You are on page 1of 181

1

2
3
4
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة‬
‫هذه دراسة منهجية لعملم بارز من معمال البلغاة القرآنية ‪ ،‬تتحضن » ماز القرآن « ف‬
‫خصائصص صصه الفنيص صصة وبلغاتحص صصه العمربيص صصة ‪ ،‬وتتحص صصد لص صصذوره الولص ص بص صصالبحث والكشص صصف ‪ ،‬وتسص صتحوعب‬
‫أص صصنافه البياني صصة باليإض صصاح والبان صصة ‪ ،‬أخ صصذت م صصن الق صصدي أص صصالتحه وروعتح صصه ‪ ،‬واسص صتحلهمت م صصن‬
‫الديإث تطوره ومرونتحه ‪ ،‬فانتحظم هذا وذاك ف مناخ تصويإري متحكامل ‪ ،‬يإعمن مصصن مصصاز القصصرآن‬
‫بالعمبارة حينصا ‪ ،‬وبالسصلوب حينصا آخصصر ‪ ،‬وبألفصاظ فيمصصا بينهمصا ‪ ،‬ويلصصص فص مهمتحصصه الص رصصصد‬
‫القدرة البداعية الناصعمة ‪ ،‬ولسم الداء التحعمبيي التحطور ف لغة القرآن العمظيم‪.‬‬
‫ويإعمود السبب ف اختحيارنا » ماز القرآن « مادة لذا البحصث ‪ ،‬جصدة موضصصوعة ‪ ،‬ودقصة‬
‫أبعماده ‪ ،‬ووفرة خصائصه ‪ ،‬ما يإوصلنا ال الغلق ف هذا الفن ‪ ،‬ويإوقفنا على الهصصول مصصن هصصذا‬
‫النظور‪ .‬لقد بث ماز القرآن على صعميد لغوي خالص عند القدامى ‪ ،‬ولص تتحصد يإد البصاحثي‬
‫الص قيمتحصصه البلغايصصة عمل مسصتحقل ‪ ،‬ولص نصصد مصصن حقصصق القصصول فص حصدده الصصصطلحي أو بعمصصده‬
‫الوضص صصوعي ‪ ،‬أو أصص صصالتحه البيانيص صصة ‪ ،‬بص صصل كص صصان موضص صصوعه فص ص البحص صصث باعتحبص صصاره أصص صصل لغويإص صصا فص ص‬
‫الفردات ‪ ،‬ومعمبا تفسييإا للكلمات تلك مظنة كتحب معمان القرآن ‪ ،‬ومعماجم غاريإب القرآن‪.‬‬
‫وكان ل بد لذه القاعدة أن تشذ ‪ ،‬ولذا الطإراد أن يإصتحزلزل ‪ ،‬فجصصاء » تلخيصص البيصصان‬
‫« للشص صريإف الرضصصي ) ت ‪ 406 :‬هص ص ( متحخصصصصا فص ص مصصازات القصصرآن ‪ ،‬ولكنصصه الصصاز بصصالعمن‬
‫العمصصام الصصذي يإشصصمل الس صتحعمارة والتحمثيصصل والتحشصصبيه والكنايإصصة والتحوريإصصة ف ص جلصصة مصصا ورد عرضصصه فيصصه‬
‫مؤكدا الستحعمارة ان ل يإكن‬

‫‪5‬‬
‫قاصدا اليها بالذات باسطلح الاز‪ .‬وباسصتحثناء هصذه البصادرة الت أفصردت الاز القرآنص بالعمن‬
‫الوما إليه فص كتحصاب خاص ‪ ،‬فقصد وجصدنا » مصاز القصرآن « فص مصصنفات الصرواد الوائصل ‪ ،‬قصد‬
‫ورد عرضا ف الستحطراد ‪ ،‬أو جاء فصل من باب ‪ ،‬أو استحغرق بابا ف كتحاب‪.‬‬
‫ومن هنا كانت القيمة الفنية ل تتحوافر مظاهرها على القل ف جهصد متحميصز فص » مصاز‬
‫القرآن « فلم تتحضح أجزاؤه البلغاية ف كتحب الفسريإن والبيانيي معما ‪ ،‬لنصصه يإبحصصث جصصزءا مصن‬
‫كلي إعجصاز القصصرآن ‪ ،‬وحسصن نظمصه ‪ ،‬وجصصودة تصأليفه ‪ ،‬واشصتحماله علصى مفصصردات بلغاصة العمصرب‬
‫ف أفضل الوجوه ‪ ،‬وذلك عند علمصاء التحفسصصي وإعجصاز القصصرآن ‪ ،‬وقصد يإفصرد فص فصصصل عصائم فص‬
‫الضصصم البلغاصصي التحلطإصصم باعتحبصصاره أحصصد أمثلصصة البيصصان ‪ ،‬والبيصصان والعمصصان والب صديإع أركصصان البلغاصصة‬
‫عند البالغيي القدامى‪.‬‬
‫أمصصا الدراسصصات الديإثصصة فمصصع اهتحمامهصصا بصصالقرآن ‪ ،‬ال أنصصا فيمصصا يإبصصدو ل ص أهلصصت مصصازه‬
‫سم به البصاحث لدى الستحقراء ‪ ،‬وقصد ل يإكصون هصذا الهصال مقصصصودا اليصه ‪،‬‬ ‫إهال ملحوظا ي د‬
‫وإنا جاء نتحيجة طإبيعمية لدراستحه ضمن فصصول البيصصان العمربص وهصي ‪ :‬الصاز والتحشصبيه والسصتحعمارة‬
‫والكنايإة ‪ ،‬فكان فرعا من أصل ‪ ،‬ومفردة من علم ‪ ،‬ول يظح بدراسة مستحقلة تصصدف الص سصصب‬
‫حدسه النقدي ‪ ،‬وإيائه اللفظي ‪ ،‬وثروته اللغويإة ‪ ،‬وعمقه البيان ‪ ،‬وتنميتحصه الماليصة ‪ ،‬وهصو مصا‬
‫تاوله هذه الدراسة‪.‬‬
‫وكانت منهجية هذه الدراسة تتحمثل ف خسة فصول ‪:‬‬
‫الفصل الوأل ‪ :‬وهو بعمنوان ‪ :‬ماز القرآن فص الدراسصصات النهجيصة ‪ ،‬وهصو فصصصل تصاريي‬
‫بلغاي بآن واحد ‪ ،‬تتحبع ماز القرآن عند الصردواد الوائصل ‪ ،‬وتحصض لصه بإطإصاره البلغاصي العمصام ‪،‬‬
‫ووقف عند ثراته ف مرحلة التحأصيل ‪ ،‬وتدث عنه ف جهود الدثي‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬وهصصو بعمنصوان ‪ :‬مصصاز القصصرآن وأبعمصصاده الوضصصوعية ‪ ،‬وهصصو فصصصل تليلصصي فص‬
‫ضوء النقد الوضوعي ‪ ،‬بث ‪ :‬حقيقة الاز بيص اللغصة والصصصطلح ‪ ،‬ووقصصوع الصصاز فص القصصرآن‬
‫الكريص ص ‪ ،‬وتقسصصيم الصصاز القرآنص ص وتعمصصدد القصصول فيصصه ‪ ،‬واللصصوص الص ص ان مصصاز القصصرآن ‪ :‬عقلصصي‬
‫ولغوي فحسب ‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫وحدد بذلك هويإتحه ‪ ،‬وأرسى أسسم منهجيتحه‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬وهو بعمنوان ‪ :‬ماز القرآن والصائص الفنية ‪ ،‬وكان هصصذا الفصصصل غانيصصا‬
‫بالصول النقديإة ‪ ،‬وحافل بالستحنباط البيان ‪ ،‬فبحث بعممق وتنظي ‪ :‬خصائص الصصاز الفنيصصة‬
‫‪ ،‬وكانت تلك الصائص ف ماز القرآن ‪ :‬أسلبية ونفسية وعقلية‪.‬‬
‫الفصل الراببع ‪ :‬وهصصو بعمنصوان ‪ :‬الصصاز العمقلصصي فص القصصرآن ‪ ،‬وكصصان هصصذا الفصصصل ثريإصصا ببيصصان‬
‫وبلغاة الاز القرآن ف ضوء ‪ :‬تشخيص الاز العمقلي فص القصرآن وعنصد العمصصرب ‪ ،‬ورصصد الصاز‬
‫العمقل صصي فص ص الق صصرآن بيص ص الثب صصات والس صصناد ومعم صصانيه قريإن صصة ال صصاز العمقل صصي فص ص الق صصرآن ‪ ،‬وت صصوجيه‬
‫علقات الاز العمقلي ف القرآن‪.‬‬
‫الفصببل الخببامس ‪ :‬وهصصو بعمن صوان ‪ :‬الصصاز اللغصصوي ف ص القصصرآن ‪ ،‬وكصصان هصصذا الفصصصل ميزانصصا‬
‫لقيمة الثروة الضصافية الت سصديها مصاز القصرآن ‪ ،‬ومعميصارا لسصيورة البلغاصة العمربيصة الت حفصل بصا‬
‫مصصاز القصصرآن ‪ ،‬وذلصصك مصصن خلل مبصصاحثه التحطبيقيصصة ‪ :‬الصصاز اللغصصوي بيص السصتحعمارة والرسصصال ‪،‬‬
‫انتحشار الاز اللغوي الرسل ف القرآن ‪ ،‬ملمح عن علقة الاز اللغوي الرسل ف القرآن‪.‬‬
‫هذه الفصصول المسة بصا اعتحمصدته مصن منهصج عربص تراثصي ‪ ،‬اختحصص الول منهصا بسصية‬
‫الصصاز القرآنص ص منصصذ نشصصوء الص صديإث عنصصه حصصت العمصصصر الاضصصر ‪ ،‬واسص صتحلهم الفصصصل الثصصان منهصصا‬
‫حصدود الصاز الصصصطلحية ‪ ،‬وتقسصصيماته البيانيصة ‪ ،‬وأبعمصاده الوضصصوعية ‪ ،‬ووقصف الفصصل الثصالث‬
‫منهصا عنصد الصصائص الفنيصة الكلية فص مصاز القصرآن ‪ ،‬وتحصض الرابصع والصامسم لشصؤون البلغاصة‬
‫العمربية ف ماز القرآن ‪ ،‬فطرح ما هو طإارىء عليها ‪ ،‬وأكد على الوروث القرآن باصة‪.‬‬
‫وك صصانت مص صصادر هصصذا البح صصث ومراجعمصصه ‪ ،‬تتح صصم بالص صصيل عنصصد القصصدامى والديإ صصد عن صصد‬
‫الدثي ‪ ،‬فكانت كتحب البلغاة والتحفسي واللغة واليقد والدب وعلصصوم القصصرآن ‪ ،‬رافصصدا يإسصتحمد‬
‫منه البحث ريإادته ف استحقراء القائق ‪ ،‬واستحكناه الهول ‪ ،‬وإضاءة النهج‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ول أدعي لذا البحث الكمال ‪ ،‬فالكمصال لص وحصده ‪ ،‬ولكنصه ألصق مصن شصعماع القصرآن ‪،‬‬
‫ونفح من عبي أيإاته ‪ ،‬وقبسم مصن رصصصي عبصاراته ‪ ،‬أخلصصت فيصه القصصد لص عصدز وجصدل ‪ ،‬عسصى‬
‫أن يإنتحفع به الناس وأنتحفع ‪:‬‬
‫ب مسبليبم )‪.( (89‬‬‫) يمبوومم ل ينفع ممالل موأل بمبننومن )‪ (88‬إلل ممون أتى ال بمق ل ب‬
‫وما توفيقي إل بال العملي العمظيم عليه توكلت وإليه أنيب ‪ ،‬وهو حسبنا ونعمم الوكيل‪.‬‬
‫النجف الشأرف‪.‬‬
‫الدكتور‬
‫محمد حسين علي الصغير‬
‫أستاذ في جامعة الكوفة‬

‫‪8‬‬
‫الفصل الوأل‬
‫مجاز القرآن في الدراسات المنهجية‬
‫‪ 1‬ب مجاز القرآن عند الرلوأاد الوأائل‬
‫‪ 2‬ب مجاز القرآن بإطاره البلغاي العام‬
‫‪ 3‬ب مجاز القرآن في مرحلة التأصيل‬
‫‪ 4‬ب مجاز القرآن في دراسات المحدثين‬

‫‪9‬‬
10
‫‪ 1‬ب مجاز القرآن عند الرلوأاد الوأائل ‪:‬‬
‫سحر العمرب بمال القرآن وجللتحه ‪ ،‬وبروا بروعتحه وحسن بيانه ‪ ،‬ووقفوا عنصصد جزئيصصاته‬
‫البلغايصصة ‪ ،‬واس صتحعمذبوا ن صوادر اس صتحعممالته ف ص فصصن القصصول ‪ ،‬ذلصصك مصصا شصصكل عنصصدهم ذائقصصة لغويإصصة‬
‫متحأص صصلة ‪ ،‬وأمص صددهم باس صصة نقديإ صصة متحمكن صصة تتحج صصه بالبي صصان العمربص ص الص ص م صصوكب الزح صصف ال صصدلل‬
‫التحطور ‪ ،‬وتدفع بالنهج البلغاي الص النصاخ الوضصصوعي الطمئصن ‪ ،‬فحصدب علمصاؤهم علصى هصذا‬
‫العمطاء ‪ ،‬الديإد يإقتحطفصون ثصاره ‪ ،‬وعمصدوا الص هصذا السبيل يصددون آثصاره ‪ ،‬فكصان نتحيجصة لصذا‬
‫الهصصد التحواصصصل البندصصاء ‪ ..‬رصصصد الخصصزون الضصصاري ف ص ت صراث القصصرآن البلغاصصي واللغصصوي ‪ ،‬وبصصدأ‬
‫التحصنيف ف هذا الخزون يإتحجدد ‪ ،‬والتحأليف بي متحفرقاته يإأخذ صيغة الوضصصوعية ‪ ،‬فنشصصأ عصصن‬
‫هصصذا وذاك حشصصد بيصصان مصصن الصصصطلحات ‪ ،‬وتبلصصور فضصصل تصصدقيق فص شصصت العمصصارف النسصصانية ‪،‬‬
‫وتص صوارث اللصصف عصصن السصصلف مصصور الصصصالة فص ص التححقيصصق ‪ ،‬كصصانت عائص صديإتحه البتحعمصصاد بصصالتاث‬
‫اللغصصوي ع صصن التحعمقيصصد والغراب صصة والس صصفاف ‪ ،‬والصصصيانة لصصه ع صصن الناطصصاط والتح صصدهور والض صصياع ‪،‬‬
‫والزدلف به عن الوحشي والتحنافر والدخيل‪.‬‬
‫وكان القرآن الكيم أساس هذا الصلح ‪ ،‬ومادة هذا التحطور فص مثلصه اللغويإصة وأسصراره‬
‫العمربية ؛ وما دام المر هكذا فالعمرب والسلمون بإزاء الكشف عن خبايإا هذا الكتحاب وكنوزه‬
‫‪ ،‬ودراسة متحلف قضايإاه الفنية‪.‬‬
‫وقد كان المر كصذلك ‪ ،‬وكصان التحصوجه للقصصرآن الكريص بصذه النظصصرة الفاحصصصة منصذ عهصصد‬
‫مبكصصر ‪ ،‬فعمكصصف السصصلمون علصصى جعمصصه وتصصدويإنه وتوحيصصد قراءاتصصه ‪ ،‬وكصصان أن ضصدمت جيصصع آيإصصاته‬
‫ال سوره ‪ ،‬وجعمت كل سوره ف الصحف وبدأ تدارسه ف نزوله وأسبابه وتشصصكيله ‪ ،‬وحفظصه‬
‫ف الصدور وعلى السطور ‪ ،‬فكان ما فيه متحواترا دون ريإب ‪ ،‬وسليما دون منازع ‪ ،‬تقيقا‬

‫‪11‬‬
‫لقوله تعمال ) إنا نحن نلزلنا اللذكر وأإلنا له لحافظون )‪.(1)( (9‬‬
‫وتت كلمة ربك صدقا وعدل‪.‬‬
‫كصصان هصصذا الهصصد التحميصصز قصصد بصصدأه النصصب ‪ 6‬بالصصذات ‪ ،‬فكصصان الثصصر مصصصانا ‪ ،‬والتحنزيإصصل ‪،‬‬
‫كمصا هصصو ص ل زيإصصادة فيصصه ول نقصصصان ‪ ,‬والكتحصصاب فص سصصلمة بكصصل تفصصصيلته التحدويإنيصة والمعميصصة‬
‫والشكلية )‪.(2‬‬
‫وبدأت مدارس التحفسي الول ف كل من مكة والديإنصصة والكوفصصة والبصصصرة ‪ ،‬ترفصصد العمصصال‬
‫السلمي بسيل من العمارف ل يإنضب ‪ ،‬وتني أمام الدارسصصي الصدرب بصصصابيح مصصن الدايإصة ل‬
‫تبو‪.‬‬
‫وكصصان الئمصصة والصصصحابة والتحصصابعمون ومصصن اتبعمهصصم بإحسصصان ‪ ،‬يإعمبدصصدون الطريإصصق بي ص يإصصدي‬
‫التحعملميص ص والب صصاحثي والص صصنفي ‪ ،‬ح صصت اتس صصع م صصال التحفس صصي ‪ ،‬وتعم صصدد منه صصج التحأويإ صصل ‪ ،‬وك صصثر‬
‫طإلب العملم ‪ ،‬وأخذ كل ببادرة الدتححصيل ‪ ،‬فوضح السبيل ‪ ،‬وانتحشرت الثقافات)‪.(3‬‬
‫وكان وراء هؤلء جهابصذة اللغصة ‪ ،‬وفحصصول العمربيصصة يققصون ويإتحتحبدعمصون ‪ ،‬غايص عصابئي بثقصصل‬
‫المانص صصة وفداحص صصة المص صصر ‪ ،‬مشص صصمريإن الس ص صواعد ل يإعمرفص صصون لينص صصا ول ه ص صوادة ‪ ،‬متحنص صصاثريإن حلقص صصات‬
‫وجاعات وأفرادا ‪ ،‬يإسددون الطى ‪ ،‬ويإباركون السعمي ‪ ،‬فصبي مستحشصصهد بصالوروث الثلصصي عنصصد‬
‫العمصصرب ‪ ،‬وبيص ص منظدصصر بالشصصعمر الصصاهلي ‪ ،‬وبيص ص مقتحنصصص للشص صوارد والوابصصد مصصن كلمصصات القصصوم‬
‫وحكمهصصم ‪ ،‬وبي ص متحنقصصل ف ص الواضصصر والب صوادي والقصصصبات ومسصصاقط اليصصاه ‪ ،‬يإسصصأل ويإصصدون ‪،‬‬
‫ويإصنف ويإستحجمع ‪ ،‬ويإقارن ويإقدعمد ‪ ،‬كل ذلك بدف واحد هصو العتحصداد بصالقرآن وتراثيتحصه ‪،‬‬
‫فضصصل عصصن قدسصيتحه وعظمتحصصه ‪ :‬كصصونه كتحصصاب هدايإصصة وتشصريإع ‪ ،‬ودسصتحور السصصماء فص الرض الص‬
‫يإوم يإبعمثون‪.‬‬
‫كصصان مصصا أسصصلفنا موروثصصا حضصصاريإا ف ص القرني ص الول والثصصان مصصن الجصصرة النبويإصصة الباركصصة ‪،‬‬
‫حت إذا أطإل القرن الثالث وجدنا التحوجه منصبا حول لغة‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الجر ‪.9 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬الؤلف ‪ ،‬تاريإخ القرآن ‪ ،‬الفصول ‪ :‬جع القرآن ‪ ،‬نزول القرآن ‪ ،‬سلمة القرآن‪ .‬الصدار العماليصة ‪ ،‬بيوت ‪،‬‬
‫‪.1983‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬الؤلف ‪ ،‬البادئ العمامة لتحفسي القرآن الكري ‪ ،‬مراحل التحفسي ‪ 131 :‬ص ‪.141‬‬

‫‪12‬‬
‫القصصرآن ‪ ،‬ومعمصصان مفرداتصصه ‪ ،‬وسصصيورة ألفصصاظه ‪ ،‬وكصصانت دائصصرة هصصذا الهصصد اللغصصوي ‪ ،‬متحشصصعمبة ف ص‬
‫بص صصدايإات مسص صصيتا التحصص صصنيفية ‪ ،‬وإن كص صصانت متححص صصدة فص ص مظاهرهص صصا الدلليص صصة ‪ ،‬فالسأص صصاء متحلفص صصة‬
‫والنص صصازات متحقاربص صصة ‪ ،‬حص صصت كص صصأن العمطص صصاء واحص صصد فص ص ص جص صصوهره ‪ ،‬وإن تعمص صصددت عنص صصاويإنه الص صصت‬
‫استحقطبت الصيغ التية ‪ » :‬معمان القرآن « و » وماز القرآن « و » غاريإب القرآن «‪.‬‬
‫وهصصذه الكتحصصب علصصى وفرتصصا تتححصصدث عصصن مسصصار اللفصصظح القرآن ص ‪ ،‬ودللتحصصه لغصصة ‪ ،‬وتبصصادره‬
‫مفهومصصا عربيصصا خالصصصا ‪ ،‬فكصصان ذلصصك معمنص ص ‪ :‬مصصاز القصصرآن وغاريإبصصه ومعمصصانيه فص ص سصصيورة مصصؤدي‬
‫اللف صصاظ فص ص حنايإ صصا ال صصذهن العمربص ص ‪ ،‬دون إرادة السص صتحعممال البلغا صصي ‪ ،‬ودون التحأكي صصد عل صصى »‬
‫الصصاز « أو » العمصصان « فص ص الصصصيغة الصصصطلحية ‪ ،‬أو الصصدود الرسصصومة لصصدى علمصصاء العمصصان‬
‫والبيصصان‪ .‬لقصصد امتحصصازت هصصذه القبصصة بالتحصصدويإن النظصدصم لغريإصصب القصصرآن وشصوارده ‪ ،‬وأثصصرت فيمصصا بعمصصد‬
‫بالركة التحأليفية التحفتححة ف اللغة والاز القرآن بئات الصنفات القيمة ‪ ،‬ولكن بالعمن الشار‬
‫اليه آنفا ‪ ،‬دون العمن البيان‪.‬‬
‫هناك جهرة لمعمة مصن كتحصب العمصان لعلم العمصرب ‪ ،‬وأئمصة اللغصة ‪ ،‬وفطاحصل النحصصو ‪،‬‬
‫تتحوجه تلك القبة الذهبية ‪ ،‬ويكن ترتيبها على النحو التآ ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لب جعمفر الرؤاسي‬
‫‪ 2‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لعملي بن حزة الكسائي‬
‫‪ 3‬ص معمان القرآن ‪ ...‬ليونسم بن حبيب النحوي‬
‫‪ 4‬ص معمان القرآن ‪ ...‬ليحي بن زيإاد الفراء‬
‫‪ 5‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لمد بن يإزيإد البد‬
‫‪ 6‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لب فيد مؤرج السدوسي‬
‫‪ 7‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لثعملب ‪ ،‬أحد بن يي‬
‫‪ 8‬ص معمان القرآن ‪ ...‬للخفش ‪ ،‬سعميد بن مسعمدة‬
‫‪ 9‬ص معمان القرآن ‪ ...‬للمفضل بن سلمة الكوف‬
‫‪ 10‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لبن كيسان‬

‫‪13‬‬
‫‪ 11‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لبن النباري‬
‫‪ 12‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لب إسحاق الزجاج‬
‫‪ 13‬ص معمان القرآن ‪ ...‬للف النحوي‬
‫‪ 14‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لب معماذ بن خلف النحوي‬
‫‪ 15‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لعملي بن عيسى الراح‬
‫‪ 16‬ص معمان القرآن ‪ ...‬لب عيينة بن النهال )‪.(1‬‬
‫وكل هذه الكتحب ل علقة لا بعملم العمان ‪ ،‬وإنا تبحث عن العمن اللغوي‪.‬‬
‫وقد احتحفظح لنا ابن الندي بطائفة من أسأاء من ألفوا بغريإب القرآن ‪ ،‬وعلى نج معمصصان‬
‫القصصرآن بالضصصبط ‪ ،‬وقصصد نصصد مصصن بيص هصصذه الصصدنفات مصصن يإسصصمي كتحصصابه معمصصان القصصرآن ويإسصصمى‬
‫غاريإب القرآن أيإضا ‪ ،‬وذلك لعمدم الفرق بي السأي عندهم ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص غاريإب القرآن ‪ ...‬لبن قتحيبة ‪ ،‬عبد ال بن مسلم‬
‫‪ 2‬ص غاريإب القرآن ‪ ...‬لب فيد مؤرج السدوسي‬
‫‪ 3‬ص غاريإب القرآن ‪ ...‬لمد بن سلم المحي‬
‫‪ 4‬ص غاريإب القرآن ‪ ...‬لب عبد الرحن اليزيإدي‬
‫‪ 5‬ص غاريإب القرآن ‪ ...‬لب زيإد البلخي‬
‫‪ 6‬ص غاريإب القرآن ‪ ...‬لب جعمفر بن رستحم الطبي‬
‫‪ 7‬ص غاريإب القرآن ‪ ...‬لب عبيد ‪ ،‬القاسم بن سلم‬
‫‪ 8‬ص غاريإب القرآن ‪ ...‬لمد بن عزيإز السجستحان‬
‫‪ 9‬ص غاريإب القرآن ‪ ...‬لب السن العمروضي‬
‫‪ 10‬ص غاريإب القرآن ‪ ...‬لمد بن ديإنار الحول )‪.(2‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬ابن الندي ‪ ،‬الفهرست ‪ 51 :‬ص ‪.52‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬الصدر نفسه ‪.52 :‬‬

‫‪14‬‬
‫وقبل هؤلء كان أبان بن تغلب الكوف ) ت ‪ 141 :‬هص ( قد ألف كتحصصاب » الغريإصصب‬
‫ف القرآن « وذكر شواهده من الشعمر )‪.(1‬‬
‫وبعمصصد هصصذه الريإصصدة فص معمصصان القصصرآن وغاريإصصب القصصرآن ‪ ،‬يإبقصصى » مصصاز القصصرآن « ‪ ،‬ويإبصصدو‬
‫أن التحسمية بذا العمنوان كانت من سبق أب عبيدة ‪ ،‬معمدمر بصن الثنص الليصثي ) ت ‪ 210 :‬ه ص‬
‫( فكان من أوائل من كتحبوا ف هذا السم بالذات بالؤشر الذي أوضحناه ‪ ،‬فوضصصع كتحصصابه »‬
‫ماز القرآن « على هذا النحو ‪ ،‬وهو كتحاب لغة وتفسي مفردات ‪ ،‬ل كتحصصاب بلغاصصة وبيصصان ‪،‬‬
‫والدليل على ذلك أنه قد يإسمى » غاريإب القرآن « باعتحبصصاره تصرادف الغريإصصب والصصاز عنصصدهم ‪،‬‬
‫)‬
‫كتادف الغريإب والعمان ‪ ،‬وقد نص على تسصميتحه بذا السصم » غاريإصب القصرآن « ابصن النصدي‬
‫‪.(2‬‬
‫وقال إبن خي الشبيلي ‪:‬‬
‫» وأول كتحصاب جصع فص غاريإصب القصرآن ومعمصانيه ‪ :‬كتحصاب أبص عبيصدة ‪ :‬معممصر بن الثنص ‪،‬‬
‫وهو كتحاب الاز « )‪.(3‬‬
‫وقد أديإد الزبيدي هذا التااه فقال ‪:‬‬
‫» سصصألت أبصصا حصصات عصصن غاريإصصب القصصرآن لبص عبيصصدة الصصذي يإقصصال لصصه الصصاز « )‪ .(4‬وهصصذان‬
‫النصصصان يإؤيإصصدان مصصا نصصذهب اليصصه أن ل علقصصة لصصاز أبص عبيصصدة بالصصاز الصصصطلحي ‪ ،‬حصصت قصصال‬
‫مققصصه الصصدكتحور سصصزكي ‪ » :‬ومهمصصا كصصان مصصن أمصصر فصصإن ابصصا عبيصصدة يإسصتحعممل فص تفسصصيه لليإصصات‬
‫هصذه الكلمصات ‪ » :‬ماز « كصذا « و » تفسصي كصذا « و » معمنصاه كصذا « و » وغاريإبصه « و»‬
‫تقديإره « و » تأوليه « على أن معمانيها واحدة أو تكاد‪.‬‬
‫ومعمن هذا أن كلمة » الاز عنده عبارة عن الطريإق الت يإسلكها‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬الوئي ‪ ،‬معمجم رجال الديإث ‪.32 /1 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬ابن الندي ‪ ،‬الفهرست ‪.52 :‬‬
‫)‪ (3‬ابن خي ‪ ،‬الفهرست ‪.134 :‬‬
‫)‪ (4‬الزبيدي ‪ ،‬طإبقات النحويإي ‪.125 :‬‬

‫‪15‬‬
‫القصصرآن ف ص تعمصصبياته ‪ ،‬وهصصذا العمن ص أعصصم بطبيعمصصة الصصال مصصن العمن ص الصصذي حصصدده علمصصاء البلغاصصة‬
‫لكلمة الاز « )‪.(1‬‬
‫ول أددل علصصى هصصذا الصصذهب مصصن قصصول أبص عبيصصدة نفسصصه وهصصو بصصإزاء تريإصصر مصصاز القصرأن »‬
‫وف القرآن ما ف الكلم العمرب من وجوه العراب ‪ ،‬ومن الغريإب والعمان « )‪.(2‬‬
‫فهصصو بصصصدد هصصذا اللحصصظح الصصذي ذكصصره ‪ ،‬وإن اشصتحمل ممصصوع مصصا أفاضصصه »مصصاز القصصرآن«‬
‫على جلة من أنواع الاز الصطلحي ‪ ،‬ولكنه إنا يإقصد بالاز معمنصصاه اللغصصوي ‪ ،‬وقصصد يإقصصصد‬
‫بصصه أحيانصصا ‪ :‬الي صزان الصصصرف ‪ ،‬وقصصد يإعمن ص بصصه ناصصو العمصصرب وطإريإقتحهصصم ف ص التحفسصصي والتحعمصصبي ‪ ،‬وهصصو‬
‫العم الغالب ف مراده‪.‬‬
‫وبعمصصد هصصذا » نسصتحطيع ص مطمئنيص ص ان نقصصرر أن كلمصة » مصاز « إنصصا هصصي تسصصمية لغويإصصة‬
‫تعمنص ص التحفسص صصي ‪ ،‬فالعمرفص صصة بأسص صصاليب العمص صصرب ‪ ،‬ودللت ألفاظهص صصا ‪ ،‬ومعمص صصان أشص صصعمارها ‪ ،‬وأوزان‬
‫ألفاظهصصا ‪ ،‬ووجصصوه إعرابصصا ‪ ،‬وطإريإصصق قراءاتصصا ‪ ،‬كصصل ذلصصك سصصبيل موصصصلة الص ص العمنص ص ‪ ،‬فمجصصاز‬
‫القرآن يإقصد أبو عبيدة به » العمب « ال فهمه ‪ ،‬فالتحسمية لغويإة وليست إصطلحية « )‪.(3‬‬
‫ومهما يإكن من أمر فقد عال ابصو عبيصدة فص » مصاز القصرآن « كيفيصة التحوصصل الص فهصم‬
‫العمصان القرآنيصصة باحتحصذاء أسصصاليب العمصرب فص كلمهصصم وسصصننهم فص وسصصائل البانصة عصصن العمصان ‪،‬‬
‫ول يإعمن بالاز ما هو قسيم للحقيقة ‪ ،‬وإنا عن بجاز اليإة ‪ :‬ما يإعمب به عن اليإة )‪.(4‬‬
‫وكصصان سصصبيل أب ص عبيصصدة ف ص مصصاز القصصرآن نفسصصه سصصبيل معماصصصره أب ص زكريإصصا الف صدراء ) ت ‪:‬‬
‫‪ 207‬هص ( ف » معمان القرآن « وجزءا من سبيل إبن قتحيبة فص » تأويإصل مشصكل القصرآن « فص‬
‫حدود معمينة ‪ ،‬لن كتحاب ابن قتحيبة ) ت ‪ 276 :‬هص ( قد اشتحمل على مباحث مازيإة مهمة‬
‫‪ ،‬كمص صصا سنشص صصاهد هص صصذا فص ص مرحلص صصة التحأصص صصيل ‪ ،‬اذ عقص صصد للمجص صصاز ص ص بعمنص صصاه العمص صصام حينص صصا وبعمنص صصاه‬
‫الصطلحي الدقيق‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬فؤاد سزكي ‪ ،‬ماز القرآن ‪ ،‬القدمة ‪.18 / 1 :‬‬
‫)‪ (2‬أبو عبيدة ‪ ،‬ماز القرآن ‪.8 / 1 :‬‬
‫)‪ (3‬مصطفى الصاوي الويإن ‪ ،‬مناهج ف التحفسي ‪.77 :‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬أحد مطلوب ‪ ،‬فنون بلغاية ‪.92 :‬‬

‫‪16‬‬
‫حينا آخر ص بابا خاصا تناول فيه فصول من الأهول الازي ف الستحعمارة والاز والتحمثيل)‪.(1‬‬
‫والص صصذي يإبص صصدو لص ص مص صصن تعمقص صصب هص صصذه القبص صصة أن التاص صصاه النظص صصور اليص صصه لص صصدى العملمص صصاء فص ص‬
‫مصصصنفاتم الصصت أوردناهصصا كصصان البحصصث النظصدصم والفهصصرس فص غاريإصصب القصصرآن ‪ ،‬ومعمصصانيه اللغويإصصة ‪،‬‬
‫وشوارده العمربية ‪ ،‬ول يإكن لصاز القصرآن ول لعمصايإنه بالصصطلح البلغاي فيها أي إرادة مسبقة‬
‫‪ ،‬وإن وردت بعمصصض الشصصارات البلغايصصة بإطإارهصصا العمصصام مصصا ل بصصد منصصه فص إيإضصصاح العمنص اللغصصوي‬
‫فالبلغاة جزء من علم اللغة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ مجاز القرآن بإطاره البلغاي العام ‪:‬‬


‫يإبصصدو أن الصصاحظح ) ت ‪ 255 :‬ه ص ( هصصو أول مصصن اس صتحعممل الصصاز للدللصصة علصصى جيصصع‬
‫الصور البيانية تارة ‪ ،‬أو على العمن القابل للحقيقة تارة أخرى ‪ ،‬بل على معمصصال الصصصورة الفنيصصة‬
‫الستحخلصصصة مصصن اقص صتان اللفصصاظ بالعمصصان ‪ ،‬فهصصو كمعماصص صريإه يإعمصصب عصصن جهصصرة الفنصصون البلغايصصة‬
‫كالستحعمارة والتحشبيه والتحمثيصصل والصاز نفسصه ‪ ،‬يإعمصصب عنهصصا جيعمصا بالصاز ‪ ،‬ويإتحضصح هصصذا جليصا فص‬
‫أغالصصب اسصتحعممالت الصصاحظح البلغايصصة الصصت يإطلصصق عليهصصا اسصصم الصصاز ‪ ،‬وقصصد انسصصحب هصصذا علصصى‬
‫الاز القرآن لديإه )‪.(2‬‬
‫ويإعملل هذا التحواضع عند الاحظح ومعماصريإه بأمريإن ‪:‬‬
‫الوأل ‪ :‬إرجاع صنوف البيان العمرب وتفريإعماته ال الصل ‪ ،‬وهو عنصصدهم ‪ :‬الصصاز بعمنصصاه‬
‫الواسع‪.‬‬
‫الثبباني ‪ :‬عصصدم وضصصوح اسص صتحقللية هصصذه الصصصطلحات بصصالراد الصصدقيق منهصصا فص ص مفهومهصصا‬
‫ودللتحها كما هي الال ف جلئها بدود معمينة بعمد عصر الاحظح عند كل من ابصصن قتحيبصصة )‬
‫ت ‪ 276 :‬هص ( وعلي بن عبد العمزيإز العمروف بالقاضي الرجان )ت ‪ 366 :‬هص( وعلي بن‬
‫عيسصصى الرمصصان )ت ‪ 386 :‬ه صص( وسصصليمان بصصن حصصد الطصصاب ) ت ‪ 388 :‬هص ص ( وأب ص هلل‬
‫العمسكري‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬ابن قتحيبة ‪ ،‬تأويإل مشكل القرآن ‪ 76 :‬وما بعمدها‪.‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬استحعممالت الاحظح لطإلقات الاز ‪ ،‬اليوان ‪ 23 / 5 :‬ص ‪.34‬‬

‫‪17‬‬
‫) ت ‪ 395 :‬ه ص ( مصا قصد يإعمتحصب بصدايإات إصصطلحية فص إطإصار ضصيق ‪ ،‬ولكنصه قصد يصدد بعمض‬
‫معمال الرؤيإة‪.‬‬
‫فالصصاحظح حينمصصا يإتححصصدث عصصن الصصاز القرآن ص فصصإنه يإنظصصر لصصه بق صوله تعمصصال ‪ ) :‬إلن الببذين‬
‫يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وأسيصلون سعيرا )‪.(1)( (10‬‬
‫ويإعمد هذا من باب الصصاز والتحشصصبيه علصصى شصصاكلة قصوله تعمصصال ‪ ) :‬ألكالون لللسحت ()‪.(2‬‬
‫وعن صصده أن ه صصذا ق صصد يإق صصال ل صصم ‪ ،‬وإن شص صربوا بتحل صصك المص صوال النب صصدة ‪ ،‬ولبسص صوا الل صصل ‪ ،‬وركبص صوا‬
‫الصصدواب ‪ ،‬ولص ص يإنفقص صوا منهصصا درهصصا واحصصدا فص ص سصصبيل الكصصل ‪ ،‬وتصصام اليإصصة ) إنلمببا يببأكلون فببي‬
‫بطونهم نارا ( ماز آخر ‪ ...‬فهذا كله متحلف ‪ ،‬وهو كله ماز)‪.(3‬‬
‫والاحظح هنا يإنظر ال الاز باعتحباره ف قبال القيقصة ‪ ،‬وهصو قسيم لصا ‪ ،‬فص تنظيه لصه‬
‫‪ ،‬وتلك بدايإة لا قيمتحها الفنية‪.‬‬
‫ويإصصرى البعمصصض أن إطإلق الصصاز فص معمنصصاه الصصدقيق إنصصا بصصدأ مصصع العمتحزلصصة ‪ ،‬وهصصم مصصوزون لصصه‬
‫لوروده ف القرآن ‪ ،‬وقد أشار ال ذلصصك ابصن تيميصة ‪ ،‬واعتحصصب الصاز دون مصبر أمصرا حادثصا ‪ ،‬وفنصصا‬
‫عارضا ‪ ،‬ل يإتحكلم به الوائل من الئمة والصحابة والتحابعمي ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫» وتقسيم اللفصاظ الدالة علصى معمانيهصا الص حقيقصة ومصاز ‪ ،‬وتقسصيم دللتحهصا أو العمصان‬
‫الدلول عليها إن استحعممل لفظا القيقة والاز فص الصدلول أو الددللصة ‪ ،‬فصإن هصذا كلصصه قصد يإقصصع‬
‫ف ص كلم التحصصأخريإن ‪ ،‬ولكصصن الشصصهور أن القيقصصة والصصاز مصصن ع صوارض اللفصصاظ ‪ ،‬وبكصصل حصصال‬
‫فهذا التحقسيم إصطلح حادث بعمد انقضاء القرون الثالثة الول ‪ ..‬وأول من عرف أنه تكلصصم‬
‫بلفظح الاز ‪ ،‬هو أبو عبيدة معمدمر ابن الثن ف كتحابه ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬النساء ‪.10 :‬‬
‫)‪ (2‬الائدة ‪.42 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬الاحظح ‪ ،‬اليوان ‪ 25 / 5 :‬وما بعمدها‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ولكنه ل يإعمن بالاز ما هو قسيم القيقة ‪ ،‬وإنا عن بجاز اليإصصة مصصا يإعمصصب عصصن اليإصة ‪ ...‬وإنصصا‬
‫هذا إصطلح حادث ‪ ،‬والغالب أنه كان من جهة العمتحزلة وناوهم من التحكلمي)‪.(1‬‬
‫ول نريإصصد أن ننصصاقش إبصصن تيميصصة ف ص نفيصصه لصصصطلح الصصاز ف ص القصصرون الثلثصصة الول ص ‪ ،‬ف ص‬
‫حي استحعممله بعمناه الصطلحي العمام كل من الاحظح ) ت ‪ 255 :‬ه ص ( وابصصن قتحيبصصة ) ت‬
‫‪ 276 :‬ه ص ( وهصا مصن أعلم القصصرن الثصالث ‪ ،‬ل نصادله يإهصذا لوضصوح وروده ‪ ،‬بقصدر مصصا نؤيإصده‬
‫فص ص حصصدود أن العمتحزلصصة كصصانوا مص صديإن فص ص هصصذا النحصصى ‪ ،‬وإن كصصان الفضصصل القيقصصي فص ص إرسصصاء‬
‫اسسه ‪ ،‬واستحكمال مناهجه يإعمود ال الشيخ عبد القاهر وهو ليسم معمتحزليا‪.‬‬
‫وكصصان ممصصد بصن يإزيإصد الصصبد ) ت ‪ 285 :‬ه ص ( قصد اسصتحعممل الصاز بصالؤدى نفسصه الصذي‬
‫استحعممله به أبو عبيدة من ذي قبل للدللة على ما يإعمصصب بصصه عصصن تفسصصي لفصصظح اليإصة أو ألفاظهصصا‬
‫‪ ،‬ول دللة إصطلحية عنده فيه)‪.(2‬‬
‫على أن إبن جن ) ت ‪ 392 :‬هص ( قصد أشصار الص حقيقصة وقصصوع الكلم مصصازا فص عصدة‬
‫ص عليه بل ذهب الص أولصويإتحه فص الكلم ‪ ،‬ووافصق إبصن قتحيبة فص‬ ‫مواضع من » الصائص « ون د‬
‫م صوارد منصصه ‪ ،‬وأخصصذ ذلصصك عنصصه ‪ ،‬كمصصا سصصنرى‪ .‬يإقصصول إبصصن جن ص ف ص هصصذا السصصياق ‪ » :‬إعلصصم أن‬
‫أكصثر اللغصة مصع تصأمله مصصاز ل حقيقصصة ‪ ،‬وذلصصك عامصة الفعمصصال ‪ ،‬ناصصو ‪ :‬قصام زيإصد ‪ ،‬وقعمصصد عمصصر ‪،‬‬
‫وانطلصصق بشصصر ‪ ،‬وجصصاء الصصصيف ‪ ،‬وانصصزم الش صتحاء‪ .‬أل تصصرى أن الفعمصصل يإفصصاد منصصه معمنص ص النسصصية‪.‬‬
‫فقولصك ‪ :‬قصام زيإصصد معمنصصاه ‪ :‬كصصان منصه القيصام ‪ ،‬وكيصصف يإكصون ذلصصك وهصصو جنصصسم ‪ ،‬والنصسم يإطبصق‬
‫جيع الاضي وجيع الاضر ‪ ،‬وجيع التآ الكائنات من كل من وجد منه القيصصام‪ .‬ومعملصصوم انصصه‬
‫ل يتحمصصع لنسصصان واحصصد ف ص وقصصت ول ف ص مئصصة ألصصف سصصنة مضصصاعفة القيصصام كلصصه الصصداخل تصصت‬
‫ب ‪ ،‬فصصإذا كصصان كصصذلك علمصصت أن ) قصصام زيإصصد ( مصصاز ل‬ ‫الصصوهم ‪ ،‬هصصذا مصصال عنصصد كصصل ذي ل ص د‬
‫حقيقة ‪ ،‬وإنا هو وضع الكل موضع البعمض للتساع والبالغة وتشبيه القليل بالكثي)‪.(3‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ابن تيمية ‪ ،‬كتحاب اليان ‪.34 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬البد ‪ :‬القتحضب ف أغالب استحعممالته لطإلق الاز‪.‬‬
‫)‪ (3‬ابن جن ‪ ،‬الصائص ‪.448 / 2 :‬‬

