‫الش به مبا هى فيه ك ذلك ؛ حنو ‪« :‬اخش وا الق وم» ؛ أال ت رى أ ّن ال واو ض مري‬ ‫وإما ّ‬
‫ّ‬
‫مرفوع ؛ كما أن حنن كذلك‪.‬‬
‫وإما كون احلركة مل تكن ىف الكلمة ىف حال إعراهبا (‪ )1‬حنو قبل‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الش به ب ذلك ؛ حنو ‪ :‬يا زيد ؛ أال ت رى أ ّن املن ادى ال يبىن ىف ح ال اإلض افة ؛‬
‫وإما ّ‬
‫ّ‬
‫كما أن قبل كذلك‪.‬‬
‫وأما طلب التخفيف حنو ‪« :‬أين»‪.‬‬
‫وأما الفرق بني أداتني ؛ حنو قولك ‪« :‬ملوسى غالم» ‪ ،‬و «ملوسى غالم»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وأما الفرق بني معىن أداة واحدة ؛ حنو قولك ‪ :‬يا لزيد ‪ ،‬لعمرو‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وإما جمانسة مقابل العمل (‪ )2‬؛ حنو ‪ :‬لنقم‪.‬‬ ‫وإما جمانسة العمل حنو ‪ :‬بزيد ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫وإما ك ون احلركة للح رف ىف األصل ؛ حنو قولك ‪« :‬مذ الي وم» ؛ أل ّن أص لها ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫«بعلبك» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ّ‬ ‫حمل [احلركة] مبا ىف كنف هاء التأنيث ‪ ،‬حنو ‪:‬‬ ‫منذ ‪ ،‬وما أشبه ّ‬
‫وما جاء خارجا عن هذا ‪ ،‬فال يلتفت إليه ؛ لشذوذه ؛ حنو ما حكاه قطرب (‪ )4‬من‬
‫قوهلم ‪« :‬فر» ‪ ،‬بالضم‪.‬‬
‫__________________‬
‫«وإما ك ون احلركة مل تكن للكلمة ىف ح ال إعراهبا» حنو ‪ :‬قبل ‪ ،‬أعىن ‪ :‬أن قبل ىف ح ال‬ ‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪ّ :‬‬
‫إعراهبا إمنا تكون منصوبة ؛ حنو قولك ‪ :‬جئت قبلك ‪ ،‬أو خمفوضة ؛ حنو قولك ‪ :‬جئت من قبلك ‪ ،‬فلما بنيت‬
‫يف حال القطع عن اإلضافة بنيت على حركة مل تكن هلا ىف حال اإلعراب ‪ ،‬وهى الضم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما جمانسة مقابل العمل» أعىن ‪ :‬أن اجلزم ىف األفعال ىف مقابلة اخلفض ىف األمساء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬حنو بعلبك» الشبه بني احلرف الذى قبل االسم الثاىن من املركب ‪ ،‬وبني ما قبل تاء التأنيث‬
‫‪ :‬أنّا ال نعتد ىف التص غري إال باالسم األول من االسم املركب ؛ كما ال نعتد ىف تص غري االسم املؤنث بالت اء إال‬
‫مبا قبل تاء التأنيث ؛ فنقول ىف تصغري بعلبك ‪ :‬بعيلبك ‪ ،‬وال حنذف منه شيئا ؛ كما نقول ىف تصغري دجاجة ‪:‬‬
‫دجيجة ‪ ،‬وال حنذف ـ أيضا ـ منه شيئا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬حممد بن املستنري بن أمحد ‪ ،‬أبو علي ‪ ،‬الشهري بقطرب ‪ :‬حنوي ‪ ،‬عامل باألدب واللغة ‪ ،‬من أهل البصرة ‪،‬‬
‫وهو أول من وضع «املثلث» يف اللغ ة‪ .‬وقط رب لقب دع اه به أس تاذه «س يبويه» فلزمه ‪ ،‬من كتبه «مع اين‬
‫القرآن» و «والنوادر» ‪ ،‬تويف سنة ‪ 206‬ه‍ ‪ ،‬ينظر األعالم ‪.95 / 7‬‬
‫‪ ............................................................................. 374‬فهرس املوضوعات‬

‫باب الحكاية‬
‫وإما مجلة ‪:‬‬
‫احملكى ّإما مفرد ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫فاجلملة ‪ :‬ال حتكى إال بعد الق ول ‪ ،‬أو فعل ىف معن اه ؛ حنو قولك ‪« :‬ق رأت ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫رب العاملني»‪.‬‬
‫احلمد هلل ّ‬
‫فأما قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫اجلر على اجلملة احملكية ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫وال جيوز أن تدخل [حرف]‬
‫ارع ‪/‬‬ ‫اجلن بني األج‬
‫زف ّ‬ ‫تن ادوا مبا ه ذا وقد مسعوا لنا ‪  ‬دويّا كع‬ ‫‪ 227‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فضرورة ال يلتفت إليها‪.‬‬


‫اجلر مبنيّا ‪ ،‬فلم يظهر الفتح ؛ لكونه‬
‫حس ن ذلك ك ون االسم بعد ح رف ّ‬ ‫وال ذى ّ‬
‫جمرورا ‪ ،‬ومرفوعا على صورة واحدة ؛ وأقبح من ذلك قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اهلم نفسى‬ ‫دا ‪  ‬وىف ترح‬ ‫بالرحيل غ‬
‫ادوا ّ‬ ‫تن‬ ‫‪ 228‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وال ختلو اجلملة احملكيّة من أن تك ون ملحونة ‪ ،‬أو معربة ‪ :‬ف إن ك انت معربة ‪،‬‬
‫حكيتها على لفظها ‪ ،‬وإن شئت على معناها‪.‬‬
‫ف إذا حكيت ق ول القائل ‪« :‬زيد الق ائم» ‪ ،‬قلت ‪« :‬ق ال عم رو زيد الق ائم» ‪ ،‬وإن‬
‫شئت قلت ‪« :‬قال عمرو القائم زيد»‪.‬‬
‫وإن ك انت ملحونة ‪ ،‬حكيتها على املعىن ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬إذا حكيت ‪« :‬ق ام زي د» ‪،‬‬
‫خبفض زيد ‪« :‬قال عمرو قام زيد ‪ ،‬لكنّه خفض زيدا»‪.‬‬
‫واملفرد إذا كان نائبا عن مجلة ‪ ،‬ومفيدا إفادهتا ‪ ،‬حكى كما حتكى اجلملة ؛ حنو ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب احلكاية قوىل ‪« :‬إال بعد القول» مثال ذلك ‪ :‬قلت زيد منطلق‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬األشباه والنظائر ‪ ، 126 / 8‬ودرة الغواص ص ‪ ، 239‬وسر صناعة اإلعراب ص‬
‫‪ ، 232‬واحملتسب ‪.235 / 2‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ب «الرحي ل»» حيث جيوز فيه ثالثة أوجه ‪ :‬اجلر بالب اء ‪ ،‬والرفع والنصب على‬
‫احلكاية ‪ ،‬فكأهنم قالوا ‪ :‬الرحيل غدا ‪ ،‬أو نرحل الرحيل غدا ‪ ،‬أو جنعل الرحيل غدا ‪ ،‬أو أمجعوا الرحيل غدا ‪،‬‬
‫فحكى املرفوع واملنصوب‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪375 .............................................................................‬‬

‫نعم ‪ ،‬وبلى (‪: )1‬‬


‫فنعم تك ون ع ادة ىف ج واب االس تفهام واألمر (‪ ، )2‬وتك ون تص ديقا للخرب ؛ حنو‬
‫قولك ملن ق ال (‪ : )3‬ق ام زيد ‪ ،‬أو ‪[ :‬م ا] (‪ )4‬ق ام زيد ـ ‪ :‬نعم ‪ ،‬فتص ّدقه ‪ ،‬ىف إثب ات القي ام‬
‫لزيد ‪ ،‬أو نفيه عنه‪.‬‬
‫املنفى ‪ ،‬مقرونا ك ان‬
‫خاص ة ‪ ،‬إال أ ّن معناها أب دا إجياب ّ‬ ‫وبلى تك ون جوابا للنّفى ّ‬
‫النفى بأداة االستفهام ‪ ،‬أو غري مقرون هبا ؛ حنو قولك ـ ىف جواب من قال ‪ :‬ما قام زيد ‪،‬‬
‫أو مل يقم زيد بلى ‪ ،‬أى ‪« :‬قد قام»‪.‬‬
‫ولو قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬لكنت حم ّققا للنفى ؛ كأنك قلت ‪ :‬نعم مل يقم‪.‬‬
‫املنفى ‪،‬‬
‫وقد تقع نعم ىف ج واب النفى املص احب ألداة االس تفهام ‪ ،‬واملراد إجياب ّ‬
‫إذا أمن اللبس ‪ ،‬وذلك ب النظر إىل املعىن ؛ أل ّن التق دير ىف املعىن إجياب ‪ ،‬أال ت رى أنك إذا‬
‫قلت ‪« :‬أمل يقم زي د» ؛ فإمّن ا تريد أن تثبت للمخ اطب قي ام زيد ؛ ومن ذلك قوله [من‬
‫الوافر] ‪:‬‬
‫داىن؟‬ ‫ذاك بنا ت‬ ‫رو ‪  ‬وإيّانا ؛ ف‬ ‫أليس اللّيل جيمع ّأم عم‬ ‫‪ 229‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مث قال ‪:‬‬


‫(‪)5‬‬
‫ار كما عالىن‬ ‫رى اهلالل كما أراه ‪  ‬ويعلوها النّه‬ ‫نعم ‪ ،‬وت‬ ‫‪ 230‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬حنو نعم وبلى» مثال ذلك ‪ :‬قال زيد نعم ‪ ،‬وقال عمرو بلى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬فنعم تك ون ع ادة ىف ج واب االس تفهام واألم ر» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ىف ج واب من ق ال ‪:‬‬
‫اضرب زيدا؟ نعم ‪ ،‬وىف جواب من قال ‪ :‬هل يقوم زيد؟ ‪ :‬نعم‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬قام‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيتان ‪ :‬جلحدر بن مالك ونسبا للمعلوط القريعي‪.‬‬
‫والش اهد فيهما أن «نعم» هنا ‪ ،‬لتص ديق اخلرب املثبت املؤول به االس تفهام مع النفي ‪ ،‬فكأنه ق ال ‪ :‬إن‬
‫الليل جيمع أم عم رو وإيانا نعم ‪ ،‬ف إن اهلم زة إذا دخلت على النفي تك ون حملض التقرير ‪ ،‬أي محل املخ اطب‬
‫على أن يقر بأمر يعرفه ‪ ،‬وهي ‪ ،‬يف احلقيقة لإلنكار‪ .‬وإنكار النفي إثبات‪ .‬ويروى ‪« :‬بلى وترى» ‪ ،‬و «أرى‬
‫وضح اهلالل كما تراه» ‪ ،‬وعليهما ال شاهد فيه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت جلحدر بن مالك يف أمايل القايل ‪ ، 822 / 1‬واجلىن الداين ص ‪ 422‬ـ ‪ ، 423‬وخزانة‬
‫األدب ‪ ، 209 ، 206 ، 204 ، 202 ، 201 / 11‬ومسط الآليل ص ‪ ، 961 ، 617‬وشرح شواهد‬
‫املغين ‪ ، 408 / 1‬ومعجم البلدان ‪( 223 / 2‬حجر) ‪ ،‬ومغين اللبيب ‪ ، 347 / 2‬وللمعلوط القريعي يف‬
‫الش عر والش عراء ‪ ، 449 / 1‬وبال نس بة يف ج واهر األدب ص ‪ ، 361‬ورصف املب اين ص ‪ ، 365‬ومغين‬
‫اللبيب ‪.347 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 376‬فهرس املوضوعات‬

‫فلما كانت بلى تنوب مناب ‪ :‬بل قد كان كذا ‪ ،‬ونعم تنوب مناب قولك ‪ :‬كان‬
‫كذا ‪ ،‬أو مل يكن ‪ ،‬عوملتا معاملة ما نابتا منابه‪.‬‬
‫الظن ىف املعىن والعمل‪.‬‬
‫وجيوز ىف القول إذا وقعت بعده مجلة امسية أن جيرى جمرى ّ‬
‫وأما بنو س ليم ‪ :‬فيجرونه أمجع جمرى الظن ؛ من ذلك ق ول ام رئ القيس (‪ )1‬ىف‬ ‫ّ‬
‫إحدى الروايتني ‪[ /‬من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪   ...................‬تق ول هزيز ال ّريح م ّرت بأث أب‬ ‫‪ 231‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأما غريهم من العرب ‪ ،‬فال جيريه جمرى الظّ ّن إال بأربعة شروط ‪:‬‬
‫ّ‬
‫أن يكون الفعل مضارعا ‪ ،‬ملخاطب ‪ ،‬قد تق ّدمته أداة استفهام ‪ ،‬غري مفصول بينها‬
‫وبينه إاّل بظرف ‪ ،‬أو جمرور ؛ حنو قولك ‪« :‬أتقول زيدا منطلقا؟» ‪ ،‬و «أتقول اليوم عمرا‬
‫ذاهبا؟» ؛ ومن ذلك قوله ‪[ :‬من الرجز]‬
‫(‪)3‬‬
‫دنني ّأم قاسم وقامسا‬ ‫الروامسا ‪  ‬ي‬
‫ول القلص ّ‬ ‫مىت تق‬ ‫‪ 232‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬ام رؤ القيس بن حجر بن احلارث الكن دي ‪ :‬من بين آكل املرار ‪ ،‬أش هر ش عراء الع رب على اإلطالق ولد‬
‫ىف حنو ‪ 130‬قبل اهلجرة كان أبوه ملك أسد وغطفان ‪ ،‬ويعرف بامللك الضليل الضطراب أمره طول حياته ‪،‬‬
‫عىن معاصرونا بشعره فكتب عنه سليم اجلندى ‪ ،‬وحممد أبو حديد وحممد هادي بن على الدفرت وغريهم ينظر ‪:‬‬
‫األعالم ‪.11 / 2‬‬
‫(‪ )2‬عجز بيت وصدره ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫أوين وابتل عطفه ‪ ‬‬ ‫رى ش‬ ‫إذا ما ج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬تق ول» حيث اس تخدمه مبعىن «تظن» من غري أن يتقدمه اس تفهام ‪ ،‬ونصب به‬
‫مفعولني ‪ :‬أحدمها قوله ‪« :‬هزيز الريح» ‪ ،‬وثانيهما مجلة «مرت بأثأب»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 49‬وشرح التصريح ‪ ، 262 / 1‬ولسان العرب (هزز) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 431‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 220 / 5‬وأوضح املسالك ‪.71 / 2‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬هلدبة بن خشرم‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬تق ول القلص ي دنني» حيث ورد الفعل «تق ول» مبعىن «تظن» فنصب مفع ولني ‪،‬‬
‫مها «القلص» ومجلة يدنني‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 130‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 456‬وخزانة األدب ‪ ، 336 / 9‬والدرر ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 273‬والشعر والشعراء ‪ ، 695 / 2‬ولسان العرب (قول) ‪( ،‬فغم) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 427 / 2‬وبال‬
‫نسبة يف شرح األمشوين ‪ ، 164 / 1‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 488‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 227‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.157 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪377 .............................................................................‬‬

‫وإذا وقع بعد الق ول مف رد ‪ ،‬ف إن ك ان مص درا له ‪ ،‬أو ص فة للمص در ‪ ،‬مل حتكه ؛‬
‫حنو قولك ‪ :‬قال زيد قوال ‪ ،‬وقال عمرو باطال‪.‬‬
‫وإن مل يكن مص درا وال ص فة له ‪ ،‬فإن ك ان امسا للجملة ىف املعىن ‪ ،‬مل حتكه ؛ حنو‬
‫قولك ‪ :‬قال زيد كالما‪.‬‬
‫وإن مل يكن امسا هلا ‪ ،‬فال ب ّد من أن يك ون عامله مض مرا ؛ إذ املف رد ال يتكلّم به‬
‫يم) [األنبياء‬ ‫وحده ؛ فتحكيه إذ ذاك كما حتكى اجلملة ؛ حنو قوله تعاىل ‪( :‬ي ُ ِ ِ‬
‫قال لَهُ إبْ راه ُ‬‫ُ‬
‫‪ ، ]60 :‬أى ‪ :‬يا إبراهيم ‪ ،‬ومن ذلك قول امرئ القيس [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بيت‬ ‫‪ .........‬ال‬ ‫إذا ذقت فاها قلت طعم مدامة ‪ ‬‬ ‫‪ 233‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فإنّه روى برفع طعم على تق دير ‪« :‬طعمه طعم مدام ة» ‪ ،‬ونص به على تق دير ‪:‬‬
‫«ذقت طعم مدامة»‪.‬‬
‫شرا‪.‬‬
‫وأما املفرد ‪ ،‬فإن كان مجلة ىف األصل حكيته ؛ حنو ‪ :‬تأبّط ّ‬
‫ّ‬
‫وإن ك ان مش بها للجملة ؛ حنو تس ميتك حبرف عطف ومعط وف ‪ ،‬أو حبرف ج ّر‬
‫وجمرور ‪ ،‬أو بت ابع ومتب وع ‪ ،‬أو مبض اف ومض اف إليه ‪ ،‬أو مبعم ول ‪ ،‬وأعىن به ‪ :‬االسم‬
‫العامل فيما بعده ‪ ،‬أو مبر ّكب ‪:‬‬
‫فإنّك إن مسّيت حبرف عطف ومعطوف حكيته على حسب املوضع الذى نقلته منه‬
‫؛ فتقول إذا مسيت حبرف العطف واملعطوف من قولك ‪ :‬قام عمرو ‪ ،‬وزيد «خرج وزيد»‬
‫و «رأيت وزيد» و «مررت بوزيد»‬
‫اجلر على حرف واحد ‪ ،‬أو على‬ ‫جر وجمرور ‪ ،‬فإن كان حرف ّ‬ ‫وإن مسّيت حبرف ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫حرفني ‪ ،‬ثانيهما حرف علّة ‪ ،‬حكيت ال غري ؛ حنو ‪« :‬بزيد» ‪ ،‬و «ىف زيد»‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬صدر بيت وعجزه ‪:‬‬
‫التجر‬ ‫به‬ ‫جتىء‬ ‫مما‬ ‫‪   ............‬معتقة‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬قلت طعم مدامة» حيث حذف املبتدأ ‪ ،‬والتقدير ‪ ،‬طعمه طعم مدامة أو ينصب‬
‫على تقدير ‪ :‬ذقت طعم مدامة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 110‬والدرر ‪ ، 270 / 2‬ولسان العرب (جتر) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪.157 / 1‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬حنو «بزي د» و «يف زي د» أعىن ‪ :‬أنك تق ول إذا مسيت رجال ب اجملرور ال ذى هو بزيد ‪ :‬ق ام‬
‫بزيد ورأيت بزيد ‪ ،‬ومررت ببزيد وكذلك تقول إذا مسيت «ىف زيد» وأمثاهلما‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 378‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن ك ان ثانيهما حرفا ص حيحا ‪ ،‬أو ك ان على أزيد من ح رفني ‪ ،‬ج از لك فيه‬
‫وجهان ‪ :‬اإلعراب واحلكاية ؛ فتقول ‪ :‬جاءىن من زيد ‪ ،‬ورأيت منذ يومني ‪ ،‬وإن شئت‬
‫أع ربت وأض فتهما إىل ما بع دمها ‪ ،‬فقلت ‪« : /‬من زي د» ‪ ،‬ب الرفع ‪ ،‬و «منذ ي ومني»‬
‫بالنّصب‪.‬‬
‫مطول (‪ ، )1‬حكيت‬ ‫وإن مسّيت مبضاف ومضاف إليه ‪ ،‬أو بتابع ومتبوع ‪ ،‬أو باسم ّ‬
‫حاله الىت ك انت له قبل التس مية ‪ ،‬فتجعل إع راب املتب وع على حسب العامل ‪ ،‬وجتعل‬
‫التّ ابع على حسب متب وع ‪ ،‬وجتعل إع راب املض اف على حسب العامل ال ذى تق ّدمه ‪،‬‬
‫وإع راب املض اف إليه خفضا على ك ّل ح ال ‪ ،‬وجتعل إع راب االسم املط ّول على حسب‬
‫العامل الذى يتق ّدمه ‪ ،‬ويبقى معموله على ما كان عليه قبل التسمية به‪.‬‬
‫ك ‪ ،‬فقد تق ّدم حكمه‬ ‫وإن مسّيت مبر ّكب ‪ ،‬ف إن ك ان مر ّكبا من امسني ؛ حنو ‪ :‬بعلب ّ‬
‫ىف ب اب ما ال ينص رف ‪ ،‬وإن ك ان مر ّكبا من ح رفني ؛ حنو إمّن ا ‪ ،‬أو من ح رف واسم ؛‬
‫هلم ‪ ،‬أو من فعل واسم ‪ ،‬حنو ‪« :‬حبّ ذا» ‪ ،‬أو‬ ‫حنو ‪ :‬أنت ‪ ،‬أو من ح رف وفعل ‪ ،‬حنو ‪ّ :‬‬
‫من اسم وصوت ؛ كسيبويه‪.‬‬
‫فإنك حتكى مجيع ذلك على لفظه ‪ ،‬وال جيوز إعرابه (‪.)2‬‬
‫وإن مل يكن مجلة وال مش بّها هبا ‪ ،‬مل جيز فيه حكاية إال ىف االس تثبات بـ «من» عن‬
‫األمساء األعالم ‪ ،‬أو ما ج رى جمراها ىف لغة أهل احلج از ‪ ،‬أو ىف غري ذلك ىف ش ذوذ من‬
‫الكالم ؛ مثل قوهلم ‪« :‬دعنا من مترتان (‪ »)3‬و «ليس بقرشيّا»‪.‬‬
‫__________________‬
‫مطول» إىل آخره ‪ ،‬مثال ذلك ‪:‬‬ ‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن مسيت مبضاف ومضاف إليه أو بتابع ومتبوع أو باسم ّ‬
‫قولك ىف رجل امسه خري من زيد ‪ ،‬أو زيد وعم رو ‪ ،‬أو زيد العاقل ‪ :‬ض ربت خ ريا من زيد ‪ ،‬وض ربت زي دا‬
‫وعمر وجاءىن زيد العاقل ‪ ،‬فيكون حكمه بعد التسمية كحكمه قبلها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإنّك حتكى مجيع ذلك على لفظه وال جيوز إعرابه» أعىن ‪ :‬إنك إذا مسيت بشىء مما ذكر ‪،‬‬
‫مل يت أثر للعامل ؛ بل يبقى على لفظه ال ذى ك ان عليه قبل دخ ول العامل ؛ فتق ول ‪ :‬ج اءىن إمنا ‪ ،‬ورأيت إمنا ‪،‬‬
‫وم ررت بإمنا ‪ ،‬وج اءىن أنت ‪ ،‬ورأيت أنت ‪ ،‬وم ررت ب أنت ‪ ،‬وج اءىن هلم ‪ ،‬ورأيت هلم ‪ ،‬وم ررت هبلم ‪،‬‬
‫وجاءىن حبذا ورأيت حبذا ومررت حببذا ‪ ،‬وجاءىن سيبويه ‪ ،‬ورأيت سيبويه ‪ ،‬ومررت بسيبويه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬مترمتان‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪379 .............................................................................‬‬

‫تثبت بـ «من» عن علم ‪ ،‬أو لقب ‪ ،‬أو كنية ‪ ،‬حكيت بع دها إعرابه ال ذى‬ ‫ف إذا اس ّ‬
‫ك ان له ىف الكالم ال ذى اقتطعته منه ؛ فتق ول إذ اس تفهمت عن زيد من ق ول القائل ‪:‬‬
‫ض ربت زي دا ‪ :‬من زي دا ‪ ،‬بنصب زيد ‪ ،‬وعن زيد من قوله ‪ :‬م ررت بزيد ‪ :‬من زيد ‪،‬‬
‫خبفضه ‪ ،‬وعن زيد من قوله ‪ :‬قام زيد ‪ :‬من زيد ‪ ،‬برفعه‪.‬‬
‫وال حيكى إاّل بش رط أاّل ي دخل على «من» ح رف عطف ‪ ،‬وأاّل يك ون االسم‬
‫احملكى متبوعا بت ابع من التوابع ‪ ،‬ما ع دا العطف ‪ ،‬ف إذا قلت ‪ :‬فمن زيد أو ‪ :‬من زيد‬ ‫ّ‬
‫العاقل ‪ ،‬أع ربت ال غري ‪ ،‬إاّل أن يك ون الت ابع مع املتب وع كالش ىء الواحد ؛ فإنّه جيوز‬
‫حكايته ؛ حنو ‪« :‬زيد بن عمرو» (‪.)1‬‬
‫ف إن اجتمع ما حيكى مع ما ال حيكى ‪ ،‬ب نيت الكالم على املتق ّدم ؛ فتق ول ىف‬
‫االس تثبات عن زيد ‪ ،‬ورجل ‪ ،‬من ق ول القائل ‪ :‬رأيت زي دا ورجال ‪ :‬من زي دا ورجال ‪،‬‬
‫و‪ :‬من رجل وزيد ‪ ،‬إن تق ّدم الرجل‪.‬‬
‫وبعض العرب حيكى سائر املعارف إاّل املضمر واملشار ؛ وذلك قليل ج ّدا‪.‬‬
‫وإما خرب مق ّدم ‪./‬‬
‫و «من» ىف مجيع ذلك ‪ّ :‬إما مبتدأ ‪ّ ،‬‬
‫تثبت بـ «من» عن نك رة ‪ ،‬أحلقتها واوا ىف الرفع ‪ ،‬وألفا ىف النصب ‪ ،‬وي اء‬ ‫وإذا اس ّ‬
‫ىف اخلفض ‪ :‬س واء ك ان االسم مف ردا أو غري مف رد ‪ ،‬وم ذ ّكرا أو مؤنّثا ؛ فتق ول ‪ :‬منو ‪،‬‬
‫دل على التثنية (‪ )2‬واجلمع والت أنيث ‪ ،‬فيق ول ىف‬‫ومنا ‪ ،‬ومىن ‪ ،‬ومنهم من يلحقها عالمة ت ّ‬
‫االس تثبات عن رجلني ‪ :‬من ان ‪ ،‬ىف الرفع ‪ ،‬وم نني ‪ ،‬ىف النصب واخلفض ‪ ،‬وىف االس تثبات‬
‫عن امرأتني ‪ :‬منتان ‪ ،‬ىف الرفع ‪ ،‬ومنتني ‪ ،‬ىف النصب واخلفض بسكون النون‪.‬‬
‫وىف االستثبات عن نساء ‪ :‬منات ‪ ،‬وىف االستثبات عن رجال ‪ ،‬منون ‪ ،‬ىف الرفع ‪،‬‬
‫ومنني ‪ ،‬ىف النصب واخلفض‪.‬‬
‫فإن وصلت ‪ ،‬حذفت العالمات ىف كلتا اللّغتني ‪ ،‬فتقول ‪« :‬من يا فىت»‪.‬‬
‫وأى ىف اخلفض‪.‬‬ ‫«أي» ‪ ،‬ىف الرفع ‪ ،‬وأيّا ىف النصب ‪ّ ،‬‬‫بأى قلت ‪ّ :‬‬ ‫وإن استثبت ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإنه جتوز حكايته ‪ ،‬حنو ‪ :‬زيد بن عمرو» أعىن ‪ :‬أنك إذا استثبت من قول من قال ‪ :‬رأيت‬
‫زيد بن عمرو وقلت ‪ :‬من زيد بن عمرو؟ فتحكى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬التشبيه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 380‬فهرس املوضوعات‬

‫وسواء كان االسم مفردا ‪ ،‬أو مثىن ‪ ،‬أو جمموعا ‪ ،‬أو مذ ّكرا ‪ ،‬أو مؤنّثا‪.‬‬
‫تدل على التثنية واجلمع ‪ ،‬والتأنيث ؛ فتقول ىف االستثبات‬‫ومنهم من يلحقها عالمة ّ‬
‫عن الواحدة ‪« :‬أيّة» ‪ ،‬وعن االثنني ‪« :‬أيّان» ‪ ،‬ىف الرفع ‪ ،‬وأيني ‪ ،‬ىف النصب واخلفض ‪،‬‬
‫وعن االثن تني «أيّت ان» ‪ ،‬ىف الرفع ‪ ،‬و «أيّ تني» ىف النصب واخلفض ‪ ،‬وعن اجلمع املذكر ‪:‬‬
‫«أيّون» ‪ ،‬ىف الرفع ‪ ،‬و «أيّني» ‪ ،‬ىف النصب واخلفض ‪ ،‬وعن مجاعة املؤنّثات ‪« :‬أيّات» ‪،‬‬
‫ىف الرفع ‪ ،‬و «أيّات» ‪ ،‬ىف النصب واخلفض‪.‬‬
‫وال حيذف شئ من هذه العالمات ىف الوصل ‪ ،‬وحكى يونس (‪ : )1‬أ ّن بعض العرب‬
‫«بأي»‪.‬‬
‫‪ ،‬يعرب من وحيكى هبا النكرات ؛ كما حيكى ّ‬
‫ومسع من كالمهم ‪« :‬ضرب من منّا» ؛ وعلى هذه اللغة قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اجلن ‪ ،‬قلت ‪ :‬عم وا ظالما‬
‫‪ 234‬ـ أت وا ن ارى فقلت ‪ :‬من ون أنتم ‪  ‬فق الوا ‪ّ :‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬ي ونس بن ح بيب الضيب ب الوالء ‪ ،‬أبو عبد ال رمحن ‪ ،‬ويع رف ب النحوي ‪ :‬عالمة ب األدب ‪ ،‬ك ان إم ام حناة‬
‫البص رة يف عص ره‪ .‬وهو من قرية «جب ل» على دجلة بني بغ داد وواسط ‪ ،‬أعجمي األصل ‪ ،‬أخذ عن س يبويه‬
‫والكس ائي والف راء وغ ريهم من األئمة ‪ ،‬وك انت حلقته بالبص رة ينتاهبا طالب العلم وأهل األدب وفص حاء‬
‫األعراب ووفود البادية‪ .‬وله كتب منها «معاين القرآن» وغريها ولد سنة ‪ 94‬ه‍ ‪ ،‬وتويف سنة ‪ 182‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬مرآة اجلنان ‪ ، 388 / 1‬نزهة األلباء ‪ ، 59‬وفيات األعيان ‪ 416 / 2‬األعالم ‪.261 / 8‬‬
‫(‪ )2‬البيت لشمر بن احلارث ونسب إىل مسري الضيب وإىل تأبط شرا‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬من ون أنتم» يريد ‪ :‬من أنتم ‪ ،‬وفيه ش ذوذان ‪ :‬األول إحلاق ال واو والن ون هبا يف‬
‫الوصل ‪ ،‬والثاين حتريك النون ‪ ،‬وهي تكون ساكنة‪ .‬وقال ابن الناظم ‪ :‬فيه شذوذان ‪ :‬أحدمها أنه حكى مقدرا‬
‫غري م ذكور ‪ ،‬والث اين أنه أثبت العالمة يف الوصل ‪ ،‬وحقها أال تثبت إال يف الوقف (املقاصد النحوية ‪/ 4‬‬
‫‪ )503‬ابن الناظم ص ‪.748‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت لشمر بن احلارث يف احليوان ‪ ، 197 / 6 ، 482 / 4‬وخزانة األدب ‪، 167 / 6‬‬
‫‪ ، 170 ، 168‬والدرر ‪ ، 246 / 6‬ولسان العرب (حسد) ‪( ،‬منن) ‪ ،‬ونوادر أيب زيد ص ‪ ، 123‬ولسمري‬
‫الضيب يف ش رح أبي ات س يبويه ‪ ، 183 / 2‬ولش مر أو لتأبط ش ّرا يف ش رح التص ريح ‪ ، 283 / 2‬وش رح‬
‫املفصل ‪ ، 16 / 4‬وألح دمها أو جلذع بن س نان يف املقاصد النحوية ‪ ، 498 / 4‬وبال نس بة يف أم ايل ابن‬
‫احلاجب ‪ ، 462 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 282 / 4‬وجواهر األدب ص ‪ ، 107‬واحليوان ‪، 328 / 1‬‬
‫واخلصائص ‪ ، 128 / 1‬والدرر ‪ ، 310 / 6‬ورصف املب اين ص ‪ ، 437‬وش رح األمشوين ‪، 642 / 2‬‬
‫وش رح ابن عقيل ص ‪ ، 618‬وش رح ش واهد الش افية ص ‪ ، 295‬والكت اب ‪ ، 411 / 2‬ولس ان الع رب‬
‫(أنس) ‪( ،‬سرا) ‪ ،‬واملقتضب ‪ ، 307 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.211 ، 157 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪381 .............................................................................‬‬

‫أى ‪ ،‬وه ذه اللغة من النّ درة حبيث ال‬ ‫ف أثبت عالمة اجلمع ىف الوصل ؛ كما يفعل ب ّ‬
‫يقاس عليها‪.‬‬
‫ومن الع رب من جيرى س ائر املع ارف جمرى النك رة ىف االس تثبات بـ «من» وب‬
‫«أى» مسع من العرب من يقال له ‪ :‬ذهب معهم ‪ ،‬فيقول ‪« :‬مع منني»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫واألحسن أن تقول ‪« :‬من هم» ‪ ،‬فال حتكى‪.‬‬
‫تثبت هبما عن خمف وض (‪، )1‬‬ ‫وأى إذا اس ّ‬ ‫اجلر على من ‪ّ ،‬‬ ‫وال ب ّد من إدخ ال ح رف ّ‬
‫ويكون اجملرور متعلّقا بفعل مضمر وتق ّدره بعدمها‪.‬‬
‫استثبت هبما عن مرفوع ‪ ،‬كانا مبتدأين ‪ ،‬واخلرب حمذوف لفهم املعىن (‪.)2‬‬
‫ّ‬ ‫وإذ ‪/‬‬
‫(‬
‫استثبت هبما عن منصوب ‪ ،‬كانا منصوبني بفعل مضمر حمذوف لفهم املعىن‬ ‫ّ‬ ‫وإذا‬
‫‪.)3‬‬
‫«املائى» ‪ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫«املىن» ‪ ،‬ىف العاقل ‪ ،‬و‬
‫استثبت عن نسب املسئول عنه ‪ ،‬قلت ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫وإذا‬
‫«املاوى» ‪ ،‬ىف غري العاقل ‪ ،‬وجتعله ىف اإلع راب ‪ ،‬والتثنية واجلمع ‪ ،‬والتّ ذكري والت أنيث‬
‫ّ‬
‫على حسب املسئول عنه ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ال بد من إدخ ال ح رف اجلر على من وأى ‪ ،‬إذا اس تثبت هبما عن خمف وض» مث ال ذلك ‪:‬‬
‫قولك ىف استثبات من قال ‪ :‬مررت برجل ‪ :‬مبىن وبأى؟ تقديره ‪ :‬مبن مررت ‪ ،‬وبأى مررت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإذا اس تثبت هبما عن مرف وع ‪ ،‬كانا مبت دأين ‪ ،‬واخلرب حمذوف لفهم املع ىن» مث ال ذلك ‪:‬‬
‫وأي تقديره ‪ :‬من قام ‪ ،‬وأى قام؟ أه‪.‬‬ ‫قولك ىف االستثبات ملن قال ‪ :‬قام رجل ‪ :‬منو ّ‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإذا استثبت هبما عن منصوب ‪ ،‬كانا منصوبني بفعل مضمر حمذوف ؛ لفهم املعىن» مثال‬
‫ذلك ‪ :‬قولك ىف االستثبات ملن قال ‪ :‬ضربت رجال ‪ :‬منا أو أيا تقديره ‪ :‬من ضربت ‪ ،‬وأيا ضربت؟ أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬قلت املىن ىف العاقل و «املائى» ‪ ،‬و «املاوى» ىف غري العاقل ‪ ،‬وجتعله ىف اإلع راب والتثنية‬
‫واجلمع على حسب املس ئول عن ه» أعىن ‪ :‬أنك إذا اس تثبت عن مف رد ‪ ،‬قلت ‪ :‬املىن واملنية واملائى أو املاوى ‪،‬‬
‫واملائية أو املاوية ‪ ،‬ىف الرفع ‪ ،‬واملىن واملنية ‪ ،‬واملائى أو املاوى واملائية أو املاوية ىف النصب ‪ ،‬واملىن واملنية واملائى‬
‫أو املاوى واملائية أو املاوية ىف اخلفض وإن اس تثبت عن اث نني ‪ ،‬قلت ‪ :‬املني ان واملنيت ان ‪ ،‬واملائي ان أو املاوي ان‬
‫واملائيت ان أو املاويت ان ىف الرفع ‪ ،‬واملن يني واملني تني واملائيني أو املاويني واملائيتني أو املاويتني ىف النصب واخلفض‬
‫وإن اس تثبت عن مجع قلت ‪ :‬املنيون واملني ات واملائي ات أو املاوي ات ىف الرفع واملن يني واملني ات واملائي ات أو‬
‫املاويات ىف النصب واخلفض‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 382‬فهرس املوضوعات‬

‫باب إسناد الفعل إلى المؤنّث‬


‫إذا أس ند الفعل إىل م ؤنّث ‪ ،‬ف إن فصل بينهما ب إال ‪ ،‬مل تلحقه عالمة ت أنيث ؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬ما قام إال هند» ‪ ،‬وال يقال ‪« :‬ما قامت» ‪ ،‬إال ىف ضرورة (‪.)1‬‬
‫وإن مل يفصل بينهما هبا ‪ ،‬ف إن أس ندته من ظ اهر املؤنّث إىل املف رد ‪ ،‬أو املثىّن ‪ ،‬أو‬
‫اجملم وع مجع س المة ‪ ،‬ف إن ك ان حقيقيا ‪ ،‬ومل يفصل بينهما بش ىء ‪ ،‬فالعالمة الزمة (‪، )2‬‬
‫وما جاء من قوهلم ‪ :‬قال فالنة ‪ ،‬فشاذّ ال يقاس عليه‪.‬‬
‫وإن فصل بينهما بشىء ‪ ،‬جاز إحلاق العالمة وحذفها ‪ ،‬فتقول ‪ :‬قامت اليوم هند ‪،‬‬
‫وقام ‪ ،‬إن شئت‪.‬‬
‫وكلما طال الفصل ‪ ،‬كان احلذف أحسن (‪.)3‬‬
‫حقيقى ‪ ،‬جاز إحلاق العالمة ‪ ،‬وحذفها ‪ ،‬فصلت أو مل تفصل‬ ‫ّ‬ ‫وإن كان املؤنّث غري‬
‫(‪.)4‬‬
‫وإن أسندته إىل مجع التكسري من ظاهر املؤنّث ‪ ،‬جاز لك إحلاق العالمة ‪ ،‬وحذفها‬
‫(‪.)5‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب إس ناد الفعل إىل املؤنث ق وىل ‪« :‬وال يق ال ‪ :‬ق امت إال ىف ض رورة» مث ال ذلك قوله ‪[ :‬من‬
‫الطويل]‬
‫لوع اجلراشع‬ ‫الض‬
‫ط وى النّحز واألج راز ما ىف ض لوعها ‪  ‬فما بقيت إال ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت ل ذى الرمة ىف ديوانه ص ‪ ، 1296‬وختليص الش واهد ص ‪ ، 482‬وت ذكرة النح اة ص‬
‫‪ ، 113‬وشرح املفصل ‪ ، 87 / 2‬واحملتسب ‪ ، 207 / 2‬واملقاصد النحوية ‪ ، 477 / 2‬وبال نسبة ىف شرح‬
‫األمشوىن ‪ ، 172 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ .]243‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن ك ان حقيقيا ‪ ،‬ومل تفصل بينهما بش ىء فالعالمة الزم ة» مث ال ذلك ‪ :‬ق امت هند ‪،‬‬
‫وقامت اهلندان ‪ ،‬وقامت اهلندات‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وكلما طال الفصل ‪ ،‬كان احلذف أحسن» مثال ذلك ‪ :‬حصر القاضى اليوم امرأة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان املؤنث غري حقيقى ‪ ،‬ج از لك احلاق العالمة وح ذفها ‪ ،‬فص لت أو مل تفص ل»‬
‫مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬طلعت الش مس ‪ ،‬وطلع الش مس وطلعت الي وم الش مس ‪ ،‬وطلع الي وم الش مس ؛ ق ال‬
‫س َوالْ َق َم ُر) [القيامة ‪ .]9 :‬أه‪.‬‬ ‫تعاىل ‪َ ( :‬و ُج ِم َع َّ‬
‫الش ْم ُ‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن أس ندته إىل مجع التكسري من ظ اهر املؤنث ‪ ،‬ج از لك إحلاق العالمة وح ذفها» مث ال‬
‫ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬قامت اهلنود ‪ ،‬وقام اهلنود‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪383 .............................................................................‬‬

‫وإن أس ندته إىل ض مري املؤنّث املف رد ‪ ،‬أو املثىن ‪ ،‬أحلقته العالمة ‪ ،‬حقيقيّا ك ان‬
‫التأنيث (‪ ، )1‬أو غري حقيقى (‪.)2‬‬
‫وال جيوز حذفها إال ىف الشعر ؛ حنو قوله [من املتقارب] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إبقاهلا‬ ‫أبقل‬ ‫أرض‬ ‫فال مزنة ودقت ودقها ‪  ‬وال‬ ‫‪ 235‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن أس ند إىل ض مري املؤنّث اجملم وع ‪ ،‬مل تلحق الفعل عالمة إال أ ّن ض مري مجاعة‬
‫املؤنّث ‪ ،‬إن ع اد على غري مس لّم ‪ ،‬قد يك ون كض مري الواح دة املؤنّثة ؛ فتق ول ‪ :‬النّس اء‬
‫قمن وقامت ؛ ومن ذلك قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫اء هبا ‪ :‬أقيمى‬ ‫ّدى ‪  ‬وقلنا للنّس‬ ‫تركنا اخليل والنّعم املف‬ ‫‪ 236‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد جيىء ىف الشعر ؛ كضمري الواحد املذ ّكر ‪ ،‬وىف شاذّ من الكالم‪.‬‬
‫السالم ـ ‪« :‬خري النّساء صواحل نساء قريش ‪ ،‬أحناه على ولد‬‫ومن ذلك قوله ـ عليه ّ‬
‫‪ ،‬وأرعاه على زوج ‪ ،‬ىف ذات يده» (‪.)5‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬املؤنث‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن أس ند إىل ض مري املؤنث املف رد أو املثىن ‪ ،‬احلقته العالمة ‪ ،‬حقيقيا ك ان الت أنيث أو غري‬
‫حقيقى» مثال ذلك ‪ :‬هند قامت ‪ ،‬واهلندان قامتا ‪ ،‬والقناة انكسرت والقناتان انكسرتا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت لعامر بن جوين ‪:‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬وال أرض أبقل إبقاهلا» والقي اس ‪ :‬أبقلت إبقاهلا ‪ ،‬ألن الفعل مس ند إىل ض مري‬
‫عائد على «األرض» وهو مؤنث جمازي ‪ ،‬فحذف التاء ضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ختليص الشواهد ص ‪ ، 483‬وخزانة األدب ‪ ، 50 ، 49 ، 45 / 1‬والدرر ‪، 268 / 6‬‬
‫وشرح التصريح ‪ ، 278 / 1‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 460 ، 339‬وشرح شواهد املغين ‪، 943 / 2‬‬
‫والكتاب ‪ ، 46 / 2‬ولسان العرب (أرض) (بقل) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 464 / 2‬وبال نسبة يف أمايل ابن‬
‫احلاجب ‪ ، 352 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 108 / 2‬وجواهر األدب ص ‪ ، 113‬واخلصائص ‪، 411 / 2‬‬
‫وشرح األمشوين ‪ ، 174 / 1‬والرد على النحاة ‪ ، 91‬ورصف املباين ص ‪ ، 166‬وشرح أبيات سيبويه ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 557‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 244‬وشرح املفصل ‪ ، 94 / 5‬ولسان العرب (خضب) ‪ ،‬واحملتسب ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 112‬ومغين اللبيب ‪ ، 656 / 2‬ومهع اهلوامع ‪ ، 171 / 2‬البحر احمليط ‪.253 / 7 ، 493 / 5‬‬
‫(‪ )4‬والشاهد فيه قوله ‪« :‬أقيمي» فأعاد الضمري على «النساء» مفردا ؛ وهذا جائز ؛ ألنه مجع غري سامل‪ .‬ينظر‬
‫روح املعاين ‪.288 / 11 ، 415 / 7‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخ اري ‪ : 27 / 9‬كت اب النك اح ‪ :‬ب اب إىل من ينكح وأي النس اء خري ‪ ،‬رقم ‪، 5082‬‬
‫ومس لم ‪ : )1959 ، 1958 / 4‬كت اب فض ائل الص حابة ‪ :‬ب اب من فض ائل نس اء ق ريش ‪ ،‬رقم (‪ 200‬ـ‬
‫‪ ، )2527‬وأخرجه أمحد ‪ ، )393 ، 319 ، 269 / 2‬والبيهقي ‪، 293 / 7‬‬
‫‪ ............................................................................. 384‬فهرس املوضوعات‬

‫ومجع التكسري من املذ ّكر جيرى ىف إسناد الفعل إىل ظاهره ‪ ،‬جمرى مجع التكسري من‬
‫‪ /‬املؤنّث (‪ ، )1‬والض مري العائد عليه ‪ ،‬إن ك ان غري عاقل مبنزلة الض مري العائد على مجع‬
‫املؤنّث ؛ فتق ول ‪« :‬األج ذاع انكس رن ‪ ،‬وانكس رت» ‪« ،‬وانكس رن» أفصح ؛ ألنّه مجع‬
‫قلّة ‪ ،‬ولو قلت ‪ :‬اجلذوع لكان «انكسرت» أفصح‪.‬‬
‫وال يق ال ‪ :‬انكسر ‪ ،‬إال ىف ض رورة ‪ ،‬أو ن ادر كالم ؛ ومنه قوله تع اىل ‪( :‬نُ ْس ِقي ُك ْم‬
‫ِم َّما فِي بُطُونِِه) [النحل ‪.]66 :‬‬
‫وإن كان عاقال ‪ ،‬فالضمري العائد عليه كالضمري العائد على السامل منه‪.‬‬
‫وقد جيىء كض مري الواح دة من املؤنّث ‪ ،‬أو كض مري الواحد املذ ّكر ‪ ،‬أو ض مري‬
‫مجاعة املؤنّث ‪ ،‬وهو أقلّها‪.‬‬
‫__________________‬
‫كتاب القسم والنشوز ‪ :‬باب ما يستحب هلا رعاية حلق زوجها وإن مل يلزمها شرعا ‪ ،‬والبغوي يف شرح السنة‬
‫‪( 239 / 7‬بتحقيقنا) ‪ :‬كتاب فضائل الصحابة ‪ :‬باب قال اهلل تعاىل ‪( :‬يا نِساء النَّبِي لَست َّن َكأَح ٍد ِمن الن ِ‬
‫ِّساء‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِّ ْ ُ‬
‫إِ ِن َّات َقْيتُ َن) [األحزاب ‪ ]32 :‬رقم ‪ 3860‬من حديث أيب هريرة رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫وقوله أحناه ‪ :‬من احلنو وهو العطف والشفقة وأرعاه ‪ :‬قال اخلطايب ‪ :‬من اإلرعاء ‪ ،‬وهو االبقاء يقال‬
‫‪ :‬رعاه يرعاه رعيا من الرعاية ‪ ،‬وأرعى عليه أي ‪ :‬أبقى إرعاء ‪ ،‬يقول ‪ :‬أحفظ ملاله وأبقاه ‪ ،‬واهلل أعلم أه [من‬
‫شرح السنة]‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ومجع التكسري من املذكر جيرى ىف إس ناد الفعل إىل ظ اهره جمرى مجع التكسري من املؤنث»‬
‫أعىن ‪ :‬أنه جيوز لك أن تقول ‪ :‬قام الرجال ‪ ،‬وقامت الرجال ؛ كما تقول ‪ :‬قام اهلنود ‪ ،‬وقامت اهلنود‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪385 .............................................................................‬‬

‫باب العدد‬
‫وهو أربعة أنواع ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬املف رد ‪ ،‬وهو واحد ‪ ،‬واثن ان للم ذ ّكر ‪ ،‬وواح دة واثنت ان ‪ ،‬وثنت ان‬
‫ف النوع ّ‬
‫للمؤنّث‪.‬‬
‫وال جتوز إضافة شىء منها إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الرجز]‬
‫‪ 237‬ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل‬
‫وعشرون ‪ ،‬وسائر العقود إىل تسعني‪.‬‬
‫ويكون للمذ ّكر واملؤنّث على لفظ واحد ‪ ،‬ومتيّز بواحد منصوب (‪.)2‬‬
‫ائى من ق وهلم ‪:‬‬‫فأما ما حك اه الكس ّ‬ ‫وال جتوز إض افة ش ىء منها إىل التمي يز ‪ّ ،‬‬
‫«أخذته مبائة وعشرى درهم» ‪ ،‬فشاذ ال يلتفت إليه‪.‬‬
‫فأما املائة واأللف‬
‫والث اىن ‪ :‬املض اف ‪ ،‬وهو من ثالثة إىل عش رة ‪ ،‬ومائة وألف ‪ّ ،‬‬
‫ويفسران بواحد خمفوض ؛ حنو قولك ‪:‬‬ ‫فيكونان للمذ ّكر واملؤنّث على لفظ واحد ‪ّ ،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ال بيت اختلف يف نس بته فنسب إىل خط ام اجملاش عي وإىل جن دل بن املثىن أو لس لمى اهلذلية أو للش ماء‬
‫اهلذلية‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬إضافة «ثنتا» إىل «احلنظل» ‪ ،‬وهو اسم يقع على مجيع اجلنس ‪ ،‬وحق العدد القليل أن‬
‫يضاف إىل اجلمع القليل‪ .‬وإمنا جاز على تقدير ‪ :‬ثنتان من احلنظل ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬أربعة كالب على تقدير أربعة‬
‫من الكالب‪ .‬وكان الوجه أيضا أن يقال ‪ :‬حنظلتان ‪ ،‬ولكنه بناه على قياس الثالثة وما بعدها إىل العشرة‪.‬‬
‫ينظر البيت خلطام اجملاشعي أو جلندل بن املثىن أو لسلمى اهلذلية أو لشماء اهلذلية يف خزانة األدب ‪/ 7‬‬
‫‪ ، 404 ، 400‬وجلن دل بن املثىن أو لس لمى اهلذلية يف املقاصد النحوية ‪ ، 485 / 4‬وخلط ام اجملاش عي أو‬
‫جلندل بن املثىن أو لسلمى اهلذلية أو للشماء اهلذلية يف الدرر ‪ ، 38 / 4‬وجلندل بن املثىن يف «شرح التصريح»‬
‫‪ ، 270 / 2‬وللشماء اهلذلية يف خزانة األدب ‪ ، 532 ، 529 ، 526 / 7‬وبال نسبة يف «إصالح املنطق»‬
‫ص ‪ ، 189‬وخزانة األدب ‪ ، 508 / 7‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 361 / 2‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي‬
‫ص ‪ ، 1847‬وشرح املفصل ‪ ، 18 ، 16 / 6 ، 144 ، 143 / 4‬والكتاب ‪ ، 624 ، 69 / 3‬ولسان‬
‫الع رب (دل ل) (ه دل) (ث ىن) (خص ى) ‪ ،‬واملقتضب ‪ ، 156 / 2‬املنصف ‪ ، 131 / 2‬ومهع اهلوامع ‪/ 1‬‬
‫‪.253‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب العدد‬
‫قوىل ‪« :‬ويكون للمذكر واملؤنث على لفظ واحد ومييز بواحد منصوب» مثال ذلك ‪ :‬عندى عشرون رجال ‪،‬‬
‫وعشرون امرأة‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 386‬فهرس املوضوعات‬

‫«مائة رجل» ‪ ،‬و «مائة امرأة» ‪ ،‬و «ألف رجل» ‪ ،‬و «ألف امرأة» ‪ ،‬وتثنيتهما مبنزلتهما‬
‫؛ تقول ‪« :‬مائتا رجل» ‪ ،‬و «مائتا امرأة» ‪ ،‬و «ألفا رجل» ‪ ،‬و «ألفا امرأة»‪.‬‬
‫وال جيوز إثبات النون والنّصب ‪ ،‬إال ىف ضرورة الشعر ‪ ،‬حنو قوله ‪[ :‬من الوافر]‬
‫(‪)1‬‬
‫اء‬ ‫ذادة والفت‬ ‫إذا ع اش الفىت م ائتني عاما ‪  ‬فقد ذهب اللّ‬ ‫‪ 238‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأما من الثالثة إىل العشرة ‪ ،‬فال خيلو أن تستعملها مضافة ‪ ،‬أو غري مضافة ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫جمرد الع دد ‪ ،‬أدخلت عليها ت اء الت أنيث ‪،‬‬ ‫ف إن اس تعملتها غري مض افة ‪ ،‬وأردت هبا ّ‬
‫ومنعتها الصرف ؛ فتقول ‪« :‬ثالثة نصف ستّة» و «أربعة نصف مثانية»‪.‬‬
‫وإن أردت هبا املع دود ‪ ،‬أحلقتها التّ اء إن أوقعتها على املذ ّكر ‪ ،‬وإن أوقعتها على‬
‫املؤنّث ‪ ،‬مل تلحقها إيّاها ‪./‬‬
‫الشهر مخسا»‪.‬‬ ‫وجيوز حذف التاء ىف احلالني ؛ حكى الكسائى ‪« :‬صمنا من ّ‬
‫واألول أفصح‪.‬‬
‫فإما أن تضيفها إىل مجع ‪ ،‬أو اسم مجع ‪ ،‬أو اسم جنس ‪،‬‬ ‫وإن أضفتها إىل املعدود ‪ّ ،‬‬
‫فأما قوهلم ‪« :‬ثالمثائة» ‪ ،‬فأل ّن املائة ىف املعىن مجع‪.‬‬
‫وال تضاف إىل مفرد ؛ ّ‬
‫وقد يقال ‪« :‬ثالث مئني»‪.‬‬
‫وال يقال إال ‪« :‬ثالثة آالف»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬للربيع بن ضبع‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬مائتني عاما» حيث نصب االسم بعد «مائتني» للضرورة ‪ ،‬وكان الوجه حذف‬
‫ن ون «م ائتني» ‪ ،‬وخفض ما بع دها ‪ ،‬إال أهنا ش بهت للض رورة بالعش رين وحنوها مما يثبت نونه ‪ ،‬وينصب ما‬
‫بعده ‪ ،‬ويروى «تسعني» عاما ‪ ،‬وال شاهد يف هذه الرواية‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬أمايل املرتضى ‪ ، 254 / 1‬وخزانة األدب ‪ ، 385 ، 381 ، 380 ، 379 / 7‬والدرر‬
‫‪ ، 41 / 4‬وشرح التصريح ‪ ، 273 / 2‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 525‬والكتاب ‪162 / 2 ، 208 / 1‬‬
‫‪ ،‬ولسان العرب (فتا) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 481 / 4‬ومهع اهلوامع ‪ ، 135 / 1‬وبال نسبة يف أدب الكاتب‬
‫ص ‪ ، 299‬وأوضح املسالك ‪ ، 255 / 4‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 1032‬وشرح األمشوين ‪ ، 623 / 3‬وشرح‬
‫املفصل ‪ ، 21 / 6‬وجمالس ثعلب ص ‪ ، 333‬واملقتضب ‪ ، 169 / 2‬واملنقوص واملمدود ص ‪ ، 17‬ويروى‬
‫«املروءة» بدال من «اللذاذة»‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪387 .............................................................................‬‬

‫ف إن أض فتها إىل مجع ‪ ،‬أحلقت الت اء (‪ ، )1‬إن ك ان الواحد م ذ ّكرا ‪ ،‬ومل تلحقها إن‬
‫كان مؤنّثا ‪ ،‬إال ما ش ّذ من قوهلم ‪« :‬ثالثة أنفس» ‪ ،‬والنفس مؤنّثة ‪ ،‬لكن عوملت معاملة‬
‫املذ ّكر ؛ محال على معىن شخص‪.‬‬
‫وما عدا ذلك ‪ :‬فال حيمل على املعىن ‪ ،‬إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ان ومعصر‬ ‫خوص كاعب‬ ‫‪ 239‬ـ فك ان جمىّن دون من كنت أتّقى ‪  ‬ثالث ش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فأسقط التاء ؛ أل ّن الشخوص ىف املعىن ‪ ،‬هى الكاعبان واملعصر‪.‬‬


‫نس ابات ؛‬
‫نس ابات ؛ ألنّه ص فة حملذوف ‪ ،‬التق دير ‪ :‬ثالثة رج ال ّ‬‫وتق ول ‪ :‬ثالثة ّ‬
‫وكذلك تفعل ىف أمثاله‪.‬‬
‫دواب ذكور» ‪ ،‬فعلى جعل ال ّدابة امسا‪.‬‬
‫فأما قوهلم ‪« :‬ثالث ّ‬ ‫ّ‬
‫وإذا كان للمعدود مجع قلّة ‪ ،‬ومجع كثرة ‪ ،‬أضفته إىل القليل ؛ حنو ‪« :‬ثالثة أفلس»‬
‫‪ ،‬وقد يضاف إىل الكثري ‪ ،‬فيقال ‪« :‬ثالثة فلوس»‪.‬‬
‫وإن كان اجلمع صفة ‪ ،‬أجريته على العدد ‪ ،‬فتقول ‪« :‬ثالثة قرشيّون»‪.‬‬
‫وقد يض اف إليه ‪ ،‬فيق ال ‪« :‬ثالثة قرش يّني» ‪ ،‬على ح ذف املوص وف ‪ ،‬وإقامة‬
‫الصفة مقامه ‪ ،‬وبابه الشعر‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أحلقتها التاء» إن أوقعتها على املذكر ‪ ،‬وإن أوقعتها على املؤنث مل تلحقها إياها ‪ ،‬من ذلك‬
‫قوهلم ‪ :‬الثوب سبع ىف مثانية ‪ ،‬أى ‪ :‬سبع أذرع ىف مثانية أشبار‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت لعمر بن أيب ربيعة‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬ثالث شخوص» ‪ ،‬والقياس ‪ :‬ثالثة شخوص ألن «شخص» مذ ّكر لكن الشاعر‬
‫راعى املعىن املقصود من الشخوص الذي رشحه وقواه ذكر «الكاعبني» و «املعصر»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 100‬واألش باه والنظ ائر ‪ ، 129 ، 48 / 5‬واألغ اين ‪ ، 90 / 1‬وأم اىل‬
‫الزجاجي ص ‪ ، 118‬واإلنصاف ‪ ، 770 / 2‬وخزانة األدب ‪، 396 ، 394 / 7 ، 321 ، 320 / 5‬‬
‫‪ ، 398‬واخلصائص ‪ ، 417 / 2‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 366 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 271 / 2‬وشرح‬
‫ش واهد اإليض اح ص ‪ ، 313‬والكت اب ‪ ، 566 / 3‬ولس ان الع رب (ش خص) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 483‬بال نس بة يف األش باه والنظ ائر ‪ ، 104 / 2‬وأوضح املس الك ‪ ، 251 / 4‬وش رح األمشوين ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 630‬وش رح التص ريح ‪ ، 275 / 2‬وش رح عم دة احلافظ ص ‪ ، 519‬وعي ون األخب ار ‪، 174 / 2‬‬
‫واملقتضب ‪ 148 / 2‬ويروى «نصريى» بدال من «جمىن»‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 388‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن أضفتها إىل اسم مجع ‪ ،‬أحلقت التاء ‪ ،‬إن كان لعاقل ؛ حنو قولك ‪ :‬ثالثة رهط‬
‫فأما ق وهلم ‪« :‬ثالثة أش ياء» ‪ ،‬فبىن‬
‫‪ ،‬وال تلحقها إن ك ان لغري عاقل ؛ حنو ‪ :‬ثالث ذود ‪ّ ،‬‬
‫العدد على مفرده شذوذا ؛ وكذلك ‪« :‬ثالثة رجلة» ‪ ،‬والباب أال يضاف إىل اسم مجع ‪،‬‬
‫إال مبن ‪ ،‬فيقال ‪« :‬ثالث من اإلبل»‪.‬‬
‫وإن أضفتها إىل اسم جنس ‪ ،‬كنت ىف إحلاق التاء باخليار ؛ فتقول ‪« :‬ثالثة خنل» ‪،‬‬
‫واألحسن إحلاقها‪.‬‬
‫والثالث املركب ‪:‬‬
‫وهو من إح دى عشر ‪ ،‬إىل تس عة عشر ‪ ،‬وحكمه ‪ :‬أن يبقى ال نيف على ما ك ان‬
‫عليه من تذكري أو تأنيث ‪ ،‬إال أنّك تبىن من واحد أحدا ‪ ،‬ومن واحدة إحدى‪.‬‬
‫وقد جيوز أن تبقيهما على لفظيهما‪.‬‬
‫وأما العشرة ‪ ،‬فإنّك تلحقها التّ اء ىف عدد املؤنّث ‪ ،‬وتبقى ‪ /‬الشني ساكنة ‪ ،‬وجيوز‬
‫ّ‬
‫كس رها ‪ ،‬وتس قطها ىف ع دد املذ ّكر ‪ ،‬وتبقى الشني على فتحها [وتبىن ال نيف مع العش رة‬
‫إال ىف اثىن عشر واثنىت عش رة ؛ فإنك تبىن العش رة ؛ لوقوعها موقع الن ون] (‪ ، )1‬وتبقى‬
‫النيف على إعرابه‪.‬‬
‫ومن العرب من يسكن العني ىف عشر ىف عدد املذ ّكر ‪ ،‬إال ىف اثىن عشر‪.‬‬
‫ويفسر مجيع ذلك بواحد منصوب ؛ فتقول ‪« :‬واحد عشر رجال» ‪ ،‬و «أحد عشر‬
‫رجال» ‪ ،‬إىل تسعة عشر ‪ ،‬و «واحدة عشرة امرأة» ‪ ،‬و «إحدى عشرة امرأة» ‪ ،‬إىل تسع‬
‫عش رة ‪ ،‬إال أنه جيوز ىف مثاىن عش رة إثب ات الي اء س اكنة أو مفتوحة ‪ ،‬وح ذفها ‪ ،‬وعلى‬
‫احلذف قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تني وأربعا‬ ‫رة واثن‬ ‫ربت مثانيا ومثانيا ‪  ‬ومثان عش‬ ‫ولقد ش‬ ‫‪ 240‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت لألعشى‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬ومثان عش رة» حيث كسر ن ون «مثاني ة» املركبة ‪ ،‬بعد ح ذف يائها ‪ ،‬وجيوز فتح‬
‫الياء ‪ ،‬وسكوهنا إذا بقيت‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬لسان العرب (مثن) ومل أقف عليه يف ديوانه ‪ ،‬وهو بال نسبة يف شرح األمشوين ‪.627 / 3‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪389 .............................................................................‬‬

‫وال جتوز إضافة النيّف إىل العشرة ‪ ،‬إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫حجته‬
‫‪ 241‬ـ بنت مثاىن عشرة من ّ‬
‫وإذا أض فت الع دد املر ّكب ‪ ،‬ج از فيه إبق اؤه على بنائه ‪ ،‬وأن جيعل اإلع راب ىف‬
‫وضمها‪.‬‬
‫االسم الثاىن ؛ فتقول ‪« :‬عندى أحد عشرك» ‪ ،‬بفتح الراء ّ‬
‫وال جتوز إضافة اثىن عشر ‪ ،‬وال اثنىت عشرة ‪ ،‬وال ثنىت عشرة‪.‬‬
‫والرابع ‪ :‬املعطوف واملعطوف عليه من واحد وعشرين إىل تسعة وتسعني ‪ ،‬ومجيعه‬
‫يفس ر بواحد منص وب ‪ ،‬ويك ون حكم ال نيف والعقد ىف س ائر األحك ام مبنزلتهما قبل‬ ‫ّ‬
‫العطف ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وإذا اجتمع ىف هذا الباب مذ ّكر ومؤنّث ‪ ،‬وأضفت العدد إىل املعدود ‪ ،‬بنيته على‬
‫ت نس اء ورج ال» ؛‬ ‫املتق ّدم منهما ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬عن دى س تّة رج ال ونس اء» ‪ ،‬و «وس ّ‬
‫وكذلك تفعل إىل العشرة ‪ ،‬وال جيوز ذلك فيما دون الستة (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لنفيع بن طراق‪ .‬وقبله ‪:‬‬
‫كلف من عنائه وشقوقته‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬مثاين عش رة» حيث أض اف «مثاين» إىل «عش رة» ‪ ،‬وبعض الكوف يني جييزون‬
‫إضافة النيّف إىل العشرة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬احليوان ‪ ، 463 / 6‬والدرر ‪ ، 197 / 6‬وشرح التصريح ‪ ، 275 / 2‬واملقاصد النحوية‬
‫‪ ، 488 / 4‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪ ، 309 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 259 / 4‬وخزانة األدب ‪، 430 / 6‬‬
‫‪ ، 432‬وشرح األمشوين ‪ ، 627 / 3‬ولسان العرب (شقا) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪.149 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ويك ون حكم ال نيف والعقد ىف س ائر األحك ام مبنزلتهما قبل العط ف» أعىن ‪ :‬أن العقد‬
‫يك ون للم ذكر واملؤنث بلفظ واحد كما ك ان قبل العقد وال نيف يك ون من ثالثة إىل تس عة ىف املذكر بالت اء ‪،‬‬
‫وللمؤنث بغري تاء ‪ ،‬كما كان ـ أيضا ـ قبل ؛ فيكون واحد وأحد واثنان للمذكر ‪ ،‬وواحدة وإحدى واثنتان‬
‫وثنت ان للم ؤنث ؛ كما ك ان ـ أيضا ـ قبل ذلك ؛ فتق ول ‪ :‬واحد وعش رون رجال ‪ ،‬واثن ان وعش رون غالما ‪،‬‬
‫وثالثة وعشرون فارسا ‪ ،‬وواحدة وعشرون جارية ‪ ،‬واثنتان وعشرون امرأة ‪ ،‬وثالث وعشرون جارية‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال جيوز ذلك فيما دون الس تة» أعىن ‪ :‬أنه ال جيوز أن تق ول ‪ :‬مخسة رج ال ونس اء ‪ ،‬وال‬
‫أربعة رج ال ونس اء ‪ ،‬وال ثالثة رج ال ونس اء ؛ وس بب ذلك ‪ :‬أن رج اال ونس اء مجع ان ‪ ،‬وأقل ما يقع عليه‬
‫اجلمع ثالثة ؛ فلذلك كان أقل ما يصدق عليه رجال ونساء ‪ :‬ستة‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 390‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن نص بت املع دود املختلط بعد الع دد ‪ ،‬فإنّك ىف العاقل تبىن الع دد على املذ ّكر ‪،‬‬
‫أخر ؛ فتق ول ‪« :‬عن دى أحد عشر عب دا وجاري ة» ‪ ،‬و «ثالثة عشر جاريّة‬ ‫تق ّدم أو ت ّ‬
‫وعبدا»‪.‬‬
‫وىف غري العاقل تبىن على املتق ّدم ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬عن دى س تّة عشر مجال وناق ة» ‪ ،‬و‬
‫«مخس عش رة ناقة ومجال» و «س رت ثالثة عشر يوما وليل ة» ‪ ،‬و «ثالث عش رة ليلة‬
‫ويوما»‪.‬‬
‫إال أ ّن احلكم لألول ؛ إذ يصح االستغناء عن الثاىن ؛ ألنّه ليست حتتها عدد حيتوى‬
‫على مجعني‪.‬‬
‫أخر ‪ ،‬وىف ‪/‬‬‫وإن أتيت باملع دود بعد «بني» ‪ ،‬غلّبت ىف العاقل املذ ّكر ‪ ،‬تق ّدم أو ت ّ‬
‫غ ريه املؤنّث تق ّدم أو ت أخر ؛ فتق ول ‪« :‬عن دى أحد عشر بني رجل وام رأة» ‪ ،‬و «بني‬
‫امرأة ورجل» ‪ ،‬و «سرت ثالث عشرة بني يوم وليلة ‪ ،‬وبني ليلة ويوم»‪.‬‬
‫ومن ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يف وجتأرا‬ ‫ان النّكري أن تض‬ ‫فط افت ثالثا بني ي وم وليلة ‪  ‬وك‬ ‫‪ 242‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإذا مل تذكر املعدود ىف التأريخ ‪ ،‬فإ ّن العرب تبىن العدد على اللياىل دون األيام ‪،‬‬
‫وتنج ّر مع ذلك األي ام ‪ ،‬فتق ول ‪« :‬كتبت لثالث خل ون أو بقني من ش هر ك ذا» ؛ ومن‬
‫ذلك قوله [من اخلفيف] ‪:‬‬
‫ان‬ ‫ون من رمض‬ ‫ط ه ذا الكت اب ىف ي وم س بت ‪  ‬لثالث خل‬
‫‪ 243‬ـ خ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ؤرخ باألقل ممّا مضى ‪ ،‬أو ممّا بقى ‪ ،‬ف إذا اس توى املاضى ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫واألحسن ‪ :‬أن ي ّ‬
‫والباقى ‪ّ ،‬أرخت بأيّهما شئت ‪ ،‬وتعريف املضاف من األعداد بإدخال األلف والالم على‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت للنابغة اجلعدي‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ثالثا بني ي وم وليل ة» فغلب املؤنث على املذكر ؛ ألن التمي يز واقع على غري‬
‫العاقل ‪ ،‬وجاءت «بني» فاصلة بينه وبني العدد‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 41‬وأدب الكاتب ص ‪ ، 275‬وإصالح املنطق ص ‪ ، 298‬وخزانة األدب ‪/ 7‬‬
‫‪ ، 413 ، 411 ، 408 ، 407‬والكتاب ‪ ، 563 / 3‬ولسان العرب (مخس) (ضيف) ‪ ،‬وبال نسبة يف مغين‬
‫اللبيب ‪.660 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واألحسن أن يؤرخ باألقل مما مضى أو مما بقى» أعىن ‪ :‬أنه أحسن أن تقول ‪ :‬لعشر خلون‬
‫‪ ،‬من أن تقول ‪ :‬لعشرين بقني ‪ ،‬وحسن أن تقول خلمس عشرة خلت ‪ ،‬أو خلمس عشرة بقيت‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪391 .............................................................................‬‬

‫ما أضيف إليه ؛ حنو ‪« :‬ثالثة األثواب»‪.‬‬


‫وقد حكى إدخ ال األلف والالم عليهما ‪ ،‬وتعريف املر ّكب بإدخاهلما على االسم‬
‫«الرجل» ‪ ،‬على زيادة األلف والالم‪.‬‬‫األول ؛ حنو ‪ :‬األحد عشر رجال ‪ ،‬وقد حكى ‪ّ :‬‬
‫وتعريف املعط وف واملعط وف عليه بإدخ ال األلف والالم على االمسني ؛ حنو ‪:‬‬
‫«الثّالثة والعشرين»‪.‬‬
‫وتعريف املفرد ‪ ،‬بإدخال األلف والالم عليه ؛ حنو ‪« :‬الواحد واالثنني»‪.‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 392‬فهرس املوضوعات‬

‫باب كنايات العدد‬


‫والعرب تكىن عن العدد بـ «كذا» وتستفهم عنه بـ «كم» وتكثّره بـ «كأيّن» وب‬
‫«كم» أيضا‪.‬‬
‫فأما «كم» ‪ ،‬فإن كانت استفهاميّة ‪ ،‬كان متييزها مفردا منصوبا (‪.)1‬‬
‫وإن كانت خربيّة ‪ ،‬كانت للتكثري ‪ ،‬ويكون متييزها خمفوضا (‪ ، )2‬وجيوز فيه اإلفراد‬
‫خاص ة إذا فهم املعىن ؛‬
‫واجلمع ‪ ،‬وجيوز محل اخلربيّة على االس تفهاميّة ىف نصب التمي يز ّ‬
‫ومن ذلك قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ارى‬ ‫على عش‬
‫دعاء قد حلبت ّ‬ ‫عمة لك يا جرير وخالة ‪  ‬ف‬
‫كم ّ‬ ‫‪ 244‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫«عمة»‪.‬‬
‫فإنّه روى بنصب ّ‬
‫خاص ة‬
‫وك ذلك جيوز ـ أيضا ـ محل االس تفهاميّة على اخلربيّة يف خفض التمي يز ّ‬
‫وحكى من كالمهم ‪« :‬على كم ج ذع بيت ك» ‪ ،‬واألصل ‪ :‬على كم من ج ذع ‪،‬‬
‫وعوض منها على‪.‬‬
‫فحذفت من ّ‬
‫وكذلك ال جيوز خفض متييزها حىت يدخل عليها حرف خفض‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪[ :‬باب كنايات العدد]‬
‫وقوىل ‪« :‬فإن كانت استفهامية ‪ ،‬كان متييزها مفردا منصوبا» مثال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬كم غالما عندك‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كانت خربيّة ‪ ،‬كانت للتكثري ‪ ،‬ويكون متييزها خمفوضا» مثال ذلك ‪ :‬كم غالم ىل ‪،‬‬
‫وكم غلمان ىل ‪ ،‬أى ‪ :‬كثري من الغلمان ىل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت للفرزدق‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬كم عمة» حيث رويت منصوبة محال لـ «كم» اخلربية على االستفهامية ىف نصب‬
‫التمي يز ‪ ،‬وىف «عم ة» وجه ان آخ ران ‪ :‬أح دمها ‪ :‬الرفع على االبت داء ‪ ،‬واملس وغ لالبت داء هبا وص فها باجلار‬
‫واجملرور ‪ ،‬والثاىن ‪ :‬واجلر على اإلضافة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬يوانه ‪ ، 361 / 1‬األشباه والنظائر ‪ ، 123 / 8‬وأوضح املسالك ‪ ، 271 / 4‬وخزانة األدب‬
‫‪ ، 398 ، 495 ، 493 ، 492 ، 489 ، 458 / 6‬والدرر ‪ ، 45 / 4‬وشرح التصريح ‪280 / 2‬‬
‫وشرح شواهد املغين ‪ ، 511 / 1‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 536‬وشرح املفصل ‪ ، 133 / 4‬والكتاب‬
‫‪ ، 166 ، 162 ، 72 / 2‬ولسان العرب (عشر) ‪ ،‬واللمع ‪ ، 228‬ومغين اللبيب ‪ ، 185 / 1‬واملقاصد‬
‫النحوية ‪ ، 489 / 4‬وبال نسبة يف سر صناعة اإلعراب ‪ ، 331 / 1‬وشرح األمشوين ‪ ، 98 / 1‬وشرح ابن‬
‫عقيل ص ‪ ، 116‬ولسان العرب (كمم) ‪ ،‬واملقتضب ‪.58 / 3‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪393 .............................................................................‬‬

‫وجيوز الفصل بني االس تفهاميّة ومتييزها ب الظرف واجملرور ‪ ،‬فتق ول ‪« : /‬كم ىف‬
‫ال ّدار رجال» ‪ ،‬و «كم عندك جارية»‪.‬‬
‫وإن فص لت بني اخلربيّة ومتييزها ‪ ،‬ال تزم فيه النّصب ‪ ،‬وال جيوز اخلفض إال ىف‬
‫ضرورة ؛ حنو قوله [من الرمل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عه‬ ‫رمي خبله قد وض‬ ‫كم جبود مق رف ن ال العلى ‪  ‬وك‬ ‫‪ 245‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فإنّه روى خبفض «مق رف» ونص به ‪ ،‬وجيوز دخ ول «من» على متييزها ‪ ،‬فيخفض‬
‫إذ ذاك ؛ فتقول ‪« :‬كم من غالم عندك»‪ .‬و «كم من غالم ملكت»‪.‬‬
‫وجيوز ـ أيضا ـ حذف متييزها لفهم املعىن ‪ ،‬فتقول ‪« :‬كم مالك» ‪ ،‬أى ‪ :‬كم درمها‬
‫مالك‪.‬‬
‫وكالمها له صدر الكالم فال يتقدمه عامل إال اخلافض (‪.)2‬‬
‫ويعرف موضعهما من اإلعراب بالقانون الذى تق ّدم ىف أمساء الشرط‪.‬‬
‫واألحسن ىف االسم الواقع ىف ج واب كم االس تفهاميّة ‪ :‬أن يك ون موافقا هلا ىف‬
‫اإلع راب ؛ فتق ول ىف ج واب من ق ال ‪ :‬كم درمها ملكت ‪« :‬عش رين» ‪ ،‬وىف ج واب من‬
‫قال ‪ :‬كم درمها عندك ‪« :‬عشرون»‪.‬‬
‫كل حال‪.‬‬‫وجيوز أن ترفع اجلواب على ّ‬
‫وأما ك أين ‪ ،‬فمعناها معىن كم اخلربيّة ‪ ،‬إال أن متييزها يلزمه من ‪ ،‬وجيوز الفصل‬
‫ّ‬
‫بينها وبينه باجلمل ؛ فتقول ‪« :‬كأين جاءىن من رجل»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ألنس بن زنيم‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬مق رف» حيث وردت «كم» اخلربية مفص وال بينها وبني متييزها وروى متييزها‬
‫«مق رف» خمفوضا وك ان القي اس النصب إال أن ذلك ض رورة وروى بالنصب على التمي يز لقبح ج ره مع‬
‫الفصل‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 113‬خزانة األدب ‪ ، 471 / 6‬والدرر ‪ ، 49 / 4‬وشرح شواهد الشافية ص‬
‫‪ ، 53‬واملقاصد النحوية ‪ ، 493 / 4‬ولعبد اهلل بن كريز يف احلماسة البص رية ‪ ، 10 / 2‬وبال نس بة يف‬
‫اإلنصاف ‪ ، 303 / 1‬والدرر ‪ ، 204 / 6‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 30 / 2‬وشرح األمشوين ‪، 635 / 3‬‬
‫وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 534‬وشرح املفصل ‪ ، 132 / 4‬والكتاب ‪ ، 167 / 2‬واملقتصب ‪، 61 / 3‬‬
‫ومهع اهلوامع ‪.156 / 2 ، 255 / 1‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال يتقدمه عامل إال اخلافض» مث ال ذلك ‪ :‬قولك ‪ :‬بكم درهم اش رتيت ثوبك ‪ ،‬وبكم‬
‫غالم مررت‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 394‬فهرس املوضوعات‬

‫وفيها لغ ات ‪ :‬يق ال ‪« :‬ك أيّن» ‪ ،‬و «ك اءين» ‪ ،‬و «كئ» حنو ‪ :‬كع ‪ ،‬و «كىء»‬
‫حنو ‪ :‬كيع‪.‬‬
‫وأما «ك ذا» ‪ ،‬ف إن ك نيت به عن الثالثة إىل العش رة ‪ ،‬أو عن املائة ‪ ،‬أو األلف ‪،‬‬
‫ّ‬
‫قلت ‪« :‬كذا من ال ّدراهم»‪.‬‬
‫وإن كنيت به عن أحد عشر إىل تسعة عشر ‪ ،‬قلت ‪« :‬كذا وكذا درمها»‪.‬‬
‫وإن ك نيت به عن عش رين ‪ ،‬أو ثالثني إىل تس عني ‪ ،‬قلت ‪« :‬ك ذا درمها» ‪ ،‬وإن‬
‫ك نيت به عن املعط وف من واحد وعش رين إىل تس عة وتس عني ‪ ،‬قلت ‪« :‬ك ذا وك ذا‬
‫درمها»‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪395 .............................................................................‬‬

‫باب اسم الفاعل المشت ّق من العدد‬


‫إذا اش تققت اسم فاعل من واحد إىل عش رة ‪ ،‬ك ان املذ ّكر على وزن «فاع ل» ‪،‬‬
‫واملؤنث على وزن «فاعلة» ‪ ،‬حنو ‪« :‬حاد» ‪ ،‬و «حادية» ‪ ،‬وكذلك إىل العشرة ‪ ،‬إال أنّه‬
‫جيوز ىف ث الث وثالثة ‪ ،‬لغت ان ‪ ،‬إثب ات الث اء وإب داهلا ي اء ‪ ،‬فيق ال ‪ :‬ث اىل ‪ ،‬وثالية ‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ذا الثّ اىل ‪/‬‬ ‫ان وه‬ ‫ّر يوم‬ ‫يف ديك يا زرع أىب وخ اىل ‪  ‬قد م‬ ‫‪ 246‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وذلك جيوز ـ أيضا ـ ىف خامس ‪ ،‬وخامسة ‪ ،‬إثبات السني وإبداهلا ياء ؛ وعلى ذلك‬
‫قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 247‬ـ مضت ثالث س نني منذ ح ّل هبا ‪  ‬وع ام حلّت وه ذا التّ ابع اخلامى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الس ني وإب داهلا ي اء ‪ ،‬فيق ال ‪:‬‬


‫وجيوز ىف س ادس وسادسة ‪ ،‬ثالث لغ ات ‪ :‬إثب ات ّ‬
‫«ساد» ‪ ،‬و «سادية» ‪ ،‬وعلى ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اديا‬ ‫ّدىن إن مل يق اهلل س‬ ‫‪ 248‬ـ ب ويزل ع ام قد أذاعت خلمسة ‪  ‬وتعت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإدغ ام ال دال فيها بعد قلبها ت اء ‪ ،‬فيق ال ‪« :‬س ات» ‪ ،‬و «س اتة» ؛ كما ق الوا ‪:‬‬
‫«ست»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬بال نسبة يف ‪ :‬الدرر ‪ ، 224 / 6‬سر صناعة اإلعراب ‪ ، 764‬وشرح األمشوين ‪، 880 / 3‬‬
‫شرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 213 / 3‬لسان العرب (ثلث) ‪ ،‬مهع اهلوامع ‪ ، 157 / 2‬شرح املفصل ‪/ 10‬‬
‫‪ ، 28 ، 24‬وبعده ‪:‬‬
‫وأنت باهلجران ال تباىل‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬وهذا الثايل» يريد ‪ :‬وهذا الثالث فأبدل الثاء ياء‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬للحادرة (قطنة بن أوس) وقبله ‪:‬‬
‫ام‬ ‫املنحىن بني أهنار وآج‬ ‫وام ‪  ‬ب‬ ‫هر وأع‬ ‫ازل من ش‬ ‫كم للمن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬اخلامي» يريد اخلامس ‪ ،‬فأبدل السني ياء‪.‬‬


‫ينظر ‪ :‬لسان العرب (مخس) (مخا) والدرر ‪ ، 235 / 6‬وسر صناعة اإلعراب ‪ 742 / 2‬واملمتع يف‬
‫التصريف ‪ ، 369 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.157 / 2‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬بال نسبة يف ‪ :‬سر صناعة اإلعراب ‪ ، 741 / 2‬شرح شواهد الشافية ص ‪ 447‬ولسان العرب‬
‫(ذيع)‪.‬‬
‫الشاهد ‪ :‬قوله ‪« :‬ساديا» يريد ‪ :‬سادسا فقلب السني ياء‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 396‬فهرس املوضوعات‬

‫فحاد وحادية ‪ ،‬مل يستعمال إال فيما زاد على عشرة‪.‬‬


‫وأما واحد وواحدة ‪ ،‬فصفتان من ‪ :‬وحد حيد ‪ ،‬إذا انفردا أو ليستا من هذا الباب‬ ‫ّ‬
‫‪ ،‬وال جتوز إضافتهما ‪ ،‬وما عدا ذلك جيوز إضافته إىل العدد الذى أخذ منه ‪ ،‬وإىل خالفه‬
‫‪ ،‬فيقال ‪ :‬ثالث ثالثة ‪ ،‬وثالث اثنني ؛ وكذلك باقيها ‪ ،‬إال ثانيا وثانية ‪ ،‬فإهّن ما ال يضافان‬
‫إال إىل العدد الذى أخذ منه ‪ ،‬فيقال ‪ :‬ثاىن اثنني ‪ ،‬وثانية اثنتني ‪ ،‬وال جيوز ‪ :‬ثاىن واحد ‪،‬‬
‫وال ثانية واحدة‪.‬‬
‫فإذا أضيف إىل املوافق ‪ ،‬مل يعمل ‪ ،‬ويعرف باإلضافة (‪ )1‬؛ وإن أضيف إىل املخالف‬
‫رى جمرى اسم الفاعل املأخوذ من الفعل ىف مجيع أحواله ؛ فيعمل مبعىن احلال‬ ‫‪،‬ج‬
‫واالستقبال ‪ ،‬وال يعمل مبعىن املاضى ‪ ،‬إال إذا دخلت عليه األلف والالم (‪ )2‬؛ حنو ‪« :‬هذا‬
‫الرابع ثالثة أمس»‪.‬‬
‫ّ‬
‫النيّف على‬
‫وأما الع دد من أحد عشر إىل تس عة عشر ‪ ،‬فإنّك تبىن اسم الفاعل من ّ‬ ‫ّ‬
‫فاعل ‪ ،‬للم ذ ّكر ‪ ،‬وفاعلة للم ؤنّث ‪ ،‬ويك ون اسم الفاعل مبنيا مع العش رة ؛ كما ك ان‬
‫النيّف ؛ فتقول ‪ :‬حادى عشر ‪ ،‬وحادية عشرة ‪ ،‬وكذلك إىل تسعة عشر‪.‬‬
‫ف إن أض فته إىل الع دد املوافق ‪ ،‬قلت ‪« :‬ث الث عشر ثالثة عش ر» ‪ ،‬وإن ش ئت‬
‫املتأخر عليه‪.‬‬
‫حذفت «عشر» األول ؛ لداللة «عشر» ّ‬
‫ويع رب اسم الفاعل ل زوال م وجب بنائه ‪ ،‬وهو أج ود الوج وه ؛ فتق ول ‪« :‬ه ذا‬
‫ثالث ثالثة عشر»‪.‬‬
‫وإن ش ئت ح ذفت ـ أيضا ـ ثالثة ؛ لداللة ث الث عليها ‪ ،‬وأع ربت ثالثا ؛ ل زوال‬
‫م وجب بنائه ‪ ،‬وأبقيت «عش ر» مبنيّا ‪ ،‬ألنّك ن ويت احملذوف ؛ فقلت ‪« :‬ه ذا ث الث‬
‫عشر»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب اسم الفاعل املشتق من العدد قوىل ‪« :‬فإن أضيف إىل املوافق ‪ ،‬مل يعمل ويعرف باإلضافة» أعىن‬
‫تعرف بإضافتة إىل املعرفة ‪ ،‬وال جيوز إعماله‬
‫‪ :‬أنك تقول ‪ :‬مررت بزيد ثالث الثالثة ‪ ،‬فتصف به املعرفة ؛ ألنه ّ‬
‫فيما بعده ‪ ،‬ال تقول ثالث ثالثة ؛ فتنصب به ثالثة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬فيعمل مبعىن احلال واالس تقبال ‪ ،‬وال يعمل مبعىن املاضى إال إذا أدخلت عليه األلف والالم»‬
‫مث ال ذلك ‪ :‬ه ذا الرابع ثالثة اآلن ‪ ،‬وه ذا اخلامس أربعة غ دا ‪ ،‬وه ذا الرابع ثالثة أمس ‪ ،‬وه ذا اخلامس أربعة‬
‫أمس‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪397 .............................................................................‬‬

‫حكى الكسائى السواء ثالث عشر ‪ ،‬وهذا الوجه أقلّها استعماال‪.‬‬


‫ومثل ذلك جائز ىف الباقى‪.‬‬
‫وإن أضفته إىل املخالف ‪ ،‬مل جيز فيه ‪ /‬إال وجهان ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬أن تقول ‪« :‬هذا ثالث عشر اثىن عشر»‬
‫واآلخر ‪ :‬أن حتذف «عش ر» املتق ّدم ؛ لداللة املت أخر عليه ‪ ،‬ويع رب اسم الفاعل ؛‬
‫لزوال موجب بنائه ‪ ،‬فتقول ‪« :‬هذا ثالث اثىن عشر» ‪ ،‬ومثل ذلك جائز ىف الباقى ‪ ،‬وال‬
‫يعمل اسم الفاعل املأخوذ من الع دد املر ّكب أصال (‪ ، )1‬وال جيوز بن اء اسم الفاعل من‬
‫عشرين وسائر أمساء العقود ؛ بل تقول ‪« :‬هذا العشرون» ‪ ،‬أو «كمال العشرين»‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال يعمل اسم الفاعل املأخوذ من العدد املركب أصال» أعىن ‪ :‬أنه ال جيوز أن يقال ‪ :‬هذا‬
‫ثالث اثىن عشر ‪ ،‬فتنون ثالثا وتنصب به اثىن عشر‪ .‬أه‬
‫‪ ............................................................................. 398‬فهرس املوضوعات‬

‫باب اإلدغام من كلمتين‬


‫اإلدغام ‪ ،‬ال يكون إال ىف مثلني [أو] متقاربني ‪:‬‬
‫ذكر إدغام المثلين ‪:‬‬
‫متحركا ‪ ،‬فإن كان‬‫فإما أن يكون الثاىن ساكنا ‪ ،‬أو ّ‬ ‫إذا التقى املثالن ىف كلمتني ‪ّ ،‬‬
‫ساكنا ‪ ،‬مل جيز اإلدغام ؛ بل ال ب ّد من إظهارمها ؛ حنو قولك ‪« :‬اضرب ابنك»‬
‫وقد ش ّذت الع رب ىف «علم اء بنو فالن» ‪ ،‬واألصل ‪ :‬على املاء ‪ ،‬فح ذفوا األلف‬
‫متحركا‪.‬‬
‫اللتقاء الساكنني ‪ ،‬مث حذفوا أحد املثلني بعد ذلك ختفيفا ‪ ،‬وإن كان ّ‬
‫األول منهما س اكنا ‪ ،‬فتدغمه ىف الث اىن ليس‬
‫فإما أن يك ون ّ‬
‫ف إن كانا ص حيحني ‪ّ ،‬‬
‫إال ؛ حنو قولك ‪« :‬اضرب بكرا»‪.‬‬
‫متحركا ‪،‬‬
‫متحركا فال خيلو إذ ذاك من أن يك ون ما قبله س اكنا أو ّ‬ ‫وإما أن يك ون ّ‬ ‫ّ‬
‫متحركا ‪ ،‬ج از اإلظه ار وح ذف احلركة من املثل األول ‪ ،‬وإدغامه ىف الث اىن ؛‬
‫ف إن ك ان ّ‬
‫فتقول ‪« :‬جعل لك» ‪ ،‬و «جعلّك»‪.‬‬
‫وكالمها حسن ‪ ،‬واإلظهار لغة أهل احلجاز‪.‬‬
‫وأق وى ما يك ون اإلدغ ام وأحس نه إذا ّأدى اإلظه ار إىل اجتم اع مخسة أح رف‬
‫متحركة فصاعدا (‪.)1‬‬
‫ّ‬
‫وإن ك ان ما قبله س اكنا ‪ ،‬ف إن ك ان الس اكن ح رف علّة ‪ ،‬ج از اإلظه ار ‪ ،‬وأن‬
‫حتذف احلركة من املثل األول ‪ ،‬وتدغمه ىف الث اىن ؛ حنو ‪« :‬دار راش د» ‪ ،‬و «ث وب‬
‫بكر» ‪ ،‬و «جيب بشر»‪.‬‬
‫واإلظهار فيه أحسن من اإلظهار ىف «جعل لك» وأشباهه‪.‬‬
‫وإن ك ان الس اكن حرفا ص حيحا ‪ ،‬مل جيز اإلدغ ام ؛ حنو ‪ :‬اسم موسى ‪ ،‬وابن‬
‫نوح‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب اإلدغام من كلمتين‬
‫قوىل ‪« :‬وأقوى ما يكون اإلدغام وأحسنه إذا أدى اإلظهار إىل اجتماع مخسة أحرف متحركة فصاعدا» أعىن‬
‫‪ :‬أن اإلدغام ىف مثل «جعل لك» لتواىل مخسة أحرف متحركة أقوى من اإلدغام ىف مثل «جيعل لك»‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪399 .............................................................................‬‬

‫فإما أن يكون حرف لني ؛‬ ‫وإن كان املثالن حرىف علّة ‪ ،‬فإن كان األول ساكنا ‪ّ :‬‬
‫فيل زم اإلدغ ام ؛ حنو ‪« :‬اخشى ياس را» ‪ ،‬أو ح رف مد ولني ‪ ،‬فال جيوز اإلدغ ام حنو ‪:‬‬
‫فإما أن يك ون ما قبله‬
‫متحركا ‪ّ ،‬‬
‫«يغ زو واق د» ‪ ،‬و «اض رىب ياس را» ‪ ،‬وإن ك ان األول ّ‬
‫متحركا ؛ فيجوز اإلظهار واإلدغام ؛ حنو ‪« :‬وىل يزيد» ‪ ،‬و «لقضو واقد»‪.‬‬
‫ّ‬
‫وإما أن ‪ /‬يكون ساكنا معتاّل غري مدغم ؛ فيجوز اإلظهار واإلدغام ؛ حنو ‪« :‬واو‬
‫ّ‬
‫واقد» ‪ ،‬و «آى ياسني»‪.‬‬
‫«وىل‬
‫وإما أن يكون ساكنا صحيحا ‪ ،‬أو معتاّل مدغما ‪ ،‬فال جيوز اإلدغام ‪ ،‬حنو ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫«عدو واقد» ‪ ،‬و «ظىب يزيد» ‪« ،‬غزو واقد»‪.‬‬
‫يزيد» ‪ ،‬و ّ‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 400‬فهرس املوضوعات‬

‫ذكر إدغام المتقاربين‬


‫الص فة ‪ ،‬أو ىف جمموعهما‬‫اعلم ‪ :‬أ ّن التقارب بني احلرفني يكون ىف املخرج ‪ ،‬أو ىف ّ‬
‫‪ ،‬فال ب ّد من ذكر احلروف وخمارجها وصفاهتا‪.‬‬
‫فح روف املعجم ‪ ،‬األص ول ‪ :‬تس عة وعش رون حرفا ‪ّ ،‬أوهلا األلف وآخرها الي اء‬
‫على املشهور من ترتيب حروف املعجم‪.‬‬
‫وقد تبلغ مخسة وثالثني بفروع حسنة تلحقها ‪ ،‬يؤخذ هبا ىف القرآن وفصيح الكالم‬
‫الس اكنة ‪ ،‬إذا وقع بعدها حرف من احلروف الىت‬ ‫‪ ،‬وهى ‪ :‬النون اخلفيفة ‪ ،‬وأعىن بذلك ‪ّ :‬‬
‫كالزاى ؛ حنو‬
‫والصاد الىت ّ‬
‫ختفى معها ‪ ،‬والشني الىت كاجليم ؛ حنو ‪ :‬أجدق ىف أشدق ‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪« :‬م زدر» ىف مص در ‪ ،‬واهلم زة املخ ّففة ‪ ،‬وهى اجملعولة بينها وبني احلرف ال ذى منه‬
‫متحركة تك ون بعد ألف ‪ ،‬أو بعد حركة (‪ )2‬ما مل‬ ‫حركتها ‪ ،‬وذلك ج ائز ىف ك ّل مهزة ّ‬
‫تكن مفتوحة مكسورا ما قبلها ‪ ،‬فتبدل ياء (‪ ، )3‬أو مضموما فتبدل واوا (‪.)4‬‬
‫وألف التّفخيم (‪ ، )5‬وألف اإلمالة ‪ ،‬وهى ك ّل ألف ينحى هبا حنو الي اء ‪ ،‬وبالفتحة‬
‫الىت قبلها حنو الكسرة‪.‬‬
‫وال تفعل ذلك هبا إال إذا ك ان قبلها كس رة حبرف ؛ حنو ‪« :‬عم اد» ‪ ،‬أو حبرفني ‪،‬‬
‫ّأوهلما س اكن ؛ حنو ‪« :‬مشالل» ‪ ،‬أو حبرفني متح ّركني إذا ك ان أح دمها اهلاء ‪ ،‬ومل تفصل‬
‫ضمة ؛ حنو ‪ :‬لن يضرهبا ‪ ،‬فإن فصل‬ ‫بني الكسرة واأللف ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأعىن ب ذلك الس اكنة إذا وقع بع دها ح رف من احلروف الىت ختفى معه ا» مث ال ذلك‬
‫«منكم» و «إنفاق» وسنبني سائر احلروف الىت ختفى معها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وذلك ج ائز ىف كل مهزة متحركة تك ون بعد ألف أو بعد حرك ة» مث ال ذلك ‪ :‬ش اء‬
‫وشأى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬ما مل تكن مفتوحة مكسورا ما قبلها فتبدل ياء» مثال ذلك قولك ‪ :‬بري ىف بئر‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو مضموما فتبدل واوا» مثال ذلك قولك ‪ :‬سوله ىف سوله‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬والف التفخيم» أعىن بذلك ‪ :‬كل ألف ينحى به حنو الواو ‪ ،‬مثال ذلك ‪ :‬الصالة‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪401 .............................................................................‬‬

‫بينهما ض ّمة مل متل ‪ ،‬حنو ‪« :‬يض رهبا» ‪ ،‬أو بثالثة أح رف ‪ ،‬أوهلا س اكن إذا ك ان أح دها‬
‫ضمة ‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬عندها» ‪ ،‬أو إذا كان‬ ‫اهلاء ‪ ،‬ومل تفصل ـ أيضا ـ بني الكسرة واأللف ّ‬
‫قبلها ي اء تليها ؛ حنو ‪« :‬س يّال» ‪ ،‬أو بينهما ح رف ؛ حنو ‪« :‬ش يبان» ‪ ،‬أو حرف ان‬
‫ضمة ؛ حنو ‪« :‬بينها» ‪ ،‬أو إذا كان‬ ‫متحركان ‪ ،‬أحدمها اهلاء ‪ ،‬ومل تفصل بينهما ـ أيضا ـ ّ‬ ‫ّ‬
‫قبلها إمالة حبرف ؛ حنو ‪ :‬قولك ‪« :‬رأيت عمادا» ‪ ،‬أو إذا كان بعدها كسرة تليها ؛ حنو‬
‫متطرفة ثالثة فصاعدا ؛ حنو ‪« :‬رمى» ‪ ،‬و «غزا» ‪ ،‬و «فىت» ‪،‬‬ ‫‪« :‬عابد» ‪ ،‬أو إذا كانت ّ‬
‫و «كيما» ‪ ،‬و «ملهى» ‪ ،‬و «موتى» ‪ ،‬و «حبلى» ‪./‬‬
‫وقد يرتكون اإلمالة ىف «عصا» ‪ ،‬وحنوها ‪ ،‬من األمساء‪.‬‬
‫وإذا ك انت عينا ىف فعل منقلبة عن ي اء ؛ حنو ‪« :‬ب اع» ‪ ،‬أو عن واو مكس ورة ‪،‬‬
‫حنو ‪« :‬خاف»‪.‬‬
‫وس واء ك انت الكس رة ىف مجيع ما ذكرنا بن اء أو إعرابا (‪ )1‬؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫«مبال ك» ‪ ،‬وظ اهرة أو مق ّدرة ؛ حنو ‪ :‬الوقف على «م اش» ‪ ،‬ومتّص لة أو منفص لة ؛ حنو‬
‫قولك ‪« :‬لزيد مال»‪.‬‬
‫إال أ ّن اإلمالة لكسرة البناء أقوى منها لكسرة اإلعراب ‪ ،‬وللمتّصلة كائنة ما كانت‬
‫متطرفة‬
‫‪ ،‬أقوى منها للمنفصلة ‪ ،‬وللظاهرة أقوى منها للمق ّدرة ‪ ،‬وىف ما كانت األلف فيه ّ‬
‫رابعة فص اعدا ‪ ،‬أو ثالثة منقلبة عن ي اء أق وى منها إذا ك انت ثالثة منقلبة عن واو وإذا‬
‫كانت عينا منقلبة عن ياء أقوى منها إذا كانت منقلبة عن واو مكسورة‪.‬‬
‫واإلمالة ّإما تك ون ىف األفع ال واألمساء ‪ ،‬إال ما ك ان منها مت و ّغال ىف البن اء غري‬
‫مستقبل ؛ حنو ‪« :‬ما» االستفهاميّة ‪ ،‬أو الشرطية ‪ ،‬أو املوصوفة ‪ ،‬وإذا‪.‬‬
‫«إما ال»‪.‬‬
‫وأما احلروف ‪ ،‬فال ميال شىء منها إال ‪« :‬بلى» ‪[ ،‬و «ال»] من قوهلم ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ‬
‫و «يا» ىف النداء ؛ لنيابتها مناب األفعال‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وسواء كانت الكسرة ىف ذلك بناء أو إعرابا» أعىن بقوىل ‪ :‬بناء ‪ :‬ثابتة ‪ ،‬وليست إعرابا ؛‬
‫حنو ‪ :‬حذام‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 402‬فهرس املوضوعات‬

‫لتأخر كسرة ‪ ،‬أو تق ّدمها ‪ ،‬أو تق ّدم «ياء» ‪ ،‬أو إمالة سبعة‬ ‫ومتنع اإلمالة إذا كانت ّ‬
‫والض اد ‪ ،‬والطّاء ‪ ،‬والظّاء ‪ ،‬والغني ‪ ،‬واخلاء ‪ ،‬والقاف ‪ ،‬وذلك‬ ‫الصاد ‪ّ ،‬‬‫أحرف ‪ ،‬وهى ‪ّ :‬‬
‫إذا وليت األلف قبلها ؛ حنو «غ امن» ‪ ،‬أو ك انت مكس ورة أو س اكنة وقبلها كس رة ‪،‬‬
‫وبينهما ح رف عند بعض هم ؛ حنو ‪« :‬قف اف» ‪ ،‬و «مص باح» ‪ ،‬أو وليتها بع دها ‪ ،‬حنو ‪:‬‬
‫«ناظر» ‪ ،‬أو بينهما حرف ‪ ،‬حنو ‪« :‬ناهض» ‪ ،‬أو حرفان ‪ ،‬حنو ‪« :‬مناشيط»‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وإذا ك ان ح رف االس تعالء منفصال من الكلمة ‪ ،‬مل مينع اإلمالة إال فيما [أمي ل]‬
‫لكس رة عارضة ؛ حنو قولك ‪« :‬مبال قاس م» ‪ ،‬أو فيما أميل من األلق اب الىت هى ص الت‬
‫للضمائر ؛ حنو ‪« :‬أراد أن يضرهبا قبل»‪.‬‬
‫وسواء كان املستعلى يلى األلف (‪ )2‬أو بينهما حرف حنو قولك ‪« :‬منّا فضل» ‪ ،‬أو‬
‫حرف ان ؛ حنو قولك ‪« :‬أراد أن يض رهبا مل ق» أو ثالثة أح رف ‪ ،‬حنو قولك ‪« :‬أراد أن‬
‫يضرهبا بسوط»‪.‬‬
‫لقوهتا يف‬
‫فإن كانت األلف املمالة خالف ما ذكر مل يؤثّر فيها املستعلى املنفصل ؛ ّ‬
‫اإلمالة ؛ حنو قولك ‪« :‬عماد قاسم» ‪ ،‬باإلمالة‪.‬‬
‫وأما ال راء إذا مل تكن مكس ورة ‪ ،‬فإهّن ا إذا وقعت قبل األلف تليها ‪ ،‬فإهّن ا متنع‬ ‫ّ‬
‫اإلمالة ؛ كاملستعلى ؛ حنو ‪« :‬راشد»‪.‬‬
‫وإن وقعت بع دها تليها ‪ ،‬منعتها ـ أيضا ـ ‪ /‬حيث منعت املس تعلية ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫«هذا محار» ‪ ،‬و «رأيت محارا» ‪ ،‬و «أراد أن يضرهبا راشد» ‪ ،‬و «مبال راشد»‪.‬‬
‫وإن ك ان بينهما ح رف ‪ ،‬منعتها عند بعض هم ؛ حنو قولك ‪« :‬ه ذا ك افر» ‪ ،‬وإن‬
‫ك انت مكس ورة ‪ ،‬غلّبت ال راء غري املكس ورة أو املس تعلى املتق ّدم عليها ‪ ،‬إن وقعت بعد‬
‫األلف تليها ؛ حنو ‪« :‬قارب» ‪ ،‬و «من قرارك» باإلمالة‪.‬‬
‫تأخر عنها املستعلى غلبها ‪ ،‬حنو قولك ‪ :‬هذه ناقة فارق ‪ ،‬وأينق مفاريق ‪،‬‬ ‫فإن ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وسواء كان املستعلى يلى األلف» مثال ذلك مناضلى‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪403 .............................................................................‬‬

‫ومررت حبمار قاسم ‪ ،‬بالنصب‪.‬‬


‫واألجود أال يغلبها إذا كان منفصال ‪ ،‬فيقال ‪« :‬مررت بسفار قبل» باإلمالة‪.‬‬
‫وإن فصل بينهما ح رف ‪ ،‬غلبته عند بعض هم ؛ حنو قولك ‪« :‬بق ادر» ‪ ،‬باإلمالة ‪،‬‬
‫واألكثر ال مييل‪.‬‬
‫فإن وقع بعدها ـ أيضا ـ مستعل ‪ ،‬غلبها حنو قولك ‪« :‬بقادر قبل»‪.‬‬
‫ومن الع رب من يق ول ‪« :‬بك افر» ‪ ،‬فيجعل ال راء املكس ورة متنع اإلمالة إذا فصل‬
‫بينها وبني األلف حرف ؛ كما تفعل املفتوحة واملضمومة‪.‬‬
‫واالعتداد بالكسرة املق ّدرة ىف الراء أقوى من االعتداد هبا ىف غريها ؛ فلذلك يقول‬
‫‪« :‬حبمار» ‪ ،‬باإلمالة ىف الوقف ـ من يقول ‪« :‬مررت مبال» ‪ ،‬بالفتح ىف الوقف‪.‬‬
‫وقد ش ّذت الع رب ىف أليف اظ فأمالتها ‪ ،‬وباهبا أال متال ؛ لع دم م وجب اإلمالة ‪،‬‬
‫«احلج اج» امسا علما ‪ ،‬و «النّ اس» ‪ ،‬و «ب اب» ‪ ،‬و «م ال» ‪ ،‬و «ق اب» ‪ ،‬و‬ ‫ّ‬ ‫وهى‬
‫«طلبنا» ‪ ،‬و «طلبنا» ‪ ،‬وقال بعضهم ‪« :‬رأيت عرقا وضيقا» ‪ ،‬فأمال ومل يعت ّد بالقاف‪.‬‬
‫وقد جيرون جمرى األلف ىف اإلمالة الفتحة ‪ ،‬فيميلوهنا إذا ك ان بع دها راء مكس ورة‬
‫تليها ؛ حنو قولك ‪« :‬من البقر» ‪ ،‬و «خبط رياح» والصرر ‪ ،‬أو بينهما حرف ساكن أو‬
‫مكسور ؛ حنو ‪« :‬من عمرو وباشر» ‪ ،‬واملتّصلة أقوى ىف إجياب اإلمالة من املنفصلة (‪.)1‬‬
‫«الشرق»‪.‬‬ ‫فإن كان بعد الراء املكسورة حرف مستعل ‪ ،‬مل جتز اإلمالة ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫ومن (‪ )2‬الع رب من مييل الفتحة لإلمالة بع دها إذا ك ان احلرف ال ذى قبل األلف‬
‫املمالة حلقيا ‪ ،‬أو للكسرة الىت بعدها وتليها ‪ ،‬وإن مل تكن يف راء ‪ ،‬وقد قرئ ‪( :‬فَِإ َّن ُه ْم ال‬
‫ك) [األنع ام ‪ ، ]33 :‬و ( َرأى َك ْو َكب اً) [األنع ام ‪ ، ]76 :‬بإمالة الف اء للكس رة‬ ‫يُ َك ِّذبُونَ َ‬
‫بعدها ‪ ،‬وبإمالة الراء إلمالة اهلمزة بعدها‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واملتصلة أقوى ىف إجياب اإلمالة من املنفصلة» أعىن ‪ :‬أن اإلمالة ىف مثل ؛ من البقر ‪ ،‬أقوى‬
‫من اإلمالة ىف خبط رياح‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬عن‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 404‬فهرس املوضوعات‬

‫فإن مل يكن حلقيا ‪ ،‬فاإلمالة قبيحة ‪ ،‬وقد حكيت لغيّة (‪.)1‬‬


‫ف إن ذهبت ‪ /‬الكس رة ب التخفيف ‪ ،‬أو األلف املمالة اللتق اء الس اكنني ‪ ،‬مل متل‬
‫الفتحة ؛ حنو قوله تعاىل ‪َ ( :‬رأَى الْ َق َم َر) [األنعام ‪ ]77 :‬وحنو قولك ‪« :‬رمحه اهلل» ‪ ،‬ىف ‪:‬‬
‫«رمحه اهلل»‪.‬‬
‫ومنهم من يبقى اإلمالة ‪ ،‬وال يعت ّد بذهاب موجبها‪.‬‬
‫ه ذا ما مل تكن الفتحة ىف ح رف مض ارعة ‪ ،‬أو ي اء أو مفص وال بينها وبني كس رة‬
‫بياء‪.‬‬
‫ف إن ك انت كما ذكر ‪ ،‬مل متل ؛ حنو ‪ :‬يعد ‪ ،‬وتعد ‪ ،‬ونعد ‪ ،‬وأعد ‪ ،‬ويزيد اسم‬
‫رجل ‪ ،‬ومررت بغري‪.‬‬
‫وسواء كانت الكسرة ىف راء ‪ ،‬أو ىف غري ذلك من احلروف (‪.)2‬‬
‫وك ذلك ـ أيضا ـ قد جيرون الض ّمة جمرى الفتحة ‪ ،‬إذا ك ان بع دها تليها راء‬
‫مكسورة ؛ حنو «من املنقر» ‪ ،‬و «خبط رياح» فيشموهنا الكسر ‪ ،‬واملتصلة أقوى ىف ذلك‬
‫من املنفص لة ‪ ،‬وجيرون ـ أيضا ـ ال واو الس اكنة املض موم ما قبلها جمرى الض ّمة ىف ذلك ؛‬
‫الضمة الىت قبلها‪.‬‬
‫فيقولون ‪« :‬ابن بور» ‪ ،‬فيشمون الكسرة ىف الواو ‪ ،‬وخيلّصون ّ‬
‫وقد تبلغ ـ أيضا ـ احلروف ثالثة وأربعني حرفا ‪ ،‬بفروع غري مستحسنة ال توجد إال‬
‫ىف لغة ض عيفة ‪ ،‬وهى الك اف الىت كاجليم ؛ حنو ‪ :‬مجل ‪ ،‬ىف كمل ‪ ،‬واجليم الىت كالكاف‬
‫؛ حنو ‪« :‬رك ل» ‪ ،‬ىف رجل ‪ ،‬واجليم الىت كالشني ؛ حنو ‪« :‬اش تمعوا» ‪ ،‬ىف اجتمع وا ‪،‬‬
‫والض اد الض عيفة ‪ ،‬وهى الثّ اء املقربة من‬
‫والط اء الىت كالتّ اء ؛ حنو ‪« :‬ت ال» ‪ ،‬ىف ط ال ‪ّ ،‬‬
‫الضاد ‪ ،‬يقولون ‪« :‬إضر ذلك» ‪ ،‬ىف ‪ :‬إثر ذلك ‪ ،‬والصاد الىت كالسني ‪ ،‬حنو ‪« :‬سابر» ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ىف صابر ‪ ،‬والباء الىت كالفاء ‪ ،‬وهى‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن مل يكن حلقيا ‪ ،‬فاإلمالة قبيحة ‪ ،‬وقد حكيت لغية» مثال ذلك ‪ :‬رمى بإمالة فتحة الراء‬
‫؛ ألجل إمالة فتحة امليم ‪ ،‬وإن مل تكن امليم من ح روف احللق كما تفعل ذلك ىف رأى ‪ ،‬وأمثاله إال أن ذلك‬
‫لغة ضعيفة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وسواء كانت الكسرة ىف راء أو ىف غري ذلك من احلروف» أعىن ‪ :‬أهنا ال متال فتحة حرف‬
‫املضارعة ىف مثل يروم ؛ كما ال متال ىف مثل يغر‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪405 .............................................................................‬‬

