You are on page 1of 26

‫‪1‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.

2018 ،3‬‬

‫الرقميّة‬
‫نظريّة نظم املعطيات ّ‬
‫يف القرآن الكرمي‬
‫الدكتور املهندس خالد بكرو‬
‫أستاذ مشارك‪ ،‬عميد كلية العلوم وتكنولوجيا املعلومات ‪ -‬أكادميية توليب للعلوم والتكنولوجيا‬
‫اسطنبول ‪ -‬تركيا‬
‫‪Dr.khaled.Bakro@gmail.com‬‬

‫اخلالصة‬
‫يقوم عصر املعلومات الذي نعيشه على منظومة العلوم واملعرفة‪ ،‬اليت تستخدم نظريّة املعلومات احلديثة اليت‬
‫الرقميّة القرآنية كجزء من‬
‫مصادرها معطيات منظّمة‪ ،‬وبياانت مصفوفة مرتّبة‪ ،‬هذا يفرض علينا التّعامل مع املعطيات ّ‬
‫منظومة منظّمة‪ ،‬مبعطياهتا ومعلوماهتا‪ ،‬مدخالهتا وخمرجاهتا‪.‬‬
‫الرقميّة يف القرآن وترتيبها وترابطها‪ ،‬وعالقتها ابلنظام اللغوي وابملعىن‬
‫يوضح املبحث أسس نظم املعطيات ّ‬ ‫ّ‬
‫الدالالت‪ .‬وذلك من خالل‬ ‫والدالالت للنّص القرآين احمليط هبا‪ ،‬مبا احتوى من كلمة وحرف ورقم‪ ،‬ومبا محل من املعاين و ّ‬
‫نظرية نظم املعطيات الرقمية يف القرآن‪ ،‬اليت تسعى لتوضيح أسس نظم وتنظيم هذه املعطيات وقواعد ترتيبها وترابطها‪.‬‬
‫تساهم النظريّة يف إظهار مجاليّة اللغة بياانً وبني ًة‪ ،‬حروفاً وكلمات‪ ،‬أرقام وأعداد‪ ،‬روابط وعالقات‪ ،‬وارتباطها‬
‫ابلّتتيب القرآين فهما وجهان إلعجاز القرآن البياين‪ ،‬ال ينفصل أحدمها عن اآلخر‪ ،‬حيث تتّحد لغة احلروف بلغة األرقام‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الرقمي‪ ،‬يف بناء‬
‫الداليل و ّ‬
‫الّتكييب و ّ‬
‫الدمج بني ّ‬
‫الصورة العدديّة‪ ،‬و ّ‬
‫الصورة البالغيّة مع ّ‬
‫من خالل اجلمع بني الصورة النّحويّة و ّ‬
‫الرقميّة يف القرآن‪ ،‬وهي البديل العصري ألسلوب إثبات اعجاز القرآن‬ ‫وتركيب وتنظيم وحتليل وتوصيف وتفصيل املعطيات ّ‬
‫رواد هندسة املعرفة‪ ،‬وخرباء نظرايت املعلومات‬ ‫اللغوي والبياين والعددي والعلمي من خالل نظريّة النَّظْم‪ ،‬واليت ستجعل ّ‬
‫الرقمي املعجز‪.‬‬
‫متعجبني أمام هندسة القرآن املعرفيّة ونظمه احلريف ّ‬
‫مسحورين ّ‬
‫أدق‬
‫كانت نظريّة النَّظْم اليت اندى هبا كبار علماء البالغة والبيان األساس واملنطلق إلعجاز القرآن‪ ،‬وأثبتوا أن ّ‬
‫وجوه إعجازه ما يف بالغة نظمه‪ .‬حياول املبحث التأسيس على ما وصلوا إليه من خالل نظريّة نظم املعطيات الرقمية يف‬
‫القرآن‪ ،‬وابلتّايل ستكون هذه النظرية األساس واملنطلق إلعجاز العصر‪ ،‬أال وهو اإلعجاز العلمي العددي‪ ،‬وما بعد‬
‫العددي يف كتاب هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬فيفصح هذا النّظم البياين عن معجزات النَّظْم الرقمي‪ ،‬ويكشف عن إعجاز‬
‫إحصائي وإعجاز تصنيفي وإعجاز ترتييب‪ ،‬وإعجاز عددي‪ ،‬ووجوه خمتلفة كثرية لإلعجاز ال حييط هبا إال هللا سبحانه‬
‫وتعاىل‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬املعطيات الرقمية يف القرآن الكرمي‪ ،‬علوم القرآن الكرمي‪ ،‬نظرية نظم املعطيات الرقمية يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫‪ -1‬وصف املشكلة‬
‫مما ال شك فيه أننا نعيش يف عصر تسوده املعلومات وتقوده املعرفة‪ ،‬يعمل فيه ّرواد هندسة املعرفة‬
‫على منظومة العلوم واملعرفة‪ ،‬معتمدين على مصادر تستخدم نظريّة املعلومات احلديثة‪ ،‬اليت تقوم على‬
‫بياانت منظّمة ومعطيات مرتّبة‪ .‬وما التّوجه حنو هندسة املعرفة بكل عناصرها إال القتناع مهندسي املعرفة‬
‫ومدراءها أن الكون نظام حمكم يقوم على معلومات دقيقة تعتمد معطيات فائقة التّنظيم‪ ،‬كيف ال والتّنظيم‬
‫للرمحن‪ ،‬عنواانن للبابني من االمام املبني‪ ،‬من املبحث املبني‪ ،‬فذلك‬ ‫ابلنّظام‪ ،‬والتّوزين ابمليزان‪ ،‬قبضتان ّ‬
‫املبحث مع ذاك االمام‪ ،‬عنواانن بيّنان‪ ،‬العلم والقدرة للقادر العليم‪ ،‬للعادل احلكيم‪.‬‬
‫السابقون ما فيه من اإلعجاز‬ ‫أدق وجوه إعجاز القرآن الكرمي ما يف بالغة نظمه‪ ،‬وقد ّبني ّ‬ ‫إن ّ‬
‫الّتابط بني البناء‬
‫واضعني نظرّايت للنّظْم‪ ،‬حياول املبحث التأسيس على ما وصلوا إليه من خالل إظهار ّ‬
‫اللغوي والبناء العددي‪ ،‬وأتكيد إعجاز القرآن الكرمي اللغوي والبياين والعلمي العددي وما بعد العددي من‬
‫خالل نظريّة نظم املعطيات الرقمية يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫ومبرات املبحث‬
‫‪ -2‬أهّيّة ّ‬
‫السور القرآنية من حيث‬‫السنوات األخرية أحباث ودراسات جديدة اهتمت بدراسة ّ‬ ‫ازدادت يف ّ‬
‫الروابط السببيّة اليت تربط بني عناصرها‪ ،‬أي بناؤها املوضوعي واللغوي والبياين‪ ،‬ومن حيث صلة جزئيّاهتا‬
‫مجيعا بعضها مع اآلخر‪ ،‬ومن حيث صلة موضوعاهتا بعضها مع‬ ‫بعضها مع اآلخر‪ ،‬ومن حيث صلة آايهتا ً‬
‫اآلخر‪ ،‬ومن حيث عالقة بعض أرقامها ببعضها األخر‪ ،‬وابألساليب والطرق املستخدمة لرصف أو تنظيم‬
‫مجيعا ابلعناصر األخرى‪ .‬أييت‬
‫أو صف هذه األرقام لتحقيق أكرب النتائج من ذلك‪ ،‬ومن حيث صلة أولئك ً‬
‫أبعادا وروابط‬
‫هذا املبحث مكمالً هلذه ال ّدراسات حيث يضيف إىل الروابط املعنويّة بني السور واآلايت ً‬
‫لتبني أن خيوط النّسج القرآين ليست‬ ‫هندسية رقميّة‪ ،‬وروابط سببيّة جديدة‪ ،‬وارتباطات معنوية خملتف‪ّ ،‬‬
‫مقتصرة على نظام لغوي وبالغي فحسب‪ ،‬وإمنا هي مشبوكة مبوازين داخلية وخارجية‪ ،‬يتماسك من خالهلا‬
‫النّص القرآين بصورة مطلقة‪.‬‬
‫الرقميّة أبنواعها املوجودة يف القرآن الكرمي بطرق خمتلفة‪ ،‬وجهدوا‬ ‫استخدم الباحثون املعطيات ّ‬
‫يوضح طبيعة العالقات بني املعطيات الرقمية القرآنية وارتباطاهتا ودالالهتا وأمهيتها‪ ،‬فكان‬
‫البحث عن نظام ّ‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‪ ،‬وإجياد قاعدة عامة يعتمد عليها‬ ‫ال ب ّد من توضيح طريقة تنتظم هبا املعطيات ّ‬
‫وطريقة واضحة يرجع إليها‪ ،‬تسعى لتوضيح أسس نظم هذه املعطيات وترتيبها وترابطها‪ ،‬وعالقتها ابلنظام‬
‫اللغوي وابملعىن وال ّدالالت للنص القرآين احمليط هبا‪ ،‬مبا احتوى من معىن وكلمة وحرف‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫يعترب املبحث األول من نوعه يف هذا اجملال‪ ،‬فهو يسعى بشكل مبدئي بسيط أتصيل ووضع تصور‬
‫الرقميّة القرآنية وكيفية نظمها وطريقة ص ّفها وترتيبها كنظريّة عامة‪ ،‬لتكون جزءاً من‬
‫هليكل بناء املعطيات ّ‬
‫الرقميّة وفق منهج علمي دقيق‪ ،‬للتّعامل مع‬
‫نظريّة املعلومات احلديثة‪ ،‬حماولني وضع أساس لنظم املعطيات ّ‬
‫الرقم القرآين بكل أنواعه‪ ،‬يعتمد على النَّظْم اللغوي والبياين‪ ،‬مستخدماً بينات دقيقة ومعطيات فائقة التّنظيم‬
‫ّ‬
‫للوصول إىل معلومات صحيحة منظّمة هادفة‪ ،‬طارقاً ابابً جديداً للتدبر والتأمل يف كتاب هللا سبحانه‬
‫وتعاىل‪ ،‬وكشف أسرار وإعجاز األعداد واألرقام فيه‪ ،‬مضيفاً إعجازاً جديداً‪ ،‬يضاف إىل سلسلة إعجازه‬
‫اليت ال تنتهي‪ ،‬بل أنه إعجاز خالد دائم إىل أن يرث هللا سبحانه وتعاىل أرضه ومن عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬منهج املبحث‬
‫العلمي يف املبحث‪ ،‬وااللتزام جبميع ضوابط أحباث اإلعجاز العددي‪ ،‬من اتّباع هنج‬
‫ّ‬ ‫مت اتباع املنهج‬
‫واحد يف الفهم واالستنباط‪ ،‬ويف اإلحصاء للحروف والكلمات املرسومة خطّاً‪ ،‬وانتهاج طريقة الع ّد‬
‫الشريف‪،‬‬‫السور وفق ترتيبها يف املصحف ّ‬ ‫الرسم العثماين‪ ،‬وبّتتيب اآلايت و ّ‬
‫للرسم األول أو ّ‬
‫واإلحصاء وفقاً ّ‬
‫الشريعة‪ ،‬وعدم اإلخالل مبا جاء فيهما‪ ،‬وااللتزام بقواعد‬
‫ومت مراعاة ثوابت العقيدة اإلسالميّة‪ ،‬ومقاصد ّ‬
‫السنة النّبويّة يف‬
‫اللغة العربيّة‪ ،‬وااللتزام ثوابت علوم القرآن الكرمي‪ ،‬وأصول التّأويل والتّفسري‪ ،‬وما صح من ّ‬
‫الّتابط العددي لآلايت القرآنيّة الكرمية‪ ،‬ومت احلرص على التّدقيق والتحقيق‪،‬‬ ‫تفسري أيّة ظاهرة من ظواهر ّ‬
‫وااللتزام املوضوعية العلميّة‪ ،‬واملنهجيّة السويّة‪ ،‬ومراعاة األسس والنَّظْم الرايضيّة العلميّة‪ ،‬وذكر احلقائق كما‬
‫الّتكيز ما أمكن على اهلدف من‬ ‫هي وبكل أمانة‪ ،‬بعيداً عن التّكلف واملبالغة والتّكرار‪ ،‬وحماولة االختصار و ّ‬
‫املبحث‪.‬‬
‫‪ -4‬مق ّدمة‬
‫النورسي (ت ‪1397‬هـ)‪ :‬لتفسري مجلة من رموز نظْم القرآن الكرمي‬‫الزمان سعيد ّ‬ ‫سعى اإلمام بديع ّ‬
‫ألنه رأى أن " أساس اعجاز القرآن الكرمي اإلجياز‪ ،‬وأدق وجوه إعجازه ما يف بالغة نظمه‪ ،‬وأن الفصاحة‬
‫يف الكلمة ال يف حروفها‪ ،‬وأن اإلعجاز إمنا هو نظْم املعاين دون نظم األلفاظ " وقال أيضاً " وما اإلعجاز‬
‫الزاهر إال نقش النَّظْم " (‪ ،)1‬ويعترب كتابه ”إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز“ املبحث الوحيد من حيث‬‫ّ‬
‫عنوانه خاصاً بتفسري القرآن الكرمي من وجهة اإلعجاز يف جزالة النَّظْم‪ ،‬وقد كانت نيته تتّجه لتوضيح‬
‫الرقميّة‬
‫السبق يف االهتمام ابملعطيات ّ‬
‫اإلعجاز النَّظْمي من وجوه إعجاز القرآن الكرمي‪ ،‬وكانت له يد ّ‬
‫القرآنيّة يف العصر احلديث‪ ،‬حيث أشار يف كتاابته إىل وجود تناسق بني األرقام واألعداد‪ ،‬وسعى إلظهار‬
‫التّناسقات بينها‪ ،‬ولفت النّظر إىل جانب من احلكم يف تعداد بعض كلمات القرآن الكرمي‪ ،‬وذكر لطائف‬