‫‪19‬‬
‫وهذا التحعمليل من ابن جن قائم على أساس نظرة الوحديإن وأهل العمدل ف مق صولتحهم »‬
‫ل جصصب ول تف صويإض ولكصصن أمصصر بيص أمريإصصن «‪ .‬فصصال سصصبحانه وتعمصصال موجصصد القصصوة فص النسصصان‬
‫علصصى القيصصام ‪ ،‬والنسصصان يإصصؤدي ذلصصك القيصصام ‪ ،‬ولكصصن ل بصوله ول قصصوته ‪ ،‬فليصصسم هصصو قائمصصا ف ص‬
‫القيقة ‪ ،‬بل الطاقة الت أوجدها ال تعمصال عنصصده ‪ ،‬هصي ومصصا خصوله إيإصصاه كانصا عصصاملي أساسصي‬
‫ف ص القيصصام ‪ ،‬فل هصصو بفصصرده قصصائم ‪ ،‬ول القيصصام بنفصصي عنصصه ‪ ،‬وإنصصا هصصو أمصصر بي ص أمريإصصن ‪ ،‬فكصصان‬
‫القيام بالنسبة اليه مازا‪.‬‬
‫ول يإهمنا هذا بقدر ما يإهمنا إشلرة إبن جن ال الاز ف عدة مواضصصع مصصن الصصصائص‬
‫‪ ،‬لعمل أهها من يعمصل فيصه الصاز بعمامصة قسصيما للحقيقصصة ‪ ،‬متححصدثا عنصصه وعصصن خصائصصصة بإطإصصار‬
‫بلغاي عام قد يإريإد به التحشبيه والستحعمارة والاز بوقت واحد ‪ ،‬وذلك ق صوله ‪ » :‬إن الكلم ل‬
‫يإقع ف الكلم ويإعمدل عن القيقة إليه إل لعمان ثلثة هي ‪ :‬التسصاع والتحوكيصد والتحشبيه ‪ ،‬فإن‬
‫عدمت هذه الوصاف الثلثة كانت القيقة البتحة « )‪.(1‬‬
‫ول نريإد ان ننقاقش إبن جن ف هذا التساع وذلك التحوكيد أو التحشصصبيه كمصصا فعمصصل إبصصن‬
‫الثي ص ) ت ‪ 637 :‬ه ص ( ف ص متحصصابعمتحه هصصذه الوجصصوه ‪ ،‬فصصذلك مصصا يصصرج البحصصث عصصن دائرتصصه ال ص‬
‫قضايإا هامشية ل ضرورة اليها ‪ ،‬بل نقول أن الصاز فص قيمتحصه الفنيصة ل يتحلصف عصصن القيقصصة فص‬
‫قيمتحها الفنية ‪ ،‬فكلها يإهدف ال الفائدة التحوخاة من الكلم‪ .‬قال السن بن بشي المصصدي‬
‫) ت ‪ 370 :‬هص ( » الكلم إنا هو مبن على الفائدة ف حقيقتحه ومازه « )‪.(2‬‬
‫وكان علي بن عيسى الرمان ) ت ‪ 386 :‬هص ( وهو من عاصصر ابن جنص ‪ ،‬يإنظصر الص‬
‫الس صتحعمارة باعتحبارهصصا اس صتحعممال مازيإصصا ‪ ،‬وع صددها أحصصد أقسصصام البلغاصصة العمشصصرة ‪ ،‬واكتحفصصى بصصذكرها‬
‫عصصن ذكصصر الصصاز )‪ ، (3‬مصصا يإعمنص أنصصه يإصصرى فيمصصا هصصو قسصصيم للحقيقصصة مصصازا وذلصصك صصريإح قصوله ‪» :‬‬
‫وكصصل اسصتحعمارة حسصنة فهصي تصصوجب بيصان مصصا ل تنصصوب منصصابه القيقصصة ‪ ،‬وذلصصك أنصصه لصصو كصصان تقصصوم‬
‫مقامه‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الصدر نفسه ‪.442 / 2 :‬‬
‫)‪ (2‬المدي ‪ ،‬الوازنة بي الطائيي ‪.179 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬الرمان ‪ ،‬النكت ف إجاز القرآن ‪.76 :‬‬

‫‪20‬‬
‫القيقة ‪ ،‬كانت أول به ‪ ،‬ول تاز ‪ ،‬وكل استحعمارة فل بد لا مصن حقيقصة ‪ ،‬وهصي أصصل الدللصة‬
‫على العمن ‪ ...‬ونان نذكر ما جاء ف القرآن من الستحعمارة على جهة البلغاة «)‪.(1‬‬
‫ومصصن هصصذا يإبصصدوا أن الرمصصان قصصد لصصظح الصصاز بإطإصصاره البلغاصصي العمصصام ‪ ،‬فكصصل مصصا كصصان غايص‬
‫حقيقصصي سص صواء أكصصان إسص صتحعمارة أم مصصازا فهصصو اسص صتحعممال مصصازي ‪ ،‬ويإنظصصر لصصذا بعمشص صرات اليإصصات‬
‫القرآنية ‪ ،‬ويإعمطي العمن القيقي ‪ ،‬والازي بذا النظور الذي أوضحناه ‪ ،‬شأنه بذا شأن مصصن‬
‫سبقه ال النظرة نفسها‪ .‬ففي قوله تعمال ) وأللما سكت عن موسى الغضب ( )‪ .(2‬قال الرمان‬
‫» وحقيقتحص صصه إنتحفص صصاء الغضص صصب ‪ ،‬والس ص صتحعمارة أبلص صصغ لنص صصه انتحفص صصى انتحفص صصاء مراصص صصد بص صصالعمودة ‪ ،‬فهص صصو‬
‫كالسصصكوت علصصى مراصصصدة الكلم بصصا تصصوجبه الكمصصة ف ص الصصال ‪ ،‬فصصانتحفى الغضصصب بالسصصكوت‬
‫عما يإكره ‪ ،‬والعمن الامع بينهما المساك عما يإكره «)‪.(3‬‬
‫وف قوله تعمصصال ) ل يزال بنيانهم البذي بنبوا ريببة فبي قلبوبهم ( )‪ ، (4‬يإنظصصر الرمصصان إلص‬
‫الاز ف » ريإبة « إل أنه استحعمارة ‪ ،‬ما يإعمن عدم وضوح التحمييز بي الاز والستحعمارة عنصصده ‪،‬‬
‫وكلهصصا مصصاز بصصالعمن العمصصام عنصصده ‪ ،‬إذ عصصب الص عصصن البنيصصان بصصأنه ريإبصصة ‪ ،‬وإنصصا هصصو ذو ريإبصصة كمصصا‬
‫يإصصرى ذلصصك الرمصصان ‪ ،‬وإذا صصصي هصصذا الطإلق عليصصه فهصصو مصصاز ‪ ،‬والتحعمصصبي عنصصه بالس صتحعمارة عنصصد‬
‫الرمان يإعمن أن النظرة للستحعمارة والاز على حد سواء‪.‬‬
‫يإق صصول الرم صصان فص ص تعمقيب صصه عل صصى اليإصصة الكري صصة » وأص صصل البني صصان إن صصا ه صصو للحيط صصان وم صصا‬
‫أشبهها ‪ ،‬وحقيقيتحه إعتحقادهم الذي عملوا عليه ‪ ،‬والستحعمارة أبلغ لصصا فيهصامن البينصصان بصصا يصصسم‬
‫ويإتحصصور ‪ ،‬وجعمصل البنيصان ريإبصة وإنصصا هصو ذو ريإبصة ‪ ،‬كمصا تقصول ‪ :‬هصصو خبصث كلصه ‪ ،‬وذلصصك أبلصغ‬
‫من أن يعمله متحزجا ‪ ،‬لن قوة الذم للريإبة ‪ ،‬فجاء على البلغاة ل على الذف الذي إنصا يإصراد‬
‫به الياز ف العمبارة فقط « )‪.(5‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الصدر نفسه ‪.86 :‬‬
‫)‪ (2‬العراف ‪.154 :‬‬
‫)‪ (3‬الرمان ‪ :‬النكت ف إعجاز القرآن ‪.87 :‬‬
‫)‪ (4‬التحوبة ‪.110 :‬‬
‫)‪ (5‬الرمان ‪ ،‬النكت ف إعجاز القرآن ‪.91 :‬‬

‫‪21‬‬
‫فالرمان الذي يإعمب عن الاز بالستحعمارة ‪ ،‬ويإضع الستحعمارة فص التحطصبيق موضصصع البحصث‬
‫‪ ،‬إنا يإنظر اليها باعتحبارها عمل مازيإا يإستحدل به على وقوع الاز ف القرآن من وجه ‪ ،‬وعلى‬
‫دلئل العجاز القرآن من وجه آخر‪.‬‬
‫ويإبصصدو ان نظصصرة البلغايي ص ف ص القصصرن الرابصصع مصصن الجصصرة كصصانت متححصصدة ف ص هصصذا القيصصاس‬
‫بأطإصصاره العمصصام ‪ ،‬فهصذا أبصصو هلل العمسصكري )ت ‪ 395 :‬هصص( قصصد أشصصار الص الصاز بعمنصصاه الواسصصع‬
‫ونظصصر لصصه مصصن القصصرآن الكريص فص صصصنوف السصتحعمارات القرآنيصصة ‪ ،‬وقصصد أوضصصح رأيإصصه فص التحنصصصيص‬
‫على ذلك بقوله ‪» :‬ول بد لكل استحعمارة وماز من حقيقة ‪ ،‬وهي أصل الدللة علصة العمنص فص‬
‫اللغة« )‪.(1‬‬
‫ويإهمنصصا مصصن هصصذا القصصول أنصصه جعمصصل الصصاز قسصصيما للحقيقصصة ‪ ،‬واعتحصصب السصتحعمارة كصصذلك ل‬
‫فرق بينهما وبي الاز ‪ ،‬وكانت تطبيقاته ف هذا النهج إستحعمارات القرآن‪.‬‬
‫والصصق أن أبصصا هلل كصصان ذا حصصدس إسصتحعماري ‪ ،‬وحصصسم بيصصان ‪ ،‬وذائقصصة بلغايصصة ناضصصجة‬
‫فيمصصا أورده مصصن شصواهد قرآنيصصة فص هصصذا القصصام ‪ ،‬ففصصي قصوله تعمصصال ‪ ) :‬وأقدمنا البى مبا عملبوا مبن‬
‫عمل فجعلناه هباءء منثورا )‪ .(2) ( (23‬يإقصصول أبصصو هلل ‪ » :‬حقيقتحصصه عمصصدنا ‪ ،‬وقصصدمنا أبلصصغ ‪،‬‬
‫لنه ددل فيه على ماكان من إمهاله لم ‪ ،‬حصت كصأنه كصصان غاائبصا عنهصم ‪ ،‬ثص قصدم فصأطإلع علصصى‬
‫غاي ما يإنبغي فجازاهم بسبه ‪ ،‬والعمن الامع بينهما العمدل فص شدة النكيص ‪ ،‬لن العممصد الص‬
‫إبطال الفاسد عدل ‪ ،‬وأما قوله ) هباءء منثورا ( فحقيقتحه أبطلناه ‪ ،‬حت لص يصصل منصه شيء‬
‫‪ ،‬والستحعمارة أبلغ ‪ ،‬لنه إخراج ما ل يإرى ال ما يإرى «)‪.(3‬‬
‫وكان السيد الشريإف الرضي ) ت ‪ 406 :‬هص ( قد ألف كتحابي ف الصاز ‪ :‬لمصصا أهيصة‬
‫نقديإصصة وبلغايصة فص البحصصث البيصصان فص القصصرآن وعنصصد العمصصرب وهصا ‪» :‬تلخيصصص البيصصان فص مصصازات‬
‫القرآن« و » والازات النبويإة « ‪ ،‬وكان‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬العمسكري ‪ ،‬كتحاب الصناعتحي ‪.276 :‬‬
‫)‪ (2‬الفرقان ‪.23 :‬‬
‫)‪ (3‬العمسكري ‪ ،‬كتحاب الصناعتحي ‪.277 :‬‬

‫‪22‬‬
‫إطإلق الص صصاز فص ص هص صذيإن الثريإص صصن يإشص صصمل السص صتحعمارة والتحشص صصبيه والتحمثيص صصل والص صصاز نفسص صصه ‪ ،‬كمص صصا‬
‫سيتحضصصح فيمصصا بعمصصد ‪ ،‬لكنصصه فص ص عرضصصه الصصصطلحي أضصصيق دائصصرة مصصن فضفاضصصية السص صتحعممال‬
‫ال صصاحظي ‪ ،‬وعم صصوميتحه عن صصد الرم صصان ‪ ،‬واتس صصاعه عن صصد إب صصن جنص ص والوق صصوف ب صصه عن صصد السص صتحعمارة‬
‫فحسب عند أب هلل‪.‬‬
‫وقصصد عصصب إبصصن رشصصيق القيوان ص ) ت ‪ 456 :‬هص ص ( أن العمصصرب كصصثيا مصصا تس صتحعممل الصصاز‬
‫وتعمده من مفاخر كلمها )‪.(1‬‬
‫ونظرته ف هذا نظرة من سبقه ف العمن العمام‪.‬‬
‫إذن فمصطلح الاز بعمناه الواسع عريإق من ناحيتحي ‪:‬‬
‫الوألى ‪ :‬اسصتحعممال النقصصاد والبلغاييص العمصصرب لصصه مصصن قبصل أن تتحبلصصور دللتحصصه الصصصطلحية‬
‫الدقيقة‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬وروده ف الظان البيانية واللغويإصة والتحفسصييإة بعمنص يإقابصل القيقصة ‪ ،‬وإن اشتحمل‬
‫على جلة من أنواع البيصصان ‪ ،‬أو قصصصدت بصصه السصتحعمارة باعتحبارهصا تقابصل القيقصصة لنصصا اسصتحعممال‬
‫مازي‪.‬‬
‫والصصذي نريإصصد أن ننصصوه بصصه أن هصصذا الصصصل معمصدرف بالصصصالة منصصذ عهصصد مبكصصر فص خطصصوطإه‬
‫الول ‪ ،‬وليسم هو من ابتحكار العمتحزلة ‪ ،‬بقدر ما لصصم مصصن فضصصل فص السصصاهة فيصصه شصأنم بصذلك‬
‫شأن البلغايي فيما بعمد عصر الرضي وعبد القاهر‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ مجاز القرآن في مرحلة التأصيل ‪:‬‬


‫يإبصصدو أن إبصصن قتحيبصصة ) ت ‪ 276 :‬ه ص ( كصصان سصصباقا الص بصصث الصصاز فص ضصصوء القصصرآن فص‬
‫كتحصصابه » تأويإصصل مشصصكل القصصرآن « ولكصصن التححقيصصق فص الوضصصوع لصديإه لص يثصل عمل مسصتحقل فص‬
‫هذا الباب ‪ ،‬بل شدكل بابا ف الكتحاب‪.‬‬
‫وكان الدور الذي قام به الشريإف الرضي ) ت ‪ 406 :‬هص ( دورا حافل ‪ ،‬إذ كتحب »‬
‫تلخيص البيان ف مازات القرآن « فكان بثا متحفردا ومتحخصصا ف الوضوع‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ابن رشيق ‪ ،‬العممدة ف ماسن الشعمر ‪.265 / 1 :‬‬

‫‪23‬‬
‫وجصصاء الشصصيخ عبصصد القصصاهر الرجصصان ) ت ‪ 472 :‬ه ص ( فسصصلط الضصواء علصصى الصصاز فص‬
‫كتحصصابيه » دلئصصل العجصصاز « و » أسص صرار البلغاصصة « فكصصان النظدصصر البيصصان فص ص التحطصصبيق القرآنص ص‬
‫للمجاز ‪ ،‬حت بلغ البحث الازي على يإديإه مرحلة النضج العملمي والتحجديإد البلغاي ‪ ،‬فعماد‬
‫كل منسجما ‪ ،‬وقالبا واحدا متحجانسا بالعمن الصطلحي الدقيق لفهوم الاز‪.‬‬
‫وأتصصى بعمصصد هصصؤلء جصار الص ممصصود بصن عمصصر الزمشصصري ) ت ‪ 538 :‬ه ص ( فصصاعتف مصصن‬
‫بري الرضي والرجان ‪ ،‬ما قدوم به أوده ‪ ،‬وصدحح منهجه ‪ ،‬وأضاف دقة الختحيصصار ‪ ،‬ولطصصف‬
‫التحنظي‪.‬‬
‫فكان الزمشري وهؤلء القطاب الثلثة قد دفعموا بجاز القرآن فنا ال مرحلة التحأصصيل‬
‫‪ ،‬وبلغوا به شوطإا ال قمة التحأهيل ‪ ،‬فعماد معملما بارزا ف التحشخيص ‪ ،‬وعلمصا قائمصا يإشصار إليصه‬
‫بالبنان‪.‬‬
‫وسنقتحصصصر فص الصديإث عنصصد هصصذه الرحلصصة علصصى هصصؤلء العلم ضصصمن حصصدود مقتحضصصبة ‪،‬‬
‫ولسات إشاريإة عاجلة ‪ ،‬مهمتحها إعلم الهود ‪ ،‬وإنارة العمال ليسم غاي‪.‬‬
‫ول يإعمن التحأكيد على هصصؤلء العلم ‪ :‬الغصض مصصن منزلصة الخريإصن ‪ ،‬أو بصصسم البلغاييص‬
‫حقصصوقهم ‪ ،‬ولكصصن التحوسصصع فص » مصصاز القصصرآن « عنصصد إبصصن قتحيبصصة والشصريإف الرضصصي وعبصصد القصصاهر‬
‫والزمشص صصري ‪ ،‬قص صصد فص صصاق فص ص مرحلص صصة التحأصص صصيل ‪ ،‬واسص صتحقرار الصص صصطلح الص صصازي ‪ ،‬حص صصدود الشص صصارة‬
‫والختحصصار عنصصد غايهصم ‪ ،‬وهصصو مصا وقفنصصا عليصه ‪ ،‬لصصذا فصإن حصديإثنا عنهصصم أمصصسم صصلة ‪ ،‬وألصصصق‬
‫لمة ‪ ،‬برحلة التحأصيل منه عند سواهم‪.‬‬
‫وم صصع ه صصذا فق صصد أشص صرنا فص ص نايإ صصة ه صصذا البح صصث الص ص طإائف صصة م صصن العلم الص صذيإن س صصاهوا‬
‫بإمكانات متحفاوتة ف هذا الال ‪:‬‬
‫‪1‬ص عقد إبن قتحيبة ) ت ‪ 276 :‬هص ( بابا خاصا للمجاز فص كتحصصابه ‪ » :‬تأويإصصل مشصصكل‬
‫القرآن «)‪ .(1‬ويإبدوا أن الدف من ذلك كان كلميا ‪ ،‬لن أكثر‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬حققه ف طإبعمة منقحة الدكتحور السيد أحد صقر وطإبع عدة مرات ‪ :‬مطبعمة اللب‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫غالصصط التحصصأولي كصصان مصصن جهصصة الصصاز فص التحأويإصصل ‪ ،‬فتحشصصعمبت بصصم الطصصرق ‪ ،‬واختحلفصصت النحصصل ‪،‬‬
‫وكان بإمكان هؤلء أن يإرجعمصوا الص سصعمة الصاز ‪ ،‬فيحسصم المصر ‪ ،‬وتتحبسصط الصدللت ‪ ،‬ل أن‬
‫يملوا ماورد منه ف القرآن على القيقة فتحضدلهم الشبهات‪.‬‬
‫وقصصد عمصصد أبصصن قتحيبصصة لبعمصصاض مصصن آيإصصات القصصرآن الكريص ‪ ،‬وشصصرح فص ضصصوئها مصصا يإصصذهب‬
‫اليصصه أهصصل التحأويإصصل القصصائلي بالقيقصصة دون الصصاز ‪ ،‬ليعمصصود بصصذلك ال ص دائصصرة الصصاز فينفصصي مصصا قصصالوا‬
‫جلة وتفصيل‪.‬‬
‫وسيمر علينا ف مال التحطبيق ليإات القصرآن الزيإصد مصن رده علصى القصائلي ببطلن الاز‬
‫فص القصصرآن ‪ ،‬ومستحشصصهدا علصصى صصصحة القصصول بصصه مصصن خلل السصتحعممال اليصصدان عنصصد العمصصرب فص‬
‫حياتم اليومية للفاظ متحداولة ‪ ،‬وعبارات قائمة ل يكن تأويإله إل بالاز‪.‬‬
‫ولكصصن اللحصصظح عنصصد أبصصن قتحيبصصة أنصصه قصصد يلصصط القيقصصة بالصصاز ‪ ،‬فتححصصار باعتحبصصاره الصصاز‬
‫أحيانا ‪ ،‬والقيقة مازا ‪ ،‬ويشر لذلك جلة من اليإات القرآنية دليل على الوضوع‪.‬‬
‫فهو كما يإصرى أسصتحاذنا الصدكتحور بدوي طإبانصة ‪ :‬ل يإصرى فص إرادة القيقصة عجبصا فص مثصل‬
‫قوله تعمال للسماء والرض ‪:‬‬
‫) ائتيا طوعاء أوأ كرها ( وقولما ‪ ) :‬أتينا طابئعين ( )‪ .(1‬أو قوله لهنم ) هببل امتلت‬
‫( فتحقص صصول ‪ ) :‬ه ببل م ببن لمزي ببد ( )‪ .(2‬لن الص ص تبص صصارك وتعمص صصال يإنطص صصق اللص صصود واليإص صصدي والرجص صصل‬
‫ويإسدخر البال والطي بالتحسبيح )‪.(3‬‬
‫والق أن ابن قتحيبة صاحب مدرسة إجتحهاديإة ف استحنباط الاز من القرآن ‪ ،‬فهو ييل‬
‫فكره ‪ ،‬ويإستحعممل حدسه البلغاي ف استحكناه الاز القرآن ليحقق مذهبه الكلمي فص إثبصصات‬
‫الاز خلفا لفهم الطاعني بوقوعه ف القرآن‪.‬‬
‫ففي قوله تعمال )إن اللذين ءامنوا وأعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬فصلت ‪.11 :‬‬
‫)‪ (2‬ق ‪.30 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬بدوي طإبانة ‪ ،‬البيان العمرب ‪ 27 :‬وانظر مصادره‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫وألداء )‪ (1) ( (96‬يإرى أنه ليسم كما يإتحأولون ‪ ،‬وإنصا أراد أنصه يعمصل لصم فص قلصوب العمبصاد مبة ‪،‬‬
‫فأنت ترى الخلص التحهد مببا ال الب والفصصاجر ‪ ،‬مهيبصا ‪ ،‬مصذكورا بالميصل ‪ ،‬وناصوه قصصول الص‬
‫سصصبحانه وتعمصصال ف ص قصصصة موسصصى ‪ : 7‬ص ) وأألقيببت عليببك محبلببة لمنلببي ( )‪ ، (2‬ل ص يإصصرد ف ص هصصذا‬
‫الوضوع أن أحببتحك ‪ ،‬وإن كان يبه ‪ ،‬وإنا أراد أنه حببه إل القلصصوب ‪ ،‬وقدربصه مصن النفصصوس ‪،‬‬
‫فكان ذلك سببا لنجاته من فرعون ‪ ،‬حت استححياه ف السنة الت يإقتحل فيها الولدان )‪.(3‬‬
‫ويإسصتحمر أيإصصن قتحيبصصة ف ص عمليصصت السصتحنباط والسصتحدلل عليصصه مصصن خلل ذائقتحصصه الفنيصصة ‪،‬‬
‫وترسه ف طإلقة البيان العمرب ‪ ،‬فيذهب بالاز ال ابعمد حدوده الصطلحية ‪ ،‬وكصصأنه فصدن قصد‬
‫صل من ذي قبل ‪ ،‬وهذا من ميزات ابن قتحيبة ف استحقراء البعمد الازي‪.‬‬ ‫تأ د‬
‫ولعمل من طإريإف ما استحددل عليه بسجيتحه الفطريإصصة قصوله تعمصصال ‪ ) :‬وأجعلنا نبومكم سبباتا‬
‫)‪ .(4) ( (9‬فيذهب أن ليسم السبات هنصصا النصوم ‪ ،‬فيكصون معمنصصاه فجعملنصا نصصومكم نومصصا ‪ ،‬ولكصن‬
‫السصصبات الراحصصة ‪ ،‬أي جعملنصصا النصصوم راحصصة لبصصدانكم ‪ ،‬ومنصصه قيصصل ‪ :‬يإصصوم السصصبت ‪ ،‬لن اللصصق‬
‫اجتحمع يإوم المعمة ‪ ،‬وكان الفراغ منه يإوم السبت ‪ ،‬فقيل لبن إسرائيل ‪ :‬استيوا ف هذا اليوم‬
‫‪ ،‬ول تعممل صوا شصصيئا ‪ ،‬فسصصمي يإصصوم السصصبت ‪ ،‬أي ‪ :‬يإصصوم الراحصصة‪ .‬وأصصصل السصصبت التحمصصدد ‪ ،‬ومصصن‬
‫تصصدد اسص صتاح ‪ ،‬ومنصصه قيصصل ‪ :‬رجصصل مسصصبوت ‪ ،‬يإقصصال ‪ :‬سص صبتحت الص صرأة شصصعمرها ‪ ،‬إذا نفضص صتحه مصصن‬
‫العمقص وأرسلتحه ‪ ،‬ث قد يإسمى النوم سباتا ‪ ،‬لنه بالتحمدد يإكون )‪.(5‬‬
‫بذا التحذوق الدلل ‪ ،‬والنظر الوضوعي ‪ ،‬فهم ابن قتحيبصة مصاز القصرآن ‪ ،‬فهصل كصصان مصن‬
‫الؤصلي له ‪ ،‬هذا ما اعتحقده بدود غاي مبالغ فيها ‪ ،‬شصاهدها عشصرات الصصفحات فص تأويإصل‬
‫مشكل القرآن وقد خصصها لاز‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬مري ‪.96 :‬‬
‫)‪ (2‬طإه ‪.39 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬ابن قتحيبة ‪ ،‬تأويإل مشكل القرآن‪.‬‬
‫)‪ (4‬النبأ ‪.9 :‬‬
‫)‪ (5‬ظ ‪ :‬ابن قتحيبة ‪ ،‬تأويإل مشكل القرآن‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫القصصرآن بصصا يإعمصصد مصصن أروع البحصصوث النجصصزة فص الوضصصوع ‪ ،‬وسصتحقرأه فص جزئيصصات متحنصصاثرة فص هصصذا‬
‫الكتحاب ‪ ،‬قد سبق ال نقطتحي مهمتحي ف خدمة ماز القرآن ‪:‬‬
‫الوألى ‪ :‬إشصصارته منصصذ عهصصد مبكصصر الص مسصصألة الطعمصصن علصصى القصصرآن فص وقصصوع الصصاز فيصصه ‪،‬‬
‫ومناقشتحه ذلك ورده على الطاعني بالوروث الازي عند العمرب وف القرآن الكري‪.‬‬
‫الثانيببة ‪ :‬إيإ صراده مفصصردات علمصصي العمصصان والبيصصان ف ص صصصدر كتحصصابه بأسأصصائها الصصصطلحية‬
‫)‬
‫الدقيقة الصت تعمصصارف عليهصا التحصأخرون عصن عصصصره ‪ ،‬وإن اسصتحخدام كلمصة الصاز بفهومهصا العمصصام‬
‫‪.(1‬‬
‫وزيإادة على مصا تقصصدم فقصد جعمصصل الصاز قسصيما للحقيقصة ‪ ،‬لنصصه قسصم الكلم الص حقيقصة‬
‫وماز)‪.(2‬‬
‫وذهصصب الص أن أكصصثر الكلم إنصصا يإقصصع فص بصصاب السصتحعمارة)‪ .(3‬وهكصصذا شصصأن كصصل مصصا هصصو‬
‫أصيل أن يإعمطيك الدقة قدر الستحطاع‪.‬‬
‫‪ 2‬ص ولي صصسم جديإ صصدا أن يإك صصون أب صصو الس صصن الشص صريإف الرض صصي ) ت ‪ 406 :‬ه ص ص ( عال صصا‬
‫موسوعيا ف الصاز بعمامصة ‪ ،‬والصاز النبصوي والقرآنص باصصة ‪ ،‬فقصد كصان ضصليعما ببلغاة العمصرب ‪،‬‬
‫وعلصصوم القصصرآن ‪ ،‬واللغصصة ‪ ،‬والشصصعمر ‪ ،‬والنصصثر ‪ ،‬وحسصصن اختحيصصاره لطائفصصة هائلصصة مصصن خطصصب وحكصصم‬
‫ورس صصائل أميص ص ال صصؤمني الم صصام عل صصي ‪ ، 7‬وتس صصميتحه ل صصذلك ب ص ص » ن صصج البلغا صصة «)‪ (4‬وتعمليق صصاته‬
‫وش صصروحه ووقف صصاته ولس صصاته البلغاي صصة علي صصه ‪ ،‬دلي صصل ريإ صصادته الولص ص فص ص الف صصن البلغا صصي ‪ ،‬وترس صصه‬
‫الستحقرائي لبعماده الختحلفة‪.‬‬
‫وكتحابه القيم تلخيص البيان ف مازات القرآن « )‪ (5‬حافل بالاز‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬ابن قتحيبة ‪ ،‬تأويإل مشكل القرآن ‪.15 :‬‬
‫)‪ (2‬الصدر نفسه ‪.78 :‬‬
‫)‪ (3‬الصدر نفسه ‪.101 :‬‬
‫)‪ (4‬طإبع مستحقل بتححقيق ممد عبده ‪ ،‬وطإبع بشرح ابن أب الديإد بتححقيق ممد أبو الفضل إبراهيم‪.‬‬
‫)‪ (5‬حققه الستحاد ممد عبد الغن حسن ‪ ،‬دار إحياء الكتحب العمربية ‪ ،‬القاهرة ‪.1955 ،‬‬

‫‪27‬‬
‫اللغصصوي مصصن القصصرآن وضصصروبه التحشصصعمبة ‪ ،‬ولكنصصه يإؤكصصد فيصصه » الس صتحعمارة « والس صتحعمارة جصصزء مصصن‬
‫الاز تكون علقة الشابة ؛ وهكذا الستحعمارة ف القرآن‪.‬‬
‫ويإرى الدكتحور بدوي طإبانة أن نقصا كبيا قد طإرأ على الكتحاب من أولصصه ‪ ،‬فل تقصرأ فص‬
‫بدئه ما اعتحدنا رؤيإة مثله ف أكثر الؤلفات من خطبة الكتحاب ‪ ،‬وما حفز صاحبه على تصصأليفه‬
‫‪ ،‬ومنهجه ف التحأليف ‪ ،‬ولكن أول هذا الطبوع تام لكلم سابق يإتحعملق بالاز الذي ف أوائل‬
‫سورة البقرة ال قوله تعمال ) وأنطبع على قلوبهم ( )‪.(1‬‬
‫وكصصان يكصصن لصصو عصصثر علصصى هصصذا الفقصصودة ‪ ،‬أن يإتحصصبي بصصالنص معمن ص الصصاز عنصصد الش صريإف‬
‫الرضي ‪ ،‬وعلى كل حصال فصإنه يإقصصصر الدراسصصة علصصى البحصصث فص مصازات القصصرآن ‪ ،‬أي اللفصصاظ‬
‫الستحعمملة ف غاي ما وضعمت له ‪ ،‬وأكثر كلمه عن الستحعمارات الواردة ف القرآن )‪.(2‬‬
‫ويإبدو ان المر قد التحبصسم علصى الصدكتحور بصدوي طإبانة فص بصدايإات الطبصوع مصن تلخيصص‬
‫البي صصان ‪ ،‬وال صصذي يإتحض صصح بلء أن البدايإ صصة الوج صصودة ك صصانت م صصن قص صوله تعم صصال ) ختببم الب ب علببى‬
‫قلببوبهم وأعلببى سببمعهم ( )‪ ، (3‬وهصصي اليإصصة السصصابعمة مصصن البقصصرة ‪ ،‬و) طإبصصع علصصى قلصصوبم ( هصصي‬
‫اليإصة السصصابعمة والثمصانون مصصن التحوبصصة ‪ ،‬وكصصانت شصاهدا علصصى مصصا أورده الشصريإف الرضصصي مصصن معمنص‬
‫)‪(4‬‬
‫التحصصم ومعمنص ص الطبصصع ‪ » ،‬لن الطبصصع مصصن الطصصابع ‪ ،‬والتحصصم مصصن الصصات ‪ ،‬وهصصا بعمن ص واحصصد «‬
‫فكان كلم الرضي متحعملقا بجاز التحم ال قوله تعمال ) وأعلى أبصارهم غاشاوأة ( )‪.(5‬‬
‫وطإريإقة الشريإف الرضي ف معمالاته لاز القرآن ف تلخيص البيان إستحقراء القرآن على‬
‫ترتيبه الصحفي ‪ ،‬فيتحعمقب اليإات ف السور القرآنيصة بسصب تسلسصلها آيإة آيإصة فإذا لصح الصاز‬
‫وقف عنده وقفة الفاحص البي ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬التحوبة ‪.87 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬بدوي طإبانة ‪ ،‬البيان العمرب ‪.30 :‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪.7 :‬‬
‫)‪ (4‬الشريإف الرضي ‪ :‬تلخيص البيان ‪.113 :‬‬
‫)‪ (5‬البقرة ‪.7 :‬‬

‫‪28‬‬
‫وأجرى لقلمه العمنان ف حدود الستحعممال الازي دون إياز مل أو إطإناب مدل كما يإقال‪.‬‬
‫وهصصو فص ذلصصك منظصصر ومطبصدصق فص آن واحصصد ‪ ،‬ومعمتحصدد برأيإصصه البيصصان دون تصصردد ‪ ،‬فهصصو يإصصورد‬
‫الصصاز ويإشصصرحه ويإستحشصصهد عليصصه ‪ ،‬ويإنصصاقش فيصصه ‪ ،‬ويإثبصصت القصصول الصصراح باجتحهصصاده القصصائم علصصى‬
‫أس صصاس الكش صصف والب صصداع والتحب صصادر ال صصذهن م صصن خلل عمق صصه اللغ صصوي ‪ ،‬ومنهج صصه البلغا صصي ‪،‬‬
‫ومزونه الثقاف الستحفيض‪.‬‬
‫وكان هذا العممل سبقا فريإدا الص الوضصوع ‪ ،‬لص يإشاركه فيصه أحصد قبلصه ‪ ،‬وقصد سار علصى‬
‫منواله من جاء بعمده ولكن ف حدود مقتحضبة ل تنهض بكتحاب مستحقل فيما أعلم‪.‬‬
‫» ومصصن هنصصا كصصان » تلخيصصص البيصصان « أول كتحصصاب كامصصل ألصصف لغصصرض واحصصد ‪ ،‬وهصصو‬
‫متحابعمة الازات والستحعمارات ف كلم ال كله سورة سورة وآيإصة آيإصة ‪ ،‬ومصن هنصا كصانت القيمصة‬
‫العملمية لذا الكتحاب الذي ل يإؤلف مثله لذا الغصصرض‪ .‬فهصصو يإقصصوم فص الصتاث العمربص السصصلمي‬
‫وحص صصده شص صصاهدا علص صصى أن الشص صريإف الرضص صصي خطص صصا أول خطص صصوة فص ص التحص صصأليف فص ص مص صصازات القص صصرآن‬
‫واسص صتحعماراته تأليف صصا مسص صتحقل ب صصذاته ‪ ،‬ولص ص يإ صصأت عرض صصا فص ص خلل كتح صصاب ‪ ،‬أو باب صصا م صصن أبص صواب‬
‫مصدنف « )‪.(1‬‬
‫وإنك لتحجد ف منهجه هذا شذرات تلتحقط وأنت ضني با‪.‬‬
‫‪ 1‬ص ففي قوله تعمصصال ) فأينما تولوا فثببم وأجببه الب ( )‪ (2‬فصصإنه يإنفصصي السصصمية والهصصة عصصن‬
‫البصصاري تعمصصال ويإوجههصصا ناصصو الصصاز بقصوله » أي جهصصة التحقصصرب الص الص ‪ ،‬والطريإصصق الدالصصة عليصصه ‪،‬‬
‫ونواحي مقاصده ومعمتحمداته الاديإة إليه « )‪.(3‬‬
‫‪ 2‬ص وفص قصوله تعمصصال ) ال وألبلي البذين ءامنبوا يخرجهبم مبن الظلمبات البى النبور وأالبذين‬
‫كفروأا أوأليآؤهم الطاغاوت يخرجونهم من النور الى الظلمات ( )‪.(4‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ممد عبد الغن حسن ‪ ،‬مقدمة تلخيص البيان ‪.30 :‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.115 :‬‬
‫)‪ (3‬الشريإف الرضي ‪ :‬تلخيص البيان ‪.118 :‬‬
‫)‪ (4‬البقرة ‪.257 :‬‬

‫‪29‬‬
‫فيصذهب الرضصصي أن الصراد منهصصا » إخصراج الصصؤمني مصصن الكفصصر الص اليصصان ومصصن الغصصي الص‬
‫الرش صصاد ‪ ،‬ومصصن عميصصاء الهصصل الص ص بص صصائر العمل صصم‪ .‬وك صصل م صصا فص ص القصصرآن مصصن ذك صصر الخص صراج م صصن‬
‫الظلمصصات ال ص النصصور فصصالراد بصصه ماذكرنصصا‪ .‬وذلصصك مصصن أحسصصن التحشصصبيهات‪ .‬لن الكفصصر كالظلمصصة‬
‫الصصت يإتحسصصكع فيهصصا الصصابط ويإضصصل القاصصصد‪ .‬واليصصان كصصالنور الصصذي يإصصؤمه الصصائر ‪ ،‬ويإهتحصصدي بصصه‬
‫الائر ‪ ،‬لن عاقبة اليان مضيئة باليان والثواب ‪ ،‬وعاقبة الكفر مظلمة بصالحيم والعمصصذاب‪.‬‬
‫وف لسانم ‪ :‬وصف الهل بالعممى والعممه ‪ ،‬ووصف العملم بالبصر واللية « )‪.(1‬‬
‫‪ 3‬ص ويمصصل الرضصصي ق صوله تعمصصال ) وأقيببل يبباأرض ابلعببي مببآءك وأيببا سببماء أقلعببي وأغايببض‬
‫المبباء وأقضببي المببر ( )‪ (2‬علصصى الس صتحعممال الصصازي ف ص صصصدور المصصر منصصه تعمصصال ‪ ،‬ويإقصصول ‪» :‬‬
‫لن الرض والسص صصماء ليإصص صصح أن تص صصؤمرا أو تاطإب صصا‪ .‬لن المص صصر والطص صصاب ل يإكونص صصان إل لص صصن‬
‫يإعمقصصل ‪ ،‬ول يإتحوجهصصان إل لصصن يإعمصصي ويإفهصصم‪ .‬فصصالراد إذن بصصذلك ‪ ،‬الخبصصار عصصن عظيصصم قصصدرة الص‬
‫سبحانه ‪ ،‬وسرعة مضي أمره ‪ ،‬ونفصصاذ تصصدبيه ناصصو قصوله ) انما قولنا لشبيء إذا أردنباه أن نلقبول‬
‫له كن فيكون )‪ ، (3) ( (40‬إخبار عن وقوع أوامره من غاي معماناة ول كلفة ‪ ،‬ول لغوب ول‬
‫مشقة‪.‬‬
‫وفص ص هصصذا الكلم أيإضصصا فائصصدة أخصصرى لطيفصصة‪ .‬وهصصو أن قص صوله سصصبحانه ) يببا أرض ابلعببي‬
‫مببآءك ( أبلصصغ مصصن قص صوله ‪ :‬يإصصا أرض اذهصصب بائصصك‪ .‬لن فص ص البتحلع دليل علصصى إذهصصاب الصصاء‬
‫بسرعة ‪ ...‬وكذلك الكلم ف قوله سبحانه ) وأيا سماء أقلعي ( لن لفظح القلع ههنا أبلغ‬
‫مص صصن لفص صصظح النلء‪ .‬لن فص ص القلع أيإضص صصا معمنص ص السص صراع بإزالص صصة السص صصحاب ‪ ،‬كمص صصا قلنص صصا فص ص‬
‫البتحلع‪ .‬وذلك أدل على نفصصاذ القصصدرة ‪ ،‬وطإواعيصة المصور ‪ ،‬مصصن غايص وقفصصة ول لبثصة ‪ ،‬هصصذا الص‬
‫ما ف الزاوجة بي اللفظي من البلغاة العمجيبة والفصاحة الشريإفة « )‪.(4‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الشريإف الرضي ‪ ،‬تلخيص البيان ‪.121 :‬‬
‫)‪ (2‬هود ‪.44 :‬‬
‫)‪ (3‬النحل ‪.40 :‬‬
‫)‪ (4‬الشريإف الرضي ‪ ،‬تلخيص البيان ‪.162 :‬‬

‫‪30‬‬
‫وفص ص قص صوله تعم صصال ) ففتحن ببا أب ببواب الس ببمآء بم ببآء منهم ببر )‪ (11‬وأفجرن ببا الرض عيون ببا‬
‫فالتقى الماء على أمر قد قدر )‪ (1) ( (12‬يإقول الشريإف الرضي ) الراد ص والص أعلصصم ص بتحفتحيصصح‬
‫أبواب السماء تسهيل سبل المطار حت ل يبسها حابسم ‪ ،‬ول يإلفتحها لفت‪ .‬مفهصصوم ذلصصك‬
‫إزالصصة العموائصصق عصصن مصصاري العميصصون مصصن السصصماء ‪ ،‬حصصت تصصصي بنزلصصة حصصبيسم فتحصصح عنصصه بصصاب ‪ ،‬أو‬
‫معمقول أطإلق عنه عقال‪ .‬وقوله ) فالتقى الماء على أمر قد قدر ( أي ‪ :‬اختحلط مصصاء المطصصار‬
‫النهمرة ‪ ،‬باء العميون التحفجرة ‪ ،‬فالتحقى ماءاهصا علصى ماقصدره الص سبحانه ‪ ،‬مصن غايص زيإصادة ول‬
‫نقصان‪ .‬وهذا من أفصح الكلم ‪ ،‬وأوقع العمبارات عن هذه الال «)‪.(2‬‬
‫‪ 5‬ص وأظهر مصا تقصصدم فص مصصاز القصصرآن عنصد الشصريإف الرضصي نسصبة الشصوع والتحصصدع الص‬
‫البل ف قوله تعمال ‪ ) :‬لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشأببعا متصببدعا مببن خشببية الب‬
‫وأتلك المثال نضربها للناس لعلهم يتفكروأن )‪ (3)( (21‬قال الشريإف الرضي ‪ » :‬وهذا القصصول‬
‫على سبيل الاز‪ .‬والعمنص أن البصل لصو كصان مصا يإعمصي القصرآن ويإعمصرف البيصان لشصع فص سأصاعه ‪،‬‬
‫ولتحصدع من عظم شأنه ‪ ،‬وعلى غالظح أجرامه ‪ ،‬وخشونة أكنافه‪ .‬فالنسان أحق بذلك منه ‪،‬‬
‫إذ كان واعيا لقوارعه ‪ ،‬وعالا بصوادعه «)‪.(4‬‬
‫وهصصذا اللحصصظح الصصدقيق فص مازيإصصة اليإصصة عنصصد الشصريإف الرضصصي مصصصدره ‪ :‬أن لزم الشصصوع‬
‫والتحصص صصدع والشص صصية ‪ ،‬والدراك والعمرفص صصة والسص صصماع ‪ ،‬والبص صصل ل يإسص صصمع ول يإعمص صصي ‪ ،‬فتحأمص صصل أيإهص صصا‬
‫النسان وتفدكر با ضربه ال لك من المثال‪.‬‬
‫‪ 6‬ص قلنصصا فيمصصا سصصبق أن أغالصصب مصصا أورده الرضصصي ف ص تلخيصصص البيصصان عبصصارة عمصصا يإقابصصل‬
‫القيقة ف الستحعممال ‪ ،‬والستحعمارة عندهم كالاز باعتحبارها استحعممال مازيإصصا وخلف الصصصل‬
‫اللغوي ‪ ،‬لذا كان » تلخيص البيان « حافل‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬القمر ‪ 11 :‬ص ‪.12‬‬
‫)‪ (2‬الشريإف الرضي ‪ ،‬تلخيص البيان ‪.318 :‬‬
‫)‪ (3‬الشر ‪.21 :‬‬
‫)‪ (4‬الشريإف الرضي ‪ ،‬تلخيص البيان ‪.330 :‬‬

