You are on page 1of 24

‫‪1‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫احلقيقة الرابعية لتكرمي حروف‬


‫االسم األعظم ﴿ هللا ﴾ الرابعية‬

‫ادلكتور املهندس خادل بكرو‬


‫معيد لكية العلوم وتكنولوجيا املعلومات ‪ -‬أاكدميية توليب للعلوم والتكنولوجيا‬
‫اسطنبول ‪ -‬تركيا‬
‫‪Dr.khaled.Bakro@gmail.com‬‬

‫اخلالصة‬
‫إن العلم ابهلل ‪ ‬هو أصل العلوم وأشرفها وأوجبها‪ ،‬فمن أجله أرسلت الرسل‪ ،‬وأنزلت الكتب‪ ،‬وكان الوجود‬
‫تدل على‬
‫تعرف على اخلالق القدوس ‪ ،‬وكانت كلمات ‪  ‬يف كتابه املقروء واملنظور ّ‬
‫مبخلوقاته وموجوداته ّ‬
‫الواحد األحد ‪.‬‬
‫فكما اقتضت احلكمة والقدرة اإلهلية والعلم واملعرفة الرابنية‪ ،‬بناء وتكوين وتشكيل وترتيب أعظم اسم يف الوجود‪،‬‬
‫من بنية رابعيّة احلروف‪ ،‬فمن املمكن و‪  ‬أعلم‪ ،‬أهنا اقتضت تبعية كل ما يف الوجود رابعياً هلذه الكلمة‪ ،‬وتكرمياً هلذا‬
‫كرمه املوىل ‪ ‬بتكرمي كثري‪ ،‬مت تلخيصهم ومجعهم أبربع‬
‫الدال على عدد حروفه أو بنيته الرقمية‪ ،‬لقد ّ‬
‫االسم األعظم وللرقم ّ‬
‫حقائق‪ ،‬أوهلا أن جاءت معظم أمساء وصفات ‪  ‬رابعية البينة الرقمية‪ ،‬واثنيها أن كلمة التوحيد ّ‬
‫أجل حقيقة يف الكون‬
‫وأعظم شهادة يف كتاب ‪ ، ‬اختصت ابالسم األعظم وكانت رابعية البنية الرقمية‪ّ ،‬‬
‫وتكررت يف القرآن الكرمي أبشكال‬
‫أربع‪ ،‬والثالثة‪ :‬أن القرآن العظيم املنزل على خامت النبيني ‪ ،‬رابعي البنية الرقمية‪ ،‬فامسه ومعظم صفاته املذكورة فيه‪ ،‬وأكثر‬
‫شيء‪ ،‬الكلمة‬
‫كلماته وآايته رابعيّة البنية الرقمية‪ ،‬ورابعها أن جاء أمر الفعل اإلهلي والتكوين واجلعل واحلدوث والوجود والتّ ّ‬
‫{ يكون } رابعيّة البنية الرقمية‪ .‬ابإلضافة إىل ذلك كان مدار أمساء ‪  ‬وصفاته‪ ،‬أنواع دالالهتا‪ ،‬أركان العلم واملعرفة‬
‫منها أربعة‪ ،‬وكانت براهني ومراتب وأقسام التوحيد والطرق ال ّدالة على الصانع ‪ ‬أربعة‪ .‬هلذه احلقائق األربع عند اخلالق‬
‫‪ ‬أساسات ومرجعيات أربع‪ :‬اإلرادة‪ ،‬العلم‪ ،‬احلكمة‪ ،‬القدرة‪ ،‬وألنه يف الوجود أربع‪ :‬الذات اإلهلية‪ ،‬والصفات اإلهلية‬
‫ومتوحدة فيها‪ ،‬ويصدر عنها الفعل (عامل اخللق)‪ ،‬ويتعلق هبا (عامل األمر)‪.‬‬
‫وتصدر عن ال ّذات ّ‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬املعاجلة اآللية للغة العربية‪ ،‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬اإلعجاز العددي يف القرآن الكرمي‪ ،‬حقائق‬
‫االسم األعظم‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ -1‬مقدمة‬
‫إ ّن أهم ما مييّز الكتاب النّور‪ ،‬أنه روح من أمر النّور ‪ ‬الذي آمنا به وبرسوله ‪ ،‬وابلنّور الذي أنزل‬
‫معه‪ ،‬فنسأله بنوره أن يهدينا إىل نوره بنوره‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫اّللُ ِمبَا ْتع َملُو َن َخبِري ﴾[التغابن‪]8/64 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ فَآمنُوا ِاب َّلل َو َر ُسوله َو النُّوِر الَذى أ َ‬
‫َنزلْنَا َو َ‬
‫ورا هنْ ِدي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت تَ ْد ِري َما الْكتَ ُ‬
‫اب َو َال ْاإلميَا ُن َو لَك ْن َج َع ْلنَاهُ نُ ً‬
‫كر ِ‬
‫ك أ َْو َحينَا إِلَْي َ ُ ً‬
‫وحا م ْن أ َْم ِرَن َما ُكْن َ‬
‫ِ‬
‫﴿ َو َك َذل َ‬
‫َك لَ ْته ِدي إِ َىل ِصَراط ُم ْستَ ِقيم ﴾[الشورى‪.]52/42 :‬‬ ‫ِ‬
‫بِِه َم ْن نَ َشاءُ ِم ْن ِعبَاد َن َو إِن َ‬
‫قسم الزركشي كتابه الربهان يف علوم القرآن الكرمي إىل سبع وأربعني نوعاً‪ ،‬وقال (‪َ " :)1‬و ْاعلَ ْم أَنَهُ َما‬
‫غ عُ ُمَرهُ ُثَُ َملْ ُْي ِك ْم أ َْمَرهُ"‪.‬‬ ‫اإلنْسا ُن ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫صاءَهُ َال ْستَ ْفَر َ‬ ‫م ْن نَ ْوع م ْن َهذه ْاألَنْ َو ِاع إَِال َولَ ْو أ ََر َاد ِْ َ ْ‬
‫است ْق َ‬
‫اإلطْ ََل ِق ذُو‬ ‫ص ِف ِه َعلَى ِْ‬ ‫ط بَِو ْ‬ ‫صي َم َعانِيَهُ فَ ْه ُم ا ْخلَلْ ِق َوَال ُِيي ُ‬‫كتاب ‪ ، ‬الفرقان العظيم‪َ ،‬ال يستَ ْق ِ‬
‫َْ‬
‫ف ِِهَته إِلَي ِه ووقَف فِ ْكره وعزمه علَي ِه‪ ،‬والْموفَق من وفَ َقه َ ِ‬ ‫اللِّس ِ‬
‫اصطََفاهُ‬ ‫اّللُ لتَ َدبُِّرهِ‪َ ،‬و ْ‬ ‫صَر َ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ ُ َ ْ َ ُ‬ ‫يد َم ْن َ‬ ‫ان الطَلْقِ‪ ،‬فَال َسعِ ُ‬ ‫َ‬
‫لِلتَ ْذكِ ِري بِِه َوتَ َذ ُّك ِرِه‪ ،‬فَ ُه َو يَ ْرتَ ُع ِمْنهُ ِيف ِرَايض َويَ ْكَرعُ ِمْنهُ ِيف ِحيَاض‪.‬‬
‫‪ -2‬لغة القرآن الكرمي‬
‫شرف ‪  ‬اللغة العربية ابختيارها لغ ًة ووعاءً للرسالة اخلامتة اخلالدة‪ ،‬حبروفها وأرقامها‪ ،‬وقد‬
‫أكدت آايت الكتاب العزيز على ذلك‪ ،‬كما يف قول ‪: ‬‬
‫﴿ إِ َن أَنَْزلَْناهُ قُ ْرآَ ًن َعَربِيًّا لَ َعلَ ُك ْم تَ ْع ِقلُون ﴾ [يوسف‪]2/12 :‬‬
‫يقول ابن كثري يف تفسري هذه اآلية‪ " :‬ألن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها أتدية‬
‫للمعاين اليت تقوم ابلنفوس‪ ،‬فلهذا أنزل أشرف الكتب أبشرف اللغات‪ ،‬على أشرف الرسل بسفارة أشرف‬
‫املَلئكة‪ ،‬وكان ذلك يف أشرف بقاع األرض‪ ،‬وابتدئ إنزاله يف أشرف شهور السنة‪ ،‬وهو رمضان‪ ،‬فكمل من‬
‫كل الوجوه" (‪.)2‬‬
‫الكلمات القرآنيّة هي وحي السماء‪ ،‬وهي قول ‪  ‬وهي أمره‪ ،‬وهي حصراً دون ابّقي كلمات‬
‫اللغة العربيّة فطرية موحاة من ‪ ، ‬وصاغها من (‪ )28‬حرفاً قرآنياً‪ ،‬مؤلفة من حرف واحد إىل عشرة‬
‫أحرف‪ ،‬وابلتايل استخدمت كل أشكال األرقام العربية (‪ )10 ~ 1‬للتعبري عن جمموع أحرف الكلمات‪ ،‬وما‬
‫هي إال للداللة على أن عدد احلروف هو أحد خصائص الكلمة القرآنية‪ ،‬وال ميكن فصل الرقم عن الكلمة‪.‬‬

‫الزركشي‪ .‬الربهان يف علوم الْ ُق ْرآن‪ ،‬حتقيق‪ :‬حم مد أبو الفضل إبراهيم (القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار إحياء الكتب العربية عيسى الباىب‬
‫‪ .1‬حممد ّ‬
‫احلليب وشركائه‪1376 ،‬ه ‪1957-‬م)‪ ،‬ابب‪1 :‬ج‪ ،1 :‬ص‪.12 :‬‬
‫‪ .2‬ابن كثري‪ ،‬ابب‪ ،1 :‬ج ‪ :4‬ص‪.365 :‬‬
‫‪3‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ -3‬لفظ اجلاللة ﴿ هللا ﴾‬