‫‪ -1‬سعيد النّورسي‪ .‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬ص ‪.29 -21‬‬
‫‪4‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫ونكتاً ميكن ع ّدها أساساً لإلعجاز العددي (‪ ،)2‬فهو القائل‪ " :‬إن قيمة احلروف ليست يف معانيها فقط بل‬
‫بينها مناسبات فطريّة كمناسبة األعداد‪ ،‬كشفها علم أسرار احلروف " (‪.)3‬‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫وننطلق مما أسسه لنضع نظريّة لنظم املعطيات ّ‬
‫‪ -5‬أهّيّة النَّظم للكلمات واملعاين‬
‫النَّظْم هو تعليق الكلم بعضها ببعض‪ ،‬وضم األلفاظ املفردة بعضها إىل بعض‪ ،‬وجعل بعضها‬
‫الّتتيب يف الكالم عمل يعمله مؤلّف الكالم يف‬‫بسبب من بعض‪ ،‬فيعرف فيما بينها من فوائد‪ ،‬والنَّظْم و ّ‬
‫معاين الكلم ال يف ألفاظها‪ ،‬فيضع الكالم املوضع الذي يقتضيه علم النحو وقوانينه وأصوله‪ ،‬ومعرفة مناهجه‬
‫الرسوم اليت رمست له‪ ،‬فال ُيل بشيء منها‪ ،‬وذلك لعدم علمنا ما‬ ‫اليت هنجت‪ ،‬فال يزاغ عنها‪ ،‬فتحفظ ّ‬
‫يبتغيه النّاظم بنظمه غري أن ينظر يف وجوه كل ابب وفروقه‪ ،‬وال يكون ترتيب يف شيء حىت يكون هناك‬
‫أخر (‪.)4‬‬
‫يؤخر ما ّ‬
‫قصد إىل صورة وصنعة إن مل يق ّدم فيه ما قدم‪ ،‬ومل ّ‬
‫خلصه اإلمام اجلرجاين (عبد القاهر بن عبد الرمحن بن حممد الفارسي األصل (ت‪471 :‬هـ)‪ ،‬أبنه "‬
‫ّ‬
‫توخي معاين النّحو فيما بني الكلم‪ ،‬فأنت ترتّب املعاين أوالً يف نفسك‪ ،‬مث حتذو على ترتيب األلفاظ يف‬
‫ّ‬
‫نطقك " (‪.)5‬‬
‫‪ -6‬القول يف النَّظم ويف تفسريه ويف أهيته‬
‫أمجع العلماء على تعظيم شأن النَّظْم‪ ،‬وتفخيم قدره‪ ،‬والتنويه بذكره‪ ،‬وأن ال فضل مع عدمه‪ ،‬وال‬
‫قدر لكالم إذا هو مل يستقم له‪ ،‬ولو بلغ يف غرابة معناه ما بلغ‪ ،‬وأنّه القطب الذي عليه املدار‪ ،‬والعمود‬
‫الشرف‪ ،‬ويف هذه املنزلة من الفضل‪ ،‬وموضوعاً هذا املوضع من‬ ‫احملل من ّ‬
‫الذي به االستقالل‪ .‬وما كان هبذا ّ‬
‫وحترك له األفكار‪،‬‬
‫املزيّه‪ ،‬وابلغاً هذا املبلغ من الفضيلة‪ ،‬كان حري أبن توقظ له اهلمم‪ ،‬وتوكل به النّفوس‪ّ ،‬‬
‫وتستخدم فيه اخلواطر‪.‬‬
‫أهم ما قيل عنه ما قاله صاحب كتاب إعجاز القرآن اإلمام الباقالين‪ " :‬اعلم أن هذا علم شريف‬
‫احملل‪ ،‬عظيم املكان‪ ،‬قليل الطالب‪ ،‬ضعيف االصحاب‪ ،‬ليست له عشرية حتميه‪ ،‬وال أهل عصمة تفطن ملا‬
‫فيه‪ .‬وهو أدق من السحر‪ ،‬وأهول من البحر‪ ،‬وأعجب من الشعر (‪.)6‬‬

‫‪ -2‬سعيد النّورسي‪ .‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬املكتوابت‪ ،‬القسم الثاّلث من املكتوب التاّسع والعشرين‪ ،‬ص‪.527-522 :‬‬
‫‪ -3‬سعيد النّورسي‪ .‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -4‬اجلرجاين‪ .‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ -5‬اجلرجاين‪ ،‬دالئل اإلعجاز ص ‪.454‬‬
‫‪ -6‬الباقالين‪ .‬إعجاز القرآن ‪.1/184‬‬
‫‪5‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫قال اجلرجاين يف دالئل اإلعجاز‪" :‬وهذا علم شريف‪ ،‬وأصل عظيم‪ ،‬وال ّدليل على ذلك أ ّان إن‬
‫زعمنا أن األلفاظ املفردة اليت هي أوضاع اللغة إمنا وضعت ليعرف هبا معانيها يف أنفسها ألدى ذلك إىل ما‬
‫يشك عاقل يف استحالته " (‪.)7‬‬
‫ال ّ‬
‫وعلم املناسبة علم شريف قل اعتناء املفسرين به لدقته وممن أكثر فيه اإلمام فخر الدين وقال يف‬
‫اسن الْكالِم أ ْن ْيرتبِط‬ ‫الّتتيبات والروابط‪ ،‬وقال بعض ا ْألئِ َّم ِة ِمن حم ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫تفسريه أكثر لطائف القرآن مودعة يف ّ‬
‫النوع ْيه ِمله ْبعض الْمف ِّس ِرين أ ْو كثِريٌ ِمنه ْم وفوائِده غ ِزيرةٌ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْبعضه ب ْبعض لئ َّال يكون منقط ًعا‪ .‬وهذا ْ‬
‫الرازي‬
‫الرازي امللقب بفخر الدين ّ‬ ‫الرازي (حممد بن عمر بن احلسن بن احلسني التيمي ّ‬ ‫قال اإلمام ّ‬
‫خطيب الري (ت‪606 :‬هـ))‪ ،‬عن سورة البقرة‪ " :‬ومن أتمل يف لطائف نظم هذه السورة ويف بدائع ترتيبها‬
‫علم أن القرآن الكرمي كما أنه معجز حبسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه فهو أيضا بسبب ترتيبه ونظم‬
‫آايته ولعل الذين قالوا إنه معجز بسبب أسلوبه أرادوا ذلك إال أين رأيت مجهور املفسرين معرضني عن هذه‬
‫اللطائف غري منتبهني هلذه األسرار " (‪.)8‬‬
‫الزركشي(ت‪794 :‬هـ))‪ " :‬وِمن الْم ْع ِج ِز‬ ‫الزركشي ( بدر الدين حممد بن عبد هللا بن هبادر ّ‬ ‫يقول ّ‬
‫اهر‪ ،‬والَّ ِذي ينبغِي ِيف ك ِّل آية أ ْن ْيبحث أ َّول ك ِّل ش ْيء ع ْن ك ْوِهنا مك ِّملةً لِما قبلها‬
‫ني أسلوبه ونظْمه الْب ِ‬
‫الْبِّ ِ ْ‬
‫السوِر يطْلب و ْجه‬ ‫أ ْو م ْست ِقلَّ ًة مثَّ الْم ْست ِقلَّة ما و ْجه مناسبتِها لِما قبلها؟ ف ِفي ذلِك ِع ْل ٌم جم وهكذا ِيف ُّ‬
‫ت له‪ ،‬وهو مْب ِِن على أ َّن تـ ْرتِيب ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫السوِر توقيفي " (‪.)9‬‬ ‫اتّصاهلا ِمبا قبلها وما سيق ْ‬
‫النورسي‪ " :‬اعلم أن نظم درر القرآن الكرمي ليس خبيط واحد بل النظم ‪ -‬يف كثري – نقوش‬ ‫يقول ّ‬
‫خطوط نسب متفاوتة قرابً وبعداً‪ ،‬ظهوراً وخفاء‪ ،‬ألن أساس اإلعجاز بعد اإلجياز هذا‬ ‫ِ‬ ‫حتصل من نسج‬
‫النقش‪ ....‬وأ ّن من أساس البالغة الذي به يربق حسن الكالم جتاوب اهليئات وتداعي القيود وآتخذها‬
‫على املقصد األصلي" (‪.)10‬‬
‫الصحيح‬
‫ويقول أيضاً‪ " :‬نرى فيه من النَّظْم ال ّدقيق املتشابك املتساند حبيث يلزم إلجياد نقطة يف مكاهنا ّ‬
‫قدرة مطلقة تستطيع إجياد الكون كله‪ ،‬وذلك ألن كل حرف من حروفه له وجه انظر إىل كل مجلة من‬
‫مجل املبحث‪ ،‬وله عني شاخصة إليها‪ ،‬بل إن كل كلمة فيه هلا ارتباط وثيق مع كلمات املبحث كلها "‬
‫(‪.(11‬‬

‫‪ -7‬اجلرجاين‪ .‬دالئل اإلعجاز‪.1/156 ،‬‬


‫‪ -8‬السيوطي‪ .‬اإلتقان يف علوم القرآن‪.289/2 ،‬‬
‫الزركشي‪ .‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬ص ‪.39-35‬‬
‫‪ّ -9‬‬
‫‪ -10‬سعيد النّورسي‪ .‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬ص ‪.45-34‬‬
‫‪ -11‬سعيد النّورسي‪ .‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬املثنوي العريب النّوري‪ ،‬نقطة من نور معرفة هللا‪ ،‬ص ‪.413‬‬
‫‪6‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫‪ -7‬التنظيم هو التعبري املعلومات‬