‫على ضربني ‪:‬‬


‫أحدمها ‪ :‬لفظ الباء ‪ ،‬أغلب عليه من لفظ الفاء‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬بالعكس ؛ حنو ‪« :‬بلج»‪.‬‬
‫والظاء الىت كالثاء ؛ حنو ‪« :‬ثامل» ‪ ،‬ىف ‪ :‬ظامل‪.‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 406‬فهرس املوضوعات‬

‫ذكر مخارج الحروف العربيّة األصول‬


‫‪ ،‬فأقصاها خمرجا اهلمزة واأللف‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬فللحلق منها ثالثة‬ ‫(‪)1‬‬
‫وهى ستّة عشر خمرجا‬
‫واهلاء‪.‬‬
‫فاملتوس ط منها ‪ :‬العني فاحلاء (‪ ، )3‬وأدناها إىل اللس ان ‪ :‬الغني فاخلاء (‪ ، )4‬ومن‬
‫ّ‬
‫أقصى اللسان فما فوقه من احلنك األعلى خمرج القاف ‪ ،‬ومن أسفل من موضع القاف‬
‫(‪)5‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬املخارج مجع خمرج ‪ ،‬وهو موضع خروج احلرف من الفم ويف الطيبة [من الرجز] ‪:‬‬
‫اره من اخترب‬ ‫ذي خيت‬ ‫بعة عشر ‪  ‬على الّ‬ ‫خمارج احلروف س‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ق ال العالمة النويري يف ش رحه عليها (‪ : )271 / 1‬وهي سبعة عشر خمرجا ‪ ،‬وهو الص حيح وخمت ار‬
‫احملققني كاخلليل بن أمحد ‪ ،‬ومكي بن أيب طالب ‪ ،‬واهلذيل ‪ ،‬وابن شريح ‪ ،‬وغريهم ‪ ،‬وهو الذي أثبته ابن سينا‬
‫يف كتاب أفرده يف املخارج‪.‬‬
‫خاص ة ‪ ،‬فأسقطوا خمرج حروف املد ‪ ،‬وجعلوا‬
‫وقال سيبويه وكثري من القراء والنحاة ‪ :‬هي ستة عشر ّ‬
‫خمرج األلف من أقصى احللق ‪ ،‬والواو والياء من خمرج املتحركتني‪.‬‬
‫وقال قطرب والفراء واجلرمي ‪ :‬هي أربعة عشر ‪ ،‬فجعلوا النون والالم والراء من خمرج واحد‪.‬‬
‫وأما‬
‫واعلم أن خمارج احلروف دائرة على ثالث ‪ :‬احللق والفم والشفة ‪ ،‬هذا عند سيبويه وصرح به ‪ّ ،‬‬
‫عند اخلليل فيمكن أن يقال ‪ :‬أربع ‪ ،‬فيزاد اجلوف‪.‬‬
‫فائدة ‪ :‬يتبنّي خمرج احلرف بأن تنطق قبله هبمزة وتسكنه ؛ واهلل تعاىل أعلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬األول ‪ :‬األلف ‪ ،‬والثاين ‪ :‬الواو الساكنة املضموم ما قبلها ‪ ،‬والثالث ‪ :‬الياء الساكنة املكسور ما قبلها ‪،‬‬
‫وتسمى هذه الثالثة حروف املد واحلروف اهلوائية واجلوفية‪.‬‬
‫ق ال اخلليل ‪ :‬ونسنب إىل اجلوف ؛ ألنه آخر انقط اع خمرجهن‪ .‬ق ال ‪ :‬وزاد اخلليل فيهن اهلم زة‪ .‬ق ال ‪:‬‬
‫الصدر وهو متصل باجلوف ؛ واهلل أعلم‪.‬‬‫ألن خمرجها ّ‬
‫وأمكن الثالثة عند اجلمهور ‪ :‬األلف ‪ ،‬وقال ابن الفحام ‪ :‬أمكنهن يف املد الواو ‪ ،‬مث الياء ‪ ،‬مث األلف‪.‬‬
‫واجلمه ور على أن الفتحة من األلف ‪ ،‬والض مة من ال واو ‪ ،‬والكس رة من الي اء ‪ ،‬واحلروف عند ه ؤالء قبل‬
‫احلرك ات‪ .‬وقيل ‪ :‬ب العكس ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ليس كل منهما م أخوذا من اآلخ ر‪ .‬قلت ‪ :‬وه ذا هو الص حيح ألن‬
‫احلركة ع رض الزم للح رف املتح رك ال يوجد ااّل به فليس أح دمها أس بق من اآلخر ‪ ،‬وال متول دا منه ألنه مىت‬
‫فرض متحركا ال ميكن النطق به إال مع حركته واهلل أعلم‪.‬‬
‫وتس مى أيضا احلروف اخلفية ‪ ،‬وك ذا اهلاء ومسيت خفية ‪ ،‬ألهنا ختفى يف اللفظ وخلفائها ق ويت اهلاء‬
‫بالصلة والثالثة باملد عند اهلمزة ؛ قاله النويري يف شرح الطيبة ‪.274 ، 273 / 1‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬واحلاء‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف ط ‪ :‬فاحلاء‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف أ‪ :‬وما‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪407 .............................................................................‬‬

‫قليال وما يليه من احلنك األعلى خمرج الك اف (‪ ، )1‬ومن وسط اللس ان بينه وبني وسط‬
‫احلنك األعلى خمرج اجليم والشني والي اء (‪ ، )2‬ومن بني أول حافّة اللس ان وما يليها من‬
‫الض اد ‪ ،‬وتتكلّف من اجلانبني األمين واأليسر (‪ ، / )3‬ومن أدىن حافة‬ ‫األض راس خمرج ّ‬
‫الضاحك (‪ )4‬والنّ اب‬
‫اللسان إىل منتهى طرفه بينها وبني ما يليها من احلنك األعلى مما فويق ّ‬
‫والرباعية والثّنيّة خمرج الالم ‪ ،‬ومن ط رف اللس ان بينه وبني ما فويق الثّنايا خمرج الن ون ‪،‬‬
‫ومن خمرج الن ون ‪ ،‬غري أنّه أدخل ىف ظهر اللس ان قليال الحنرافه إىل الالم خمرج ال راء (‪، )5‬‬
‫ومن بني طرف اللسان وأصول الثنايا خمرج الطاء والذال والتاء (‪، )6‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬القاف والكاف يسمى كل منهما هلويّا ‪ ،‬نسبة إىل اللهاة ‪ ،‬وهي بني الفم واحللق ‪ :‬ومنهم من يقول ‪ :‬يف‬
‫الك اف أقصى اللس ان وما فوقه من احلنك ممّا يلي خمرج الق اف‪ .‬ق ال ابن احلاجب ‪ :‬وهو ق ريب ‪ ،‬ألن ه ذا‬
‫احلرف قد يوجد على كل من األم رين حسب اختالف األش خاص مع س المة ال ذوق فعرب كل على حسب‬
‫وجدانه‪.‬‬
‫ينظر شرح طيبة النشر ‪.277 / 1‬‬
‫وأما هي فتق دمت يف‬‫(‪ )2‬وق ال امله دوي ‪ :‬الشني تلي الك اف مث اجليم مث الي اء ‪ ،‬وم راده الي اء غري املدية ‪ّ ،‬‬
‫اجلوفية ‪ ،‬وه ذه الثالثة هي الش جرية ‪ ،‬خلروجها من ش جر الفم وهو منفتح ما بني اللح يني ‪ ،‬وش جر احلنك ما‬
‫يقابل طرف اللسان ‪ ،‬وقال اخلليل ‪ :‬الشجر مفرج الفم ؛ أي ‪ :‬منفتحه ‪ ،‬وقال غريه ‪ :‬هو جمتمع اللحيني عند‬
‫العنفقة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ويدل كالم سيبويه على ذلك‪.‬‬
‫والش جر عنده خمرج الفم أي ‪ :‬منفتحه ‪،‬‬
‫وقال اخلليل ‪ :‬هي شجرية أيضا ؛ يريد من خمرج تلك الثالثة ّ‬
‫وق ال غ ريه ‪ :‬هو جممع اللح يني عند العنفقة ‪ ،‬فل ذلك مل تكن الض اد منه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إن عمر رضي اهلل عنه ك ان‬
‫خيرجها من اجلانبني ‪ ،‬ومنهم من جيعل خمرجها قبل خمرج الثالثة‪.‬‬
‫(‪ )4‬ق ال ابن احلاجب ‪ :‬ك ان ينبغي أن يق ال ‪ :‬فويق الثنايا ‪ ،‬إاّل أن س يبويه ذكر ذلك فل ذلك ع ددوا ‪ ،‬وإال‬
‫فليس يف احلقيقة فوق ذلك ‪ ،‬ألن خمرج النون يلي خمرجها ‪ ،‬وهو فوق الثنايا ؛ وأطال يف ذلك ‪ ،‬فانظره‪.‬‬
‫وقال أيضا ‪ :‬وليس مثّ إال ثنيتان ‪ ،‬وإمنا مجعومها ألن لفظ اجلمع أخف وإال فالقياس أطراف الثنيتني‪.‬‬
‫(‪ )5‬الالم والنون والراء يقال هلا ‪ :‬الذلقية ‪ ،‬نسبة إىل موضع خمرجها وهو طرف اللسان ؛ ألن طرف الشيء‬
‫ذلقه ‪ ،‬وقال الفراء وقطرب واجلرمي وابن كيسان ‪ :‬الثالثة من خمرج واحد وهو طرف اللسان‪.‬‬
‫(‪ )6‬ق ال ابن احلاجب ‪ :‬قوله ‪« :‬وأص ول الثناي ا» ليس حبتم ‪ ،‬بل قد يك ون من بعد أص وهلا قليال مع س المة‬
‫الطبع ‪ ،‬وزاد بعضهم ‪« :‬مصعدا إىل جهة احلنك» ويقال هلذه الثالثة ‪ :‬النطعية ألهنا خترج من نطع الغار األعلى‬
‫وهو سطحه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 408‬فهرس املوضوعات‬

‫والزاى والسني (‪ ، )1‬ومن [باطن الشفة‬ ‫ومن بني طرف اللسان وفويق الثنايا خمرج الصاد ّ‬
‫الش فتني خمرج الباء وامليم والواو ‪،‬‬
‫السفلى] وأطراف الثنايا العليا خمرج الفاء ‪ ،‬ومن بني ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫ومن اخلياشيم خمرج النون اخلفيّة‪.‬‬


‫وه ذه احلروف تنقسم إىل ‪ :‬مهم وس (‪ ، )3‬جيمعها ‪[ :‬قول ك](‪« : )4‬ستش حثك‬
‫خصفه»‪.‬‬
‫وجمهور ‪ ،‬وهو سائر احلروف‪.‬‬
‫واجملهور ‪ :‬حرف أشبع االعتماد عليه ىف موضعه ‪ ،‬فمنع النّفس أن جيرى معه حىت‬
‫ينقضى (‪ )5‬االعتماد ‪ ،‬واملهموس ض ّده ‪ ،‬غري أن امليم والنون من اجملهورة قد يعتمد هلما ىف‬
‫الفم واخلياشيم فتصري فيهما غنّة‪.‬‬
‫وتنقسم ـ أيضا ـ إىل شديدة ورخوة (‪ )6‬وبينهما‪.‬‬
‫«أجدت طبقك» والىت بينهما «مل يرعونا»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فالشديدة ‪ :‬جيمعها قولك ‪:‬‬
‫والرخوة ‪ :‬سائر احلروف‪.‬‬
‫الص وت أن جيرى فيه الحنصاره (‪ .)7‬والرخو ض ّده ‪ ،‬والذى‬ ‫والش ديد ‪ :‬حرف ميتنع ّ‬ ‫ّ‬
‫بينهما ال جيرى الص وت ىف موض عه عند الوقف ‪ ،‬بل تع رض له أع راض وت وجب خ روج‬
‫الصوت باتصاله بغري موضعه‪.‬‬
‫ينسل إليها‪.‬‬
‫فأما العني فتصل إىل الرتديد فيها ؛ لشبهها باحلاء ؛ كأ ّن صوهتا ّ‬ ‫ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬وهذه عبارة سيبويه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬بني طرف اللسان‪.‬‬
‫(‪ )3‬اهلمس لغة ‪ :‬الصوت اخلفي ‪ ،‬ومنه قول أيب زيد يف صفة األسد ‪[ :‬من الوافر]‬
‫اد مهوس‬ ‫ّدجى ه‬ ‫رى ‪  ‬بصري بال‬ ‫ات يس‬ ‫دجلون وب‬ ‫اتوا ي‬ ‫فب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فسميت بذلك لضعف الصوت هبا حني جرى النفس معها فلم يقو التصويت معها قوته يف اجملهورة ‪،‬‬
‫فصار يف التصويت هبا نوع خفاء [واخلاء املعجمة والصاد املهملة] أقوى ممّا عدامها وإذا منع احلرف النفس أن‬
‫جيرى معه كان جمهورا‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )5‬ىف أ‪ :‬يقضى‪.‬‬
‫(‪ )6‬ىف أ‪ :‬شديد ورخو‪.‬‬
‫(‪ )7‬ىف أ‪ :‬الحنساره‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪409 .............................................................................‬‬

‫مستدق اللسان تتجافيان ؛ فيخرج‬‫ّ‬ ‫وأما الالم ‪ :‬فإ ّن الصوت ميت ّد فيها ؛ أل ّن ناحيىت‬
‫ّ‬
‫الصوت منهما ‪ ،‬وال خيرج من موضع الالم ؛ أل ّن طرف اللسان ال يتجاىف‪.‬‬
‫وأما امليم والن ون ‪ :‬فيج رى معهما الص وت ىف األنف (‪ )1‬؛ أل ّن الغنّة ص وت وال‬ ‫ّ‬
‫جيرى يف الفم ؛ أل ّن اللسان الزم ملوضع احلرف‪.‬‬
‫وأما الراء ‪ :‬فللتكرار الذى فيها ‪ ،‬قد (‪ )2‬يتجاىف اللسان بعض جتاف ؛ فيجرى معه‬ ‫ّ‬
‫الصوت‪.‬‬
‫وأما الي اء وال واو واأللف ‪ :‬فألن خمرجها اتّسع هبواء الص وت ؛ فلها أص وات ‪ /‬ىف‬ ‫ّ‬
‫غري موضعها من الفم‪.‬‬
‫وتنقسم ـ أيضا ـ إىل ‪ :‬مطبق ومنفتح‪.‬‬
‫فاملطبق أربعة أحرف ‪ :‬الطاء ‪ ،‬والظاء ‪ ،‬والصاد ‪ ،‬والضاد (‪.)3‬‬
‫واملنفتح (‪ : )4‬سائر احلروف‪.‬‬
‫واإلطب اق ‪ :‬أن ترفع ظهر لس انك إىل احلنك األعلى مطبقا له ‪ ،‬واالنفت اح ض ّد‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وتنقسم أيضا ‪ :‬إىل مس تعل ومنخفض ‪ ،‬فاملس تعلية (‪ : )5‬املطبقة مع اخلاء والغني‬
‫والقاف‪.‬‬
‫واملنخفضة ‪ :‬سائر احلروف‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ىف ط ‪ :‬األلف‪.‬‬
‫(‪ )2‬ىف ط ‪ :‬وقد‪.‬‬
‫(‪ )3‬قال يف الطيبة ‪: 292 / 1‬‬
‫‪...........‬‬ ‫اء مطبقه ‪ ‬‬ ‫اء ظ‬ ‫اد ط‬ ‫اد ض‬ ‫وص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قال الشريازي ‪ :‬ولو ال اإلطباق لصارت الطاء داال والظاء ذاال والصاد سينا ؛ ألنه ليس بينهما فرق‬
‫إال باإلطباق ‪ ،‬وخلرجت الضاد من الكالم‪.‬‬
‫(‪ )4‬االنفت اح يف اللغة ‪ :‬االف رتاق ‪ ،‬واص طالحا ‪ :‬جتايف كل من الط ائفتني ‪ ،‬أي ‪ :‬ط ائفيت اللس ان واحلنك عن‬
‫األخرى ‪ ،‬حىت خيرج الريح عند النطق باحلرف‪ .‬ينظر ‪ :‬هناية القول املفيد يف علم التجويد ‪.51 :‬‬
‫(‪ )5‬املس تعلية س بعة أح رف جيمعها قولك ‪« :‬ض غط قظ خص» ‪ ،‬مسّيت مس تعلية الس تعالئها يف احلنك ‪ ،‬وما‬
‫عداهن من احلروف فمستفل‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 410‬فهرس املوضوعات‬

‫تصعد اللسان إىل احلنك األعلى ؛ انطبق أو مل ينطبق ‪ ،‬واالخنفاض ‪:‬‬‫واالستعالء ‪ّ :‬‬
‫ض ّد ذلك‪.‬‬
‫مكرر ‪ ،‬وهو سائر احلروف‪.‬‬
‫وتنقسم ـ أيضا ـ إىل مكرر ‪ ،‬وهو الراء ‪ ،‬وغري ّ‬
‫[و] أعىن بالتكرار ‪ :‬تعثّر طرف اللسان فيها عند الوقف‪.‬‬
‫أغن وهو س ائرها ‪ ،‬والغنّة ‪:‬‬
‫أغن وهو امليم والن ون ‪ ،‬وغري ّ‬
‫وتنقسم ـ أيضا ـ إىل ‪ّ :‬‬
‫صوت ىف اخلياشيم‪.‬‬
‫فهذه مجلة الصفات املؤثرة ىف اإلدغام (‪.)1‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اإلدغام لغة ‪ :‬اإلدخال ‪ ،‬ومنه ‪ :‬أدغم الفرس اللجام ‪ ،‬إذا أدخله يف فيه‪.‬‬
‫واإلدغ ام ‪ :‬أن تصل حرفا س اكنا حبرف متح رك فتص رّي مها حرفا واح دا مش ّددا يرتفع اللس ان عنه‬
‫ارتفاعة واحدة ‪ ،‬ويكون بوزن حرفني ‪ ،‬وإمّن ا يدغم احلرفان أحدمها يف اآلخر إذا كانا متكافئني وكان املدغم‬
‫أنقص مزيّة من املدغم فيه ‪ ،‬وال ي دغم األزيد يف األنقص ‪ ،‬حنو الض اد ‪ ،‬ال ت دغم يف غريها ‪ ،‬وإن قارهبا من‬
‫أجل االستطالة اليت فيها واجلهر واالستعالء ‪ ،‬وكذلك الشني وامليم والفاء والراء والواو والياء وما أشبههن ‪،‬‬
‫ال يدغمن فيما قارهبن للتفشي الذي يف الشني ‪ ،‬والتكرير الذي يف الراء ‪ ،‬وامل ّد الذي يف الواو والياء ألهنن لو‬
‫أدغمن الختللن ل ذهاب الزي ادة اليت فيهن وذهابه ‪ ،‬وإمّن ا ي دغم احلرف الزائد يف مثله وال ي دغم فيما قاربه ‪،‬‬
‫وقد أدغم أبو عم رو ال راء يف الالم ‪ ،‬وأدغم الكس ائي الف اء يف الب اء‪ .‬ف إذا ك ان أصل اإلدغ ام إمّن ا هو لتق ارب‬
‫احلروف يف املخ ارج وامتن اع اإلدغ ام لتباع دها وك ان لألزيد مزية من احلروف ـ ال ي دغم يف األنقص ‪ ،‬وإمنا‬
‫يدغم األنقص يف األزيد‪.‬‬
‫ينظر شرح اهلداية يف توجيه القراءات ‪ 74 / 1‬ـ ‪.75‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪411 .............................................................................‬‬

‫أحكام المتقاربات فى اإلدغام‬


‫ذكر حروف الحلق‬
‫ّأما األلف واهلمزة ‪ :‬فال يدغمان ىف شىء ‪ ،‬وال يدغم فيهما [شيء](‪.)1‬‬
‫وأما اهلاء ‪ :‬ف إذا اجتمعت مع احلاء ‪ ،‬ف إن تق ّدمت عليها ‪ ،‬ج از البي ان ‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬
‫األحسن ‪ ،‬وقلب اهلاء حاء وإدغامها ىف احلاء ‪ ،‬فتقول ‪ :‬اجبه حامتا ‪ ،‬واجبه ّحامتا‪.‬‬
‫فإن تق ّدمت عليها احلاء ‪ ،‬فالبيان ‪ ،‬وال جيوز اإلدغام حىت حتول اهلاء حاء ‪ ،‬فتقول‬
‫‪« :‬امدح حالال» ‪ ،‬تريد ‪ :‬امدح هالال ‪ ،‬وهو قليل‪.‬‬
‫وإن اجتمعت مع العني ‪ ،‬فالبيان ‪ ،‬تق ّدمت عليها أو تأخرت ‪ ،‬وال جيوز اإلدغام ‪،‬‬
‫«اجبحتبة» ‪ ،‬تريد ‪ :‬اجبه‬
‫ّ‬ ‫إال أن تقلبهما حاءين ‪ ،‬وتدغم إحدامها ىف األخرى ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫عتبة‪.‬‬
‫وأما العني ‪ :‬ف إذا اجتمعت مع احلاء ‪ ،‬ف إذا (‪ )2‬تق ّدمت عليها ‪ ،‬كنت باخلي ار إن‬
‫شئت ‪ ،‬أدغمت ‪ ،‬فقلبت العني حاء ؛ حنو ‪« :‬اقطع محال» ‪ ،‬وإن شئت مل تدغم‪.‬‬
‫وإن تق دمت احلاء ‪ ،‬فالبي ان ‪ ،‬وال جيوز اإلدغ ام إال أن تقلب العني ح اء ‪ ،‬وت دغم‬
‫امدحتبة ‪ ،‬تريد ‪ :‬امدح عتبة‪.‬‬
‫احلاء ىف احلاء ‪ ،‬فتقول ‪ّ :‬‬
‫وأما الغني مع اخلاء ‪ :‬فإنه جيوز فيها البي ان واإلدغ ام ‪ ،‬كيفما اجتمعتا ؛ فتق ول ‪:‬‬
‫ّ‬
‫اسلخ ّغنما وادمغ ّخلفا‪.‬‬
‫[و] ال جيوز إدغ ام واحد من احلاء واهلاء والعني ىف الغني واخلاء ‪ ،‬وال إدغامهما‬
‫فيها‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬فإن‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 412‬فهرس املوضوعات‬

‫ذكر حروف اللّسان ‪ /‬فى اإلدغام‬


‫فأوهلا ممّا يلى احللق كما تق ّدم ‪:‬‬
‫وكل واحد منهما يدغم ىف صاحبه ؛ فتقول ‪« :‬احلق ّكلدة» و‬ ‫الكاف والقاف ‪ّ ،‬‬
‫«اهنك قّطنا»‪.‬‬
‫وإن شئت بيّنت ‪ ،‬إاّل أ ّن البيان ىف ‪ :‬اهنك قطنا ‪ ،‬وأمثاله ـ أحسن من اإلدغام ‪ ،‬وال‬
‫جيوز إدغام القاف والكاف ىف غريمها ‪ ،‬وال إدغام غريمها فيهما‪.‬‬
‫مث اجليم والشني والياء ‪:‬‬
‫أما اجليم ‪ :‬فإهنا تدغم ىف الشني خاصة ‪ ،‬فتقول ‪« :‬أخرج ّش يئا» ‪ ،‬وجيوز البيان ‪،‬‬
‫وكالمها حسن‪.‬‬
‫وتدغم فيها ستّة أحرف ‪ :‬الطاء ‪ ،‬والدال ‪ ،‬والتاء ‪ ،‬والظاء ‪ ،‬والذال ‪ ،‬والثاء ؛ حنو‬
‫ت ُجنُوبُها ‪[ )...‬احلج ‪ ، ]36 :‬و‬ ‫‪« :‬مل يربط مّج ال» ‪ ،‬و «قد جع ل» ‪[ ،‬و] ( َو َجبَ ْ‬
‫«احفظ ّجابرا» و «انبذ ّجعفرا» ‪ ،‬و «ابعث ّجامعا»‪.‬‬
‫والبي ان ىف مجيع ذلك أحسن ‪ ،‬وإذا أدغمت الط اء والظ اء ىف اجليم ‪ ،‬فاألحسن أن‬
‫تبقى اإلطباق ‪ ،‬وجيوز إذهابه‪.‬‬
‫وأما الشني ‪ :‬فإهّن ا ال ت دغم ىف ش ىء ‪ ،‬وت دغم فيها اجليم ؛ كما تق دم‪ .‬والط اء‬ ‫ّ‬
‫والظ اء وال ذال والت اء وال ّدال والثّ اء والالم ؛ حنو قولك ‪ :‬مل يربط ش بثا ‪ ،‬وقد ّش اء ‪،‬‬
‫وأنبتت شثّا ‪ ،‬واحفظ ّشيئا ‪ ،‬وانبذ ّشرابا ‪ ،‬وابعث ّشافعا ‪ ،‬واجعل ّشيئا ‪ ،‬والبيان ىف مجيع‬
‫عرىب جيّد‪.‬‬
‫ذلك ّ‬
‫وأما الياء ‪ :‬فال تدغم إال ىف الواو خاصة بشرط أن يكونا ىف كلمة واحدة (‪ )1‬على‬ ‫ّ‬
‫ما نبنّي بعده ‪ ،‬وال يدغم فيها إال النون ؛ حنو ‪َ ( :‬م ْن ُي ْؤ ِم ُن) [التوبة ‪.]99 :‬‬
‫مث الض اد ‪ ،‬وال ت دغم إال ىف الط اء ‪ ،‬إذا ك انت معها ىف كلمة واح دة ؛ حنو ما‬
‫حكى من ق وهلم ‪ :‬مطّجع ىف ‪ :‬مض طجع ‪ ،‬وال يق اس عليه ‪ ،‬وت دغم فيها الط اء وال دال‬
‫والتاء‬
‫__________________‬
‫خاص ة ؛ بشرط أن يكونا‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب أحكام املتقاربات ىف اإلدغام قوىل ‪« :‬وأما الياء فال تدغم إال ىف الواو ّ‬
‫ىف كلمة واحدة» مثال ذلك ‪ :‬سيّد ‪ ،‬األصل ‪ :‬سيود ألنه من ساد يسود انقلبت الواو ياء ‪ ،‬وأدغمت الياء ىف‬
‫الياء‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪413 .............................................................................‬‬

‫ض رمة ‪ ،‬وض ّجت‬ ‫ض ّل زي د؟ ‪ ،‬وابعث ّ‬ ‫والظ اء وال ذال والث اء والالم ؛ حنو قولك ‪ :‬هل ّ‬
‫ض ّجة ؛ قال [من الرجز] ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫‪ 249‬ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫ض ّجة ركائبه‬
‫فضج ّ‬
‫ثار ّ‬
‫ضعف زيد»‪.‬‬ ‫ضرمة» ‪ ،‬و «قد ّ‬ ‫ضرمة» ‪ ،‬و «خذ ّ‬ ‫ضرمة» ‪ ،‬و «احفظ ّ‬ ‫و «اضبط ّ‬
‫عرىب جيد‪.‬‬
‫والبيان ىف مجيع ذلك ّ‬
‫مث الالم والنون والراء‪.‬‬
‫ّأما الالم ‪ :‬فإهّن ا تدغم ىف ثالثة عشر حرفا ‪ ،‬وهى التاء ‪ ،‬والث اء ‪ ،‬والدال ‪ ،‬وال ذال‬
‫‪ ،‬والسني ‪ ،‬والشني ‪ ،‬والراء ‪ ،‬والزاى ‪ ،‬والطاء ‪ ،‬والظاء ‪ ،‬والصاد ‪ ،‬والضاد ‪ ،‬والنون‪.‬‬
‫فإن كانت الالم للتعريف التزم اإلدغام ‪ ،‬وإن كانت لغري تعريف ‪ ،‬جاز اإلدغام ‪،‬‬
‫والبيان‪.‬‬
‫واإلدغ ام ىف بعض ه ذه احلروف أحسن منه ىف بعض ‪ ،‬فإدغامها ىف ال راء ؛ حنو ‪:‬‬
‫«هل رأيت؟» ‪ ،‬أحسن منه ىف ‪ /‬سائرها ‪ ،‬ويلى ذلك ىف اجلودة إدغامها ىف الطاء ؛ حنو ‪:‬‬
‫«أنل طّيب ا» ‪ ،‬والت اء ؛ حنو ‪« :‬هل تّعلم؟» ‪ ،‬وال دال ؛ حنو ‪« :‬هل ّدنا زي د؟» ‪ ،‬والص اد ؛‬
‫صرب؟» ‪ ،‬والسني ؛ حنو ‪« :‬هل مّس عت؟» والزاى حنو ‪« :‬هل ّزال الشىء؟»‪.‬‬ ‫حنو ‪« :‬هل ّ‬
‫ب ‪[ )...‬املطففني ‪، ]36 :‬‬ ‫ويلى ذلك ىف اجلودة إدغامها ىف الثاء ؛ حنو ‪َ ( :‬ه ْل ُث ِّو َ‬
‫احلب؟» والظاء ؛ حنو ‪« :‬هل ظلم؟»‪.‬‬ ‫والذال ؛ حنو ‪« :‬هل ذّريت ّ‬
‫ويلى ذلك ىف اجلودة إدغامها ىف الض اد ؛ حنو ‪« :‬هل ض ّل؟» ‪ ،‬وىف الشني ؛ حنو‬
‫قول طريف (‪[ )2‬من الطويل] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت للقناين‪.‬‬
‫ضجة» فأدغم التاء يف الضاد‪.‬‬‫«فضجضجة» وأصله ‪« :‬فضجت ّ‬ ‫ّ‬ ‫الشاهد فيه قوله ‪:‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح أبيات سيبويه (‪ ، )417 / 2‬املمتع يف التصريف (‪.)705 ، 691 / 2‬‬
‫(‪ )2‬طريف بن متيم العنربي ‪ ،‬أبو عمرو ‪ :‬شاعر مقل ‪ ،‬من فرسان بين متيم يف اجلاهلية ‪ ،‬قتله أحد بين شيبان‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬مسط الآليل ‪ ، 251 ، 250 /‬األعالم ‪.226 / 3‬‬
‫(‪ )3‬الش اهد فيه قوله ‪« :‬هش يء» حيث أدغم الم «ه ل» فی شني «ش يء» ال تس اع خمرج الشني وتفش يها‬
‫واختالطها بطرف اللسان ‪ ،‬والالم من حروف طرف اللسان فأدغمت فيها لذلك ‪= ،‬‬
‫‪ ............................................................................. 414‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫ق؟‬ ‫ىء بك ّفيك الئ‬ ‫هش‬
‫‪ 250‬ـ تق ول إذا اس تهلكت ما ال لل ّذة ‪  ‬فكيهة ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬هل شىء؟‪.‬‬


‫وإدغامها ىف الن ون دون ذلك كلّه ؛ حنو ‪« :‬هل نّ رى زي دا؟» ‪ ،‬والبي ان أحسن منه‬
‫‪ ،‬وال يدغم فيها إال النون‪.‬‬
‫وأما النون ‪ :‬فتدغم ىف احلروف الىت جيمعها «ونرمل» ؛ حنو قولك ‪« :‬من لّ ك؟»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫و «من ّوال» و «من نّؤمن؟» ‪« ،‬من ّرشد» ‪ ،‬و «من ّماء»‪.‬‬
‫متحركة ؛ حنو ‪« :‬خنت‬ ‫ويل زم اإلدغ ام إن ك انت س اكنة ‪ ،‬وال يل زم إن ك انت ّ‬
‫موس ى» ‪ ،‬وإذا أدغمتهما فيما ع دا امليم ‪ ،‬ف إن ش ئت أبقيت الغنّة ‪ ،‬وإن ش ئت أذهبتها ‪،‬‬
‫وتظهر عند سائر حروف احللق (‪ ، )2‬وقد ختفى مع الغني واخلاء منها (‪ ، )3‬وختفى مع سائر‬
‫حروف الفم إال الباء (‪ .)4‬وسنبنّي حكمها‪.‬‬
‫وال يدغم فيها إال الالم ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكر ذلك‪.‬‬
‫وأما الراء ‪ :‬فال تدغم ىف شىء ‪ ،‬وقد حكى إدغامها ىف الالم ؛ حنو ‪َ ( :‬و َيغْ ِف ْر لَ ُك ْم)‬ ‫ّ‬
‫[آل عم ران ‪ ، ]31 :‬إال أ ّن ذلك ش اذّ وال ي دغم فيها إال الالم والنون ؛ وقد تق ّدم ذكر‬
‫ذلك‪.‬‬
‫__________________‬
‫ينظر ‪ :‬ش رح أبي ات سيبويه ‪ ، 417 / 2‬وش رح املفصل ‪ ، 142 ، 141 / 10‬والكت اب ‪، 458 / 4‬‬
‫والالمات ص ‪ ، 155‬ولسان العرب (ليق) ‪( ،‬هلك) ‪( ،‬فكه) ‪ ،‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 694 / 2‬وبال نسبة‬
‫وسر صناعة اإلعراب ص ‪.348‬‬ ‫يف ختليص الشواهد ص ‪ّ ، 352‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وتظهر عند حروف احللق» مثال ذلك ‪ :‬ينأى وينهى وينغى وينخل وينحل وينعق‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وقد ختفى مع اخلاء والغني منها» مثال ذلك ‪ :‬منخل ومنغل حكى فيهما اإلخفاء‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وختفى مع س ائر ح روف الفم» مث ال ذلك ‪ :‬ينفه ‪ ،‬ويس تنكف ؛ فتخفى الن ون مع الف اء‬
‫والكاف ‪ ،‬وكذلك يفعل هبا مع سائر حروف الفم إال الباء ؛ فإهنا تقلب ميما إذا وقعت قبلها ‪ ،‬حنو ‪ :‬شنباء‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬مث الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء كل واحد منها يدغم ىف اخلمسة الباقية» مثال‬
‫إدغام الطاء ىف اخلمسة الباقية اربط دارما ‪ ،‬ومل تربط متيما ‪ ،‬واربط ثابتا ‪ ،‬واربط ظاملا ‪ ،‬واربط ذئبا‪.‬‬
‫ومثال إدغام الدال ىف اخلمسة الباقية ‪ :‬قد طوى ‪ ،‬وقد توى ‪ ،‬وقد ظلم ‪ ،‬وقد ذكر ‪،‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪415 .............................................................................‬‬

‫مث الط اء وال دال والت اء والظ اء وال ذال والث اء ‪ ،‬ك ّل واحد منها ي دغم ىف اخلمسة‬
‫الباقية (‪ ، )1‬وت دغم اخلمسة فيه وت دغم ـ أيضا ـ الس تة ىف الض اد واجليم والشني والص اد‬
‫األول س اكنا أحسن منه إذا‬
‫وال زاى والسني (‪ ، )2‬إال أ ّن اإلدغ ام ىف مجيع ذلك إذا ك ان ّ‬
‫متحركا‪.‬‬
‫كان ّ‬
‫واإلدغ ام ىف ك ّل ح ال أحسن من البي ان ‪ ،‬وإذا أدغمت الط اء والظ اء منها ىف غري‬
‫مطبق مثل أن يدغم ىف الدال والتاء ‪ ،‬فاألحسن أال يقلبا إىل جنس ما يدغمان فيه باجلملة‬
‫؛ بل يبقى اإلطباق‪.‬‬
‫وإذهاب اإلطباق منهما مع ما كان من غري املطبقات أشبه هبما ـ أحسن من إذهابه‬
‫الش ّدة ‪ ،‬أو‬
‫مع ما ليس ك ذلك ؛ فإذهابه من الط اء إذا أدغمت ىف ال دال الجتماعهما ىف ّ‬
‫ىف ‪ /‬ال زاى الجتماعهما ىف اجلهر ‪ ،‬أحسن من إذهابه مع التّ اء ؛ ألهّن ا رخ وة مهموسة ‪،‬‬
‫وال يدغم فيها من غريها إال الالم ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكر ذلك‪.‬‬
‫__________________‬
‫وقد ثبت ‪ ،‬ومث ال إدغ ام الت اء ىف اخلمسة الباقية ‪ :‬ق الت طائفة ‪ ،‬وج اءت ّدنيا ‪ ،‬ورأت ظالما ‪ ،‬وقتلت ذئبا‬
‫وأخ ذت ثعلبا ‪ ،‬ومث ال إدغ ام الظ اء ىف اخلمسة الباقية ‪ :‬عظ متيما ‪ ،‬وعظ دارما ‪ ،‬وعظ طائفة ‪ ،‬وعظ ثابتا ‪،‬‬
‫وعظ ذّبيان‪.‬‬
‫ومث ال إدغ ام ال ذال ىف اخلمسة الباقية ‪ :‬إذ ت وى ‪ ،‬وإذ ث وى ‪ ،‬وإذ دنا أنشد أبو العالء النح وى [من‬
‫السريع] ‪:‬‬
‫وئه مقبس‬ ‫ان لنا من ض‬ ‫اء إذ ّدنا ‪  ‬ك‬ ‫عس حىّت لو يش‬ ‫عس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت الم رئ القيس ىف زي ادات ديوانه ص ‪ ، 463‬واألض داد البن األنب ارى ص ‪ ، 27‬وبال‬
‫نسبة ىف هتذيب اللغة ‪ ، 78 / 1‬ولسان العرب (عسس) ‪ ،‬وكتاب العني ‪ ، 74 / 1‬وتاج العروس (عسس) ‪،‬‬
‫ومقاييس اللغة ‪.]42 / 4‬‬
‫وإذ ظلم ‪ ،‬وإذ طال‪.‬‬
‫ومث ال إدغ ام الث اء ىف اخلمسة الباقية ‪ :‬ابعث متيما ‪ ،‬وابعث دارما ‪ ،‬وابعث طائفة ‪ ،‬وابعث ذي ارا ‪ ،‬وأبعث‬
‫ظافرا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وتدغم ـ أيضا ـ الستة ىف الصاد واجليم والشني والضاد والزاى والسني» مثال إدغام الطاء ىف‬
‫شرا ‪ ،‬حط صابرا ‪ ،‬اربط زماما ‪ ،‬ال تربط سلمة‪.‬‬‫الضاد وأخواهتا ‪ :‬اربط ضابئا ‪ ،‬وال تربط جابرا ‪ ،‬أمط ّ‬
‫إدغام الدال ىف الضاد وأخواهتا ‪ :‬قد ضرب ‪ ،‬قد جاء ‪ ،‬قد شاء ‪ ،‬قد صاد ‪ ،‬قد زال ‪ ،‬قد ساء ومثال‬
‫إدغ ام الت اء ىف الض اد وأخواهتا ‪ :‬مقتت ض رهتا ‪ ،‬هبت جن وب ‪ ،‬هبت مشال ‪ ،‬ج اءت ص بح ‪ ،‬أتت زينب ‪،‬‬
‫أقبلت سلمى‪.‬‬
‫ومثال إدغام الظاء ىف الضاد وأخواهتا ‪ :‬عظ ضابئا ‪ ،‬عظ جابرا ‪ ،‬عظ شبيبا ‪ ،‬عظ صابرا ‪ ،‬عظ زيدا‬
‫‪ ،‬عظ سلمة‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 416‬فهرس املوضوعات‬

‫األول‬
‫مث الص اد والسني وال زاى ‪ ،‬ك ّل واح دة ت دغم ىف األخ رى ‪ ،‬وس واء ك ان ّ‬
‫متحركا أو س اكنا ‪ ،‬واإلدغ ام أحسن من البي ان ‪ ،‬إال أن اإلدغ ام إذا ك ان األول س اكنا‬
‫ص ابر» ‪ ،‬و «حبس صابر» ‪ ،‬و «مل‬ ‫متحركا ؛ حنو قولك ‪« :‬مل حيبس ّ‬ ‫أحسن منه إذا كان ّ‬
‫حيبس ّزيد» ‪ ،‬و «حبس زيد» ‪ ،‬و «مل يوجز ّس لمة» ‪ ،‬و «أوجز سلمة» ‪ ،‬و «مل يوجز‬
‫ص ابر» ‪ ،‬و «أوجز ص ابر» ‪ ،‬و «مل يفحص ّزردة» و «فحص زردة» و «مل يفحص‬ ‫ّ‬
‫ّسامل» ‪ ،‬و «فحص سامل»‪.‬‬
‫وإذا أدغمت الصاد ىف الزاى والسني ‪ ،‬فاألحسن أن تبقى إطباقها ‪ ،‬وجيوز إسقاطه‬
‫وإسقاطه مع السني أحسن منه مع الزاى وتدغم فيها من غريها الالم ‪ ،‬وقد تق ّدم ذلك ىف‬
‫فص لها ‪ ،‬والط اء وال ّدال والت اء والظ اء وال ذال والث اء ‪ ،‬وقد تق ّدم ذلك ىف فصل الط اء‬
‫وأخواهتا‪.‬‬
‫مث الفاء وال تدغم ىف شىء وتدغم فيها الباء ؛ تقول ‪« :‬اذهب ىف ذلك»‪.‬‬
‫مث الب اء ‪ ،‬وهى ت دغم ىف الف اء كما ذكرنا ‪ ،‬وىف امليم ؛ حنو ‪« :‬اص حب ّمط را» ‪،‬‬
‫وال يدغم فيها شىء‪.‬‬
‫مث امليم وال تدغم ىف شىء ‪ ،‬وتدغم فيها النون والباء ‪ ،‬وقد تق ّدم ذلك‪.‬‬
‫خاص ة بشرط أن تكون معها ىف كلمة واحدة على‬ ‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫مث الواو وهى تدغم ىف الياء‬
‫ما نبنّي ‪ ،‬وتدغم فيها النون والياء ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكره‪.‬‬
‫واعلم ‪ :‬أنّه ال يدغم أحد املتقاربني ىف اآلخر ىف مجيع ما تق ّدم ذكره إال بشرط أن‬
‫متحركا ‪ ،‬فإن كان ساكنا مل جيز إال اإلظهار ؛ حنو قولك ‪« :‬قد اتعظ‬ ‫يكون الثاىن منهما ّ‬
‫زيد» ‪ ،‬و «من القوم»‬
‫وقد ش ّذت العرب ‪ ،‬فحذفت النون من «بىن» إذا اجتمعت مع الم التعريف ىف‬
‫__________________‬
‫ومث ال إدغ ام ال ذال ىف الض اد وأخواهتا ‪ :‬إذ ض رب ‪ ،‬وإذ جعل ‪ ،‬وإذ ش رب ‪ ،‬وإذ صرب ‪ ،‬وإذ مسع ‪،‬‬
‫وإذ زال‪.‬‬
‫مثال إدغام الثاء ىف الضاد وأخواهتا ‪ :‬ابعث ضابئا ‪ ،‬وابعث جابرا ‪ ،‬وابعث شفيعا ‪ ،‬وابعث صابرا ‪،‬‬
‫وابعث زيدا ‪ ،‬وابعث سلمة‪ .‬أه‪.‬‬
‫طى ‪ ،‬واألصل ‪ :‬ط وى ‪ ،‬فقلبت ال واو‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬مث ال واو ‪ ،‬وهى ال ت دغم إال ىف الي اء» مث ال ذلك ‪ّ :‬‬
‫ياء ‪ ،‬وأدغمت الياء ىف الياء ؛ على ما نبني بعد ‪ ،‬إن شاء اهلل تعاىل‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪417 .............................................................................‬‬

‫أمساء القبائل بشرط أن تكون الالم ظاهرة ىف اللفظ ؛ حنو ‪« :‬بلحارث» ‪ ،‬و «بلعنرب» ‪ ،‬و‬
‫«بلهجيم» و «بلقني» ‪ ،‬واألصل ‪ :‬بنو احلارث ‪ ،‬وبنو العنرب ‪ ،‬وبنو اهلجيم ‪ ،‬وبنو القني ‪،‬‬
‫فحذفت عالمة اجلمع اللتقاء الساكنني ‪ ،‬مث حذفت النون ختفيفا ملا كثر االستعمال ‪ ،‬فإن‬
‫ّ‬
‫مل تكن الالم ظ اهرة ‪ ،‬مل جيز ح ذف الن ون ختفيفا ؛ حنو ‪« :‬بىن النّ ّج ار» ‪ ،‬ال يق ال ‪:‬‬
‫«بنّ ّجار» ‪./‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 418‬فهرس املوضوعات‬

‫الساكنين من كلمتين‬
‫باب التقاء ّ‬
‫األول منهما صحيحا ‪ ،‬حذفته إن كان‬
‫إذا التقى الساكنان من كلمتني ‪ ،‬فإن كان ّ‬
‫النون اخلفيفة الالحقة لألفعال ؛ حنو قوله [من اخلفيف] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ّدهر قد رفعه‬ ‫ال هتني الفقري علّك أن تر ‪  ‬كع يوما وال‬ ‫‪ 251‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬ال هتنن‪.‬‬


‫وك ذلك حتذفه إن ك ان التن وين (‪ ، )2‬وك ان الس اكن الث اىن الب اء من «ابن» الواقع‬
‫الش هرة ‪ ،‬أو بني متّفقى اللفظ ‪ ،‬وإن مل يكونا‬‫ص فة بني علمني أو ما ج رى جمرامها ىف ّ‬
‫علمني وال جاريني جمرامها ‪ ،‬وإمنا حذفته ؛ لكثرة االستعمال مع التقاء الساكنني ؛ ولذلك‬
‫تقول ‪ :‬هند بنت فالن ‪ ،‬فتثبت التنوين ىف ‪ :‬هند ‪ ،‬على لغة من صرف ‪ ،‬ومن العرب من‬
‫جملرد ك ثرة االس تعمال ‪ ،‬ومن لغته ذلك حيذف التن وين من هند ‪ ،‬وإن ك انت لغته‬ ‫حيذف ّ‬
‫فأما قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫الصرف ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لألضبط بن قريع‪.‬‬
‫ذل واحلق ارة‪ .‬و‬‫ال هتني الفقري ‪ :‬اإلهانة ‪ :‬اإليق اع يف اهلون بالضم ‪ ،‬واهلوان ب الفتح ‪ ،‬ومها مبعىن ال ّ‬
‫لعل ‪ ،‬وهي هنا مبعىن عسى‪.‬‬‫(عل) بفتح الالم وكسرها ‪ :‬لغة يف ّ‬ ‫ّ‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ال هتني الفق ري» حيث ح ذف ن ون التوكيد اخلفيفة ‪ ،‬واألصل «ال هتينن الفق ري»‬
‫اللتقاء الساكنني ‪ ،‬وبقيت الفتحة دليال عليها‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األغاين ‪ ، 68 / 18‬واحلماسة الشجرية ‪ ، 474 / 1‬وخزانة األدب ‪، 452 ، 450 / 11‬‬
‫والدرر ‪ ، 173 / 5 ، 164 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 208 / 2‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص ‪1151‬‬
‫‪ ،‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 160‬وشرح شواهد املغين ص ‪ ، 453‬والشعر والشعراء ‪ ، 390 / 1‬واملعاين‬
‫الكبري ص ‪ ، 495‬واملقاصد النحوية ‪ ، 334 / 4‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪ ، 221 / 1‬وأوضح املسالك ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 111‬وجواهر األدب ص ‪ ، 146 ، 57‬ورصف املباين ص ‪ ، 374 ، 373 ، 249‬وشرح األمشوين ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 504‬وش رح ش افية ابن احلاجب ‪ ، 32 / 2‬وش رح ابن عقيل ص ‪ ، 550‬وش رح املفصل ‪، 43 / 9‬‬
‫‪ ، 44‬ولسان العرب (قنس) (ركع) ‪( ،‬هون) ‪ ،‬واللمع ص ‪ ، 278‬ومغين اللبيب ‪ ، 155 / 1‬ومهع اهلوامع‬
‫‪.79 / 2 ، 134 / 1‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب التقاء الساكنين‬
‫ق وىل ‪« :‬وك ذلك حتذفه إن ك ان التن وين ‪ »...‬إىل آخ ره مث ال ذلك ‪ :‬ه ذا زيد بن عم رو ‪ ،‬وه ذا أبو بكر بن‬
‫عمرو ‪ ،‬وهذا زيد بن بكر‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪419 .............................................................................‬‬

‫‪ 252‬ـ‬
‫جارية من قيس بن ثعلبه‬
‫(‪)1‬‬

‫حيرك بالكسر ؛ حنو قولك ‪ :‬احذر اهلل‬ ‫بتحريك التنوين ‪ ،‬فضرورة ‪ ،‬وما عدا ذلك ّ‬
‫ك ‪[ )...‬النس اء ‪ ، ]176 :‬إال أن يك ون ال ذى يلى‬ ‫‪ ،‬وبغت األمة ‪ ،‬و (إِ ِن ْام ُر ٌؤ َهلَ َ‬
‫حترك بالضم والكسر ؛ حنو قولك ‪ :‬اركض‬ ‫الس اكن الثّ اىن مض موما ض ّمة الزمة ‪ ،‬فإنّك ّ‬
‫حتركها ب الفتح إن ك ان الس اكن‬‫اركض ‪ ،‬أو يك ون الس اكن األول ن ون «من» ‪ :‬فإنّك ّ‬
‫الثاىن الم التعريف ؛ حنو ‪ :‬من القوم ‪ ،‬والكسر قليل‪.‬‬
‫وإن ك ان غري الم التعريف ‪ ،‬ح ّركت بالكسر ؛ حنو ‪ :‬من ابنك ‪ ،‬وجيوز فتحها أو‬
‫يكون الساكن األول امليم من ‪ :‬امل والساكن الثاىن الالم األوىل من ‪ :‬اسم اهلل (‪ ، )2‬فإنّك‬
‫خاصة‪.‬‬
‫حترك بالفتح ّ‬ ‫ّ‬
‫وإن ك ان األول منهما ح رف علّة ‪ ،‬ف إن ك انت حركة ما قبله من غري جنسه‬
‫وبالض م إن ك ان واو مجع ؛ حنو ‪:‬‬‫ّ‬ ‫حركته بالكسر إن ك ان ي اء ؛ حنو ‪ :‬اخشى اهلل ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫حركته بالكسر ؛ حنو ‪ :‬لو استطعنا ‪،‬‬ ‫اخشوا القوم ‪ ،‬والكسر قليل ‪ ،‬وإن مل يكن واو مجع ّ‬
‫والضم قليل ‪ ،‬وإن كانت حركة ما قبله من جنسه ‪ ،‬حذفته ؛ حنو ‪ :‬يغزو القوم ‪ ،‬وخيشى‬
‫الرجل ‪ ،‬وترمى املرأة‪.‬‬‫ّ‬
‫فأما ما حكاه الكوفيّ ون من قول بعضهم ‪« :‬التقت حلقتا البطان» فشاذّ ال يلتفت‬ ‫ّ‬
‫إليه‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لألغلب العجلى ‪ ،‬والشاهد فيه تنوين «قيس» ؛ وهو ضرورة‪.‬‬
‫ينظر ديوانه ص ‪ 148‬؛ وخزانة األدب ‪ 236 / 2‬؛ والدرر ‪ 36 / 3‬؛ وشرح أبيات سيبويه ‪/ 2‬‬
‫‪ 312‬؛ وشرح املفصل ‪ 6 / 2‬؛ والكتاب ‪ 506 / 3‬؛ ولسان العرب (ثعلب) ؛ وبال نسبة ىف اخلصائص‬
‫‪ 491 / 2‬؛ وسر صناعة اإلعراب ‪ 530 / 2‬؛ وشرح التصريح ‪ 170 / 2‬؛ ومهع اهلوامع ‪.176 / 1‬‬
‫وم) [‪ : 2 ، 1‬آل عمران]‪.‬‬ ‫(‪ )2‬حنو قوله تعاىل ‪( :‬الم اهللُ ال إِلهَ إِاَّل ُه َو ال َ‬
‫ْح ُّي الْ َقيُّ ُ‬
‫‪ ............................................................................. 420‬فهرس املوضوعات‬

‫باب حكم الهمزة إذا كانت ّأول كلمة ‪ /‬وقبلها ساكن‬


‫اهلم زة الواقعة ّأول كلمة إن ك ان قبلها س اكن ص حيح ‪ ،‬فإنّك ىف لغة أهل احلج از‬
‫تنقل حركتها إليه وحتذفها ؛ حنو قولك ‪ :‬قد عطى ‪ ،‬قد عطى ‪ ،‬من براهيم‪.‬‬
‫فإما أن يك ون ألفا ‪ ،‬فتجعل اهلم زة بينها وبني‬ ‫وإن ك ان الس اكن ح رف علّة ‪ّ ،‬‬
‫احلرف ال ذى منه حركتها ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬ه ذا أمحد ‪ ،‬وه ذا أحيمد ‪ ،‬وه ذا إب راهيم ؛ فتجعل‬
‫األول بينها وبني األلف ‪ ،‬وىف الث اىن بينها وبني ال واو ‪ ،‬ويف الث الث بينها‬
‫اهلم زة ىف املث ال ّ‬
‫وبني الياء‪.‬‬
‫وإما أن يكون ياء أو واوا ‪ ،‬فتجعل حركة اهلمزة عليهما ‪ ،‬وحتذف اهلمزة ؛ فتقول‬ ‫ّ‬
‫‪ :‬يغزو محد ‪ ،‬ويغزو براهيم ‪ ،‬تغزو ّمه ‪ ،‬وقاضى بيك ‪ ،‬وقاضى براهيم ‪ ،‬وقاضى ّمه‪.‬‬
‫ومنهم من يقلبها إذا ك انت مفتوحة مع الي اء ي اء ‪ ،‬ومع ال واو واوا ‪ ،‬وي دغم أحد‬
‫وغالمى بيك (‪.)2‬‬
‫ّ‬ ‫أبو يّوب (‪: )1‬‬
‫حرىف العلّة ىف اآلخر ‪ ،‬فيقول ‪ّ :‬‬
‫ومنهم من يس تثقل بعد النّقل الض مة والكس رة ‪ ،‬ىف الي اء وال واو ‪ ،‬فيح ذفهما ‪،‬‬
‫فيق ول ‪ :‬يغ زاددا ‪[ ،‬وي رم اخوان ه] يريد ‪ :‬يغ زو أددا ‪ ،‬وي رمى إخوانه ‪ ،‬وحتذف [ال واو]‬
‫والياء اللتقاء الساكنني‪.‬‬
‫وأما غري احلجازيني ‪ ،‬فيح ّققون اهلمزة ىف مجيع ذلك‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬أى ىف قولنا ‪ :‬أبو أيوب‪.‬‬
‫(‪ )2‬أى ىف قولنا ‪ :‬غالمى أبيك‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪421 .............................................................................‬‬

‫باب الوقف‬
‫املوق وف عليه إن ك ان «من» يف ح ال االس تثبات هبا فقد تق ّدم حكمها ىف ب اب‬
‫احلكاية‪.‬‬
‫فإما أن يك ون الوقف عليه ىف حال إنكار أو تذ ّكر أو غري ذلك‬ ‫وإن ك ان غريها ‪ّ :‬‬
‫من األحوال ‪ ،‬فإن كان املوقوف عليه قد تق ّدمته مهزة اإلنكار ‪ ،‬فإنّه ال خيلو من أن يكون‬
‫متحركا أحلقته من آخره حرف م ّد ولني من جنس‬ ‫آخره متحركا أو س اكنا ‪ ،‬ف إن ك ان ّ‬
‫حركته ‪ ،‬فإذا قال ‪ :‬قام عمر ‪ ،‬قلت ‪ :‬أعمروه ‪ ،‬وإن قال ‪ :‬رأيت عمر ‪ ،‬قلت ‪ :‬أعمراه‬
‫‪ ،‬وإن قال ‪ :‬خرجت أمس ‪ ،‬قلت ‪ :‬أأمسيه‪.‬‬
‫الس اكن ممّا يقبل احلركة ‪ ،‬كسرته ؛ اللتقاء الساكنني‬ ‫وإن كان ساكنا ‪ ،‬فإن كان ّ‬
‫‪ ،‬وك انت الزي ادة من جنس الكس رة ‪ ،‬ق ال ‪ :‬ق ام زيد ‪ ،‬قلت ‪ :‬أزيدنيه ‪ ،‬وإن ك ان ممّا ال‬
‫يقبل احلركة ؛ حنو قولك ‪ :‬ضربت موسى ‪ ،‬زدت بني عالمة اإلنكار وبني آخر االسم إن‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬مثّ كسرت النون اللتقاء الساكنني ‪ /‬فقلت ‪ :‬أموسى إنيه‬
‫وقد جيوز الفصل بني عالمة اإلنك ار وبني آخر االسم ىف مجيع ما تق ّدم فيق ال ‪:‬‬
‫أعمر إنيه ‪ ،‬وأزيد إنيه‪.‬‬
‫واإلنكار ىف كالم العرب على وجهني ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬أن تنكر أن يكون األمر على ما ذكر املتكلّم ؛ فإذا قال القائل ‪ :‬قام زيد‬
‫‪ ،‬قلت ‪ :‬أزيدنيه ‪ ،‬منكرا لقيام زيد‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أن تنكر أن يكون رأيه على خالف ما ذكر‪.‬‬
‫قيل لبعض هم ‪ :‬أخترج إن أخص بت البادي ة؟ فق ال ‪ :‬أأنا إنيه منك را ل رأى املتكلّم أن‬
‫يكون على خالف اخلروج‪.‬‬
‫متحركا حرفا‬‫وإن ك ان قد قصد ب الوقف عليه الت ذ ّكر ‪ ،‬أحلقته من آخ ره إن ك ان ّ‬
‫القاص ى ‪ ،‬وإن ك ان اآلخر س اكنا ‪ ،‬فإن‬ ‫من جنس حركته ‪ ،‬فتقول ‪ :‬ق اال ويقولو ‪ ،‬ومن ّ‬
‫كان الساكن حرف م ّد ولني م ّكنت م ّده ‪ ،‬واستغنيت بذلك عن إحلاق العالمة (‪ ، )2‬وإن‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬التقى‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬عالمة‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 422‬فهرس املوضوعات‬

‫ك ان غري ذلك ‪ ،‬أحلقت العالمة ‪ ،‬وكس رت الس اكن ال ذى قبلها اللتق اء الس اكنني ‪،‬‬
‫وتكون العالمة إذ ذاك ياء ‪ ،‬فتقول ‪ :‬هذا سيفىن ‪ ،‬وقدىن ‪ ،‬و «أل» ىف األلف والالم إذا‬
‫تذ ّكرت مثل احلارث‪.‬‬
‫وإن مل يوقف عليه ىف حال تذ ّكر وال إنكار‪.‬‬
‫فإما أن يكون جمزوما أو غري جمزوم‬ ‫فإما أن يكون معربا أو مبنيّا ‪ ،‬فإن كان معربا ‪ّ :‬‬‫ّ‬
‫‪ ،‬ف إن ك ان جمزوما فإنه يبقى ىف الوقف على حاله قبل الوقف (‪ ، )1‬إن ك ان جزمه‬
‫بالسكون أو حبذف النون ؛ حنو ‪ :‬مل يضرب ‪ ،‬ومل يضربا ‪ ،‬ومل يضربوا ‪ ،‬وإن كان جزمه‬ ‫ّ‬
‫حبذف حرف العلة ‪ ،‬فإنّه إن كان من باب ‪ :‬غذا ورمى ‪ ،‬جاز فيه وجهان ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬إسكان اآلخر‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬إحلاق هاء السكت ؛ فتقول ‪ :‬مل يغز ‪ ،‬ومل خيش ‪ ،‬ومل يرم ‪ ،‬ومل يغزه ‪،‬‬
‫ومل يرمه ‪ ،‬ومل خيشه‪.‬‬
‫وإن كان من باب ‪ :‬وقى ‪ ،‬مل جيز فيه إال إحلاق اهلاء ؛ حنو ‪ :‬مل يقه‪.‬‬
‫وإن ك ان غري جمزوم ‪ ،‬فإنّك تقف منه على املثىن واجلمع ال ذى على ح ّد التثنية ‪،‬‬
‫وسيبني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كما تقف على املبىن املكسور اآلخر أو املفتوحه ‪،‬‬
‫وما ع دا ذلك إن ك انت فيه ت اء الت أنيث أب دلتها ىف الوقف ه اء س اكنة ىف الرفع‬
‫منونة ؛ حنو (‪ : )2‬متره ‪ /‬وفاطمه‪.‬‬
‫منونة كانت أو غري ّ‬ ‫والنّصب واخلفض ‪ّ ،‬‬
‫وجيوز إقرارها س اكنة ىف األح وال الثالثة (‪ ، )3‬وبعض املق رين هلا إذا ك ان االسم‬
‫الذى‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬الوقت‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬وحنو‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬باب الوقف قوىل ‪« :‬وجيوز إقرارها ساكنة ىف األحوال الثالثة» من ذلك قوله ‪[ :‬من الرجز]‬
‫دعى أمت‬ ‫احلرة أن ت‬
‫ادت ّ‬ ‫مت ‪  ‬وك‬ ‫وم عند الغلص‬ ‫وس الق‬ ‫اتت نف‬ ‫ب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت ألىب النجم الراجز ىف الدرر ‪ ، 230 / 6‬وشرح التصريح ‪ ، 344 / 2‬ولسان العرب (ما) ؛‬
‫وجمالس ثعلب ‪ ، 326 / 1‬وبال نسبة ىف األشباه والنظائر ‪ ، 113 / 1‬وأوضح املسالك ‪ ، 348 / 4‬وخزانة‬
‫األدب ‪ ، 333 / 7 ، 177 / 4‬واخلصائص ‪ ، 304 / 1‬والدرر ‪ ، 305 / 6‬ورصف املباىن ص ‪، 162‬‬
‫سر صناعة اإلعراب ‪ ، 563 / 2 ، 163 ، 160 / 1‬وشرح األمشوىن ‪ ، 756 / 3‬وشرح شافية ابن‬
‫احلاجب ‪ ، 289 / 2‬وشرح قطر الندى ص ‪ ، 325‬وشرح املفصل ‪ ، 81 / 9 ، 89 / 5‬واملقاصد النحوية‬
‫‪ ، 559 / 4‬ومهع اهلوامع ‪ .]209 ، 157 / 2‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪423 .............................................................................‬‬

‫تكون فيه منصوبا منونا ‪ ،‬أبدل من التنوين ألفا (‪ )1‬؛ فيقول ‪ :‬مترنا‪.‬‬
‫وأما الت اء الىت ىف مجع آخر املؤنث الس امل ‪ ،‬حنو ‪ :‬هن دات ‪ ،‬فتج رى ىف الوقف‬ ‫ّ‬
‫الصحاح‪.‬‬
‫جمرى غريها من احلروف ّ‬
‫فأما ما حكاه قطرب من قول بعضهم ‪ :‬كيف اإلخوه ‪ ،‬واألخواه؟ ‪ ،‬بإبداهلا هاء ـ‬
‫فقليل ج ّدا‪.‬‬
‫وإن مل تكن فيه تاء التأنيث ‪:‬‬
‫فإما أن‬
‫فإما أن يك ون ص حيح اآلخر أو مهم وزه أو معتلّه ‪ ،‬ف إن ك ان ص حيحه ؛ ّ‬ ‫ّ‬
‫منون ‪:‬‬
‫يكون منونا أو غري ّ‬
‫منونا ‪ :‬جاز ىف الوقف عليه ىف حال النّصب ثالثة أوجه ‪:‬‬ ‫فإن كان ّ‬
‫أحدها ‪ :‬إبدال التنوين ألفا (‪.)2‬‬
‫واآلخر ‪ :‬إبدال مهزة ساكنة من األلف املبدلة من التنوين (‪.)3‬‬
‫والثالث ‪ :‬حذف التنوين وتسكني اآلخر ؛ وعلى ذلك قوله ‪[ :‬من اخلفيف]‬
‫‪ 253‬ـ‬
‫(‪)4‬‬
‫ف إبر‬
‫ّد ّ‬ ‫دأ ‪  ‬جعل القني على ال‬ ‫أىّن مه‬ ‫ئز جنىب ك‬ ‫ش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وبعض املقرين هلا إذا كان االسم الذى تكون فيه منصوبا منونا أبدل من التنوين ألفا ومن‬
‫ذلك قوله ‪[ :‬من املتقارب]‬
‫مشلتا‬ ‫مشلتها‬ ‫حسن‬ ‫‪   .............‬فيا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت بال نسبة ىف الدرر ‪ ، 295 / 6‬واللسان (مشل) ‪( ،‬بقم) ومهع اهلوامع ‪ ]205 / 2‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أحدها إبدال التنوين ألفا» مثال ذلك ‪ :‬رأيت رجال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واآلخر إبدال مهزة ساكنة من األلف املبدلة من التنوين» مثال ذلك ‪ :‬رأيت رجال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت ‪ :‬لعدي بن زيد‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪« :‬إب ر» واألصل ‪ :‬إب را ‪ ،‬فح ذف الش اعر األلف عند الوقف وذلك على لغة بعض‬
‫العرب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 59‬وإصالح املنطق ص ‪ ، 156‬ولسان العرب (هدأ) ‪ ،‬وبال نسبة يف اخلصائص‬
‫املفصل ‪.69 / 9‬‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 676 ، 477 / 2‬وشرح ّ‬ ‫‪ ، 97 / 2‬ورصف املباين ص ‪ّ ، 35‬‬
‫‪ ............................................................................. 424‬فهرس املوضوعات‬

‫متحركا مخسة أوجه (‪ : )1‬ح ذف التن وين ‪،‬‬


‫ويف ح ال الرفع إن ك ان ما قبل اآلخر ّ‬
‫الش فتني من غري ص وت ‪ ،‬مث ال ّروم ‪ ،‬وهو‬ ‫وتس كني اآلخر ‪ ،‬مث اإلمشام ‪ ،‬وهو ‪ :‬ضم ّ‬
‫تضعيف الصوت باحلركة ‪ ،‬مث إبدال التنوين واوا ‪ ،‬مث تضعيف آخره وتسكينه‪.‬‬
‫وإن ك ان ما قبل اآلخر ساكنا معتال (‪ ، )2‬جاز فيه مجيع ما جاز ىف املرفوع الذى‬
‫متحرك إال التضعيف‪.‬‬
‫قبل آخره ّ‬
‫الض ّمة من آخ ره إىل‬
‫وإن ك ان ما قبل اآلخر س اكنا ص حيحا ‪ ،‬ج از فيه نقل ّ‬
‫الس اكن قبله ‪ ،‬أو تس كني اآلخر ‪ ،‬وحتريك الس اكن حبركة مثل حركة ما قبله إذا أدى‬
‫النقل إىل بناء غري موجود ‪ ،‬فتقول ‪ :‬هذا بكر ‪ ،‬وهذا بسر ‪ ،‬وهذا بشر ‪ ،‬بكسر الشني ‪،‬‬
‫وال جيوز النقل ؛ أل ّن «فعال» ليس من أبنية كالمهم وجيوز فيه ـ أيضا ـ مجيع ما ج از ىف‬
‫املرفوع الذى قبل آخره متحرك إال التضعيف (‪.)3‬‬
‫متحركا أو س اكنا ص حيحا أو معتال‬‫واملخف وض املن ّون إن ك ان ما قبل آخ ره ّ‬
‫(‪)4‬‬

‫يتصور ىف املخفوض‪.‬‬
‫مبنزلة املرفوع ىف مجيع ما ذكر ‪ ،‬إال اإلمشام ؛ فإنّه ال ّ‬
‫وإن ك ان غري من ّون ‪ ،‬ف إن املرف وع منه واملخف وض مبنزلة املرف وع ‪ ،‬واملخف وض‬
‫املنون (‪ )5‬ىف مجيع ما ذكر ‪ ،‬إال اإلبدال ‪ ،‬فإنّه ليس ىف آخره تنوين فتبدل منه واوا يف الرفع‬
‫ّ‬
‫أو ياء ىف اخلفض‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وىف حال الرفع إن كان ما قبل اآلخر متحركا مخسة أوجه ‪ »...‬إىل آخره مثال السكون ‪:‬‬
‫قام جعفر ‪ ،‬ومثال اإلمشام ‪ :‬قام جعفر ‪ ،‬ومثال الروم ‪ :‬قام جعفر ‪ ،‬ومثال إبدال التنوين واوا ‪ :‬قام جعفرو ‪،‬‬
‫جعفر‪ .‬أه‪.‬‬
‫ومثال التضعيف ‪ :‬قام ّ‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان ما قبل اآلخر س اكنا معتال ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال التس كني ‪ :‬ق ام زيد ‪ ،‬ومث ال‬
‫االمشام ‪ :‬قام زيد ‪ ،‬ومثال الروم ‪ :‬قام زيد ‪ ،‬ومثال إبدال التنوين واوا ‪ :‬قام زيدو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وجيوز فيه أيضا مجيع ما ج از ىف املرف وع ال ذى قبل آخ ره متح رك إال التض عيف» ومث ال‬
‫التس كني ‪ :‬ق ام بكر ‪ ،‬ومث ال اإلمشام ‪ :‬ق ام بكر ‪ ،‬ومث ال ال روم ‪ :‬ق ام بكر ‪ ،‬ومث ال إب دال التن وين واوا ‪ :‬ق ام‬
‫بكرو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واملخفوض املنون ‪ »...‬إىل آخره أعىن ‪ :‬أنه ال جيوز ىف مثل ‪ :‬مررت جبعفر ‪ ،‬ومررت ببكر‬
‫‪ ،‬اإلمشام ‪ ،‬وجيوز ما عدا ذلك من الوجوه املذكورة ىف حال الرفع‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان غري منون فإن املرفوع منه واملخفوض مبنزلة املرفوع واملخفوض املنون ‪ »...‬إىل‬
‫آخ ره أعىن ‪ :‬أنه جيوز ىف الوقف على الرجل من قولك ‪ :‬ق ام الرجل ‪ ،‬وم ررت بالرجل ‪ ،‬ما ك ان جيوز ىف‬
‫الوقف على «جعفر» من قولك ‪ :‬قام جعفر ‪ ،‬ومررت جبعفر ‪ ،‬إال البدل ‪ ،‬وىف الوقف على البسر من قولك ‪:‬‬
‫طاب البسر ‪ ،‬ومررت بالبسر ‪،‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪425 .............................................................................‬‬

‫خاص ة إن مل يكن ما قبل آخ ره‬‫وأما املنص وب ‪ :‬فيج وز فيه اإلس كان وال ّروم ّ‬‫ّ‬
‫متحركا ‪ ، )2( /‬ومسع بعض هم يق ول ‪:‬‬‫متحركا ‪ ،‬ومها والتض عيف إن ك ان ما قبله ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬
‫أبيضه» بإحلاق اهلاء بعد التضعيف‪.‬‬
‫«أعطىن ّ‬
‫وإن كان مهموز اآلخر ‪:‬‬
‫فإما أن يكون حرف علّة ‪ ،‬أو حرفا صحيحا‪.‬‬ ‫فإن كان ما قبل اآلخر ساكنا ‪ّ :‬‬
‫فإن كان حرف علّة ‪ ،‬فالوقف عليه كالوقف على نظريه من الصحيح (‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫صحة ‪ :‬فإ ّن الوقف عليه كالوقف على مثله من الصحيح اآلخر‬
‫وإن كان حرف ّ‬
‫‪ ،‬إال أنّك تنقل حركة اهلم زة إىل الس اكن قبلها ىف املرف وع واملخف وض واملنص وب غري‬
‫املنون‪.‬‬
‫ّ‬
‫وإن ّأدى ذلك إىل بن اء غري موج ود خبالف الص حيح ‪ ،‬وتثبت اهلم زة ‪ ،‬فتق ول ‪:‬‬
‫الردأ واخلبأ ‪،‬‬
‫هذا ردؤ ‪ ،‬وخبؤ ‪ ،‬وبطؤ ‪ ،‬ومررت بردئ ‪ ،‬وخبئ ‪ ،‬ومن البطئ ‪ ،‬ورأيت ّ‬
‫والبطأ‪.‬‬
‫وإن شئت أبدلت (‪ )5‬اهلمزة ىف مجيع ذلك حرفا من جنس احلركة الىت قبلها‪.‬‬
‫وحيرك الس اكن ال ذى قبل اهلم زة حبركة ما قبله ىف مجيع‬
‫ومنهم من يس ّكن اآلخر ّ‬
‫األح وال ‪ ،‬فيق ول ‪ :‬هو ال ّردئ ورأيت ال ّردئ ‪ ،‬وم ررت ب الردئ ‪ ،‬وهو البطؤ ‪ ،‬ورأيت‬
‫البطؤ ‪ ،‬ومررت بالبطؤ‪.‬‬
‫وذلك إذا ك ان النقل ي ؤدى إىل بن اء غري موج ود يف ح ال من أح وال االسم ؛ أال‬
‫تري‬
‫__________________‬
‫ما ك ان جيوز ىف الوقف على «بك ر» من قولك ‪ :‬ق ام بكر ‪ ،‬وم ررت ببكر ‪ ،‬إال الب دل ‪ ،‬وإمنا مل جيز الب دل ىف‬
‫شىء من ذلك ؛ للعلة الىت ذكرت ىف الكتاب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما املنصوب ‪ ،‬فيجوز فيه اإلسكان والروم خاصة إن مل يكن ما قبل آخره متحركا» مثال‬
‫السري‪ .‬أه‪.‬‬
‫السري ‪ ،‬ومثال الروم ‪ :‬رأيت البسر وأدأبت ّ‬‫اإلسكان ‪ :‬رأيت البسر وأدأبت ّ‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ومها والتض عيف إن ك ان ما قبله متحرك ا» مث ال اإلس كان قولك ‪ :‬رأيت الرجل ‪ ،‬ومث ال‬
‫الروم قولك ‪ :‬رأيت الرجل ‪ ،‬ومثال التضعيف قولك ‪ :‬رأيت الرجل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن ك ان ح رف علة ف الوقف عليه ك الوقف على نظ ريه من الص حيح» أعىن ‪ :‬أن الوقف‬
‫على ش ىء وض وء ىف مجيع أحواله ‪ ،‬ك الوقف على عني وع ون ىف مجيع أحواله والوقف على ب رىء ووض وء ؛‬
‫كالوقف على شريف وقطوف ىف مجيع األحوال‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان حرفا صحيحا ‪ ،‬كان الوقف عليه كالوقف على نظريه من الصحيح» أعىن ‪ :‬أن‬
‫الوقف على رد وحب وبط ؛ كالوقف على عدل وبكر وبسر ‪ ،‬إال فيما استثىن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف أ‪ :‬قلبت‬
‫‪ ............................................................................. 426‬فهرس املوضوعات‬

‫ؤدى إىل بن اء غري‬


‫أ ّن النقل ىف ‪« :‬ردئ» ىف ح ال الرفع ‪ ،‬و «بط ؤ» ىف حالة اخلفض ي ّ‬
‫موجود ىف األمساء‪.‬‬
‫ؤدى إىل بن اء‬
‫فأما «خب ؤ» وأمثاله ‪ ،‬فال يك ون فيه إال اإلتب اع ؛ أل ّن النقل فيه ال ي ّ‬‫ّ‬
‫غري موجود ىف حال من األحوال ‪ ،‬ومن العرب من يبدل من اهلمزة ىف مجيع ذلك واوا ىف‬
‫الرفع وياء ىف اخلفض ‪ ،‬وألفا ىف النّصب ؛ فيقول ‪ :‬هذا الوثو ‪ ،‬ومن الوثى ‪ ،‬ورأيت الوثا‬
‫‪ ،‬فيفتح الساكن بسبب األلف‪.‬‬
‫وإن ك ان ما قبل اهلم زة متحركا (‪ ، )1‬ك ان الوقف عليه ك الوقف على نظ ريه من‬
‫الصحيح إال يف شيئني ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬امتناع التضعيف‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أنه جيوز لك أن تب دل من اهلم زة واوا ىف الرفع ‪ ،‬وي اء ىف اخلفض ‪ ،‬وألفا‬
‫ىف النّصب ‪ ،‬فتقول ‪ :‬هذا الكلو ‪ ،‬ومررت بالكلى ‪ ،‬ورأيت الكال‪.‬‬
‫هذا وقف الذين حي ّققون اهلمزة‪.‬‬
‫وأما الذين خي ّففوهنا ‪ ،‬فإن كان ما قبلها حركة ‪ ،‬أبدلت منها إذا سكنت حرفا من‬ ‫ّ‬
‫جنس حركة ما قبلها ‪ ،‬فتقول ‪ :‬الكال ‪ ،‬ىف األح وال الثالثة ب األلف ‪ ،‬وه ذه أكمو ب الواو‬
‫‪.)2( /‬‬
‫وإن كان ما قبلها ساكنا ‪ ،‬فخ ّفتها حبذفها وإلقاء حركتها على الساكن قبلها (‪ )3‬؛‬
‫فإنّه يلزم احلرف ال ذى ألقيت عليه احلركة ما يلزم غري املعت ّل من اإلس كان واإلمشام وروم‬
‫احلركة والتضعيف واإلبدال من التنوين‪.‬‬
‫فإما أن يكون آخره ألفا أو واوا أو ياء ‪:‬‬ ‫معتل اآلخر ‪ّ :‬‬‫وإن كان ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان ما قبل اهلم زة متحركا ‪ »...‬إىل آخ ره مث ال ذلك ‪ :‬رشأ ‪ ،‬الوقف عليه ىف مجيع‬
‫األحوال ‪ ،‬منونا كان أو غري منون ‪ ،‬كالوقف على «رجل» إال فيما اسثىن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬زاد يف أ‪ :‬وهي بالياء‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان ما قبلها ساكنا فخ ّفتها حبذفها وإلقاء حركتها على الساكن ‪ »...‬إىل آخره مثال‬
‫ذلك ‪ :‬خب ورد وبط ‪ ،‬ىف ختفيف ‪ :‬خبء وردء وبطء ‪ ،‬يقف عليها ىف مجيع األح وال ؛ كما يقف على‬
‫جعفر ‪ ،‬وتقف عليها إن مل تكن منونة ؛ حنو ‪ :‬اخلب وال رد والبط ‪ ،‬كما تقف على الرجل ىف مجيع األح وال ‪،‬‬
‫وقد تقدم متثيل ذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪427 .............................................................................‬‬

‫ف إن ك ان آخ ره ألفا ‪ ،‬وقفت عليه هبا (‪ ، )1‬إاّل أن األلف من االسم املنص رف ىف‬


‫ح ال النّصب مبدلة من التن وين ‪ ،‬ويف ح ال الرفع واخلفض ألف األصل واأللف ىف الوقف‬
‫على غري املن ّون هى الىت ك انت ىف الوصل (‪ ، )2‬وبعض الع رب يب دل منها ي اء ‪ ،‬فيق ول ‪:‬‬
‫أعمى ‪ ،‬وفىت ‪ ،‬وبعضهم يبدل منها واوا ‪ ،‬فيقول ‪ :‬أعمو ‪ ،‬وبعضهم يبدهلا مهزة فيقول ‪:‬‬
‫حبأل‪.‬‬
‫وال جيوز حذف األلف وتسكني ما قبلها إاّل ىف ضرورة ‪ ،‬حنو قوله [من الرمل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وم ورهط ابن املعل‬ ‫‪   ...................‬رهط مرج‬ ‫‪ 254‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومتيمى ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وإن ك ان آخ ره ي اء أو واوا ‪ ،‬ف إن ك ان ما قبلها س اكنا ؛ حنو ‪ :‬ظىب ‪،‬‬
‫وغ زو ‪ ،‬ف الوقف عليه ك الوقف على نظ ريه من الص حيح (‪ ، )4‬إاّل أ ّن ناسا من الع رب‬
‫يبدلون من الياء ىف الوقف إذا كانت مش ّددة جيما ؛ ومن ذلك قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫علج‬
‫اىل عويف وأبو ّ‬ ‫‪   ...................‬خ‬ ‫‪ 255‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن ك ان آخ ره ألفا ‪ ،‬وقفت عليه هبا» أعىن ب األلف ‪ ،‬فتق ول ىف رحى وعصا ‪ :‬رحى‬
‫وعصا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واأللف ىف الوقف على غري املن ون هى الىت ك انت ىف الوص ل» مث ال ذلك ‪ :‬حبلى وأعمى‬
‫والعصى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬عجز بيت للبيد بن ربيعة‪ .‬وصدره ‪:‬‬
‫‪...........‬‬ ‫اهد ‪ ‬‬ ‫يز ش‬ ‫وقبيل من لك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬ابن املعل» يريد ‪ :‬ابن املعلّى ‪ ،‬فحذف األلف املقصورة وسكن ما قبلها للضرورة‬
‫الشعريّة ‪ ،‬وهذا من أقبح الضرورات‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 199‬واألش باه والنظ ائر ‪ ، 272 / 1‬واخلص ائص ‪ ، 293 / 2‬وال درر ‪/ 6‬‬
‫‪ ، 245‬وش رح ش واهد اإليضاح ص ‪ ، 320‬وش رح ش واهد الش افية ص ‪ ، 207‬والكت اب ‪، 188 / 4‬‬
‫ولسان العرب (رجم) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 548 / 4‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 622 / 2‬وبال نسبة يف مجهرة‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪، 728 ، 522 / 2‬‬ ‫اللغة ص ‪ ، 466‬والدرر ‪ ، 298 / 6‬ورصف املباين ص ‪ّ ، 36‬‬
‫وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 308 ، 303 ، 285 / 2‬واحملتسب ‪ ، 342 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.157 / 2‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬حنو ظىب ومتيمى وغ زو ف الوقف عليه ك الوقف على نظ ريه من الصحيح» أعىن ‪ :‬أنك تقف‬
‫على ظىب وغزو كما تقف على بكر ‪ ،‬وعلى متيمى كالذى تقف على سعيد‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت بال نسبة‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 428‬فهرس املوضوعات‬

‫متحركا ‪ ،‬وكانا ىف فعل ‪ ،‬ف الوقف عليه بإثباهتما س اكنني ‪ ،‬حنو‬ ‫وإن ك ان ما قبلها ّ‬
‫‪ :‬يغزو ‪ ،‬ويرمى ‪ ،‬إال ما ش ّذ من قوهلم ‪ :‬ال أدر ‪ ،‬وما أدر ‪ ،‬حبذف الياء والتسكني‪.‬‬
‫منونا ‪ ،‬وقف‬ ‫وإن ك انت الي اء املتح رك ما قبلها آخر اسم ‪ ،‬ف إ ّن االسم إن ك ان ّ‬
‫واجلر حبذف التنوين والسكون ؛ حنو قولك ‪ :‬هذا قاض ‪ ،‬ومررت بقاض‪.‬‬ ‫عليه ىف الرفع ّ‬
‫ردوا إليه احملذوف ؛ فيقولون ‪ :‬هذا قاضى ‪،‬‬ ‫وقوم من العرب إذا حذفوا التنوين ‪ّ ،‬‬
‫ومررت بقاضى‪.‬‬
‫وىف حالة النّصب بإبدال ألف من التنوين ؛ فتقول ‪ :‬رأيت قاضيا‪.‬‬
‫وإن ك ان غري من ّون ‪ ،‬ف الوقف عليه بإثب ات الي اء ؛ حنو قولك ‪ :‬ه ذا القاضى ‪،‬‬
‫ومررت بالقاضى ‪ ،‬ورأيت القاضى‪.‬‬
‫ومنهم من حيذفها ويس ّكن اآلخر ىف الرفع واجلر ‪ ،‬فيقول ‪ :‬ه ذا الق اض ‪ ،‬وم ررت‬
‫بالقاض‪.‬‬
‫وأك ثر ما يفعل ذلك ىف الق واىف والفواصل ؛ حنو قوله تع اىل ‪( :‬الْ َكبِ ُير ال ُْمتَع ِال)‬
‫[الرعد ‪[ ]9 :‬إال مري ا] (‪ )1‬اسم الفاعل من ‪ :‬أرى ؛ فإنه ال جيوز فيه إال إثب ات الي اء ‪،‬‬
‫املنون ‪ ،‬فتقول ‪ :‬يا قاضى‬ ‫واملنادى املقبل عليه من ذلك جيرى جمرى االسم املرفوع غري ‪ّ /‬‬
‫‪ ،‬وإن شئت ‪ :‬يا قاض‪.‬‬
‫وك ذلك «ج وار» وأمثاله ىف ح ال الرفع واخلفض مبنزلة ق اض ىف احلالتني ‪ ،‬وىف‬
‫النصب مبنزلة القاضى ىف حال النّصب‪.‬‬
‫فإما أن يكون حمذوفا من آخره شىء ‪ ،‬أو ال يكون‬ ‫وإن كان املوقوف عليه مبنيّا ‪ّ ،‬‬
‫‪:‬‬
‫__________________‬
‫ىف ‪ :‬أوضح املسالك ‪ ، 372 / 4‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 242 ، 42‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 175 / 1‬وشرح‬
‫األمشوين ‪ ، 821 / 3‬وشرح التصريح ‪ ، 367 / 2‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 287 / 2‬وشرح شواهد‬
‫الشافية ص ‪ ، 212‬وشرح املفصل ‪ ، 55 / 10 ، 74 / 9‬والصاحيب يف فقه اللغة ص ‪ ، 55‬والكتاب ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 182‬ولس ان الع رب (عجج) (ش جر) ‪ ،‬واحملتسب ‪ 75 / 1‬واملمتع يف التص ريف ‪ ، 353 / 1‬واملنصف‬
‫‪.79 / 3 ، 178 / 2‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬قوله «أبو علج» أى «أبو على» وأب دلت الي اء املش ددة جيما ‪ ،‬ىف الوقف ‪ ،‬وهى لغة بعض‬
‫العرب‪.‬‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪429 .............................................................................‬‬

‫فإما أن يبقى بعد احلذف حرف واحد أو أزيد‪.‬‬ ‫فإن كان ‪ّ :‬‬
‫فإن بقى منه أزيد ‪ ،‬جاز فيه وجهان ‪:‬‬
‫الس كت ؛ حنو قولك ‪ :‬يا طلحه ‪ ،‬ىف الوقف على لغة من‬ ‫أحس نهما ‪ :‬إحلاق ه اء ّ‬
‫رخم ‪ ،‬واغزه ‪ ،‬وارمه ‪ ،‬واخشه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫واآلخر السكون ؛ فتقول ‪ :‬يا طلح ‪ ،‬واغز ‪ ،‬وارم [واخش] (‪.)1‬‬
‫حيركه بالكسر‬‫ومن العرب من يلحق اهلاء ىف ‪ :‬اغز وبابه بعد ما يسكن اآلخر ‪ ،‬مث ّ‬
‫اللتقائه ساكنا مع اهلاء ‪ ،‬فيقول ‪ :‬اغزه ‪ ،‬بكسر الزاى‪.‬‬
‫حكى ذلك أبو اخلطّاب (‪ )2‬عن العرب‪.‬‬
‫وإن مل يبق منه إال حرف واحد ‪:‬‬
‫ف إن ك ان فعال ‪ ،‬مل جيز فيه إاّل إحلاق اهلاء ؛ حنو قولك ‪ :‬قه ‪ ،‬وإن ك ان امسا ؛ حنو‬
‫‪ :‬ما االستفهاميّة إذا دخل عليها خافض ‪ :‬فإن كان اخلافض حرفا ‪ ،‬جاز فيه وجهان ‪:‬‬
‫السكت واآلخر ‪ :‬التّسكني ؛ فتقول ‪ :‬مبه ‪ ،‬ومب‪.‬‬‫أحسنهما ‪ :‬إحلاق هاء ّ‬
‫وإن كان امسا ‪ ،‬مل جيز فيه إال إحلاق اهلاء ‪ ،‬فتقول ‪ :‬مثل مه ‪ ،‬وجمىء مه (‪.)3‬‬
‫متحركا ‪:‬‬
‫فإما أن يكون آخره ساكنا أو ّ‬ ‫وإن كان غري حمذوف ‪ّ :‬‬
‫فإن كان آخره ساكنا ‪ :‬فإن كان الساكن صحيحا ‪ ،‬أبقيته ىف الوقف على ما كان‬
‫عليه ىف الوصل ؛ حنو ‪ :‬من ‪ ،‬وكم ‪ ،‬إال أن يكون الساكن نون «إذن» ؛ فإنّك تبدل منها‬
‫ألفا ‪ ،‬أو الن ون اخلفيفة الىت تلحق األفع ال للتأكيد ‪ ،‬فإنّك تب دل منها ألفا إن ك ان قبلها‬
‫فتحة فتقول ‪ :‬اضربا ‪ ،‬وهل تضربا؟ ىف الوقف على ‪ :‬اضربن ‪ ،‬وهل تضربن؟‬
‫وزدت ما كنت حذفته بسببها ‪ ،‬فتقول ىف‬ ‫ّ‬ ‫ضمة حذفتها‬
‫وإن كان قبلها كسرة أو ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬أبو اخلط اب ‪ ،‬عبد احلميد بن عبد اجمليد ‪ ،‬م وىل قيس بن ثعلبة ‪ ،‬األخفش األكرب ‪ :‬من كب ار العلم اء‬
‫فس ر الشعر حتت كل بيت ‪ ،‬وما كان الناس يعرفون ذلك‬ ‫بالعربية‪ .‬لقى األعراب وأخذ عنهم ‪ ،‬وهو أول من ّ‬
‫قبله ‪ ،‬وإمنا كانوا إذا فرغوا من القصيدة فسروها‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬بغية الوعاة ‪ ، 296 /‬وإنباه الرواة ‪ ، 157 / 2‬األعالم ‪.288 / 3‬‬
‫(‪ )3‬يف ط زيادة ‪ :‬أوىل‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 430‬فهرس املوضوعات‬

‫الوقف على اضربن ‪ ،‬وهل تضربن؟ واضربن ‪ ،‬وهل تضربن؟ ‪ :‬اضرىب ‪ ،‬وهل تضربني ‪،‬‬
‫واضربوا ‪ ،‬وهل تضربون؟‬
‫فرتد النون الىت هى عالمة الرفع ؛ لزوال موجب حذفها ‪ ،‬وتقول ىف الوقف على ‪:‬‬
‫اخشون ‪ :‬اخشوا ؛ ألنّه مل حيذف بسبب النون شئ ‪ ،‬فريجع عند حذفها‪.‬‬
‫فإما أن يكون ياء أو واوا أو ألفا‪.‬‬
‫وإن كان حرف علّة ‪ّ :‬‬
‫فإن كان ألفا ‪ ،‬جاز فيه إن مل يكن آخر فعل ثالثة أوجه ‪:‬‬
‫إثباته على ما كان عليه ىف الوصل ؛ فتقول ‪ :‬يضرهبا ‪ ،‬وههنا‪.‬‬
‫فأما إبداهلم من ألف ‪« :‬هنا»‬
‫وإبداله مهزة ‪ ،‬وإحلاق هاء السكت فتقول ‪ :‬هاهنأه ‪ّ ،‬‬
‫هاء ىف السكت ‪ ،‬فشاذّ ال يقاس عليه ‪./‬‬
‫قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫هنه‬ ‫ومن‬ ‫ههنا‬ ‫قد وردت من أمكنة ‪  ‬من‬ ‫‪ 256‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إال أن يكون األلف عالمة ندبة ‪ ،‬فال جيوز إال إحلاق هاء السكت ؛ حنو قولك ‪ :‬يا‬
‫زيداه ‪ ،‬وإن كانت آخر فعل ‪ ،‬جاز فيها مخسة أوجه ‪:‬‬
‫الثالثة املتق ّدمة وإبداهلا واوا أو ياء ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ريب قد أتى‬ ‫رج منك ق‬ ‫وى ‪  ‬وف‬
‫تبش رى بالرفه واملاء ال ّر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 257‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن ك ان واوا أو ي اء ‪ ،‬ف إن كانا عالمىت ندبة ‪ ،‬لزمتهما اهلاء ىف الوقف ‪ ،‬حنو‬
‫قولك ‪« :‬يا غالمهوه» (‪ )3‬و «يا ذهاب غالمهيه (‪.»)4‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت بال نسبة‪.‬‬
‫ىف ‪ :‬الدرر (‪ ، )214 / 2 ، 242 / 1‬رصف املباين (‪ ، )163‬سر صناعة اإلعراب (‪، )163 / 1‬‬
‫شرح األمشوين (‪ ، )876 / 2‬شرح شواهد الشافية (‪ ، )476‬شرح املفصل (‪/ 9 ، 6 / 4( ، )138 / 3‬‬
‫‪ ، )43 ، 42 / 10 ، 81‬احملتسب (‪ ، )277 / 1‬املمتع يف التصريف (‪ )400 / 1‬املنصف (‪، )156 / 2‬‬
‫مهع اهلوامع (‪.)157 / 2 ، 78 / 1‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬هنه» يريد ‪« :‬هنا» فأبدل األلف هاء يف الوقف‪.‬‬
‫(‪ )2‬ال بيت بال نسبة ىف ‪ :‬املنصف ‪ ، 160 / 1‬لس ان الع رب (روى) ‪ ،‬وت اج الع روس (روى) ‪ ،‬واملخصص‬
‫‪.151 / 15‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬أتى» ‪ ،‬يريد ‪ :‬أتى ‪ ،‬فأبدل األلف ياء عند الوقف على لغة‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬يا غالم هوه‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬يا هداب غالم هيه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪431 .............................................................................‬‬

‫وإن كانا ص لتني بالض مري ‪ ،‬مل جيز فيهما إال احلذف وتس كني ما قبلهما حنو ‪ :‬به ‪،‬‬
‫وله ‪ ،‬وهلم ‪ ،‬وعليهم ‪ ،‬وما ع دا ذلك يثبت ان فيه ىف الوقف ؛ حنو ‪ :‬ظلم وا ‪ ،‬واخشى ‪،‬‬
‫واخشوا ‪ ،‬إال أن تكون الياء ضمري املتكلّم ‪ ،‬وقبلها كسرة ؛ فإنّه جيوز لك فيها وجهان ‪:‬‬
‫أحسنهما ‪ :‬إثباهتا ‪ ،‬فتقول ‪ :‬غالمى ‪ ،‬وإىن‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬ح ذفها وتس كني ما قبلها ؛ تش بيها هلا بالقاضى وأمثاله ؛ فتق ول ‪ :‬إن‬
‫وأكرمن ‪ ،‬قال النابغة ‪[ :‬من الوافر]‬
‫(‪)1‬‬
‫اظ إن‬ ‫وم عك‬ ‫حاب ي‬ ‫ار على متيم ‪  ‬وهم أص‬ ‫وهم وردوا اجلف‬ ‫‪ 258‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬إىّن ‪.‬‬


‫وقد ش ّذوا ىف ‪ :‬يا هذى ‪ ،‬فأبدلوها هاء ىف الوقف ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬هذه‪.‬‬
‫ومنهم من أجرى الوصل جمرى الوقف ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذه قائمة ‪ ،‬هباء ساكنة ؛ كما أ ّن‬
‫بعض هم ق ال ىف ‪ :‬أفعى أفعى ‪ ،‬ىف الوصل ف أجراه جمرى الوقف ‪ ،‬ومنهم من يق ول ىف‬
‫الوصل ‪ :‬هذهى قائمة ‪ ،‬بياء ساكنة بعد اهلاء‪.‬‬
‫ف إذا وقفت على ه ذه اللغة ‪ ،‬ح ذفت الي اء وس ّكنت ما قبلها ؛ ألهّن ا ص لة ؛ ك الىت‬
‫تلحق هاء الضمري ىف حنو ‪ :‬مررت به‪.‬‬
‫متحركا ‪ ،‬فإن كان اآلخر هاء الضمري ‪ ،‬حنو ‪ :‬رماه ‪ ،‬وغزاه ‪،‬‬ ‫وإن كان آخر املبىن ّ‬
‫وقفت عليه بالسكون ‪ ،‬وجيوز نقل حركة الضمري إىل الساكن قبله إن كان حرفا صحيحا‬
‫‪ ،‬فتقول ‪ :‬ضربته ‪ ،‬ومنه ‪ ،‬وعنه‪.‬‬
‫قال أبو النجم (‪[ )2‬من الرجز] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الشاهد فيه قوله ‪« :‬إن» يريد ‪« :‬إين» فحذف الياء للوقف ‪ ،‬والرواية يف الديوان إين ‪ ،‬وال شاهد فيه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 127‬مسط الآليل ص ‪ ، 678‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 335 / 2‬والكتاب ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 186‬ولسان العرب (ضمن)‪.‬‬
‫الرج از ‪ ،‬ومن أحسن الن اس‬‫(‪ )2‬الفضل بن قدامة العجلي ‪ ،‬أبو النجم ‪ ،‬من بين بكر بن وائل ‪ :‬من أك ابر ّ‬
‫إنش ادا للش عر ‪ ،‬نبغ يف العصر األم وي ‪ ،‬وك ان حيضر جمالس عبد امللك بن م روان ‪ ،‬وول ده هش ام‪ .‬ق ال أبو‬
‫عمرو بن العالء ‪ :‬كان ينزل سواد الكوفة ‪ ،‬وهو أبلغ من العجاج يف النعت‪ .‬توىف سنة ‪ 130‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األغاين ‪ ، 150 / 10‬مسط الآليل ‪ ، 328‬الشعر والشعراء ‪ ، 232‬األعالم ‪.151 / 5‬‬
‫‪ ............................................................................. 432‬فهرس املوضوعات‬

‫‪ 259‬ـ‬
‫فقربا هذا وهذا أزحله‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬
‫ومنهم من يسكن اهلاء ‪ ،‬ويكسر الس اكن الذى قبلها اللتق اء الس اكنني ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫ضربته ‪ ،‬وأخذته‪.‬‬
‫وإن مل يكن اآلخر ه اء الض مري ‪ ،‬ج از يف الوقف عليه مثل ما ج از ىف نظ ريه من‬
‫الع رب ‪ ،‬وإن ش ئت مع ‪ /‬ذلك أحلقته «ه اء» الس كت بيانا للحركة ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬ه وه ‪،‬‬
‫وهيه ‪ ،‬وضربتنّه‪.‬‬
‫وقد أحلقت األلف لبيان احلركة ىف موضعني ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬حيهل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬حيهال‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬أنا ‪ ،‬تق ول ‪ :‬أن فعلت ك ذا ىف الوصل حبذف األلف ‪ ،‬ف إذا وقفت ‪،‬‬
‫أحلقت األلف ‪ ،‬فقلت ‪ :‬أنا ؛ ومنهم من يقول ‪ :‬حيهله وأنه‪.‬‬
‫ومن كالمهم ‪« :‬هك ذا قص دى أن ه» إال أن ن ون أنا يلزمها البي ان ‪ ،‬وال جيوز‬
‫إسكاهنا ‪ ،‬وقول الشاعر [من املتقارب] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ارا‬ ‫يب ‪ ،‬كفى ذاك ع‬ ‫فكيف أنا وانتح اىل الق واف ‪  ‬ى بعد املش‬ ‫‪ 260‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫بإثبات األلف ىف الوصل من إجراء الوصل جمرى الوقف ضرورة‪.‬‬


‫__________________‬
‫(‪ )1‬أزحله إزحاال ‪ :‬أبعده‪ .‬قالوا ‪ :‬ومنه مسى زحل لبعده‪.‬‬
‫الشاهد فيه ‪ :‬نقل حركة هاء «أزحله» إىل الالم قبلها ‪ ،‬ليكون أبني للهاء يف الوقف ألن جميئها ساكنة‬
‫بعد ساكن أخفى هلا‪.‬‬
‫ينظر الكتاب ‪ ، 180 / 4‬شرح املفصل ‪.72 ، 71 / 9‬‬
‫(‪ )2‬البيت لألعشي‪.‬‬
‫والش اهد فيه إش باع فتحة الن ون يف «أن ا» ‪ ،‬أي إثب ات األلف ‪ ،‬وليس بع دها مهزة ‪ ،‬وذلك للض رورة‬
‫الشعريّة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 103‬وختليص الش واهد ص ‪ ، 103‬وش رح دي وان احلماسة للم رزوقي ص‬
‫‪ ، 709‬وش رح ش واهد اإليض اح ص ‪ ، 273‬ولس ان الع رب (حنل) ‪ ،‬وبال نس بة يف رصف املب اين ‪، 14‬‬
‫‪ ، 403‬وشرح املفصل ‪.45 / 4‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪433 .............................................................................‬‬

‫باب الهمزة التى تكون آخر الكلمة‬


‫إذا التقت مع همزة من كلمة أخرى‬
‫إذا اجتمعت اهلمزت ان على ما ذكرنا ؛ ف إ ّن أهل التحقيق للهم زة الواح دة خيفف ون‬
‫وإما الثانية على قي اس ختفيفها لو أف ردت ‪ ،‬وحي ّقق ون األخ رى‬ ‫إح دامها ‪ّ :‬إما األوىل ‪ّ ،‬‬
‫َش راطُها) [حممد ‪ ]18 :‬جبعل اهلم زة األوىل بينها وبني األلف ‪،‬‬ ‫فيقول ون ‪َ ( :‬ف َق ْد ج َ‬
‫اء أ ْ‬
‫وحتقق الثانية ‪ ،‬أو بتحقيق األوىل ‪ ،‬وجعل الثانية بينها وبني األلف‪.‬‬
‫وأما الذين خي ّففون اهلمزة الواحدة ‪ ،‬وهم احلجازيون ‪ ،‬ف إهّن م خي ّففون اهلمزتني على‬‫ّ‬
‫الس الم ‪ ،‬بإبدال األوىل‬
‫كل واحدة منهما لو انفردت ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬أقرى ياك ّ‬ ‫قياس ختفيف ّ‬
‫ياء وحذف الثانية بعد جعل حركتها على الياء‪.‬‬
‫وسنذكر قياس ختفيف اهلمزة املفردة ىف موضعه إن شاء اهلل‪.‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 434‬فهرس املوضوعات‬

‫ذكر األحكام الّتى تكون للكلم قبل تركيبها‬


‫وقد ك ان ينبغى أن يق ّدم ذكر هذ النّ وع من األحك ام على غ ريه إذ أحك ام الش ىء‬
‫ىف نفسه قبل أن يرتكب مق ّدمة على أحكامه الىت تكون له ىف حني الرتكيب‪.‬‬
‫إال أ ّن النحويني جرت عادهتم بتأخريها لغموضها ودقّتها ‪ ،‬فجعل ما تق ّدم من ذكر‬
‫األحكام الرتكيبية توطئة لفهمها‪.‬‬
‫وهذه األحكام منها ما ‪ /‬يلحق الكلم من أوهلا‪.‬‬
‫ومنها ما يلحقها من آخرها وبعد كماهلا‪.‬‬
‫ومنها ما يلحقها ىف أنفسها‪.‬‬
‫فال ذى يلحقها من أوهلا مهزة الوصل ‪ ،‬وال ذى يلحقها من آخرها عالمة التثنية‬
‫ومجع الس المة وي اء النّسب وت اء التّ أنيث والن ون الش ديدة واخلفيفة ‪ ،‬والىت تلحقها ىف‬
‫أنفسها األحكام التصريفيّة‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪435 .............................................................................‬‬

‫باب همزة الوصل‬


‫بالس اكن وحتذف درجا ‪ ،‬وتكون‬ ‫ليتوصل هبا إىل النّطق ّ‬
‫كل مهزة تثبت ابتداء ّ‬‫وهى ّ‬
‫يف االسم والفعل واحلرف‪.‬‬
‫الرجل والغالم‪.‬‬
‫فأما احلرف ‪ :‬فلم تدخل منه إال على الم التعريف ؛ حنو ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫وتكون معها مفتوحة‪.‬‬
‫وأما الفعل ‪ :‬فال توجد إال ىف ضربني منه ‪ ،‬املاضى واألمر ‪ ،‬بغري الم‪.‬‬‫ّ‬
‫فاملاضى تلحق منه اثىن عشر بن اء ‪ ،‬وهى ‪ :‬انفعل ؛ ك انطلق ‪ ،‬وافتعل ؛ كاقت در ‪،‬‬
‫كامحار ‪ ،‬وافعنلل كاقعنسس ‪ ،‬واحرجنم ‪ ،‬وافعنلى كاسلنقى ‪،‬‬‫ّ‬ ‫وافعال ؛‬
‫ّ‬ ‫كامحر ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وافعل ‪،‬‬
‫ّ‬
‫عر ‪،‬‬
‫اعلوط ‪ ،‬واس تفعل كاس تخرج ‪ ،‬وافعل ّل ‪ ،‬كاقش ّ‬ ‫وافعوعل كاغ دودن ‪ ،‬وافع ّول ك ّ‬
‫وتفاعل وتفع ّل ‪ ،‬إذا أدغمت الت اء منهما فيما بع دها ؛ حنو ‪ :‬اطّ اير واطرّي ‪ ،‬واألصل ‪:‬‬
‫تطاير وتطرّي ‪.‬‬
‫وتك ون ىف مجيع ذلك مكس ورة إذا بىن للفاعل ‪ ،‬ومض مومة إذا بىن للمفع ول‪.‬‬
‫واألمر بغري الم تلحق منه ما ك ان من مث ال من األمثلة املتق ّدمة ال ذكر (‪ ، )1‬وتك ون‬
‫مكسورة ‪ ،‬أو ما كان من فعل على ثالثة أحرف ‪ ،‬يكون ثاىن املضارع منه ساكنا ؛ حنو‬
‫‪ :‬يض رب ‪ ،‬وي ذهب ‪ ،‬ويقتل ‪ ،‬وتك ون مض مومة (‪ )2‬إن ك ان الث الث منه مض موما ض ّمة‬
‫الزمة ؛ حنو اض رب ‪ ،‬واذهب ‪ ،‬واقتل ‪ ،‬وال يلتفت إىل كسر الث الث وال إىل ض ّمه ىف ‪:‬‬
‫بالض ّم ‪ ،‬وارموا بالكسر‪.‬‬
‫تغزين ‪ ،‬وترمون ‪ ،‬ألهّن ما غري الزمني ؛ بل تقول ‪ :‬اغزى ‪ّ ،‬‬
‫وأما االسم فال توجد (‪ )3‬منه إال ىف اث نني واثن تني ‪ ،‬وىف اسم ‪ ،‬وابن ‪ ،‬وابنة ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫كل‬
‫وامرئ ‪ ،‬وامرأة ‪ ،‬وابنم ‪ ،‬واست وتثنيتهما ‪ ،‬وىف ‪ :‬امين اهلل ‪ ،‬ىف القسم ‪ ،‬وىف ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب مهزة الوصل ق وىل ‪« :‬واألمر بغري الم تلحق منه ما ك ان من مث ال من األمثلة املتقدمة ال ذكر» ؛‬
‫مثال ذلك ‪ :‬انطلق ‪ ،‬اقتدر ‪ ،‬امحر ‪ ،‬امحار ‪ ،‬اقعنسس ‪ ،‬اسلنق ‪ ،‬اغدودن ‪ ،‬اعلوط ‪ ،‬استخرج ‪.،‬‬
‫اقشعر ‪ ،‬اطّاير ‪ ،‬اطّري ‪ ،‬قال الكسائى ـ رمحه اهلل ـ مسعت أعرابيا يقول ‪ :‬إىن حلاج إىل بيت اهلل أطّ ّهر به‬
‫أطهرة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬ىف ط ‪ :‬مكسورة‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬توجد وينظر‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 436‬فهرس املوضوعات‬

‫‪ ،‬وتك ون ىف مجيع ذلك‬ ‫(‪)1‬‬


‫مص در ج اء على فعل من األفع ال الىت ىف ّأوهلا مهزة وصل‬
‫مكسورة إال ىف ‪ :‬امين ‪ /‬؛ فإهنا ال تكون فيه إال مفتوحة‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وىف كل مص در ج اء على فعل من األفع ال الىت ىف أوهلا مهزة وص ل» مث ال ذلك ‪ :‬انطالق‬
‫امحرار اقتدار امحريار اقعنساس اسلنقاء اغديدان اعلواط استخراج اقشعرار اطّاير اطّري‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪437 .............................................................................‬‬