‫﴿ هللا ﴾‪ :‬اسم علم لل ّذات املقدسة‪ ،‬وجامع لكل األمساء والصفات وتقع وصفاّ له وال يقع وصفاً‬
‫هلا‪ ،‬وهو أعظم األمساء وأعَلها معىن‪ ،‬وهو على حد االعتدال ال ظهوره أكثر من بطونه وال بطونه أكثر من‬
‫ظهوره‪ ،‬ومنطوي معناه يف كل األمساء والصفات الذاتية والفعلية املعرب هبا عن الذات املقدسة وشؤون جتليها‬
‫وظهور نوره يف التكوين والوجود‪ ،‬وهو االسم األعظم الظاهر لكل العباد‪ .‬وهو اجلامع فكل األمساء تضاف‬
‫له قال ‪:‬‬
‫﴿ وهلل األمساء احلسىن ﴾ [األعراف‪]180/7 :‬‬
‫صلَ َٰوَة لِ ِذ ْك ِرى ﴾ [طه‪]14/20 :‬‬
‫اعبُ ْدِن َو أَقِِم ال َ‬
‫اّللُ َال إَِٰلَ َه إَِال أ ََن فَ ْ‬
‫﴿ إِن َِىن أ ََن َ‬
‫هو الذي اختاره يف افتتاح أعظم آية يف كتابه‪ ،‬وهو الذي ختتص به كلمة التوحيد ﴿ ال إله إال‬
‫هللا ﴾ وينفرد به سيد التسبيح والذكر هلل ‪ { :‬سبحان هللا واحلمد هلل وال إله إل هللا وهللا أكرب }‪.‬‬
‫آن الكرمي هي لفظ اجلَللة ﴿ هللا ﴾ ‪ ،‬إذ ذكرت مفردة ‪ 2395‬مرة‪،‬‬ ‫أكثر كلمة تكرار يف الْ ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫بعدد مؤلف من أربع مراتب‪ ،‬وأبشكاله املختلفة ‪ 2699‬مرة‪ ،‬ولقد اقتضت احلكمة والقدرة اإلهلية والعلم‬
‫واملعرفة الرابنية‪ ،‬بناء وتكوين وتشكيل وترتيب أعظم اسم يف الوجود‪ ،‬من بنية رابعيّة احلروف‪.‬‬
‫ِ ِ ِ‬
‫مجيع الْ ُقر ِ‬ ‫مجيع ُّ ِ‬ ‫مجيع ما ت ُقولُه ْاألَُمةُ َشرح لِ ُّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫آن َش ْر ُح‬‫السنَة َش ْرح ل ْل ُق ْرآن َو َ ُ ْ‬ ‫لسنَة َو َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫قال الشافعي ‪َ ُ َ :‬‬
‫ِ‬ ‫مجيع ْاأل ْ ِ‬ ‫َمس ِاء َِ‬
‫َمسَاء ا ْحلُ ْس َىن َش ْرح ال ِْمس ِه ا ْأل ْ‬
‫َعظَِم" (‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫احلُ ْس َىن َوص َفاته الْعُْليَا‪ ،‬وَز َاد َغ ْريُهُ‪َ :‬و َ ُ‬
‫اّلل ْ‬ ‫أ َْ‬
‫‪ -4‬لفظ اجلاللة ﴿ هللا ﴾ نفس الداللة مع حذف احلروف‬
‫لقد اختار ‪  ‬حروف امسه من ثَلثة حروف هي { األلف‪ ،‬الَلم اهلاء }‪ ،‬وكانت عند‬
‫الرتكيب أربعة ليتم صياغة االسم األعظم منها‪ ،‬ومن عظمه لفظ اجلَللة ﴿ هللا ﴾ ‪ ،‬أنه مهما نقصت‬
‫أحرفه‪ ،‬فإن مدلوله يبقى كما هو!‬
‫‪ ‬فإذا ُحذف األلف يصبح امسه { هلل }‪ ،‬كما يف قوله ‪:‬‬
‫﴿ ْ ِِ‬
‫احلَ ْم ُد َّلل َر ِّ‬
‫ب الْ َعاملني ﴾ [ الفاحتة‪.]2/1 :‬‬
‫اّلل هو اإلله الواحد األحد‪ ،‬كما يف‬
‫‪ ‬وإذا حذفت احلرف الثاين أو الثالث منه يبقى امسه { إله } و َ‬
‫قوله ‪:‬‬
‫اّللُ إَِٰلَه ََٰوِحد ُسْب ََٰحنَهُ أَن يَ ُكو َن لَهُ َولَد لَهُ ﴾ [ الفاحتة‪.]2/1 :‬‬
‫﴿ إََِّنَا َ‬

‫الزركشي‪ .‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬ابب‪ ،1 :‬ج‪ ،1 :‬ص‪.6 :‬‬


‫‪ّ .1‬‬
‫‪4‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ ‬وإذا حذفت األلف واللَم األوىل أو األلف و ّاالم الثانية يبقى { له } حتمل مدلول االسم كما يف‬
‫قوله ‪:‬‬
‫ض ُكل لَهُ َٰقَنِتُو َن ﴾ [ النساء‪.]116/4 :‬‬
‫اّللُ َولَ ًدا ُسْب ََٰحنَهُ بَل لَهُ َما ِف ال َس ََٰم ََٰو ِت َو ْاأل َْر ِ‬
‫﴿ َو قَالُوا َاختَ َذ َ‬

‫‪ ‬وإذا حذفت األلف واللَم األوىل والثانية ً‬


‫معا بقيت اهلاء املضمومة { هُ } حتمل يف لفظها وعند‬
‫النطق هبا مدلول االسم‪ ،‬كما يف قوله ‪:‬‬
‫حَ ُن الَرِح ُيم ﴾ [ البقرة‪.]163/2 :‬‬
‫﴿ َو إِ ََٰهلُ ُك ْم إَِٰلَه ََٰوِحد َال إَِٰلَ َه إَِال ُه َو الَر ْ َٰ‬

‫‪ -5‬أهم مقاصد القرآن الكرمي التوحيد‪ ،‬وأدلة التوحيد األرقام‬


‫إن أحد غاايت ومقاصد القرآن الكرمي هي إرشاد الناس إىل التوحيد‪ ،‬قال ‪: ‬‬
‫َاس و لِيُن َذروا بِِه و لِيَ ْعلَموا أَََّنَا ُهو إَِٰلَه َٰوِحد و لِيَ َذ َكر أُولُوا ْاألَلْبَ ِ‬ ‫َٰ ِ‬
‫َٰب ﴾ [ابراهيم‪]52/14 :‬‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫﴿ ََٰه َذا بَلَغ لّلن ِ َ ُ َ ُ‬
‫وكيف ميكن التعبري عن الوحدانية بدون األرقام‪ ،‬فالتعبري عن الوحدانية يتاج استخدام الرقم واحد‪،‬‬
‫وابلتايل األرقام من أدلة الوحدانية‪ ،‬قال ‪: ‬‬
‫حَ ُن الَرِحي ُم ﴾ [البقرة‪]161/2 :‬‬ ‫﴿ َو إِ ََٰهلُ ُك ْم إَِٰلَه ََٰوِحد َال إَِٰلَ َه إَِال ُه َو الَر ْ َٰ‬
‫اّللُ إَِٰلَه ََٰوِحد ُسْب ََٰحنَهُ ﴾ [النساء‪]171/4 :‬‬
‫﴿ َو َال تَ ُقولُوا ثَ َٰلَثَة انتَ ُهوا َخ ًْريا لَ ُك ْم إََِّنَا َ‬
‫ون ﴾ [النحل‪]51/16 :‬‬‫ني إََِّنَا هو إَِٰلَه َٰوِحد فَِإ ََّٰي فَارهب ِ‬ ‫اّلل َال تَت ِ‬
‫َخ ُذوا إِ ََٰهلَْ ِ‬
‫ني اثْنَ ْ ِ‬
‫َ َُْ‬ ‫َُ َ‬ ‫﴿ َو قَ َال َُ‬
‫‪ -6‬الرقم أربعة يف الْ ُقر ِ‬
‫آن الكرمي‬‫ْ‬
‫جاء ذكر الرقم أربعة وملحقاته يف الْ ُق ْرآن الكرمي أبربعة أشكال بعدد ‪ 4×4‬أي ‪ 16‬مرة على الشكل‬
‫التايل‪:‬‬
‫‪{ o‬اربع} ‪ 3‬مرات‪.‬‬
‫‪{ o‬اربعه} ‪ 7‬مرات‪.‬‬
‫‪{ o‬اربعني} ‪ 4‬مرات‪.‬‬
‫‪{ o‬ابربعه} مراتن‪.‬‬
‫‪ -7‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‬
‫إن كل كلمة قرآنيّة معجزة وتنتمي إىل عامل األمر‪ ،‬ورمسها توقيفي‪ ،‬ومن صاغ هذه احلروف ‪ ،‬مل‬
‫يكن ليضع عددها يف الكلمة عبثاً‪ ،‬إَّنا احلكمة والعلم والقدرة واإلرادة هي اليت اقتضت ذلك‪ ،‬وابلتّايل فإن‬
‫‪5‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫صماء تتساوى أو ختتلف‪ ،‬بل هي األخرى وجه من وجوه إعجاز‬ ‫الرقميّة للكلمة القرآنيّة‪ ،‬ليست أرقام ّ‬ ‫البنية ّ‬
‫الكلمة القرآنيّة البياين البَلغي‪.‬‬
‫معىن لغوايًّ وبيانياًّ وعلمياًّ وغيبياًّ‪ ،‬ولرتتيبها ونَظْمها‬
‫وهيئة وشكَلً ورمساً‪ ،‬وكما أن هلا ً‬
‫بنية ً‬‫مبا للكلمة ً‬
‫الرقمي وتركيبها‬
‫وتكرارها نظاماً متكامَلً حمكماً‪ ،‬فأيضاً هناك نظام وبناء حمكم لعدد حروفها أو بنائها ّ‬
‫الرقميّة للكلمة القرآنيّة‪ ،‬وهو رقم عشري حم ّدد بني ‪ 1‬و ‪ .10‬هذا العدد‬‫العددي‪ ،‬هذا البناء أمسيناه البنية ّ‬
‫العشري ميثل الكلمة رقمياًّ يف اآلية‪ ،‬فعدد احلروف هو أحد خصائص الكلمة القرآنية‪ ،‬وال ميكن فصله عن‬
‫الكلمة‪.‬‬
‫عندما نقوم بصف البىن الرقمية لكلمات اآلية‪ ،‬جبانب بعضها البعض‪ ،‬حنصل على عدد عشري‬
‫السورة‪ ،‬ويف القرآن‬
‫ندعوه‪ ،‬البنية الرقمية لآلية يف القرآن الكرمي‪ ،‬هذا العدد هو الذي ميثّل اآلية رقميّاً يف ّ‬
‫الكرمي (‪.)1‬‬
‫‪ -8‬مدار أمساء هللا وصفاته‪ ،‬أنواع دالالهتا‪ ،‬أركان العلم واملعرفة منها أربعة‬
‫البنية الرقمية للفظ اجلَللة ﴿ هللا ﴾= ‪.4‬‬
‫قد يكون اختيار أحرف االسم األعظم من بنية رقمية رابعية له داللة على بعض األمور منها و‪  ‬أعلم‬
‫التايل‪:‬‬
‫‪ ‬هلل‪ :‬ذات ‪ -‬أمساء ‪ -‬صفات – أفعال‪.‬‬
‫‪ ‬يف الوجود هناك أربعة (‪:)2‬‬
‫الصفات اإلهلية‪.‬‬
‫‪ -1‬ال ّذات اإلهلية وتصدر عنها ّ‬
‫ومتوحدة فيها‪ ،‬ويصدر عنها الفعل (عامل اخللق)‪ ،‬ويتعلق هبا‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬الصفات اإلهلية وتصدر عن ال ّذات‪،‬‬
‫(عامل األمر)‪.‬‬
‫ابلصفات اإلهلية‪.‬‬
‫‪ -3‬عامل األمر ويتعلّق ّ‬
‫املتشيء‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الصفات اإلهلية يف هذا العامل احلادث‬
‫‪ -4‬عامل اخللق‪ ،‬وهو نتج عن أتثري ّ‬
‫عند ترتيب هذه األربعة على حدود شكل يعرب عن الرقم أربعة‪ ،‬الشكل (‪ ،)1‬نلحظ أن الصفات‬
‫وعامل األمر على مستوى واحد لتعلقهما ببعض‪ ،‬وأن عامل اخللق ال ميكن أن يوضع يف مستوى الصفات أو‬
‫عامل األمر‪ ،‬وابلتايل يظهر كيف أن عامل اخللق أدن من عامل األمر‪ ،‬فعامل اخللق هو من فعل ‪ ، ‬بينما‬
‫عامل األمر يتعلّق بصفات ‪. ‬‬

‫الرقميّة للكلمة القرآنيّة‪ ،‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية وتقنية املعلومات‪،‬‬
‫‪ .1‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬البنية ّ‬
‫جملد ‪ ،4‬عدد ‪ ،1‬رقم مرجعي ع‪ .‬ت‪ ،03 .‬ديسمرب ‪ ،2017‬جامعة مصراته‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫‪ .2‬املهندس عدنن الرفاعي‪ .‬النظرية الثالثة‪ ،‬احلق املطلق (دمشق‪ ،‬سوراي‪ :‬دار الفكر‪1421 ،‬ه ‪2000 ،‬م)‪ ،‬ط ‪ ،3‬ص‪.41 :‬‬
‫‪6‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪4‬‬
‫الذات اإللهية‬