‫يرى خرباء عصر ثورة املعلومات الذي نعيشه أن املعلومات هي إحدى اخلصائص األساسية‬
‫للكون‪ ،‬شأهنا شأن املادة والطاقة‪ ،‬فهي ليست مقصورة على الكائنات احلية لكنها جزء من أي نظام‬
‫يعرض عملية التنظيم‪ .‬فإذا كانت الكتلة هي التعبري عن املادة‪ ،‬وقوة الدافع هي التعبري عن الطاقة‬
‫امليكانيكية‪ ،‬فإن التنظيم هو التعبري عن املعلومات‪ ،‬وما التّوجه حنو هندسة املعرفة بكل عناصرها إال القتناع‬
‫مهندسي املعرفة ومدراءها أن الكون نظام حمكم يقوم على معلومات دقيقة تعتمد معطيات فائقة التّنظيم‪،‬‬
‫وأهم نظام معلومات كوين هو القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ -8‬أهم من كتب يف النّظم‬
‫يعترب اإلمام الباقالين (أبو بكر حممد بن الطيب (ت ‪ 403‬هـ)) يف كتابه إعجاز القرآن الكرمي من‬
‫أوائل من حتدث عن أمهية النظم‪ ،‬وأيضاً اجلرجاين يف دالئل اإلعجاز‪ ،‬ويف العصور املتأخرة ألف أبو حيان‬
‫كتاابً مساه الربهان يف مناسبة ترتيب سور القرآن الكرمي‪ ،‬والبقاعي(إبراهيم البقاعي(ت ‪ 885‬هـ)) يف كتاب‬
‫السيوطي يف كتابه أسرار التنزيل اجلامع ملناسبات السور واآلايت‬
‫مساه نظم الدرر يف تناسب اآلي والسور‪ ،‬و ّ‬
‫مع ما تضمنه من بيان وجوه اإلعجاز وأساليب البالغة وقد خلص منه مناسبات السور خاصة يف جزء‬
‫لطيف مساه تناسق ال ّدرر يف تناسب السور‪ ،‬والنورسي يف كتابه إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز والذي‬
‫يفسر القرآن الكرمي حسب الوجوه النظمية لنظرية النظم‪.‬‬
‫‪ -9‬الفرق بني احلروف املنظومة والكلم املنظومة‬
‫نظْم احلروف هو تواليها يف النّطق فقط‪ ،‬وليس نظمها مبقتضى عن معىن‪ ،‬وال الناظم هلا مبقتف يف‬
‫حتراه‪ ،‬أما نظْم الكلم تقتضي يف نظمها آاثر‬
‫يتحرى يف نظمه هلا ما ّ‬
‫ذلك رمساً من العقل‪ ،‬فاقتضى أن ّ‬
‫نظم يعترب فيه حال املنظوم بعضه مع بعض‪ ،‬وليس هو‬
‫املعاين‪ ،‬وترتّبها حسب ترتيب املعاين يف النّفس‪ ،‬فهو ٌ‬
‫النَّظْم الذي معناه ضم الشيء إىل الشيء كيف جاء واتّفق‪.‬‬
‫الفائدة يف معرفة هذا الفرق أنه ليس الغرض بنظْم الكلم أن توالت ألفاظها يف النّطق‪ ،‬بل أن‬
‫تناسقت داللتها وتالقت معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل‪.‬‬
‫‪ -10‬النَّظم املُحكم للقرآن الكرمي‬
‫يقصد بنظْم القرآن الكرمي‪ " :‬طريقة أتليف حروفه‪ ،‬وكلماته‪ ،‬ومجله‪ ،‬وسبكها مع أخواهتا يف قالب‬
‫الّتاكيب يف األغراض مع أخواهتا يف قالب حمكم‪ ،‬مث طريقة استعمال هذه‬
‫حمكم‪ ،‬مث طريقة استعمال هذه ّ‬
‫‪7‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫"‬
‫الّتاكيب يف األغراض اليت يتكلّم عنها‪ ،‬لل ّداللة على املعاين أبوضح عبارة يف أعذب سياق وأمجل نظْم‬‫ّ‬
‫(‪)12‬‬
‫‪.‬‬
‫يتميّز كتاب هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬أبنه بناء حمكم يف نظمه احلريف‪ ،‬حمكم يف نظمه املعنوي‪ ،‬حمكم يف‬
‫الرقمي‪ ،‬وحروف القرآن الكرمي وكلماته مرتّلة ومنظّمة تنظيماً متناهي ال ّدقة ضبطاً وتنسيقاً وتوزيعاً‬‫نظمه ّ‬
‫وع ّداً‪ ،‬ومرتّبة بنظام رقمي حمكم ومتقن‪ ،‬وميزان دقيق وحمسوب‪ ،‬فخيوط النّسج القرآين مشبوكة مبوازيني‬
‫داخليّة وخارجيّة يتماسك من خالهلا النّص القرآين لغوايً وبالغياًّ ورقمياًّ وعلمياًّ بصورة مطلقة‪ ،‬فهو جامع‬
‫حملاسن اجلميع على غري نظْم شيء منها‪ ،‬حىت ال ترى شيئاً من األلفاظ أفصح وال أجزل وال أعذب من‬
‫ألفاظه‪ ،‬وال ترى نظماً أحسن أتليفاً وأش ّد تالؤماً وتشاكالً من نظمه‪ ،‬وال ترى أمنت ترابطاً من حروفه‬
‫وأرقامه ودالالت معانيه‪.‬‬
‫أ ّكد هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬على إحكام كتابه وكمال ترابط سوره وآايته حل ّد تعجز اخلالئق عن‬
‫اإلتيان مبثله‪ ،‬إذ قال سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫ت ِمن لَّد ْن ح ِكيم خبِري ﴾[هود‪]1/11 ،‬‬ ‫ِ‬
‫صل ْ‬
‫ت ءايَٰته مثَّ ف ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ الر ك َٰت ٌ‬
‫ب أ ْحكم ْ‬
‫وأرجع أمر ترتيبه وتنضيده وحسن نظْمه ونظامه وبديع ص ّفه ورصفه له سبحانه وتعاىل‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫﴿ و رتـَّ ْل َٰنه تـ ْرتِ ًيال ﴾[الفرقان‪]32/25 ،‬‬
‫الرتل ح ْسن تناسق الشيء‪ ،‬و ْغٌر رت ٌل ورتِ ٌل إِذا كان حسن التّنضيد مستوي‬ ‫والّتتيل لغ ًة من (رتل) َّ‬
‫ِ (‪)13‬‬
‫فالّتتيل‪ :‬التّنضيد والتّنسيق وحسن النّظام (‪.)14‬‬ ‫النبات ‪ّ ،‬‬
‫الّتتيل طلب منزل القرآن الكرمي سبحانه وتعاىل‪ ،‬إذ يقول سبحانه وتعاىل‪:‬‬ ‫وّ‬
‫﴿ و رتِّ ِل الْق ْرءان تـ ْرتِ ًيال ﴾ [املزمل‪]4/73 ،‬‬
‫الشيء‪ :‬جعل بعضه على بعضه متّسقا‪ ،‬والتّنضيد للمبالغة يف وضعه‬ ‫نضد ّ‬ ‫يقول ابن منظور‪ّ :‬‬
‫مّتاصفاً (‪.)15‬‬
‫فيكون املعىن إ ّان نظّمنا اآلايت الكرمية تنضيداً وتنسيقاً ورصفاً متناهي ال ّدقة‪ ،‬حبيث يستحيل أن‬
‫الروابط الذي ع ّده كثري من‬
‫الّتتيبات و ّ‬
‫الّتابط والتّنظيم أو ّ‬
‫يرى فيها أي خلل من هذا اجلانب‪ ،‬جانب ّ‬
‫العلماء وجهاً من وجوه اإلعجاز القرآين‪.‬‬

‫‪ -12‬مصطفى مسلم‪ .‬مباحث يف إعجاز القرآن‪ ،‬ص ‪.133‬‬


‫‪ -13‬ابن منظور‪ .‬لسان العرب‪ ،‬ابب رتل‪ ،‬ج ‪ ،11‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -14‬القرطيب‪ .‬اجلامع ألحكام القرآن الكرمي = تفسري القرطيب‪ ،‬ج ‪ ،19‬ص‪ .37‬والثّعاليب‪ .‬فقه اللغة‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .21‬وال ّشوكاين‪.‬‬
‫فتح القدير اجلامع بني فِن الرواية والدراية من علم التفسري‪ ،‬ج ‪ 5‬ص‪.316‬‬
‫‪ -15‬ابن منظور‪ .‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪ .424-423‬ومصطفى ‪.‬إبراهيم وآخرون‪ ،‬املعجم الوسيط ج ‪ ،2‬ص ‪.928‬‬
‫‪8‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫‪ -11‬ارتباط كلمات وآايت القرآن العظيم كأنّه كلمة واحدة‬


‫الزركشي يف الربهان‪ " :‬وهللا أعلم‬ ‫إن لكلمات القرآن العظيم وآايته إرتباط كبري ببعضها‪ ،‬إذ يقول ّ‬
‫إىل معىن ما رابط ْبينهما عام أ ْو خاص ع ْقلِي أ ْو ِح ِّسي أ ْو خي ِايل وغري ذلِك ِم ْن أنواع العالقات أو التّالزم‬
‫َّب على‬ ‫الضدَّيْ ِن و ْحن ِوهِ أ ِو التَّالزِم ا ْخلا ِرِج ِي كالْمرت ِ‬
‫َّظرييْ ِن و ِّ‬‫ول والن ِ‬‫ب والْعِلَِّة والْم ْعل ِ‬ ‫ب والْمسبَّ ِ‬ ‫السب ِ‬
‫ال ّذهي ك َّ‬
‫ّ‬
‫اق ْبعض في ْقوى بِذلِك‬ ‫اخل ِرب‪ ،‬وفائدته جعل أجزاء الكالم بعضها آخذا ِأب ْعن ِ‬ ‫ود الْواقِ ِع ِيف اب ِب ْ‬ ‫يب الْوج ِ‬ ‫ت ْرتِ ِ‬
‫يب ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اال ْرتباط ويصري التَّأْليف حاله حال الْبناء الْم ْحكم الْمتالئم ْاأل ْجزاء‪ .‬قال الْقاضي أبو ب ْكر بْن الْعرِِّ‬
‫َّسقة الْمع ِاين‬‫ضها بِبـعض ح َّىت تكون كالْكلِم ِة الْو ِاحد ِة مت ِ‬ ‫يدين‪ ،‬ارتِباط آ ِي الْقرآن العظي ِم بـع ِ‬ ‫ِسر ِاج الْم ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ض له إَِّال ع ِاملٌ و ِاح ٌد (‪.)16‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫مْنـتظمة الْمب ِاين ع ْل ٌم عظ ٌيم ملْ يـتـعَّر ْ‬
‫السور كقرآن صغري‬
‫‪ -12‬أكثر ّ‬
‫السابقون من أهل احلقيقة ما يف كلمات القرآن العظيم من الوجوه العديدة‬
‫يقول النّورسي‪ّ " :‬بني ّ‬
‫والعالقات واألواصر واالرتباطات اليت تربطها مع سائر مجله وآايته وال سيما علماء علم حروف القرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬فقد أوغلوا كثرياً يف هذا املوضوع وأثبتوا بدالئل‪ :‬أن يف كل حرف من القرآن الكرمي أسراراً دقيقة‬
‫تسع صحيفة كاملة من البيان والتّوضيح " (‪.)17‬‬
‫تتضمن حبر القرآن‬
‫وقال أيضاً‪ " :‬إن ألسلوب القرآن الكرمي جامعيّة عجيبة‪ ،‬حىت أن سورة واحدة ّ‬
‫الرحيم سبحانه وتعاىل‪ ،‬أكثر املقاصد القرآنيّة يف‬
‫ضم الكون بني جواحنه‪ ،‬وقد أدرج احلكيم ّ‬ ‫العظيم الذي ّ‬
‫تضم خزينة تلك السورة‪ ،‬وإن أكثر اآلايت‪ -‬كل منها ‪-‬كسورة صغرية‪ ،‬وأكثر‬ ‫أكثر سوره‪ ،‬وإن آية واحدة ّ‬
‫السور‪-‬كل منها‪-‬كقرآن صغري" (‪.)18‬‬ ‫ّ‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‬
‫‪ -13‬أنواع املعطيات ّ‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي إىل صنفني (‪:)19‬‬
‫ميكن تصنيف أنواع املعطيات ّ‬
‫الصرحية‪ ،‬وهلا نوعني‪:‬‬
‫الرقميّة ّ‬
‫‪ ‬املعطيات ّ‬
‫‪ ‬األعداد واألرقام املكتوبة بكلمات القرآن الكرمي ضمن اآلايت (سبعه‪ ،‬اربعه‪ ،‬واحد)‪.‬‬
‫‪ ‬األعداد املرسومة‪ ،‬مثل رقم السورة ورقم اآلية (‪.)186 ،53‬‬
‫الرقميّة املستنتجة‪ ،‬وهي أربع أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬املعطيات ّ‬

‫الزركشي‪ .‬الربهان يف علوم القرآن‪ ،‬ص ‪.39-35‬‬ ‫‪ّ -16‬‬


‫‪ -17‬سعيد النّورسي‪ .‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬املكتوابت‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪ -18‬سعيد النّورسي‪ .‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬املكتوابت‪ ،‬ص ‪.504‬‬
‫‪ -19‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬املعطيات الرقمية يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫‪ ‬أعداد حمسوبة (حمصاة)‪ ،‬مثل (عدد آايت القرآن الكرمي‪ ،‬عدد كلمات القرآن الكرمي‪ ،‬عدد حروف‬
‫القرآن الكرمي‪ ،)......‬تكرار (آية‪ ،‬عبارة‪ ،‬كلمة‪.)....‬‬
‫‪ ‬أعداد مستخرجة (مستنبطة)‪ ،‬مثل عدد حروف كلمة‪ ،‬القيم العدديّة جملموع تكرار األحرف العربية‬
‫يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫جممعة‪ ،‬مثل صف رقم السورة مع رقم اآلية لتكوين عدد‪ ،‬صف األعداد النّاجتة عن عدد‬ ‫‪ ‬أعداد ّ‬
‫حروف كلمات آية لتشكيل عدد‪.‬‬
‫حمولة‪ ،‬مثل املكافئ بنظام الع ّد الثّنائي لرقم بنظام الع ّد العشري‪.‬‬
‫‪ ‬أعداد ّ‬
‫وأيضاً لدينا‪:‬‬
‫الرقم تسعة عشر (‪.)19‬‬
‫الرقم (‪ )7‬سبعة و ّ‬
‫الرقميّة األساسيّة يف إعجاز القرآن الكرمي هي ّ‬
‫‪ ‬املعطيات ّ‬
‫األوليّة‪.‬‬
‫‪ ‬البناء الرقمي للقرآن الكرمي يقوم على قاعدة دقيقة ونظام متقن من األعداد ّ‬
‫الرقمي للقرآن الكرمي‬
‫‪ -14‬البناء ّ‬
‫الّتابط وال ّدقة‪ ،‬وأنظمة رقميّة‬
‫حيتوي كتاب هللا سبحانه وتعاىل على نظْم رقمي وترتيب عددي فائق ّ‬
‫وبىن حسابيّة وعالقات عدديّة ال حتصى‪ ،‬فهناك نظام مرتّب ودقيق لتوزيع الكلمات واحلروف وتكرارها‪،‬‬
‫للسور واآلايت وترابطها وتناسقها‪ ،‬ويتفرع منها العديد من األنظمة والعالقات ا ّلرقميّة املختلفة اليت‬
‫ونظام ّ‬
‫نص قرآين نظام رقمي حمكم‪.‬‬
‫تربط بعضها ببعض‪ ،‬ولكل ّ‬
‫بىن رايضيّة جربيّة مرتّبة‬‫إن حمتوايت القرآن الكرمي من حروف وكلمات وأرقام ميكن حتويلها إىل ً‬
‫الرايضيّة واملنطقيّة عليها (‪.)20‬‬
‫العناصر كاجملموعات واملصفوفات وتنفيذ عدد من العلميات ّ‬
‫ميكن تصنيف اجملموعات يف القرآن الكرمي إىل جمموعات حرفيّة حتتوي على كلمات أو حروف‪،‬‬
‫ومنها عدديّة حتتوي أرقام وأعداد‪ ،‬ومنها حرفيّة عدديّة‪ ،‬ومن مثل عناصرها ميكن تشكيل مصفوفات أبنواع‬
‫السطريّة‬
‫السطر‪ ،‬فاملصفوفة ّ‬ ‫خمتلفة من حمتوايت القرآن الكرمي‪ ،‬لكن معظمها مصفوفات سطريّة أو شعاع ّ‬
‫الشكل املناسب للتّعامل مع حمتوايت القرآن الكرمي‪ ،‬سواء كانت حرفيّة أو عدديّة‪ ،‬إذ ميكن اعتبار‬ ‫هي ّ‬
‫السطر كبنية رايضيّة‪ ،‬البنية األساسيّة للمعطيات القرآنيّة‪ ،‬وخصوصاّ املعطيات‬‫السطريّة أو شعاع ّ‬‫املصفوفة ّ‬
‫الرقميّة (‪.)21‬‬
‫ّ‬