‫السالمة‬
‫باب التّثنية وجمع ّ‬
‫التثنية ض ّم اسم نك رة إىل مثله بش رط اتف اق اللفظني واملعن يني ‪ ،‬أو املعىن املوجب‬
‫للتّسمية ‪ ،‬فإذا اختلف االمسان ىف اللفظ ‪ ،‬مل يثنيا إال أن يغلّب أحدمها على اآلخر ‪ ،‬فيتفقا‬
‫الس ماع ؛ حنو ‪ :‬العمرين ىف ‪ :‬أىب بكر وعمر (‪ ، )1‬رضى اهلل عنهما‬ ‫؛ وذلك موقوف على ّ‬
‫والزهدمني (‪ )4‬ىف‬
‫والعجاج ‪ّ ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫والعجاجني ىف رؤبة‬
‫الشمس والقمر ‪ّ ،‬‬ ‫‪ ،‬والقمرين ىف ‪ّ :‬‬
‫‪ :‬زهدم ‪ ،‬وكردم ‪ ،‬ابىن عبس‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬عمر بن اخلط اب بن نفيل بن عبد الع ّزى الع دوي ‪ ،‬أبو حفص ‪ ،‬املدين ‪ ،‬أحد فقه اء الص حابة ‪ ،‬ث اين‬
‫اخللف اء الراش دين ‪ ،‬وأحد العش رة املش هود هلم باجلنة ‪ ،‬وأول من مسّى أمري املؤم نني ‪ ،‬له مخس مائة وتس عة‬
‫وثالث ون ح ديثا‪ .‬ش هد ب درا ‪ ،‬واملش اهد إال تب وك ‪ ،‬ووىل أمر األمة بعد أيب بكر ‪ ،‬فتح يف أيامه ع دة أمص ار‪.‬‬
‫أسلم بعد أربعني رجال ‪ ،‬وروى مرفوعا ‪« :‬إ ّن اهلل جعل احلق على لسان عمر وقلبه» له مناقب مجّ ة‪ .‬توىف يف‬
‫آخر سنة ‪ 23‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬فض ائل الص حابة ‪ ، 245 ، 244 / 1‬االس تيعاب ‪ ، 1144 / 3‬أسد الغابة ‪، 53 / 4‬‬
‫هتذيب التهذيب ‪ 438 / 7‬ـ ‪ ، 441‬اإلصابة ترمجة (‪.)5736‬‬
‫(‪ )2‬رؤبة بن عبد اهلل العج اج بن رؤبة التميمي الس عدي ‪ ،‬أبو اجلح اف ‪ ،‬أو أبو حممد ‪ :‬راجز من الفص حاء‬
‫املشهورين ‪ ،‬من خمضرمي الدولتني األموية والعباسية‪ .‬كان أكثر مقامه يف البصرة ‪ ،‬وأخذ عنه أعيان أهل اللغة‬
‫أسن‪ .‬وله ديوان رجز مطبوع ‪ ،‬ويف‬ ‫‪ ،‬وكانوا حيتجون بشعره ‪ ،‬ويقولون بإمامته يف اللغة ‪ ،‬مات يف البادية وقد ّ‬
‫الوفيات ‪ :‬ملا مات رؤبة قال اخلليل ‪« :‬دفنا الشعر واللغة والفصاحة»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 34 / 3‬وفيات األعيان ‪ ، 187 / 1‬والبداية والنهاية ‪ ، 96 / 10‬وخزانة األدب‬
‫‪ ، 43 / 1‬واآلمدي ‪ ، 121 / 1‬ولسان امليزان ‪ ، 464 / 2‬والشعر والشعراء ‪ ، 230 /‬والعيين ‪، 26 /‬‬
‫‪.27‬‬
‫(‪ )3‬عبد اهلل بن رؤبة بن لبيد بن صخر السعدي التميمي ‪ ،‬أبو الشعثاء ‪ ،‬العجاج ‪ :‬راجز جميد ‪ ،‬من الشعراء‪.‬‬
‫ولد يف اجلاهلية ‪ ،‬وق ال الش عر فيها ‪ ،‬مثّ أس لم ‪ ،‬وع اش إىل أي ام الوليد بن عبد امللك ‪ ،‬ففلج وأقع د‪ .‬وهو أول‬
‫من دفع الرجز ‪ ،‬وشبهه بالقصيد ‪ ،‬وكان ال يهجو ‪ ،‬وهو والد «رؤبة» الراجز املشهور أيضا ‪ ،‬له «ديوان» يف‬
‫جملدين‪ .‬توىف سنة ‪ 90 :‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح شواهد املغين ‪ ، 18‬الشعر والشعراء ‪ ، 230‬األعالم ‪.86 / 4‬‬
‫(‪« )4‬الزه دمان ‪ :‬أخ وان من عبس ‪ ،‬ق ال ابن الكليب ‪ :‬مها زه دم وقيس ابنا ح زن بن وهب بن ع ومير بن‬
‫رواحة بن ربيعة بن م ازن بن احلارث بن قطيعة بن عبس بن ذبي ان بن بغيض‪ .‬ومها الل ذان أدركا ح اجب بن‬
‫زرارة يوم جبلة ليأسراه ‪ ،‬فغلبهما عليه مالك ذو الرقيبة القشريي‪ .‬وفيهما يقول قيس بن زهري [من الوافر] ‪:‬‬
‫بالكرامه‬ ‫جيزى‬ ‫املرء‬ ‫وء ‪  ‬وكنت‬ ‫زاء س‬ ‫دمان ج‬ ‫زاين الزه‬ ‫ج‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقال أبو عبيدة ‪« :‬مها زهدم وكردم»‪ .‬ينظر لسان العرب (زهدم)‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 438‬فهرس املوضوعات‬

‫وإذا اتّفقا ىف اللفظ واملعىن ‪ ،‬أو املعىن املوجب للتّس مية وكانا نك رتني ثنّيا ؛ حنو‬
‫قولك ىف املتفقى اللفظ واملعىن ‪ :‬رجلني ‪ ،‬وزي دين ‪ ،‬وىف املتفقى اللفظ واملعىن املوجب‬
‫للتس مية ‪ ،‬أمحرين ىف ‪ :‬ث وب أمحر ‪ ،‬وحجر أمحر ‪ ،‬وال جيوز العطف وت رك التثنية إال إذا‬
‫أريد به التكثري ؛ حنو قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ّذام‬ ‫نزل ال‬ ‫دهم عن م‬ ‫‪ 261‬ـ لو ع ّد قرب وقرب ك ان أك رمهم ‪  ‬بيتا وأبع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أال ترى أنه يريد اجلنس ؛ ولذلك قال ‪ :‬أكرمهم‪.‬‬


‫أو إذا فصل بني االمسني ب النعت لفظا ؛ حنو قولك ‪ :‬م ررت ب رجلني رجل مس لم‬
‫ورجل كافر‪.‬‬
‫أو نية حنو قولك ‪ :‬عندى من العبيد ألف وألف ‪ ،‬أى ‪ :‬ألف رجال وألف نساء‪.‬‬
‫وال جيوز فيما عدا ذلك إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 262‬ـ‬
‫(‪)2‬‬
‫حمل ضنك‬
‫ليث وليث ىف ّ‬
‫وقول اآلخر [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 263‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫أجنب عرس جبال وعرس‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت اختلف يف نسبته إىل عصام بن عبيد الزماين ‪ ،‬ومهام الرقاشي‪ .‬والذام ‪ :‬لغة يف ال ّذ ّم بتشديد امليم‪.‬‬
‫والش اهد فيه أ ّن تع اطف املف ردين ‪« :‬قرب وق رب» لقصد التكثري ‪ ،‬إذ املراد ‪ :‬لو ع ّدت القب ور ق ربا ق ربا‪.‬‬
‫ومل يرد قربين فقط ‪ ،‬وإمّن ا أراد اجلنس متتابعا واحدا بعد واحد‪.‬‬
‫وهلم ام الرقاشي‬
‫ينظر ‪ :‬البيت لعصام بن عبيد الزماين يف شرح ديوان احلماسة للمرزوقي (‪ّ ، )1122‬‬
‫يف البيان والتبيني ‪ ، 85 / 4 ، 302 / 3 ، 311 / 2‬وله أو لعصام يف خزانة األدب ‪.473 / 7‬‬
‫(‪ )2‬اختلف يف نسبته إىل واثلة بن األسقع وجحدر بن مالك ‪ ،‬وبعده ‪:‬‬
‫كالمها ذو أشر وحمك‬
‫أورده الكالعي يف السرية النبوية يف وقعة «مرج الروم»‪.‬‬
‫لكن الش اعر أفردمها للض رورة ‪ ،‬ويف الرجز‬ ‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ليث وليث» ‪ ،‬والقي اس ‪ :‬ليث ان ‪ّ ،‬‬
‫شاهد على أ ّن أصل املثىّن العطف بالواو‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت هلما يف خزانة األدب ‪ ، 464 ، 461 / 7‬وال درر ‪ ، 128 / 1‬وجلح در يف لس ان‬
‫العرب (درك) ‪ ،‬وبال نسبة ىف مهع اهلوامع ‪.43 / 1‬‬
‫(‪ )3‬ال بيت للعج اج وهو ش اهد على أن ما عطف ب الواو مبنزلة ما ج اء ىف لفظ واحد ‪ ،‬فكأنه ق ال ‪ :‬أجنب‬
‫عرسني جبال ‪ ،‬ولو ال إرادة ذلك ‪ :‬مل جيز ‪ ،‬ألن جبال وصف هلما مجيعا ‪ ،‬وحمال‬
‫فهرس املوضوعات ‪439 .............................................................................‬‬

‫وإن كانا معرف تني ب اقيتني على تعريفهما ‪ ،‬مل يثنيا ‪ ،‬حنو قولك ‪ :‬زيد وزيد ‪ ،‬تريد‬
‫‪ :‬زيد بن فالن ‪ ،‬وزيد بن فالن‪.‬‬
‫وحممد ىف ي وم» ‪ ،‬يعىن ‪ :‬ابنه وأخ اه ‪،‬‬
‫حممد ّ‬‫احلج اج ‪« :‬إنّا هلل ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ومن ذلك ق ول ّ‬
‫وىف ذلك يقول الفرزدق [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حممد وحممد‬
‫دان مثل ّ‬ ‫الرزيّة ال رزيّة مثلها ‪  ‬فق‬
‫إ ّن ّ‬ ‫‪ 264‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن اتفق االمسان ىف اللفظ ‪ ،‬ومل يتّفقا ىف املعىن ‪ ،‬وال ىف املعىن املوجب للتس مية ‪،‬‬
‫فال س بيل إىل التّثنية ‪ ،‬حنو قولك ‪ :‬رأيت املش رتى واملش رتى ‪ ،‬تعىن بأح دمها الك وكب ‪،‬‬
‫وب اآلخر ‪ /‬قابل عقد ال بيع ‪ ،‬واالختالف ىف املعىن بك ون أحد االمسني م ذ ّكرا ‪ ،‬واآلخر‬
‫مؤنثا غري مؤثر ىف هذا الباب ‪ ،‬إال أنك تغلّب املذ ّكر ؛ فتقول ‪ :‬قائمني ‪ ،‬ىف قائم وقائمة‬
‫‪ ،‬وأمحرين ىف أمحر ومحراء‪.‬‬
‫والض بعان ‪ ،‬فغلب وا ض بعا ‪ ،‬وهو م ؤنث ‪،‬‬
‫الض بع ّ‬ ‫وقد ش ّذوا فق الوا ‪ :‬ض بعان ‪ ،‬ىف ّ‬
‫وقد قالوا فيهما ‪ :‬ضبعانان ‪ ،‬على األصل ؛ وذلك قليل‪.‬‬
‫كل ‪ ،‬وبعض ‪ ،‬وأمساء العدد (‪ ، )3‬ما‬
‫يسمى ‪ ،‬وهو ‪ّ :‬‬ ‫واألمساء كلّها تثىّن إال ما ّ‬
‫__________________‬
‫تق دمي الص فة على املوص وف ‪ ،‬ينظر ‪ :‬ملحق ديوانه (‪ ، )255 / 2‬لس ان الع رب (ع رس) ‪ ،‬وت اج الع روس‬
‫(عرس) ‪ ،‬هتذيب اللغة (‪ ، )85 / 2‬وبال نسبة يف مجهرة اللغة (‪ ، )716‬ويروى «ولدا» بدال من «جبال»‪.‬‬
‫(‪ )1‬احلجاج بن يوسف بن احلكم الثقفي ‪ ،‬أبو حممد ‪ :‬قائد ‪ ،‬داهية ‪ ،‬سفاك ‪ ،‬خطيب‪ .‬ولد ونشأ يف الطائف‬
‫(باحلجاز) وانتقل إىل الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد امللك بن مروان‪ .‬فكان يف عديد شرطته ‪ ،‬مث ما‬
‫زال يظهر حىت قلّده عبد امللك أمر عسكره‪ .‬قتل عبد اهلل بن الزبري ‪ ،‬وتوىل مكة واملدينة والطائف ‪ ،‬مث أضاف‬
‫إليها العراق ‪ ،‬وبىن «واسط» وكان سفاحا سفاكا باتفاق املؤرخني ولد سنة ‪ 40‬ه‍ وتوىف سنة ‪ 95‬ه‍‪ .‬ينظر ‪:‬‬
‫معجم البلدان ‪ ، 382 / 8‬وفيات األعالم ‪ ، 123 / 1‬األعالم ‪.168 / 2‬‬
‫(‪ )2‬الشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬حممد وحممد» ‪ ،‬حيث إنه مل يثنّهما ؛ ألهنما علمان معرفتان باقيتان على تعريفهما‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 161 / 1‬والدرر ‪ ، 74 / 6‬وشرح التصريح ‪ ، 138 / 2‬وشرح شواهد املغين‬
‫‪ 775 / 2‬ومغين اللبيب ‪ ، 356 / 2‬ومهع اهلوامع ‪ ، 129 / 2‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪.211 / 3‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬ب اب التثنية ومجع الس المة ق وىل ‪« :‬وأمساء الع دد» أعىن ‪ :‬أهنا ال تثىّن ىف الكالم ‪ ،‬وأما ىف الض رورة ‪،‬‬
‫فقد‬
‫‪ ............................................................................. 440‬فهرس املوضوعات‬

‫عدا مائة ‪ ،‬وألفا‪.‬‬


‫املختصة بالنّفى حنو ‪ :‬أحد ‪ ،‬وعريب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واألمساء‬
‫واألمساء املتو ّغلة ىف البن اء ‪ ،‬وأعىن ب ذلك ‪ :‬ما مل يع رب قط ‪ ،‬واسم الش رط‬
‫واالستفهام ‪ ،‬وإن كان معربا إال ىف احلكاية (‪ ، )1‬وأمجع ومجعاء ‪ ،‬وأكتع وكتعاء ‪ ،‬وأبصع‬
‫‪ ،‬وأبتع ‪ ،‬وبصعاء ‪ ،‬وبتعاء ‪ ،‬عند من و ّكد هبما‪.‬‬
‫شرا ‪ ،‬وأفعل من‪.‬‬
‫واألمساء احملكيّة الىت هى مجل ىف األصل حنو ‪ :‬تأبّط ّ‬
‫تدل على اجلنسية‪.‬‬
‫واألمساء املفردة ىف الوجود ‪ ،‬وأمساء اجلنس ما دامت ّ‬
‫بعلبك ‪ ،‬وعمرويه ‪ ،‬وأمساء الفاعلني واملفعولني‪.‬‬
‫واألمساء املركبة ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫واألمثلة الىت تعمل عمل اسم الفاعل ‪ ،‬والص فة املش بّهة به ‪ ،‬فجميعها ال يثىّن إذا‬
‫رفع ظاهرا (‪ )2‬إال ىف لغة من قال ‪ :‬أكلوىن الرباغيث ‪ ،‬وهى ضعيفة‪.‬‬
‫وكذلك ال تثىّن التثنية وال مجع السالمة‪.‬‬
‫وأما مجع التكسري ‪ ،‬فال يثىّن إال ىف ض رورة أو ن ادر كالم ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من‬ ‫ّ‬
‫البسيط] ‪:‬‬
‫‪ 265‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫ّرق ىف اهليجا ‪ ،‬مجالني‬ ‫ادا ومل جيدوا ‪  ‬عند التّف‬ ‫وم أوب‬ ‫بح الق‬ ‫ألص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫ثنيت قال ‪[ :‬من الطويل]‬
‫بعني دائم‬ ‫وق س‬ ‫ال ف‬ ‫ذى رسا ‪  ‬هلا عند ع‬ ‫وا الّ‬ ‫تطيعوا أن تزيل‬ ‫فلن تس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[البيت للفرذدق ىف ديوانه ‪ ، 311 / 2‬وبال نسبة ىف تذكرة النحاة ص ‪ ، 685‬والدرر ‪، 127 / 1‬‬
‫ومهع اهلوامع ‪.]43 / 1‬‬
‫يريد ‪ :‬سبع مساوات ‪ ،‬وسبع أرضني ‪ ،‬فثىن ‪ ،‬إال أن ذلك من الضرائر الىت ال يقاس عليها‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واسم الشرط واالستفهام وإن كان معربا إال ىف احلكاية» أعىن ‪ :‬أن أيّا ىف االستفهام ال تثىن‬
‫إال ىف احلكاية ؛ كقولك ‪ :‬أيّ ان ملن ق ال ‪ :‬عن دى ثوب ان ‪ ،‬وأبني ملن ق ال ‪ :‬اش رتيت ث وبني ‪ ،‬وقد تق ّدم تب يني‬
‫ذلك‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما أمساء الفاعلني وأمساء املفعولني والصفة املشبهة باسم الفاعل واسم املفعول ‪ ،‬فجميعها‬
‫ال يثىن إذا رفع ظاهرا» مثال ذلك ‪ :‬مررت برجل قائم أبواه ‪ ،‬ومررت برجل مضروب أبواه ‪ ،‬ومررت برجل‬
‫كرمي أبواه ‪ ،‬وال تقول ‪ :‬مررت برجل قائمني أبواه ‪ ،‬وال مضروبني أبواه وال كرميني أبواه إال ىف لغة من قال ‪:‬‬
‫أكلوىن الرباغيث وهى لغة ضعيفة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬لعمرو بن العداء‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪441 .............................................................................‬‬

‫واالسم املثىن إذا ك ان منق وص اآلخر على قي اس (‪ ، )1‬وأعىن ب ذلك ما ي رد إليه‬


‫احملذوف ىف ح ال النصب ؛ حنو ‪ :‬ق اض ‪ ،‬وغ از ‪ ،‬فإنّك ت رد إليه احملذوف وهو الي اء ‪،‬‬
‫وتلحقه ألفا ونونا ىف الرفع وياء ونونا ىف النّصب واخلفض‪.‬‬
‫ترد احملذوف ىف ‪ :‬أخ‬
‫وإن كان منقوصا على غري قياس ‪ ،‬وهو ما عدا ذلك ‪ ،‬فإنّك ّ‬
‫‪ ،‬وأب ‪ ،‬وحم ‪ ،‬وهن ‪ ،‬وفم (‪ ، )2‬وهو ال واو وتلحق العالم تني وما ع دا ذلك تلحقه‬
‫العالمتني ‪ ،‬وال ترد إليه شيئا إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اخلرب اليقني‬ ‫ّدميان ب‬ ‫رى ال‬ ‫فلو أنّا على حجر ذحبنا ‪  ‬ج‬ ‫‪ 266‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقول اآلخر [من الكامل] ‪:‬‬


‫__________________‬
‫قال أبو عبيد القاسم بن سالم البغدادي ‪ :‬استعمل معاوية بن أيب سفيان ابن أخيه عمرو بن عتبة ابن أيب سفيان‬
‫على صدقات كلب ‪ ،‬فاعتدى عليهم ‪ ،‬فقال عمرو بن العداء الكليب هذا الشعر‪.‬‬
‫املكس ر «مجال» ‪ ،‬أي ‪ :‬قطيعني من اجلم ال ‪ ،‬وه ذا‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬مجالني» حيث ثىّن اجلمع ّ‬
‫جائز‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب (‪ ، )580 ، 579 / 7‬شواهد اإليضاح ص ‪ ، 560‬ولسان العرب (وبد) و‬
‫(عقل) ‪ ،‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 203 / 4‬وشرح املفصل ‪ ، 153 / 4‬وجمالس ثعلب ‪.171 / 1‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واالسم املثىن إن ك ان منق وص اآلخر على قي اس ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال ذلك قولك ‪:‬‬
‫قاضيان وداعيان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ي رد احملذوف ىف أب وأخ وحم وهن وفم» أعىن أنك تق ول ‪ :‬أخ وان وأب وان ومحوان‬
‫وهنوان وفموان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬للمثقب العبدي ونسب لعلي بن بدال‪.‬‬
‫رد الاّل م احملذوفة ‪ ،‬وه ذا ش اذ ‪ ،‬والقي اس ‪:‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬ال ّدميان» يف تثنية «ال دم» ‪ ،‬ب ّ‬
‫«ال ّدمان»‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت للمثقب العبدي يف ملحق ديوانه ص ‪ ، 283‬واألزهية ص ‪ ، 141‬واملقاصد النحويّة ‪1‬‬
‫‪ ، 192 /‬ولعلي بن بدال يف أمايل الزجاجي ص ‪ 20‬وخزانة األدب ‪ ، 267 / 1‬وشرح شواهد الشافية ص‬
‫‪ ، 112‬وللمثقب أو لعلي بن بدال يف خزانة األدب ‪ ، 488 ، 486 ، 485 ، 482 / 7‬وبال نسبة يف‬
‫اإلنصاف ‪ ، 357 / 1‬ومجهرة اللغة ص ‪ 1307 ، 686‬ورصف املباين ص ‪ ، 242‬وسر صناعة اإلعراب ‪1‬‬
‫‪ ، 395 /‬وشرح األمشوين ‪ ، 669 / 3‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 64 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح ص‬
‫‪ ، 281‬وشرح املفصل ‪ ، 24 / 9 ، 5 / 6 ، 84 / 5 ، 152 ، 151 / 4‬ولسان العرب (أخا) ‪ ،‬و‬
‫(دمى) ‪ ،‬واملقتضب ‪ ، 153 / 3 ، 238 / 2 ، 231 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 624 / 2‬واملنصف ‪/ 2‬‬
‫‪.148‬‬
‫‪ ............................................................................. 442‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫هدا ‪/‬‬ ‫ام وتض‬ ‫اوان عند حملّم ‪  ‬قد متنعانك أن تض‬ ‫ديان بيض‬ ‫ي‬ ‫‪ 267‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فإما أن يك ون آخ ره ألفا أو مهزة بعد ألف زائ دة ‪ ،‬أو غري‬


‫وإن ك ان غري منق وص ّ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫فإن كان غري ذلك ‪ :‬أحلقته العالمتني من غري تغرّي (‪ ، )2‬إال لفظتني ش ّذتا ومها ‪ :‬ألية‬
‫‪ ،‬وخصية ؛ قالوا ىف تثنيتهما ‪ :‬أليان ‪ ،‬وخصيان ‪ ،‬فحذفوا التاء‪.‬‬
‫قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 268‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫ترتج ألياه ارجتاج الوطب‬
‫ّ‬
‫وقال اآلخر ‪[ :‬من الرجز]‬
‫(‪)4‬‬
‫وز فيه ثنتا حنظل‬ ‫رف عج‬ ‫ك أ ّن خص ييه من التّدل دل ‪  ‬ظ‬ ‫‪ 269‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد قالوا ‪ :‬أليتان وخصيتان على األصل‪.‬‬


‫وإن ك ان آخ ره ألفا رددهتا فيما ك ان على ثالثة أح رف إىل أص لها ؛ فتق ول ‪:‬‬
‫«رحي ان» ‪ ،‬وعص وان ‪ ،‬وإن جهل األصل ردت إىل الي اء فيما مسعت فيه اإلمالة ‪ ،‬فتق ول‬
‫ىف تثنية ‪ :‬بلى ‪ ،‬إذا مسّيت هبا ‪ :‬بلي ان ‪ ،‬وإن مل متل ‪ ،‬قلبت واوا ‪ ،‬فتق ول ىف تثنية ‪ :‬على‬
‫إذا مسيّت هبا ‪ :‬علوان ‪ ،‬وتقلبها ياء فيما زاد على الثالثة ‪ ،‬فتقول ‪ :‬عيسيان ‪ ،‬ومجاديان ؛‬
‫ومنه قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت بال نسبة ىف ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 485 ، 476 / 7‬وشرح األمشوين ‪ ، 668 / 3‬وشرح شواهد‬
‫الشافية ص ‪ ، 113‬وشرح املفصل ‪ ، 56 / 10 ، 5 / 6 ، 83 / 5‬ولسان العرب (يدي) واملنصف ‪/ 1‬‬
‫‪.148 / 2 ، 64‬‬
‫رد الاّل م احملذوفة ‪ ،‬أل ّن‬
‫والشاهد فيه تثنية «يد» على «يديان» ‪ ،‬وهذا شاذ ‪ ،‬والقياس «يدان» بدون ّ‬
‫هذه الالم ال ترد عند اإلضافة‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فإن كان على غري ذلك ‪ ،‬أحلقته العالمتني من غري تغيري» مثال ذلك ‪ :‬رجالن وقائمان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬الشاهد فيه قوله ‪ :‬ألياه ‪ ،‬يريد ‪ :‬أليتاه فحذف التاء‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت بال نسبة يف أدب الكاتب (‪ ، )410‬مجهرة اللغة (‪ ، )991 ، 247‬خزانه األدب (‪/ 7‬‬
‫‪ ، )528 ، 525 ، 508‬شرح شواهد اإليضاح (‪ ، )404‬لسان العرب (إال) ‪ ،‬املقتضب (‪، )41 / 3‬‬
‫املنصف (‪ ، )131 / 2‬نوادر أيب زيد (‪.)130‬‬
‫(‪ )4‬تقدم برقم (‪.)237‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪443 .............................................................................‬‬

‫‪ 270‬ـ شهرى ربيع ومجاديينه‬


‫(‪)1‬‬

‫فأما قوهلم ‪ :‬قهقران ‪ ،‬وضغرطان ‪ ،‬وهندبان ‪ ،‬فشاذّ ال يقاس عليه‪.‬‬ ‫ّ‬


‫وإن ك ان ىف آخ ره مهزة بعد ألف زائ دة ‪ ،‬ف إن ك انت أص لية ‪ ،‬كق راء (‪ ، )2‬فإنّك‬
‫تثبتها وتلحق العالمتني ‪ ،‬وجيوز قلبها واوا ‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬
‫وإن ك انت زائ دة للت أنيث (‪ )3‬؛ حنو ‪ :‬محراء ‪ ،‬قلبت واوا ‪ ،‬وجيوز قلبها ي اء ىف لغة‬
‫لبعض بىن فزارة‪.‬‬
‫وقد ش ّذت الع رب ىف أربعة أمساء ‪ ،‬فح ذفت األلف واهلم زة ؛ وحينئذ ‪ :‬أحلقت‬
‫العالمتني (‪ ، )4‬وهى ‪ :‬خنفساء ‪ ،‬وباقالء ‪ ،‬وعاشوراء ‪ ،‬وقرفصاء ‪ ،‬وإن كانت بدال من‬
‫أصل ككساء ‪ ،‬أو من زائد (‪ )5‬لإلحلاق كعلباء ‪ ،‬فإن شئت أثبتها ‪ ،‬وإن شئت قلبتها واوا‬
‫أو ي اء ‪ ،‬واألحسن ‪ :‬إثباهتا ‪ ،‬مث قلبها واوا مث قلبها ي اء ‪ ،‬وقلب املبدلة من زائد لإلحلاق‬
‫أحسن من قلب املبدلة من أصل واوا ‪ ،‬واألحسن ىف ن ون االث نني ‪ :‬أن تك ون مكس ورة ‪،‬‬
‫وقد تفتح مع الياء ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫جوينه‬ ‫قليّص‬ ‫على‬ ‫حج‬
‫ّ‬ ‫ال لك من عرينه ‪ ‬‬ ‫رب خ‬
‫يا ّ‬ ‫‪ 271‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬الرجز المرأة من فقعس وقبله ‪:‬‬
‫هرينه‬ ‫وته ال تنقضي ش‬ ‫ال لك من عرينه ‪  ‬فس‬ ‫يا رب خ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه أ ّن االسم الزائد على ثالثة أحرف ؛ إن كان آخره ألفا قلبت ياء ؛ وهو أيضا شاهد على‬
‫أن نون التثنية قد تفتح ‪ ،‬على لغة كما يف شهرينه ومجاديينه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 456 / 7‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 489 / 2‬وشرح املفصل ‪، 142 / 4‬‬
‫واإلنصاف ص ‪ ، 755‬مجهرة اللغة ص ‪ ، 1311‬املمتع يف التصريف ‪.609 / 2‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ف إن ك انت أص لية كق راء ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬أعىن ‪ :‬أنك تق ول ىف ق راء وأمثاله ‪ :‬ق راءان‬
‫وقراوان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كانت زائدة للتأنيث» أعىن أنك تقول ىف محراء وأمثاله ‪ :‬محراوان ومحرايان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وقد شذت العرب ىف أربعة أمساء ‪ ،‬فحذفت اهلمزة واأللف ‪ ،‬وحينئذ ‪ :‬أحلقت العالمتني»‬
‫أعىن أهنم قالوا ‪ :‬خنفسان ‪ ،‬وباقالن وعاشوران وقرفصان ‪ ،‬وكان القياس أن يقولوا ‪ :‬خنفساوان ‪ ،‬وباقالوان‬
‫وعاشوراوان وقرفصاوان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان ب دال من أصل ؛ ككس اء ‪ ،‬أو زائ دة» إىل آخ ره أعىن ‪ :‬أنك تق ول ىف كس اء‬
‫وعلباء ‪ :‬كساءان وعلباءان ‪ ،‬وكساوان وعلباوان ‪ ،‬وكسايان وعلبايان ‪ ،‬وكذلك تفعل بأمثاهلما‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 444‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫فعلته ال تنقضى شهرينه‬
‫وقال آخر ‪[ :‬من الطويل]‬
‫(‪)2‬‬
‫فتغيب‬ ‫حملة‬ ‫إال‬ ‫هى‬ ‫‪ 272‬ـ على أح وذيّني اس تقلّت عش يّة ‪  ‬فما‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫هكذا رووا بفتح النون ‪ ،‬وال تفتح مع األلف‪.‬‬


‫فأما قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫[استعمال التثنية باأللف على كل حال]‬
‫‪ 273‬ـ‬
‫أعرف منها األنف والعينانا‬
‫(‪)3‬‬

‫كل حال ؛ ومن ذلك قوله‬


‫فمصنوع ‪ ،‬ومن العرب من يستعمل التثنية باأللف على ّ‬
‫‪[ /‬من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫غايتاها‬ ‫اجملد‬ ‫ىف‬ ‫بلغا‬ ‫إ ّن أباها وأبا أباها ‪  ‬قد‬ ‫‪ 274‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬تقدم برقم (‪ )270‬ويروى «فسوته» بدال من «فعلته»‪.‬‬
‫وذي ‪ :‬اخلفيف يف املشي ‪ ،‬والعش ية ‪ :‬إما عش ية ما أو عش ية معين ة‪ .‬والش اهد‬
‫(‪ )2‬ال بيت حلميد بن ث ور واألح ّ‬
‫فيه قوله ‪ :‬أح وذيّني حيث فتحت ن ون املثىن على لغة بعض الع رب‪ .‬وليس الفتح هنا ض رورة ‪ ،‬أل ّن الكسر‬
‫يصح معه الوزن‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 55‬خزانة األدب (‪ )458 / 7‬الدرر (‪ ، )137 / 1‬شرح املفصل (‪)141 / 4‬‬
‫‪ ،‬املقاصد النحوية (‪ ، )177 / 1‬وبال نسبة ىف ‪ :‬أوضح املسالك (‪ ، )63 / 1‬ختليص الشواهد ص ‪، 79‬‬
‫جواهر األدب ص ‪ ، 154‬سر صناعة اإلعراب (‪ ، )488 / 2‬شرح األمشوىن (‪ ، )39 / 1‬شرح التصريح (‬
‫‪ ، )78 / 1‬شرح ابن عقيل ص ‪ ، 42‬ولسان العرب (حوذ) ‪ ،‬ومهع اهلوامع (‪.)49 / 1‬‬
‫ويروى «عليهما» بدال من «عشية»‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت لرؤبة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لرجل من ضبّة‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪ :‬والعينانا حيث فتح ن ون املثىن ‪ ،‬ونص به بفتحة مق درة على األلف ‪ ،‬وذلك على‬
‫لغة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ال بيت لرؤبة يف ملحق ديوانه ص ‪ ، 187‬ولرؤبة أو رجل من ض بّة يف ال درر (‪، )139 / 1‬‬
‫واملقاصد النحوية (‪ ، )184 / 1‬ولرجل يف نوادر أيب زيد ص ‪ ، 15‬وبال نسبة يف أوضح املسالك (‪)64 / 1‬‬
‫‪ ،‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 80‬وخزانة األدب (‪ ، )457 ، 456 ، 453 ، 452 / 7‬ورصف املباين ص‬
‫‪ ، 24‬وسر ص ناعة اإلع راب ‪ ، 705 ، 489‬وش رح األمشوين (‪ )39 / 1‬وش رح التص ريح (‪، )78 / 1‬‬
‫وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 42‬وشرح املفصل (‪ ، )143 ، 67 ، 64 / 4 ، 129 / 3‬ومهع اهلوامع (‪/ 1‬‬
‫‪.)49‬‬
‫الش رف وق ال العيىن ‪ :‬اجملد ‪:‬‬
‫(‪ )4‬ال بيت لرؤبة ‪ ،‬ونسب أليب النجم وأيضا لرجل من بين احلارث ‪( ،‬اجملد) ‪ّ :‬‬
‫الكرم ‪ ،‬والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬قد بلغا ىف اجملد غايتاها» حيث استعمل املثىن‬
‫فهرس املوضوعات ‪445 .............................................................................‬‬

‫وأما الجمع فض ّم اسم إىل أك ثر منه بش رط اتف اق األلف اظ واملع اىن ‪ ،‬أو املعىن‬‫ّ‬
‫املوجب للتّس مية ‪ ،‬ف إذا اختلفت (‪ )1‬األمساء ىف اللفظ ‪ ،‬مل جتمع إال أن يغلب أح دهم على‬
‫السماع‪.‬‬
‫سائرها ؛ حنو قوهلم ‪ :‬األشاعثة ىف األشعث وقومه ‪ ،‬وهو موقوف على ّ‬
‫وإذا اتفقت األلفاظ واملعاىن ‪ ،‬أو املعىن املوجب للتّسمية ‪ ،‬وكانت نكرات ‪ ،‬مجعت‬
‫؛ حنو قولك ىف املتفقة األلف اظ واملع اىن ‪ :‬زي دون ورج ال ‪ ،‬وىف املتفقة األلف اظ واملعىن‬
‫املوجب للتسمية ‪ :‬األحامرة ىف اللّحم واخلمر والزعفران ؛ قال [من الكامل] ‪:‬‬
‫دما مولعا‬ ‫هبن ق‬
‫اىل وكنت ّ‬ ‫امرة الثّالثة أتلفت ‪  ‬م‬ ‫إ ّن األح‬ ‫‪ 275‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪)2‬‬
‫الزعفران فال أزال مولّعا‬
‫ّ‬ ‫مني وأطّلى ‪  ‬ب‬ ‫الس‬
‫ّراح واللّحم ّ‬ ‫ال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وال جيوز العطف وترك اجلمع إال أن يراد التكثري ؛ حنو قول احلكم بن املنذر‬
‫__________________‬
‫«غايتاها» باأللف على لغة بعض العرب والقياس أن يستعمل بالياء فيقال ‪« :‬غايتيها» ألنه ىف موضع نصب‪.‬‬
‫وىف البيت شاهد آخر ‪ :‬ىف قوله ‪« :‬غايتاها» ـ أيضا ـ وكان الظاهر أن يقول ‪ :‬قد بلغا يف اجملد غايتاه ‪،‬‬
‫بض مري املذكر الراجع إىل اجملد ‪ ،‬لكنّه أنّث الض مري لتأويل اجملد باألص الة‪ .‬واملراد بالغ ايتني الطّرف ان من ش رف‬
‫األبوين ‪ ،‬كما يقال ‪ :‬أصيل الطرفني‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت لرؤبة يف ديوانه ص ‪ ، 168‬وله أو أليب النجم يف الدرر ‪ ، 106 / 1‬وشرح التصريح‬
‫‪ ، 65 / 1‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 127 / 1‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 636 / 3 ، 133 / 1‬وله أو لرجل من‬
‫بين احلارث يف خزانة األدب ‪ ، 455 / 7‬وبال نس بة يف أس رار العربية ص ‪ ، 46‬واإلنص اف ص ‪، 18‬‬
‫وأوضح املسالك ‪ ، 46 / 1‬وختليص الشواهد ص ‪ ، 58‬وخزانة األدب ‪ ، 453 / 7 ، 105 / 4‬ورصف‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 705 / 2‬وشرح األمشوين ‪ ، 29 / 1‬وشرح شذور‬ ‫املب اين ص ‪ّ ، 236 ، 24‬‬
‫الذهب ص ‪ ، 62‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 585 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 33‬وشرح املفصل ‪، 53 / 1‬‬
‫ومغين اللبيب ‪ ، 38 / 1‬ومهع اهلوامع ‪ ، 39 / 1‬القرطيب ‪.217 / 11‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬اختلف‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيتان لألعشى ‪ ،‬وليسا يف ديوانه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬لس ان الع رب (محر) ‪ ،‬ومق اييس اللغة ‪ ، 101 / 2‬وأس اس البالغة (محر) ‪ ،‬وت اج الع روس‬
‫(محر) ‪ ،‬وبال نسبة يف هتذيب اللغة ‪ ، 95 / 5‬واملخصص ‪.224 / 13‬‬
‫ويروى البيت األول هكذا ‪:‬‬
‫دميا مولعا‬ ‫ايل وكنت هلا ق‬ ‫امرة الثالثة أهلكت ‪  ‬م‬ ‫إ ّن األح‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويروى يف البيت الثاين ‪ :‬اخلمر بدال من الراح‪.‬‬


‫‪ ............................................................................. 446‬فهرس املوضوعات‬

‫للحرمازى الشاعر [من الرجز] ‪:‬‬


‫‪ 276‬ـ‬
‫بل مائة ومائة ومائه‬
‫وإذا خالفت بني نعوت املفردات لفظا ؛ حنو قولك ‪ :‬مررت برجال رجل كرمي ‪،‬‬
‫ورجل عامل ‪ ،‬ورجل شجاع‪.‬‬
‫أو نيّة ؛ حنو قول إمساعيل بن أىب اجلهم هلشام بن عبد امللك (‪ )1‬حني قال له ‪« :‬وما‬
‫جيرب كس رك ‪ ،‬وينفى فق رك؟» ‪ ،‬فق ال ‪ :‬ألف وألف وألف ‪ ،‬مث ذكر لك ّل ألف وجها‬
‫يص رفه فيه ملا استفس ره ‪ ،‬وال جيوز فيما ع دا ذلك إال ىف ض رورة ؛ حنو قوله [من‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫امس‬ ‫وم الرّت ّحل خ‬ ‫وم له ي‬ ‫أقمنا هبا يوما ويوما (‪ )2‬وثالثا ‪  ‬وي‬ ‫‪ 277‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن ك انت أعالما باقية على علميتها ‪ ،‬ف العطف ؛ حنو قولك ‪ :‬زيد بن فالن ‪،‬‬
‫وزيد بن فالن ‪ ،‬وزيد بن فالن‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬هشام بن عبد امللك بن مروان ‪ :‬من ملوك الدولة األموية يف الشام‪ .‬ولد يف دمشق ‪ ،‬وبويع فيها بعد وفاة‬
‫أخيه يزيد (سنة ‪ 105‬ه‍) ‪ ،‬خرج عليه زيد بن علي بن احلسني سنة ‪ 120‬ه‍ بأربعة عشر ألفا من أهل الكوفة‬
‫‪ ،‬فوجه إليه من قتله وف ّل مجع ه‪ .‬نش بت يف أيامه ح رب هائلة مع خاق ان ال رتك يف ما وراء النهر ‪ ،‬ك ان حسن‬
‫السياسة ‪ ،‬يقظا يف أمره ‪ ،‬يباشر األعمال بنفسه‪.‬‬
‫ولد سنة ‪ 71‬ه‍ وتويف سنة ‪ 125‬ه‍‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬ابن األثري ‪ ، 96 / 5‬الطربي ‪ ، 28 / 8‬اليعقويب ‪ .57 / 3‬ابن خلدون ‪ ، 80 / 3‬األعالم ‪8‬‬
‫‪.86 /‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫بيت»‬ ‫‪ ..........‬ال‬ ‫‪  ...‬‬ ‫ويوما‬ ‫يوما‬ ‫هبا‬ ‫أقمنا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مما جاء من ذلك ىف شعر العرب ضرورة ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الرجز]‬
‫ووعل‬ ‫وعالن‬ ‫جانبيه‬ ‫أ ّن حيث يلتقى منها احملل ‪  ‬من‬ ‫ك‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت البن ميادة ىف ديوانه ص ‪ ، 218‬والبن ميادة ىف اللسان (رفل) ‪ ،‬ونسب ىف اللسان أيضا‬
‫(حمل) جلندل الطهوى وتاج العروس (حمل) ‪ ،‬وكتاب اجليم ‪ .]310 / 2‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬أليب نواس‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬تعاطف ما حقه اجلمع ‪ ،‬فكان حقه أن يقول ‪ :‬مثانية أيام‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 7 / 2‬خزانة األدب ‪ ، 462 / 7‬الدرر ‪ ، 77 / 6‬مغين اللبيب ‪.356 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪447 .............................................................................‬‬

‫وإن اتفقت األلفاظ ومل تتفق املعاىن ‪ ،‬وال املعىن املوجب للتّسمية ‪ ،‬فالعطف ال غري‬
‫؛ حنو قولك ‪ :‬هالل وهالل وهالل ‪ ،‬تعىن بأح دها ‪ :‬احليّة ال ّذكر ‪ ،‬وب اآلخر ‪ :‬الغب ار ‪،‬‬
‫وباآلخر ‪ :‬هالل السماء‪.‬‬
‫وال ذى يتكلّم فيه ـ هنا ـ مجع الس المة ‪ ،‬وأعىن به ما س لم فيه بن اء الواحد ‪ ،‬وهو‬
‫وجرا ومجع باأللف والتاء‪.‬‬
‫قسمان ؛ مجع بالواو والنون رفعا ‪ ،‬وبالياء والنون نصبا ّ‬
‫فالمجموع (‪ )1‬جمع سالمة بالواو والنون ‪ ،‬يشرتط فيه إن كان غري ‪ /‬صفة ‪ ،‬وكان‬
‫واخللو من تاء التأنيث ؛ حنو‬
‫ّ‬ ‫مكرّب ا ‪ :‬الذكوريّة ‪ ،‬والعلميّة ‪ ،‬والعقل ‪ ،‬وعدم الرتكيب (‪، )2‬‬
‫‪ :‬زيد‪.‬‬
‫وإن كان مصغّرا ‪ ،‬اشرتط فيه مجيع ما ذكر إال العلميّة ؛ حنو ‪ :‬رجيلني‪.‬‬
‫وإن ك ان ص فة ‪ ،‬اش رتط فيه الذكوريّة ‪ ،‬والعقل ‪ ،‬أو التنزيل منزلة ذى العقل ‪،‬‬
‫واخللو من تاء التأنيث ‪ ،‬وأال ميتنع (‪ )3‬املؤنّث من اجلمع باأللف والتاء (‪.)4‬‬
‫ّ‬
‫وال ذى ميتنع مؤنّثه من اجلمع ب األلف والت اء ‪« :‬أفع ل» ال ذى مؤنّثه «فعالء» ‪ ،‬و‬
‫«فعالن» ال ذى مؤنّثه «فعلى» ‪ ،‬وك ّل ص فة تك ون للم ذ ّكر واملؤنث بغري ت اء ؛ حنو ‪:‬‬
‫صبور وشكور‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬فاجلموع‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬الذكورية والعلمية والعقل وع دم ال رتكيب» حنو ‪ :‬زيد ‪ ،‬أعىن ‪ :‬أنك تق ول ‪ :‬الزي دون ؛‬
‫الستيفاء الشروط ‪ ،‬وال تقول ‪ :‬بعلبكون ؛ ألنه مركب ‪ ،‬وال طلحون ؛ ألن فيه تاء التأنيث ‪ ،‬وال هندون ؛‬
‫ألنه مؤنث ‪ ،‬وال ضمرانون ‪ ،‬ىف مجع ضمران اسم كلب ؛ ألنه غري عاقل‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬مينع‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان ص فة اش رتط فيه الذكورية والعقل ‪ ،‬أو التنزيل منزلة ذى العقل ‪ ،‬واخللو من ت اء‬
‫التأنيث ‪ ،‬وأال ميتنع املؤنث من اجلمع باأللف والتاء ‪ »...‬إىل آخره مثال ذلك قولك ‪ :‬ضاربون ‪ ،‬أال ترى أنه‬
‫ين) [يوسف ‪ ]4‬ج از اجلمع‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫قد اس توىف الش روط ‪ ،‬وك ذلك قوله تع اىل ‪َ ( :‬و َّ‬
‫س َوالْ َق َم َر َرأ َْي ُت ُه ْم لي س اجد َ‬
‫الش ْم َ‬
‫ب الواو والن ون ‪ ،‬ملا وصف بالس جود ‪ ،‬وهو من ص فة من يعقل وال تقل ىف مجع ربعة رج ال ‪ :‬ربع ون ؛ ألنه مل‬
‫خيل من ت اء الت أنيث ‪ ،‬وال ىف ح ائض ‪ :‬حائض ون ؛ ألنه وصف املؤنث ‪ ،‬وال ىف أص فر ‪ :‬أص فرون ؛ ألنك ال‬
‫تقول ىف صفراء ‪ :‬صفراوات ‪ ،‬وال ىف سكران ‪ :‬سكرانون ؛ ألنك ال تقول ىف سكرى ‪ :‬سكريات‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 448‬فهرس املوضوعات‬

‫فأما قول الكميت [من الوافر] ‪:‬‬


‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ودين وأمحرينا‬ ‫‪ 278‬ـ فما وج دت نس اء بىن ن زار ‪  ‬حالئل أس‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فضرورة‪.‬‬
‫واالسم ال ذى تريد مجعه ه ذا النّ وع من اجلمع ‪ ،‬كائنا ما ك ان تلحقه ىف الرفع نونا‬
‫وواوا مض موما ما قبلها ‪ ،‬وىف النصب واخلفض نونا وي اء مكس ورا ما قبلها ‪ ،‬ويك ون‬
‫حكم آخر االسم ؛ كحكمه ىف التثنية ‪ ،‬إال ىف مك انني (‪ : )2‬املنق وص على قي اس ‪ ،‬وما ىف‬
‫آخره ألف‪.‬‬
‫وأما ما ىف آخ ره ألف ‪ :‬فإنّك حتذفها منه‬
‫ّأما املنق وص ‪ :‬فال ت رد إليه احملذوف ‪ّ ،‬‬
‫وتلحق العالم تني وتفتح ما قبلها ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬موس ون ‪ ،‬ىف الرفع ‪ ،‬وموسني ‪ ،‬ىف النّصب‬
‫واخلفض‪.‬‬
‫كل اسم فيه عالمة تأنيث ‪ ،‬ملذ ّكر كان‬
‫السالمة باأللف والتاء ‪ّ :‬‬ ‫والمجموع جمع ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬للكميت بن زيد وقيل ‪ :‬إن البيت حلكيم األعور بن عياش الكاليب ‪ ،‬هجا هبا مضر ‪ ،‬ورمى فيها‬
‫امرأة الكميت بن زيد بأهل احلبس ملا فر منه بثياب امرأته‪.‬‬
‫واحلالئل ‪ :‬مجع حليل باحلاء املهملة ‪ ،‬وهو الزوج‪ .‬واحلليلة ‪ :‬الزوجة‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬أسودين وأمحرين حيث مجع أسود وأمحر مجع تصحيح شذوذا ‪ ،‬والقياس ‪ :‬سود ‪،‬‬
‫ومحر‪.‬‬
‫وأج از ابن كيس ان أمحرون وس كرانون واس تدل بق ول الكميت الس ابق وهو عن ده غري ش اذّ ‪ ،‬وأج از‬
‫أيضا محراوات وس كريات بن اء على تص حيح مجع املذكر ‪ ،‬واألصل ممن وع فك ذا الف رع (ش رح الكافية ‪/ 2‬‬
‫‪ )170 ، 169‬وج وز الكوفي ون مجع ص فة ال تقبل الت اء كما يف ال بيت الس ابق ‪ ،‬وذلك عند البص ريني من‬
‫النادر الذي ال يقاس عليه ‪ ،‬قال صاحب اإلفصاح ‪ :‬عادة الكوفيني إذا مسعوا لفظا يف شعر ونادر كالم جعلوه‬
‫بابا أو فصال وليس باجليد‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ال بيت للكميت بن زيد يف ‪ :‬ديوانه ‪ ، 116 / 2‬وحلكيم األع ور بن عي اش الكليب يف خزانة‬
‫األدب ‪ ، 178 / 1‬والدرر ‪ ، 132 / 1‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 143‬وبال نسبة يف خزانة األدب ‪/ 8‬‬
‫‪ ، 18‬وشرح األمشوين ‪ ، 35 / 1‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 171 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 60 / 5‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.45 / 1‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ويك ون حكم آخر االسم كحكمه ىف التثنية إال ىف مك انني ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬أعىن أنك‬
‫تقول ىف قاض ‪ :‬قاضون ؛ فال ترد الياء ؛ كما رددهتا ىف التثنية حني قلت ‪ :‬قاضيان ‪ ،‬وتقول أيضا ىف موسى ‪:‬‬
‫موسون وموسني ‪ ،‬فتحذف األلف وال تقلبها كما قلبتها ىف التثنية حني قلت ‪ :‬موسيان وموسيني‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪449 .............................................................................‬‬

‫أو ملؤنّث (‪ ، )1‬ما عدا ‪ :‬فعالء أفعل ‪ ،‬وفعلى وفعالن (‪.)2‬‬


‫وك ّل اسم مص غّر ملا ال يعقل ؛ حنو ‪ :‬دريهم ات ‪ ،‬وكل اسم علم ملؤنّث ‪ ،‬وإن مل‬
‫تكن فيه عالمة ت أنيث (‪ ، )3‬وك ّل اسم ال عالمة فيه ـ أيضا ـ للت أنيث ؛ ملذ ّكر ك ان أو‬
‫ملؤنث ‪ ،‬غري علم إذا مل تكس ره الع رب ؛ حنو ‪ :‬محّام ات ‪ ،‬وس جالت ‪ ،‬وس رادقات‬
‫وع ريات ‪ ،‬ف إن كس رته ‪ ،‬مل جيز مجعه ب األلف والت اء ‪ ،‬فال يق ال ‪ :‬خنص رات ؛ ألهّن م قد‬
‫ق الوا ‪ :‬خناصر ‪ ،‬وال ‪ :‬جوالق ات ؛ ألهّن م قد ق الوا ‪ :‬جواليق ‪ ،‬إال أن حيفظ شئ من ذلك‬
‫‪ ،‬فال يقاس عليه ؛ حنو قوهلم ‪ :‬بوان ‪ ،‬وبوانات ‪ ،‬وقد قالوا ‪ :‬بون ‪ ،‬وعرس وعرسات ‪،‬‬
‫وقد قالوا ‪ :‬أعراس ؛ ولذلك حلّن املتنىب ىف قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ول ‪/‬‬ ‫ات له وطب‬ ‫‪ 279‬ـ إذا ك ان بعض النّ اس س يفا لدولة ‪  ‬ففى النّ اس بوق‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فجمع بوقا على بوقات ‪ ،‬مع أ ّن أبواقا جائز‪.‬‬


‫وحكم االسم اجملم وع ب األلف والت اء ‪ ،‬كحكمه ىف التثنية ‪ ،‬إال أن تك ون فيه ت اء‬
‫التأنيث ‪ ،‬أو يكون على وزن ‪ :‬فعل ‪ ،‬أو فعلة ‪ ،‬أو فعل ‪ ،‬أو فعلة ‪ ،‬أو فعل ‪ ،‬أو فعلة‪.‬‬
‫فإن كانت فيه تاء التأنيث ‪ ،‬حذفتها وأحلقت العالمتني (‪ ، )5‬وإن كان على وزن‬
‫فعل‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬كل اسم فيه عالمة تأنيث ‪ ،‬ملذكر ك ان أو ملؤنث» مث ال ذلك ‪ :‬طلحة اسم رجل ‪ ،‬تق ول‬
‫فيه ‪ :‬طلحات ‪ ،‬وعائشة اسم امرأة تقول فيه ‪ :‬عائشات‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ما ع دا فعالء أفعل ‪ ،‬وفعلى فعالن» أعىن أنك ال تق ول ‪ :‬ص فراوات ‪ ،‬وال س كريات كما‬
‫ال تقول ‪ :‬أصفرون ‪ ،‬وال سكرانون ‪ ،‬فإن كان فعالء ‪ ،‬امسا ؛ حنو ‪ :‬صحراء قيل فيه ‪ :‬صحراوات ؛ ألنه ليس‬
‫مؤنثا ألفعل ‪ ،‬وإن كان فعلى امسا ؛ حنو ‪ :‬سلمى ‪ ،‬قيل فيه ‪ :‬سلميات ؛ ألنه إذ ذاك ليس مؤنثا لفعالن‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وكل اسم علم ملؤنث ‪ ،‬وإن مل تكن فيه عالمة تأنيث» مثال ذلك قولك ىف هند ‪ :‬هندات‪.‬‬
‫أه‪ .‬ويف أ‪ :‬التأنيث‪.‬‬
‫كس ر ال‬
‫(‪ )4‬الش اهد فيه قوله بوق ات ؛ حيث مجع املتنىب الب وق على بوق ات والقي اس أب واق ف املؤنث ال ذي ّ‬
‫يصحح لذلك حلّن املتنىب يف قوله هذا‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه (‪ ، )229 / 3‬والدرر (‪ ، )85 / 1‬واحملتسب (‪ ، )295 / 1‬وبال نسبة يف احملتسب (‬
‫‪ ، )253 / 2‬ومهع اهلوامع (‪.)23 / 1‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬ح ذفتها وأحلقت العالم تني» مث ال ذلك ‪ :‬ض اربات ىف مجع ض اربة ؛ وك ذلك تفعل‬
‫بنظائرها‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 450‬فهرس املوضوعات‬

‫أو فعلة ‪ ،‬أو فعل أو فعلة ‪ ،‬ف إن ك ان مض ّعفا أو معت ّل العني ‪ ،‬أحلقت العالم تني من غري‬
‫ردات وش ّدات ‪ ،‬وقيم ات ‪ ،‬ولوب ات ‪ ،‬وإن ك ان ص حيحا ‪ ،‬ج از فيه ثالثة‬ ‫تغيري ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫أوجه ‪:‬‬
‫إبق اء العني س اكنة على األصل ‪ ،‬وفتحها وإتب اع حركتها حركة ما قبلها ؛ حنو ‪:‬‬
‫ركبات ‪ ،‬وهندات‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫معتل الالم ‪ ،‬جاز فيه ما جاز ىف الصحيح ؛ حنو ‪ :‬خطوات ‪ ،‬ومربات‬ ‫وإن كان ّ‬
‫‪ ،‬إال فعلة من ذوات الياء ‪ ،‬وفعلة من ذوات الواو ؛ فإنّه ميتنع فيهما اإلتباع (‪.)2‬‬
‫وإما صفة ‪ :‬فإن كان صفة ‪ ،‬أحلقت العالمتني‬ ‫فإما امسا ّ‬
‫وإن كان على وزن فعلة ‪ّ ،‬‬
‫وأبقيت العني ساكنة ؛ حنو ‪ :‬ضخمات ‪ ،‬وخدالت ‪ ،‬إال لفظتني ش ّذتا فسمع فيهما فتح‬
‫العني وإبقاؤها ساكنة ‪ ،‬ومها ‪ :‬جلبة ‪ ،‬وربعة‪.‬‬
‫واللّجبة ‪ :‬الشاة الغزيرة اللّنب‪.‬‬
‫مضعفا ‪ ،‬فتبقى العني ساكنة ؛ حنو ‪ :‬جنّات‪.‬‬ ‫وإن كان امسا ‪ ،‬فإما ّ‬
‫معتل العني ‪ ،‬فتفتح العني ىف لغة هذيل بن مدركة (‪ ، )3‬وتبقيها ساكنة ىف لغة‬ ‫وإما ّ‬ ‫ّ‬
‫غريهم‪.‬‬
‫وإما غري ذلك ‪ ،‬فتفتح العني ‪ ،‬وال جيوز اإلس كان إال ىف ض رورة ؛ حنو قوله ‪[ :‬من‬ ‫ّ‬
‫الطويل] ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬وغرفات‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬إال فعلة من ذوات الي اء ‪ ،‬وفعلة من ذوات ال واو ؛ فإنه ميتنع فيهما اإلتب اع» أعىن أنه ال‬
‫يقال ىف كلية ‪ :‬كليات ‪ ،‬وال ىف رشوة رشوات‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ‪ ،‬من عدنان ‪ :‬جد جاهلي بنوه قبيلة كبرية‪ .‬كان أكثر سكان وادي‬
‫خنلة اجملاور ملكة منهم ‪ ،‬وهلم من ازل بني مكة واملدين ة‪ .‬واش تهر منهم كث ريون يف اجلاهلية واإلس الم‪ .‬وك ان‬
‫صنمهم مناة وهو صخرة بديارهم بقديد‪ .‬وبعث النيب ـ ص لّى اهلل عليه وس لّم ـ علي بن أيب طالب إليه (سنة ‪8‬‬
‫ه‍) فحطمه‪ .‬وشاركوا كنانة يف عبادة سواع ‪ ،‬وهدمه عمرو ابن العاص‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم (‪ ، )80 / 8‬معجم البلدان (‪ ، )168 ، 167 / 8‬ومجهرة األنساب ‪ 185‬ـ ‪.187‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪451 .............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫دان‬ ‫ّى ي‬ ‫رات العش‬ ‫الض حى فأطقتها ‪  ‬وما ىل بزف‬
‫‪ 280‬ـ ومحّلت زف رات ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مى ‪،‬‬
‫فإما مض ّعفا ‪ ،‬فتبقى العني فيه س اكنة ؛ حنو ‪ّ :‬‬‫وإن ك ان على وزن فعل ‪ّ ،‬‬
‫وميّات‪.‬‬
‫فإما معت ّل العني (‪ )2‬؛ حنو ‪ :‬طيف ‪ ،‬فتبقى العني ساكنة ‪،‬‬
‫مضعف ‪ّ :‬‬
‫وإن ك ان غري ّ‬
‫وال جيوز فتحها إال ىف هذيل‪.‬‬
‫وإما غري ذلك ‪ ،‬فيجوز (‪ )3‬فيه فتح العني (‪ ، )4‬حنو ‪ :‬دعدات‪.‬‬
‫ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لعروة بن حزام‪.‬‬
‫مرتني بتسكني الفاء ‪ ،‬والقياس فتحها ‪ ،‬وقد سكنها الشاعر للضرورة‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬زفرات» ّ‬
‫الشعريّة‪.‬‬
‫وألعرايب من بين عذرة يف شرح التصريح ‪/ 2‬‬
‫ّ‬ ‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 380 / 3‬والدرر ‪، 86 / 1‬‬
‫‪ ، 298‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 519 / 4‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 304 / 4‬وشرح األمشوين ‪668 / 3‬‬
‫‪ ،‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 634‬ومهع اهلوامع ‪.24 / 1‬‬
‫«فإما معتل العني ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬مثال ذلك ‪ :‬جوزة وبيضة ‪ ،‬تقول ىف مجعهما ‪ :‬جوزات‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪ّ :‬‬
‫وبيضات ‪ ،‬وىف لغة هذيل ‪ :‬جوزات وبيضات‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬فال جيوز‪.‬‬
‫«وإما غري ذلك ‪ ،‬فتفتح العني» أعىن ب ذلك الص حيح العني غري املض عف ‪ ،‬فتق ول ىف مجع‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪ّ :‬‬
‫قصعة ‪ :‬قصعات‪ .‬أه‪ .‬وىف ط ال جيوز‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 452‬فهرس املوضوعات‬

‫باب النّسب‬
‫والص ناعة ‪ ،‬وإىل ما‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫واحلى والقبيلة ‪ ،‬واملك ان‬
‫النّسب يك ون إىل األب واألم ّ‬
‫يالزمه املنسوب ‪ ،‬وإىل ما ميلكه ‪ ،‬وإىل ما يكون على مذهب ‪ ،‬وإىل صفته ؛ وذلك قليل‬
‫ارى ؛ ومن ذلك قوله ‪[ :‬من الرجز]‬
‫ودو ّ‬‫أمحرى ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫؛ حنو ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ارى ‪/‬‬
‫دو ّ‬‫ان ّ‬ ‫ّدهر باإلنس‬ ‫رى ‪  ‬وال‬ ‫أطربا وأنت قنّس‬ ‫‪ 281‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫دوار‪.‬‬
‫أى ‪ّ :‬‬
‫وقد تلحق ياء النّسب االسم ىف اللفظ ‪ ،‬وال يكون منسوبا ىف املعىن ؛ حنو ‪:‬‬
‫الس ماع ‪ ،‬فإذا نسبت اإلنسان إىل صنعته ‪،‬‬‫وخبىت ‪ ،‬وذلك موقوف على ّ‬‫كرسى ‪ّ ،‬‬‫ّ‬
‫نسبت بإدخال ياءى النّسب على اسم الشىء الذى نسبته إليه‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫السماع‪.‬‬
‫وبزار ؛ وذلك موقوف على ّ‬ ‫فعال ‪ ،‬حنو ‪ :‬عطّار ‪ّ ،‬‬
‫وقد جيىء على ‪ّ :‬‬
‫وإذا نسبته إىل ما ميلكه ‪ ،‬نسبت بإدخال [ياءى](‪ )4‬النسب على اسم ذلك‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬ب اب النسب ق وىل ‪« :‬النسب يك ون إىل األب واألم ‪ ،‬واحلى والقبيلة واملك ان ‪ »...‬إىل آخ ره ‪ ،‬مث ال‬
‫النسب إىل األب قولك ‪ :‬عل وى ‪ ،‬ومث ال النسب إىل األم ‪ :‬ف اطمى ‪ ،‬ومثاله إىل احلى ‪ :‬مع دى ‪ ،‬وثقفى ‪،‬‬
‫ومثاله إىل الديانة ‪ :‬جموسى ويهودى ‪ ،‬ومثاله إىل املكان ‪ :‬مكى وطوسى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬للعجاج‪ .‬الطرب ‪ :‬خفة الشوق‪ .‬والطرب أيضا ‪ :‬خفة السرور‪.‬‬
‫والقنسري ‪ :‬الشيخ وهو معروف يف اللغة‪.‬‬
‫اري ‪ :‬مبالغة دائر ‪ ،‬والياء لتأكيد املبالغة كالياء يف أمحري ويف الصحاح ‪ :‬الدواري ‪ :‬الدهر يدور‬‫ال ّد ّو ّ‬
‫باإلنسان أحواال‪.‬‬
‫اري ‪ :‬بتشديد الياء من‬
‫دو ّ‬‫التوبيخي للمخاطب وثانيهما قوله ‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫وفيه شاهدان ‪ّ :‬أوهلما جميء االستفهام‬
‫قبيل نسبه الشىء إىل صفته‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 480 / 1‬ومجه رة اللغة ص ‪ ، 1151‬وخزانة األدب ‪، 275 ، 274 / 11‬‬
‫والدرر ‪ ، 74 / 3‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 152 / 1‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ‪ ، 1818‬وشرح‬
‫شواهد اإليضاح ص ‪ ، 247‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 722 / 2 ، 41 / 1‬والكتاب ‪ ، 338 / 1‬ولسان‬
‫العرب (قسر) (قنسر) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 310 / 1‬ومغين اللبيب ‪ ، 18 / 1‬وبال نسبة يف خزانة األدب ‪/ 6‬‬
‫‪ ، 540‬واخلصائص ‪ ، 104 / 3‬وشرح األمشوين ‪ ، 305 / 2‬وشرح املفصل ‪، 104 / 3 ، 123 / 1‬‬
‫ومغين اللبيب ‪ ، 681 / 2‬واملقتضب ‪ ، 54 / 2 ، 289 ، 264 ، 228 / 3‬واملنصف ‪ ، 179 / 2‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.198 / 2 ، 192 / 1‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬تنسبه‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف أ‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪453 .............................................................................‬‬

‫الشىء اململوك‪.‬‬
‫و [ق د](‪ )1‬جيىء على ‪ :‬فاعل ؛ حنو ‪ :‬نابل ‪ ،‬ورامح ‪ ،‬ودارع ‪ ،‬والبن ‪ ،‬وت امر ‪،‬‬
‫وهو موقوف على السماع‪.‬‬
‫فعال ؛ قالوا لصاحب البغل ‪ :‬بغّال ‪ ،‬ولذى السيف والنّبل ‪ :‬نبّ ال‬
‫ورمّب ا جاء على ‪ّ :‬‬
‫وسيّاف‪.‬‬
‫وإذا نسبته إىل ما يالزمه ‪ ،‬نسبت بياءى النّسب ‪ ،‬وقد جتىء على فعل ؛ حنو ‪:‬‬
‫السري بالنّهار ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫هنر ‪ ،‬ىف مالزم ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫أبتكر‬ ‫ولكن‬ ‫اللّيل‬ ‫أدجل‬ ‫بليلى ولكىّن هنر ‪  ‬ال‬
‫لست ّ‬ ‫‪ 282‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وما بقى فإمّن ا تنسب إليه بالياءين‪.‬‬


‫والنّسب مقيس وغري مقيس ‪:‬‬
‫فلنبدأ باملقيس ‪ ،‬مث لنذكر بعد الفراغ منه ما ليس مبقيس‪.‬‬
‫فاملنس وب على قي اس ‪ :‬إن ك ان اسم مجع أو اسم جنس ‪ ،‬نس بت إليه على لفظه ؛‬
‫وشجرى ‪ ،‬ىف النسب إىل ‪ :‬رهط ‪ ،‬وشجر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫رهطى ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فتقول ‪:‬‬
‫وإن ك ان مجع تكسري ‪ :‬ف إن مل يكن له واحد من لفظه نس بت إليه ؛ حنو ‪:‬‬
‫ومشاطيطى ‪ ،‬ىف النسب إىل ‪ :‬عباديد ‪ ،‬ومشاطيط‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عباديدى ‪،‬‬
‫ّ‬
‫وإن كان له واحد من لفظه ‪ :‬فإن مل يكن باقيا على مجعيّته ‪ ،‬نسبت إليه على لفظه‬
‫أمنارى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫؛ حنو ‪:‬‬
‫وإن كان باقيا على مجعيته [نسبت] إىل واحده (‪ ، )3‬فتقول ىف النّسب إىل‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬بال نسبة ىف ‪ :‬أوضح املسالك ‪ ، 341 / 4‬وشرح األمشوين ‪ ، 745 / 3‬وشرح التصريح ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 337‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 665‬وشرح عمدة احلافظ ص ‪ ، 900‬والكتاب ‪ ، 384 / 3‬ولسان العرب‬
‫(هنر) (ليل) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 541 / 4‬ونوادر أيب زيد ص ‪.249‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬هنر حيث بناه على فعل ‪ ،‬وهو يريد النسب ال املبالغة‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن ك ان باقيا على مجعيته ‪ ،‬نس بته إىل واح ده» ه ذا ال ذى ذكرته هو حكم النسب إىل‬
‫اجلمع ىف فصيح الكالم ‪ ،‬وأما قوله ‪[ :‬من الرجز]‬
‫أم تلق‬ ‫اءت به عنس من الش‬ ‫‪  ‬ج‬ ‫وزملق‬ ‫زلق‬ ‫اجلليد‬ ‫إن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ............................................................................. 454‬فهرس املوضوعات‬

‫وى ‪ ،‬إال أعرابا ‪ ،‬فإنك تنسب إليه‬ ‫الف رائض ‪ :‬فرض ّى ‪ ،‬وىف النّسب إىل أبن اء ف ارس ‪ :‬بن ّ‬
‫عرىب ‪ ،‬لتغرّي املعىن ؛‬
‫أعراىب ؛ ألنك لو نسبت إىل مفرده ‪ ،‬فقلت ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫على لفظه ؛ فتقول ‪:‬‬
‫البدوى ‪ ،‬والعرىب ليس كذلك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األعراىب ال يقع إال على‬
‫ّ‬ ‫أل ّن‬
‫فإن كان مثىن أو مجع سالمة بالواو والنون ‪ ،‬حذفت العالمتني من آخره ‪ ،‬وحينئذ‬
‫وزيدى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫زيدى‬
‫تلحقه ياءى النّسب ‪ ،‬فتقول يف النسب إىل زيدين ‪ ،‬وزيدين ‪ّ :‬‬
‫وإن مسّيت به ‪ ،‬ف إن حكيت طريق التثنية واجلمع ‪ ،‬نس بت إليه كما كنت نس بت ‪/‬‬
‫إليه قبل التس مية به ‪ ،‬وإن مل حتكه ‪ ،‬وجعلت اإلع راب ىف الن ون ‪ ،‬أحلقته ي اءى النّسب ‪،‬‬
‫الزيدين ‪ :‬زيديىن‪.‬‬‫ومل حتذف منه شيئا ‪ ،‬فتقول ىف النّسب إىل ‪ :‬الزيدان ‪ :‬زيداىنّ ‪ ،‬وإىل ّ‬
‫وإن ك ان مجع س المة ب األلف والت اء ‪ ،‬نس بت إىل واح ده ‪ ،‬فتق ول ىف النّسب إىل‬
‫مترى ‪ ،‬بتسكني العني‪.‬‬
‫مترات ‪ّ :‬‬
‫ف إن مسّيت به ‪ ،‬فإنّك إن حكيت بعد التس مية حاله قبلها ‪ ،‬نس بت إىل واح ده ؛‬
‫كما كنت تفعل قبل التسمية‪.‬‬
‫وإن مل حتكه بل تعربه إع راب ما ال ينص رف ‪ ،‬ح ذفت الت اء ‪ ،‬مث نس بت إليه على‬
‫قياس األمساء املفردة الىت ىف آخرها ألف [فتقول] ىف النّسب إىل مترات ‪ :‬مترى ‪ ،‬بفتح امليم‬
‫‪ ،‬حتذف التاء ‪ ،‬مث تنسب إليه كما تنسب إىل مجزى‪.‬‬
‫وإن كان مفردا ‪ :‬فإن كان حمكيّا ‪ ،‬نسبت إىل صدره ‪ ،‬فتقول ىف ‪« :‬تأبّط شرا» ‪:‬‬
‫تأبطى ‪ ،‬وىف «كنت» ‪ :‬كوىنّ ‪ ،‬فرتد احملذوف ملا حتركت النون‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وإن ك ان مض افا ‪ :‬ف إن ك ان األول يتع ّرف بالث اىن ‪ ،‬نس بت إىل الث اىن ‪ ،‬وح ذفت‬
‫راعى ‪ ،‬وإن ك ان املض اف واملض اف إليه قد‬ ‫األول ‪ ،‬فتق ول ىف النّسب إىل ابن ك راع ‪ :‬ك ّ‬
‫جعال مبنزلة زيد ‪ ،‬ومل يقصد تعريف األول بالث اىن ‪ ،‬نس بت إىل األول ‪ ،‬إال أن خياف‬
‫امرئى ‪ ،‬وىف‬
‫التباس ‪ ،‬فينسب حينئذ إىل الثاىن ؛ فتقول ىف ‪ :‬امرئ القيس ‪ّ :‬‬
‫__________________‬
‫مشوه اخللق كالىب اخللق‬
‫[للقالخ بن ح زن املنق رى ينظر ال ديوان ‪ 104‬احملتسب ‪ 104 / 2‬ـ ‪ ، 154‬اخلص ائص ‪، 9 / 1‬‬
‫اللسان (زلق) ‪( ،‬زملق) ‪ ،‬األساس (ولع)]‪.‬‬
‫فضرورة ال يلتفت إليها‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪455 .............................................................................‬‬

‫مناىف‪.‬‬
‫عبد مناف ‪ّ :‬‬
‫عبدى ‪ ،‬مل يدر هل نسبت إليه أو إىل عبد الدار‪.‬‬
‫ألنّك لو قلت ‪ّ :‬‬
‫بعلى‪.‬‬
‫وإن كان مر ّكبا ‪ ،‬فاألصح أن تنسب إىل األول ‪ ،‬وحتذف الثاىن ‪ ،‬فتقول ‪ّ :‬‬
‫ومنهم من ينسب إىل األول والثاىن معا ؛ وعلى ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تزوجتها راميّة هرمزيّة ‪  ‬بفضل الّ ذى أعطى األمري من ال ّرزق‬
‫ّ‬ ‫‪ 283‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن كان املفرد ليس مبضاف وال مر ّكب وال حمكى ‪ ،‬فإن كان على حرفني ‪ :‬فإن‬
‫ردها إن ك انت العني ح رف علّة ؛ فتق ول ىف النّسب إىل ‪:‬‬ ‫ك ان احملذوف منه الالم ‪ ،‬ل زم ّ‬
‫رتد احملذوف ‪ ،‬وهو‬‫ذى من ق وهلم ‪ ،‬ذو م ال ‪ :‬ذووى ‪ ،‬وىف النسب إىل ش اة ‪ :‬ش اهى ‪ ،‬ف ّ‬
‫اهلاء ‪ ،‬بدليل قوهلم ‪ :‬شويهة‪.‬‬
‫رد إليه احملذوف ىف‬
‫ردها أيضا ‪ ،‬إن ك ان االسم قد ّ‬‫وإن مل تكن ح رف علّة ‪ ،‬ل زم ّ‬
‫أخوى‬
‫ّ‬ ‫التثنية ‪ ،‬وتنسب إليه على قياس نظريه ؛ فتقول ىف النّسب ‪ /‬إىل ‪ :‬أخ وأب وعم ‪:‬‬
‫وعموى ؛ ألهّن م قد قالوا ىف تثنيتهما ‪ :‬أخوان ‪ ،‬وأبوان ‪ ،‬وعموان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأبوى ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬
‫وإن ك ان مل ي رد إليه احملذوف ىف التثنية ‪ ،‬ف إن ش ئت رددت احملذوف (‪ )2‬إليه ىف‬
‫يدوى‪.‬‬
‫يدى ‪ ،‬وإن شئت ‪ّ :‬‬ ‫ترد ؛ فتقول ىف النّسب إىل ‪ :‬يد ‪ّ ،‬‬‫النّسب ‪ ،‬وإن شئت مل ّ‬
‫ه ذا ما مل يكن ىف االسم ت اء إحلاق أو مهزة وصل ؛ حنو ‪ :‬أخت ‪ ،‬وبنت ‪ ،‬وابن ؛‬
‫أخوى‬
‫ّ‬ ‫وترد احملذوف ؛ فتقول ىف النّسب إىل ‪ :‬أخت ‪ ،‬وبنت ‪:‬‬‫فإنّك إذ ذاك حتذف التاء ّ‬
‫وبنوى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬
‫رده ؛‬
‫رد احملذوف ‪ ،‬وإن ح ذفتها ‪ ،‬ل زم ّ‬ ‫وأما مهزة الوصل ‪ ،‬ف إن مل حتذفها ‪ ،‬مل ت ّ‬
‫ّ‬
‫ترد‬
‫فتقول ‪ :‬ابىن ‪ ،‬وبنوى ‪ ،‬إن شئت ‪ ،‬وإن كان [احملذوف] منه العني ‪ ،‬مل ّ‬
‫(‪)3‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت بال نسبة ىف ‪ :‬شرح األمشوين ‪ ، 736 / 3‬وشرح التصريح ‪ 332 / 2‬وشرح شافية ابن احلاجب‬
‫(‪ ، )72 / 2‬وشرح شواهد الشافية ‪.115‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪ :‬رامية هرمزية يف النسب إىل رام هرمز فنسب إىل ج زأى االسم املركب تركيبا‬
‫مزجيّا‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬إليه احملذوف‪.‬‬
‫(‪ )3‬سقط يف ط‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 456‬فهرس املوضوعات‬

‫سهى‪.‬‬
‫وتنسب إليه على لفظه ؛ فيقال ىف النّسب إىل سه ‪ّ :‬‬
‫وإن كان احملذوف منه ألفا ‪ ،‬فإن كانت الالم حرفا صحيحا ‪ ،‬مل يرد إليه شىء ‪،‬‬
‫لدى‪.‬‬
‫فيقال ىف النّسب إىل لدة ‪ّ :‬‬
‫وإن ك انت (‪ )1‬ح رف علّة رددهتا ونس بت إليه ؛ كما تنسب إىل فعل بكسر الف اء‬
‫وشوى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والعني ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫معتل الالم أو صحيحها (‪ : )2‬فإن كان‬ ‫فإما أن يكون ّ‬ ‫وإن كان على ثالثة أحرف ‪ّ ،‬‬
‫صحيحا ‪ ،‬نسبت إليه على وزن فعل ؛ كنمر وصعق ‪ ،‬أو فعل ؛ كإبل ‪ ،‬أو فعل ؛ كدئل‬
‫ودؤىل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وإبلى ‪،‬‬
‫وصعقى ‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫منرى ‪،‬‬
‫‪ ،‬بعد فتح العني فتقول ‪ّ :‬‬
‫وجيوز ىف فعل إذا ك انت عينه ح رف حلق أن تتبع حركة الف اء حركة (‪ )3‬العني ‪،‬‬
‫صعقى بكسر الصاد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فإذا نسبت إله حينئذ ‪ ،‬فعلت به ما تفعل بإبل فقول ‪:‬‬
‫صعقى بكسر الصاد والعني‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وبعضهم يبقيه على لفظه ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫وإن كان [على](‪ )4‬غري ذلك من األوزان ‪ ،‬أبقيته على لفظه ‪ ،‬وأحلقته ياءى النّسب‬
‫(‪.)5‬‬
‫وإن كان معتاّل (‪ )6‬فإن كانت الالم ألفا ‪ ،‬قلبتها واوا وأحلقت الياءين ‪ ،‬فتقول ىف ‪:‬‬
‫وعصوى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رحوى‬
‫ّ‬ ‫رحى وعصى ‪:‬‬
‫غزوى ‪ ،‬وىف ‪ :‬ع دو‬
‫ّ‬ ‫وإن ك انت واوا ‪ ،‬نسبت إليه على لفظه ؛ فتقول ىف غزوة ‪:‬‬
‫عدوى‪.‬‬
‫ّ‬
‫حركت العني بالفتح ‪ ،‬فتقلب الياء‬ ‫وإن كانت ياء ‪ ،‬فإن كان مدغما فيها ما قبلها ّ‬
‫ألفا ‪ ،‬مث تنسب إليه ؛ كما تنسب إىل ما ىف آخ ره ألف ؛ فتق ول ىف النّسب إىل حيّة ‪:‬‬
‫حيوى ‪./‬‬
‫ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬كان‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬صحيحا‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬حبركة‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان على غري ذلك من األوزان ‪ ،‬أبقيته على لفظه ‪ ،‬واحلقته ياءى النسب» مثال ذلك‬
‫قولك ىف النسب إىل جرم وعجل وبست وحكم وعمر وضلع وأحد وعضد ‪ :‬جرمى وعجلى وبسىت وحكمى‬
‫وعمرى وضلعى وأحدى وعضدى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬يف أ‪ :‬معتلها‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪457 .............................................................................‬‬

‫حىي‪.‬‬
‫وإن شئت ‪ ،‬نسبت إليه على لفظه ‪ ،‬فقلت ‪ّ :‬‬
‫وإن مل يكن م دغما ما قبلها فيها ف إن ك ان ما قبلها ألف ‪ ،‬ج از ىف النّسب ثالثة‬
‫أوجه ‪ :‬إثب ات الي اء وقلبها مهزة ‪ ،‬وقلب اهلم زة واوا ؛ فتق ول ىف النّسب إىل آية ‪ :‬آىي ‪،‬‬
‫ّ‬
‫وآوى‪.‬‬
‫وآئى ‪ّ ،‬‬
‫وإن مل يكن قبلها ألف ‪ ،‬نس بت [إىل االس م](‪ )1‬على لفظه ‪ ،‬إن مل تكن فيه ت اء‬
‫ظبىي ‪ ،‬وإن كانت فيه تاء التأنيث ‪ ،‬فاألحسن ‪ :‬أن‬ ‫التأنيث ؛ فتقول ىف النّسب إىل ظىب ‪ّ :‬‬
‫ىي ‪،‬‬
‫حتذف ت اء الت أنيث وتلحق ي اء النّسب ؛ فتق ول ىف النّسب إىل ‪ :‬ظبية ‪ ،‬ودمية ‪ :‬ظب ّ‬
‫ىي ‪ ،‬وإن ش ئت ح ركت العني ب الفتح ‪ ،‬فتقلب الي اء ألفا ‪ ،‬مث تنسب إليه كما تنسب‬ ‫ودم ّ‬
‫ودموى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ظبوى‬
‫ّ‬ ‫إىل ما ىف آخره ألف ؛ تقول ىف النّسب إليهما ‪:‬‬
‫بطوى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫زنوى ‪ ،‬وإىل بطية ‪،‬‬
‫وقالوا ىف النّسب إىل ‪ :‬زنية ‪ّ ،‬‬
‫وإن ك ان على أربعة أح رف ‪ ،‬فإما أن يك ون على وزن فعيل ‪ ،‬أو فعيلة ‪ ،‬أو فعيل‬
‫‪ ،‬أو فعيلة ‪ ،‬أو فعول ‪ ،‬أو فعولة ‪ ،‬أو على غري ذلك من األوزان ‪:‬‬
‫فإن كان على وزن من تلك األوزان ‪ ،‬وكان صحيح الالم ‪ ،‬فإن كان على [وزن]‬
‫معتل العني وال مضافا ‪ ،‬حذفت منه الياء ‪ ،‬وتاء التأنيث ‪ ،‬فيبقى على‬ ‫ّ‬ ‫يكن‬ ‫ومل‬ ‫‪،‬‬ ‫فعيلة‬ ‫(‪)2‬‬

‫ول ىف النّسب إىل حنيفة ‪:‬‬ ‫وزن فعل كنمر ‪ ،‬فتنسب إليه كما تنسب إىل ‪ :‬منر ‪ ،‬فتق‬
‫حنفى‪.‬‬
‫ّ‬
‫وإن ك ان معت ّل العني أو مض اعفا ‪ ،‬ح ذفت منه الت اء ‪ ،‬ونس بت إليه على لفظه ‪،‬‬
‫وشديدى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طويلى ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فتقول ىف النّسب إىل طويلة ‪ ،‬وشديدة ‪:‬‬
‫وإن كان على وزن فعيلة ‪ ،‬حذفت منه ـ أيضا ـ الياء والتاء ‪ ،‬وأحلقته ياءى النّسب‬
‫وقتىب‪.‬‬
‫جهىن ّ‬‫‪ ،‬فتقول ىف النّسب إىل ‪ :‬جهينة ‪ ،‬وقتيبة ‪ّ :‬‬
‫وإن كان على وزن فعولة ‪ ،‬حذفت منه الواو واهلاء ‪ ،‬وفتحت العني ‪ ،‬مث أحلقته ياء‬
‫النسب ‪ ،‬فتقول ىف النسب إىل محولة ‪ :‬محلى ‪ ،‬وقالوا ىف النسب إىل شنوءة ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬إليه االسم‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 458‬فهرس املوضوعات‬

‫نئى ‪ ،‬وإن ك ان على وزن فعيل ‪ ،‬أو فعيل ‪ ،‬أو فع ول ‪ ،‬أحلقته (‪ )1‬ي اءى النّسب ‪ ،‬ومل‬ ‫ش ّ‬
‫ىب ‪،‬‬‫متيمى ‪ ،‬وكلي ّ‬
‫حتذف منه ش يئا ‪ ،‬فتق ول ىف النّسب إىل ‪ :‬متيم ‪ ،‬وكليب ‪ ،‬وس دوس ‪ّ :‬‬
‫وسدوسى‪.‬‬
‫ّ‬
‫وإن كان شىء من ذلك معتل الالم ‪ ،‬فإن كانت الالم واوا ؛ حنو عدو ‪ ،‬وعدوة ‪،‬‬
‫عدوى ‪ ،‬وىف النّسب إىل‬
‫ّ‬ ‫كان حكمه حكم الصحيح الالم ؛ فتقول ىف النّسب إىل عدو ‪:‬‬
‫كشنئى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عدوى‬
‫ّ‬ ‫عدوة ؛‬
‫(‪)2‬‬
‫دى ‪ ،‬ورميّة ‪ ،‬ح ذفت منه الي اء‬‫وإن ك انت الالم ي اء ؛ حنو قصى ‪ ،‬وأميّة ‪ ،‬وع ّ‬
‫وى ‪،‬‬‫الىت قبل اآلخر ‪ ،‬ك انت ‪ /‬فيه الت اء أو مل تكن ‪ ،‬وحينئذ تنسب إليه فتق ول ‪ :‬قص ّ‬
‫ورموى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وعدوى ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وأموى ‪،‬‬
‫ّ‬
‫وقد جيوز ىف فعيل ‪ ،‬وفعيلة أال حتذف منهما الي اء ‪ ،‬بل تنسب إليهما على لفظيهما‬
‫وأمىي ‪ ،‬وال حيسن ذلك ىف فعيل وال ىف فعيلة (‪.)3‬‬
‫‪ ،‬فتقول ‪ :‬قصىي ‪ّ ،‬‬
‫وإن كان على غري ذلك من األوزان ‪ ،‬فإن كان ىف اللفظ كرمية وعدى ‪ ،‬فعلت به‬
‫رتد العني‬
‫حتوي ‪ ،‬وإىل عصى ‪ :‬عص وى ‪ ،‬ف ّ‬ ‫ما فعلت هبما ؛ فتق ول ىف النّسب إىل ‪ :‬حتيّة ‪ّ :‬‬
‫الضم ملا زال موجب كسرها‪.‬‬
‫إىل األصل وهو ّ‬
‫فإما أن يك ون ىف آخ ره ألف أو مهزة أو ي اء بعد‬ ‫وإن مل يكن مثلهما ىف اللفظ ‪ّ ،‬‬
‫(‪)4‬‬

‫ألف زائ دة أو ال يك ون ‪ :‬ف إن ك ان ىف آخ ره ألف ‪ ،‬ف إن ت والت فيه احلرك ات ‪ ،‬ح ذفتها‬
‫مجزى‪.‬‬
‫وأحلقت الياءين ؛ فتقول ىف النّسب إىل مجزى ‪ّ :‬‬
‫وإن مل تتوال فيه احلركات ‪ ،‬فإن كانت بدال من أصل أو من زائد ملحق باألصل ‪،‬‬
‫جاز ىف النّسب إليه وجهان ‪:‬‬
‫زوى ىف النسب إىل ملهى ‪،‬‬ ‫وى ‪ ،‬ومع ّ‬ ‫أح دمها ‪ :‬قلب األلف واوا ؛ فتق ول ‪ :‬مله ّ‬
‫ومعزى‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬أحلقت‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬اهلاء‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وال حيسن ذلك ىف فعيل وال ىف فعيل ة» أعىن ‪ :‬أنه ال حيسن أن يق ال ىف النسب إىل ع دى‬
‫ورمية ‪ :‬عدى ورمى‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف ط ‪ :‬مثلها‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪459 .............................................................................‬‬

‫ومعزى ؛ وهو قليل‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ملهى‬
‫واآلخر ‪ :‬حذف األلف ؛ فتقول ‪ّ :‬‬
‫وإن كانت زائدة للتأنيث ‪ ،‬جاز ىف النسب إليه ثالثة أوجه ‪:‬‬
‫ودفلى ‪ ،‬ىف النسب إىل ‪ :‬حبلى ‪،‬‬‫ّ‬ ‫حبلى ‪،‬‬
‫أحس نها ‪ :‬ح ذف األلف ‪ ،‬فتق ول ‪ّ :‬‬
‫ودفلى‪.‬‬
‫حبلوى ‪ ،‬ودفلوى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واآلخر ‪ :‬أن تقلبها واوا ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫ودفالوى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حبالوى ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫واآلخر ‪ :‬أن تزيد بعد القلب ألفا قبل الواو ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫وإن كان ىف آخره مهزة بعد ألف زائدة ‪ ،‬جاز ىف النّسب إليه وجهان ‪:‬‬
‫أفص حهما ‪ :‬أن تنسب إليه على لفظه وال تغرّي ‪ ،‬فتق ول ىف النسب إىل ق راء ‪،‬‬
‫وكسائى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قرائى ‪،‬‬
‫وكساء ‪ّ :‬‬
‫واآلخر ‪ :‬قلب اهلم زة واوا ؛ فتق ول ‪ :‬ق ّراوى ‪ ،‬وكس اوى ‪ ،‬إال أ ّن القلب ىف ‪:‬‬
‫أقل منه ىف كساء وبابه‪.‬‬
‫«قراء» وبابه ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫وإن ك ان ىف آخ ره ي اء بعد ألف زائ دة ‪ ،‬فإنّك ىف النّسب تقلبها مهزة ‪ ،‬مث تنسب‬
‫إىل االسم ؛ كما تنسب إىل رداء وبابه ؛ فتق ول ىف النسب إىل ‪ :‬س قاية ‪ :‬س قائى ‪،‬‬
‫وسقاوى ‪ ،‬إن شئت‪.‬‬
‫وإن مل يكن ىف آخر االسم ش ىء ممّا ذكر ‪ ،‬ف إن ك ان قبل آخ ره كس رة ‪ ،‬وك ان‬
‫صحيح الالم ‪ ،‬جاز لك فيه وجهان ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬النسب على اللفظ ؛ فتقول ىف النسب إىل تغلب ‪ :‬تغلىب ‪ ،‬بكسر الالم‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬قلب الكس رة فتحة ؛ وحينئذ ‪ :‬تلحقه ي اءى النّسب ؛ فتق ول ‪ : /‬تغلىب ‪،‬‬
‫بفتح الالم‪.‬‬
‫وإن كان معتل الالم ‪ ،‬جاز لك أيضا فيه وجهان ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬أن حتذف الياء وتلحقه ياءى النّسب ؛ فتقول ىف ‪ :‬قاضى ‪ :‬قاضى ‪ ،‬وىف‬
‫حاىن ‪ :‬حاىنّ ؛ وعلى ذلك قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وم‬ ‫‪ 284‬ـ ك أس عزيز من األعن اب عتّقها ‪  ‬لبعض أرباهبا حانيّة ح‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لعلقمة بن عبده‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬حانية يف النسبة إىل «حاىن» فحذف الياء ‪ ،‬وأضاف «ياءى» النسب ‪ ،‬وجيوز فيه‬
‫أن تقلب كسرة النون فتحة ‪ ،‬فتصري «الياء» «ألفا» مثّ ينسب إليه ‪ ،‬كما ينسب إىل نظريه مما ىف آخره ألف ‪،‬‬
‫فتقول ‪« :‬حانوى» ‪ ،‬وعلى هذا يتخرج البيت القادم‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 460‬فهرس املوضوعات‬

‫واآلخر ‪ :‬أن تقلب الكس رة فتحة ؛ فتصري الي اء ألفا ‪ ،‬مث تنسب إليه ؛ كما تنسب‬
‫إىل نظريه ممّا ىف آخره ألف ؛ فتقول ‪ :‬قاضوى ؛ وعلى ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫احلانوى وال نقد‬
‫ّ‬ ‫بالش رب إن مل يكن لنا ‪  ‬دراهم عند‬
‫‪ 285‬ـ فكيف لنا ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وما بقى من األمساء الىت على أربعة أحرف ‪ ،‬نسب إليه على لفظه ال غري ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫فإما أن يك ون ما قبل آخ ره ي اء مش ّددة‬ ‫وإن ك ان على مخسة أح رف فص اعدا ‪ّ ،‬‬


‫مكس ورة ‪ ،‬أو يك ون آخ ره ألفا ‪ ،‬أو ي اء بعد كس رة أو مهزة [بعد ألف زائ دة ‪ ،‬أو ال‬
‫يكون فيه شىء مما ذكر‪.‬‬
‫ف إن ك ان ىف آخ ره أل ف](‪ )3‬أو ي اء بعد كس رة ح ذفتهما وأحلقت ي اءى النسب ؛‬
‫ومرامى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مجادى ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فتقول ىف ‪ :‬مرامى ‪ ،‬ومجادى ‪:‬‬
‫وإن كان ىف آخره مهزة بعد ألف زائدة ‪ ،‬فإن كانت أصليّة أو بدال من أصل ‪ ،‬أو‬
‫من زائد ملحق (‪ )4‬به ‪ ،‬جاز ىف النسب إليه وجهان ‪:‬‬
‫أح دمها ‪ :‬أن تنسب إليه على لفظه ؛ فتق ول ىف ‪ :‬ق ّراء وس ّقاء ‪ ،‬وعلب اء ‪ :‬ق ّرائى ‪،‬‬
‫وس ّقائى ‪ ،‬وعلبائى‪.‬‬
‫__________________‬
‫وقد تكون «حانية» نسبة إىل احلانة على القياس‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه (‪ ، )68‬وسر ص ناعة اإلع راب ‪ ، 670 / 2‬والكت اب ‪ ، 341 / 3‬ولس ان الع رب‬
‫(كأس) و (حوم) و (حنا) و (دوا) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 134 / 1‬وبال نسبة يف مجهرة اللغة ‪ ، 574‬شرح املفصل‬
‫‪.152 / 5‬‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لتميم بن مقبل ‪ ،‬ونسب لذي الرمة ‪ ،‬وأيضا لعمارة ‪ ،‬وتروى كلمة دوانق بدل دراهم‪.‬‬
‫احلانوي ‪[ ،‬ينظر البيت السابق]‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والشاهد فيه قوله ‪:‬‬
‫الرمة‬
‫والبيت لتميم بن مقبل يف ‪ :‬ملحق ديوانه ص ‪ ، 362‬وأساس البالغة ص ‪( 319‬عني) ‪ ،‬ولذي ّ‬
‫يف ملحق ديوانه ص ‪ ، 1862‬ولسان العرب (عون) ‪ ،‬ولعمارة يف شرح املفصل ‪ ، 151 / 5‬واحملتسب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 236 / 2 ، 134‬وللفرزدق يف املقاصد النحوية ‪ ، 538 / 4‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪، 728 / 3‬‬
‫وشرح التصريح ‪ ، 329 / 2‬والكتاب ‪ ، 341 / 3‬ولسان العرب (حنا)‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وما بقى من األمساء الىت على أربعة أح رف ‪ ،‬ينسب إليه على لفظه ال غ ري» تق ول ىف حنو‬
‫جعفر وقمطر ‪ :‬جعف رى وقمط رى ‪ ،‬وك ذلك تفعل بكل اسم ليس على وزن فعيل أو فعيلة أو فع ول أو فعولة‬
‫‪ ،‬وال ىف آخره ألف وال مهزة أو ياء بعد ألف زائدة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف ط ‪ :‬يلحق‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪461 .............................................................................‬‬

‫وعلباوى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اوى ‪ ،‬وس ّقاوى ‪،‬‬ ‫والثاىن ‪ :‬قلب اهلمزة واوا ؛ فتقول ‪ّ :‬قر ّ‬
‫أقل منه ىف ‪ :‬س ّقاء ‪ ،‬وعلباء ‪ ،‬وباهبما‪.‬‬‫إال أ ّن القلب ىف ‪ّ :‬قراء وبابه ‪ّ ،‬‬
‫وإن كانت للتأنيث ‪ ،‬مل جيز فيها إال القلب ؛ فتقول ىف ‪ :‬محراء ‪ ،‬وبروكاء ‪:‬‬
‫وبروكاوى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫محراوى ‪،‬‬
‫ّ‬
‫وإن ك ان ىف آخ ره ي اء بعد ألف زائ دة ‪ ،‬قلبتها مهزة ‪ ،‬مث تنسب إليه ؛ كما تنسب‬
‫درحائى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إىل علباء وبابه ؛ ألنّه إذ ذاك نظريه ؛ فتقول ىف درحاى ‪:‬‬
‫وإن شئت درحاوى‪.‬‬
‫واألول أفصح‪.‬‬
‫وإن ك ان قبل آخ ره ي اء مش ددة مكس ورة ‪ ،‬ح ذفت املتحركة منهما ؛ وحينئذ ‪:‬‬
‫تلحق ي اء النّسب ‪ ،‬فتق ول ىف ‪ :‬أس يّد ‪ :‬أس يدى ‪ ،‬إال أن يك ون بعد الي اء املش ددة ح رف‬
‫م ّد ولني ؛ فإنّك تنسب إليه على لفظه وال حتذف منه شيئا ‪ ،‬فتقول ىف النّسب إىل ‪ :‬مهيم‬
‫مهيّمى ‪./‬‬
‫وما بقى من األمساء الىت هى على مخسة أح رف فص اعدا ‪ ،‬أحلقته ي اءى النسب من‬
‫غري تغيري (‪.)1‬‬
‫واملنسوب على غري قياس ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫نوع كان بابه أن يغرّي (‪ )2‬؛ فلم يغرّي ‪.‬‬
‫ونوع كان بابه أال يغرّي فغرّي ‪.‬‬
‫فمما غرّي وبابه أال‬
‫ون وع ك ان بابه أن يغري ض ربا من التغيري ‪ ،‬فغرّي تغي ريا آخر ‪ّ ،‬‬
‫وسلمى ‪ ،‬قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫هذىل ‪،‬‬
‫يتغرّي ‪ ،‬قوهلم ىف النّسب إىل هذيل ‪ ،‬وسليم ‪ّ :‬‬
‫‪ 286‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫لمى ّفرا‬
‫الس ّ‬
‫إذا غطيف ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وما بقى من األمساء الىت على مخسة أح رف فص اعدا ‪ ،‬أحلقته ي اءى النسب من غري تغي ري»‬
‫مث ال ذلك قولك ىف س فرجل وقرشب ‪ :‬س فرجلى وقرش ىّبّ ؛ وك ذلك تفعل بكل مخاسى ليس ىف آخ ره ي اء‬
‫مشددة ‪ ،‬وال ىف آخره ألف وال ياء بعد كسرة وال مهزة أو ياء بعد ألف زائدة‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬يتغري‪.‬‬
‫لمى» ىف النسب إىل «س ليم» فغرّي لفظ «س ليم» عند النسب إليه ‪ ،‬وك ان من‬‫«الس ّ‬
‫(‪ )3‬الش اهد فيه قوله ‪ّ :‬‬
‫حقه أاّل يتغري‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 462‬فهرس املوضوعات‬

‫وملحى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وقرشى ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فقمى ‪،‬‬
‫وإىل فقيم ‪ ،‬وقريش ‪ ،‬ومليح خزاعة ‪ّ :‬‬
‫الس هل ‪،‬‬
‫وبصرى ‪ ،‬بكسر اهلمزة والباء ‪ ،‬وإىل ‪ّ :‬‬‫ّ‬ ‫إمسى ‪،‬‬
‫وإىل ‪ :‬أمس ‪ ،‬والبصرة ‪ّ :‬‬
‫ودهرى ‪ ،‬بضم السني والدال‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سهلى ‪،‬‬
‫وال ّدهر ‪ّ :‬‬
‫الرقبة‬
‫اجلمة ‪ :‬مجاىنّ ‪ ،‬وإىل ‪ّ :‬‬
‫وإىل ‪ :‬البحر ‪ ،‬حبراىنّ ‪ ،‬ىف أحد الق ولني ‪ ،‬وإىل ‪ّ :‬‬
‫(‪)1‬‬

‫أفقى ‪ ،‬بفتح اهلمزة والفاء‪.‬‬


‫‪ ،‬رقباىنّ ‪ ،‬وإىل اللحية ‪ :‬حلياىنّ ‪ ،‬وإىل أفق ‪ّ :‬‬
‫وخرسى ‪ ،‬وإىل ‪ :‬احلمض ‪ ،‬محض ّى بفتح امليم ‪ ،‬وإىل‬ ‫ّ‬ ‫وإىل ‪ :‬خراس ان ‪ ،‬خراس ّى ‪،‬‬
‫خرىف ‪ ،‬بفتح اخلاء وتسكني الراء‪.‬‬
‫‪ :‬الطّلح ‪ ،‬طالحى ‪ ،‬وإىل اخلريف ّ‬
‫ربعى ‪ ،‬بكسر ال راء وتس كني الب اء ‪ ،‬وإىل احلرم ‪ :‬ح رمى ‪ ،‬بكسر‬ ‫وإىل ‪ :‬الربيع ‪ّ :‬‬
‫قفى ‪ ،‬وإىل ‪ :‬الش ام ‪ :‬ش آم ‪ ،‬وإىل اليمن ‪ :‬ميان ‪ ،‬وإىل‬ ‫احلاء وتس كني ال راء ‪ ،‬وإىل قفا ‪ّ :‬‬
‫أناىف للعظيم األنف‪.‬‬
‫هتامة ‪ :‬هتام ‪ ،‬وإىل ثقيف ‪ :‬ثقفى ‪ ،‬وإىل األنف ‪ّ :‬‬
‫الروح ‪ :‬روحاىن ‪ ،‬وإىل مرو ‪ :‬مروزى‪.‬‬ ‫وإىل وبار ‪ :‬أبارى ‪ ،‬وإىل ّ‬
‫رازى‪.‬‬
‫ى‪ّ :‬‬ ‫الر ّ‬
‫وال يقال ىف غري اإلنسان إال مروى ‪ ،‬وإىل ‪ّ :‬‬
‫وممّا ت رك تغي ريه وبابه أن يتغرّي ‪ ،‬ق وهلم ىف النّسب إىل ‪ :‬س ليقة ‪ ،‬وعم رية كلب ‪،‬‬
‫سليقى ‪ ،‬وعمريى ‪ ،‬وسليمى ‪ ،‬وإىل محراء ‪« :‬محرائى» ‪ ،‬باهلمز ‪ ،‬وإىل بعلبك‬ ‫ّ‬ ‫وسليمة ‪:‬‬
‫‪ :‬بعلبكى ؛ حكامها الكوفيون‪.‬‬
‫كنىت ‪ ،‬وإىل ‪ :‬البحرين ‪ :‬حبراىنّ ‪ ،‬ىف أصح القولني‪.‬‬
‫وإىل ‪ :‬كنت ‪ّ :‬‬
‫وممّا غرّي خالف تغي ريه ال ذى جيب فيه ق وهلم ىف النّسب إىل ‪ :‬زبينة ‪ ،‬زب اىنّ ‪ ،‬وإىل‬
‫دوى ‪ ،‬وإىل‬
‫وى ‪ ،‬وإىل البادية ‪ :‬ب ّ‬ ‫ائى ‪ ،‬وإىل العالية ‪ :‬عل ّ‬
‫ارى ‪ ،‬وط ّ‬‫احلرية ‪ ،‬وط ىيء ‪ :‬ح ّ‬
‫ذمى ‪ ،‬بضم اجليم والعني ‪،‬‬ ‫دى ‪ ،‬وإىل جذمية ‪ :‬ج ّ‬ ‫توى ‪ ،‬وإىل بىن عبي دة ‪ :‬عب ّ‬
‫الش تاء ‪ :‬ش ّ‬
‫حبلى ‪ ،‬بضم الباء ‪،‬‬
‫وفتح الذال والباء ‪ ،‬وإىل ‪ :‬بىن احلبلى من األنصار ‪ّ :‬‬
‫__________________‬
‫وىف ال بيت ش اهد آخر هو ‪ :‬قوله ‪ :‬غطيف يريد غطيف ب التنوين إال أنه حذفه اللتق اء الس اكنني كما ح ذفت‬
‫نون التوكيد اللتقاء الساكنني‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬اإلنصاف ‪ ، 665 / 2‬مجهرة اللغة ‪ ، 664‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 534 / 2‬وشرح املفصل ‪9 / 2‬‬
‫‪ ،‬ولسان العرب (دعس) ونوادر أيب زيد ‪.91‬‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإىل حبر ‪ :‬حبراىن ىف أحد القولني» ألنه قد قيل ‪ :‬إن البحراىن منسوب إىل البحرين‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪463 .............................................................................‬‬

‫وإىل ‪ :‬دس تواء ‪ ،‬وهبراء ‪ ،‬وص نعاء ‪ ،‬وروح اء ‪ :‬ص نعاىنّ ‪ ،‬وهبراىنّ ‪ ،‬ودس تواىنّ ‪، /‬‬
‫وى‬
‫وىل ‪ ،‬وإىل أميّة ‪ ،‬وطهيّة ‪ :‬أم ّ‬
‫رورى ‪ ،‬وجل ّ‬‫وروح اىن ‪ ،‬وإىل ح روراء ‪ ،‬وجل والء ‪ :‬ح ّ‬
‫[بفتح اهلمزة](‪ ، )1‬وطهوى ‪ ،‬بفتح الطاء وتسكني اهلاء‪.‬‬
‫وإىل ‪ :‬عبد قيس ‪ ،‬وعبد مشس ‪ ،‬وعبد الدار ‪ ،‬وحضرموت ‪ ،‬ودراء جبرد ‪ ،‬وامرئ‬
‫رمى ‪ ،‬ودراوردى ‪،‬‬
‫درى ‪ ،‬وحض ّ‬ ‫مى ‪ ،‬وعب ّ‬ ‫خاص ة ‪ :‬عبقس ّى ‪ ،‬وعبش ّ‬
‫الش اعر ّ‬ ‫القيس ّ‬
‫قلى ‪ ،‬وإىل ‪ :‬س وق‬
‫ومرقس ّى ‪ ،‬وإىل ‪ :‬س وق م ازن ‪ :‬س قزىن ‪ ،‬وإىل ‪ :‬س وق الليل ‪ :‬س ّ‬
‫درخبى ‪ ،‬وإىل ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العطش ‪ :‬سقش ّى ‪ ،‬وإىل ‪ :‬س وق حيىي ‪ :‬س قحى ‪ ،‬وإىل ‪ :‬دار البطيخ ‪:‬‬
‫كنىت ‪ ،‬قال ‪[ :‬من الطويل] ‪:‬‬
‫كنت ‪ّ :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ىن وع اجن‬
‫الرج ال الكنت ّ‬
‫ىت ولست بع اجن ‪  ‬وش ّر ّ‬
‫‪ 287‬ـ ولست بكن ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لألعشي‪ .‬ويروى صدر البيت هكذا ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫اجن ‪ ‬‬ ‫وما أنا كنيت وما أنا ع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كنيت حيث نسب إىل اجلملة كنت ‪ ،‬وذلك على لغة بعض العرب‪.‬‬ ‫والشاهد فيه قوله ‪ّ :‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 284 / 6‬ومهع اهلوامع ‪ ، 193 / 2‬وليس يف ديوانه ‪ ،‬وبال نسبة يف أسرار العربية‬
‫ص ‪ ، 82‬وت ذكرة النح اة ص ‪ ، 539‬وسر ص ناعة اإلع راب ‪ ، 224 / 1‬وش رح األمشوين ‪، 735 / 3‬‬
‫وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 77 / 2‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 118‬وشرح املفصل ‪، 7 / 6 ، 14 / 1‬‬
‫ولسان العرب (عجن) يروى هكذا ‪:‬‬
‫اجن‬ ‫ال املرء كنت وع‬ ‫بحت كنتيّا وهيجت عاجنا ‪  ‬وشر خص‬ ‫فأص‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وهو فيه منسوب جلرير‬


‫ويف أ‪ :‬عاجز بدل من عاجن يف الشطرين‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 464‬فهرس املوضوعات‬

‫باب التّاء الاّل حقة االسم للتّأنيث‬


‫وهى تأتى على تسعة أضرب ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬دخوهلا فارقة بني [نعت](‪ )1‬املذ ّكر واملؤنّث ؛ حنو ‪ :‬ضارب ‪ ،‬وضاربة‪.‬‬
‫الث اىن ‪ :‬دخوهلا فارقة بني املذ ّكر واملؤنّث ىف األمساء الىت ليست بص فات ؛ حنو ‪:‬‬
‫امرئ ‪ ،‬وامرأة ‪ ،‬ورجل ‪ ،‬ورجلة ‪ ،‬وغالم ‪ ،‬وغالمة‪.‬‬
‫الث الث ‪ :‬دخوهلا فارقة بني اجلنس والواحد منه ؛ حنو ‪ :‬مترة ‪ ،‬ومتر ‪ ،‬وش عرة ‪،‬‬
‫وشعر (‪.)2‬‬
‫الرابع ‪ :‬دخوهلا غري فارقة ‪ :‬بل لت أنيث اللفظ ‪ ،‬حنو ‪ :‬بل دة ‪ ،‬ومدينة ‪ ،‬أو لتأكيد‬
‫معىن التأنيث حنو ‪ :‬نعجة وناقة‪.‬‬
‫ونسابة‪.‬‬
‫اخلامس ‪ :‬دخوهلا للمبالغة حنو ‪ :‬عاّل مة ‪ّ ،‬‬
‫الس ادس ‪ :‬الالحقة للجمع ال ذى على ح ّد ‪ :‬فعاعل ‪ ،‬وهى على أربعة أحناء ‪ّ :‬إما‬
‫سيبجى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للداللة على العجمة والنّسب ‪ ،‬حنو سياجبة ‪ ،‬واحدهم ‪:‬‬
‫أو على العجمة وحدها ؛ حنو ‪ :‬موارجة‪.‬‬
‫أو على النّسب وحده ؛ حنو ‪ :‬أشاعثة ‪ ،‬ومهالبة‪.‬‬
‫أو عوضا من ياء حمذوفة ؛ حنو ‪ :‬مرازبة (‪ )3‬وجحاجحة‪.‬‬
‫ال حتذف التاء ‪ ،‬إال أن تزيد الياء ‪ ،‬فتقول ‪[ :‬مرازيب] جحاجيح‪.‬‬
‫السابع ‪ :‬دخوهلا لتأنيث اجلمع ؛ حنو ‪ :‬حجارة ‪ ،‬وعمومة‪.‬‬
‫الثامن ‪ :‬حلاقها االسم املضاف إىل ياء املتكلّم ىف النّ داء عوضا من الياء ؛ وذلك ىف‬
‫‪ :‬أب ‪ ،‬وأم ‪ ،‬فتقول ‪ :‬يا أبة ‪ ،‬ويا ّأمة ‪ ،‬تريد ‪ :‬يا أىب ‪ ،‬ويا ّأمى‪.‬‬
‫التاسع ‪ :‬حلاقها اجلمع فرقا بينه وبني املف رد ‪ ،‬ومل جتئ إال قليال ؛ حنو ‪ :‬كم أة‬
‫[للجمع] ‪ ،‬وكمء للواحد ‪ ،‬وبغالة للجمع ‪ ،‬وبغال للواحد‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬وشعرية وشعري‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬فرازنة‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪465 .............................................................................‬‬

‫شديدة والخفيفة‬
‫باب نونى التّوكيد ‪ / :‬ال ّ‬
‫هلم ‪ ،‬ىف لغة أهل‬
‫وال يلحق ان إال األفع ال غري املاض ية ؛ ول ذلك مل يلحقا بـ ‪ّ :‬‬
‫(‪)1‬‬