‫عالم األمر‬ ‫الصفات اإللهية‬

‫عالم الخلق‬

‫الشكل (‪ )1‬الرقم أربعة ودالالته‬


‫‪ ‬قال ابن القيم‪ :‬أركان العلم واملعرفة من أمساء ‪  ‬أربعة (‪:)1‬‬
‫األول‪ -‬اآلخر‪ -‬الظّاهر‪ -‬الباطن‪.‬‬
‫فهذه األمساء تشتمل على أركان التّوحيد‪.‬‬
‫‪ ‬وقال أيضاً‪ :‬مدار أمساء ‪  ‬وصفاته على أربع (‪:)2‬‬
‫الرحة‪ ،‬وامللك‪.‬‬
‫الربوبية‪ ،‬و ّ‬
‫األلوهية‪ ،‬و ّ‬
‫الصنع‪ ،‬وحكمة ابلغة‪.‬‬
‫‪ ‬قيل إن األشياء ُوجدت أبربعة‪ :‬قدرة عظيم‪ ،‬وإرادة وعلم حميط‪ ،‬وإتقان يف ّ‬
‫‪ ‬أمساء ‪  ‬هلا أربع أنواع من الدالالت (‪:)3‬‬
‫تدل على ال ّذات مطابقة‪.‬‬
‫‪ّ ‬‬
‫تدل على صفات ذاتيّة مثل العلم والقدرة واحلياة‪.‬‬
‫‪ّ ‬‬
‫تدل على صفات فعلية وهي ما ت ّدل على صفة تتّصل بفعله كاخللق والرزق‪.‬‬ ‫‪ّ ‬‬
‫كاألول واآلخر‪.‬‬
‫تدل على صفات تسمى سلبية وفيها معىن التّنزيه ونفي النّقص ّ‬ ‫‪ّ ‬‬

‫‪ .1‬حامد أحد الطاهر‪ .‬اجلامع ألمساء هللا احلسىن‪ ،‬ابن القيم‪ ،‬القرطيب‪ ،‬ابن كثري‪ ،‬العَلمة السعدي‪ ،‬دراسة وإعداد حامد أحد الطاهر‪،‬‬
‫(القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار الفجر للرتاث‪1423 ،‬ه ‪2002 ،‬م)‪ ،‬ص‪.26 :‬‬
‫‪ .2‬حممد بن أيب بكر بن قيم اجلوزية‪ .‬مدارج السالكني يف منازل إايك نعبد وإايك نستعني‪ ،‬حتقيق‪ :‬رضوان جامع رضوان‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫مؤسسة املختار للنشر والتوزيع‪1422 ،‬ه ‪2001 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.36 :‬‬
‫‪ .3‬حامد أحد الطاهر‪ .‬اجلامع ألمساء هللا احلسىن‪ ،‬ابن القيم‪ ،‬القرطيب‪ ،‬ابن كثري‪ ،‬العَلمة السعدي‪ ،‬ص‪.6 :‬‬
‫‪7‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ ‬أقصر األصول والطرق ملعرفة ‪  ‬وأقراب وأوالها وأمشلها القرآن الكرمي‪ ،‬وال يوازيه طريق يف االستقامة‬
‫والشمول‪ ،‬ولبلوغ عرش هذا األصل هناك أربع وسائل وهي‪ :‬اإلهلام‪ ،‬والتّعليم‪ ،‬والتّزكية‪ ،‬والتّدبر " (‪.)1‬‬
‫‪ -9‬الرقم أربعة يوصل إىل الوحدانية‬
‫اختار ‪  ‬حبكمته حروف امسه ﴿ هللا ﴾‪ ،‬وقد رتّب ونظّم هذ الكلمة رابعيّة احلروف بنظام‬
‫الصفحات واآلايت واألسطر‪،‬‬
‫معجز يف آايت كتابه‪ ،‬لنرى معجزات رقميّة بتكرارها وترتيبها وتوزيعها على ّ‬
‫لتتجلّى حقائق ودالئل جديدة وضعها يف عدد هذه احلروف ليثبت وحدانيته ‪.‬‬
‫أهم ما قيل عن الرقم أربعة أنه يوصلنا إىل بعض املعاين السامية يف القرآن العظيم أِهها الوحدانية‪،‬‬
‫وكمثال عن هذه احلقيقة فعند إجياد الشفرة املثاين للكلمة لفظ اجلَللة ﴿ هللا ﴾ فإننا جند أن عدد الواحدات‬
‫يف شفرهتا هو واحد‪ ،‬وهذه احلقيقة من أعظم الدالالت على عظمة هذا االسم‪ ،‬وكيف أنه يمل دليل‬
‫الوحدانية يف ابطنه (‪.)2‬‬
‫الشفرة املثاين‬ ‫الكلمة البنية الرقمية‬
‫[ ‪] 0010‬‬ ‫﴿ هللا ﴾= [ ‪= ] 4‬‬
‫‪ -10‬احلقيقية الرابعية لتكرمي حروف االسم األعظم ﴿ هللا ﴾ الرابعية‬
‫دلت األخبار على شرف بعض اآلايت وعلى تضعيف األجر يف بعض السور املنزلة‪ ،‬على تفضيل‬
‫بعض الرسل وتكرمي بعض البقاع‪ ،‬وما إىل ذلك حىت أن بين آدم مت تكرميه من قبل اخلالق ‪.‬‬
‫كرمه املوىل ‪ ‬بتكرمي‬
‫تكرمياً وتشريفاً لَلسم األعظم أيضاً وللرقم ال ّدال على عدد حروفه‪ ،‬فلقد ّ‬
‫كثري‪ ،‬مت تلخيصهم ومجعهم أبربع حقائق‪ ،‬هلا عند اخلالق ‪ ‬أساسات ومرجعيات أربع‪:‬‬
‫اإلرادة‪ ،‬العلم‪ ،‬احلكمة‪ ،‬القدرة‪.‬‬
‫هذ احلقائق هي‪:‬‬
‫‪ -1‬احلقيقة األوىل‪ :‬معظم أمساء ‪  ‬وصفاته رابعية‪:‬‬
‫إن معظم أمساء ‪  ‬وصفاته يف القرآن الكرمي‪ ،‬ويف السنة الشريفة أيضاً رابعية البنية الرقمية‪،‬‬
‫‪ ‬عدد أمساء ‪  ‬املذكورة يف القرآن الكرمي ‪ ،81‬مت مَلحظة أن ‪ 64‬امساً منها رابعي البنية‬
‫الرقمية‪ ،‬بدون ال التعريف‪ ،‬أي ‪ ،4×4×4‬وهي (‪:)3‬‬

‫‪ .1‬سعيد النورسي‪ .‬كليات رسائل النور‪ ،‬املثنوي العريب النوري‪ ،‬الرسالة الثّانية عشر‪ ،‬نقطة من نور معرفة هللا جل جَلله‪ ،‬حتقيق‪ :‬إحسان قاسم‬
‫الصاحلي‪( ،‬استانبول‪ ،‬تركيا‪ :‬دار سوزلر للنشر‪1414 ،‬ه ‪1994 ،‬م)‪ ،‬ط ‪ ،2‬ص‪.434-421 :‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ .3‬حممد بن صاحل ابن عثيمني‪ .‬القواعد املثلى يف صفات هللا وأمسائه احلسىن‪( ،‬دار التيسري للنشر والتوزيع‪ 1426 ،‬ه ‪2005 ،‬م)‪ ،‬ص‪.73 :‬‬
‫‪8‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫{ هللا – أعلى – أكرم – ظاهر – ابطن – ابري – بصري – ّتواب – جبّار – حافظ – حسيب‬
‫– حفيظ – مبني – حكيم – حليم – حيد – قيّوم – خبري – خالق –خَلق‪ -‬رووف ‪ -‬رحن –‬
‫رحيم – ّرزاق – رقيب – سَلم – مسيع – شاكر – شكور – شهيد – عامل – عزيز – عظيم –‬
‫قهار – قاهر – قدير – قريب – كبري – كرمي‬
‫عليم – غ ّفار – غفور – فتاّح – قادر – ق ّدوس – ّ‬
‫مصور – مقيت – مليك – موىل‬‫متكرب – متني – جميب – جميد – حميط – ّ‬‫– لطيف – مؤمن – ّ‬
‫وهاب }‪.‬‬
‫– نصري – واحد – وارث ‪ -‬ودود – واسع – وايل – وكيل – ّ‬
‫‪ ‬عدد أمساء ‪  ‬املذكورة يف ّ‬
‫السنة النّبوية ‪ 18‬امساً‪ ،‬مت مَلحظة أن ‪ 12‬امساً منها رابعي البنية‬
‫الرقمية أي ‪ 3×4‬وهي (‪:)1‬‬
‫مؤخر‪ ،‬حمسن معطي‪ ،‬منّان }‪.‬‬
‫{ مجيل‪ ،‬جواد‪ ،‬رفيق‪ ،‬سبّوح‪ ،‬شايف‪ ،‬قابض‪ ،‬ابسط‪ ،‬مق ّدم‪ّ ،‬‬
‫‪ ‬معظم صفات ‪  ‬رابعيّة البنية ّ‬
‫الرقميّة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫فعال }‪.‬‬
‫{ فاطر‪ -‬جاعل – قابل – غافر – كاشف ‪ّ -‬‬
‫‪ -2‬احلقيقة الثانية‪ :‬كلمة التوحيد اختصت ابالسم األعظم وكانت رابعية‬
‫أجل حقيقة يف الكون‪ ،‬والكلمة الطيّبة العليا‪ ،‬وأفضل الذكر اختصت هبذا االسم‬
‫كلمة التوحيد و َ‬
‫﴿ هللا ﴾‪ ،‬وكانت رابعيّة البنية الرقمية‪ ،‬أي مؤلفة من أربع كلمات‪:‬‬
‫﴿ ال إله إال هللا ﴾‬
‫مجيعا قائمة‬
‫هي اليت من أجلها خلق اخللق ومن أجلها أرسل الرسل‪ ،‬بل إن فحوى رساالت الرسل ً‬
‫على هذه الكلمات األربع‪" ،‬وهلذه الكلمة من األسرار ما ميأل األقطار منها أ ّهنا بكلماهتا األربع مرّكبة من‬
‫الشفع الذي هو اخللق أنشأه ‪ ‬أزواجاً " (‪.)2‬‬‫ثَلثة حروف إشارة إىل الوتر الذي هو ‪ ، ‬و ّ‬
‫املسلمات الفكرية واإلميانية‪ ،‬وهي مبثابة نقطة االنطَلق‬
‫هي أساس الثّوابت اإلسَلمية ومصدر ابقي ّ‬
‫يوجه رؤية اإلنسان الصائبة حلقائ ق احلياة والفكر والوج ود‪،‬‬
‫الزاوية يف بناء أي نسق علمي سليم ّ‬
‫وحجر ّ‬
‫ويساعده على فهم وقراءة كلمات ‪  ‬القرآنية يف كتابه املسطور‪ ،‬وكلماته الكونية يف كتابه املنظور‪.‬‬
‫ول‪ " :‬نُوِري ه َداي‪ ،‬و «َال إِلَه إَِال َ ِ‬
‫قَ َال ‪ « ‬إن ‪  ‬يَ ُق ُ‬
‫اّللُ» َكل َم ِيت‪ ،‬فَ َم ْن قَا َهلَا أ َْد َخلْتُهُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ص ِين ف َق ْد أ َِمن " (‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫ص ِين َوَم ْن أ َْد َخلْتُهُ ح ْ‬
‫حْ‬
‫ِ‬