‫‪ -20‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬رايضيّات القرآن الكرمي‪ ،‬نظريّة اجملموعات‪.‬‬


‫‪ -21‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬رايضيّات القرآن الكرمي‪ ،‬املصفوفات‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫الرقمي ابلبناء املعنوي يف القرآن الكرمي‬


‫‪ -15‬عالقة البناء ّ‬
‫اليت أتيت‬
‫القرآن الكرمي دقيق من النّاحية العلميّة واللغويّة‪ ،‬فالتّعابري القرآنيّة دقيقة جداً بكلماهتا ّ‬
‫الرقمي‬
‫دائماً مناسبة ومتالئمة مع احلقيقة العلميّة‪ ،‬وتتّفق مع ما يكتشفه العلم حديثاً‪ ،‬لذلك يتعلّق البناء ّ‬
‫للنّص القرآين ببناء املعىن وال ّدالالت الذي حيمله هذا النّص‪ ،‬ويتكامل معه ويتوازن معه‪ ،‬وملا كان احلرف‬
‫ّ‬
‫الرقمي‪ ،‬وما حتمله الكلمة القرآنيّة من‬ ‫هو اللبنة األوىل يف بناء املعىن وال ّدالالت فهو اللبنة األوىل يف البناء ّ‬
‫معىن هو جمموع معاين احلروف املكونة هلا‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار ترتيب احلروف يف هذه الكلمة‪.‬‬
‫يعرف النّورسي القرآن الكرمي على أنه‪ " :‬الكلّي ذو اجلزئيات‪ ،‬فكما تّتاءى مقاصده يف كله‪،‬‬ ‫ّ‬
‫كذلك قد تّتاءى يف سورة سورة‪ ،‬بل قد يـ ْلمح هبا كالم كالم أو يشار إليها يف آية آية‪ ،‬بل قد يـ ْرمز إليها‬
‫أتمل وتف ّكر وتدبّر‪ ،‬أو قد يـ ّؤكد العدد‬
‫يدل عليها رقم أو عدد صريح أو كامن حيتاج ّ‬ ‫يف كلمة كلمة‪ ،‬وقد ّ‬
‫الرقم لرفع غطاء وكشف سر وإظهار إعجاز‪ ،‬أل ّن كل جزء‬ ‫معىن أو يـّرسخ مدلوالً‪ ،‬وقد يتّحد املعىن مع ّ‬
‫الكل يّتاءى يف جزء فجزء متسلسالً (‪.")22‬‬‫فجزء كاملرآة لكل فكل متصاعداً‪ ،‬كما أن ّ‬
‫الرقميّة للكلمة القرآنيّة‬
‫‪ -16‬البنية ّ‬
‫يدل عليها رقم أو عدد صريح أو‬ ‫يقول النّورسي‪ " :‬كما تّتاءى مقاصد القرآن الكرمي يف كله‪ ،‬فقد ّ‬
‫الرقم لرفع‬
‫أتمل وتف ّكر وتدبّر‪ ،‬أو قد يـ ّؤكد العدد معىن أو يـّرسخ مدلوالً‪ ،‬وقد يتّحد املعىن مع ّ‬ ‫كامن حيتاج ّ‬
‫الكل يّتاءى‬
‫كل جزء فجزء كاملرآة لكل فكل متصاعداً‪ ،‬كما أن ّ‬ ‫سر وإظهار إعجاز‪ ،‬أل ّن ّ‬ ‫غطاء وكشف ّ‬
‫يف جزء فجزء متسلسالً " (‪.)23‬‬
‫معىن لغوايًّ وبيانياًّ وعلمياًّ وغيبياًّ‪ ،‬ولّتتيبها ونظْمها‬
‫مبا للكلمة بني ًة وهيئ ًة وشكالً ورمساً‪ ،‬وكما أن هلا ً‬
‫الرقمي وتركيبها‬
‫وتكرارها نظاماً متكامالً حمكماً‪ ،‬فأيضاً هناك نظام وبناء حمكم لعدد حروفها أو بنائها ّ‬
‫الرقم‬
‫الرقميّة للكلمة القرآنيّة‪ ،‬وهو رقم عشري حم ّدد بني ‪ 1‬و ‪ .10‬هذا ّ‬ ‫العددي‪ ،‬هذا البناء مت تسميته البنية ّ‬
‫هو الذي ميثّل الكلمة رقميّاً يف اآلية‪ .‬فعدد احلروف هو أحد خصائص الكلمة القرآنية‪ ،‬وال ميكن فصله‬
‫عن الكلمة‪.‬‬
‫الرقميّة قيم اعجازيّة تتمثّل أبربعة أبعاد‪ ،‬قيمة بالغيّة‪ ،‬قيمة معنويّة‪ ،‬قيمة زمانيّة‪ ،‬قيمة‬
‫هلذه البنية ّ‬
‫عدديةّ‪ .‬ووجد أن الكلمة ذات البنية رابعيّة احلروف هي األكثر وروداً بني كلمات القرآن الكرمي‪ ،‬وهذا يدل‬
‫الرقميّة للفظ اجلاللة ﴿ هللا ﴾‬
‫الرقميّة للكلمة القرآنيّة وتوافقها وتناسقها مع البنية ّ‬
‫على انتماء وتبعيّة البنية ّ‬
‫الرقميّة لكلمة {كلمة‪ ،‬كلمت}‪.‬‬
‫ومع البنية ّ‬

‫‪ -22‬سعيد النّورسي‪ .‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -23‬سعيد النّورسي‪ .‬كليّات رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪11‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫عند صف البىن الرقمية لكلمات اآلية حنصل على عدد يسمى البنية الرقمية لآلية القرآنية (‪.)24‬‬
‫إن كل كلمة قرآنيّة معجزة وتنتمي إىل عامل األمر‪ ،‬ورمسها توقيفي‪ ،‬ومن صاغ هذه احلروف سبحانه‬
‫وتعاىل‪ ،‬مل يكن ليضع عددها يف الكلمة عبثاً‪ ،‬إمنا احلكمة والعلم والقدرة واإلرادة هي اليت اقتضت ذلك‪،‬‬
‫صماء تتساوى أو ختتلف‪ ،‬بل هي األخرى وجه من‬
‫الرقميّة للكلمة القرآنيّة‪ ،‬ليست أرقام ّ‬
‫وابلتّايل فإن البنية ّ‬
‫وجوه إعجاز الكلمة القرآنيّة البياين البالغي‪.‬‬
‫‪ -17‬اإلعجاز العددي أحد وجوه اإلعجاز البياين‬
‫يرتبط االعجاز العددي مع اإلعجاز البياين وال ميكن فصلهما‪ ،‬فهناك عالقة وصلة بينهما‪ ،‬ألن‬
‫اإلعجاز العددي ليس مقصوداً بذاته‪ ،‬بل هو من لوازم استخدام القرآن الكرمي حلروفه وكلماته املعجزة‪ ،‬وهو‬
‫من فنون بالغته البيانيّة‪ ،‬وميكن إذا دقّقنا وحلّلنا أ ّن نعترب أ ّن االعجاز العددي هو نوع من اإلعجاز البياين‪،‬‬
‫أو أحد وجوهه‪ ،‬فاإلعجاز العددي يقودان إىل اإلعجاز البياين‪ ،‬واإلعجاز البياين ُيفي خلفه إعجازاً‬
‫عددايً‪ ،‬يقول النّورسي‪ " :‬فللّه در التّنزيل ما أوجزه وما أعجزه وما ألطفه يف فنون البالغة " (‪. )25‬‬
‫‪ -18‬العالقة واالرتباط بني نظم الكلمات ونظم األرقام‬
‫هناك عالقة وارتباط بني نظْم الكلمات ونظْم األرقام يف النّص القرآين‪ ،‬فحروف القرآن الكرمي‬
‫وكلماته مرتّلة ومنظّمة تنظيماً متناهي ال ّدقة ضبطاً وتنسيقاً وتوزيعاً وع ّداً‪ ،‬ومرتّبة بنظام رقمي حمكم ومتقن‪،‬‬
‫وميزان دقيق وحمسوب‪ ،‬فخيوط النّسج القرآين مشبوكة مبوازيني داخليّة وخارجيّة يتماسك من خالهلا النّص‬
‫القرآين لغوايً وبالغياًّ ورقمياًّ وعلمياًّ بصورة مطلقة‪ ،‬ومن أهم من ذكر اللطائف العدديّة القرآنيّة‪ ،‬وعرض‬
‫الزركشي يف كتابه الربهان يف علوم القرآن الكرمي (‪.)26‬‬
‫عالقات السور واآلي ببعضها رقميًّا‪ ،‬هو اإلمام ّ‬
‫للقرآن الكرمي التزامات ثالثة يف أسلوبه وسوره وآايته‪ ،‬كما أشار د‪ .‬زرزور يف كتاب علوم القرآن‬
‫الكرمي وإعجازه‪ ،‬حيث ب َّني الصلة بني التّناسق العددي وبني اإلعجاز البياين‪ ،‬وهذه االلتزامات هي (‪: )27‬‬
‫‪ ‬التزام بياين للقرآن الكرمي يف أسلوبه كله‪ ،‬ويف سوره وآايته‪ ،‬وتراكيبه وكلماته وحروفه‪ ،‬درجة واحدةً من‬
‫البيان والفصاحة والبالغة‪.‬‬
‫‪ ‬التزام موضوعي يف املضمون القرآين‪ ،‬أي موضوعاته وعلومه ومعارفه‪ ،‬وأخباره وحقائقه وتشريعاته‪.‬‬
‫‪ ‬التزام شكلي مبنظومة عدديّة معينة يف حروفه وكلماته‪.‬‬

‫الرقميّة للكلمة القرآنيّة‪.‬‬


‫‪ -24‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬البنية ّ‬
‫‪ -25‬سعيد النّورسي‪ .‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬ص ‪.185-132‬‬
‫‪ -26‬الّزركشي‪ .‬الربهان يف علوم القرآن‪.‬‬
‫‪ -27‬عدانن زرزور‪ .‬علوم القرآن الكرمي وإعجازه‪ ،‬ص ‪.250-249‬‬
‫‪12‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫الرقمية بشكل مستقيم سطري( املصفوفة السطريّة)‬