‫‪31‬‬
‫فص ص ص صص صصنوف الس ص صتحعمارات القرآنيص صصة ولعمص صصل مص صصن أبلص صصغ مص صصا أورده تعمقيبص صصا وشص صصرحا وبيانص صصا ‪ ،‬تلص صصك‬
‫السصتحعمارات الصصت كشصصف فيهصصا عصصن ذائقتحصصه الفطريإصصة فص اسصتححياء الصراد القرآنص وسصصأكتحفي بصإيإراد‬
‫بعمض النماذج ف ذلك ‪:‬‬
‫أ ص ف قوله تعمال ) وأتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون )‪ (1)( (93‬قصصال الرضصصي ‪» :‬‬
‫وهذه استحعمارة‪ .‬والراد با ‪ :‬أنم تفرقوا فص الهصواء واختحلفصوا فص الراء ‪ ،‬وتقسصمتحهم الصذاهب ‪،‬‬
‫وتشعمبت بم الولئج)‪ (2‬ومع ذلك فجميعمهم راجع ال ال سبحانه ‪ ،‬على أحد وجهيص ‪ :‬إمصصا‬
‫أن يإكصصون رجوعصصا ف ص الصصدنيا‪ .‬فيكصصون العمن ص ‪ :‬انصصم وإن اختحلف صوا ف ص العتحقصصادات صصصائرون ال ص‬
‫الق صرار بصصأن ال ص سصصبحانه خصصالقهم ورازقهصصم ‪ ،‬ومصصصرفهم ومصصدبرهم‪ .‬أو يإكصصون ذلصصك رجوعصصا ف ص‬
‫الخ صصرة ‪ ،‬فيك صصون العمنص ص أن صصم راجعم صصون الص ص ال صصدار ال صصت جعمله صصا الص ص تعم صصال مك صصان الص صزاء عل صصى‬
‫العمصصال ‪ ،‬ومصصودف الثص صواب والعمقصصاب ‪ ،‬والص ص حيصصث ل يكصصم فيهصصم ‪ ،‬ول يلصصك أمرهصصم إل الص ص‬
‫سبحانه‪.‬‬
‫وشصدبه تصصالفهم فص الصصذاهب ‪ ،‬وتفرقهصصم فص الطرائصصق ‪ ،‬مصصع أن أصصصلهم واحصصد ‪ ،‬وخصصالقهم‬
‫واحد ‪ ،‬بقوم كصانت بينهصم ‪ ،‬وسصائل متحناسصصجة ‪ ،‬وعلئصق متحشصصابكة ‪ ،‬ثص تباعصدوا تباعصصدا قطصع‬
‫تلك العملئق ‪ ،‬وشذب تلك الوصائل ‪ ،‬فصاروا أخيافا)‪ (3‬متحلفي ‪ ،‬وأوزاعا مفتقي «)‪.(4‬‬
‫ب ص وف قوله تعمال ) وأمن اللناس من يعببد الب علبى حبرف فبإن أصبابه خير أطمبأن ببه‬
‫وأإن أصببابته فتنببة انقلببب علببى وأجهببه ( )‪ (5‬يم صصل الرض صصي اليإ صصة عل صصى التحصص صويإر السص صتحعماري ‪،‬‬
‫ويإعمطيك معمن عبادة الصرء ربصه علصى حصرف ‪ ،‬تشصبيها بالقصائم علصى جصرف هصار ‪ ،‬وحصرف هصاو‪.‬‬
‫يإقول ‪ » :‬والراد با ص وال أعلم ص صفة النسان الضطرب الديإن ‪ ،‬الضعميف اليقي ‪ ،‬الذي ل‬
‫تثبت ف الق قدمه ‪ ،‬ول استحمرت عليه مريإرته ‪ ،‬فأوهى شبهة تعمرض له يإنقاد معمها ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬النبياء ‪.93 :‬‬
‫)‪ (2‬الولئج ‪ :‬جع وليجة ‪ ،‬وهي بطانة النسان‪.‬‬
‫)‪ (3‬يإقال ‪ :‬هم أخوة أخياف ‪ ،‬بعمن ‪ :‬أمهم واحدة وآباءهم متحعمددون‪.‬‬
‫)‪ (4‬الشريإف الرضي ‪ ،‬تلخيص البيان ‪ 232 :‬ص ‪.233‬‬
‫)‪ (5‬الج ‪.11 :‬‬

‫‪32‬‬
‫ويإفصصارق ديإنصصه لصصا ‪ ،‬تشصصبيها بالقصصائم علصصى حصصرف مهصواة ‪ ،‬فصصأدن عصصارض يإزلقصصه ‪ ،‬وأضصصعمف دافصصع‬
‫يإطرحه « )‪.(1‬‬
‫ج ص وف قصوله تعمصصال ) وأالذين تبلوءوأ البدار وأاليمبان مبن قبلهبم ( )‪ ، (2‬تصصبز اسصتحقللية‬
‫الشريإف الرضي ف الرأي ‪ ،‬وشخصيتحه ف الدنقد ‪ ،‬واعتحداده بصميم بلغاة العمرب فيقول ‪:‬‬
‫» وهصصذه اسصتحعمارة لن تبصصوؤ الصصدار هصصو اسصتحيطانا والتحمكصصن فيهصصا ‪ ،‬ول يإصصصح حصصل ذلصصك‬
‫علصصى حقيقتحصصه فص ص اليصصان ‪ ،‬فل بصصد إذن مصصن حلصصه علصصى الصصاز والتسصصاع‪ .‬فيكصصون العمنص ص أنصصم‬
‫اسصتحقروا فص اليصصان كاسصتحقرارهم فص الوطإصصان‪ .‬وهصصذا مصصن صصصميم البلغاصصة ‪ ،‬ولبصصاب الفصصصاحة ‪،‬‬
‫وقد زاد اللفظح الستحعمار ههنا معمن الكلم رونقصا‪ .‬إل تصرى كصم بيص قولنا ‪ :‬اسصتحقروا فص اليصان‬
‫‪ ،‬وبيص ص قولنصصا ‪ :‬تبصصوؤا‪ .‬وأنصصا أقصصول أبصصدا ‪ :‬إن اللفصصاظ خصصدم للمعمصصان ‪ ،‬لنصصا تعممصصل فص ص تسصصي‬
‫معمارضها ‪ ،‬وتنميق مطالعمها «)‪.(3‬‬
‫وحديإثنا عن » تلخيص البيان « قد يإطول لو استسصلنا فيصصه ‪ ،‬وفيمصصا قصدمناه مصصن نصصاذج‬
‫غاناء ف إقرار منهج هذه الدراسة القائمة على سبيل الشارة والتحلميح العمابر لهود الؤصلي‪.‬‬
‫والمصصر النظصصور لصدى الشصريإف الرضصصي فص تلخيصص البيصصان يإتحجلصصى فص عصصدة حقصصائق نشصي‬
‫إليها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص استحقلليتحة ف النهج والفكر ‪ ،‬وأولويإتحه ف أولية هذا النهج البلغاصصي كتحابصصا مسصتحقل‬
‫‪ ،‬وكيانا قائما ف ماز القرآن‪.‬‬
‫‪ 2‬ص تصصورعه فص ذات الص عصصن الصصزم فص العمنص القرآن ص ‪ ،‬إذ طإالصصا نصصده يإبصصدأ تعمقيبصصه علصصى‬
‫اليإة بعمبارة ‪ :‬وال أعلم‪.‬‬
‫‪ 3‬ص هصصذه العمبصصارة الشصصرقة ‪ ،‬وهصصذا السصصلوب الص صديإث ‪ ،‬وذلصصك التحصصدافع فص ص اللفصصاظ ‪،‬‬
‫وكأنك تقرأ فيه بلغاي اليوم ل بلغاي القرن الرابع الجري‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الشريإف الرضي ‪ ،‬تلخيص البيان ‪.237 :‬‬
‫)‪ (2‬الشر ‪.9 :‬‬
‫)‪ (3‬الشريإف الرضي ‪ ،‬تلخيص البيان ‪.330 :‬‬

‫‪33‬‬
‫لصصذا فقصصد كصصان سصصليما مصصا قصصرره الصصدكتحور ممصصد عبصصد الغنص حسصصي فص مقصصارنتحه بينصصه وبيص‬
‫سابقيه ‪ :‬أب عبيدة وابن قتحيبة ‪ ،‬ف التحعمصصبي البلغاصصي ‪ ،‬والداء الدبص ‪ ،‬والذائقصة الفنيصصة ‪ ،‬فقصصال‬
‫‪:‬‬
‫» وخذ أي آيإة شئت من كتحاب ال العمزيإز ‪ ،‬وتتحبعمها عند أب عبيصصدة فص مصصازه ‪ ،‬وعنصصد‬
‫ابن قتحيبة ف مشكله ‪ ،‬وعند الشريإف الرضي ف تلخيصص بيصانه ‪ ،‬فإنصصك مصصؤمن معمنصصا فص النهايإصة‬
‫بصصأن سصصليل الصصبيت النبصصوي الكري ص ‪ ،‬كصصان أغاصصزر الثلثصصة بيانصصا ‪ ،‬وأفصصصحهم لسصصانا ‪ ،‬وأبلغهصصم ف ص‬
‫التحعمبي عن مرامي القرآن بعمبارة أدبية مشرقة ناصعمة ‪ ،‬يإتحضح فيها ذوق الديإب ‪ ،‬ورقة الشاعر‬
‫‪ ،‬وحسن البليغ ‪ ،‬أكثر ما يإتحضح فيها فقه اللغوي ‪ ،‬وعلم النحوي « )‪.(1‬‬
‫***‬
‫‪ 3‬ص وأمصصا الصديإث عصصن الشصصيخ عبصصد القصصاهر الرجصصان ) ت ‪ 471 :‬ه ص ( فقصصد سصصبق لنصصا‬
‫القصصول أنصصه مطصصور البحصصث البلغاصصي ‪ ،‬وواضصصع أص صوله الفينصصة )‪ (2‬ف ص كتحصصابي الليلي ص ‪ » :‬دلئصصل‬
‫العجاز « )‪ ، (3‬و » أسرار البلغاة « )‪ .(4‬فقد سب فيهما أغاوار الفن القول شرحا وإيإضاحا‬
‫وتطبيقا ‪ ،‬اعتحن باللباب مصصن هصذا العملصم ‪ ،‬وأكصد فيصصه علصصى الصصانب الصصي النصابض ‪ ،‬وابتحعمصد عصن‬
‫الفهم العمشوائي ‪ ،‬واللط الغوغاائي بي النظريإة البلغاية وتطبيقاتصا ‪ ،‬لص يإعمتص بالصدود القيصدة‬
‫ف علم النطق ‪ ،‬ول يإعمر للقوقعمة اللفظية أهية مطلقا ‪ ،‬كان وكده منصبا حول مصصا يإقصصدمه مصصن‬
‫نتحاج فياض إبداعي يإنهض بذا الفن الصيل ال أوج عظمتحصه ويإصدفع بصه الص ذروة مشصاركتحه فص‬
‫بناء الرم الضاري ‪ ،‬فماذا ين الباحث والتحعملم ‪ ،‬وهصذا العملصصم نفسصصه ‪ ،‬مصن الفصاف فص الصد‬
‫‪ ،‬او الغلظة ف الرسم ‪ ،‬أو الصرامة الضنية ف القاعدة‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ممد عبد الغن حسن ‪ ،‬مقدمة تلخيص البيان ‪.48 :‬‬
‫)‪ (2‬الؤلف ‪ ،‬أصول البيان العمرب ‪ ،‬رؤيإة بلغاية معماصرة ‪.18 :‬‬
‫)‪ (3‬حققه لول مرة كصل مصن السصتحاذ ممصد عبصدة ‪ ،‬وممصد ممصود الشصنقيطي‪ .‬القصاهرة ‪ 1921 ،‬وصصدرت مصؤخرا‬
‫طإبعمة منقحة ‪ ،‬بتححقيق ممود ممد شاكر ‪ ،‬مكتحبة الاني ‪ ،‬القاهرة ‪.1984‬‬
‫)‪ (4‬حققه ‪ ،‬وخرج آيإاته ‪ ،‬وضبطه ضبطا علميا فريإدا السصتحاذ الصدكتحور هلمصوت ريإصت ‪ ،‬مطبعمصة العمصارف ‪ ،‬اسصتحانبول‬
‫‪ 1954 ،‬م‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫انظصصر إليصصه وهصصو يإتححصصدث عصصن أصصصالة » علصصم البيصصان « والصصاز أساسصصه وقاعصصدته الصصصلبة‬
‫ببيان ساحر ‪ ،‬ومنطق جزل ‪ ،‬وهو يإصرح باسأه اصطلحا فيقول ‪:‬‬
‫» ث إنك ل ترى علما هو أرسصخ أصصل ‪ ،‬وأبسصصق فرعصا ‪ ،‬وأحلصى جنص ‪ ،‬وأعصذب وردا‬
‫‪ ،‬وأكصصرم نتحاجصصا وأنصصور س صراجا مصصن » علصصم البيصصان « الصصذي لصصوله ل ص تصصر لسصصانا يصصوك الوشصصي ‪،‬‬
‫ويإصصصوغ اللصصي ‪ ،‬ويإلفصصظح الصصدرر ‪ ،‬ويإنفصصث السصصحر ويإقصصري الشصصهد ‪ ،‬ويإريإصصك بصصدائع مصصن الزهصصر ‪،‬‬
‫وينيصصك اللصصو اليصصانع مصصن الثمصصر ‪ ،‬والصصذي لصصول تفيصصه بصصالعملوم وعنص صايإتحه بصصا ‪ ،‬وتصص صويإره إيإاهصصا ‪،‬‬
‫لبقيصصت كامنصصة مسص صتحورة ‪ ،‬ولصصا اسص صتحبنت لصصا ص ص يإصصد الصصدهر ص ص صصصورة ‪ ،‬ولسص صتحمر السص صرار بأهلتحهصصا ‪،‬‬
‫واستحول الفاء على جلتحها ‪ ،‬ال فوائد ل يإدركها الحصاء ‪ ،‬وماسن ل يصصصرها الستحقصصصاء‬
‫« )‪.(1‬‬
‫لقد بث عبد القاهر ف أسرار البلغاصة مفصصردات » علصصم البيصصان « وفص طإليعمتحهصصا الصاز ‪،‬‬
‫وبصث فص دلئصل العجصاز أغالصب مفرجصات علصصم العمصان ‪ ،‬وكصدر أيإضصصا علصى الصاز‪ .‬والسصبب فص‬
‫هذا واصح لن الاز القرآن من أسرار البلغاة ودلئل العجاز‪.‬‬
‫فالصصاز عنصصده فص أسصرار البلغاصصة نوعصصان ‪ :‬مصصاز عصصن طإريإصصق اللغصصة ‪ ،‬وهصصو الصصاز اللغصصوي ‪،‬‬
‫ومضماره الستحعمارة والكلمة الفردة‪.‬‬
‫وماز عن طإريإق العمن والعمقول ‪ ،‬وهو الاز الكمي ‪ ،‬وتوصف به المصصل فص التحصصأليف‬
‫والسناد )‪.(2‬‬
‫وحد الاز الكمي » أن كل جلصة أخرجصت الكصم الفصصاد بصا عصن موضصصعمه مصصن العمقصصل‬
‫لضرب من التحأويإل فهي ماز )‪.(3‬‬
‫وقد فدرق بي الاز العمقلي واللغوي ف الدود والستحعممال والرادة ‪ ،‬وقال ‪ » :‬أنصصه إذا‬
‫وقصصع فص الثبصصات فهصصو متحلقصصى مصصن العمقصصل ‪ ،‬وإذا عصصرض فص الثبصصت فهصصو متحلقصصى مصصن اللغصصة « )‪.(4‬‬
‫وكل من الازيإن اللغوي‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬عبد القاهر ‪ ،‬دلئل العجاز ‪.4 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.376 :‬‬
‫)‪ (3‬الصدر نفسه ‪.356 :‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬الصدر نفسه ‪.344 :‬‬

‫‪35‬‬
‫والعمقلصصي ل يإصصدرك ال فص الصصتكيب ‪ ،‬ووراء كصصل منهمصصا معمصصان غايص مصصا يإفهصصم مصصن تكصويإن الملصصة‬
‫النحوي ف الياءات النفسية الت يإستحند إليها التحصويإر القرآن )‪.(1‬‬
‫وهصصذا التحقسصصيم لص ص يإكصصن واضصصحا بصصدقتحه هصصذه قبصصل عبصصد القصصاهر بصصل كصصان الصصاز بملتحصصه‬
‫يإشصصمل صصصور البيصصان بعمامصصة ‪ ،‬وقصصد يإتحخصصصص بالسصتحعمارة والصصاز كمصصا هصصي الصصال عنصصد الشصريإف‬
‫الرضي كما أسلفنا‪.‬‬
‫وقد استحنار بذه التحسمية كل من فخصصر الصديإن الصرازي ) ت ‪ 606 :‬ه ص ( وأبص يإعمقصصوب‬
‫السكاكي ) ت ‪ 626 :‬هص ( بل ها قد نسخا رأي عبد القاهر نسخا حرفيا‪.‬‬
‫فصالرازي يإقسصم الصاز الص قسصمي ‪ :‬مصاز فص الثبصصات ‪ ،‬ومصاز فص الثبصصت ‪ ،‬وهصا العمقلصصي‬
‫واللغوي ‪ ،‬وعنده أن الاز فص الثبصات إنصا يإقصصع فص الملصة ‪ ،‬وأن الصاز فص الثبصت إنصا يإقصصع فص‬
‫الفرد)‪.(2‬‬
‫والسكاكي يإقسم الاز ال قسمي ‪ :‬لغوي وعقلي ‪ ،‬واللغوي ال قسصصمي ‪ :‬خصصال مصصن‬
‫الفائصصدة ‪ ،‬ومتحضصصمن لصصا ويإسصصميها الس صتحعمارة‪ .‬إل أنصصه يإغصصض النظصصر عصصن الصصاز العمقلصصي ‪ ،‬ويإؤكصصد‬
‫على اللغوي ‪ ،‬وكأنه ييل ال عدده أساس الاز )‪.(3‬‬
‫وف » دلئل العجاز « ند عبد القاهر يقق القول الصصدقيق فص الصصال الكمصصي عنصصده‬
‫‪ ،‬والعمقلي عنده وعند غايه دمن تبعمه فيه حصت فص التحسصمية ‪ ،‬وهصو برؤيإتحصه الثاقبصة يإلمصسم أن وراء‬
‫الكنايإة والسصتحعمارة فص البيصصان مصازا آخصر غايص الصاز اللغصصوي ‪ ،‬وهصصو الصاز الكمصصي السصتحفاد مصن‬
‫طإريإق العمقل ف أحكام تاريإها على اللفظح وهو متوك على ظاهره)‪.(4‬‬
‫والقول عنده ف التحفريإق بي الاز والستحعمارة ‪ ،‬أن الاز هو‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬فتححي أحد عامر ‪ ،‬فكرة النظم بي وجوه العجاز ‪.123 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬الرازي ‪ ،‬نايإة الياز ‪.48 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬السكاكي ‪ ،‬مفتحاح العملوم ‪ 194 :‬ص ‪.198‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬عبد القاهر ‪ ،‬دلئل العجاز ‪ 293 :‬وما بعمدها ‪ ،‬تقيق ‪ :‬ممود شاكر‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الستحعمارة ‪ ،‬لنه ليسم هو بشيء غايها ‪ ،‬وإنا الفرق أن » الصاز « أعصم ‪ ،‬مصصن حيصصث أن كصل‬
‫)‪.(1‬‬
‫استحعمارة ماز ‪ ،‬وليسم كل ماز استحعمارة‬
‫ان الوعي الازي الذي أدركه عبد القاهر ‪ ،‬ومديز فروقصصه وخصائصصه مصصن أبلصغ مصصا توصصل‬
‫إليه العممق البلغاي للمجاز ‪ ،‬ومن أفضل ما أنتحجه النقد الوضوعي فص صصياغاة النهج التحطصور‬
‫لدقائق الصطلح الازي‪.‬‬
‫وستحجد ص فيما بعمد ص ف كل من فصلي » الاز العمقلي ف القرآن « و » الصاز اللغصصوي‬
‫ف القرآن « سبا لنظريإتحه البلغاية فص الصاز القرآنص ‪ ،‬وإشصارة مغنيصة لطائفصة مصصن آرائصه التحطبيقيصة‬
‫ف الوضوع ‪ ،‬فهناك موضعمها الطبيعمي من البحث‪.‬‬
‫والذي نؤكد عليه هنا أن تنظي عبصد القصاهر فص الصاز جصاء طإافحصصا بآيإصات القصرآن اليصد‬
‫نص ببيصان إعجصاز القصرآن ‪ ،‬فهصصو يإسصتحدل‬ ‫فهي أصل ‪ ،‬وجاء الشصعمر والمثصال فرعصا فيصصه ‪ ،‬لنصه معم د‬
‫عليه بآيإاته الكرية‪.‬‬
‫انظر إليه وهو يإتححدث عن الاز العمقلي‪.‬‬
‫» وهذا الضرب من الاز كثي ف القرآن ‪ ،‬فمنه قوله تعمال ‪ ) :‬تؤتي نأكلها كبلل حيببن‬
‫ب ببإذن ربلهببا ( )‪ ، (2‬وقص صوله عصصز إسأصصه ‪ ) :‬وأإذا نتليببت عليهببم ءايبباته زادتهببم إيمانببا ()‪ ، (3‬وفص ص‬
‫الخصصرى ‪ ) :‬فمنهببم مببن يقببول أيلكببم زادتببه هببذه إيمانببا ()‪ ، (4‬وقص صوله ‪ ) :‬وأأخرجببت الرض‬
‫أثقالها )‪ ، (5)( (2‬وقوله عدز وجدل ‪ ) :‬حتى إذا أقللت سحابا ثقال سقناه لبلد لمليت ()‪.(6‬‬
‫أثبصصت الفعمصصل فص ص جيصصع ذلصصك لصصا ل يإثبصصت لصصه فعمصصل إذا رجعمنصصا الص ص العمقصصول علصصى معمنص ص‬
‫السبب ‪ ،‬وإل فمعملوم أن النخلة ليست تدث الكل ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬عبد القاهر ‪ ،‬دلئل العجاز ‪ 462 :‬تقيق ‪ :‬ممود شاكر‪.‬‬
‫)‪ (2‬إبراهيم ‪.25 :‬‬
‫)‪ (3‬النفال ‪.2 :‬‬
‫)‪ (4‬التحوبة ‪.124 :‬‬
‫)‪ (5‬الزلزلة ‪.2 :‬‬
‫)‪ (6‬العراف ‪.57 :‬‬

‫‪37‬‬
‫ول اليإات توجد العملم ف قلب السامع لا ‪ ،‬ول الرض تصصرج الكصصامن فص بطنهصصا مصن الثقصصال‬
‫‪ ،‬ولكن إذا حدثت فيها الركة بقدرة ال ظهر ما كنز فيها وأودع جوفها ‪...‬‬
‫والنكتحصة أن الصاز لص يإكصصن مصازا لنصصه إثبصصات الكصم لغيص مسصتححقه بصل لنصه أثبصت لصا ل‬
‫يإس صتححق ‪ ،‬تشصصبيها وردا لصصه إل ص مصصا يإس صتححق ‪ ،‬وأنصصه يإنظصصر مصصن هصصذا ال ص ذاك ‪ ،‬وإثبصصاته مصصا أثبصصت‬
‫للفرع الذي ليسم بستححق يإتحضمن الثبات للصل الذي هو الستححق‪.(1)...‬‬
‫‪ 4‬ص وإذا جئنصا إلص دور جصصار الص الزمشصصري ) ت ‪ 358 :‬ه ص ( فسصصنرى لصصه اليصصد الطصصول‬
‫ف ص هصصذا الضصصمار ‪ ،‬وبصصدود كصصبية مصصا أفصصاده مصصن تاصصارب الش صريإف الرضصصي ) ت ‪ 406 :‬ه ص (‬
‫الازيإة ‪ ،‬وما استحقاه من يإنبوع عبد القاهر ) ت ‪ 471 :‬هص ( البلغاي‪.‬‬
‫وكان الزمشري يإهدف ف جهوده الازيإة إل أمريإن ‪:‬‬
‫الوأل ‪ :‬هو الدف الركزي ‪ ،‬وهو كشف بلغاة القرآن وتأكيد إعجازه ‪ ،‬وإثبات تيزه‬
‫ي‪.‬‬
‫ص أرضي وسأاو د‬ ‫ف التحعمبي على كل ن د‬
‫الثاني ‪ :‬الصدف الامشصي فص دعصم الفكصر العمتحزل القائصل باتسصاع الاز فص القصرآن وعنصد‬
‫العمرب بنظور كلمي‪.‬‬
‫وأنصصا أذهصصب مصصذهبه فص ص كل المريإصصن بصصأغالب وجهصصات نظصصره البيانيصصة ‪ ،‬ل علصصى اسصصاس‬
‫معمص صتحزل ‪ ،‬فل علقص صصة ل ص ص بص صصذا اللحص صصظح ‪ ،‬بص صصل مص صصن خلل الذائقص صصة البلغايص صصة والفنيص صصة ف ص ص تقص صصوي‬
‫النصوص العمربية العمليا ليسم غاي‪.‬‬
‫للزمشري ف تطويإر نظريإة الاز القائمة ف القرآن والأثور العمرب كتحابان مهمان ها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص أساس البلغاة)‪.(2‬‬
‫‪ 2‬ص الكدشاف عن حقائق التحنزيإل وعيون القاويإل ف وجوه‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪ 356 :‬ص ‪.357‬‬
‫)‪ (2‬طإبع طإبعمة منقحة فريإدة بتححقيق ‪ :‬عبد الرحيم ممود ‪ ،‬وتقدي ‪ :‬العملمة أمي الول ‪ ،‬القاهرة ‪.1953‬‬

‫‪38‬‬
‫التحأويإصصل )‪ .(1‬أمصصا الول ‪ ،‬فقصصد رتبصصه علصصى أسصصاس جديإصصد مصصن العمصصال العمجميصصة الرائصصدة ‪ ،‬فصصاتبع‬
‫طإريإق صصة » اللفب صصاء « فص ص ترتي صصب مفردات صصه اللغويإ صصة ‪ ،‬وه صصو يإ صصورد الكلم صصة الواح صصدة فص ص اسص صتحعممالا‬
‫القيقي تارة ‪ ،‬وباستحعممالا الازي تارة أخصرى ‪ ،‬ويإعمطصي معمنص كصل منهمصا ‪ ،‬والصذي يإبدوا لنا‬
‫من عمله هذا أنه ييل ال أن معمظم مفردات العمربيصصة مصاز وان البصاقي هصو القيقصصة ؛ وهصصو بصذا‬
‫يقق جهدا تراثيا عظيمصا إزاء هصذه الغايإة ‪ ،‬ويإقصوم بفهرسصة إحصصائية لاز اللغة ‪ ،‬ولصدى ذكصر‬
‫خصائص كتحابه الفنية نده يإشي ال هذه القيقة بقوله ‪:‬‬
‫» ومنهصا تأسصيسم قصواني فصصل الطصاب والكلم الفصصيح ‪ ،‬بصإفراد الصاز عصصن القيقصصة ‪،‬‬
‫والكنايإة عن التحصريإح «)‪.(2‬‬
‫ول يإنسم الغرض من تأليف هذا الكتحاب ف بيان بلغاة القرآن هصصدفا رئيسصصا ‪ ،‬والوقصصوف‬
‫عند وجوه إعجازه ‪ ،‬ولطائف أسراره فقال ‪:‬‬
‫» ول صصا أن صصزل الص ص تعم صصال كتح صصابه متحص صصا م صصن بيص ص الكتح صصب الس صصماويإة بص صصفة البلغا صصة ال صصت‬
‫تقطعمصصت عليهصصا أعنصصاق العمتح صصاق السص صدبق ‪ ،‬وون صصت عنه صصا خط صصا اليصصاد القص صدرح ‪ ،‬كصصان الوف صصق مصصن‬
‫العملماء العلم ‪ ...‬من كانت مطامح نظره ‪ ،‬ومطصارح فكصره ؛ الهصات الصت توصصل الص تبي‬
‫مراسم البلغاء ‪ ،‬والعمثور على مناظم الفصحاء ؛ والخابرة بي متحداولت ألفاظهم ‪ ،‬متحعماورات‬
‫أق صوالم ‪ ... ،‬والنظصصر فيمصصا كصصان النصصاظر فيصصه علصصى وجصصوه العجصصاز أوقصصف ‪ ،‬وبأس صراره ولطصصائفه‬
‫أعرف ‪ ،‬حت يإكون صدر يإقينصه أثلصج ‪ ،‬وسصهم احتحجصاجه أفلصج ‪ ،‬وحصت يإقصال ‪ :‬هصو مصن علصم‬
‫البيان حظي ‪ ،‬وفهمه فيصه جصاحظي‪ .‬والص هصصذا الصصوب ذهصب عبصصد الص الفقيص اليصصه ممصصود بصن‬
‫عمر الزمشري ‪ ،‬عفا ال تعمال عنه ف تصنيف كتحاب أساس البلغاة «)‪.(3‬‬
‫ويإرى الستحاذ أمي الول ف تصديإره لساس البلغاة ‪ :‬أن الزمشري لص يإسصتحقص تتحبصع‬
‫الازات اللغويإة بالنص عليها ف أساسه ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬طإبع عدة طإبعمات ‪ ،‬وصورت طإبعماته بالوفست ‪ ،‬وبي يإدي طإبعمصة دار العمرفصة ‪ ،‬بيوت ) د‪ .‬ت ( وباشصيتحها‬
‫كتحاب النصاف لحد بن الني‪.‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬الزمشري ‪ ،‬أساس البلغاة ‪ ،‬القدمة‪.‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬الصدر نفسه ‪ :‬مقدمة الؤلف‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الذي زعم له نفسه هذه اليزة )‪.(1‬‬
‫وقصصد يإكصصون هصصذا ال صرأي صصصحيحا بصصدود ‪ ،‬إذ ل ص يإكصصن أسصصاس البلغاصصة موسصصوعيا كبقيصصة‬
‫العماجم الطولة ‪ ،‬ولكنه بعممله قد جاء بشيء جديإد من ناحيتحي ‪:‬‬
‫الوألى ‪ :‬التحأكيصصد علصصى السصتحعممال الصازي فص القصصرآن وعنصصد العمصصرب فص معمجمصصه هصصذا فص‬
‫أغالب الفردات وهو ما ل يإفعمله سواه‪.‬‬
‫الثانيببة ‪ :‬أنصصه اتبصصع الطريإقصصة العمجميصصة السصصمحة بالنسصصبة لطلب البحصصث العملمصصي ‪ ،‬فصصالتحزم‬
‫طإريإقة » اللفباء « كما صنع الراغاب ) ت ‪ 502 :‬هص ( فص الفصصردات مصصن ذي قبصل ‪ ،‬ورفصض‬
‫طإريإقة الخارج ف دقتحها ‪ ،‬والبنية ف تعمقيدها ‪ ،‬والباب والفصل ف كل حرف كما هو شأن‬
‫غايه‪.‬‬
‫» وقد رتب الكتحاب على أشهر ترتيب متحداول ‪ ،‬وأسهله متحناول ‪ ،‬يإهجم فيصصه الطصصالب‬
‫على طإلبتحه موضوعة على طإرف الثمام وحبل الذراع ‪ ،‬مصن غايص أن يتحصاج فص التحقصتحي عنهصا الص‬
‫الياف واليإضاح ‪ ،‬وال النظر فيما ل يإوصل ال بإعمال الفكر اليه ‪ ،‬وفيمصصا دقصق النظصصر فيصه‬
‫الليل وسيبويإه «)‪.(2‬‬
‫بذا يتحتحم الزمشري مقدمة كتحابه ‪ ،‬ومهمتحه فيه التحيسي ‪ ،‬وتيئة الناخ العملمي للبحث‬
‫دون عنصصاء ‪ ،‬وهصصو إنصصاز ضصصخم مصصن النصصاحيتحي العملميصصة والفنيصصة‪ .‬وأمصصا الكشصصاف ‪ ،‬فهصصو التحفسصصي‬
‫البيان الذي تلمسم فيه مدى جال الاز القرآن ‪ ،‬وطإلوة رونقصصه ‪ ،‬وعذوبصصة مصصارجه ‪ ،‬ودقصصائق‬
‫اس صتحعممالته ‪ ،‬أو هصصو الكتحصصاب الصصذي تبصصصر بصصه الصصاز حيصصا نابضصصا متحكلمصصا بعمنصصاه الصصصطلحي‬
‫ومناخه الدب معما ‪ ،‬ف ضوء ما أشار إليه ابن قتحيبة ‪ ،‬وما ابتحكصره الشصريإف الرضصصي ومصا أسسصه‬
‫عبد القاهر الرجان‪.‬‬
‫لقصصد فتحصصح الزمشصصري ف ص الكشصصاف عمصصق دراسصصة رقيقصصة مهذبصصة ف ص الصصاز العمرب ص بعمامصصة ‪،‬‬
‫والقرآنص ص باص صصة ‪ ،‬فص صزاد م صصا ش صصاءت ل صصه الزيإ صصادة م صصن نك صصت بلغاي صصة ‪ ،‬وص صصيغ جالي صصة ‪ ،‬ومعم صصان‬
‫إعجازيإة ‪ ،‬وسيورة بيانية ‪ ،‬عاد فيها الكشاف كنزا ل‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬أمي الول ‪ :‬أساس البلغاة بي العمجم ‪ ،‬تعمريإف بالكتحاب ف أوله‪.‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬الزمشري ‪ ،‬أساس البلغاة ‪ ،‬مقدمة الؤلف‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫تفن فرائده ‪ ،‬وبرا فنيا ل تدرك سواحله‪.‬‬
‫وقد تالى ف الكشصاف مصصا أضصافه الزمشصري مصن دللت جاليصة فص نظصصم العمصان ‪ ،‬ومصصا‬
‫بثصصه مصصن العمصصان الثانويإصصة ف ص الصصاز القرآن ص ‪ ،‬والصصت توصصصل اليهصصا بفكصصره النيص ‪ ،‬مصصن خلل نظصصره‬
‫الفاحص ف تقدي التحأخر ‪ ،‬وعائديإة الضمائر ‪ ،‬وأسلوب العمبصارة ‪ ،‬والصتكيب الملصي ‪ ،‬لرصصد‬
‫الضمون البيان ف القرآن التحمثل لصديإه فص التحمثيصل والتحشبيه والستحعمارة وأصصناف الاز ‪ ،‬وهصو‬
‫كثيا التحنقل باللفاظ القرأنية من القيقصة الص الصاز مسصتحعمينا علصى ذلصك بشصؤون الكلم العمربص‬
‫ف الذف والظهار ‪ ،‬والتحقديإر والضمار ‪ ،‬ذلك بإزاء استحجلء إعجاز القصصرآن فنيصصا والتحأكيصصد‬
‫عليه لفظيا ومعمنويإا من خلل معمطيات الشكل وميزات الضمون‪.‬‬
‫صحيح أن الدف الانب عند الزمشري قصد يإكصصون كلميصا كمصصا أسصصلفنا ‪ ،‬ولكصصن هصصذا‬
‫ل يانع من أن يإكون كتحابه هذا جوهرة نان بأمسم الاجة ال امثالا ف تبيي روعصصة القصرآن ‪،‬‬
‫وجال عبارته ‪ ،‬ودقة بلغاتحه‪.‬‬
‫ولسصصت هنصصا فص مصصال الصديإث عصصن الكشصصاف إل إجصصال ‪ ،‬ومصصن خلل هصصذا الجصصال ‪،‬‬
‫أضع نوذجي لتححقيقه الازي بي يإدي البحث ‪ :‬الول ‪ ،‬تعمقيبصصه علصصى قصوله تعمصصال ) الرحمن‬
‫على العرش أستوى )‪ ، (1) ( (5‬فهو يإبحثها بلغايا ف ضوء ما تستحعممله العمرب مازا أو كنايإة‬
‫فص ص معمنص ص العمصصرش والسص صتحواء ‪ ،‬ويإضصصرب لصصذلك الشصصباه والنظصصائر مصصن القصصرآن الكريص ص والصصوروث‬
‫العمرب ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫» ولا كان السصتحواء علصى العمصرش ‪ ،‬وهصصو سصريإر اللصصك مصا يإصصردف اللصصك ‪ ،‬جعملصوه كنايإصة‬
‫عن اللك فقالوا ‪ :‬استحوى فلن على العمرش ‪ ،‬يإريإدون ملك ‪ ،‬وإن ل يإقعمد على السريإر البتحصصة‪.‬‬
‫وقصالوا أيإضصا ص لشصصهرته فص ذلصصك العمنص ومسصاواته ص ‪ :‬ملصصك ‪ ،‬فص مصؤداه وإن كصان أشصرح وأبسصصط‬
‫أدل على صصورة المصر ‪ ،‬وناصوه قولصك ‪ :‬يإد فلن مبسصوطإة ويإصد فلن مغلولصة ‪ ،‬بعمنص أنصه جصواد‬
‫أو بيل ل فرق بي العمبارتي إل فيما قلت ‪ :‬حصت أن مصن لص يإبسصط يإصده بصالنوال قصصط ‪ ،‬أو لص‬
‫تكن له يإد رأسا ‪ ،‬قيل فيه ‪ :‬يإده مبسوطإة لساواته‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬طإه ‪.5 :‬‬

‫‪41‬‬
‫عندهم قولم هو جواد‪ .‬ومنه قصوله تعمصصال ‪ ) :‬وأقالت اليهود يببد الب مغلولببة ( ‪ ،‬أي هصصو بيصصل‬
‫) بل يداه مبسوطتان ( )‪ ، (1‬أي هو جواد من غاي تصور يإد ‪ ،‬ول غال ‪ ،‬ول بسط‪ .‬والتحفسي‬
‫بالنغمة ‪ ،‬والتحمحل للتحثنية من ضيق العمطف ‪ ،‬والسافرة عن علم البيان مسية أعوام «)‪.(2‬‬
‫الثبباني ‪ :‬تعمقيبصصه علصصى ق صوله تعمصصال ‪ ) :‬فمببا ربحببت تجببارتهم ‪ ، (3) ( ...‬قصصال ‪ » :‬فصصإن‬
‫قلصصت ‪ :‬كيصصف أسصصند السصران الص التحجصصارة وهصصو لصصصحابا؟ قلصصت ‪ :‬هصصو مصصن السصصناد الصصازي ‪،‬‬
‫وهو أن يإسند الفعمل ال شيء يإتحلبسم بالذي هو ف القيقة له كما تلبست التحجارة بالشتيإن‬
‫‪ ..‬فإن قلت ‪ :‬هب أن شراء الضللة بالدى وقع مازا فص معمنص السصتحبدال ‪ ،‬فمصصا معمنص ذكصصر‬
‫الربح والتحجارة كأن ت مبايإعمة على القيقصصة؟ قلصصت ‪ :‬هصصذا مصصن الصصصنعمة البديإعمصة الصت تبلصغ بالصاز‬
‫الذروة العمليا ‪ ،‬وهو أن تنساق كلمة مساق الاز ث تقفصصى بأشصصكال لصصا وأخصوات إذا تلحقصصن‬
‫ل تر كلما أحسصن منصه ديإباجصة ‪ ،‬وأكصثر مصاءء ورونقصا وهصو الصاز الرشصح ‪ ...‬فكصذلك لصا ذكصر‬
‫سصصبحانه الشصراء ) أوألئك البذين أشأتروأا الضبللة بالهبدى ( )‪ ، (4‬أتبعمصصه بصصا يإشصصاكله ويإصواخيه ‪،‬‬
‫وما يإكتحمل ويإتحم بانضمامه إليه ‪ ،‬تثيل لسارهم وتصويإرا لقيقتحه « )‪.(5‬‬
‫وفيما عدا الزمشري بتحوسعمه ف ذكر مازات القرآن ‪ ،‬بعمانيها الصطلحية فيمصصا يإبصدوا‬
‫لص ‪ ،‬فإننصصا ل نصصد نظيا لصصذا التحفسصصي مصصن هصصذا الصصوجه فحسصصب‪ .‬نعمصصم هنصصاك شصصذرات مازيإصصة فص‬
‫الزء الامسم من » حقائق التحأويإل « للشريإف الرضصصي ) ت ‪ 406 :‬ه ص ( أشصرنا إليهصصا ضصصمن‬
‫البحث فيما يإأتآ ‪ ،‬ولو وصلنا حقائق التحأويإل كامل لصلنا على علم كثي‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الائدة ‪.64 :‬‬
‫)‪ (2‬الزمشري ‪ ،‬الكشاف ‪.530 : 2‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪.16 :‬‬
‫)‪ (4‬الزمشري ‪ ،‬الكشاف ‪ 1/191 :‬وما بعمدها‪.‬‬
‫)‪ (5‬ت صصوف ظه صصر الربعم صصاء ‪9/3/1966 :‬م ع صصن واح صصد وس صصبعمي عام صصا‪ .‬وك صصان آخ صصر لقائن صصا ب صصه فص ص بغ صصداد بتحاريإ صصخ ‪:‬‬
‫‪11/2/1966‬م حينمصصا اشصصتكنا معمصصا ف ص مهرجصصان تصصأبي علمصصة العم صراق الشصصيخ ممصصد رضصصا الشصصبيب ف ص جصصامع براثصصا‬
‫ببغداد‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وهنصصاك لصصات مازيإصصة عنصصد السصصيد الرتضصصى ) ت ‪ 436 :‬ه ص ( فص أمصصاليه ) غاصصرر الفوائصصد‬
‫ودرر القلئصصد ( وعنصصد أبص جعمفصصر ممصصد بصصن السصصن الطوسصصي ) ت ‪ 406 :‬ه ص ( فص التحبيصصان ‪،‬‬
‫وعند أب علي الطبسي ) ت ‪ 548 :‬ه ص ( فص ممصع البيصان ‪ ،‬وعنصد فخصر ال ديإن الصرازي ) ت‬
‫‪ 606 :‬هص ( ف مفاتيح الغيصب ‪ ،‬وعنصد أمثصالم مصن الكابر ‪ ،‬ولكنهصا ل تشصكل عمل مازيإصا‬
‫تكامليا كما هي الال ف الكشاف‪.‬‬
‫وأم صصا الص صديإث ع صصن اب صصن رش صصيق ) ت ‪ 463 :‬ه ص ص ( فص ص العمم صصدة ‪ ،‬واب صصن س صصنان ) ت ‪:‬‬
‫‪ 466‬هص ( ف سر الفصاحة ‪ ،‬وابن الزملكان ) ت ‪ 651 :‬هص ( ف كل من البهان والتحبيصصان‬
‫‪ ،‬وابصصن أبص الصصصبع ) ت ‪ 654 :‬ه ص ( فص بصديإع القصصرآن ‪ ،‬وابصصن الثيص ) ت ‪ 637 :‬ه ص ( فص‬
‫الثصصل السصصائر ‪ ،‬وسصصليمان بصصن علصصي الطصصوف البغصصدادي ) ت ‪ 716 :‬ه ص ( فص الكسصصي فص علصصم‬
‫التحفسي ‪ ،‬وشهاب الديإن ممصود اللصصب )ت ‪ 725 :‬هصص( فص حسصن التحوسصل ‪ ،‬وييص بصن حصصزة‬
‫العملصوي )ت ‪ 749 :‬هصص( فص الطصراز التحضصصمن لسصرار البلغاصة وعلصوم حقصائق العجصاز ‪ ،‬وبصصدر‬
‫الصديإن الزركشصي ) ت ‪ 794 :‬ه ص ( فص البهصان ‪ ،‬وجلل الصديإن السصيوطإي ) ت ‪ 911 :‬ه ص (‬
‫ف التقان‪ .‬وأمثالم من فطاحل البلغايي والنقاد القدامى والصتاثيي ‪ ،‬فلهصصم فص الصصاز نظصرات‬
‫متحفاوتة ‪ ،‬إل أن اللحظح لديإهم الستحناد على أساس متحي منه وهو مصاز القصرآن ‪ ،‬ولكنهصم لص‬
‫يإكتحبصوا فيصصه كتحابصصا قائمصصا بصصذاته ‪ ،‬أو جهصصدا موسصصوعيا كمصصن أسصصلفنا ‪ ،‬بصصل جصصاء جصصزءا مصصن كصصل ‪،‬‬
‫وتقاطإيع ف أبواب ‪ ،‬لذا أشرنا إليهم ‪ ،‬وستحجد جلة من آراء بعمضهم ف الكتحاب‪.‬‬
‫وهنا يب أن نشي ال حقيقة مؤكصصدة هصصي أن كل مصصن أبص يإعمقصصوب السصصكاكي ) ت ‪:‬‬
‫‪ 626‬هص ( والطيصصب القزويإنص ) ت ‪ 739 :‬ه ص ( وسصعمد الصديإن التحفتحصازان ) ت ‪ 791 :‬ه ص (‬
‫وأضرابم مصن علمصاء البلغاصة كالسصصبكي والطيصصب ‪ ،‬قصد كرسصوا جهصصودهم التحطبيقيصة فص الصديإث‬
‫عن الاز ف البيان العمرب على التحمثل والستحشهاد والتحنظي أول بأول ص بآيإات الاز ف القرآن‬
‫‪ ،‬فكان ذلك دون شك ‪ :‬سراجهم الادي ودليلهم المي‪.‬‬
‫ول بد ل من الشارة الادفة الص مصا قدمه أبصو حيصان ‪ ،‬أثيص الصديإن ‪ ،‬ممصد بن يإوسصف‬
‫الندلسصصي )ت ‪ 754 :‬ه صص( ف ص تفسصصيه ‪) :‬البحصصر اليصصط( مصصن جهصصد متحميصصز يإقتحفصصي فيصصه آثصصار‬
‫الشريإف الرضي والزمشري ف تتحبع اللمسات‬

‫‪43‬‬
‫البلغايصصة فص القصصرآن ‪ ،‬والتحأكيصصد علصصى الصصاز فنصصا بيانيصصا ‪ ،‬وبصصذلك فهصصو مشصصارك مشصصاركة جيصصدة فص‬
‫هذا الضمار دون ابتحكار أو تزيإد فيما يإبدوا ل‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ مجاز القرآن في دراسات المحدثين‬