‫‪ .1‬ابن عثيمني‪ .‬القواعد املثلى يف صفات هللا وأمسائه احلسىن‪ ،‬ص‪.78 :‬‬
‫السور‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرزاق غالب املهدي‪( ،‬بريوت لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ .2‬إبراهيم البقاعي‪ .‬نظم ال ّدرر يف تناسب اآلايت و ّ‬
‫‪1995‬م)‪ ،‬ابب‪ ،18 :‬ج‪ ،8 :‬ص‪.93 :‬‬
‫الرازي‪ .‬تفسري الرازي‪ ،‬ابب‪ ،7 :‬ج‪ ،1 :‬ص‪.112 :‬‬
‫‪ّ .3‬‬
‫‪9‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ ‬وهي أشرف العلوم الذي طالبنا العليم ‪ ‬أبن نعلمه‪ ،‬فإ ّن إذا تصفحنا الفضائل لنعرف منازهلا يف‬
‫الشرف‪ ،‬ونتبني مواقعها من العظم‪ ،‬ونعلم أي أحق منها ابلتقدمي‪ ،‬وأسبق يف استيجاب التعظيم‪ ،‬وجدن‬
‫العلم ابهلل ‪ ‬أوالها بذلك‪ ،‬وأوهلا هنالك‪ ،‬إذ ال شرف إال وهو السبيل إليه‪ ،‬وال خري إال وهو الدليل‬
‫عليه‪ ،‬وال منقبة إال وهو ذروهتا وسنامها وال مفخرة إال وبه صحتها ومتامها‪ ،‬وال حسنة إال وهو مفتاحها‪،‬‬
‫وال حممدة إال ومنه يتقد مصباحها‪ .‬علم معرفة ‪ ، ‬والتفكر يف آالئه وخلقه وكلماته‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫اعلَ ْم أَنَهُ َال إِلَ َه إَِال َ‬
‫اّللُ ﴾[حممد‪]19/47 :‬‬ ‫﴿ فَ ْ‬
‫قال ‪:‬‬
‫اعلَ ْم أَنَهُ َال إِلَ َه إَِال َ‬
‫اّللُ ﴾[حممد‪.]19/47 :‬‬ ‫﴿ فَ ْ‬
‫‪ ‬األعظم شهادة يف القرآن الكرمي رابعيّة البنية الرقمية‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫اّللُ أَنَهُ َال إَِٰلَ َه إَِال ُه َو َو الْ َم َٰلَئِ َكةُ َو أُولُوا الْعِْل ِم قَائِ ًما ِابلْ ِق ْس ِط َال إَِٰلَ َه إَِال ُه َو الْ َع ِز ُيز ا ْحلَ ِك ُيم ﴾[آل‬
‫﴿ َش ِه َد َ‬
‫عمران‪.]18/3 :‬‬
‫‪ ‬لقد وصفها ‪  ‬بنص قرآين رابعي البنية الرقمية‪:‬‬
‫﴿ ال إله إال هللا ﴾‬
‫{ كلمة هللا هي العليا }‬
‫‪ ‬جاءت يف القرآن الكرمي أبشكال أربعة كما هو موضح ابلشكل (‪.)2‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫اّللُ ﴾[حممد‪]19/47 :‬‬ ‫اعلَ ْم أَنَهُ َال إِلَ َه إَِال َ‬
‫﴿ فَ ْ‬
‫اّللُ َال إَِٰلَ َه إَِال ُه َو ا ْحلَ ُّى الْ َقيُّومُ ﴾[آل عمران‪]2/3 :‬‬ ‫﴿ َ‬
‫صلَ َٰوةَ لِ ِذ ْك ِرى ﴾[طه‪]14/20 :‬‬
‫اعبُ ْدِن َوأَقِِم ال َ‬
‫اّللُ َال إَِٰلَ َه إَِال أ ََن فَ ْ‬
‫﴿ إِن َِىن أ ََن َ‬
‫ك إِِّن ُك ِ َِٰ ِ‬ ‫َٰ‬
‫ني ﴾[األنبياء‪]87/21 :‬‬‫نت م َن الظَلم َ‬ ‫ُ‬ ‫َنت ُسْب ََٰحنَ َ‬ ‫﴿ َال إِلَ َه إَِال أ َ‬
‫هللا‬ ‫اال‬ ‫اله‬ ‫ال‬

‫هو‬ ‫اال‬ ‫اله‬ ‫ال‬


‫الشكل (‪ )2‬لكملة التوحيد‬
‫أربعة أشكال وردت يف القرآن الكرمي‬
‫أنت‬ ‫اال‬ ‫اله‬ ‫ال‬

‫أنا‬ ‫اال‬ ‫اله‬ ‫ال‬


‫‪10‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ ‬معظم النصوص والعبارات الْ ُق ْرآنِية اليت تتح ّدث عن أمساء ‪  ‬وصفاته‪ ،‬أو اليت يصف فيها ‪‬‬
‫‪ ‬نفسه رابعية البنية الرقمية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫{ اال ما شا هللا } {هو رب كل شي }{ هو السميع البصري } { و هللا سريع احلساب }{ إن هللا‬
‫غفور رحيم }{ إن هللا عزيز حكيم }{ إن هللا مسيع عليم } { و هللا روف ابلعباد }{ و هللا بصري‬
‫ابلعباد }{ و هللا وسع عليم }{ و هللا غفور رحيم }‪.‬‬
‫‪ ‬أكرب األمساء احلسىن يف القرآن الكرمي {ذو اجللل و االكرام‪ ،‬علم الغيب و الشهده} رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬
‫اّلل }‪ ،‬أحرفها ثَلثة‬ ‫‪ ‬ما أنعم ‪  ‬على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عَرفه أبنه { ال إله َإل َ‬
‫)ا ل ه ) هي نفسها أحرف اسم ‪ ، ‬عند متثيل هذه احلروف يف رسم بياين ّ‬
‫مبسط ابستخدام‬
‫عدد تكرار احلروف األربعة اليت تش ّكل اسم ﴿ هللا ﴾‪ ،‬يف كلمة التوحيد { ال إله َإل َ‬
‫اّلل }‪ ،‬سوف‬
‫جند شكَلً يعرب عن اسم ‪ ، ‬الشكل (‪.)3‬‬
‫مرات‪.‬‬
‫تكرر فيها ‪ّ 5‬‬
‫‪ ‬حرف األلف ّ‬
‫مرات‪.‬‬
‫متاما ‪ّ 5‬‬
‫تكرر مثله ً‬ ‫‪ ‬حرف َ‬
‫الَلم ّ‬
‫تكرر فيها مرتني‪.‬‬
‫‪ ‬حرف اهلاء ّ‬

‫الشكل (‪ )3‬يعرب عن تكرار حروف هللا يف كلمة التوحيد { ال إله إال هللا }‬
‫‪ -3‬احلقيقة الثالثة‪ :‬القرآن العظيم ذو بنية رابعية‬
‫إن أكثر كلمات القرآن الكرمي وأكثر أنواع كلماته رابعية البنية الرقمية‪ ،‬ابإلضافة إىل أن أكثر آايت‬
‫القرآن الكرمي رابعية البنية الرقمية‪ ،‬وهذا ما سنؤكده من خَلل بعض احلقائق‪:‬‬
‫‪ ‬الكلمة { قران } رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬إ ّن ‪  ‬مسَى تنزيله الذي أنزله على عبده حممد ‪ ،‬أمساءً أربعة وهي‪ :‬الْ ُق ْرآن‪ ،‬الفرقان‪ ،‬الكتاب‪،‬‬
‫ال ّذكر‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ ‬معظم صفاته يف الْ ُق ْرآن الكرمي ومنها‪ { :‬كتاب‪ ،‬بيان‪ ،‬بينت‪ ،‬ذكرى‪ ،‬حديث‪ ،‬حكيم‪ ،‬جميد‪ ،‬مبني‪،‬‬
‫عظيم‪ ،‬كرمي‪ ،‬عزيز‪ ،‬برهن‪ ،‬بصري‪ ،‬نورا‪ ،‬روحا‪ ،‬وحيا }‪ ،‬رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬صفة لغة القرآن الكرمي‪ ،‬أو لسان لغته { لسان }{ عريب }{ مبني }‪ ،‬رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬إ ّن كلمة { كلمه } يف القرآن الكرمي ج اءت مفردةً ومجع اً رابعيّة البنية الرقمية { كلمه‪َ ،‬كلِ ََٰمت }‪.‬‬
‫‪ ‬جاء رسم كلمة { كلمه } يف القرآن الكرمي أبربعة أشكال { كلمه‪ ،‬كلمت‪ ،‬كلم‪ ،‬الكلم }‪.‬‬
‫‪ ‬النّص القرآين هو واحد من أربعة‪ :‬كلمة‪ ،‬أو مجلة‪ ،‬أو آية‪ ،‬أو جمموعة آايت (ميكن أن تشمل جمموعة‬
‫اآلايت سورة أو القرآن الكرمي كامَلً)‪ ،‬كما يظهر يف الشكل (‪.)4‬‬

‫جملة‬

‫آية‬
‫النّص‬ ‫كلمة‬
‫القرآني‬

‫مجموعة‬
‫آيات‬

‫الشكل(‪ )4‬مكونت النّص القرآين‬


‫‪ ‬كل أشكال الكلمات اليت يتألف منها النّص الْ ُقر ِآين‪ ،‬كما ذكرت يف الْ ُقر ِ‬
‫آن الكرمي رابعيّة البنية الرقمية‬‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وهي‪:‬‬
‫{ كلمه – كلمت – اايت ‪ -‬مجله – سوره ‪ -‬قرآن }‬
‫ابإلضافة إىل أن كلمة { حروف } رابعيّة البنية الرقمية‪ ،‬كما هو موضح ابلشكل (‪.)5‬‬

‫ه‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫سوره‬


‫ة‬

‫ت‬ ‫ا‬ ‫يـ‬ ‫ا‬ ‫ايات‬


‫قرآن‬
‫ـه‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫جمله‬

‫ـه‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫كلمه‬

‫رباعية البنية الرقمية‬

‫الشكل (‪ )5‬الكلمات املعربة عن النص القرآين رابعية البنية الرقمية‬


‫‪12‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ ‬اسم من أنزل عليه الْ ُق ْرآن الكرمي سيدن {حممد‪ ،‬أحد} ‪ ،‬و ّ‬
‫أهم صفاته يف الْ ُق ْرآن‬
‫الكرمي{رسول}{بشري}{نذير}{رؤوف}{رحيم}‪ ،‬ومن نزل ابلْ ُق ْرآن{رسول} وحي السماء‪ ،‬مجيعها‬
‫رابعية البنية الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬أول كلمة نزلت من السماء { اقرا } رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬كلمة الدين الذي عند ‪ { ، ‬اس َٰل م }‪ ،‬وأركانه { شهده‪ ،‬صلوه‪ ،‬زكوه‪ ،‬صيام‪ ،‬منسك} رابعيّة‬
‫البنية الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬بعض الكلمات اليت تدل على اإلسَلم { رسلت‪ ،‬شرعه‪ ،‬دعوه }‪ ،‬رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬الكلمات اليت تدل على اإلله { رهبم‪ ،‬ربنا‪ ،‬ربكم‪ ،‬إايك } رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬
‫‪ ‬بعض الكلمات اليت تدل على أمكان العبادة {كعبه‪ ،‬مصلي‪ ،‬مسجد‪ ،‬بيوت‪ ،‬عرفت‪ ،‬مشعر }‪.‬‬
‫خري ت‪ ،‬برَٰك ت‪ } .........‬رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬
‫رض ون‪ ،‬حسنه‪ ،‬حسنَٰت‪َٰ ،‬‬ ‫‪ ‬بعض الكلمات { اميَٰن‪َٰ ،‬‬
‫الرقميّة‪ ،‬وعددها ‪ 17664‬كلمة‪.‬‬ ‫‪ ‬أكثر كلمات الْ ُق ْرآن الكرمي رابعيّة البنية ّ‬
‫‪ ‬عدد أنواع الكلمات رابعية البنية الرقمية ‪ 3125‬نوع كلمة (بدون تكرار)‪ ،‬وهو األكثر يف الْ ُقر ِ‬
‫آن‬‫ْ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫وتكررت ‪ 2395‬مرة‪.‬‬‫‪ ‬أكثر كملة تكراراً فيه رابعية البنية الرقمية وهي لفظ اجلَللة ﴿ هللا ﴾‪ّ ،‬‬
‫‪ ‬أكثر آايت القرآن الكرمي رابعيّة البنية الرقمية وعددها هو ‪ 497‬آية‪.‬‬
‫‪ ‬افتتح القرآن الكرمي واختتم آبايت رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬
‫تكررت ‪ 31‬مرة‪ ،‬وهي قوله ‪:‬‬
‫تكررت يف الْ ُق ْرآن الكرمي رابعيّة البنية الرقمية‪ ،‬حيث ّ‬
‫‪ ‬أكثر آية ّ‬
‫َى ءَ َاال ِء َربِّ ُك َما تُ َك ِّذ َاب ِن ﴾ [الرحن‪]13/55 :‬‬
‫ِ ِ‬
‫﴿ فَبأ ّ‬
‫الرحيم‪ ،‬رابعيّة البنية الرقمية‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫الرحن ّ‬
‫رب العاملني‪ ،‬ومن ّ‬
‫‪ ‬اآلية اليت ذكرت أن الْ ُق ْرآن منزل من ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ﴾ [الواقعة‪]80/56 :‬‬ ‫﴿ تَن ِزيل م ْن َر ِّ‬
‫ب الْ َعالَم َ‬
‫حَ ِن الَرِحي ِم ﴾ [فصلت‪]2/41 :‬‬
‫﴿ تَن ِزيل ِّم َن الَر ْ َٰ‬
‫‪ ‬هناك سورتني يف الْ ُقر ِ‬
‫آن الكرمي عدد آايهتا أربعة‪:‬‬‫ْ‬
‫‪ ‬أحدها [قريش‪.]106 :‬‬
‫‪ ‬الثانية سورة اإلخَلص [اإلخَلص‪ ،]112 :‬اليت تعدل ثلث الْ ُقر ِ‬
‫آن الكرمي‪ ،‬وفيها تنزيه ‪  ‬عن‬‫ْ‬
‫الوالد والولد والشريك واملكافئ‪ ،‬ورقمها ‪ ،112‬وجمموع أرقامها هو ‪ ،4‬وهو من مضاعفات ‪ 4‬أي‬
‫‪ ،53×4‬وأول آية منها هي قوله ‪:‬‬
‫‪13‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫﴿ قل هو هللا أحد ﴾ [اإلخَلص‪]1/112 :‬‬