‫‪ -19‬صف املعطيات ّ‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي بصف مستقيم سطري بشكل مصفوفة‬ ‫تثبت طريقة صف املعطيات ّ‬
‫تبني‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي مل توضع عبثًا‪ ،‬بل هي منظّمة إبحكام‪ ،‬ومرتّلة بدقّة‪ ،‬فهي ّ‬
‫سطريّة أن املعطيات ّ‬
‫للّتابط والتّناسق واجلماليّة بني‬
‫الّتتيب القرآين والنّسق الفِن لكل ما احتوى‪ ،‬ملا متتاز به من إظهار ّ‬
‫روائع ّ‬
‫مكوانهتا وعلى تسلسل‬ ‫الرقمي‪ ،‬إذ حتافظ على بنية اآلية وترتيب ّ‬
‫البناء اللغوي والبياين للنّص القرآين والبناء ّ‬
‫الرقميّة والتّناسقات‬
‫الرايضيّة واألنظمة ّ‬
‫املعىن وال ّدالالت فيها‪ ،‬وتساعد على استخراج وإظهار للعالقات ّ‬
‫العدديّة للنّص القرآين بشكل سريع‪ ،‬ابإلضافة إىل أن تطبيقها وبرجمتها حاسوبياً سهل وبسيط‪ ،‬وميكن أن‬
‫تستخدم إلجياد حقائق وفوائد وإعجاز‪ ،‬وكشف أسرار النّص القرآين‪ ،‬وقد تكون الطّريقة األفضل واألكثر‬
‫الرقميّة يف النّص القرآين وهللا سبحانه وتعاىل أعلم (‪.)28‬‬
‫فائدة يف التّعامل مع املعطيات ّ‬
‫‪ -20‬النظم القرآين واختيار الكلمة‬
‫اهتم النّظْم القرآين يف اختيار الكلمة املناسبة ألداء وظيفتها وأدوارها‪ ،‬حيث يؤتى ابلكلمة وتوضع يف‬
‫َّ‬
‫تغري وضعها تقدمياً أو أتخرياً أو حذفاً الختلَّ ذاك اللّفظ‪ ،‬وذاك الوزن‬
‫معني من النّص حبيث لو ّ‬ ‫مكان ّ‬
‫اخلاص‪ ،‬وذاك املعىن‪ ،‬فال ميكن حذف حرف أو إضافة حرف أو تبديل حرف حبرف‪ ،‬أو تثنيتها أو مجعها‪.‬‬
‫للكلمات القرآنيّة أدوار كثرية أمهها جمموعة يف أربعة‪:‬‬
‫الصورة‪ ،‬وإبراز اجلانب اللغوي البياين املعجز‪.‬‬
‫السياق للداللة على املعىن وإيضاح ّ‬ ‫‪ ‬دور وضرورة يف ّ‬
‫‪ ‬دور يف تناسب اإليقاع فتتالئم مع حميطها من الكلمات‪.‬‬
‫‪ ‬دور علمي يف ال ّداللة على حقائق وظواهر وأحداث‪.‬‬
‫عددي يالئم املعىن ويرتبط به‪ ،‬وله دالالت إعجازيّة خمتلفة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬دور‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‬
‫‪ -21‬نظريّة نظم املعطيات ّ‬
‫‪ 1-20‬مق ّدمة‬
‫إ ّن إحدى معجزات القرآن الكرمي بالغة نظْمه إىل درجة خارجة عن طوق البشر‪ ،‬وهو بناء عظيم‬
‫ونظام دقيق متني‪ ،‬انضبطت فيه احلروف والكلمات واآلايت واألرقام ضبطاً حمكماً‪ ،‬ورتّبت بتسلسل حم ّدد‪،‬‬
‫يعرب عن حقيقة هذا النظام هي لغة األرقام‪ ،‬حيث رتّبها هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬بنظام رقمي دقيق‬
‫وأفضل ما ّ‬
‫معجز‪.‬‬

‫السطريّة)‪.‬‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي بشكل صف مستقيم (املصفوفة ّ‬
‫صف املعطيات ّ‬
‫‪ -28‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬طريقة ّ‬
‫‪13‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫كما أن نظْم الكلمات هو تعليق الكلم بعضها ببعض‪ ،‬وجعل بعضها بسبب من بعض‪ ،‬فيعرف‬
‫وضم بعضها إىل بعض‪ ،‬وجعل بعضها بسبب‬ ‫فيما بينها من فوائد‪ ،‬فأيضاً نظْم األرقام هو تعليقها ببعض ّ‬
‫من بعض‪ ،‬من أجل تناسق داللتها وتالقي معانيها وتعانق مجاالهتا على الوجه الذي يقتضيه العقل‪،‬‬
‫لتكشف األسرار خلفها‪ ،‬وتعرف الفوائد فيما بينها‪ ،‬وتثبت مجال بياهنا وبنيتها‪.‬‬

‫الرقميّة هي‪:‬‬
‫‪ 2-20‬نظريّة نظم املعطيات ّ‬
‫أسلوب وطريقة للتّعامل مع العدد القرآين‪ ،‬إلجياد احلقائق العلميّة وا ّلرقميّة من معطيات النّص‬ ‫‪‬‬

‫القرآين‪ ،‬فيعرف فيما بينها من فوائد‪ ،‬ويكشف ما حتتها من أسرار‪ ،‬ويفصح ما هبا من إعجاز‪،‬‬
‫ويفسر ما فيها من خفااي القرآن الكرمي‪ ،‬ويظهر تناسقها مع احلقائق اإلميانيّة والعلميّة واألحداث‬
‫التارُييّة‪.‬‬
‫هي منظومة متكاملة تقوم على أساس عدم الفصل بني كلمات وحروف وأرقام القرآن الكرمي وبني‬ ‫‪‬‬

‫املعىن وال ّدالالت للنّص القرآين‪.‬‬


‫إظهار اإلعجاز النَّظْمي بني كلمات وآايت وسور وأرقام القرآن الكرمي‪ ،‬والذي نراه بنمط آخر‬ ‫‪‬‬

‫عندما ندقّق وحنلل هيئات وكيفيات كلماته ومجله عددايًّ‪ ،‬فيفصح هذا النظم البياين عن إعجاز‬
‫إحصائي وإعجاز تصنيفي وإعجاز ترتييب وإعجاز عددي‪ ،‬وإعجاز ما بعد عددي‪.‬‬
‫إظهار مجاليّة اللغة بياانً وبني ًة كلمات وأرقام‪ ،‬وارتباطها اب ّلّتتيب القرآين فهما وجهان إلعجاز‬ ‫‪‬‬

‫القرآن الكرمي البياين‪ ،‬ال ينفصل أحدمها عن اآلخر‪ ،‬حيث تتّحد لغة احلروف بلغة األرقام‪.‬‬
‫الرقميّة وص ّفها بشكل مرتّب ومنظّم‪ ،‬لكشف تفاصيل املنظومة القرآنيّة ا ّلرقميّة‬
‫هي نظْم املعطيات ّ‬ ‫‪‬‬

‫اليت هبا يظهر اإلعجاز‪ ،‬وكشف أسرار وإعجاز جديد للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫الصورة العدديّة‪ ،‬وال ّدمج بني ا ّلّتكييب وال ّداليل‬
‫الصورة البالغيّة مع ّ‬
‫‪ ‬هي اجلمع بني الصورة النحويّة و ّ‬
‫الرقمي‪ ،‬يف بناء وتركيب وتنظيم‪ ،‬وحتليل وتوصيف وتفصيل‪ ،‬املعطيات الّرقميّة يف القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫وّ‬
‫وتشخص النموذج اإلنساين أو احلادث‬
‫ّ‬ ‫تصور املعىن ال ّذهِن واحلالة النّفسيّة‪،‬‬
‫‪ ‬هي ربط األداة اليت ّ‬
‫الرقمي لواحدات الوصف والتّصوير(احلروف)‪.‬‬ ‫املرئي‪ ،‬ابلبناء ّ‬
‫‪ ‬هي أحد مفاتيح ال ّدخول إىل إعجاز القرآن الكرمي البياين رقمياًّ‪.‬‬

‫الرقميّة يف القرآن الكرمي بنظرية النظم للكلمات‬


‫‪ 3-20‬ارتباط نظريّة نظم املعطيات ّ‬
‫‪14‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫الرقميّة ترتبط ارتباطاً وثيقاً وتعتمد على نظريّة النَّظْم للكلمات يف القرآن‬
‫إ ّن نظريّة نظْم املعطيات ّ‬
‫الكرمي اليت تقوم على نظْم اآلية بوجوهها الثّالث كما يلي (‪:" )29‬‬
‫‪ ‬نظْم اجلمل بعضها مع البعض‪.‬‬
‫‪ ‬نظْم اجملموع مبا قبله‪.‬‬
‫‪ ‬نظْم هيئات وقيود مجلة مجلة‪.‬‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‬
‫‪ 4-20‬الوجوه النَّظمية لنظريّة نظريّة نظم املعطيات ّ‬
‫الرقميّة لآلية بوجوه نظميّة يظهرها‬
‫انطالقاً من كل ما سبق فإن النظريّة تقوم على نظْم املعطيات ّ‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي أدلّة رقميّة وإشارات عدديةّ حتكم نظمها‪ ،‬وتربطها‬
‫الشكل(‪ ،)1‬إذ للمعطيات ّ‬
‫ارتباطاً معجزاً ببعضها كما يلي‪:‬‬
‫الرقميّة يف النّص القرآين مع بعضها (السورة الواحدة‪ ،‬اآلية‬
‫‪ ‬ترتبط وتتناسق املعطيات ّ‬
‫الواحدة‪ ،‬اجلملة الواحدة)‪.‬‬
‫الرقميّة مع بعضها يف نصوص حتمل نفس احلكم‪ ،‬أو تصف نفس‬‫‪ ‬ترتبط وتتناسق املعطيات ّ‬
‫املعىن(أي حتمل أحكام متكاملة أو تصف معاين متماثلة)‪.‬‬
‫السابق والالحق هلا من النّصوص القرآنيّة‪.‬‬
‫الرقميّة يف ّ‬
‫‪ ‬ترتبط وتتناسق املعطيات ّ‬

‫‪ -29‬سعيد النّورسي‪ .‬كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪15‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫الرقميّة األساسيّة يف إعجاز‬


‫النص القرآين مع املعطيات ّ‬
‫الرقميّة يف ّ‬ ‫‪ ‬ترتبط وتتناسق املعطيات ّ‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬ومع احلقائق اإلميانية لنزول يف القرآن الكرمي‪.‬‬

‫الرقميّة يف‬
‫املعطيات ّ‬ ‫الرقميّة يف‬
‫املعطيات ّ‬ ‫الرقميّة يف‬
‫املعطيات ّ‬
‫اجلملة الواحدة‬ ‫السورة الواحدة‬
‫ّ‬ ‫اآلية الواحدة‬

‫الرقميّة يف‬
‫املعطيات ّ‬
‫النّص نفسه‬

‫ترتبط مع‬

‫الرقميّة يف النّصوص‬ ‫املعطيات‬


‫املعطيات ّ‬ ‫ترتبط مع‬ ‫ترتبط مع‬
‫الرقميّة‬
‫املعطيات ّ‬
‫اليت حتمل متكاملة واحدة‬ ‫الرقميّة ألي‬
‫ّ‬
‫القرآنيّة ّ‬ ‫األساسيّة يف إعجاز‬
‫أو تصف معاين متماثلة‬ ‫نص قرآين‬
‫القرآن الكرمي‬

‫ترتبط مع‬

‫ابلسابق‬
‫الرقميّة ّ‬
‫املعطيات ّ‬
‫والالحق من النّصوص‬

‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‬


‫الشكل(‪ )1‬يظهر الوجوه النّظميّة لنظريّة نظم املعطيات ّ‬

‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‬


‫‪ 4-20‬إثبات نظريّة نظم املعطيات ّ‬
‫مت اختبار النظرية على عدد كبري من اآلايت والنصوص القرآنية‪ ،‬ومت إظهار الوجوه النَّظْمية هلا‪ ،‬إذ‬
‫بداية يتم إبجياد بعض املعطيات الرقّميّة فيها‪ ،‬كعدد الكلمات وعدد احلروف‪ ،‬ابإلضافة إىل إجياد مصفوفة‬
‫الرقميّة لكلماته‪ ،‬ومت مالحظة ارتباط هذه املعطيات وتناسقها حسب وجوه نظمها‪.‬‬‫البىن ّ‬
‫هناك كثري من األمثلة والشواهد سنأخذ أمثلة عنها‪ ،‬وكمثال على نص قرآين آية حفظ القرآن الكرمي‪،‬‬
‫الرقميّة منها‪.‬‬
‫وسنوجد بعض من املعطيات ّ‬
‫‪16‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫الرقميّة يف القرآن‬
‫الرقميّة ابلوجوه النظمية اليت حت ّددها نظريّة نظم املعطيات ّ‬
‫نالحظ أنه بنظم املعطيات ّ‬
‫الرقميّة‪ ،‬وعدد من الفوائد واللطائف واملعاين‪،‬‬
‫الكرمي‪ ،‬ميكن تظهر منها كثري من احلقائق العلميّة واإلميانية و ّ‬
‫فضالً عن كشف ما هبا من أسرار وإعجاز‪ ،‬سنذكر بعضاً منها‪:‬‬
‫‪ -‬اآلية ﴿ اان حنن نزلنا الذكر و اان له حلفظون ﴾ [احلجر‪ ،]9/15 :‬آية حفظ القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ ‬عدد كلمات اآلية ‪ 8‬كلمة‪.‬‬
‫‪ ‬عدد حروفها ‪ 28‬حرف‪.‬‬
‫‪ ‬عدد احلروف اليت بنيت منها ‪ 12‬حرف‪.‬‬
‫‪ ‬مصفوفة البىن الرقمية لكلمات اآلية‪:‬‬
‫له حلفظون]‬ ‫[اان حنن نزلنا الذكر و اان‬
‫‪]6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3 1 5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫[‪3 3‬‬
‫الرقميّة لآلية مع بعضها يف النّص القرآين نفسه‬
‫‪ ‬ارتباط املعطيات ّ‬
‫الرقميّة لكلمات اآلية جبانب بعضهما دون تغيري ترتيبها جند‪:‬‬
‫عند صف بعض البىن ّ‬
‫الرقميّة لكلمة{القران}اليت تساوي ‪.6‬‬
‫الرقميّة لكلمة{حلفظون}تساوي ‪ ،6‬الذي يوافق البنية ّ‬‫‪ ‬البنية ّ‬
‫الرقميّة ألول كلمة {اان}وآخر كلمة{حلفظون} تساوي ‪ ،63‬الذي يوافق عمر من نزل عليه‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫الرقم سبعة‪ ،9=7÷63 :‬ومجعهما‬ ‫هذا ال ّذكر‪ ،‬املصطفى صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهي من مضاعفات ّ‬
‫يوافق رقم اآلية‪.‬‬
‫‪ ‬الكلمة{له} هي الكلمة السابعة وتشري إىل القرآن الكرمي‪ ،‬والبىن الرقمية للكلمتني{اان}{له}‬
‫تساوي ‪ ،23‬الذي يوافق عدد سنوات نزول القرآن الكرمي‪.‬‬
‫الرقميّة للكلمتني{اان}{نزلنا}‪ ،‬أو الكلمتني{حنن}{نزلنا} تساوي ‪ ،53‬الذي يوافق العام‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫الذي ولد فيه سيدان حممد صلى هللا عليه وسلم‪ 53 ،‬قبل اهلجرة‪.‬‬
‫السورة‪ ،‬وجمموعهما يوافق البنية‬
‫الرقميّة للكلمتني{الذكر}{و} تساوي ‪ ،15‬الذي يوافق رقم ّ‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫الرقميّة لكلمة {القران} اليت تساوي ‪.6‬‬
‫ّ‬
‫الرقميّة ألول كلمة {اان}وآخر كلمة {حلفظون} مجعهما يساوي ‪ ،9‬ويوافق رقم اآلية‪.‬‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫الرقميّة للكلمات‬‫الرقميّة للكلمات{اان}{حلفظون}‪ ،‬مجعهما يساوي ‪ ،9‬ويساوي مجع البىن ّ‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫{حنن}{حلفظون}‪ ،‬الذي يوافق رقم اآلية‪.‬‬
‫الرقميّة للكلمات {اان}{حنن}{حلفظون} مجعهما يساوي ‪ ،12‬ويوافق عدد احلروف اليت‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫بنيت منها كلمات اآلية‪.‬‬
‫الرقميّة للكلمات {اان}{نزلنا}مجعهما يساوي ‪ ،8‬ويوافق عدد كلمات اآلية‪.‬‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫‪17‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫الرقميّة للكلمات {اان}{الذكر}مجعهما يساوي ‪ ،8‬ويوافق عدد كلمات اآلية‪.‬‬