‫احلج از ؛ ألهّن ا اسم فعل وحلقتاها ىف لغة بىن متيم ؛ ألهنا فعل (‪ )2‬ضم إليه (‪« )3‬ه ا» الىت‬
‫للتنبيه وحذفت األلف لكثرة االستعمال ؛ ولذلك اتصل هبا ىف لغتهم ضمائر الرفع ؛ كما‬
‫«رد» وبابه‪.‬‬‫تتصل بـ ّ‬
‫ومعنامها التأكيد ‪ ،‬والشديدة أكثر تأكيدا (‪ ، )4‬وال تلحقان الفعل إال ىف مواضع ال‬
‫تتع ّدى باهبا ‪ ،‬وهى (‪ : )5‬األمر ‪ ،‬والنّهى ‪ ،‬واالستفهام ‪ ،‬والعرض ‪ ،‬والتحضيض ‪ ،‬وال ّدعاء‬
‫‪ ،‬واجلزاء ‪ ،‬إذا وقعت ما بني أداة الش رط وبني الفعل ال ذى دخلت عليه الن ون ‪ ،‬والفعل‬
‫الذى دخلت عليه الم القسم ‪ ،‬إال أهّن ما يلزمان ىف القسم ‪ ،‬وال يلزمان فيما عدا ذلك‪.‬‬
‫فهذه مجلة أماكنها ىف فصيح الكالم‪.‬‬
‫وقد يلحقان ـ أيضا ـ الفعل إذا دخلت عليه رمّب ا ‪ ،‬وكثر ما ‪ ،‬وقلّما ‪ ،‬أو زيدت قبله‬
‫تبلغن» ‪ ،‬و «بأمل ما ختتننه» (‪ )6‬وقوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫ما ‪ ،‬قالوا ‪« :‬جبهد ما ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬تلحقها‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬ب اب ن وىن التوكيد الش ديدة واخلفيفة ق وىل ‪« :‬وحلقتاها ىف لغة بىن متيم ؛ ألهنا فع ل» مث ال ذلك ‪:‬‬
‫وهلمن ىف األمر جلماعة املذكرين‬
‫وهلمن ىف األمر للواحدة وهلمان ىف األمر لالثنني ‪ّ ،‬‬ ‫هلمن ىف األمر للواحد ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫وهلمنا ّن ىف األمر جلماعة املؤنث‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ّ ،‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬إليها‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬توكيدا‪.‬‬
‫(‪ )5‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال تلحقان الفعل إال ىف مواضع ال تتعدى باهبا ‪ »...‬إىل آخره ‪ ،‬مثال إحلاقهما ىف األمر ‪:‬‬
‫اض ربن ‪ ،‬واض ربن ‪ ،‬ومثاله ىف النهى ‪ :‬ال تض ربن ‪ ،‬وال تض ربن ‪ ،‬ومثاله ىف االس تفهام ‪ :‬هل تض ربن؟ وهل‬
‫تض ربن؟ ومثاله ىف الع رض ‪ :‬أال ت نزلن وأال ت نزلن ‪ ،‬ومثاله ىف التحض يض ‪ :‬هال تض ربن زي دا ‪ ،‬وهال تض ربن‬
‫زي دا ‪ ،‬ومثاله ىف ال دعاء ‪ :‬ارمحن زي دا ‪ ،‬وارمحن زي دا ‪ ،‬ومثاله ىف اجلزاء إذا وقعت ما بني أداة الش رط وبني‬
‫الفعل الذى دخلت عليه النون قوله تعاىل ‪َ ( :‬وإِ َّما تَخافَ َّن ِم ْن َق ْوٍم ِخيانَةً ‪[ )...‬األنفال ‪ .]58 :‬أه‪.‬‬
‫(‪ )6‬يف ط ‪ :‬ما بأمل ختتننّه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 466‬فهرس املوضوعات‬

‫(‪)1‬‬
‫كريها‬ ‫ينبنت ش‬
‫‪   ................‬وىف عضة ما ّ‬ ‫‪ 288‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫و «بعني ما أرينّك»‪.‬‬
‫وقد تلحق ان ـ أيضا ـ ىف الش عر الفعل ىف اجلزاء ‪ ،‬بغري ما ‪ ،‬والفعل املنفى بلم ‪،‬‬
‫واملوجب حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اف‬ ‫دا وقتل بىن قتيبة ش‬ ‫آيب ‪  ‬أب‬ ‫من يثقفن منهم فليس ب‬ ‫‪ 289‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وحنو قول اآلخر [من الرجز] ‪:‬‬


‫(‪)3‬‬
‫معمما‬
‫يّه ّ‬ ‫يخا على كرس‬ ‫به اجلاهل ما مل يعلما ‪  ‬ش‬ ‫حيس‬ ‫‪ 290‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬عجز بيت وصدره ‪:‬‬
‫‪...........‬‬ ‫رق ابنه ‪ ‬‬ ‫ات منهم ميّت س‬ ‫إذا م‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويروى «ومن» بدال من «وىف»‬


‫والشاهد فيه أ ّن زيادة «ما» للتوكيد مبنزلة الالم ‪ ،‬ولذا جاز توكيده بالنون‪.‬‬
‫ينظر أوضح املسالك ‪ 103 / 4‬؛ وخزانة األدب ‪ 403 ، 221 / 11 ، 281 / 6 ، 22 / 4‬؛‬
‫وشرح األمشوىن ‪ 497 / 2‬؛ وشرح التصريح ‪ 205 / 2‬؛ وشرح ديوان احلماسة للمرزوقى ص ‪ 1643‬؛‬
‫وشرح شواهد املغىن ‪ 761 / 2‬؛ والكتاب ‪ 517 / 3‬؛ ولسان العرب (شكر) (عضه) ؛ ومغىن اللبيب ص‬
‫‪.340 / 2‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لبنت مرة بن عاهان ‪ ،‬ونسب لبنت أيب احلصني‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬من يثقفن حيث أ ّكد الفعل املضارع الواقع بعد أداة الشرط من بالنون اخلفيفة من‬
‫غري أن تتق ّدم على املضارع ما الزائدة املؤكدة للشرط ‪ ،‬وهذا من الضرورات الشعريّة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ال بيت لبنت م رة بن عاه ان يف خزانة األدب ‪ ، 399 ، 387 / 11‬وال درر ‪، 163 / 5‬‬
‫ولبنت أيب احلصني يف شرح أبيات سيبويه ‪ ، 262 / 2‬وبال نسبة يف أوضح املسالك ‪ ، 107 / 4‬وشرح‬
‫األمشوين ‪ ، 500 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 205 / 2‬وشرح ابن عقيل ص ‪ ، 547‬والكتاب ‪، 516 / 3‬‬
‫واملقتضب ‪ ، 14 / 3‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 330 / 4‬ومهع اهلوامع ‪.79 / 2‬‬
‫(‪ )3‬اختلف يف نس بة ال بيت إىل العج اج ‪ ،‬أو أليب حي ان الفقعسي ‪ ،‬أو ملس اور العبسي ‪ ،‬أو لل دبريي أو لعبد‬
‫بىن عبس‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬ما مل يعلما» يريد «ما مل يعلمن» فأكد املضارع بنون التوكيد وهو منفى بلم‪.‬‬
‫العبسي أو‬
‫ّ‬ ‫ينظر ‪ :‬البيت للعجاج يف ملحق ديوانه ‪ ، 331 / 2‬وله أو أليب حيان الفقعسي أو ملساور‬
‫دبريي أو لعبد بين عبس يف خزانة األدب ‪ ، 411 ، 409 / 11‬وش رح ش واهد املغين ‪، 973 / 2‬‬ ‫ّ‬ ‫لل‬
‫واملقاصد النحويّة ‪ ، 80 / 4‬وملس اور العبس ّي أو للعج اج يف ال درر ‪ ، 158 / 5‬وأليب حي ان الفقعسي يف‬
‫شرح التصريح ‪ ، 205 / 2‬واملقاصد النحوية ‪ ، 329 / 4‬وللدبريي‬
‫فهرس املوضوعات ‪467 .............................................................................‬‬

‫وقول اآلخر [من املديد] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫وىب مشاالت‬ ‫رفعن ث‬ ‫رمّب ا أوفيت ىف علم ‪  ‬ت‬ ‫‪ 291‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تفعلن» فسوغ إدخال النون أ ّن املوضع طلب ؛ فصار‬


‫ّ‬ ‫فأما قوهلم ‪« :‬أقسمت ملا‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ‬
‫مبنزلة قولك ‪ :‬ال تفعلن ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫والفعل الذى تلحقه إحدى النّونني ‪ّ :‬إما أن يكون صحيح الالم أو معتلّها‪.‬‬
‫__________________‬
‫يف شرح أبيات سيبويه ‪ ، 266 / 2‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪ ، 409 / 1‬وأوضح املسالك ‪، 106 / 4‬‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 451 ، 388 / 8‬ورصف املباين ‪ ، 335 ، 229‬وسر صناعة اإلعراب ‪، 679 / 2‬‬
‫املفص ل ‪ ، 42 / 9‬والكتاب ‪، 516 / 3‬‬ ‫وشرح األمشوين ‪ ، 498 / 2‬وشرح ابن عقيل ‪ ، 546‬وشرح ّ‬
‫ولس ان الع رب (ش يخ) (خش ي) ‪( ،‬عمي) (األلف اللين ة) ‪ ،‬وجمالس ثعلب ص ‪ ، 620‬ون وادر أيب زيد ص‬
‫‪ ، 132‬ومهع اهلوامع ‪ ، 78 / 2‬وهتذيب اللغة ‪ ، 664 / 15‬وتاج العروس (خشي) ‪( ،‬عمي)‪.‬‬
‫(‪ )1‬البيت حلرمية األبرش‪.‬‬
‫و (أوفيت) على الشيء ‪ :‬أشرفت عليه ‪ ،‬ففي مبعىن على ‪ ،‬وجيوز أن تكون مبعناها على تقدير أوفيت‬
‫على مكان عال يف جبل‪ .‬وقال ابن األعرايب ‪ :‬يقال أوفيت رأس اجلبل‪.‬‬
‫هتب من ناحية‬
‫والش مال ‪ ،‬ب الفتح وجيوز الكسر بقلّة ‪ ،‬وهي ال ّريح اليت ّ‬
‫والعلم بفتح تني ‪ :‬اجلب ل‪ّ .‬‬
‫القطب‪ .‬وفيها لغات ‪ :‬مشل بسكون امليم وفتحها ‪ ،‬ومشأل باهلمز كجعفر ‪ ،‬وقد يش ّدد المه ‪ ،‬وشأمل مقلوب‬
‫األول مشاالت وبه أنشده‬
‫منه ‪ ،‬وش يمل كصيقل ‪ ،‬وشومل كجوهر ‪ ،‬ومشول كصبور ‪ ،‬ومشيل كأمري‪ .‬ومجع ّ‬
‫اجلوهري‪ .‬وجيمع على مشائل أيضا خبالف القياس‪.‬‬
‫ّ‬
‫رب عن عمل اجلر ‪ ،‬ف دخلت على‬ ‫ويف ال بيت ش اهدان ‪ :‬أوهلما قوله ‪ :‬رمّب ا أوفيت حيث ك ّفت ما ّ‬
‫«رب» ‪ ،‬وهذا نادر‪.‬‬
‫اجلملة الفعليّة ‪ ،‬وثانيهما قوله ‪ :‬ترفعن حيث أ ّكد الفعل بالنون اخلفيفة بعد ما املسبوقة بـ ّ‬
‫ينظر ‪ :‬األزهية ص ‪ ، 265 ، 94‬واألغاين ‪ ، 257 / 15‬وخزانة األدب ‪ ، 404 / 11‬والدرر ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 204‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 281 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 22 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪، 219‬‬
‫وشرح شواهد املغين ص ‪ ، 393‬والكتاب ‪ ، 518 / 3‬لسان العرب (شيخ) ‪( ،‬مشل) ‪ ،‬واملقاصد النحوية‬
‫‪ ، 328 / 4 ، 344 / 3‬ونوادر أيب زيد ص ‪ ، 210‬وبال نسبة يف جواهر األدب ص ‪، 366 ، 293‬‬
‫‪ ، 368‬وأوضح املسالك ‪ ، 70 / 3‬والدرر ‪ ، 162 / 5‬ورصف املباين ص ‪ ، 335‬وشرح األمشوىن ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 299‬وشرح التصريح ‪ ، 206 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 40 / 9‬وكتاب الالمات ص ‪ ، 111‬ومغين اللبيب‬
‫ص ‪ ، 309 ، 137 ، 135‬واملقتضب ‪ ، 15 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.78 ، 38 / 2‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬ملا مل‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬تفعلن‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 468‬فهرس املوضوعات‬

‫فإن كان صحيحا ‪ ،‬فإن اتّصل بالفعل ضمري مجاعة املذكرين العاقلني ‪ ،‬أو ضمري ما‬
‫أجرى جمراهم ‪ ،‬أو عالمتهم ‪ ،‬حذفت الضمري أو العالمة ؛ اللتقاء الساكنني ‪ ،‬وأبقيت ما‬
‫ومن ‪ ،‬والزي دون هل‬‫ربن ‪ ،‬وق ّ‬ ‫دل على احملذوف فتق ول ‪ :‬اض ّ‬ ‫قبل الن ون مض موما ؛ لت ّ‬
‫يقومن الزيدون؟ بضم امليم ىف لغة من قال ‪« :‬أكلوىن الرباغيث»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يقومن؟ وهل‬
‫ّ‬
‫وإن اتصل به ض مري الواح دة املخاطبة أحلقت إح دى الن ونني ‪ /‬وح ذفت الض مري‬
‫اضربن‬
‫ّ‬ ‫ليدل على احملذوف ؛ فتقول ‪:‬‬ ‫اللتقاء الساكنني ‪ ،‬وأبقيت ما قبل النون مكسورا ؛ ّ‬
‫تقومن؟ وقومن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تضربن؟ وهل‬
‫ّ‬ ‫‪ ،‬وهل‬
‫وإن اتصل به ضمري االثنني أو نون مجاعة املؤنّث ‪ ،‬مل تلحقه إال الشديدة ‪ ،‬فالذى‬
‫اتصل به ض مري االث نني أو عالمتهما إذا حلقته الش ديدة ‪ ،‬ثبتت األلف ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬هل‬
‫تضربا ّن (‪)1‬؟ ؛ ألنّك لو حذفتها ‪ ،‬اللتبس بفعل الواحد‪.‬‬
‫وال ذى اتصل به ن ون مجاعة املؤنّث إذا حلقته الش ديدة ف رق بينها وبني ن ون مجاعة‬
‫املؤنّث باأللف ؛ كراهة اجتماع األمثال ؛ فتقول ‪ :‬هل تضربنا ّن‪.‬‬
‫وإمّن ا مل تدخل اخلفيفة ىف هذين املوضعني ؛ ألن األلف ال جيمع بينها وبني ساكن ‪،‬‬
‫إال أن يكون مدغما حنو ‪ :‬دابّة‪.‬‬
‫ربن ‪ ،‬وهل‬
‫وإن مل يتصل به ش ىء ممّا ذكر ‪ ،‬أحلقته أى الن ونني ش ئت حنو ‪ :‬اض ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫تقومن ‪ ،‬وهل تقومن؟‪.‬‬‫ّ‬ ‫تضربن؟ ‪ ،‬وال‬


‫وإن ك ان معتلّها ‪ ،‬ف إن اتّصل به ش ىء مما تق ّدم ‪ ،‬ك ان حكمه ىف إحلاق إح دى‬
‫الن ونني حكم الص حيح (‪ )3‬الالم ‪ ،‬إال أن تك ون الي اء الىت هى ض مري الواح دة املخاطبة أو‬
‫الواو الىت هى ضمري أو عالمة مفتوحا ما قبلهما ‪ ،‬فإنّك إذا أحلقت إحدى النونني ‪ ،‬مل‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬زاد يف أ‪ :‬الزيدان‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط زيادة ‪ :‬ما قبلها‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان معتال ‪ ،‬فإن اتصل به شىء مما تق ّدم ‪ ،‬كان حكمه ىف إحلاق إحدى النونني حكم‬
‫الصحيح» مثال ذلك قولك ىف ‪ :‬ارم ‪ ،‬واغز ‪ ،‬وارميا ‪ ،‬واغزوا ‪ ،‬وارموا ‪ ،‬واغزوا ‪ ،‬وارمى ‪ ،‬واغزى ‪ ،‬ارمني‬
‫وارمن ‪ ،‬واغ ز ّن ‪ ،‬وارمين ا ّن ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وارمن ‪ ،‬واغ ز ّن ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ،‬واغ زون ‪ :‬ارمني ‪ ،‬واغ زو ّن ‪ ،‬وارمي ا ّن ‪ ،‬واغ زوا ّن ‪،‬‬
‫واغزونا ّن‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪469 .............................................................................‬‬

‫اخشني ‪ ،‬واخشو ّن‪.‬‬


‫ّ‬ ‫حتذفهما (‪ ، )1‬بل تكسر الياء ‪ ،‬وتضم الواو ؛ فتقول ‪:‬‬
‫وإن مل يتصل به ش ىء ممّا ذكر ‪ ،‬ف إن ك ان آخ ره ألفا ‪ ،‬قلبتها ي اء وفتحتها ‪ ،‬وإن‬
‫ولرتمني ‪ ،‬ولتغزو ّن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لتخشني ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كان آخره ياء أو واوا ‪ ،‬فتحتهما ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫ني ‪،‬‬
‫ارمني ‪ ،‬واخش ّ‬
‫وإن ك ان حمذوف اآلخر ‪ ،‬رددت إليه احملذوف ؛ فتق ول ‪ّ :‬‬
‫واغزو ّن‪.‬‬
‫وبعض بىن ف زارة حيذفون الي اء مما آخ ره ي اء ‪ ،‬وال يردوهنا فيما ح ذفت منه ‪،‬‬
‫ولرتمن ؛ وعلى‬
‫ّ‬ ‫ارمن ‪،‬‬
‫ويلحقون إحدى النونني ‪ ،‬ويبقون ما قبلها مكسورا ؛ فيقولون ‪ّ :‬‬
‫ذلك قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ائله ىف ذلك البلد‬ ‫ابت أص‬ ‫وىّل بعد ج ّدته ‪  ‬ط‬ ‫وابكن عيشا ت‬
‫ّ‬ ‫‪ 292‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقول اآلخر [من الطويل] ‪:‬‬


‫(‪)3‬‬
‫اءك أمجعا‬ ‫لتغنن عىّن ذا إن‬
‫ّ‬ ‫ال باهلل حلفة ‪ ‬‬ ‫إذا هو آىل ق‬ ‫‪ 293‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬حتذفها‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت بال نسبة ىف ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 435 / 11‬والدرر ‪ ، 170 / 5‬وشرح شواهد املغين ‪، 561 / 2‬‬
‫ولسان العرب (لوم) ومغين اللبيب ‪ ، 211 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.79 / 2‬‬
‫الشاهد فيه قوله ‪ :‬وابكن حيث حذف الياء ألهنا بعد كسرة وذلك على لغة بين فزارة واألصل ابكني‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬حلرثية بن عناب‪.‬‬
‫«لتغنني» فحذف الياء ألهنا بعد كسرة على لغة بىن فزارة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫«لتغنن» واألصل‬
‫ّ‬ ‫الشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪:‬‬
‫والبيت ـ أيضا ـ شاهد على أن جواب القسم يفتح بالم كي‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ 443 ، 441 ، 439 ، 435 ، 434 / 11‬والدرر ‪ ، 217 / 4‬وجمالس‬
‫ثعلب ص ‪ ، 606‬واملقاصد النحوية ‪ ، 354 / 1‬وبال نسبة يف ختليص الشواهد ص ‪ ، 107‬وشرح ديوان‬
‫احلماسة للمرزوقي ص ‪ ، 559‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 830 ، 559 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 8 / 3‬ومغين‬
‫اللبيب ‪ ، 210 / 1‬ومهع اهلوامع‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 470‬فهرس املوضوعات‬

‫ذكر األحكام التّصريفيّة‬


‫التّصريف ينقسم قسمني ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ : /‬جعل حروف الكلمة على صيغ خمتلفة لضروب من املعاىن ؛ حنو ‪:‬‬
‫ضرب ‪ ،‬وضارب ‪ ،‬وتضارب ‪ ،‬واضطرب‪.‬‬
‫فالكلمة الىت هى «ض رب» مؤتلفة من ‪ :‬ض اد وراء وب اء ‪ ،‬وقد ب نيت منها ه ذه‬
‫األبنية ملعان خمتلفة‪.‬‬
‫وه ذا الن وع منحصر ىف التص غري والتكسري واملص ادر وأفعاهلا الىت جترى عليها ‪،‬‬
‫اشتق منها بقياس من اسم فاعل أو مفعول أو اسم الزمان أو املكان أو املصدر‬ ‫وسائر ما ّ‬
‫اشتق امسها منه ‪ ،‬واملقصور واملمدود املقيسني‪.‬‬
‫أو اسم اآللة الّىت ّ‬
‫يتوص ل هبا إىل معرفة‬
‫وينبغى أن ن بنّي ىف ه ذا الن وع ح روف الزي ادة واألدلّة الىت ّ‬
‫زيادهتا من أصالتها ؛ فإن أكثر ما ذكر بىن على معرفة ذلك‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬تغرّي الكلمة عن أص لها من غري أن يك ون ذلك التغرّي دااّل على معىن‬
‫طارئ على الكلمة ؛ حنو تغيريهم ‪ :‬قول إىل ‪ :‬قال‪.‬‬
‫أال ت رى أهّن م مل جيعل وا ذلك دليال على معىن خالف املعىن ال ذى ك ان يعطيه ق ول‬
‫الذى هو األصل‪.‬‬
‫وه ذا الن وع منحصر ىف ‪ :‬اإلدغ ام والنقص كع دة ‪ ،‬والقلب ‪ ،‬وأعىن ب ذلك ‪:‬‬
‫[صريورة بعض حروف العلّة إىل بعض](‪ ، )1‬كقال ىف ‪ :‬قول‪.‬‬
‫واإلبدال ‪ ،‬وأعىن بذلك ‪ :‬جعل حرف صحيح مكان حرف علّة ‪ ،‬أو حرف علة‬
‫مك ان ح رف ص حيح ؛ كتخمة ىف ‪ :‬ومخة ‪ ،‬ودين ار ىف ‪ :‬دنّ ار ‪ ،‬أو جعل ح رف ص حيح‬
‫مك ان ح رف ص حيح من غري م وجب ل ذلك ؛ كج دف ىف ‪ :‬ج دث أو جعل ح رف‬
‫ص حيح مك ان ح رف ص حيح جيانسه ىف الص فة ‪ ،‬ويفارقه (‪ )2‬ىف املخ رج ؛ ملوجب كـ‬
‫«مشباء» ىف «شنباء»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬بدل ما بني املعكوفني يف أ‪ :‬جعل حرف علة مكان حرف علة‪.‬‬
‫(‪ )2‬ىف أ‪ :‬يقاربه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪471 .............................................................................‬‬

‫والنّقل ؛ كنقل عني ش اك ‪ ،‬إىل حمل الالم ؛ وكنقل حركة العني إىل الف اء ىف حنو ‪:‬‬
‫قلت ‪ ،‬وبعت‪.‬‬
‫نبني ىف هذا النّ وع حروف البدل ‪ ،‬والقلب ‪ ،‬واألماكن الىت تبدل فيها‬
‫وينبغى أن ّ‬
‫وتقلب واحلروف الىت حتذف ‪ ،‬وأين جيوز نقل احلركة واحلرف ‪ ،‬وأين ال جيوز ذلك‪.‬‬
‫فإذا ّبينّا مجيع ما ذكر ىف هذين النّوعني ‪ ،‬فقد أتينا على مجلة التصريف‪.‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 472‬فهرس املوضوعات‬

‫األول من التّصريف ‪/‬‬


‫ذكر النّوع ّ‬
‫باب التّصغير‬
‫التّصغري يأتى على مخسة معان ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬حتقري شأن الشىء ؛ حنو ‪ :‬زبيد‪.‬‬
‫والث اىن ‪ :‬تقليل ذاته ؛ حنو قولك ‪ :‬بغيل ؛ ومن ه ذا النحو ق وهلم ‪ :‬دويهية ‪ ،‬ىف‬
‫املوت لدقتها وخفائها ‪ ،‬وقول أوس (‪[ )1‬من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ّل وتعمال‬ ‫امخ لن تناله ‪  ‬بقنّته حىّت تك‬ ‫فويق جبيل ش‬ ‫‪ 294‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬أنّه ص عب املرتقى ؛ لكونه ص غريا ش اخما ؛ إذ لو ك ان عظيما ‪ ،‬التّس عت‬


‫طرقه وسهل على سالكه‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬تقليل عدده ؛ حنو قولك ‪ :‬دريهمات‪.‬‬
‫والرابع ‪ :‬تقريب الزمان ؛ حنو قبيل العصر‪.‬‬
‫واخلامس ‪ :‬تق ريب املنزلة ؛ حنو قولك ‪ :‬أخى ‪ ،‬وص ّديقى ‪ ،‬إمنا تريد تق ريب منزلة‬
‫أخيك وصديقك من نفسك ومن هذا النوع قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫‪..............‬‬ ‫هب وهنا ‪ ‬‬
‫أح ار ت رى بريقا ّ‬ ‫‪ 295‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فص غّر ال ربق تقريبا له من نفسه ؛ ألنّه عن ده حمب وب ‪ّ ،‬إما إلتيانه إثر ج ذب ‪ ،‬أو‬
‫ألنّه الح من أفق حمبوبته ‪ ،‬ومل يرد حتقريه ؛ لقوله بعد ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تعارا‬ ‫تعر اس‬ ‫ار جموس تس‬ ‫‪   ................‬كن‬ ‫‪ 296‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط زيادة ‪ :‬أيضا‪.‬‬
‫(‪ )2‬الشاهد فيه ‪ :‬قوله جبيل حيث جاء التصغري مفيدا التعظيم ويرى ابن عصفور أن التصغري هنا يفيد ‪ :‬تقليل‬
‫الذات ؛ ألن اجلبل لو كان عظيما التسعت طرقه وسهل على سالكه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 87‬ومسط الآليل ص ‪ ، 492‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 85‬وشرح شواهد‬
‫املغين ‪ ، 399 / 1‬ولسان العرب (قلزم) ‪ ،‬واملعاين الكبري ص ‪ ، 859‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪706 / 3‬‬
‫‪ ،‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 192 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 114 / 5‬ومغين اللبيب ‪.135 / 1‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬مملط (صدره المرئ القيس وعجزه للتوءم اليشكري)‪.‬‬
‫وىف البيت ثالثة شواهد ‪:‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪473 .............................................................................‬‬

‫فأما قوهلم ‪ :‬دوابة وشوابة ‪ ،‬ىف تصغري دابّة ‪،‬‬


‫وال يصغّر اسم من األمساء إال بالياء ‪ّ ،‬‬
‫وشابّة ‪ ،‬فعلى إبدال األلف من الياء ‪ ،‬واألصل ‪ :‬شويبة ‪ ،‬ودويبة‪.‬‬
‫وأما قول الراعى (‪[ )1‬من الكامل] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ديال‬ ‫دعو بقارعة الطّريق ه‬ ‫اة جناحه ‪  ‬ي‬ ‫الرم‬
‫هداهد كسر ّ‬ ‫‪ 297‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فإمّن ا عىن هبداهد ‪ :‬محاما كثري اهلداهد ؛ كما قالوا ‪ :‬جالجل للكثري اجلالجل‪.‬‬
‫ردد الصوت‪.‬‬
‫يقال ‪ :‬هدهد احلمام هدهدة إذا ّ‬
‫وأكثر ما ذهب إليه بعض الناس من أنّه تصغري هدهد ليس بصحيح‪.‬‬
‫__________________‬
‫األول ‪ :‬ـ وهو املقصود هنا ـ قوله ‪« :‬بريقا» تصغري «برق» والتصغري فيه يفيد تقريب املنزلة‪.‬‬
‫الثاىن ‪ :‬قوله ‪« :‬حار» ترخيم «حارث»‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬قوله ‪ :‬جموس حيث ترك صرفه على معىن القبيلة ‪ ،‬وهو األكثر ‪ ،‬وجيوز صرفه ‪ ،‬ولكنه قليل‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬دي وان ام رئ القيس ص ‪ ، 147‬ولس ان الع رب (جمس) ‪ ،‬والم رئ القيس يف ش رح ش واهد‬
‫اإليضاح ص ‪ ، 438‬والكتاب ‪ ، 254 / 3‬وبال نسبة يف لسان العرب (جمس) ‪ ،‬وما ينصرف وما ال ينصرف‬
‫ص ‪.60‬‬
‫(‪ )1‬عبيد بن حصني بن معاوية بن جندل النمريي ‪ ،‬أبو جندل ‪ :‬شاعر من فحول احملدثني كان من جلّة قومه‪.‬‬
‫مرا‬
‫ولقب بالراعي لكثرة وصفه اإلبل ‪ ،‬عاصر جريرا والفرزدق‪ .‬وكان يفضل الفرزدق ‪ ،‬فهجاه جرير هجاء ّ‬
‫وهو من أصحاب امللحمات‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم (‪ ، )188 / 4‬األغ اين (‪ ، )168 / 20‬خزانة البغ دادي (‪ .)54 / 1‬والش عر‬
‫والشعراء (‪.)156‬‬
‫(‪ )2‬اهلديل املراد به هنا صوت اهلدهد‪.‬‬
‫الش اهد أن هداهد تص غري هدهد بقلب ي اء التص غري ألفا ‪ :‬وق ال اللحي اين ‪ :‬ق ال الكس ائي ‪ :‬إمنا أراد‬
‫الراعي يف شعره بـ «هداهد» تصغري هدهد فأنكر األصمعي ذلك قال ‪ :‬وال أعرفه تصغريا‪.‬‬
‫قال ابن بري ‪ :‬وهذا تصغري هدهد أبدلت من يائه ألف قال ومثله دوابّة حكاها أبو عمرو ومل يعرف‬
‫هلما ثالث‪.‬‬
‫ينظر ديوانه ص ‪ ، 238‬ولسان العرب (هدد) ‪( ،‬هدل) ‪ ،‬والتنبيه واإليضاح ‪ ، 62 / 2‬ومجهرة اللغة‬
‫ص ‪ ، 1211 ، 194‬وهتذيب اللغة ‪ ، 354 ، 353 / 5‬وكت اب العني ‪ 347 / 3‬وجممل اللغة ‪/ 4‬‬
‫‪ ، 447‬وتاج العروس (هدد) ‪( ،‬هدل) ‪ ،‬واملخصص ‪ ، 134 / 8‬واحليوان ‪ ، 243 / 3‬وبال نسبة يف مجهرة‬
‫اللغة ص ‪ .683‬وراجع املزيد من مص ادر ال بيت يف ديوانه ص ‪ 238‬ـ ‪ ، 239‬البحر احمليط (‪، )51 / 7‬‬
‫معجم البلدان (‪ ، )285 / 3‬املعاين الكبري (‪.)297 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 474‬فهرس املوضوعات‬

‫ط (‪، )1‬‬
‫واألمساء كلّها تص غّر ‪ ،‬إال األمساء املتوغلة ىف البن اء ‪ ،‬وهى الىت مل تع رب ق ّ‬
‫ما ع دا أمساء اإلش ارة ‪ ،‬وال ذى ‪ ،‬والىت من املوص والت وتثنيتهما ومجعهما ‪ ،‬وأيا ‪ ،‬وأمس‬
‫وأول من أمس ‪ ،‬والبارحة [وأمساء أيام األسبوع ‪ ،‬وأمساء شهور السنة](‪ )2‬وعند‬ ‫‪ ،‬وغدا ‪ّ ،‬‬
‫املختص ة بالنفى ؛ حنو ‪ :‬أحد ‪ ،‬وعريب ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ،‬ومع ‪ ،‬وغري ‪ ،‬وحسبك ‪ ،‬وسواك ‪ ،‬واألمساء‬
‫وما ي راد به التكثري حنو ‪« :‬باللّيل والنّه ار» وكال (‪ ، )3‬واألمساء الواقعة على ما جيب‬
‫تعظيمه شرعا (‪ ، )4‬واألمساء العاملة عمل الفعل ؛ [كاسم الفاعل](‪ )5‬؛ لشبهها به‪.‬‬
‫وأما األفع ال ‪ /‬واحلروف ‪ ،‬فال حي ّقر منها ش ىء إال فعل‬‫واألمساء املص غّرة ‪ّ ،‬‬
‫(‪)6‬‬

‫املتعجب من‬
‫التعجب ‪ ،‬فإنّه ح ّقر لش بهه باالسم ‪ ،‬واملراد ب التحقري من جهة املعىن ّ‬
‫(‪)7‬‬
‫ّ‬
‫وصفه‪.‬‬
‫واالسم الذى تريد تصغريه إن كان مر ّكبا من امسني أو من اسم وصوت ‪ ،‬صغّر‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب التصغير‬
‫قوىل ‪« :‬واألمساء كلها تصغر إال األمساء املتوغلة ىف البناء ‪ ،‬وهى الىت مل تعرب قط» مثال ذلك ‪ :‬من‬
‫وما وأين ومىت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )3‬زاد يف أ‪ :‬وأمساء أيام األسبوع وأمساء شهور السنة‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واألمساء الواقعة على ما جيب تعظيمه ش رعا» أعىن ب ذلك ‪ :‬أمساء الب ارئ س بحانه ‪ ،‬وأمساء‬
‫األنبياء ـ صلوات اهلل عليهم أمجعني ـ وما جرى جمرى ذلك ‪ ،‬وإمنا مل جيز تصغري ذلك ؛ ألنه نقص ال يصدر إال‬
‫عن كافر أو جاهل ملا يلزم عنه ‪ ،‬قال املربد ‪ :‬بلغىن أن ابن قتيبة قال ‪« :‬مهيمنا» تصغري مؤمن ‪ ،‬واهلاء بدل من‬
‫اهلمزة ؛ فوجهت إليه أن اتق اهلل ؛ فإن هذا يوجب الكفر على من تعمده ‪ ،‬وإمنا هو مثل مسيطر‪.‬‬
‫ف إن قيل ‪ :‬إمنا يل زم الكفر متعم ده على م ذهبكم إلنك ار تص غري التعظيم ‪ ،‬وأما على م ذهب من جييز‬
‫ذلك فال‪.‬‬
‫ف اجلواب ‪ :‬أن تص غري التعظيم مل يثبت من كالمهم ‪ ،‬وبتق دير أن ذلك ث ابت ىف كالمهم فينبغى أال‬
‫يقدم على ذلك ‪ ،‬ملا فيه من اإليهام‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬سقط يف أ‪.‬‬
‫(‪ )6‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬واألمساء املصغرة» مثل ‪ :‬كميت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )7‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وأما األفع ال واحلروف ‪ ،‬فال حيقر منها شئ إال فعل التعجب» مث ال ذلك قوله [من‬
‫البسيط] ‪:‬‬
‫مر‬ ‫والس‬
‫ال ّ‬ ‫الض‬
‫ائكن ّ‬
‫ّ‬ ‫د ّن لنا ‪  ‬من هؤليّ‬ ‫ياما أميلح غزالنا ش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر البيت للمجنون ىف ديوانه ص ‪ ، 130‬وله أو للعرجى أو لبدوى امسه كامل‬


‫فهرس املوضوعات ‪475 .............................................................................‬‬

‫الص در منه ‪ ،‬على قي اس تص غريه ‪ ،‬لو مل يكن مركبا ‪ ،‬فتق ول ىف تص غري ‪« :‬بعلب ك» ‪:‬‬
‫ك ‪ ،‬وىف تص غري عمرويه ‪ :‬عمريويه ‪ ،‬وإن ك ان مض افا ‪ ،‬ف إن ك ان علما «كعبد‬ ‫بعيلب ّ‬
‫مناف» ‪ ،‬أو جاريا جمراه كأىب بكر ‪ ،‬وسعيد كرز ‪ ،‬صغّرت املضاف على قياس تصغريه ‪،‬‬
‫لو مل يكن مض افا ‪ ،‬ومل جيز تص غري املض اف إليه ‪ ،‬وإن مل يكن علما وال جاريا جمراه ؛‬
‫كغالم خالد ف إن أردت تص غريمها ‪ ،‬أو تصغري أح دمها ‪ ،‬جاز ذلك ‪ ،‬ويكون تصغري ك ّل‬
‫واحد منهما على قياس تصغريه قبل اإلضافة‪.‬‬
‫وإن كان غري مر ّكب وال مضاف ‪:‬‬
‫فإما أن يكون مفردا ‪ ،‬أو مثىّن ‪ ،‬أو مجع سالمة ‪ ،‬أو مجع تكسري ‪ ،‬أو اسم جنس ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫أو اسم مجع‪.‬‬
‫فإن كان اسم جنس ‪ ،‬أو اسم مجع ‪ ،‬صغّر على قياس نظائره من املفردات ؛ فتقول‬
‫ىف تصغري ‪ :‬قوم ‪ ،‬ومتر ‪ :‬قومي ‪ ،‬ومتري‪.‬‬
‫وإن ك ان مجع تكسري ‪ :‬ف إ ّن القليل منه يص غّر على قي اس نظ ريه من املف ردات ؛‬
‫فتقول ىف تصغري أفلس ‪ :‬أفيلس ‪ ،‬وىف تصغري غلمة ‪ :‬غليمة ‪ ،‬وىف تصغري أرغفة ‪ :‬أريغفة‪.‬‬
‫إال ما كان على وزن أفعال ‪ ،‬فإنّه خالف تصغريه قياس تصغري نظائره من املفردات‬
‫ىف بقاء األلف فيه ‪ ،‬وقلبها ىف املفرد ؛ فتقول ىف ‪ :‬أمجال ‪ ،‬أجيمال ‪ ،‬وىف إمجال ‪ ،‬مصدر‬
‫أمجل ‪ ،‬أجيميل‪.‬‬
‫رد إليه ىف التصغري ؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬فتيان‬
‫وأما الكثري ‪ :‬فإن كان له مجع قلّة ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬وعنوق ‪ ،‬وفلوس ‪ :‬فتيّة وأعينق ‪ ،‬وأفيلس ‪ ،‬وإن شئت ح ّقرت الواحد ومجعته‬
‫__________________‬
‫الثقفى أو ل ذى الرمة أو للحسني بن عبد اهلل ىف خزانة األدب ‪ ، 97 ، 96 ، 93 / 1‬وال درر ‪234 / 1‬‬
‫ولكامل الثقفى أو للع رجى ىف ش رح ش واهد املغىن ‪ ، 962 / 2‬وللع رجى ىف املقاصد النحوية ‪، 416 / 1‬‬
‫‪ ، 643 / 3‬وصدره لعلى بن أمحد العريىت ىف لسان العرب (شدن) ‪ ،‬ولعلى بن حممد العريىن ىف خزانة األدب‬
‫‪ ، 98 / 1‬ولعلى بن حممد املغرىب ىف خزانة األدب ‪ ، 233 / 5 ، 363 / 9‬وبال نسبة ىف أسرار العربية ص‬
‫‪ ، 115‬واإلنصاف ‪ ، 127 / 1‬وخزانة األدب ‪ ، 237 / 1‬وشرح األمشوىن ‪ ، 366 / 2‬وشرح شافية ابن‬
‫احلاجب ‪ ، 190 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 135 / 5‬ومغىن اللبيب ‪ ، 682 / 2‬ومهع اهلوامع ‪/ 2 ، 76 / 1‬‬
‫‪ .]191‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 476‬فهرس املوضوعات‬

‫ب الواو والن ون ‪ ،‬إن ك ان م ذكرا ع اقال ‪ ،‬وب األلف والت اء ‪ ،‬إن ك ان مؤنّثا أو غري عاقل ‪،‬‬
‫فتقول ىف تصغري ‪ :‬فتيان ‪ ،‬وعنوق ‪ ،‬وفلوس ‪ :‬فتيون ‪ ،‬وعنيقات ‪ ،‬وفليسات‪.‬‬
‫وإن مل يكن مجع قلّة صغّرت الواحد ‪ ،‬مث مجعته على ما ذكر (‪ )1‬؛ فتقول ىف تصغري‬
‫رجال ‪ ،‬ومحر مجع أمحر ‪ :‬رجيلون ‪ ،‬وأحيمرون ‪ ،‬وىف تصغري دراهم ‪ ،‬ومحر مجع محراء ‪:‬‬
‫دريهمات ‪ ،‬ومحرياوات‪.‬‬
‫وإن ك ان له مجع قلّة وال واحد له ‪ ،‬ح ّق رت واح ده ال ذى ‪ /‬يقتض يه القي اس ‪ ،‬مث‬
‫مجعته على ما ذكر ؛ تقول ىف تصغري عباديد ‪ :‬عبيديدون ؛ ألنّه إمنا يكون مجع عبداد ‪ ،‬أو‬
‫عبدود ‪ ،‬وكيف كان ‪ ،‬فهذا حتقريه‪.‬‬
‫فأما قوهلم ‪ :‬أصيالن ‪ ،‬ىف أصالن مجع أصيل ‪ ،‬فشاذّ ؛ ألنّه مجع كثرة ‪ ،‬وبعضهم‬ ‫ّ‬
‫يقول ‪ :‬أصالل ؛ فيبدل من النون الما‪.‬‬
‫وك أ ّن ال ذى س ّهل ذلك ‪ :‬أنّه ليس جبمع حقيقى ؛ ألهّن م يقولونه ىف معىن أص يل ‪،‬‬
‫كل جزء من األصيل أصيال جمازا‪.‬‬ ‫لكن مجعوه ملّا جعلوا ّ‬
‫وإن ك ان مثىن أو [جمموع ا](‪ )2‬مجع س المة ‪ ،‬مل تعت ّد بعالمىت التثنية واجلمع ‪،‬‬
‫وص غرته كما كنت تص غّر قبل حلاقهما ؛ فتق ول ىف تص غري ‪« :‬بك رين ‪ ،‬وبك رين ‪،‬‬
‫وهندات» ‪« :‬بكريين ‪ ،‬وبكريين ‪ ،‬وهنيدات»‪.‬‬
‫فإما أن يك ون معربا أو مبنيّا ‪ :‬ف املعرب إن ك ان على ح رفني ‪،‬‬ ‫وإن ك ان مف ردا ‪ّ ،‬‬
‫رد احملذوف‪.‬‬‫ضممت أوله ‪ ،‬وفتحت ثانيه ‪ ،‬وأحلقت ياء التصغري ثالثه ‪ ،‬وال ب ّد من ّ‬
‫فإن كان مؤنثا ‪ ،‬أحلقته التاء ‪ ،‬وإن كان مذ ّكرا ‪ ،‬مل تلحقها إياه ؛ فتقول ىف تصغري‬
‫دمى ‪ ،‬ت رد إليهما احملذوف ‪ ،‬وهو الي اء وت دغم ي اء التص غري‬
‫يد ‪ :‬يديّة ‪ ،‬وىف تص غري دم ‪ّ :‬‬
‫أخى ‪ ،‬ترد إليه احملذوف ‪ ،‬وهو الواو ‪ ،‬مث تقلبها ياء إلدغام ياء‬ ‫فيهما ‪ ،‬وىف تصغري أخ ‪ّ :‬‬
‫وترد إليه ما أبدلت منه ‪ ،‬وهو الواو‬
‫التصغري فيها ‪ ،‬وىف تصغري فم ‪ :‬فويه ‪ ،‬فتحذف امليم ّ‬
‫‪ ،‬وما حذف منه ‪ ،‬وهو اهلاء ؛ بدليل قوهلم ‪ :‬أفواه‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وإن مل يكن له مجع قلة ‪ ،‬ص غرت الواحد ‪ ،‬مث مجعته على ما ذك ر» مث ال ذلك قولك ىف‬
‫تصغري دراهم ‪ :‬دريهمات ‪ ،‬وىف تصغري جعافر ‪ :‬جعيفرون‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط ىف ط‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪477 .............................................................................‬‬

‫رتد إليه (‪ )1‬احملذوف ‪ ،‬وهو الت اء ؛ ب دليل ق وهلم ىف‬


‫وىف تص غري ‪ :‬سه ‪ :‬س تيهة ‪ ،‬ف ّ‬
‫اجلمع ‪ :‬أستاه‪.‬‬
‫وىف تصغري عدة ‪ :‬وعيدة ‪ ،‬وإن شئت ‪ :‬أعيدة ؛ فتقلب الواو مهزة النضمامها‪.‬‬
‫وإذا مسّيت مبا هو ىف األصل على ح رفني ‪ ،‬الث اىن منهما ح رف ص حيح ‪ ،‬حكمت‬
‫له حبكم ما حذفت المه من األمساء الثالثيّة‪.‬‬
‫ألن الالم أك ثر ما حتذف منها ‪ ،‬وحكمت على تلك الالم احملذوفة بأهّن ا ي اء أو واو‬
‫؛ ألهنما أك ثر ما حيذف من الالم ات ؛ وذلك حنو أن تس ّمى رجال بـ (إن) الىت للج زاء ‪،‬‬
‫فإنك إذا صغّرته قلت ‪ :‬أىنّ‪.‬‬
‫وإن ك ان على ثالثة أح رف ‪ ،‬ف إن ك ان أحد حروفه ت اء اإلحلاق أو مهزة الوصل‬
‫املعوض تني من احملذوف ‪ ،‬ح ذفتهما ورددت احملذوف كما فعلت فيما هو على ح رفني ؛‬
‫وبىن ‪ ،‬وبنيّة ‪ ،‬وأخيّة‬
‫مسى ‪ّ ،‬‬
‫فتقول ىف تصغري ‪ :‬اسم ‪ ،‬وابن ‪ ،‬وأخت ‪ ،‬وبنت ‪ّ :‬‬
‫وإن مل يكن أحد حروفه الت اء ‪ /‬وال اهلم زة ‪ ،‬ف إن ك ان ص حيحا ض ممت أوله‬
‫وفتحت ثانيه ‪ ،‬وأحلقت ي اء التص غري إليه (‪ ، )2‬ف إن ك انت فيه ت اء الت أنيث ‪ ،‬مل حتذفها ؛‬
‫فتقول ىف تصغري طلحة ‪ :‬طليحة ‪ ،‬وإن مل تكن فيه تاء ‪ ،‬فإن كان مذ ّكرا ‪ ،‬مل تلحقه التاء‬
‫؛ حنو ‪ :‬رجيل ‪ ،‬وحجري‪.‬‬
‫وإن كان مؤنّثا ‪ ،‬أحلقته إيّاها ؛ حنو ‪ :‬قدمية ‪ ،‬ىف تصغري قدم ‪ ،‬إال البضع (‪ )3‬والعشر‬
‫‪ ،‬وم ادون العشر من أمساء ع دد املؤنث الىت هى على ثالثة أح رف ‪ ،‬وإال ألفاظا من‬
‫املؤنث ش ّذت العرب فيها ‪ ،‬فلم تلحقها تاء التأنيث ‪ ،‬وهى ‪ :‬عرس ‪ ،‬ودرع ‪ ،‬وحرب ‪،‬‬
‫ثهن ‪ ،‬وعرب (‪ ، )4‬و «خنل» وفرس‪.‬‬ ‫ىف لغة من أنّ ّ‬
‫وقد قالوا ىف عرس ‪ :‬عريسة ‪ ،‬على القياس [واملضعف مثله](‪ )5‬كذلك ‪ ،‬إال أ ّن‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬نزد إليه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬به‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬الضبع‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وهى ع رس ودرع وح رب وع رب» مث ال ذلك قولك ‪ :‬ع ريس ‪ ،‬ودريع ‪ ،‬وح ريب ‪،‬‬
‫وعريب‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف أ‪ :‬وإن كان مضعفا‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 478‬فهرس املوضوعات‬

‫لتوسط ياء التصغري بني املثلني ؛ تقول ىف د ّن ‪ :‬دنني‪.‬‬


‫اإلدغام يزول ّ‬
‫وإن ك ان معت ّل الف اء ‪ ،‬فك ذلك إال أنك إن ش ئت قلبت ال واو مهزة ‪ ،‬فتق ول ىف‬
‫تصغري ‪ :‬يسر ‪ ،‬ووعد ‪ :‬يسري ‪ ،‬ووعيد ‪ ،‬وإن شئت قلت ‪ :‬أسري ‪ ،‬وأعيد‪.‬‬
‫وإن ك ان معت ّل العني ‪ ،‬ف إن ك انت عينه ي اء أو واوا ‪ ،‬فعلت به أيضا ك ذلك ‪ ،‬إال‬
‫أنه [لك أن تكسر](‪ )1‬الفاء إتباعا للعني إن كانت ياء ‪ ،‬فتقول ىف تصغري ‪ :‬بيت ‪ :‬بويت ‪،‬‬
‫وب ييت إن ش ئت وىف تص غري ق ول ‪ :‬قويل ‪ ،‬فأما ق وهلم ىف تص غري ‪ :‬الش ول ‪ ،‬وال ّذود ‪،‬‬
‫والقوس ‪ :‬شويل ‪ ،‬وذويد ‪ ،‬وقويس ‪ ،‬بغري تاء فشاذّ‪.‬‬
‫وقد قالوا ‪ :‬قويسة ‪ ،‬على القياس‪.‬‬
‫وإن كانت الفاء رددهّت ا إىل أصلها الذى انقلبت عنه ‪ ،‬وهو الياء ‪ ،‬أو الواو‪.‬‬
‫ويكون حكم االسم ىف التصغري كحكم ما العني منه ياء أو واو ‪ ،‬فتقول ىف تصغري‬
‫السن ‪ ،‬ودار ‪ :‬بويب ‪ ،‬ونييب ‪ ،‬ودوير‪.‬‬ ‫‪ :‬باب ‪ ،‬وناب ‪ ،‬الذى يراد به ّ‬
‫وأما قوهلم ىف تصغري الناب للمسنّة من اإلبل ‪ :‬نييب ‪ ،‬فشاذّ‪.‬‬
‫وقد قالوا ‪ :‬نويب ‪ ،‬فش ّذوا ىف تصغريها شذوذين ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬رد األلف إىل الواو ‪ ،‬وإن كان أصلها الياء‪.‬‬
‫واآلخر ‪[ :‬ترك إحلاقها](‪ )2‬تاء التأنيث ‪ ،‬وهى مؤنثة‪.‬‬
‫وإن جهل أص لها (‪ )3‬حنو ألف ‪ :‬آءة ‪ ،‬أو ك انت حنو ألف ه اء احملذوف من ه اء‬
‫قلبت واوا‪.‬‬
‫وإن ك ان معتل الالم ‪ ،‬فعلت به ـ أيضا ـ ك ذلك ‪ ،‬إال أنك ت دغم ي اء التص غري ىف‬
‫حرف العلّة بعدها ؛ فيصري مجيع ذلك إىل الياء ؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬جرو ‪ ،‬وظىب ‪ ،‬وعصا‬
‫وظىب ‪ ،‬وعصيّة‪.‬‬
‫جرى ‪ّ ،‬‬ ‫‪ّ :‬‬
‫وإن كان على أربعة أحرف ‪ :‬فإن كان صحيحا ‪ ،‬ضممت أوله وفتحت ثانيه ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬إنك إن شئت كسرت‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬إن مل يلحقوا‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن جهل أصلها ‪ ...‬قلبت واوا» مثال ذلك قولك ىف حتقري آء اسم شجر ‪:‬‬
‫أوي‪ .‬أه‪.‬‬
‫ّ‬
‫فهرس املوضوعات ‪479 .............................................................................‬‬

‫وأحلقت ‪ /‬ياء التصغري ثالثه ‪ ،‬وكسرت ما بعدها ؛ حنو ‪ :‬جعيفر‪.‬‬


‫وإن كانت فيه تاء تأنيث ثبتت ؛ حنو ‪ :‬دحريجة‪.‬‬
‫وإن مل تكن فيه [مل](‪ )1‬تلحقها إيّاه‪.‬‬
‫وإن ك ان االسم واقعا على م ؤنّث ؛ حنو ‪ :‬خنيصر ؛ ف إن ك ان مض عف الوسط ‪،‬‬
‫لتوس ط علم التص غري بني املثلني ؛ فتق ول ىف تص غري ‪ :‬ب ّقم ‪،‬‬
‫فك ذلك إال أن اإلدغ ام ي زول ّ‬
‫بقيقم‪.‬‬
‫وإن ك ان مض ّعف اآلخر ‪ ،‬فك ذلك ‪ ،‬إال أنك ال تكسر ما بعد ي اء التص غري ؛ بل‬
‫دق ‪ ،‬م ديق‪ .‬وإن مل يكن أح دمها‬ ‫تبقى املدغم على ما ك ان عليه ؛ فتق ول ىف تص غري ‪ :‬م ّ‬
‫الص حيح ‪ ،‬وإن شئت زدت ياء قبل اآلخر ؛ تفرقة‬ ‫مدغما ىف اآلخر ‪ ،‬كان حكمه حكم ّ‬
‫بني املثلني ؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬قردد ‪ ،‬قريدد ‪ ،‬وقريديد ‪ ،‬إن شئت‪.‬‬
‫وإما ألفا ‪ ،‬فإن كان ياء‬ ‫فإما ياء ّ‬
‫وإن كان آخر حروفه حرف علّة ‪ ،‬فإن كان رابعا ّ‬
‫‪ ،‬فحكمه حكم الصحيح ؛ تقول ىف تصغري ‪ :‬معط ‪ ،‬معيط‪.‬‬
‫وإن ك ان ألفا لغري ت أنيث ‪ ،‬فك ذلك إال أنك تقلب األلف ي اء النكس ار ما قبلها ؛‬
‫فتقول ىف تصغري ‪ :‬أرطى ‪ :‬أريط‪.‬‬
‫وإن ك انت للت أنيث فك ذلك ‪ ،‬إال أنّك ال تكسر ما بعد ي اء التص غري ؛ فتق ول ىف‬
‫تصغري ‪ :‬حبلى ‪ ،‬حبيلى‪.‬‬
‫وإما ألفا ‪ ،‬ف إن ك ان ألفا فك ذلك ‪ ،‬إال أنك‬ ‫وإما واوا ّ‬‫فإما ي اء ّ‬
‫وإن ك ان ثالثا ‪ّ ،‬‬
‫ت دغم ي اء التص غري فيها بعد تص يريها ي اء ؛ فتق ول ىف تص غري ‪ :‬من ار ‪ ،‬وكت اب ‪ :‬م نرّي ‪،‬‬
‫وكتيّب‪.‬‬
‫وق الوا ىف وراء ‪ :‬وريئة ؛ ألهّن ا ال تنص رف ‪ ،‬فلو مل تلحقها (‪ )2‬الت اء ىف التص غري ؛‬
‫لتوهم أن االسم مذ ّكر‪.‬‬
‫وإن كان ياء أدغمت ياء التصغري فيها ‪ ،‬فتقول ىف تصغري ‪ :‬عثري ‪ :‬عثرّي ‪.‬‬
‫وإن ك ان واوا ‪ ،‬فإهّن ا إن ك انت زائ دة لغري اإلحلاق ‪ ،‬قلبتها ي اء وأدغمت ي اء‬
‫التصغري‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬يلحقوا‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 480‬فهرس املوضوعات‬

‫فيها فتقول ىف عجوز ‪ :‬عجيّز‪.‬‬


‫وإن ك انت أص لية أو زائ دة لإلحلاق ‪ ،‬ج از لك فيها القلب وال رتك ؛ فتق ول ىف‬
‫تصغري أسود ‪ ،‬وجهور ‪ :‬أسيود ‪ ،‬وجهيور ‪ ،‬وإن شئت ‪ :‬أسيّد ‪ ،‬وجهرّي ‪.‬‬
‫وإن ك ان ثانيا ‪ ،‬فعلت به ما تفعل بالص حيح ‪ ،‬إال أنك تقلب األلف واوا ‪ ،‬فتق ول‬
‫ىف تصغري ضارب ‪ ،‬وصيقل ‪ ،‬وكوثر ‪ :‬ضويرب ‪ ،‬وصييقل ‪ ،‬وكويثر‪.‬‬
‫وإن ك ان أوال ‪ ،‬فك ذلك أيضا ‪ ،‬إال أنك تقلب ال واو مهزة ‪ ،‬وال يل زم ذلك إال أن‬
‫وميني ‪،‬‬
‫تك ون بع دها واو أخرى ؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬واصل ‪ ،‬وميني ‪ ،‬ووقود ‪ :‬أو يصل ّ‬
‫ووقيد ‪ ،‬وأقيّد إن شئت‪.‬‬
‫وإن ك ان على أزيد من أربعة أح رف ‪ ،‬ومل يكن ىف آخ ره ألف الت أنيث ‪ ،‬وال‬
‫األلف والنون الزائدتان ىف ‪ /‬اآلخر ‪ ،‬وال العالمتان اللتان مها األصل للتثنية واجلمع السامل‬
‫؛ فإنّه إن مل تكن فيه زيادة حذفت آخره ‪ ،‬مث ص غّرته كتصغري الرباعى ؛ فتقول ىف تصغري‬
‫‪ :‬سفرجل ‪ ،‬سفريج‪.‬‬
‫وإن شئت ‪ ،‬عوضت من احملذوف ياء قبل اآلخر‪.‬‬
‫وك ذلك تفعل بك ّل حمذوف منه ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬س فرييج ‪ ،‬إاّل أن يك ون احلرف ال ذى‬
‫قبل اآلخر من حروف الزيادة ‪ ،‬أو مشبها حبرف منها‪.‬‬
‫واآلخر ليس ك ذلك ؛ فإنّك حتذف إذ ذاك اآلخر ‪ ،‬وإن ش ئت ‪ ،‬ح ذفت ما قبله ؛‬
‫فتقول ىف تصغري خورنق ‪ ،‬وفرزدق ‪ :‬خويرق ‪ ،‬وخويريق ‪ ،‬وفريزق وفريزيق ‪ ،‬وإن شئت‬
‫قلت ‪ :‬خويرن وخويرين ‪ ،‬وفريزد وفريزيد‪.‬‬
‫فإن كان اآلخر من حروف الزيادة ‪ ،‬مل حتذف غريه ؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬مشردل ‪:‬‬
‫مشريد‪.‬‬
‫وإن كان (‪ )1‬فيه زيادة ‪ ،‬فإنه إن كان على مخسة أحرف ‪ ،‬ورابعه حرف علّة زائد‬
‫‪ ،‬ملحقا كان أو غري ملحق ‪ ،‬مل حتذف منه شيئا ‪ ،‬إال أنّك تقلب حرف العلّة ياء إن كان‬
‫ألفا أو واوا ؛ فتق ول ىف تص غري ‪ :‬قن ديل ‪ ،‬وهبل ول ‪ ،‬وس ربال ‪ ،‬ومس رول ‪ :‬قني ديل ‪،‬‬
‫وهبيليل ‪ ،‬وسريبيل ‪ ،‬ومسرييل‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬كانت‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪481 .............................................................................‬‬

‫إال أن يك ون احلرف امللحق قد أدغم فيه ما قبله ‪ ،‬فإنه ال ب ّد إذ ذاك من احلذف ؛‬


‫عوضت فقلت‬ ‫عطود ‪ :‬عطيّد ‪ ،‬فتحذف إحدى الواوين ‪ ،‬وإن شئت ّ‬ ‫فتقول ىف تصغري ‪ّ :‬‬
‫‪ :‬عطيّيد‪.‬‬
‫وقالوا ‪ :‬قديدمية ‪ ،‬ىف تصغري ق ّدام ‪ ،‬للعلة الىت تقدمت ىف ‪ :‬وراء‪.‬‬
‫وإن مل يكن ك ذلك ‪ ،‬فال ب ّد من احلذف حىت تصري على أربعة أح رف ‪ ،‬أو على‬
‫مخسة ‪ ،‬رابعه حرف علّة زائد ‪ ،‬وحينئذ تصغره‪.‬‬
‫ف إن مل يكن فيه إال زي ادة واح دة ‪ ،‬ح ذفتها حيثما ك انت ؛ فتق ول ىف تص غري ‪:‬‬
‫مدحرج ‪ ،‬وجمحفل ‪ :‬دحريج ‪ ،‬وجحيفل ‪ ،‬وإن شئت قلت ‪ :‬دحرييج ‪ ،‬وجحيفيل‪.‬‬
‫وإن كان فيها أكثر من زيادة واحدة ‪ ،‬واحتجت إىل حذف بعض وإبقاء بعض ‪،‬‬
‫فإنّك حتذف ما ي ؤدى إىل قلّة احلذف أو ع دم تواليه ‪ ،‬وت رك ما ليس ك ذلك ؛ فتق ول ىف‬
‫تص غري ‪ :‬عيطم وس ‪ ،‬عطيميس ‪ ،‬فتح ذف الي اء ؛ ألنّك لو ح ذفت ال واو ‪ ،‬الحتجت إىل‬
‫فلما حذفت الياء ‪ ، /‬مل حتتج إىل حذف ؛ لبقاء االسم على مخسة أحرف‬ ‫حذف الياء ‪ّ ،‬‬
‫ورابعه حرف علّة زائدة ‪ ،‬وكذلك أيضا تقول ىف تصغري ‪ :‬إبراهيم ‪ ،‬وإمساعيل ‪ :‬بريهيم ‪،‬‬
‫ومسيعيل ؛ أل ّن اهلم زة وامليم والالم حكمت هلا الع رب حبكم احلروف املزي دة‪ .‬ب دليل أهّن م‬
‫ملا صغروها تصغري الرتخيم ‪ ،‬قالوا ‪ :‬بريه ‪ ،‬ومسيع ‪ ،‬فحذفوها‪.‬‬
‫ّ‬
‫ترخم ‪ ،‬وجب أن حتذف اهلمزة وترتك امليم والالم ؛ أل ّن حذفهما يؤدى إىل‬ ‫ّ‬ ‫مل‬ ‫فإذا‬
‫حذف الياء فيتواىل احلذف‪.‬‬
‫السماع ؛ حكى ذلك أبو زيد وغريه‪.‬‬ ‫ومبقتضى هذا القياس ورد ّ‬
‫فإما أن تك ون ملحقة أو غري ملحقة ‪ ،‬أو بعض ها ملحق ‪،‬‬ ‫ف إن تس اوت ىف ذلك ‪ّ ،‬‬
‫وبعضها غري ملحق‪.‬‬
‫ف إن ك انت غري ملحقة ‪ ،‬وك انت لغري معىن ‪ ،‬فإنّك تبقى ال ذى هو لفظ األصل ‪،‬‬
‫وحتذف ما ليس ك ذلك ؛ فتق ول ىف تص غري ‪ :‬محارة ‪ :‬محرية ‪ ،‬ت رتك ال راء ؛ ألهّن ا من لفظ‬
‫األصل ‪ ،‬وحتذف األلف‪.‬‬
‫فإن كانت من لفظ األصل ‪ ،‬حذفت الىت ال يؤدى حذفها إىل ثقل ‪ ،‬وال إىل بناء‬
‫‪ ............................................................................. 482‬فهرس املوضوعات‬

‫غري موج ود ‪ ،‬وت ركت ما ليس ك ذلك ؛ فتق ول ىف تص غري ‪ :‬ذرح رح ‪« :‬ذري رح» على‬
‫عوضت ‪ ،‬ومل تقل ‪« :‬ذحير» ؛ أل ّن وزنه «فعيلع» ‪ ،‬وهو‬ ‫وزن ‪« :‬فعيعل» ‪ ،‬وذريريح إن ّ‬
‫بناء غري موجود ‪ ،‬وال «ذحريح» (‪ )1‬؛ ألنه على وزن «فليعل» ‪ ،‬وهو (‪ )2‬ـ أيضا ـ بناء غري‬
‫موجود ‪ ،‬وال «ذرحيح» لثقل اجتماع املثلني‪.‬‬
‫وإن ك انت من غري لفظ األصل ‪ ،‬ح ذفت ـ أيضا ـ ما ال ي ؤدى حذفه إىل بن اء غري‬
‫موج ود ‪ ،‬وت ركت ما ليس ك ذلك ؛ فتق ول ىف تص غري ‪« :‬استض راب» ‪ ،‬اسم رجل ‪:‬‬
‫تضرييب ؛ كتجيفيف فتذهب مهزة الوصل (‪ )3‬النضمام األول ‪ ،‬وحتذف السني ؛ ألنك لو‬
‫حذفت التاء لقلت ‪« :‬سضرييب» ‪ ،‬و «سفيعيل» ليس من أبنية كالمهم‪.‬‬
‫وإن مل ي ؤد ح ذف ش ىء منها إىل ما ليس من أبنية كالمهم ‪ ،‬ح ذفت املفض ولة ‪،‬‬
‫وتركت الفاضلة‪.‬‬
‫والفاض لة هى املتحركة املتقدمة ‪ ،‬واملفض ولة هى الس اكنة املت أخرة ‪ ،‬فتق ول ىف‬
‫تصغري ‪ :‬إستربق ‪ :‬أبريق ‪ ،‬فتذهب السني والتاء لتأخرمها ‪ ،‬وترتك اهلمزة لتقدمها ‪ ،‬فإن‬
‫تفاضلتا حذفت أيّهما شئت ؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬قلنسوة ‪ ،‬إن حذفت الواو ؛ ألن النون‬
‫عوضت‪.‬‬ ‫فضلتها ‪ /‬بالتقدم ‪ :‬قلينسة ‪ ،‬وقلينيسة ‪ ،‬إن ّ‬
‫وإن ح ذفت الن ون ؛ ألن ال واو فض لتها ب التحرك ‪ ،‬قلت ‪ :‬قليس ية ‪ ،‬وقليس يّة ‪،‬‬
‫عوضت‪.‬‬ ‫بالتشديد إن ّ‬
‫وإن ك انت ملعىن ؛ فإنك تثبت املتق ّدمة ‪ ،‬وحتذف املت أخرة ؛ فتق ول ىف تص غري ‪:‬‬
‫مقتدر ‪ :‬مقيدر ‪ ،‬ومقيدير ‪ ،‬إن عوضت ‪ ،‬فتثبت امليم ؛ لتقدمها وحتذف التاء لتأخرها‪.‬‬
‫وإن كان بعضها ملعىن ‪ ،‬وبعضها ليس كذلك ‪ ،‬حذفت الىت لغري معىن ‪ ،‬فتقول ىف‬
‫تصغري ‪ :‬مضارب ‪ :‬مضريب ‪ ،‬ومضرييب إن عوضت‪.‬‬
‫إال أن تك ون الىت هلا معىن ىف الط رف ‪ ،‬فإنّك خمري ىف ح ذف أيهما ش ئت ‪ ،‬فتق ول‬
‫ىف تصغري ‪ :‬حبارى ‪ :‬حبريى ‪ ،‬حبذف األلف األوىل ‪ ،‬وهو االختيار ؛ ألهنا لغري‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬ذحرييح‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬وهو‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬األصل‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪483 .............................................................................‬‬

‫لتطرفها ‪ ،‬وإن ش ئت قلت ‪ :‬حب رية ‪ ،‬فتع وض منها‬ ‫معىن ‪ ،‬وحبري حبذف ألف الت أنيث ّ‬
‫التاء‪.‬‬
‫وإن ك انت ملحقة ‪ ،‬فإنك حتذف الىت ليست من لفظ األصل وت رتك الىت هى من‬
‫لفظه ؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬عفنجج ‪ ،‬عفيجج ‪ ،‬وعفيجيج إن عوضت‪.‬‬
‫متحركة وبعي دة من الط رف ‪ ،‬والىت من‬ ‫إال أن تك ون الىت ليست من لفظ األصل ّ‬
‫لفظ األصل ليست ك ذلك ؛ فإنك إذ ذاك باخلي ار ىف ح ذف أيّهما ش ئت ؛ فتق ول ىف‬
‫تصغري ‪« :‬كوالل» ‪ ،‬إن حذفت الواو ‪ :‬كييلل ‪ ،‬و «كييليل» إن عوضت ‪ ،‬وإن حذفت‬
‫الالم قلت ‪ :‬كويل ‪ ،‬وكوييل ‪ ،‬إن عوضت‪.‬‬
‫أو تكون الىت من لفظ األصل قد زيدت ىف الرتتيب بعد الىت ليست من لفظ األصل‬
‫؛ فإنك إذ ذاك حتذف الىت من لفظ األصل ال غري فتق ول ىف تص غري عث ول ‪ :‬ع ثيول ‪،‬‬
‫قرشب‬
‫ّ‬ ‫عوضت ‪ ،‬فتحذف إحدى الالمني ؛ ألهنا متحركة كالباء الزائدة ىف ‪:‬‬ ‫وعثيويل إن ّ‬
‫‪ ،‬وترتك الواو ؛ ألهّن ا مبنزلة الشني منها‪.‬‬
‫أال ترى أ ّن عثوال كدرهم ‪ ،‬مث زيدت الالم لإلحلاق بـ ‪« :‬قرطعب» ؛ كما زيدت‬
‫«قرشب» كذلك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الباء ىف ‪:‬‬
‫وإن ك انت من لفظ األصل ‪ ،‬ح ذفت الىت ال ي ؤدى ح ذفها إىل ثقل ‪ ،‬وال إىل بن اء‬
‫غري موجود ‪ ،‬وتركت ما ليس كذلك ؛ فتقول ىف تصغري ‪« :‬مرمريس» ‪ ،‬و «صمحمح»‬
‫عوضت‪.‬‬‫‪ :‬مريرس ‪ ،‬ومريريس ‪ ،‬وصميمح ‪ ،‬وصميميح إن ّ‬
‫وال تقل ‪ :‬ممريس ‪ ،‬وال ص ميحح ؛ ملا ىف ذلك من ثقل اجتم اع ‪ /‬املثلني ‪ ،‬وال‬
‫م رمييس ؛ ألنه فعيفيل ‪ ،‬وال رم رييس ‪ ،‬ألنّه عفيعيل ‪ ،‬ومها بن اءان غري موج ودين ‪ ،‬وال‬
‫«صحيمح» ؛ ألنّه فليعل ‪ ،‬وال صميحم ؛ ألنّه فعيلع ‪ ،‬ومها ـ أيضا ـ بناءان غري موجودين‪.‬‬
‫وإن كانت من غري لفظ األصل ‪ ،‬حذفت املفضولة ‪ ،‬وتركت الفاضلة‪.‬‬
‫والتفاضل يك ون مبا تق ّدم ذك ره ؛ فتق ول ىف تص غري أرن دج ‪ :‬أري دج وأري ديج إن‬
‫عوضت ؛ فتحذف النون وتثبت اهلمزة ؛ ألهّن ا فضلتها بالتق ّدم واحلركة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وكذلك ـ أيضا ـ تفعل بـ «ألندد» إال أنّك تدغم فتقول ‪ :‬أليّ ّد ؛ أل ّن أفيّعال مل‬
‫‪ ............................................................................. 484‬فهرس املوضوعات‬

‫جيئ ىف كالمهم ملحقا‪.‬‬


‫وإن تفاضلتا ‪ ،‬كنت باخليار ىف حذف أيّهما شئت ؛ فتقول ىف تصغري ‪ ،‬حبنطى ‪،‬‬
‫إن حذفت األلف ؛ أل ّن النون قد فضلتها بالتقدم ‪ :‬حبينط وحبينيط إن عوضت‪.‬‬
‫وإن حذفت النون ألن األلف قد فضلتها ‪ ،‬بأهّن ا (‪ )1‬ىف نيّة احلركة ‪ ،‬قلت ‪ :‬حبيطى‬
‫وحبيّطى إن عوضت‪.‬‬
‫وإن كان بعضها لإلحلاق وبعضها لغري اإلحلاق ‪ ،‬فإن كانت الىت لغري إحلاق ملعىن ‪،‬‬
‫وهى ىف أول الكلمة (‪ ، )2‬أثبتها وح ذفت امللحقة ؛ فتق ول ىف ‪ :‬مقعنسس ‪ :‬مقيعس ‪،‬‬
‫ومقيعيس ‪ ،‬إن عوضت ‪ ،‬فتحذف النون وإحدى السينني ‪ ،‬وإن مل تكن كذلك ‪ ،‬حذفت‬
‫غري امللحقة ‪ ،‬وتركت امللحقة ؛ فتقول ىف تصغري عرضىن ‪ :‬عريضن ‪ ،‬فتثبت النون ؛ ألهنا‬
‫ملحقة وحتذف ألف التأنيث‪.‬‬
‫وأثبت امللحقة ؛ فتق ول ىف تص غري ‪ :‬حطايط ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وإن ك انت لغري معىن ‪ ،‬ح ذفتها‬
‫وجوالق ‪ ،‬وزراقم اسم رجل ‪ :‬حطيط ‪ ،‬وجويلق ‪ ،‬وزريقم ‪ ،‬وحطييط ‪ ،‬وجويليق ‪،‬‬
‫عوضت ‪ ،‬إال أن تكون الىت لإلحلاق حرف علّة متطرفا ؛ فإنّك حينئذ خمرّي ىف‬ ‫وزريقيم إن ّ‬
‫حذف أيّهما شئت‪.‬‬
‫واالختي ار ح ذف الىت لغري اإلحلاق (‪ ، )3‬فتق ول ىف تص غري ‪ :‬عفارية ‪ ،‬عفريية ‪،‬‬
‫فتح ذف األلف ‪ ،‬وإن ش ئت قلت ‪ :‬عف رية ‪ ،‬فتح ذف الي اء ‪ ،‬وإن ك انت مبنزلة ‪ :‬راء‬
‫«عذافر»‪.‬‬
‫وإن ك ان ىف آخر االسم ألفا الت أنيث ‪ ،‬فإنّك تص غّر ما قبلهما على قياسه ‪ ،‬لو مل‬
‫تلحقاه ‪ ،‬وال تعت ّد هبما ؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬محراء ‪ ،‬وخنفساء ‪ ،‬محرياء ‪ ،‬وخنيفساء‪.‬‬
‫إال أن يك ون ما قبلهما على أربعة ‪ ،‬ثالثه ‪ /‬ح رف علّة زائد للم ّد ؛ حنو بروك اء ‪،‬‬
‫وجلوالء ؛ فإنّك حتذفه فتقول ‪ :‬بريكاء ‪ ،‬وجليالء ؛ ألهّن ما وإن كانا مبنزلة تاء التأنيث‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬فإهنا‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬كلمة‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬إحلاق‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪485 .............................................................................‬‬

‫ىف ثباهتما ىف تصغري ‪ :‬خنيفساء وأمثاله ؛ كما تثبت التاء خامسة معهما ـ أيضا ـ من نفس‬
‫الكلمة ؛ فصارتا من هذا الوجه مبنزلة كاف «مبارك»‪.‬‬
‫وال واو مبنزلة األلف ؛ فكما حتذف األلف ‪ ،‬فك ذلك حتذف ال واو ‪ ،‬وتق ول ىف‬
‫تصغري معلوجاء ‪ ،‬معيليجاء ؛ فال حتذفها ؛ ألهّن ا رابعة ؛ فلم تشبه ألف «مبارك»‪.‬‬
‫وإن كان ىف آخره ألف ونون زائدتان ‪ ،‬فإن كان «فعالن» الذى مؤنثه «فعلى» ؛‬
‫فإنك تصغر الصدر وال تعت ّد هبما ؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬سكران ‪ ،‬سكريان‪.‬‬
‫كسر على ‪ :‬فعالني ‪ ،‬ىف فصيح الكالم ‪ ،‬ومل يبدل‬ ‫وإن كان غريه من األمساء ‪ ،‬فإن ّ‬
‫من النون ياء ‪ ،‬وكان االسم اجملموع عليهما ممّا يصغّر ‪ ،‬اعتددت هبما ىف التصغري ؛ فتقول‬
‫ىف تصغري ‪ :‬سرحان ‪ ،‬سرحيني ‪ ،‬كسريبيل ؛ ألهّن م قالوا ىف مجعه ‪ :‬سراحني‪.‬‬
‫كس ر عليها‬‫يكس ر االسم على «فعالني» أصال ‪ ،‬أو ّ‬ ‫وإن أبدل من النون ياء ‪ ،‬أو مل ّ‬
‫مسماه ‪ ،‬مل يعت ّد‬
‫املكس ر عليها ممّا ال يص غّر حىت ينقل عن ّ‬‫ىف ضرورة شعر أو كان االسم ّ‬
‫هبما (‪ )1‬ىف التصغري ‪ ،‬إاّل حيث اعت ّد بألفى التأنيث ؛ فتقول ىف نصغري عثمان ‪:‬‬
‫عثيمان ؛ ألهّن م مل يقولوا ‪ :‬عثامني‪.‬‬
‫ظراىب ‪ ،‬فأبدلوا من النون ياء ‪ ،‬وىف‬
‫ّ‬ ‫وىف تصغري ‪ :‬ظربان ‪ :‬ظريبان ‪ ،‬ألهّن م قالوا ‪:‬‬
‫تصغري كروان ‪ :‬كريّان ‪ ،‬ىف القول املختار ؛ ألهنم مل يقولوا ‪ :‬كراوين ‪ ،‬إال ىف الضرورة ؛‬
‫حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 298‬ـ‬
‫(‪)2‬‬
‫حتف احلباريات والكراوين‬
‫فلم يلتفت إليها‪.‬‬
‫وىف تص غري ‪ :‬مص ران ‪ ،‬اسم رجل ‪ :‬مص ريان ‪ ،‬وال يلتفت إىل مص ارين ؛ ألنّه مل‬
‫جيمع على ذلك ‪ ،‬إال قبل التّس مية ‪ ،‬وهو ىف ذلك ال وقت ال جيوز تص غريه ؛ ألنّه مجع‬
‫كثرة‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬به‪.‬‬
‫(‪ )2‬الرجز لدمل العبشمي وقبله ‪:‬‬
‫صل صفا درمخني‪.‬‬
‫داهية ّ‬
‫والشاهد فيه قوله الكراوين يف مجع الكروان‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬اللسان (كرا) ‪ ،‬وهو بال نسبة يف اللسان (درمخن) ‪ ،‬واملنصف ‪.72 / 3‬‬
‫‪ ............................................................................. 486‬فهرس املوضوعات‬

‫وتق ول ىف تص غري ‪ :‬محاط ان ‪ :‬محيط ان ‪ ،‬فتح ذف األلف ؛ كما ح ذفت ال واو من ‪:‬‬
‫«بروكاء»‪.‬‬
‫وإن ك ان يف آخ ره عالمت ان مها ىف األصل للتّثنية ‪ ،‬أو مجع الس المة ‪ ،‬أجريته جمرى‬
‫ما ىف آخره ألف ونون زائدتان ؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬زيدين ‪ ،‬وهندات ‪ ،‬وجعفران ‪ ،‬إذا‬
‫مسّيت هبما ‪ :‬زبيدين ‪ ،‬وهنيدات ‪ ،‬وجعيفران‪.‬‬
‫وىف تص غري ‪ /‬ج داران ‪ ،‬اسم رجل ‪ :‬ج ديران ‪ ،‬فتح ذف األلف كما ح ذفت ألف‬
‫«محاط ان» ؛ إال أن تك ون ىف املثىّن ت اء الت أنيث ؛ فإنّك ال تعتد ب العالمتني ‪ ،‬مسّيت أو مل‬
‫تسم ؛ فتقول ىف تصغري ‪« :‬دجاجتان» ‪ ،‬اسم رجل ‪« :‬دجيجتان» ‪ ،‬فال حتذف األلف ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وقد جيوز ىف ك ّل اسم مزيد أن حتذف منه مجلة الزوائد ‪ ،‬مث تص غّر ؛ فتق ول ىف تص غري ‪:‬‬
‫حارث ‪ ،‬وأسود ‪ : ،‬حويرث ‪ ،‬وسويد‪.‬‬
‫ومن ذلك قوهلم ىف أزهر ‪ :‬زهري ‪ ،‬وىف قابوس ‪ :‬قبيس‪.‬‬
‫رده إىل أص له ‪ ،‬فتق ول ىف تص غري ‪ :‬ش اك‬ ‫وإن ك ان االسم املص غّر مقلوبا ‪ ،‬مل ت ّ‬
‫شويك‪.‬‬
‫وإن كان فيه حرف مبدل ‪ ،‬فإن زال بالتصغري موجب البدل ‪ ،‬عاد إىل أصله ‪ ،‬إال‬
‫أن حيذف عند التص غري ملوجب آخر ‪ ،‬فتق ول ىف تص غري ‪ :‬ريح ‪ :‬روحية ؛ ف رتد الي اء إىل‬
‫الواو ؛ لزوال موجب انقالهبا ياء ‪ ،‬وهو سكوهنا وانكسار ما قبلها‪.‬‬
‫رده إىل أص له ‪ ،‬ألنّه من ذوات ال واو ‪،‬‬‫فأما ق وهلم ىف تص غري ‪ :‬عيد ‪ ،‬عييد ‪ ،‬فلم ت ّ‬ ‫ّ‬
‫فشاذّ‪.‬‬
‫وك ذلك تق ول ىف تص غري ‪ :‬م وقن ‪ ،‬م ييقن ‪ ،‬ف رتد إىل األصل ؛ ل زوال م وجب‬
‫انقالب الي اء واوا ‪ ،‬وهو س كوهنا وانض مام ما قبلها ‪ ،‬وتق ول ىف تص غري ق ائم ‪ :‬ق ويئم ‪،‬‬
‫فتبقى اهلمزة وال تردها إىل أصلها من الواو وإن زال موجب قلبها ‪ ،‬وهو األلف ؛ ألنّه قد‬
‫حدثت بالتصغري ىف حملها ‪ ،‬وهى جترى جمرى ألف فاعل‪.‬‬
‫وإن مل يزل موجب البدل ‪ ،‬مل يرجع إىل أصله ‪ ،‬فتقول ىف ختمة ‪ :‬ختيمة ‪ ،‬ومل ترد‬
‫عطى ؛ أل ّن اهلم زة ترجع إىل أص لها ؛ ل زوال م وجب‬ ‫ال واو ‪ ،‬وتق ول ىف تص غري عط اء ‪ّ :‬‬
‫ىي ؛ فتجتمع فيه ثالث ي اءات ىف الط رف ؛ فتح ذف‬ ‫إب داهلا ‪ ،‬وهو األلف ؛ فيق ال ‪ :‬عط ّ‬
‫واحدة ختفيفا‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪487 .............................................................................‬‬

‫وك ذلك تفعل بك ّل ما ىف آخ ره ثالث ي اءات ‪ ،‬األوىل منها (‪ )1‬زائ دة ‪ ،‬وتق ول ىف‬
‫تص غري مساء ‪ :‬مسيّة ؛ ألنّك ملا ح ذفت منه إح دى الي اءات ‪ ،‬ص ار على ثالثة أح رف ؛‬
‫فلحقته ىف التصغري التاء‪.‬‬
‫وكذلك ـ أيضا ـ إن كانت العرب قد ش ّذت ىف املكرّب ‪ ،‬أتت باملص غّر على القياس‬
‫؛ فتقول ىف تصغري ‪ :‬حياة ‪ :‬حييّة فتدغم‪.‬‬
‫وقد ش ّذت الع رب ىف ألف اظ (‪ ، )2‬فلم تص غّرها على قي اس مكرّب ها املس تعمل ىف‬
‫عشى‬
‫الكالم ؛ بل على أصول مل ينطق هبا ‪ ،‬فقالوا ىف مغرب الشمس ‪ ،‬مغريبان ‪ ،‬وىف ‪ّ :‬‬
‫‪ :‬عشيشيان ‪ ،‬وىف ‪ /‬عشيّة ‪ :‬عشيشية‪.‬‬
‫وق الوا ‪[ :‬أيض ا](‪ )3‬عش يّانات ‪ ،‬ومغريبان ات ؛ ك أهّن م جعل وا ك ّل ج زء من العش يّة‬
‫واملغرب ‪ ،‬عشيّة ومغربا‪.‬‬
‫وىف إنسان ‪ :‬أنيسيان ‪ ،‬وىف بنني ‪ :‬أبينون ؛ ك أهّن م ح ّق روا أبناء اسم مجع على وزن‬
‫أفعل ؛ ك األعم ىف معىن األعم ام ‪ ،‬وىف رجل ‪ :‬روجيل ‪ ،‬وىف غلمة وص بية ‪ :‬أغيلمة‬
‫وأصيبية‪.‬‬
‫وإن مسيت املثىن من ذلك ‪ ،‬مل حتقره إال على القياس‪.‬‬
‫وقد تق ّدم أن املتو ّغل ىف البناء من األمساء ال يص غّر منه إال أمساء اإلشارة ‪ ،‬والذى ‪،‬‬
‫والىت ‪ ،‬وتثنيتهما ومجعهما من املوص والت ‪ ،‬وقياس ها ىف التص غري أن ي رتك ّأوهلا على‬
‫حركته ‪ ،‬وتلحق ياء التصغري ثالثة ‪ ،‬ويزاد األلف ىف اآلخر‪.‬‬
‫وإن تع ّذر ‪ ،‬زيدت قبله ‪ ،‬فتقول ىف تصغري ‪ :‬ذا ‪ :‬ذيّا ‪ ،‬ترتك الذال على حركتها ‪،‬‬
‫وتقلب األلف إىل أصلها ‪ ،‬وهو الياء بدليل قوهلم ‪ :‬ذى ‪ ،‬ىف املؤنّث ‪ ،‬مث تزيد ياء التصغري‬
‫ثالثة ‪ ،‬مث ترد إليه حرفا ثالثا ؛ كما تفعل ىف تصغري «يد» ‪ ،‬مث تدغم ياء التصغري فيه ‪ ،‬مث‬
‫تزيد ألفا ىف اآلخر ؛ فتصري ‪ :‬ذبيّا فيجتمع ثالث ي اءات ؛ فتح ذف واح دة منها ‪ ،‬وهى‬
‫األوىل‪.‬‬
‫وال جيوز ح ذف الثانية ؛ ألهّن ا علم التص غري ‪ ،‬وال األخ رية ؛ لئال تقع ي اء التص غري‬
‫طرفا‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬فيها‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬أليفاظ‪.‬‬
‫(‪ )3‬سقط يف ط‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 488‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن دخلت عليها «ه ا» الىت للتنبيه ‪ ،‬قلت ‪« :‬ه ذيّا» ‪ ،‬وتق ول ىف تص غري تا ‪ :‬تيّا‬
‫على ذلك القياس‪.‬‬
‫وال تص غّر ذى ‪ ،‬وال ه ذى ؛ ألنّك لو ص غّرهتما ‪ ،‬لقلت ‪ :‬ذيّا ‪ ،‬وه ذيّا ‪ ،‬فيلتبس‬
‫تصغريمها بتصغري ‪ :‬ذا ‪ ،‬وهذا‪.‬‬
‫ومن قال ‪ :‬ذاك ‪ ،‬قال ‪ :‬ذيّاك ‪ ،‬ومن قال ‪ :‬ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬ذيّالك‪.‬‬
‫وإذا ث نيت ‪ ،‬ح ذفت األلف ؛ اللتقائها مع علم التثنية ‪ ،‬وهو س اكن فتقول ‪ :‬ذيّ ان‬
‫وتيّان ‪ ،‬ىف الرفع ‪ ،‬وذيّني وتيّني ىف النصب واخلفض‪.‬‬
‫وتقول ىف تصغري ‪ :‬أوىل املقصورة ‪« :‬أو ليّ ا» ‪ ،‬ترتك األول على حركته وتزيد ياء‬
‫التصغري ثالثة ‪ ،‬وتقلب األلف ياء ‪ ،‬وتدغم ياء التصغري فيها ‪ ،‬وتزيد ألفا ىف اآلخر‪.‬‬
‫ومن قال ‪ :‬أوالك ‪ ،‬قال «أوليّاك» ‪ ،‬وتقول ىف تصغري «أوالء» املمدودة ‪ :‬أوليّاء ‪،‬‬
‫تبقى األول على حركته ‪ ،‬وتلحق ي اء التص غري ثالثة وتقلب األلف ي اء ‪ ،‬وت دغم ي اء‬
‫التص غري فيها ‪ ،‬وتزيد ألفا قبل اآلخر ‪ ،‬ومل ت زد ىف اآلخر ؛ لئال خترج عن نظائرها ؛ ألنّه‬
‫مل يوجد اسم مصغّر على مخسة أحرف ‪ ،‬إال وقبل اآلخر منه حرف ‪ /‬م ّد ولني‪.‬‬
‫وتقول ىف تصغري الذى ‪ :‬اللّذيّا ‪ ،‬تبقى األول على حركته وتلحق ياء التصغري ثالثة‬
‫‪ ،‬وت دغمها ىف ي اء ال ذى ‪ ،‬وتزي ده (‪ )1‬ألفا ىف اآلخر ‪ ،‬وتق ول ىف تص غري «ال ىت» ‪ :‬الّلتيّا ‪،‬‬
‫على ذلك القياس‪.‬‬
‫فإن ثنّيت ‪ ،‬حذفت األلف ؛ اللتقائها مع علم التثنية فتقول ‪ :‬اللّذيّان [واللّتيّان ؛ يف‬
‫حالة الرفع ‪ ،‬واللّذيّني واللّتيّني ؛ يف حالة النصب واجلر]‪.‬‬
‫وتقول يف مجيع اللّذيّا [واللّتيّا] على حد التثنية ‪:‬‬
‫اللّ ذيّون ؛ رفعا ‪ ،‬واللّ ذيّني ؛ نص با وج ّرا ‪ ،‬واللّتيّ ات ؛ رفعا ونص با وج ّرا فتح ذف‬
‫األلف اللتقائها مع علم اجلمع كما ح ذفت الي اء يف مجع ال ذي واليت كما فعلت يف مجع‬
‫مصطفى‪.‬‬
‫يضم األول ىف تصغري املوصول على قياس التصغري ؛ فيقول ‪ :‬اللّذيّا‬ ‫ومن العرب من ّ‬
‫‪ ،‬والّلتيّا‪.‬‬
‫وال تصغّر الّالئى ‪ ،‬وال الالتى ‪ ،‬وال اللواتى ‪ ،‬استغناء جبمع اللّتيّا عن ذلك‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬وتزيد‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪489 .............................................................................‬‬

‫باب جمع التّكسير‬


‫رد إليه احملذوف ‪ ،‬مث مجع‬ ‫املكس ر إن ك ان منقوصا ‪ ،‬ومل يكن مؤنّثا بالت اء ‪ّ ،‬‬
‫االسم ّ‬
‫على قياس نظريه [فتقول](‪ )1‬ىف ‪ :‬أخ آخاء ؛ ألنّه بزنة قفا فتجمعه مجعه ‪ ،‬وتقول ىف ‪ :‬يد‬
‫أيد ؛ ألنّه (‪ )2‬بزنة ظىب فتجمعه مجعه‪.‬‬
‫وإن كان مؤنثا بالتاء ‪ ،‬فبابه أن جيمع للقليل باأللف والتاء ‪ ،‬وللكثري بالواو والنون‬
‫؛ فتقول [يف سنة](‪ : )3‬سنوات وسنون ‪ ،‬وتكسريه شاذّ ‪ ،‬و [حيفظ](‪ )4‬ال يقاس عليه‪.‬‬
‫كس ر منه ‪ :‬أمة ‪ ،‬وب رة ‪ ،‬ولغة ‪ ،‬وش فة ‪ ،‬وش اة ‪ ،‬فق الوا ىف ‪ :‬أمة ‪ :‬إم اء ‪،‬‬ ‫وال ذى ّ‬
‫وأموان (‪ ، )5‬وآم ‪ ،‬وىف برة ولغة ‪ :‬برى ‪ ،‬ولغى ‪ ،‬وىف شفة وشاة ‪ :‬شفاه ‪ ،‬وشياه‪.‬‬
‫وإن ك ان غري منق وص ‪ ،‬ف إن االسم الثالثى الص حيح غري املض عف إذا مل تكن فيه‬
‫تاء التأنيث ‪ ،‬إن كان على وزن ‪ :‬فعل ‪ ،‬مجع يف القليل على ‪ :‬أفعل ‪ ،‬كأكلب ‪ ،‬وقد ش ّذ‬
‫منه ش ىء ‪ ،‬فج اء على أفع ال ‪ ،‬ق الوا ‪ :‬أزن اد ‪ ،‬وأرآد ‪ ،‬وأف راح ‪ ،‬وآن اف ‪ ،‬وأف راد ‪،‬‬
‫مال ‪[ )...‬الطالق ‪.]4 :‬‬ ‫َح ِ‬ ‫وأمحال ‪ ،‬قال اهلل تعاىل ‪َ ( :‬وأ ُ‬
‫ُوالت اأْل ْ‬
‫وىف الكثري على ‪ :‬فع ول وفع ال ؛ حنو ‪ :‬ف راخ وف روخ ‪ ،‬وقد جيىء على فعالة‬
‫كفحالة ‪ ،‬وفعولة كفحولة ‪ ،‬وفعلة كخرقة ؛ وفعالن كرئ دان ؛ وفعيل كعبيد ‪ ،‬وفعالن‬
‫كبطنان ‪ ،‬وفعل كسقف‪.‬‬
‫وإن ك ان على ‪ :‬فعل مجع ىف القليل (‪ )6‬على ‪ :‬أفع ال ‪ /‬؛ كأمجال ‪ ،‬وقد ش ّذ منه‬
‫شىء ؛ فجاء على ‪ :‬أفعل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أزمن ‪ ،‬وأجبل‪.‬‬
‫وىف الكثري على ‪ :‬فعول ‪ ،‬وفعال ‪ ،‬وفعال أكثر كأسود ‪ ،‬ومجال‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬علي‪.‬‬
‫(‪ )3‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )4‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف أ‪ :‬اموا‪.‬‬
‫(‪ )6‬يف أ‪ :‬القلة‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 490‬فهرس املوضوعات‬

‫وقد جيىء على فعل ؛ كأسد ‪ ،‬وفعالن [كحمالن](‪ ، )1‬وفعالن ؛ كربقان ‪ ،‬وفعلى‬
‫كحجلى ‪ ،‬وضرىب ؛ ىف أحد القولني‪.‬‬
‫وإن كان على وزن فعل ‪ ،‬مجع ىف القليل والكثري على ‪ :‬أفعال كأمنار‪.‬‬
‫وقد جيمع ىف الكثري على فعول ‪ ،‬كنمور ‪ ،‬وقوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 299‬ـ فيها عيائيل أسود ومنر‬
‫مقصور من منور للضرورة‪.‬‬
‫وإن كان على وزن ‪ :‬فعل مجع ىف القليل والكثري على أفعال كأعضاد‪.‬‬
‫وقد جيمع ىف الكثري على ‪ :‬فعال كسباع‪.‬‬
‫وإن ك ان على وزن فعل مجع ىف القليل على ‪ :‬أفع ال كأع دال ‪ ،‬وقد جيىء ش اذّا‬
‫على ‪ :‬أفعل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أذؤب‪.‬‬
‫وىف الكثري على ‪« :‬فع ول» ‪ ،‬و «فع ال» ‪ ،‬و «فع ول» أك ثر ‪ ،‬حنو ‪ :‬ج ذوع ‪،‬‬
‫وبئار‪.‬‬
‫وقد جيىء على ‪« :‬فعل ة» كق ردة ‪ ،‬وعلى «فعالن» ؛ كرئ دان ‪ ،‬ىف لغة من ق ال ىف‬
‫الرأد ‪ :‬رئد ‪ ،‬و «فعالن» ؛ كذؤبان ‪ ،‬وفعيل ؛ كضريس‪.‬‬
‫وإن كان على وزن ‪ :‬فعل مجع ىف القليل والكثري على ‪ :‬أفعال كأضالع‪.‬‬
‫وقد جيمع ىف القليل على أفعل كأضلع ‪ ،‬وىف الكثري على فعول ؛ كضلوع‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت حلكيم بن معاوية‪.‬‬
‫وفيه ش اهدان ّأوهلما قوله ‪ :‬منر ‪ ،‬وللعلم اء فيه ثالثة أوجه ‪ّ :‬أوهلا أنّه فعل ‪ ،‬وثانيها أن أص له منور على‬
‫فع ول ‪ ،‬مثّ اقتطع حبذف ال واو ‪ ،‬وثالثها أ ّن أص له منر مثّ وقف عليه بنقل حركة آخ ره إىل ما قبلها أو أتبع ثانيه‬
‫ألول ه‪ .‬وثانيهما قوله ‪ :‬عيائيل حيث أب دلت اهلم زة من الي اء مع كوهنا مفص ولة آخر الكلمة حبرف ‪ ،‬وهو ي اء‬ ‫ّ‬
‫اإلشباع‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح أبيات سيبويه ‪ ، 397 / 2‬ولسان العرب (منر) ‪ ،‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 586 / 4‬وبال‬
‫نس بة يف أوضح املس الك ‪ ، 376 ، 316 / 4‬وش رح التص ريح ‪ ، 370 ، 310 / 2‬وش رح ش افية ابن‬
‫احلاجب ‪ ، 132 / 3‬وشرح األمشوين ‪ ، 829 / 3‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 376‬وشرح املفصل ‪/ 5‬‬
‫‪ ، 92 / 10 ، 18‬والكت اب ‪ ، 574 / 3‬ولس ان الع رب (عي د) ‪ ،‬واملقتضب ‪ ، 203 / 2‬واملمتع يف‬
‫التصريف ‪.344 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪491 .............................................................................‬‬

‫وإن كان على ‪ :‬فعل ‪ ،‬مجع ىف القليل والكثري على ‪ :‬أفعال كآبال‪.‬‬
‫وإن كان [على](‪ )1‬فعل مجع ىف القليل على ‪ :‬أفعال كأجناد‪.‬‬
‫وقد جيىء شاذّا على أفعل ؛ كأركن ؛ قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 300‬ـ‬
‫(‪)2‬‬
‫وزحم ركنيك شديد األركن‬
‫وىف الكثري على فعال وفعول ‪ ،‬وفعول أكثر ؛ حنو ‪ :‬جنود وجناد (‪.)3‬‬
‫وإن ك ان على ‪ :‬فعل ‪ ،‬مجع ىف القليل والكثري على فعالن كص ردان ‪ ،‬وقد جيىء‬
‫شاذّا على ‪ :‬أفعال ‪ ،‬كأرطاب ‪ ،‬وأرباع ‪ ،‬وعلى ‪ :‬فعال كرباع‪.‬‬
‫وإن ك ان على ‪ :‬فعل مجع ىف القليل والكثري على ‪ :‬أفع ال كأعن اق ‪ ،‬وإن ك ان‬
‫مض ّعفا وك ان على فعل ‪ ،‬مجع ىف القليل على ‪ :‬أفعل كأص كك ‪ ،‬وىف الكثري على فع ال‬
‫وفعول ‪ ،‬كصكاك وصكوك‪.‬‬
‫وإن كان على ‪ :‬فعل ‪ ،‬مجع ىف القليل والكثري على أفعال كأطالل‪.‬‬
‫وإن ك ان على ‪ :‬فعل مجع ىف القليل على ‪ :‬أفع ال كألص اص ‪ ،‬وىف الكثري على ‪:‬‬
‫فعول كلصوص‪.‬‬
‫وإن ك ان على وزن ‪ :‬فعل ‪ ،‬فإنّه جيمع ىف القليل على ‪ :‬أفع ال ‪ ،‬كأعش اش ‪ ،‬وىف‬
‫الكثري على ‪ :‬فعال كعشاش ‪ ،‬وفعول كعشوش‪.‬‬
‫كعشان‪.‬‬
‫وقد جيمع على فعلة ‪ ، /‬كعششة ‪ ،‬وفعالن ‪ّ ،‬‬
‫وسائر أبنية الثالثى إن جاء منها شىء ‪ ،‬مجع كجمع نظريه من غري املضعف (‪، )4‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت لرؤبة بن العجاج‪.‬‬
‫والشاهد فيه مجع ركن على أركن‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 164‬والكتاب ‪ ، 578 / 3‬واللسان (ركن)‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ط ‪ :‬أجناد‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬باب جمع التكسير‬
‫ق وىل ‪« :‬وس ائر أبنية الثالثى إن ج اء منها شئ ‪ ،‬مجع كجمع نظ ريه من غري املض عف» أعىن ‪ :‬أن مثل‬
‫أدد وسرر جيمعان مجع نظائرمها من الصحيح ‪ ،‬ومها صرد وضلع ؛ فيقال ‪ :‬إددان وأسرار ؛ كصردان وأضالع‬
‫‪ ،‬وكذلك تفعل بكل ما جيىء من املضعف على مثال من أمثلة الصحيح جتمعه كما جتمع نظريه‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 492‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن ك ان معت ّل الالم ‪ ،‬ف إن ك ان على فعل ‪ ،‬مجع على أفعل ىف القليل ؛ ك أظب ‪ ،‬وىف‬
‫ودىل‪.‬‬
‫الكثري على فعال وفعول ؛ كظباء ‪ّ ،‬‬
‫وإن كان على فعل ‪ ،‬مجع ىف القليل على أفعال كأقفاء‪.‬‬
‫كعصى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وقد جيىء على أفعل ؛ كأعص ‪ ،‬وىف الكثري على فعول‬
‫وإن ك ان على فعل ‪ ،‬مجع ىف القليل على أفع ال كأحناء ‪ ،‬وىف الكثري على فع ول ؛‬
‫كنحى‪.‬‬
‫ّ‬
‫وإن ك ان على فعل ‪ ،‬مجع ىف القليل والكثري على أفع ال ؛ كأظب اء ‪ ،‬وس ائر أبنية‬
‫الثالثى جيمع ما جاء منه على قياس نظريه من الصحيح (‪.)1‬‬
‫معتل العني فإن كان على فعل ‪ ،‬وكانت عينه واوا مجع ىف القليل‬ ‫الثالثى ّ‬
‫ّ‬ ‫وإن كان‬
‫على أفعال كأبواب‪.‬‬
‫وقد جيىء ش اذّا على ‪ :‬أفعل ك أثوب ‪ ،‬وىف الكثري على فعالن كث ريان ‪ ،‬وعلى فعلة‬
‫؛ كعودة ‪ ،‬وثورة ‪ ،‬وقال بعضهم ‪ :‬ثرية‪.‬‬
‫وقد جيىء على ‪ :‬فعول حنو ‪ :‬فئوج‪.‬‬
‫وإن كانت عينه ياء ‪ ،‬مجع ىف القليل على أفعال كأبيات‪.‬‬
‫وقد جيىء ش اذّا على ‪ :‬أفعل ك أعني ‪ ،‬وىف الكثري على ‪ :‬فع ول ؛ كخي وط ‪ ،‬وعلى‬
‫فعولة ؛ كعيورة‪.‬‬
‫وإن ك ان على فعل ؛ ف إ ّن املذ ّكر منه جيمع ىف القليل على ‪ :‬أفع ال (‪ )2‬؛ ك أفواج ‪،‬‬
‫وأنياب‪.‬‬
‫وقد جيىء شاذّا على ‪ :‬أفعل ‪ ،‬كأنيب ‪ ،‬وىف الكثري على ‪ :‬فعالن كتيجان‪.‬‬
‫وقد جيىء على فعول ‪ ،‬كنيوب‪.‬‬
‫لتصح الياء‪.‬‬
‫الضم ‪ ،‬وإمّن ا كسرت ّ‬
‫وعلى ‪ :‬فعل كنيب ‪ ،‬أصل النون ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وسائر أمثلة الثالثى جيمع ما جاء منه على قياس نظريه من الصحيح» أعىن ‪:‬‬
‫أنك جتمع ربا على أرب اء كأض الع ؛ وك ذلك تفعل بكل معتل الالم جيىء على مث ال من أمثلة‬
‫الصحيح جتمعه كما جتمع نظريه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬فعال‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪493 .............................................................................‬‬

‫وإن كان مؤنثا ‪ ،‬مجع ىف القليل على أفعل كأدؤر ‪ ،‬وىف الكثري على فعل كدور‪.‬‬
‫وقد جيىء على ‪ :‬فعول كسئوق ‪ ،‬وعلى ‪ :‬فعالن كنريان مجع نار ‪ ،‬وفعال كديار‬
‫‪ ،‬وإن ك ان على فعل مجع ىف القليل على أفع ال كأفي ال ‪ ،‬وريح وأرواح ‪ ،‬ف رتد الي اء إىل‬
‫أص لها ‪ ،‬وهو ال واو ؛ ل زوال م وجب قلبها ي اء ‪ ،‬وهو س كوهنا وانكس ار ما قبلها ‪ ،‬وىف‬
‫الكثري على فعول ؛ كديوك ‪ ،‬وفعلة كديكة ‪ ،‬وفعال ؛ كرياح‪.‬‬
‫وإن ك ان على فعل مجع ىف القليل [على](‪ )1‬أفع ال ك أعواد ‪ ،‬وىف الكثري على ‪:‬‬
‫فعالن ؛ كحيت ان ‪ ،‬وس ائر أبنية الثالثى إن ج اء ش ىء منها ‪ ،‬كسر على قي اس نظ ريه من‬
‫الصحيح (‪.)2‬‬
‫فإن أنّث ‪ /‬شىء من ذلك ‪ ،‬مجعته ىف القليل باأللف والتاء‪.‬‬
‫أردت الكثري ‪ ،‬فما ك ان منه نوعا مص نوعا ‪،‬‬ ‫وقد تق ّدم حكم ذلك ىف بابه ‪ ،‬وإن ّ‬
‫فبابه أن يكسر وقد جيىء بغري تاء اسم جنس‪.‬‬
‫وقي اس تكسري ما ك ان منه على ‪ :‬فعلة ‪ ،‬وك ان ص حيحا أن جيمع ىف الكثري على‬
‫فعال كجفان ‪ ،‬وعلى فعول ؛ كبدور ‪ ،‬وإن كان على ‪ :‬فعلة ‪ ،‬مجع ىف الكثري على فعال‬
‫‪ ،‬كرحاب ‪ ،‬وإن كان على فعلة ‪ ،‬مجع ىف الكثري على ‪ :‬فعل ؛ كغرف‪.‬‬
‫وقد جيىء على ‪ :‬فعال ‪ ،‬كربام‪.‬‬
‫وإن ك ان على ‪ :‬فعلة ‪ ،‬كسر ىف الكثري على ‪ :‬فعل ؛ كق رب ‪ ،‬وقد يس تعمل ذلك‬
‫للقليل أيضا ‪ ،‬وعلى أفعل ‪ ،‬كأنعم ‪ ،‬وهو قليل ج ّدا‪.‬‬
‫وإن ك ان على فعلة ‪ ،‬مجع ىف الكثري على ‪ :‬فعل ‪ ،‬كنقم ‪ ،‬وإن ك ان على فعلة ‪،‬‬
‫مجع ىف الكثري على فعل ؛ كتخم‪ .‬وليس جنسا ؛ ب دليل الت أنيث ؛ تق ول ‪ :‬هى التّخم ‪،‬‬
‫وسائر أبنية الثالثى ‪ ،‬استغىن عن تكسريه باسم اجلنس (‪.)3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وس ائر أبنية الثالثى إن ج اء منه ش ىء كسر على قي اس نظ ريه من الص حيح» أعىن ‪ :‬أنك‬
‫جتمع ط وال على أط وال كأض الع ‪ ،‬وك ذلك تفعل بكل معتل العني جيىء على مث ال من أمثلة الص حيح جتمعه‬
‫كما جتمع نظريه‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وس ائر أبنية الثالثى اس تغىن عن تكس ريه باسم اجلنس» أعىن ‪ :‬أنك تق ول ‪ :‬لبنة ولنب‬
‫فتستغىن بذلك عن تكسريه ‪ ،‬وكذلك سائر أبنية الثالثى‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 494‬فهرس املوضوعات‬

‫معتل الالم جيمع ىف الكثري على ‪:‬‬


‫مضعفا ‪ ،‬أو ّ‬ ‫وما كان منه على وزن ‪ :‬فعلة وكان ّ‬
‫فعال كسالل ‪ ،‬وركاء‪.‬‬
‫املعتل على فعل ؛ كقرى ‪ ،‬ونزى ‪ ،‬وإن جاء شىء من ذلك على ‪ :‬وزن‬ ‫وقد جيىء ّ‬
‫فعلة ‪ ،‬كسر على ‪ :‬فعال أيضا ‪ ،‬إال أنّه عزيز ج ّدا (‪ )1‬؛ حنو ‪ :‬دالة ‪ ،‬ودالء‪.‬‬
‫وإن ك ان على وزن فعلة ‪ ،‬مجع ىف الكثري على ‪ :‬فعل ‪ ،‬كم دى ‪ ،‬وخطى ‪ ،‬وط رر‬
‫املضعف على فعال كثريا ‪ ،‬كقباب‪.‬‬ ‫‪ ،‬وقد جيىء ّ‬
‫ف إن ك ان على فعلة ‪ ،‬مجع ىف الكثري على فعل ؛ كق رى ورشا ‪ ،‬مجع رش وة ‪،‬‬
‫وعدد‪.‬‬
‫وقد جيىء شاذّا على ‪ :‬أفعل ‪ ،‬كأش ّد‪.‬‬
‫وما ك ان منه على وزن فعلة ‪ ،‬وك ان معت ّل العني ‪ ،‬مجع يف الكثري على فع ال ‪،‬‬
‫كضياع ‪ ،‬وعلى فعل ىف بنات الواو ؛ كنوب ‪ ،‬وعلى فعل ىف بنات الياء ؛ كخيم‪.‬‬
‫وإن ك ان على ‪ :‬فعلة مجع ىف الكثري على فعل ؛ كجيل ‪ ،‬وإن ك ان على فعلة ‪،‬‬
‫مجع ىف الكثري على فعال ؛ كديار ‪ ،‬وعلى فعل ‪ ،‬كدور ‪ ،‬وعلى فعل كثريا‪.‬‬
‫وقد جيىء ىف القليل على أفعل كأدؤر‪ .‬وما كان منه جنسا خملوقا ‪ ،‬فبابه أن يكون‬
‫بغري تاء اسم جنس ‪ ،‬وقد يكسر ‪ ،‬فما كان منه صحيحا ‪ ،‬وكان على فعلة ‪ ،‬كان للكثري‬
‫على فعل كطلح‪.‬‬
‫فأما ق وهلم حلقة ‪ ،‬بس كون الالم ‪ ،‬وحلق بفتحها ‪ ،‬فإمّن ا ‪ /‬ج اء على لغة من يق ول‬‫ّ‬
‫يكسر على فعال كطالح ‪ ،‬وعلى فعول ؛ كصخور‪.‬‬ ‫‪ :‬حلقة بفتحها ‪ ،‬وقد ّ‬
‫وإن ك ان على فعلة ‪ ،‬ك ان للكثري على فعل ‪ ،‬كش جر ‪ ،‬وقد جيىء على فع ال‬
‫كثمار ‪ ،‬وعلى أفعل كآكم ‪ ،‬وعلى أفعال ؛ كأشجار‪.‬‬
‫وإن ك ان على فعلة ‪ ،‬ك ان للكثري على فعل ؛ كنبقة ‪ ،‬ونبق ‪ ،‬ومل يس مع منهم‬
‫تكسري شىء من ذلك ‪ ،‬بل اقتصروا على اسم اجلنس‪.‬‬
‫وإن كان على فعلة ‪ ،‬كان للكثري على فعل ؛ حنو ‪ :‬عنب ‪ ،‬وقد يكسر عنب على‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن جاء شىء من ذلك على فعله ‪ ،‬كسر على فعال ـ أيضا ـ إال أنه عزيز جدا» مثال ذلك‬
‫‪ :‬دالة ودالء‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪495 .............................................................................‬‬