‫عدد كلماهتا ‪ ،4‬وعند تقسيم ‪ 28 =4÷112‬عدد احلروف األجبدية العربية‪.‬‬


‫اّلل ِه َى الْعُلْيَا } [التوبة‪]40/90 :‬‬ ‫‪َ { ‬كلِمةُ َِ‬
‫َ‬
‫اّلل } [األنعام‪]34/6 :‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ { ‬ال ُمبَ ّد َل ل َكل ََٰمت َ‬
‫اّلل } [يونس‪]64/10 :‬‬ ‫ت َِ‬ ‫‪َ { ‬ال تَب ِديل لِ َكلِ َٰم ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫اّلل } [لقمان‪]27/31 :‬‬ ‫‪َ { ‬ما نَِف َدت َكلِ َٰمت َِ‬
‫ْ َ ُ‬
‫‪ ‬لقد أك ّد ‪  ‬أن كتابه ميسر للذكر أربع مرات‪.‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫﴿ َو لَ َق ْد يَ َس ْرَن الْ ُق ْرءَا َن لِل ِّذ ْك ِر فَ َه ْل ِمن ُّم َدكِر ﴾[القمر‪.]40-32-22-17/54 :‬‬
‫‪ ‬جاء طلب ت ّدبر القرآن الكرمي يف القرآن الكرمي مؤّكداً أربع مرات يف أربع آايت‪:‬‬
‫قال ‪:‬‬
‫[السجدة‪.]5/32 :‬‬
‫ض﴾ ّ‬ ‫﴿ يُ َدبُِّر ْاأل َْمَر ِم َن ال َس َم ِاء إِ َىل ْاأل َْر ِ‬
‫ص ُل ْاآل َاي ِت ﴾[الرعد‪.]2/13 :‬‬
‫ِ‬
‫﴿ يُ َدبُِّر ْاأل َْمَر يَُف ّ‬
‫السماء على عباده " (‪.)1‬‬‫الرازي عن { يُ َدبُّر }" وهللا أعلم أن أمره ينزل من ّ‬
‫قال اإلمام ّ‬
‫الكلمة { ي ّدبر } مل ترتبط إال بكلمة { األمر }‪ ،‬وورد النص القرآين{ ي ّدبر األمر } أربع مرات يف‬
‫القرآن‪ ،‬وطاملا أن القرآن الكرمي وكلماته روح من أمر ‪ ، ‬وهو ينتمى لعامل هذا األمر‪ ،‬فقد تكون إشارة‬
‫يفصل اآلايت }‪ ،‬وقد يكون أن‬
‫إىل أنه يتم تدبريه أربع مرات يف السماء عند إنزاله‪ .‬وجند بعدها جاءت { ّ‬
‫تفصيله أربع‪.‬‬
‫كرر الطلب مؤّكداً أربع مرات يف أربع‬ ‫لقد طلب ‪ ‬من عباده تدبّر القرآن الكرمي وآايته‪ ،‬وقد ّ‬
‫آايت‪ ،‬وهي‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫اختِ َٰلَ ًفا َكثِ ًريا ﴾ [النساء‪.]82/4 :‬‬ ‫ِِ‬ ‫ند َغ ِري َِ‬‫ِ ِِ‬
‫اّلل لََو َج ُدوا فيه ْ‬ ‫﴿ أَفَ ََل يتَ َدبَرو َن الْ ُق ْرءَا َن َو لَ ْو َكا َن م ْن ع ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ﴾[املؤمنون‪.]68/23 :‬‬ ‫﴿ أَفَلَ ْم يَدَبَُروا الْ َق ْوَل أ َْم َجاءَ ُهم َما َملْ ََيْت ءَ َاابءَ ُه ُم ْاأل ََول َ‬
‫ك ُم ََٰربك لِّيَ َدبَروا ءايََٰتِ ِه و لِيتَ َذ َكر أُولُوا ْاألَلْبَ ِ‬ ‫﴿ كِ َٰتَب أ َ ِ‬
‫َٰب ﴾ [ص‪.]24/38 :‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َنزلَْٰنَهُ إلَْي َ َ‬
‫﴿ أَفَ ََل يتَ َدبَُرو َن الْ ُق ْرءَا َن أ َْم َعلَ َٰى قلُوب أَقْ َفا ُهلَا ﴾ [حممد‪.]24/47 :‬‬

‫الرتاث العريب‪1420 ،‬ه ‪،‬‬


‫الرازي‪ .‬تفسري الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسري الكبري‪( ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار إحياء ّ‬
‫‪ .1‬حممد بن عمر ّ‬
‫‪2000‬م)‪ ،‬ابب‪ ،5 :‬ج‪ ،12 :‬ص‪.301 :‬‬
‫‪14‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫نلحظ أنه يف معظم اآلايت كان االستفهام إنكارايًّ من ‪  ‬على خلقه من عدم التّدبر والتّفكر‬
‫الشرائع واألحكام‪ ،‬فيتّعظوا ويعملوا هبا‪ ،‬ويف‬
‫يف آايته ملا فيها من احلُ َجج والرباهني واألدلّة‪ ،‬وما شرع فيها من ّ‬
‫الثالثة منها حسب ترتيب الورود‪ ،‬كان اخلطاب للنيب ‪ ‬وعلماء أمته على التغليب‪ ،‬أي لتتدبّر أنت وعلماء‬
‫ّأمتك { أ ُْولُواْ االلباب } وتتف ّكروا يف أسراره العجيبة ومعانيه‪ ،‬ولتعلموا مبا فيه من وجوه اإلعجاز أنّه احلق‬
‫حكمة يف السماء‪ ،‬وأمراً واجباً مؤّكداً أربعة يف األرض‪.‬‬
‫ً‬ ‫من ربّكم‪ ،‬فكان التّدبّر رابعيّاً‬
‫‪ -4‬احلقيقة الرابعة‪ :‬أمر الفعل اإلهلي الكلمة { يكون } ذو بنية رابعية‬
‫إن أمر األفعال اإلهلية الكلمة هو الكلمة{ كن } الذي جيعل كل شيء { يكون }‪ .‬فلقد جاء‬
‫شيء‪ ،‬الكلمة { يكون } رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬
‫أمر الفعل والتكوين واجلعل واحلدوث والوجود والتّ ّ‬
‫ميكن القول أن كلمات ‪  ‬هي عبارة أربع عن‪:‬‬
‫‪ -1‬قضائه يف الكائنات‪.‬‬
‫‪ -2‬قوانينه املطردة يف املوجودات‪.‬‬
‫‪ -3‬سننه النافذة يف املخلوقات‪.‬‬
‫‪ -4‬علمه الذي ال ينفد والذي أحاط بكل شيء‪.‬‬
‫يقول أبو حامد الغزايل يف جواهر القرآن (‪ " :)1‬العلوم ما عددنها وما مل نعدها ليست أوائلها خارجة‬
‫عن القرآن فإن مجيعها مغرتفة من حبر واحد من حبار معرفة ‪  ‬وهو حبر األفعال وقد ذكرن أنه حبر ال‬
‫ساحل له وأن البحر لو كان مدادا لكلماته لنفد البحر قبل أن تنفد "‪.‬‬
‫أهم احلقائق اليت جيب أن نعلمها أن كَلم ‪  ‬وقوله‪ ،‬وإرادته‪ ،‬وأمره‪ ،‬وأفعاله‪ ،‬وعلمه هو‬
‫من ّ‬
‫كلمات‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ت َرِّىب َو لَ ْو ِجئنَا مبِِثْلِ ِه َم َد ًدا ﴾‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫﴿ قُل لَ ْو َكا َن الْبَ ْح ُر م َد ًادا لّ َكل ََٰمت َرِّىب لَنَف َد الْبَ ْح ُر ْقب َل أَن تَن َف َد َكل ََٰم ُ‬
‫[الكهف‪.]107/18 :‬‬
‫ويدل على ذلك ما رواه النيب ‪ ‬فيما ُيكى عن ‪  ‬قوله‪ " :‬عطائي كَلم وعذايب كَلم‪ ،‬إَّنا‬
‫أمري لشيء إذا أردته أن أقول له { كن فيكون } " (‪.)2‬‬
‫تتغري‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫تتبدل وال ّ‬ ‫اتمة كاملة ال ّ‬ ‫هذه الكلمات احلسىن الطيّبة‪ّ ،‬‬
‫﴿ وَمتَ ِ‬
‫ت َربِّ َ‬
‫ك ا ْحلُ ْس َ َٰىن ﴾[األعرف‪]137/7 :‬‬ ‫ت َكل َم ُ‬
‫َ ْ‬

‫‪ .1‬حممد الغزايل‪ .‬جواهر القرآن حتقيق‪ :‬الدكتور الشيخ حممد رشيد رضا القباين‪ ،‬دار إحياء العلوم‪( ،‬بريوت لبنان‪1406 :‬ه ‪1986-‬م)‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬ص‪.26 :‬‬
‫السيوطي‪ .‬الدرر املنثور يف التفسري املأثور‪( ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الفكر)‪ ،‬ابب‪ ،40 :‬ج‪ ،6 :‬ص‪.140 :‬‬
‫‪ .2‬عبد الرحن ّ‬
‫‪15‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫ك ِص ْدقًا َو َع ْدًال َال ُمبَ ِّد َل لِ َكلِ ََٰمتِ ِه ﴾[األنعام‪]115/6 :‬‬