‫‪ ‬البىن ّ‬
‫الرقميّة‬
‫الرقميّة للكلمات {اان}{حنن}{نزلنا} مجعهما يساوي ‪ ،11‬ويساوي مجع البىن ّ‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫للكلمات {اان}{له}{حلفظون}‪.‬‬
‫الرقميّة لكلمة‬
‫الرقميّة للكلمات {اان}{حنن}مجعهما يساوي ‪ ،6‬ويوافق يوافق البنية ّ‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫الرقميّة لكلمة{القران}‪.‬‬
‫{حلفظون}‪ ،‬والبنية ّ‬
‫السابق والالحق هلا من النّصوص القرآنيّة‪.‬‬‫الرقميّة لآلية يف ّ‬
‫‪ ‬ارتباط املعطيات ّ‬
‫سنقارن بعض املعطيات الرقمية مع معطيات السورة اليت حتتويها‪ ،‬ومع اآلية اليت تليها‪.‬‬
‫السورة هو ‪ 8‬آايت‪ ،‬بنفس عدد كلمات اآلية‪.‬‬ ‫‪ ‬عدد اآلايت اليت عدد حروفها ‪ 28‬يف نفس ّ‬
‫‪ ‬عدد اآلايت اليت عدد كلماهتا ‪ 8‬يف نفس السورة هو ‪ 12‬آية‪ ،‬بنفس العدد احلروف اليت بنيت منها‪.‬‬
‫‪ ‬عدد كلمات اآلية يساوي عدد كلمات اآلية اليت تليها وهو ‪ 8‬كلمات‪.‬‬
‫‪ ‬عدد حروف اآلية يساوي عدد حروف اآلية اليت تليها وهو ‪ 28‬حرف‪.‬‬
‫مكررة يف سورة احلجر مثاين‪ ،‬يف آايت متالحقة‪ ،‬وسنالحظ‬ ‫كلمة{الذكر} املذكورة يف آية احلفظ السابقة‪ّ ،‬‬
‫ارتباط معطياهتما ببعض‪.‬‬
‫‪ -‬اآلية﴿ و قالوا اييها الذي نزل عليه الذكر انك جملنون ﴾ [احلجر‪]6/15 :‬‬
‫‪ ‬عدد كلمات اآلية ‪ 9‬كلمة‪.‬‬
‫‪ ‬عدد حروفها ‪ 36‬حرف‪.‬‬
‫‪ ‬عدد احلروف اليت بنيت منها ‪ 14‬حرف‪.‬‬
‫‪ ‬مصفوفة البىن الرقمية لكلمات اآلية‪:‬‬
‫اييها الذي نزل عليه الذكر انك جملنون]‬ ‫[و قالوا‬
‫‪]6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫[‪5 1‬‬
‫‪ ‬عدد كلماهتا يوافق اآلية رقم تسعة ‪ 9‬اليت تتحدث عن آية حفظ الذكر(اآلية الثانية اليت ذكرت فيها‬
‫كلمة الذكر)‪ ،‬ويقارب عدد كلمات آية احلفظ‪.‬‬
‫‪ ‬أكرب بنية رقمية يف اآليتني هي ‪.6‬‬
‫الرقميّة لكلمات اآلية جبانب بعضهما دون تغيري ترتيبها جند‪:‬‬
‫عند صف بعض البىن ّ‬
‫الرقميّة لكلمتني األخريتني{انك}{جملنون}واملقصود منهما املصطفى صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫تساوي ‪ ،63‬الذي يوافق عمر من نزل عليه هذا ال ّذكر‪ ،‬املصطفى صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهو من‬
‫الرقم سبعة‪.9=7÷ 63 :‬‬ ‫مضاعفات ّ‬
‫‪18‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫الرقميّة للكلمتني {نزل}{الذكر} تساوي ‪ ،53‬الذي يوافق العام الذي ولد فيه سيدان حممد‬
‫‪ ‬البىن ّ‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ 53 ،‬قبل اهلجرة‪.‬‬
‫الرقميّة للكلمتني {الذي}{عليه} واملقصود منهما املصطفى صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬تساوي ‪،4‬‬
‫‪ ‬البىن ّ‬
‫الرقميّة لكلمة{حممد}اليت تساوي ‪.4‬‬
‫الذي يوافق البنية ّ‬
‫الرقميّة للكلمات األربعة{الذي}{نزل}{عليه}{الذكر} مجعهما يساوي ‪ ،16‬الذي يوافق‬
‫‪ ‬البىن ّ‬
‫الرقميّة للكلمات األربعة {اان}{حنن}{نزلنا}{الذكر}‪.‬‬
‫البىن ّ‬
‫الرقميّة لآلية مع بعضها يف نصوص حتمل نفس احلكم أو تصف نفس املعىن‬
‫‪ ‬ارتباط املعطيات ّ‬
‫‪-‬اآلية﴿ اان حنن نزلنا عليك القران تنزيال ﴾ [اإلنسن‪ ،]23/76 :‬حتمل معىن مشابه لآلية السابقة وحتتوي‬
‫على كلمات مشاهبة لكلمات آية احلفظ السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬عدد كلمات اآلية ‪ 6‬كلمة‪.‬‬
‫‪ ‬عدد حروفها ‪ 27‬حرف‪.‬‬
‫‪ ‬عدد احلروف اليت بنيت منها ‪ 11‬حرف‪.‬‬
‫‪ ‬مصفوفة البىن الرقمية لكلمات اآلية‪:‬‬
‫نزلنا عليك القران تنزيال]‬ ‫[اان حنن‬
‫‪]6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫[‪3 3‬‬
‫‪ ‬أكرب بنية رقمية يف اآليتني هي ‪.6‬‬
‫‪ ‬عدد كلماهتا يوافق اآلية رقم ستة ‪ ،6‬اليت تتحدث عن آية انزال الذكر على سيدان حممد صلى هللا‬
‫عليه وسلم (اآلية الثانية اليت ذكرت فيها كلمة الذكر‪ ،‬املذكورة سابقاً)‪.‬‬
‫‪ ‬عدد حروفها يقارب عدد حروف آية احلفظ‪.‬‬
‫الرقميّة لكلمة{القران}اليت تساوي ‪ ،6‬ويوافق‬ ‫الرقميّة لكلمة{تنزيال}تساوي ‪ ،6‬يوافق البنية ّ‬ ‫‪ ‬البنية ّ‬
‫الرقميّة لكلمة{حلفظون}‪.‬‬‫عدد كلمات اآلية‪ ،‬ويوافق البنية ّ‬
‫‪ ‬رقم اآلية يساوي ‪ ،23‬يوافق عدد سنوات نزول القرآن الكرمي‪.‬‬
‫الرقميّة لكلمة{حممد}اليت تساوي ‪.4‬‬ ‫الرقميّة للكلمة الرابعة{عليك}تساوي ‪ ،4‬يوافق البنية ّ‬ ‫‪ ‬البنية ّ‬
‫الرقميّة لكلمات اآلية جبانب بعضهما دون تغيري ترتيبها جند‪:‬‬ ‫عند صف بعض البىن ّ‬
‫الرقميّة ألول كلمة {اان} وآخر كلمة {تنزيال} تساوي ‪ ،63‬الذي يوافق عمر من نزل عليه‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫الرقم سبعة‪.9=7÷ 63 :‬‬ ‫هذا ال ّذكر‪ ،‬املصطفى صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهو من مضاعفات ّ‬
‫‪19‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫الرقميّة للكلمتني{اان}{نزلنا}‪ ،‬أو الكلمتني{حنن}{نزلنا} تساوي ‪ ،53‬والكلمتني‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬


‫األوىل{اان} والثالثة والثّالثة{نزلنا}‪ ،‬ويوافق العام الذي ولد فيه سيدان حممد صلى هللا عليه وسلم‪53 ،‬‬
‫قبل اهلجرة‪.‬‬
‫الرقميّة للكلمات {اان}{حنن}{نزلنا}{القران}{تنزيال} تساوي ‪ ،23‬ويوافق عدد سنوات‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫نزول القرآن الكرمي‪ ،‬ورقم اآلية‪.‬‬
‫الرقميّة للكلمات {اان}{حنن}{نزلنا}‪ ،‬و{نزلنا}{القران}‪ ،‬و{نزلنا}{تنزيال}‪ ،‬مجعهما‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫يساوي ‪ ،11‬ويوافق عدد احلروف اليت بنيت منها كلمات اآلية‪.‬‬
‫الرقميّة األساسيّة يف إعجاز القرآن الكرمي‪ ،‬ومع‬
‫الرقميّة لآلية مع املعطيات ّ‬
‫‪ ‬ارتباط املعطيات ّ‬
‫احلقائق اإلميانية لنزول يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫الرقميّة آلية حفظ القرآن الكرمي مع عدد سنوات نزول القرآن الكرمي‬ ‫‪ o‬مت مالحظة ارتباط املعطيات ّ‬
‫وسنة نزوله وعمر من نزل عليه سيدان حممد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الرقميّة آلية حفظ القرآن الكرمي مع املعطيات األساسية إلعجاز القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ o‬ارتباط املعطيات ّ‬
‫الرقميّة لكلمات اآلية مصفوفاً هو‪ ،62315533 :‬وهو من مضاعفات‬ ‫‪ ‬العدد الذي ميثّل البىن ّ‬
‫الرقم سبعة‪.8902219 = 7 ÷ 62315533 :‬‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬عدد حروف اآلية هو ‪ 28‬حرفاً بعدد احلروف األجبديّة اليت هي لغة القرآن الكرمي وهذا العدد من‬
‫الرقم سبعة‪.4 = 7 ÷ 28 :‬‬ ‫مضاعفات ّ‬
‫الرقم‬
‫الرقميّة ألول كلمة {اان} وآخر كلمة {حلفظون}تساوي ‪ ،63‬وهو من مضاعفات ّ‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫سبعة‪.9 = 7 ÷ 63 :‬‬
‫الرقم‬
‫الرقميّة من كلمة {اان}األوىل إىل كلمة {و} تساوي ‪ ،15533‬وهو من مضاعفات ّ‬
‫‪ ‬البىن ّ‬
‫الرقم سبعة‪.‬‬
‫سبعة‪ 2219 = 7 ÷15533 :‬وهو من مضاعفات ّ‬
‫الرقم سبعة‪:‬‬
‫الرقميّة للكلمات{اان}{له}{حلفظون} تساوي ‪ ،623‬وهو من مضاعفات ّ‬ ‫‪ ‬البىن ّ‬
‫‪.89 = 7 ÷ 623‬‬
‫الرقميّة من كلمة {اان}األوىل إىل كلمة {اان}الثانية‪ ،‬تساوي ‪ ،315533‬وهو من مضاعفات‬
‫‪ ‬البىن ّ‬
‫تسعة عشر‪.16607 = 19 ÷315533 :‬‬
‫مالحظة ‪: Note‬‬
‫‪ -1‬هناك كثري من األمثلة والشواهد ولكن نكتفي مثال واحد لضيق مساحة النشر العلمي‪.‬‬
‫الرسم وليس‬
‫‪ -2‬عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكرمي‪ ،‬نلتزم طريقة الع ّد واإلحصاء اعتماداً على ّ‬
‫الرسم العثماين برواية حفص عن عاصم‪ ،‬وابعتبار حرف الواو‬ ‫للرسم األول أو ّ‬‫اللفظ وذلك وفقاً ّ‬
‫‪20‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫كلمة‪ ،‬ابستخدام برانمج ِّ‬