‫أفع ال ‪ ،‬ق الوا ‪ :‬أعن اب [وإن ك ان على فعلة ‪ ،‬ك ان للكثري حبذف الت اء ‪ ،‬كس مر](‪ )1‬وإن‬
‫كان على ‪ :‬فعلة ‪ ،‬كان للكثري على فعل ؛ كنقدة ‪ ،‬ونقد‪.‬‬
‫وإن ك ان على فعلة ‪ ،‬ك ان للكثري حبذف الت اء ؛ ك رطب ‪ ،‬وقد يكسر رطب على‬
‫أفعال كأرطاب‪.‬‬
‫وإن كان على فعلة ‪ ،‬كان للكثري بغري تاء ‪ ،‬كسدر ‪ ،‬وعلى فعال كلقاح‪.‬‬
‫معتل الالم ‪ ،‬وكان على فعلة ‪ ،‬كان للكثري حبذف (‪ )2‬التاء‬
‫مضعفا أو ّ‬‫وما كان منه ّ‬
‫وحب [مجع حبّة](‪.)3‬‬
‫‪ ،‬حنو ‪ :‬صعو مجع صعوة ‪ّ ،‬‬
‫وقد جيىء املعت ّل على فع ال ‪ ،‬كص عاء ‪ ،‬وإن ك ان على فعلة ‪ ،‬ك ان للكثري حبذف‬
‫حص ى ‪ ،‬وإن ج اء ش ىء منه مض عفا ‪ ،‬فك ذلك قياسه (‪ ، )4‬وقد جيىء على‬ ‫الت اء ‪ ،‬حنو ‪ّ :‬‬
‫فعال كإضاء «مجع أضاة»‪.‬‬
‫در ‪ ،‬وقد جيىء على فعل ‪،‬‬ ‫وإن ك ان على فعلة ‪ ،‬ك ان للكثري بغري ت اء حنو ‪ّ :‬‬
‫كدرر‪.‬‬
‫املعتل‪.‬‬
‫وكذلك قياس ّ‬
‫وإن كان على فعلة ‪ ،‬كان للكثري بغري تاء ‪ ،‬حنو ‪ :‬مهاة ‪ ،‬ومهى ‪ ،‬وإن جاء شىء‬
‫منه مضعفا ‪ ،‬فكذلك قياسه‪.‬‬
‫وما ك ان منه معت ّل العني ‪ ،‬وك ان على فعلة ‪ ،‬ك ان للكثري بغري ت اء ‪ ،‬ك بيض ‪،‬‬
‫وجوز‪.‬‬
‫وقد جيىء على فع ال ؛ كقي ان ‪ ،‬وري اض ‪ ،‬وقد جيىء ىف ذوات الي اء على فعل ‪،‬‬
‫كغري‪.‬‬
‫وإن كان على ‪ :‬فعلة ‪ ،‬أو فعلة كان للكثري بغري تاء ؛ كسوس‪.‬‬
‫وقد جيىء على فعل ‪ ،‬كبوم‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬بغري‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬صعر وحب‪.‬‬
‫(‪ )4‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وإن كان على فعلة ‪ ،‬كان للكثري حبذف التاء ؛ حنو ‪ :‬حصى ‪ ،‬وإن جاء شىء منه مضعفا‬
‫‪ ،‬فكذلك قياسه» مثال ذلك شررة وشرر‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 496‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن كان على فعلة أو فعلة كان للكثري بغري تاء حنو ‪ :‬تني ‪ ،‬وهام‪.‬‬
‫وأما الوصف ‪ ،‬فإن كان على فعل ‪ ،‬وكان لآلدميني ‪ ،‬مجع بالواو والنون ‪ ،‬حنو ‪:‬‬
‫جعدين ‪ ،‬ويكسر هلم ولغريهم على فعال حنو ‪ :‬خدال ‪ ،‬وصعاب‪.‬‬
‫ط ‪ ،‬وس هام حشر ‪،‬‬ ‫وقد جيىء على فع ول حنو ‪ :‬كه ول ‪ ، /‬وعلى فعل حنو ‪ :‬ث ّ‬
‫وعلى فعلة ؛ كـ «شيخة»‪.‬‬
‫وما استعمل من الصفات استعمال األمساء ؛ حنو ‪ :‬عبد ‪ ،‬فجمعه كجمع األمساء‪.‬‬
‫وإن كان فيه التاء ‪ ،‬مجع باأللف والتاء ‪ ،‬وقد تق ّدم حكم ذلك ىف بابه‪ .‬وعلى فعال‬
‫كصعاب‪.‬‬
‫وإن كان على فعل ‪ ،‬وكان لآلدميني مجع بالواو [والنون](‪ ، )1‬حنو حسنني ‪ ،‬وعلى‬
‫فعال كحسان‪.‬‬
‫وقد جيىء على أفعال كأعراب‪.‬‬
‫وإن كان لغريهم ‪ ،‬مجع على فعال ؛ حنو ‪ :‬حسان‪.‬‬
‫وإن ك انت فيه الت اء ‪ ،‬مجع ب األلف والت اء ؛ حنو ‪ :‬حس نات ‪ ،‬وعلى فع ال حنو ‪:‬‬
‫حسان ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬بطالت ‪ ،‬فاستغنوا به عن أبطال ‪ ،‬وبطال‪.‬‬
‫وإن ك ان على فعل ‪ ،‬فإنّه ال يتج اوز فيه اجلمع ب الواو والن ون ‪ ،‬حنو ‪ :‬ح دثني ‪،‬‬
‫فكس رتا على ‪ :‬أفع ال ‪ ،‬ومها ‪ :‬أجناد ‪ ،‬وأيق اظ ‪ ،‬وقد‬‫«مجع ح دث» ‪ ،‬إاّل لفظ تني ش ّذتا ّ‬
‫حكى ‪ :‬يقاظ (‪ )2‬ومل حيفظ منه شىء بالتاء‪.‬‬
‫وأما فعل ‪ ،‬فلم جيىء منه إال ‪ :‬جنب ‪ ،‬وش لل ‪ ،‬وجيمع ان ب الواو والن ون ‪ ،‬فيق ال ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫جنب ون ‪ ،‬وش للون ‪ ،‬وقد ق الوا ‪ :‬أجن اب ‪ ،‬وقد يك ون جنب واقعا على اجلمع ‪ ،‬فال جيمع‬
‫إذ ذاك‪.‬‬
‫َّروا) [املائ دة ‪ ]6 :‬وإن ك ان على ‪ :‬فعل فإنّه‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ق ال تع اىل ‪َ ( :‬وإ ْن ُك ْنتُ ْم ُجنُب اً فَ اطه ُ‬
‫ومرون‪.‬‬
‫جيمع بالواو والنون ‪ ،‬فيقال ‪ :‬حلوون ‪ّ ،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬يقاضي‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪497 .............................................................................‬‬

‫وأما مؤنثه ‪ :‬فال يتجاوز فيه اجلمع باأللف والتاء‬


‫وقد جيىء على أفعال ‪ ،‬كأمرار ‪ّ ،‬‬
‫مرات ‪ ،‬وحلوات‪.‬‬ ‫‪ ،‬حنو ّ‬
‫وإن ك ان على فعل ‪ ،‬مجع ب الواو والن ون ‪ ،‬يق ال ‪ :‬ردءون ‪ ،‬وعلى أفع ال ؛ حنو‬
‫أنضاء ‪ ،‬وقد جيىء على أفعل ‪ ،‬حنو ‪ :‬أحلف مجع حلف ‪ ،‬ومل جيىء منه شىء بالتاء‪.‬‬
‫وإن ك ان على فعل مجع ب الواو والن ون ‪ ،‬حنو ‪ :‬ف رحني ‪ ،‬وقد جيىء على أفع ال ‪،‬‬
‫حنو ‪ :‬أنكاد ‪ ،‬وأفراح ‪ ،‬وعلى فعال ؛ حنو ‪ :‬فراح ‪ ،‬وعلى ‪ :‬فعاىل حنو ‪ :‬حذر ‪ ،‬وحذارى‬
‫‪ ،‬وحبط وحباطى ‪ ،‬ورجل ورجاىل‪.‬‬
‫وأما مؤنثه ‪ ،‬فيجمع باأللف والتاء‪.‬‬‫ّ‬
‫الصفة ‪ ،‬فما كان منه ثالثه حرف م ّد ولني ‪ ،‬وكان مذ ّكرا ‪ ،‬فإن‬ ‫الرباعى غري ّ‬
‫ّ‬ ‫وأما‬
‫ّ‬
‫ك ان على فع ال أو فع ال ‪ ،‬مجع ىف القلّة على ‪ :‬أفعلة ؛ حنو أمحرة ‪ ،‬وأقذلة ‪ ،‬وىف الكثري‬
‫على ‪ :‬فعل ؛ حنو ‪ :‬محر ‪ ،‬وقذل‪.‬‬
‫وإن ش ئت س ّكنت العني ‪ ،‬واملض اعف واملعتل الالم ‪ ،‬ال ‪ /‬يتج اوز فيهما أفعلة ؛‬
‫حنو ‪ :‬أكنّة ‪ ،‬وأردية ‪ ،‬وأجنّة ‪ ،‬وأمسيّة‪.‬‬
‫الص حيح ‪ ،‬حنو ‪[ :‬خوان و] أخونة ‪،‬‬ ‫املعتل العني ‪ :‬فعلى أفعلة ىف القليل مبنزلة ّ‬
‫وأما ّ‬ ‫ّ‬
‫وعيان وأعينة ‪ ،‬وجواد وأجودة ‪ ،‬وسيال وأسيلة‪.‬‬
‫وىف الكثري على فعل‪.‬‬
‫وقد تس ّكن العني فيما عينه ي اء ؛ حنو ‪ :‬عني ‪ ،‬وس يل ‪ ،‬يف ‪ :‬عني وس يل ‪ ،‬إذا‬
‫لتصح‪.‬‬
‫سكنت العني ‪ ،‬كسرت ما قبلها ّ‬
‫حترك إال‬
‫وأما ذوات الواو ‪ ،‬فيلزم فيها تسكني العني ؛ حنو ‪ :‬خون ‪ ،‬وجود ‪ ،‬وال ّ‬ ‫ّ‬
‫ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ور‬ ‫ات س‬ ‫األكف الالمع‬
‫ّ‬ ‫الربين وتب ‪  ‬دو ب‬ ‫ات ب‬ ‫عن مربق‬ ‫‪ 301‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لعدي بن زيد‪.‬‬
‫ويروى صدر البيت هكذا ‪:‬‬
‫‪............‬‬ ‫دو ‪ ‬‬ ‫الربين وتب‬ ‫ات ب‬ ‫من مربق‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ضمت الواو للضرورة الشعرية‪.‬‬


‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬سور حيث ّ‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 127‬والدرر ‪ ، 276 / 6‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 425 / 2‬ـ وشرح شواهد‬
‫املفصل ‪ ، 84 / 10 ، 44 / 5‬والكتاب ‪ ، 359 / 4‬ولسان العرب (سوك) ‪،‬‬‫الشافية ص ‪ ، 121‬وشرح ّ‬
‫وبال نس بة يف ش رح ش افية ابن احلاجب ‪ ، 146 / 3 ، 127 / 2‬ورصف املب اين ص ‪ ، 429‬واملمتع يف‬
‫التصريف ‪ ، 467 / 2‬واملنصف ‪ ، 338 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.176 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 498‬فهرس املوضوعات‬

‫وقد جيىء شاذّا على فعالن حنو ‪ :‬صوار ‪ ،‬وصريان ‪ ،‬وجوار وجريان‪.‬‬
‫وإن ك ان على فع ال ‪ ،‬مجع ىف القلّة على أفعلة حنو غ راب ‪ ،‬وأغربة ‪ ،‬وح وار‬
‫وأحورة ‪ ،‬وذباب وأذبّة‪.‬‬
‫وقد جيىء على فعلة حنو ‪ :‬غلمة ‪ ،‬وىف الكثري على ‪ :‬فعالن حنو ‪ :‬غلم ان ‪ ،‬وج ريان‬
‫‪ ،‬وذبّان‪.‬‬
‫وقد جيىء ش اذّا على ‪ :‬فعالن حنو ‪ :‬ح وران ‪ ،‬وزق ان ‪ ،‬وعلى فعل حنو ‪ :‬ح ور ‪،‬‬
‫وذب‪.‬‬
‫ّ‬
‫وإن ك ان على فعيل ‪ ،‬مجع ىف القلة على أفعلة ؛ حنو ‪ :‬أرغفة ‪ ،‬وىف الكثري على ‪:‬‬
‫فعالن حنو ‪ :‬رغفان ‪ ،‬وعلى فعل حنو ‪ :‬رغف‪.‬‬
‫وقد جيىء على فعالن حنو ‪ :‬قض بان ‪ ،‬وعلى أفعالء ؛ حنو ‪ :‬أنص باء ‪ ،‬واملعت ّل الالم‬
‫جيمع يف القلة (‪ )1‬على أفعلة ؛ حنو ‪ :‬أقرية ‪ ،‬وقد جيىء شاذا على فعلة كصبية ‪ ،‬وىف الكثري‬
‫على فعالن حنو ‪ :‬قربان ‪ ،‬وقد جيىء على فعالن حنو ‪ :‬صبيان‪.‬‬
‫واملض ّعف جيمع ىف القليل على أفعلة ‪ ،‬حنو ‪ :‬أح زة ‪ ،‬وىف الكثري على فعالن حنو ‪:‬‬
‫حزان ‪ ،‬وعلى فعل حنو ‪ :‬سرر ‪ ،‬وقد تفتح العني ختفيفا ؛ فيقال سرر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وأما فعول فبمنزلة فعيل إذا أردت بناء أدىن العدد ‪ ،‬وذلك ‪ :‬كعمود وأعمدة‪.‬‬
‫وجيمع ىف الكثري على فعالن حنو ‪ :‬خرفان ‪ ،‬وعلى فعل حنو ‪ :‬زبر‪.‬‬
‫وقد جيىء على فعائل ‪ ،‬حنو ‪ :‬ذنائب ‪ ،‬ما عدا فعوال ‪ ،‬حنو ‪ :‬قدامي‪.‬‬
‫واملعتل الالم ال يتجاوز به أفعال ؛ حنو ‪ :‬أعداء ‪ ،‬وقوهلم ‪ :‬فالء ‪ ،‬وفلى شاذان‪.‬‬
‫ّ‬
‫وإن ك ان ش ىء من ه ذه األمثلة األربعة واقعا على م ؤنّث ‪ ،‬مجع ىف القليل على‬
‫أفعل ؛ حنو ‪ :‬أعنق ‪ ،‬وأكرع ‪ ،‬وأذرع ‪ ،‬وأمين‪.‬‬
‫وقد جيىء ‪ /‬فعيل شاذّا على أفعال ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أميان ‪ ،‬وىف الكثري كاملذ ّكر ‪ ،‬وقد‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬فيه القليل‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪499 .............................................................................‬‬

‫جيمع فعال يف الكثري على فعول‪.‬‬


‫ومن أمثاهلم ‪« :‬العنوق بعد النّوق»‪.‬‬
‫ومجعوا أعناقا أيضا على فعل بضم العني وإسكاهنا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬عنق ‪ ،‬وعنق وقد جيمع‬
‫فعال على فعل حنو ‪ :‬مشل ‪ ،‬وعلى فعائل حنو ‪ :‬مشائل‪.‬‬
‫فأما فع ول املؤنّث ‪ ،‬فجمعه كجمع املذ ّكر ال ف رق بينهما (‪ ، )1‬وإن حلقت ه ذه‬ ‫ّ‬
‫األمثلة تاء التأنيث ‪ ،‬مجعت ىف القليل باأللف والتاء ‪ ،‬وىف الكثري على فعائل ‪ ،‬ومل يتجاوز‬
‫ذلك فيها ؛ حنو ‪ :‬ذوائب ‪ ،‬وصحائف ‪ ،‬ورسائل ‪ ،‬وخالئف ‪ ،‬ومحائم‪.‬‬
‫وقد جتمع فعيلة على فعل حنو ‪ :‬سفن ‪ ،‬إال أ ّن ذلك شاذّ‪.‬‬
‫وما كان من ذلك جنسا خملوقا ‪ ،‬مجع ىف القليل باأللف والتاء ‪ ،‬ويكون الكثري بغري‬
‫ت اء ؛ وك ذلك قي اس كل اسم جلنس خمل وق ‪ ،‬إال أن يك ون ىف آخ ره ألف الت أنيث ‪ ،‬أو‬
‫ألف اه ‪ ،‬فإنّك إن أردت املف رد مل ت دخل عليه ت اء الت أنيث ‪ ،‬بل يك ون الف ارق بني الواحد‬
‫وبني اجلنس الوصف ؛ فتقول ‪ :‬حلفاء واحدة وحلفاء كثرية ‪ ،‬وشكاعى واحدة وشكاعى‬
‫كثرية‪.‬‬
‫وقد ش ّذ من املصنوع شىء ‪ ،‬فجمع حبذف التاء ‪ ،‬قالوا ‪ :‬عمام ‪ ،‬وسفني‪.‬‬
‫وإن ك انت ه ذه األمثلة ص فات ‪ ،‬فما ك ان منها على فعيل جيمع على ‪ :‬فعالء ؛‬
‫حنو ‪ :‬فقه اء ‪ ،‬وعلى فع ال حنو ‪ :‬ط راف ‪ ،‬وعلى فعل حنو ‪ :‬ن ذر ‪ ،‬وقد تس ّكن عينه ‪،‬‬
‫فيق ال ‪ :‬ن ذر ‪ ،‬وقد جيىء ش اذّا على فعالن وفعالن ؛ حنو ‪ :‬ش جعان وش جعان ‪ ،‬وعلى‬
‫أفعال حنو أيتام‪.‬‬
‫وإن ك ان معتل العني ‪ ،‬مجع على فع ال ؛ حنو ط وال ‪ ،‬وإن ك ان معت ّل الالم ‪ ،‬مجع‬
‫على أفعالء ؛ حنو أغنياء ‪ ،‬وقد جيىء شاذّا على فعالء ؛ حنو ‪ :‬تقواء ‪ ،‬وسرواء ‪ ،‬وإن كان‬
‫أشحة ‪ ،‬وعلى فعل‬‫مضعفا مجع على أفعالء ؛ حنو ‪ :‬أش ّداء ‪ ،‬وقد جيىء على أفعلة ؛ حنو ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫؛ حنو ل ذذ ‪ ،‬وإن حلقته ت اء الت أنيث ‪ ،‬مجع على فع ال ‪ ،‬حنو ‪ :‬ظ راف ‪ ،‬وقد جيمع على‬
‫فعائل ؛ حنو ‪ :‬ظرائف ‪ ،‬وعلى فعالء حنو ‪ :‬ظرفاء ‪./‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وأما فعول املؤنث ‪ ،‬فجمعه كجمع املذكر ال فرق بينهما» مثال ذلك ‪ :‬قدوم وقدم كزبور‬
‫وزبر‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 500‬فهرس املوضوعات‬

‫وما كان منها على فعول ‪ ،‬فإن كان ملذ ّكر ‪ ،‬مجع على فعل ؛ حنو ‪ :‬صرب‪.‬‬
‫وإن كان للمؤنث ‪ ،‬مجع أيضا على فعل ؛ حنو ‪ :‬عجز‪.‬‬
‫وقد جيمع على فعائل ؛ حنو ‪ :‬عجائز‪.‬‬
‫وإن كان فيه تاء التأنيث ‪ ،‬مجع على فعائل ؛ حنو ‪ :‬ركائب ‪ ،‬وإن كان معتل الالم‬
‫‪ ،‬مجع على أفعال ؛ حنو ‪ :‬أعداء‪.‬‬
‫وما ك ان منها على فع ال ‪ ،‬مجع على فعل ؛ حنو ‪ :‬محد ‪ ،‬وقد جيمع على فعالء ؛‬
‫حنو ‪ :‬جبناء‪.‬‬
‫معتل العني ؛ مجع على فعل حنو ‪ :‬جود‪.‬‬
‫وإن كان ّ‬
‫وقد جيىء على فعال ؛ حنو ‪ :‬جياد‪.‬‬
‫وما ك ان منها على فع ال ‪ ،‬مجع على فعل حنو ‪ :‬دالث ودلث ‪ ،‬ولك اك ولكك ‪،‬‬
‫وقد جيمع على مثل لفظه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ناقة هجان ‪ ،‬ونوق هجان‪.‬‬
‫وما كان منها على فعال حنو ‪ :‬شجاع مجع كجمع فعيل (‪.)1‬‬
‫وما ك ان من الرب اعى ثانيه ألف ‪ ،‬ف إن ك ان على فاعل بغري ت اء ‪ ،‬ومل يكن ص فة‬
‫مجع على فواعل حنو ‪ :‬كواهل ‪ ،‬وقد جيىء على فواعيل ؛ حنو ‪ :‬بواطيل ‪ ،‬وعلى فعالن ؛‬
‫حنو ‪ :‬حجزان ‪ ،‬وعلى فعالن حنو ‪ :‬حيطان ‪ ،‬وعلى أفعلة حنو ‪ :‬أودية‪.‬‬
‫فع ال ؛ حنو ‪ :‬ض ّراب ‪ ،‬وعلى‬ ‫وإن ك انت ص فة ‪ ،‬ف إن ك انت ملذ ّكر ‪ ،‬مجعت على ّ‬
‫فعل ‪ ،‬حنو ‪ :‬ض ّرب ‪ ،‬لعاقل ك انت الص فة أو لغ ريه ‪ ،‬وقد جيمع إن ك انت الص فة ملا ال‬ ‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫يعقل على ‪ :‬فعل حنو ‪ :‬ب زل ؛ وعلى فواعل حنو ‪ :‬ب وازل ‪ ،‬وقد جيمع إن ك انت [ملا]‬
‫يعقل على فعل حنو ‪ :‬شرف ‪ ،‬وعلى فعلة حنو ‪ :‬كتبة ‪ ،‬وعلى فعال حنو ‪ :‬كفار (‪، )3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬وما ك ان منها على فع ال ؛ حنو ‪ :‬ش جاع مجع كجمع فعي ل» أعىن ‪ :‬أنك تق ول ‪ :‬ش جاع‬
‫وشجعان ؛ كما تقول ‪ :‬شجيع وشجعان‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وعلى فعال حنو ‪ :‬كفار» من ذلك قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫ار‬ ‫ّرقت الفراعنة الكف‬ ‫حاب موسى ‪  ‬وغ‬ ‫ّق البحر عن أص‬ ‫وش‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[ينظر ال بيت للقط امى ىف ديوانه ص ‪ ، 143‬ولس ان الع رب (كف ر) (ف رعن) ‪ ،‬وبال نس بة ىف ش رح‬
‫املفصل ‪ .]55 / 5‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪501 .............................................................................‬‬

‫ونيام ‪ ،‬وعلى فعالء ؛ حنو ‪ :‬شهداء ‪ ،‬وعلى فعول ؛ حنو ‪ :‬شهود ‪ ،‬وعلى فعلى إذا كانت‬
‫الص فة آفة أو عاهة ؛ حنو ‪ :‬هلكى ‪ ،‬وم وتى ‪ ،‬وقد جيمع على فواعل وإن ك ان لغري عاقل‬
‫؛ حنو ‪ :‬نوازل ‪ ،‬وقد ش ّذ منه ىف العاقل ‪ :‬هوالك (‪ ، )1‬وفوارس‪.‬‬
‫وك ذلك حكم املض ّعف منه واملعتل العني ‪ ،‬إاّل أنّه ال جيوز ىف املعت ّل العني ‪ ،‬قلب‬
‫وصوم ‪ ،‬وصيّم ‪ ،‬وإن شئت قلت‬ ‫صوام ‪ ،‬وصيّام ‪ّ ،‬‬ ‫وفعال ‪ ،‬فيقال ‪ّ :‬‬ ‫فعل ‪ّ ،‬‬‫الواو ياء ىف ‪ّ :‬‬
‫‪ :‬صيّم بكسر الفاء‪.‬‬
‫فعل حنو ‪:‬‬
‫وأما املعتل الالم ‪ ،‬فإنه جيمع على فعلة ؛ حنو ‪ :‬قض اة ‪ ،‬وقد جيمع على ّ‬ ‫ّ‬
‫غزى‪.‬‬‫ّ‬
‫وإن ك ان ملؤنث ‪ /‬مجع مجع ص فة املذكر ‪ ،‬إاّل أنه جيوز أن جيمع على فواعل ؛‬
‫كطوامث‪.‬‬
‫وإن حلقته التاء ‪ ،‬كسر على ‪ :‬فواعل ؛ حنو ‪ :‬قوائم‪.‬‬
‫وما ك ان منه على وزن أفعل ‪ ،‬ف إن ك ان امسا ‪ ،‬مجع على ‪ :‬أفاعل ‪ ،‬كأفاكل إال‬
‫أمجع ‪ ،‬وأكتع ؛ فإ ّن العرب التزمت فيها مجع السالمة‪.‬‬
‫وإن ك ان ص فة ‪ ،‬وك ان مؤنّثه فعالء ‪ ،‬مجع على فعل ‪ ،‬حنو ‪ :‬محر ‪ ،‬وعلى فعالن‬
‫حنو ‪ :‬س ودان ‪ ،‬وعلى فعلى إن ك ان آفة أو عاهة حنو ‪ :‬محقى ‪ ،‬وإن ك ان مؤنثه أفعلة ‪،‬‬
‫كسر على أفاعل ؛ حنو ‪ :‬أرامل ‪ ،‬وإن كان للمفاضلة ‪ ،‬وكانت فيه األلف والالم ‪ ،‬كسر‬
‫على األفاعل ؛ حنو ‪ :‬األك ابر ‪ ،‬وإن اس تعمل بـ «من» ك ان لالث نني واجلمع واملذكر‬
‫واملؤنّث بلفظ واحد ‪ ،‬وإن كان مضافا ‪ ،‬جاز فيه أن يكون مفردا مذكرا على كل حال‬
‫‪ ،‬وأن يثىّن وجيمع مجع سالمة ‪ ،‬ومجع تكسري على أفاعل ‪ ،‬ويكون له مؤنّث على فعلى ؛‬
‫فتقول ‪ :‬هى فضلى القوم ‪ ،‬وهم أفاضل القوم‪.‬‬
‫كسر على أفعال ؛ حنو ‪ :‬أموات‪.‬‬ ‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫وما كان منه على فيعل‬
‫وما كان منه ىف آخره ألف ‪ ،‬فإن كانت لغري تأنيث ‪ ،‬مجع على فعال ؛ حنو ‪ :‬ذفار‬
‫‪ ،‬وقد حيول إىل فعاىل ؛ حنو ‪ :‬ذفارى ‪ ،‬وإن كانت للتأنيث ‪ ،‬فما كان منه على‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬ومل جيئ منه إال هوالك وفواري‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬مجع‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 502‬فهرس املوضوعات‬

‫يكس ر على فعل ؛ حنو كرب ‪ ،‬وما مل يكن تأنيث األفعل ‪ ،‬كسر على‬ ‫فعلى تأنيث األفعل ‪ّ ،‬‬
‫فع اىل ؛ حنو ‪ :‬حب اىل ‪ ،‬وقد يكسر على فع ال ؛ حنو إن اث ‪ ،‬ورب اب ‪ ،‬وعلى فع ال حنو ‪:‬‬
‫رباب‪.‬‬
‫كس ر على فعاىل ؛ حنو ‪ :‬سكارى ‪ ،‬وقد جيىء‬ ‫وما كان على فعلى مؤنّث فعالن ‪ّ ،‬‬
‫على فعال ؛ حنو سكار ‪ ،‬وإن مل يكن مؤنّث فعالن ‪ ،‬مجع على فعاىل حنو ‪ :‬عالقى ‪ ،‬وما‬
‫ينون ذفرى ‪ ،‬وما عدا ما ذكر‬ ‫يكسر على فعاىل ‪ ،‬حنو ‪ :‬ذفارى ‪ ،‬ىف لغة من مل ّ‬
‫عدا ذلك ّ‬
‫الرباعى ‪ ،‬جيمع على مثال فعالل ‪ ،‬امسا كان أو صفة حنو ‪ :‬دراهم ‪ ،‬وهجارع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من‬
‫وأما اخلماس ّى ‪ ،‬ف إن ك ان ىف آخ ره ألف ون ون ‪ ،‬وك ان فعالن فعلى ‪ ،‬مجع ‪ /‬على‬
‫فعاىل ‪ ،‬وفعاىل ؛ حنو ‪ :‬سكارى ‪ ،‬وسكارى ‪ ،‬وعلى فعال ؛ حنو ‪ :‬عجال ‪ ،‬وما عدا ذلك‬
‫كسر ‪ ،‬مجع على فعالني حنو سراحني ‪ ،‬وسالطني ‪ ،‬وقد يكسر‬ ‫ممّا ىف آخره ألف ونون إن ّ‬
‫فعالن منه إذا ك ان امسا على فع ال ؛ حنو ‪ :‬س راج ‪ ،‬وض باع ‪ ،‬وقد جيمع من الص فات ما‬
‫كان ىف آخره ألف ونون وتأنيثه بالتاء ؛ كما جيمع ما أنّث منها باأللف ؛ فيقال ‪ :‬ندمان‬
‫‪ ،‬وندمانة ‪ ،‬وندام ‪ ،‬وندامى ‪ ،‬ومخصان ومخصانة ‪ ،‬ومخاص‪.‬‬
‫وإن ك ان ىف آخ ره ألفا ت أنيث ‪ ،‬ف إن ك ان على ‪ :‬فعالء ‪ ،‬وك ان امسا ‪ ،‬كسر على‬
‫فعاىل حنو ‪ :‬صحارى ‪ ،‬تبدل اهلمزة ياء وتدغم فيها الياء الىت هى بدل من األلف ‪ ،‬وقد‬
‫حتول بعد احلذف إىل فعاىل ؛ فيقال‬
‫حتذف إحدى الياءين ختفيفا ‪ ،‬فيقال ‪ :‬صحار ‪ ،‬وقد ّ‬
‫‪ :‬ص حارى ‪ ،‬وإن ك ان ص فة ‪ ،‬مجع على فعل ؛ حنو ‪ :‬محر ‪ ،‬وقد يكسر على فع ال حنو ‪:‬‬
‫كسر على فعال ‪ ،‬حنو ‪ :‬عشار ‪ ،‬ونفاس ‪ ،‬وعلى فعال حنو‬ ‫بطاح ‪ ،‬وإن كان على فعالء ‪ّ ،‬‬
‫‪ :‬نفاس‪.‬‬
‫كس ر على فع ال ‪ ،‬وإن ك ان قبل آخ ره‬ ‫وإن ك ان على غري ذلك من األوزان ‪ّ ،‬‬
‫كس ر على مثال ‪ :‬فعاليل حنو ‪ :‬سرابيل ‪ ،‬وهباليل ‪ ،‬وقناديل ‪ ،‬وما عدا‬
‫حرف علّة زائد ‪ّ ،‬‬
‫يكس ر ذلك على ‪:‬‬‫ذلك من األمساء الىت ع ددها مخسة أح رف ‪ ،‬حيذف منه ح رف ‪ ،‬مث ّ‬
‫عوضت من احملذوف ‪ ،‬ويكون احلذف على حسب ما‬ ‫فعالل ‪ ،‬أو فعاليل ‪ ،‬إن ّ‬
‫فهرس املوضوعات ‪503 .............................................................................‬‬

‫أحكم ىف التصغري (‪ )1‬؛ حنو ‪ :‬فرازد ‪ ،‬وفرازيد ‪ ،‬وعفاجج ‪ ،‬وعفاجيج‪.‬‬


‫وأما الزائد على مخسة أح رف ‪ ،‬ف إن ك ان ىف آخ ره ألفا الت أنيث أو األلف والن ون‬ ‫ّ‬
‫الزائ دتان ‪ ،‬ح ذفتهما ‪ ،‬ومجعت االسم على مث ال ‪ :‬فعالل أو فعاليل إن عوضت ؛ حنو ‪:‬‬
‫خنافس ‪ ،‬وذعافر ‪ ،‬وما عدا ذلك ‪ ،‬فال بد من أن حتذف منه ‪ ،‬حىت يصري إىل مخسة رابعه‬
‫ح رف علة زائد إن أمكن ‪ ،‬مث جتمعه (‪ )2‬على مث ال ‪ :‬فعاليل ‪ ،‬وإن مل ميكن ‪ ،‬ح ذفت منه‬
‫عوضت ‪،‬‬ ‫حىت يصري على أربعة أح رف ‪ ،‬مث جتمعه على مث ال ‪ :‬فعالل أو فعاليل ‪ ،‬إن ّ‬
‫واحلذف ىف مجيع ذلك على حسب ما أحكم ىف التصغري‪.‬‬
‫رىب ‪ ،‬إاّل أنّه ‪ /‬يل زم منه ما ج اء على مث ال ‪:‬‬
‫واألعجمى ىف مجيع ما ذكر مبنزلة الع ّ‬
‫ّ‬
‫مفاعل ‪ ،‬تاء التأنيث حنو ‪ :‬سياجبة ‪ ،‬إال أن يش ّذ منه شىء ؛ فيحفظ وال يقاس عليه ؛ حنو‬
‫‪ :‬كياجل ‪ ،‬وجوارب ‪ ،‬وكذلك املنسوب ـ أيضا ـ تلزمه التاء ؛ حنو ‪ :‬مهالبة ‪ ،‬إال أن يش ّذ‬
‫منه [شيء] ؛ فيحفظ وال يقاس عليه ؛ حنو ‪ :‬املعاول ‪ ،‬وال ّدياسم‪ .‬وقد ش ّذت مجوع فلم‬
‫ينطق هلا بواحد حنو ‪ :‬عباديد ‪ ،‬ومشاطيط‪.‬‬
‫وقد ش ّذت ـ أيضا ـ مجوع فلم تأت على قياس واحدها املنطوق به ؛ حنو ‪ :‬مالقح ‪،‬‬
‫وم ذاكري ؛ وأراض ‪ ،‬وأح اديث ‪ ،‬وأق اطيع ‪ ،‬وأباطيل ‪ ،‬وأطي ار ‪ ،‬وت ؤام ‪ ،‬وأع ارض ‪،‬‬
‫وأهال ‪ ،‬وليال ‪ ،‬وكروان ‪ ،‬وورشان ‪ ،‬وأمكن ‪ ،‬وأطحل‪.‬‬
‫دليل‬ ‫وأما فعل ىف مجع فاعل حنو ‪ :‬طري ‪ ،‬وركب ‪ ،‬ورجل ‪ ،‬فاسم مجع ‪ ،‬ب‬
‫تصغريهم إيّاه على لفظه ‪ ،‬قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عاديا‬ ‫وركيبا‬ ‫رجيال‬ ‫بة من ماليا ‪  ‬أخشى‬ ‫بنيته بعص‬ ‫‪ 302‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وق وىل ‪« :‬واحلذف ىف ذلك على ما أحكم ىف التص غري» مث ال ذلك ‪ :‬ف رزدق ‪ ،‬وف رازد وف رازق ‪،‬‬
‫وقالسي وقالس‬
‫ّ‬ ‫وفرازيد وفرازيق ؛ كما تقول ‪ :‬فريزد وفريزق ‪ ،‬وفريزيد وفريزيق ‪ ،‬وتقول ‪ :‬قلنسوة ‪ ،‬قالس‬
‫وقالس كما تق ول ‪ :‬قلينسة قلينس ية وقليس ية وقليس يّة ‪ ،‬وك ذلك كل ما حيذف منه ىف التكسري قياسه ىف ذلك‬
‫قياس التصغري‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬جتمع‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ألحيحة بن اجلالح‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬رجيال وركيبا» تصغري «رجل وركب» وهذا دليل على أهنما امسا مجع‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األغاين ‪ ، 40 / 15‬وشرح شواهد الشافية ‪ ، 150‬وشرح املفصل ‪ ، 77 / 5‬وهو‬
‫‪ ............................................................................. 504‬فهرس املوضوعات‬

‫وقد ش ّذت الع رب ـ أيضا ـ فجمعت بعض اجلمع ‪ ،‬فال ذى ج اء من ذلك جمموعا‬
‫مجع تكسري ‪ :‬أي اد ‪ ،‬وأواطب ‪ ،‬وأس ام ‪ ،‬وأس اورة ‪ ،‬وأث ائيب ‪ ،‬وأن اعيم ‪ ،‬وأقاويل ‪،‬‬
‫حش ‪ ،‬ومحائل ‪ ،‬وأناض مجع أنضاء‪.‬‬ ‫ومصارين ‪ ،‬وحشاشني مجع حشان ‪ ،‬وحشان مجع ّ‬
‫وال ذى ج اء من ذلك جمموعا مجع س المة ‪ :‬أعطي ات ‪ ،‬وأس قيات وبيوت ات ‪،‬‬
‫ومواليات بىن هاشم ‪ ،‬وصواحبات يوسف ‪ ،‬ومحرات ‪ ،‬وطرقات ‪ ،‬وجزرات ‪ ،‬ودوارات‬
‫فأما آصال ‪ ،‬فجمع أصل املفرد ‪ ،‬قال [من الكامل] ‪:‬‬
‫‪ ،‬وعوذات ‪ّ ،‬‬
‫ماهلا‬ ‫را بش‬ ‫منش‬
‫ان ّ‬ ‫ومخار غانية ش ددت برأس ها ‪  ‬أصال وك‬ ‫‪ 303‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فهذا مجيع ما ورد‬ ‫(‪)1‬‬


‫وأما أصايل ‪ ،‬فجمع أصيلة الىت مبعىن أصيل ‪ ،‬حكاها يعقوب‬
‫ّ‬
‫من مجع اجلمع ىف الكالم‪.‬‬
‫وما عدا ذلك اجلمع إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الرحز] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ذى‬ ‫ات مل خيالطها ق‬ ‫اىف القصا ‪  ‬بأعين‬
‫‪ 304‬ـ ت رمى الفج اج والفي ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وحنو قول اآلخر [من الرجز] ‪:‬‬


‫‪ 305‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫قد جرت الطّري أيامنينا‬
‫__________________‬
‫بال نسبة يف اللسان (جبأ) ‪( ،‬رجل) ‪ ،‬وخزانة األدب ‪ ، 254 / 6‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪، 202 / 2‬‬
‫واملنصف ‪ ، 101 / 2‬واملخصص ‪.122 / 14 ، 55 / 2‬‬
‫الس ّكيت ‪ :‬إمام يف اللغة واألدب أصله من خورستان (بني البصرة‬ ‫(‪ )1‬يعقوب بن إسحاق ‪ ،‬أبو يوسف ‪ ،‬ابن ّ‬
‫وف ارس) تعلم ببغ داد ‪ ،‬واتصل باملتوكل العباسي فعهد إليه بت أديب أوالده ‪ ،‬وجعله يف ع داد ندمائه ‪ ،‬مث قتله‬
‫لسبب جمهول‪ .‬من مصنفاته ‪ :‬إصالح املنطق قال املربد ‪ :‬ما رأيت للبغداديني كتابا أحسن منه و «األلفاظ» و‬
‫«األض داد» ‪ ،‬و «القلب» و «اإلب دال» ‪ ،‬وش رح دي وان ع روة بن ال ورد ‪ ،‬وش رح دي وان قيس بن اخلطيم و‬
‫«األجناس» وسرقات الشعراء وغري ذلك‪ .‬ولد سنة ‪ 186‬ه‍ وتويف سنة ‪ 244‬ه‍‪ .‬ينظر ‪ :‬األعالم ‪، 195 / 8‬‬
‫هدية العارفني ‪ ، 536 / 2‬ابن خلكان ‪.309 / 2‬‬
‫(‪ )2‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬شرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 209 / 2‬واللسان (عني)‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪ :‬األعين ات يف مجع األعني ‪ ،‬وهو مجع العني ‪ ،‬وقد اض طر الش اعر ‪ ،‬فجمع اجلمع‬
‫مرة ثانية‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )3‬البيت ألعرايب‪.‬‬
‫والش اهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬أيا منين ا» ‪ ،‬ق ال ابن سيده ‪« :‬عندى أنه مجع ميينا على أميان مث مجع أميانا على‬
‫أيامني ‪ ،‬مث أراد وراء ذلك مجعا آخر فلم جيد مجعا من مجوع التكسري أكثر من هذا ‪ ،‬ألن باب أفاعل وفواعل‬
‫وفعائل وحنوها هناية اجلمع ‪ ،‬فرجع إىل اجلمع بالواو والنون»‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪505 .............................................................................‬‬

‫ومثل ذلك كثري ىف الشعر‪.‬‬


‫كل واحد منهما ‪ /‬بعض شىء ‪،‬‬ ‫وجيوز وضع صيغة اجلمع لالثنني بقياس إذا كان ّ‬
‫ِ‬
‫ت ُقلُوبُ ُكما) [التحرمي ‪:‬‬ ‫وكان مفردا من صاحبه ‪ ،‬قال تعاىل ‪( :‬إِ ْن َتتُوبا إِلَى اهلل َف َق ْد َ‬
‫ص غَ ْ‬
‫‪.]4‬‬
‫وجيوز ـ أيضا ـ التثنية ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ىف من فمويهما ‪  ‬على النّ ابح الع اوى أش ّد رج ام‬
‫مها نفثا ىف ّ‬ ‫‪ 306‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ودون ذلك ىف احلسن وضع املفرد موضعهما ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫محامة بطن ال واديني ت رمّن ى ‪  ‬س قاك من الغ ّر الغ وادى مطريها‬ ‫‪ 307‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫ينظر ‪ :‬املقاصد النحوية ‪ ، 425 / 2‬وبال نسبة يف ختليص الشواهد ص ‪ ، 456‬والدرر ‪ ، 272 / 2‬ومسط‬
‫الآليل ص ‪ ، 681‬وشرح األمشوين ‪ ، 156 / 1‬وشرح التصريح ‪ ، 264 / 1‬وشرح ابن عقيل ص ‪، 229‬‬
‫ولسان العرب (فطن) ‪( ،‬مين) ‪ ،‬واملعاين الكبري ص ‪ ، 646‬ومهع اهلوامع ‪ ، 157 / 1‬ومجهرة اللغة ص ‪293‬‬
‫واملخصص ‪.282 / 13‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬وتاج العروس (فطن) ‪( ،‬مين) ‪( ،‬سرو) ‪ ،‬ومجهرة اللغة ص ‪، 293‬‬
‫(‪ )1‬البيت للفرزدق‪.‬‬
‫ونفثا ‪ :‬أي ألقيا على لس اين ‪ ،‬من نفث اهلل الش يء يف القلب ‪ :‬ألق اه‪ .‬وأصل نفث مبعىن ب زق ‪ ،‬ومنهم‬
‫الرقية ‪ ،‬وهو ال بزاق اليس ري‪ .‬ونفثه نفثا أيضا ‪ :‬إذا‬
‫من يق ول ‪ :‬إذا ب زق وال ريق مع ه‪ .‬ونفث يف العق دة عند ّ‬
‫س حره‪ .‬وروى أيضا ‪( :‬مها تفال) من تفل تفال ‪ ،‬من ب ايب ض رب وقتل ‪ ،‬من ال بزاق ‪ ،‬يق ال ‪ :‬ب زق مث تف ل‪ .‬و‬
‫والسب من الشعراء ‪ ،‬وأصله يف الكلب‪ .‬ومثله (العاوي) بالعني املهملة‪ .‬و‬‫ّ‬ ‫يتعرض للهجو‬ ‫(النابح) أراد به من ّ‬
‫(الرجام) ‪ :‬مصدر رامجه باحلجارة أي راماه ‪ ،‬وراجم فالن عن قومه ‪ :‬إذا دافع عنهم ‪ ،‬جعل اهلجاء كاملرامجة‬ ‫ّ‬
‫جلعله اهلاجي كالكلب النابح‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪ :‬من فمويهما حيث مجع بني ال واو وامليم اليت هي ب دل منها يف فم وقد غلّط‬
‫الفرزدق يف هذا ‪ ،‬وهو ـ أيضا ـ إقامة للمثىن مقام اجلمع‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 215 / 2‬وت ذكرة النح اة ص ‪ ، 143‬وج واهر األدب ص ‪ ، 95‬وخزانة األدب‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪/ 2 ، 417 / 1‬‬ ‫‪ 460 / 4‬ـ ‪ ، 546 ، 476 / 7 ، 464‬والدرر ‪ّ ، 156 / 1‬‬
‫‪ ، 485‬وش رح أبي ات س يبويه ‪ ، 258 / 2‬وش رح ش واهد الش افية ص ‪ ، 115‬والكت اب ‪، 365 / 3‬‬
‫‪ ، 622‬ولس ان الع رب (فمم) (ف وه) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 238 / 2‬وبال نس بة يف أس رار العربية ص ‪، 235‬‬
‫واألشباه والنظائر ‪ ، 216 / 1‬واإلنصاف ‪ ، 345 / 1‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 1307‬واخلصائص ‪، 170 / 1‬‬
‫‪ ، 211 ، 147 / 3‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 215 / 3‬املقتضب ‪ ، 158 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.51 / 1‬‬
‫(‪ )2‬اختلف يف نسبة البيت فتارة للشماخ ‪ ،‬وأخرى للمجنون ‪ ،‬وثالثة لتوبة بن احلمري‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 506‬فهرس املوضوعات‬

‫وال جيوز وضع اجلمع موضع االث نني ‪ ،‬إذا مل يكونا من ش يئني ‪ ،‬إال ىف ن ادر كالم‬
‫حيفظ وال يقاس عليه ؛ حنو قوهلم ‪ :‬عظيم املناكب ‪ ،‬وقول بعضهم ‪ :‬ضع رحاهلما ‪ ،‬يعىن‬
‫‪ :‬رحلى النّاقتني ‪ ،‬واضرب غلماهنما ‪ ،‬أى ؛ غالميهما‪.‬‬
‫وقد يوضع اجلمع ـ أيضا ـ موضع املفرد ىف الضرورة ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫نيف املث ّقل‬ ‫أثواب الع‬ ‫وى ب‬ ‫اخلف عن ص هواته ‪  ‬ويل‬
‫يطري الغالم ّ‬ ‫‪ 308‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬عن صهوته ‪ ،‬أو ىف نادر كالم ‪ ،‬قالوا ‪« :‬شابت مفارقه»‪.‬‬


‫***‬
‫__________________‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬بطن الواديني حيث أفرد البطن ‪ ،‬وكان القياس أن يقال ‪ :‬بطين الواديني ‪ ،‬ووجه ذلك أنّه‬
‫ملا أمن اللبس ‪ ،‬وكره اجلمع بني تثنيتني فيما هو كالكلمة الواحدة ‪ ،‬صرف لفظة التثنية األوىل إىل اللفظ املفرد‬
‫ّ‬
‫ألنه أخف من اجلمع ‪ ،‬وذلك قليل‪.‬‬
‫للشماخ يف ملحق ديوانه ص ‪ ، 440 ، 438‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 86 / 4‬وللمجنون‬ ‫ينظر ‪ :‬البيت ّ‬
‫يف ديوانه ص ‪ ، 113‬ولتوبة بن احلمري يف األغاين ‪ ، 198 / 11‬والدرر ‪ ، 154 / 1‬والشعر والشعراء ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 453‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪ ، 403 / 2‬ومهع اهلوامع ‪.51 / 1‬‬
‫(‪ )1‬ال بيت الم رئ القيس والش اهد فيه قوله ‪« :‬ص هواته» يريد ‪« :‬ص هوته» فأق ام اجلمع مق ام املف رد وهو‬
‫ضرورة ‪ ،‬ويروى اجلف بدال من اخلف‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 20‬ومجه رة اللغة ‪ ، 106 /‬وت اج الع روس (بع ع) ‪( ،‬خف ف) ‪( ،‬عن ف) ‪ ،‬وكت اب‬
‫العني ‪ ، 144 / 4‬واللسان (خفف) وهو بال نسبة يف مقاييس اللغة ‪.155 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪507 .............................................................................‬‬

‫باب المصادر‬
‫فإما أن يك ون على‬
‫الفعل ال خيلو من أن يك ون ثالثيّا أو أزيد ‪ ،‬ف إن ك ان ثالثيّا ّ‬
‫وزن فعل ‪ ،‬أو فعل ‪ ،‬أو فعل‪.‬‬
‫فإن كان على وزن فعل ‪ ،‬فإنّه إن كان متع ّديا ‪ ،‬وكان مضارعه مكسور العني أو‬
‫مفتوحها ‪ ،‬ف إن املص در منه يك ون على وزن فعل ؛ حنو ‪ :‬ض رب ‪ ،‬وفعل ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫فعلت فعال ‪ ،‬وفعل ؛ كس رق ‪ ،‬وفعل كك ذب ‪ ،‬وفعلة ؛ كس رقة ‪ ،‬وفعلة كغلبة ‪ ،‬وفعلة‬
‫كحمية ‪ ،‬وفعالة كحماية ‪ ،‬وفع ال كك ذاب ‪ ،‬وفع ال كس ؤال ‪ ،‬وفعالن كحرم ان ‪،‬‬
‫وفعالن ؛ كغفران ‪ ،‬وفعالن كليّان‪.‬‬
‫وإن ك ان مض ارعه مض موم العني ‪ ،‬ك ان املص در منه على فعل ؛ كقتل ‪ ،‬وفعل‬
‫كش كر ‪ ،‬وفعل ك ذكر ‪ ،‬وفعالة كختانة ‪ ،‬وفعالن كش كران ‪ ،‬وفع ول كش كور ‪ ،‬وفعل‬
‫كخنق ‪ ،‬وفعلة كش ّدة‪.‬‬
‫واملقيس منها ىف الفعلني ‪ ،‬ما كان على ‪ :‬فعل على ‪ /‬اإلطالق ‪ ،‬وفعال ىف اهلياج ‪،‬‬
‫الص ياح ‪،‬‬
‫والض راب ‪ ،‬وىف األص وات حنو ‪ّ :‬‬
‫وما ج رى جمراه ؛ حنو ‪ :‬النّك اح ‪ ،‬وال وداق ّ‬
‫والص رام ‪ ،‬وهو‬
‫والنّ داء ‪ ،‬ويطّ رد ـ أيضا ـ فع ال ىف انقض اء أوان الش ىء ؛ حنو ‪ :‬اجلذاذ ‪ّ ،‬‬
‫ال وقت ال ذى ح ان أن جي ّذ فيه النّخل ‪ ،‬وىف الوسم حنو ‪ :‬العالط ‪ ،‬والكش اح ‪ ،‬وفعالة ىف‬
‫الوالية والص ناعة ؛ حنو ‪ :‬اإلم ارة ‪ ،‬واخلالفة ‪ ،‬واخلياطة ‪ ،‬والتج ارة‪ .‬وقد ج اء ىف بعضه‬
‫فتح الفاء وكسرها ؛ حنو ‪ :‬الوالية مبعىن الوكالة‪.‬‬
‫الركبة‪.‬‬‫وفعلة ىف هيئة الفعل ؛ حنو ّ‬
‫وإن كان غري متع ّد ‪ ،‬فإن كان مضارعه مكسور العني أو مفتوحها ‪ ،‬فإن املصدر‬
‫منه يك ون على فع ول كجل وس ‪ ،‬وعلى فعيل ؛ كه دير ‪ ،‬وعلى فع ال كنب اح ‪ ،‬وعلى‬
‫فعالن كغلي ان ‪ ،‬وعلى فعالن كرجح ان ‪ ،‬وعلى فع ال ك ذهاب ‪ ،‬وعلى فعل كعجز ‪،‬‬
‫وعلى فعل كحرص ‪ ،‬وفعل كحلف ‪ ،‬وفعال كهياج‪.‬‬
‫واملقيس منها فعول على اإلطالق ‪ ،‬وفعال فيما تق ّدم ذكره ‪ ،‬وفعال ىف األصوات‬
‫الرغاء والثّغاء‪.‬‬
‫حنو ‪ّ :‬‬
‫السكات والعطاس ‪،‬‬ ‫فأما قوهلم ‪ :‬الغواث بفتح الغني ‪ ،‬فشاذّ ‪ ،‬وىف األدواء حنو ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫‪ ............................................................................. 508‬فهرس املوضوعات‬

‫السواف ‪ ،‬ويطّرد ـ أيضا ـ فيما تفرتق‬ ‫وقد ش ّذ من ذلك لفظ ‪ ،‬فجاء مفتوح األول ‪ ،‬وهو ّ‬
‫أجزاؤه ‪ ،‬حنو ‪ :‬الدقاق ‪ ،‬واحلطام‪.‬‬
‫ف إن حلقته الت اء ‪ ،‬اط رد ىف الفض الت ؛ حنو ‪ :‬الفض الة ‪ ،‬والنحات ة‪ .‬وفعيل ىف‬
‫األصوات ؛ حنو ‪ :‬النّبيح ‪ ،‬واهلدير ‪ ،‬وفعالن فيما فيه حركة وزعزعة ‪ ،‬حنو ‪ :‬الغليان‪.‬‬
‫وإن ك ان مض مومها ‪ ،‬ف إن املص در منه يك ون على فع ول كقع ود ‪ ،‬وعلى فعل‬
‫كرقص ‪ ،‬وعلى فعال كهباب ‪ ،‬وعلى فعال كثبات ‪ ،‬وعلى فعل ؛ كسكت ‪ ،‬وعلى فعل‬
‫؛ كمكث ‪ ،‬وعلى فعالن كنزوان ‪ ،‬وعلى فعلة كفطنة ‪ ،‬وعلى فعل كفسق‪.‬‬
‫واملقيس منها ـ أيضا ـ فعول على اإلطالق ‪ ،‬وفعال ‪ ،‬وفعلة ‪ ،‬فيما تقدم ذكره (‪.)1‬‬
‫وإن ك ان على فعل ‪ ،‬ف إ ّن املتع ّدى منه يك ون مص دره على فعل كحمد ‪ ،‬وعلى‬
‫فعلة كش رب ‪ ،‬وعلى فعل كعلم ‪ ،‬وعلى فعل كعمل ‪ ،‬وعلى فعلة كرمحة ‪ ،‬وعلى فعلة‬
‫كحيلة ‪ ،‬وعلى فعالن كغشيان ‪ ،‬وعلى فعول كلزوم ‪ ،‬وعلى فعال كسفاد‪.‬‬
‫واملقيس منه فعل على اإلطالق ‪ ،‬وفعال ‪ /‬وفعلة فيما تق ّدم ذكره‪.‬‬
‫وغري املتع ّدى يك ون مص دره على فعل كبطر ‪ ،‬وفعلة كأدمة ‪ ،‬وفعلة كنقمة وفعل‬
‫رى ‪ ،‬وفعالة كشكاسة ‪ ،‬وفعولة‬ ‫كي أس ‪ ،‬وفعل كس كر ‪ ،‬وفعل كش بع ‪ ،‬وفعل ك ّ‬
‫كصهوبة‪.‬‬
‫واملقيس منها فعلة ىف األلوان ‪ ،‬وفعل على اإلطالق‪.‬‬
‫وإن ك ان على فعل ك ان غري متع ّد أب دا ‪ ،‬ويك ون املص در منه على فعل ‪ ،‬كحسن‬
‫وفعالة ؛ كوسامة ‪ ،‬وفعال كوسام‪.‬‬
‫وأكثرها استعماال فعل ‪ ،‬وقد جيىء شاذّا على فعولة كقبوحة ‪ ،‬وفعل ككرم ‪ ،‬وقد‬
‫اهلجريى ‪،‬‬
‫والفعيلى ؛ ك ّ‬
‫جيىء املص در مطّ ردا إذا أردت به املبالغة على التّفع ال ك الرّت داد ‪ّ ،‬‬
‫اخلصيصاء‪.‬‬
‫ومل جيئ منه ممدودا إال لفظة واحدة ‪ ،‬وهى ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب المصادر‬
‫ق وىل ‪« :‬يف موض عني من ه ذا الب اب ‪ ،‬وفع ال وفعلة فيما تق دم ذك ره» أعىن ‪ :‬أنك تق ول ‪ :‬إن فع اال‬
‫ينقاس ىف اهلياج واألصوات وفعلة ىف هيئة الفعل‪ .‬أه‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪509 .............................................................................‬‬

‫ومن املصادر ما جاء نادرا ‪ ،‬فيحفظ ‪ ،‬وال يقاس عليه ‪ ،‬ىف الكالم وال ىف الشعر ‪،‬‬
‫فمن ذلك فعول ‪ ،‬ومل جيىء منه إال الوضوء والطّهور والولوع والوقود والقبول‪.‬‬
‫ومنها فعل ‪ ،‬ومل جيىء منه إال ‪ :‬هدى وسرى ‪ ،‬وبكى ‪ ،‬ىف لغة من قصر‪.‬‬
‫ومنها فعلياء ‪ ،‬ومل جيئ منه إال كربياء‪.‬‬
‫ومنها فعلى ‪ ،‬ومل جيىء إال رجعى ‪ ،‬وفتيا ‪ ،‬وبقيا ‪ ،‬ولقيا‪.‬‬
‫ومنها فعلى ‪ ،‬ومل جيىء منه إال ‪ :‬دعوى ‪ ،‬وعدوى‪.‬‬
‫ومنها فعلى ‪ ،‬ومل جيئ منه إال ذكرى‪.‬‬
‫وإن كان أزيد من ثالثة أحرف ‪ ،‬فإن كانت ّأوله ألف وصل ‪ ،‬فإن مصدره جيىء‬
‫على مث ال املاضى ‪ ،‬إال أنك تزيد ألفا قبل اآلخر ‪ ،‬وتكسر الث الث حنو ‪ :‬انطالق ‪،‬‬
‫واستخراج‪.‬‬
‫وإن مل يكن ىف أوله ألف وصل ‪ ،‬ف إن ك ان على فاعل فمص دره مفاعلة ‪ ،‬حنو ‪:‬‬
‫مضاربة‪.‬‬
‫فع ال حنو ‪:‬‬
‫وقد جيىء على فيع ال ؛ حنو ‪ :‬قيت ال ‪ ،‬وعلى فع ال حنو ‪ :‬قت ال ‪ ،‬وعلى ّ‬
‫فعل ‪ ،‬وكان صحيح اآلخر ‪ ،‬فمصدره على تفعيل حنو ‪ :‬تعذيب ‪،‬‬ ‫قتّ ال ‪ ،‬وإن كان على ّ‬
‫وعلى تفعلة حنو ‪ :‬تكرمة‪.‬‬
‫فعال ‪ ،‬حنو ‪ :‬ك ّذاب‪.‬‬
‫وقد جيىء على ّ‬
‫وإن كان معتلّه ‪ ،‬كانت اهلاء الزمة للمصدر ‪ ،‬حنو ‪ :‬تعزية ‪ ،‬وال جيوز حذف اهلاء‬
‫‪ ،‬وجمىء املصدر على تفعيل ‪ ،‬إال ىف ضرورة ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بيّا‬ ‫هلة ص‬ ‫ّنزى ش‬ ‫وه تنزيّا ‪  ‬كما ت‬ ‫ّنزى دل‬ ‫ات ي‬ ‫ب‬ ‫‪ 309‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإن كان على ‪ :‬أفعل ‪ ،‬فمصدره يأتى علي إفعال ‪ ،‬حنو ‪ :‬إكرام ‪ ،‬وإن كان على‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ال بيت بال نس بة يف ‪ :‬األش باه والنظ ائر ‪ ، 288 / 1‬وأوضح املس الك ‪ ، 240 / 3‬واخلص ائص ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 302‬وشرح األمشوين ‪ ، 349 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 76 / 2‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 67‬وشرح‬
‫املفص ل ‪ ، 58 / 6‬ولسان‬‫ابن عقيل ص ‪ ، 435 ، 433‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 165 / 1‬وشرح ّ‬
‫العرب (شهل) ‪( ،‬نزا) ‪ ،‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 571 / 3‬واملنصف ‪.195 / 2‬‬
‫فعل املعت ّل الالم على تفعيل كما‬
‫والش اهد فيه قوله ‪ :‬تنزيّا حيث ورد مص در الفعل ال ذي على وزن ّ‬
‫الصحيح الالم ‪ ،‬وهذا شاذّ ‪ ،‬وقياسه تفعلة ‪ ،‬حنو ‪ :‬توصية ‪ ،‬وتسمية‪.‬‬
‫جيىء من ّ‬
‫‪ ............................................................................. 510‬فهرس املوضوعات‬

‫تفاعل ‪ ،‬فمصدره على تفاعل ‪ /‬بضم العني ؛ حنو ‪ :‬تضارب‪.‬‬


‫التضرب ‪ ،‬وعلى التّفعال‬
‫التفعل ؛ حنو ‪ّ :‬‬ ‫تفعل ‪ ،‬فمصدره يأتى على ّ‬ ‫وإن كان على ّ‬
‫حنو ‪ :‬جتمال‪.‬‬
‫وإن كان على فعلل ‪ ،‬فمصدره يأتى على فعللة ؛ حنو ‪ :‬دحرجة‪.‬‬
‫وقد جيىء على فعالل بكسر أوله ؛ حنو ‪ :‬دح راج ‪ ،‬وقد جيوز ىف املض ّعف ؛ حنو ‪:‬‬
‫زلزال‪.‬‬
‫وما أحلق من الفعل الثالثى بالرباعى ‪ ،‬فهو جار جمراه‪.‬‬
‫وإذا ك ان املص در حمذوف العني أو الف اء ‪ ،‬لزمته الت اء عوضا منه ؛ حنو ‪ :‬إقامة ‪،‬‬
‫الص ِ‬
‫الة) [النور ‪.]37 :‬‬ ‫واستقامة ‪ ،‬وعدة ‪ ،‬وحذفها شاذّ ؛ حنو قوله تعاىل ‪َ ( :‬وإِ ِ‬
‫قام َّ‬
‫وإذا (‪ )1‬ك ان الفعالن متق اربني ىف املعىن ‪ ،‬ج از أن يس تعمل [مص در](‪ )2‬ك ّل واحد‬
‫وتطويت مبعىن‬
‫تطويا ؛ ألن انطويت ّ‬ ‫تطويت انطواء ‪ ،‬وانطويت ّ‬ ‫منهما لآلخر ؛ فتقول ‪ّ :‬‬
‫واحد‪.‬‬
‫قال رؤبة [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 310‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫تطويت انطواء احلضب‬ ‫وقد ّ‬
‫ومثل ذلك ‪ :‬جتاور اجتوارا ‪ ،‬وتتبّع اتّباعا‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬وإن‪.‬‬
‫(‪ )2‬سقط يف ط‪.‬‬
‫«تطوي» ؛ ألن املعىن واحد‪.‬‬
‫(‪ )3‬الشاهد فيه جمىء االنطواء مصدرا لـ ّ‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 16‬والدرر ‪ ، 59 / 3‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 291 / 1‬وشرح املفصل ‪112 / 1‬‬
‫‪ ،‬والكتاب ‪ ، 82 / 4‬واللسان (حضب) ‪ ،‬وهو بال نسبة يف اللسان (طوى) ‪ ،‬ومهع اهلوامع ‪.187 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪511 .............................................................................‬‬

‫الزمان والمكان والمصادر‬


‫باب اشتقاق أسماء ّ‬
‫واآلالت الّتى يعالج بها الفعل‬
‫اعلم ‪ :‬أن الفعل ‪ّ ،‬إما أن يكون ثالثيّا أو أزيد ‪:‬‬
‫واملعتل العني أو الفاء بالياء ‪ ،‬إن كان مضارعه‬ ‫ّ‬ ‫فإن كان ثالثيّا ‪ ،‬فإ ّن الصحيح منه‬
‫يفعل بضم العني أو فتحها ‪:‬‬
‫والزم ان واملك ان ي أتى على مفعل بفتح العني ؛ حنو ‪ :‬املقعد ‪،‬‬ ‫ف إ ّن اسم املص در ّ‬
‫واملذهب ‪ ،‬وقد ش ّذ مما (‪ )1‬مض ارعه يفعل بفتح العني لفظت ان ؛ فجاءتا ىف املص در بكسر‬
‫العني ‪ ،‬ومها احملمد ‪ ،‬واملكرب ‪ ،‬وش ّذ مما مض ارعه يفعل بضم العني إح دى عش رة لفظة ؛‬
‫فجاءت مكسورة العني ىف املكان ‪ ،‬وهى املنبت واجملزر ‪ ،‬واملسقط ‪ ،‬واملسكن ‪ ،‬واملطلع ‪،‬‬
‫واملشرق ‪ ،‬واملغرب ‪ ،‬واملرفق ‪ ،‬واملفرق ‪ ،‬واملنسك ‪ ،‬واملسجد‪.‬‬
‫وقد اس تعمل املطلع بكسر العني ىف معىن الطّل وع ‪ ،‬وقد ق رئ ( َحتَّى َمطْلَ ِع الْ َف ْج ِر)‬
‫[القدر ‪ ]5 :‬بكسر الالم‪.‬‬
‫وإن ك ان مض ارعه مكسور العني ‪ ،‬ك ان املص در على ‪ :‬مفعل بفتح العني إال ثالثة‬
‫ألفاظ ش ّذت ‪ ،‬وهى ‪ :‬املرجع ‪ ،‬واحملضر ‪ ،‬واملعجز ؛ فجاءت مكسورة العني‪.‬‬
‫املعتل الفاء بالواو ‪،‬‬ ‫وأما ّ‬ ‫والزمان واملكان على مفعل ‪ ،‬بكسرها ؛ حنو ‪ :‬املضرب‪ّ .‬‬
‫ف إن مل يكن ‪ /‬املض ارع منه متح ّرك الف اء ‪ ،‬ك ان الفعل منه ىف الزم ان واملك ان واملص در‬
‫مكس ور العني ؛ حنو ‪ :‬موعد ‪ ،‬وم وهب ‪ ،‬إاّل ما ش ّذ من ق وهلم ‪ :‬موجل ‪ ،‬وموحل ‪،‬‬
‫وموضع ‪ ،‬فجاءت مفتوحة العني‪.‬‬
‫وكذلك ينبغي أن يكون كل مفعل فاؤه واو كائنا ما كان إاّل ما ش ّذ من قوهلم ‪:‬‬
‫موعب (‪ ، )2‬وموظب ‪ ،‬ومورق ‪ ،‬وإن كان مضارعه متحرك الفاء ‪ ،‬كان حكمه حكم‬
‫أود‪.‬‬
‫نظريه من الصحيح ؛ حنو ‪ :‬وددت ّ‬
‫املعتل الالم أو العني ‪ ،‬فإ ّن اسم املصدر منه والزمان واملكان على مفعل بفتح‬ ‫وأما ّ‬
‫ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬وشذ مما‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬موهب‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 512‬فهرس املوضوعات‬

‫العني ؛ حنو ‪ :‬املغزى ‪ ،‬واملرمى ‪ ،‬واملقام إال ما ش ّذ من قوهلم ‪ :‬مأوى اإلبل ‪ ،‬واملعصية ‪،‬‬
‫واحملمية ‪ ،‬واهلاء الزمة (‪ )1‬هلما‪.‬‬
‫وإن كان أزيد ‪ ،‬جاء منه اسم الزمان واملكان واملصدر على حسب اسم املفعول ‪،‬‬
‫فتقول ‪ :‬مكرم ‪ ،‬وممرق ‪ ،‬ىف املصدر والزمان واملكان ؛ كما تقول ىف اسم املفعول‪.‬‬
‫وقد يبىن اسم املكان ممّا يكثر به على مفعلة ‪ ،‬بفتح العني ‪ ،‬واهلاء الزمة له ؛ فتقول‬
‫‪ :‬أرض مسبعة ‪ ،‬ومذأبة ‪ ،‬ومأسدة ‪ ،‬ومثعلة ‪ ،‬ىف لغة من يقول ثعالة ‪ ،‬وحمياة ‪ ،‬ومفعاة ‪،‬‬
‫ومقثاة‪.‬‬
‫الض فدع ‪ ،‬اس تغنوا عن ذلك‬ ‫وال جييئون بنظري ذلك فيما ج اوز الثالثة من حنو ‪ّ :‬‬
‫الضفادع‪.‬‬
‫بقوهلم ‪ :‬كثرية ّ‬
‫وإن اش تققت من مص ادر بن ات الثالثة امسا لآللة الىت يع اجل هبا ‪ ،‬ك ان على وزن‬
‫مفعل ؛ حنو ‪ :‬حملب ‪ ،‬ومنجل ‪ ،‬ومص فى ‪ ،‬وخميط ‪ ،‬وحمرز ‪ ،‬وقد تلحقه الت اء ؛ حنو ‪:‬‬
‫مكس حة ‪ ،‬ومس لّة ‪ ،‬ومس رجة ‪ ،‬وقد جيىء على مفع ال حنو ‪ :‬مق راض ‪ ،‬ومفت اح ‪،‬‬
‫ومصباح‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬الالزمة‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪513 .............................................................................‬‬

‫باب المقصور والممدود المقيسين‬


‫معتل الالم غري متع ّد ‪ ،‬على‬
‫كل مصدر لفعل ثالثى ّ‬ ‫االسم الذى يقصر بقياس ‪ ،‬هو ّ‬
‫وزن فعل ؛ حنو ‪ :‬عمى ‪ ،‬وطوى وك ّل مص در أو اسم مفع ول ‪ ،‬أو زم ان أو مك ان لفعل‬
‫معت ّل اآلخر على أزيد من ثالثة أح رف ‪ ،‬إذا ك ان ىف أوله ميم زائ دة ؛ حنو ‪ :‬معطى ‪،‬‬
‫اخلصيصاء ‪ ،‬وقد تق ّدم‪.‬‬
‫الفعيلى ‪ ،‬إال ما ش ّذ من قوهلم ‪ّ :‬‬‫وكل مصدر على وزن ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫وكل مجع تكسري لفعلى ‪ ،‬مؤنث األفعل ‪ ،‬إذا كانت معتلّة ‪ /‬الالم ؛ حنو ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫العلى ‪ ،‬أو السم معتل الالم ـ أيضا ـ على وزن فعلة ‪ ،‬أو فعلة حنو ‪ :‬حلى وعرى‪.‬‬
‫وك ّل مجع على وزن فع اىل أو فع اىل أو فعلى ؛ حنو ‪ :‬س كارى ‪ ،‬وس كارى ‪،‬‬
‫ومحقى‪.‬‬
‫وكل فعلى مؤنّث األفعل حنو ‪ :‬الكربى‪.‬‬ ‫وكل فعلى مؤنث فعالن حنو ‪ :‬سكرى ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫وكل اسم قبل تاء التأنيث منه ألف إذا مجع حبذفها حنو ‪ :‬حصى ‪ ،‬وقطا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫معتل الالم على وزن مفعل ؛ حنو ‪ :‬مرمى وملهى‪.‬‬ ‫وكل اسم من فعل ّ‬
‫وما كان من أمساء املشى ىف آخره ألف ؛ حنو ‪ :‬القهقرى ‪ ،‬والبشكى ‪ ،‬واخلوزىل ‪،‬‬
‫ما كان على فعاىل مش ّدد العني أو خم ّففها ‪ ،‬وإن وقع على مفرد ‪ ،‬حنو ‪ :‬خبّازى‪.‬‬
‫وك ّل اسم على وزن فعلى ‪ ،‬وإن مل يكن اسم مشى ‪ ،‬ف إن األك ثر فيه أن جيىء‬
‫مقصورا ؛ حنو ‪ :‬مجزى‪.‬‬
‫واالسم ال ذى مي ّد بقي اس ك ّل مص در لفعل معت ّل الالم على وزن التّفع ال ؛ حنو ‪:‬‬
‫التّقصاء والرّت ماء‪.‬‬
‫وك ّل مصدر لفعل معتل الالم زائد على ثالثة أحرف قبل آخر نظريه من الصحيح‬
‫ألف ؛ حنو ‪ :‬إعطاء واستسقاء‪.‬‬
‫معتل الالم على وزن فعال ‪ ،‬يكون مفرده على وزن فعلة أو فعل‬ ‫وكل مجع السم ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ،‬أو على وزن أفعال يكون مفرده على وزن فعل أو فعل أو فعل‪.‬‬
‫فعال ؛ حنو ‪ :‬ع ّداء ‪،‬‬
‫املعتل الالم الذى يراد به املبالغة على ّ‬
‫وكل ما كان من ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ............................................................................. 514‬فهرس املوضوعات‬

‫وشواء‪.‬‬
‫وس ّقاء ‪ّ ،‬‬
‫وك ّل ما ك ان من أمساء األص وات معت ّل الالم مض موم األول ؛ حنو ‪ :‬دع اء ‪ ،‬وقد‬
‫وكل ما كان من املصادر املعتلّة الالم عالجا لزعزعة البدن‬
‫جيىء مكسوره ؛ حنو ‪ :‬نداء ‪ّ ،‬‬
‫وكل فعالء مؤنّث أفعل‪.‬‬
‫األول ؛ حنو ‪ :‬الرّت اء ‪ّ ،‬‬
‫وارتفاعه ‪ ،‬وكان مضموم ّ‬
‫وكل مجع على فعالء أو أفعالء ؛ حنو ‪ :‬فقهاء ‪ ،‬وأصفياء‪.‬‬
‫ّ‬
‫واملف رد من اجلمع املعت ّل الالم على وزن أفعلة ىف فص يح الكالم ؛ حنو ‪ :‬أردية ‪،‬‬
‫وأكسية‪.‬‬
‫السماع‪.‬‬ ‫وما عدا ما ذكر من املقصور واملمدود فمأخذه ّ‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪515 .............................................................................‬‬

‫باب أسماء الفاعلين والمفعولين وما جرى مجراهما‬


‫الصفات المطّردة فى بابها‬
‫من ّ‬
‫ثالثى أو أزيد ‪ ،‬ف إن كانا‬
‫ال خيلو اسم الفاعل واملفع ول من أن يكونا من ‪ /‬فعل ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫[من فعل زائد](‪ )1‬على ثالثة أحرف ‪ ،‬فإ ّن اسم الفاعل واسم املفعول يكونان على وزن‬
‫املضارع ىف احلركات والسكنات ‪ ،‬وعدد احلروف ‪ ،‬إال أ ّن أوهلا أبدا ميم مضمومة ‪ ،‬وما‬
‫قبل اآلخر من اسم الفاعل مكس ور لفظا أو تق ديرا ‪ ،‬ومن اسم املفع ول مفت وح لفظا أو‬
‫ومضرب ‪ ،‬إال‬
‫ّ‬ ‫ومضرب‬
‫ّ‬ ‫تقديرا ؛ فتقول ‪ :‬مكرم ‪ ،‬ومكرم ‪ ،‬ومستخرج ‪[ ،‬ومستخرج]‬
‫وفع ال ‪،‬‬
‫مفعل إىل مث ال من مخسة األمثلة الىت تعمل عمله ‪ ،‬وهى ‪ :‬فع ول ‪ّ ،‬‬‫أن يع دل عن ّ‬
‫ومفعال ‪ ،‬وفعل ‪ ،‬وفعيل (‪ ، )3‬وقد تق ّدم ذكرها‪.‬‬
‫الرجل‬‫الش جر ‪ ،‬فهو وارس ‪ ،‬وأيفع الغالم فهو ي افع ‪ ،‬وألقح ّ‬‫فأما ق وهلم ‪ :‬أورس ّ‬‫ّ‬
‫فهو ملقح ‪ ،‬وأسهب ‪ ،‬فهو مسهب ‪ ،‬بفتح ما قبل اآلخر ىف اسم الفاعل ‪ ،‬فشاذّ ال يقاس‬
‫عليه‪.‬‬
‫وإن كانا من فعل ثالثى ‪ ،‬ف إن اسم املفع ول يك ون على وزن مفع ول ؛ حنو ‪:‬‬
‫مضروب ‪ ،‬ومقتول ‪ ،‬ومعلوم‪.‬‬
‫وأما اسم الفاعل ‪ ،‬فيك ون من فعل بفتح العني على وزن فاعل ؛ حنو ‪ :‬ض ارب ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وقاعد ‪ ،‬وك ذلك يك ون من فعل وفعل ‪ ،‬بضم العني وكس رها ‪ ،‬إن ذهب به م ذهب‬
‫الزم ان ‪ ،‬ف إن مل ي ذهب به ذلك املذهب ‪ ،‬فإنه يك ون من فعل بضم العني على وزن فعيل‬
‫‪ ،‬حنو ‪ :‬ظريف‪.‬‬
‫فأما ‪ :‬خاثر ‪ ،‬وحامض ‪ ،‬فشاذّان ال يقاس عليهما ‪ ،‬ويكون من فعل املكسورة‬ ‫ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬أزيد‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬وفق‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬باب أمساء الفاعلني واملفعولني وما جرى جمرامها من الصفات املطردة ىف باهبا‬
‫ق وىل ‪« :‬وهى فع ول وفع ال ومفع ال وفعل وفعي ل» مث ال ذلك ‪ :‬ض روب زي دا ‪ ،‬وض راب زي دا ‪،‬‬
‫ومنحار بوائكها ‪ ،‬وحذر زيدا ‪ ،‬وعليم الشىء [قوله «ومنحار بوائكها قول لبعض العرب ذكره سيبويه‪ .‬ينظر‬
‫شرح األلفية البن الناظم ‪ 426‬والتصريح ‪ ]68 / 2‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 516‬فهرس املوضوعات‬

‫العني ‪ ،‬إن كانت متعدية على وزن فاعل ؛ حنو ‪ :‬عامل ‪ ،‬وجاهل‪.‬‬
‫وإن ك انت غري متعدية على وزن فعل ؛ حنو ‪ :‬بطر ‪ ،‬وأشر ‪ ،‬وقد جيىء على فعيل‬
‫؛ حنو ‪ :‬مريض ‪ ،‬إال ىف االمتالء وض ّده ‪ ،‬فإ ّن الغالب ىف اسم الفاعل منهما ‪ :‬فعالن حنو ‪:‬‬
‫عطش ان ‪ ،‬وريّ ان ‪ ،‬أو ىف األل وان والعي وب الظ اهرة وما أش بهها ‪ ،‬ف إ ّن الغ الب ىف اسم‬
‫الفاعل منهما أفعل ؛ حنو ‪ :‬أمحر ‪ ،‬وأصفر ‪ ،‬وأعمى ‪ ،‬وأعرج‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪517 .............................................................................‬‬

‫يتوصل‬
‫الزوائد واألدلّة الّتى ّ‬
‫باب تبيين الحروف ّ‬
‫بها إلى معرفة زيادتها‬
‫يتوص ل هبا‬
‫فحروف الزيادة عشرة ‪ ،‬جيمعها قولك ‪« :‬أمان وتسهيل» واألدلة الىت ّ‬
‫إىل معرفة الزائد من األصلى تسعة ‪ ،‬وهى ‪ :‬االشتقاق األصغر ‪ ، /‬والتّصريف ‪ ،‬والكثرة ‪،‬‬
‫الزي ادة ملعىن ‪ ،‬والنّظري‬
‫ول زوم احلرف للزي ادة ‪ ،‬ول زوم ح رف الزي ادة للبن اء ‪ ،‬وك ون ّ‬
‫واخلروج عنه ‪ ،‬وال ّدخول ىف أوسع البابني عند لزوم اخلروج عن النّظري‪.‬‬
‫فاالش تقاق األص غر ‪ :‬هو عقد تص اريف ت ركيب من ت راكيب الكلمة على معىن‬
‫ردك ض اربا ‪ ،‬ومض اربا ‪ ،‬وض روبا ‪ ،‬وأمث ال ذلك إىل معىن واحد ‪،‬‬ ‫واحد ؛ وذلك حنو ّ‬
‫الضرب‪.‬‬
‫وهو ّ‬
‫وال ي دخل االش تقاق ىف س بعة أش ياء ‪ ،‬وهى ‪ :‬األمساء األعجميّة ‪ ،‬كإمساعيل ‪،‬‬
‫واألص وات ؛ حنو ‪ :‬غ اق ‪ ،‬واحلروف وما ش بّه هبا (‪ )1‬من األمساء املتو ّغلة ىف البن اء ؛ حنو ‪:‬‬
‫من وما ‪ ،‬واللغات املتداخلة ؛ حنو ‪ :‬اجلون لألسود واألبيض ‪ ،‬واألمساء النادرة ؛ كطوبالة‬
‫‪ ،‬اسم النّعجة ‪ ،‬واألمساء اخلماسية ؛ حنو ‪ :‬سفرجل ‪ ،‬ويدخل فيما عدا ذلك‪.‬‬
‫والتص ريف ‪ :‬تغيري ص يغة الكلمة إىل ص يغة أخ رى ‪ ،‬وهو ن وع من االش تقاق ‪ ،‬إال‬
‫أنّه خيالفه ىف أ ّن االس تدالل بالتّص ريف ‪ ،‬على أ ّن احلرف زائد ‪ ،‬إمّن ا هو ب الفرع على‬
‫األصل‪.‬‬
‫رد الف رع إىل األصل ‪:‬‬ ‫واالس تدالل باالش تقاق عكس ذلك ‪ ،‬فمث ال االس تدالل ب ّ‬
‫استداللنا على زيادة مهزة أمحر ‪ ،‬بأنّه مأخوذ من احلمرة ‪ ،‬واحلمرة هو األصل الذى أخذ‬
‫منه أمحر‪.‬‬
‫برد األصل إىل الفرع ‪ :‬استداللنا على زيادة ياء أيصر ‪ ،‬بقوهلم‬ ‫ومثال االستدالل ّ‬
‫تدل به مع‬
‫ىف مجعه ‪ ،‬أص ار ‪ ،‬حبذف الي اء ‪ ،‬فأص ار ف رع عن أيصر ؛ ألنّه مجعه ‪ ،‬وقد اس ّ‬
‫ذلك على زيادة يائه‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬شبهها‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 518‬فهرس املوضوعات‬

‫وال ي دخل التص ريف ىف أربعة أش ياء ‪ ،‬وهى ‪ :‬األمساء األعجمية ‪ ،‬واألص وات ‪،‬‬
‫واحلروف ‪ ،‬واألمساء املتو ّغلة ىف البناء ‪ ،‬ويدخل فيما عدا ذلك‪.‬‬
‫والك ثرة ‪ :‬هى أن يك ون احلرف ىف موضع ما قد ك ثر وج وده زائ دا فيما ع رف له‬
‫اشتقاق أو تصريف‪.‬‬
‫ويق ّل وج وده أص ليّا فيه ؛ فينبغى أن جيعل زائ دا إذا وقع ىف ذلك املوضع ‪ ،‬فيما ال‬
‫يعرف له اشتقاق وال تصريف ‪ ،‬محال على األكثر ؛ حنو اهلمزة ‪ ،‬وإذ وقعت أوال وبعدها‬
‫ثالثة أحرف ‪ ،‬فإهّن ا زائدة فيما عرف اشتقاقه ؛ حنو ‪ :‬أمحر ‪ ،‬وأصفر ‪ ،‬إال ألفاظا يسرية ‪،‬‬
‫وهى ‪ :‬أرطى ‪ ،‬ىف لغة من يق ول ‪ :‬أدمي م أروط ؛ فيثبت اهلم زة ‪ ،‬وأيصر ب دليل ثباهتا ىف‬
‫«أصار» ‪ ،‬وأولق بدليل ثباهتا ىف ‪ :‬ألق ‪ ،‬ومألوق ‪ ،‬وأمعة ؛ ألهّن ا لو كانت زائدة ‪ ،‬لكان‬
‫وزهنا أفعلة ‪ ،‬وهى ص فة ‪ ،‬وأفعلة ‪ /‬ليس من أبنية الص فات ‪ ،‬فش أهنا فعلّة كذنّبة ‪ ،‬ف إذا‬
‫ج اءت اهلم زة فيما ال اش تقاق له وال تص ريف ‪ ،‬حنو ‪ :‬أفعل ‪ ،‬جعلت زائ دة ‪ ،‬محال على‬
‫األكثر‪.‬‬
‫ول زوم احلرف الزي ادة ‪ ،‬هو أن يك ون احلرف ىف موضع ما قد ل زم الزي ادة فيما‬
‫ع رف له اش تقاق أو تص ريف ‪ ،‬ف إذا ج اء ذلك احلرف ىف ذلك املوضع فيما ال يع رف له‬
‫اش تقاق وال تص ريف ‪ ،‬جعل زائ دا محال على نظ ريه ‪ ،‬وذلك حنو ‪ :‬الن ون إذا وقعت ثالثة‬
‫س اكنة ‪ ،‬وبع دها حرف ان ‪ ،‬وإن مل تكن مدغمة فيما بع دها ‪ ،‬فإهّن ا زائ دة فيما ع رف‬
‫اشتقاقه ؛ حنو ‪« :‬جحنفل» ؛ فإنّه من اجلجفلة ‪ ،‬وحبنطى ‪ ،‬للعظيم البطن ‪ ،‬ألنّك تقول ‪:‬‬
‫حبط بطنه ‪ ،‬أى ‪ :‬عظم ‪ ،‬ف إذا ج اءت فيما ال يع رف له اش تقاق وال تص ريف ‪ ،‬قضى‬
‫عليها بالزيادة ؛ حنو ‪ :‬عبنقس‪.‬‬
‫ول زوم ح روف الزي ادة البن اء ‪ ،‬مثاله ل زوم الن ون ىف حنط أو ‪ ،‬وكنت أو ‪ ،‬وس ندأو ؛‬
‫فدل ذلك على أهنا زائدة ‪ ،‬إذ لو كانت أصليّة ؛ جلاء (‪ )1‬ىف موضعها حرف من احلروف‬ ‫ّ‬
‫الىت ال تزاد ؛ حنو «سردأو» مثال ‪ ،‬فعدم مثل ذلك من كالمهم دليل على أ ّن النون زائدة‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬كما‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪519 .............................................................................‬‬

‫جملرد (‪ )1‬وج ود‬‫وك ون الزي ادة ملعىن ؛ حنو ح روف املض ارعة وي اء التص غري ؛ فإنّه ّ‬
‫ط حرف أصلى ىف الكلمة يعطى‬ ‫احلرف يعطى معىن ينبغى أن جيعل زائدا ؛ ألنّه مل يوجد ق ّ‬
‫معىن‪.‬‬
‫والنّظري ‪ :‬هو أن يكون ىف الكلمة حرف ال ميكن محله إال على أنّه زائد ‪ ،‬مث يسمع‬
‫ىف تلك الكلمة لغة أخ رى حيتمل احلرف فيها ‪ ،‬أن حيمل على األص الة والزي ادة ‪ ،‬فيقضى‬
‫بالزي ادة ؛ لثب وت زيادته ىف اللغة األخ رى ‪ ،‬الىت هى نظ رية ه ذه ‪ ،‬وذلك حنو‬ ‫عليه ّ‬
‫وضمها مع الفاء ‪ ،‬فمن فتح التاء ال‬ ‫«تنفل» ؛ فإ ّن فيه لغتني ‪ ،‬فتح التاء األوىل وضم الفاء ّ‬
‫بضم‬
‫ميكن أن تكون عنده إال زائدة ؛ إذ لو كانت أصليّة ‪ ،‬لكان وزن الكلمة ‪ :‬فعلال ‪ّ ،‬‬
‫الالم األوىل ‪ ،‬ومل يرد مثل ذلك ىف كالمهم‪.‬‬
‫ضمها أمكن أن تكون عنده أصلية ؛ ألنه قد وجد ىف كالمهم مثل ‪« :‬فعلل»‬ ‫ومن ّ‬
‫‪ ،‬بضم الفاء والالم ؛ مثل ‪ :‬برثن ‪ ،‬إال أنّه ال يقضى عليها إال بالزيادة ؛ لثبوت زيادهتا ىف‬
‫اللغة األخرى‪.‬‬
‫واخلروج عن النّظري ‪ ،‬وهو أ ّن يك ون احلرف إن ق ّدر زائ دا ‪ ،‬ك ان للكلمة الىت‬
‫يك ون فيها نظري ‪ ،‬وإن ‪ /‬ق ّدر أصال ‪ ،‬مل يكن هلا نظري أو بالعكس ؛ فإنّه ـ إذ ذاك ـ ينبغى‬
‫أن حيمل على ما ال يؤدى إىل خروجها عن النّظري ؛ حنو ‪ :‬عزويت‪.‬‬
‫فإنّا إن جعلنا ت اءه أص لية ‪ ،‬ك ان وزنه ‪ :‬فع ويال ‪ ،‬وليس من أبنية كالمهم ‪ ،‬وإن‬
‫جعلناها زائدة ‪ ،‬كان وزهنا ‪ :‬فعليتا ‪ ،‬وهو موجود ىف كالمهم ؛ حنو ‪ :‬عفريت ؛ فقضينا‬
‫من أجل ذلك عليها بالزيادة‪.‬‬
‫وال ّدخول ىف أوسع الب ابني عند ل زوم اخلروج عن النّظري ‪ ،‬هو أن يك ون ىف اللفظ‬
‫يستقر‬
‫ّ‬ ‫حرف واحد من حروف الزيادة ‪ ،‬إن جعلته أصليّا أو زائدا ‪ ،‬خرجت إىل بناء مل‬
‫ىف كالمهم ؛ فينبغى أن حيمل ما ج اء من ذلك ‪ ،‬على أ ّن احلرف فيه زائد ؛ أل ّن أبنية‬
‫األصول قليلة ‪ ،‬وأبنية املزيد كثرية منتشرة ‪ ،‬فحمله على الباب األوسع أوىل ؛ وذلك حنو‬
‫‪ :‬كنهبل ‪ ،‬إن جعلت نونه أصلية ‪ ،‬كان وزنه «فعلّال» ‪ ،‬وليس ذلك من أبنية كالمهم‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬مبجرد‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 520‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن جعلتها زائ دة ‪ ،‬ك ان وزنه ‪« :‬فنعلال» ‪ ،‬ومل يتق ّرر ذلك أيضا ىف أنية كالمهم‬
‫؛ بدليل قاطع من اشتقاق أو تصريف ؛ لكن محله على أنه ‪« :‬فنعلل» أوىل ملا ذكرنا‪.‬‬
‫يتوصل هبا إىل متييز الزائد من األصلى‪.‬‬
‫فهذه مجلة األدلّة الىت ّ‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪521 .............................................................................‬‬

‫ذكر النّوع الثّانى من التّصريف‬


‫باب اإلدغام فى الكلمة الواحدة‬
‫اإلدغ ام ‪ ،‬وهو رفعك اللس ان ب احلرفني رفعة واح دة ‪ ،‬وال يكون إال ىف مثلني [أو]‬
‫متقاربني ‪ ،‬فإذا اجتمع املتقاربان ىف كلمة واحدة ‪ ،‬مل جيز إدغام أحدمها ىف اآلخر ؛ ملا ىف‬
‫ذلك من االلتب اس بإدغ ام املثلني ؛ أال ت رى أنك لو قلت ىف ‪ :‬أمنلة ‪ّ :‬أملة ‪ ،‬مل ي در هل‬
‫األصل أمنلة أو أمملة ‪ ،‬إال أن يكون املتقاربان الياء والواو وقد سبقت إحدامها بالسكون ‪،‬‬
‫تأخرت ‪،‬‬‫فإنك تدغم إحدامها ىف األخرى ‪ ،‬إال أن الواو هى الىت تقلب ياء ‪ ،‬تق ّدمت أو ّ‬
‫قى أص له ‪ :‬ش قيو ‪ ،‬ما مل مينع من ذلك م انع على ما‬ ‫حنو ‪ :‬ميت ‪ ،‬أص له ‪ :‬مي وت ‪ ،‬وش ّ‬
‫ن بنّي بعد (‪ ، )1‬أو يك ون بن اء الكلمة مبيّنا أ ّن اإلدغ ام ال ميكن أن يك ون من قبيل إدغ ام‬
‫املثلني ؛ وذلك حنو ‪ :‬انفعل من احملو ‪ ،‬تق ول فيه «احّم ى» ؛ ألنّه قد علم أنه امنحى ىف ‪/‬‬
‫تفعل‬
‫األصل ؛ إذ ليس ىف كالمهم افّعل ‪ ،‬أو يك ون أحد املتق اربني ت اء افتعل أو تفاعل أو ّ‬
‫؛ ذلك حنو ‪ :‬تطرّي ‪ ،‬وتدارأ ‪ ،‬واختصم‪.‬‬
‫تفعل ‪ ،‬وتفاعل ‪ ،‬فتقلب فيهما الت اء حرفا من جنس ما بع دها ‪ ،‬وتس كنه‬ ‫فأما ّ‬
‫ّ‬
‫بس بب اإلدغ ام ‪ ،‬وجتتلب مهزة الوصل ؛ إذ ال ميكن االبت داء بس اكن ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬اطري ‪،‬‬
‫وادارأ ‪ ،‬وىف املض ارع ‪ :‬يطرّي ‪ ،‬وي ّدارأ ‪ ،‬وىف اسم الفاعل ‪ :‬مطري ‪ ،‬وم دارىء ‪ ،‬وىف‬ ‫ّ‬
‫وادارأ‪.‬‬
‫املصدر ‪ :‬اطرّي ‪ّ ،‬‬
‫وأما افتعل ‪ ،‬فتقلب فيه الت اء من جنس ما بع دها ‪ ،‬وتس كنها بنقل حركتها إىل ما‬ ‫ّ‬
‫قبلها ‪ ،‬مث ت دغم فتق ول ‪ :‬خصم ‪ ،‬وإن ش ئت ح ذفت احلركة ومل تنقلها ‪ ،‬مث تكسر ف اء‬
‫خص م ‪ ،‬بكسر اخلاء ‪ ،‬وإن ش ئت كس رت عني افتعل‬ ‫افتعل اللتق اء الس اكنني ‪ ،‬فتق ول ‪ّ :‬‬
‫خص م ‪ ،‬بكسر اخلاء ‪ ،‬والص اد ‪ ،‬وت ذهب ألف الوصل ىف مجيع‬ ‫إتباعا لفائها ‪ ،‬فتق ول ‪ّ :‬‬
‫ذلك ؛ لتحرك الفاء‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب اإلدغام فى الكلمة الواحدة‬
‫قوىل ‪« :‬حنو ميت أصله ميوت وشقى أصله ‪ :‬شقيو ما مل مينع من ذلك مانع ؛ على ما نبنّي بعد» أعىن‬
‫أنك تقول ‪ :‬سويد وديوان ؛ فال تدغم أحد حرىف العلة ىف اآلخر ؛ لعلة ستذكر بعد‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 522‬فهرس املوضوعات‬

‫خمص م ‪ ،‬بكسر‬ ‫خيص م ‪ ،‬وىف اسم الفاعل ‪ّ :‬‬‫وتق ول على اللغة األوىل ىف املض ارع ‪ّ :‬‬
‫خمصم ‪ ،‬بفتح اخلاء والصاد‪.‬‬
‫الصاد فيهما ‪ ،‬وىف اسم املصدر ‪ّ :‬‬
‫خمص م ‪ ،‬بكسر‬ ‫خيص م ‪ ،‬وىف اسم الفاعل ‪ّ :‬‬ ‫وتق ول على اللغة الثانية ىف املض ارع ‪ّ :‬‬
‫خمص م بكسر اخلاء وفتح الص اد ‪ ،‬ومنهم من يكسر‬ ‫والص اد فيهما ‪ ،‬وىف املص در ّ‬ ‫اخلاء ّ‬
‫وتضم اخلاء ىف اسم الفاعل ‪ ،‬واسم املصدر‬ ‫ّ‬ ‫حرف املضارعة ىف هذا الوجه إتباعا للخاء ‪،‬‬
‫وخمص م ‪ ،‬وتفعل ىف الفعل املض ارع واسم الفاعل على اللغة‬ ‫خيص م ‪ ،‬وخمصم ‪ّ ،‬‬ ‫فتق ول ‪ّ :‬‬
‫الثالثة ؛ مثل ما فعلت فيهما على اللغة الثانية‪.‬‬
‫وخمص م ؛ كما فعلت ىف اسم الفاعل على‬ ‫خمص م ‪ّ ،‬‬ ‫وأما اسم املص در فتق ول فيه ‪ّ :‬‬ ‫ّ‬
‫اللغة الثانية‪.‬‬
‫واسم املفعول إن كان الفعل متع ّديا مبنزلة املصدر ىف مجيع ما ذكر ‪ ،‬واملسموع ىف‬
‫خص ما ‪ ،‬وق رأ احلسن ‪( :‬إِاَّل َم ْن‬
‫فعل خاصة ‪ ،‬تق ول ‪ :‬خطّف خطّفا ‪ ،‬وخصم ّ‬ ‫مص دره ّ‬
‫ب) [الص افات ‪ ]10 :‬ف زاد ىف املص در ه اء ‪ ،‬والقي اس‬ ‫ِ‬
‫هاب ث اق ٌ‬
‫ِ‬ ‫َخ ِط َ‬
‫ف الْ َخطْ َف ةَ فَأَْتَب َع هُ ش ٌ‬
‫خص اما بكسر اخلاء وفتح الص اد على اللغة األوىل والثانية ‪،‬‬ ‫يقتضى أن تق ول ىف املص در ّ‬
‫خصم ‪ ،‬بكسر اخلاء والصاد‪.‬‬ ‫وقياسه على اللغة الثالثة ‪ّ :‬‬
‫وما ع دا ما ذكر ال جيوز فيه إدغ ام املتق اربني ‪ ،‬إال ألفاظا ش ّذت حتفظ وال يق اس‬
‫وود ‪ ،‬وعدان واألصل ‪ :‬سدس ‪ ،‬ووتد ‪ ،‬وعتدان‪.‬‬ ‫ست ّ‬ ‫عليها ‪ ، /‬وهى ّ‬
‫فإما أن يكونا ح رىف علّة أو ح رفني‬ ‫وإذا اجتمع املثالن ىف كلمة واح دة ‪ّ ،‬‬
‫صحيحني‪.‬‬
‫فإما أن يكون الثاىن ساكنا أو متحركا ‪ ،‬فإن كان ساكنا ‪،‬‬ ‫فإن كان حرىف علّة ‪ّ ،‬‬
‫مل جيز اإلدغام ؛ حنو ‪ :‬حييت ‪ ،‬وأحييت‪.‬‬
‫وإن ك ان متحركا ‪ ،‬فال خيلو أن يك ون ما قبله مفتوحا أو غري مفت وح ‪ ،‬ف إن ك ان‬
‫مفتوحا ‪ ،‬قلبته ألفا ؛ حنو ‪ :‬أحيا ‪ ،‬واس تحيا ‪ ،‬وإن ك ان غري مفت وح ‪ ،‬فال ختلو حركة‬
‫الثاىن من املثلني من أن تكون إعرابا ‪ ،‬أو غري إعراب ‪ ،‬فإن كانت إعرابا ‪ ،‬مل تدغم ‪ ،‬حنو‬
‫‪ :‬لن حيىي ‪ ،‬ورأيت حمييا ‪ ،‬وإن كانت لغري إعراب ‪ ،‬فإما أن تكون متطرفة أو غري متطرفة‬
‫وحى‪.‬‬
‫وحى ‪ ،‬وحىي ‪ّ ،‬‬ ‫متطرفة ‪ ،‬جاز اإلظهار واإلدغام ‪ ،‬حنو ‪ :‬حىي ‪ّ ،‬‬ ‫‪ ،‬فإن كانت ّ‬
‫فهرس املوضوعات ‪523 .............................................................................‬‬

‫حى ‪ ،‬بكسر احلاء ‪ ،‬ومن قال ‪ :‬حىي ‪ ،‬قال ‪ :‬حيوا ‪ ،‬كرضوا‬


‫ومن قال بع ‪ ،‬قال ‪ّ :‬‬
‫كردوا ؛ وعلى ذلك قوله [من جمزوء الكامل] ‪:‬‬
‫‪ ،‬ومن قال ‪ :‬حىي ‪ ،‬قال ‪ :‬حيّوا ‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تها احلمامه‬ ‫أمرهم كما ‪  ‬عيّت ببيض‬ ‫وا ب‬ ‫عيّ‬ ‫‪ 311‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فإما أن يك ون بع دها عالمتا التثنية ‪ ،‬أو عالمتا اجلمع ‪ ،‬أو‬ ‫وإن مل تكن متطرفة ‪ّ ،‬‬
‫تاء التأنيث ‪ ،‬أو ألف التأنيث املمدودة أو األلف والنون الزائدتان ‪:‬‬
‫ف إن ك ان بع دها عالمتا التثنية أو عالمتا اجلمع ‪ ،‬مل جيز إال اإلظه ار ؛ حنو قولك ‪:‬‬
‫فإما أن تكون قد حلقت املفرد أو بناء‬ ‫حمييان ‪ ،‬وحمييات ‪ ،‬وإن كان بعدها تاء التأنيث ‪ّ :‬‬
‫اجلمع ‪ ،‬فإن حلقت بناء اجلمع ‪ ،‬جاز اإلظهار واإلدغام ؛ حنو ‪ :‬أحيية وأعيية ‪ ،‬وإن شئت‬
‫قلت ‪ :‬أحيّة ‪ ،‬وأعيّة ‪ ،‬وإن حلقت املف رد ‪ ،‬فال خيلو من أن تك ون عوضا من حمذوف ‪ ،‬أو‬
‫ال تكون ‪ ،‬فإن مل تكن عوضا ‪ ،‬مل جيز إال اإلظهار ؛ حنو ‪ :‬حميية ‪ ،‬ومعيية‪.‬‬
‫وإن كانت عوضا ‪ ،‬مل جيز إال اإلدغام ؛ حنو ‪ :‬حتيّة ‪ ،‬مصدر حيّا ‪ ،‬واألصل ‪ :‬حتىي‬
‫وعوضت التاء منها‪.‬‬‫‪ ،‬فحذفت ياء تفعيل ‪ّ ،‬‬
‫وإن كان بعدها ألف التأنيث املمدودة ‪ ،‬أو األلف والنون الزائدتان ‪ ،‬جاز اإلدغام‬
‫واإلظهار ‪ ،‬فتقول ىف مجع ‪ :‬عىي ‪ ،‬أعيياء ‪ ،‬وأعيّاء إن شئت‪.‬‬
‫وتق ول ىف «مفعالن» من ‪ :‬ح ييت ‪ :‬حميي ان ‪ ،‬وحميّ ان إن ش ئت ‪ ،‬وإذا أظه رت‬
‫األول من ‪ /‬املثلني أفصح من اإلظه ار ‪،‬‬ ‫املثلني ‪ ،‬ومل ت دغم ‪ ،‬ك ان اإلخف اء ىف حركة ّ‬
‫واإلخفاء ىف احلركة إذا كانت كسرة ؛ حنو ‪ :‬حميني أحسن منه إذا كانت فتحة ؛‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬نسب هذا البيت لعبيد بن األبرص والبن مفرغ احلمريي ولسالمة بن جندل وجاء بال نسبة أيضا‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪ :‬عيّوا حيث أدغمها ‪ ،‬وأجراها جمرى املضاعف الصحيح ‪ ،‬فسلمت من االعتالل‬
‫واحلذف ملا حلقها من اإلدغام‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوان عبيد بن األبرص ‪ ، 138 /‬وأدب الكاتب ‪ ، 68‬واحليوان ‪ ، 189 / 3‬وشرح أبيات‬
‫سيبويه ‪ ، 430 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح ‪ ، 633 /‬وشرح املفصل ‪ ، 115 / 10‬وعيون األخبار ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 85‬واللسان (حيا) ‪( ،‬عيا) ‪ ،‬وملحق ديوان ابن مفرغ ‪ ، 244‬وملحق ديوان سالمة بن جندل ‪، 246‬‬
‫والكتاب ‪ ، 396 / 4‬واملقتضب ‪ ، 182 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 578 / 2‬واملنصف ‪ ، 191 / 2‬وفيه‬
‫‪ :‬النعامة مكان احلمامة‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 524‬فهرس املوضوعات‬

‫حنو ‪ :‬حميني‪.‬‬
‫فإما أن يكون الثاىن منهما متحركا أو ساكنا‪.‬‬ ‫وإن كان املثالن حرفني صحيحني ‪ّ ،‬‬
‫ف إن ك ان متحركا ‪ ،‬فال خيلو من أن يك ون اجتماعهما ىف اسم ‪ ،‬أو ىف فعل ‪ ،‬ف إن‬
‫اجتمعا ىف فعل ‪ ،‬فاإلدغام ليس إال‪.‬‬
‫ضرب ‪،‬‬ ‫فإن كان األول من املثلني ساكنا ‪ ،‬أدغمته ىف الثاىن من غري تغيري ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫وإن ك ان األول منهما متحركا ‪ ،‬س ّكنته حبذف احلركة منه ‪ ،‬إن ك ان ما قبله متحركا ‪،‬‬
‫وامحار ‪ ،‬وتنقلها إىل ما قبلها إن كان ساكنا غري حرف‬ ‫ّ‬ ‫رد ‪،‬‬
‫أو حرف م ّد ولني ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫تقر ؛ ه ذا ما مل يكن األول من املثلني م دغما فيه غ ريه ‪ ،‬أو مل تكن‬ ‫م ّد ولني ؛ حنو ‪ :‬اس ّ‬
‫الكلمة ملحقة ‪ ،‬ويك ون اإلدغ ام مغ ريا هلا ‪ ،‬ومانعا من أن تك ون على مث ال ما أحلقت به‬
‫تصرف منها‪.‬‬ ‫أو مل يكن أحد املثلني ىف أول الكلمة ‪ ،‬أو تاء افتعل ‪ ،‬أو ما ّ‬
‫ردد ‪ ،‬وإن‬‫األول منهما مدغما فيه غريه ‪ ،‬مل جيز إدغامه فيما بعده حنو ‪ّ :‬‬ ‫فإن كان ّ‬
‫ك انت الكلمة ملحقة ‪ ،‬واإلدغ ام مغرّي ا هلا عما أحلقت به ‪ ،‬مل جيز اإلدغ ام ؛ حنو جلبب ‪،‬‬
‫واحننكك‪.‬‬
‫فإما أن يك ون الث اىن زائ دا ‪ ،‬أو غري زائد ‪،‬‬
‫وإن ك ان أحد املثلني ىف أول الكلمة ‪ّ ،‬‬
‫ف إن ك ان زائ دا ‪ ،‬مل جيز اإلدغ ام ‪ ،‬بل تظهر وحتذف الث اىن من املثلني ؛ فتقول ‪ :‬تت ذ ّكر ‪،‬‬
‫وتذ ّكر إن شئت‪.‬‬
‫وإن ك ان أص ليّا ‪ ،‬ف إن ش ئت أظه رت ؛ حنو ‪ :‬تت ابع ‪ ،‬وإن ش ئت ‪ ،‬أدغمت ‪،‬‬
‫فتس ّكن التاء األوىل ‪ ،‬وجتتلب مهزة الوصل ؛ فتقول ‪ :‬اتّابع‪.‬‬
‫وإن ك ان أحد املثلني ت اء افتعل أو ما تص ّرف منها ؛ حنو ‪ :‬اقتتل ‪ ،‬فإنّه جيوز فيه‬
‫اإلظه ار واإلدغ ام ‪ ،‬ويك ون حكمه ىف اإلدغ ام كحكم «اختص م» ‪ ،‬ىف مجيع ما ذكر ؛‬
‫فتق ول ‪ :‬قتّل بفتح الق اف والت اء ‪ ،‬وقتّل بكس رمها ‪ ،‬وقتّل بكسر الق اف وفتح الت اء ويقتّل‬
‫بكسر الي اء والق اف والت اء ‪ ،‬ويقتّل بفتح الي اء وكسر الق اف والت اء ‪ ،‬ويقتّل بفتح الي اء‬
‫والقاف وكسر التاء‪.‬‬
‫وىف اسم الفاعل ‪ :‬مقتّل ‪ ،‬بضم امليم وكسر الق اف والت اء ‪ ،‬ومقتّل بض ّم امليم‬
‫والقاف ‪ /‬وكسر التاء‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪525 .............................................................................‬‬

‫وىف اسم املفع ول ‪ :‬مقتّل بكسر الق اف وفتح الت اء ‪ ،‬ومقتّل بفتحهما ‪ ،‬ومقتّل ‪،‬‬
‫بض ّم الق اف وكسر الت اء ‪ ،‬فيك ون اسم املفع ول ىف ه ذين ال وجهني األخ ريين مبنزلة اسم‬
‫فعل ال غري ‪ ،‬فتق ول ‪ :‬قتّل قتّال ‪ ،‬والقي اس ‪ :‬يقتضى أن‬‫الفاعل ‪ ،‬واملس موع ىف املص در ّ‬
‫تقول ‪ :‬قتّاال ‪ ،‬بكسر القاف وفتح التاء ‪ ،‬وقتّال بكسرمها‪.‬‬
‫فإما أن يك ون على ثالثة أح رف أو على أزيد ‪ ،‬ف إن ك ان‬ ‫وإن اجتمعا ىف اسم ‪ّ ،‬‬
‫فإما أن يكون األول متحركا أو ساكنا ‪ ،‬فإن كان ساكنا ‪ ،‬فاإلدغام‬ ‫على ثالثة أحرف ‪ّ ،‬‬
‫وحيرك األول ؛ حنو قوله [من‬
‫طر ش اعر ؛ فيفك ّ‬ ‫وود ؛ إال أن يض ّ‬
‫رد ‪ّ ،‬‬ ‫ليس إال ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رقى س لمى فيد أو ركك‬
‫ّ‬ ‫‪   ..................‬م اء بش‬ ‫‪ 312‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫«رك»‪.‬‬
‫يريد ‪ّ :‬‬
‫فإما أن يك ون على وزن من أوزان األفع ال ‪ ،‬أو ال‬ ‫متحركا ‪ّ ،‬‬
‫األول ّ‬ ‫وإن ك ان ّ‬
‫يك ون ‪ ،‬ف إن مل يكن على وزن من أوزاهنا ‪ ،‬مل جيز اإلدغ ام ؛ حنو ‪ :‬س رر ‪ ،‬ودرر ‪ ،‬وإن‬
‫كان على وزن من أوزاهنا ‪ ،‬فإن كان على وزن فعل ‪ ،‬مل جيز اإلدغام ؛ حنو ‪ :‬طلل ‪ ،‬وإن‬
‫وصب ‪ ،‬واألصل ‪ :‬طبب وصبب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫طب ‪،‬‬
‫كان على وزن فعل أو فعل ‪ ،‬أدغمت حنو ‪ّ :‬‬
‫وإن كان االسم على أزيد من ثالثة أحرف ‪ ،‬أدغمت ‪ ،‬كان االسم على وزن من‬
‫األول من املثلني ساكنا أو متحركا ‪ ،‬إال أنك تسكن‬ ‫أوزان األفعال ‪ ،‬أو مل يكن ‪ ،‬وكان ّ‬
‫راد ‪،‬‬
‫املتح رك بنقل حركته إىل ما قبله ‪ ،‬وإن ك ان س اكنا غري ح رف م ّد ولني ‪ ،‬حنو ‪ّ :‬‬
‫األول س اكنا ؛ حنو ‪ :‬خ دب ؛ ه ذا ما مل ميتنع‬ ‫وحمم ّر ‪ ،‬وال حيت اج إىل تغيري ‪ ،‬إن ك ان ّ‬
‫األول من املثلني مدغما فيه ما قبله ‪ ،‬حنو ‪ :‬مزدد ‪ ،‬أو إحلاق حنو‬
‫اإلدغام ‪ ،‬وكون ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت لزهري بن أيب سلمى‪.‬‬
‫«رك» ‪ ،‬فاضطر الشاعر إىل فك اإلدغام وحتريك األول‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪« :‬ركك» يريد ‪ّ :‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه (‪ ، )167‬املمتع يف التصريف (‪.)643‬‬
‫‪ ............................................................................. 526‬فهرس املوضوعات‬