‫ت َربِّ َ‬
‫﴿ وَمتَ ِ‬
‫ت َكل َم ُ‬
‫َ ْ‬
‫قال اإلمام فخر الرازي يف تفسري ( أعوذ ب َكلِ ََٰمت هللا التامات )‪ " :‬فاعلم أن املراد بكلمات هللا هو‬
‫قوله ‪:‬‬
‫﴿ إََِّنَا ْقولُنَا لِ َش ْيء إِذَا أ ََرْد َنهُ أَن ن ُق َ‬
‫ول لَهُ ُك ْن فيَ ُكو ُن ﴾ [النحل‪.]40/16 :‬‬
‫(بكلمة هللا التامة) على االفراد‪ ،‬فاجلمع ملا كانت هذه الكلمة يف األمور كلها‪ ،‬فإذا قال لكل أمر‬
‫كن‪ ،‬ولكل شيء كن‪ ،‬فهن كلمات‪ .‬والكلمة على االفراد مبعىن الكلمات أيضا‪ ،‬لكن ملا تفرقت الكلمة‬
‫الواحدة يف األمور يف األوقات صارت كلمات ومرجعهن إىل كلمة واحدة‪.‬‬
‫كن فيكون‪:‬‬
‫إذا قضى ‪  ‬أمراً أو أراد شيئاً‪ ،‬فيقول له كلمات { كن ف يكون } وقد جاءت اإلشارة إىل‬
‫هذه احلقيقة إبشارة رابعية أبربعة أشكال من اآلايت وأتكيد رابعي اآلايت‪ .‬وهذه اآلايت هي قوله ‪:‬‬
‫ول لَهُ ُكن فيَ ُكو ُن ﴾[البقرة‪.]117/2 :‬‬ ‫ض َٰى أ َْمًرا فَِإََّنَا ي ُق ُ‬
‫﴿ َوإِذَا قَ َ‬
‫احلَ ُّق ﴾ [األنعام‪.]73/6 :‬‬ ‫ول ُكن فيَ ُكو ُن ْقولُهُ ْ‬ ‫﴿ َو ْيوَم ي ُق ُ‬
‫﴿ إََِّنَا ْقولُنَا لِ َش ْيء إِذَا أ ََرْدنََٰهُ أَن ن ُق َ‬
‫ول لَهُ ُكن فيَ ُكو ُن ﴾ [النحل‪.]40/16 :‬‬
‫ول لَهُ ُكن فيَ ُكو ُن ﴾ [يس‪.]82/36 :‬‬ ‫﴿إِ ََّنَا أ َْم ُرهُ إِذَا أ ََر َاد َشيئًا أَن ي ُق َ‬
‫يكرره إال حلكمة مقصودة‪ ،‬وقد أ ّكد ‪  ‬أن أمره هو‬ ‫إن ‪  ‬ال يضع شيئاً يف كتابه وال ّ‬
‫كرره حبرفيته أربع مرات يف أربع آايت‪ ،‬فمن هذه احلكمة التأكيد الرابعي للحقيقة‬
‫قول لكلمات‪ ،‬بنص ذكره و ّ‬
‫الرابعة قوله ‪:‬‬
‫ض َٰى أ َْمًرا فَِإََّنَا ُيق ُ‬
‫ول لَهُ ُكن فيَ ُكو ُن ﴾‬ ‫﴿ إِذَا قَ َ‬
‫[البقرة‪[]117/2 :‬آل عمران‪[]47/3 :‬مرمي‪[]35/19 :‬غافر‪.]68/40 :‬‬
‫الرابعي على عَلقة كلمات ‪ ، ‬اليت هي قول‬ ‫فنستنتج من هذه اإلشارات الرابعيّة والتّأكيد ّ‬
‫أمر وفعل‪ ،‬بكلمته املقولة يف أمر التكوين { يكون } رابعية البنية الرقمية‪ ،‬وكما اقتضت احلكمة‬
‫وإرادة وعلم و ُ‬
‫والقدرة اإلهلية والعلم واملعرفة الرابنية‪ ،‬بناء وتكوين وتشكيل وترتيب أعظم اسم يف الوجود من بنية حرفية‬
‫رابعية‪ ،‬فمن املمكن و‪  ‬أعلم‪ ،‬أهنا اقتضت تبعية كل ما يف الوجود رابعياً هلذه الكلمة‪ ،‬ونتيجة التكرمي‬
‫والتشريف هلذا االسم األعظم وللرقم ال ّدال على عدد حروفه فكان‪:‬‬
‫‪ ‬بناء كتابه املقروء " القرآن الكرمي " مفصل ومبين على أربع‪.‬‬
‫‪ ‬بناء كتابه املنظور " الكون " مفصل ومبين على أربع‪ ،‬ومصداق ذلك آييت اإلراءة اليت وعد اخلالق‬
‫احلق ‪ ‬أن يشهدها خلقه‪ ،‬وِها آية اآلفاق ومنها األرض‪ ،‬وآية النفس وهي اإلنسان‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫‪16‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫ني َهلُم أَنَهُ ا ْحل ُّق أَوَمل ي ْك ِ‬


‫ف بَِربِّ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ سنُ ِري ِهم ِ‬
‫ك أَنَهُ َعلَى ُك ِّل َش ْيء‬ ‫َ ََْ‬ ‫آايتنَا ِيف ْاآلفَاق َو ِيف أَنْ ُفسه ْم َح َىت يَتَ بَ َ َ ْ‬
‫َ ْ َ‬
‫َش ِهيد ﴾ [فصلت‪.]53/41 :‬‬
‫ويف نفس السورة ذكر ‪ ‬مراحل خلق األرض األربعة اليت متت يف أربعة أايم‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ و جعل فِيها رَٰو ِسى ِمن فوقِها و بَٰرَك فِيها و قَد ِ‬
‫َقوهتَا ِف أ َْر َبعة أَ َايم َس َواءً لّل َسائل َ‬
‫ني ﴾‬ ‫َر ف َيها أ ََٰ‬
‫ْ َ َ ََ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ ََ َ‬
‫[فصلت‪.]53/41 :‬‬
‫فاقتضت حكمة وعلم وقدرة وإرادة اخلالق ‪:‬‬
‫‪ ‬خلق األرض يف أربعة أايم‪ ،‬أي أربعة مراحل متتالية‪ ،‬وجاء معظم متعلّقاهتا وتنظيم كثري من املوجودات‬
‫رابعياً‪ ،‬وهو القادر ‪ ‬على أن يقول للشيء‪ { :‬كن فيكون }‪ ،‬ولكن هذا التّدرج حلكمة ابلغة‪،‬‬
‫يفهم منها اإلنسان سنن ‪  ‬يف اخللق والكون‪.‬‬
‫مكونته رابعياً‪.‬‬
‫‪ ‬وكان أيضاً خلق اإلنسان على أربعة مراحل‪ ،‬وجاء معظم متعلّقاته وتنظيم كثري من ّ‬
‫سنقوم بعرض بعض احلقائق عن آييت اإلراءة (الكون‪ ،‬اإلنسان) بشكل خمتصر‪:‬‬
‫‪ ‬خلق األرض يف أربعة أايم أبربعة مراحل هي اخللق‪ ،‬وجعل الرواسي‪ ،‬واملباركة‪ ،‬وتقدير األقوات‪.‬‬
‫وجاءت أبربع جهات { مشرق‪ ،‬مغرب‪ ،‬ميني‪ ،‬مشال }‪ ،‬وجاء معظم ما عليها بكلمات قرآنية رابعية‬
‫البنية الرقمية‪ { ،‬جبال‪ ،‬سهول‪ ،‬اهنر‪ ،‬احبر‪ ،‬تراب‪ ،‬سحاب‪ ،‬نبات‪ ،‬سحاب‪ ،‬انعم‪ ،‬غمام‪.} ..... ،‬‬
‫مادي وطبيعي متعلّق ابحلياة)‪،‬‬
‫املادي (يظهر يف كل ما هو ّ‬ ‫لذلك قيل إن الرقم أربعة رمز التكامل ّ‬
‫آن الكرمي ‪ 444‬مرة‪.‬‬ ‫وقيل إنّه رمز األرض‪ ،‬إذ ذكرت كلمة {االرض} يف الْ ُقر ِ‬
‫ْ‬
‫مسوت } { حيوه } { دنيا } { انس } رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬ ‫‪ ‬الكلمات { َٰ‬
‫يعرب‬
‫‪ ‬معظم اخلري الذي ينزل من السماء إىل الناس { انس } يف احلياة الدنيا { حيوه } { دنيا } ّ‬
‫عنه بكلمة رابعيّة البنية الرقمية { رحه‪ ،‬بركت‪ ،‬ثواب‪ ،‬رضون‪ ،‬خريت رزقا‪ ،‬مطرا‪ ،‬حكمه‪ ،‬مثرت‪،‬‬
‫طي َٰبت‪، ،‬وابل‪ ،‬درجه‪ ،‬حسنه‪ ،‬حسنت‪ ،‬نعمه‪ ،‬نعمت‪ ،‬سلوي‪ ،‬حديد }‪.‬‬
‫‪ ‬كلمة اإلنسان مفردة ومجع‪ ،‬ومعظم الكلمات الدالة على مراحل خلقه رابعية البنية الرقمية { انسن‪،‬‬
‫وتكرر النص القرآين { ِمن َتراب ُثَُ ِمن نُّطَْفة } أربع‬
‫انس‪ ،‬تراب‪ ،‬سلله‪ ،‬نطفه‪ ،‬علقه‪ ،‬مضغه }‪ّ .‬‬
‫مرات‪.‬‬
‫‪ ‬معظم الكلمات املعربة عن أجزاء اإلنسان { فواد‪ ،‬افده‪ ،‬ابصر‪ ،‬البب‪ ،‬جلود‪ ،‬ظهور‪ ،‬بطون‪ ،‬اذان‪،‬‬
‫اعنق‪ ،‬رقبه‪ ،‬يدين‪ ،‬لسان‪ ،‬ارجل }‪ ،‬رابعية البنية الرقمية‪.‬‬
‫سنقوم بتلخيص احلقيقة الرابعية على حدود شكل الرقم أربعة كما هو موضح يف الشكل (‪.)6‬‬
‫الشكل (‪ )6‬احلقيقة الرابعية لتكرمي االسم األعظم‬
‫‪17‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪4‬‬
‫معظم أسماء ‪ ‬وصفاته في القرآن رباع ّية‬

‫لـ‬
‫ه‬
‫القرآن العظيم‬ ‫كلمة التوحيد اختصت‬
‫ذو بنية‬ ‫باالسم األعظم وكانت‬
‫رباعية‬ ‫رباعية‬

‫لـ‬
‫أمر الفعل اإللهي { يكون } رباعي‬

‫الشكل (‪ )6‬احلقيقة الرابعية لتكرمي االسم األعظم‬


‫ونَلحظ أن هذه احلقيقة جاءت مطابقة للتقسيمات يف الشكل (‪ ،)1‬فاألمساء الصفات هي‬
‫للذات‪ ،‬وكلمة التوحيد جاءت مبكان الصفات‪ ،‬والقرآن الكرمي ينتمي لعامل األمر‪ ،‬والفعل يكون يعرب عن كل‬
‫ما يف عامل اخللق‪.‬‬
‫ويظهر الشكل (‪ )4‬كيف ميكن أن تتناسق أضَلع وحدود الرقم أربعة مع حروف لفظ اجلَللة‬
‫﴿ هللا ﴾‪.‬‬
‫‪ -11‬علم التوحيد أقسامه‪ ،‬مراتبه‪ ،‬براهينه والطرق الدالة على الصانع أربعة‬
‫‪ ‬إن أشرف العلوم علم معرفة ‪  ‬وكل العلوم تراد له ومن أجله وينقسم إىل علوم أربع كما يقول‬
‫أبو حامد الغزايل (‪:)1‬‬
‫‪ ‬علم الذات‪.‬‬
‫‪ ‬علم الصفات‪.‬‬
‫‪ ‬علم األفعال‪.‬‬
‫‪ ‬علم املعاد‪.‬‬
‫‪ ‬ح ّدد الرازي يف كتابه مفاتيح الغيب‪ ،‬مراتب التّوحيد أربع وهي (‪:)2‬‬
‫اإلقْ رار ِابللِّس ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪َ َُ ْ ‬‬
‫ب‪.‬‬‫اد ِابلْ َق ْل ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ ‬اال ْعت َق ُ‬

‫‪ .1‬الغزايل‪ .‬جواهر القرآن‪ ،‬ص‪.24 :‬‬


‫الرازي‪ .‬تفسري الرازي‪ ،‬ابب‪ ،1 :‬ج‪ ،10 :‬ص‪.356 :‬‬
‫‪ّ .2‬‬
‫‪18‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫ك ِاال ْعتِ َق ِاد ِاب ْحلُ َج ِة‪.‬‬ ‫‪َ ‬أتْكِ ُ ِ‬