‫(‪)30‬‬
‫جملمع‬
‫الشفرة املثاين للقرآن الكرمي ‪ ،‬الذي يعتمد املصحف اإللكّتوين ّ‬
‫املنورة‪ ،www.qurancomplex.org ،‬والذي يستخدم‬
‫الشريف ابملدينة ّ‬ ‫امللك فهد لطباعة املصحف ّ‬
‫نفس معطيات برانمج إحصاء القرآن الكرمي (‪.)31‬‬
‫إن من عظمة القرآن الكرمي‪ ،‬أنه متعدد وجوه اإلعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم من رسوم‬ ‫‪-3‬‬
‫املصحف الشريف‪ ،‬ويستوعبها مجيعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة واإلتقان‪،‬‬
‫واعجازه هو مع مثاين رمسيه‪ ،‬ومها الرسم األول (العثماين) وهو رسم توقيفي كتب على هيئته ألسرار‬
‫خص هللا سبحانه وتعاىل هبا كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية‪ ،‬والرسم اإلمالئي احلديث‪ .‬لكن‬
‫ّ‬
‫يؤكد العلماء على عدم اخلروج على الرسم العثماين‪ ،‬إذ نقل السيوطي يف االتقان عن اإلمام أمحد أنه‬
‫قال‪ :‬حيرم خمالفة مصحف اإلمام يف واو أو ايء أو ألف أو غري ذلك (‪.)32‬‬
‫الرقميّة‬
‫‪ -22‬أهّيّة نظم املعطيات ّ‬
‫تظهر معجزة القدرة وقدرة املعجزة‪ ،‬وضوح النّظام ونظام الوضوح‪ ،‬يف كل كلمة أو حرف أو رقم‬
‫األولني واآلخرين‪ ،‬فما‬
‫يف املبحث العظيم‪ ،‬فهذا املبحث البّديع فيه من االعجاز الكثري الذي يبهر ويعجز ّ‬
‫نص من نصوصه من ا ّلّتابط‪ ،‬وما حتمله من نظام وانتظام ونظم‪ ،‬يوجب‬ ‫تظهره بنية املعطيات الرقمية لكل ّ‬
‫هيب ًة على كل من يريد التّعامل معه بنظم أو حساب‪ ،‬ويفرض أسوابً على من يريد رتله أو رصفه‪ ،‬وهي‬
‫البديل العصري ال ّذكي ألسلوب إثبات اعجاز القرآن الكرمي اللغوي والبياين والعقلي والعددي والعلمي من‬
‫خالل نظريّة النَّظْم‪ ،‬ومواجهة األعداء الطاعنني يف بالغة القرآن الكرمي‪ ،‬أو يرفضون مناقشة ما يتعلق‬
‫إبعجازه أو بتناسب سوره وآيه وكلماته‪ ،‬والذين مل يروا إعجاز القدرة يف نظام الكائنات اليت هي القرآن‬
‫سيّتددوا وجيهلوا اعجاز نظْم القرآن العظيم ودالالته‪.‬‬
‫وهتوسهم الفاسد‪ّ ،‬‬
‫السقيمة ّ‬‫األكرب‪ -‬بفطرهتم ّ‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‬
‫‪ -23‬أهّيّة نظريّة نظم املعطيات ّ‬
‫يقول الفخر الرازي"‪ :‬من أتمل يف لطائف نظم السور وبديع ترتيبها علم أن القرآن الكرمي كما أنه‬
‫معجز حبسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه فهو أيضا بسبب ترتيب ونظم آايته" ‪.‬‬
‫الرقميّة القرآنيّة أمهّيّة ال ّدقة يف التّعامل مع العدد القرآين‪ ،‬أل ّهنا جزء من‬ ‫ِ‬
‫تظهر نظريّة نظم املعطيات ّ‬
‫كالم هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬وقوله يف كتابه‪ ،‬وابلتّايل هي حمفوظة أبمر هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬وحتمل من‬
‫األهّية مبكان عند التّعامل مع معطيات القرآن الكرمي‬
‫اإلعجاز ما حتمله كلمات كتابه‪ ،‬وأنه من ّ‬

‫‪ -30‬د‪ .‬خالد بكرو‪ .‬برانمج ال ِّشفرة املثاين للقرآن الكرمي‪.‬‬


‫الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪.3.5‬‬
‫‪ -31‬املهندس عبد ال ّدائم كحيل‪ .‬برانمج إحصاء القرآن الكرمي حسب ّ‬
‫‪ -32‬عبد الرمحن السيوطي‪ .‬اإلتقان يف علوم القرآن‪.)443/2( ،‬‬
‫‪21‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫الروابط‪ ،‬أو جبميعها‪ ،‬واإلشارة لنوع‬


‫الرقمي أبحد هذه ّ‬
‫الرقميّة‪ ،‬العمل على ربط املعطى القرآين ّ‬‫ّ‬
‫الربط‪ ،‬إلظهار أكب مجاليّة وحتقيق أكب فائدة‪ ،‬ومن املؤكد كشف أسرار وإعجاز جديد‪.‬‬
‫ّ‬
‫الرقميّة القرآنيّة وإسهاماهتا فيما يلي‪:‬‬
‫نل ّخص أهّيّة نظريّة نّظم املعطيات ّ‬
‫ابلّتتيب القرآين فهما وجهان‬
‫‪ ‬املسامهة يف إظهار مجاليّة اللغة بياانً وبنيةً كلمات وأرقام‪ ،‬وارتباطها ّ‬
‫إلعجاز القرآن الكرمي البياين‪.‬‬
‫الرقمي يف القرآن الكرمي‪ ،‬إذ ال ينفصل أحدمها‬
‫‪ ‬املسامهة يف إظهار ال ّّتابط بني البناء اللغوي والبناء ّ‬
‫عن اآلخر‪ ،‬حيث تتّحد لغة احلروف بلغة األرقام‪.‬‬
‫الرقميّة القرآنيّة وما حيمل النّص القرآين من معىن وأحكام‬
‫‪ ‬املسامهة يف إظهار ال ّّتابط بني املعطيات ّ‬
‫وصور وتشريعات وحقائق وفوائد‪.‬‬
‫الرقميّة القرآنيّة من جهة مناسبة اآلايت بعضها ببعض‪،‬‬‫‪ ‬املسامهة يف إظهار ال ّّتابط بني املعطيات ّ‬
‫وتناسب اجلمل وتناسقها‪ ،‬وكيفية جتاوب هيئات اجلمل وحروفها حول املعىن‪.‬‬
‫‪ ‬املسامهة يف إظهار التّكامل بني حروف القرآن الكرمي وكلماته ومجله وآايته وأرقامه‪ ،‬وخصوصاً عند‬
‫للصور القرآنيّة أو تعاملها مع مسائل وأحكام قرآنيّة‪.‬‬‫تصويرها ّ‬
‫‪ ‬املسامهة يف إظهار التّناسق مع احلقائق اإلميانيّة والعلميّة واألحداث التارُييّة‪.‬‬
‫‪ ‬إجياد أو إظهار االختالف الذي قد يظهر يف املعاين والدالالت للنّص القرآين عند الوقوف على‪:‬‬
‫هناية كل عبارة‪ ،‬هناية كل كلمة‪ ،‬هناية كل حرف‪.‬‬
‫الرقميّة من معطيات النّص القرآين‪ ،‬فيعرف فيما بينها من‬ ‫‪ ‬املسامهة يف إظهار احلقائق العلميّة و ّ‬
‫فوائد‪ ،‬ويكشف ما حتتها من أسرار‪ ،‬ويفصح ما هبا من إعجاز‪ ،‬ويفسر ما فيها من خفااي القرآن‬
‫الكرمي‪.‬‬
‫‪ ‬املسامهة يف إظهار اإلعجاز النَّظْمي بني كلمات وآايت وسور وأرقام القرآن الكرمي‪ ،‬والذي نراه‬
‫بنمط آخر عندما ندقّق وحنلل هيئات وكيفيات كلماته ومجله عددايًّ‪ ،‬فيفصح هذا النظم البياين عن‬
‫إعجاز إ حصائي وإعجاز تصنيفي وإعجاز عددي‪ ،‬وإعجاز ما بعد عددي حتويه شيفرات هذه‬
‫األعداد‪.‬‬
‫الرقميّة اليت هبا يظهر اإلعجاز‪.‬‬
‫‪ ‬املسامهة يف كشف وإظهار تفاصيل املنظومة القرآنيّة ّ‬
‫‪ ‬املسامهة يف كشف وإظهار أسرار وإعجاز جديد للنّص القرآين‪ ،‬من خالل اجلمع بني الصورة‬
‫الرقمي‪ ،‬يف بناء‬
‫الّتكييب وال ّداليل و ّ‬
‫الصورة العدديّة‪ ،‬وال ّدمج بني ّ‬‫الصورة البالغيّة مع ّ‬
‫النحويّة و ّ‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫وتركيب وتنظيم‪ ،‬وحتليل وتوصيف وتفصيل‪ ،‬املعطيات ّ‬
‫‪22‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫‪ ‬أتكيد إعجاز القرآن اللغوي والبياين والعلمي العددي وما بعد العددي من خالل نظريّة النَّظْم‪.‬‬
‫‪ ‬تعترب النظريّة أتكيداً جديداً على حفظ هللا سبحانه وتعاىل لكتابه‪.‬‬
‫الرقميّة‬
‫‪ -24‬ضوابط نظم املعطيات ّ‬
‫الرسم العثماين‪.‬‬
‫الرسم األول أو ّ‬
‫‪ ‬االلتزام أبحد رسوم القرآن الكرمي‪ ،‬وخصوصاً ّ‬
‫‪ ‬اتّباع منهجيّة واحدة للع ّد واإلحصاء‪.‬‬
‫‪ ‬اتّباع منهجيّة واحدة يف الفهم واالستنباط‪.‬‬
‫الرايضيّة عند إجياد احلقائق‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام ابلقواعد العلميّة ّ‬
‫الشريعة‪ ،‬وعدم اإلخالل مبا جاء فيهما‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة ثوابت العقيدة اإلسالميّة‪ ،‬ومقاصد ّ‬
‫‪ -25‬اخلالصة‬
‫الرازي‪ " :‬فسبحان من له يف هذا القرآن العظيم أسرار خفيّة وحكم مطويّة ال يعرفها‬
‫يقول الفخر ّ‬
‫إال اخلواص من عبيده" (‪ .)33‬نسأل هللا العليم احلكيم سبحانه وتعاىل‪ ،‬أن تساهم هذه النظريّة يف كشف‬
‫أسرار خفيةّ‪ ،‬وحكم مطويّة وحقائق مفيدة‪ ،‬وإعجاز جديد‪ ،‬إعجاز العالقات والروابط‪ ،‬إعجاز أسرار‬
‫النظم‪ ،‬الذي قد يساعد يف إثراء عمليات أتويل القرآن الكرمي واستخراج كنوزه‪.‬‬
‫يسعى املبحث لوضع جمموعة من األسس والقواعد العلمية املنهجية تكون مرجعاً لألحباث‬
‫وال ّدراسات يف جمال اإلعجاز العددي يف القرآن الكرمي‪ ،‬تساعد على التحكم هبا وضبطها‪ ،‬ومرتكزاً‬
‫للباحثني يف دراساهتم العددية واإلحصائية‪ ،‬وتكرمياً للقرآن الكرمي فيكون العمل معه وبه منظماً موثّقاً‪،‬‬
‫ووسيلة مادية بدالئل علمية وإميانية‪ ،‬لكل من أحب التّأكد من صدق هذه ال ّدراسات ليكون القلب‬
‫مطمئناً‪ ،‬ونبِن عقيدتنا على أسس صلبة ومتينة‪.‬‬
‫مت االستخالص من املبحث النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إن أدق وجوه اعجاز القرآن الكرمي ما يف بالغة نظمه‪ ،‬ويعترب اإلعجاز العددي‪ ،‬واإلعجاز ما بعدد‬
‫العددي‪ ،‬وهو إعجاز الشفرات العددية‪ ،‬أحد نتائج عظمه نظم القرآن الكرمي‪ ،‬وإن ما قدمته نتائج‬
‫الّتميزية مع حمتوايت القرآن الكرمي‪ ،‬وما أظهرت من دالئل‪ ،‬وما حتمل‬ ‫الدراسات العددية واإلحصائية و ّ‬
‫من حقائق‪ ،‬تعترب أحد نتائج عظمة النّظْم القرآين‪ ،‬وأحد وجوه اعجازه البياين‪.‬‬
‫‪ ‬يعرض املبحث أمهّيّة النَّظْم للكلمات واملعاين‪ ،‬وأمهيته وأهم ما قيل فيه وتفسريه‪ ،‬والفرق بني احلروف‬
‫املنظومة والكلم املنظومة‪ ،‬وعالقة البناء الرقمي ابلبناء املعنوي يف القرآن الكرمي‪.‬‬