‫كص صصان لتحعميي ص ص اس ص صتحاذنا العملمص صصة الشص صصيخ أمي ص ص الص صصول ;)‪ (1‬أس ص صتحاذا للدراسص صصات القرآنيص صصة‬
‫والبلغايص صصة والنقديإص صصة فص ص كليص صصة الداب فص ص الامعمص صصة الصص صريإة فص ص أواخص صصر الربص صصع الول مص صصن القص صصرن‬
‫العمشصريإن ‪ ،‬كصصان لصصه أثصصره الليصصل فص قلصصب الفصصاهيم التحدرسصصية ‪ ،‬ونقصصد الناهصصج العملميصصة ‪ ،‬وتاديإصصد‬
‫الساليب التحفسييإة والبلغاية‪ .‬كان ذلك إيإذانا بياة قرآنية ف الامعمة ل عهد لصصا بصصا ‪ ،‬وكصصان‬
‫صاحبنا ذا منهج مدد يإتححدث هو عنه ‪ » :‬فدخلت ميصصدان التحجديإصصد الول ‪ ،‬علصصى خصصبة بصصه‬
‫‪ ،‬ورأي ث صصابت عن صصه ‪ ،‬وخط صصة بين صصة في صصه ‪ ،‬أدرت عليه صصا عمل صصي فص ص درس البلغا صصة‪ .‬وسص صواها ‪...‬‬
‫طإفقت أتعمرف معمال الدراسة الفنية الديإثة بعمامة ‪ ،‬والدب منها باصصصة ‪ ،‬وأرجصصع الص كصصل مصصا‬
‫يدي ف ذلك ‪ ،‬من عمل الغربيي وكتحبهصم ‪ ،‬واوازن بينصه وبيص صصنيع اسصلفنا ‪ ،‬وأبنصصاء عصصرنا‬
‫ف هذا كله ‪ ....‬وكانت نظرتآ ال القدي ص تلك النظرة غايص اليائسة ص دافعمصة الص التحأمصل الناقد‬
‫فيصصه ‪ ،‬والص العمنايإصصة بتحأريإصصخ هصصذه البلغاصصة ‪ ،‬أسصصأله عصصن خطصوات سصصيها ‪ ،‬ومتححرجصصات طإريإقهصصا ‪،‬‬
‫أستحعمي بذلك على تبي عقدها ‪ ،‬وتفهم مشكلتا ‪ ،‬ومعمرفة أوجه الاجة ال الصلح فيها‬
‫‪ ...‬وبصصذلك كصصانت الطريإقصصة التحأرييصصة ‪ ،‬مصصع الس صتحفادة بالص صديإث ‪ :‬منهصصج درسصصي للبلغاصصة فص ص‬
‫الامعمة ‪ ..‬مضيت ف هذا الدرس التحأن ‪ ،‬أمسم مسائل البلغاة مسا رفيقا جريإئا معماء ‪ ،‬أقابصصل‬
‫فيه القدي بالديإد ‪ ،‬فأنقد القدي وأنفي غاثصه ‪ ،‬وأضصم سأصينه الص صصال جديإصد ‪ ..‬وتلصك خطة‬
‫ل تدوم ف دراسة جامعميصة ‪ ،‬اساسصصها التحجصصدد ‪ ،‬وحياتصا فص نصاء متحصصصل ‪ ،‬لصذا قصاربت أن أفصصرغ‬
‫من النظر ف القدي ‪ ،‬بعمدما ضصممت خيصاره الص الديإصد ‪ ،‬فصألفت منهصصا نسصصقا كصامل ‪ ،‬يإرجصى‬
‫أن يإكصصون دس صتحور البلغاصصة ف ص درسصصها «‪ .‬فصصالول أس صتحاذ للبلغاصصة قصصد وضصصع خطتح صاء لتحطويإرهصصا ‪،‬‬
‫ت طإريإقا لغاناء درسها‪.‬‬ ‫ورسم منهجا ف تاديإد معمالها ‪ ،‬واس د‬
‫وكانت الامعمة الصريإة أول نشأتا ‪ ،‬قد وجدت الاجة ف درس‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬أمي الول ‪ ،‬فن القول ‪ 8 :‬وما بعمدها‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الدب وتأريه ال القول ف القرآن ‪ ،‬با هصصو مصصادة لصذلك التحاريإصصخ الدبص ‪ ،‬فجصاء إذ ذاك أميص‬
‫ال صصول ‪ ،‬وه صصو م صصن ش صصيوخ الدرس صصة القدي صصة فيم صصا يإ صصرى فص ص ختح صصام حي صصاته التحعمليمي صصة ‪ ،‬وغاديص ص فص ص‬
‫مناهجهصصا مصصا غاديص ‪ ،‬وجعمصصل تفسصصي القصصرآن مصصادة دراسصصية فيهصصا ‪ ،‬وكصصان مفهصصوم التحفسصصي عنصصده أو‬
‫عنصصد أمثصصاله ل يصصاوز كصصثيا تلصصك الكتحصصب التحداولصصة فيصصه ‪ ...‬وكلهصصا يكصصن أن يإقصصال فيصصه ‪ :‬أنصصه ل‬
‫يإسصتحطيع الوفصاء ببيصان مصصا فص القصرآن مصن قصصوة بلغايصة ؛ وكصانت اليصاة الدبيصة الامعميصصة خصصبة ‪،‬‬
‫سم العمربيصصة‬
‫متحجصصددة ‪ ،‬متحطلعمصصة ‪ ،‬مستحشصصرقة ‪ ،‬فصصاتبعمت وراء مصصا استحشصصرف إليصصه الفسصصرون مصصن ح ص د‬
‫وذوقها ‪ ،‬وبلغاة هذا السلوب ؛ ماهو وراء ذلك وأبعمد ‪ ،‬على أن يإكون لصصذا التحطلصصع ضصصابط‬
‫من طإبيعمة اللغة وحيويإتحها ‪ ،‬فراحصت الامعمصة تصول التحفسصي درسصا أدبيصا مضصا ‪ ،‬ويإسصتحعمي بكصل‬
‫ما بلغتحه وستحبلغه الثقافة النسانية الفنية من دقة وتطلع )‪.(1‬‬
‫وكصصان صصصاحب هصصذا النهصصج الديإصصد هصصو أمي ص الصصول باعتحبصصاره مدرسصصا لتحفسصصي القصصرآن ‪،‬‬
‫وواضصصعما لفرداتصصه العملميصة ‪ ،‬فاسصتحعمان علصصى ذلصصك بصصا كتحبصصه فص القصصرآن ‪ ،‬وكصصان » تاريإصصخ القصصرآن «‬
‫مموعة ماضراته فيه ص ول يإنشر ص وكان » التحفسي ‪ ..‬معمال حياته ‪ ..‬منهجه اليصصوم « مصصن أروع‬
‫البحصصوث فص دائصصرة العمصصارف السصصلمية ‪ /‬اللصصد الصصامسم ‪ ،‬وقصصد اشصتحمل عليصصه كتحصصاب » مناهصصج‬
‫تاديإ صصد « وك صصانت دراسص صتحه للق صصرآن العمظي صصم بيص ص ه صصذا وذاك تش صصمل ‪ :‬حي صصاة اللف صصاظ القرآني صصة ‪،‬‬
‫وتدرج دللتحها ‪ ،‬وتأريإخ ظهور العمان الختحلفة للكلمة ‪ ،‬الواحدة ‪ ،‬وكانت البلغاة القرآنيصة فص‬
‫مطابقصصة الكلم لقتحضصصى الصصال ‪ :‬اسصصاس الصصدرس التحفسصصيي مضصصافا إليهصصا الغصصرض الصديإن والبعمصصد‬
‫العمقائدي )‪.(2‬‬
‫وكصصان بثصصه الفريإصصد » القصصرآن الكري ص « فص دائصصرة معمصصارف الشصصعمب الصصريإة فص ‪ 1959‬م‬
‫مستحوفيا لملة من خصائص القرآن السلوبية ف كصصل مصن الكصي والصصدن ‪ ،‬ومصصا يإتحميصصز بصصه كصل‬
‫منهما بتحمييز حال الخاطإبي‪.‬‬
‫وكانت ماضصراته فص » أمثصال القصرآن « ص وقصد أملهصا علصى طإلب الدراسصات العمليصا فص‬
‫كليصصة الداب بامعمصصة القصصاهرة ص جصصوهرة ثينصصة إجصصرى فيهصصا تقيقصصا لغويإصصا لكلمصصة » الثصصل « وجصصع‬
‫اليإات الت تضمنت لفظح الثل ‪ ،‬وقام‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬كامل سعمفان ف كتحابه ‪ :‬أمي الول ‪ 113 ،‬وما بعمدها وانظر مصادره‪.‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬أمي الول ‪ ،‬مناهج تاديإد ‪.293 :‬‬

‫‪45‬‬
‫بتحص صصنيف بعم صصض المث صصال وإرجاعه صصا الص ص موض صصوعاتا مكتحفي صصا بتحمثي صصل الي صصاة ال صصدنيا ‪ ،‬والعمم صصل‬
‫الطديب والبيث ‪ ،‬وصفات ال سبحانه وتعمال ‪ ،‬وتثيصصل الصصؤمني والكفصصار واليهصصود والنصصافقي ‪،‬‬
‫ومثل النة )‪.(1‬‬
‫وكصصانت نتحيجصصة هصصذا الهصصد التحواصصصل للس صتحاذ أميص ص الصصول وأمثصصاله مصصن السصصاتذة ذوي‬
‫المية على كتحاب العمربية الكب ‪ ،‬أن أدخلوا » القرآن « ف متحلف شؤونه المالية موضوعا‬
‫بلغايا وتفسييإا ف الدراسات العمليا بامعمة القاهرة ‪ ،‬وف كلية الداب منها ‪ ،‬وف قسصصم اللغصصة‬
‫العمربيصة وآدابصا باصصة ‪ ،‬فكتحبصت عشصرات الرسصائل بإشصرافهم ‪ ،‬وهصي تتحناول مصاز القصرآن وبيصان‬
‫الق صصرآن ‪ ،‬واسص صتحعمارة الق صصرآن ‪ ،‬وكنايإ صصة الق صصرآن ‪ ،‬وإعج صصاز الق صصرآن ‪ ،‬وقص صصص الق صصرآن ‪ ،‬ومموع صصة‬
‫الصور الفنية ف جالياته بعمامة إضافة ال التحفسي وعلوم القرآن‪.‬‬
‫وقصصد فتحصصح بصصذا البصصاب مغصصالق البلغاصصة التحطصصورة القصصة ف ص ضصصوء القصصرآن الكري ص ‪ ،‬فكصصانت‬
‫رسصائل الاجسصتحي والصصدكتحوراه بدايإصة عصصر جديإصصد فص النهضصصة العملميصة فص الامعمصصات العمربيصصة ‪ ،‬إذ‬
‫اتذت القرآن منهجا لستحنباط شت مقومات البلغاة العمربية‪.‬‬
‫لقصصد أفصصادت الكتحبصصة القرآنيصصة مصصن هصصذا النعمطصصف الديإصصد بدايإصصة صصصالة ص علصصى يإصصد علمصصاء‬
‫متحخصصي ص لدراسات الدثي ف بلغاة القرآن‪.‬‬
‫وكصصان منهصصج الصصول ييصصل ال ص دراسصصة القصصرآن » موضصصوعا موضصصوعا ‪ ،‬ل أن يإفسصصر علصصى‬
‫ترتبيه ف الصحف سورا ‪ ،‬أو قطعما ‪ ،‬وأن تامع آيإاته الاصة بالوضوع الواحد جعمصصا إحصصصائيا‬
‫مستحفيضصصا ‪ ،‬ويإعمصصرف بتتيبهصصا الزمن ص ‪ ،‬ومناسصصباتا وملبسصصاتا الافصصة بصصا ‪ ،‬ث ص يإنظصصر فيمصصا بعمصصد‬
‫لتحفدسر وتفهم ‪ ،‬فيكون ذلك التحفسي أهدى ال العمن ‪ ،‬وأوثق ف تاديإده « )‪.(2‬‬
‫وهصصذا يإعمنص قيصصام » التحفسصصي الوضصصوعي للقصصرآن الكريص « وأن يإعمنص التحخصصصصون بدراسصصة‬
‫شص صصذرات ونص صصوم مص صصن القص صصرآن كص صصل بسص صصب تصصص صصه ‪ ،‬فيجمص صصع البص صصاحث مص صصادة موضص صصوع مص صصن‬
‫موضوعات القرآن ‪ ،‬ويإستحقصيها إحصاءء‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬الؤلصصف ‪ :‬الصصصور الفنيصصة ف ص الثصصل القرآن ص ‪ ، 406 ،‬ممصصد جصصابر الفيصصاض ‪ ،‬المثصصال ف ص القصصرآن الكري ص ‪،‬‬
‫القدمة ‪.10 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬أمي الول ‪ ،‬دائرة العمارف السلمية ‪ ،‬مادة ‪ :‬تفسيه ‪.368 :‬‬

‫‪46‬‬
‫لتحكون هيكل متابطا يإشكل وحدة موضوعية متحكاملصة ‪ ،‬ثص يإقصوم بتحفسصصيها ودراسصتحها بسصصب‬
‫منهجه العملمي‪.‬‬
‫وحينمصصا عهصصد برئاسصصة قسصصم اللغصصة العمربيصصة وآدابصصا فص ص كليصصة الداب بامعمصصة القصصاهرة الص ص‬
‫الس صتحاذ العملمصصة يإوسصصف عبصصد القصصادر خليصصف ف ص السصصبعمينات ‪ ،‬اس صتحجاب سصصيادته وأمثصصاله مصصن‬
‫الساتذة ال هذا النهج فوجهوا طإلبم هذا الوجه ‪ ،‬فتحخصصص معمظصم البلغاييص العمصرب بصزء‬
‫مهم من القرآن الكري ‪ ،‬فبحث إعجازه حينا ‪ ،‬وقراءاته حينصا آخصر ‪ ،‬وتشبيهاته تصارة أخصرى ‪،‬‬
‫وبلغاتحه وصوره الفنية تارة اخرى ‪ ،‬وكان ل الشرف إن كنت أحدهم ف هذا الضمار الكري ص‬
‫)‪.(1‬‬
‫ان هذه الهود الت أرسى أسسها أمي الول ‪ ،‬قد وجدت آذانا واعية لصصدى الشصصباب‬
‫التححفصصز ‪ ،‬فاتدسصصمت بصصوث طإائفصصة منهصصم بإشصصارات قيمصصة الص ص جلصصة مصصن الصصصنوف البيانيصصة فص ص‬
‫القرآن ‪ ،‬واعتحماد النهج البلغاي ف الكشف عن وجود العجاز القرآن ‪ ،‬وكان ذلصصك متحمثل‬
‫بالبحث حينا ‪ ،‬وبالتحطبيق حينا آخر‪.‬‬
‫وأما على سبيل الستحشهاد والتحمثيل فل أعلم بثا قرآنيا يلو من الستحناد ال مصصازات‬
‫القصصرآن وكنايإصصاته وتشصصبيهاته واس صتحعماراته ‪ ،‬إل أن الصصذي يصصز بصصالنفسم إن ل ص أوفصصق علصصى الوقصصوف‬
‫علصصى عمصصل مس صتحقل بجصصاز القصصرآن‪ .‬نعمصصم يكصصن القصصول بصصأن جهصصود الصصدثي ف ص هصصذا الصصال قصصد‬
‫اتصصذت طإابعمصصا ذا شصصعمبتحي ف ص التحصصوجه ناصصو بيصصان القصصرآن بعمامصصة ‪ ،‬ومصصازه باصصصة ‪ :‬مصصال التحهيئصصة‬
‫والدعوة الص خصوض عبصاب القصرآن ‪ ،‬والكشصف عصن كنصوزه وأسصراره كما صصنع الصول ‪ ،‬ومصال‬
‫التحأليف الزئي ف الاز أو البيان ص وصور القرآن المالية‪.‬‬
‫وسأقف عنصد هصذيإن الصانبي بصدود مصصا لسصتحه حسصيا ‪ ،‬وتصصابعمت أضصواءه شخصصيا ‪ ،‬مصا‬
‫شكل انطباعا خاصا ‪ ،‬قد يإضاف غايه إليه‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬كتحصصب الؤلصصف رسصصالتحه للصصدكتحوراه » الصصصور الفنيصصة ف ص الثصصل القرآن ص ‪ :‬دراسصصة نقديإصصة وبلغايصصة « بإش صراف الس صتحاذ‬
‫الدكتحور يإوسف عبد القادر خليف ف قسم اللغة العمربية وأدبا ف كلية الداب بامعمة القاهرة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ففي الانب الول ‪ ،‬يإبز ف الامعمات العمراقية ص مثل ص دور كل من ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص الدكتحور أحد عبد الستحار الواري ‪ ،‬فما زلت أتذكر ص قبل ربع قرن أو أكثر ص وناصن‬
‫طإلب فص الدراسصات الوليصة الامعميصة ‪ ،‬أنصصه كصصان يإأخصذنا أخصصذا شصديإدا فص مدارسصة النحصو فص‬
‫ضصصوء القصصرآن كاشصصفا عصصن بلغاتحصصه ووجصصوه إعجصصازه ‪ ،‬ومطابقصصة عبصصاراته مصصن خلل نظصصم العمصصان‬
‫لقتحضى الال ‪ ،‬وربا ضاق بعمضنا ذرعا من جديإتحه هذه فيتحذرع بالقول ‪ :‬إن الغايإة من النحصصو‬
‫صون اللسان عن الطأ ف القال أو الكلم ‪ ،‬فكصصان ; )‪ (1‬ييصصب ‪ :‬بصأن هصذا صصحيح بالنسصبة‬
‫لعمامة الطلب ‪ ،‬أما بالنسبة لكم فالغايإة ‪ :‬خدمة القرآن العمظيم‪.‬‬
‫وكان الواري فص هصصذا النهصج يإصصدر عصصن رأي اسصتحاذه الصصول ‪ ،‬فمصا شصصوهد متححصصدثا إل‬
‫وآيإصصات القصصرآن علصصى ش صفتحيه ‪ ،‬ول ددرس إل وش صواهده مصصن القصصرآن ‪ ،‬وألصصف وهصصو معمن ص بصصالنحو‬
‫والقصصرآن معمصصا ‪ » :‬ناصصو التحيسصصي « » ناصصو الق صرأن « و » ناصصو الفعمصصل « و » ناصصو العمصصان « وف ص‬
‫كتحبصصه شصصذرات قيمصصة مصصن معم صصان القصصرآن وبيصصانه كالسص صتحعمارة والتحشصصبيه والتحمثيصصل والصصاز العمقل صصي‬
‫واللغوي وإن كان النحو مضمارها‪.‬‬
‫‪ 2‬ص ال صصدكتحور جي صصل س صصعميد ص ص عض صصو الم صصع العملم صصي العمراق صصي ‪ ،‬وق صصد عنص ص عنايإ صصة خاص صصة‬
‫بتحدريإسم إعجاز القصرآن وتصصويإر أبعمصاده الفنيصة والماليصة ‪ ،‬وتخصض لصذا الصانب فص الدراسصات‬
‫العمربيصصة العمليصصا ‪ ،‬وكصصان » دلئصصل العجصصاز « و » أسص صرار البلغاصصة « مضصصماره الول فص ص مظصصان‬
‫التحص صصدريإسم ‪ ،‬وهص صصو بص صصإزاء كشص صصف البيص صصان القرآن ص ص ‪ ،‬وطإالص صصا كص صصان يص صصث الكص صصثييإن مص صصن تلمص صصذة‬
‫الدراسات العمليا ص وأنا منهم ص على متحابعمة السصتحنارة فص القصرآن ‪ ،‬وعلصى تريإصر الرسصائل الامعميصة‬
‫فص ص ضصصوء هصصداه ‪ ،‬وإبص صراز الوجهصصة الدبيصصة والبلغايصصة للبيصصان العمربص ص مصصن خلل معمطيصصاته البيانيصصة‬
‫الفريإدة ‪ ،‬وفضل عن هذا النهج فإن بوثه العملمية غانية بالوروث القرآن العمظيم‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬توف الدكتحور الواري فجأة عند باب داره ظهر المعمة ‪ 1988 / 1/ 22 :‬م وهو ف طإريإقه لداء الصلة ‪،‬‬
‫عن عمر يإناهز خسة وستحي عاما‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫وفص ص ال صصانب الثصصان م صصن ه صصذا ال صصال ي صصب أن نشصصي بإعجصصاب الص ص م صصا حقق صصه ال صصدكتحور‬
‫مصصصطفى صصصادق الرافعمصصي ف ص كتحابصصاته عصصن إعجصصاز القصصرآن ‪ ،‬فقصصد كصصان مصصن الصصرواد ف ص بصصدايإات‬
‫النهضة الدبية لذا القرن ف القام ‪ ،‬وال ما أنتحجه بأصصصالة وعمصصق الصدكتحور بصدوي أحصصد طإبانصة‬
‫ف ص كتحابصصاته البيانيصصة التحشصصعمبة ‪ ،‬وال ص مصصا قصصدمه الصصدكتحور مصصصطفى الصصصاوي ال صويإن ف ص متحابعمصصاته‬
‫البلغايصصة والتحفسص صييإة والصصدمات القرآنيصصة ‪ ،‬والص ص مصصا أبقصصاه السصصيد قطصصب فص ص كصصل مصصن » ظلل‬
‫القصصرآن « و » مشصصاهد القيامصصة فص القصصرآن « و » التحصصويإر الفنص فص القصصرآن «‪ .‬والص مصصا أضصصافه‬
‫الصصدكتحور ممصصد عبصصد الص دراز ف ص الشصصؤون العجازيإصصة والقرآنيصصة ‪ ،‬وال ص مصصا حققصصه الصصدكتحور ممصصد‬
‫البارك ف منهل الدب الالد ‪ ،‬وال ما اكتحشفه الستحاذ مالك بصن نصب فص » الظصاهرة القرآنيصصة‬
‫« ‪ ،‬والدكتحور أحد أحد بدوي ف كتحابه » من بلغاصصة القصصرآن « والصصدكتحور بكصصري الشصصيخ أميص‬
‫ف » التحعمبي الفن ف القرآن «‪.‬‬
‫فكصصل مصصن هصصؤلء قصصد أفصصرغ مصصا ف ص كنصصانتحه مصصن سصصهام مضصصيئة ف ص التحن صويإر العمصصام بي ص يإصصدي‬
‫القرآن وأسلوبه البيان ‪ ،‬وكان الاز جزءا رصينا ما كتحبوا ‪ ،‬جزاهم ال خيا عن كتحابه اليد‪.‬‬
‫وأقف عن كثب بتحابعمة الاز القرآن عند كل من ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص الص صصدكتحورة عائش صصة عبص صصد الرحص صصن » بن صصت الشص صصاطإئ « السص صتحاذة فص ص كلي صصة الداب ‪/‬‬
‫جامعمة عي شسم ف القاهرة‪.‬‬
‫اقتحفصصت بنصصت الشصصاطإئ آثصصار زوجهصصا وأس صتحاذها الراحصصل أمي ص الصصول مصصن منهصصج التحفسصصي‬
‫الدب للنص القرآن ‪ ،‬وكصصانت موفقصصة الص حصد كصبي يإطمئصصن اليصه ‪ ،‬وسصصياق جليصل فص الهتحصصداء‬
‫الص ص اس صتحجلء ظ صواهر القصصرآن السصصلوبية وتديإصصد دللتحصصه البلغايصصة ف ص » التحفسصصي البيصصان للقصصرآن‬
‫الكري « وكان الاز السنادي والاز اللغوي حافل به ف رصصصد جديإصصد ‪ ،‬وبأسصصلوب جديإصصد ‪،‬‬
‫فيه ملحقة لنماذجه ف طإائفة من سور القرآن عملت على تفسصيها فص جزئيص اشصتحمل علصى‬
‫تقيصصق القصصول البيصصان ف ص أربصصع عشصصرة سصصورة مكيصصة حيصصث العمنايإصصة بالصصصول الكصصبى للسصصلم ‪،‬‬
‫وحرصت فيها أن تلص لفهم النص القرآن فهما مستحشفاء لصروح العمربيصة ومزاجهصا ‪ ،‬مستحأنسصا‬
‫فص كصصل لفصظح ‪ ،‬بصل فص كصل حركصة ونصبة ‪ ،‬بأسصلوب القصرآن نفسصصه ‪ ،‬متحكمصة اليصصه وحصصده عنصدما‬
‫يإشجر اللف ‪،‬‬

‫‪49‬‬
‫ويإلتحوي الطريإق ‪ ،‬وتتحكاثف الظلل ‪ ،‬على هدي التحتحبع الصدقيق لعمجصم ألفصصاظ القصصرآن ‪ ،‬والتحصصدبر‬
‫ال صواعي لدللصصة سصصياقه ‪ ،‬والصصصغاء التحأمصصل ال ص إيصصاء التحعمصصبي ف ص ذلصصك النمصصط الفصصذ مصصن البيصصان‬
‫العمجصصز ‪ ...‬وقصصد قصصصدت بصصذا التاصصاه ال ص توصصصيح الفصصرق بي ص الطريإقصصة العمهصصودة ف ص التحفسصصي ‪،‬‬
‫وبيص منهجهصا الصديإث الذي يإتحناول النصص القرآنص فص جصوه العجازي ‪ ،‬ويإلصتحزم فص دقصة بالغصة‬
‫بقول السلف ‪ » :‬القرآن يإفسر بعمضه بعمضا «)‪.(1‬‬
‫تق صصول بن صصت الش صصاطإئ ‪ » :‬فكن صصت كلم صصا اجتحلي صصت ب صصاهر أسص صراره البياني صصة ‪ ،‬ألفي صصت م صصن‬
‫الصصصعمب أن أقصصدمه علصصى النحصصو الصصذي يإفصصي بللصصا ‪ ،‬وتيبصصت أن أؤدي بالصصألوف مصصن تعمبينصصا ‪،‬‬
‫أس صرارا مصصن البيصصان العمجصصز تصصدق وتشصصف ‪ ،‬حصصت لتحجصصل عصصن الوصصصف ‪ ،‬وتبصصدو كلماتنصصا حيالصصا‬
‫عاجزة صماء «)‪.(2‬‬
‫وكان هذا التحفسي ثرة صالة لهود سابقة ف جلة من قضايإا البيان القرآن ص ‪ ،‬توجتحهصصا‬
‫بنصصت الشصصاطإئ ببحصصوث لحقصصة ف ص الوضصصوع نفسصصه ف ص جصصولت متحعمصصددة بي ص مشصصرق السصصلم‬
‫ومغربه ضمن مؤترات علمية أشي ال بعمضها ‪:‬‬
‫أ ص ص فص ص م صصؤتر الستحش صصرقي ال صصدول فص ص ني صصودلي ع صصام ‪ 1964‬ق صصدمت بث صصا بعمنص صوان ‪» :‬‬
‫مشكلة التادف اللغوي ف ضوء التحفسي البيان للقرآن الكري «‪.‬‬
‫ب ص ص ف ص كليصصة الداب بامعمصصة بغصصداد ‪ ،‬ف ص مصصارس ‪ 1965‬قصصدمت بثصصا بعمن صوان » مصصن‬
‫أسرار العمربية ف القرآن الكري «‪.‬‬
‫ج ص ف الكويإت ‪ ،‬ف نوفمب ‪ 1965‬م حاضرت ببحث عن ‪ » :‬القرآن الكري وحريإة‬
‫الرادة «‪.‬‬
‫د ص ص فص ص كلي صصة الشص صريإعمة بامعم صصة بغ صصداد ع صصام ‪ ، 1965‬ق صصدمت تفسص صيا منهجي صصا لس صصورة‬
‫العمصر‪.‬‬
‫هص ص ص ص فص ص عصصام ‪ 1968‬قصصدمت ماضص صرات فص ص البيصصان القرآنص ص فص ص جصصامعمت الربصصاط وفصصاس‬
‫بالغرب ‪ ،‬وجامعمة الزائر‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬بنت الشاطإئ ‪ ،‬التحفسي البيان للقرآن الكري ‪.1/18 :‬‬
‫)‪ (2‬الصدر نفسه ‪.2/7 :‬‬

‫‪50‬‬
‫وكان كتحابا » العجصصاز البيصصان للقصرآن « موضصصع إعجصاب البصاحثي ‪ ،‬وقصد أعطصت فيصه‬
‫مال رحبا لاز القرآن‪.‬‬
‫‪ 2‬ص ال صصدكتحور أحصصد مطل صصوب اسص صتحاذ فص ص كليصصة الداب ‪ /‬جامعمصصة بغ صصداد ‪ ،‬هصصذا الشصصاب‬
‫التححدفز ‪ ،‬الصذي يإعمتحصصب مصن شصيوخ الصصناعة اليصصوم ‪ ،‬فقصصد تعمقصب فص كتحبصصه البلغايصة كصل أصصصناف‬
‫البلغاصصة القرآنيصصة ‪ ،‬حصصت يإكصصاد ل يإستحشصصهد فص ص نظريإصصاته التحطبيقيصصة وآرائصصه البيانيصصة ‪ ،‬وتقسصصيماته‬
‫للبلغاة العمربية إل بآيإات القرآن الكري باعتحباره نصا إليا مقدسصصا مصصن وجصصه ‪ ،‬وباعتحبصصاره كتحصصاب‬
‫العمربية الكصبمن وجصه آخصر‪ .‬عصرض للمجصاز القرآنص وأثبصت وقصوعه فص القصرآن وفص اللغصة العمربيصة‬
‫على حد سواء » لن أيإة لغصة ل يكصصن أن تبقصصى مصصورة فص ألفاظهصصا الوضصعمية وأنصه ل بصد مصن‬
‫انتحقالا للدللة على معمان جديإدة تتحطلبهصا اليصاة وتطورهصصا‪ .‬والصاز كصثي فص اللغصة العمربيصصة ويإعمصد‬
‫من مفاخرها ‪ ،‬وهو دليل الفصاحة ورأس البلغاة‪ .‬وف القصرآن الكريص كصثي مصن هصذا الفصن وإن‬
‫اختحلف الباحثون ف ذلك فرأى بعمضهم أن كتحاب ال كلصصه حقيقصصة ‪ ،‬وإذا كصصان معمنص القيقصصة‬
‫الصصصدق فصصذلك صصصحيح ‪ ،‬أمصصا إذا كصصان معمن ص الصصاز العمصصدول ف ص اللفصصظح مصصن معمن ص ال ص آخصصر ‪،‬‬
‫فليسم المر كذلك لنه جاء الكثي منه ف كتحاب ال ‪ ...‬وعليه معمظم البلغايي «)‪.(1‬‬
‫بصصث الصصدكتحور أحصصد مطلصصوب الصصاز فص ص القصصرآن وفص ص العمربيصصة فص ص أغالصصب كتحبصصه القيمصصة ‪،‬‬
‫فاشتحملت عليه » مصطلحات بلغاية « و » البلغاة عند السكاكي « و » القزويإنص وشصصروح‬
‫التحلخيص « ووقف عنده موقف الناقد البصي والعمارض النصف ف » فنون بلغاية « وأعطى‬
‫لتحقسص ص صصيماته الفنيص ص صصة بعمص ص صصدا إحصص ص صصائيا مبتحكص ص صرا علص ص صصى أسص ص صصاس معمجمص ص صصي حص ص صديإث فص ص ص » معمجص ص صصم‬
‫الصطلحات البلغاية وتطورها « ‪ ،‬وكرس جهدا قيما للموضوع ف » مناهج بلغاية «‪.‬‬
‫أخ صصذ الص ص بي صصده لكمص صصال مسص صيته البلغاي صصة فص ص ضص صصوء القص صصرآن الكريص صص‪ .‬وهك صصذا نص صصد فص ص‬
‫دراسات الدثي لقطات نادرة من أمثال الاز القرآنص ‪ ،‬يإسصتحقطب بعمضصصها البحصصث الشصصرق ‪،‬‬
‫ويإستشد بعمضها الخر الستحشهاد‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬أحد مطلوب ‪ ،‬فنون بلغاية ‪ 84 :‬ص ‪.86‬‬

‫‪51‬‬
‫السائر ‪ ،‬ويإستحخلص منها آخرون قواعد البلغاة وأسسم البيان فتحعمرض على القرآن وتضصصع لصصه‬
‫‪ ،‬ومع كل هذه الهصصود التحنصصاثرة فلصم أقصصف علصصى عمصل خصاص ‪ ،‬وجهصصد قصائم بصذاته فص مصصنف‬
‫منفصصرد ف ص مصصاز القصصرآن ص كمصصا أسصصلفنا ص فجصصاء هصصذا البحصصث ص بعمصصون ال ص تعمصصال ص متحمحضصصا لصصذا‬
‫الغرض ‪ ،‬ومتحخصصا فيه‪.‬‬
‫وقد زعم الدكتحور أحد بدوي ‪ » :‬إن كثيا من تعمرضوا لدراسة الاز فص القصصرآن الكريص‬
‫‪ ،‬قصصد مضصوا يإلتحمسصصون أمثلتحصصه ‪ ،‬يإبدوبصصونه ويإصصذكرون أقسصصاما كصصثية لصصه ‪ ،‬حصصت بلغصوا مصصن ذلصصك حصد‬
‫التحفاهة ‪ ،‬ومالفة الذوق اللغوي « )‪.(1‬‬
‫وهذا الزعم منحصر ف جلة من النماذج الت ل تنهض دليل قاطإعما على صصحة الصرأي‬
‫؛ إذ يإعمارضص صصه ‪ :‬أن مص صصا كتحص صصب فص ص ص مص صصاز القص صصرآن بعمنص صصاه الصص صصطلحي ل يإتحجص صصاوز الدراسص صصات‬
‫النوذجيصصة القائمصصة علصصى سصصبيل الثصصال ل الصصصر والستحقصصصاء ‪ ،‬والثصصال قصصد يإتحكلصصف بصصه ‪ ،‬وقصصد‬
‫يإأتآ طإيعما متحساوقا ‪ ،‬وإذا كصان المصر كصذلك ‪ ،‬فأختحيصار بعمض البلغاييص للنمصاذج القحمة ل‬
‫يإشكل حكما عاما بذه السهولة‪ .‬وكما ل نوافق على هذا الزعم ‪ ،‬فكذلك ل نيل أيإضا ال‬
‫ما ذهب اليه الستحاذ عباس ممود العمقاد من أن الصاز قصد انتحقصصل فص اللغصة العمربيصة مصصن الكتحابصة‬
‫اليوغاليفية ال الكتحابة بالروف البديإة)‪.(2‬‬
‫فل دليل على هذا من أثر أو تاريإخ ‪ ،‬ول وضوح ف هصصذا اللحصصظح ‪ ،‬وهصصو شصصبيه باددعصصاء‬
‫الثصصر الغاريإقصصي واليونصصان فص البلغاصصة العمربيصصة ‪ ،‬فكلهصصا ل يإصصصدر عصصن نصصص موثصصوق ‪ ،‬أو دليصصل‬
‫قاطإع ‪ ،‬بل هي تكهنات ل تنهض مقياسا على صحة دعوى وأصالة رأي‪.‬‬
‫فالاز وإن استحعممل ف اللغات العمالية الية ولكنصه يإصدور معمهصا فص حدود معمينصة ‪ ،‬وهصو‬
‫بلف هصصذا ف ص لغصصة القصصرآن ‪ ،‬إذ الس صتحعممال الصصازي فيهصصا أساسصصي وليصصسم أم صرا عارضصصا ‪ ،‬لنصصه‬
‫أحد شقي الكلم وطإرفيه ‪ ،‬وها القيقة‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬أحد أحد بدوي ‪ ،‬من بلغاة القرآن ‪.224 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬عباس ممود العمقاد ‪ ،‬اللغة الشاعرة ‪.26 :‬‬

‫‪52‬‬
‫والاز ‪ ،‬ولا كان القرآن الكري جاريإا على سنن العمرب كان الاز فيه أحد قسيمي الكلم‪.‬‬
‫وهصصا هصصي مسصصية الصصاز القصصرآن ل تقصصف عنصصد حص صدد ‪ ،‬ول يإسص صتحوعبها أحصصد ‪ ،‬فهصصي تشصصق‬
‫طإريإقها ف عباب اللغة تارة ‪ ،‬وترسخ أصالتحها ف صصنوف البيصان تصارة أخصرى ‪ ،‬تلتحقصصط مصصن هصذا‬
‫ب الفئصصدة ‪ ،‬خاشصصعمة لصصا البصصصار ؛ بصصدرا يإصصدور بصصه‬
‫وذاك جصواهره ولليصصه ‪ ،‬تغصصذي العمقصصول ‪ ،‬وتصصر د‬
‫فلك من العمصارف ل تنتحهصي فرائصده ‪ ،‬وسصراجا تتحصدي بصه العمربيصة فص ليل سصراها الطويإصل ‪ ،‬ولعمصل‬
‫ف هذا الكتحاب ألقا من ذلصك الدسنا ‪ ،‬ووهجصا مصن تلصك الضصواء ‪ ،‬يإصصور جزئيصات منتحظمة ‪،‬‬
‫ويإعمكسم نظريإات قد تتحبلور ‪ ،‬وال الستحعمان‪.‬‬

‫‪53‬‬
54
‫الفصل الثاني‬
‫مجاز القرآن وأأبعاده الموضوعية‬

‫‪1‬ب حقيقة المجاز بين اللغة وأالصطلحا‬


‫‪2‬ب وأقوع المجاز في القرآن‬
‫‪ 3‬ب تقسيم المجاز القرآني‬
‫‪ 4‬ب مجاز القرآن ‪ :‬عقلي وألغوي‬

‫‪55‬‬
56
‫‪ 1‬ب حقيقة المجاز بين اللغة وأالصطلحا‬
‫يإبدو أن العمن الصطلحي لقيقة الاز مستحمد مصصن الصصصل اللغصصوي ‪ ،‬فلقصصد نقصصل ابصن‬
‫منظور ) ت ‪ 711 :‬هص ( قول اللغويإي ‪:‬‬
‫» جصصزت الطريإصصق ‪ ،‬وجصصاز الوضصصع ج صوازا ومصصازا ‪ :‬سصصار فيصصه وسصصلكه ‪ ،‬وجصصاوزت الوضصصع‬
‫بعمن جزته ‪ ،‬والاز والازة الوضع )‪.(1‬‬
‫وكص ص صصان عبص ص صصد القص ص صصاهر الرجص ص صصان ) ت ‪ 471 :‬ه ص ص ص ( قص ص صصد كشص ص صصف العملقص ص صصة بيص ص ص اللغ ص صصة‬
‫والصطلح ف اشتحقاق لفظح الاز ‪ ،‬فالاز عنده ‪ » :‬مفعمل من جاز الشيء يصصوزه إذا تعمصصداه‬
‫‪ ،‬وإذا عصصدل بصصاللفظح عمصصا نصصوجبه أصصصل اللغصصة ‪ ،‬وصصصف بصصأنه مصصاز علصصى معمنص ص أنصصم جصصازوا بصصه‬
‫موضعمه الصلي ‪ ،‬أو جاز هو مكان الذي وضع به أول «)‪.(2‬‬
‫وهو ليإكتحفي بذلك حت يدد العملقة بي الصل والفرع ف عملية العمدول عصصن أصصصل‬
‫اللغة ‪ ،‬أو النقل الذي يإثبت إرادة الاز لذا اللفظح أو ذاك دون السصتحعممال القيقصي فيقصول ‪:‬‬
‫» ثص إعلصصم بعمصد ‪ :‬إن فص إطإلق الصاز علصى اللفصصظح النقصول عصصن أصصله شصرطإا ؛ وهصو أن السصصم‬
‫يإقع لا تقول أنه ماز فيه بسبب بينه وبي الذي تاعمله فيه « )‪.(3‬‬
‫وهصصذا يإعمن ص مضصصافا لصصا سصصبق ‪ :‬مانسصصة العمنص النقصصول لصصه اللفصصظح ال ص معمنصصاه الول ص حيصصث‬
‫توافر الناسبة ف وجه النقل كتحسمية العتحدال غاصنا ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العمرب ‪ ،‬مادة ‪ :‬جاز‪.‬‬
‫)‪ (2‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.365 :‬‬
‫)‪ (3‬الصدر نفسه ‪.365 :‬‬

‫‪57‬‬
‫والق صوام بانصصا ‪ ،‬واللصصم طإصصودا ‪ ،‬لف صتاع الغصصصن اس صتحقامة ‪ ،‬ورشصصاقة البصصان طإصصول ‪ ،‬ورسصصوخ الطصصود‬
‫ثباتا‪ .‬فجاء النقل متحساوقا ف مناسبتحه مع العمان الديإدة دون النبو عنها ف شيء‪.‬‬
‫والطريإصصف عنصصد عبصصد القصصاهر أن يإعمصصود ليؤكصصد الناسصصبة القائمصصة بي ص اللغصصة والصصصطلح ف ص‬
‫اشتحقاق الاز ‪ ،‬متحناول قضية الوضع القيقي ‪ ،‬وتااوزه ال العمن الثانوي الستحجد فص الصصاز ‪،‬‬
‫فيقول ‪ » :‬وأمصا الصاز فكصصل كلمصة أريإصصد بصا غايص مصا وقعمصصت لصه فص وضصع واضصصعمها للحظصة بيص‬
‫الثان والول ‪ ،‬فهي ماز ‪ ،‬وإن شئت قلت ‪:‬‬
‫كصل كلمة جصزت بصا‪ .‬مصا وقعمصت لصه فص وضصع الواضصع الص مصا لص توضصع لصه مصن غايص أن‬
‫تستحأنف فيها وضعما للحظة بي ما تاوز إليه وبي أصلها الذي وضعمت له ف وضع واضعمها‬
‫‪ ،‬فهي ماز « )‪.(1‬‬
‫وهصصذا التحعمقيصصب لصرأي عبصصد القصصاهر فص الوضصصوع ليصصسم عبثصصا ‪ ،‬بصصل منطلصصق مصصن اعتحبصصار عبصصد‬
‫القاهر مرجعما فص هصذا النصص ‪ ،‬ومصصدرا مصن مصصادر التحفريإصق بيص الزئيصات التحقاربصة فص الصدود‬
‫والتحعمريإفات ومتحمرسا ف اكتحشاف ما بي الصول والفروع من أواصر وصلت‪.‬‬
‫ومص صصن هنص صصا يإبص صصدوا أن التحقريإص صصر اللغص صصوي متححص صصدر مص صصن التحبص صصادر الص صصذهن للفص صصظح الص صصاز ‪ ،‬وأن‬
‫التححديإد الصطلحي له نابع من الصل اللغوي ‪ ،‬وذلك فيما وضصصعمه أبصصو يإعمقصصوب السصصكاكي‬
‫) ت ‪ 626 :‬هص ( موضع القانون الذي ل يإعمدل ول يإناقش ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫» الاز هنا هو الكلمصة السصتحعمملة فص غايص مصا هصي موضصصوعة لصه بصالتححقيق اسصتحعممال فص‬
‫الغي بالنسبة ال نوع حقيقتحها مع قريإنة مانعمة عن إرادة معمناه ف ذلك النوع « )‪.(2‬‬
‫وهذا التححديإد ص كما تراه ص ل يلو من بعمد منطقي ف التحعمبي ‪ ،‬وأثر علم النطق واضح‬
‫ف تريات السكاكي ف هذا وسواه‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.325 :‬‬
‫)‪ (2‬السكاكي ‪ ،‬مفتحاح العملوم ‪.170 :‬‬