‫يد ذَل َ‬
‫ص َم ِد"‪.‬‬
‫َح ِد ال َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور ِيف َخاط ِرِه َش ْيء َغ ْريُ ع ْرفَان ْاأل َ‬
‫ث َال يَ ُد ُ‬
‫ِ‬
‫ورا ِيف َْحب ِر الت َْوِحيد ِحبَْي ُ‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬أَ ْن يَص َري الْ َعْب ُد َمغْ ُم ً‬
‫‪ ‬يقول اإلمام النورسي إن أهم براهني التوحيد اليت ال تعد وال حتصى أربعة (‪:)1‬‬
‫‪ ‬الربهان األول‪ :‬هو حقيقة حممد ‪ ،‬من حيث الرسالة‪ ،‬ومن حيث اإلسَلم‪.‬‬
‫‪ ‬الربهان الثّاين‪ :‬هذا الكون وهذا اإلنسان األكرب‪ ،‬فهما الكتاب املنظور‪.‬‬
‫‪ ‬الربهان الثالث‪ :‬هو القرآن الكرمي‪ ،‬ذلك الكتاب الذي ال ريب فيه وهو الكَلم املق ّدس‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬الوجدان احلي‪ ،‬أو الفطرة الشاعرة‪ ،‬فهما نفذة إىل العقل ينشر منها شعاع التّوحيد‪.‬‬
‫‪ ‬الربهان ّ‬
‫الصانع ‪ ‬أربعة‪ّ ،‬إما االمكان و ّإما احلدوث‪ ،‬وكَلِها‬
‫‪ ‬ح ّدد ابن كثري ال ّدليل والطرق ال ّدالة على وجود ّ‬
‫الصانع أربعة وهي (‪:)2‬‬
‫الصفات‪ ،‬فيكون جمموع الطّرق ال ّدالة على وجود ّ‬
‫ّإما يف ال ّذوات و ّإما يف ّ‬
‫‪ ‬إمكان ال ّذوات‪.‬‬
‫الصفات‪.‬‬
‫‪ ‬إمكان ّ‬
‫‪ ‬حدوث ال ّذوات‪.‬‬
‫الصفات‪.‬‬
‫‪ ‬حدوث ّ‬
‫السفلي‪.‬‬
‫السموات والكواكب‪ ،‬واترة يف العامل ّ‬
‫وهذه األربعة معتربة اترة يف العامل العلوي وهو عامل ّ‬
‫‪ ‬قال ابن عريب املعلومات أربعة (‪:)3‬‬
‫‪ ‬املعلوم األول‪ :‬احلق ‪ ‬وهو املوصوف ابلوجود املطلق‪.‬‬
‫‪ ‬املعلوم الثاين‪ :‬حقيقة وجود العامل بواسطة احلق ‪.‬‬
‫‪ ‬املعلوم الثالث‪ :‬العامل كله أبمَلكه وأفَلكه وما حتويه من العوامل‪.‬‬
‫‪ ‬املعلوم الرابع‪ :‬اإلنسان اخلليفة الذي جعله ‪  ‬يف هذا العامل املقهور حتت تسخريه‪.‬‬
‫اّلل أَربع‪ :‬سبحا َن َِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول َِ‬
‫اّلل‬ ‫ب الْ َك ََلم إِ َىل َ َْ ُ ْ َ‬ ‫اّلل ‪(( :‬أ َ‬
‫َح ُّ‬ ‫‪ ‬أحب الكَلم إىل ‪  ‬أربع‪ :‬قَ َال َر ُس ُ‬
‫وا ْحلم ُد َِِ‬
‫ت))‪.4‬‬ ‫ضُّرَك ِأبَيِِّه َن بَ َدأْ َ‬
‫اّللُ‪ ،‬أَ ْكربُ َال يَ ُ‬ ‫ّلل َوَال إِلَ َه إَِال َ‬
‫اّللُ َو َ‬ ‫َ َْ‬

‫‪ .1‬سعيد النورسي‪ .‬كليات رسائل النور‪ ،‬املثنوي العريب النوري‪ ،‬الرسالة الثّانية عشر‪ ،‬نقطة من نور معرفة هللا ‪ ،‬ص‪.411 :‬‬
‫‪ .2‬إمساعيل ابن كثري‪ .‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حسني مشس الدين (بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الفكر‪ 1401 ،‬ه )‪ ،‬ابب‪ ،3 :‬ج‪،8 :‬‬
‫ص‪.200 :‬‬
‫‪ .3‬حمي الدين ابن عريب‪ .‬الفتوحات املكية‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عثمان يىي‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪1985 ،‬م)‪.103 ،‬‬
‫‪ .4‬مسلم القشريي‪ ،‬صحيح اإلمام مسلم‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار احلديث‪ ،‬القاهرة ‪1994‬م)‪ ،‬كتاب اآلداب‪ ،‬حديث (‪.)3985‬‬
‫‪19‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫اّللُ أَ ْك َربُ))(‪.)1‬‬ ‫اّلل وا ْحلم ُد َِِ‬


‫ّلل َوَال إِلَ َه إَِال َ‬
‫اّللُ َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قال ‪((:‬إِ َن َ‬
‫اصطََفى م ْن الْ َك ََلم أ َْربَ ًعا ُسْب َحا َن َ َ َ ْ‬
‫اّللَ ْ‬
‫‪ -12‬رابعية القلب والعقل لفهم وعقل وتدبر كلمات ‪ ‬‬
‫ب (‪: )2‬‬ ‫ب َوالْ ُف َؤ ُاد َواللُّ ُّ‬‫ص ْد ُر َوالْ َقلْ ُ‬
‫ض ُه ُم الْ َم َو ُّاد أ َْر َبعة‪ :‬ال َ‬
‫"َ قَ َال ْبع ُ‬
‫اإل ْس ََلِم‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫ص ْدر َم َقُّر ِْ‬
‫‪ ‬فَال َ ُ‬
‫الزَمر‪.]22/39 :‬‬ ‫َلم ﴾[ ُّ‬ ‫اّلل ص ْدره لِ ِْْل ْس ِ‬
‫﴿ أَفَ َم ْن َشَر َح َُ َ َ ُ‬
‫ان‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫اإلميَ ِ‬‫‪ ‬والْ َق ْلب َم َقُّر ِْ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫اإلميا َن َوَزيَنَهُ ِيف قُلُوبِ ُك ْم﴾ [ا ْحلُ ُجَرات‪.]7/49 :‬‬ ‫اّللَ َحبَب إِلَْي ُكم ِْ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َولك َن َ َ ُ‬
‫‪َ ‬والْ ُف َؤ ُاد َم َقُّر الْ َم ْع ِرفَِة‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫َجم‪]11/53 :‬‬ ‫ب الْ ُفؤادُ َما َرأى ﴾ [الن ْ‬ ‫﴿ َما َك َذ َ‬
‫ك كا َن َعْنهُ َم ْس ُؤًال ﴾ [اإلسراء‪.]36/17 :‬‬ ‫صَر َوالْ ُفؤ َاد ُك ُّل أُولئِ َ‬
‫﴿ إِ َن ال َس ْم َع َوالْبَ َ‬
‫مقر التّوحيد‪ ،‬قال اخلالق البارئ ‪:‬‬ ‫اللب ّ‬‫‪‬و ّ‬
‫باب ﴾ [الَر ْعد‪.]19/13 :‬‬ ‫﴿ إََِّنا يتَ َذ َكر أُولُوا ْاألَلْ ِ‬
‫ُ‬
‫إن املسؤول عن فهم وعقل وت ّدبر وا ّدكار كلمات ‪  ‬يف جسم اإلنسان ِها العقل والقلب‪،‬‬
‫وال يطمئن القلب‪ ،‬ويطمئن الروح واجلسد إال بذكر ‪  ‬مقلب القلوب‪ ،‬وهي اليت بني إصبعيه‪ ،‬قال‬
‫‪:‬‬
‫اّللِ أََال بِ ِذ ْك ِر َِ ِ‬
‫وهبُم بِ ِذ ْك ِر َ‬ ‫َِ‬
‫وب ﴾ [الرعد‪]28/13 :‬‬
‫اّلل تَطْ َمئ ُّن الْ ُقلُ ُ‬ ‫ين ءَ َامنُوا َو تَطْ َمئِ ُّن قُلُ ُ‬
‫﴿ الذ َ‬
‫لذلك جند أن‪:‬‬
‫مضخات‪.‬‬
‫صمامات‪ ،‬ويتوي على أربع ّ‬ ‫‪ ‬يوجد يف القلب أربع حجرات‪ ،‬وأربعة ّ‬
‫الفص اجلداري‪،‬‬
‫الفص الصدغي‪ ،‬و ّ‬ ‫الفص اجلبهي و ّ‬‫‪ ‬يت ّكون كل من نصفي املخ من أربعة فصوص وهي ّ‬
‫الفص القحفي‪.‬‬
‫و ّ‬
‫‪ ‬ال ّدماغ م ّكون من أربعة أجزاء رئيسيّة وهي املخ‪ :‬والذي يسمى ال ّدماغ الواعي واملخ البيين وجذع املخ‬
‫تسمى ال ّدماغ غري الواعي‪.‬‬
‫واملخيخ واليت ّ‬

‫‪ .1‬أحد ابن حنبل‪ ،‬مسند اإلمام أحد‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط وآخرون‪( ،‬مؤسسة الرسالة‪1421 ،‬ه ‪ 2001،‬م)‪ ،‬ابقي مسند‬
‫املكثرين‪ ،‬حديث(‪.)7670‬‬
‫الرازي‪ .‬تفسري الرازي‪ ،‬ابب‪ ،25 :‬ج‪ ،10 :‬ص‪.397 :‬‬
‫‪ّ .2‬‬
‫‪20‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ -13‬لطيفة مع تكرار لفظ اجلاللة يف القرآن الكرمي‬


‫إن للفظ اجلَللة ﴿ هللا ﴾ يف صفحات املصحف الشريف نكتة‪ ،‬فإن أعداده يف الصحيفة الواحدة‬
‫له عَلقة بوجه تلك الصحيفة اليمىن وابلصحيفة املقابلة لذلك الوجه وأحيان ابلصحيفة املقابلة هلا يف اجلانب‬
‫األيسر وبوجه ما وراءها‪ .‬يقول النّورسي‪ " :‬وقد تتبعت ذلك يف مصحفي فرأيت توافقاً عددايً بنسبة عددية‬
‫مجيلة للغاية على الغالب ‪ ...‬فكثرياً ما كانت تتساوى وأحيانً تصبح نصفاً او ثلثاً وعلى كل حال تشعر‬
‫حبكمة وانتظام " (‪.)1‬‬
‫يظهر مصحف التّوافقات‪ ،‬إعجاز التّوافقات تناسباً لطيفاً وموافقةً رائعة مبجيء ألفاظ اجلَللة‬
‫والكلمات اليت تتناسب فيما بينها من جهة املعىن واألصل‪ ،‬إما حتت بعضها بعضاً يف صفحة واحدة‪ ،‬أو يف‬
‫حني مقابلتها ابلصفحات األخرى‪ ،‬فهي تقع متوافقةً وجهاً لوجه‪ ،‬أو مظاهرة بعضها البعض‪.‬‬
‫لو فهم العقل لقال سبحان هللا‪ ،‬ولو أدرك القلب لقال من حريته ابرك هللا‪ ،‬ولو رأت العني لقالت‬
‫من اعجاهبا ما شاء هللا" (‪.)2‬‬
‫مالحظة‬
‫الرسم وليس اللفظ‬
‫‪ -1‬عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكرمي‪ ،‬نلتزم طريقة الع ّد واإلحصاء اعتماداً على ّ‬
‫الرسم العثماين برواية حفص عن عاصم‪ ،‬وابعتبار حرف الواو كلمة‪،‬‬ ‫للرسم األول أو ّ‬
‫وذلك وفقاً ّ‬
‫ابستخدام برنمج ِّ‬
‫(‪)3‬‬
‫جملمع امللك فهد‬
‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي ‪ ،‬الذي يعتمد املصحف اإللكرتوين ّ‬
‫املنورة‪ ،www.qurancomplex.org ،‬والذي يستخدم نفس‬ ‫الشريف ابملدينة ّ‬ ‫لطباعة املصحف ّ‬
‫معطيات برنمج إحصاء القرآن الكرمي (‪.)4‬‬
‫‪ -2‬إن من عظمة القرآن الكرمي‪ ،‬أنه متعدد وجوه اإلعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم من رسوم‬
‫املصحف الشريف‪ ،‬ويستوعبها مجيعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة واإلتقان‪ ،‬واعجازه‬
‫خص ‪‬‬
‫هو مع مثاين رمسيه‪ ،‬وِها الرسم األول (العثماين) وهو رسم توقيفي كتب على هيئته ألسرار ّ‬
‫‪ ‬هبا كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية‪ ،‬والرسم اإلمَلئي احلديث‪ .‬لكن يؤكد العلماء على‬
‫عدم اخلروج على الرسم العثماين‪ ،‬إذ نقل السيوطي يف االتقان عن اإلمام أحد ‪ ‬أنه قال‪ :‬يرم خمالفة‬
‫مصحف اإلمام يف واو أو ايء أو ألف أو غري ذلك (‪.)5‬‬