‫الرازي = مفاتيح الغيب أو التّفسري الكبري‪.102/5 ،‬‬


‫الرازي‪ .‬تفسري ّ‬
‫‪ّ -33‬‬
‫‪23‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫الرقميّة يف القرآن الكرمي وترتيبها وترابطها‪ ،‬وعالقتها ابلنظام اللغوي‬


‫يوضح املبحث أسس نظم املعطيات ّ‬
‫‪ّ ‬‬
‫وابملعىن والدالالت للنّص القرآين احمليط هبا‪ ،‬مبا احتوى من كلمة وحرف ورقم‪ ،‬ومبا محل من املعاين‬
‫وال ّدالالت‪.‬‬
‫‪ ‬يقدم املبحث نظرية لنظم املعطيات الرقمية يف القرآن الكرمي‪ ،‬توضح مجيل نظمه الرقمي وبديع رصفه‬
‫العددي‪ ،‬وتعترب أحد األسس لتوضيح نظم وتنظيم هذه املعطيات وقواعد ترتيبها وترابطها‪.‬‬
‫‪ ‬تساهم النظريّة يف إظهار مجاليّة اللغة بياانً وبنيةً‪ ،‬حروفاً وكلمات‪ ،‬أرقام وأعداد‪ ،‬روابط وعالقات‪،‬‬
‫ابلّتتيب القرآين فهما وجهان إلعجاز القرآن البياين‪ ،‬ال ينفصل أحدمها عن اآلخر‪ ،‬حيث‬ ‫وارتباطها ّ‬
‫الصورة‬
‫الصورة البالغيّة مع ّ‬
‫تتّحد لغة احلروف بلغة األرقام‪ ،‬من خالل اجلمع بني الصورة النّحويّة و ّ‬
‫الرقمي‪ ،‬يف بناء وتركيب وتنظيم وحتليل وتوصيف وتفصيل‬ ‫الّتكييب وال ّداليل و ّ‬
‫العدديّة‪ ،‬وال ّدمج بني ّ‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫املعطيات ّ‬
‫‪ ‬يقدم املبحث أمهية نظرية نظم املعطيات الرقمية وضوابط نظم املعطيات الرقمية يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ ‬تعترب النظرية مرتكزاً ومنطلقاً لنظرايت أخرى لنظم املعطيات الرقمية يف القرآن الكرمي‪ ،‬فمن املؤكد‬
‫أهنا ليست الوحيدة وإمنا واحدة من النظرايت لنظم املعطيات الرقمية يف القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ ‬تعد نظرية نظم املعطيات الرقمية وما تقدمه من إسهامات البديل العصري ألسلوب إثبات اعجاز القرآن‬
‫الكرمي اللغوي والبياين والعددي والعلمي من خالل نظريّة النَّظْم‪ ،‬واليت ستجعل ّرواد هندسة املعرفة‪،‬‬
‫الرقمي املعجز‪.‬‬
‫متعجبني أمام هندسة القرآن املعرفيّة ونظمه احلريف ّ‬
‫وخرباء نظرايت املعلومات مسحورين ّ‬
‫‪ -26‬اخلامتة‬
‫الرقميّة‪ ،‬وابلتايل نظريّة نظْم‬
‫أظهر املبحث أمهية النَّظْم عند التعامل مع معطيات القرآن الكرمي ّ‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‪ ،‬ستكون األساس واملنطلق إلعجاز العصر‪ ،‬أال وهو اإلعجاز العلمي‬ ‫املعطيات ّ‬
‫العددي وما بعد العددي يف كتاب هللا سبحانه وتعاىل‪ ،‬وإن أتصيل هذه النظريّة جيعلها منهجاً اثبتاً يف‬
‫األحباث وال ّدراسات اإلعجازيّة العلميّة العدديّة والنّقديّة املعاصرة‪ ،‬وسيفتح استخدام هذه النظريّة بعد‬
‫أتصيلها‪ ،‬أبو ًااب جديدة يف البحث العلمي املتعلّق ابلقرآن الكرمي وعلومه أمام الباحثني‪ ،‬إذ ميكن استخدامها‬
‫لكشف حقائق وأسرار وإعجاز جديد للنّص القرآين‪ ،‬وأحد أساليب ال ّدعوة إىل هللا سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪24‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫‪ -27‬املراجع‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬مصحف املدينة النّبويّة‪ ،‬حسب ّ‬
‫الرسم العثماين‪.‬‬
‫برانمج ال ِّّ‬
‫شفرة املثاين للقرآن الكرمي‪ .‬د‪ .‬خالد بكرو‪ ،‬املؤمتر الدويل اخلامس للتطبيقات اإلسالمية يف علوم‬
‫‪/http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr‬‬ ‫احلاسب وتقنياته‪ ،‬أندنوسيا‪ ،‬ديسمرب ‪.2017‬‬
‫برانمج إحصاء القرآن الكرمي حسب الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪ ،2017 ،3.5‬موقع أسرار اإلعجاز‬
‫‪/http://www.kaheel7.com/ar‬‬ ‫العلمي‪ ،‬املهندس عبد ال ّدائم الكحيل‪.‬‬
‫إعجاز القرآن‪ .‬الباقالين‪ ،‬أبو بكر حممد بن الطيب (ت‪ 403 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬السيد أمحد صقر‪ ،‬ط ‪،5‬‬
‫مصر‪ ،‬دار املعارف‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫السيوطي (ت‪ 911 :‬هـ)‪،‬‬ ‫اإلتقان يف علوم القرآن الكرمي‪ّ .‬‬
‫السيوطي‪ ،‬عبد الرمحن بن الكمال جالل الدين ّ‬
‫حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪1394 ،‬هـ‪،‬‬
‫‪1974‬م‪.‬‬
‫الزركشي (ت‪ 794 :‬هـ)‪،‬‬
‫الزركشي‪ ،‬بدر الدين حممد بن عبد هللا بن هبادر ّ‬‫البهان يف علوم القرآن‪ّ .‬‬
‫تعليق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪1988‬م‪.‬‬
‫الرقميّة للكلمة القرآنيّة‪ .‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬اجمللة الدولية احملكمة للعلوم اهلندسية وتقنية املعلومات‪ ،‬جملد‬
‫البنية ّ‬
‫‪ ،4‬عدد ‪ ،1‬رقم مرجعي ع‪ .‬ت‪ ،03 .‬ديسمرب ‪ ،2017‬جامعة مصراته‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫اجلامع ألحكام القرآن القرطيب‪ .‬حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح )ت‪ 671 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عبد‬
‫العليم الربدوين‪ ،‬ط ‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬دار الشعب‪ 1372 ،‬هـ‪1953 ،‬م‪.‬‬
‫املعجزة‪ ،‬نظريّة قرآنيّة يف اإلعجاز العددي‪ ،‬النظرية األوىل‪ّ .‬‬
‫الرفاعي‪ ،‬املهندس عدانن‪ ،‬ط ‪ ،3‬دمشق‪،‬‬
‫سوراي‪ ،‬دار الفكر‪1421 ،‬هـ‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫املعجم الوسيط‪ .‬مصطفى‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وآخرون‪ .‬حتقيق‪ :‬جممع اللغة العربية‪ ،‬ط ‪ ،2‬إستانبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬دار‬
‫الدعوة‪1989 ،‬م‪.‬‬
‫الرقميّة يف القرآن الكرمي‪ .‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬قيد النشر‪.‬‬
‫املعطيات ّ‬
‫دالئل اإلعجاز‪ .‬اجلرجاين‪ ،‬عبد القاهر بن عبد الرمحن بن حممد الفارسي األصل‪ ،‬اجلرجاين (ت‪471 :‬‬
‫هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممود حممد شاكر أبو فهر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬مطبعة املدين‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫رايضيات القرآن الكرمي‪ ،‬نظرية اجملموعات‪ ،‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬اجمللة الدولية للتطبيقات اإلسالمية يف علوم‬
‫احلاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬اجمللد ‪ ،5‬سبتمرب ‪.2017‬‬
‫‪25‬‬ ‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬الرقم ‪.2018 ،3‬‬

‫رايضيات القرآن الكرمي‪ ،‬املصفوفات‪ ،‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬اجمللة الدولية للتطبيقات اإلسالمية يف علوم‬
‫احلاسوب وتقنياته – إجازات ‪ ،IJASAT‬العدد ‪ ،3‬اجمللد ‪ ،5‬سبتمرب ‪.2017‬‬
‫اجمللة‬ ‫‪،1438‬‬ ‫الرقميّة يف القرآن الكرمي بشكل مصفوفة ّسطريّة‪ ،‬بكرو‪ ،‬خالد‪،‬‬
‫صف املعطيات ّ‬ ‫طريقة ّ‬
‫األكادميية لإلعجاز العلمي يف القرآن والسنة‪ ،‬عدد ‪ ،2‬رقم ‪.2018 ،3‬‬
‫علوم القرآن وإعجازه‪ .‬زرزور‪ ،‬عدانن حممد‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن دار االعالم‪1426 ،‬هـ‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫الرواية وال ّدراية من علم التّفسري‪ّ .‬‬
‫الشوكاين‪ ،‬حممد بن علي بن حممد‬ ‫فتح القدير اجلامع بني فين ّ‬
‫(ت‪1250 :‬هـ) ‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوراي‪ ،‬دار ابن كثري‪1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫كلياّت رسائل النّور‪ ،‬إشارات اإلعجاز يف مظان اإلجياز‪ .‬النّورسي‪ ،‬سعيد (ت‪1960 :‬م)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪ ،‬مطبعة اخللود‪1409 ،‬هـ ‪1989‬م‪.‬‬
‫كلياّت رسائل النّور‪ ،‬املكتوابت‪ .‬النّورسي‪ ،‬سعيد (ت‪1379 :‬هـ)‪ ،‬ترمجة‪ :‬إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬ط‬
‫‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬دار سوزلر للنشر‪1960 ،‬م‪.‬‬
‫كلياّت رسائل النّور‪ ،‬الكلمات‪ .‬النّورسي‪ ،‬سعيد‪ ،‬حتقيق‪ :‬إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬ط ‪ ،2‬إستانبول‪،‬‬
‫مؤسسة آلتني ابشاق‪ ،‬استانبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬ط ‪1433 ،2‬هـ‪-‬‬
‫الّتمجة والبحوث العلميّة‪ّ ،‬‬
‫تركيا‪ ،‬مركز ّ‬
‫‪2012‬م‪.‬‬
‫لسان العرب‪ .‬ابن منظور‪ ،‬حممد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬مجال ال ّدين ابن منظور األنصاري (ت‪:‬‬
‫‪ 711‬هـ)‪ ،‬ط ‪ ،3‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار صادر‪ 1414 ،‬هـ‪.‬‬
‫مباحث يف إعجاز القرآن‪ .‬مسلم‪ ،‬مصطفى‪ ،‬ط ‪ ،3‬دمشق‪ ،‬سوراي‪ ،‬دار القلم‪1426 ،‬هـ‪2005،‬م‪.‬‬
‫الرازي‪ّ .‬‬
‫الرازي‪ ،‬حممد بن عمر بن احلسن بن احلسني التيمي‬ ‫مفاتيح الغيب أو التّفسري الكبري=تفسري ّ‬
‫الّتاث العريب‪1420 ،‬هـ‪.‬‬
‫الرازي (ت‪606 :‬هـ)‪ ،‬ط ‪ ،3‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار إحياء ّ‬
‫ّ‬
‫نظم الدرر يف تناسب اآلايت والسور‪ .‬البقاعي‪ ،‬برهان الدين أبو احلسن إبراهيم البقاعي (ت‪ 885 :‬هـ)‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬عبد الرزاق غالب املهدي‪ ،‬بريوت لبنان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1995 ،‬م‪.‬‬
26 .2018 ،3 ‫ الرقم‬،2 ‫ عدد‬،‫المجلة األكاديمية لإلعجاز العلمي في القرآن والسنة‬

Digital Data Arrangement Theory


In The Holy Quran
Dr. Khaled Bakro
Dr.khaled.Bakro@gmail.com
Assoc. Prof- Dean of the Faculty of Science and Information Technology
Tulip Academy for Science & Technology
Istanbul, Turkey

ABSTRACT

The information age which we live, depends on science and


knowledge system, which used modern information theory, its sources
organized data, arranged information. It forces us to deal with the digital
data in the Holy Quran, as part of the organized system, with its data,
information, inputs and outputs.
The research explains foundations of digital data systems in the Holy
Quran, and their correlations with linguistic system, the meaning and
connotations of Qur'anic text, including contained word, letter and number.
that it is through Digital Data Arrangement Theory In the Holy Quran,
which purpose to clarify the foundations of systems and organization of
these data, and its order and coherence rules.
The theory helps to show aesthetic language as structure of the
statements, letters and words, and numbers. Where unite letters language in
numbers language, by combining image grammatical and rhetorical image,
with the numerical image.
Rhetorical Systems Theory was the basis of miracles in the Holy
Quran, so Digital Data Arrangement Theory In the Holy Quran will be the
basis for new miracles. Which make pioneers of knowledge engineering,
and expert's information theory, are fascinated and astonished, in front of
the Holy Quran cognitive engineering, and systems digital literally
miraculous.

Key words: Digital Data in the Holy Quran, Digital Data Arrangement
Theory In the Holy Quran, Numerical Miracles in the Holy Quran.

You might also like