‫‪58‬‬
‫ويإبصصدوا أن اللغصويإي والبلغاييص معمصصا ‪ ،‬لص يإصصأتوا بديإصصد فص الوضصصوع ‪ ،‬وإنصصا تصايإزوا بصصالداء‬
‫الختحلف ‪ ،‬واتفقوا على الصل ‪ ،‬وقد سصصبقهم أبصصو الفتحصصح عثمصصان بصن جنص ) ت ‪ 392 :‬ه ص (‬
‫ف التحوصل ال كنه هذا الصل حينما عرف القيقة ببساطإة ‪ ،‬وحصصدد الصصاز بصصا يإقابلهصصا بقصوله‬
‫‪ » :‬فالقيقة ما أقر ف الستحعممال على أصل وضعمه ف اللغة ‪ ،‬والاز ‪ :‬مصا كصان بضصد ذلصك‬
‫«)‪.(1‬‬
‫ويإتج صصح عن صصدي وج صصود علق صصة قائم صصة بيص ص التحعمريإ صصف لغ صصة واص صصطلحا ؛ وذل صصك لتحق صصارب‬
‫السص صصر اللغص صصوي للمعمنص ص ص الصص صصطلحي ‪ ،‬وانبثص صصاق الص صصد الصص صصطلحي عنص صصه ‪ ،‬وهص صصو الجتحيص صصاز‬
‫والتحخطصصي مصصن موضصصع الص موضصصع ‪ ،‬وهصصذا مصصا يإكشصصف عصصن سصصر العملقصصة الصصدعاة بيص اسصتحعممال‬
‫الصصاز لغصصة واس صتحعمماله اصصصطلحا ‪ ،‬فكمصصا يتحصصاز النسصصان ‪ ،‬ويإتحنقصصل ف ص خطصصاه مصصن موضصصع ال ص‬
‫موضع ‪ ،‬فكذلك تاتحاز الكلمة وتتحخطى حصدودها برونتحهصصا السصتحعممالية مصصن موقصع الص موقصع ‪،‬‬
‫ويإتحجصصاوز اللفصصظح ملصصه مصصن معمن ص ال ص معمن ص ‪ ،‬مصصع إرادة العمن ص الديإصصد بقريإنصصة تصصدل علصصى ذلصصك ؛‬
‫فيكون أصل الوضع باقيا على معمناه اللغصوي ‪ ،‬والنقصل إضصافة لغويإصة جديإصدة فص معمنص جديإصد ‪،‬‬
‫وبصصذا يإبصصدو لنصصا أن الصصاز يإتحضصصمن عمليصصة تط صويإر لدللصصة اللفصصظح النقصصول العمن ص ‪ ،‬وتميلصصه العمن ص‬
‫الستححدث با ل يإستحوعبه اللفظح نفسه لو ترك واصل وضعمه القيقي )‪.(2‬‬
‫وكصصان التححصصرر مصصن الضصصيق اللفظصصي ‪ ،‬والنطلق ف ص مصصالت اليصصال ‪ ،‬والتحصصأثر بالوجصصدان‬
‫النفسي ‪ ،‬والني ال العماطإفة الصادقة ‪ ،‬والتساع ف رحاب اللغة ‪ ،‬والتحصصوجه ناصصو اليصصاة الصصرة‬
‫الطليقصصة ‪ :‬أسصصاس هصصذا الس صتحعممال ‪ ،‬ف صرارا مصصن المصصود ‪ ،‬وتربصصا مصصن التحقوقصصع ف ص فلصصك واحصصد ‪،‬‬
‫حول مور واحد‪.‬‬
‫وفص ص ضصصوء هصصذا الفهصصم جديإصصدا كصصان أو مسصصبوقا ‪ ،‬فصصإن مصصا يإقصصال عصصن الصصاز فص ص تعمصصبيه‬
‫الصصوحي بالعمصصان الديإصصدة ‪ ،‬وتركيصصزه علصصى اسصتحكناه الصصصور البداعيصصة ‪ ،‬فصصإنه يإنطبصصق علصصى التحشصصبيه‬
‫والسص ص صتحعمارة باعتحبارهص صصا اسص ص صتحعممالي مص صصازيإي ‪ ،‬مص صصع فص صصرض وجص صصود العملقص صصة الدالص صصة علص صصى العمنص ص ص‬
‫الستححدث‪.‬‬
‫وليسم هذا الفهم جديإدا ‪ ،‬بل هو مفهوم الوائل للستحعممال الازي ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ابن جن ‪ ،‬الصائص ‪.2/442 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬الؤلف ‪ ،‬أصول البيان العمرب ‪.35 :‬‬

‫‪59‬‬
‫فالاحظح ) ت ‪ 255 :‬هص ( كمعماصصريإه يإعمصب عصن الستحعمارة والتحشبيه والتحمثيصل جيعمصا بالصاز ‪،‬‬
‫ويإبصصدو هصصذا جليصصا فص أغالصصب اسصتحعممالت الصصاحظح البيانيصة الصت يإطلصصق عليهصصا اسصم الصاز ‪ ،‬وهصصي‬
‫عبصصارة عصصن مموعصصة العمناصصصر البلغايصصة فص ص النصصص الدبص ص الصصت تكصصون الفهصصوم النقصصدي الص صديإث‬
‫للصور الفنية )‪.(1‬‬
‫ول يإعمتحب هذا رجوعا ال الوراء ف التحماس حقائق الشياء ‪ ،‬ولكنه إفادة موضوعية مصصن‬
‫القدي لرصد الديإد وتقيقه ‪ ،‬لذلك فقد يإلتحبسم المر بي الاز والتحشبيه والستحعمارة ‪ ،‬ولكصصن‬
‫التحمييز الدقيق يإقتحضي الفصل والتحفريإق بي هذه الظواهر البيانية التحجاورة ‪ ،‬ويإتحصصم ذلصصك بصصالنظر‬
‫ال الكلم العمرب عن كثب ‪:‬‬
‫أ ص فإن أريإد فيه التحوسع مطلقا دون سواه فهو الاز‪.‬‬
‫ب ص وإن أريإد فيه التحشبيه التحام فص ذكصر الشصبه والشصبه بصه وأداة التحشصبيه مصع وجصود وجصه‬
‫الش صصبه ‪ ،‬أو ح صصذف أداة التحش صصبيه م صصع ذك صصر وج صصه الش صصبه ‪ ،‬أو انعم صصدام أوج صصه التحش صصبيه م صصن جه صصة‬
‫وتوافقه من جهة أخرى مع ذكر أداة التحشبيه ‪ ،‬أو حذفهما معما فهو التحشبيه دون ريإب‪.‬‬
‫ج ص وإن أريإد التحشبيه ف ذكر الشبه وحذف الشبه به ؛ فهو الستحعمارة)‪.(2‬‬
‫إذن فالتححديإصصد الصصانع هصصو الصصذي يإقتحضصصي الفصصصل بي ص هصصذه التحقاربصصات ‪ ،‬لن ف ص الصصاز‬
‫توسعما ونقل وتاوزا ف اللفاظ يتحلف عما يإراه ف التحشبيه والستحعمارة‪.‬‬
‫وعل صصى ه صصذا فال صصاز ح صصدث لغ صصوي فض صصل ع صصن ك صصونه عنصص صرا بلغاي صصا نابض صصا بالسص صتحنارة‬
‫والعمطاء ‪ ،‬هذا الدث يإفسر لنا تطور اللغة العمربية الفصحى بتحطور دللة ألفاظها على العمان‬
‫الديإصدة ‪ ،‬والعمصان الديإصدة فص عمليصة ابتحداعها ل يكصن إدراكهصا ال بالتحعمبي عنهصا ‪ ،‬والتحصصويإر‬
‫اللفظصصي لصصا ‪ ،‬وذلصصك ل يإتححصصدد بزمصصن أو بيئصصة أو إقليصصم ‪ ،‬وإنصصا هصصو متحسصصع للعمربيصصة فص أعصصصارها‬
‫وأدوارها‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الاحظح ف استحعممالته لطإلق الاز ‪ ،‬اليوان ‪ 23 : 5‬ص ‪.34‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬الؤلف ‪ ،‬أصول البيان العمرب ‪.40 :‬‬

‫‪60‬‬
‫وتواجصصدها ‪ ،‬وتنقلهصصا فص ص تطصصي حصصدودها الغرافي صصة الص ص بقصصاع الرض الختحلف صصة ‪ ،‬والصصاز خيص ص‬
‫وسيلة للتحعمبي عن هذا التساع با يإضيفه من قرائن ‪ ،‬وبا يإضفيه من علقات لغويإصة مبتحكصرة ‪،‬‬
‫تصوازن بيص اللفصصاظ والعمصصان فص الشصصكل والضصصمون ‪ ،‬وتلئصصم بيص عمليصصت البصصداع والتحجديإصصد فص‬
‫دللة اللفظح الواحد للخروج ف اللغة ال ميدان أوسع‪ .‬والتحطلع با ناو أفق رحيب‪.‬‬
‫ولا كان القرآن العمظيم اساس العمربية ودستحورها ‪ ،‬كان الاز فيصصه أحصصد قسصصيمي الكلم‬
‫‪ ،‬وها ‪ :‬القيقة والاز‪.‬‬
‫وسنرصص صصد فص ص الصص صصفحات التحاليص صصة وقص صصوعه فص ص القص صصرآن بشص صصكل ل يإقبص صصل الشص صصك اسص صتحقراء‬
‫ومانسة وبيانا‬

‫‪ 2‬ـ وقوع المجاز في القرآن‬


‫وم صصاز الق صصرآن فص ص ال صصذروة م صصن البي صصان العمربص ص ‪ ،‬ف صصالقرآن كتح صصاب العمربي صصة الك صصب ‪ ،‬وه صصو‬
‫ناموسصصها العظصصم ‪ ،‬يصصرس لغتحهصصا مصصن التحصصدهور ‪ ،‬ويفصصظح أمصصدادها مصصن النضصصوب ‪ ،‬ويإقصدوم أودهصصا‬
‫مصصن الناطصصاط‪ .‬وقصصد كصصان إعجصصازه البيصصان مصصوردا متحأصصصل مصصن م صوارد إعجصصازه الكلصصي ‪ ،‬وتفصصوقه‬
‫البلغاصصي حقيقصصة ناصصصعمة مصصن تفصصوقه ف ص الفصصن القصصول ‪ ،‬وقصصد وقصصف العمصصرب عصصاجزيإن أمصصام حدسصصه‬
‫الصصازي ‪ ،‬وبعمصصده التحشصصبيهي ‪ ،‬ورصصصده الس صتحعماري ‪ ،‬وت صذيإبه الكنصصائي ‪ ،‬وأعجب صوا أيصصا إعجصصاب‬
‫بوضع ألفاظه من العمن الراد حيصث يإشصاء البيصان الدسصمح ؛ والرادة السصتحعممالية الثلى ‪ ،‬تأنقصا‬
‫فص العمبصصارة ‪ ،‬وتيصزا للمعمصصان ؛ فل غارابصصة أن يإكصصون القصصرآن مصصصدرا للصصثروة البلغايصصة الكصصبى عنصصد‬
‫العمرب ‪ ،‬وأصل لتحفجي طإاقات تلك البلغاة ‪ ،‬والاز منها عقدها الفريإد‪.‬‬
‫ولص صصذلك يإص صصرى بعمص صصض البلغاييص ص ص ‪ » :‬إن الص صصاز هص صصو علص صصم البيص صصان بص صصأجعمه ‪ ،‬وأنص صصه أولص ص ص‬
‫بالسصتحعممال مصصن القيقصصة ف ص بصصاب الفصصصاحة والبلغاصصة ؛ لن العمبصصارة الازيإصصة تنقصصل السصصامع عصصن‬
‫خلقه الطبيعمي ف بعمض الحوال حت أنه ليسمح با البخيل ويإشجع البان « )‪.(1‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬أحد مطلوب ‪ ،‬فنون بلغاية ‪ 84 :‬وانظر مصادره‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ومن نافلة القول التحوسع ف بث إمكان وقوع الاز ف القصصرآن دون طإائصصل ‪ ،‬فقصصد ثبصصت‬
‫وقوعه دون أدن شك ف كوكبة متحناثرة من ألفاظه تعمد ف القمة من الستحعممال البيان‪.‬‬
‫فقصصد رد عبصصد القصصاهر ) ت ‪ 471 :‬ه ص ( القصصول بمصصل اللفصصظح علصصى ظصصاهره ف ص كصصل مصصن‬
‫قوله تعمال ‪:‬‬
‫أ ص ) هل ينظروأن إل أن يأتيهم ال ()‪.(1‬‬
‫ب ص ) وأجاء رلبك ()‪.(2‬‬
‫ج ص ) الرحمن على العرش استوى )‪.(3)( (5‬‬
‫وأوجصصب أن يإكصصون مصصازا ل مالصصة لن التيصصان واليصصء انتحقصصال مصصن مكصصان ال ص مكصصان ‪،‬‬
‫وصفة من صفات الجسام ‪ ،‬وأن الستحواء إن حل على ظاهره ل يإصح ال ف جسم يإشصغل‬
‫حيدصزا ‪ ،‬ويإأخصصذ مكانصصا ‪ ،‬والص عدزوجصدل خصصالق المصصاكن والزمنصصة ‪ ،‬ومنشصصيء كصصل مصصا تصصصح عليصصه‬
‫الركة والنقلة والتحمكن والسكون والنفصال والتصال والماسة والاذاة )‪.(4‬‬
‫إن ما أدوله عبد القاهر ف مقارنتحه بي معمصان هصذه اليإصات الظصاهرة ‪ ،‬ومعمانيهصا اليائية‬
‫الخرى ‪ ،‬قد دلدصه بالنظر العمقلصي الص مصواطإن الضصرورة فص القصول بوقصوع الاز فص القصرآن ‪ ،‬وإل‬
‫وقعمنصصا بالتحجسصصيد تصصارة ‪ ،‬واصصصطدمنا بإشصصغال الكصصان بالنسصصبة اليصصه تصارة أخصصرى ‪ ،‬وهصصذا باطإصصل مصصن‬
‫الساس ف العمقيدة ‪ ،‬كما أننا قد نقع ف لبصسم وحيصف عظيميص لصو لص نقصل بالصاز ‪ ،‬ولنسبنا‬
‫الظلم ل تعمال دون درايإة وبدرايإة بذه النسبة الفتاة‪ .‬انظر ال قوله تعمال ‪:‬‬
‫) وأمن كان في هذه اعمى فهو في الخرة أعمى وأأضل سبيل )‪.(5) ( (72‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.210 :‬‬
‫)‪ (2‬الفجر ‪.22 :‬‬
‫)‪ (3‬طإه ‪.5 :‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.362 :‬‬
‫)‪ (5‬السراء ‪.72 :‬‬

‫‪62‬‬
‫فصصإن حلنصصا هصصذه اليإصصة علصصى ظاهرهصصا ‪ ،‬وهصصو عمصصى العمي ص ‪ ،‬فيكصصون العمن ص مصصن كصصان ف ص‬
‫الياة الدنيا أعمى فهو ف الخرة أعمى العمي ‪ ،‬بل وأضل سبيل!!‬
‫وف ص هصصذا نسصصبة عيص الظلصصم لصصه تعمصصال عصصن ذلصصك علصوا كصصبيا ‪ ،‬فمصصا هصصو ذنصصب مصصن خلقصصه‬
‫أعمى ف الدنيا أن يشره أعمى ف الخرة؟ وما هو الراد حينئذ بص ‪ :‬أضصل سصبيل ‪ ،‬فهل هصذا‬
‫مكافأة على عماه البصري ف الصدنيا ‪ ،‬فصإن حلنصا هصصذا علصى الظصصاهر فصالعمى فص الصدنيا ضصال‬
‫عصصن السصصبيل ‪ ،‬وهصصو أضصصل لصصه فص الخصصرة ‪ ،‬ول ملزمصصة بيص العممصصى البصصصري وبي ص الضصصلل عصصن‬
‫الص صديإن علصصى الطإلق ‪ ،‬إذن ل بصصد مصصن حصصل العممصصى علصصى السص صتحعممال الصصازي فص ص الصصورديإن ‪،‬‬
‫ليناسصصب مصصع الضصصلل ‪ ،‬فيسصتحقيم العمنص القرآنص ‪ ،‬ويإنصصزه الص تعمصصال ‪ ،‬فيكصصون العمنص الثصصانوي هصصو‬
‫الصراد ‪ ،‬وهصصو ص والص العمصصال ص مصصن كصصان فص حيصصاته الصصدنيا ضصصال عصصن الصصق ‪ ،‬متحعماميصصا عصصن الصصراط‬
‫الستحقيم ‪ ،‬زائغا عن سنن رب العمالي ‪ ،‬مكذبا لنبيائه ورسله ‪ ،‬مستحهزئا بتحعمليمصصاته وتشصريإعماته‬
‫‪ ،‬فقد كتحب له الضصلل فص الصدنيا نتحيجصة تصصرفه وسصصلوكه ‪ ،‬فهصصو كصالعمى الصذي ل يإبصصصر مصصا‬
‫حوله ‪ ،‬وأبصار الديإن بي واضح ولكنه تعمامى عنه ‪ ،‬وإذا كانت هصصذه حالصصة فص الصصدنيا ‪ ،‬فهصصو‬
‫ف ص الخصصرة أضصصل سصصبيل فل يإهتحصصدي ال ص نصصور يإس صتحنقذه ‪ ،‬أو ال ص شصصفيع يإأخصصذ بيصصده ‪ ،‬فهصصو ف ص‬
‫ظلمصصات متحعماقبصصة ‪ ،‬متحداخلصصة ‪ ،‬كمصصن وهصصب حاسصصة البصصصر ول ص يإعمملهصصا ويإس صتحفد منهصصا ف ص تييصصز‬
‫الرئيصات فشصأنه شصأن فاقصصدها ‪ ،‬فهصصو أعمصى كمصا كصصان ذلصك أعمصى ‪ ،‬وأذا عمصي النسصان عصصن‬
‫السبيل الق ف الدنيا ‪ ،‬ول يإعممل عمله ‪ ،‬كان فص الخصرة أشصد حية وضصلل ‪ ،‬إذ قدم علصى‬
‫مصصا عمصصل فوجصصده هبصصاءء منثصصورا ‪ ،‬ولصصا يإقصصدم لنفسصصه فص حيصصاته مصصا يإسصتحني بصصه بعمصصد وفصصاته‪ .‬وهصصذا مصصا‬
‫يإوضح مازيإة اليإة ‪ ،‬وبدللة القرآن نفسه ف قوله تعمال ‪:‬‬
‫) وأمن أعرض عن ذكري فإلن له معيشة ضنكا وأنحشره يوم القيامة أعمببى )‪ (124‬قببال‬
‫رب لببم حشبرتني أعمببى وأقببد كنببت بصببيرا )‪ (125‬قببال كببذلك أتتببك ءاياتنببا فنسببيتها وأكببذلك‬
‫اليوم تنسى )‪.(1)( (126‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬طإه ‪ 124 :‬ص ‪.126‬‬

‫‪63‬‬
‫وف اليإات هذه عدة شواهد على مازيإصة اليإصة السصابقة ‪ ،‬وعلصى مازيإصة اليإصات نفسصها‬
‫ف عدة دلئل منها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص إن العمنص ‪ :‬يشصصر أعمصصى البصصصر ‪ ،‬وقيصصل أعمصصى عصصن الجصصة ‪ ،‬أي ل حجصصة يإهتحصصدي‬
‫إليها‪.‬‬
‫قال الفراء ‪ » :‬يإقال أنه يرج من قبه بصيا ف حشره «)‪.(1‬‬
‫وفص ص ذلصصك دللصصة علصصى أن ل ملزمصصة بيص ص العممصصى القيقصصي ص ص فص ص اليإصصة السصصابقة ص ص وبيص ص‬
‫الضصصلل‪ .‬فقصصد يشصصر البصصصي فص هصصذه الصصدنيا أعمصصى فص الخصصرة ‪ ،‬وهصصذا العممصصى قصصد يإكصصون علصصى‬
‫ظصصاهره كمصصا حلصصه أبصصو زكريإصصا الفصراء وقصصد يإكصصون مصصازه كمصصا روى ذلصصك معماويإصصة بصصن عمصصار قصصال ‪:‬‬
‫سألت أبا عبد الص ‪ 7‬ص يإعمنص المصام جعمفصر بن ممصد الصصادق ص عصن رجصل لص يصج ولصه مصال ‪،‬‬
‫قال هو من قال ال ) وأنحشره يوم القيامببة أعمببى ( فقلصصت سصصبحان الص أعمصصى ‪ ،‬قصصال أعمصصاه‬
‫ال ص عصصن طإريإصصق الصصق )‪ .(2‬قصصال الطبسصصي ) ت ‪ 548 :‬هص ص ( فهصصذا يإطصصابق قصصول مصصن قصصال ‪ :‬إن‬
‫العمن ف اليإة أعمى عن جهات الي ل يإهتحدي لشيء منها)‪.(3‬‬
‫‪ 2‬ص وكمصصا حشصصر أعمصصى حينمصصا أعصصرض ف ص حيصصاته الصصدنيا عصصن القصصرآن ودلئصصل الشصريإعمة ‪،‬‬
‫ك ) فكصصذلك اليصوم تنسصى ( أيإهصصا الناسصي ‪ ،‬فتحصصصي‬ ‫وسصنن النبصوة ‪ ،‬ونسصصي آيإصات الص ‪ ،‬فقصد صص د‬
‫بنزلة من ترك كالنسي بعمذاب ل يإفن‪.‬‬
‫‪ 3‬ص وقيصصل معمنصصاه ‪ :‬كمصصا حشص صرتك أعمصصى ‪ ،‬لتحكصصون فصصصيحة ؛ كنصصت أعمصصى القلصصب ‪،‬‬
‫فصصتكت آيإصصاتآ ولص تنظصصر فيهصصا ‪ ،‬وكمصصا تركصصت أوامرنصصا فجعملتحهصصا كالشصصيء النسصصي ‪ ،‬تصصتك اليصصوم فص‬
‫العمذاب كالشيء النسي)‪.(4‬‬
‫فالازيإة ف إضراب هذه اللفاظ متحواترة الورود ف الروايإات ومقتحضاة لضرورة العمان‪.‬‬
‫والطريإصصف أننصصا لصصو رجعمنصصا ال ص الصصصادر التاثيصصة فص تفسصصي تلصصك اللفصصاظ وأمثلهصصا ‪ ،‬لكصصان‬
‫ذلصصك وحصصده كافيصصا للس صتحدلل بوقصصوع الصصاز فص ص القصصرآن ؛ وانظصصر الص ص جهصصرة القص صوال ف ص شصصت‬
‫شؤونا بالنسبة لليإة موضوع البحث ‪ ،‬وإنا أكدنا عليها لن دللتحها واضصصحة تكصصاد ل تفصصى‬
‫على السواد ‪ ،‬فكيف‬
‫__________________‬
‫)‪ 1‬ص ‪ ( 4‬ظ ‪ :‬الطبسي ‪ ،‬ممع البيان ‪ 4/34 :‬ص ‪.35‬‬

‫‪64‬‬
‫بالعملماء ‪ ،‬وهذه بعمض ميزات النص القرآن أن يإكون بعمضه مفهوما بي الناس دون عناء‪.‬‬
‫ذكر فص معمنص قصوله تعمصصال ‪ ) :‬وأمن كان فبي هبذه أعمبى فهبو فبي الخبرة أعمبى وأأضبلل‬
‫سبيل )‪ (1) ( (72‬عدة أقوال ‪:‬‬
‫إن هصصذه إشصصارة الص مصصا تقصصدم ذكصصره مصصن النعمصصم ‪ ،‬ومعمنصصاه ‪ :‬أن مصصن كصصان فص هصصذه النعمصصم ‪،‬‬
‫وعصصن هصصذه العمصصب أعمصصى ‪ ،‬فهصصو عمصصا غايدصصب عنصصه مصصن أمصصر الخصصرة أعمصصى‪ .‬روي ذلصصك عصصن ابصصن‬
‫عباس‪.‬‬
‫‪ 2‬ص إن هذه الشارة ال الدنيا ومعمناه ‪ :‬من كصان فص هصذه الصدنيا أعمصصى عصن آيإصصات الص‬
‫ضصصال عصصن الصصق ‪ ،‬ذاهبصصا عصصن الصديإن ‪ ،‬فهصصو فص الخصصرة أشصصد تيا وذهابصصا عصصن طإريإصصق النصصة ‪ ،‬أو‬
‫عن الجة إذا سئل ‪ ،‬فإن من ضل عن معمرفة ال ف الدنيا ‪ ،‬يإكون يإوم القيامة منقطع الجة‬
‫‪ ،‬فالول اسم ‪ ،‬والثان فعمل من العممى‪.‬‬
‫‪ 3‬ص إن معمناها من كان ف الدنيا أعمى القلب ‪ ،‬فإنه فص الخصصرة أعمصصى العميص ‪ ،‬يشصصر‬
‫كصذلك عقوبصصة لصصه علصصى ضصللتحه فص الصدنيا ‪ ،‬روي ذلصصك عصصن أبص مسصلم ‪ ،‬ممصصد بصن بصر ‪ ،‬قصال‬
‫فهصصذا كق صوله تعمصصال ‪ ) :‬وأنحشببره يببوم القيامببة أعمببى ( )‪ ... (2‬وعلصصى هصصذا فليصصسم يإكصصون ق صوله‬
‫) فهببو فببي الخببرة أعمببى )‪ ( (72‬علصصى سصصبيل البالغصصة والتحعمجصصب وإن عطصصف عليصصه بقص صوله ‪:‬‬
‫) وأأضلل سبيل )‪ ( (72‬ويإكون التحقديإر ‪ :‬وهو أضل سصصبيل‪ .‬قصال ‪ :‬ويصصوز أن يإكصصون أعمصصى ‪:‬‬
‫عبارة عما يإلحقصه مصن الغصم الفصرط ‪ ،‬فصإنه إذا لص يإصر إل مصا يإسصوء فكصأنه أعمصى ‪ ،‬كما يإقصال ‪:‬‬
‫فلن سخي العمي‪.‬‬
‫‪ 4‬ص وقيل معمناه ‪ :‬من كان ف الدنيا ضال ‪ ،‬فهو ف الخرة أضل ‪ ،‬لنه ل تقبل تصصوبتحه‬
‫‪ ،‬واختحصصار هصصذا ال صرأي أبصصو إسصصحاق الزجصصاج ‪ :‬وقصصال تصصأويإله أنصصه إذا عمصصي الصصدنيا وقصصد عدرفصصه ال ص‬
‫الدى ‪ ،‬وجعمل له ال التحوبة وصلة ‪ ،‬فعممي عصن رشصده ولص يإثصب فهصو فص الخصرة أشصد عمصى ‪،‬‬
‫وأضل سبيل ‪ ،‬لنه ل يد طإريإقا ال الدايإة )‪.(3‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬السراء ‪.72 :‬‬
‫)‪ (2‬طإه ‪.124 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬الطبسي ‪ ،‬ممع البيان ‪.430 /3‬‬

‫‪65‬‬
‫فكص صصل هص صصذه العمص صصان ص ص كمص صصا رأيإص صصت ص ص قص صصد اش ص صتحملت علص صصى الرادة الازيإص صصة وهص صصو كص صصاف‬
‫للستحدلل على أصالة الستحعممال الازي ف القرآن‪.‬‬
‫» ومصصن قصصدح فص ص الصصاز ‪ ،‬وهصصم أن يإصصصفه بغيص ص الصصصدق ‪ ،‬فقصصد خبصصط خبطصصا عظيمصصا ‪،‬‬
‫ويإهدف لا ل يفى « )‪.(1‬‬
‫فهناك من أنكر الاز ف القرآن ‪ ،‬وهناك من حصصل جلصصة مصصن السصتحعممال القيقصصي علصصى‬
‫الاز ‪ ،‬وكلها قد تااوز القصد ‪ ،‬وجانب العتحدال ف الذهب‪.‬‬
‫وقد ناقش عبصد القصاهر الرجصان ) ت ‪ 471 :‬ه ص ( هصؤلء وهصؤلء ‪ » :‬وأقصل مصا كصان‬
‫يإنبغصي أن تعمرفصصه الطائفصصة الولص ‪ ،‬وهصصم النكصصرون للمجصصاز ‪ :‬إن التحنزيإصل كمصا لص يإقلصب اللغصة فص‬
‫أوض صصاعها الف صصردة ع صصن أص صصولا ‪ ،‬ولص ص ي صصرج اللف صصاظ ع صصن دللتحه صصا ‪ ،‬ك صصذلك لص ص يإقصصض بتحبص صديإل‬
‫ع صصادات أهله صصا ‪ ،‬ولص ص يإنقله صصم ع صصن أس صصاليبهم وطإرقه صصم ‪ ،‬ولص ص ينعمه صصم م صصا يإتحعم صصارفونه م صصن التحش صصبيه‬
‫والتحمثيل والذف والتساع‪.‬‬
‫وكذلك كصان مصصن حصق الطائفصصة الخصرى ‪ ،‬أن تعملصم أنصه عصدز وجصدل لص يإصرض لنظصصم كتحصصابه‬
‫ى وشفاء ‪ ،‬ونورا وضياء ‪ ،‬وحياة تيا با القلوب ‪ ،‬وروحا تنشرح عنصصه الصصصدور‬ ‫الذي سأاه هد ء‬
‫‪ ،‬ما هو عند القوم الذي خوطإبوا به خلف البيان ‪ ،‬وف حد الغالق ‪ ،‬والبعمد عن التحبيان ‪،‬‬
‫وأنه تعمال ل يإكن ليعمجز بكتحابه من طإريإق اللباس والتحعممية ‪ ،‬كما يإتحعماطإاه اللغز من الشصصعمراء‬
‫‪ ،‬والاجي من الناس ‪ ،‬كيف وقد وصفوه بأنه ‪ ) :‬عربلي مبين ()‪.(3) (2‬‬
‫وعبد القادر فص هصذا يإشي الص اللف التحقليدي فص هصذه السصألة ‪ ،‬أهصي واردة أم هصي‬
‫منتحفية؟ كقضية لا بعمدها الكلمي عند التحكلمي ‪ ،‬فلقصصد رفصض أهصصل الظصاهر اسصتحعممال صصيغ‬
‫الصصاز فص ص القصصرآن ‪ ،‬ووافقه صصم علصصى ه صصذا بعمصصض الش صصافعمية ‪ ،‬وقس صصم مصصن الالكيصصة ‪ ،‬وأبصصو مسصصلم‬
‫الصبهان من العمتحزلة )‪.(4‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.361 :‬‬
‫)‪ (2‬النحل ‪.103 :‬‬
‫)‪ (3‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.363 :‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬الزركشي ‪ ،‬البهان ف علوم القرآن ‪.2/255 :‬‬

‫‪66‬‬
‫وقد جاء هصذا الرفصض بجة أن الاز أخصو الكصذب ‪ ،‬والقصرآن منصدزه عنصه ‪ ،‬فصإن التحكلصم‬
‫ل يإعمدل اليه ال اذا ضاقت به القيقة فيستحعمي ‪ ،‬وذلك مال على ال تعمال )‪.(1‬‬
‫وقصصد ثبصصت لصديإنا فص ضصصوء مصصا تقصصدم ‪ ،‬وفص ظلل مصصا سصصيأتآ بيصصانه ‪ ،‬أن الصصورد الصصازي فص‬
‫الستحعممال القرآن ل تضصيق فص القيقصة ‪ ،‬أو عجصز عصن تسصخيها فص تقيصق العمنص الصراد ‪ ،‬بل‬
‫لغايإة التححرر ف اللفاظ ‪ ،‬وإرادة العمان الثانويإة البكر ‪ ،‬فيكون بذلك قد أضاف ال القيقية‬
‫ف اللفاظ إضاءة جديإدة ‪ ،‬واللفاظ هي هي ‪ ،‬وهذا بعميد عصن ملحصظح الكصذب فص التحقريإصصر ‪،‬‬
‫أو العمجصصز عصن تسصخي القيقصصة‪ .‬ولصصو خل منصه القصصرآن لكصان مصصردا عصن هصصذه الضصافات البيانيصة‬
‫الصيلة ‪ ،‬وليسم المر كذلك‪.‬‬
‫ويإؤكصصد هصصذا اللحصصظح تعمقيصصب الزركشصصي ) ت ‪ 794 :‬هص ص ( علصصى القصصول بنصصع اسص صتحعممال‬
‫الاز القرآن بقوله ‪:‬‬
‫» وهصصذا باطإصصل ولصصو وجصصب خلصصو القصصرآن مصصن الصصاز لصصوجب خلصصوه مصصن التحوكيصصد والصصذف‬
‫وتثنية القصص وغايه ‪ ،‬ولو سقط الاز من القرآن سقط شطر السن «)‪.(2‬‬
‫فاس صتحعممال الصصاز ف ص القصصرآن نصصابع مصصن الاجصصة اليصصه ف ص بيصصان مسصصنات القصصرآن البلغايصصة ‪،‬‬
‫فهو والقيقة يإتحقاسأان شطري السن ف الذائقة البيانية كما أشار الزركشي‪.‬‬
‫ويإبدو ضعمف هذا الذهب ص وهو يإرفض وجود الاز ف القصصرآن ص حينمصصا نشصصاهد حصصرص‬
‫المه صصور والمامي صصة ‪ ،‬وأغال صصب العمتحزل صصة ‪ ،‬وم صصن وافقه صصم م صصن التحكلميص ص عل صصى إثب صصات وق صصوعه فص ص‬
‫القرآن)‪.(3‬‬
‫حقا إن ابن قتحيبة ) ت ‪ 276 :‬هص ( قد أشار منذ عهد مبكر ال مسألة‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬السيوطإي ‪ ،‬التقان ف علوم القرآن ‪.3/109 :‬‬
‫)‪ (2‬الزركشي ‪ ،‬البهان ف علوم القرآن ‪.2/255 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ فص ص هصصذا الشصصأن ‪ :‬الصصاحظح ‪ ،‬اليص صوان ‪ .1/212 :‬ابصصن جنص ص ‪ ،‬الصصصائص ‪ 2/447 :‬ص ص ‪ .457‬الرضصصي ‪،‬‬
‫تلخيص البيان ف جلة نصوصه ‪ ،‬الرتضى ف المال ‪ ،‬الزمشري ‪ ،‬الكشاف ف أغالب مواضعمه‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الطعمصصن علصصى القصصرآن فص ص هصصذه القضصصية ‪ ،‬وناقشصصها مناقشصصة أدبيصصة ونقديإصصة بارعصصة ‪ ،‬مؤيإصصدا ذلصصك‬
‫بوافقص صصات اللسص صصان العمربص ص ص ‪ ،‬ومسص ص صتحدل علص صصى مص صصا يإص ص صراه بسص صصنن القص صصول عنص صصد العمص صصرب فص ص ص سص صصائر‬
‫الستحعممالت حت الساذجة البسيطة منها‪.‬‬
‫يإقول ابن قتحيبة ‪ » :‬وأما الطاعنون على القرآن بالصاز ‪ ،‬فصإنم زعمصوا أنصصه كصصذب ‪ ،‬لن‬
‫الصصدار ل يإريإصصد ‪ ،‬والقريإصصة ل تسصصأل ‪ ،‬وهصصذا مصصن أشصصنع جهصصالتم ‪ ،‬وأدلصصا علصصى سصصوء نظرهصصم ‪،‬‬
‫وقلة إفهامهم ‪ ،‬ولو كان الاز كذبا ‪ ،‬وكل فعمل يإنسب ال غاي اليوان باطإل ‪ ،‬كصان أغالصب‬
‫كلمنصصا فاسصصدا ‪ ،‬لنصصا نقصصول ‪ :‬نبصصت البقصصل ‪ ،‬طإصصالت الشصصجرة ‪ ،‬أيإنعمصصت الثمصصرة ‪ ،‬أقصصام البصصل ‪،‬‬
‫رخص السعمر «)‪.(1‬‬
‫وقد أيإد هذا النحى عبد القاهر الرجان ) ت ‪ 471 :‬هص ( بقوله ‪ » :‬وأنت ترى ف ص‬
‫نص القرآن ما جصرى فيصصه اللفصظح علصصى إضصافة اللك الص الريإصصح مصع اسصتححالة أن تكصصون فاعلصة ‪،‬‬
‫وذلك قوله عدز وجدل ‪ ) :‬مثل ما ينفقون في هبذه الحيباة البلدنيا كمثببل ريببح فيهبا صبلر أصبابت‬
‫حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته ( )‪ (2‬وأمثال ذلك كثي «)‪.(3‬‬
‫وقصصد أفصصرد الصصاز بالتحصصصنيف مصصن الشصصافعمية الشصصيخ عصصز الص صديإن بصصن عبصصد السصصلم ) ت ‪:‬‬
‫‪ 660‬هص ( ف كتحابه » الشارة ال الياز ف بعمض أنواع الاز «)‪.(4‬‬
‫وهنصصاك كتحصصاب قصصدي ذكصصره ابصصن النصصدي فص الفهرسصصت يصصص هصصذا الصصزء مصصن البحصصث اسأصصه‬
‫) الرد على من نفى الاز من القرآن ( للحسن بن جعمفصصر)‪ .(5‬ولص أعصثر فيمصا لصدي مصن فهصارس‬
‫الخطوطإات على إشارة ال مكان وجوده ف مكتحبات العمال ‪ ،‬ولعمله فقد فيما فقد مصصن عيصصون‬
‫التاث ‪ ،‬ويإبدوا أنه قد ألف لغرض إثبات وقصوع الصاز فص القصرآن ردا علصى مصن نفصى ذلصك عنصه‬
‫‪ ،‬كما هو واضح من العمنوان‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ابن قتحيبة ‪ ،‬تأويإل مشكل القرآن ‪.99 :‬‬
‫)‪ (2‬آل عمران ‪.117 :‬‬
‫)‪ (3‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.361 :‬‬
‫)‪ (4‬طإبع ف استحانبول ‪ ،‬دار الطباعة العمامرة ‪ 1312 ،‬هص‪.‬‬
‫)‪ (5‬ابن الندي ‪ ،‬الفهرست ‪ ، 63 :‬دار العمرفة ‪ ،‬بيوت ‪ 1978 ،‬م‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫والق أن الاز واقع ف القرآن باعتحباره عنصرا أساسصيا مصصن عناصصصر بلغاتحصصه العجازيإصصة ‪،‬‬
‫كما سنشاهد هذا فيما بعمد ‪ ،‬عند التحطبيق الازي على عبارات القرآن الكيم‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ تقسيم المجاز القرآني‬


‫لص يإكصصن الصصاز القرآنص بنصصأى عصصن الطإصصار العمصصام لتحقسصصيم الصصاز فص البيصصان العمربص ‪ ،‬شصصأنه‬
‫بصصذلك شصصأن الركصصان البلغايصصة الخصصرى الصصت يإقصصوم علصصى أساسصصها الفصصن القصصول ‪ ،‬فقصصد اسصتحقطب‬
‫القرآن الكري شت صنوفها ومتحلف تقسصصيماتا ‪ ،‬وحفلصصت سصصوره وآيإصصاته بصأبرز ملمهصصا وأصصصدق‬
‫مظاهرهصصا ‪ ،‬حصصت عصصاد تقسصصيمها خاضصصعما لحكصصام القصصرآن البلغايصصة ‪ ،‬ول ص يإكصصن القصصرآن خاضصصعما‬
‫لتحلصك التحقسصيمات فص حصال مصن الحصوال ‪ ،‬لنصا مسصتحمدة مصصن هصديإه ‪ ،‬وسصائرة بركصصاب مسصيته‬
‫البيانية العمجزة ‪ ،‬وهكذا بالنسبة للمجاز فهو عند البلغايي نوعان ‪ ،‬لنه ف القصصرآن نوعصصان ‪:‬‬
‫ماز لغوي وماز عقلي ‪ ،‬بغض النظر عصصن التحفريإعمصصات الخصصرى الصت ل تتحعمصصدى حصصدود التحقسصيم‬
‫العمام ‪ ،‬أو هي جزئيات تابعمة لكلي الاز باعتحباره عقليا أو لغويإا‪.‬‬
‫هن صصاك بعم صصض الض صصافات والس صصميات عن صصد الق صصدامى تا صصاوزت ه صصذا التححديإ صصد فص ص نج صصه‬
‫البلغاي ‪ ،‬نعمرض إليه ونردده ال أصوله ‪:‬‬
‫هنصصاك مصصاز الصصذف عنصصد سصصيبويإه ) ت ‪ 180 :‬هص ص ( وعنصصد الف صراء ) ت ‪ 207 :‬هص ص (‬
‫اورداه على سبيل التساع ف الكلم كأخذ الضاف اليه إعراب الضاف)‪.(1‬‬
‫وقصصد مثلص صوا لصصه بقص صوله تعمصصال ‪ ) :‬وأسببئل القريببة ( )‪ .(2‬وقصصد أضصصاف عصصز الص صديإن إبصصن عبصصد‬
‫السصصلم ) ت ‪ 660 :‬ه ص ( نصصوعي للمجصصاز سأصدصى الول مصصاز التحشصصبيه ‪ ،‬وهصصو التحشصصبيه الصصذوف‬
‫الداة ‪ ،‬وأوضح رأيإه هذا بقوله ‪:‬‬
‫» العمرب إذا شبهوا جرما برم ‪ ،‬أو معمن بعمن ‪ ،‬أو معمن برم ‪ ،‬فإن أتوا بأداة التحشصبيه‬
‫كان ذلك تشبيها حقيقيا ‪ ،‬وإن أسقطوا أداة التحشبيه كان‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬سيبويإه ‪ ،‬الكتحاب ‪ .1/212 :‬الفراء ‪ ،‬معمان القرآن ‪.1/363‬‬
‫)‪ (2‬يإوسف ‪.82 :‬‬

‫‪69‬‬
‫ذلك تشبيها مازيإا «)‪.(1‬‬
‫والث صصان ‪ :‬م صصاز التحض صصمي ‪ ،‬وه صصو أن تض صصمن اسأ صصا معمنص ص إس صصم لف صصادة معمنص ص السأ صصي ‪،‬‬
‫فتحعمديإه تعمديإتحه ف بعمض الواطإن )‪.(2‬‬
‫ولقصصد قسصصم القزويإن ص الصصاز ال ص مفصصرد وال ص مركصصب ‪ ،‬والفصصرد ال ص لغصصوي وشصصرعي وعرف ص ‪،‬‬
‫والركب وهو التحمثيل على سبيل الستحعمارة ال مرسل واستحعمارة )‪.(3‬‬
‫وهنا نعمقب على هذه الضافات ناظريإن أصول الاز ف التحقسيم‪.‬‬
‫فأما ماز الذف فشأنه كشأن مصصاز الزيإصصادة ‪ ،‬والول أشصصار إليصصه سصصيبويإه والفصراء ‪ ،‬وقصصد‬
‫أفصصاد مصصن هصصذه التحسصصمية القزونص ص ) ت ‪ 739 :‬هص ص ( فضصصم إليهصصا مصصاز الزيإصصادة ‪ ،‬وعقصصد لصصذلك‬
‫سأاه ‪ :‬الاز بالذف والزيإادة)‪.(4‬‬‫فصل ف اليإضاج د‬
‫أمصصا مصصاز الصصذف ‪ ،‬فتحسصصميتحه باليصصاز هصصي اللئقصصة بالقصصام ‪ ،‬واليصصاز جصصار فص ص القصصرآن‬
‫مرى الساوات والطإناب ف موضوعهما ‪ ،‬ول داع ال تكلف القول ف اليإة ) وأسئل القريببة‬
‫()‪ .(5‬ان حكم القريإة ف الصل هو الر ‪ ،‬والنصب فيها ماز ‪ ،‬باعتحبصصار ان الضصصاف مصذوف‬
‫‪ ،‬وأعطي للمضاف إليه حكم الضاف فأصبح منصوبا وحقه الر أصل‪.‬‬
‫وأما ماز الزيإادة ‪ ،‬وقد مثلوا له بقصوله تعمصصال ‪ ) :‬ليس كمثله شأببيء ()‪ ، (6‬علصصى القصصول‬
‫بزيإصصادة الكصصاف ‪ ،‬أي ليصصسم مثلصصه شصصيء ‪ ،‬فصصإعراب » مثلصصه « فص الصصصل هصصو النصصصب ‪ ،‬فزيإصصدت‬
‫الكاف ‪ ،‬فصار الكم جرا ‪ ،‬وهذا الر مازي على ما يإصفون‪.‬‬
‫والذي أميل إليه أن ل زيإادة ف الستحعممال القرآن قط ‪ ،‬بل هو من‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬عز الديإن بن عبد السلم ‪ ،‬الشارة ال الياز ‪.85 :‬‬
‫)‪ (2‬الصدر نفسه ‪.74 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬القزويإن ‪ ،‬اليإضاح ‪ .268 :‬التحلخيص ‪.293 :‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬القزويإن ‪ ،‬اليإضاح ‪ ، 454 :‬تقيق ‪ :‬الفاجي ‪.82 :‬‬
‫)‪ (5‬يإوسف ‪.82 :‬‬
‫)‪ (6‬الشورى ‪.11 :‬‬