‫الرسالة الثّانية‪ ،‬ص‪.542 :‬‬


‫‪ .1‬سعيد النّورسي‪ .‬كليّات رسائل النّور‪ ،‬املكتوابت‪ّ ،‬‬
‫‪ .2‬أحد خسرو‪ .‬مصحف التوافقات‪.‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬برنمج ال ِّشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪3.0‬‬
‫‪ .4‬املهندس عبد ال ّدائم كحيل‪ .‬برنمج إحصاء القرآن الكرمي حسب ّ‬
‫‪ .5‬السيوطي‪ .‬اإلتقان يف علوم القرآن‪ ،‬اإلتقان يف علوم القرآن‪( ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الفكر‪1416 ،‬ه ‪1996 -‬م)‪.)443/2( ،‬‬
‫‪21‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ -14‬اخلالصة‬
‫كما اقتضت احلكمة والقدرة اإلهلية والعلم واملعرفة الرابنية‪ ،‬بناء وتكوين وتشكيل وترتيب أعظم اسم‬
‫يف الوجود‪ ،‬من بنية رابعيّة احلروف‪ ،‬فمن املمكن و‪  ‬أعلم‪ ،‬أهنا اقتضت تبعية كل ما يف الوجود رابعياً‬
‫هلذه الكلمة‪ ،‬وتكرمياً هلذا االسم األعظم وللرقم ال ّدال على عدد حروفه‪ ،‬لقد كرمه املوىل ‪ ‬بتكرمي كثري‪ ،‬مت‬
‫تلخيصهم ومجعهم أبربع حقائق‪:‬‬
‫‪ ‬معظم أمساء ‪  ‬وصفاته رابعية البينة الرقمية‪.‬‬
‫أجل حقيقة يف الكون وأعظم شهادة يف كتاب ‪ ، ‬اختصت ابالسم األعظم‬ ‫‪ ‬كلمة التوحيد ّ‬
‫وتكررت يف القرآن الكرمي أبشكال أربع‪.‬‬
‫وكانت رابعية البنية الرقمية‪ّ ،‬‬
‫‪ ‬القرآن العظيم ذو بنية رابعية‪ ،‬فامسه ومعظم صفاته املذكورة فيه رابعيّة البنية الرقمية‪ ،‬ابإلضافة إىل أن‬
‫أكثر كلماته وآايته رابعية البنية الرقمية‪.‬‬
‫شيء‪ ،‬الكلمة { يكون } رابعيّة البنية الرقمية‪.‬‬ ‫‪ ‬جاء أمر الفعل والتكوين واجلعل واحلدوث والوجود والتّ ّ‬
‫‪ ‬هلذه احلقائق األربع عند اخلالق ‪ ‬أساسات ومرجعيات أربع‪ :‬اإلرادة‪ ،‬العلم‪ ،‬احلكمة‪ ،‬القدرة‪.‬‬
‫‪ ‬ابإلضافة إىل ذلك جاءت‪:‬‬
‫‪ ‬مدار أمساء ‪  ‬وصفاته‪ ،‬أنواع دالالهتا‪ ،‬أركان العلم واملعرفة منها أربعة‪.‬‬
‫‪ ‬براهني ومراتب وأقسام التوحيد والطرق ال ّدالة على الصانع ‪ ‬أربعة‪.‬‬

‫‪ ‬اسم من أنزل عليه الْ ُق ْرآن الكرمي سيدن حممد ‪ ،‬و ّ‬


‫أهم صفاته يف الْ ُق ْرآن الكرمي رابعية البنية‬
‫الرقمية‪.‬‬
‫‪ -15‬اخلامتة‬
‫قال ‪:‬‬
‫صنعُو َن ﴾ [العنكبوت‪]45/29 :‬‬ ‫﴿ و لَ ِذ ْكر َِ‬
‫اّللُ ْيعلَ ُم َما تَ ْ‬
‫اّلل أَ ْك ُرب َو َ‬ ‫َ ُ‬
‫نسأل ‪  ‬أبكرب ذكره وأبعظم أمسائه أن يقبل صنعتنا وما كتبنا دعوًة ودعاءً إىل ‪، ‬‬
‫وتدبراً لكتابه وتف ّكراً يف آالئه‪ ،‬وتعظيماً ألمسائه وصفاته‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪22‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫‪ -16‬املراجع‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬مصحف املدينة النبوية‪ ،‬حسب الرسم العثماين‪.‬‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬مصحف التوافقات‪ ،‬أحد خسرو‪ ،‬مؤسسة اخلريات للنشر‪ ،‬إستانبول‪ ،‬تركيا‪1428 ،‬ه ‪،‬‬
‫‪2007‬م‪.‬‬
‫برانمج ِ‬
‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ .‬املؤمتر الدويل اخلامس للتطبيقات اإلسَلمية يف علوم احلاسوب والتقنية‪،‬‬
‫إميان ‪ ،IMAN2017‬اندونيسيا‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2017‬الربنمج متوفر على موقع ِّ‬
‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪،‬‬
‫‪/http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr‬‬ ‫الدكتور املهندس خالد بكرو‪.‬‬
‫برانمج إحصاء القرآن الكرمي حسب الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪ ،3.0‬موقع أسرار اإلعجاز العلمي‪ ،‬املهندس‬
‫عبد ال ّدائم الكحيل‪.‬‬
‫‪/http://www.kaheel7.com/ar‬‬
‫ابن حنبل‪ ،‬أحد بن حممد بن حنبل بن هَلل بن أسد الشيباين (‪241‬ه )‪ ،‬مسند أمحد‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب‬
‫األرنؤوط وآخرون‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1421 ،‬ه ‪ 2001،‬م‪.‬‬
‫ابن عثيمني‪ ،‬حممد بن صاحل‪ ،‬القواعد املثلى يف صفات هللا وأمسائه احلسىن‪ ،‬دار التيسري للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪ 1426‬ه ‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫ابن عريب‪ ،‬حممد بن علي بن حممد بن عريب احلامتي الطائي األندلسي (‪638‬ه )‪ ،‬الفتوحات املكية‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫د‪.‬عثمان يىي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫ابن كثري‪ ،‬إمساعيل بن عمر (‪774‬ه )‪ ،‬تفسري القرآن العظيم‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حسني مشس الدين بريوت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬دار الفكر‪1401 ،‬ه ‪.‬‬
‫البقاعي‪ ،‬برهان الدين أبو احلسن إبراهيم البقاعي‪885( ،‬ه )‪ ،‬نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد الرزاق غالب املهدي‪ ،‬بريوت لبنان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫اجلوزية‪ ،‬حممد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم اجلوزية (‪751‬ه )‪ ،‬مدارج السالكني يف‬
‫منازل إايك نعبد وإايك نستعني‪ ،‬حتقيق‪ :‬رضوان جامع رضوان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬مؤسسة املختار للنشر‬
‫والتوزيع‪1422 ،‬ه ‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫الرازي خطيب الري (‪606‬ه )‪،‬‬
‫الرازي امللقب بفخر الدين ّ‬
‫الرازي‪ ،‬حممد بن عمر بن احلسن بن احلسني التيمي ّ‬
‫ّ‬
‫تفسري الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسري الكبري‪ ،‬ط‪ ،3‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار إحياء ّ‬
‫الرتاث العريب‪،‬‬
‫‪1420‬ه ‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

‫ّالرفاعي‪ ،‬عدنن‪ ،‬النظرية الثالثة‪ ،‬احلق املطلق‪ ،‬نظرية‪ ،‬ط ‪ ،3‬دمشق‪ ،‬سوراي دار الفكر‪1421 ،‬ه ‪،‬‬
‫‪2000‬م‬
‫الزركشي‪ ،‬حممد بن عبد هللا بن هبادر الزركشي (‪794‬ه )‪ ،‬الربهان يف علوم الْ ُق ْرآن‪ ،‬حتقيق حممد أبو الفضل‬
‫ّ‬
‫إبراهيم‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية عيسى الباىب احلليب وشركائه‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪1376 ،‬ه ‪1957-‬م‪.‬‬
‫الغزايل‪ ،‬أبو حامد حممد بن حممد (‪505‬ه )‪ ،‬جواهر القرآن‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور الشيخ حممد رشيد رضا القباين‪،‬‬
‫دار إحياء العلوم‪ ،‬ط ‪ ،2‬بريوت لبنان‪1406 ،‬ه ‪1986 -‬م‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جَلل الدين عبد الرحن بن أيب بكر السيوطي‪911( ،‬ه )‪ ،‬الدرر املنثور يف التفسري املأثور‪،‬‬
‫ّ‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الفكر‪1403 ،‬ه ‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جَلل الدين عبد الرحن بن أيب بكر السيوطي‪ ،‬اإلتقان يف علوم القرآن‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ّ‬
‫لبنان‪1416 ،‬ه ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫الطاهر‪ ،‬حامد أحد‪ ،‬اجلامع ألمساء هللا احلسىن‪ ،‬ابن القيم‪ ،‬القرطيب‪ ،‬ابن كثري‪ ،‬العالمة السعدي‪ ،‬دراسة‬
‫وإعداد‪ :‬حامد أحد الطاهر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬دار الفجر للرتاث‪1423 ،‬ه ‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫النّورسي‪ ،‬سعيد النّورسي (‪1960‬م)‪ ،‬كليات رسائل النور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬مطبعة اخللود‪ ،‬العراق‪ ،‬بغداد‪1409 ،‬ه ‪1989‬م‪.‬‬
‫النّورسي‪ ،‬سعيد‪ ،‬كليات رسائل النور‪ ،‬املثنوي العريب النوري‪ ،‬حتقيق‪ :‬إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫إستانبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬دار سوزلر للنّشر‪1414 ،‬ه ‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية وتقنية املعلومات‪ ،‬جملد‬
‫‪ ،4‬عدد ‪ ،1‬رقم مرجعي ع‪ .‬ت‪ ،03 .‬ديسمرب ‪ ،2017‬جامعة مصراته‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬الشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ ،‬املؤمتر الدويل اخلامس للتطبيقات اإلسَلمية يف علوم احلاسوب‬
‫وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمرب ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‪.‬‬
‫مسلم‪ ،‬مسلم بن احلجاج بن مسلم القشريي النيسابوري (‪261‬ه )‪ ،‬صحيح اإلمام مسلم‪ ،‬دار احلديث‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫جملة كلّيّةُ ال ّدعوة وأصول ال ّدين‪ ،‬اجلامعة األمسرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪2016 ،1‬‬

You might also like