‫فك «األجلل» من قوله [من الرجز] ‪:‬‬ ‫وأما ّ‬ ‫فأما حمب ‪ ،‬فشاذ ‪ّ ،‬‬
‫قردد ‪ ،‬ومسحنكك ‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫العلى األجلل‬
‫‪ 313‬ـ احلمد هلل ّ‬
‫فضرورة‪.‬‬
‫فإما أن تصل إليه احلركة ىف ح ال ما ‪ ،‬أو ال‬ ‫وإن ك ان الث اىن من املثلني س اكنا ‪ّ ،‬‬
‫تصل ؛ فإن وصلت إليه احلركة ‪ ،‬فإ ّن أهل احلجاز ال يدغمون حنو قولك ‪ :‬إن تردد أردد‬
‫‪ ،‬وال تضارر ‪ ،‬واشدد‪.‬‬
‫وحيرك الث اىن ب الفتح ‪ ،‬إن اتّصل به ألف ؛ حنو‬
‫وأما غ ريهم ‪ /‬من الع رب ‪ :‬في دغم ّ‬ ‫ّ‬
‫ردى‪.‬‬‫ردوا ‪ ،‬وبالكسر إن اتّصل به ياء ؛ حنو ‪ّ :‬‬ ‫وبالضم إن اتّصل به واو ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫ردا ‪،‬‬
‫ّ‬
‫حيركه أب دا‬
‫ف إن مل يتصل به ش ىء من ذلك ‪ ،‬اختلف وا ىف حتريك الث اىن فمنهم من ّ‬
‫وعض ‪ ،‬إال أن يتصل به اهلاء واأللف الىت‬
‫ّ‬ ‫رد ‪ ،‬وف ّر ‪،‬‬
‫حبركة ما قبله إتباعا ‪ ،‬فيق ول ‪ّ :‬‬
‫وعضها‪.‬‬
‫وفرها ‪ّ ،‬‬ ‫ردها ‪ّ ،‬‬ ‫كل حال ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫للمؤنّث ؛ فيفتح على ّ‬
‫وعض ه ‪ ،‬أو يكون‬
‫وفره ‪ّ ،‬‬ ‫رده ‪ّ ،‬‬ ‫أو اهلاء الىت للمذكر فيضم على كل حال ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫بع ده س اكن هو ّأول كلمة أخ رى ‪ ،‬فيكسر ‪ ،‬ومنهم من يفتحه على ك ّل ح ال ‪ ،‬إال إذا‬
‫رد الق وم ‪ ،‬ومنهم من يفتحه على كل‬ ‫حيركه بالكسر ؛ حنو ‪ّ :‬‬ ‫ك ان بع ده س اكن ؛ فإنه ّ‬
‫حال ‪ ،‬كان بعده ساكن أو مل يكن‪.‬‬
‫كل حال‪.‬‬
‫ومنهم من يكسره على ّ‬
‫هلم ‪ ،‬فالتزم فيها الفتح ختفيفا ألجل الرتكيب الذى فيها‪.‬‬‫فأما ‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫وإن مل تصل إليه حركة مل جيز اإلدغ ام ؛ حنو ‪ :‬رددت ‪ ،‬ورددت ‪ ،‬إال أناسا من‬
‫وردت وقد ش ّذت الع رب ىف ‪:‬‬ ‫ردت ‪ّ ،‬‬ ‫بكر بن وائل ؛ ف إهّن م ي دغمون ‪ ،‬فيقول ون ‪ّ :‬‬
‫أحست ‪ ،‬وظلت ‪ ،‬ومست ؛ فحذفوا منها أحد املثلني ختفيفا‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت أليب النجم‪.‬‬
‫األجل‪ .‬ففك اإلدغام ضرورة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪ :‬األجلل ‪ ،‬والقياس ‪:‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 390 / 2‬والدرر ‪ ، 138 / 6‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 449 / 1‬واملقاصد‬
‫النحويّة ‪ ، 595 / 4‬وبال نسبة يف اخلصائص ‪ ، 87 / 3‬وشرح األمشوين ‪ ، 893 ، 805 / 3‬واملقتضب‬
‫‪ ، 253 ، 142 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 649 / 2‬واملنصف ‪ 339 / 1‬ونوادر أيب زيد ص ‪ ، 44‬ومهع‬
‫اهلوامع ‪.157 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪527 .............................................................................‬‬

‫باب حروف البدل‬


‫والزاى ‪ ،‬والعني ‪ ،‬والكاف ‪ ،‬والفاء ‪ ،‬والشني‪.‬‬ ‫والصاد ‪ّ ،‬‬‫وهى ‪ :‬السني ‪ّ ،‬‬
‫واحلروف الىت جيمعها قولك ‪« :‬أجد طويت منهال» ‪ ،‬فهذه احلروف الىت تبدل من‬
‫خمتص ا هبذه احلروف ‪ ،‬بل جائزا فيها ‪ ،‬وىف‬
‫غري إدغام ؛ فإن كان البدل إلدغام ‪ ،‬مل يكن ّ‬
‫غريها على ما بنّي ىف إدغام املتقاربني‪.‬‬
‫فأما اهلمزة ‪ ،‬فأبدلت من مخسة أحرف ‪ ،‬وهى حروف العلّة الثالثة واهلاء والعني ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫فأب دلت من األلف على غري قي اس ‪ ،‬إذا ك ان بع دها س اكن ؛ حنو ق ول بعض هم ‪ :‬دأبّة ‪،‬‬
‫ين) [الفاحتة ‪ ، ]7 :‬وقراءة عمرو بن عبيد ‪:‬‬ ‫الض الِّ َ‬
‫وشأبّة ‪ ،‬وحنو قراءة أىب أيوب ‪َ ( :‬واَل َّ‬
‫( َوال َجا ٌن) [الرمحن ‪ ]39 :‬؛ ومن ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عأل هبيمها‬
‫ّ‬ ‫كل جانب ‪  ‬على ملىت حىّت اش‬
‫الش يب من ّ‬
‫‪ 314‬ـ وبعد انتهاض ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وكثريا ما جيىء ىف الشعر ‪ ،‬وقد أبدلت منها ‪ ،‬وإن مل يكن بع دها ساكن ‪ ،‬إال أن‬
‫أقل‪.‬‬
‫ذلك ّ‬
‫العج اج يهمز العامل‬
‫حكى عنهم ‪« :‬تأبلت القدر» ‪ ،‬إذا ألقيت فيها التّابل ‪ ،‬وكان ّ‬
‫واخلامت ‪ ، /‬قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 315‬ـ‬
‫(‪)2‬‬
‫وخندف هامة هذا العأمل‬
‫وتك ون اهلم زة املبدلة ىف ه ذا الن وع س اكنة ‪ ،‬إال أن تك ون األلف ىف نيّة حركة ؛‬
‫متحركة باحلركة الىت تك ون لأللف ىف األصل ؛ حنو ق ول بعض هم ‪:‬‬ ‫فإهّن ا تك ون إذ ذاك ّ‬
‫السويق»‪.‬‬
‫احلج» ‪« ،‬حأل زيد ّ‬ ‫«لبّأ رجل ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬سر صناعة اإلعراب ‪ ، 73 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 12 / 10 ، 130 / 9‬واللسان‬
‫(شعل) ‪ ،‬واملمتع يف التصريف ‪.321 / 1‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬اشعأل فهمز على لغة بعض العرب‪.‬‬
‫(‪ )2‬الشاهد فيه قوله ‪ :‬العأمل يريد ‪ :‬العامل ‪ ،‬فهمز األلف على لغة بعض العرب‪.‬‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 90 / 1‬وشرح املفصل‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 442 / 1‬ورصف املباين ص ‪ّ ، 56‬‬
‫‪ ، 13 ، 12 / 10‬وشرح ش واهد الشافية ص ‪ ، 428‬ولس ان الع رب (بيت) (علم) وبال نسبة ىف رصف‬
‫املباىن ص ‪ 447‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 205 / 3‬واملمتع يف التصريف ‪.324 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 528‬فهرس املوضوعات‬

‫ومن ذلك قول ابن كثوة [من البسيط] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫اب قد وثبا‬ ‫دا ىف الغ‬ ‫وىّل نع ام بىن ص فوان زوزأة ‪  ‬ملا رأى أس‬ ‫‪ 316‬ـ‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الفراء [من الرجز] ‪:‬‬


‫وأنشد ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫دارمى ب دكاديك ال ربق ‪  ‬ص ربا فقد هيّجت ش وق املش تئق‬
‫ّ‬ ‫يا‬ ‫‪ 317‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأبدلت منها بقياس ىف الوقف ؛ حنو حبأل ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكره‪.‬‬


‫ومن األلف الزائدة بلزوم إذا وقعت بعد ألف مجع ىف حنو رسائل ‪ ،‬ومن هذا القبيل‬
‫‪ :‬إب داهلا من الي اء وال واو إذا وقعتا بعد ألف زائ دة طرفا أو عي نني ىف اسم الفاعل املأخوذ‬
‫معتل العني ؛ حنو ‪ :‬قائم ‪ ،‬وبائع ‪ ،‬وكساء ‪ ،‬ورداء ؛ أل ّن اهلمزة ‪ ،‬إمّن ا أبدلت من‬
‫من فعل ّ‬
‫األلف املبدلة من الي اء وال واو على حسب ما يقتض يه التص ريف ‪ ،‬ومن ه ذا القبيل إب داهلا‬
‫متطرفة بعد ألف زائ دة ؛ ول ذلك إذا مجع وا‬‫من ألف الت أنيث ىف حنو ‪ :‬ص حراء ؛ لوقوعها ّ‬
‫قالوا ‪ :‬صحارى ‪ ،‬فلم تثبت اهلمزة ؛ لزوال موجبها ‪ ،‬وهو األلف ؛ حنو قوله [من اهلزج]‬
‫‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حاريّا‬ ‫الص‬
‫ال ّ‬ ‫دو على أشق ‪  ‬ر يغت‬ ‫لقد أغ‬ ‫‪ 318‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬الشاهد فيه قوله ‪ :‬زوزأة واألصل ‪ :‬زوزاة ‪ ،‬فهمز األلف وحركها بالفتح ألهنا حركة األلف ىف األصل‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬اخلصائص ‪ ، 145 / 3‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 91 / 1‬واللسان (نعم) ‪( ،‬زوى) ‪ ،‬واملمتع‬
‫يف التصريف ‪ ، 325 /‬وهو بال نسبة يف احملتسب ‪.310 / 1‬‬
‫(‪ )2‬ال بيت لرؤبة بن العج اج ‪ ،‬وليس يف ديوانه ‪ ،‬والش اهد فيه ‪ :‬قوله ‪ :‬املش تئق ‪ ،‬وأص له ‪ :‬املش تاق ‪ ،‬فقلب‬
‫وحركه بالكسر ‪ ،‬ألن األلف بدل من واو مكسورة‪.‬‬ ‫األلف مهزة ‪ّ ،‬‬
‫ويروى «سلمي» بدل «مي»‪.‬‬
‫والدكاديك مجع الدكداك وهو الرمل املتلبد يف األرض مل يرتفع‬
‫ينظر ‪ :‬ش رح ش واهد الش افية ص ‪ ، 175‬وليس يف ديوانه ‪ ،‬وبال نس بة يف اخلص ائص ‪، 145 / 3‬‬
‫وس ّر ص ناعة اإلع راب ص ‪ ، 91‬وش رح ش افية ابن احلاجب ‪ 204 / 3 ، 250 / 2‬ولس ان الع رب ‪،‬‬
‫(شوق) ‪( ،‬دكك) ‪( ،‬حول) ‪ ،‬واملمتع يف التصريف ‪.325 / 1‬‬
‫(‪ )3‬البيت للوليد بن يزيد‪.‬‬
‫الص حراء‪ .‬قال البغدادي ‪ :‬ملا قلبت األلف بعد الراء ‪ ،‬يف اجلمع‬
‫الص حاريا يف مجع ّ‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫‪ ،‬ي اء ‪ ،‬قلبت اهلم زة اليت أص لها ألف الت أنيث ي اء أيضا ‪ ،‬وه ذا أصل ك ّل مجع لنحو ‪ :‬ص حراء ‪ ،‬مثّ خي ّفف‬
‫حبذف الياء األوىل ‪ ،‬فيصري صحاري بكسر الراء وختفيف الياء مثل ‪ :‬مداري ‪ ،‬وجيوز أن تبدل الكسرة فتحة ‪،‬‬
‫لتحركها وانفتاح ما قبلها ‪ ،‬كما فعلوا يف مدارى‪ .‬وهذان الوجهان مها املستعمالن ‪ ،‬واألول‬ ‫فتقلب الياء ألفا ّ‬
‫أصل مرتوك يوجد يف الشعر‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪529 .............................................................................‬‬

‫وأب دلت من ال واو على غري ل زوم بقي اس ‪ ،‬إذا ك انت مض مومة ض ّمة الزمة ‪،‬‬
‫وك انت أول كلمة ‪ ،‬أو بعد س اكن ال تك ون م دغما فيها أو قبله ؛ حنو ‪« :‬أعد وأدؤر ‪،‬‬
‫وفئ وج» وإذا كانت مكسورة أوال حنو ‪ :‬إع اء ‪ ،‬وإفادة ‪ ،‬وإن شئت ‪ ،‬تركت اهلمزة ىف‬
‫مجيع ذلك‪.‬‬
‫وعلى الل زوم إذا انض اف إليها واو أخ رى ىف أول كلمة ؛ حنو ‪ :‬أواصل ‪ ،‬ما مل‬
‫تكن الثانية م ّدة عارضة ؛ فال يلزم اهلمزة ؛ حنو ‪ :‬وورى ‪ ،‬وإذا كانت الواو زائدة للم ّد ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ووقعت بعد األلف ىف اجلمع املتن اهى ؛ حنو ‪ :‬حالئب ‪ ،‬مجع حلوبة ‪ ،‬ف إن مل تكن‬
‫زائدة للم ّد ‪ ،‬مل يهمز حىت تكون قريبة من الطرف ‪ ،‬لفظا أو نيّة غري صحيحة ىف املفرد ‪،‬‬
‫ىف موضع ينبغى أن تع ّل فيه ‪ ،‬وقد تق ّدم األلف واو أو ي اء ؛ حنو قولك ىف مجع ّأول ‪:‬‬
‫أوائل ‪ ،‬وسيّد سيائد ‪ ، /‬واألصل ‪ :‬سياود ؛ وكذلك لو زدت ياء قبل الطرف ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬
‫عوار ؛‬
‫أواييل للضرورة ‪ ،‬هلمزت ؛ ألهّن ا ىف نيّة أن تلى الطرف ‪ ،‬وال هتمز ىف عواوير مجع ّ‬
‫صحت ىف ‪ :‬ضيون ‪ ،‬وقد كان‬ ‫ألهّن ا بعيدة من الطرف لفظا ونيّة ‪ ،‬وال ىف ضياون ؛ ألهّن ا ّ‬
‫ني ‪ ،‬وأب دلت على غري قي اس مفتوحة أوال ‪ ،‬ق الوا ‪ :‬أحد ‪،‬‬ ‫ينبغى أن ي دغم فيق ال ‪ :‬ض ّ‬
‫وأجم ‪ ،‬وأن اة ىف وحد ‪ ،‬ووجم ‪ ،‬وون اة ‪ ،‬ومكس ورة غري أول ىف مص ائب ‪ ،‬وأق ائم ‪،‬‬
‫واألصل ‪ :‬مصاوب وأقاوم ‪ ،‬وساكنة ىف موقد ىف الشعر ؛ قال [من الوافر] ‪:‬‬
‫‪ 319‬ـ‬
‫(‪)2‬‬
‫إىل مؤسى‬
‫أحب املؤقدين ّ‬
‫ّ‬
‫وأبدلت من الياء بقياس ولزوم ‪ ،‬إذا كانت زائدة للم ّد ىف املفرد ‪ ،‬ووقعت بعد‬
‫__________________‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 86 / 1‬وشرح شواهد‬ ‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 74‬وخزانة األدب ‪ّ ، 426 ، 424 / 7‬‬
‫الشافية ‪ ، 95 / 4‬وشرح املفصل ‪ ، 58 / 5‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 330 / 1‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 816‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪.162 / 2 ، 194 / 1‬‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬مل تكن الواو‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت جلرير‪.‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬مهز الواو يف املؤقدين ومؤسي ‪ ،‬ألنه ق ّدر ضمة امليم على الواو ‪ ،‬وهذا غري قياسي ينظر‬
‫‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 288‬واألشباه والنظائر ‪ ، 74 / 8 ، 12 / 2‬واخلصائص ‪، 149 ، 146 / 3 ، 175 / 2‬‬
‫‪ ، 319‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 429‬شرح شواهد املغين ‪ ، 962 / 2‬احملتسب ‪ ، 47 / 1‬وبال نسبة‬
‫يف سر صناعة اإلعراب ‪ ، 79 / 1‬وشرح شافية ابن احلاجب ص ‪ ، 206‬ومغين اللبيب ‪ ، 684 / 2‬واملمتع‬
‫يف التصريف ‪.565 / 2 ، 342 ، 91 / 1‬‬
‫‪ ............................................................................. 530‬فهرس املوضوعات‬

‫األلف ىف اجلمع الذى ال نظري له ىف اآلحاد ‪ ،‬حنو ‪ :‬صحائف‪.‬‬


‫ف إن مل تكن زائ دة للم ّد ‪ ،‬مل هتمز حىت تك ون قريبة من الط رف لفظا أو نيّة ‪،‬‬
‫ويكون قبل األلف ياء أو واو حنو ‪ :‬عيّل ‪ ،‬وعيائل ‪ ،‬واألصل ‪ :‬عيائيل ‪ ،‬وكذلك لو بنيت‬
‫«فوعال» من البيع ‪ ،‬مث مجعته ‪ ،‬لقلت ‪ :‬بيّع ‪ ،‬وبوائع ‪ ،‬واألصل ‪ :‬بوايع‪.‬‬
‫ولو زدت ياء قبل الطرف ىف الضرورة ‪ ،‬هلمزت أيضا ؛ ألهّن ا تلى الطرف ىف النية ‪،‬‬
‫قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 320‬ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫فيها عيائيل أسود ومنر‬
‫وأبدلت على غري قياس ىف أليفاظ ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أدى ‪ ،‬واألصل ‪ :‬يدى‪.‬‬
‫ومن كالمهم ‪« :‬قطع اهلل أدي ه» ‪ ،‬وق الوا ‪ :‬ألل ‪ ،‬ىف يلل ‪ ،‬ورئب ال ‪ ،‬ىف ريب ال ‪،‬‬
‫وشئمة ‪ ،‬ىف شيمة‪.‬‬
‫وأبدلت على غري قياس من اهلاء ىف ‪ :‬ماء ‪ ،‬وأمواء ‪ ،‬واألصل ‪ :‬ماه ‪ ،‬وأمواه ؛ قال‬
‫[من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حى أفياؤها‬ ‫الض‬
‫نت ىف رأد ّ‬
‫ّ‬ ‫دة قالصة أمواؤها ‪  ‬يس‬ ‫وبل‬ ‫‪ 321‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وىف «آل» ‪ ،‬واألصل ‪ :‬أهل ‪ ،‬ب دليل ق وهلم ‪ :‬أهيل ‪ ،‬فأب دلوا من اهلاء مهزة ‪ ،‬ومن‬
‫اهلم زة ألفا ‪ ،‬وىف ‪ :‬هل ‪ ،‬وه ذا ‪ ،‬فق الوا ‪« :‬أل فعلت» ‪ ،‬وأذا ق ام ‪ ،‬وأب دلت من العني ـ‬
‫أيضا ـ على غري قياس ىف عباب ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أباب ‪ ،‬قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 322‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫أباب حبر ضاحك هزوق‬
‫وأما اجليم ‪ ،‬فأب دلت من الي اء ال غري ‪ ،‬إذا ك انت مش ّددة ب اطّراد ‪ ،‬متطرفة ك انت‬
‫ّ‬
‫«مرج» أى ‪ :‬فقيمى ‪ ،‬ومرى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أو غري متطّرفة ‪ ،‬قالوا ‪« :‬فقيمج» و‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬تقدم برقم (‪.)299‬‬
‫(‪ )2‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬مجهرة اللغة ‪ ، 248 /‬ورصف املباين ‪ ، 84 /‬وسر صناعة اإلعراب ‪، 100 / 1‬‬
‫وش رح ش افية ابن احلاجب ‪ ، 208 / 3‬وش رح ش واهد الش افية ‪ ، 437 /‬وش رح املفصل ‪، 15 / 10‬‬
‫واللسان (موه) ‪ ،‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 348 / 1‬واملنصف ‪.151 / 2‬‬
‫والشاهد فيه ‪ :‬قوله أمواؤها ‪ ،‬واألصل ‪ :‬أمواهها فأبدل اهلاء مهزة شذوذا‪.‬‬
‫«رب» احملذوفة بعد الواو‪.‬‬
‫وقوله ‪ :‬وبلدة جمرور بـ ّ‬
‫(‪ )3‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬شرح شافية ابن احلاجب ‪.207 / 3‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪531 .............................................................................‬‬

‫ومن ذلك قوله [من الرجز] ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ّج‬ ‫ان اللّحم بالعش‬ ‫علج ‪  ‬املطعم‬
‫اىل عويف وأبو ّ‬ ‫خ‬ ‫‪ 323‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والعشى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫على‬
‫يريد ‪ :‬أبا ّ‬
‫وأنشد ابن األعراىب (‪[ )2‬من الرجز] ‪:‬‬
‫‪/‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫األجل‬
‫الص يف ق رون ّ‬
‫الش ّول ‪  ‬من عبس ّ‬
‫اهبن ّ‬
‫ّ‬ ‫ك أ ّن ىف أذن‬ ‫‪ 324‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪« :‬األيّل» وأبدلت منها بغري اطّراد ‪ ،‬إذا كانت خفيفة ‪ ،‬بل ال حيفظ ذلك إال‬
‫ىف الشعر ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 325‬ـ‬
‫(‪)4‬‬
‫حىّت إذا ما أمسجت وأمسجا‬
‫يريد ‪ :‬أمسيت وأمسيا ‪ ،‬وأنشد الفراء [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫احج يأتيك بج‬ ‫زال ش‬ ‫حجتج ‪  ‬فال ي‬
‫الهم إن كنت قبلت ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 326‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬تقدم برقم (‪.)255‬‬
‫نس ابة عاّل مة باللغة ولد ‪ 150‬ه‍ من أهل الكوفة ‪ ،‬ك ان‬ ‫(‪ )2‬حممد بن زي اد املع روف ب ابن األع رايب ‪ ،‬راوية ّ‬
‫أحول ‪ ،‬مل ير أحد يف علم الشعر أغزر منه له تصانيف منها أمساء اخليل وفرساهنا ‪ ،‬األنواء ‪ ،‬الفاضل ‪ ،‬البشر ‪،‬‬
‫وغريها تويف ‪ 231‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬وفي ات األعي ان ‪ ، 492 / 1‬ت اريخ بغ داد ‪ ، 282 / 5‬املقتبس ‪ 3 / 6‬ـ ‪ 9‬نزهة األلب اء‬
‫‪ ، 207‬األعالم ‪.131 / 6‬‬
‫(‪ )3‬البيت أليب النجم‪.‬‬
‫األجل يريد ‪ :‬األيّل ‪ ،‬فأبدل الياء املشددة جيما‬
‫الس ّول بدال من الشول والشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪ّ :‬‬ ‫ويروى ّ‬
‫مشددة على لغة بعض العرب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬مسط الآليل ص ‪ ، 712‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 485‬والطرائف األدبيّة ص ‪ 63‬ولسان‬
‫العرب (عبس) ‪( ،‬شول) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 76 / 1‬وبال نسبة يف إصالح املنطق ص ‪ ، 83‬وأمايل القايل ‪/ 2‬‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 176 / 1‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 229 / 3‬ولسان العرب (أول) ‪،‬‬ ‫‪ّ ، 78‬‬
‫واملمتع يف التصريف ‪.248 / 1‬‬
‫(‪ )4‬البيت للعجاج وليس يف ديوانه‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬أمسجت وأمسجا يريد أمسيت وأمسيا ‪ ،‬فأبدل الياء جيما ‪ ،‬وهذا قبيح‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ملحق ديوانه ‪ ، 278 / 2‬وشرح شواهد اإليضاح ‪ ، 627‬وشرح شواهد الشافية ‪، 486‬‬
‫وهو بال نسبة يف سر صناعة اإلعراب ‪ ، 177 / 1‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 230 / 3‬وشرح املفصل‬
‫‪ ، 50 / 10‬واللسان (اجليم) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 74 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪.355 / 1‬‬
‫(‪ )5‬البيت لرجل من اليمانيني‪.‬‬
‫اللهم شذوذا ‪ ،‬وثانيهما إبدال اجليم من الياء‬
‫ويف البيت شاهدان ‪ّ :‬أوهلما حذف أل من ّ‬
‫‪ ............................................................................. 532‬فهرس املوضوعات‬

‫يريد ‪ :‬حجىت ‪ ،‬ويأتيك ىب‪.‬‬


‫وأما ال ّدال ‪ ،‬فأب دلت من الت اء وال ذال ؛ فأب دلت ب اطّراد من ت اء «افتع ل» وما‬
‫تص ّرف منها ‪ ،‬إذا ك انت الف اء زايا ‪ ،‬فق الوا ‪ :‬ازدان ‪ ،‬وازدلف ‪ ،‬وم زدان ‪ ،‬ومزدلف ‪،‬‬
‫وازديان ‪ ،‬وازدالف‪.‬‬
‫دز ‪،‬‬
‫وأب دلت بغري اطّ راد منها ‪ ،‬إذا ك انت الف اء جيما ‪ ،‬فق الوا ‪ :‬اج دمعوا ‪ ،‬واج ّ‬
‫واألكثر التاء ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يحا‬ ‫دز ش‬
‫ّ‬ ‫وله واج‬ ‫نزع أص‬ ‫فقلت لص احىب ‪ :‬ال حتبس نّا ‪  ‬ب‬ ‫‪ 327‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واجتز‪.‬‬
‫يريد ‪ّ :‬‬
‫وإذا ك انت الف اء ذاال ‪ ،‬ق الوا ‪« :‬اذدك ر» ‪ ،‬من غري إدغ ام ‪ ،‬ق ال أبو حك اك [من‬
‫الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عجبا‬ ‫اذدراء‬ ‫تذريه‬ ‫الش وك ج رازا مقض با ‪  ‬واهلرم‬
‫‪ 328‬ـ تنحى على ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومن تاء «توجل» ‪ ،‬قالوا ‪ :‬دوجل‪.‬‬


‫__________________‬
‫حجيت ‪ ،‬ويب‪.‬‬
‫اخلفيفة الشرتاكهما يف املخرج واجلهر ‪ ،‬واألصل ّ‬
‫وسر صناعة‬
‫ينظر الدرر ‪ ، 40 / 3‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 570 / 4‬وبال نسبة يف الدرر ‪ّ ، 229 / 6‬‬
‫اإلعراب ‪ ، 177 / 1‬وشرح األمشوين ‪ ، 449 / 2‬وشرح التصريح ‪ ، 367 / 2‬وشرح شافية ابن احلاجب‬
‫املفص ل ‪ ، 50 / 10 ، 75 / 9‬ولسان العرب‬ ‫‪ ، 287 / 2‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 215‬وشرح ّ‬
‫(دلق) ‪ ،‬وجمالس ثعلب ‪ ، 143 / 1‬واحملتسب ‪ ، 75 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 355 / 1‬ونوادر أيب زيد‬
‫ص ‪ ، 164‬ومهع اهلوامع ‪.157 / 2 ، 178 / 1‬‬
‫(‪ )1‬اختلف يف نسبة البيت فنسب تارة إىل مضرس بن ربعي وأخرى إىل يزيد بن الطثرية‪.‬‬
‫اجتز ‪ ،‬فقلبت تاء االفتعال داال‪.‬‬
‫واجدز فإ ّن أصله ّ‬
‫ّ‬ ‫والشاهد فيه قوله ‪:‬‬
‫ملضرس بن ربعي يف شرح شواهد الشافية ص ‪ ، 481‬وله أو ليزيد بن الطثريّة يف لسان‬ ‫ينظر ‪ :‬البيت ّ‬
‫الع رب (ج زز) ‪ ،‬واملقاصد النحوية ‪ ، 591 / 4‬وبال نس بة يف األش باه والنظ ائر ‪ ، 85 / 8‬وخزانة األدب‬
‫وسر صناعة اإلعراب ص ‪ ، 187‬وشرح األمشوين ‪ ، 874 / 3‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪/ 3‬‬ ‫‪ّ ، 17 / 11‬‬
‫‪ ، 228‬وشرح املفصل ‪ ، 49 / 10‬والصاحيب يف فقه اللغة ص ‪ ، 218 ، 109‬ولسان العرب (جرر) ‪،‬‬
‫واملمتع يف التصريف ‪.357 / 1‬‬
‫(‪ )2‬الشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪ :‬اذدراء واألصل ‪ :‬اذ تراء ‪ ،‬فقلب تاء االفتعال مع الذال داال لغري إدغام‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬سر صناعة اإلعراب ‪ ، 187 / 1‬شرح املفصل ‪ ، 49 / 10‬املمتع يف التصريف ‪، 358 / 1‬‬
‫بال نس بة يف مجه رة اللغة ‪ ، 523‬ش رح األمشوين ‪ ، 874 / 3‬ش رح املفصل ‪ ، 150 / 10‬لس ان الع رب‬
‫(ذكر)‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪533 .............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وأبدلت من الذال ىف ذكر مجع ذكرة ال غري ‪ ،‬فقالوا ‪« :‬دكر» ؛ قال ابن مقبل‬
‫[من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 329‬ـ يا ليت ىل س لوة تش فى النّف وس هبا ‪  ‬من بعض ما يع رتى قلىب من ال ّدكر‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأما الط اء ‪ ،‬فأب دلت من الت اء ال غري ‪ ،‬إال أهّن ا تب دل منها بقي اس على الل زوم ىف‬
‫ّ‬
‫والص رب‬
‫الض رب ‪ّ ،‬‬ ‫افتعل ‪ ،‬ممّا فاؤه صاد أو ضاد أو طاء أو ظاء ؛ فتقول ىف ‪« :‬افتعل» من ّ‬
‫‪ ،‬والظّهر ‪ ،‬اضطرب ‪ ،‬واصطرب ‪ ،‬واظطهر (‪ )3‬؛ وكذلك تبدل منها ‪ ،‬إذا كانت الفاء ظاء‬
‫‪ ،‬إال أن ذلك من قبيل البدل الذى يكون بسبب اإلدغام ؛ فتقول ىف ‪ :‬افتعل من الطّرد ‪:‬‬
‫اطّرد ‪ ،‬ملا أبدلت التاء طاء ىف ‪ :‬اطّرد ‪ ،‬اجتمع لك مثالن (‪ )4‬؛ فأدغمت‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتبدل منها بغري قياس ‪ ،‬إذا كانت ضمريا ‪ ،‬وقد وقعت بعد هذه احلروف ‪ ،‬فقالوا‬
‫‪ :‬فحصط ‪ ،‬وحفظط ‪ ،‬وحضضط ‪ ،‬وحبط ‪ ،‬واألصل ‪ :‬فحصت ‪ ،‬وحفظت ‪،‬‬
‫[وحضضت] ‪ ،‬وحبطت ؛ وهو أكثر استعماال‪.‬‬
‫وأما ال واو فأب دلت من ثالثة أح رف ‪ ،‬وهى ‪ :‬اهلم زة واأللف ‪ ،‬والي اء ‪[ ،‬إال أن‬
‫إب داهلا من](‪ )5‬األلف والي اء ‪ ،‬إمّن ا يذكر ىف باب القلب ‪ ،‬فتبدل من اهلمزة املنفردة بقياس‬
‫من غري ل زوم ‪ ،‬إذا وقعت بعد واو زائ دة للم ّد ‪ /‬حركة ما قبلها من جنس ها ‪ ،‬وكانتا ىف‬
‫رو ىف ‪ :‬مق روء ‪ ،‬ف إن مل تكن ك ذلك ‪ ،‬ج از أن تب دل منها‬ ‫كلمة واح دة ؛ فتق ول ‪ :‬مق ّ‬
‫ضو ‪ ،‬واألحسن أال تبدل ؛ بل تلقى حركة اهلمزة على‬ ‫الواو ‪ ،‬فتقول ‪ّ :‬‬
‫__________________‬
‫أىب بن مقبل ‪ ،‬من بين العجالن ‪ ،‬من ع امر بن صعص عة ‪ ،‬أبو كعب ‪ :‬ش اعر ج اهلي ‪ ،‬أدرك‬ ‫(‪ )1‬متيم بن ّ‬
‫اإلس الم وأس لم ‪ ،‬فك ان يبكي أهل اجلاهلية ‪ ،‬ع اش نيفا ومائة س نة ‪ ،‬وع ّد يف املخض رمني ‪ ،‬وك ان يه اجي‬
‫النجاشي الشاعر‪ .‬له ديوان شعر ورد فيه ذكر وقعة صفني سنة ‪ 37‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة البغدادي ‪ ، 113 / 1‬األعالم ‪ ، 87 / 2‬ومسط الآليل ‪ 66‬ـ ‪ ، 68‬واإلص ابة ‪/ 1‬‬
‫‪.195‬‬
‫(‪ )2‬الشاهد يف قوله ‪ :‬الدكر يريد الذكر ‪ ،‬فقلب الذال داال‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه (‪ ، )81‬اخلصائص ‪ ، 351 / 1‬سر صناعة اإلعراب ‪ ، 188 / 1‬املمتع يف التصريف‬
‫(‪ ، )359 / 1‬املنصف (‪.)140 / 3‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬اضطهر‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬املثالن‪.‬‬
‫(‪ )5‬يف ط ‪ :‬أل ّن إبداهلا إن‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 534‬فهرس املوضوعات‬

‫الواو ‪ ،‬وحتذف اهلمزة إذا قصد التخفيف ؛ فيقال ‪ :‬ضو‪.‬‬


‫وقد تق ّدم حكمها ‪ ،‬إذا كانتا ىف كلم تني ‪ ،‬وتب دل ـ أيضا ـ منها ‪ ،‬وإذا ك انت‬
‫مفتوحة وقبلها ض مة ؛ حنو ‪ :‬ج ؤن ىف ج ون ‪ ،‬إذا خففتها ‪ ،‬وإذا ك انت س اكنة وقبلها‬
‫ض ّمة ‪ ،‬حنو ‪ :‬ب ؤس ‪ ،‬ىف ‪ :‬ب ؤس ‪ ،‬وإذا ك انت طرفا زائ دة لإلحلاق أو ب دال من أصل بعد‬
‫ألف زائدة ىف التثنية أو النّسب ؛ حنو ‪ :‬كساء ‪ ،‬ورداء ‪ ،‬وعلباء‪.‬‬
‫وقد تق ّدم ذكر ذلك ىف موضعه ‪ ،‬وعلى اللّ زوم إذا كانت قبل األلف الىت ىف اجلمع‬
‫املتناهى ‪ ،‬بشرط أن يكتنف األلف مهزتان ؛ حنو ‪ :‬ذؤائب ‪ ،‬وأبدلت على غري قياس ىف ‪:‬‬
‫واخيت ‪ ،‬واألصل ‪ :‬آخيت‪.‬‬
‫انضم إىل اهلمزة مهزة أخرى ‪ ،‬فإن كانت الثانية ساكنة ‪ ،‬لزم إبداهلا واوا ‪ ،‬إذا‬ ‫فإن ّ‬
‫كانت الىت قبلها مضمومة ؛ حنو ‪ :‬أوتى ‪ ،‬وإن كانت الثانية متحركة ‪ ،‬فإهّن ا تبدل واوا إن‬
‫ضمة أو فتحة ؛ حنو ‪ :‬أوادم ‪ ،‬وأواتى ‪ ،‬واألصل ‪ :‬أؤادم ‪ ،‬وأؤاتى ‪ ،‬وتقول‬ ‫كانت احلركة ّ‬
‫أوم ‪ ،‬وىف أفعل منه ‪ :‬أؤم ‪ ،‬واألصل ‪« :‬أأمم ‪ ،‬و «أأمم»‬ ‫ىف مثل ‪« :‬أؤم» من أممت ‪ّ :‬‬
‫فلما انتقلت احلركة إىل اهلمزة بسبب اإلدغام ‪ ،‬أبدلتها واوا‪.‬‬
‫وأما الي اء ‪ :‬فإهّن ا أب دلت من مثانية عشر حرفا ‪ ،‬وهى ‪ :‬األلف ‪ ،‬وال واو ‪ ،‬والسني ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫والض اد ‪ ،‬وامليم ‪ ،‬وال ّدال ‪ ،‬والعني ‪،‬‬
‫والص اد ‪ّ ،‬‬‫والب اء ‪ ،‬وال راء ‪ ،‬والن ون ‪ ،‬والالم ‪ّ ،‬‬
‫والكاف ‪ ،‬والتاء ‪ ،‬والثاء ‪ ،‬واجليم ‪ ،‬واهلاء ‪ ،‬واهلمزة‪.‬‬
‫إال أ ّن إب داهلا من األلف وال واو ‪ ،‬إمّن ا ي ذكر ىف ب اب القلب ‪ ،‬فأب دلت من السني‬
‫على غري قياس من غري لزوم (‪ )1‬ىف ‪ :‬سادس ‪ ،‬وخامس ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكره‪.‬‬
‫وأبدلت من الباء على غري لزوم (‪ )2‬فيما حكاه ثعلب ‪ ،‬من قوهلم ‪« :‬ال وربيك» ‪،‬‬
‫وىف مجع ثعلب ىف أحد القولني ‪ ،‬وأرنب ؛ للضرورة ‪ ،‬قال [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اىل ‪ ،‬ووخز من أرانيها‬ ‫ره ‪  ‬من الثّع‬ ‫تتم‬
‫ارير من حلم ّ‬ ‫هلا أش‬ ‫‪ 330‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬ومن لزوم‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬اللزوم‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت اختلف يف نسبته فتارة إىل أىب كاهل النمر بن تولب اليشكري وثانية إىل أيب كاهل اليشكري وثالثة‬
‫إىل رجل من بين يشكر‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬الثعايل وأرانيها يريد ‪ :‬الثعالب ‪ ،‬وأرانبها ‪ ،‬فأبدل الياء من الباء‬
‫فهرس املوضوعات ‪535 .............................................................................‬‬

‫وأب دلت منها على الل زوم ىف ‪ :‬ديب اج ‪ ،‬واألصل ‪ :‬دبّ اج ‪ ،‬وأب دلت من ال راء على‬
‫وتسررت‪.‬‬
‫وشراز ّ‬ ‫وتسريت ‪ ،‬واألصل ‪ّ :‬قراط ‪ّ ،‬‬‫اللزوم ىف ‪ : /‬قرياط وشرياز ‪ّ ،‬‬
‫وأبدلت من النون على اللزوم ىف ‪ :‬دينار ‪ ،‬وأناسى ‪ ،‬وظراىب ‪ ،‬وتظنّيت ‪ ،‬وتس ىّن ‪،‬‬
‫واألصل ‪ :‬دنّ ار ‪ ،‬وأناسني ‪ ،‬وظ رابني ‪ ،‬وتظنّن ‪ ،‬وتس نّن ‪ ،‬أى ‪ :‬تغرّي ‪ ،‬وعلى غري ل زوم‬
‫من نون إنسان األوىل ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إيسان ؛ قال عامر بن جؤين (‪[ )1‬من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فيا ليتىن من بعد ما ط اف أهلها ‪  ‬هلكت ‪ ،‬ومل أمسع هبا ص وت إيس ان‬ ‫‪ 331‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأبدلت من الالم على غري لزوم ىف ؛ أمليت الكتاب ‪ ،‬واألصل ‪ :‬أمللت‪.‬‬


‫قصيت أظفارى ‪ ،‬واألصل ‪:‬‬‫الصاد ـ أيضا ـ على غري لزوم ىف ‪ّ :‬‬
‫وأبدلت من ّ‬
‫قصصت‪.‬‬‫ّ‬
‫تفعل من‬
‫الفض ة‪ .‬وىف ّ‬
‫تفض يت من ّ‬ ‫الض اد ـ أيضا ـ على غري ل زوم ىف ‪ّ :‬‬
‫وأب دلت من ّ‬
‫االنقضاض ىف الشعر ‪ ،‬قال العجاج [من الرجز] ‪:‬‬
‫‪ 332‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫البازى إذا البازى كسر‬
‫ّ‬ ‫تقضى‬
‫ّ‬
‫__________________‬
‫كل من هاتني الباءين‪.‬‬
‫ضرورة ‪ ،‬أل ّن الوزن يقتضي إسكان ّ‬
‫ينظر أليب كاهل النمر بن تولب اليشكري يف الدرر ‪ ، 47 / 3‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 583 / 4‬وأليب‬
‫كري يف ش رح أبي ات س يبويه ‪ ، 560 / 1‬وش رح ش واهد الش افية ص ‪ ، 443‬ولس ان الع رب‬ ‫كاهل اليش ّ‬
‫(رنب) ‪( ،‬متر) ‪( ،‬ش رر) ‪( ،‬وخ ز) ‪ ،‬ولرجل من بين يشكر يف الكت اب ‪ ، 273 / 2‬وبال نسبة يف أم ايل ابن‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 742 / 2‬وشرح األمشوين‬ ‫احلاجب ص ‪ ، 327‬ومجهرة اللغة ص ‪ّ ، 1246 ، 395‬‬
‫املفص ل ‪ ، 24 / 10‬والشعر والشعراء ‪/ 1‬‬ ‫‪ ، 824 / 3‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 212 / 3‬وشرح ّ‬
‫‪ ، 107‬وكت اب الصناعتني ص ‪ ، 151‬ولس ان الع رب (ثعب) ‪( ،‬ثع ل) ‪( ،‬تلم) ‪ ،‬واملقتضب ‪، 247 / 1‬‬
‫واملمتع يف التصريف ‪ ، 369 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.157 / 2 ، 181 / 1‬‬
‫(‪ )1‬عامر بن جؤين بن عبد رضاء بن قمران الطائي ‪ :‬شاعر فارس ‪ ،‬من أشراف طىيء يف اجلاهلية‪.‬‬
‫من املعمرين‪ .‬كان فاتكا‪ .‬مستهرتا‪ .‬تربأ قومه من جرائره‪ .‬وله حكاية مع امرئ القيس قتله بعض بين‬
‫كلب‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 250 / 3‬خزانة البغدادي ‪ ، 25 ، 24 / 1‬ورغبة اآلمل ‪.235 / 6‬‬
‫(‪ )2‬الشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪ :‬إيسان يريد ‪ :‬إنسان فأبدل النون ياء‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬لسان العرب (أنس) ‪ ،‬املمتع يف التصريف ‪ ، 371 / 1‬وبال نسبة يف سر صناعة اإلعراب ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 757‬احملتسب ‪.203 / 2‬‬
‫(‪ )3‬البيت للعجاج‪.‬‬
‫تقضض فأبدل الضاد الثالثة ياء ‪ ،‬وهذا شاذ‪.‬‬‫تقضي ‪ ،‬واألصل ‪ّ :‬‬ ‫والشاهد فيه قوله ‪ّ :‬‬
‫‪ ............................................................................. 536‬فهرس املوضوعات‬

‫دماس‪.‬‬‫وأبدلت من امليم على اللزوم ىف ‪ :‬دمياس ‪ ،‬واألصل ‪ّ :‬‬


‫الش عر‬
‫وتكم وا ىف ّ‬
‫وأبدلت منها على غري اللزوم ىف ‪ّ :‬أما ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أميا ‪ ،‬وىف يأمت ‪ّ ،‬‬
‫؛ قال [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أمتى‬ ‫احلات في‬ ‫الص‬
‫وأما بفعل ّ‬
‫رأت رجال ّأما اإلله فيتّقى ‪ّ  ‬‬ ‫‪ 333‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫[من الرجز] ‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫وقال اآلخر‬
‫(‪)3‬‬
‫وا‬ ‫حم هلم ومحّ‬
‫در ّ‬ ‫تكم وا ‪  ‬بق‬
‫‪ 334‬ـ بل لو ش هدت النّ اس إذ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والص وت ‪ ،‬وأصله ‪ :‬تصددة‬


‫وأبدلت من الدال ىف ‪ :‬تصدية ‪ ،‬والتصدية ‪ :‬التّصفيق ّ‬
‫يضجون‪.‬‬ ‫من صددت ‪ ،‬قال تعاىل ‪( :‬إِذا َقوم َ ِ ِ‬
‫ك م ْنهُ يَصدُّو َن) [الزخرف ‪ ]57‬أى ‪ّ :‬‬ ‫ُْ‬
‫تلععت تلععة وىف‬
‫«تلعيت» تلعية من اللّعاعة ‪ ،‬وأص له ‪ّ :‬‬
‫وأب دلت من العني ىف ّ‬
‫ضفادع ؛ للضرورة ‪ ،‬قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫انق‬ ‫فادى مجّه نق‬ ‫وازق ‪  ‬ولض‬ ‫ومنهل ليس له ح‬ ‫‪ 335‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‬
‫وأب دلت من الك اف ىف مجع «م ّك وك» ‪ ،‬فق الوا ‪ :‬مك اكى ‪ ،‬واألصل ‪ :‬مكاكيك‬
‫‪.)5‬‬
‫__________________‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 42 / 1‬وأدب الك اتب ص ‪ ، 487‬واألش باه والنظ ائر ‪ ، 48 / 1‬وإص الح املنطق ص‬
‫‪ ، 302‬والدرر ‪ ، 20 / 6‬وشرح املفصل ‪ ، 25 / 10‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 374 / 1‬وبال نسبة يف‬
‫اخلصائص ‪ ، 90 / 2‬وشرح األمشوين ‪ ، 879 / 3‬ومهع اهلوامع ‪.157 / 2‬‬
‫(‪ )1‬وتروى عبارة تزور امرأ بدال من رأت رجال‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬فيأمتي أراد ‪ :‬فيأمتّ ‪ ،‬فأبدل امليم الثانية ياء‪.‬‬
‫سر صناعة اإلعراب ‪ ، 760 / 2‬وشرح األمشوين ‪ ، 879 / 3‬وشرح املفصل ‪، 24 / 10‬‬ ‫ينظر ‪ّ :‬‬
‫ولسان العرب (أمم) ‪( ،‬أما) ‪( ،‬دسا) ‪ ،‬واملمتع يف التصريف ‪.374 / 1‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬قال الراجز‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت للعجاج ينظر ديوانه ص ‪ ، 63‬لسان العرب (كمم)‬
‫(‪ )4‬البيت ‪ :‬خللف األمحر‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬ولضفادي يريد ‪ :‬ولضفادع ‪ ،‬فأبدل الياء من العني ضرورة‪.‬‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪762 / 2‬‬
‫ينظر ‪ :‬الدرر ‪ ، 227 / 6‬وبال نسبة يف خزانة األدب ‪ّ ، 438 / 4‬‬
‫املفصل ‪ ، 24 / 10‬والكتاب‬
‫‪ ،‬وشرح األمشوين ‪ ، 880 / 3‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 212 / 3‬وشرح ّ‬
‫‪ ، 273 / 2‬واملقتضب ‪ ، 247 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪.376 / 1‬‬
‫(‪ )5‬يف ط ‪ :‬مكاليك‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪537 .............................................................................‬‬

‫وأبدلت من تاء اتّصلت األوىل ىف الضرورة ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وء الفرقد‬ ‫لت مبثل ض‬ ‫ّل منشد ‪  ‬فايتص‬ ‫امت به تنشد ك‬ ‫ق‬ ‫‪ 336‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأبدلت من الثاء ىف ثالث ‪ ،‬فقالوا ‪« :‬ثاىل» ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكره‪.‬‬


‫دياجى مجع ‪ :‬دجيوج ‪ ،‬واألصل ‪ :‬دياجيج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأبدلت من اجليم ىف ‪: /‬‬
‫بالرجل ‪ ،‬واألصل ‪ :‬دهدهت ‪،‬‬ ‫وأبدلت من اهلاء ىف ‪ :‬دهديت احلجر ‪ ،‬وصهصيت ّ‬
‫وصهصهت‪.‬‬
‫وأبدلت من اهلمزة على غري لزوم ‪ ،‬إذا وقعت اهلمزة بعد ياء زائدة للم ّد حركة ما‬
‫قبلها من جنس ها ‪ ،‬وكانتا من (‪ )2‬كلمة واح دة ‪ ،‬أو بعد ي اء التص غري ؛ حنو ‪ :‬خطيّة ‪،‬‬
‫وأفيّس‪.‬‬
‫فإن مل تكن كذلك ؛ حنو ‪ :‬نسىء ‪ ،‬جاز أن تبدل منهما ؛ فيقال ‪ :‬نسى وشى‪.‬‬
‫واألحسن أال تب دل ‪ ،‬بل تلقى حركة اهلم زة على الي اء ‪ ،‬وحتذف اهلم زة إذا قصد‬
‫التخفيف ؛ فيق ال ‪ :‬شى وش ّى ‪ ،‬وقد تق ّدم حكمهما إذا كانتا ىف كلم تني ‪ ،‬وأب دلت ـ‬
‫أيضا ـ منها ‪ ،‬وىف التثنية ‪ ،‬إذا ك انت اهلم زة ب دال من ألف الت أنيث ‪ ،‬أو ب دال من أصل أو‬
‫من زائد ملحق به واقعة بعد ألف زائدة ىف لغة لبعض بىن فزارة (‪ ، )3‬وقد تق ّدم ذكر ذلك‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وأب دلت منها ـ أيضا ـ بقي اس إذا ك انت مفتوحة ‪ ،‬وقبلها كسرة ؛ حنو ‪« :‬ب ري»‬
‫ىف ب ئر ‪ ،‬وإذا ك انت اهلم زة س اكنة ‪ ،‬وقبلها كس رة ؛ حنو ‪ :‬ذيب ‪ ،‬وال يل زم ذلك إال أن‬
‫يكون احلرف املكسور الذى قبلها مهزة ؛ فيلزم البدل ؛ حنو ‪ :‬إميان ؛ وكذلك تبدل منها ـ‬
‫متحركة بالكسر ‪ ،‬وقد تق ّدمتها‬
‫أيضا ـ على اللزوم إذا كانت ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت بال نسبة ‪ :‬يف ‪ :‬سر صناعة اإلعراب ‪ ، 764 / 2‬شرح املفصل ‪ ، 26 ، 24 / 10‬لسان العرب‬
‫(وصل) ‪ ،‬املمتع يف التصريف ‪.378 / 1‬‬
‫الشاهد فيه قوله ‪ :‬فايتصلت حيث أبدل من التاء األوىل ياء كراهية للتشديد‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬يف‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬باب حروف البدل‬
‫قوىل ‪« :‬وىف التثنية إن كانت بدال من ألف التأنيث أو بدال من أصل أو من زائد ملحق به واقعة بعد‬
‫ألف زائدة ىف لغة لبعض بىن فزارة» مثال ذلك قوهلم ‪ :‬محرايان وكسايان وعلبايان ىف محراء وكساء وعلباء‪.‬‬
‫أه‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬مري‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 538‬فهرس املوضوعات‬

‫مهزة أخرى ؛ حنو ‪ :‬أميّة ‪ ،‬ىف مجع إمام‪.‬‬


‫وتوض أت ‪ ،‬وأعصر ‪ ،‬فق الوا ‪:‬‬ ‫وأب دلت منها بغري قي اس ىف ‪ :‬ق رأت ‪ ،‬وب دأت ‪ّ ،‬‬
‫وتوضيت ‪ ،‬ويعصر‪.‬‬ ‫قريت ‪ ،‬وبديت ‪ّ ،‬‬
‫والص اد ‪،‬‬
‫والس ني ‪ّ ،‬‬ ‫وأما الت اء فأب دلت من س تّة أح رف ‪ ،‬وهى ‪ :‬ال واو ‪ ،‬والي اء ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫والطّاء ‪ ،‬وال ّدال‪.‬‬
‫فأب دلت من ال واو بقي اس ىف ‪ :‬افتعل وما تص ّرف منه ‪ ،‬إذا ك انت ف اؤه واوا ؛ حنو‬
‫اتّعد يتّعد اتّعادا ‪ ،‬فهو متّعد ‪ ،‬وعلى غري قياس ىف ‪ :‬جتاه ؛ ألنه من الوجه ‪ ،‬وتراث ؛ ألنه‬
‫من ‪ :‬ورث ‪ ،‬وتقيّة ‪ ،‬وتقوى ‪ ،‬وتقاة ؛ ألهّن ا من ‪ :‬وقيت ‪ ،‬وتوراة ؛ ألهّن ا من ورى الزند‬
‫‪ ،‬واألصل ‪ :‬ووراة ‪ ،‬وت وجل ؛ ألنّه «فوع ل» من الول وج ‪ ،‬وختمة ؛ ألهّن ا من الوخامة ‪،‬‬
‫وتك أة ‪ ،‬ألهّن ا من تو ّك أت ‪ ،‬وتكالن ‪ ،‬ألنّه من ‪ :‬ت و ّكلت ‪ ،‬وتيق ور ؛ ألنّه من الوق ار ‪،‬‬
‫وتكلة ‪ ،‬ألهّن ا من ‪ :‬وكل ‪ ،‬والتّليد والتّالد ‪ ،‬ألهنما من ولد ‪ ،‬وت رتى ؛ ألهّن ا من املواترة ‪،‬‬
‫البنوة ‪ ،‬وهنت لقوهلم ‪ :‬هنوات ىف ‪ /‬اجلمع‬ ‫األخوة ‪ ،‬وبنت ؛ ألهّن ا من ّ‬‫وأخت ؛ ألهّن ا من ّ‬
‫‪ ،‬وكلتا ألهّن ا مبدلة ممّا انقلبت عنه ألف «كال» وهو ال واو ‪ ،‬ومن ال واو ىف القسم حنو ‪:‬‬
‫تاهلل‪.‬‬
‫وأب دلت من الي اء على غري قي اس ىف ثن تني ؛ ألهّن ا من ث نيت ‪ ،‬وىف كيت ‪ ،‬وذيت ؛‬
‫ت‪،‬‬ ‫أل ّن أص لهما كيّة وذيّة ‪ ،‬وأب دلت من السني على غري قي اس ىف ‪ :‬طست ‪ ،‬وس ّ‬
‫طس وسدس ‪ ،‬وىف نات ‪ ،‬وأكيات ‪ ،‬واألصل ‪ :‬ناس ‪ ،‬وأكياس ؛ أنشد أمحد‬ ‫واألصل ‪ّ :‬‬
‫بن حيىي (‪[ )1‬من الرجز] ‪:‬‬
‫ات‬ ‫رار النّ‬ ‫وع ش‬ ‫عالت ‪  ‬عمر بن يرب‬ ‫الس‬
‫يا قاتل اهلل بىن ّ‬ ‫‪ 337‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪)2‬‬
‫غري أع ّفاء وال أكيات‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬أبو العب اس أمحد بن حيىي بن زيد بن س يار ‪ ،‬الش يباين والء ‪ ،‬املع روف بـ «ثعلب» ولد س نة ‪ 200‬ه‍ بـ‬
‫«بغداد»‪ .‬كان إم ام الكوفيني يف النحو واللغة ‪ ،‬راوية للشعر ‪ ،‬حمدثا ‪ ،‬مشهورا باحلفظ وصدق اللهجة ‪ ،‬ثقة‬
‫حجة ‪ ،‬من كتبه الفصيح ‪ ،‬وجمالس ثعلب تويف بـ «بغداد» سنة ‪ 291‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬نزهة األلبا ‪ ، 293‬وابن خلكان ‪ ، 30 / 1‬وتذكرة احلفاظ ‪ ، 214 / 2‬وطبقات ابن أيب‬
‫يعلى ‪ ، 83 / 1‬وإنباه الرواة ‪.138 / 1‬‬
‫(‪ )2‬الرجز لعلباء بن أرقم‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪539 .............................................................................‬‬

‫لص ولصوص‪.‬‬ ‫وأبدلت من الصاد ىف ‪ :‬لصت ‪ ،‬ولصوت ‪ ،‬واألصل ‪ّ :‬‬


‫وأب دلت من الط اء (‪ )1‬ىف ‪ :‬فس تاط ‪ ،‬وىف اس تاع يس تيع ‪ ،‬واألصل ‪ :‬فس طاط ‪،‬‬
‫واسطاع يسطيع‪.‬‬
‫وأبدلت من الدال (‪ )2‬ىف ‪ :‬تربوت ‪ ،‬واألصل ‪ :‬دربوت ؛ ألنّه من ال ّدربة‪.‬‬
‫وأما امليم ‪ :‬فأبدلت من أربعة أحرف ‪ ،‬وهى الواو ‪ ،‬والنون ‪ ،‬والباء ‪ ،‬والالم‪.‬‬
‫ّ‬
‫فأب دلت من ال واو ىف ‪ :‬فم ؛ أل ّن األصل ‪ :‬ف وه ‪ ،‬فح ذفت اهلاء وع ّوض من ال واو‬
‫ميم ‪ ،‬وقد تش ّدد ىف الضرورة ؛ حنو قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫طمه‬
‫ّ‬ ‫ود البحر ىف أس‬ ‫فمه ‪  ‬حىّت يع‬
‫رجت من ّ‬ ‫يا ليتها قد خ‬ ‫‪ 338‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأبدلت باطّراد من النون الساكنة عند الباء ؛ ىف حنو عنرب‪.‬‬


‫وأبدلت بغري اطّراد من النون ىف ‪ :‬البنان ؛ قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ام‬ ‫ب البن‬ ‫املخض‬
‫ّ‬ ‫يا ه ال ذات املنطق التّمت ام ‪  ‬وك ّفك‬ ‫‪ 339‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬النات ‪ ،‬وأكيات يريد ‪ :‬الناس ‪ ،‬وأكياس ‪ ،‬فأبدل السني تاء‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬لسان العرب (نوت) (سني) ‪( ،‬تا) ‪ ،‬ونوادر أيب زيد ص ‪ ، 104‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪، 119 / 1‬‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪1‬‬‫ومجهرة اللغة ص ‪ ، 842‬واحليوان ‪ ، 161 / 6 ، 187 / 1‬واخلصائص ‪ّ ، 53 / 2‬‬
‫املفصل ‪41 ، 36 / 10‬‬ ‫‪ ، 155 /‬ومسط الآليل ص ‪ ، 703‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 221 / 3‬وشرح ّ‬
‫‪ ،‬والصاحيب يف فقه اللغة ص ‪ ، 109‬ولسان العرب (أنس) ‪ ،‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 389 / 1‬ونوادر أيب‬
‫زيد ص ‪.147‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬من الفاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬من التاء‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬للعجاج ‪ ،‬وتروى كلمة امللك بدل البحر ‪ ،‬وأسطم الشيء وسطه ومعظمه والشاهد فيه تشديد‬
‫امليم يف فمه على لغة ‪ ،‬وقيل للضرورة الشعرية‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 327 / 2‬خزانة األدب ‪ ، 496 ، 493 / 4‬الدرر ‪ ، 109 / 1‬وبال نسبة يف‬
‫جواهر األدب ‪ ، 92‬سر صناعة اإلعراب ‪ ، 415 / 1‬شرح املفصل ‪ ، 33 / 10‬لسان العرب (فوه) ‪،‬‬
‫احملتسب ‪ ، 79 / 1‬املمتع يف التصريف ‪ ، 391 / 1‬مهع اهلوامع ‪.39 / 1‬‬
‫الش عريّة‪ .‬وقوله ‪:‬‬
‫(‪ )4‬البيت لرؤبة ‪ ،‬والشاهد فيه قوله ‪« :‬البنام» يريد ‪« :‬البنان» فأبدل النون ميما للضرورة ّ‬
‫مرخم «يا هالة»‪.‬‬
‫«يا هال» ّ‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 422‬وشرح‬ ‫ينظر ‪ :‬ملحق ديوانه ص ‪ ، 183‬وجواهر األدب ص ‪ّ ، 98‬‬
‫التصريح ‪ ، 392 / 2‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 216 / 3‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 455‬وشرح‬
‫املفصل ‪ ، 33 / 10‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 580 / 4‬وبال نس بة يف أوضح املس الك ‪ ، 401 / 4‬وش رح‬
‫املفصل ‪.35 / 10‬‬‫األمشوين ‪ ، 860 / 3‬وشرح ّ‬
‫‪ ............................................................................. 540‬فهرس املوضوعات‬

‫وىف ‪ :‬طامه اهلل على اخلري ‪ ،‬أى ‪ :‬جبله ‪ ،‬واألصل ‪ :‬طانه اهلل‪.‬‬
‫وأب دلت من الب اء ىف ق وهلم ‪ :‬بن ات خمر ‪ ،‬واألصل ‪ :‬بن ات خبر ‪ ،‬وىف ق وهلم ‪« :‬ما‬
‫زال رامتا على كذا» أى ‪ :‬راتبا ‪ ،‬وىف قوهلم ‪ :‬نغم أى ‪ :‬نغب ؛ قال [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 340‬ـ فب ادرت ش رهبا عجلى مث ابرة ‪  ‬حىت اس تقت دون حمىن جي دها نغما‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الس الم ـ ‪« :‬ليس من ام ّرب امص يام ىف‬ ‫وأب دلت من الم التعريف ؛ ومنه قوله ـ عليه ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫امسفر»‬
‫لعل ‪ ،‬ومن اهلمزة‬‫لعن ‪ ،‬واألصل ّ‬ ‫وأما النّ ون فأبدلت على غري قياس من الالم ىف ‪ّ :‬‬
‫ىف النّسب إىل ‪ :‬صنعاء ‪ ،‬وهبراء ‪ ،‬ودستواء ‪ ،‬فيقال (‪ )3‬صنعاىنّ ‪ ،‬وهبراىن ‪ ،‬ودستواىنّ‪.‬‬
‫وأما اهلاء فأب دلت من أربعة أح رف ‪ ،‬وهى ‪ :‬اهلم زة ‪ ،‬واأللف ‪ ،‬والي اء ‪ ،‬والت اء ‪،‬‬
‫فأبدلت من اهلمزة على غري لزوم ىف ‪ :‬إيّاك وأيّاك ‪ ،‬وأما ‪ ،‬ويا ‪ ،‬ىف النّداء‪.‬‬
‫فق الوا ‪ :‬هيّ اك وهيّ اك ‪ ،‬و «مها ‪ /‬واهلل لقد ق ام زي د» ‪ ،‬ومن مهزة إن الش رطية ‪،‬‬
‫ومن اهلمزة ىف ‪ :‬أثرت الرتاب ‪ ،‬وأرحت املاشية ‪ ،‬وأرقت املاء ‪ ،‬وأردت ‪ ،‬وأنرت‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬سر صناعة اإلعراب ‪ ، 426 / 1‬شرح األمشوين ‪ ، 883 / 3‬شرح املفصل ‪/ 10‬‬
‫‪ ، 33‬لسان العرب (نغب) ‪ ،‬املمتع يف التصريف ‪.393 / 1‬‬
‫الشاهد فيه ‪ :‬قوله ‪ :‬نغما أراد نغبا فأبدل الباء ميما للضرورة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أمحد ‪ ، 434 / 5‬هبذا اللفظ ‪ ،‬وك ذا ذك ره احلافظ ابن حجر يف تلخيص احلبري ‪، 393 / 2‬‬
‫وق ال رمحه اهلل ‪ :‬وه ذه لغة لبعض أهل اليمن ‪ ،‬جيعل ون الم التعريف ميما ‪ ،‬وحيتمل أن يك ون النيب ص لّى اهلل‬
‫عليه وس لّم خاطب هبا ‪ ،‬هذا األشعري ‪ ،‬كذلك ألهنا لغته ‪ ،‬وحيتمل أن يكون األشعري هذا نطق هبا على ما‬
‫ألف من لغته ‪ ،‬فحملها عنه ال راوي عنه ‪ ،‬وأداها باللفظ ال ذي مسعها به ‪ ،‬وه ذا الث اين أوجه عن دي ‪ ،‬واهلل‬
‫أعلم‪.‬‬
‫واحلديث هبذا اللفظ ش اذ ‪ ،‬وإمنا اتفق الش يخان وغريمها على إخ راج احلديث بلفظ ‪« :‬ليس من الرب‬
‫الص يام يف الس فر» ‪ ،‬وقد ورد عن مجاعة من الص حابة هبذا اللفظ منهم ‪ :‬ج ابر وكعب بن عاصم وعبد اهلل بن‬
‫عمر ‪ ،‬وأبو برزة األسلمي وعبد اهلل بن عباس ‪ ،‬وعبد اهلل بن عمرو ‪ ،‬وعمار بن ياسر وأبو الدرداء‪.‬‬
‫وأما هبذا اللفظ فقد خالف معمر الثقات يف روايته هبذا اللفظ قال األلباين يف الضعيفة رقم ‪: 1130‬‬
‫ض عيف ال يعتمد عليه ال س يما ومعمر وإن ك ان من الثق ات األعالم فقد ق ال ال ذهيب يف ترمجته ‪ :‬له أوه ام‬
‫معروفة احتملت له يف سعة ما أتقن ‪ ،‬وقال أبو حامت ‪ :‬صاحل احلديث ‪ ،‬وما حدث به بالبصرة ‪ ،‬ففيه أغاليط‪.‬‬
‫اه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬فقالوا‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪541 .............................................................................‬‬

‫تصرف منها ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬هثرت ‪ ،‬وهرحت ‪ ،‬وهرقت ‪ ،‬وهردت ‪ ،‬وهنرت‪.‬‬


‫الثوب ‪ ،‬وما ّ‬
‫الفراء [من الكامل] ‪:‬‬
‫ومن مهزة االستفهام أنشد ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ا؟‬ ‫املودة غرينا وجفان‬
‫‪ 341‬ـ وأىن ص واحبها فقلن ه ذا الّ ذى ‪  ‬منح ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬أذا الذى؟‪.‬‬


‫ومن األلف ىف ‪ :‬هنا ‪ ،‬ىف الوقف ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكره‪.‬‬
‫ومن اهلاء ىف ه ذى ‪ ،‬وقد تق ّدم ذك ره أيضا (‪ ، )2‬وىف تص غري هنة فق الوا ‪ :‬هنيهة ‪،‬‬
‫واألصل ‪ :‬هنيّة‪.‬‬
‫وأبدلت من التاء ىف (‪ : )3‬طلحة ‪ ،‬وهندات ىف الوقف ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكر ذلك أيضا‪.‬‬
‫الضاد ىف اضطجع ؛ قال [من الرجز] ‪:‬‬ ‫وأما الالم ‪ ،‬فأبدلت من ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫الطجع‬ ‫اة حقف ف‬ ‫ال إىل أرط‬ ‫بع ‪  ‬م‬ ‫ملا رأى أن ال دعه وال ش‬ ‫‪ 342‬ـ‬
‫‪ ‬‬

‫ّ‬ ‫‪ ‬‬

‫وأبدلت من النون ىف ‪ :‬أصالل ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكره أيضا‪.‬‬


‫وأما األلف فأب دلت من أربعة أح رف ‪ ،‬وهى ‪ :‬اهلم زة ‪ ،‬والي اء ‪ ،‬وال واو ‪ ،‬والن ون‬ ‫ّ‬
‫اخلفيفة ‪ ،‬إال أ ّن إبداهلا من الياء والواو إمّن ا يذكر ىف القلب‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬جلميل بثينة‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬هذا الذي ‪ ،‬يريد ‪ :‬أذا الذي؟ ‪ ،‬فأبدل مهزة االستفهام هاء‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 196‬ولس ان الع رب (ذا) ‪ ،‬وبال نس بة يف اجلىن ال داين ص ‪ ، 153‬وج واهر‬
‫األدب ص ‪ ، 334‬ورصف املباين ص ‪ ، 403‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 554 / 2‬وشرح شافية ابن احلاجب‬
‫‪ ، 224 / 3‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 477‬وشرح املفصل ‪ ، 43 ، 42 / 10‬ولسان العرب (ها) ‪،‬‬
‫واحملتسب ‪ ، 181 / 1‬ومغين اللبيب ‪ ، 348 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪.400 / 1‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬ذلك أيضا‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬حنو‪.‬‬
‫(‪ )4‬البيت ملنظور بن حية األسدي‪.‬‬
‫الش اهد فيه قوله ‪ :‬ف الطجع ف إن أص له ‪ :‬فاض طجع بعد إب دال ت اء افتعل ط اء لوقوعها بعد ح رف من‬
‫حروف اإلطباق وهو الضاد مث أبدل الضاد الما وهو إبدال شاذ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح التصريح ‪ ، 367 / 2‬املقاصد النحوية ‪ ، 584 / 4‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 340‬إصالح املنطق ‪ ، 95‬أوضح املسالك ‪ ، 371 / 4‬اخلصائص ‪/ 3 ، 350 / 2 ، 263 ، 63 / 1‬‬
‫‪ 326 ، 163‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 321 / 1‬شرح األمشوين ‪ ، 821 / 3‬شرح شافية ابن احلاجب ‪/ 3‬‬
‫‪ ، 324‬شرح شواهد الشافية ‪ ، 274‬لسان العرب (أبز ـ أرط ـ ضجع ـ رطا) ‪ ،‬احملتسب ‪ ، 107 / 1‬املمتع‬
‫يف التصريف ‪ ، 403 / 1‬املنصف ‪.329 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 542‬فهرس املوضوعات‬

‫فأبدلت من اهلمزة بقياس من غري لزوم إذا كانت ساكنة وقبلها فتحة ؛ حنو ‪:‬‬
‫راس ‪ ،‬إال أن يكون احلرف املفتوح الذى تليه اهلمزة الساكنة مهزة ؛ فإنّه يلتزم فيها‬
‫القلب ؛ حنو ‪ :‬آدم ‪ ،‬وآمن‪.‬‬
‫وأب دلت منها على غري قي اس ‪ ،‬إذا ك انت مفتوحة مفتوحا ما قبلها ؛ حنو قوله [من‬
‫الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 343‬ـ راحت مبس لمة البغ ال عش اية ‪  ‬ف ارعى ‪ ،‬ف زارة ‪ ،‬ال هن اك املرتع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬ال هنأك‪.‬‬


‫أو مفتوحة وما قبلها س اكن ‪ ،‬ميكن نقل احلركة إليه ؛ حنو ‪ :‬املراة ‪ ،‬والكم اة ‪ ،‬ىف‬
‫املرأة ‪ ،‬والكمأة‪.‬‬
‫وأبدلت من النون اخلفيفة ىف ثالثة مواضع ‪:‬‬
‫املنون ؛ حنو قولك ‪ :‬رأيت زيدا ‪ ،‬ورأيت فىت‬‫أحدها ‪ :‬الوقف على منصوب ّ‬
‫والثاىن ‪ :‬الوقف على النون اخلفيفة الالحقة لألفعال املستقبلة ‪ ،‬إذا كان قبلها فتحة‬
‫؛ حنو ‪ :‬هل تضربا‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬الوقف على نون «إذن» ‪ ،‬تقول ‪ :‬أزورك إذا ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكر ذلك ىف‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت للفرزدق‪ .‬ونسب لعبد الرمحن بن حسان‪ .‬قاله حني عزل مسلمة عن العراق ووليها عمر بن هبرية‪.‬‬
‫قوله ‪ :‬راحت‪ .‬أي رجعت وال رواح والغد يس تعمالن عند الع رب يف املسري ىف أى وقت من ليل أو‬
‫هنار‪.‬‬
‫مسلمة ‪ :‬هو مسلمة بن عبد امللك‪.‬‬
‫عش اية واح دة العشى ‪ ،‬والعشى قيل ما بني ال زوال إىل الغ روب ‪ ،‬وقيل هو آخر النه ار ‪ ،‬وقيل من‬
‫الزوال إىل الصباح‪ .‬فارعى أمر من الرعى‪.‬‬
‫فزارة أبو قبيلة من غطفان وأراد بالبغال بغال الربيد اليت قدمت مسلمة عند عزله‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬ال هناك ‪ ،‬يريد ‪ :‬ال هنأك ‪ ،‬فأبدل اهلمزة ألفا للضرورة الشعريّة ‪ ،‬وكان حقها أن‬
‫متحركة‪.‬‬
‫جتعل بني بني ألهّن ا ّ‬
‫ينظر ‪ :‬البيت للفرزدق يف ديوانه ‪ ، 408 / 1‬وشرح أبيات سيبويه ‪ ، 294 /‬وشرح شواهد الشافية‬
‫ص ‪ ، 335‬وشرح املفصل ‪ ، 111 / 9‬والكتاب ‪ ، 184 / 1‬واملقتضب ‪ ، 167 / 1‬ولعبد الرمحن بن‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 666 / 2‬وشرح‬ ‫حسان يف ديوانه ص ‪ ، 31‬وبال نسبة يف اخلصائص ‪ّ ، 152 / 3‬‬
‫شافية ابن احلاجب ‪ ، 47 / 3‬ولسان العرب (هنا) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 132 / 2‬واملمتع يف التصريف ص ‪.405‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪543 .............................................................................‬‬

‫موضعه أيضا‪.‬‬
‫الس ده ‪،‬‬
‫وأما السني ‪ :‬فأب دلت من الشني ىف الش دة ‪ ، /‬ومش دوه ‪ ،‬فق الوا ‪ّ :‬‬
‫ومسدوه‪.‬‬
‫الس ني ‪ ،‬إذا ك ان بع دها ق اف ‪ ،‬أو خ اء ‪ ،‬أو ط اء ‪ ،‬أو‬
‫الص اد ‪ :‬فأب دلت من ّ‬
‫وأما ّ‬
‫ّ‬
‫غني ؛ فتقول ىف سقر ‪ ،‬وسراط ‪ ،‬وسخر ‪ ،‬وأسبع ‪ :‬صقر ‪ ،‬وصراط ‪ ،‬وصخر ‪ ،‬وأصبع‪.‬‬
‫وأما الشني ‪ :‬فتبدل من كاف املؤنّث ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫اق منش دقيق‬ ‫الس‬
‫ولكن عظم ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ 344‬ـ فعين اش عيناها ‪ ،‬وجي دش جي دها ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وتبدل من اجليم ىف ‪ :‬مدمج ‪ ،‬فيقال ‪ :‬مدمش ‪ ،‬وأبدلت من السني ىف ‪:‬‬


‫جعسوس ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬جعشوش ‪ ،‬أى ‪ :‬صغري ذليل‪.‬‬
‫الصاد ‪ ،‬إذا كان بعدها قاف ‪ ،‬فتقول ‪ :‬مزدوقة ‪ ،‬ىف‬
‫وأما الزاى ‪ ،‬فتبدهلا كلب من ّ‬
‫ّ‬
‫مصدوقة ؛ قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫زار عند مزدوقاته‬ ‫امى ن‬ ‫يزيد ‪ ،‬زاد اهلل ىف خرياته ‪  ‬ح‬ ‫‪ 345‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأما العني ‪ :‬فيبدهلا بنو متيم من اهلمزة ‪ ،‬ىف «أن» ؛ قال [من البسيط] ‪:‬‬
‫ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫الص بابة من عينيك مس جوم؟‬
‫اء منزلة ‪  ‬م اء ّ‬ ‫أعن ترمّس ت من خرق‬ ‫‪ 346‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬للمجنون ونسب لرجل من أهل اليمامة‪.‬‬
‫الشاهد فيه إبدال كاف املؤنث شينا يف فعيناش وجيدش ومنش‪.‬‬
‫ق ال الغ ايل يف ش رح اللب اب ‪ :‬وإمنا مسيت ه ذه اللغة أعين إحلاق الشني بالك اف الكشكشة الجتم اع‬
‫الكاف والشني فيها ‪ ،‬وإمنا كسرت الكافان يف لفظ الكشكشة حلكاية الكسر لكون الكاف للمؤنث‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت للمجنون يف ديوانه ص ‪ ، 163‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 43‬وخزانة األدب ‪، 464 / 11‬‬
‫‪ ، 468 ، 567‬وس ّر ص ناعة اإلع راب ‪ ، 206 / 1‬ولس ان الع رب (روع) ‪ ،‬ولرجل من أهل اليمامة يف‬
‫مجهرة اللغة ص ‪ ، 292‬وبال نسبة يف اخلصائص ‪ ، 420 / 2‬وشرح املفصل ‪ ، 48 / 9 ، 79 / 8‬ولسان‬
‫العرب (سوق) ‪ ،‬واملمتع يف التصريف ص ‪.411‬‬
‫(‪ )2‬البيت بال نسبة يف ‪ :‬لسان العرب (صدق) وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 196 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 412‬وتاج العروس (زدق)‪.‬‬
‫والشاهد قوله ‪« :‬مزدوقاته» يريد «مصدقاته» فأبدل الزاى من الصاد على لغة كلب‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬لذي الرمة‪.‬‬
‫(ترمّس ت) الدار ‪ :‬تأملت رمسها ‪ ،‬والتاء للخطاب ‪ ،‬وخرقاء ‪ :‬اسم معشوقة ذي الرمة غيالن ‪ ،‬وهو قائل البيت‬
‫‪ ،‬الصبابة ‪ :‬رقة الشوق ‪ ،‬مسجوم ‪ :‬من سجمت العني الدمع ‪ ،‬أي أسالته‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬أعن» يريد ‪ :‬أأن ‪ ،‬فأبدل اهلمزة املفتوحة عينا على لغة متيم‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 544‬فهرس املوضوعات‬

‫عن زيدا قائم ؛ ومن مهزة مؤتلى ؛ قال [من‬


‫ومن مهزة أ ّن ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬يعجبىن ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫امر غري معتلى‬ ‫داة دعانا ع‬ ‫‪ 347‬ـ فنحن منعنا ي وم ح رس نس اءكم ‪  ‬غ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فم ‪ ،‬وجدف‪.‬‬‫وأما الفاء ‪ :‬فأبدلت من الثاء ىف ‪ :‬مثّ ‪ ،‬وجدت ‪ ،‬فقالوا ‪ّ :‬‬


‫ّ‬
‫وأما الكاف ‪ :‬فأبدلت من تاء «املخاطب» ؛ وأنشد سحيم قصيدة فقال ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫«أحسنك واهلل» ‪ ،‬يريد ‪ :‬أحسنت واهلل ‪ ،‬وأنشد أبو احلسن [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إليكا‬ ‫عنّيتنا‬ ‫يكا ‪  ‬وطاملا‬ ‫الزبري طاملا عص‬
‫ابن ّ‬ ‫ي‬ ‫‪ 348‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬عصيت‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ‪ ، 369 / 1‬ومجهرة اللغة ص ‪ ، 720‬واجلىن الداين ص ‪ ، 250‬وخزانة األدب ‪، 341 / 2‬‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 722 / 2‬وشرح شواهد‬ ‫اخلصائص ‪ ، 11 / 2‬ورصف املباين ص ‪ّ ، 370 ، 26‬‬
‫الشافية ص ‪ ، 427‬وشرح شواهد املغين ‪ ، 437 / 1‬وشرح املفصل ‪ ، 149 ، 79 / 8‬والصاحيب يف فقه‬
‫اللغة ص ‪ ، 53‬ولس ان الع رب (رس م) ‪( ،‬غ ين) ‪( ،‬عني) ‪ ،‬وجمالس ثعلب ص ‪ ، 101‬ومغين الل بيب ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 149‬وبال نس بة يف ج واهر األدب ص ‪ ، 356‬ش رح ش افية ابن احلاجب ‪ ، 208 ، 203 / 3‬وش رح‬
‫املفصل ‪ ، 16 / 10‬واملمتع يف التصريف ‪.413 / 1‬‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬فيقول‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬لطفيل الغنوي‪.‬‬
‫والش اهد فيه قوله ‪ :‬معتلي يريد ‪ :‬م ؤتلي ‪ ،‬فأب دل اهلم زة عينا على لغة ‪ ،‬وي روى كما يف ال ديوان ‪،‬‬
‫وكما هو اإلنشاد الصحيح مؤتلي ‪ ،‬وال شاهد فيه‪.‬‬
‫وسر صناعة اإلعراب‬‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 66‬وفيه مؤتلي مكان معتلي ‪ ،‬وأمايل القايل ‪ّ ، 79 / 2‬‬
‫‪ ، 235 / 1‬ومعجم البلدان (حرس) ‪ ،‬وبال نسبة يف املمتع يف التصريف ‪.413 / 1‬‬
‫(‪ )3‬البيت لرجل من محري‪.‬‬
‫وعنيتنا إليك مبعىن أتعبتنا باملسري إليك‪.‬‬
‫حواري رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأراد بابن الزبري عبد اهلل بن الزبري‬
‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬عصيكا ‪ ،‬يريد ‪ :‬عصيت ‪ ،‬فأبدل التاء كافا للضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 430 ، 428 / 4‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 425‬وشرح شواهد املغين‬
‫‪ ، 446‬ولسان العرب ‪( 445 / 15‬تا) ‪ ،‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 591 / 4‬ونوادر أيب زيد ص ‪ ، 105‬وبال‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 280 / 1‬وشرح األمشوين ‪823 / 3 ، 133 / 1‬‬ ‫نسبة يف اجلىن الداين ص ‪ّ ، 468‬‬
‫‪ ،‬ش رح ش افية ابن احلاجب ‪ ، 202 / 3‬ولس ان الع رب (قف ا) ‪ ،‬ومغين الل بيب ‪ ، 153 / 1‬واملمتع يف‬
‫التصريف ‪.414 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪545 .............................................................................‬‬

‫باب القلب والحذف والنّقل‬


‫ردت ل ذلك بابا واح دا ؛ أل ّن مجيعه إمّن ا يتص ّور ب اطّراد ىف ح روف العلّة ‪،‬‬
‫وإمّن ا أف ّ‬
‫فإن جاء شىء من ذلك ىف غريها ‪ ،‬حفظ ومل يقس عليه‪.‬‬
‫فحروف العلّة ‪ ،‬وهى الياء ‪ ،‬والواو ‪ ،‬واأللف‪.‬‬
‫متحركة ‪:‬‬‫فإما أن تكون ساكنة أو ّ‬ ‫فأما الواو ‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫متحركا ‪ ،‬وال ختلو احلركة ‪ /‬من أن تكون‬ ‫فإن كانت ساكنة ‪ ،‬مل يكن ما قبلها إال ّ‬
‫ضمة ‪ ،‬أو كسرة ‪:‬‬
‫فتحة أو ّ‬
‫ف إن ك انت فتحة ‪ :‬ثبتت إال ىف لغة من يق ول ىف يوجل ‪ ،‬وبابه ‪ :‬يأجل ‪ ،‬فتب دل‬
‫منها ألفا‪.‬‬
‫وإذا كان بعدها ياء ‪ :‬فإهّن ا تبدل ياء ‪ ،‬فتدغم فيما بعدها ‪ ،‬فتقول ىف «فوعل» من‬
‫ال بيع ‪ :‬بيّع ‪ ،‬وإذا وقعت بني ح رف مض ارعة وكس رة ‪ ،‬فإهّن ا حتذف ؛ حنو ‪ :‬يعد ‪،‬‬
‫فأما حذفها ىف قوله [من الكامل] ‪:‬‬ ‫واألصل ‪ :‬يوعد ‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وادى ال جيدن غليال‬ ‫الص‬
‫دع ّ‬ ‫‪ 349‬ـ لو ش ئت قد نقع الف ؤاد بش ربة ‪  ‬ت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فضرورة ‪ ،‬واألصل ‪ :‬يوجدن ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لغة شاذة‪.‬‬


‫وإن ك ان ض ّمة ‪ :‬ثبتت (‪ )2‬؛ حنو‪ .‬ع ود ‪ ،‬إال أن يك ون بع دها ‪ ،‬واو قريبة من‬
‫صوم ‪ :‬صيّم ‪ ،‬وإن شئت ‪،‬‬ ‫الطّرف ىف مجع ‪ ،‬فإنّه قد تقلب الواوان ياءين ؛ فيقال ‪ ،‬ىف ‪ّ :‬‬
‫كسرت ما قبل الياء ‪ ،‬فتقول ‪ :‬صيّم‪.‬‬
‫أو تكون بعدها ياء ‪ ،‬فإهّن ا تبدل ياء ‪ ،‬وتدغم فيما بعدها ‪ ،‬فيقال ىف مجع ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬جلرير ونسب للبيد بن ربيعة‪.‬‬
‫وتروى «احلوائم» بدال من الصوادي‪.‬‬
‫ويف ال بيت ش اهدان ‪ّ :‬أوهلما ‪ :‬جميء ج واب لو مص درا بـ «ق د» ن ادرا‪ .‬وثانيهما ض ّم اجليم يف جيدن‬
‫على لغة بين عامر‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬البيت جلرير يف الدرر ‪ ، 103 / 5‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 53‬ولسان العرب (نقع) ‪،‬‬
‫ومغين الل بيب ‪ ، 272 / 1‬واملقاصد النحوية ‪ ، 591 / 4‬وليس يف ديوانه ‪ ،‬وهو للبيد بن ربيعة يف ش رح‬
‫سر صناعة اإلعراب‬ ‫شافية ابن احلاجب ‪ ، 32 / 1‬وللبيد أو جرير يف لسان العرب (وجد) ‪ ،‬وبال نسبة يف ّ‬
‫‪ ، 596 / 2‬وشرح األمشوين ‪ ، 885 / 3‬وشرح املفصل ‪ ، 60 / 10‬واملمتع يف التصريف ‪، 177 / 1‬‬
‫‪ ، 427 / 2‬واملنصف ‪ ، 187 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.66 / 2‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬تثبت‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 546‬فهرس املوضوعات‬

‫ىل ‪ ،‬بكسر الالم ‪ ،‬إال أن يكون‬ ‫ىل وإن شئت كسرت ما قبل الياء ‪ ،‬فتقول ‪ّ :‬‬ ‫ألوى ‪ّ ،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫احلرف الذى قبل الياء عينا ؛ فإنّه يلزم قلب ض ّمته كسرة ‪ ،‬حنو ‪ :‬موسى ‪ ،‬م رمى ‪ ،‬ه ذا‬
‫ما مل تكن الواو مبدلة من مهزة ‪ ،‬فيجوز فيها وجهان ‪ :‬اإلدغام اعتدادا بالعارض ‪ ،‬وتركه‬
‫إذا مل يعت ّد به ؛ فتقول ىف ختفيف رؤية ‪ :‬روية ‪ ،‬وإن شئت ‪ :‬ريّة‪.‬‬
‫أو تكون م ّدة مبدلة من غري هاء ‪ ،‬فال تدغم فيما بعدها أصال ‪ ،‬حنو ‪ :‬سوير ؛ أال‬
‫ترى أهّن ا م ّدة ‪ ،‬وهى بدل من ألف سائر ‪ ،‬وإن كانت كسرة ‪ ،‬قلبت ياء ‪ ،‬حنو ‪ :‬ميزان ‪،‬‬
‫اعلواط‬
‫أصله ‪ :‬موزان ؛ ألنّه من الوزن ‪ ،‬إال أن تكون الواو مدغمة ؛ فإهّن ا ال تقلب حنو ‪ّ :‬‬
‫فأما قوهلم ‪ :‬ديوان ‪ ،‬فغري مقيس‪.‬‬ ‫‪ّ ،‬‬
‫لتصح الواو ؛ فتقول ‪ :‬قاضون‬
‫ّ‬ ‫ضمة ؛‬
‫أو تكون عالمة مجع ‪ ،‬فإنّك حتول الكسرة ّ‬
‫ويقضون‪.‬‬
‫متحركة ‪ ،‬فإهنا إن كانت ّأوال ‪ ،‬فإهّن ا ال تقلب وال حتذف إال ىف ‪ :‬فعلة‬
‫وإن كانت ّ‬
‫‪ ،‬مصدر فعل ‪ ،‬الذى فاؤه واو ‪ ،‬فإنّك تنقل الكسرة منها إىل العني ‪ ،‬وحتذفها ‪ ،‬فتقول ‪:‬‬
‫فأما وجهة ‪ ،‬فاسم وليس مبصدر‪.‬‬ ‫عدة ‪ ،‬ولدة ‪ّ ،‬‬
‫وما ع دا ذلك تثبت فيه ‪ ،‬حنو ‪ :‬وعد ‪ ،‬أو تب دل ىف األم اكن الىت تق ّدم ذكرها ىف‬
‫باب البدل (‪.)2‬‬
‫فإما أن يكون قبلها ساكن أو متحرك ‪ ،‬فإن كان قبلها ساكن ‪،‬‬ ‫وإن كانت طرفا ‪ّ :‬‬
‫فإن كان الساكن واو «فعول» ىف اجلمع فإ ّن الواوين يصريان ياءين ‪ ،‬والضمة كسرة ؛‬
‫عصى ‪ ،‬وال جيوز ترك القلب إال أن يش ّذ من ذلك شىء فيحفظ ‪ ،‬وال يقاس عليه ؛‬ ‫حنو ‪ّ :‬‬
‫حنو كثرية» ‪ ،‬أو يكون‬‫وأبو ‪ ،‬وحكى بعضهم ‪« :‬إنّكم لتنظرون ىف ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫فتو ‪ّ ،‬‬‫حنو قوهلم ‪ّ :‬‬
‫الساكن ياء ‪ ،‬فإنّك تقلبها ياء ‪ ،‬وتدغم فيها الياء الىت قبلها ؛ حنو ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬لوى‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬باب الحذف والقلب والنقل‬
‫قوىل ‪« :‬وما عدا ذلك تثبت فيه فمثال ذلك ‪ :‬وعد ‪ ،‬أو تبدل ىف األم اكن الىت تقدم ذكرها ىف باب‬
‫الب دل» مث ال ذلك ‪ :‬وج وه ‪ ،‬وورار ‪ ،‬ووف ادة ‪ ،‬تق ول فيها إن ش ئت ‪ :‬أج وه ‪ ،‬وإف ادة ‪ ،‬وأورار وأواصل ىف‬
‫مجع وواصل ال غري‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف أ‪ :‬وحكي عن بعضهم‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪547 .............................................................................‬‬

‫فأما «حي وة» فش اذّ ‪ ،‬وما ع دا ذلك تثبت فيه (‪ )1‬أو تب دل ىف‬
‫الس راوة ‪ّ ،‬‬
‫رى ‪ ،‬من ّ‬ ‫س ّ‬
‫األم اكن الىت تق ّدم ‪ /‬ذكرها ىف ب اب الب دل (‪ ، )2‬وال تع ّل إال أن يش ّذ من ذلك ش ىء‬
‫فيحفظ وال يقاس عليه ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫على وعاديا‬
‫ديّا ّ‬ ‫وقد علمت عرسى مليكة أنّين ‪  ‬أنا الليث مع‬ ‫‪ 350‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫معدو‪.‬‬
‫والقياس ‪ّ :‬‬
‫وإن ك ان قبلها متح رك ‪ ،‬ف إن ك انت احلركة فتحة ‪ ،‬قلبتها ألفا حنو ‪ :‬غ زا ‪ ،‬ما مل‬
‫مينع من ذلك ض مري االث نني أو عالمتهما ؛ حنو ‪ :‬غ زوا وعص وان ‪ ،‬أو ت اء الت أنيث ‪ ،‬أو‬
‫ضمري مجاعة املذ ّكرين ؛ فإنّك حتذف األلف إذا التقت معهما ؛ فتقول ‪ :‬غزوا وغزت‪.‬‬
‫رد األلف ؛ أل ّن التحريك ع ارض إاّل ىف‬ ‫وإن حتركت الت اء اللتق اء الس اكنني ‪ ،‬مل ت ّ‬
‫ضرورة أو ىف نادر كالم ‪ ،‬ومن ذلك قوله [من املتقارب] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫اعديه النّمر‬ ‫أكب على س‬
‫ّ‬ ‫ان» خظاتا كما ‪ ‬‬ ‫هلا «متنت‬ ‫‪ 351‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬فأما حيوة فشاذ ‪ ،‬وما عدا ذلك تثبت فيه» مثال ذلك ‪ :‬غزو ودلو‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬أو تبدل ىف األمثال الىت تقدم ذكرها ىف باب البدل» مثال ذلك ‪ :‬كساء ‪ ،‬أصله ‪ :‬كساو ؛‬
‫ألنه من كسوت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬لعبد يغوث بن وقاص احلارثي‪.‬‬
‫الش اهد ‪ :‬فيه قلب مع دو إىل مع دي اس تثقاال للض مة وال واو ‪ ،‬وتش بيها له مبا يل زم قلبه من اجلمع ‪،‬‬
‫وجيعل بعضهم معديا جاريا على عدي يف القلب والتغيري‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 101 / 2‬وس ّر ص ناعة اإلع راب ‪ ، 691 / 2‬وش رح أبي ات س يبويه ‪/ 2‬‬
‫‪ ، 433‬وشرح اختيارات املفضل ص ‪ ، 771‬وشرح التصريح ‪ ، 382 / 2‬والكتاب ‪ ، 385 / 4‬ولسان‬
‫الع رب (نظ ر) ‪( ،‬ع دا) ‪ ،‬واملقاصد النحويّة ‪ ، 589 / 4‬وبال نس بة يف أدب الك اتب ص ‪، 600 ، 569‬‬
‫وأمايل ابن احلاجب ص ‪ ، 331‬وأوضح املسالك ‪ ، 390 / 4‬وشرح األمشوين ‪ ، 867 / 3‬وشرح شافية‬
‫ابن احلاجب ص ‪ ، 172‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 400‬وشرح املفصل ‪، 110 ، 22 / 10 ، 36 / 5‬‬
‫ولسان العرب (مشس) ‪( ،‬جفا) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 207 / 2‬واملمتع يف التصريف ‪ ، 550 / 2‬واملنصف ‪/ 1‬‬
‫‪.122 / 2 ، 118‬‬
‫(‪ )4‬البيت ‪ :‬المرئ القيس‪.‬‬
‫يق ال ‪ :‬حلمه خظا بظا ‪ ،‬إذا ك ان كثري اللحم ص لبه‪ .‬وقوله خظاتا ‪ ،‬فيه ق والن ‪ :‬أح دمها ‪ :‬أنه أراد‬
‫خظات ان ‪ ،‬كما ق ال أبو داود ‪ ،‬فح ذف ن ون التثنية ‪ ،‬يق ال منت خظ اة ومتنة خظ اة ‪ ،‬واآلخر أنه أراد خظتا ‪،‬‬
‫أي ارتفعتا فاضطر فزاد ألفا ‪ ،‬والقول األول أجود‪.‬‬
‫وقوله كما أكب على ساعديه النمر أراد ‪ :‬كأن فوق متنها منرا باركا لكثرة حلم املنت‪.‬‬
‫رد األلف اليت كانت سقطت‬ ‫والشاهد فيه قوله ‪ :‬خظاتا ‪ ،‬والقياس خظتا ‪ ،‬إاّل أنّه ّ‬
‫‪ ............................................................................. 548‬فهرس املوضوعات‬

‫ىف أحد القولني‪.‬‬


‫ضمة ‪ ،‬ثبتت ىف الفعل ؛‬ ‫وإن كانت كسرة ‪ ،‬قلبت ياء ؛ حنو ‪ :‬غزى ‪ ،‬وإن كانت ّ‬
‫حنو ‪ :‬يغزو ‪ ،‬إال أن جتتمع مع واو الضمري أو يائه ‪ ،‬فإنّك حتذفها ‪ ،‬وتكسر ما قبل الياء ‪،‬‬
‫لتص ّح ‪ ،‬وتل زم اإلمشام تش بيها على األصل ؛ حنو ‪ :‬يغ زون ‪ ،‬واغ زى يا ام رأة ‪ ،‬بإمشام‬
‫والضمة قبلها كسرة ‪ ،‬حنو ‪ :‬أدل مجع «دلو»‬ ‫ّ‬ ‫الضم ‪ ،‬وقلبت ىف االسم ياء ‪،‬‬ ‫كسرة الزاى ّ‬
‫أصله ‪ :‬أدلو ‪ ،‬إال أن تكون واو مجع ‪ ،‬أو تكون الكلمة مبنيّة على تاء التأنيث ‪ ،‬أو الزمة‬
‫اإلضافة ؛ فإهّن ا ال تقلب ؛ حنو قولك ‪ : /‬عرقوة ‪ ،‬وزيد [ون] ‪ ،‬وعمرو [ن] ‪ ،‬وفوك‪.‬‬
‫متحرك‬
‫فإما أن تكون بني ساكنني أو بني متحركني ‪ ،‬أو بني ّ‬ ‫وإن كانت حشوا ‪ّ ،‬‬
‫عثول إال أن تكون عينا ىف مصدر جاء‬ ‫وساكن ‪ ،‬فإن كانت بني ساكنني ‪ ،‬ثبتت ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫على فعل معت ّل ‪ ،‬فإنّك تنقل حركتها إىل الس اكن قبلها ‪ ،‬مث حتذفها اللتق اء الس اكنني مع‬
‫ما بع دها ‪ ،‬وتع ّوض منها ت اء الت أنيث ؛ حنو ‪ :‬اس تقامة ‪ ،‬وإقامة ‪ ،‬واألصل ‪ :‬اس تقوام ‪،‬‬
‫وإقوام‪.‬‬
‫وقد ال تع ّوض الت اء من احملذوف ‪ ،‬إال أ ّن ذلك قليل ؛ ومنه قوله تع اىل ‪َ ( :‬وإِق ِام‬
‫صار) [النور ‪.]37 :‬‬ ‫كاة يخافُو َن يوماً َتَت َقلَّ ِ ِ‬ ‫الة وإِ ِ‬
‫يتاء َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫وب َواأْل َبْ ُ‬
‫ب فيه الْ ُقلُ ُ‬‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫الز َ‬ ‫الص َ‬
‫أو يكون الساكن الذى قبلها ياء ‪ ،‬فإهّن ا تقلب ياء ‪ ،‬ويدغم فيها ما قبلها ‪ ،‬وذلك‬
‫حنو قولك ‪ :‬قيّ وم ‪ ،‬وهو «فيعول» من ‪ :‬يقوم ‪ ،‬إال أن تكون الياء عارضة ‪ ،‬فتصح الواو‬
‫دوان‪.‬‬
‫‪ ،‬حنو ‪ :‬ديوان ؛ أال ترى أن الياء بدل من الواو ‪ ،‬واألصل ‪ّ :‬‬
‫وإن كانت بني متحركني ‪ ،‬فإن كانت احلركة الىت قبلها فتحة ‪ ،‬قلبتها ألفا ؛ حنو ‪:‬‬
‫__________________‬
‫حتركت تاء التأنيث ألجل ألف التثنية رجعت األلف احملذوفة للساكنني ‪،‬‬
‫الجتماع الساكنني يف الواحد ‪ ،‬وملّا ّ‬
‫الفراء ‪ :‬أراد ‪ :‬خظاتان ‪ ،‬فهو مثىّن حذفت نونه للضرورة‪.‬‬
‫وهذا قول الكسائي‪ .‬وقال ّ‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 164‬واألش باه والنظائر ‪ ، 46 / 5‬وإنب اه الرواة ‪ ، 180 / 1‬واحليوان ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 273‬وخزانة األدب ‪ ، 573 / 7 ، 500 / 7‬وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 484 / 2‬وش رح اختيارات‬
‫املفضل ‪ ، 923 / 2‬وشرح شواهد الشافية ص ‪ ، 156‬ولسان العرب (منت) ‪( ،‬خظا) ‪ ،‬وبال نسبة يف رصف‬
‫املباين ص ‪ ، 342‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي ص ‪ ، 80‬وشرح شافية ابن احلاجب ‪ ، 230 / 2‬ولسان‬
‫العرب (سكن) ‪( ،‬األلف) ‪ ،‬ومغين اللبيب ‪ ، 197 / 1‬واملمتع يف التصريف ‪.526 / 2‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪549 .............................................................................‬‬

‫قال ‪ ،‬وباب ‪ ،‬إال ىف ‪ :‬فعالن ‪ ،‬وفعلى ‪ ،‬حنو ‪ :‬ج والن ‪ ،‬وصورى ‪ ،‬أو فيما المه حرف‬
‫اعور ‪ ،‬فإهّن ا‬
‫يعتل ؛ حنو ‪ :‬عور ‪ ،‬ىف معىن ‪ّ :‬‬ ‫علّة ؛ حنو ‪ :‬طوى ‪ ،‬أو فيما هو ىف معىن ما ال ّ‬
‫فأما ‪« :‬داران» ‪ ،‬و «هامان» ‪ ،‬فشاذّان‪.‬‬
‫تثبت ‪ّ ،‬‬
‫وإن س ّكن ما بعد األلف لض مري متكلّم ‪ ،‬أو خماطب ‪ ،‬ح ذفتها فيما زاد على ثالثة‬
‫أح رف ؛ حنو ‪ :‬اقت دت ‪ ،‬وال حتذفها ىف الثالثى من األفع ال إال بعد نقل حركتها إىل ما‬
‫قبلها ‪ ،‬إن ك انت كس رة حنو ‪ :‬خفت ‪ ،‬أو ض ّمة ؛ حنو ‪ :‬طلت ‪ ،‬ف إن ك انت فتحة ‪ ،‬فال‬
‫ضمة ؛ وحينئذ تنقل حنو ‪ :‬قلت‪.‬‬‫ب ّد من حتويلها ّ‬
‫وإن ك انت قبلها ض ّمة ‪ ،‬ف إن ك انت مفتوحة ‪ ،‬ثبتت ؛ حنو ‪ :‬ن وم ‪ ،‬وإن ك انت‬
‫مضمومة ‪ ،‬وذلك ىف فعل سكنت حنو ‪ :‬نور ‪ ،‬وسور مجع ‪ :‬نوار ‪ ،‬وسوار‪.‬‬
‫وجيوز التنقيل ىف الشعر ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكره ىف بابه‪.‬‬
‫وإن كانت مكسورة ‪ ،‬فإن ذلك ال جيىء إاّل ىف الفعل املبىّن للمفعول‪.‬‬
‫وجيوز فيه ثالثة أوجه إن كان على ثالثة أحرف أو أزيد ؛ حنو ‪ :‬قول ‪ ،‬واقتود ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬نقل الكسرة إىل ما قبلها ‪ ،‬وقلب الواو ياء ‪ ،‬فتقول ؛ قيل ‪ ،‬واقتيد‪.‬‬
‫الضم‪.‬‬
‫تشم بعد ذلك ىف الفاء وتاء «افتعل» ‪ّ /‬‬ ‫واآلخر ‪ :‬أن ّ‬
‫والثالث ‪ :‬أن حتذف الكسرة من الواو ‪ ،‬وتثبت الواو ؛ فتقول ‪ :‬قول ‪ ،‬واقتود‪.‬‬
‫وإن كان قبلها كسرة ‪ ،‬فإهّن ا تكون مفتوحة وتثبت حنو ‪ :‬حول ‪ ،‬إال أن تكون ىف‬
‫مجع على وزن فعل ‪ ،‬وقد اعتلّت ال واو ىف مف رده ‪ ،‬فإنّك تقلبها ي اء ؛ حنو ‪ :‬دمي ‪ ،‬وقيم ‪،‬‬
‫مجع ‪ :‬دمية ‪ ،‬وقيمة‪.‬‬
‫وال تك ون مض مومة ؛ ألنّه ليس ىف الكالم فعل ‪ ،‬وال مكس ورة ؛ ألنّه ليس ىف‬
‫الكالم فعل ‪ ،‬إاّل إبل ‪ ،‬وإطل‪.‬‬
‫أخر ‪ ،‬ف إن تق ّدم ‪،‬‬ ‫فإما أن يتق ّدم الس اكن أو يت ّ‬
‫وإن ك انت بني متح رك وس اكن ‪ّ ،‬‬
‫الص فة‬
‫صحت ؛ حنو ‪ :‬جهور ‪ ،‬إال أن يكون الساكن صحيحا ‪ ،‬وهى الم فعلى ‪ ،‬غري ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ّ‬
‫؛ فإهنا تقلب ياء ؛ حنو ‪ :‬ال ّدنيا ‪ ،‬والعليا ‪ ،‬والقصيا ‪ ،‬وقد ش ّذ ‪ :‬القصوى ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف أ‪ :‬الم يف فعلى‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 550‬فهرس املوضوعات‬

‫وح زوى ‪ ،‬أو عني ىف فعل أو اسم ج ار عليه ‪ ،‬أو موافق له ىف احلرك ات والس كنات ‪،‬‬
‫وعدد احلروف والزيادة ‪ ،‬إال أ ّن زيادته ليست موافقة لزيادة الفعل ىف اللفظ ؛ فإ ّن احلركة‬
‫الس اكن قبلها ‪ ،‬وتصري من جنس احلركة املنقولة ؛ حنو ‪ :‬استقام ‪ ،‬ومستقيم‬ ‫تنقل منها إىل ّ‬
‫يعل ؛ ألنّه مقصور‬‫فأما ‪ :‬مقول ‪ ،‬فلم ّ‬ ‫‪ ،‬ومقام ‪ ،‬أصلها ‪ :‬استقوم ‪ ،‬ومستقوم ‪ ،‬ومقوم ‪ّ ،‬‬
‫من ‪ :‬مقوال ؛ وكذلك مجيع ما يأتى على مثال مفعل ‪ ،‬أو يكون الساكن الذى قبلها ياء‬
‫؛ فإهنا تقلب ياء ويدغم فيها ما قبلها ؛ حنو ‪ :‬سيّد ‪ ،‬وأصله ‪ :‬سيود‪.‬‬
‫وما عدا ذلك ‪ :‬تثبت فيه أو تبدل ىف األماكن الىت تق ّدم ذكرها ىف باب البدل (‪.)1‬‬
‫أخر ‪ ،‬ص ّحت حنو ‪ :‬ن زوان ‪ ،‬إاّل أن تك ون عينا ىف مص در قد اعت ّل فعله‬ ‫وإن ت ّ‬
‫وقبلها كس رة وبع دها ألف ؛ فإهّن ا تقلب ي اء ؛ حنو ‪ :‬قي ام ‪ ،‬واقتي اد أو يك ون عينا ىف مجع‬
‫الواو ساكنة ىف مفرده ‪ ،‬وقبلها ـ أيضا ـ كسرة وبعدها ألف ؛ حنو ‪ :‬ثياب‪.‬‬
‫وأما الي اء ‪ :‬فال ختلو من أن تك ون س اكنة أو متحركة ‪ ،‬ف إن ك انت س اكنة ‪ ،‬فإهّن ا‬ ‫ّ‬
‫إن ك ان قبلها فتحة أو كس رة ‪ ،‬مل تع ّل ‪ ،‬إال ىف «يفع ل» مما ف اؤه ي اء ‪ ،‬تقلبها ألفا ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬

‫فيقال ‪ :‬ياءس ىف ييأس ‪ ،‬أو إذا انضاف إليها ثالث ياءات ‪ ، /‬فإنّه يلزم حذفها ‪ ،‬إن كان‬
‫دوى ‪ ،‬فتح ذف ي اء ع دى الزائ دة ‪ ،‬مث‬‫ما قبلها كس رة ‪ ،‬فتق ول ىف النّسب إىل ع دى ‪ :‬ع ّ‬
‫تنسب إليه كما تنسب إىل ‪ :‬عم ‪ ،‬وإن مل يكن قبلها كس رة ‪ ،‬ج از احلذف ‪ ،‬ومل يل زم ؛‬
‫فتق ول ىف النّسب إىل أمية ‪ :‬أم وى ‪ ،‬فتح ذف ي اء ‪ :‬أميّة الزائ دة ‪ ،‬مث تنسب إليه ؛ كما‬
‫ضمة ‪ ،‬قلبت واوا حنو ‪ :‬موقن ‪ ،‬إال أن تكون قريبة من‬ ‫تنسب إىل هدى ‪ ،‬وإن كان قبلها ّ‬
‫الط رف ‪ ،‬فإهّن ا تثبت وتقلب الض مة الىت قبلها كس رة ‪ ،‬لتص ّح ‪ ،‬فتق ول ىف مجع أبيض ‪:‬‬
‫بيض ‪ ،‬واألصل ‪ :‬بيض كحمر ‪ ،‬وقد أجروا «فعلى» إذا كانت عينها ياء ‪ ،‬وكانت صفة‬
‫الضمة كسرة ‪ ،‬وإن مل تكن الياء قريبة من الطرف ؛ حنو ‪:‬‬ ‫جمرى فعل ممّا عينه ياء ‪ ،‬فقلبوا ّ‬
‫ضيزى ‪ ،‬واألصل ‪ :‬ضيزى ‪ ،‬بضم الضاد‪.‬‬
‫فإما أن تك ون ّأوال أو بعد ح رف ‪ ،‬ف إن ك انت ّأوال ‪ ،‬مل‬ ‫وإن ك انت متحركة ‪ّ ،‬‬
‫تغرّي ؛‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬حنو سيد ‪ ،‬أصله سيود ‪ ،‬وما عدا ذلك تثبت فيه أو تبدل ىف األماكن الىت تقدم ذكرها ىف‬
‫باب البدل» مثال ما تثبت فيه ‪ ،‬ومثال ما تبدل فيه ‪ :‬أدور ‪ ،‬واألصل أدؤر‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬كانت‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪551 .............................................................................‬‬