‫‪70‬‬
‫باب زيإادة العمن ف زيإادة البن ‪ ،‬فإن العمبارة ل تعمطي دقتحها ومرادها لو اسصتحعمملت مصصردة عصصن‬
‫الكاف ‪ ،‬ووجود الكاف وهو أداة للتحشصبيه فص اليإصة قصد نفصى أن يإكصون لص مصا يإشصبه بصصه ‪ ،‬وإذا‬
‫ل نستحطع أن ناصل على ما يإشدبه به ‪ ،‬فأن يإكون له مثيل أو شبيه فيكون الراد ص والص العمصال‬
‫ص ليصصسم لصصا يثصصل بصصه مثيصصل ‪ ،‬فمصصن بصصاب أول ص أن ل يإكصصون لصصه مثيصصل ‪ ،‬وبصصذا يإنتحفصصي فصصرض الزيإصصادة‬
‫جلة وتفصيل‪.‬‬
‫ويإبدو أن مسألة ماز الذف والزيإادة قد سبقت القزويإن بقرون إذ تعمقب عبصصد القصصاهر‬
‫) ت ‪ 471 :‬ه ص ص ( فب صصالغ فص ص إنك صصار ه صصذا الق صصول م صصاز ال صصذف والزيإ صصادة ‪ ،‬إذ ل يإس صصمى ك صصل‬
‫حذف مازا ‪ ،‬ول كل زيإادة كذلك ‪ ،‬إذ ل يإؤد هذا أو ذاك ال تغيي حكم الكلم )‪.(1‬‬
‫وأمصصا مصصا أضصصافه عصصز الصديإن فليصصسم مصصن الصصاز عنصصد البلغاييص ‪ ،‬فمجصصاز التحشصصبيه عنصصده هصصو‬
‫التحشبيه الذوف الداة ‪ ،‬فيسمى تشبيها بليغا ‪ ،‬أو هو جار على سبيل السصتحعمارة لصصو حصصذف‬
‫الشبه به مع أداة التحشبيه‪.‬‬
‫وأما ماز التحضمي ‪ ،‬فليسم مصن الصاز فص شصيء ‪ ،‬بصل هصو إضصافة معمنص جديإصد للفصظح ل‬
‫علقصصة لصصا بالنقصصل عصصن العمنص الصصصلي ‪ ،‬بصصل الصراد بصصه ‪ :‬إرادتصصه وإرادة غايه بصصوقت واحصصد كقصوله‬
‫تعمال ‪ ) :‬وأأخبتوا الى ربهم ( )‪ ، (2‬فأنه على ما قالوا تضمن معمن أنابوا مضافا ال الخبات‬
‫‪ ،‬لفادة الخبات معمن النابة والخبات معما‪.‬‬
‫وأمصصا مصصا أبصصداه القزويإنص ص فل يإعمصصدو كصصونه تفريإعمصصا علصصى أصصصلي الصصاز وهصصا الصصاز العمقلصصي‬
‫واللغوي ‪ ،‬فالاز الفرد يإكون ‪ ،‬عقليا ويإكصصون لغويإصا ‪ ،‬فصالفرد فص الصاز العمقلصصي مصا كصصان جاريإصصا‬
‫على الكلمة بالضافة ال مصصا بعمصصدها ‪ ،‬وتكتحشصصف بالسصصناد ‪ ،‬كقصوله تعمصصال ‪ ) :‬وأالضحى )‪(1‬‬
‫وأالليل إذا سجى )‪ (3) ( (2‬فكلمة » سصجا « بالنسصبة الص اللديصل مصاز عقلصي مفصرد ‪ ،‬والليصل ل‬
‫يإهدأ ‪ ،‬وإنا يإنسب الدوء فيه ال غايه ؛ ولا كان الليل زمانا لذا الدوء ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪ 383 :‬وما بعمدها‪.‬‬
‫)‪ (2‬هود ‪.23 :‬‬
‫)‪ (3‬الضحى ‪ 1 :‬ص ‪.2‬‬

‫‪71‬‬
‫عب عنه بص » سجا « وسجا بعمن هدأ وسكن وما شابه ذلك‪.‬‬
‫والفصصرد ف ص الصصاز اللغصصوي هصصو الكلمصصة الس صتحعمملة فص ص غاي ص مصصا وضصصعمت لصصه ف ص اصصصطلح‬
‫التحخاطإب على وجه يإصح مع قريإنة عدك إرادته‪.‬‬
‫والصصاز الفصصرد علصصى أقسصصام ‪ :‬لغصصوي ‪ ،‬وشصصرعي ‪ ،‬وعرف ص ‪ ،‬كالسصصد ف ص الرجصصل الشصصجاع‬
‫مثال للغوي لفظح » صلة « إذا استحعممله الخاطإب بعمرف الشرع ف الدعاء‪.‬‬
‫والعمرفص نوعصصان ‪ :‬العمرفص الصصاص كلفصصظح » فعمصصل « إذا اسصتحعممله الخصصاطإب بعمصصرف النحصصو‬
‫)‬
‫ف الصديإث‪ .‬والعمرفص العمصصام كلفصظح ) دابصة ( إذا اسصتحعممله الخصصاطإب بصالعمرف العمصصام فص النسصصان‬
‫‪.(1‬‬
‫وأما الاز الركب فهو اللفظح الركب الستحعممل فيمصصا شصبه بعمنصصاه الصصصلي بشصصبيه التحمثيصصل‬
‫للمبالغة ف التحشصبيه ‪ ،‬أي ‪ :‬بشبيه إحصدى صصورتي منتحزعصتحي مصن أمريإصن أو أمصور ‪ ،‬لمصر واحصد‬
‫كما ف قوله تعمال ‪ ) :‬يا أيها الذين ءامنوا ل تقلدموا بين يدي ال وأرسوله ()‪.(2‬‬
‫فصصإنه لصصا كصصان التحقصصدم بي ص يإصصدي الرجصصل خارجصصا عصصن صصصفة التحصصابع لصصه ‪ ،‬صصصار النهصصي عصصن‬
‫التحقدم متحعملقا باليصديإن مثل للنهصي عصن تصرك التبعمصاع)‪ .(3‬وهصذا جصار فص الصاز الرسصل الصذي هصو‬
‫جزء من الاز اللغوي‪.‬‬
‫إذن ما ابداه القزويإن ف هذا التحفريإع يإعمود ال الصل ف الازيإن الذكوريإن ليسم غاي‪.‬‬
‫نعمصصم هنصصاك ادعصاء مصاز جديإصصد أرجأنصا الصديإث عنصصه الص هصصذا الوضصصع مصن البحصث ‪ ،‬لن‬
‫لصصا معمصصه متحابعمصصة قصصد تطصصول ‪ ،‬ولن تشصصعمباته وأن صواعه كصصثية متحشصصابكة ‪ ،‬ول بصصد لنصصا مصصن الشصصارة‬
‫إليهصصا جيعمصصا لثبصصات أنصصا ليسصصت أنواعصصا جديإصصدة علصصى الصصاز ‪ ،‬ول تصصرج عصصن شصصقيه الصصصليي‬
‫العمقلي واللغوي ؛ هذا الاز ذكره عز الديإن بن عبد السلم ) ت ‪ 660 :‬هص ( وسأاه » ماز‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬القزويإن ‪ ،‬اليإضاح ‪ 395 :‬تقيق الفاجي‪.‬‬
‫)‪ (2‬الجرات ‪.1 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬القزويإن ‪ ،‬اليإضاح ‪ 438 :‬وما بعمدها‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫اللزوم «)‪ ، (1‬ونان نذكر أنواعه عنده وتعمقب على كل نوع‪.‬‬
‫وقصصد أطإنصصب ف ص دكصصر أن صواعه وتعمصصدادها ؛ وبعمصصد مدارس صتحها وجصصدناها مصصن أج صزاء الصصازيإن‬
‫العمقلي واللغوي ‪ ،‬واشتحمل بعمضها علصى جصزء مصن الكنايإة ‪ ،‬وهصو يإرفصض أن تكصون الكنايإصة مصن‬
‫الاز)‪.(2‬‬
‫أما أنواع » ماز اللزوم « فهي عنده)‪.(3‬‬
‫‪1‬ص التحعمصصبي بصصالذن عصصن الشصصيئة ‪ ،‬لن الغصصالب أن الذن ف ص الشصصيء ل يإقصصع إل بشصصيئة‬
‫الذن واختحيصصاره ‪ ،‬واللزمصصة الغالبصصة مصصصححة للمجصصاز ‪ ،‬ومصصن ذلصصك ق صوله تعمصصال ‪ ) :‬وأمببا كببان‬
‫لنفس أن تموت إل بإذن ال ()‪.(4‬‬
‫أي بشصصيئة الص ص ‪ ،‬ويصصوز فص ص هصصذا أن يإص صراد بصصالذن أمصصر التحكص صويإن ‪ ،‬والعمنص ص » ومصصا كصصان‬
‫لنفسم أن توت ال بقول ال موتآ «‪.‬‬
‫وهصصذا مصصن الصصاز العمقلصصي ‪ ،‬وعلقتحصصه السصصببية كمصصا هصصو واصصصح ‪ ،‬أو أنصصه مصصن الصصاز الرسصصل‬
‫باعتحبار الذن تعمبيا عن الشيئة وعلقتحه السببية أيإضا‪.‬‬
‫‪ 2‬ص التحعمبي بالذن عن التحيسي والتحسهيل ف مثل قوله تعمال ‪ ) :‬وأال يببدعوا الببى الجنببة‬
‫وأالمغفرة بإذنه ()‪.(5‬‬
‫أي بتحسصصهيله وتيسصصيه‪ .‬وهصصذا مصصن الصصاز اللغصصوي الرسصصل ‪ ،‬وعلقتحصصه السصصببية ‪ ،‬أي بسصصبب‬
‫من مشيئة ال تعمال وتيسيه وتسهيله‪.‬‬
‫‪ 3‬ص تسمية ابن السبيل ف قوله تعمال ‪ ) :‬وأأبن السبيل ()‪ (6‬للزمتحصصه الطريإصصق‪ .‬وهصصذا مصصن‬
‫الاز العمقلي ‪ ،‬ووجهه وعلقتحه من بصاب تسصمية الصال باسصصم الصل ‪ ،‬وذلصك لكصونه موجصصود فص‬
‫السبيل‪.‬‬
‫‪ 4‬ص نفي الشيء لنتحفاء ثرته وفائدته للزومهما عنه غاالبا ف مثل قوله‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬عز الديإن بن عبد السلم ‪ ،‬الشارة ال الياز ‪.79 :‬‬
‫)‪ (2‬الصدر نفسه ‪.85 :‬‬
‫)‪ (3‬الصدر نفسه ‪ 79 :‬ص ‪.85‬‬
‫)‪ (4‬آل عمران ‪.145 :‬‬
‫)‪ (5‬البقرة ‪.221 :‬‬
‫)‪ (6‬البقرة ‪.177 :‬‬

‫‪73‬‬
‫تعمال ‪ ) :‬كيف يكون للمشركين عهد ()‪.(5‬‬
‫أي وفاء عهد أو تام عهد ‪ ،‬فنفى العمهد لنتحفاء ثرته ‪ ،‬وهو الوفاء والتام‪.‬‬
‫وهذا التحعمليل وإن كان واردا ‪ ،‬ولكن الراد قد يإكون ص والص العمصصال ص مصصن بصاب الكنايإصة ‪،‬‬
‫أي أن الشركون غادرة ‪ ،‬فعمدب بعمدم الوفاء بالعمهد كنايإة عن الغدر الذي اتصفوا له ‪ ،‬والكنايإصصة‬
‫ليست من الاز حت عند الصنف ;‪.‬‬
‫‪ 5‬ص التحجوز بلفظح الريإب عن الشصك ‪ ،‬للزمصصة الشصك القلصق والضصصطراب ‪ ،‬فصإن حقيقصة‬
‫الريإصصب قلصصق النفصصسم ‪ ،‬ومصصن ذلصصك قصوله تعمصصال ‪ ) :‬ل ريب فيه ()‪ (2‬أي ل شصصك فص إنزالصصه أو فص‬
‫هدايإتحه‪.‬‬
‫وهذا ص وال العمصال ص مصن باب الكنايإة ‪ ،‬أي اطإمئنصوا للقصرآن ‪ ،‬ول تقلقصوا ‪ ،‬ول تضصطربوا‬
‫‪ ،‬فإن من شأن الريإب القلق والضطراب‪.‬‬
‫والريإب مصدر من رابن ‪ ،‬بعمنص الشصك ‪ ،‬وهصو أن نتحصوهم بالشيء أمصرا مريإبصا فينكشصف‬
‫المر عما تتحوهم ‪ ،‬وبعمنص الريإبصة ‪ ،‬وحقيقتحهصا ‪ :‬قلصق النفصصسم واضصصطرابا وعصدم اطإمئنانصصا ‪ ،‬ومنصصه‬
‫ما أورده الزمشري عن المام السن بصن علصي ‪ 8‬أنصه قصال ‪ » :‬سأعمت رسصول الص ‪ 6‬يإقصول ‪:‬‬
‫» دع ما يإريإبك ال ما ل يإريإبك « ‪ ،‬فإن الشك ريإبة ‪ ،‬وإن الصدق طإمأنينصصة ؛ اي فصصإن كصصون‬
‫المصصر مشصصكوكا فيصصه مصصا تقلصصق لصصه النفصصسم ول تسص صتحقر ‪ ،‬وكصصونه صصصحيحا صصصادقا مصصا تطمئصصن لصصه‬
‫وتسكن «)‪.(3‬‬
‫‪ 6‬ص التحعمصصبي بالسصصافحة عصصن الزنصصا لن السصصفح صصصب النص ‪ ،‬وهصصو ملزم للجمصصاع غاالبصصا ‪،‬‬
‫ولكنصصه خصصص بالزنصصا إذ ل غاصصرض فيصصه سصصوى صصصب الن ص ‪ ،‬بلف النكصصاح فصصإن مقصصصوده الولصصد‬
‫والتحعماضد والتحناصر بالختحان والصهار ‪ ،‬والولد والحفاد ‪ ،‬ومثاله ف قوله تعمال ‪:‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬التحوبة ‪.7 :‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.2 :‬‬
‫)‪ (3‬الزمشري ‪ ،‬الكشاف ‪.113 /1 :‬‬

‫‪74‬‬
‫) محصنين غاير مسافحين ( )‪ (1‬أي ‪ :‬غاي مزاني‪.‬‬
‫وهذا أن كان المر كمصا ذكصصره ‪ ،‬فهصصو تعمصبي بالكنايإصة الهذبصة فقصصد ذكصر السصافحة وأراد‬
‫لزمها‪.‬‬
‫‪ 7‬ص التحعمبي بالل عصن الصال لصا بينهمصا مصن اللزمصة الغالبصة كصالتحعمبي ‪ :‬باليصد عصن القصدرة‬
‫والسصتحيلء ‪ ،‬والعميص عصصن الدراك ‪ ،‬والصصصدر عصصن القلصصب وبصصالقلب عصصن العمقصصل ‪ ،‬وبصصالفواه عصصن‬
‫اللسصصن ‪ ،‬وباللسصصن عصصن اللغصصات ‪ ،‬وبالقريإصصة عصصو قاطإنيهصصا ‪ ،‬وبالسصصاحة عصصن نازليهصصا ‪ ،‬وبالنصصادي‬
‫والندي عن أقلهما‪ .‬وقد ورد كل ذلك ف القرآن الكري‪.‬‬
‫وهصصذا كلصصه قسصصيم بي ص الصصازيإن اللغصصوي والعمقلصصي ف ص القصصرآن الكري ص ‪ ،‬وهصصا جصصوهر الصصاز‬
‫القرآن‪ .‬فالتحعمبي باليد عن القصدرة والستحيلء ‪ ،‬وبصالعمي عصن الدراك ‪ ،‬وبالصصدر عصن القلصب ‪،‬‬
‫وبالقلب عن العمقل ‪ ،‬وبالفواه عن اللسن ‪ ،‬وباللسصن عصصن اللغصات ‪ ،‬كلصه مصن الصاز اللغصصوي‬
‫الرسصصل ‪ ،‬باعتحبصصاره نقل عصصن الصصصل اللغصصوي بقريإنصصة لرادة الصصاز ‪ ،‬مصصع بقصصاء العمنص اللغصصوي علصصى‬
‫ماهيتحه ‪ ،‬وإضافة العمن الديإد إليه‪.‬‬
‫والتحعمبي بالقريإة عن قاطإنيها ‪ ،‬وتوابصع ذلصك ‪ ،‬كلصه مصن الصاز العمقلصي ‪ ،‬فالقريإصة ل تسصأل‬
‫جصصدرانا بصصل سصصكانا ‪ ،‬فيكصصون التحق صديإر أهصصل القريإصصة ‪ ،‬ومصصا اس صتحفيد هنصصا ل ص يإكصصن بقريإنصصة لفظيصصة‬
‫مقالية ‪ ،‬وإنا بقريإنة معمنويإة حالية ‪ ،‬حكم با العمقل ف السناد‪.‬‬
‫‪ 8‬ص التحعمصصبي بصصالرادة عصصن القاربصصة ‪ ،‬لن مصصن أراد شصصيئا قربصصت م صواقعمتحه إيإصصاه غاالبصصا ‪ ،‬ومصصن‬
‫ض فأقامه ‪.(2)( ...‬‬ ‫ذلك قوله تعمال ‪ ) :‬فوجدا فيها جدارا يريد أن ينق ل‬
‫وهذا من الاز العمقلي ‪ ،‬فليسم الدار كائنصصا مريإصدا ‪ ،‬ول هصو بقصادر علصى هصصذا الفعمصل ‪،‬‬
‫وقصصد أدركنصصا بالضصصرورة العمقليصصة ‪ ،‬ومصصن سصصياق السصصناد الملصصي ‪ ،‬أن الصصاز هصصو الصصذي أشصصاع روح‬
‫الرادة ف الدار ‪ ،‬وكأنه يإريإد‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬النساء ‪ ، 24 :‬الائدة ‪.5 :‬‬
‫)‪ (2‬الكهف ‪.77 :‬‬

‫‪75‬‬
‫قال أبو عبيدة ‪ » :‬وليسم للحائط إرادة ‪ ،‬ول للموات ‪ ،‬ولكنه إذ كان ف هصصذه الصصال‬
‫من ردبه فهو إرادته « )‪.(1‬‬
‫‪ 9‬ص التحجصصوز بصصتك الكلم عصصن الغضصصب ‪ ،‬لن الج صران وتصصرك الكلم يإلزمصصان الغضصصب‬
‫غاالبا ‪ ،‬ومنه قوله تعمال ‪ ) :‬وأل يكلمهم ال يوم القيامة وأل يزكيهم ()‪.(2‬‬
‫وهصصذا ص ص والص ص العمصصال ص ص تعمصصبي بالكنايإصصة ‪ ،‬ول علقصصة لصصه بالصصاز ‪ ،‬فعمدبص ص بعمصصدم الكلم عصصن‬
‫الغضب والنتحقام والازاة‪.‬‬
‫‪ 10‬ص التحجصصوز بنفصصي النظصصر عصصن الذلل والحتحقصصار ‪ ،‬كقصوله تعمصصال ‪ ) :‬وأل ينظببر إليهببم‬
‫يوم القيامة ()‪.(3‬‬
‫وهصصذا مصن الكنايإصة أيإضصا للتحعمصبي عصن ازدرائهصم ‪ ،‬وعصصدم رضصاه عنهصصم ‪ ،‬وليصسم لص جارحصة‬
‫فينظر با إليهم ‪ ،‬فهو بصي بغي عي ‪ ،‬وسأيع بغي أذن وهو على العمكسم من قوله تعمال ‪:‬‬
‫) وأجببوه يومئببذ ناضببرة )‪ (22‬الببى ربهببا نبباظرة )‪ (4)( (23‬فهصصؤلء قصصد أنعمصصم ال ص عليهصصم‬
‫بنضصصرة النعميصصم ‪ ،‬فنظصصروا ال ص رحتحصصه ورأفتحصصه ‪ ،‬وتطلعم صوا ال ص حسصصن ث صوابه ومصصازاته ‪ ،‬وتوقعم صوا لطصصف‬
‫عنايإتحه ورعصايإتحه ‪ ،‬فكصصان ذلصك نظصرا الص عظيصم إحسصانه ‪ ،‬وكريص أنعمصامه ‪ ،‬إذ ليصصسم الص جسصما ‪،‬‬
‫أو قالبصصا ‪ ،‬أو مثصصال ‪ ،‬حصصت يإنظصصروا إليصصه ‪ ،‬فعمصصدم نظصصره تعمصصال الص ص الكصصافريإن متحقصصارب مصصن نظصصر‬
‫الؤمني إليه من جهة الكنايإة الادفة‪.‬‬
‫وقد يإكون ذلصك مصازا مرسصل بإضصافة عصدم العمنايإة والرعايإصة ‪ ،‬وإرادة الحتحقصار والذلل‬
‫‪ ،‬معمن جديإدا ال عدم النظر ‪ ،‬وهو عكسه ف اليإتحي التحاليتحي‪.‬‬
‫‪ 11‬ص الصادي عشصر ‪ :‬التحجصوز باليصأس عصن العملصم ‪ ،‬لن اليصأس مصن نقيض العملصوم ملزم‬
‫للعملم غاي منفك عنه ‪ ،‬كقوله تعمال ‪ ) :‬أفلم يأيئس الذين ءامنوا‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬أبو عبيدة ‪ ،‬ماز القرآن ‪.410 /1‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.174 :‬‬
‫)‪ (3‬آل عمران ‪.77 :‬‬
‫)‪ (4‬القيامة ‪ 22 :‬ص ‪.23‬‬

‫‪76‬‬
‫أن لببو يشبباء الب لهببدى النبباس جميعببا (‪ (1).‬فصصإن كصصان هصصذا مصصازا فهصصو مصصاز مرسصصل إذ أضصصاف‬
‫معمنص ثانويإصصا للفصصظح اللغصصوي ‪ ،‬أو هصصو ص والص العمصصال ص مصصن قبيصصل اسصتحعممال الضصصداد باللغصصة ‪ ،‬فيصصأتآ‬
‫التحيئيسم بعمن العملم ‪ ،‬وبعمن عدم العملم وانقطاع المل ‪ ،‬وعلى هذا فل علقة له بالاز‪.‬‬
‫‪ 12‬ص التحعمصبي بالصدخول عصن الصوطء لن الغصالب مصصن الرجصصل إذا دخصصل بصإمرأته أنصه يإطؤهصصا‬
‫ف ليلة عرسها ‪ ،‬ومنه قوله تعمال ‪:‬‬
‫) وأربإبكم اللتي في حجوركم من نسائكم اللتبي دخلتبم بهبلن فبإن لبم تكونبوا دخلتبم‬
‫بهلن فل جناحا عليكم ‪.(2) ( ...‬‬
‫وهذا من باب التحعمبي بالكنايإة الهذبة ‪ ،‬وليسم من الاز ف شيء فاستحعممل الصصدخول ‪،‬‬
‫وأراد لزمه وهو الوطء ‪ ،‬تذيإبا للعمبارة ‪ ،‬وصونا للحرمات‪.‬‬
‫‪ 13‬ص وصصصف الزمصصان بصصصفة مصصا يإشصتحمل عليصصه ويإقصصع فيصصه كقصوله تعمصصال ‪ ) :‬فبذلك يومئبذ‬
‫يوم عسير )‪.(3)( (9‬‬
‫وهصصذا مصصن الصصاز اللغصصوي ‪ /‬الرسصصل ‪ ،‬وهصصو مصصن بصصاب إسصصناد الفاعليصصة ‪ ،‬أو الصصصفة الثبوتيصصة‬
‫للزمصصان لشصصابتحه الفاعصصل القيقصصي ‪ ،‬فقصصد أسصصند العمسصصرة الص اليصصوم ووصصصفه بصا ‪ ،‬واليصصوم دال علصصى‬
‫زمصصن مصصن الزمصصان ‪ ،‬ول تسصتحند اليصصه صصصفة الفاعليصة إل مصصازا ‪ ،‬وكصصأنه يإريإصصد فصذلك يإومئصصذ يإصصوم ذو‬
‫عسرة ‪ ،‬تعمبيا عما يري فيه من الكاره والشدائد ‪ ،‬وال سبحانه هو العمال‪.‬‬
‫‪ 14‬ص وصف الكصصان بصصصفة مصصا يإشصتحمل عليصصه ويإقصصع فيهصا ‪ ،‬كقصوله تعمصصال ‪ ) :‬رب أجعل‬
‫هذا البلد ءامنا ( )‪.(4‬‬
‫وهذا هو الاز العمقلي فيما يإظهر ل ‪ ،‬فالمن ل يإلحصق بالبلصد وإنصصا بأهصصل البلصصد ‪ ،‬ومصصا‬
‫قيل ف قوله تعمال ‪ ) :‬وأسئل القرية ( )‪ ، (5‬يإقال هنا‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الرعد ‪.31 :‬‬
‫)‪ (2‬النساء ‪.23 :‬‬
‫)‪ (3‬الدثر ‪.9 :‬‬
‫)‪ (4‬إبراهيم ‪.35 :‬‬
‫)‪ (5‬يإوسف ‪.82 :‬‬

‫‪77‬‬
‫)‬
‫‪ 15‬ص » وصف العراض بصفة من قامت به ‪ ،‬كقصوله تعمصصال ‪ ) :‬فإذا عببزم المببر (‬
‫‪ ، (1‬والعمصصزم صصصفة لصصذوي المصصر‪ .‬وقصوله تعمصصال ‪ ) :‬فما ربحت تجارتهم ( )‪ (2‬وصصصف التحجصصارة ‪،‬‬
‫وهو صفة للتحاجر «‪.‬‬
‫وهذا من الاز العمقلي ف اليإتحي الكريتحي ‪:‬‬
‫فالراد من اليإة الولص ص والص العمصال ص عصزم ذوي المصر علصى تنفيصذ المصر ‪ ،‬فليصسم للمصر‬
‫إرادة على العمزم ‪ ،‬وليسم العمزم ما يإسند فعمله ال المصصر ‪ ،‬وفص اليإصصة الثانيصة ‪ :‬الربصصح مصصازي فيهصصا‬
‫‪ ،‬ول يإ ص صراد بص صصه الزيإص صصادة علص صصى رأس الص صصال ف ص ص التحص صصاجرة ‪ ،‬والتحجص صصارة فيهص صصا مازفص صصة ‪ ،‬فل يإ ص صراد بص صصا‬
‫العماملت السوقية ف شت البضائع‪ .‬وإنا الراد بالرب تقيق العمن الازي منه بالفائدة التحوخاة‬
‫ف إنفاق العمار وعدم خسرانا ‪ ،‬والراد بالتحجارة العمن الصازي منهصصا بالثابصصة والثصابرة وصصصال‬
‫العمصصال ‪ ،‬وهصصذا إنصصا يإصصدرك بأحكصصام العمقصصل مصصن خلل إسصصناد الملصصة ‪ ،‬فهصصو هناكمصصا فص اليإصصة‬
‫الول ‪ :‬ماز عقلي‪.‬‬
‫‪ 16‬ص الكنايإات كقول طإرفة ‪:‬‬
‫ولسص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص صصت بلل التحلع مافص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص صصة ولك ص ص ص ص ص صصن م ص ص ص ص ص صصت يإستحص ص ص ص ص ص ص صرفد الق ص ص ص ص ص صصوم أرف ص ص ص ص ص صصد‬
‫وقد أقر أن هذا من الكنايإة وعقب عليه بقوله ‪:‬‬
‫» والظصصاهر أن الكنايإصصة ليسصصت مصصن الصصاز ‪ ،‬لنصصك اسص صتحعمملت اللفصصظح فيمصصا وضصصع لصصه ‪،‬‬
‫وأردت به الدللة على غايه ‪ ،‬ول ترجه عن أن يإكون مستحعممل فيما وضع له « )‪.(3‬‬
‫وبعمصصد هصصذه الولصصة مصصع توجيهصصات صصصاحب الشصصارة ال ص اليصصاز » فمجصصاز اللصصزوم « ل‬
‫لزوم له ‪ ،‬لنه ص كما رايإت ص إما أن يإكون خارجا مصن بصاب الصاز ‪ ،‬وإمصصا أن يإكصصون تفريإعمصا عصصن‬
‫شقي الاز ‪ ،‬كما يإبدو هذا من التحعمقيل على كل نوع من أنواعه‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ممد ‪.21 :‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.16 :‬‬
‫)‪ (3‬عز الديإن بن عبد السلم ‪ ،‬الشارة ال الياز ‪.85 :‬‬

‫‪78‬‬
‫وهنالص صصك أقسص صصام أخص صصرى ت صصدور فص ص هص صصذا الفلص صصك أعرضص صصنا عص صصن إيإرادهص صصا ‪ ،‬لنص صصا ل تعمص صصدو‬
‫القسيمي الازيإي‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ مجاز القرآن ‪ :‬عقلي ولغوي‬


‫بعمصصد هصصذا العمصصرض والتححقيصصق نتحمكصصن أن نقصصول مطمئني ص ان الصصاز ف ص القصصرآن قسصصمان ‪:‬‬
‫لغصوي وعقلصصي‪ .‬فصاللغوي مصصا اسصتحفيد فهمصصه عصصن طإريإصق اللغصة وأقصل اللسصان بصصا يإتحبصادر اليصصه الصذهن‬
‫العمربص ص عصصن الطإلق فص ص نقصصل اللفصصظح مصصن معمنصصاه الولص ص الص ص معمنص ص ثصصانوي جديإصصد‪ .‬والعمقلصصي مصصا‬
‫استحفيد فهمه عن طإريإصق العمقصل ‪ ،‬وسصبيل الفطصرة مصن خلل أحكصام طإارئصة ‪ ،‬وقضصايإا يكصم با‬
‫العمقل لدى إسناد الملة‪ .‬وسيأتآ التححقيق ف القسمي فص موضصصعمهما الناسصصب )‪ .(1‬والطريإصصف‬
‫أن نشاهد السكاكي ) ت ‪ 626 :‬هص ( منكرا للمجاز العمقلي تارة ومثبتحا له تارة أخرى )‪.(2‬‬
‫وقد وافقصصه علصصى ذلصك القزويإنص ) ت ‪ 739 :‬ه ص ( وعصدده مصازا بالسصناد ‪ ،‬وقصصد أخرجصه‬
‫من علم البيان ‪ ،‬وأدخله فص علصم العمصان ‪ ،‬متحناسصيا أن الصاز العمقلصي إنصا يإدرك بالسصناد بينمصا‬
‫نده معمتفا به ‪ ،‬ومعمقبا لقسامه وتشعمباته بعمد حي ‪ ،‬ما يإعمن عدم وضوحه لديإه )‪.(2‬‬
‫وقد تابع هذا التحأرجح صاحب الطراز فقال ‪:‬‬
‫» والختحار أن الاز ل مدخل له فص الحكصصام العمقليصة ‪ ،‬ول وجصصه لتحسصصمية الصصاز بكصصونه‬
‫عقليا ‪ ،‬لن ما هذا حاله إنا يإتحعملق بالوضاع اللغويإة دون الحكام العمقلية « )‪.(4‬‬
‫وهذا الخراج للمجاز العمقلي ل يإستحند ال قاعدة بلغاية ‪ ،‬وتعمارضه دلئل الحوال ‪،‬‬
‫لن الاز العمقلي هو طإريإق البلغايي ف الستحنباط ‪ ،‬وسبيلهم ال اكتحشاف الهول بنوع مصصن‬
‫التحأول والمل العمقلي ‪ ،‬ويإتحم ذلك‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬فيما بعمد الفصل الرابع والفصل الامسم‪.‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬السكاكي ‪ ،‬مفتحاح العملوم ‪ 194 :‬ص ‪.198‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬القزويإن ‪ ،‬اليإضاح ‪ 97 :‬وما بعمدها‪.‬‬
‫)‪ (4‬العملوي ‪ ،‬الطراز ‪.25 /1 :‬‬

‫‪79‬‬
‫بالسصتحجلء لحكصصام الملصصة فص الصتاكيب ‪ ،‬وإن بقيصصت الكلمصصات علصصى حقيقتحهصصا اللغويإصصة دون‬
‫تاصصوز‪ .‬وإليصصه ييصصل الزركشصصي ) ت ‪ 794 :‬ه ص ( بعمصصده الصصاز العمقلصصي هصصو الصصذي يإتحكلصصم بصصه أهصصل‬
‫الصنعمة بقوله عنه ‪ » :‬وهو أن تستحند الكلمة ال غايص مصا هصصي لصه أصصصالة لضصصرب مصصن التحأويإصل ‪،‬‬
‫وهو الذي يإتحكلم به أهل اللسان «)‪.(1‬‬
‫وقد كان عبد القاهر ص كما سنرى فيما بعمد ص قد أول هذا النوع من الاز عنايإصصة فائقصصة‬
‫‪ ،‬واعتحب كنزا من كنوز البلغاة ‪ ،‬وهو مصادة البصداع عنصد الكتحصاب والشصصاعر ‪ ،‬وسصصبيل التسصاع‬
‫ف طإرق البيان ‪ ،‬قال ‪ » :‬وهذا الضرب من الاز على جدته كنز مصن كنصوز البلغاصة ‪ ،‬ومصصادة‬
‫الشاعر الفلق ‪ ،‬والكتحاب البليغ ف البداع والحسان ‪ ،‬والتساع ف طإرق البيان ‪ ،‬وأن ييء‬
‫بالكلم مطبوعا مصنوعا ‪ ،‬وأن يإضعمه بعميد الرام ‪ ،‬قريإبا من الفهام «)‪.(2‬‬
‫وليسم ملزما لحصصد مصا ذهصصب بعمضصصهم مصصن أن الصاز العمقلصصي مصن مبصصاحث علصصم الكلم ‪،‬‬
‫وأول أن يإضم إليصه ‪ ،‬لنصه مصن كمصا اتضصح مصن تفصصيلت عبصد القصاهر ‪ ،‬وإشصارات القزويإنص ‪،‬‬
‫يإعمصصد كنص صزا مصصن كنصصوز البلغاصصة ‪ ،‬وذخص صرا يإعممصصد إليصصه الكصصاتب البليصصغ والشصصاعر الفلصصق والطيصصب‬
‫الصصصقع ‪ ،‬وليصصسم أدل علصصى ذلصصك مصصن أن القصصدماء اس صتحعمملوا ف ص كلمهصصم ‪ ،‬وأن القصصرآن الكري ص‬
‫حفل بألوان شصت منصصه ‪ ،‬وأن البلغاييص والنقصصاد أشصاروا إليصه وذكصصروا أمثلتحصصه ‪ ،‬وإن لص يإطلصق عليصصه‬
‫السصصم إل مصصوخرا علصصى يإصصد عبصصد القصصاهر‪ .‬وهصصذا كلصصه يإصدل علصصى أن الصصاز العمقلصصي لصصون مصصن ألصوان‬
‫التحعمبي ‪ ،‬وأسلوب من أساليب التحفنن ف القول ‪ ،‬ول يرجه من البلغاصة إفسصصاد التحصصأخريإن لصصه ‪،‬‬
‫وإدخال مباحث التحكلمي فيه عند تعمرضهم للفاعل القيقي)‪.(3‬‬
‫وقص صصد كص صصان سص صصعمد ال ص صديإن التحفتحص صصازان ) ت ‪ 791 :‬ه ص ص ( موضص صصوعيا حينمص صصا رد القزويإن ص ص‬
‫لدخصصاله الصصاز العمقلصصي ف ص مبصصاحث علم العمصصان فقصصال ‪ » :‬لن علصصم العمصصان إنصصا يإبحصصث عصصن‬
‫الحص صوال الصصذكورة مصصن حيصصث أنصصا يإطصصابق بصصا اللفصصظح مقتحضصصى الصصال‪ .‬وظصصاهر أن البحصصث فص ص‬
‫القيقة والاز العمقليي ليسم من‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الزركشي ‪ ،‬البهان ‪.256 /2 :‬‬
‫)‪ (2‬عبد القاهر ‪ ،‬دلئل العجاز ‪ 295 :‬تقيق ‪ :‬ممود ممد شاكر‪.‬‬
‫)‪ (3‬أحد مطلوب ‪ ،‬فنون بلغاية ‪.109 :‬‬

‫‪80‬‬
‫هذه اليثية فل يإكصون داخل فص علصم العمصان‪ .‬وإل فالقيقصة والاز اللغويإصان أيإضصا مصن أحصوال‬
‫السند إليه أو السند « )‪.(1‬‬
‫وأمصصا الصصاز اللغصصوي فل يتحلصصف إثنصصان بصصأنه الصصصل الوضصصوعي للمجصصاز ؛ ولصصا كصصان الصصاز‬
‫اللغصصوي ص ص كمصصا أسصصلفنا ص ص ذا فرعيص ص فص ص التحقسصصيم البلغاصصي ‪ ،‬لن مصصاله رحصصاب اللغصصة فص ص مرونصصة‬
‫السصتحعممال ‪ ،‬وصصصلحيتحها ف ص النتحقصصال مصصن معمن ص مصصع وجصصود القريإنصصة الدالصصة علصصى العمن ص الديإصصد‬
‫لوجصصود الناسصصبة بينصصه وبينهصصا ‪ ،‬وتص صوافر الصصصلة بيص ص العمنص ص الولص ص والعمنص ص الثصصانوي ‪ ،‬فصصأن كصصانت‬
‫العملقة الشابة بيص العمنص القيقصي والعمنص الازي ؛ فهصو السصتحعمارة‪ .‬ول حصديإث لنصا معمهصا إل‬
‫لاما لن التحفريإق الدقيق يإقتحضي رصدها بفردها ‪ ،‬لنه حقيقصة بصذاتا ‪ ،‬فهصي اسصتحعمارة وكفصصى ‪،‬‬
‫وإن ل ص يإكصصن العملقصصة بي ص العمن ص القيقصصي والعمن ص الصصازي هصصي الشصصابة ؛ فهصصو الصصاز الرسصصل ‪،‬‬
‫وح صديإثنا عصصن الصصاز اللغصصوي ح صديإث عنصصه ‪ ،‬وح صديإثنا عصصن الصصاز القرآنص ص سصصيكون مقتحص صرا عليصصه‬
‫وعلصصى الصصاز العمقلصصي‪ .‬لننصصا قصصد وجصصدنا القصصرآن بصصق قصصد اسصتحوعب نصصوعي الصصاز العمقلصصي واللغصصوي‬
‫لدى التحنظي ‪ ،‬أو عندما تستحخرج جواهرها من بره اليط‪.‬‬
‫وسنقف عند هذيإن النوعي وقفصة الراصصصد التحصأن ‪ ،‬بعمصصد أن نعمطصي صصورة واضصصحة بقصصدر‬
‫الستحطاع عن الصائص الفنية ف ماز القرآن بعمامة‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬التحفتحازان ‪ ،‬الطول ‪.54 :‬‬

‫‪81‬‬
82
‫الفصل الثالث‬
‫مجاز القرآن وأخصائصه الفنية‬

‫‪ 1‬ب خصائص المجاز الفنية‬


‫‪ 2‬ب الخصائص السلوبية في مجاز القرآن‬
‫‪ 3‬ب الخصائص النفسية في مجاز القرآن‬
‫‪ 4‬ب الخصائص العقلية في مجاز القرآن‬

‫‪83‬‬
84
‫‪ 1‬ب خصائص المجاز الفنية‬
‫لش صصك أن اللغ صصة العمربي صصة الفص صصحى تتحمتح صصع بص صصائص ومزايإ صصا بلغاي صصة متحعم صصددة ‪ ،‬تتحمث صصل‬
‫بالعمان تارة ‪ ،‬وإن حلنا العمايإن على معمان النحو باصة ‪ ،‬وبالبيان العمرب تارة أخرى ‪ ،‬ونريإد‬
‫به أركانه الكبى كما سيأتآ ‪ ،‬وبرس اللفاظ ومصطلحات البديإع والسنات لفظية ومعمنويإة‬
‫أحيانصصا إل أن علصصم البيصصان بأركصصانه الربعمصصة ‪ :‬الصصاز ‪ ،‬التحشصصبيه ‪ ،‬السصتحعمارة ‪ ،‬الكنايإصصة هصصو ملتحقصصى‬
‫هذه الصائص ‪ ،‬وعماد تلك الزايإا‪.‬‬
‫فالاز بقسمة ‪ :‬العمقلي واللغوي‪ .‬والتحشبيه بأسسه ‪ :‬الشبه ‪ ،‬الشبه به ‪ ،‬وجصصه الشصصبه ‪،‬‬
‫أداة التحشصصبيه‪ .‬والسصتحعمارة بأصصصول الشصصبه السصتحعماري ‪ :‬السصصيي ‪ ،‬العمقلييص ‪ ،‬السصصي فص الشصصبه‬
‫والعمقلصصي فص ص الشصصبه بصصه ‪ ،‬وبصصالعمكسم ‪ ،‬مضصصافا الص ص أقسصصام السص صتحعمارة ‪ ،‬التحمثليصصة ‪ ،‬والتحصصصرية ‪،‬‬
‫والكنية والصلية ‪ ،‬والتحبعمية ‪ ... ،‬ال‪.‬‬
‫والكنايإصصة بتحعمبيهصصا الهصصذب ‪ ،‬فص ص أقسصصامها كافصصة ‪ ،‬كنايإصصة الصصصفة ‪ ،‬كنايإصصة الوصصصوف ‪،‬‬
‫كنايإة النسبة ‪ ،‬وبأرتباطإها الفن والبلغاي ف كل من التحعمريإض والرمز‪.‬‬
‫هذه الفردات والتحوابع والفروع والقسام والصصصناف التحشصبعمة التحطاولصصة ‪ ،‬لصصو أردنصصا رطإهصصا‬
‫واحصصد متحميصصز ‪ ،‬ولصصو حاولنصصا حصصصرها بفصصن مصصن الفنصصون لكصصان ذلصصك الصصاز بصصل الصصاز وحصصده ‪ ،‬إذ‬
‫يإصصصح إطإلقصصه ص بإطإصصاره العمصصام ص عليهصصا ‪ ،‬كمصصا هصصي الصصال عنصصد الصصرواد مصصن العلم لصصذلك فالصصاز‬
‫يتحل الصدارة ف إطإصار هصصذه الفنصصون ‪ ،‬ويإشصصكل الظصل الكثصصف فص أفيصاء هصصذه اليمصة البلغايصة ‪،‬‬
‫حصصت ليصصصح لنصصا أن نسصصمي لغتحنصصا العمربيصصة بلغصصة الصصاز بصصالعمن الصصذي أشصصار إليصصه الرحصصوم الس صتحاذ‬
‫العمقاد بقوله ‪ » :‬اللغة العمربية لغة الاز ‪،‬‬

‫‪85‬‬
‫ل لنا تستحعممل الاز ‪ ،‬فكثي من اللغات تستحعممل الاز كما تستحعممله اللغة العمربية ‪ ،‬ولكن‬
‫اللغة العمربية تسمى لغة الاز لنا تااوزت بتحعمبيات الصصاز حصصدود الصصصور السوسصصة الص العمصصان‬
‫الردة ‪ ،‬فيستحمع العمربص الص التحشصبيه فل يإشصغل ذهنصه بأشكاله السوسصة إل ريإثمصا يإنتحقصل منهصا‬
‫ال القصود من معمناه «)‪.(1‬‬
‫لذلك نيل ال أن اللغة العمربية ص دون سواها من لغصات العمصال ص تتحميصز بصصائص بلغايصة‬
‫‪ ،‬والبلغا صصة العمربي صصة ص ص وه صصي الص صصل فص ص البلغا صصة العمالي صصة دون ت صصأثي إغاريإق صصي أو أجن صصب ص ص تتحمتح صصع‬
‫بصائص فنية ‪ ،‬والاز ف صيغيتحه البيانية يتحضن كل من الصائص ف اللغة والبلغاصصة معمصصا ‪،‬‬
‫لن أصصصل البلغاصصة الصصاز ‪ ،‬واللغصصة العمربيصصة لغصصة الصصاز ‪ ،‬فصصصغرويإة القارنصصة بكبويإتحهصصا أوصصصلت الص‬
‫هصذه النتحيجصة البديإهيصة ضصرورة كمصا هصصو تعمصبي الناطإقصصة فص اسصتحخلص القصصائق وبرمتحهصا منطقيصصا‬
‫ف شؤون الستحدلل قياسيا أو بديإهيا‪.‬‬
‫ول غارابة ف هذا اللحظح الستحقرائي لطبيعمة الشياء ‪ ،‬فالاز فصن أصصيل فص لغصة العمصرب‬
‫‪ ،‬له مقايإيسه الفنية ‪ ،‬ومعمايإيه القولية عند العمرب باصة ‪ ،‬لنصصه يإعمنص بصإرادة العمصصان الختحلفصة ‪،‬‬
‫وهصم ييلصون الص هصذا الصوروث الضصاري ‪ ،‬وهصو يإعمنص أيإضصا بتحقليصب وجصوه اللفصظح الواحصد ل فص‬
‫الشياء والنظائر بل ف العمان الثانويإة ‪ ،‬فينتحقصل بصاللفظح مصن وضصعمه الصصلي الصدد لصه مركزيإصا ‪،‬‬
‫ال وضع جديإد طإارىء عليه تادده العملقات الفنية ‪ ،‬وهذا من أهم الصائص الصصت يتحصصاز بصصا‬
‫الاز ويإؤهله للتحوسع ف اللغة ‪ ،‬وذلصك بإضصافة العمصان الديإصدة الص نفصسم اللغصة بنفصسم اللفصاظ‬
‫مرتبطة بأصول بلغاية ل ترجها عن دللتحها الول ف جذورها اللغويإة ف أصصصل الوضصصع ‪ ،‬بصصل‬
‫تضصصيفها اليه صصا توسصصعما بصصإرادة العمصصان الثانويإصصة ه صصذه ‪ ،‬ول تكصصون ه صصذه الرادة إل بناسصصبة ‪ ،‬ول‬
‫العمان الستححدثة إل بقريإنة ‪ ،‬وبذلك يإتححصدد السصتحعممال الصازي وتصصدد دللتحصصه أيإضصا بضصوابط‬
‫أساسصصية تصصدفع عنصصه النبصصو والرتاصصال ‪ ،‬وتفظصصه مصصن الغاصراب والبتحعمصصاد عصصن الذائقصصة الفطريإصصة عنصصد‬
‫التحلقي ؛ فقد يإكون القمر وجها ‪ ،‬والبل وقارا ‪ ،‬والغصن اعتحدال ‪ ،‬والبان قواما ‪ ،‬ولكن ل‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬عباس ممود العمقاد ‪ ،‬اللغة الشاعرة ‪.40 :‬‬

‫‪86‬‬
‫يإكون القمر يإدا ‪ ،‬ول البل وجها ‪ ،‬ول الغصن عينا ‪ ،‬ول البان فما ‪ ،‬مراعاة الناسبة ص إذن ص‬
‫ووضوح القريإنة ‪ ،‬مانعمان من اللط الرتال ‪ ،‬وضابطان من الاز الشوه‪.‬‬
‫لذا كثر استحعممال الاز ف لغة العمرب شعمرا ونثرا وصصصناعة مصن أجصل تصصوظيفه فص شصصؤون‬
‫اليصصاة الجتحماعيصصة مصصن جهصصة ‪ ،‬ومصصن أجصصل إضصصافة مصصزون تراثصصي متحطصصور الص لغتحهصصم التحطصصورة مصصن‬
‫جهصصة أخ صصرى فعمم صصدوا الص ص العم صصان الرائعم صصة فنظموه صصا فص ص معملق صصاتم قبصصل الس صصلم ‪ ،‬ووقفص صوا عن صصد‬
‫الغاص صراض القيمصصة فصصصبوها بطصصابتحهم فص ص السص صواق الدبيصصة الشصصهية ‪ ،‬فك صصان للمجصصاز أثصصره فص ص‬
‫البداع ‪ ،‬وللنتحقال به ال العمان الديإدة بادرته ف التحجديإد اللغوي والبلغاصصي فص فصصن القصصول ص‬
‫حصصت عصصاد الصصاز بصصق معملمصصا بصصارزا فص ص تراثهصصم ‪ ،‬بصصل ظل شاخصصصا فص ص حيصصاتم الدبيصصة ‪ ،‬فهصصو‬
‫عنص صصدهم معمنص ص بص صصالثروة الحتحياطإيص صصة للمعمص صصان ‪ ،‬والثص صصورة الحتازيإص صصة لللفص صصاظ‪ .‬فالص صصاز علص صصى هص صصذا‬
‫بصصصائثه الفنيصصة ثصصروة لغويإصصة ‪ ،‬وثصصورة فنيصصة ‪ ،‬هصصذه الصصثروة وتلصصك الثصصورة فيهمصصا إشصصاعة روح اليسصصر‬
‫والرونة والسماح لتحجصاوز حصدود القيقصة اللغويإصة الص مصا ياورهصا ويإقاربصا ‪ ،‬أو مصا يإضصاف اليهصا‬
‫إمعمانصا فص البتحكصار ‪ ،‬وصصيانة للصتاث مصن التحصدهور والضصياع‪ .‬ولقصد كصانت النقلصة فص خصصائص‬
‫الصصاز الفنيصصة ‪ ،‬نقلصصة حضصصاريإة وإنسصصانية ال ص منصصاخ أوسصصع شصصول ‪ ،‬وأبلصصغ تعمصصبيا ‪ ،‬وأوجصصز لفظصصا ‪،‬‬
‫واللفاظ هي هي دللتحها الولية‪.‬‬
‫هصصذه القصصائق متحصوافرة السصصمات فص كلم العمصصرب منصصذ عهصصد مبكصصر ‪ ،‬ومصصصنفات العلم‬
‫ف العملقات والمال والنتحخبات والماسة غانية بأصول هذا الفن وبشائره الول ف عصصصر مصصا‬
‫قبل السلم وصدر السلم والعمصر الموي ف الصناعتحي‪.‬‬
‫فصصإذا وقفنصصا عنصصد هصصذا العملصصم ف ص القصصرآن العمظيصصم وجصصدناه مصصن خللصصه ‪ :‬يإشصصيع اليصصاة ف ص‬
‫الماد ‪ ،‬والبهجصة فص الحيصاء ‪ ،‬والسن إلص الكائنصات ‪ ،‬ويصدب أيإضصاء علصى سصلمة اللفصاظ‬
‫فص ص الصصؤدى ‪ ،‬وتص صذيإب العمبصصارة فص ص الطصصاب ‪ ،‬وتنزيإصصه البصصاري عصصن النصصداد ‪ ،‬وصصصيانة ذاتصصه عصصن‬
‫الوارح ‪ ،‬وعلوه عن الركة اليء والنتحقال والتحشبيه‪.‬‬
‫وهنصصا يإقصصتن الغصصرض الفنص ص بصصالغرض الص صديإن ‪ ،‬وذلصصك مصصن خصصصائص التحعمصصبي الصصازي فص ص‬
‫القرآن ‪ ،‬فغذا استحدرجه تذوقاء نطقياء ‪ ،‬أو تااوباء سأعمياء ‪ ،‬علمت‬

‫‪87‬‬
‫مدى تعملقه بتحهذيإب النطق ‪ ،‬وإصلح الداء فل زلل ف اللسان ‪ ،‬ول فهاهة ف النطق ‪ ،‬ول‬
‫خشونة ف اللفاظ‪.‬‬
‫خصصصائص الصصاز الفنيصصة فص ص القصصرآن الكريص ص تنطلصصق مصصن مهمتحصصه البداعيصصة ‪ ،‬ومصصن مهمتحصصه‬
‫الضص صصافية للص صتاث ‪ ،‬ومص صصن مهمتحص صصه التحهذيإبي صصة للنفص صصسم ‪ ،‬ومص صصن مهمتحص صصه التحنزيإهيص صصة للبص صصاري ‪ ..‬هص صصذه‬
‫الهمصصات وظ صصائف أساس صصية فص ص منظ صصور الصصاز القرآنص ص ‪ ،‬وه صصو مؤشص صرات ص صصلبة ت صصدد لنصصا تريإ صصر‬
‫اللفصصاظ ‪ ،‬وتصصوجيه العمصصان فص ص خصصصائص الصصاز القرآنص ص الصصت لسصصناها فص ص السصصلوب والنفصصسم ‪،‬‬
‫ومظصصاهر السص صتحدلل العمقلصصي ‪ ،‬وعلصصى هصصذا فسصصنقف عنصصد الصصصائص السصصلوبية ‪ ،‬والنفسصصية ‪،‬‬
‫والعمقلية للمجاز القرآنص فحسصب ‪ ،‬فهي بعممومهصا تشكل النصاخ الفنص لصصائص هصذا الاز ‪،‬‬
‫ذلك من تتحبع مالت الستحعممال ف العم الغالب من ماز القرآن‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ الخصائص السلوبية في مجاز القرآن‬


‫خصائص الاز اللغويإة ف القرآن الكري ‪ ،‬فضل عن كونصصا خصصصائص فنيصصة مصصن وجصصه ‪،‬‬
‫ومؤشص صرات إعجازيإصصة مصصن وجصصه آخصصر ‪ ،‬فهصصي بفهصصوم غايص ص اعتحبصصاطإي خصصصائص أسصصلوبية متحطصصورة‬
‫للمصصوروث اللغصصوي‪ .‬ف ص الصصاز تصصدرك مركزيإصصا أن اللفصصظح هصصو اللفصصظح ‪ ،‬ل ص يإتحغي ص ول ص يإتحبصصدل حروفصصا‬
‫وأصواتا وهيأة ‪ ،‬والعمن لذا اللفظح ذاته هو العمن نفسه ل يإنقص عنه شيئا ‪ ،‬إل أنصصه قصصد ازداد‬
‫معمنص ص غايص ص العمنص ص الولص ص فص ص دللتحصصه الثانويإصصة الديإصصدة حينمصصا يإص صراد بصصه التسصصاع الص ص السص صتحعممال‬
‫الصصازي ‪ ،‬وبتحطصصور ذهن ص ‪ ،‬وتصصصور متحبصصادر إليصصه ‪ ،‬مصصن خلل السصصياق والرادة والغصصادرة العمنويإصصة‬
‫لي لفظح من اللفاظ موقعمة ال موقع أرق ‪ ،‬وحدث أكب ‪ ،‬فهو ف حالتحه الثبتحصة فص معمجمصصه‬
‫الجتحماعي ل يإتحغي معمناه القيقصي فص استحعمماله القيقصي ‪ ،‬وإنصا بقصي علصى مصاهو عليصه ‪ ،‬وقصد‬
‫كص صصانت القريإنص صصة الدالص صصة علص صصى العمن ص ص الضص صصاف هص صصي الصص صصارفة عص صصن العمنص ص الول ص ص الص ص س ص صواه فص ص‬
‫الستحعممال الازي ‪ ،‬سواء أكانت القريإنة حالية أم مقالية‪.‬‬
‫هذا التكيب الديإد فص العمبصارة فص اللفصاظ الفصردة فص الصاز اللغصوي وفص العملقصات بيص‬
‫اللفاظ ف الاز العمقلي ‪ ،‬يإستحغي با التحلقي‬

‫‪88‬‬
‫عصن كصصل الصتاكيب الماثلصة أو الخالفصصة فص العمصصان الصرادة فص البنيصة اللغويإصصة ‪ ،‬فاليصاز خصيصصة‬
‫أسلوبية فص هصذا اللحصظح ‪ ،‬والتحطصويإر خصيصصة ثانية فص هصذا السلوب ‪ ،‬فل حاجة الص إسصناد‬
‫جلصصي جديإصصد يإسصصد مسصصد الصصتكيب الصصازي ف ص اللفصصظح الفصصرد الوضصصوع لصصصل ويإقصصل عنصصه تفريإغصصا‬
‫وتنويإعمصصا الص معمصصان مبتحكصصرة ‪ ،‬يإسصتحغن بصصذكرها مفصصردة مازيإصصة منهصصا عصصن إنشصصاء آخصصر للدللصصة علصصى‬
‫تلك العمان‪.‬‬
‫وقصصد يإقصصال ‪ :‬ومصصا هصصذا اللتحصواء فص اصصصطياد العمصصان السصتححدثة مصصن ذوات الكلصصم وأنفصصسم‬
‫اللفاظ ‪ ،‬ولاذا ل نغيص العمبصارة ونصأتآ بصا علصى صصيغتحها فص الصصل للدللة علصى العمنص الصصل‬
‫دون تاوز ومغادرة للدللة الركزيإة ف هذا اللفظح أو ذاك‪ .‬وللجابة عن هذه القولصصة ل بصصد مصصن‬
‫التحنصويإه بالقصصائق النهجيصصة لسصصية لغصصة القصصرآن العمظيصصم ‪ ،‬وهصصي لغصصة غايص جامصصدة ‪ ،‬تسصتحمد معمينهصصا‬
‫الصصثر مواصصصفات أكصصثر عمقصصا مصصن سصصطحية التحقصصول والف صتاض الصصذي قصصد يصصانب الواقصصع اللغصصوي‬
‫لطبيعمة هذه اللغة الكرية‪.‬‬
‫كان العمرب بفطرتم النقية أئمة بيان ل شك ف هذا ‪ ،‬والبيان العمرب ذو جذور معمرفة‬
‫فص القصصدم والصصصالة يإتحكصصون ممصصوعه مصصن عش صرات اللف مصصن اللفصصاظ ‪ ،‬ولصصو كصصررت اللفصصاظ‬
‫نفسص صصها لكص صصان الكلم واح صصدا ‪ ،‬والتحف صصاوت فص ص الص صصودة والمتحي صصاز متحلش صصيا ‪ ،‬وإذا ك صصان الكلم‬
‫واحدا والتحفاوت بي أبعماده مفقودا ‪ ،‬لذهبت خصصائص البيصان السصلوبية ‪ ،‬ولصصصبحت حصالتحه‬
‫متحفردة ‪ ،‬غاي قابلة للتحفاضصل ‪ ،‬واذا تقصق هصذا ‪ ،‬فقصد فقصدت البلغاة العمربيصة موقعمهصا ‪ ،‬والبيصان‬
‫العمرب ص ميزاتصصه ‪ ،‬وحينمصصا يإكصصون النظصصور ال ص الفصصن القصصول متحسصصاويإا ‪ ،‬فمصصا معمن ص العجصصاز البيصصان‬
‫واللغوي والبلغاي فص القصرآن الكريص ‪ ،‬ومصا هصي عائديإصة قصوله تعمصال فص التححصدي للبشصريإة جعمصاء‬
‫حينما يإصرخ ‪:‬‬
‫) وأإن كنتم في ريب ملما نلزلنا على عبدنا فبأتوا بسبورة مبن مثلبه وأادعبوا شأبهداءكم مبن‬
‫دوأن ال إن كنتم صادقين )‪.(1)( (23‬‬
‫هذا التححدي قائم منصلتحا على العجاز فص القصصرآن ويإعمنص هصصذا عجصصز الكائنصصات البليغصصة‬
‫عن التيان ولو بسورة واحدة من جنسم هذا البيان ‪ ،‬وعدم‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.23 :‬‬

‫‪89‬‬
‫التيان من مثله دليل أصالة القانون البديإهي بتحفصصاوت درجصصات الكلم ومنصصازله ‪ ،‬فكصصان القصصرآن‬
‫أعله صصا دون ريإ صصب ‪ ،‬وك صصان معمجص صزا ب صصق‪ .‬ول صصو تس صصاوى الكلم لنتحه صصى العج صصاز ‪ ،‬ول صصا ك صصان‬
‫العجصصاز باقيصصا كصصان بالضصصرورة تفصصاوت الكلم ‪ ،‬وتفصصاوت الكلم إنصصا يإتححقصصق ب صإيإراد العمن ص ف ص‬
‫طإصصرق بيانيصصة متحلفصصة وسصصبل هصصذه الطصصرق واضصصحة ‪ ،‬وركيزتصصا الركصصان الربعمصصة ‪ :‬الصصاز ‪ ،‬التحشصصبيه ‪،‬‬
‫الستحعمارة ‪ ،‬الكنايإة ‪ ،‬والتحشبيه والستحعمارة جزءان من الاز ‪ ،‬والكنايإة تعمنص العمصان الثانويإة بصل‬
‫معمن العمن بالضبط ‪ ،‬فأركان البلغاة الربعمة جيعما قائمة على الاز بعمناه العمصصام ‪ ،‬وهصصو الصراد‪.‬‬
‫إذن الدللصة الازيإصة فص اللفصصاظ ‪ ،‬منحصة إضصافية تثصل مرونصصة اللغصة فص النتحقصصال ‪ ،‬وتطورهصصا عنصد‬
‫الستحعممال‪ .‬وهذه الدللة تقصصوم بعممليصة تصصويإر فنص موحيصة ‪ ،‬بإضصافة جلصة مصصن العمصان الديإصدة‬
‫الت تدعم الزخصم اللغصوي ‪ ،‬وتؤنصق فص عبصاراته دون تكلصف أو تعمسصف ‪ ،‬أو اقصتاض للمفصردات‬
‫من اللغات الجنبية أو الاورة ‪ ،‬لنا تعمود بذلك غانية عن أيإصصة اسصتحدانة معمجميصصة مصصن أيإصصة لغصة‬
‫عاليصصة أو إقليميصصة ‪ ،‬هصصذا التحصصأنق فص اختحيصصار العمصصان ‪ ،‬وهصصذا الكتحفصصاء فص مفصصردات اللفصصاظ ‪ ،‬مصصا‬
‫يإتحماشص صصى مص صصع مهمص صصة البلغاص صصة العمربيص صصة فص ص ص مطابقص صصة الكلم لقتحضص صصى الص صصال ‪ ،‬ومص صصا يإتحلءم مص صصع‬
‫الصائص السلوبية للمجاز ف رفد الخزون الدلل لللفصصاظ‪ .‬لصصذا فقصد كصصان سصليما مصا قصصرره‬
‫فص هصصذا الصصال فص ص صديإقنا الفضصصال الصصدكتحور عبصصد ال ص الصصصائغ مصصن اعتحبصصاره الصصاز » عبصصارة عصصن‬
‫مغادرة الفردة لدللتحها العمجمية لتحمصويإن دللة جديإصدة تسصهم فص التسصاع والتحوكيصد والدهصاش‬
‫«)‪.(1‬‬
‫***‬
‫والصصاز بعمصصد هصصذا ‪ :‬هصصو حلقصصة الوصصصل بي ص الصصذات العمصصبة وإراداتصصا التحجصصددة ف ص العمصصان‬
‫الستححدثة ‪ ،‬وهصذا بعمينصه هصو التحطصور اللغصوي فص اللغصة الواحصدة ذات النصاخ العمصالي فص السصيورة‬
‫والنتحشار‪ .‬وها سأة لغة القرآن‪.‬‬
‫وهنا يب أن ل يإتحطرق ف انطباق مفهوم الاز وحقيقتحه‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬عبد الله الصائغ ‪ ،‬الصورة الفنية معميارا نقديإا ‪.370 :‬‬

‫‪90‬‬
‫الصطلحية علصى صصنوف التحعمصبيات اللغويإصة ‪ ،‬حت وإن أريإصد بصا معمناهصا الصصل ‪ ،‬لن ذلصك‬
‫مصا يإشصوه حقيقصة البيصان ‪ ،‬ودللتحصه البلغاية ‪ ،‬ومصا يدمصل الكلم كصثيا مصا ل تتحمصل طإصاقتحه الت‬
‫تنهصصض بصصه ال ص مس صتحوى التحعمصصبي الدب ص ‪ ،‬فيعمصصود ذلصصك تكلفصصا دون ضصصرورة اليصصه ‪ ،‬وتحل ‪ ،‬دون‬
‫اتكص صصاء البيص صصان عليص صصه ‪ ،‬والتحمحص صصل والتحكلص صصف وسص صواها مص صصن التحعمسص صصف أحيانص صصا مص صصا ترفضص صصه سص صصجية‬
‫النصوص الدبية الراقية ل سيما ف القرآن العمظيم‪.‬‬
‫إل أن ظاهرة هذا التحكلف شائعمة بي النحصصاة مصن جهصة ‪ ،‬وبيص جلصة مصصن الفسصريإن مصن‬
‫جهصصة أخصصرى ‪ ،‬وقصصد تكصصون بينهمصصا معمصصا إذا كصصان الفسصصر ناويإصصا أو النحصصوي مفس صرا ‪ ،‬وهصصذا مصصا‬
‫يإؤسف الوقوع فيه ‪ ،‬والتحمسك بصصه ‪ ،‬لنصه قصد يإتحعمصصارض بشصكل وآخصصر مصع الصصصائص السصلوبية‬
‫لاز القرآن‪.‬‬
‫خصصذ مثل قص صوله تعمصصال ‪ ) :‬وأإذا رأيتهببم تعجبببك أجسببامهم ‪ (1) ( ...‬فقصصد ذهصصب بعمصصض‬
‫الستحاذة العماصريإن ‪ :‬أنم قالوا أن فيه إطإلق الكل على البعمض ‪ ،‬والراد تعمجبك وجوههم ‪،‬‬
‫لن الجسام ل ترى كلها ‪ ،‬وإنا يإرى الوجه فحسب ‪ ،‬ول أرى تأويإل أبعمد من هذا التحأويإصل‬
‫عن روح اليإة ‪ ،‬فالسم وإن كصان ل يإصرى كلصه ‪ ،‬فمصن السصتحطاع أن يإدرك النسصان بنظصرة مصا‬
‫علي صصه الس صصم م صصن ج صصال يإبعم صصث عل صصى العجصصاب ‪ ،‬وق صصد ل تريإ صصد اليإصصة ‪ :‬تعمجب صصك وج صصوههم ‪،‬‬
‫ولكنهصصا تريإصصد يإعمجبصصك مصصا عليصصه أجسصصامهم مصصن ضصصخامة ‪ ،‬ومصصا يإبصصدو فيهصصا مصصن مظصصاهر النمصصاء‬
‫والقوة ‪ ،‬وما عليه وجوههم من جال ونضرة )‪.(2‬‬
‫هصصذه اللحوظصصة ومصصا قاربصا ‪ ،‬ل تلصصو مصن وجصصه سصديإد فيمصا يإبصدو ‪ ،‬إذ ل معمنص للتحكلصف‬
‫الفرط الذي يرج النص عن ذائقتحصه الفطريإصة ‪ ،‬تصيدا لعمصان قصد ل تصراد ‪ ،‬ووجصوه ل تستححسن‬
‫‪ ،‬وعلقات قد ل تستحصوب‪.‬‬
‫وقصصد تنبصصه أس صتحاذنا الرحصصوم الصصدكتحور أحصصد عبصصد الس صتحار ال صواري ال ص هصصذا الأخصصذ فعمصصاله‬
‫وأشباهه معمالصة فاحصصة ‪ ،‬ونقصده بصأدب واتصزان تصامي ‪ ،‬فمصسم النحصاة والفسصريإن مسصا رقيقصا ‪،‬‬
‫وعاتبهم عتحابا جيل ‪ ،‬وهو ف معمرض الديإث عن هذه البادرة مضافا ال الستحعممال القرآنص‬
‫الدقيق فقال ‪ » :‬ومن‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬النافقون ‪.4 :‬‬
‫)‪ (2‬أحد أحد بدوي ‪ :‬من بلغاة القرآن ‪.224 :‬‬

‫‪91‬‬
‫لطصائف الستحعممال القرآنص كصثرة ورود الصصدر وصصفا إمصا علصى سصبيل السناد خ با ‪ ،‬أو علصى‬
‫سبيل النعمت أو الال‪ .‬قال تعمال ف سورة السراء ‪:‬‬
‫) نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وأإذ هم نجوى ( )‪.(1‬‬
‫وقال تعمال ف سورة الكهف ‪:‬‬
‫سببماء فبصبببح‬ ‫) فعسببى ربلببي أن يببؤتين خي برا مببن جنلتببك وأيرسببل عليهببا حسبببانا مببن ال ل‬
‫صعيدا زلقا )‪ (40‬أوأ يصبح مانؤها غاورا فلن تستطيع له طلبا )‪.(2) ( (41‬‬
‫والصدر ف اليإة الول خب البتحدأ ‪ ،‬وهم يإزعمون أن اسم العمنص ل يصصب بصصه عصصن اسصصم‬
‫الذات فتحأمل‪ .‬وف اليإة الثانية خب الفعمل الناسخ‪.‬‬
‫وقال تعمال ف مورة الفرقان ‪:‬‬
‫) وأعببباد اللرحمببن الببذين يمشببون علببى الرض هونببا ( )‪ (3‬يإق صصول الزمش صصري ‪ » :‬هون صصا‬
‫حال أو صفة للمشي ‪ ... ،‬إل ان وضع الصدر موضع الصفة مبالغة « )‪.(4‬‬
‫ويإعمقصصب الرحصصوم الصصدكتحور الصواري علصصى هصصذه الظصصاهرة بقصوله ‪ » :‬وهصصذا ديإصصدن النحصصاة إذ‬
‫أنصصم ينحصصون إمصصا ال ص التحأويإصصل بتحق صديإر مضصصاف حصصت يإكصصون هصصو الصصصدر صصصالا لوصصصف اسصصم‬
‫الصصذات أو الخبصصار عنصصه ‪ ،‬وإمصصا الص ص تفسصصيه علصصى صصصورة البالغصصة والصصاز‪ .‬علصصى أن شصصيوع هصصذا‬
‫السص صتحعممال ووفرتصصه يإشصصعمران بصصأن التحأويإصصل والتحقص صديإر وص صصرف العمنص ص الص ص الصصاز والبالغصصة أمصصور ل‬
‫ضرورة لا ول سبب ‪ ،‬بل أنا قد ترج العمبارة عن العمن الذي قصدت إليه « )‪.(5‬‬
‫وقصصد يإقصصتن الس صتحعممال القيقصصي بصصالتحعمبي الصصازي ف ص القصصرآن ‪ ،‬لتحأكيصصد حقيقصصة كصصبى ‪،‬‬
‫وتصص صويإر معمل صصم ب صصارز م صصن معم صصال الح صصداث الهم صصة ‪ ،‬يإش صصكل م صصن خللم صصا الق صصرآن خص صصائص‬
‫أسلوبية ميزة ف العمرض والداء والتحعمبي ‪ ،‬حت‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬السراء ‪.47 :‬‬
‫)‪ (2‬الكهف ‪ 40 :‬ص ‪.41‬‬
‫)‪ (3‬الفرقان ‪.63 :‬‬
‫)‪ (4‬الزمشري ‪ ،‬الكشاف ‪.103 : 3‬‬
‫)‪ (5‬أحد عبد الستحار الواري ‪ ،‬ناو القرآن ‪ 69 :‬ص ‪.70‬‬

‫‪92‬‬
‫تعمود تلك الصائص ظاهرة لغويإة معمينة يإؤكدها أسلوب القرآن الرة بعمد الخصرى ‪ ،‬وتثلهصا فص‬
‫كتحاب ال تعمال عند اليإة ‪ ،‬هذه الصصائص تتحجسصد بأبرز مظاهرهصا الفنيصة فص إسصناد الصدث‬
‫ال ص غاي ص فصصاعله ‪ ،‬وتاشصصي ذكصصر السصصبب ف ص إيصصاده ‪ ،‬وكصصان القصصرآن ف ص هصصذا وذاك يإريإصصد التحصصوجه‬
‫الصصدي الصصثيث منصصصبا الص الصصدث ذاتصصه ‪ ،‬والتحفكيص منحصصرا فص أبعمصصاده دون النظصصر فص الفاعصصل‬
‫والبصصدع لصصه ‪ ،‬أن ص كصصانت نصصوعيتحه وكيفيتحصصه ‪ ،‬وهصصذا مصصا حصصدب علصصى تص صويإره القصصرآن ف ص مظهريإصصن‬
‫عظيميص ص حينم صصا يإتحح صصدث ع صصن يإ صصوم القيام صصة مثل‪ .‬الظه صصر الدل فص ص م صصاله ‪ ،‬القيق صصي وتعم صصبيه‬
‫الستحعممال الصل ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص يإتححصدث النصص القرآنص عصن أحصداث السصصاعة ‪ ،‬والصتحزلزل الكصصون فص العمصال عنصدها ‪،‬‬
‫والتحغييص الفصصاجىء لعمصصال الصصدنيا البصصريإة والسصصية ‪ ،‬فتحجيصصء صصصفة الحصصداث فص إسصصنادها مبنيصصة‬
‫للمجهول ف عشرات اليإات بل مئاتا من القرآن ‪ ،‬ولنقف عند سورة التحكويإر ‪:‬‬
‫ت )‪ (2‬وأإذا الجبببال س بليرت )‪ (3‬وأأذا‬ ‫ت )‪ (1‬وأإذا النجببوم انكببدر و‬ ‫س ك بلور و‬
‫شببم ن‬ ‫) إذا ال ل‬
‫العشار عطللت )‪ (4‬وأإذا الوحوش حشرت )‪ (5‬وأإذا البحار سلجرت )‪ (6‬وأإذا اللنفوس زلوأجت‬
‫سماء‬ ‫ب‬
‫صحف نشرت )‪ (10‬وأإذا ال ل‬ ‫ي ذنب قتلت )‪ (9‬وأإذا ال ل‬
‫)‪ (7‬وأإذا الموءوأدة سئلت )‪ (8‬بأ ل‬
‫كشطت )‪ (11‬وأإذا الجحيم سلعرت )‪ (12‬وأإذا الجلنة أنزلفت )‪ (13‬علمت نفس لما أحضرت‬
‫)‪.(1)( (14‬‬
‫وباسص صتحقراء ه صصذه اليإ صصات الرب صصع عش صصرة ‪ ،‬ن صصد منهصصا اثنصصت عش صصرة أيإصصة قصصد بني صصت أفعمال صصا‬
‫للمجهول ‪ ،‬وطإوي ذكر الفاعلى فيها وهي ‪:‬‬
‫كورت ‪ ،‬سيت ‪ ،‬عطلت ‪ ،‬حشرت ‪ ،‬سجرت ‪ ،‬زوجصصت ‪ ،‬سصئلت ‪ ،‬قتحلصصت ‪ ،‬نشصصرت‬
‫‪ ،‬كشطت ‪ ،‬سعمرت ‪ ،‬أزلفت‪.‬‬
‫والقارىء للقرآن يإدرك بالفطرة الودعة لديإه ‪ ،‬أن الفاعل القيقي هو ال تعمصصال بقصصدرته‬
‫‪ ،‬أو بأمره ‪ ،‬أو بإرادته ‪ ،‬أو بتحوجيهه للئكتحه ف تنفيذ ذلك ‪ ،‬فصدوره عنه ل شك فص ذلصك‬
‫لنه الامع بي هذه الشتحات ‪ ،‬والنظم لذه التحفرقات ‪ ،‬أوجدها وسصصخرها وأنطقهصصا ورتبهصصا ‪،‬‬
‫ولكن‬
‫__________________‬
‫التحكويإر ‪ :‬ا ص ‪.14‬‬

‫‪93‬‬
‫الص صصائص الس صصلوبية ل صصذا الن صصص ل تتحعمل صصق بح صصدث ه صصذه الفعم صصال وموج صصدها ‪ ،‬وإن صصا العمنايإ صصة‬
‫متحجهة ناو الدث ‪ ،‬ولفت النظار حوله ‪ ،‬والعمنايإة به‪ .‬لتحكون العمبة أشد ‪ ،‬واليقظة أعظم‪.‬‬
‫‪ 2‬ص وف التحعمبي الازي قد يإسند الفعمل لغي فاعله القيقي ‪ ،‬تأكيدا علصصى هصصذه الظصصاهر‬
‫‪ ،‬وكأن الفعمل متحلبسم بالفاعل ‪ ،‬وكأن الفاعصصل غايص القيقصي قصد توصصل إليصصه ففعملصه ‪ ،‬وإن يإكصن‬
‫لذا الفاعل حول أو طإول ‪ ،‬أو ليسم من شأنه ذلك بل الدث غايه ف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫أ ص ) أقتربت اللساعة وأأنشق القمر )‪.(1)( (1‬‬
‫ب ص ) يوم تمور اللسماء مورا )‪ (9‬وأتسير الجبال سيلرا )‪.(2)( (10‬‬
‫ج ص ) اذا اللسماء انفطرت )‪ (1‬وأإذا الكواكب انتثرت )‪.(3)( (2‬‬
‫د ص ) فارتقب يوم تأتي اللسماء بدخان لمبين )‪.(4)( (10‬‬
‫وواضصصح أن السصصاعة ل تقصصتب تلقائيصصا ‪ ،‬وأن القمصصر ل يإنشصصق ذاتيصصا ‪ ،‬وأن السصصاء ل تصصور‬
‫إراديإ ص صصا ‪ ،‬وأن الب ص صصال ل تس ص صصي اختحياريإ ص صصا ‪ ،‬وأن الس ص صصماء أيإض ص صصا ل تنفط ص صصر م ص صصن نفس ص صصها ‪ ،‬وأن‬
‫الكصواكب ل تنتحصصثر بالصصا ‪ ،‬وأن السصصماء ل تصصأتآ بصدخان مصصبي بإرادتصصا‪ .‬وأنصصا أضصصيف لصصا الفعمصصل‬
‫لتحضخيم الدث ‪ ،‬وليتحجه التحفكي ناوه ‪ ،‬فالفاعل القيقي هو غاي ما أسند إليصه الفعمصل وتصأتآ‬
‫‪ ،‬فالساعة تقتب حتحما ‪ ،‬والقمر يإنشق قطعما ‪ ،‬والسماء تور وتنفطر وتصصأتآ بالصصدخان مسصصخرة‬
‫‪ ،‬والبال تسي ل شك ف هذا ‪ ،‬والكواكب تنتحثر من تلقاء نفسها ‪ ،‬ول يتحاج كصل هصصذا الص‬
‫كصصبي أمصصر ‪ ،‬فقصصد سصصخرها ربصصا لتحلقصصي الصصدث فهصصي صصصاحبتحه ف ص منصصاخ قصصاهر ل عهصصد لصصا بصصه ‪،‬‬
‫فتحتحطوع بذه الفعمال بذاتيتحها دون التحلويإح ال الفاعل القيقي‪.‬‬
‫وما يإؤسف له حقا أن يإنشغل أكثر الفسريإن عن هذا اللحظح‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬القمر ‪.1 :‬‬
‫)‪ (2‬الطور ‪ 9 :‬ص ‪.10‬‬
‫)‪ (3‬النفطار ‪ 1 :‬ص ‪.2‬‬
‫)‪ (4‬الدخان ‪.10 :‬‬

‫‪94‬‬
‫الصصدقيق ‪ ،‬وهصصذه الظ صصاهرة السصصلوبية النموذجيصصة الص ص ال صصوض فص ص تفصصصيلت الفاعصصل ‪ ،‬وتأويإصصل‬
‫صدور الفعمل عنه‪.‬‬
‫تقصصول الصصدكتحورة عائشصصة عبصصدالرحن ‪ ،‬وناصصن نوافقهصصا ف ص هصصذا العمصصرض ‪ ،‬لنصصه مصصن صصصميم‬
‫منهجنا البيان ‪:‬‬
‫» وقد شغل أكثر الفسريإن والبلغايي بتحأويإل الفاعر ‪ ،‬عن اللتحفات ال اضصصطراد هصصذه‬
‫الظاهرة السصلوبية فص هصذا الوقصف ‪ ،‬مصع وضصصوحها الص درجصة العممصد والصصرار ‪ :‬وسصدرها البيصان‬
‫دقيق جليل ‪ :‬فاطإراد إسناد الدث ال غاي مدثصصة ‪ ،‬بالبنصاء للمجهصصول ‪ ،‬أو السصناد الصصازي ‪،‬‬
‫أو الطاوعصصة ‪ ،‬يإصصدل علصصى التحلقائيصصة الصصت يإكصصون بصصا الكصصون كلصصه مهيئصصا للحصصدث الطيص ص ‪ ،‬وأن‬
‫الكائنصصات مسصصخرة بقصصوة لصصدلك الصصدث ‪ ،‬فمصصا تتحصصاج فيهصصا ال ص امصصر ‪ ،‬ول ال ص فاعصصل ‪ ...‬وفيصصه‬
‫كذلك ‪ ،‬تركيز النتحباه ف الدث ذاته ‪ ،‬وحصر الوعي فيه ‪ ،‬فل يإتحوزع ف غايه «)‪.(1‬‬
‫‪ 3‬ص وإذا جئنصصا الص ص التسصصاع اللغصصوي فص ص مصصاز القصصرآن وجصصدنا ظصصاهرة أسصصلوبية شصصامة ‪،‬‬
‫وفصل الاز اللغوي ف القرآن يإؤكد هصذه الظصاهرة بميصع أبعمادهصا فص التحجصوز والتسصاع والرونصة‬
‫‪ ،‬وفيه غانية عن الفاضة ف هذا الصدرك لنصصه حافصصل بصدلئل سصلمة اللفصصظح اللغصصوي ‪ ،‬وسصصيورته‬
‫ف العمان الديإدة الت ل تعمامصل الصصل باعتحبصاره منسصوخا أو مستحغنيا عنصه ‪ ،‬بصل هصو هصو وهصو‬
‫مضاف إليه هذا التساع‪.‬‬
‫تأمصصل فص ص هص صوله تعمصصال ‪ ) :‬وأال ب محيببط بالكببافرين ( )‪ (2‬فإنصصك سص صتحجد بيسصصر وسصصهولة‬
‫كلمة » ميط « غاي متحخلية عن العمن الصل ‪ ،‬ولكنها علصصى الصصصعميد الصازي ‪ ،‬تمصصل دللصة‬
‫بارزة جديإدة ‪ ،‬تتحعمدى معمن الحاطإة التحقليديإة ‪ ،‬الت اعتحاد السصصامع إدراكهصصا مركزيإصصا مصصن اللفصصظح‬
‫‪ ،‬فليسصصت إحصصاطإتحه تعم صصال ههنصصا إحاطإصصة مكانيصصة ‪ ،‬أو طإليصصة ‪ ،‬أو جس صصمية ‪ ،‬كإحاطإصصة القلدة‬
‫باليصصد ‪ ،‬أو السصوار بالعمصصصم ‪ ،‬أو الصصات بالبنصصان ‪ ،‬وإنصصا هصصي إحاطإصصة مازيإصصة مطلقصصة عصصن حصصدود‬
‫الحاطإات التحعمارفة ‪ ،‬وبديإهي أن يإراد با إحاطإة ذي القوة بن ليسم له‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬بنت الشاطإىء ‪ ،‬التحفسي البيان ‪.1/85 :‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.19 :‬‬

‫‪95‬‬
‫قوة ‪ ،‬وذي الصول بصصن ل حصول لصه ‪ ،‬وكإحاطإصة ذي الشصأن بصصن ل يإصدانيه سصيطرة وإعصدادا ‪ ،‬إذ‬
‫ل يكن أن تفسر هذه الحاطإة بالكان ‪ ،‬وإن استحوعبت حدود كصصل مكصصان ‪ ،‬لن الص تعمصصال‬
‫فصصوق حصصدود الكصصان ‪ ،‬وإذا كصصان المصصر كصصذلك ‪ ،‬ويإبصصدوا أنصصه كصصذلك ‪ ،‬فل بصصد مصصن رصصصد هصصذه‬
‫الظصصاهرة بصصذا الصصدرك التسصصاعي فص التحجصصوز بصصاللفظح ذاتصصه ‪ ،‬وحلصصه علصصى العمنص الصصذي أشصصار اليصصه‬
‫الزمشصصري ) ت ‪ 538 :‬ه ص ( ف ص ق صوله ‪ » :‬والعمن ص أنصصم ل يإفوتصصونه كمصصا ل يإفصصوت الصصاط بصصه‬
‫حقيقة «)‪.(1‬‬
‫إن الذائقصصة الفنيصصة ف ص مثصصل هصصذه الظ صواهر تثصصل لنصصا عمصصق الصصصائص السصصلوبية ف ص مصصاز‬
‫القرآن ‪ ،‬إذ تادد القدرة الارقة ف كل نوذج آنف علصى استحيحاء التحلزم الذهن بيص الصصل‬
‫القيقصصي والفصصرع السصتحعممال لناسصصبة مصصا ف ص تنقلصصه مصصن معمن ص أول ص ال ص معمن ص ثصصانوي ‪ ،‬وهصصو يإهصصز‬
‫الشاعر حينا ‪ ،‬ويإصون التاث حينا آخر ‪ ،‬ويدث ذلك عادة ف وقت واحد وبتحفكيص جلصصي‬
‫متححد‪ .‬وهذا من خصائص السلوب الازي ف القرآن‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ الخصائص النفسية في مجاز القرآن‬


‫ليصصسم أمصرا سصصهل ‪ ،‬أن يإسصايإر النصصص الدبص النفصصسم النسصصانية ‪ ،‬وليصصسم هينصصا أن تتحطلصصب‬
‫النفسم أيإضا نصا أدبيا ‪ ،‬فالنفسم جوح ل تدأ ‪ ،‬وغاروف ل تكبح ‪ ،‬وشرود ل يإسيطر عليها‬
‫نصصص اعتحيصصادي ‪ ،‬أو فصصن قصصول ‪ ،‬دون أن تتحمثصصل بصصه أرقصصى مي صزات النصصذاب التحلقصصائي ‪ ،‬والبعمصصد‬
‫النفسان التحوازن ‪ ،‬فتحقبل عليه النفسم اشتحياقا أو إيإناسا ‪ ،‬وتعمزب عن سواه نفورا أو إياشا‪.‬‬
‫النص وجودته وحدها يإهيئان الناخ الناسب ف النفسم النسانية إقبصصال علصصى النصصص أو‬
‫عزوفصصا عنصصه‪ .‬ومصصن ثص فالصصاز القرآنص وهصصو يإنقصصل اللفصصظح مصصن صصصورة الص صصصورة أخصصرى علصصى النحصصو‬
‫الصصذي يإريإصصده الصصصور ‪ ،‬فصصإن أراد منههصصا فص صصصيغتحها القيقيصصة‪ .‬فصصأنت تسصتحطيع فص الصصاز تكييصصف‬
‫النص الدب ناو العمن الراد ‪ ،‬دون توقف لغوي أو معمارضة من دللة اللفظح‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الزمشري ‪ ،‬الكشاف ‪.85 : 1‬‬

‫‪96‬‬
‫الركزي ‪ ،‬وذلك بسب ما تريإده من إثارة النفصسم ‪ ،‬أو إلصصاب العماطإفصة ‪ ،‬أو إذكصاء الشصصعمور فص‬
‫حالت التغايب والتحنفي ‪ ،‬وها حالتحان متحعملقتحان بالسم العماطإفي لدى النسان ‪ ،‬وناظرتان ال‬
‫النفعمالت الوجدانية ف النفسم النسانية‪.‬‬
‫أ ص ف توجيه النفسم ناو التغايب تقف على » قاصرات الطرف « ف حكايإتحهصصا الازيإصصة‬
‫من قوله تعمال ‪:‬‬
‫) وأعن ببدهم قاصب برات الطببرف عي ببن )‪ (48‬ك ببألنهن بي ببض مكنببون )‪ .(1)( (49‬وال صصدث‬
‫حقيقي الوقوع بأبعماده التحصصويإريإة التحأنقصة ‪ ،‬ولكنصك تصرى مصا فص الوصصف ‪ ،‬والتحعمصبي عصن النسصاء‬
‫بقاصرات الطرف وليسم ف طإرفهن قصصصور ‪ ،‬مصن التاصصصف البيصصان الرتبصصط بإثصصارة النفصسم للتحعملصصق‬
‫بن تنطبق عليه هذه العمبارة ‪ ،‬أو تتححقق فيه هذه الوصاف الت تطمئن اليها الروح النسصانية‬
‫وتش لا الذات البشريإة ‪ ،‬ويإتحطلصع اليهصا اليال متحشصوقا مصع نقصاء الصصورة ‪ ،‬ولطصف السصتحدراج‬
‫ورق صصة الص صتغايب التحن صصاهي ‪ ،‬فق صصد وص صصف نس صصاء أه صصل الن صصة بس صصن العمي صصون الن صصاظرة الص ص أزواجه صصا‬
‫فحسب عفة وخفرا وطإهارة ‪ ،‬دون التدد ف النظر ال هصذا وذاك ‪ ،‬وأضصاف الص هصذا اللحصظح‬
‫التحشبيه السي بالبيض الكنون على عادة العمصصرب فص وصصف مصن اشصتحد حجصابه ‪ ،‬وتزايإصد سصته‬
‫‪ ،‬بأنه ف كن عن التحبج ومنعمة من الستحهتحار‪.‬‬
‫ب ص وأما ف التحنفي ‪ ،‬فتحزداد النفسم عزوفا ‪ ،‬وتتحوارى عصصن الصصصورة التحخيلصصة أو التحجسصصدة‬
‫نف صصورا ‪ ،‬حصصت يإبصصدوا الش صصئزاز منه صصا واض صصحا ‪ ،‬والسص صتحهانة يإوخامتحه صصا متحوقعم صصا فض صصل ع صصن الل صصع‬
‫والرعب ف صورة اللصع والرعصب ‪ ،‬والصوف والتحطيص فص نصوذج الصوف والتحطيص إذا حققصت هصذا‬
‫أو ذاك الصصصورة الشصديإدة فص التحنظيص الصصازي ‪ ،‬وإن شصصئت فضصصع يإصصدك علصصى الدللصصة الازيإصصة فص‬
‫إرسال الريإح العمقيم على عصصاد وهصصي ) مصصا تصذر مصصن شصصيء أتصصت عليصصه ( مصصن قصوله تعمصصال ‪) :‬وأفي‬
‫عاد إذ ارسلنا عليهم الريح العقيم )‪ (41‬ما تذر من شأيء أتت عليه إلل جعلتببه كببالرميم )‪(42‬‬
‫()‪.(2‬‬
‫ستى كيف ازدادت عندك الالة التحصورة سوءا ‪ ،‬وكيف نفر منها‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الصافات ‪ 48 :‬ص ‪.49‬‬
‫)‪ (2‬الذاريإات ‪ 41 :‬ص ‪.42‬‬