‫تكس ر لتنقلب ال واو ي اء ؛ فتق ول ىف ‪:‬‬


‫حنو ‪ :‬مين ‪ ،‬إال ىف يفعل ‪ ،‬ممّا ف اؤه واو ‪ ،‬فإهّن ا قد ّ‬
‫يوجل ‪ :‬ييجل‪.‬‬
‫فإما أن تكون طرفا أو غري طرف ‪:‬‬‫وإن كانت بعد حرف ‪ّ ،‬‬
‫متحرك ‪ ،‬فإن كان قبلها ساكن ‪،‬‬ ‫فإما أن يكون قبلها ساكن أو ّ‬ ‫فإن كانت طرفا ‪ّ ،‬‬
‫تثبت إن ك ان غري زائد للم ّد ؛ حنو ‪ :‬حمىي ‪ ،‬إال أن يك ون الما ىف اسم على ‪ :‬فعلى ؛ حنو‬
‫‪ :‬تقوى ‪ ،‬فإهّن ا تبدل واوا‪.‬‬
‫وما عدا ذلك تثبت فيه أو تبدل ىف األماكن الىت تق ّدم ذكرها ىف باب البدل (‪.)1‬‬
‫وإن ك ان قبلها متح ّرك ‪ ،‬ف إن ك انت ىف آخر فعل ‪ ،‬فإهنا تقلب واوا ‪ ،‬إن ك انت‬
‫الرج ل» وألفا إن ك انت احلركة فتحة ‪ ،‬حنو ‪ :‬رمى ‪ ،‬ما مل‬ ‫احلركة ض ّمة ؛ حنو ‪« :‬لقضو ّ‬
‫مينع من ذلك ضمري االثنني ؛ حنو قضيا ‪ ،‬أو تاء التأنيث ‪ ،‬وضمري مجاعة املذ ّكرين ‪ ،‬فإنّك‬
‫رد‬
‫حتذف األلف معهما ‪ ،‬فتقول ‪ :‬رم وا ‪ ،‬ورمت ‪ ،‬وإن ح ّركت اللتق اء الس اكنني ‪ ،‬مل ت ّ‬
‫رد ىف ذوات ال واو ؛ حنو‬‫األلف ؛ أل ّن التحريك ع ارض ‪ ،‬إاّل ىف ض رورة ش عر ؛ كما مل ت ّ‬
‫قوله [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫اعديه النّمر‬ ‫أكب على س‬
‫ّ‬ ‫ان خظاتا كما ‪ ‬‬ ‫هلا متنت‬ ‫‪ 352‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪« :‬خظتا» ‪ ،‬ىف أحد القولني ‪ ،‬أو ىف نادر كالم ‪ ،‬حنو قول بعضهم ‪« :‬رماتا»‬
‫الز ّجاج (‪./ )3‬‬
‫؛ حكاه ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬حنو تقوى ‪ ،‬فإهنا تبدل واوا ‪ ،‬وما عدا ذلك تثبت فيه أو تبدل ىف األماكن الىت تقدم ذكرها‬
‫ىف ب اب الب دل» مث ال ذلك ‪ :‬ما تثبت فيه ج رىء ‪ ،‬ومث ال ذلك ما تب دل ذلك ما تب دل فيه س قاء ‪ ،‬فاألصل ‪:‬‬
‫سقاى ؛ ألنه من سقيت‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬تقدم برقم ‪.351‬‬
‫السري بن سهل‪ .‬أبو إسحاق الزجاج ‪ :‬عامل بالنحو واللغة‪ .‬ولد ومات يف بغداد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )3‬إبراهيم بن‬
‫ك ان يف فتوته خيرط الزج اج وم ال إىل النحو فعلمه املربد‪ .‬وطلب عبيد اهلل بن س ليمان (وزير املعتضد‬
‫العباسي) مؤدبا البنه القاسم ‪ ،‬فدله املربد على الزجاج ‪ ،‬فطلبه الوزير ‪ ،‬فأدب له ابنه إىل أن ويل الوزارة مكان‬
‫أبيه ‪ ،‬فجعله القاسم من كتابه‪ .‬فأصاب يف أيامه ثروة كبرية‪.‬‬
‫وك انت للزج اج مناقش ات مع ثعلب وغ ريه من كتبه مع اين الق رآن واالش تقاق واألم ايل واملثلث ولد‬
‫‪ 241‬ه‍ وتويف سنة ‪ 311‬ه‍‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 40 / 1‬معجم األدباء ‪ ، 47 / 1‬إنباه الرواة ‪ ، 159 / 1‬تاريخ بغداد ‪.89 / 6‬‬
‫‪ ............................................................................. 552‬فهرس املوضوعات‬

‫وإن ك انت احلركة كس رة ثبتت ؛ حنو ‪ :‬خشى ‪ ،‬وإن ك انت ىف اسم ؛ ثبتت إن‬
‫ك انت احلركة كس رة ؛ حنو ‪ :‬القاضى ‪ ،‬إال أن ينض اف إليها ي اءان ىف اسم غري ج ار على‬
‫أحى ‪ ،‬تص غري أح وى ‪ ،‬أص له ‪ :‬أحىي ‪،‬‬ ‫فعل األوىل منهما زائ دة فإهّن ا قد حتذف ؛ حنو ‪ّ :‬‬
‫املتطرفة ختفيفا‪.‬‬
‫فحذفت ّ‬
‫انت احلركة فتحة ‪ ،‬قلبت ألفا حنو ‪ :‬رحى ‪ ،‬ما مل مينع من ذلك عالمة‬ ‫وإن ك‬
‫التثنية ؛ حنو [قول ك](‪ : )1‬رحي ان ‪ ،‬أو عالمة اجلمع ؛ فإنّك حتذفها فتق ول ‪ :‬حيي ون ‪ ،‬ىف‬
‫مجع ‪ :‬حيىي‪.‬‬
‫الضمة حتول كسرة ؛ حنو ‪ :‬أظب مجع ‪ :‬ظىب‬ ‫ضمة ثبتت أيضا ‪ ،‬إال أ ّن ّ‬ ‫وإن كانت ّ‬
‫‪ ،‬أصله ‪ :‬أظىب ‪ ،‬كأفلس‪.‬‬
‫متحرك‬
‫فإما أن تقع بني متحركني ‪ ،‬أو ساكنني ‪ ،‬أو بني ّ‬ ‫وإن كانت غري طرف ‪ّ ،‬‬
‫وساكن ‪:‬‬
‫متحركني ‪ ،‬فإن كانت احلركة قبلها فتحة ‪ ،‬قلبت ألفا ؛ حنو ‪ :‬باع‬ ‫فإن وقعت بني ّ‬
‫‪ ،‬وال تثبت إال ىف ‪ :‬فعالن ‪ ،‬وفعلى ؛ حنو ‪ :‬حيصان ‪ ،‬وحيدى ‪ ،‬أو فيما المه حرف علة‬
‫فأما آية ‪،‬‬
‫‪ ،‬حنو ‪ :‬حىي ‪ ،‬أو فيما هو ىف معىن ما ال يعت ّل حنو ‪ :‬ص يد ‪ ،‬ىف معىن ‪ :‬اص ي ّد ‪ّ ،‬‬
‫وثاية وظاية وراية ‪ ،‬فشواذّ‪.‬‬
‫وإن س كن ما بعد األلف لض مري متكلّم أو خماطب ح ذفتها ‪ ،‬فيما زاد على ثالثة‬
‫رف ؛ حنو ‪ :‬اكتلت ‪ ،‬وال حتذفها ىف الثالثى إاّل بعد نقل حركتها إىل ما قبلها إن‬ ‫أح‬
‫كانت كسرة ؛ حنو ‪ :‬كدت‪.‬‬
‫وإن كانت فتحة ‪ ،‬فال ب ّد من حتويلها كسرة ؛ وحينئذ ‪ :‬تنقل حنو ‪ :‬بعت‪.‬‬
‫ضمة ‪ ،‬فإن كانت مفتوحة ‪ ،‬ثبتت حنو ‪ :‬عيبة‪.‬‬ ‫وإن كانت احلركة قبلها ّ‬
‫وإن كانت مضمومة ‪ ،‬ثبتت ‪ ،‬وجيوز حذف احلركة منها ‪ ،‬فتقول ىف مجع ‪ :‬عيان‬
‫الضمة قبلها كسرة‪.‬‬
‫‪ ،‬وعني ‪ ،‬وعني ‪ ،‬فتسكن الياء وتقلب ّ‬
‫فإن كانت مكسورة ىف فعل ثالثى أو أزيد ‪ ،‬جاز فيه ثالثة أوجه ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬نقل الكسرة منها إىل ما قبلها ‪ ،‬فتقول ‪ :‬بيع ‪ ،‬واختري‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سقط يف ط‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪553 .............................................................................‬‬

‫الضم بعد النّقل‪.‬‬


‫تشم الفاء وتاء افتعل ّ‬‫واآلخر ‪ :‬أن ّ‬
‫والثالث ‪ :‬حذف الكسرة منها ‪ ،‬وقلبها واوا ‪ ،‬حنو ‪ :‬بوع ‪ ،‬واختور‪.‬‬
‫وال تكون مكسورة مضموما ما قبلها فيما عدا ما ذكر‪.‬‬
‫وإن كانت احلركة قبلها كسرة (‪ ، )1‬ثبتت ؛ حنو ‪ :‬سري ‪ ،‬فإن وقعت بني ساكنني ‪،‬‬
‫ظبوى ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكره‬
‫ّ‬ ‫ثبتت ؛ حنو ‪ :‬غشيان ‪ ،‬إال ىف قول من قال ىف النّسب إىل ظبية ‪:‬‬
‫‪./‬‬
‫وإن وقعت عينا ىف مص در ج ار على فعل معت ّل ‪ ،‬فإنّك تنقل حركتها إىل الس اكن‬
‫وتعوض منها تاء التأنيث ؛ حنو ‪ :‬إبانة‬
‫قبلها ‪ ،‬مث حتذفها ؛ اللتقائها ساكنة مع ما بعدها ‪ّ ،‬‬
‫تعوض التاء من احملذوف إاّل أ ّن ذلك قليل‪.‬‬ ‫‪ ،‬وإمانة ‪ ،‬وقد ال ّ‬
‫تأخر الساكن ‪ ،‬ثبتت ؛ حنو ‪ :‬دياميس‪ .‬وإن‬ ‫متحرك وساكن ‪ ،‬فإن ّ‬ ‫وإن وقعت بني ّ‬
‫تق ّدم ثبتت ـ أيضا ـ حنو ‪ :‬عثري ‪ ،‬إال أن تك ون عينا ىف فعل مزيد ‪ ،‬أو اسم ج ار عليه أو‬
‫والس كنات ‪ ،‬وع دد احلروف والزي ادة ‪ ،‬إال أ ّن زيادته ليست‬ ‫موافق له ‪ ،‬ىف احلرك ات ّ‬
‫موافقة لزي ادة الفعل ىف اللفظ ؛ ف إ ّن احلركة تنقل منها إىل الس اكن قبلها ‪ ،‬مث تصري من‬
‫جنس احلركة املنقولة ‪ ،‬حنو ‪ :‬اس تبان ‪ ،‬ويس تبني ‪ ،‬ومس تبان ‪ ،‬ومس تبني ‪ ،‬ومقيل ‪،‬‬
‫واألصل ‪ :‬استبني ‪ ،‬ويستبني ‪ ،‬ومستبني ‪ ،‬ومستبني ‪ ،‬ومقيل‪.‬‬
‫فأما ‪« :‬خمي ط» وحنوه ‪ ،‬فلم يعل ؛ ألنّه مقص ور من مفع ال ‪ ،‬وما ع دا ذلك تثبت‬ ‫ّ‬
‫فيه أو تبدل ىف األماكن الىت تق ّدم ذكرها ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وأما األلف ‪ ،‬فإهّن ا ال تك ون أب دا إال زائ دة س اكنة ‪ ،‬وال تك ون أص لية ‪ ،‬إال منقلبة‬
‫ّ‬
‫عن ياء ‪ ،‬أو واو ‪ ،‬وقد تق ّدم حكمها ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫وال خيلو من أن جتتمع مع ساكن أو ال جتتمع ‪ ،‬فإن اجتمعت معه ‪ ،‬حذفت ؛ حنو‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف ط ‪ :‬كسر‪.‬‬
‫«وأما خميط ‪ ،‬فهو مقص ور من مفع ال ‪ ،‬وما ع دا ذلك تثبت فيه أو تب دل ىف األم اكن اليت‬ ‫(‪ )2‬م ‪ :‬وق وىل ‪ّ :‬‬
‫تق ّدم ذكرها»‪.‬‬
‫مثال ما ثبتت فيه جدمي ‪ ،‬ومثال ما تبدل فيه ‪ :‬بائع ‪ ،‬واألصل بايع ؛ ألنه من البيع‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )3‬م ‪ :‬وقوىل ‪« :‬وال تكون أصلية إال منقلبة عن ياء أو واو وقد تقدم حكمها» مثال ذلك ‪ :‬غزا ؛ ألنه من‬
‫الغزو ‪ ،‬ورمى من الرمى‪ .‬أه‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 554‬فهرس املوضوعات‬

‫قولك ‪ :‬يا حباله ‪ ،‬فتح ذفها اللتقائها س اكنة مع عالمة النّدبة ‪ ،‬إال أن يك ون الس اكن‬
‫ألف التثنية ‪ ،‬أو األلف الىت قبل الت اء ىف مجع املؤنّث الس امل ؛ فإهّن ا تقلب ي اء ‪ ،‬وال حتذف‬
‫؛ حنو قولك ‪« :‬حبليان» ‪ ،‬وحبليات ‪ ،‬أو يكون الساكن الياء األوىل من ياءى النّسب ‪،‬‬
‫وى ‪،‬‬
‫فإهّن ا إن ك انت رابعة ‪ ،‬ومل يت وال التحريك فيما قبلها ‪ ،‬قد تقلب واوا ؛ حنو ‪ :‬حبل ّ‬
‫وقد حتذف فيقال ‪« :‬حبلى»‪.‬‬
‫وقد تزاد ألف قبل الواو ‪ ،‬فيقال ‪ :‬حبالوى‪.‬‬
‫وإن ت واىل التحريك فيما قبلها ‪ ،‬أو ك انت خامسة فص اعدا ‪ ،‬مل جيز إال احلذف ‪،‬‬
‫حنو «بشكى» ومجادى ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكر ذلك‪.‬‬
‫وتصح ألف‬
‫ّ‬ ‫أو يكون الساكن ألف اجلمع املتناهى ‪ ،‬فإهّن ا تقلب مهزة حنو ‪ :‬رسائل‬
‫اجلمع ‪ ،‬وإن مل جتتمع معه ‪ ،‬ك انت على حسب احلركة الىت قبلها ‪ ،‬ف إن ك انت ض ّمة ‪،‬‬
‫قلبت واوا ؛ حنو ‪ :‬ض ورب ‪ ،‬وإن ك انت كس رة ‪ ،‬قلبت ي اء ؛ حنو ‪ : /‬مشاليل ‪ ،‬مجع‬
‫مشالل‪.‬‬
‫وإن ك انت فتحة ثبتت ‪ ،‬حنو ‪ :‬ض ارب ‪ ،‬وقد تقلب ي اء ‪ ،‬إذا ك ان بع دها ت اء‬
‫فأما ح ذفهم هلا واكتف اؤهم بالفتحة عنها ىف ‪:‬‬ ‫املتكلّم ‪ ،‬وت دغم فيها ‪ ،‬فيق ال ‪ :‬حبلى ‪ّ ،‬‬
‫السماع‪.‬‬‫علبط وهديد ‪ ،‬وأمثاهلما ‪ ،‬فموقوف على ّ‬
‫وما عدا ذلك تثبت فيه ‪ ،‬أو تبدل على حسب ما أحكم ىف باب البدل‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪555 .............................................................................‬‬

‫باب ما قلب على غير قياس‬


‫مقسم قسمني ‪:‬‬
‫املقلوب على غري قياس ‪ّ ،‬‬
‫قسم فعل للضرورة ؛ حنو قوله [من الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فهن ش واعى‬
‫‪ 353‬ـ وك أ ّن أوالها كع اب مق امر ‪  ‬ض ربت على ش زن ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬شوائع‪.‬‬
‫وقسم ‪ :‬قلب من غري ض رورة ؛ حنو ق وهلم ‪ :‬الث ‪ ،‬وش اك ‪ ،‬واألصل ‪ :‬الئث ؛‬
‫الس الح ‪ ،‬وحنو قوهلم ‪ :‬رعملى ‪ ،‬ىف ‪:‬‬
‫ألنّه من ‪ :‬الث يلوث ‪ ،‬وشائك ؛ ألنّه من شوكة ّ‬
‫لعمرى ‪ ،‬وأشباه ذلك كثرية‪.‬‬
‫إال أ ّن الذى يعلم به القلب أربعة أشياء (‪: )2‬‬
‫أح دها ‪ :‬أن يك ون أحد النظمني أك ثر اس تعماال من اآلخر ‪ ،‬فيك ون األصل ‪،‬‬
‫ويكون اآلخر مقلوبا عنه ؛ حنو ‪ :‬رعملى ؛ فإنّه أقل استعماال من ‪ :‬لعمرى‪.‬‬
‫والث اىن ‪ :‬أن يك ون أحد النظمني يك ثر تص ريف الكلمة عنه ‪ ،‬فيك ون األصل ‪،‬‬
‫ويكون اآلخر مقلوبا منه ؛ حنو ‪ :‬شوائع ؛ ألنّه يقال ‪ :‬شاع يشيع ‪ ،‬فهو شائع ‪ ،‬وال يقال‬
‫‪ :‬شعى يشعى ‪ ،‬فهو شاع‪.‬‬
‫جمردا من الزوائد ؛ فيك ون األصل ‪ ،‬ويك ون‬ ‫والث الث ‪ :‬أن يك ون أحد النظمني ّ‬
‫اآلخر مقلوبا عنه ؛ حنو ‪ :‬اطمأ ّن ‪ ،‬فإنّه مقلوب من ‪ :‬طامن‪.‬‬
‫والرابع ‪ :‬أن يك ون أحد النظمني حكم ‪ ،‬هو اآلخر ىف األصل ؛ في دل وج وده فيه‬
‫على أنه مقل وب ممّا ذلك احلكم له ىف األصل ؛ حنو ‪ :‬أيس ‪ ،‬فإنّه مقل وب من ‪« :‬يئس» ؛‬
‫صح يئس‪.‬‬
‫صح كما ّ‬ ‫ولذلك ّ‬
‫***‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ :‬لألجدع بن مالك‪.‬‬
‫الشاهد فيه قوله شواعي يريد ‪ :‬شوائع ‪ ،‬فقلب وأبدل اهلمزة ياء‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬لس ان الع رب (ش يع) ‪( ،‬ش زن) ‪( ،‬ش عا) ‪ ،‬واملؤتلف واملختلف ص ‪ ، 49‬واملع اين الكبري ص‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 743 / 2‬واملقتضب ‪، 140 / 1‬‬ ‫‪ ، 54‬وبال نسبة يف مجهرة اللغة ص ‪ّ ، 811‬‬
‫واملمتع يف التصريف ‪ ، 615 / 2‬واملنصف ‪.57 / 2‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬به أربعة أشياء‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 556‬فهرس املوضوعات‬

‫باب الحذف على غير قياس‬


‫وذلك ىف أحد عشر حرفا ‪ :‬اهلمزة ‪ ،‬واأللف ‪ ،‬والواو ‪ ،‬والياء ‪ ،‬واهلاء ‪ ،‬والنّ ون ‪،‬‬
‫والب اء ‪ ،‬واحلاء ‪ ،‬واخلاء ‪ ،‬والف اء ‪ ،‬والطّ اء ؛ فج اء احلذف ىف اهلم زة على غري قي اس ىف ‪:‬‬
‫«اهلل» ‪ ،‬وأصله «إله» ‪ ،‬وىف ناس ‪ ،‬وأصله ‪ :‬أناس ‪ ،‬وىف ‪ :‬خذ ‪ ،‬وكل ‪ ،‬ومر ‪ ،‬واألصل‬
‫‪ :‬أوخذ ‪ ،‬وأوكل ‪ ،‬وأومر ‪ ،‬و «أب» ق الوا ‪« : /‬يابا فالن» ؛ ق ال أبو األس ود [من‬
‫الكامل] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ّدها‬ ‫املكر مىّن وال‬ ‫رب أمر معضل ‪ّ  ‬فرجته ب‬
‫رية ّ‬ ‫يابا املغ‬ ‫‪ 354‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وحكى أبو زيد ‪« :‬البا لك» ‪ ،‬وىف ‪ :‬يرى ‪ ،‬وترى ‪ ،‬وأرى ‪ ،‬ونرى ‪ ،‬ىف لغة من‬
‫ال ينقل اهلمزة ىف مثله ‪ ،‬واألصل ‪ :‬يرأى ‪ ،‬وترأى وأرأى ‪ ،‬ونرأى‪.‬‬
‫وىف ‪ :‬س واية حكى أبو زيد «س ؤته س واية» ‪ ،‬واألصل ‪ :‬س وائية ‪ ،‬وىف ‪ :‬ب راء ‪،‬‬
‫واألصل ‪ :‬برآء‪.‬‬
‫وج اء ىف األلف ىف أما ‪ ،‬فق الوا ‪ :‬أم واهلل ‪ ،‬واألصل ‪ :‬أما واهلل ‪ ،‬وىف الوقف (‪ )2‬ىف‬
‫الضرورة ؛ حنو قوله ‪[ :‬من الرمل]‬
‫‪ 355‬ـ‬
‫(‪)3‬‬
‫املعل‬
‫رهط مرجوم ورهط ابن ّ‬
‫يريد ‪ :‬ابن املعلّى ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكره‪.‬‬
‫وىف ‪« :‬هلفى» (‪ )4‬؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫ات مىّن ‪  ‬بلهف ‪ ،‬وال بليت ‪ ،‬وال لو اىّن‬ ‫ولست براجع ما ف‬ ‫‪ 356‬ـ‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪« :‬بله ف» من قولك ‪ :‬يا هلفى ‪ ،‬وج اء ىف ال واو ىف غد ‪ ،‬وأخ ‪ ،‬وأب ‪،‬‬
‫وحم‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الشاهد فيه قوله ‪ :‬يابا املغرية يريد يا أبا املغرية فحذف اهلمزة من أبا ضرورة‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 378‬واملمتع يف التص ريف ‪ ، 620 / 2‬وخزانة األدب ‪ 341 / 10‬ورصف‬
‫املباين ص ‪.44‬‬
‫(‪ )2‬يف ط ‪ :‬الوقت‪.‬‬
‫(‪ )3‬تقدم برقم (‪.)254‬‬
‫(‪ )4‬يف أ‪ :‬هلفها‪.‬‬
‫(‪ )5‬تقدم برقم (‪.)118‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪557 .............................................................................‬‬

‫مو ‪ ،‬وك رة ‪ ،‬وقلة ‪ ،‬لق وهلم ‪ :‬ك روت ب الكرة ‪ ،‬وقل وت‬
‫الس ّ‬
‫‪ ،‬وهن ‪ ،‬واسم ‪ ،‬ألنّه من ‪ّ :‬‬
‫بالقلة ‪ ،‬وىف ‪ :‬ثبة ‪ ،‬وظبة ؛ محال هلما على األكثر‪.‬‬
‫وجاء ىف الياء ىف ‪ :‬يد ‪ ،‬ومائة ‪ ،‬إال أ ّن أبا احلسن حكى ‪« :‬أخذت مأيا» ‪ ،‬وىف ‪:‬‬
‫دم ‪ ،‬وجاء ىف اهلاء ىف ‪ :‬شفة ؛ لقوهلم ‪ :‬شفاه ‪ ،‬وىف عضة لقوهلم ‪ :‬عضيهة ‪ ،‬وىف ‪ :‬فم ‪:‬‬
‫لقوهلم أفواه ‪ ،‬وىف ‪ :‬شاة ؛ لقوهلم ‪ :‬شياه ‪ ،‬وجاء ىف النون ىف «مذ» لقوهلم ‪ :‬منذ ‪ ،‬ىف‬
‫معناها ‪ ،‬وىف دد ‪ ،‬واألصل ‪ :‬ددن ‪ ،‬وىف ‪ :‬فل ؛ ألنّه من «فالن»‪.‬‬
‫رب ‪ ،‬وج اء ىف احلاء ىف ‪ :‬حر ‪ ،‬واألصل‬‫وج اء ىف الب اء ىف ‪ :‬رب ‪ ،‬واألصل ‪ّ :‬‬
‫حرح لقوهلم ‪ :‬أحراح ؛ قال [من الرجز] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وءة أحراحا‬ ‫ود مجال ممراحا ‪  ‬ذا قبّة ممل‬ ‫إىّن أق‬ ‫‪ 357‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫بخ بالتش ديد ‪ ،‬وج اء ىف الف اء ىف ‪« :‬أف» ؛‬


‫وج اء ىف اخلاء ىف «بخ» ‪ ،‬واألصل ‪ّ :‬‬
‫أف بالتشديد‪.‬‬
‫أل ّن األصل ‪ّ :‬‬
‫وحكى أمحد بن حيىي ‪ :‬سو أفعل ‪ ،‬ىف معىن ‪ :‬س وف أفعل ‪ ،‬وج اء ىف الطّ اء ىف ‪:‬‬
‫ول ‪ :‬ما فعلته قط ‪ ،‬أى ‪ :‬فيما انقطع من‬ ‫قط ؛ ألنّه من قططت ‪ ،‬أى ‪ :‬قطعت ‪ ،‬تق‬
‫عمرى‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت للفرزدق‪.‬‬
‫واحلر ‪ :‬فرج املرأة‪.‬‬
‫دل على أ ّن مف رده «ح رح» ‪ ،‬وأ ّن الالم احملذوفة يف «ح ر» هو‬
‫والش اهد فيه قوله ‪« :‬أح راح» مما ي ّ‬
‫احلاء‪.‬‬
‫احليوان ‪ ، 280 / 2‬وليس يف ديوانه ‪ ،‬وبال نسبة يف سر صناعة اإلعراب ‪ ، 182 / 1‬ولسان العرب‬
‫(حرح) ‪ ،‬واملمتع يف التصريف ‪.627 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 558‬فهرس املوضوعات‬

‫ضرائر‬
‫باب ال ّ‬
‫اعلم ‪ :‬أنّه جيوز ىف الشعر وما أشبهه من الكالم املسجوع ما ال جيوز ىف الكالم غري‬
‫طر إىل ‪ /‬ذلك ‪ ،‬أو مل‬ ‫رد ف رع إىل أصل ‪ ،‬أو تش بيه غري ج ائز جبائز اض ّ‬ ‫املس جوع ‪ ،‬من ّ‬
‫يضطر إليه ؛ ألنه موضع قد ألفت فيه الضرائر (‪.)1‬‬
‫ّ‬
‫الزيادة ‪ ،‬والنقص ‪ ،‬والتّقدمي ‪ ،‬والتأخري ‪ ،‬والبدل ‪:‬‬ ‫وأنواعها منحصرة ىف ّ‬
‫فالزي ادة تنحصر ىف زي ادة ح رف ؛ حنو تن وين االسم غري املنص رف ‪ ،‬إذا مل يكن‬ ‫ّ‬
‫رد إىل أص له من االنص راف ؛ حنو قوله تع اىل ‪( :‬قَ وا ِر َيرا قَ وا ِر َيرا ِم ْن فِ َّ‬
‫ض ٍة‬ ‫آخ ره ألفا ‪ّ ،‬‬
‫َّروها َت ْق ِديراً) [اإلنس ان ‪ ]16 ، 15 :‬ىف ق راءة من ص رف األول منهما ‪ ،‬وحنو ق ول‬ ‫قَ د ُ‬
‫الصلت (‪[ )2‬من اخلفيف] ‪:‬‬
‫أميّة بن أىب ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬م ‪ :‬باب الضرائر‬
‫ق وىل ‪« :‬اض طر ىف ذلك ومل يض طر ؛ ألنه موضع قد ألفت فيه الض رائر» مث ال جتويزهم فيه م اال جيوز‬
‫ىف الكالم من غري اضطرار قوله [من الرمل] ‪:‬‬
‫عه‬ ‫رمي خبله قد وض‬ ‫ال العال ‪  ‬وك‬ ‫رف ن‬ ‫كم جبود مق‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تقدم يف املقرب برقم (‪.)245‬‬


‫ففصل بني «كم» وما أض يف إليه ب اجملرور من غري اض طرار إىل ذلك إذ له أن ينصب أو يرفع وجيعل‬
‫«كم» واقعة على املرار ؛ كأنه ق ال ‪ :‬كم م رة مق رف ن ال العال جبوده ‪ ،‬وقد ي روى البيت بثالثة أوجه ‪ ،‬وأما‬
‫جتويزهم ذلك فيه عند االضطرار فعليه أكثر الضرائر‪ .‬أه‪.‬‬
‫[ق ال املص نف يف أخر كت اب «مثل املق رب»] مت الكت اب حبمد اهلل وعونه وحسن توفيقه وص لّى اهلل‬
‫على سيدنا حممد وآله وصحبه وأزواجه وذريته وسلم تسليما كثريا‪ .‬أه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أمية بن عبد اهلل أيب الصلت بن أيب ربيعة بن عوف الثقفي ‪ :‬شاعر جاهلي حكيم‪ .‬من أهل الطائف‪ .‬قدم‬
‫دمشق قبل اإلسالم‪ .‬وكان مطلعا على الكتب القدمية يلبس املسوح تعبدا‪ .‬وهو ممن حرموا على أنفسهم اخلمر‬
‫ونب ذوا عب ادة األوث ان يف اجلاهلي ة‪ .‬ورحل إىل البح رين فأق ام مثاين س نني ظهر يف أثنائها اإلس الم ‪ ،‬وع اد إىل‬
‫الطائف ‪ ،‬فسأل عن خرب حممد بن عبد اهلل ص لّى اهلل عليه وس لّم فقيل له ‪ :‬يزعم أنه نيب‪ .‬فخرج حىت قدم عليه‬
‫مبكة ومسع منه آيات من القرآن ‪ ،‬وانصرف عنه ‪ ،‬فتبعته قريش تسأله عن رأيه فيه‪ .‬فقال ‪ :‬أشهد أنه على احلق‬
‫‪ ،‬ق الوا ‪ :‬فهل تتبع ه؟ فق ال ‪ :‬حىت أنظر يف أم ره‪ .‬وخ رج إىل الش ام‪ .‬وه اجر رس ول اهلل إىل املدينة ‪ ،‬وح دثت‬
‫وقعة ب در ‪ ،‬وع اد أمية من الش ام ‪ ،‬يريد اإلس الم ‪ ،‬فعلم مبقتل أهل ب در وفيهم ابنا خ ال له ‪ ،‬ف امتنع‪ .‬وأق ام يف‬
‫الطائف إىل أن مات (سنة ‪ 5‬ه‍)‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪559 .............................................................................‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ريا‬ ‫وىن عق‬ ‫ال ‪ :‬ك‬ ‫ه ‪  ‬م بعضب فق‬ ‫الس‬
‫أخى ّ‬ ‫فأتاها أحيمر ك‬ ‫‪ 358‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فإن كان آخره ألفا ؛ حنو ‪ :‬حبلى ‪ ،‬مل يصرف‪.‬‬


‫وزي ادة حركة ‪ ،‬حنو حتريك العني الس اكنة إتباعا ملا قبلها ‪ ،‬وتش بيها بتحريكها إذا‬
‫(‪)2‬‬
‫نقلت إليها احلركة ممّا بع دها ‪ ،‬ىف الوقف ؛ حنو قولك ‪ :‬ق ام عم رو ‪ ،‬ومن ذلك قوله‬
‫[من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫دا‬ ‫بت يلعج اجلل‬ ‫ربا أليما بس‬ ‫وح قامتا معه ‪  ‬ض‬ ‫حترك ن‬
‫إذا ّ‬ ‫‪ 359‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬اجللد‪.‬‬
‫وزيادة كلمة ؛ حنو ‪ :‬زيادة «أن» بعد كاف التشبيه ؛ تشبيها هلا بزيادهتا بعد «مل ا»‬
‫ّ‬
‫؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫لم‬ ‫الس‬
‫أن ظبية تعطو إىل وارق ّ‬ ‫م‪  ‬ك‬ ‫مقس‬
‫ويوما توافينا بوجه ّ‬ ‫‪ 360‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أى ‪ :‬كظبية‪.‬‬
‫والنّقص منحصر ىف نقص حرف ؛ حنو حذف صلة هاء الضمري ىف الوصل ؛ إجراء‬
‫له جمرى الوقف ؛ ومن ذلك قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫را‬ ‫ّدنيا وال اعتم‬ ‫حج ربّه ىف ال‬
‫أو معرب الظّهر ينىب عن وليّته ‪  ‬ما ّ‬ ‫‪ 361‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫ينظر ‪ :‬األعالم ‪ ، 23 / 2‬خزانة البغدادي ‪ ، 119 / 1‬مسط الآليل ‪ ، 362‬مجهرة األنساب ‪ ، 257‬هتذيب‬
‫ابن عساكر ‪.115 / 3‬‬
‫(‪ )1‬الش اهد فيه ص رف ‪ :‬أحيمر للض رورة الش عرية ‪ ،‬وهو ممن وع من الص رف ألنه مص غر أمحر املمن وع من‬
‫الصرف الذي له شبه بالفعل املضارع ‪ ،‬ولو ال هذا الشبه لتصرف مصغره‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 35‬واملقاصد النحوية ‪ ، 377 / 4‬وبال نسبة يف شرح األمشوين ‪.541 / 2‬‬
‫(‪ )2‬يف أ‪ :‬قول اهلذيل‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪ :‬لعبد مناف بن ربع اهلذيل ويروى هكذا ‪:‬‬
‫دا‬ ‫بت يلعج اجلل‬ ‫ربا أليما بس‬ ‫وح قامتا معه ‪  ‬ض‬ ‫ّأوب ن‬ ‫إذا ت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشاهد فيه اجللد حيث حرك الالم الساكنة ‪ ،‬وهذا من أقبح الضرورات‪.‬‬
‫ينظر مجهرة اللغة ص ‪ ، 483‬والدرر ‪ ، 232 / 6‬وشرح أشعار اهلذليني ‪ ، 672 / 2‬ولسان العرب‬
‫(ملع) ‪( ،‬جلد) ‪( ،‬عجل) ‪ ،‬ونوادر أيب زيد ص ‪ ، 30‬وبال نسبة يف اخلصائص ‪ ، 333 / 2‬واملنصف ‪/ 2‬‬
‫‪.308‬‬
‫(‪ )4‬تقدم برقم ‪.58‬‬
‫(‪ )5‬البيت ‪ :‬لرجل من باهلة‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 560‬فهرس املوضوعات‬

‫الص لة ‪ ،‬أن تس ّكن اهلاء ‪ ،‬حىت تك ون قد أج ريت الوصل‬


‫واألحسن إذا ح ذفت ّ‬
‫جمرى الوقف ‪ ،‬إجراء كامال ؛ حنو قوله [من البسيط] ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يل واديها‬ ‫‪ 362‬ـ وأش رب املاء م اىب حنوه عطش ‪  ‬إال أل ّن عيونه س‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ونقص حركة ؛ حنو حذف حركة الباء من ‪ :‬أشرب ‪ ،‬ىف قوله [من السريع] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫واغل‬ ‫وال‬ ‫اهلل‬ ‫من‬ ‫‪ 363‬ـ ف اليوم أش رب غري مس تحقب ‪  ‬إمثا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الض اد‬
‫تش بيها للمنفصل باملتّصل ؛ أال ت رى أ ّن «رب غ» مبنزلة عضد ‪ ،‬فكما تس ّكن ّ‬
‫من ‪ :‬عضد ؛ فكذلك س ّكنت الباء‪.‬‬
‫ونقص كلمة ؛ حنو حذف املضاف وإقامة املضاف ‪ /‬إليه مقامه ‪ ،‬وليس ىف الكالم‬
‫__________________‬
‫الشاهد فيه قوله ‪ :‬ربه فإنه اختلس الضمة اليت على الضمري اختالسا فلم يشبعها حىت تنشأ عنها الواو للضرورة‬
‫الشعرية‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شرح أبيات سيبويه ‪ ، 422 / 1‬والكتاب ‪ ، 30 / 1‬وبال نسبة يف اإلنصاف ‪ ، 516 / 2‬وخزانة‬
‫األدب ‪ ، 269 / 5‬ولسان العرب (عرب) ‪ ،‬واملقتضب ‪.38 / 1‬‬
‫(‪ )1‬ال بيت ‪ :‬بال نس بة يف ‪ :‬خزانة األدب ‪ ، 450 / 6 ، 270 / 5‬واخلص ائص ‪، 317 ، 128 / 1‬‬
‫وسر صناعة اإلعراب ‪ ، 737 / 3‬ولسان العرب‬ ‫‪ ، 182‬والدرر ‪ ، 182 / 1‬ورصف املباين ص ‪ّ ، 16‬‬
‫(ها) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 244 / 1‬ومهع اهلوامع ‪.59 / 1‬‬
‫الشاهد فيه قوله (عيونه) حيث حذف ضمة اهلاء ضرورة‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪ :‬المرئ القيس‪.‬‬
‫املستحقب املكتسب ‪ ،‬وأصله من استحقب أي ‪ :‬وضع يف احلقيبة‪.‬‬
‫الواغل ‪ :‬الداخل على القوم يف شراهبم وطعامهم من غري أن يدعوه إليه‪.‬‬
‫والشاهد فيه قوله ‪« :‬أشرب» حيث س ّكن الباء ضرورة‪ .‬ويروى ‪ :‬فاليوم أسقى ‪ ،‬وعلى هذا الرواية‬
‫ال شاهد فيه‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ديوانه ص ‪ ، 122‬وإصالح املنطق ص ‪ ، 322 ، 245‬واألصمعيات ص ‪ ، 130‬ومجهرة‬
‫اللغة ص ‪ ، 962‬ومحاسة البحرتي ص ‪ ، 36‬وخزانة األدب ‪، 355 ، 354 ، 350 / 8 ، 106 / 4‬‬
‫والدرر ‪ ، 175 / 1‬ورصف املباين ص ‪ ، 327‬وشرح التصريح ‪ ، 88 / 1‬وشرح ديوان احلماسة للمرزوقي‬
‫ص ‪ ، 1176 ، 612‬وشرح شذور الذهب ص ‪ ، 276‬وشرح شواهد اإليضاح ص ‪ ، 256‬وشرح املفصل‬
‫‪ ، 48 / 1‬والش عر والش عراء ‪ ، 122 / 1‬والكت اب ‪ ، 204 / 4‬ولس ان الع رب (حقب) ‪( ،‬دل ك) ‪،‬‬
‫(وغل) ‪ ،‬واحملتسب ‪ ، 110 ، 15 / 1‬وبال نسبة يف األشباه والنظائر ‪ ، 66 / 1‬واالشتقاق ص ‪، 337‬‬
‫وخزانة األدب ‪ ، 339 / 8 ، 484 / 4 ، 463 / 3 ، 152 / 1‬واخلصائص ‪، 317 / 2 ، 74 / 1‬‬
‫‪ ، 96 / 3 ، 340‬ومهع اهلوامع ‪.54 / 1‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪561 .............................................................................‬‬

‫يدل عليه ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬


‫ما ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫وبر‬ ‫وم ه‬ ‫عش يّة ف ّر احلارثيّون ‪ ،‬بعد ما ‪  ‬قضى حنبه ىف ملتقى الق‬ ‫‪ 364‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬ابن هوبر‪.‬‬


‫والتقدمي والتأخري منحصر ىف تقدمي حرف على حرف؛ حنو ‪ :‬شواعى‪ ،‬ىف شوائع‪،‬‬
‫وقد تق ّدم ذكره‪.‬‬
‫وىف تقدمي بعض الكالم على بعض ‪ ،‬وإن كان ال جيوز ذلك ىف الكالم ؛ تشبيها مبا‬
‫جيوز ذلك فيه ؛ حنو قوله [من الطويل] ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ك ت رعى عرارها‬
‫ّل مخيلة ‪  ‬من ال وحش ما تنف ّ‬ ‫اء ط‬ ‫هلا مقلتا أدم‬ ‫‪ 365‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫طل عرارها‪.‬‬ ‫تنفك ترعى مخيلة ّ‬


‫التقدير ‪ :‬هلا مقلتا أدماء من الوحش ما ّ‬
‫والبدل ‪ :‬منحصر ىف إبدال حرف من حرف ؛ حنو إبدال الياء من الباء ىف ‪ :‬أرانب‬
‫‪ ،‬مجع أرنب ؛ تشبيها هلا باحلروف الىت جيوز ذلك فيها ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكره‪.‬‬
‫وىف إبدال حركة من حركة ؛ حنو إبدال الكسرة الىت قبل ياء املتكلّم ىف غري النّ داء‬
‫؛ تشبيها بالنداء ؛ حنو قوله [من الوافر] ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫النّقيع‬ ‫ويرويىن‬ ‫ّأما‬ ‫أط ّوف ما أط ّوف مثّ آوى ‪  ‬إىل‬ ‫‪ 366‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يريد ‪ :‬إىل ّأمى‪.‬‬


‫وإبدال كلمة من كلمة ؛ حنو قوله [املنسرح] ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫دعا‬ ‫مت باملاء تولبا ج‬ ‫وذات ه دم ع ار نواش رها ‪  ‬تص‬ ‫‪ 367‬ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فأوقع التّولب ‪ ،‬وهو ولد احلمار على الطّفل ؛ تشبيها له به‪.‬‬


‫__________________‬
‫(‪ )1‬تقدم برقم (‪.)162‬‬
‫(‪ )2‬البيت بال نسبة ‪ ،‬يف كتاب العني ‪.86 / 1‬‬
‫(‪ )3‬تقدم برقم (‪.)166‬‬
‫(‪ )4‬البيت ألوس بن حجر ‪ ،‬ونسب لبشر بن أيب خازم‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬ال بيت ألوس بن حجر يف ديوانه ص ‪ ، 55‬ولس ان الع رب (تلب) ‪( ،‬ج دع) ‪( ،‬ه دم) ‪،‬‬
‫واملخص ص ‪ ، 64 / 14‬وتاج العروس (تلب) ‪( ،‬هدم) ‪ ،‬واملزهر ‪، 378 / 2‬‬
‫ّ‬ ‫وهتذيب اللغة ‪، 346 / 1‬‬
‫واخلصائص ‪ ، 306 / 3‬ولبشر بن أيب خازم يف ديوانه ص ‪ ، 127‬وألوس بن حجر أو لبشر بن أيب خازم يف‬
‫تاج العروس (جدع) ‪ ،‬وبال نسبة يف مجهرة اللغة ص ‪ ، 1313‬ومقاييس اللغة ‪ ، 432 / 1‬وديوان األدب‬
‫‪ ، 35 / 2‬والعقد الفريد ‪.483 / 2‬‬
‫‪ ............................................................................. 562‬فهرس املوضوعات‬

‫مفصال ىف تضاعيف األبواب ‪،‬‬‫الضرائر ‪ ،‬وقد تق ّدم ذكر أكثرها ّ‬


‫فهذه مجلة أصناف ّ‬
‫فأغىن ذلك عن إعادته هنا‪.‬‬
‫وجيوز القي اس على ما ك ثر اس تعماله من ذلك ‪ ،‬وما مل يك ثر ‪ ،‬فال س بيل للقي اس‬
‫عليه‪.‬‬
‫وجاء ىف آخر املخطوط ‪ :‬آخره ‪ ،‬وهلل احلمد واملنة على فراغه على يد عبده وفقريه‬
‫إىل عف وه ‪ :‬حممد بن يوسف بن عبد الك رمي الع راقى ىف العشر اآلخر من ذى احلجة س نة‬
‫إحدى وعشرين وسبعمائة‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪563 .............................................................................‬‬

‫فهرس اآليات القرآنية لكتاب «المقرب»‬


‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اآلية‬
‫الفاتحة‬
‫‪80‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(إياك نعبد)‬
‫‪525‬‬ ‫‪7‬‬ ‫(وال الضالين)‬
‫البقرة‬
‫‪93‬‬ ‫‪26‬‬ ‫(مثال ما بعوضة)‬
‫‪176‬‬ ‫‪60‬‬ ‫(كلوا واشربوا)‬
‫‪101‬‬ ‫‪90‬‬ ‫(بئسما اشتروا به أنفسهم)‬
‫‪307‬‬ ‫‪135‬‬ ‫(وقالوا كونوا هودا أو نصارى)‬
‫‪108‬‬ ‫‪175‬‬ ‫(فما أصبرهم على النار)‬
‫‪101‬‬ ‫‪271‬‬ ‫(إن تبدوا الصدقات فنعما هى)‬
‫‪155‬‬ ‫‪282‬‬ ‫(أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما األخرى)‬
‫آل عمران‬
‫‪412‬‬ ‫‪31‬‬ ‫(ويغفر لكم)‬
‫‪322‬‬ ‫‪97‬‬ ‫(وهلل على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال)‬
‫‪280‬‬ ‫‪158‬‬ ‫(إللى اهلل تحشرون)‬
‫النساء‬
‫‪203‬‬ ‫‪24‬‬ ‫(كتاب اهلل عليكم)‬
‫‪313‬‬ ‫‪135‬‬ ‫(إن يكن غنيا أو فقيرا فاهلل أولى بهما)‬
‫‪417‬‬ ‫‪176‬‬ ‫(إن امرؤ هلك)‬
‫‪ ............................................................................. 564‬فهرس املوضوعات‬

‫المائدة‬
‫‪494‬‬ ‫‪6‬‬ ‫(وإن كنتم جنبا فاطهروا)‬
‫األنعام‬
‫‪401‬‬ ‫‪33‬‬ ‫(فإنهم ال يكذبونك)‬
‫‪401‬‬ ‫‪76‬‬ ‫(راى كوكبا)‬
‫‪402‬‬ ‫‪77‬‬ ‫(راى القمر)‬
‫‪93‬‬ ‫‪154‬‬ ‫(تماما على الذى أحسن)‬
‫األعراف‬
‫‪124‬‬ ‫‪26‬‬ ‫(ولباس التقوى ذلك خير)‬
‫‪321‬‬ ‫‪75‬‬ ‫(ق ال المأل ال ذين اس تكبروا من قومه لل ذين استض عفوا لمن‬
‫آمن منهم)‬
‫التوبة‬
‫‪313‬‬ ‫‪62‬‬ ‫(واهلل ورسوله أحق أن يرضوه)‬
‫يونس‬
‫‪225‬‬ ‫‪71‬‬ ‫(فأجمعوا أمركم وشركاءكم)‬
‫هود‬
‫‪316‬‬ ‫‪108‬‬ ‫(ففى الجنة خالدين فيها)‬
‫يوسف‬
‫‪244‬‬ ‫‪29‬‬ ‫(يوسف أعرض عن هذا)‬
‫‪176‬‬ ‫‪43‬‬ ‫(إن كنتم للرءيا تعبرون)‬
‫‪145‬‬ ‫‪85‬‬ ‫(تاهلل تفتؤا)‬
‫‪280‬‬ ‫‪85‬‬ ‫(تفتؤا تذكر يوسف)‬
‫فهرس املوضوعات ‪565 .............................................................................‬‬

‫الرعد‬
‫‪426‬‬ ‫‪9‬‬ ‫(الكبير المتعال)‬
‫الحجر‬
‫‪275‬‬ ‫‪2‬‬ ‫(ربما يود الذين كفروا)‬
‫‪234‬‬ ‫‪42‬‬ ‫(إن عبادى ليس لك عليهم سلطان إال من اتبعك من الغاوين)‬
‫النحل‬
‫‪382‬‬ ‫‪66‬‬ ‫(نسقيكم مما فى بطونه)‬
‫اإلسراء‬
‫‪338‬‬ ‫‪76‬‬ ‫(وإذا ال يلبثون)‬
‫مريم‬
‫‪115‬‬ ‫‪38‬‬ ‫(أسمع بهم وأبصر)‬
‫‪114‬‬ ‫‪75‬‬ ‫(قل من كان فى الضاللة فليمدد له الرحمن مدا)‬
‫األنبياء‬
‫‪375‬‬ ‫‪60‬‬ ‫(يقال له إبراهيم)‬
‫‪248‬‬ ‫‪112‬‬ ‫(قال رب احكم بالحق)‬
‫الحج‬
‫‪410‬‬ ‫‪36‬‬ ‫(وجبت جنوبها)‬
‫النور‬
‫‪، 508‬‬ ‫‪37‬‬ ‫(وإقام الصالة وإيتاء الزكاة)‬
‫‪546‬‬
‫‪88‬‬ ‫‪45‬‬ ‫(كل دابة)‬
‫‪ ............................................................................. 566‬فهرس املوضوعات‬

‫‪88‬‬ ‫‪45‬‬ ‫(ومنهم من يمشى على رجلين)‬


‫‪88‬‬ ‫‪45‬‬ ‫(ومنهم من يمشى على أربع)‬
‫الفرقان‬
‫‪165‬‬ ‫‪20‬‬ ‫(إال إنهم ليأكلون الطعام)‬
‫‪215‬‬ ‫‪22‬‬ ‫(حجرا محجورا)‬
‫الشعراء‬
‫‪313‬‬ ‫‪63‬‬ ‫(أن اضرب بعصاك البحر فانفلق)‬
‫الروم‬
‫‪289‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(هلل األمر من قبل ومن بعد)‬
‫يس‬
‫‪278‬‬ ‫‪81‬‬ ‫(أوليس ال ذى خلق الس ماوات واألرض بق ادر على أن يخلق‬
‫مثلهم)‬
‫الصافات‬
‫‪520‬‬ ‫‪10‬‬ ‫(إال من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب)‬
‫غافر‬
‫‪303‬‬ ‫‪28‬‬ ‫(وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه)‬
‫الزخرف‬
‫‪534‬‬ ‫‪57‬‬ ‫(إذا قومك منه يصدون)‬
‫محمد‬
‫‪199‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب)‬
‫‪333‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(فإما منا بعد وإما فداء)‬
‫فهرس املوضوعات ‪567 .............................................................................‬‬

‫‪431‬‬ ‫‪18‬‬ ‫(فقد جاء أشراطها)‬


‫النجم‬
‫‪172‬‬ ‫‪39‬‬ ‫(وأن ليس لإلنسان إال ما سعى)‬
‫الرحمن‬
‫‪525‬‬ ‫‪39‬‬ ‫(وال جان)‬
‫الواقعة‬
‫‪305‬‬ ‫‪76‬‬ ‫(وإنه لقسم لو تعلمون عظيم)‬
‫‪290‬‬ ‫‪84‬‬ ‫(وأنتم حينئذ تنظرون)‬
‫الحديد‬
‫‪306‬‬ ‫‪18‬‬ ‫(إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا)‬
‫الطالق‬
‫‪487‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(وأوالت األحمال)‬
‫التحريم‬
‫‪503‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(إن تتوبا إلى اهلل فقد صغت قلوبكما)‬
‫الملك‬
‫‪306‬‬ ‫‪19‬‬ ‫(أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن)‬
‫اإلنسان‬
‫‪566‬‬ ‫‪16 ، 15‬‬ ‫(قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا)‬
‫المطففين‬
‫‪411‬‬ ‫‪36‬‬ ‫(هل ثوب)‬
‫‪ ............................................................................. 568‬فهرس املوضوعات‬

‫األعلى‬
‫‪335‬‬ ‫‪17‬‬ ‫(واآلخرة خير وأبقى)‬
‫الفجر‬
‫‪316‬‬ ‫‪21‬‬ ‫(دكا دكا)‬
‫البلد‬
‫‪195‬‬ ‫‪15 ، 14‬‬ ‫(أو إطعام فى يوم ذى مسغبة يتيما ذا مقربة)‬
‫الشمس‬
‫‪280‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(والشمس وضحاها)‬
‫‪280‬‬ ‫‪9‬‬ ‫(قد أفلح من زكاها)‬
‫الليل‬
‫‪185‬‬ ‫‪5‬‬ ‫(فأما من أعطى واتقى)‬
‫القدر‬
‫‪509‬‬ ‫‪5‬‬ ‫(حتى مطلع الفجر)‬
‫العاديات‬
‫‪240‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(فأثرن به نقعا)‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪569 .............................................................................‬‬

‫فهرس أحاديث كتاب «المقرب»‬


‫الصفحة‬ ‫الحديث‬
‫ـ إن الرجل ليصلى الصالة وما كتب له نصفها ثلثها إلى العشر ‪322...................‬‬
‫ـ خري النساء صواحل نساء قريش ‪ ،‬أحناه على ولد ‪ ،‬وأرعاه على زوج ىف ذات يده‪....‬‬
‫‪381‬‬
‫ـ ليس من امرب امصيام ىف امسفر‪538..............................................‬‬
‫ـ من استطاع منكم الباءة فليتزوج ‪ ،‬وإال فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء‪202..........‬‬
‫ـ نعم العبد صهيب لو مل خيف اهلل مل يعصه‪134....................................‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 570‬فهرس املوضوعات‬

‫فهرس أعالم كتاب «المقرب»‬


‫الصفحة‬
‫(أ)‬
‫ابن األعراىب (حممد بن زياد)‪529.................................................‬‬
‫ابن السكيت (يعقوب بن إسحاق)‪502...........................................‬‬
‫ابن كثوة‪526...................................................................‬‬
‫ابن مقبل‪531...................................................................‬‬
‫ابن هوبر‪289...................................................................‬‬
‫أبو األسود الدؤىل‪554 ، 148...................................................‬‬
‫أبو أيوب السختياىن‪525.........................................................‬‬
‫أبو بكر الصديق ‪435 ، 125....................................................‬‬
‫أبو احلسن‪555 ، 542..........................................................‬‬
‫أبو حكاك‪530..................................................................‬‬
‫أبو زيد األنصارى ‪554..........................................................‬‬
‫أبو النجم العجلى (الفضل بن قدامة) ‪429.........................................‬‬
‫األحوص األنصارى ‪334.........................................................‬‬
‫األخفش (أبو احلسن سعيد بن مسعدة)‪260 ، 183...............................‬‬
‫األخفش الكبري (عبد احلميد بن عبد اجمليد)‪........................‬أبو اخلطاب ‪427‬‬
‫إمساعيل بن أىب اجلهم‪444........................................................‬‬
‫األسود بن يعفر‪125.............................................................‬‬
‫األعشى‪231 ، 229 ، 169 ، 162............................................‬‬
‫امرؤ القيس‪375 ، 374.........................................................‬‬
‫أمية بن أىب الصلت‪556..........................................................‬‬
‫أوس بن حجر‪470 ، 115......................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪571 .............................................................................‬‬

‫(ث)‬
‫ثعلب أمحد بن حيىي ‪555 ، 536.................................................‬‬
‫(ج)‬
‫جرير بن عطية الغطفاىن‪106 ، 103.............................................‬‬
‫(ح)‬
‫احلجاج بن يوسف الثقفى ‪437...................................................‬‬
‫احلرمازى الشاعر (عبد اهلل بن األعور)‪444........................................‬‬
‫احلكم بن املنذر‪443.............................................................‬‬
‫(ذ)‬
‫ذو الرمة ‪110 ، 102...........................................................‬‬
‫(ر)‬
‫الراعى النمريى ‪471.............................................................‬‬
‫رؤبة بن العجاج‪508 ، 435....................................................‬‬
‫(ز)‬
‫الزجاج ‪549....................................................................‬‬
‫زفر بن احلارث ‪232.............................................................‬‬
‫زهدم بن قيس‪435..............................................................‬‬
‫زيد اخليل الطائى‪193............................................................‬‬
‫(س)‬
‫السجستاىن أبو حامت‪250.........................................................‬‬
‫سحيم بن وثيل الرياحى‪542.....................................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 572‬فهرس املوضوعات‬

‫(ط)‬
‫طريف بن متيم‪411..............................................................‬‬
‫(ع)‬
‫عامر بن جؤين الطائى‪533.......................................................‬‬
‫العجاج‪533 ، 525 ، 435....................................................‬‬
‫عمر بن أىب ربيعة ‪147...........................................................‬‬
‫عمر بن اخلطاب ‪435............................................................‬‬
‫عمرو بن عبيد‪525..............................................................‬‬
‫عمرو بن معدى كرب الزبيدى‪114..............................................‬‬
‫عنرتة العبسى ‪179...............................................................‬‬
‫(ف)‬
‫الفراء (حيىي بن زياد)‪539 ، 529 ، 526 ، 246 ، 99 ، 87...................‬‬
‫الفرزدق ‪437 ، 167 ، 157...................................................‬‬
‫(ق)‬
‫قطرب ‪421 ، 371.............................................................‬‬
‫(ك)‬
‫كردم بن قيس‪435..............................................................‬‬
‫الكسائى (على بن محزة)‪395 ، 384 ، 383 ، 271............................‬‬
‫كعب بن زهري‪108..............................................................‬‬
‫الكميت األسدى ‪446...........................................................‬‬
‫(ل)‬
‫لبيد‪288........................................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪573 .............................................................................‬‬

‫(م)‬
‫املتنىب أبو الطيب‪447 ، 244....................................................‬‬
‫حممد بن يوسف بن عبد الكرمي العراقى‪560.......................................‬‬
‫املعرى أبو العالء‪126............................................................‬‬
‫منظور بن سحيم الفقعسى ‪90....................................................‬‬
‫(ن)‬
‫النابغة الذبياىن ‪429 ، 169......................................................‬‬
‫(ه)‬
‫هذيل بن مدركة‪448............................................................‬‬
‫هشام بن عبد امللك ‪444.........................................................‬‬
‫(ى)‬
‫يونس بن حبيب ‪378............................................................‬‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 574‬فهرس املوضوعات‬

‫فهرس أشعار كتاب «المقرب»‬


‫الصفحة‬ ‫القائل‬ ‫البحر‬ ‫القافية‬
‫‪354 ، 168‬‬ ‫األخطل‬ ‫اخلفيف‬ ‫وظباء‬
‫‪384‬‬ ‫الربيع بن ضبع‬ ‫الوافر‬ ‫الفتاء‬
‫‪339‬‬ ‫الكامل‬ ‫اهليجاء‬
‫‪239‬‬ ‫الوافر‬ ‫الدالء‬
‫‪195‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الكامل‬ ‫أبناؤها‬
‫‪316‬‬ ‫مسلم بن معبد‬ ‫الوافر‬ ‫دواء‬
‫‪243‬‬ ‫الفضل بن األخضر‬ ‫الطويل‬ ‫ورائها‬
‫‪270‬‬ ‫ابن غادية السلمي‬ ‫الوافر‬ ‫وثاب‬
‫‪182‬‬ ‫جلرير‬ ‫الوافر‬ ‫املصابا‬
‫‪526‬‬ ‫ابن كثوة‬ ‫البسيط‬ ‫وثبا‬
‫‪152‬‬ ‫نسب لبعض العرب‬ ‫الطويل‬ ‫معذبا‬
‫‪285‬‬ ‫الطويل‬ ‫صاحبه‬
‫‪180‬‬ ‫لبعض الفزاريني‬ ‫البسيط‬ ‫األدب‬
‫‪179‬‬ ‫الكميت‬ ‫الطويل‬ ‫وحتسب‬
‫‪100‬‬ ‫األسدي‬ ‫الطويل‬ ‫وحتلب‬
‫‪97‬‬ ‫الطويل‬ ‫املغلب‬
‫‪322‬‬ ‫ذو الرمة‬ ‫البسيط‬ ‫شنب‬
‫‪308‬‬ ‫أبو قمقام اهلذيل‬ ‫الطويل‬ ‫هبوب‬
‫‪177‬‬ ‫البسيط‬ ‫ذيب‬
‫‪152‬‬ ‫هدبة بن خشرم‬ ‫الوافر‬ ‫قريب‬
‫‪442‬‬ ‫محيد بن ثور‬ ‫الطويل‬ ‫فتغيب‬
‫‪330‬‬ ‫علقمة الفحل‬ ‫الطويل‬ ‫كليب‬
‫فهرس املوضوعات ‪575 .............................................................................‬‬

‫‪288‬‬ ‫الطويل‬ ‫القرائب‬


‫‪374‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫بأنأب‬
‫‪311‬‬ ‫أبو عبيد األشجعي ونسب لغريه‬ ‫البسيط‬ ‫عجب‬
‫‪251‬‬ ‫البسيط‬ ‫للعجب‬
‫‪197‬‬ ‫الطويل‬ ‫بيثرب‬
‫‪175‬‬ ‫احلطيئة‬ ‫الوافر‬ ‫شرعيب‬
‫‪305‬‬ ‫أليب داود األيادي‬ ‫اهلزج‬ ‫الشعب‬
‫‪251‬‬ ‫قراب ونسب لغريه‬ ‫الطويل‬ ‫املقانب‬
‫‪239‬‬ ‫البسيط‬ ‫مسلوب‬
‫‪317‬‬ ‫هشام بن معاوية‬ ‫الطويل‬ ‫وحبيب‬
‫‪465‬‬ ‫حلرمية األبرش‬ ‫املديد‬ ‫مشاالت‬
‫‪336‬‬ ‫الطويل‬ ‫لعالت‬
‫‪341‬‬ ‫املغرية بن حنباء‬ ‫الوافر‬ ‫فأسرتحيا‬
‫‪530‬‬ ‫مضرس بن ربعي ونسب لغريه‬ ‫الوافر‬ ‫شيحا‬
‫‪145‬‬ ‫متيم بن أيب فضل‬ ‫الطويل‬ ‫قادح‬
‫‪224‬‬ ‫جرير‬ ‫الطويل‬ ‫ناصح‬
‫‪189‬‬ ‫يزيد بن حمرم ونسب لغريه‬ ‫الوافر‬ ‫شراح‬
‫‪224‬‬ ‫الطويل‬ ‫اجلوانح‬
‫‪349‬‬ ‫عمرو بن اإلطنابة‬ ‫الوافر‬ ‫تسرتحيي‬
‫‪109‬‬ ‫طرفة بن العبد‬ ‫البسيط‬ ‫طباخ‬
‫‪104‬‬ ‫جرير‬ ‫الوافر‬ ‫زادا‬
‫‪78‬‬ ‫جمزوء الكامل‬ ‫أيب مزاده‬
‫‪557‬‬ ‫لعبد مناف بن زبع اهلذيل‬ ‫البسيط‬ ‫اجللدا‬
‫‪440‬‬ ‫الكامل‬ ‫وتضهدا‬
‫‪146‬‬ ‫خداش بن زهري‬ ‫الوافر‬ ‫جميدا‬
‫‪ ............................................................................. 576‬فهرس املوضوعات‬

‫‪458‬‬ ‫متيم بن مقبل ونسب لغريه‬ ‫الطويل‬ ‫نقد‬


‫‪329‬‬ ‫الطويل‬ ‫محد‬
‫‪217‬‬ ‫أنس بن مدركة ونسب لغريه‬ ‫الوافر‬ ‫يسود‬
‫‪527‬‬ ‫جرير‬ ‫الوافر‬ ‫الوقود‬
‫‪193‬‬ ‫زيد اخليل‬ ‫الوافر‬ ‫فديد‬
‫‪149‬‬ ‫املعلوط بن بدل القريطي‬ ‫الطويل‬ ‫يزيد‬
‫‪280‬‬ ‫زيد الفوارس بن حصني‬ ‫الطويل‬ ‫مفائد‬
‫‪258‬‬ ‫عبد اهلل بن الزبري األسدي‬ ‫الوافر‬ ‫بالبالد‬
‫‪230‬‬ ‫أمية بن أيب الصلت ونسب لغريه‬ ‫الوافر‬ ‫بالشهاد‬
‫‪278 ، 73‬‬ ‫قيس بن زهري‬ ‫الوافر‬ ‫بين زياد‬
‫‪213‬‬ ‫لرجل من اجلن‬ ‫طويل‬ ‫أم معبد‬
‫‪170‬‬ ‫النابغة الذبياين‬ ‫البسيط‬ ‫فقد‬
‫‪102‬‬ ‫ذو الرمة‬ ‫البسيط‬ ‫البلد‬
‫‪467‬‬ ‫البسيط‬ ‫البلد‬
‫‪437‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الكامل‬ ‫وحممد‬
‫‪172‬‬ ‫عاتكة بنت زيد ونسب لغريها‬ ‫الكامل‬ ‫املتعمد‬
‫‪352‬‬ ‫أبو زيد الطائي‬ ‫اخلفيف‬ ‫والوريد‬
‫‪265‬‬ ‫الوافر‬ ‫يزيد‬
‫‪421‬‬ ‫عدي بن زيد‬ ‫اخلفيف‬ ‫إبر‬
‫‪288‬‬ ‫لبيد بن ربيعة‬ ‫الطويل‬ ‫اعتذر‬
‫‪549 ، 545‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫املتقارب‬ ‫النمر‬
‫‪388‬‬ ‫النابغة اجلعدي‬ ‫الطويل‬ ‫وجتأرا‬
‫‪231‬‬ ‫األعشى‬ ‫جمزوء الكامل‬ ‫جاره‬
‫‪247‬‬ ‫األعشى‬ ‫الكامل‬ ‫اجلزاره‬
‫‪430‬‬ ‫األعشى‬ ‫املتقارب‬ ‫عارا‬
‫فهرس املوضوعات ‪577 .............................................................................‬‬

‫‪470‬‬ ‫التوءم اليشكري‬ ‫الوافر‬ ‫استعارا‬


‫‪314‬‬ ‫أبو دؤاد‬ ‫املتقارب‬ ‫نارا‬
‫‪340‬‬ ‫عروة بن الورد‬ ‫الطويل‬ ‫فتعذرا‬
‫‪234‬‬ ‫حذيفة بن أنس اهلذيل‬ ‫الطويل‬ ‫ومئزرا‬
‫‪557‬‬ ‫لرجل من باهلة‬ ‫البسيط‬ ‫وال اعتمرا‬
‫‪253‬‬ ‫أمية بن أيب الصلت‬ ‫اهلزج‬ ‫الزبرياه‬
‫‪557‬‬ ‫اخلفيف‬ ‫عقسريا‬
‫‪282‬‬ ‫الطويل‬ ‫سائر‬
‫‪359‬‬ ‫األعشى‬ ‫خملع البسيط‬ ‫وبار‬
‫‪559‬‬ ‫الطويل‬ ‫عرارها‬
‫‪100‬‬ ‫الوافر‬ ‫قصار‬
‫‪295‬‬ ‫ثابت بن قطنة‬ ‫الكامل‬ ‫عار‬
‫‪331‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الوافر‬ ‫اخليار‬
‫‪559 ، 289‬‬ ‫الرمة‬
‫ذو ّ‬ ‫الطويل‬ ‫هوبر‬
‫‪375‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫التجر‬
‫‪158‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫البسيط‬ ‫بشر‬
‫‪385‬‬ ‫عمر بن أيب ربيعة‬ ‫الطويل‬ ‫ومعصر‬
‫‪229‬‬ ‫أيب صخر اهلذيل‬ ‫الطويل‬ ‫القطر‬
‫‪236‬‬ ‫طويل‬ ‫شفر‬
‫‪349‬‬ ‫األخطل‬ ‫البسيط‬ ‫البقر‬
‫‪269‬‬ ‫لألعور الشىن‬ ‫املتقارب‬ ‫مقاديرها‬
‫‪503‬‬ ‫للشماخ ونسب لغريه‬ ‫الطويل‬ ‫مطريها‬
‫‪148‬‬ ‫عمر بن أيب ربيعة‬ ‫الطويل‬ ‫يتغري‬
‫‪464‬‬ ‫الطويل‬ ‫شكريها‬
‫‪390‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الكامل‬ ‫عشاري‬
‫‪ ............................................................................. 578‬فهرس املوضوعات‬

‫‪134‬‬ ‫األخطل‬ ‫البسيط‬ ‫بأطهار‬


‫‪199‬‬ ‫األعشى‬ ‫السريع‬ ‫جابر‬
‫‪215‬‬ ‫األعشى‬ ‫السريع‬ ‫الفاخر‬
‫‪312‬‬ ‫حسان بن ثابت‬ ‫الكامل‬ ‫البظر‬
‫‪167‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الطويل‬ ‫املشافر‬
‫‪531‬‬ ‫متيم بن أيب بن مقبل‬ ‫البسيط‬ ‫الدكر‬
‫‪229‬‬ ‫البن أمحر‬ ‫السريع‬ ‫طمر‬
‫‪495‬‬ ‫عدي بن زيد‬ ‫الكامل‬ ‫سور‬
‫‪136‬‬ ‫ابن مقبل‬ ‫البسيط‬ ‫عوري‬
‫‪195‬‬ ‫الشماخ‬ ‫الطويل‬ ‫ضامز‬
‫‪244‬‬ ‫املتنيب‬ ‫الكامل‬ ‫نسيسا‬
‫‪444‬‬ ‫أبو نواس‬ ‫الطويل‬ ‫خامس‬
‫‪372‬‬ ‫جمزوء الوافر‬ ‫نفسي‬
‫‪194‬‬ ‫مرار األسدي‬ ‫الكامل‬ ‫املخلس‬
‫‪231‬‬ ‫السفاح بن بكري‬ ‫السريع‬ ‫الزراع‬
‫‪201‬‬ ‫القطامي‬ ‫الوافر‬ ‫ذراعا‬
‫‪329‬‬ ‫عاتكة بنت عبد املطلب‬ ‫الكامل‬ ‫شعاعه‬
‫‪386‬‬ ‫األعشى‬ ‫الكامل‬ ‫وأربعا‬
‫‪559‬‬ ‫أوس بن حجر ونسب لغريه‬ ‫املنسرح‬ ‫جدعا‬
‫‪391‬‬ ‫أنس بن نيم‬ ‫الرمل‬ ‫وضعه‬
‫‪153‬‬ ‫أبو زيد األسلمي‬ ‫الطويل‬ ‫تقطعا‬
‫‪416‬‬ ‫األضبط بن قريع‬ ‫اخلفيف‬ ‫رفعه‬
‫‪443‬‬ ‫األعشى‬ ‫الكامل‬ ‫مولعا‬
‫‪467‬‬ ‫حلرثية بن عتاب‬ ‫الطويل‬ ‫أمجعا‬
‫‪327‬‬ ‫املرار األسدي‬ ‫الوافر‬ ‫وقوعا‬
‫فهرس املوضوعات ‪579 .............................................................................‬‬

‫‪325‬‬ ‫الذبياين‬ ‫الطويل‬ ‫سابع‬


‫‪336‬‬ ‫لعباس بن مرداس ونسب لغريه‬ ‫البسيط‬ ‫الضبع‬
‫‪540‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الكامل‬ ‫املرتع‬
‫‪292‬‬ ‫أبو ذؤيب اهلذيل‬ ‫الكامل‬ ‫مصرع‬
‫‪368‬‬ ‫النابغة الذبياين‬ ‫الطويل‬ ‫وازع‬
‫‪325‬‬ ‫النابغة الذبياين‬ ‫الطويل‬ ‫خاشع‬
‫‪306‬‬ ‫النابغة الذبياين‬ ‫الطويل‬ ‫الدوافع‬
‫‪258‬‬ ‫الطويل‬ ‫رجوعها‬
‫‪559 ، 292‬‬ ‫نقيع بن جرموز‬ ‫الوافر‬ ‫النقيع‬
‫‪251‬‬ ‫قيس بن ذريح‬ ‫الوافر‬ ‫املطاع‬
‫‪553‬‬ ‫األجدع بن مالك‬ ‫الكامل‬ ‫شواعي‬
‫‪372‬‬ ‫لبنت مرة بن عاهان ونسب لغريها‬ ‫الطويل‬ ‫األجارع‬
‫‪464‬‬ ‫الكامل‬ ‫شاف‬
‫‪412‬‬ ‫لطريف‬ ‫الطويل‬ ‫الئق‬
‫‪124‬‬ ‫الرمة‬
‫ذو ّ‬ ‫الطويل‬ ‫فيغرق‬
‫‪152‬‬ ‫أمية بن أيب الصلت‬ ‫املنسرح‬ ‫يوافقها‬
‫‪190‬‬ ‫الطويل‬ ‫رواهقه‬
‫‪171‬‬ ‫الطويل‬ ‫صديق‬
‫‪103‬‬ ‫جرير‬ ‫البسيط‬ ‫منطيق‬
‫‪541‬‬ ‫اجملنون ونسب لغريه‬ ‫الطويل‬ ‫دقيق‬
‫‪287‬‬ ‫جبار بن سلمى‬ ‫الكامل‬ ‫األمحاق‬
‫‪453‬‬ ‫الطويل‬ ‫الرزق‬
‫‪279‬‬ ‫الوافر‬ ‫العتيق‬
‫‪196‬‬ ‫األقيشر األسدي‬ ‫البسيط‬ ‫األباريق‬
‫‪222‬‬ ‫عبد اهلل بن مهام الشلويل‬ ‫املتقارب‬ ‫مالكا‬
‫‪ ............................................................................. 580‬فهرس املوضوعات‬

‫‪523‬‬ ‫زهري بن أيب سلمى‬ ‫البسيط‬ ‫ركك‬


‫‪335‬‬ ‫هند بنت عتبة‬ ‫الطويل‬ ‫العوارك‬
‫‪158‬‬ ‫الرمل‬ ‫اجلبل‬
‫‪286‬‬ ‫عبد اهلل بن الزبعري‬ ‫الرمل‬ ‫وقبل‬
‫‪196‬‬ ‫املتقارب‬ ‫األجل‬
‫‪554 ، 425‬‬ ‫لبيد بن ربيعة‬ ‫الرمل‬ ‫املعل‬
‫‪348‬‬ ‫أبو طالب ونسب لغريه‬ ‫الوافر‬ ‫تباال‬
‫‪126‬‬ ‫أبو العالء املعري‬ ‫الوافر‬ ‫لساال‬
‫‪191‬‬ ‫األعشى‬ ‫الكامل‬ ‫أطفاهلا‬
‫‪381‬‬ ‫عامر بن جؤين‬ ‫املتقارب‬ ‫إبقاهلا‬
‫‪311‬‬ ‫جرير‬ ‫الكامل‬ ‫ليناال‬
‫‪115‬‬ ‫أوس بن حجر‬ ‫الطويل‬ ‫تسربال‬
‫‪110‬‬ ‫الرمة‬
‫ذو ّ‬ ‫الطويل‬ ‫منزال‬
‫‪169‬‬ ‫األخطل‬ ‫الطويل‬ ‫هنشال‬
‫‪346‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫أفعله‬
‫‪312‬‬ ‫األعشى‬ ‫املنسرح‬ ‫نغال‬
‫‪470‬‬ ‫الطويل‬ ‫وتعمال‬
‫‪169‬‬ ‫األعشى‬ ‫املنسرح‬ ‫مهال‬
‫‪471‬‬ ‫الراعي‬ ‫الكامل‬ ‫هديال‬
‫‪543‬‬ ‫جرير ونسب لغريه‬ ‫كامل‬ ‫غليال‬
‫‪342‬‬ ‫العنربي ونسب لغريه‬ ‫اخلفيف‬ ‫التأميال‬
‫‪226‬‬ ‫الراعي النمريي‬ ‫الكامل‬ ‫مميال‬
‫‪309‬‬ ‫الرمة ونسب لغريه‬
‫ذو ّ‬ ‫الطويل‬ ‫خياهلا‬
‫‪166‬‬ ‫الطويل‬ ‫بالبله‬
‫‪79‬‬ ‫النابغة الذبياين‬ ‫الطويل‬ ‫القنابل‬
‫فهرس املوضوعات ‪581 .............................................................................‬‬

‫‪266‬‬ ‫القطامي‬ ‫البسيط‬ ‫قبل‬


‫‪200‬‬ ‫جرير‬ ‫الطويل‬ ‫نواصله‬
‫‪331‬‬ ‫احلطيئة‬ ‫الطويل‬ ‫حواصله‬
‫‪213‬‬ ‫لرجل من بين عامر‬ ‫الطويل‬ ‫نوافله‬
‫‪447‬‬ ‫املتنيب‬ ‫الطويل‬ ‫وطبول‬
‫‪108‬‬ ‫كعب بن زهري‬ ‫البسيط‬ ‫ومقتول‬
‫‪271‬‬ ‫األسدي‬ ‫الطويل‬ ‫سبيل‬
‫‪109‬‬ ‫كعب بن زهري‬ ‫البسيط‬ ‫غيل‬
‫‪181‬‬ ‫الكامل‬ ‫قليل‬
‫‪334‬‬ ‫األحوص‬ ‫الكامل‬ ‫ألميل‬
‫‪323‬‬ ‫مشري بن احلارس‬ ‫الوافر‬ ‫والصهيل‬
‫‪302‬‬ ‫ابن ميادة‬ ‫الوافر‬ ‫وبال‬
‫‪274 ، 273‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫متثال‬
‫‪107‬‬ ‫الشماخ بن ضرار‬ ‫الطويل‬ ‫وآجال‬
‫‪280‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫وال صال‬
‫‪301‬‬ ‫أمية بن أيب عائذ ونسب لغريه‬ ‫املتقارب‬ ‫السعايل‬
‫‪167‬‬ ‫زيد اخليل‬ ‫الوافر‬ ‫مايل‬
‫‪227‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫املال‬
‫‪502‬‬ ‫الكامل‬ ‫بشماهلا‬
‫‪162‬‬ ‫األعشى‬ ‫اخلفيف‬ ‫األهوال‬
‫‪542‬‬ ‫طفيل الغنوي‬ ‫الطويل‬ ‫معتلى‬
‫‪205‬‬ ‫الطويل‬ ‫تنجلي‬
‫‪267‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫البسيط‬ ‫الرواحل‬
‫‪91‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫البسيط‬ ‫واجلدل‬
‫‪228‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫املتفضل‬
‫‪ ............................................................................. 582‬فهرس املوضوعات‬

‫‪274‬‬ ‫أبو كبري اهلذيل‬ ‫الكامل‬ ‫هبيضل‬


‫‪95‬‬ ‫جرير بن عطية‬ ‫الكامل‬ ‫الباطل‬
‫‪126‬‬ ‫ابن يعفر‬ ‫السريع‬ ‫بالباطل‬
‫‪257‬‬ ‫األسود بن يعفر‬ ‫الطويل‬ ‫حنظل‬
‫‪289‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫من عل‬
‫‪558‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫السريع‬ ‫واغل‬
‫‪504‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫املثقل‬
‫‪304‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫املتعثكل‬
‫‪155‬‬ ‫عمرو بن أمحر‬ ‫البسيط‬ ‫الثمل‬
‫‪268‬‬ ‫مزاحم العقيلي‬ ‫الطويل‬ ‫جمهل‬
‫‪232‬‬ ‫زفر بن احلارث‬ ‫الوافر‬ ‫اجمليل‬
‫‪116‬‬ ‫الطرماح بن حكيم‬ ‫املديد‬ ‫ملام‬
‫‪557 ، 171‬‬ ‫لعلباء بن أرقم ونسب لغريه‬ ‫الطويل‬ ‫السلم‬
‫‪378‬‬ ‫مشر بن احلارث ونسب لغريه‬ ‫الوافر‬ ‫ظالما‬
‫‪521‬‬ ‫عبيد بن األبرص ونسب لغريه‬ ‫جمزوء الكامل‬ ‫احلمامه‬
‫‪324‬‬ ‫محيد بن ثور‬ ‫الوافر‬ ‫السناما‬
‫‪538‬‬ ‫الطويل‬ ‫نغما‬
‫‪207‬‬ ‫الشماخ بن ضرار‬ ‫الطويل‬ ‫مصطالمها‬
‫‪272‬‬ ‫للحصني بن احلمام‬ ‫الطويل‬ ‫مسوما‬
‫‪340‬‬ ‫لزياد األعجم‬ ‫الوافر‬ ‫تستقيما‬
‫‪176‬‬ ‫جرير‬ ‫الوافر‬ ‫حرام‬
‫‪353‬‬ ‫األحوص‬ ‫الوافر‬ ‫احلسام‬
‫‪80‬‬ ‫الرمة‬
‫ذو ّ‬ ‫الطويل‬ ‫وشامها‬
‫‪541‬‬ ‫ذو الرمة‬ ‫البسيط‬ ‫مسجوم‬
‫‪329‬‬ ‫الطويل‬ ‫والذم‬
‫فهرس املوضوعات ‪583 .............................................................................‬‬

‫‪331‬‬ ‫عروة بن أذينة‬ ‫الكامل‬ ‫وزمزم‬


‫‪74‬‬ ‫زهري بن أيب سلمى‬ ‫الطويل‬ ‫يظلم‬
‫‪257‬‬ ‫ابن حنباء‬ ‫البسيط‬ ‫علموا‬
‫‪457‬‬ ‫علقمة بن عبدة‬ ‫البسيط‬ ‫حوم‬
‫‪94‬‬ ‫الوافر‬ ‫العموم‬
‫‪263‬‬ ‫الوافر‬ ‫شرمي‬
‫‪165‬‬ ‫حممد بن سلمة ونسب لغريه‬ ‫الطويل‬ ‫كرمي‬
‫‪525‬‬ ‫الطويل‬ ‫هبيمها‬
‫‪503‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الطويل‬ ‫رجام‬
‫‪393‬‬ ‫قطنة بن أوس‬ ‫البسيط‬ ‫اخلامى‬
‫‪436‬‬ ‫عصام الزماين ونسب لغريه‬ ‫البسيط‬ ‫الذام‬
‫‪104‬‬ ‫أبو بكر بن األسود‬ ‫الوافر‬ ‫هتامي‬
‫‪534‬‬ ‫الطويل‬ ‫فيأمتي‬
‫‪179‬‬ ‫عنرتة‬ ‫الكامل‬ ‫املكرم‬
‫‪193‬‬ ‫ساعدة بن جؤية اهلذيل‬ ‫البسيط‬ ‫ينم‬
‫‪381‬‬ ‫الوافر‬ ‫أقيمي‬
‫‪429‬‬ ‫النابغة الذبياين‬ ‫الوافر‬ ‫عكاظ إن‬
‫‪330‬‬ ‫الرمل‬ ‫القطني‬
‫‪539‬‬ ‫مجيل بثينة‬ ‫الكامل‬ ‫وجفانا‬
‫‪101‬‬ ‫كثري بن عبد اهلل النهش لي ونس به‬ ‫البسيط‬ ‫عفانا‬
‫لغريه‬
‫‪106‬‬ ‫جرير‬ ‫البسيط‬ ‫كانا‬
‫‪335‬‬ ‫املغرية بن حنباء‬ ‫الوافر‬ ‫أنانا‬
‫‪442‬‬ ‫لرؤبة ونسب لغريه‬ ‫الوافر‬ ‫والعينانا‬
‫‪277‬‬ ‫كعب بن مالك ونسب لغريه‬ ‫الكامل‬ ‫إيانا‬
‫‪470‬‬ ‫الوافر‬ ‫وهنا‬
‫‪ ............................................................................. 584‬فهرس املوضوعات‬

‫‪312‬‬ ‫حسان بن ثابت‬ ‫اخلفيف‬ ‫جنونا‬


‫‪446‬‬ ‫للكميت بن زيد‬ ‫الوافر‬ ‫وأمحرينا‬
‫‪176‬‬ ‫الطويل‬ ‫فارمتينا‬
‫‪461‬‬ ‫األعشى‬ ‫الطويل‬ ‫عاجن‬
‫‪305‬‬ ‫الطويل‬ ‫يعينها‬
‫‪185‬‬ ‫عبد الرمحن بن احلكم‬ ‫الطويل‬ ‫بلبان‬
‫‪148‬‬ ‫أبو األسود الدؤيل‬ ‫الطويل‬ ‫بلباهنا‬
‫‪290‬‬ ‫النابغة اجلعدي‬ ‫الوافر‬ ‫وحجتان‬
‫‪373‬‬ ‫جحدر بن مالك‬ ‫الوافر‬ ‫تداين‬
‫‪449‬‬ ‫الطويل‬ ‫يدان‬
‫‪156‬‬ ‫عروة بن حزام‬ ‫الوافر‬ ‫عساين‬
‫‪533‬‬ ‫عمران بن حطان‬ ‫الطويل‬ ‫إيسان‬
‫‪388‬‬ ‫عامر بن جؤين‬ ‫اخلفيف‬ ‫رمضان‬
‫‪352‬‬ ‫كعب بن مالك ونسب لغريه‬ ‫البسيط‬ ‫مثالن‬
‫‪373‬‬ ‫جحدر بن مالك ونسب لغريه‬ ‫الوافر‬ ‫عالين‬
‫‪273‬‬ ‫لرجل من أسد ونسب لغريه‬ ‫طويل‬ ‫أبوان‬
‫‪554 ، 248‬‬ ‫الوافر‬ ‫لواين‬
‫‪270‬‬ ‫ذو اإلصبع العدواين‬ ‫البسيط‬ ‫فتخزوين‬
‫‪360‬‬ ‫سحيم بن وثيل‬ ‫الوافر‬ ‫تعرفوين‬
‫‪189‬‬ ‫بشر بن أيب خازم‬ ‫الطويل‬ ‫املباين‬
‫‪261‬‬ ‫أيب حية النمريي‬ ‫الوافر‬ ‫ختوفيين‬
‫‪308‬‬ ‫املثقب العبدي ونسب لغريه‬ ‫الوافر‬ ‫وتتقيين‬
‫‪439‬‬ ‫املثقب العبدي‬ ‫الوافر‬ ‫اليقني‬
‫‪438‬‬ ‫عمرو بن العداء‬ ‫البسيط‬ ‫مجالني‬
‫‪308‬‬ ‫املثقب العبدي ونسب لغريه‬ ‫الوافر‬ ‫مسيىن‬
‫فهرس املوضوعات ‪585 .............................................................................‬‬

‫‪160‬‬ ‫الوافر‬ ‫القمني‬


‫‪163‬‬ ‫املنسرح‬ ‫اجملانني‬
‫‪286‬‬ ‫عباس بن مرداس‬ ‫الوافر‬ ‫ال يراها‬
‫‪285‬‬ ‫كعب بن زهري‬ ‫الوافر‬ ‫ذووها‬
‫‪558‬‬ ‫البسيط‬ ‫واديها‬
‫‪532‬‬ ‫ولب ونسب‬ ‫أبو كاهل النمر بن ت‬ ‫البسيط‬ ‫أرانيها‬
‫لغريه‬
‫‪263‬‬ ‫يزيد بن احلكم‬ ‫الطويل‬ ‫منهوى‬
‫‪554‬‬ ‫أبو األسود‬ ‫الكامل‬ ‫والدها‬
‫‪393‬‬ ‫الطويل‬ ‫ساديا‬
‫‪545‬‬ ‫عبد يغوث بن وقاص احلارثي‬ ‫الطويل‬ ‫وعاديا‬
‫‪526‬‬ ‫الوليد بن يزيد‬ ‫اهلزج‬ ‫الصحاريا‬
‫‪90‬‬ ‫منظور بن سحيم الفقعسي‬ ‫الطويل‬ ‫ما كفانيا‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 586‬فهرس املوضوعات‬

‫فهرس أراجيز كتاب «المقرب»‬


‫الصفحة‬ ‫القائل‬ ‫القافية‬
‫‪528‬‬ ‫أفياؤها‬
‫‪170‬‬ ‫رؤبة‬ ‫خلب‬
‫‪530‬‬ ‫أبو حكاك‬ ‫عجبا‬
‫‪417‬‬ ‫األغلب العجلي‬ ‫ثعلبة‬
‫‪411‬‬ ‫للقناين‬ ‫ركائبة‬
‫‪508‬‬ ‫رؤبة بن العجاج‬ ‫احلضب‬
‫‪440‬‬ ‫الوطب‬
‫‪243‬‬ ‫األحوص‬ ‫جعتا‬
‫‪207‬‬ ‫عمر بن جلأ التيمي‬ ‫سراهتا‬
‫‪541‬‬ ‫مزدوقاته‬
‫‪536‬‬ ‫علباء بن أرقم‬ ‫النات‬
‫‪536‬‬ ‫علباء بن أرقم‬ ‫أكيات‬
‫‪387‬‬ ‫لنفيع بن طراق‬ ‫حجتج‬
‫‪529‬‬ ‫رجل من اليمانيني‬ ‫يأتيك بج‬
‫‪529‬‬ ‫بالعشج‬
‫‪425‬‬ ‫علج‬
‫‪529‬‬ ‫العجاج‬ ‫وأمسجا‬
‫‪555‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫أحراحا‬
‫‪153‬‬ ‫رؤبة بن العجاج‬ ‫ميصحا‬
‫‪535‬‬ ‫الفرقد‬
‫‪533‬‬ ‫العجاج‬ ‫كسر‬
‫‪304‬‬ ‫البشر‬
‫فهرس املوضوعات ‪587 .............................................................................‬‬

‫‪451‬‬ ‫ابتكر‬
‫‪528 ، 488‬‬ ‫حكيم بن معاوية‬ ‫ومنر‬
‫‪243‬‬ ‫شرا‬
‫‪304‬‬ ‫حيدرا‬
‫‪459‬‬ ‫فرا‬
‫‪338‬‬ ‫اطريا‬
‫‪244‬‬ ‫العجاج‬ ‫عذيري‬
‫‪252‬‬ ‫رجل من بين أسد‬ ‫فقعس‬
‫‪436‬‬ ‫العجاج‬ ‫وعرس‬
‫‪246‬‬ ‫خالد بن مهاجر ونسب لغريه‬ ‫واحللس‬
‫‪296‬‬ ‫قط‬
‫‪539‬‬ ‫العجاج‬ ‫فالطجع‬
‫‪318‬‬ ‫منظور بن حية األسدي‬ ‫أكتعا‬
‫‪318‬‬ ‫ألعرايب‬ ‫أمجعا‬
‫‪351‬‬ ‫جلرير بن عبد اهلل البجلي ونسب لغريه‬ ‫تصرع‬
‫‪526‬‬ ‫رؤبة‬ ‫املشتئق‬
‫‪246‬‬ ‫وحبق‬
‫‪534‬‬ ‫خلف األمحر‬ ‫نقانق‬
‫‪87‬‬ ‫رؤبة بن العجاج‬ ‫سائق‬
‫‪528‬‬ ‫هزوق‬
‫‪542‬‬ ‫رجل من محري‬ ‫البكا‬
‫‪203‬‬ ‫جارية من بين مازن‬ ‫حيمدونكا‬
‫‪436‬‬ ‫واثلة بن األسقع ونسب لغريه‬ ‫ضنك‬
‫‪265‬‬ ‫رؤبة‬ ‫حاظال‬
‫‪430‬‬ ‫أبو النجم‬ ‫أزحله‬
‫‪ ............................................................................. 588‬فهرس املوضوعات‬

‫‪237‬‬ ‫أبو النجم‬ ‫رمله‬


‫‪393‬‬ ‫خطام اجملاشعي ونسب لغريه‬ ‫الثاىل‬
‫‪529‬‬ ‫أبو النجم‬ ‫األجل‬
‫‪440 ، 383‬‬ ‫أبو النجم‬ ‫حنظل‬
‫‪250‬‬ ‫رؤبة‬ ‫عن فل‬
‫‪524‬‬ ‫هلدبة بن خشرم‬ ‫األجلل‬
‫‪154‬‬ ‫العجاج‬ ‫صائما‬
‫‪374‬‬ ‫وقامسا‬
‫‪537‬‬ ‫أسطمه‬
‫‪464‬‬ ‫العجاج ونسب لغريه‬ ‫معمما‬
‫‪286‬‬ ‫العجاج‬ ‫يرمحه‬
‫‪534‬‬ ‫رؤبة‬ ‫ومحوا‬
‫‪291‬‬ ‫رؤبة‬ ‫فمه‬
‫‪537‬‬ ‫العجاج‬ ‫البنام‬
‫‪525‬‬ ‫لروبة بن العجاج‬ ‫العأمل‬
‫‪354‬‬ ‫وإن‬
‫‪428‬‬ ‫هنه‬
‫‪502‬‬ ‫أعرايب‬ ‫أيامنينا‬
‫‪442‬‬ ‫المرأة من فقعس‬ ‫شهرينه‬
‫‪441‬‬ ‫المرأة من فقعس‬ ‫جوينه‬
‫‪441‬‬ ‫المرأة من فقعس‬ ‫ومجاديينه‬
‫‪489‬‬ ‫لرؤبة بن العجاج‬ ‫األركن‬
‫‪483‬‬ ‫دمل العبشمى‬ ‫والكراوين‬
‫‪444‬‬ ‫احلكم بن املنذر‬ ‫ومائه‬
‫‪242‬‬ ‫لرؤبة ونسب لغريه‬ ‫غايتاها‬
‫فهرس املوضوعات ‪589 .............................................................................‬‬

‫‪502‬‬ ‫قذى‬
‫‪250‬‬ ‫يا اللهم ما‬
‫‪428‬‬ ‫أيت‬
‫‪501‬‬ ‫أحيحة بن اجلالح‬ ‫عاديا‬
‫‪507‬‬ ‫صبيا‬
‫‪450‬‬ ‫العجاج‬ ‫دواري‬
‫ّ‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 590‬فهرس املوضوعات‬

‫فهرس اآليات القرآنية لكتاب «مثل المقرب»‬


‫الصفحة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اآلية‬
‫الفاتحة‬
‫‪294‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(بسم اهلل الرحمن الرحيم)‬
‫‪323‬‬ ‫‪7،6‬‬ ‫(اه دنا الص راط المس تقيم ص راط ال ذين أنعمت‬
‫عليهم)‬
‫البقرة‬
‫‪93‬‬ ‫‪26‬‬ ‫(مثال ما بعوضة)‬
‫‪89‬‬ ‫‪142‬‬ ‫(عن قبلتهم التى كانوا عليها)‬
‫‪122‬‬ ‫‪184‬‬ ‫(وأن تصوموا خير لكم)‬
‫‪212‬‬ ‫‪185‬‬ ‫(شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن)‬
‫‪212‬‬ ‫‪185‬‬ ‫(فمن شهد منكم الشهر فليصمه)‬
‫‪122‬‬ ‫‪221‬‬ ‫(ولعبد مؤمن خير من مشرك)‬
‫‪89‬‬ ‫‪259‬‬ ‫(أو كالذى مر على قرية)‬
‫‪100‬‬ ‫‪271‬‬ ‫(إن تبدوا الصدقات فنعما هى)‬
‫آل عمران‬
‫‪417‬‬ ‫‪2،1‬‬ ‫(الم اهلل ال إله إال هو الحى القيوم)‬
‫‪134‬‬ ‫‪91‬‬ ‫(فلن يقبل من أح دهم ملء األرض ذهبا ولو افت دى‬
‫به)‬
‫‪165‬‬ ‫‪106‬‬ ‫(فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم)‬
‫‪220‬‬ ‫‪154‬‬ ‫(يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم)‬
‫النساء‬
‫‪87‬‬ ‫‪3‬‬ ‫(فانكحوا ما طاب لكم من النساء)‬
‫‪358‬‬ ‫‪3‬‬ ‫(مثنى وثالث ورباع)‬
‫فهرس املوضوعات ‪591 .............................................................................‬‬

‫‪83‬‬ ‫‪16‬‬ ‫(والذان يأتيانها منكم)‬


‫األنعام‬
‫‪355‬‬ ‫‪39‬‬ ‫(من يشإ اهلل يضلله)‬
‫‪78‬‬ ‫‪137‬‬ ‫(قتل أوالدهم شركاؤهم)‬
‫‪93‬‬ ‫‪154‬‬ ‫(تماما على الذى أحسن ‪)...‬‬
‫األعراف‬
‫‪175‬‬ ‫‪62‬‬ ‫(وأنصح لكم)‬
‫األنفال‬
‫‪463‬‬ ‫‪58‬‬ ‫(وإما تخافن من قوم خيانة)‬
‫التوبة‬
‫‪137‬‬ ‫‪6‬‬ ‫(وإن أحد من المشركين استجارك)‬
‫يونس‬
‫‪307‬‬ ‫‪24‬‬ ‫(أتاها أمرنا ليال أو نهارا)‬
‫‪96‬‬ ‫‪42‬‬ ‫(ومنهم من يستمعون إليك)‬
‫‪88‬‬ ‫‪43‬‬ ‫(ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدى العمى)‬
‫يوسف‬
‫‪445‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين)‬
‫الرعد‬
‫‪165 ، 91‬‬ ‫‪24 ، 23‬‬ ‫(والمالئكة ي دخلون عليهم من كل ب اب س الم‬
‫عليكم)‬
‫النحل‬
‫‪142‬‬ ‫‪58‬‬ ‫(وإذا بشر أح دهم ب األنثى ظل وجهه مس ودا وهو‬
‫كظيم)‬
‫‪ ............................................................................. 592‬فهرس املوضوعات‬

‫‪87‬‬ ‫‪96‬‬ ‫(ما عندكم ينفد)‬


‫‪294‬‬ ‫‪98‬‬ ‫(فاستعذ باهلل من الشيطان الرجيم)‬
‫الكهف‬
‫‪106‬‬ ‫‪5‬‬ ‫(كبرت كلمة تخرج من أفواههم)‬
‫‪145‬‬ ‫‪60‬‬ ‫(ال أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين)‬
‫‪89‬‬ ‫‪107‬‬ ‫(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات)‬
‫مريم‬
‫‪114‬‬ ‫‪38‬‬ ‫(أسمع بهم وأبصر)‬
‫‪89‬‬ ‫‪69‬‬ ‫(ثم لن نزعن من كل ش يعة أيهم أشد على ال رحمن‬
‫عتيا)‬
‫‪140‬‬ ‫‪75‬‬ ‫(قل من كان فى الضاللة فليمدد له الرحمن مدا)‬
‫طه‬
‫‪153‬‬ ‫‪121‬‬ ‫(وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة)‬
‫األنبياء‬
‫‪310‬‬ ‫‪26‬‬ ‫(وق الوا اتخذ ال رحمن ول دا س بحانه بل عب اد‬
‫مكرمون)‬
‫المؤمنون‬
‫‪122‬‬ ‫‪53‬‬ ‫(كل حزب بما لديهم فرحون)‬
‫الفرقان‬
‫‪94‬‬ ‫‪41‬‬ ‫(أهذا الذى بعث اهلل رسوال)‬
‫الشعراء‬
‫‪221‬‬ ‫‪111‬‬ ‫(أنؤمن لك واتبعك األرذلون)‬
‫فهرس املوضوعات ‪593 .............................................................................‬‬

‫األحزاب‬
‫‪97‬‬ ‫‪31‬‬ ‫(ومن يقنت منكن هلل ورسوله وتعمل صالحا)‬
‫‪382‬‬ ‫‪32‬‬ ‫(يا نساء النبى لستن كأحد من النساء إن اتقيتن)‬
‫‪89‬‬ ‫‪35‬‬ ‫(والحافظين فروجهم والحافظات)‬
‫‪85‬‬ ‫‪50‬‬ ‫(الالتى هاجرن معك)‬
‫سبأ‬
‫‪241‬‬ ‫‪10‬‬ ‫(يا جبال أوبى معه)‬
‫الصافات‬
‫‪122‬‬ ‫‪130‬‬ ‫(سالم على إل ياسين)‬
‫ص‬
‫‪102‬‬ ‫‪56‬‬ ‫(جهنم يصلونها فبئس المهاد)‬
‫الزمر‬
‫‪89‬‬ ‫‪33‬‬ ‫(والذى جاء بالصدق وصدق به)‬
‫فصلت‬
‫‪84‬‬ ‫‪29‬‬ ‫(أرنا الذين ‪)...‬‬
‫الشورى‬
‫‪323‬‬ ‫‪53 ، 52‬‬ ‫(وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم صراط اهلل)‬
‫الزخرف‬
‫‪93‬‬ ‫‪84‬‬ ‫(وهو الذى فى السماء إله وفى األرض إله)‬
‫الدخان‬
‫‪212‬‬ ‫‪3‬‬ ‫(إنا أنزلناه فى ليلة مباركة)‬
‫‪ ............................................................................. 594‬فهرس املوضوعات‬

‫األحقاف‬
‫‪163‬‬ ‫‪26‬‬ ‫(ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه)‬
‫محمد‬
‫‪199‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(فضرب الرقاب)‬
‫الطور‬
‫‪89‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(والبيت المعمور)‬
‫المجادلة‬
‫‪89‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(قول التى تجادلك فى زوجها)‬
‫القمر‬
‫‪104‬‬ ‫‪12‬‬ ‫(وفجرنا األرض عيونا)‬
‫الطالق‬
‫‪85‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(والالئى يئسن من المحيض)‬
‫‪290‬‬ ‫‪6‬‬ ‫(من حيث سكنتم من وجدكم)‬
‫‪97‬‬ ‫‪11‬‬ ‫(ومن يؤمن باهلل ويعمل صالحا يدخله جنات ‪)...‬‬
‫الملك‬
‫‪163‬‬ ‫‪20‬‬ ‫(إن الكافرون إال فى غرور)‬
‫الحاقة‬
‫‪89‬‬ ‫‪11‬‬ ‫(إنا لما طغى الماء حملناكم فى الجارية)‬
‫‪294‬‬ ‫‪13‬‬ ‫(نفخة واحدة)‬
‫المعارج‬
‫‪178‬‬ ‫‪6‬‬ ‫(إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا)‬
‫فهرس املوضوعات ‪595 .............................................................................‬‬

‫المزمل‬
‫‪234‬‬ ‫‪3،2‬‬ ‫(قم الليل إال قليال)‬
‫‪77‬‬ ‫‪18‬‬ ‫(السماء منفطر به)‬
‫القيامة‬
‫‪380‬‬ ‫‪9‬‬ ‫(وجمع الشمس والقمر)‬
‫النبأ‬
‫‪323‬‬ ‫‪32 ، 31‬‬ ‫(إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا)‬
‫المطففين‬
‫‪122‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(ويل للمطففين)‬
‫األعلى‬
‫‪310‬‬ ‫‪15 ، 14‬‬ ‫(قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى)‬
‫العلق‬
‫‪323‬‬ ‫‪16 ، 15‬‬ ‫(لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة)‬
‫الشرح‬
‫‪89‬‬ ‫‪3‬‬ ‫(الذى أنقض ظهرك)‬
‫اإلخالص‬
‫‪128‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(قل هو اهلل أحد)‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 596‬فهرس املوضوعات‬

‫فهرس أحاديث كتاب «مثل المقرب»‬


‫«إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما ىف وضوئه فإن أحدكم ال‬
‫يدرى أين باتت يده» ‪143.......................................................‬‬
‫«إن اهلل جعل احلق على لسان عمر وقلبه»‪435....................................‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪597 .............................................................................‬‬

‫فهرس أعالم كتاب «مثل المقرب»‬


‫ابن جبري ‪118...................................................................‬‬
‫ابن الدمينة‪141..................................................................‬‬
‫ابن السكيت ‪358...............................................................‬‬
‫ابن سريين‪307..................................................................‬‬
‫ابن عامر‪78.....................................................................‬‬
‫ابن قتيبة‪472....................................................................‬‬
‫ابن كيسان‪89...................................................................‬‬
‫ابن مسعود‪347 ، 85...........................................................‬‬
‫أبو بكر بن السراج‪214 ، 86...................................................‬‬
‫أبو حامت‪358....................................................................‬‬
‫أبو زبيد الطائى‪88...............................................................‬‬
‫أبو زيد ‪87......................................................................‬‬
‫أبو صاحل‪103...................................................................‬‬
‫أبو العالء النحوى‪413...........................................................‬‬
‫أبو عمرو الشيباين‪358...........................................................‬‬
‫أبو حممد ‪103...................................................................‬‬
‫األخفش‪260 ، 214 ، 115 ، 113 ، 103 ، 100...........................‬‬
‫امرؤ القيس ‪88 ، 77............................................................‬‬
‫أمية بن أيب الصلت‪290..........................................................‬‬
‫ثعلب‪86........................................................................‬‬
‫مجيل‪141.......................................................................‬‬
‫احلجاج ‪118....................................................................‬‬
‫ذو الرمة‪102....................................................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 598‬فهرس املوضوعات‬

‫سيبويه ‪113.....................................................................‬‬
‫شريح‪364......................................................................‬‬
‫عدى ‪93........................................................................‬‬
‫العلج ‪118......................................................................‬‬
‫على بن أىب طالب ‪365 ، 364..................................................‬‬
‫عمر ‪118.......................................................................‬‬
‫الفارسى ‪85.....................................................................‬‬
‫الفراء ‪82........................................................................‬‬
‫الفرزدق ‪158 ، 105 ، 91.....................................................‬‬
‫القطامى‪90......................................................................‬‬
‫الكسائى‪241 ، 85.............................................................‬‬
‫املربد‪115.......................................................................‬‬
‫مضرس ‪90......................................................................‬‬
‫النابغة‪77........................................................................‬‬
‫اهلروى‪87.......................................................................‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪599 .............................................................................‬‬

‫فهرس أشعار كتاب «مثل المقرب»‬


‫الصفحة‬ ‫القائل‬ ‫البحر‬ ‫القافية‬
‫‪120‬‬ ‫احلارث بن حلزة‬ ‫اخلفيف‬ ‫العالء‬
‫‪77‬‬ ‫الوافر‬ ‫ذهابا‬
‫‪181‬‬ ‫الكامل‬ ‫وخابوا‬
‫‪290‬‬ ‫أمية بن أيب الصلت‬ ‫الوافر‬ ‫الغراب‬
‫‪118‬‬ ‫ذو الرمة‬ ‫البسيط‬ ‫الغرب‬
‫‪220‬‬ ‫لبعض بين فقعس‬ ‫الطويل‬ ‫وعقرب‬
‫‪188‬‬ ‫الطويل‬ ‫منصب‬
‫‪364‬‬ ‫الطويل‬ ‫ساغب‬
‫‪93‬‬ ‫عدي بن زيد‬ ‫املنسرح‬ ‫عواقبها‬
‫‪136‬‬ ‫لبعض بين فقعس‬ ‫الطويل‬ ‫أنكب‬
‫‪99‬‬ ‫لألسدي‬ ‫الطويل‬ ‫وحتلب‬
‫‪364‬‬ ‫طفيل بن عوف الغنوي‬ ‫الطويل‬ ‫يسوب‬
‫‪364‬‬ ‫ذو الرمة‬ ‫البسيط‬ ‫مسلوب‬
‫‪350‬‬ ‫قيس بن احلطيم ونسب لغريه‬ ‫الطويل‬ ‫فنضارب‬
‫‪362‬‬ ‫جرير‬ ‫املنسرح‬ ‫يف العلب‬
‫‪165‬‬ ‫اجلميح األسدي‬ ‫البسيط‬ ‫للشيب‬
‫‪77‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫متغيب‬
‫‪421‬‬ ‫املتقارب‬ ‫مشلتا‬
‫‪143‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫عربايت‬
‫‪84‬‬ ‫اهلزج‬ ‫احلج‬
‫‪77‬‬ ‫الراعي النمريي‬ ‫البسيط‬ ‫شحاج‬
‫‪85‬‬ ‫للهذيل‬ ‫الوافر‬ ‫جناحي‬
‫‪95‬‬ ‫األعشي‬ ‫الكامل‬ ‫أن حيصدا‬
‫‪ ............................................................................. 600‬فهرس املوضوعات‬

‫‪220‬‬ ‫البسيط‬ ‫مسعودا‬


‫‪82‬‬ ‫ابن الكلحبة‬ ‫الطويل‬ ‫اليتعهد‬
‫‪86‬‬ ‫الطويل‬ ‫عهود‬
‫‪136‬‬ ‫البسيط‬ ‫تصريد‬
‫‪141‬‬ ‫البسيط‬ ‫لبد‬
‫‪77‬‬ ‫النابغة‬ ‫الطويل‬ ‫قاصد‬
‫‪82‬‬ ‫الوافر‬ ‫بين معد‬
‫‪141‬‬ ‫النابغة الذبياين‬ ‫البسيط‬ ‫اجللد‬
‫‪143‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫املتقارب‬ ‫األرمد‬
‫‪123‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫املتقارب‬ ‫آجر‬
‫‪100‬‬ ‫الرمل‬ ‫الشطر‬
‫‪269‬‬ ‫طرفة‬ ‫الرمل‬ ‫كالشقر‬
‫‪358‬‬ ‫الكميت بن زيد‬ ‫املتقارب‬ ‫عشارا‬
‫‪124 ، 105‬‬ ‫ابن ميادة‬ ‫الطويل‬ ‫فال صربا‬
‫‪146‬‬ ‫ذو الرمة‬ ‫الطويل‬ ‫قفرا‬
‫‪140‬‬ ‫الربيع بن ضبع‬ ‫املنسرح‬ ‫نفرا‬
‫‪363‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫أنكرا‬
‫‪84‬‬ ‫عديل بن فرخ العجلي‬ ‫الطويل‬ ‫مل يعمرا‬
‫‪99‬‬ ‫الوافر‬ ‫قصار‬
‫‪498‬‬ ‫القطامى‬ ‫الوافر‬ ‫الكفار‬
‫‪350‬‬ ‫لبيد‬ ‫الطويل‬ ‫شاجر‬
‫‪141‬‬ ‫ابن الدمينة‬ ‫الطويل‬ ‫آخره‬
‫‪88‬‬ ‫أليب زبيد الطائي‬ ‫الطويل‬ ‫حيذر‬
‫‪124‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الطويل‬ ‫متيسر‬
‫‪255‬‬ ‫عمر بن أيب ربيعة‬ ‫الطويل‬ ‫يذكر‬
‫فهرس املوضوعات ‪601 .............................................................................‬‬

‫‪105‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الطويل‬ ‫تصاهره‬


‫‪181‬‬ ‫العني املنقرى ونسب لغريه‬ ‫البسيط‬ ‫واخلور‬
‫‪91‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الطويل‬ ‫أزورها‬
‫‪141‬‬ ‫مجيل‬ ‫الطويل‬ ‫وعور‬
‫‪241‬‬ ‫كثري‬ ‫الطويل‬ ‫هدير‬
‫‪188‬‬ ‫مضرس بن ربعى‬ ‫الطويل‬ ‫عصريها‬
‫‪363‬‬ ‫الطويل‬ ‫ضوء ناره‬
‫‪88‬‬ ‫األعشى‬ ‫السريع‬ ‫الفاخر‬
‫‪221‬‬ ‫املسيب بن علس ونسب لغريه‬ ‫الكامل‬ ‫ال يدري‬
‫‪472‬‬ ‫اجملنون ونسب لغريه‬ ‫البسيط‬ ‫والسمر‬
‫‪86‬‬ ‫األسود بن يعفر‬ ‫البسيط‬ ‫القواقيز‬
‫‪413‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫السريع‬ ‫مقبس‬
‫‪444‬‬ ‫أبو نواس‬ ‫الطويل‬ ‫خامس‬
‫‪255‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الكامل‬ ‫مل ييأس‬
‫‪140‬‬ ‫ابن أمحر‬ ‫الطويل‬ ‫بيوضها‬
‫‪192‬‬ ‫ذو الرمة‬ ‫الطويل‬ ‫ينهض‬
‫‪151‬‬ ‫القطامي‬ ‫الوافر‬ ‫الوداعا‬
‫‪90‬‬ ‫القطامي‬ ‫الوافر‬ ‫املصاعا‬
‫‪556‬‬ ‫أنس بن زنيم‬ ‫الرمل‬ ‫وضعه‬
‫‪82‬‬ ‫مرار األسدي‬ ‫الطويل‬ ‫مسمعا‬
‫‪82‬‬ ‫الطويل‬ ‫اليتتبع‬
‫‪380‬‬ ‫ذو الرمة‬ ‫الطويل‬ ‫اجلراشع‬
‫‪135‬‬ ‫الصمة القشريي ونسب لغريه‬ ‫الطويل‬ ‫شفيعها‬
‫‪87‬‬ ‫احلطيئة‬ ‫الوافر‬ ‫لكاع‬
‫‪139‬‬ ‫بعض بين هنشل‬ ‫الوافر‬ ‫صناع‬
‫‪ ............................................................................. 602‬فهرس املوضوعات‬

‫‪309‬‬ ‫البسيط‬ ‫الورق‬


‫‪247‬‬ ‫لبيد‬ ‫الطويل‬ ‫خافق‬
‫‪90‬‬ ‫مضرس‬ ‫الطويل‬ ‫وزيق‬
‫‪350‬‬ ‫عبد اهلل بن مهام السلويل‬ ‫اخلفيف‬ ‫للتالقي‬
‫‪369 ، 248‬‬ ‫املهلهل‬ ‫اخلفيف‬ ‫األواقي‬
‫‪218‬‬ ‫األعشى‬ ‫الطويل‬ ‫لسوائكا‬
‫‪178‬‬ ‫ذو الرمة‬ ‫الوافر‬ ‫بالال‬
‫‪86‬‬ ‫عائشة بنت طملة‬ ‫الطويل‬ ‫املغفال‬
‫‪192‬‬ ‫القالخ بن حزن املنقرى‬ ‫الطويل‬ ‫أعقال‬
‫‪295‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الطويل‬ ‫ضالهلا‬
‫‪142‬‬ ‫بعض بين أسد‬ ‫الطويل‬ ‫مل يفعلوا‬
‫‪214‬‬ ‫لعامرى‬ ‫جمزوء الكامل‬ ‫نوافله‬
‫‪142‬‬ ‫بعض بين أسد‬ ‫جمزوء الكامل‬ ‫مل حيفلوا‬
‫‪358‬‬ ‫متيم بن مقبل‬ ‫الطويل‬ ‫صواهله‬
‫‪241‬‬ ‫الطويل‬ ‫سبيل‬
‫‪264‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫سربايل‬
‫‪88‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫اخلايل‬
‫‪399‬‬ ‫أليب قيس بن األسلت‬ ‫البسيط‬ ‫أو قال‬
‫‪144‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫إذالل‬
‫‪85‬‬ ‫للكميت‬ ‫الوافر‬ ‫اخلوايل‬
‫‪262‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫السجل‬
‫‪82‬‬ ‫السريع‬ ‫فاصطلى‬
‫‪221‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫القرنفل‬
‫‪143‬‬ ‫عنرتة العبسي‬ ‫الكامل‬ ‫املأكل‬
‫‪210‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫مل حتلل‬
‫فهرس املوضوعات ‪603 .............................................................................‬‬

‫‪241‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫فأمجلى‬


‫‪264‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الطويل‬ ‫مغيل‬
‫‪115‬‬ ‫الطرماح بن حكيم‬ ‫املديد‬ ‫أو ملام‬
‫‪170‬‬ ‫علباء بن أرقم ونسب لغريه‬ ‫الطويل‬ ‫السلم‬
‫‪164‬‬ ‫أليب مكعت‬ ‫البسيط‬ ‫ناما‬
‫‪141‬‬ ‫البسيط‬ ‫السما‬
‫‪206‬‬ ‫الشماخ‬ ‫الطويل‬ ‫مصطالمها‬
‫‪358‬‬ ‫الوافر‬ ‫تستقيما‬
‫‪438‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫الطويل‬ ‫دائم‬
‫‪97‬‬ ‫امرؤ القيس‬ ‫الكامل‬ ‫أم قطام‬
‫‪104‬‬ ‫أبو بكر بن األسود‬ ‫الكامل‬ ‫هتامي‬
‫‪86‬‬ ‫الطويل‬ ‫بالكتم‬
‫‪256‬‬ ‫أوس بن حجر‬ ‫الطويل‬ ‫املكرم‬
‫‪743‬‬ ‫الكامل‬ ‫وإن مل‬
‫‪241‬‬ ‫الرمة‬
‫ذو ّ‬ ‫الطويل‬ ‫أم سامل‬
‫‪192‬‬ ‫ساعدة بن جؤبة اهلذيل‬ ‫البسيط‬ ‫مل ينم‬
‫‪83‬‬ ‫الكامل‬ ‫بالتميم‬
‫‪141‬‬ ‫البسيط‬ ‫الوسنا‬
‫‪96‬‬ ‫الفرزدق‬ ‫البسيط‬ ‫يصطحبان‬
‫‪294‬‬ ‫اخلفيف‬ ‫االمتحان‬
‫‪77‬‬ ‫عمران بن حطان‬ ‫البسيط‬ ‫فعدناين‬
‫‪121‬‬ ‫األعشى‬ ‫املتقارب‬ ‫اليمن‬
‫‪83‬‬ ‫الوافر‬ ‫الذي‬
‫ّ‬
‫‪83‬‬ ‫الوافر‬ ‫للقصى‬
‫‪83‬‬ ‫الوافر‬ ‫للصفى‬
‫‪ ............................................................................. 604‬فهرس املوضوعات‬

‫فهرس أراجيز كتاب «مثل المقرب»‬


‫الصفحة‬ ‫القائل‬ ‫القافية‬
‫‪99‬‬ ‫القناين‬ ‫جانبه‬
‫‪74‬‬ ‫أوراهبا‬
‫‪420‬‬ ‫أبو النجم‬ ‫أمت‬
‫‪85‬‬ ‫لدايت‬
‫‪206‬‬ ‫عمر بن جلأ التيمي‬ ‫سراهتا‬
‫‪84‬‬ ‫رؤبة ونسب لغريه‬ ‫ملحاحا‬
‫‪85‬‬ ‫املسد‬
‫‪158‬‬ ‫والدا‬
‫‪83‬‬ ‫لرجل من هذيل‬ ‫فاصطيدا‬
‫‪144‬‬ ‫وكان نارا‬
‫‪83‬‬ ‫مشمخرا‬
‫ّ‬
‫‪97‬‬ ‫لإلمام علي بن أيب طالب‬ ‫حيدره‬
‫‪214‬‬ ‫الدار‬
‫‪86‬‬ ‫بالصرار‬
‫‪242‬‬ ‫لرجل من بين أسد‬ ‫فقعس‬
‫‪273‬‬ ‫رؤبة‬ ‫املخرتق‬
‫‪451‬‬ ‫القالخ بن حزن‬ ‫تلق‬
‫‪452‬‬ ‫القالخ بن حزن‬ ‫اخللق‬
‫‪451‬‬ ‫القالخ بن حزن‬ ‫ملق‬
‫‪444‬‬ ‫البن ميادة‬ ‫عل‬
‫‪370 ، 284‬‬ ‫أبو النجم العجلي‬ ‫ووعل‬
‫‪247‬‬ ‫لبيد‬ ‫قتلي‬
‫فهرس املوضوعات ‪605 .............................................................................‬‬

‫الفضل‬
‫‪347‬‬ ‫فقم‬
‫‪347‬‬ ‫ومل‬
‫‪347‬‬ ‫غنم‬
‫‪214‬‬ ‫الطعام‬
‫‪84‬‬ ‫األخطل‬ ‫صميم‬
‫***‬
‫‪ ............................................................................. 606‬فهرس املوضوعات‬

‫فهرس مراجع التحقيق ومصادره‬


‫ـ آداب اللغة‪ .‬جلورجى زيدان‪ .‬طبعة القاهرة‪ 1957 .‬م‪.‬‬
‫ـ اإلبدال‪ .‬ألىب الطيب‪ .‬حتقيق ‪ :‬عز الدين التنوخى‪ .‬مطبوعات اجملمع العلمى العرىب‬
‫بدمشق‪.‬‬
‫ـ اإلتقان ىف علوم القرآن‪ .‬للسيوطى‪ .‬طبعة احللىب‪ .‬الطبعة الثالثة‪ 1951 .‬م‪.‬‬
‫ـ األدب األندلسى‪ .‬د ‪ /‬أمحد هيكل‪ .‬الطبعة السادسة‪.‬‬
‫ـ أدب الكاتب‪ .‬البن قتيبة‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد الداىل‪ .‬مؤسسة الرسالة ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫الطبعة األوىل‪ 1982 .‬م‪.‬‬
‫ـ ارتشاف الضرب من لسان العرب‪ .‬ألىب حيان األندلسى‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬مصطفى‬
‫النماس‪ .‬مطبعة املدىن نشر مكتبة اخلاجنى‪ .‬الطبعة األوىل ‪ 1989‬م‪.‬‬
‫وحى‪ .‬مطبوعات جممع‬‫للهروى ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عبد املعني امللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ـ األزهيّة ىف علم احلروف‪.‬‬
‫اللغة العربية بدمشق‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1981 .‬م‪.‬‬
‫ـ أساس البالغة‪ .‬للزخمشرى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد الرحيم حممود‪ .‬طبعة دار صادر‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬ودار املعرفة‪ .‬بريوت‪ 1982 .‬م‪.‬‬
‫ـ االستيعاب‪ .‬البن عبد الرب‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬حتقيق ‪ :‬على حممد معوض وعادل‬
‫أمحد عبد املوجود‪ .‬وطبعة مكتبة النهضة‪.‬‬
‫ـ أسد الغاب ة‪ .‬البن األث ري‪ .‬دار الكتب العلمي ة‪ .‬حتقيق ‪ :‬على حممد مع وض وع ادل‬
‫أمحد عبد املوجود‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1994 .‬م‪ .‬وطبعة دار الشعب‪.‬‬
‫ـ أسرار العربية‪ .‬لعبد الرمحن بن حممد األنبارى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد هبجت البيطار‪.‬‬
‫مطبوعات اجملمع العلمى العرىب بدمشق‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1957 .‬م‪.‬‬
‫ـ األسرار املرفوعة ىف األخبار املوضوعة‪ .‬ملال على القارئ‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة األوىل ‪ 1985‬م‪.‬‬
‫ـ األشباه والنظائر‪ .‬للسيوطى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد العال سامل مكرم‪ .‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1985 .‬م‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪607 .............................................................................‬‬

‫السالم حممد هارون‪ .‬دار املسرية‪.‬‬


‫ـ االشتقاق‪ .‬البن دريد‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد ّ‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1979 .‬م‪.‬‬
‫ـ اإلصابة‪ .‬البن حجر‪ .‬حتقيق ‪ :‬على حممد معوض وعادل أمحد عبد املوجود‪.‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1995 .‬م‪.‬‬
‫الس الم حممد‬‫ـ إص الح املنط ق‪ .‬البن الس كيت‪ .‬حتقيق ‪ :‬أمحد حممد ش اكر وعبد ّ‬
‫هارون‪ .‬دار املعارف مبصر الطبعة األوىل ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫الس الم حممد ه ارون‪ .‬دار‬ ‫ـ األص معيات‪ .‬لألص معى‪ .‬حتقيق ‪ :‬أمحد ش اكر وعبد ّ‬
‫املعارف مبصر‪ .‬الطبعة اخلامسة‪.‬‬
‫ـ األص ول ىف النح و‪ .‬البن الس راج‪ .‬حتقيق ‪ :‬ال دكتور عبد احلسني الفتلى‪ .‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ .‬ط ثالثة‪ 1984 .‬م‪.‬‬
‫ـ األض داد‪ .‬البن األنب ارى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل إب راهيم‪ .‬الك ويت‪ .‬الطبعة‬
‫األوىل‪ 1960 .‬م‪.‬‬
‫ـ إعراب القرآن‪ .‬ألىب جعفر النحاس‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬زهري غازى زاهد‪ .‬مطبعة املعاىن‬
‫بغداد‪ 1397 .‬ه‍‪.‬‬
‫ـ األعالم‪ .‬للزركلى‪ .‬الطبعة الثالثة‪ .‬دار العلم للماليني‪ .‬بريوت‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ األغاىن‪ .‬ألىب الفرج األصفهاىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬وإشراف جلنة من األدباء‪ .‬الدار التونسية‬
‫للنشر‪ .‬ودار الثقافة‪ .‬بريوت‪ .‬ط ‪ .1983 .6‬وطبعة دار الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪1992 .‬‬
‫م‪ .‬ودار الكتب املصرية‪.‬‬
‫ـ اإلفصاح ىف شرح أبيات مشكلة اإلعراب‪ .‬للفارقى‪ .‬جامعة بىن غازى‪.‬‬
‫‪ 1994‬م‪.‬‬
‫ـ إقليد اخلزانة‪ .‬لعبد العزيز امليمىن الراجكوتى‪ .‬الهور‪.‬‬
‫ـ األم‪ .‬للشافعى‪ .‬دار املعرفة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ أماىل ابن احلاجب‪ .‬البن احلاجب‪ .‬دار اجليل‪ .‬بريوت‪ .‬ودار عمار‪ .‬عمان‪.‬‬
‫الطبعة األوىل ‪ 1989‬م ‪..‬‬
‫السالم حممد هارون‪ .‬املؤسسة العربية احلديثة‪.‬‬
‫ـ أماىل الزجاجى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد ّ‬
‫‪ ............................................................................. 608‬فهرس املوضوعات‬

‫القاهرة‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1382 .‬ه‍‪.‬‬


‫ـ أماىل ابن الشجرى‪ .‬هلبة اهلل بن على‪ .‬طبعة حيدرآباد الدكن‪ 1349 .‬ه‍‪.‬‬
‫وطبعة اخلاجنى للدكتور الطناحى‪.‬‬
‫ـ أماىل القاىل‪ .‬دار الكتاب العرىب ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ـ أماىل املرتضى‪ .‬للشريف املرتضى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ .‬دار الكتاب‬
‫العرىب ط ‪ 1967 .2‬م‪.‬‬
‫ـ إنب اه ال رواة على أنب اه النح اة‪ .‬للقفطى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل إب راهيم‪ .‬دار‬
‫الفكر العرىب‪ .‬القاهرة‪ .‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪.1986‬‬
‫ـ اإلنص اف ىف مس ائل اخلالف بني النح ويني البص ريني والكوف يني‪ .‬البن األنب ارى‬
‫ومعه كتاب االنتصاف من اإلنصاف‪ .‬تأليف ‪ :‬حممد حمىي الدين عبد احلميد‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫ـ األوسط ىف السنن‪ .‬البن املنذر‪ .‬حتقيق ‪ :‬أبو محاد صغري أمحد بن حممد حنيف‪ .‬دار‬
‫طيبة‪.‬‬
‫ـ أوضح املس الك إىل ألفية ابن مال ك‪ .‬البن هش ام‪ .‬ومعه كت اب ع دة الس الك إىل‬
‫حتقيق أوضح املسالك‪ .‬تأليف ‪ :‬حممد حمىي الدين عبد احلميد‪ .‬دار اجليل‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة اخلامسة‪ 1979 .‬م‪.‬‬
‫ـ إيضاح املكنون ىف الذيل على كشف الظنون إلمساعيل الباباىن‪ .‬استانبول‪.‬‬
‫ـ البحر احمليط‪ .‬ألىب حيان األندلسى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود وعلى حممد‬
‫معوض‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫ـ البس يط ىف ش رح مجل الزج اجى‪ .‬البن أىب الربيع اإلش بيلى‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬عي اد بن‬
‫عيد الثبيىت‪ .‬دار الغرب اإلسالمى‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1986 .‬م‪.‬‬
‫ـ بغية الوع اة ىف طبق ات اللغ ويني والنح اة‪ .‬للس يوطى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل‬
‫إبراهيم‪ .‬ط احللىب‪ .‬الطبعة األوىل ‪ 1964‬م‪.‬‬
‫السالم حممد هارون‪ .‬دار اجليل‪.‬‬
‫ـ البيان والتبيني‪ .‬للجاحظ‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد ّ‬
‫فهرس املوضوعات ‪609 .............................................................................‬‬

‫بريوت‪.‬‬
‫ـ تاج العروس من جوهر القاموس‪ .‬للزبيدى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد الستار أمحد فراج‪.‬‬
‫مطبعة حكومة الكويت‪ 1965 .‬م‪ .‬وطبعة مكتبة احلياة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ تاريخ األدب العرىب‪ .‬لكارل بروكلمان‪ .‬القاهرة‪ .‬دار املعارف‪ .‬الطبعة اخلامسة‪.‬‬
‫ـ تاريخ بغداد‪ .‬للخطيب البغدادى‪ .‬دار الكتاب اللبناىن‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ ت اريخ ال دولتني املوحدية واحلفص ية‪ .‬حملمد بن إب راهيم اللؤل ؤى املع روف‬
‫بالزركشى‪.‬‬
‫طبع بتونس‪.‬‬
‫ـ تاريخ الطربى‪ .‬دار سويدان‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ ت اريخ الفكر اإلس المى ىف األن دلس‪ .‬ترمجة حسني م ؤنس‪ .‬مؤسسة النهضة‬
‫املصرية‪ 1955 .‬م‪.‬‬
‫ـ تاريخ اليعقوىب‪ .‬طبعة النجف‪ 1358 .‬ه‍‪.‬‬
‫ـ ختليص الشواهد وتلخيص الفوائد‪ .‬البن هشام‪ .‬حتقيق ‪ :‬عباس مصطفى الصاحلى‪.‬‬
‫املكتبة العربية‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1981 .‬م‪.‬‬
‫ـ تذكرة احلفاظ ‪ :‬للذهىب‪ .‬ط‪ .‬دار الفكر العرىب‪.‬‬
‫ـ تذكرة املوضوعات للفتىن‪ .‬دار إحياء الرتاث العرىب‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ تذكرة النحاة‪ .‬ألىب حيان‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬عفيف عبد الرمحن مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫بريوت الطبعة األوىل‪ 1986 .‬م‪.‬‬
‫ـ ال رتغيب وال رتهيب‪ .‬للمن ذرى‪ .‬حتقيق ‪ :‬مص طفى حممد عم ارة‪ .‬مكتبة مص طفى‬
‫الباىب احللىب‪.‬‬
‫ـ التصريح على التوضيح‪ .‬خلالد بن عبد اهلل األزهرى‪ .‬ط عيسى احللىب‪.‬‬
‫ـ تفسري القرآن‪ .‬للقرطىب‪ .‬طبعة دار الشعب مبصر‪.‬‬
‫ـ تقريب التهذيب‪ .‬العسقالىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬الدكتور عبد الوهاب عبد اللطيف‪ .‬ط دار‬
‫املعرفة للطبع والنشر‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1975 .‬م‪.‬‬
‫ـ تكملة الصلة‪ .‬البن األبار‪ .‬طبع ىف جمريط واجلزائر‪.‬‬
‫ـ التنبيه واإليضاح‪ .‬لعبد اهلل بن برى‪ .‬حتقيق ‪ :‬مصطفى حجازى‪ .‬نشر ‪ :‬جممع‬
‫‪ ............................................................................. 610‬فهرس املوضوعات‬

‫اللغة العربية بالقاهرة‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1980 .‬م ـ ‪ 1981‬م‪.‬‬


‫ـ هتذيب ت اريخ دمشق الكب ري‪ .‬لعلى بن احلسن الش افعى‪ .‬هذبه ورتبه عبد الق ادر‬
‫بدران‪ .‬دار املسرية‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1979 .‬م‪.‬‬
‫ـ هتذيب الته ذيب‪ .‬البن حجر العس قالىن‪ .‬مطبعة جملس املع ارف النظامية ىف اهلن د‪.‬‬
‫الطبعة األوىل‪.‬‬
‫ـ هتذيب الكمال‪ .‬حتقيق د ‪ /‬بشار عواد معروف‪ .‬مؤسسة الرسالة‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ 1992‬م‪.‬‬
‫السالم حممد هارون‪.‬‬
‫ـ هتذيب اللغة‪ .‬حملمد بن أمحد األزهرى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد ّ‬
‫مراجعة ‪ :‬حممد على النج ار‪ .‬املؤسسة املص رية العامة للت أليف والنش ر‪ .‬الطبعة‬
‫األوىل‪ 1964 .‬م‪.‬‬
‫ـ اجلرح والتع ديل‪ .‬لل رازى‪ .‬طبع ىف حي درآباد‪ 1952 .‬م‪ .‬ومص وره دار الكتب‬
‫العلمية بريوت‪ .‬لبنان‪.‬‬
‫ـ اجلمل ىف النحو‪ .‬للزجاجى‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬على توفيق احلمد‪ .‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫ـ مجهرة أشعار العرب ىف اجلاهلية واإلسالم‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد على اهلامشى‪ .‬دار القلم‪.‬‬
‫دمشق‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1986 .‬م‪.‬‬
‫الس الم حممد‬‫ـ مجه رة أنس اب الع رب‪ .‬البن ح زم‪ .‬املت وىف ‪ 456‬ه‍‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد ّ‬
‫هارون‪ .‬دار املعارف‪.‬‬
‫ـ مجهرة اللغة‪ .‬البن دريد‪ .‬حتقيق ‪ :‬رمزى منري بعلبكى‪ .‬دار العلم للماليني‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة األوىل ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫ـ اجلىن ال داىن ىف ح روف املع اىن‪ .‬للحسن بن قاسم املرادى‪ .‬حتقيق ‪ :‬فخر ال دين‬
‫قباوة وحممد نبيل فاضل‪ .‬دار اآلفاق اجلديدة‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1983 .‬م‪.‬‬
‫اإلربلى‪ .‬صنعه‬
‫ّ‬ ‫ـ جواهر األدب ىف معرفة كالم العرب‪ .‬لإلمام عالء الدين بن على‬
‫‪:‬‬
‫إميل بديع يعقوب‪ .‬دار النفائس‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1991 .‬م‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪611 .............................................................................‬‬

‫ـ حاشية الصبان على شرح األمشوىن لأللفية‪ .‬طبعة عيسى احللىب‪.‬‬


‫ـ حاشية يس على التصريح‪ .‬مطبوع مع شرح التصريح على التوضيح احللىب‪.‬‬
‫ـ احللل ىف شرح أبيات اجلمل‪ .‬البن السيد البطليوسى‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬مصطفى إمام‪.‬‬
‫الدار املصرية للطباعة والنشر‪ .‬القاهرة‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1979 .‬م‪.‬‬
‫ـ محاسة البحرتى‪ .‬اعتىن بضبطه ‪ :‬لويس شيخو‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ احلماسة البص رية‪ .‬لعلى بن احلسن البص رى‪ .‬حتقيق ‪ :‬خمت ار ال دين أمحد‪ .‬ع امل‬
‫الكتب‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة الثالثة‪ 1983 .‬م‪.‬‬
‫السالم هارون‪ .‬دار اجليل ودار الفكر‪ .‬بريوت‪.‬‬ ‫ـ احليوان‪ .‬للجاحظ‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد ّ‬
‫الطبعة األوىل‪ 1988 .‬م‪.‬‬
‫ولب لب اب لس ان الع رب‪ .‬لعبد الق ادر بن عمر البغ دادى‪ .‬حتقيق‬‫ـ خزانة األدب ّ‬
‫السالم حممد هارون‪ .‬مكتبة اخلاجنى‪ .‬القاهرة‪ .‬الطبعة الثالثة‪ 1989 .‬م‪.‬‬
‫وشرح ‪ :‬عبد ّ‬
‫ـ صحيح ابن خزمية‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد مصطفى األعظمى‪ .‬املكتب اإلسالمى‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫طبعة أوىل‪.‬‬
‫ـ اخلصائص‪ .‬البن جىّن ‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد على النجار‪ .‬دار الكتاب العرىب‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ خالصة هتذيب الته ذيب‪ .‬للخ زرجى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حمم ود عبد الوه اب فاي د‪ .‬مكتبة‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫ـ ال در املص ون‪ .‬للس مني احلل ىب‪ .‬حتقيق ‪ :‬على حممد مع وض وآخ رون‪ .‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫ـ دراسات أندلسية‪ .‬للدكتور ‪ /‬الطاهر مكى‪ .‬دار املعارف‪ .‬الطبعة الثالثة‪1987 .‬‬
‫م‪.‬‬
‫ـ الدرر الكامنة‪ .‬البن حجر العسقالىن‪ .‬القاهرة‪ .‬دار الكتب احلديثة بعابدين‪.‬‬
‫ـ الدرر اللوامع على مهع اهلوامع شرح مجع اجلوامع‪ .‬للشنقيطى (أمحد ابن األمني)‪.‬‬
‫حتقيق وشرح ‪ :‬عبد العال سامل مكرم‪ .‬دار البحوث العلمية‪ .‬الكويت‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 612‬فهرس املوضوعات‬

‫الطبعة األوىل‪ 1981 .‬م ومكتبة اخلاجني‬


‫ـ الدرر املنتثرة ىف األحاديث املشتهرة‪ .‬للسيوطى‪ .‬ت ‪ 911‬ه‍‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫ـ درة الغواص ىف أوهام اخلواص‪ .‬للحريرى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪.‬‬
‫دار هنضة مصر للطبع والنشر‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ الديباج املذهب ىف معرفة أعيان علماء املذهب‪ .‬البن فرحون املالكى‪ .‬حتقيق ‪:‬‬
‫أمحد حممد أبو النور‪ .‬دار الرتاث للطبع والنشر ‪ 22‬شارع اجلمهورية‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ دي وان ابن أمحر‪ .‬ش عر عم رو بن أمحر‪ .‬حتقيق ‪ :‬حيىي اجلب ورى‪ .‬س اعدت جامعة‬
‫بغداد على نشره بغداد الطبعة األوىل‪ 1976 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان األح وص األنص ارى‪ .‬ش عر األح وص‪ .‬حتقيق ‪ :‬ع ادل س ليمان مجال‪ .‬اهليئة‬
‫املصرية العامة للتأليف والنشر‪ .‬القاهرة ‪ 1970‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان األخط ل‪ .‬شرح راجى األمسر‪ .‬طبعة دار الثقاف ة‪ .‬ب ريوت‪ 1979 .‬م‪ .‬ودار‬
‫الكتاب العرىب‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1992 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان األدب‪ .‬إلسحاق بن إبراهيم الفاراىب‪ .‬حتقيق ‪ :‬أمحد خمتار عمر منشورات‬
‫جممع اللغة العربية بالقاهرة‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1974 .‬ـ ‪ 1978‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان أىب األسود الدؤىل‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد حسن آل ياسني‪ .‬الطبعة األوىل‪1982 .‬‬
‫م‪.‬‬
‫ـ دي وان األس ود بن يعف ر‪ .‬ص نفه ن ورى محودى القيس ى‪ .‬وزارة الثقافة واإلعالم ىف‬
‫اجلمهورية العراقية‪.‬‬
‫ـ دي وان األعش ى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد حممد حس ني‪ .‬مؤسسة الرس الة ب ريوت‪ .‬ط ‪7‬‬
‫‪ 1983‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان األقيشر األسدى‪ .‬حتقيق ‪ :‬خليل الدويهى‪ .‬دار الكتاب العرىب‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫الطبعة األوىل‪ 1991 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان اإلمام على بن أىب طالب‪ .‬مجع نعيم زرزور‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪613 .............................................................................‬‬

‫ـ دي وان ام رئ القيس‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل إب راهيم‪ .‬ط‪ .‬دار املع ارف‪ .‬الطبعة‬
‫الثانية‪.‬‬
‫ـ دي وان أمية بن أىب الص لت‪ .‬مجعه ‪ :‬بشري ميوت‪ .‬ب ريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪1934 .‬‬
‫م‪.‬‬
‫ـ ديوان أنس بن زنيم‪ .‬حتقيق ‪ :‬نورى محودى القيسى‪ .‬عامل الكتب‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫مكتبة النهضة العربية‪ .‬بغداد‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1985 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان أوس بن حجر‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد يوسف جنم‪ .‬دار بريوت للطباعة والنشر‪.‬‬
‫بريوت‪ 1986 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان بشر بن أىب خازم‪ .‬حتقيق ‪ :‬عزه حسن‪ .‬منشورات دار الثقافة‪ .‬دمشق‪.‬‬
‫ط ‪ 1972 2‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان جرير بن عطية‪ .‬حتقيق ‪ :‬نعمان أمني طه‪ .‬دار املعارف مبصر‪ .‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫وطبعة دار صادر‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ دي وان مجيل بثين ة‪ .‬حتقيق ‪ :‬إميل يعق وب‪ .‬دار الكت اب الع رىب‪ .‬ب ريوت‪ .‬الطبعة‬
‫األوىل‪ 1992 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان احلارث بن حلزة‪ .‬حتقيق ‪ :‬إميل يعقوب‪ .‬دار الكتاب العرىب‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫الطبعة األوىل‪ 1991 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان حسان بن ثابت‪ .‬حتقيق ‪ :‬سيد حنفى حسنني‪ .‬دار املعارف مبصر‪.‬‬
‫‪ 1977‬م‪ .‬وطبعة دار الكتاب العرىب‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ ديوان احلطيئة‪ .‬شرح أىب سعيد السكرى‪ .‬دار صادر‪ .‬بريوت‪ 1981 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان محيد بن ثور اهلالىل وفيه بائية أىب دؤاد اإليادى‪ .‬صنفه ‪ :‬عبد العزيز امليمىن‪.‬‬
‫الدار القومية للطباعة والنشر‪ .‬القاهرة‪ .‬تاريخ املقدمة‪ 1950 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان ابن الدمينة‪ .‬صنعه أىب العباس ثعلب وحممد بن حبيب‪ .‬حتقيق ‪ :‬أمحد راتب‬
‫النفاخ‪ .‬مكتبة دار العروبة‪ .‬القاهرة‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1959 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان أىب دؤاد اإليادى‪ .‬نشر جوستاف جرونيام‪ .‬ضمن دراسات األدب العرىب‪.‬‬
‫ترمجة إحسان عباس‪ .‬منشورات مكتبة احلياة‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 614‬فهرس املوضوعات‬

‫‪ 1959‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان ذى الرمة‪ .‬شرح ‪ :‬أمحد بن حامت الباهلى‪ .‬رواية أىب العباس ثعلب‪ .‬حتقيق ‪:‬‬
‫عبد القدوس أىب صاحل‪ .‬مؤسسة اإلميان‪ .‬بريوت الطبعة األوىل‪ 1982 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان الراعى النمريى‪ .‬حتقيق ‪ :‬راينهرت فايريت‪ .‬نشر فرانتس شتايز بفيسبادن‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1980 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان رؤبة بن العجاج‪ .‬حتقيق ‪ :‬وليم بن الورد‪ .‬دار اآلفاق اجلديدة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫الطبعة الثانية‪ 1980 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان أىب زبيد الط ائى‪ .‬حتقيق ‪ :‬ن ورى محودى القيس ى‪ .‬س اعد اجملمع العلمى‬
‫العراقى على نشره‪ .‬مطبعة املعارف‪ .‬بغداد الطبعة األوىل‪ 1967 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان زي اد األعجم‪ .‬حتقيق ‪ :‬يوسف حسني بك ار‪ .‬دار املس رية‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ 1983‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان زيد اخليل الطائى‪ .‬شعر زيد اخليل الط ائى‪ .‬حققه ‪ :‬أمحد خمتار الربزة‪ .‬دار‬
‫املأمون للرتاث‪ .‬دمشق‪.‬‬
‫ـ ديوان سالمة بن جندل‪ .‬حتقيق ‪ :‬فخر الدين قباوة‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫الطبعة الثانية‪ 1987 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان الشماخ بن ضرار‪ .‬حتقيق ‪ :‬صالح الدين اهلادى‪ .‬دار املعارف مبصر‪.‬‬
‫الطبعة األوىل‪ 1968 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان طرفة بن العبد‪ .‬دار صادر‪ .‬بريوت‪ 1980 .‬م‪ .‬وطبعة مكس سلفسون‪.‬‬
‫مدينة شالون‪ .‬على هنرسون‪ .‬مبطبع برطرند‪ 1900 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان طفيل الغنوى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد عبد القادر أمحد‪ .‬دار الكتاب اجلديد‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1968 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان العباس بن األحنف‪ .‬دار صادر‪ .‬بريوت‪ 1978 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان عب اس بن م رداس‪ .‬حتقيق ‪ :‬حيىي اجلب ورى‪ .‬نشر مديرية الثقافة العامة ىف‬
‫وزارة الثقافة واإلعالم ىف اجلمهورية العراقية‪ .‬بغداد‪ 1968 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان عبد الرمحن بن حسان‪ .‬حتقيق ‪ :‬مكى العاىن‪ .‬بغداد‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪615 .............................................................................‬‬

‫‪ 1971‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان عبد اهلل بن الزهرى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حيىي اجلبورى‪ .‬مؤسسة الرسالة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫الطبعة الثانية‪ 1981 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان عبيد بن األبرص‪ .‬بتحقيق ‪ :‬حسنني نصار طبعة الباىب احللىب طبعة ‪1957‬‬
‫م وطبعة دار بريوت للطباعة والنشر‪ .‬بريوت‪ 1983 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان عبيد اهلل بن قيس الرقي ات‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد يوسف جنم‪ .‬دار ب ريوت للطباعة‬
‫والنشر‪ .‬بريوت‪ 1986 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان العج اج‪ .‬عبد اهلل بن رؤب ة‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد احلفيظ الس طلى‪ .‬مكتبة أطلس‪.‬‬
‫دمشق‪.‬‬
‫ـ ديوان عدى بن الرقاع‪ .‬مجع وشرح حسن حممد نور الدين‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة األوىل ‪ 1990‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان عدى بن زيد العبادى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد جبار املعيبد‪ .‬منشورات وزارة الثقافة‬
‫واإلرشاد ىف اجلمهورية العراقية‪ .‬بغداد‪ .‬سلسلة كتب الرتاث‪.‬‬
‫ـ ديوان علقمة بن عبدة الفحل‪ .‬حتقيق ‪ :‬لطفى الصقال ودريّة اخلطيب‪ .‬راجعه ‪:‬‬
‫فخر الدين قباوة‪ .‬دار الكتاب العرىب حبلب‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1969 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان عمر بن أىب ربيعة‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد حمىي الدين عبد احلميد‪ .‬دار األندلس‪.‬‬
‫الطبعة الرابعة‪ 1988 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان عم ران بن حط ان‪ .‬ض من دي وان اخلوارج‪ .‬حتقيق ‪ :‬ن ايف مع روف‪ .‬دار‬
‫املسرية‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1983 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان عمرو بن معديكرب الزبي دى‪ .‬شعر عمرو بن معديكرب‪ .‬مجعه ‪ :‬مط الع‬
‫الطرابيشى‪ .‬مطبوعات جملة اللغة العربية بدمشق‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1985 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان عنرتة بن شداد‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد سعيد مولوى‪ .‬املكتب اإلسالمى‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1983 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان الفرزدق‪ .‬دار صادر ‪ :‬بريوت‪ .‬وطبعة الصاوى‪ 1354 .‬ه‍‪.‬‬
‫ـ ديوان القطامى‪ .‬حتقيق ‪ :‬ياكوث بارث‪ .‬ليدن‪ 1902 .‬م‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 616‬فهرس املوضوعات‬

‫ـ دي وان أىب قيس بني األس لت األوسى اجلاهلى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حسن حممد ب اجودة‪ .‬دار‬
‫الرتاث‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ دي وان قيس بن اخلطيم‪ .‬حتقيق ناصر ال دين األس د‪ .‬دار ص ادر‪ .‬ب ريوت‪ .‬الطبعة‬
‫الثانية‪ 1967 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان قيس بن ذريح‪ .‬حتقيق ‪ :‬إميل بديع يعقوب‪ .‬دار الكتاب العرىب‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫الطبعة األوىل‪ 1993 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان كثري ع زة‪ .‬حتقيق ‪ :‬إحس ان عب اس‪ .‬دار الثقاف ة‪ .‬ب ريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ 1971‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان كعب بن زه ري‪ .‬حتقيق ‪ :‬على ف اعور‪ .‬دار الكتب العلمي ة‪ .‬ب ريوت‪ .‬الطبعة‬
‫األوىل‪ 1987 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان كعب بن مالك‪ .‬حتقيق ‪ :‬سامى مكى العاىن‪ .‬منشورات مكتبة النهضة‪.‬‬
‫بغداد‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1966 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان الكميت بن زي د‪ .‬ش عر الكميت بن زيد األس دى‪ .‬مجع وتق دمي ‪ :‬داود‬
‫سلوم‪ .‬مكتبة األندلس‪ .‬بغداد‪.‬‬
‫ـ دي وان لبيد بن ربيعة الع امرى‪ .‬حتقيق ‪ :‬إحس ان عب اس‪ .‬نش رات وزارة اإلعالم ىف‬
‫الكويت‪ .‬مطبعة حكومة الكويت‪ .‬ط ‪ 1984 .2‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان ليلى األخيلية‪ .‬حتقيق ‪ :‬خليل إب راهيم العطية وجليل العطية‪ .‬دار اجلمهورية‬
‫بغداد‪ 1967 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان املتن ىب‪ .‬ش رح دي وان املتن ىب‪ .‬حققه ‪ :‬عبد ال رمحن ال ربقوقى‪ .‬دار الكت اب‬
‫العرىب‪ .‬بريوت‪ 1980 .‬م‪.‬‬
‫ـ دي وان املثقب العب دى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حسن كامل الص ريىف‪ .‬جملة معهد املخطوط ات‬
‫العربية‪ .‬اجمللد ‪ .16‬القاهرة ‪ 1970‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان جمنون ليلى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد الستار أمحد فراج‪ .‬مكتبة مصر‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ دي وان املرار الفقعسى «األس دى»‪ .‬ض من «ش عراء أموي ون»‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬ن ورى‬
‫القيسى‪ .‬بغداد‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪617 .............................................................................‬‬

‫ـ ديوان املعاىن‪ .‬أبو هالل العسكرى‪ .‬مكتبة القدسى‪ .‬القاهرة ‪ 1352‬ه‍‪.‬‬


‫ـ ديوان ابن مقبل‪ .‬حتقيق ‪ :‬عزة حسن‪ .‬مطبوعات مديرية إحياء الرتاث القدمي ىف‬
‫وزارة الثقافة واإلرشاد القومى‪ .‬دمشق‪ 1962 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان ابن ميادة‪ .‬شعر ابن ميادة‪ .‬حققه ‪ :‬حنا مجيل حداد‪ .‬راجعه وأشرف على‬
‫طباعته ‪ :‬قدرى حكيم‪ .‬مطبوعات جممع اللغة العربية بدمشق‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1982 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان النابغة اجلعدى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد العزيز رباح‪ .‬املكتب اإلسالمى‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫الطبعة األوىل‪ 1964 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان النابغة الذبياىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ .‬دار املعارف مبصر‪.‬‬
‫‪ 1977‬م‪ .‬وطبعة دار الكتاب العرىب ببريوت‪ .‬وطبعة دار الفكر بدمشق‪.‬‬
‫ـ ديوان أىب نواس‪ .‬حتقيق ‪ :‬إيليا احلاوى‪ .‬الشركة العاملية للكتاب‪ .‬بريوت‪1987 .‬‬
‫م‪.‬‬
‫ـ ديوان هدبة بن خشرم‪ .‬حتقيق ‪ :‬حيىي اجلبورى‪ .‬منشورات وزارة الثقافة واإلرشاد‬
‫القومى بدمشق‪ 1986 .‬م‪.‬‬
‫ـ ديوان الوليد بن يزيد‪ .‬مجع وحتقيق ‪ :‬فابريلى‪ .‬دار الكتاب اجلديد‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫الطبعة الثالثة‪ 1967 .‬م‪.‬‬
‫ـ ذيل األماىل‪ .‬مطبوع مع أماىل القاىل‪.‬‬
‫ـ ذيل السمط‪ .‬مطبوع مع مسط الآلىل‪.‬‬
‫ـ الرد على النحاة‪ .‬البن مضاء‪ .‬حتقيق ‪ :‬شوقى ضيف‪ .‬دار املعارف مبصر‪1982 .‬‬
‫م‪.‬‬
‫اخلراط‪.‬‬
‫ـ رصف املباىن ىف شرح حروف املعاىن‪ .‬للمالقى‪ .‬حتقيق ‪ :‬أمحد حممد ّ‬
‫مطبوعات جممع اللغة العربية بدمشق‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1975 .‬م‪.‬‬
‫ـ الزهرة‪ .‬لألصبهاىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬إبراهيم السامرائى‪ .‬مكتبة املنار‪ .‬الزرقاء‪ .‬األردن‪.‬‬
‫الطبعة الثانية‪ 1985 .‬م‪.‬‬
‫ـ سر صناعة اإلعراب البن جىّن ‪ .‬حتقيق ‪ :‬حسن هنداوى‪ .‬دار القلم‪ .‬دمشق‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 618‬فهرس املوضوعات‬

‫الطبعة األوىل‪ 1985 .‬م‪.‬‬


‫ـ سرح العيون ىف شرح رسالة ابن زيدون‪ .‬البن نباتة‪ .‬طبع ىف القاهرة‪.‬‬
‫البكرى‪ .‬حتقيق ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ـ مسط الآلىل ىف شرح أماىل القاىل‪ .‬وذيل الآلىل‪ .‬ألىب عبيد‬
‫عبد العزيز امليمىن‪ .‬دار احلديث‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1984 .‬م‪.‬‬
‫ـ س نن أىب داود‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد حمىي ال دين عبد احلمي د‪ .‬ط دار الكتب العلمية‬
‫بريوت‪.‬‬
‫ـ السنن الكربى للبيهقى‪ .‬دار املعرفة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ السنن الكربى للنسائى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد الغفار البندارى وسيد كرواى حسن‪ .‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1991 .‬م‪.‬‬
‫ـ س نن النس ائى‪ .‬بش رح الس يوطى‪ .‬وحاش ية اإلم ام الس ندى‪ .‬ط املكتبة العلمي ة‪.‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫ـ سري أعالم النبالء لل ذهىب‪ .‬حتقيق ‪ :‬ش عيب األرن ؤوط ومجاع ة‪ .‬مؤسسة الرس الة‪.‬‬
‫طبعة أوىل‪.‬‬
‫ـ ش ذرات ال ذهب ىف أخب ار من ذهب‪ .‬البن العم اد احلنبلى‪ .‬دار اآلف اق اجلدي د‪.‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫رياىف‪ .‬دار املأمون لل رتاث‪ .‬دمش ق‪ .‬ب ريوت‪ .‬طبع ة‪.‬‬‫الس ّ‬‫ـ ش رح أبي ات س يبويه ‪ّ :‬‬
‫‪ 1979‬م‪.‬‬
‫ـ شرح أبيات املغىن لعبد القادر بن عمر البغدادى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد العزيز رباح وأمحد‬
‫يوسف دقاق‪ .‬دار البيان‪ .‬دمشق‪.‬‬
‫ـ شرح اختيارات املفضل‪ .‬للتربيزى‪ .‬حتقيق ‪ :‬فخر الدين قباوة‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1987 .‬م‪.‬‬
‫ـ شرح أشعار اهلذليني‪ .‬للسكرى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد الستار أمحد فراج‪ .‬مراجعة ‪:‬‬
‫حممود حممد شاكر‪ .‬مكتبة دار العروبة‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ ش رح األمشوىن على ألفية ابن مال ك‪ .‬لألمشوىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد حمىي ال دين عبد‬
‫احلميد‪ .‬مكتبة النهضة املصرية‪ .‬القاهرة‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1955 .‬م‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪619 .............................................................................‬‬

‫ـ ش رح األلفية للم رادى‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬عبد ال رمحن س ليمان‪ .‬مكتبة الكلي ات‬
‫األزهرية‪.‬‬
‫الطبعة األوىل‪ .‬القاهرة‪ 1975 .‬م‪.‬‬
‫ـ ش رح التس هيل‪ .‬للط ائى اجلي اىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬عبد ال رمحن الس يد ود ‪ /‬حممد‬
‫املختون‪ .‬هجر للطباعة والنشر‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1990 .‬م‪.‬‬
‫ـ ش رح التص ريح على التوض يح‪ .‬خلالد بن عبد اهلل األزه رى‪ .‬وهبامشة حاش ية يس‬
‫ابن زين الدين‪ .‬دار إحياء الكتب العربية‪ .‬عيسى الباىب احللىب وشركاه‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ شرح اجلمل البن عصفور‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬صاحب أبو جناح بغداد‪.‬‬
‫ـ ش رح دي وان ام رئ القيس حسن السندوس ى‪ .‬املكتبة التجارية الك ربى‪ .‬الطبعة‬
‫الرابعة‪ 1959 .‬م‪ .‬وطبعة دار الكتاب العرىب‪ .‬بريوت‪ 1992 .‬م‪.‬‬
‫ـ شرح ديوان احلماسة‪ .‬للتربيزى‪ .‬عامل الكتب‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫السالم حممد هارون‪.‬‬ ‫ـ شرح ديوان احلماسة‪ .‬للمرزوقى‪ .‬نشر ‪ :‬أمحد أمني وعبد ّ‬
‫مطبعة جلنة التأليف والرتمجة والنشر‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1968 .‬م‪.‬‬
‫ـ ش رح دي وان زهري بن أىب س لمى‪ .‬ص نفه ‪ :‬أبو العب اس ثعلب‪ .‬نس خة مص ورة عن‬
‫طبعة دار الكتب ‪ 1944‬م‪ .‬نشر الدار القومية للطباعة والنشر‪ .‬القاهرة‪ 1964 .‬م‪.‬‬
‫ـ ش رح الس نة للبغ وى‪ .‬حتقيق ‪ :‬على حممد مع وض وع ادل أمحد عبد املوج ود‪ .‬دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫ـ ش رح ش افية ابن احلاجب‪ .‬لالس رتاباذى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد ن ور احلسن ‪ ،‬وحممد‬
‫الزفزاف ‪ ،‬وحممد حمىي الدين عبد احلميد‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪ 1982 .‬م‪.‬‬
‫ـ ش رح ش ذور ال ذهب‪ .‬البن هش ام‪ .‬رتبه وعلق عليه وش رح ش واهده ‪ :‬عبد الغىن‬
‫الدقر‪ .‬دار الكتب العربية ودار الكتاب‪.‬‬
‫ـ شرح شواهد اإليضاح ألىب على الفارسى‪ .‬تأليف عبد اهلل بن برى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبيد‬
‫مصطفى درويش‪ .‬مراجعة ‪ :‬حممد مهدى عالم‪ .‬مطبوعات جممع اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 620‬فهرس املوضوعات‬

‫القاهرة‪ 1985 .‬م‪.‬‬


‫ـ ش رح ش واهد الش افية‪ .‬لعبد الق ادر البغ دادى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد ن ور احلسن وحممد‬
‫الزفزاف وحممد حمىي الدين عبد احلميد‪ .‬دار الكتب العلمية بريوت‪ 1982 .‬م‪.‬‬
‫ـ شرح شواهد املغىن‪ .‬للسيوطى‪ .‬منشورات دار مكتبة احلياة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ شرح طيبة النشر للنويرى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد الفتاح السيد سليمان‪ .‬مراجعة جلنة إحياء‬
‫الرتاث اإلسالمى باألزهر‪ .‬اهليئة العامة لشئون املطابع األمريية‪ .‬القاهرة‪ 1986 .‬م‪.‬‬
‫ـ ش رح ابن عقيل على ألفية ابن مال ك‪ .‬حتقيق ‪ :‬أمحد س ليم احلمصى وحممد أمحد‬
‫قاسم‪ .‬دار جروس‪ .‬طرابلس‪ .‬لبنان‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1990 .‬م‪.‬‬
‫ـ ش رح عم دة احلاف ظ‪ .‬جلم ال ال دين حممد بن مال ك‪ .‬حتقيق ‪ :‬رش يد عبد ال رمحن‬
‫العبيدى‪ .‬نشر جلنة إحياء الرتاث ىف وزارة األوقاف ىف اجلمهورية العراقية‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ 1977‬م‪.‬‬
‫الس الم حممد‬
‫ـ ش رح القص ائد الس بع الط وال اجلاهلي ات‪ .‬لألنب ارى‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد ّ‬
‫هارون‪ .‬دار املعارف مبصر‪ .‬الطبعة الرابعة‪ 1980 .‬م‪.‬‬
‫ـ شرح القصائد العشر‪ .‬للتربيزى‪ .‬حتقيق ‪ :‬فخر الدين قباوة‪ .‬دار اآلفاق اجلديدة‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة الثالثة‪ 1979 .‬م‪.‬‬
‫ـ شرح قطر الندى وبل الصدى‪ .‬البن هشام‪ .‬تأليف حممد حمى الدين عبد احلميد‪.‬‬
‫املكتبة التجارية الكربى‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1963 .‬م‪.‬‬
‫ـ ش رح الكافي ة‪ .‬للرضى تص حيح وتعليق ‪ :‬يوسف حسن عم ر‪ .‬منش ورات جامعة‬
‫قار يونس‪ .‬بنغازى‪ .‬ط ثانية‪ 1996 .‬م‪.‬‬
‫ـ شرح املعلقات السبع‪ .‬للزوزىن‪ .‬منشورات التجارية املتحدة‪ .‬دار البيان‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ ش رح املعلق ات العشر وأخب ار ش عرائها للش نقيطى‪ .‬ق دم له ‪ :‬ف ائزترحيىن‪ .‬دار‬
‫الكتاب العرىب‪ .‬طبعة مزيدة ومنقحة‪ 1988 .‬م‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪621 .............................................................................‬‬

‫ـ شرح املفصل البن يعيش‪ .‬عامل الكتب‪ .‬بريوت‪ .‬ومكتبة املتنىب‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ ش رح املق رب‪ .‬لل دكتور على حممد ف اخر‪ .‬مطبعة الس عادة الق اهرة‪ .‬الطبعة األوىل‬
‫‪ 1990‬م‪.‬‬
‫ـ الش عر والش عراء‪ .‬البن قتيب ة‪ .‬حتقيق ‪ :‬أمحد حممد ش اكر‪ .‬الطبعة الثالثة ‪1977 ،‬‬
‫م‪.‬‬
‫ـ شعراء النصرانية قبل اإلسالم‪ .‬لويس شيخو‪ .‬دار املشرق‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ 1967‬م‪.‬‬
‫ـ الص احىب ىف فقه اللغة وس نن الع رب ىف كالمه ا‪ .‬البن ف ارس‪ .‬حتقيق ‪ :‬مص طفى‬
‫الشوميى‪ .‬منشورات مؤسسة بدران‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1963 .‬م‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ـ ص بح األعشى ىف ص ناعة اإلنش ا‪ .‬للقلقش ندى‪ .‬اهليئة املص رية العامة للكت اب‪.‬‬
‫‪ 1985‬م‪.‬‬
‫ـ صحيح البخارى‪ .‬حباشية السندى‪ .‬للبخارى‪ .‬ط احللىب‪.‬‬
‫ـ ص حيح مس لم‪ .‬لإلم ام مس لم‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد ف ؤاد عبد الب اقى‪ .‬دار إحي اء ال رتاث‬
‫العرىب‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ ضرائر الشعر‪ .‬البن عصفور‪ .‬حتقيق ‪ :‬إبراهيم حممد‪ .‬دار األندلس‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ طبقات احلنابلة‪ .‬البن أىب يعلى‪ .‬طبعة الفقى‪ .‬مصر‪.‬‬
‫ـ طبقات فحول الشعراء البن سالم‪ .‬قرأه وشرحه ‪ :‬حممود شاكر‪ .‬مطبعة املدىن‪.‬‬
‫القاهرة‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1974 .‬م‪.‬‬
‫ـ طبقات القراء‪ .‬البن اجلزرى‪ .‬مكتبة املتنىب‪.‬‬
‫ـ الطبقات الكربى‪ .‬البن سعد‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد عبد القادر‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ 1990‬م‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫ـ الطرائف األدبية‪ .‬حتقيق عبد العزيز امليمىن‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ العقد الفريد‪ .‬البن عبد ربه‪ .‬حتقيق ‪ :‬أمحد أمني وأمحد الزين وإبراهيم اإلبيارى‪.‬‬
‫دار الكتاب العرىب‪ .‬بريوت‪ 1983 .‬م‪.‬‬
‫ـ فضائل الصحابة‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬فاروق محاده‪ .‬طبعة دار الثقافة‪ .‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 622‬فهرس املوضوعات‬

‫ـ الفوائد اجملموعة‪ .‬للشوكاىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬املعلمى اليماىن‪ .‬مطبعة السنة احملمدية‪.‬‬


‫القاهرة‪ .‬الطبعة األوىل ‪ 960‬م‪.‬‬
‫ـ قضايا ونصوص حنوية‪ .‬لعلى أبو املكارم‪ .‬دار الثقافة العربية‪.‬‬
‫ـ قطر الندى وبل الصدى‪ .‬البن هشام ومعه كتاب سبل اهلدى بتحقيق شرح قطر‬
‫الن دى‪ .‬ت أليف ‪ :‬حممد حمىي ال دين عبد احلمي د‪ .‬املكتبة التجارية الك ربى‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ 1963‬م‪.‬‬
‫ـ الكاش ف‪ .‬حتقيق ‪ :‬ع زت على عيد وموسى حممد على‪ .‬دار الكتب احلديثة‬
‫القاهرة‪ .‬الطبعة األوىل ‪ 1972‬م‪.‬‬
‫ـ الكامل‪ .‬للمربد‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ .‬دار الفكر العرىب‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫ـ الكامل ىف التاريخ‪ .‬البن األثري‪ .‬دار صادر بريوت‪.‬‬
‫السالم حممد هارون‪ .‬مكتبة اخلاجنى‪.‬‬ ‫ـ الكتاب ‪ :‬سيبويه‪ .‬حتقيق وشرح ‪ :‬عبد ّ‬
‫القاهرة‪ .‬الطبعة الثالثة‪ 1982 .‬م‪.‬‬
‫ـ كت اب اجليم‪ .‬ألبو عم رو الش يباىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬إب راهيم اإلبي ارى‪ .‬منش ورات جممع‬
‫اللغة العربية بالقاهرة الطبعة األوىل‪ 1974 .‬ـ ‪ 1975‬م‪.‬‬
‫ـ كتاب الصناعتني‪ .‬ألبو هالل العسكرى‪ .‬حتقيق ‪ :‬على حممد البجاوى وحممد أبو‬
‫الفضل إبراهيم‪ .‬املكتبة العصرية‪ .‬صيدا‪ 1986 .‬م‪.‬‬
‫ـ كتاب العني‪ .‬للخليل‪ .‬حتقيق ‪ :‬مهدى املخزومى وإبراهيم السامرائى‪ .‬مؤسسة دار‬
‫اهلجرة‪ .‬إيران‪ 1409 .‬ه‍‪.‬‬
‫ـ كت اب الالم ات‪ .‬للزج اجى‪ .‬حتقيق ‪ :‬م ازن املب ارك‪ .‬دار الفك ر‪ .‬دمشق الطبعة‬
‫الثانية‪ 1985 .‬م‪.‬‬
‫ـ كشف اخلفا‪ .‬إلمساعيل بن حممد العجلوىن‪ .‬مؤسسة الرسالة‪ .‬بريوت‪ .‬طبعة ثالثة‪.‬‬
‫ـ كشف الظن ون عن أس امى الكتب والفن ون‪ .‬ملص طفى بن عبد اهلل الش هري حباجى‬
‫خليفة‪ .‬الطبعة الثالثة‪ 1387 .‬ه‍ ـ ‪ 1957‬م‪.‬‬
‫ـ كنز العمال‪ .‬للهندى مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪623 .............................................................................‬‬

‫ـ لسان العرب‪ .‬البن منظور‪ .‬دار صادر‪ .‬بريوت‪.‬‬


‫ـ لسان امليزان‪ .‬البن حجر العسقالىن‪ .‬مؤسسة األعلمى للمطبوعات ببريوت‪.‬‬
‫لبنان‪ .‬والطبعة الثانية سنة ‪ 1390‬ه‍ ـ ‪ 1971‬م‪.‬‬
‫ـ لطائف اإلشارات‪ .‬حتقيق ‪ :‬الشيخ عامر عثمان والدكتور عبد الصبور شاهني‪.‬‬
‫ـ اللمع ىف العربية‪ .‬البن جىن‪ .‬حتقيق حسني حممد شرف‪ .‬عامل الكتب‪.‬‬
‫القاهرة‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1979 .‬م‪.‬‬
‫ـ ما جيوز للش اعر ىف الض رورة‪ .‬للق ريواىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬منجى الكع ىب‪ .‬ت ونس‪1971 .‬‬
‫م‪.‬‬
‫ـ ما ينص رف وما ال ينص رف‪ .‬للزج اج‪ .‬حتقيق ‪ :‬ه دى حمم ود قراع ة‪ .‬نشر ‪ :‬جلنة‬
‫إحياء الرتاث اإلسالمى ىف اجمللس األعلى للشئون اإلسالمية‪ .‬ىف اجلمهورية العربية املتحدة‪.‬‬
‫الطبعة األوىل‪ 1971 .‬م‪.‬‬
‫الس الم حممد ه ارون‪ .‬دار‬ ‫ـ جمالس ثعلب‪ .‬أمحد بن حيىي ثعلب‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد ّ‬
‫املعارف مبصر‪ .‬الطبعة اخلامسة‪ 1987 .‬م‪.‬‬
‫ـ جملة الدارة السعودية‪ .‬العدد األول‪ .‬السنة الثانية‪ .‬شوال‪ 1406 .‬ه‍ ـ ‪ 1986‬م‪.‬‬
‫ـ جملة عامل الفكر‪ .‬جملد ‪ .10‬العدد الثاىن‪ 1979 .‬م‪.‬‬
‫ـ جممع األمثال‪ .‬للميداىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد حمىي الدين عبد احلميد‪ .‬دار القلم‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ جممع الزوائد ومنبع الفوائد‪ .‬للهيثمى‪ .‬مؤسسة املعارف‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ جممل اللغة‪ .‬ألمحد بن فارس‪ .‬حتقيق ‪ :‬الشيخ هادى حسن محودى‪.‬‬
‫منشورات معهد املخطوطات العربية‪ .‬الكويت‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1985 .‬م‪.‬‬
‫ـ احملتسب ىف تبيني وجوه شواذ القراءات واإليضاح عنها‪ .‬البن جىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬على‬
‫النج دى ناصف وعبد احلليم النج ار وعبد الفت اح إمساعيل ش لىب‪ .‬نشر جلنة إحي اء ال رتاث‬
‫اإلس المى ىف اجمللس األعلى للش ئون اإلس المية ىف اجلمهورية العربية املتح دة‪ .‬الق اهرة‪.‬‬
‫‪ 1386‬ه‍‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 624‬فهرس املوضوعات‬

‫ـ احملرر الوجيز‪ .‬البن عطية‪ .‬رسالة ماجستري‪ .‬كلية اللغة العربية بالقاهرة‪.‬‬
‫ـ املخصص‪ .‬البن سيده‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ املدارس النحوية‪ .‬للدكتور شوقى ضيف‪ .‬دار املعارف‪.‬‬
‫ـ مرآة اجلنان‪ .‬لليافعى‪ .‬مطبوعات مؤسسة األعلمى‪ .‬للمطبوعات ببريوت‪ .‬لبنان‪.‬‬
‫الطبعة الثانية‪ 1390 .‬ه‍ ـ ‪ 1970‬م‪.‬‬
‫ـ املس تخرج على ص حيح مس لم املس مى مبس ند أىب عوان ة‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد ال رمحن بن‬
‫حيىي اليماىن دار املعرفة‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ املستدرك على الصحيحني‪ .‬للحاكم النيسابورى‪ .‬دار املعارف‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ املستقصى ىف أمث ال الع رب‪ .‬للزخمش رى‪ .‬دار الكتب العلمي ة‪ .‬ب ريوت‪ .‬الطبعة‬
‫الثانية‪ 1987 .‬م‪.‬‬
‫ـ مسند احلميدى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حبيب الرمحن األعظمى‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬طبعة أوىل‪.‬‬
‫ـ مسند الشافعى‪ .‬حتقيق ‪ :‬السيد يوسف الزواوى والسيد عزت العطار احلسيىن‪ .‬دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫ـ املص نوع ىف معرفة احلديث املوض وع‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد الفت اح أبو غ دة‪ .‬دار ال وعى‬
‫حبلب‪.‬‬
‫ـ معاىن القرآن للزجاج‪ .‬حتقيق ‪ :‬د ‪ /‬عبد اجلليل شلىب‪ .‬عامل الكتب‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ 1988‬م‪.‬‬
‫ـ معاىن القرآن‪ .‬للفراء‪ .‬حتقيق ‪ :‬أمحد يوسف جناتى وحممد على النجار‪ .‬دار الكتب‬
‫املصرية‪.‬‬
‫ـ املع اىن الكبري ىف أبي ات املع اىن‪ .‬البن قتيب ة‪ .‬دار الكتب العلمي ة‪ .‬ب ريوت‪ .‬الطبعة‬
‫األوىل‪ 1984 .‬م‪.‬‬
‫ـ معاهد التنصيص على شواهد التلخيص‪ .‬لعبد الرحيم بن أمحد العباسى‪ .‬حتقيق ‪:‬‬
‫حممد حمىي الدين عبد احلميد‪ .‬عامل الكتب‪ .‬بريوت‪ 1947 .‬م‪.‬‬
‫ـ معجم األدباء‪ .‬لياقوت احلموى‪ .‬دار إحياء الرتاث العرىب‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة‬
‫فهرس املوضوعات ‪625 .............................................................................‬‬

‫األوىل‪ 1984 .‬م‪.‬‬


‫ـ معجم البلدان‪ .‬لياقوت احلموى‪ .‬دار صادر‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫القدسى‪ .‬القاهرة‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1982 .‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ معجم الشعراء‪ .‬املرزباىن‪ .‬مكتبة‬
‫السالم حممد هارون‪ .‬مؤسسة اخلاجنى‪ .‬القاهرة‪.‬‬ ‫ـ معجم شواهد العربية‪ .‬لعبد ّ‬
‫الطبعة األوىل‪ 1972 .‬م‪.‬‬
‫ـ املعجم الكب ري‪ .‬أبو القاسم الط رباىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬محدى عبد اجمليد الس لفى‪ .‬بغ داد‪.‬‬
‫وزارة األوقاف‪.‬‬
‫السقا‪.‬‬
‫ـ معجم ما استعجم من أمساء البالد واملواضع‪ .‬للبكرى‪ .‬حتقيق ‪ :‬مصطفى ّ‬
‫عامل الكتب‪ .‬بريوت‪ .‬الطبعة الثالثة‪ 1983 .‬م‪.‬‬
‫ـ مغىن الل بيب عن كتب األع اريب‪ .‬البن هش ام‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد حمىي ال دين عبد‬
‫احلميد‪ .‬املكتبة العصرية‪ .‬صيدا‪ .‬لبنان‪ 1987 .‬م‪.‬‬
‫ـ مفتاح السعادة ومصباح السيادة‪ .‬طاش كربى زادة‪ .‬حيدرآباد‪.‬‬
‫ـ املقاصد النحوية ىف شرح شواهد شروح األلفية‪ .‬حملمد بن أمحد العيىن‪ .‬دار صادر‪.‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫السالم حممد هارون‪ .‬دار اجليل‪.‬‬
‫ـ مقاييس اللغة‪ .‬ألمحد بن فارس‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد ّ‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1991 .‬م‪.‬‬
‫ـ املقتبس ىف ت اريخ رج ال األن دلس‪ .‬حلي ان بن خلف بن حي ان‪ .‬طبع ىف ب اريس‬
‫‪ 1937‬م‪.‬‬
‫ـ املقتضب‪ .‬للمربد‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد عبد اخلالق عضيمة‪ .‬عامل الكتب‪ .‬بريوت‪.‬‬
‫ـ مقدمة ابن خلدون‪ .‬دار هنضة مصر‪ .‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫ـ املمتع ىف التصريف‪ .‬البن عصفور‪ .‬حتقيق ‪ :‬فخر الدين قباوة‪ .‬دار اآلفاق اجلديدة‪.‬‬
‫بريوت‪ .‬الطبعة الرابعة ‪ 1979 ،‬م‪.‬‬
‫ـ املنصف شرح ابن جىن لكتاب التصريف‪ .‬ألىب عثمان املازىن البصرى‪ .‬حتقيق ‪:‬‬
‫إب راهيم مص طفى وعبد اهلل أمني‪ .‬ش ركة مكتبة ومطبعة مص طفى الب اىب احللىب‬
‫وأوالده مبصر‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1954 .‬م‪.‬‬
‫‪ ............................................................................. 626‬فهرس املوضوعات‬

‫ـ املؤتلف واملختلف ىف أمساء الش عراء‪ .‬لآلم دى‪ .‬مطب وع مع معجم الش عراء‬
‫للمرزباىن‪ .‬مكتبة القدسى‪ .‬القاهرة‪ .‬الطبعة الثانية‪ 1982 .‬م‪.‬‬
‫ـ املوشح‪ .‬للمرزباىن‪ .‬حتقيق ‪ :‬على حممد جباوى‪ .‬القاهرة‪ 1965 .‬م‪.‬‬
‫ـ النجوم الزاهرة ىف ملوك مصر والقاهرة‪ .‬البن تغرى بردى‪ .‬وزارة الثقافة واإلرشاد‬
‫القومى‪ .‬املؤسسة املصرية العامة‪.‬‬
‫ـ نزهة األلباء ىف طبقات األدباء‪ .‬البن األنبارى‪ .‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪.‬‬
‫دار هنضة مصر للطباعة‪ .‬القاهرة‪ 1967 .‬م‪.‬‬
‫ـ نفح الطيب‪ .‬للمقرى‪ .‬تعليق إحسان عباس‪ .‬طبعة دار صادر‪.‬‬
‫ـ هناية األرب ىف فنون األدب‪ .‬للنويرى‪ .‬مطبعة دار الكتب املصرية‪ .‬الطبعة األوىل‪.‬‬
‫‪ 1928‬م‪.‬‬
‫ـ الن وادر ىف اللغ ة‪ .‬ألىب زيد س عيد بن أوس‪ .‬دار الكت اب الع رىب‪ .‬الطبعة الثاني ة‪.‬‬
‫‪ 1967‬م‪.‬‬
‫ـ هدية العارفني ىف كشف الظنون‪ .‬إلمساعيل باشا البغدادى‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫ـ مهع اهلوامع ش رح مجع اجلوامع ىف علم العربي ة‪ .‬للس يوطى‪ .‬نشر مكتبة الكلي ات‬
‫األزهرية‪ .‬القاهرة‪ .‬الطبعة األوىل‪ 1327 .‬ه‍‪.‬‬
‫ـ ال واىف بالوفي ات‪ .‬لص الح ال دين خليل الص فدى‪ .‬الطبعة الثاني ة‪ .‬دار النشر‬
‫بفيسبادن‪ .‬النشرات اإلسالمية‪ 1381 .‬ه‍ ـ ‪ 1962‬م‪.‬‬
‫ـ وفي ات األعي ان وأنب اء أبن اء الزم ان‪ .‬البن خلّك ان‪ .‬حتقيق ‪ :‬إحس ان عب اس‪ .‬دار‬
‫صادر ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ـ يزيد بن مف رغ‪ .‬حتقيق ‪ :‬عبد الق دوس ص احل‪ .‬مؤسسة الرس الة‪ .‬ب ريوت‪ .‬الطبعة‬
‫الثانية‪ 1982 .‬م‪.‬‬
‫***‬
‫فهرس املوضوعات ‪627 .............................................................................‬‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫مقدمة التحقيق‪3.................................................................‬‬
‫مقدمة يف علم النحو والتصريف ‪5.................................................‬‬
‫عصر ابن عصفور‪11.............................................................‬‬
‫احلالة السياسية‪12................................................................‬‬
‫نكبة األندلس أليب البقاء الرندي‪19...............................................‬‬
‫احلياة االجتماعية‪21..............................................................‬‬
‫احلركة العلمية‪23................................................................‬‬
‫ترمجة ابن عصفور ‪29............................................................‬‬
‫ـ مولده ونشأته ‪29............................................................‬‬
‫ـ مكانته العلمية ‪29............................................................‬‬
‫ـ أستاذته وشيوخه‪31..........................................................‬‬
‫ـ تالميذه ‪33..................................................................‬‬
‫ـ مؤلفاته‪35...................................................................‬‬
‫ـ وفاته ‪37....................................................................‬‬
‫كتاب املقرب ‪40................................................................‬‬
‫ـ أوال ‪ :‬حول كتاب املقرب ‪40................................................‬‬
‫ـ ثانيا ‪ :‬منهج ابن عصفور يف كتاب املقرب‪41..................................‬‬
‫ـ ثالثا ‪ :‬تأثري املقرب يف النحاة بعده‪43..........................................‬‬
‫تأثري ابن عصفور يف النحاة بعده ‪45...............................................‬‬
‫عناية العلماء بكتاب املقرب ‪48...................................................‬‬
‫ابن عصفور ومذهبه البصري ‪50..................................................‬‬
‫وصف نسخ املقرب البن عصفور‪52..............................................‬‬
‫كتاب مثل املقرب البن عصفور ‪54...............................................‬‬
‫وصف النسخ اخلطية لكتاب مثل املقرب ‪55.......................................‬‬
‫صور صفحات املخطوط‪56......................................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 628‬فهرس املوضوعات‬

‫مقدمة المؤلف ‪65................................................................‬‬


‫ذكر حقيقة النحو‪67.............................................................‬‬
‫باب تبيين الكالم وأجزائه ‪67.....................................................‬‬
‫تعريف الكالم ‪67................................................................‬‬
‫تعريف االسم ‪68................................................................‬‬
‫تعريف الفعل‪68.................................................................‬‬
‫تعريف احلرف‪68................................................................‬‬
‫ذكر تبيني أحكام الكلم ‪68.......................................................‬‬
‫باب اإلعراب ‪69.................................................................‬‬
‫اإلعراب ىف االصطالح‪69........................................................‬‬
‫ألقاب اإلعراب‪69...............................................................‬‬
‫الرفع والنصب‪69................................................................‬‬
‫اخلفض واجلزم‪70................................................................‬‬
‫باب معرفة عالمات اإلعراب‪71..................................................‬‬
‫عالمات الرفع‪71................................................................‬‬
‫عالمات النصب‪72..............................................................‬‬
‫عالمات اخلفض‪72..............................................................‬‬
‫عالمات اجلزم‪73................................................................‬‬
‫ذكر األم اكن الىت ي دخل فيها املع رب من األمساء واألفع ال لقب من ألق اب اإلع راب‬
‫األربعة‪75.......................................................................‬‬
‫حاالت إعراب االسم‪75.........................................................‬‬
‫حاالت إعراب الفعل ‪76.........................................................‬‬
‫باب الفاعل ‪77...................................................................‬‬
‫تعريف الفاعل‪77................................................................‬‬
‫الرتبة ىف باب الفاعل‪78..........................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪629 .............................................................................‬‬

‫الرتبة بني الفاعل واملفعول‪78.....................................................‬‬


‫الرتبة بني املفعول والعامل ‪80.....................................................‬‬
‫حكم الفاعل واملفعول به ىف األمساء املوصولة‪81...................................‬‬
‫اللغات الىت وردت ىف «الذى» ‪83................................................‬‬
‫اللغات الىت وردت ىف «الذين» ‪84................................................‬‬
‫اللغات الىت وردت ىف «الالئى»‪85................................................‬‬
‫تثنية ذو الطائية ومجعها‪86........................................................‬‬
‫تثنية ذات الطائية ومجعها ‪87......................................................‬‬
‫وقوع االسم املوصول على من يعقل ‪87...........................................‬‬
‫وقوع االسم املوصول على من يعقل وما ال يعقل ‪87...............................‬‬
‫ما توصل به األمساء املوصولة ‪91..................................................‬‬
‫املوصوالت الىت جيوز فيها احلمل على اللفظ واحلمل على املعىن‪96...................‬‬
‫باب نعم وبئس ‪99...............................................................‬‬
‫الدليل على فعلية نعم وبئس ‪99...................................................‬‬
‫اللغات الىت وردت ىف نعم وبئس‪100.............................................‬‬
‫فاعل نعم وبئس ‪101............................................................‬‬
‫احلذف ىف باب نعم وبئس‪101...................................................‬‬
‫إحلاق عالمة التأنيث بنعم وبئس‪102..............................................‬‬
‫اجلمع بني التمييز والفاعل الظاهر‪103.............................................‬‬
‫إعراب املمدوح أو املذموم ىف باب نعم وبئس‪105.................................‬‬
‫املدح أو الذم بصيغة «فعل» ‪106.................................................‬‬
‫املدح والذم بـ «حبذا» و «ال حبذا» ‪106.........................................‬‬
‫باب التعجب ‪108................................................................‬‬
‫تعريف التعجب‪108.............................................................‬‬
‫التعجب على طريقة «ما أفعله»‪109..............................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 630‬فهرس املوضوعات‬

‫شروط الفعل املتعجب منه على هذه الطريقة‪109..................................‬‬


‫التعجب من الفعل الذى مل يستوف تلك الشروط ‪112.............................‬‬
‫إعراب صيغة «ما أفعله» ‪113....................................................‬‬
‫زيادة كان وأصبح وأمسى بني ما والفعل ‪113.....................................‬‬
‫حكم تقدمي معمول فعل التعجب عليه‪113........................................‬‬
‫التعجب على طريقة «أفعل به» ‪114..............................................‬‬
‫التعجب على طريقة «فعل» ‪115.................................................‬‬
‫باب ما لم يسم فاعله ‪117........................................................‬‬
‫األفعال الىت جيوز بناؤها للمفعول‪117.............................................‬‬
‫كيفية بناء الفعل للمفعول ‪117...................................................‬‬
‫السبب الذى ألجله حيذف الفاعل‪118............................................‬‬
‫املفعوالت الىت تقام مقام الفاعل‪119..............................................‬‬
‫األوىل منها باإلقامة إن اجتمعت ‪119.............................................‬‬
‫باب املبتدأ وخربه‪122...........................................................‬‬
‫تعريف االبتداء ‪122.............................................................‬‬
‫تعريف املبتدأ ‪122...............................................................‬‬
‫تعريف اخلرب ‪122................................................................‬‬
‫شروط االبتداء بالنكرة ‪123......................................................‬‬
‫أقسام اخلرب‪123.................................................................‬‬
‫اخلرب املفرد ‪123.................................................................‬‬
‫اخلرب اجلملة‪124.................................................................‬‬
‫اإلخبار بالظرف واجملرور ‪125....................................................‬‬
‫حاالت حذف اخلرب وإثباته ‪126..................................................‬‬
‫حاالت حذف املبتدأ وإثباته ‪127.................................................‬‬
‫الرتبة بني املبتدأ واخلرب‪127.......................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪631 .............................................................................‬‬

‫تعدد اخلرب ‪128..................................................................‬‬


‫باب االشتغال ‪130...............................................................‬‬
‫تعريف االشتغال ‪130............................................................‬‬
‫إعراب االسم املشتغل عنه إذا مل يتقدمه شىء ‪130.................................‬‬
‫إعراب االسم املشتغل عنه إذا تقدمه سؤال‪132....................................‬‬
‫إعراب االسم املشتغل عنه إذا تقدمه حرف عطف‪133.............................‬‬
‫إعراب االسم املشتغل عنه إذا تقدمته أداة ال يليها إال الفعل ظاهرا أو مضمرا‪134....‬‬
‫باب كان وأخواتها ‪139..........................................................‬‬
‫ما يكون امسا لكان وأخواهتا‪139.................................................‬‬
‫ما يكون خربا لكان وأخواهتا ‪139................................................‬‬
‫تاما وما ال يستعمل إال ناقصا‪139.....................................‬‬
‫ما يستعمل ّ‬
‫داللة كان وأخواهتا ىف حال التمام والنقصان‪140..................................‬‬
‫التصرف واجلمود ىف باب كان وأخواهتا‪146......................................‬‬
‫تقدمي أخبار كان وأخواهتا عليها ‪147.............................................‬‬
‫تقدمي اخلرب على االسم ىف باب كان وأخواهتا ‪148.................................‬‬
‫رتبة معمول خرب كان وأخواهتا ‪149..............................................‬‬
‫طريقة معرفة اخلرب واالسم ىف باب كان وأخواهتا ‪150..............................‬‬
‫باب األفعال الجارية مجرى كان وأخواتها‪152...................................‬‬
‫اقرتان أخبار هذه األفعال بـ «أن» ‪152............................................‬‬
‫تعليل أحوال اقرتان أخبار هذه األفعال بـ «أن»‪153................................‬‬
‫تقدمي أخبار هذه األفعال على أمسائها‪154.........................................‬‬
‫حاالت جواز استخدام عسى على وزن «فعل» أو «فعل»‪154.....................‬‬
‫حكم فاعل الفعل الواقع ىف موضع أخبار أخوات عسى‪155........................‬‬
‫باب ما وال والت ‪157..........................................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 632‬فهرس املوضوعات‬

‫ما التميمية وما احلجازية‪157.....................................................‬‬


‫شروط عمل ما احلجازية ‪157....................................................‬‬
‫دخول الباء ىف خرب ما احلجازية ‪159..............................................‬‬
‫«ال» العاملة عمل ليس‪161......................................................‬‬
‫شروط عمل ال عمل ليس ‪161...................................................‬‬
‫«الت» العاملة عمل ليس ‪162...................................................‬‬
‫إعمال «إن» النافية عمل «ما» احلجازية‪163......................................‬‬
‫باب الحروف التى تنصب االسم وترفع الخبر‪164................................‬‬
‫معاىن إن وأخواهتا‪164...........................................................‬‬
‫ما يقع امسا لـ «إن» وأخواهتا‪164.................................................‬‬
‫ما يقع خربا لـ «إن» وأخواهتا‪164................................................‬‬
‫ما تنفرد به «إن» من بني سائر أخواهتا ‪165.......................................‬‬
‫حكم تقدمي معموالت هذه احلروف عليها ‪166....................................‬‬
‫حكم تقدمي معمول خرب هذه احلروف على اخلرب‪167..............................‬‬
‫دخول ياء املتكلم ونون الوقاية على هذه احلروف ‪167.............................‬‬
‫حكم حذف أمساء هذه احلروف ‪167.............................................‬‬
‫حكم حذف أخبار هذه احلروف‪168.............................................‬‬
‫دخول ما على إن وأخواهتا ‪169..................................................‬‬
‫«لكن» و «كأ ّن» إذا خففت‪170.........................‬‬‫حكم «إ ّن» و «أ ّن» و ّ‬
‫باب المفعول به ‪174.............................................................‬‬
‫باب األفعال المتعدية ‪175........................................................‬‬
‫األفعال الىت تتعدى إىل فعل واحد‪175............................................‬‬
‫حكم حذف مفعول تلك األفعال ‪175............................................‬‬
‫األفعال الىت تتعدى إىل مفعولني ‪177..............................................‬‬
‫األفعال الىت تتعدى إىل مفعولني أصلهما املبتدأ واخلرب‪177...........................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪633 .............................................................................‬‬

‫ما يكون مفعوال أوال وما يكون مفعوال ثانيا هلذه األفعال‪178......................‬‬
‫حكم حذف مفعوىل هذه األفعال ‪178............................................‬‬
‫حكم هذه األفعال إن توسطت بني مفعوليها أو تأخرت عنهما‪180.................‬‬
‫حكم الفصل بني مفعوىل هذه األفعال بضمري منفصل ال موضع له من اإلعراب‪182..‬‬
‫تعليق هذه األفعال عن العمل ‪183................................................‬‬
‫األفعال الىت تتعدى إىل مفعولني ليس أصلهما املبتدأ واخلرب‪184......................‬‬
‫األفعال الىت تتعدى إىل ثالثة مفاعيل‪185..........................................‬‬
‫باب اسم الفاعل ‪187............................................................‬‬
‫حكم اسم الفاعل إذا كان فيه األلف والالم وإذا خال منها‪187.....................‬‬
‫شروط عمل اسم الفاعل ‪188....................................................‬‬
‫تقدمي معمول اسم الفاعل عليه ‪189...............................................‬‬
‫حكم تابع معمول اسم الفاعل باب األمثلة الىت تعمل عمل اسم الفاعل‪192.........‬‬
‫باب المصدر العامل عمل فعله ‪194...............................................‬‬
‫نوعا المصدر العامل عمل فعله ‪194...............................................‬‬
‫املصدر املنون‪195...............................................................‬‬
‫املصدر املضاف‪195.............................................................‬‬
‫املصدر املعرف باأللف والالم ‪196................................................‬‬
‫باب أسماء األفعال ‪198..........................................................‬‬
‫أمساء األفعال بني القياس والسماع‪198............................................‬‬
‫حكم أمساء األفعال‪198..........................................................‬‬
‫باب اإلغراء ‪201................................................................‬‬
‫تعريف اإلغراء‪201..............................................................‬‬
‫حكم املغرى‪202................................................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 634‬فهرس املوضوعات‬

‫حكم املغرى به‪202.............................................................‬‬


‫باب ما يجوز أن يتسع فيه فينتصب على التشبيه بالمفعول به‪204..................‬‬
‫أقسام صفات هذا الباب‪204.....................................................‬‬
‫شرط عمل الصفة ىف هذا الباب‪205..............................................‬‬
‫حكم معمول الصفة النكرة‪206..................................................‬‬
‫حكم معمول الصفة املعرفة باأللف والالم‪208.....................................‬‬
‫باب المنصوبات التى يطلبها الفعل على اللزوم‪210...............................‬‬
‫أنواع هذه املنصوبات ‪210.......................................................‬‬
‫املقصود باملصدر ‪210............................................................‬‬
‫املقصود بظرف الزمان ‪210......................................................‬‬
‫املقصود بظرف املكان‪210.......................................................‬‬
‫املقصود باحلال‪211..............................................................‬‬
‫أقسام املصدر‪211...............................................................‬‬
‫أقسام ظرف الزمان ‪211.........................................................‬‬
‫أقسام ظرف املكان ‪212.........................................................‬‬
‫أقسام احلال‪212.................................................................‬‬
‫وصول الفعل إىل هذه املنصوبات‪212.............................................‬‬
‫أقسام املصدر من حيث التصرف واالنصراف ‪215.................................‬‬
‫أقسام ظرف الزمان من حيث التصرف واإلنصراف‪216...........................‬‬
‫أقسام ظرف املكان من حيث التصرف واإلنصراف‪218............................‬‬
‫شروط احلال املبينة‪218..........................................................‬‬
‫شروط احلال املؤكدة‪220........................................................‬‬
‫دخول الواو على اجلملة الواقعة حاال ‪220.........................................‬‬
‫تقدمي املصادر وظروف الزمان واملكان على العامل‪223............................‬‬
‫الرتبة بني احلال وعاملها ‪223.....................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪635 .............................................................................‬‬

‫باب المنصوبات التى يطلبها جميع األفعال على غير اللزوم‪225...................‬‬


‫تعريف املفعول معه ‪225.........................................................‬‬
‫أقسام مسائل هذا الباب‪225.....................................................‬‬
‫قسم يتساوى فيه أن يكون االسم مفعوال معه وأن يكون معطوفا على ما تقدم‪225. .‬‬
‫قسم يكون االسم فيه مفعول معه ‪226............................................‬‬
‫قسم خيتار فيه أن يكون االسم معطوفا‪226........................................‬‬
‫قسم يكون فيه االسم معطوفا‪227................................................‬‬
‫المفعول ألجله ‪227..............................................................‬‬
‫تعريف املفعول ألجله وشروطه ‪227..............................................‬‬
‫باب المنصوبات عن تمام ما يطلبها ‪230..........................................‬‬
‫تعريف التمييز ‪230..............................................................‬‬
‫التمييز املنتصب عن متام الكالم‪230...............................................‬‬
‫التمييز املنتصب عن متام االسم‪231...............................................‬‬
‫حكم تقدمي التمييز‪232..........................................................‬‬
‫حكم التمييز باألمساء املختصة بالنفى ‪232.........................................‬‬
‫االستثناء ‪233....................................................................‬‬
‫تعريف االستثناء ‪233............................................................‬‬
‫أدوات االستثناء ‪233............................................................‬‬
‫دخول «ما» على خال وعدا‪233.................................................‬‬
‫أحكام االسم الواقع بعد إال‪234..................................................‬‬
‫أحكام تقدمي املستثىن‪234........................................................‬‬
‫تكرار املستثنيات‪237............................................................‬‬
‫حكم االسم الواقع بعد غري‪238..................................................‬‬
‫حكم االسم الواقع بعد خال ‪ ،‬وعدا ‪ ،‬وحاشا ‪ ،‬وحشى‪239.......................‬‬
‫‪ ............................................................................. 636‬فهرس املوضوعات‬

‫حكم االسم الواقع بعد ليس وال يكون ‪240.......................................‬‬


‫باب النداء ‪241..................................................................‬‬
‫حروف النداء‪241...............................................................‬‬
‫أقسام املنادى ‪242...............................................................‬‬
‫نداء ما فيه األلف والالم‪243.....................................................‬‬
‫حذف حرف النداء وبقاء املنادى ‪244............................................‬‬
‫حكم تابع املنادى‪244...........................................................‬‬
‫تكرار املنادى‪246...............................................................‬‬
‫إضافة املنادى إىل ياء املتكلم ‪248.................................................‬‬
‫املنادى املضاف إىل املضاف إىل ياء املتكلم‪249....................................‬‬
‫األمساء املختصة بالنداء ‪249......................................................‬‬
‫النداء على جهة االستغاثة أو التعجب ‪251........................................‬‬
‫النداء على جهة الندبة‪252.......................................................‬‬
‫الترخيم ‪254.....................................................................‬‬
‫باب ال ‪258.....................................................................‬‬
‫دخول «ال» على معرفة‪258.....................................................‬‬
‫دخول «ال» على نكرة‪259......................................................‬‬
‫حكم تابع اسم «ال»‪260........................................................‬‬
‫تكرار «ال» ‪260................................................................‬‬
‫دخول مهزة االستفهام أو معىن التحضيض أو التمىن على «ال»‪261.................‬‬
‫باب حروف الخفض ‪263........................................................‬‬
‫حروف اجلر الىت ال جتر إال املضمر ‪263...........................................‬‬
‫حروف اجلر الىت ال جتر إال الظاهر‪264............................................‬‬
‫حروف اجلر الىت جتر بعض الظواهر دون بعض ‪265................................‬‬
‫حروف اجلر الىت تستخدم حروفا وأمساء‪266......................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪637 .............................................................................‬‬

‫حروف اجلر الىت تستخدم حروفا وأفعاال‪267......................................‬‬


‫حروف اجلر الىت تستخدم حروفا وأمساء وأفعاال ‪268...............................‬‬
‫تعلّق حروف اجلر‪270...........................................................‬‬
‫إضمار حرف اجلر وإبقاء عمله ‪270..............................................‬‬
‫الفصل بني حرف اجلر واجملرور ‪271..............................................‬‬
‫جمىء من زائدة ‪271.............................................................‬‬
‫معاىن حروف اجلر ‪272..........................................................‬‬
‫حروف القسم ‪278..............................................................‬‬
‫احلروف الىت تربط املقسم باملقسم عليه ‪279.......................................‬‬
‫تعلق القسم بأفعال مضمرة ‪281..................................................‬‬
‫اجتماع القسم والشرط ‪282.....................................................‬‬
‫باب اإلضافة ‪283................................................................‬‬
‫أقسام اإلضافة ‪283..............................................................‬‬
‫معاىن اإلضافة احملضة ‪283........................................................‬‬
‫األمساء الىت تلتزم اإلضافة ‪284....................................................‬‬
‫إضافة الشىء إىل نفسه ‪287......................................................‬‬
‫حذف املضاف وإقامة املضاف إليه مقامه ‪289.....................................‬‬
‫حذف املضاف إليه‪289..........................................................‬‬
‫اإلضافة إىل اجلملة ‪290..........................................................‬‬
‫إضافة االسم إىل ياء املتكلم‪291..................................................‬‬
‫باب النعت ‪294..................................................................‬‬
‫تعريف النعت‪294...............................................................‬‬
‫شروط النعت بالظرف واجملرور ‪295..............................................‬‬
‫شروط النعت باجلملة ‪295.......................................................‬‬
‫حكم النعت إذا مل يرفع ضمريا عائدا على املنعوت‪296............................‬‬
‫‪ ............................................................................. 638‬فهرس املوضوعات‬

‫حكم النعت إذا رفع ضمريا عائدا على املنعوت‪297................................‬‬


‫أصناف املعارف ‪298............................................................‬‬
‫املضمر ‪298.....................................................................‬‬
‫املشار‪298......................................................................‬‬
‫العلم‪298.......................................................................‬‬
‫املعرف باأللف والالم ‪298.......................................................‬‬
‫املعرف باإلضافة‪298............................................................‬‬
‫األمساء الىت ينعت هبا وال تنعت ‪299..............................................‬‬
‫األمساء الىت ال ينعت هبا وال تنعت‪299............................................‬‬
‫األمساء الىت تنعت وينعت هبا ‪299.................................................‬‬
‫األمساء الىت تنعت وال ينعت هبا ‪299..............................................‬‬
‫حكم نعت املنعوت املضاف إىل املعارف‪299......................................‬‬
‫النعت املقطوع‪300..............................................................‬‬
‫عطف النعوت على بعضها ‪302..................................................‬‬
‫اجتماع النعوت واملنعوتني ‪302...................................................‬‬
‫اجتماع النعت بـ «االسم» ‪ ،‬و «الظرف أو اجملرور» ‪ ،‬و «اجلملة»‪303.............‬‬
‫حذف املوصوف وإقامة الصفة مقامه ‪304.........................................‬‬
‫الفصل بني الصفة واملوصوف ‪305................................................‬‬
‫باب عطف النسق ‪306...........................................................‬‬
‫تعريفه‪306......................................................................‬‬
‫حروف العطف‪306.............................................................‬‬
‫الواو‪306.......................................................................‬‬
‫الفاء ‪306.......................................................................‬‬
‫مث وحىت‪307....................................................................‬‬
‫أو ‪307.........................................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪639 .............................................................................‬‬

‫أم‪308..........................................................................‬‬
‫ّإما‪308.........................................................................‬‬
‫بل وال بل‪310..................................................................‬‬
‫لكن ‪310.......................................................................‬‬
‫ال‪310..........................................................................‬‬
‫العطف على ضمري اجلر وضمري الرفع املتصل‪311..................................‬‬
‫تقدمي املعطوف على املعطوف عليه‪312...........................................‬‬
‫الفصل بني حرف العطف واملعطوف عليه ‪312....................................‬‬
‫حكم الضمري املتأخر العائد على املعطوف واملعطوف عليه‪312.....................‬‬
‫حذف حرف العطف واملعطوف ‪313.............................................‬‬
‫العطف حبرف واحد امسني فصاعدا على امسني فصاعدا‪314.........................‬‬
‫باب التوكيد ‪316................................................................‬‬
‫تعريفه‪316......................................................................‬‬
‫ألفاظ التأكيد‪316...............................................................‬‬
‫حكم ألفاظ التأكيد إذا اجتمعت‪317.............................................‬‬
‫حكم تأكيد النكرة‪318..........................................................‬‬
‫تأكيد ضمري الرفع املتصل بالنفس أو بالعني ‪319...................................‬‬
‫عطف ألفاظ التوكيد على بعضها ‪320............................................‬‬
‫ما أجرته العرب جمرى التأكيد ‪320...............................................‬‬
‫باب البدل ‪321..................................................................‬‬
‫تعريفه‪321......................................................................‬‬
‫أنواع البدل ‪321................................................................‬‬
‫بدل الشىء من الشىء ‪321......................................................‬‬
‫بدل البعض من الكل‪321........................................................‬‬
‫بدل االشتمال ‪321..............................................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 640‬فهرس املوضوعات‬

‫بدل البداء‪322..................................................................‬‬
‫بدل الغلط‪322..................................................................‬‬
‫بدل النسيان‪322................................................................‬‬
‫شرط بدل االشتمال وبدل البعض من الكل‪322...................................‬‬
‫أقسام البدل بالنظر إىل التعريف والتنكري‪323......................................‬‬
‫أقسام البدل بالنظر إىل اإلظهار واإلضمار‪324.....................................‬‬
‫حكم التوابع األربع إذا اجتمعت ‪326.............................................‬‬
‫باب عطف البيان ‪327............................................................‬‬
‫تعريفه‪327......................................................................‬‬
‫الفرق بينه وبني التأكيد‪327......................................................‬‬
‫حكم اجتماع اللقب مع االسم املفرد ‪328........................................‬‬
‫باب التنازع ‪329.................................................................‬‬
‫تعريفه‪329......................................................................‬‬
‫أقسام األفعال من حيث اإلضمار‪331.............................................‬‬
‫قسم ال جيوز إضماره‪331........................................................‬‬
‫قسم التزمت فيه العرب اإلضمار‪331.............................................‬‬
‫باب ذكر الرافع للفعل المضارع ‪337.............................................‬‬
‫باب ذكر نواصب الفعل المضارع ‪338...........................................‬‬
‫األدوات الىت تنصب الفعل بنفسها‪338............................................‬‬
‫أن‪338.........................................................................‬‬
‫لن ‪338.........................................................................‬‬
‫كى‪338........................................................................‬‬
‫إذن‪338........................................................................‬‬
‫األدوات الىت تنصب الفعل بإضمار «أن» بعده وجيوز إظهارها‪339.................‬‬
‫األدوات الىت تنصب الفعل بإضمار «أن» بعده وال جيوز إظهارها‪339...............‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪641 .............................................................................‬‬

‫كى‪339........................................................................‬‬
‫الم اجلحد‪339..................................................................‬‬
‫الفاء والواو‪340.................................................................‬‬
‫حكم االسم املعطوف بالفاء إذا تقدم الفاء مجلة منفية‪341..........................‬‬
‫حكم االسم املعطوف بالفاء إذا تقدم الفاء مجلة استفهامية‪342.....................‬‬
‫متن‪343...........................‬‬
‫حكم االسم املعطوف بالفاء إذا تقدم الفاء مجلة ّ‬
‫حكم االسم املعطوف بالفاء إذا تقدم الفاء مجلة هنى أو أمر‪343....................‬‬
‫حكم االسم املعطوف بالفاء إذا تقدم الفاء مجلة دعاء‪343..........................‬‬
‫حكم االسم املعطوف بالفاء إذا تقدم الفاء مجلة عرض أو حتضيض‪344.............‬‬
‫أحكام الواو ‪344................................................................‬‬
‫حىت ‪345.......................................................................‬‬
‫باب ذكر جوازم الفعل المضارع ‪347.............................................‬‬
‫األدوات الىت جتزم فعال واحدا‪347................................................‬‬
‫اجلوازم الىت جتزم فعلني ‪349......................................................‬‬
‫ما تلحقه «ما» وما ال تلحقه «ما» من تلك اجلوازم‪350...........................‬‬
‫دخول اجلوازم على مجلتني فعليتني‪351............................................‬‬
‫دخول اجلوازم على مجلتني إحدامها امسية واألخرى فعلية‪352.......................‬‬
‫احلذف ىف أسلوب الشرط ‪353...................................................‬‬
‫حكم أمساء الشرط إذا تقدمها عامل‪354..........................................‬‬
‫باب ما جرى من األسماء فى اإلعراب مجرى الفعل‪357..........................‬‬
‫الصرف ‪357................................................‬‬
‫العلل الىت متنع االسم ّ‬
‫العدل ‪357......................................................................‬‬
‫التعريف‪360....................................................................‬‬
‫وزن الفعل ‪360.................................................................‬‬
‫التأنيث‪361.....................................................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 642‬فهرس املوضوعات‬

‫الرتكيب ‪363...................................................................‬‬
‫زيادة األلف والنون ‪363.........................................................‬‬
‫العجمة‪364.....................................................................‬‬
‫الوصف ‪365....................................................................‬‬
‫اجلمع الذى ال نظري له ىف اآلحاد‪365.............................................‬‬
‫ذكر النوع الثاىن من األحكام الرتكيبية ‪366.......................................‬‬
‫املقصود به ‪366.................................................................‬‬
‫باب البناء ‪367...................................................................‬‬
‫تعريف البناء‪367................................................................‬‬
‫ما يدخله البناء من احلروف واألفعال واألمساء‪367.................................‬‬
‫البناء على السكون والبناء على احلركة ‪369.......................................‬‬
‫باب الحكاية ‪372................................................................‬‬
‫حكاية اجلمل‪372...............................................................‬‬
‫حكاية اجلمل املعربة‪372.........................................................‬‬
‫حكاية اجلمل امللحونة‪372.......................................................‬‬
‫حكاية املفرد إذا كان نائبا عن مجلة ‪372..........................................‬‬
‫إجراء القول جمرى الظن‪374.....................................................‬‬
‫حكاية املفرد إذا كان مجلة ىف األصل‪375.........................................‬‬
‫حكاية املفرد إذا كان مشبها باجلملة‪375..........................................‬‬
‫حكاية املفرد إذا مل يكن مجلة وال مشبها هبا‪376...................................‬‬
‫اجتماع ما حيكى وما ال حيكى‪377...............................................‬‬
‫االستثبات بـ «من» عن نكرة ‪377................................................‬‬
‫االستثبات بـ «أى»‪377..........................................................‬‬
‫باب إسناد الفعل إلى المؤنث ‪380................................................‬‬
‫إسناد الفعل إىل مؤنث مع الفصل بينهما‪380......................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪643 .............................................................................‬‬

‫إسناد الفعل إىل مؤنث غري حقيقى ‪380...........................................‬‬


‫إسناد الفعل إىل مجع تكسري من ظاهر املؤنث‪380..................................‬‬
‫إسناد الفعل إىل ضمري املؤنث ‪381................................................‬‬
‫إسناد الفعل إىل مجع تكسري ملذكر‪382............................................‬‬
‫باب العدد ‪383..................................................................‬‬
‫أنواع العدد‪383.................................................................‬‬
‫أحكام املائة واأللف‪383.........................................................‬‬
‫أحكام العدد من الثالثة إىل العشر ‪384............................................‬‬
‫أحكام العدد املركب‪386........................................................‬‬
‫اجتماع املذكر واملؤنث ىف املعدود ‪387...........................................‬‬
‫إدخال األلف والالم على العدد ‪389..............................................‬‬
‫باب كنايات العدد ‪390..........................................................‬‬
‫كم ‪390........................................................................‬‬
‫كأين ‪391......................................................................‬‬
‫كذا‪392........................................................................‬‬
‫باب اسم الفاعل المشتق من العدد ‪393...........................................‬‬
‫اشتقاق اسم الفاعل من واحد إىل عشرة‪393......................................‬‬
‫اشتقاق اسم الفاعل من أحد عشر إىل تسعة عشر‪394.............................‬‬
‫باب اإلدغام من كلمتين ‪396.....................................................‬‬
‫ذكر إدغام املثلني ‪396...........................................................‬‬
‫ذكر إدغام املتقاربني ‪398........................................................‬‬
‫ذكر حروف املعجم‪398.........................................................‬‬
‫أحكام اإلمالة‪398...............................................................‬‬
‫امتناع اإلمالة‪400...............................................................‬‬
‫إجراء الفتحة جمرى األلف ىف اإلمالة‪401..........................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 644‬فهرس املوضوعات‬

‫الوصول حبروف املعجم إىل ثالثة وأربعني حرفا ‪402...............................‬‬


‫ذكر مخارج الحروف العربية األصول‪404.......................................‬‬
‫تقسيم خمارج احلروف‪404.......................................................‬‬
‫تقسيم احلروف إىل جمهور ومهموس‪406..........................................‬‬
‫تقسيم احلروف إىل شديدة ورخوة وبينهما‪406....................................‬‬
‫تقسيم احلروف إىل مطبق ومنفتح ‪407............................................‬‬
‫تقسيم احلروف إىل مستعل ومنخفض ‪407........................................‬‬
‫تقسيم احلروف إىل مكرر وغري مكرر ‪408........................................‬‬
‫أحكام املتقاربات ىف اإلدغام ذكر حروف احللق‪409...............................‬‬
‫ذكر حروف اللسان ىف اإلدغام ‪410..............................................‬‬
‫ما تدغم فيه الكاف والقاف ‪410.................................................‬‬
‫ما تدغم فيه اجليم‪410...........................................................‬‬
‫ما تدغم فيه الشني ‪410..........................................................‬‬
‫ما تدغم فيه الياء‪410............................................................‬‬
‫ما تدغم فيه الضاد ‪410..........................................................‬‬
‫ما تدغم فيه الالم ‪411...........................................................‬‬
‫ما تدغم فيه النون‪412...........................................................‬‬
‫ما تدغم فيه الراء ‪412...........................................................‬‬
‫إدغام الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء‪413.................................‬‬
‫إدغام الصاد والسني والزاى‪414..................................................‬‬
‫إدغام الفاء والباء وامليم والواو ‪414...............................................‬‬
‫ما شذت فيه العرب‪414.........................................................‬‬
‫باب التقاء الساكنين من كلمتين‪416.............................................‬‬
‫حكم الساكنني إذا كان األول منهما صحيحا ‪416................................‬‬
‫حكم الساكنني إذا كان األول منهما حرف علة ‪417..............................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪645 .............................................................................‬‬

‫باب حكم الهمزة إذا كانت أول كلمة وقبلها ساكن‪418..........................‬‬


‫باب الوقف ‪419.................................................................‬‬
‫الوقف ىف حال اإلنكار‪419......................................................‬‬
‫الوقف يف حال التذكر ‪419......................................................‬‬
‫الوقف بدون تذكر وال إنكار‪420................................................‬‬
‫الوقف على املعرب اجملزوم‪420...................................................‬‬
‫الوقف على ما ىف آخره تاء التأنيث ‪420..........................................‬‬
‫الوقف على املنون املنصوب‪421..................................................‬‬
‫الوقف على املنون املرفوع ‪422...................................................‬‬
‫الوقف على املنون املخفوض ‪422.................................................‬‬
‫الوقف على غري املنون‪422.......................................................‬‬
‫الوقف على املهموز اآلخر‪423...................................................‬‬
‫الوقف على املعتل اآلخر‪424.....................................................‬‬
‫الوقف على املبىن‪426............................................................‬‬
‫باب الهمزة التى تكون آخر الكلمة إذا التقت مع همزة من كلمة أخرى‪431.......‬‬
‫ذكر األحكام التي تكون للكلم قبل تركيبها ‪432..................................‬‬
‫باب همزة الوصل ‪433...........................................................‬‬
‫باب التثنية وجمع السالمة ‪433...................................................‬‬
‫معىن التثنية ‪435.................................................................‬‬
‫ما ال جيوز تثنيته من األمساء‪437..................................................‬‬
‫تثنية املنقوص ‪439...............................................................‬‬
‫تثنية ما يف آخره ألف ‪440.......................................................‬‬
‫تثنية ما يف آخره مهزة بعد ألف زائدة‪441.........................................‬‬
‫استعمال التثنية باأللف على كل حال ‪442........................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 646‬فهرس املوضوعات‬

‫معىن اجلمع‪443.................................................................‬‬
‫شروط اجملموع مجع سالمة بالواو والنون ‪445.....................................‬‬
‫اجملموع مجع السالمة باأللف والتاء‪446...........................................‬‬
‫باب النسب ‪450.................................................................‬‬
‫ما ينسب إليه‪450...............................................................‬‬
‫النسب إىل مجع التكسري ‪451.....................................................‬‬
‫النسب إىل املثىن واجملموع مجع سالمة بالواو والنون‪452............................‬‬
‫النسب إىل اجملموع مجع سالمة باأللف والتاء‪452..................................‬‬
‫النسب إىل الباقي على حرفني‪453................................................‬‬
‫النسب إىل الثالثي ‪454..........................................................‬‬
‫النسب إىل الرباعي‪455..........................................................‬‬
‫النسب إىل ما زاد على أربعة أحرف‪458..........................................‬‬
‫املنسوب على غري قياس ‪459.....................................................‬‬
‫باب التاء الالحقة االسم للتأنيث ‪462.............................................‬‬
‫باب نوني التوكيد الشديدة والخفيفة ‪463.........................................‬‬
‫ما تلحق به إحدى النونني وما ال تلحق به ‪463....................................‬‬
‫توكيد الفعل الصحيح اآلخر‪466.................................................‬‬
‫توكيد الفعل املعتل اآلخر‪466....................................................‬‬
‫ذكر األحكام التصريفية ‪468.....................................................‬‬
‫ذكر النوع األول من التصريف ‪ :‬باب التصغير‪470...............................‬‬
‫معاين التصغري‪470...............................................................‬‬
‫األمساء اليت ال تصغر‪472.........................................................‬‬
‫تصغري االسم املركب‪472........................................................‬‬
‫تصغري اسم اجلنس واسم اجلمع ومجع التكسري‪473.................................‬‬
‫تصغري املثىن واجملموع مجع سالمة بالواو والنون‪474................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪647 .............................................................................‬‬

‫تصغري املفرد‪474................................................................‬‬
‫تصغري ما كان على حرفني ‪474..................................................‬‬
‫تصغري ما كان على ثالثة أحرف‪475.............................................‬‬
‫تصغري ما كان على أربعة أحرف‪476.............................................‬‬
‫تصغري ما كان على أزيد من أربعة أحرف ‪478....................................‬‬
‫ما شذت العرب يف تصغريه‪485..................................................‬‬
‫باب جمع التكسير ‪487..........................................................‬‬
‫مجع االسم الثالثي ‪487..........................................................‬‬
‫مجع االسم الرباعي‪495..........................................................‬‬
‫مجع االسم اخلماسي‪500.........................................................‬‬
‫مجع ما زاد على مخسة أحرف ‪501...............................................‬‬
‫ما جاء من اجلموع شاذّا ‪501....................................................‬‬
‫وضع صيغة اجلمع لالثنني‪503....................................................‬‬
‫باب المصادر ‪505...............................................................‬‬
‫مصادر الفعل الثالثي‪505........................................................‬‬
‫مصادر الفعل الزائد على ثالثة أحرف ‪507........................................‬‬
‫باب اشتقاق أسماء الزمان والمكان والمصادر واآلالت التي يعالج بها الفعل‪509...‬‬
‫جمىء هذه املشتقات من الثالثي ‪509..............................................‬‬
‫جمىء هذه املشتقات من الزائد على ثالثة أحرف ‪510..............................‬‬
‫باب المقصور والممدود المقيسين ‪511...........................................‬‬
‫باب أسماء الفاعلين والمفعولين وما جرى مجراهما من الصفات المطّردة في بابها‪. .‬‬
‫‪513‬‬
‫باب تبيين الحروف الزوائد واألدلة التي يتوصل بها إلى معرفة زيادتها‪515.........‬‬
‫‪ ............................................................................. 648‬فهرس املوضوعات‬

‫األدلة اليت يعرف هبا الزائد من األصلي‪515........................................‬‬


‫االشتقاق األصغر ‪515...........................................................‬‬
‫التصريف‪515...................................................................‬‬
‫الكثرة‪516......................................................................‬‬
‫لزوم احلرف الزيادة ‪516.........................................................‬‬
‫لزوم حروف الزيادة البناء ‪516...................................................‬‬
‫كون الزيادة ملعىن ‪517...........................................................‬‬
‫النظري ‪517......................................................................‬‬
‫اخلروج عن النظري‪517...........................................................‬‬
‫الدخول يف أوسع البابني عند لزوم اخلروج عن النظري ‪517..........................‬‬
‫ذكر النوع الثاني من التصريف باب اإلدغام في الكلمة الواحدة‪519...............‬‬
‫تعريف اإلدغام‪519..............................................................‬‬
‫إدغام املتقاربني ‪519.............................................................‬‬
‫إدغام املثلني إذا كانا حريف علة‪520...............................................‬‬
‫إدغام املثلني إذا كانا حرفني صحيحني‪522........................................‬‬
‫باب حروف البدل ‪525..........................................................‬‬
‫اهلمزة‪525......................................................................‬‬
‫اجليم‪528.......................................................................‬‬
‫الدال‪530.......................................................................‬‬
‫الطاء‪531.......................................................................‬‬
‫الواو‪531.......................................................................‬‬
‫الياء‪532........................................................................‬‬
‫التاء‪536........................................................................‬‬
‫امليم‪537........................................................................‬‬
‫النون‪538.......................................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪649 .............................................................................‬‬

‫اهلاء‪538........................................................................‬‬
‫الالم ‪539.......................................................................‬‬
‫األلف‪539......................................................................‬‬
‫السني ‪541......................................................................‬‬
‫الصاد ‪541......................................................................‬‬
‫الشني ‪541......................................................................‬‬
‫الزاي ‪541......................................................................‬‬
‫العني‪541.......................................................................‬‬
‫الفاء ‪542.......................................................................‬‬
‫الكاف‪542.....................................................................‬‬
‫باب القلب والحذف والنقل ‪543.................................................‬‬
‫يتصور فيه القلب واحلذف والنقل ‪543.........................................‬‬
‫ما ّ‬
‫الواو الساكنة‪543...............................................................‬‬
‫الواو املتحركة أول الكلمة‪544...................................................‬‬
‫الواو املتحركة يف طرف الكلمة‪544..............................................‬‬
‫الواو املتحركة الواقعة حشوا‪546.................................................‬‬
‫الياء الساكنة‪548................................................................‬‬
‫الياء املتحركة أول الكلمة ‪548...................................................‬‬
‫الياء املتحركة يف طرف الكلمة‪549...............................................‬‬
‫الياء املتحركة الواقعة حشوا‪550..................................................‬‬
‫األلف‪551......................................................................‬‬
‫باب ما قلب على غير قياس ‪553.................................................‬‬
‫قسما املقلوب على غري قياس ‪553................................................‬‬
‫ما يعلم به القلب‪553............................................................‬‬
‫باب الحذف على غير قياس ‪554.................................................‬‬
‫‪ ............................................................................. 650‬فهرس املوضوعات‬

‫باب الضرائر ‪556................................................................‬‬


‫أنواع الضرائر‪556...............................................................‬‬
‫الزيادة ‪556.....................................................................‬‬
‫النقص ‪557.....................................................................‬‬
‫التقدمي والتأخري ‪559.............................................................‬‬
‫البدل ‪559......................................................................‬‬
‫الفهارس العامة‬
‫ـ فهارس آيات كتاب «املقرب»‪561..............................................‬‬
‫ـ فهارس أحاديث كتاب «املقرب»‪567...........................................‬‬
‫ـ فهارس أعالم كتاب «املقرب» ‪568.............................................‬‬
‫ـ فهارس أشعار كتاب «املقرب» ‪572.............................................‬‬
‫ـ فهارس أراجيز كتاب «املقرب» ‪584............................................‬‬
‫ـ فهارس آيات كتاب «مثل املقرب» ‪588.........................................‬‬
‫ـ فهارس أحاديث كتاب «مثل املقرب» ‪594......................................‬‬
‫ـ فهارس أعالم كتاب «مثل املقرب» ‪595.........................................‬‬
‫ـ فهارس أشعار كتاب «مثل املقرب»‪597.........................................‬‬
‫ـ فهارس أراجيز كتاب «مثل املقرب» ‪602........................................‬‬
‫ـ فهارس مراجع التحقيق ومصادره ‪604...........................................‬‬
‫ـ فهرس املوضوعات‪625.........................................................‬‬

You might also like