‫‪97‬‬
‫طإبعمصصك ف صرارا ‪ ،‬فمصصا هصصو شصصأن هصصذه الريإصصح الشصصومة الصصت أسصصند إليهصصا التحصصدمي التحصصام ) مصصا تصصذر (‬
‫وأسندت إليها الفاعلية ف يإسر ومطاوعة ) أتت ( حت جاءت بعمذاب الستحئصال‪ .‬فما هصصي‬
‫خصصصائص هصصذه الريإصصح بصصذه الطاوعصصة ف ص التحسصصخي للهلك العمصصام حصصت عصصاد كصصل شصصيء ) أتصصت‬
‫عليه ( كالورق الاف التححطم ‪ ،‬نظرا لشدة عصفها ‪ ،‬وسرعة تطايإرها ‪ ،‬وخفة مرورها‪.‬‬
‫وحديإث النفسم ف ماز القرآن ذو سيورة وانتحشار حت عاد جصصزءا قويصصا مصصن خصائصصصه‬
‫الفنية دون ريإب ‪ ،‬وهو يإتحجلى ف عدة مظاهر تقويية يكن الشارة إليها با يإلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص ف ناذج الاز القرآن ند دللة ذات أهيصة مشصتكة بيانيصة ونفسصية فص آن واحصد ‪،‬‬
‫يإعمب ف هذه الدللة عن علقة اللغة بالفكر ‪ ،‬والفكر بالعماطإفة ‪ ،‬والعماطإفة بالنفسم‪.‬‬
‫وف هذا الصوص كثيا ما يإفجؤك الاز القرآن وقد تعمدى حدود اللغة الص النفصصسم ‪،‬‬
‫ومناخ التساع ال اليال ‪ ،‬فهو طإالا تاده يإسند الحساس الص المصاد ‪ ،‬فيصصفه بالفاعليصة ‪،‬‬
‫لتحتحصصوجه النفصصسم اليصصه ويإنحصصصر الصصدث بصصه وكصصأنه فصصاعله ‪ ،‬ويإريإصصك الركصصة وهصصي دائبصصة ف ص العم صوال‬
‫الصماء ‪ ،‬فكأنا ناطإقة تتحكلم ‪ ،‬فيصك بذلك أسأاعا غاي واعية ‪ ،‬وآذانا غاي صاغاية ويإضفي‬
‫ملم صصح الق صصوة عل صصى م صصا ل ق صصوة في صصه ‪ ،‬وك صصأنه رائ صصد متحمك صصن‪ .‬ولي صصسم ه صصذا وذاك إل م صصن مظ صصاهر‬
‫الصائص النفسية ف السلوب الذي يرك الضمائر حينا ويإهصز الشصاعر حينا آخصر ‪ ،‬ويإبعمصث‬
‫الواطإر سواها ‪ ،‬ولعملصه يإريإصد بصذلك أن يإفجصر روافصد جديإصدة ذات إطإصار تاريإصب فص ماكصاة غايص‬
‫السصوس للمحسصوس ‪ ،‬وماثلصة الدراك فص غايص الدرك كمصا هصو فص الصدركات ‪ ،‬لن فص ذلصك‬
‫انتحقال ف الصورة ال داخل النفوس وواقع البايإا ف النفسم العمتحبة با تضصصفيه الصازات القرآنيصصة‬
‫من أبعماد جديإدة ‪ ،‬ولعمل خي مايثل هذا التااه اليوي التحأمل ف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫أ ص ) وأضرب ال مثل قرية كانت ءامنة لمطمئلنة يأتيها رزقها رغادا من كل مكان ‪( ...‬‬
‫)‪.(1‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬النحل ‪.112 :‬‬

‫‪98‬‬
‫ففي هصذا النصوذج العلصى عصدة استحعممالت مازيإصة تصدور حصول هصذا الفلصك مصن البيصان‬
‫العمرب الصميم ‪ ،‬ومهمتحه إذكاء الفيظة ف النفسم لتحلف التحقصي التحعممصد فص ذات الص ‪ ،‬فقصصد‬
‫وصف القريإة بكونا آمنة مطمئنة ‪ ،‬وقد علصصم بالضصصرورة أن المصصن والطإمئنصصان ل تتحصصصف بمصصا‬
‫مرافصق القريإصصة وجصصدرانا ‪ ،‬وإنصصا يإتحنعمصم بمصا أهلهصا وسصصكانا ‪ ،‬فعمصب مصصازا عصصن طإريإصق إطإلق أسصصم‬
‫الل وهو القريإة على الال فيها وهم الهل والسكان‪.‬‬
‫وعصصب عصصن الصصرزق بصصأنه يإصصأتآ والصصرزق ليسصصت لصصه حركصصة ول إرادة فص التحنقصصل والقصصصد ‪ ،‬وإنصصا‬
‫الص تعمصال هصو الذي يإسصخر مصن يلصب الرزاق ‪ ،‬ويإصأتآ با ص وهصو الصرزاق ذو القصوة التحي ص مصن‬
‫كل مكان ال هذه القريإة ‪ ،‬تعمبيا عن تنعممها وعيشها الرغايد ‪ ،‬وذلصصك مصصا تصصش إليصصه النفصصسم ‪،‬‬
‫فكان الرزق دون عناء يإقصدها سائرا عامدا متحوافرا‪.‬‬
‫وهذا الوصف لذا الناء ل يانع من الوعيد ف إفنصصائه واسصتحبداله بالعمنصصاء ‪ ،‬فكلهصصا مصصن‬
‫الصور النفسية ‪:‬‬
‫ب ص ) مثل اللذين كفروأا بربهم أعمالهم كرماد اشأببتلدت بببه اللريببح فببي يببوم عاصببف ‪...‬‬
‫( )‪.(1‬‬
‫فس صتحقف عنصصد حقيق صتحي مصصازيإتحي يإرتبطصصان بشصصد النفصصسم إليهمصصا والوقصصوف بتحأمصصل ويإقظصصة‬
‫وحذر عندها ‪:‬‬
‫الوألى ‪ :‬إسناد الشتحداد ال الريإح ‪ ،‬لتحهيئة الناخ النفسي لتحلقي هذه الصورة ‪ ،‬وحصصصر‬
‫التحفكي ص ف ص كيفيصصة هصصذه الريإصصح ونوعيتحهصصا ‪ ،‬فهصصي فاعلصصة متححركصصة ‪ ،‬دائبصصة ‪ ،‬متحموجصصة ‪ ،‬طإاغايصصة ‪،‬‬
‫مطاوعة ‪ ،‬وليسم للريإح حول ول طإول ف اللحصصظح التحكصويإن ‪ ،‬فل هصصي مشصتحدة حقيقصصة ول هصصي‬
‫جاريإصصة واقعمصصا ‪ ،‬وإسصصناد هصصذا وذاك إليهصصا كصصان بسصصبيل مصصن الصصاز ‪ ،‬لن تسصصخيها بصصال وحصصده ‪،‬‬
‫فل إرادة للريإصصح ول طإواعيصصة ‪ ،‬والصصاز هصصو الصصذي طإصصوع هصصذه القيقصصة اللغويإصصة ‪ ،‬فأعارهصصا مناخصصا‬
‫جديإدا ‪ ،‬وكأن الريإح قائمة ‪ ،‬والري على أشده ‪ ،‬والركة ذاتية‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬إسناد الفاعلية والصفة الثبوتية للزمان لشابتحه الفاعل‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬إبراهيم ‪.18 :‬‬

‫‪99‬‬
‫القيقي ‪ ،‬فقد أسند عصصف الريإصح الص اليصوم ‪ ،‬وهصو دال علصى زمصان مصن الزمصان ‪ ،‬ول تسصتحند‬
‫إليصصه الفاعليصصة حقيقصصة إل علصصى ناصصو الصصاز ‪ ،‬وهصصو كصصذلك ‪ ،‬وهصصذا أيإضصصا مصصا نظصصر فيصصه الص النفصصسم‬
‫ليخلصصص اتااههصصا فص تصصصور شصصدة ذلصصك اليصصوم ‪ ،‬وعصصصف ذلصصك اليصصوم ‪ ،‬وحصديإث ذلصصك اليصصوم ‪،‬‬
‫دون التحفكي ص ف ص ال صوامش وال صوانب الفائضصصة ‪ ،‬فكصصأن ال صراد هصصو اليصصوم فنسصصب إليصصه العمصصصف ‪،‬‬
‫فأقام اليصوم مقصام الضصاف الصذوف فص التحقصديإر اللغصوي الصصل ‪ ،‬فهصو يإصوم ذو عصصف إن صصح‬
‫ما تأولوه‪.‬‬
‫وقد يإكون هذا الدارك على سبيل التحعمبي عن شدة المر ‪ ،‬وقيام العمصف علصصى أشصصده‬
‫فص ذلصصك اليصصوم ‪ ،‬مصصا يإهصصم النسصصان ‪ ،‬فصصارتبط الصصدث بصصه نفسصصيا ‪ ،‬فأسصصند إليصصه الفعمصصل كمصصا هصصي‬
‫الال ف هوله تعمال ‪:‬‬
‫) فكيف تلتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شأيبا )‪.(1) ( (17‬‬
‫يإقول الدكتحور أحد بدوي معمدلل هذه النسبة نفسيا ‪:‬‬
‫» ولا كان يإوم القيامة تلصصؤه أحصداث مرعبصصة ‪ ،‬تل النفصوس هصول يإتحسصبب عنهصا لشصدتا‬
‫الشيب ‪ ،‬وكان هذا اليوم ظرفا لتحلك الحداث ‪ ،‬صح أن يإسند الشيب إليه «)‪.(2‬‬
‫‪ 2‬ص وإذ يإوصصصلنا الص ص يإصصوم القيامصصة ‪ ،‬فصصإن التحعمصصبي الصصازي عصصن هصصذا اليصصوم يإصصزداد جلء ‪،‬‬
‫فيعمكصصسم الصصدث مقتنصصا بصصذلك اليصصوم ‪ ،‬ومنسصصوبا الص عصواله الصصصامتحة ‪ ،‬وإذا بصصا ناطإقصصة تتحكلصصم ‪،‬‬
‫ومفصحة تعمرب عما ف الدخائل ‪ ،‬ويإتحجلى هذا ف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫) يومئذ تحلدث أخبارها )‪.(3) ( (4‬‬
‫والضصصمي عائصصد ال ص متحقصصدم لفظصصا ورتبصصة كمصصا يإقصصول النحصصاة ‪ ،‬وتق صديإر الكلم عنصصدهم ‪:‬‬
‫تدث الرض أخبارها ‪ ،‬والقيقة اللغويإة أن يإتححصصدث ذو النطصصق بصألتحه ‪ ،‬وذو اللسصصان بصأداته ‪،‬‬
‫ل الماد بعمجمتحه ‪ ،‬فهل هو تثيل يإعمن ‪ :‬أن ما‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الزمل ‪.17 :‬‬
‫)‪ (2‬أحد أحد بدوي ‪ ،‬من بلغاة القرآن ‪.223 :‬‬
‫)‪ (3‬الزلزلة ‪.4 :‬‬

‫‪100‬‬
‫يدث ف ذلصك اليصوم ‪ ،‬ومصا يصري فيصه مصن الشصدائد الائلصة ‪ ،‬والشصدائد تثي اللصع فص النفصسم ‪،‬‬
‫والنظصصور هنصصا نفسصصان ل شصصك ‪ ،‬والتحغيي ص الكصصون يإؤكصصد الهتحمصصام التحزايإصصد لصصدى النسصصان ‪ ،‬بعمصصد‬
‫زلزلة الرض ‪ ،‬وإخراج الثقال ‪ ،‬وذهول النسان لتحلك الحصداث الديإصدة ‪ ،‬فهصو يإتحسصائل فص‬
‫حية وعجصصب واس صتحغراب ‪ ) :‬وأقببال النسببان مببا لهببا )‪ (1) ( (3‬فصصإذا أضصصفنا إليهصصا السصصماوات‬
‫بعموالها ‪ ،‬والرض بكل مواقعمها ‪:‬‬
‫) يإوم تبدل الرض غاي الرض والسماوات وبرزوا لص الواحصصد القهصصار ( هصصذه الكائنصصات‬
‫كلها ناطإقة بمهرة من الحداث ‪ ،‬فهي تتححدث عنها ‪ ،‬وتفصح عن أهوالا ‪ ،‬كمصا يإقصصال ‪:‬‬
‫رزء يإعمدب عن كارثة ‪ ،‬وخطب يإنب عن شدة ‪ ،‬وليسم الرزء معمبا حقيقة ‪ ،‬ول الطب بنبء‪.‬‬
‫هصصذا الصصدرك الصصازي ييصصل إليصصه الزمشصصري بق صوله ‪ » :‬والتحح صديإث مصصاز عصصن أحصصداث ال ص‬
‫تعمال فيها من الحوال ما يإقوم مقام التححصديإث باللسصصان « )‪ .(2‬وهصصو الصذي تيصل إليصصه الصصدكتحورة‬
‫بنت الشاطإىء ‪:‬‬
‫» والذي نكمئن إليه ‪ ،‬هو أن تدث الرض على السناد الازي ‪ ،‬فيه تقريإر لفاعلية‬
‫تسص صتحغن بصصا ع صصن فاع صصل ‪ ،‬وتأكي صصد للظصصاهرة السصصلوبية الض صصطردة فص ص حصصرف النظصصر عمصصدا عصصن‬
‫الفاعل الصلي لحداث البعمث والقيامة‪ .‬ث ل يإغيب عنا ما لذا الصنيع البيان من قوة إثارة‬
‫وإيصصاء ‪ ،‬فنحصصن نشصصهد صصصورة فنيصصة معمصصبة ‪ ،‬فنقصصول فص ص إعجصصاب ‪ :‬إنصصا تكصصاد نتحطصصق ‪ ،‬والبيصصان‬
‫القرآن العمجز ل يإنطق المصصاد فحسصب ‪ ،‬بصل يصصرد منصصه كصصذلك شخصصصية حيصة ‪ ،‬فاعلصة ناطإقصة‬
‫مريإدة مدركة « )‪.(3‬‬
‫ب ص إن ما سبق لنا القول فيه تؤكده أحداث القيامصصة ‪ ،‬مصصن قصول كمصا فص قصوله تعمصصال ‪:‬‬
‫) يوم نقول لجهنم هل امتلت وأتقول هل من لمزيد )‪.(4) ( (30‬‬
‫أو فعمل وقوة كقوله تعمال ‪ ) :‬إذا ألقوا فيها سمعوا لها شأهيقا وأهي تفور )‪(7‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الزلزلة ‪.3 :‬‬
‫)‪ (2‬الزمشري ‪ :‬الكشاف ‪.276 / 4 :‬‬
‫)‪ (3‬بنت الشاطإىء ‪ ،‬التحفسي البيان ‪ 92 /1 :‬وما بعمدها‪.‬‬
‫)‪ (4‬ق ‪.30 :‬‬

‫‪101‬‬
‫تكاد تمليز من الغيظ )‪ ، (1) ( ... (8‬أو شدة ناطإقة فاعلة كقوله تعمال ‪:‬‬
‫) يببا أيهببا النبباس أتلقببوا ربلكببم إن زلزلببة السبباعة شأببيء عظيببم )‪ (1‬يببوم تروأنهببا تببذهل كببل‬
‫مرضببعة علمببا أرضببعت وأتضببع كببل ذات حمببل حملهببا وأتببرى النبباس سببكارى وأمببا هببم بسببكارى‬
‫وألكلن عذاب ال شأديد )‪ (2) ( ... (2‬وليست جهنم كائنا متحكلما فتحقول ‪ ،‬وتستحمع وتايب‬
‫‪ ،‬وإن كان ذلك غاي بعميد إعجازا‪.‬‬
‫وليسصصت النصصار جسصصما مريإصصدا وفصصاعل فنسص صتحمع لشصصهيقها أو هصصي تفصصور ‪ ،‬أو تتحميصصز مصصن‬
‫الغيظح‪.‬‬
‫وليسم ف القيامة إرضاع حت تذهل الرضعمة عن رضيعمها ‪ ،‬وليصصسم هنالصك وضصصع وولدة‬
‫وإناب ‪ ،‬حت تضع كل ذلت حل حلها‪.‬‬
‫إن التحعمصصبي بالصصاز بعمنصصاه العمصصام هصصو الصصذي صصصور هصصذه الحصصداث بصصذه الصصصور الصصثية ‪،‬‬
‫وأبانصصا بصصذه اليصصأة الناطإقصصة ‪ ،‬وسصديها بصصذه الرادة التحامصصة تنبيهصصا للضصصمائر ‪ ،‬وتوجيهصصا للعمقصصول ‪،‬‬
‫وتصصأثيا علصصى النفصصوس حصصت تسصتحعمد لصصذلك اليصصوم الصصذي تنطصصق فيصصه جهنصصم ‪ ،‬وتفصصور فيصصه النصصار حصصت‬
‫يإسصصمع شصصهيقها ‪ ،‬وحصصت لتحكصصاد تتحقصصد مصصن الغيصصظح وتنشصصق ‪ ،‬ذلصصك اليصصوم الصصذي لصصو أرضصصعمت فيصصه‬
‫الرضعمة لذهلب عن رضيعمها ‪ ،‬ولو توافرت فيه ذوات الحال لوضع أحالا‪.‬‬
‫إذن ه صصذه خص صصائص نفس صصية يمله صصا ال صصاز القرآنص ص وناتحض صصنها تعم صصبيه الفريإ صصد م صصن أج صصل‬
‫النسان‪ .‬دربة منه على الذر والستحعمداد والتحهيؤ التحام‪.‬‬
‫جص ص وما يإقال ف ملحظح النطق والقول والقصصوة بالنسصبة للنصار يإقصصال عينصه بالنسصبة لليصاء‬
‫ال الرض ف قوله تعمال ‪ ) :‬بألن رلبك أوأحى لها )‪.(3) ( (5‬‬
‫والقضصصية تصصصور فص مصصدرك عقلصصي مصصض ‪ ،‬فصصالوحي اللصصي هصصو الفعمصصل الصصذي يإكشصصف بصصه‬
‫ال للنسان عن القائق الت تااوز نطاق عقله )‪.(4‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬اللك ‪ 7 :‬ص ‪.8‬‬
‫)‪ (2‬الج ‪ 1 :‬ص ‪.2‬‬
‫)‪ (3‬الزلزلة ‪.5 :‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬د‪ .‬جيل صليبا ‪ ،‬العمجم الفلسفي ‪.2/570 :‬‬

‫‪102‬‬
‫وإذا كصصان الصصوحي فعمل متحميصزا ‪ ،‬فهصصو صصصادر عصصن فاعصصل مريإصصد ‪ ،‬وهصصذا الفاعصصل الريإصصد هصصو‬
‫ال تعمال ‪ ،‬ال متحلق متحثل ‪ ،‬فتحعملقه ف الرض إذن تعمدلق مازي ‪ ،‬إذ طإريإق الصصوحي هصصو التحلقصصي‬
‫‪ ،‬والرض غايص قابلة للتحلقصي‪ .‬لصذا فاليصاء فص اليإة عنصد الزمشصري مصاز ل يإسصتحثن بذا شيئا‬
‫قال ‪:‬‬
‫» أوحى لا بعمن أوحى إليها ‪ ،‬وهو ماز كقوله تعمصال ‪ ) :‬أن نقصول لصه كصصن فيكصون (‬
‫وكقول الشاعر ‪ :‬أوحى لا القرار فاستحقرت )‪.(1‬‬
‫وأصصصل الصصوحي هصصو ‪ :‬الشصصارة السص صريإعمة علصصى سصصبيل الرمصصز والتحعمريإصصض ومصصا مصصرى اليصصاء‬
‫والتحنبيه على الشيء من غاي أن يإفصح به )‪.(2‬‬
‫وقد يإكون أصل الوحي ف اللغة كلها العلم فص خفصصاء )‪ .(3‬ومصصؤدى ذلصك واحصصد ‪ ،‬إذ‬
‫الشارة السريإعمة إعلم عن طإريإق الرمز ‪ ،‬والرمز إياء يإستحفيد منه التحلقي أمرا إعلميا قد يفصصى‬
‫على الخريإن )‪.(4‬‬
‫ولذا فقد كان الراغاب دقيقا حينما عرض لصصصطلح الصوحي وقسصصمه فيمصصا تنبصه اليصصه بيص‬
‫القابل له والستحعمصصي عليصه ‪ ،‬إل أن يإكصون ذلصك تسصخيا مصن قبل الص تعمصال ‪ ،‬فقصال ‪ » :‬فصإن‬
‫كان الوحى إليه حيا فهو إلام ‪ ،‬وإن كان جادا فهو تسخي « )‪.(5‬‬
‫لصصذا فقصصد ذهصصب الطبسصصي ) ت ‪ 548 :‬ه ص ( ال ص أن أوحصصى لصصا ‪ :‬أي ألمهصصا وعرفهصصا‬
‫بأن تدث أخبارها ‪ ..‬من جهة تفى )‪.(6‬‬
‫والسصصياق إنصصا يإقصصوم علصصى قصصوة هصصذه الفاعليصصة ف ص تص صويإر هصصول الوقصصف الصصذي يإصصدهش لصصه‬
‫النسان فيقول ف عجب وقلق ما لا؟ فاقتحضى أن يإأتيه‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬الزمشري ‪ ،‬الكشاف ‪.4/276 :‬‬
‫)‪ (2‬قارن بي ذلك ف ‪ :‬الراغاب ‪ ،‬الفردات ‪ .515 :‬الطبسي ‪ ،‬ممع البيان ‪.5/37 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العمرب ‪.20/258‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬الؤلف ‪ ،‬ظاهرة الصوحي والستحشصرقون‪ » .‬بصث « فص كتحصاب ‪ ) :‬الستحشصرقون ومصوقفهم مصن الصتاث العمربص‬
‫السلمي ( وقائع الؤتر العملمي الول لكلية الفقه ‪ :‬مطبعمة القضاء ‪ ،‬النجف ‪ 1986 ،‬م‪.‬‬
‫)‪ (5‬الراغاب ‪ ،‬الفردات ‪.515 :‬‬
‫)‪ (6‬ظ ‪ :‬الطبسي ‪ ،‬ممع البيان ‪.5/526 :‬‬

‫‪103‬‬
‫الواب ) بألن رلبك اوأحى لها )‪.(1)( (5‬‬
‫تصصدث بصصه الرض نفسصصها تلقائيصصا ؛ فاليصصاء هنصصا مباشصصرة ‪ ،‬ليلئصصم إسصصناد التححصصدث ال ص‬
‫الرض‪ .‬وسر قوته ف أنه كذلك)‪.(2‬‬
‫‪ 3‬ص ومسصايإرة الصاز للنفصسم النسصانية ل تقصف عنصد حصد معميص ‪ ،‬ول تتحصص بأقوام دون‬
‫آخريإص صصن ‪ ،‬فص صصالعمبة فيهص صصا بعممص صصوم اللفص صصظح ل بصص صصوص السص صصبب ‪ ،‬ومص صصع هص صصذا فقص صصد نلتحقص صصط بعمص صصض‬
‫الشذرات النادرة ‪ ،‬والتححف الثمينة فص هصذه الظصاهرة التحأصلة ‪ ،‬ومصن ذلصك مصا أورده تعمصال فص‬
‫سورة الضحى من أقسام وأيان كان للمجاز العمقلي فيها نصيب متحميز ‪ ،‬كما ف قوله تعمصصال‬
‫ضحى )‪ (1‬وأالليل إذا سجى )‪.(3)( (2‬‬ ‫‪ ) :‬وأال ل‬
‫وسصصيأتآ إبصراز الصاز السصنادي الكمصصي لصذه اليإصة فص ملهصا مصصن فصصل » الصاز العمقلصي‬
‫فص ص القصصرآن « والهصصم هنصصا أن نصصبي أن القصصرآن العمظيصصم كمصصا تصصوجه لثصصارة النفصصسم عنصصد النصصاس ‪،‬‬
‫فكصصذلك تصصوجه لتحهدئصصة النفصصسم النسصصانية عنصصد ذي أقصصدس نفصصسم بشصريإة ‪ ،‬وهصصو الرسصصول العظصصم‬
‫ممصد ‪ ، 6‬وبصذلك يإسصتحوعب الصاز القرآنص ‪ ،‬النفصوس العتحياديإة والنفصوس القدسة الشصريإفة ‪،‬‬
‫وقد تنبهت الدكتحورة بنت الشاطإىء لذا اللحظح ونان نؤيإدها فيه بدود‪.‬‬
‫» القسصصم بصصه فص آيإصصت الضصصحى ‪ ،‬صصصورة ماديإصصة ‪ ،‬وواقصصع حسصصي ‪ ،‬يإشصصهد بصصه النصصاس تصصألق‬
‫الضصصوء فص ص ضصصحوة النهصصار ‪ ،‬ثص ص يإشصصهدون مصصن بعمصصده فتحصصور الليصصل إذا سصصجا وسصصكن‪ .‬يإشصصهدون‬
‫الالي معما ‪ ،‬ف اليوم الواحصصد ‪ ،‬دون أن يتحصل نظصام الكصصون ‪ ،‬أو يإكصون فص تصوارد الصالي عليصصه‬
‫ما يإبعمث على إنكار ‪ ،‬بل دون أن يطصر علصى بصال أحصد ‪ ،‬إن السصماء قصد تلصت عصن الرض‬
‫وأسلمتحها ال الظلمة الوحشة ‪ ،‬بعمد تألق الضوء ف ضحى النهار «‪.‬‬
‫فصصأي عجصصب ف ص أن ييصصء ‪ ،‬بعمصصد أنصصسم الصصوحي وتالصصي نصصوره علصصى الصصصطفى ‪ ، 6‬فصصتة‬
‫)‬
‫سكون يإفت فيها الوحي ‪ ،‬علصى ناصصو مصا نشصهد مصصن الليصل السصصاجي يإصأتآ بعمصصد الضصصحى التحصصألق‬
‫‪.(4‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الزلزلة ‪.5 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬بنت الشاطإىء ‪ ،‬التحفسي البيان ‪.1/97 :‬‬
‫)‪ (3‬الضحى ‪ 1 :‬ص ‪.2‬‬
‫)‪ (4‬بنت الشاطإىء ‪ ،‬التحفسي البيان ‪.1/26 :‬‬

‫‪104‬‬
‫وهذا الناخ النفسي التحقلب بي اليإناس والياش تؤيإده قرائن الحوال ف إثصصارة توديإصصع‬
‫ال ص لنصصبيه مصصن قبصصل الشصصركي ‪ ،‬ومصصا يإصصصاحب هصصذا العلم الضصصاد مصصن فصصزع وقلصصق وحصصزن ‪ ،‬ومصصا‬
‫أعقبصصه بنصصزول السصصورة مصصن فصصرح واغاتحبصصاط وتطلصصع ‪ ،‬فكصصانت الفصصتة بيص إبطصصاء الصصوحي ونزولصصه ‪ ،‬لص‬
‫تكصصن عصصن تصصرك أو قلصصى ‪ ،‬فكصصان الصصوحي كالضصصحى فص تصصألقه وسصصطوعه ‪ ،‬وانقطصصاعه كالليصصل فص‬
‫هدوئه وسكونه ‪ ،‬وكل المريإن طإبيعميان‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ الخصائص العقلية في مجاز القرآن‬


‫فص التحعمصصبي القرآنص بعمامصة قصصد يإصصرد الظصصاهر ‪ ،‬وهصصو مصصا ل يتحصصاج الص كصصبي جهصصد فص معمرفتحصصه‬
‫عصصادة ‪ ،‬فصصإن تطلصصب جهصصدا ‪ ،‬فمعمصصال اللغصصة تيسصصره ‪ ،‬ومصصصادر الثصصر تفسصصره ‪ ،‬وقرائصصن الح صوال‬
‫تكشفه‪ .‬وقد يإرد فيه من الياء والتحلويإح ما يإتحخطى حصدود الظصاهر الص مصاوراء الظصاهر ضصمن‬
‫إشصصارات دقيقصصة ‪ ،‬وأبعمصصاد جديإصصدة ‪ ،‬فيصصد ال ص سصصبحانه ‪ ،‬وعينصصه ‪ ،‬ووجهصصه ‪ ،‬وعرشصصه ‪ ،‬وكرسصصيه ‪،‬‬
‫واسصتحواؤه ‪ ،‬وميئصصه ‪ ،‬تعمصصبيات ذات ألصوان وخطصصوط متحعمصصددة تضصصج بالركصصة ‪ ،‬وتشصصعمر بالتحمثيصصل ‪،‬‬
‫ولكنها تمل أكثر من معمناها الول دون ريإب ‪ ،‬وهذا المل ما يإتحطلب الكشف واليإضصصاح‬
‫‪ ،‬ولقصصد شصصغل الفسصصرون بصصذه اللفصصاظ وتوجيههصصا وذهبصوا كصصل مصصذهب فيهصصا ‪ ،‬ولصصو أنصصم اتاهصوا‬
‫ناو الاز لوجدوا مهمة الاز العمقلية كفيلة بصصدرء الشصبهات والوصصصول بصصم الص مينصصاء سصليم بصصا‬
‫تسخره من طإاقات كاشفة وتيؤه من خصائص ثرة تستحلهم هذا الناخ ‪ ،‬وتسي ال بيان هصصذا‬
‫التااه‪.‬‬
‫ول تقف الصائص العمقلية عند هذا النحن فحسب ‪ ،‬بصصل تتحخطصصاه الص شصصؤون البايإصصا‬
‫الصصت تكتحشصصف بصصالنظر العمقلصصي ‪ ،‬فتحعمالص أبعمادهصصا معمالصصة بنصصاءة‪ .‬وقصصد تتحجصصاوز هصذيإن الصديإن الص‬
‫كصصل مصصا مصصن شصصأنه الرصصصد العمقلصصي أو إثصصارة العمقصصل النسصصان بلحصصاظ مصصا ‪ ،‬فتحصصثي جصصاوفره ‪ ،‬وتنبصصه‬
‫مص صصداركه ‪ ،‬فيتححص صصرك عص صصن جص صصوده ‪ ،‬ويإتحمص صصرد علص صصى إغاللص صصه ‪ ،‬ليكص صصون مسص صتحقل ب صصالرادة والعتحبص صصار‬
‫والنظر‪.‬‬
‫‪ 1‬ص حينمصصا يإتحجصصه التحعمصصبي القرآنص الص تنزيإصصه البصاري ‪ ،‬وإفصصادة ديصصومتحه غايص الصصدودة ‪ ،‬فهصصو‬
‫كائن قبل الكون ‪ ،‬وخالصصد بعمصد الفنصصاء ‪ ،‬ومسصتحمر فص أمثولصة البقصصاء ‪ ،‬فهصصو حصي ل يصوت ‪ ،‬ول‬
‫تأخذه سنة ول نوم ‪ ،‬الباقي بعمد فناء‬

‫‪105‬‬
‫الشياء ‪ ،‬والزل ف كل تقلبات الحوال نشاهد توال التحعمبي الازي ف مثل هصصذه الظصصاهر ‪،‬‬
‫وهصصي معمصصبة عصصن اللصصود حينصصا ‪ ،‬وعصصن التحنزيإصصه حينصصا آخصصر ‪ ،‬ووصصصفه بصصا عصصب عنصصه حقيقصصة لكصصان‬
‫تاسيما ‪ ،‬ولو أريإد به ظاهره لكان تشبيها ‪ ،‬ولو ترك وحصصاله لتحعمصاورته الزمانيصة والكانيصة وهكصصذا‬
‫؛ وسيمر ف فصل الاز العمقلي وفصل الاز اللغصوي ‪ ،‬ومصا يإشصي الص هصذا الوضصوع مصن وجصصوه‬
‫أخرى ‪ ،‬ونشي إليه هنا با يإدفع هذه الشبهات ويإصفي حسابا ‪ ،‬ففي كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫أ ص ) وأيبقى وأجه ربك ذوأ الجلل وأالكرام )‪.(1)( (27‬‬
‫ب ص ) كل شأيء هالك إلل وأجهه ( )‪.(2‬‬
‫ج ص ) وأقالت اليهود يد ال مغلولة غاللت أيديهم وألعنوا بما قالوا بل يداه مبسبوطتان (‬
‫)‪.(3‬‬
‫د ص ) تجري بأعيننا ( )‪.(4‬‬
‫هص ص ) ثلم استوى الى السماء فسلواهن سبع سماوأات ( )‪.(5‬‬
‫و ص ) وأجآء رلبك وأالملك صلفا صلفا )‪.(6) ( (22‬‬
‫فص ص هصصذه اليإصصات إطإص صراء بصصاللود تصصارة ‪ ،‬وإشصصارة بصصالقوى والقصصدرة تصصارة أخصصرى ‪ ،‬وإشصصعمار‬
‫بالعمنايإة سواها ‪ ،‬وتشبث ف الركة والنقلة لن حل المر على ظاهره‪.‬‬
‫ولكصصن الوضصصوع يإنقلصصب ال ص تنزيإصصه عصصن الصصصفات الصصت يإتحمتحصصع بصصا النصصاس ‪ ،‬والبتحعمصصاد عصصن‬
‫التحعمارف من الوارح والحداث وذلك على طإريإقة العمرب ف الستحعممال وسنن الكلم‪.‬‬
‫ف اليإتحي ) أ ‪ ،‬ب ( أطإلق الوجه باعتحباره أشرف العضاء لن يإتحصصف بصا وهصصي قابلصة‬
‫لصصه ‪ ،‬وأريإصصد بصصه هنصصا الصصذات القدسصصية دون إرادة التحجسصصيم أو الصصتكيب أو الكيفيصصة أو الواصصصفات‬
‫ف الوجه وأجزائه ‪ ،‬وهذا ما يإفسره لنا‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الرحن ‪.27 :‬‬
‫)‪ (2‬القصص ‪.88 :‬‬
‫)‪ (3‬الائدة ‪.64 :‬‬
‫)‪ (4‬القمر ‪.14 :‬‬
‫)‪ (5‬البقرة ‪.29 :‬‬
‫)‪ (6‬الفجر ‪.22 :‬‬

‫‪106‬‬
‫الاز مستحندا فيه ال العمرف العمرب من وجصه ‪ ،‬والص النظصر العمقلصي مصن وجصه آخصر ‪ ،‬أمصا العمصرف‬
‫العمرب فهو يإطلق الوجه ويإريإد به الذات اتصفت بالوجه أو ل تتحصف ‪ ،‬باعتحبار الصصوجه أشصصرف‬
‫السصصمات العتحباريإصصة ف ص حقصصائق الشصصياء دون تصصصور جهصصة مصصا‪ .‬وأمصصا النظصصر العمقلصصي فهصصو الصصدال‬
‫علصصى أن البصصاري فصصوق الصصدثات والمكنصصات ولصصو كصصان لصصه وجصصه حقيقصصة لكصصان مصصدثا أو مكنصصا ‪،‬‬
‫وهو خلف ذاته البديإة والزلية‪.‬‬
‫وف اليإة )جص( تتححدث اليإة عن يإد ويإديإن ‪ ،‬وليصسم لنا أن نتحصصور اليصد ذات الصصابع‬
‫‪ ،‬أو اليديإن ف رسغ ومعمصم وذراع ‪ ،‬وإنا هصو التحعمصبي بكل الوضصعمي دون النظصر الص الواحصدة‬
‫أو الثنينية ص عن القوة والسيطرة والقدرة والستحيلء حينا ‪ ،‬وعصن الكصرم والصود والفاضصة حينا‬
‫آخر ‪ ،‬وذلك لوجود علقة ومناسبة بي هذه الصفات وهصذه اللكصصات وبيص اليصد أو اليصديإن ‪،‬‬
‫فإن مظاهر العمدة والقصدرة والقصدرة إنصا تصصدر عصن اليصد وبصا يإتحجلصى مصدى السصتحيلء الطلصق ‪،‬‬
‫وأن الفضل والنعممة والعمطاء إنا تصدر عن اليد أيإضا وبا يإتحبي نصصوع الكصصرم واليإثصصار ‪ ،‬والعمصصرب‬
‫على عصادتم قد يإعمصبون بأن لفلن علصدي يإدا ‪ ،‬ويإريإصدون نعممصة ودالصة حت وإن لص تكصن لصه يإصد‬
‫حقيقة كأن كان مقطوع اليد مثل ‪ ،‬وكذلك الال هنا ‪ ،‬فليسم لنا أن نتحصصصور لص يإصصدا بصصالعمن‬
‫القيقي ‪ ،‬كمصا أنصه تعمصال ليصسم لصه عيص فص اليإة )د( بصالعمن القيقصي أيإضصا ‪ ،‬فهصو بصصي دون‬
‫عي ‪ ،‬وسأيع دون أذن ‪ ،‬والراد باليإة ‪ :‬أي تاصصري بصرأى منصصا ‪ ،‬وبتحسصديإد مصصن رعايإتحنصصا ‪ ،‬وبنظصصرة‬
‫مصن عنايإتحنصا ‪ ،‬دون تصصور العميص الباصصرة ‪ ،‬ومصا يإقصال بالنسبة لليإصات التحماثلة الت تنص علصى‬
‫ذكر الوارح‪.‬‬
‫وفص ص اليإصصة )ه صص( ثص ص اسص صتحوى الص ص السصصماء ) الرحمببن علببى العببرش اسببتوى *( )‪ (1‬تعمصصبي‬
‫مصصازي يإؤكصصد الصصصائص العمقليصصة ف ص مصصاز القصصرآن ‪ ،‬للشصصارة ال ص الس صتحعملء والسصصيطرة والتحمكصصن‬
‫والنفصصوذ والاكميصصة الطلقصصة علصصى العمصوال كافصصة علويإصصة وسصصفلية ‪ ،‬مرئيصصة وغايص مرئيصصة ‪ ،‬دون تصصصور‬
‫جلوس أو مكصصان أو كرسصي يإقبصصل إسصتحواء الجسصام عليصه ‪ ،‬وقصصد تناسصق الصديإث عصصن السصتحواء‬
‫با يإقال عن معمناه عند الشريإف الرضي فقال ‪ » :‬أي قصد خلقها كذلك ) أي‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬طإه ‪.5 :‬‬

‫‪107‬‬
‫السصصموات ( ‪ ،‬لن القيقصصة فص ص إسصصم السص صتحواء الصصذي هصصو تصصام بعمصصد نقصصصان ‪ ،‬واسص صتحقامة بعمصصد‬
‫اعوجاج ‪ ،‬من صفات الجسام ‪ ،‬وعلمات الدثات «)‪.(1‬‬
‫وقد أورد ف تعمليل الستحواء السيوطإي عصدة وجصوه لنفصي التحجسصيم والكيفية يكصن النظصر‬
‫فيها)‪.(2‬‬
‫وف اليإة )و( يإنظر ال العمنص بذا الدرك ‪ ،‬فذاته القدسصية ل تصدرك ول تعميص ول تصرى‬
‫‪ ،‬وليسصصت جسصصما متحنقل ‪ ،‬يإقبصصل الركصصة والصصذهاب واليصصء ‪ ،‬وإنصصا ذلصصك ميصصء أمصصره ‪ ،‬وتالصصي‬
‫عظمتحصصه ‪ ،‬وإن صزال قضصصائه ‪ ،‬وإرصصصاد إرادتصصه الكائنصصة ‪ ،‬وكصصأنه قصصادم ومتحمثصصل ف ص تلصصك اللحظصصات‬
‫الاسأة بذاته التحعمالية على سبيل قوله تعمال ‪ ) :‬هل ينظروأن إلل أن يأتيهم ال ‪.(3)( ...‬‬
‫والتيان ليسم شأنه ‪ ،‬ول قابل عليه ‪ ،‬ول منظور إليه ف السصي أو التححصرك أو التاصاه ‪،‬‬
‫وعايإنة العمباد خي جاريإة عليه ‪ ،‬فل مكصصان ‪ ،‬ول مشصادة ‪ ،‬ول نقلصة ‪ ،‬ول ميصء ‪ ،‬ول إتيصصان ‪،‬‬
‫بل هو التححور اللغوي الذي أعطى اللفاظ معمانيها الضافية‪.‬‬
‫وهصصو عنصصد الزمشصصري » تثيصصل لظهصصور آيإصصات اقتحصصداره وتصصبيي آثصصاره قهصصره وسصصلطانه ‪ ،‬بصصال‬
‫اللك إذا حضر بنفسه ‪ ،‬وظهر بضوره من آثار اليبة السياسية مصصا ل يإظهصصر بضصصور عسصاكره‬
‫ووزرائه «)‪.(4‬‬
‫ول أميل ال هذا التحمثيصل إذ ل مقارنصة بيص رب الربصاب والعمبصاد فص وجصه مصن الوجصوه ‪،‬‬
‫بصصل أذهصصب فيصصه للمجازيإصصة علصصى سصصنن كلم العمصصرب ‪ ،‬وأؤيإصصد مصصا أورده أبصصو حيصصان بصصأن ميصصء الص‬
‫تعمصال » ليصسم ميصء نقلصة ‪ ،‬والركصة عليصصه مصصال لنصا تكصون مصصن جسصصم ‪ ،‬والسصصم يإسصتححيل أن‬
‫يإكون أزليا «)‪.(5‬‬
‫‪ 2‬ص وحينما تكون القيقصة القائمصة أمصرا حتحميا ‪ ،‬وكيانصا مرئيصا مصع القصدرة غايص التحناهية ‪،‬‬
‫والرق لعمادات الشياء ونواميسم الطبيعمة ‪ ،‬يإكون التحجوز ف‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الشريإف الرضي ‪ ،‬تلخيص البيان ‪.115 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬السيوطإي ‪ ،‬التقان ‪.3/15 :‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪.210 :‬‬
‫)‪ (4‬الزمشري ‪ ،‬الكشاف ‪.4/253 :‬‬
‫)‪ (5‬أبو حيان ‪ ،‬البحر اليط ‪ ، 8 :‬سورة الفجر‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫القصصرآن قائمصصا علصصى أسصصاس إضصصافة العمصصان الديإصصدة لصصن ليصصسم شصصأنه أن يإتحصصصف بصصذلك ‪ ،‬ولكنصصه‬
‫ارتفع لذلك الستحوى بالنظر العمقلي بذا التحعمبي الوحي ‪ ،‬أو تلك الركة مصصن اللصوان ‪ ،‬تأكيصصدا‬
‫علصصى حقيقتحصصه ‪ ،‬وكصصأنه كصصذلك ‪ ،‬فاليصصاة تصصوهب الص الرض كمصا تصصوهب الص النسصصان ‪ ،‬وليصصسم‬
‫للرض حيصصاة ‪ ،‬ولكصصن زهرتصصا ونضصصرتا ‪ ،‬وحيويإتحهصصا ‪ ،‬وخضصصرتا ‪ ،‬وازدهارهصصا واهتحزازهصصا ‪ ،‬كصصان‬
‫علصصى سصبيل مصن اليصاة ‪ ،‬وكصأن ذلصك حيصاة فص واقعمصه ‪ ،‬وديومصة فص اليصاء بقتحضصصاه ‪ ،‬وفص هصصذا‬
‫اللحظح نقف عند كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫أ ص ) وأال الذي أرسل الرياحا فتثير سحابا فسقناه الى بلد لمليت فأحيينبا ببه الرض بعبد‬
‫موتها كذلك النشور )‪.(1)( (9‬‬
‫ب ص ) وأمبن ءايبباته أنبلبك تبرى الرض خاشأببعة فبإذا أنزلنبا عليهبا المباء اهببتلزت وأربببت إن‬
‫الذي أحياها لمحي الموتى إلنه على كل شأيء قدير )‪.(2)( (39‬‬
‫سبماء مبباءء فيحيببء بببه الرض‬ ‫ج ص ) وأمن ءاياته يريكم الببرق خوفبا وأطمعببا وأينبلزل مبن ال ل‬
‫بعد موتها إن في ذلك ليات لقوم يعقلون )‪.(3)( (24‬‬
‫فف صصي اليإ صصة )أ( سص صتحجد الي صصاة قب صصال ال صصوت بالنس صصبة للرض ‪ ،‬والي صصاة وال صصوت ل صصا غايص ص‬
‫حقيقيي ولكنهما مازيإي ‪ ،‬وقد تاوز بما النص القرآنص لعطصاء صصفة اليصاة لصن ل حياة لصه‬
‫‪ ،‬وذلصصك بإيصصاد معمصصال اليصصاة مصصن الزيإنصصة واله صتحزاز والنبصصات وأخ صراج الثم صرات ‪ ،‬فكصصان إضصصفاء‬
‫صفة هصذه العمصال علصى الرض حيصاة لصا ‪ ،‬كمصا أن سصلب هصذه الظصصاهر مصصوت لصصا ‪ ،‬ذلصصك مصصن‬
‫أج صصل السص صتحدلل عل صصى القيق صصة الك صصبى ‪ ،‬وه صصي إحي صصاء ال صصوتى ‪ ،‬وإثب صصات النش صصور ع صصن طإريإ صصق‬
‫التحمثيصصل والقيصصاس البص صديإهي العمقلصصي ‪ ،‬فكمصصا كصصانت الرض ميتحصصة فأحياهصصا ‪ ،‬فهصصو ييصصي الصصوتى‬
‫بكمال القدرة ‪ ،‬ذلصصك الحيصاء بصإرادة الكينونصة الطلقصة ‪ ،‬وهصذا الحيصاء بإيصاد العموامصل السصببة‬
‫له ‪ ،‬وكل الحيائي مصدره أمره الكائن‪.‬‬
‫واللحظح الدرك بذا تنبيه العمقل النسان وإثارة حوافزه من حنايإاه‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬فاطإر ‪.9 :‬‬
‫)‪ (2‬فصلت ‪.39 :‬‬
‫)‪ (3‬الروم ‪.24 :‬‬

‫‪109‬‬
‫البيثة لتحتحيقظح عن طإريإق الستحدلل الفطري ‪ ،‬فكما تيا الرض بعمصصد موتصصا ‪ ،‬ييصصا النصاس بعمصصد‬
‫موتم سواء بسواء‪.‬‬
‫وف ص اليإصصة )ب( تتحجلصصى عنايإصصة الصصاز القرآن ص بتحص صويإر هصصذه الظصصاهرة وتأكيصصدها بصصأمريإن ‪:‬‬
‫إحياء الرض وإحياء الصوتى ‪ ،‬وذلصك بإيصاد العملقصة القائمصة بيص إحيصاء الرض وهصي مصوات ‪،‬‬
‫وإحياء الجساد ف البلى ‪ ،‬فالقادر علصصى هصذا قصادر علصى ذاك ‪ ،‬فكصل مصصا مصن شصأنه أن يصصوت‬
‫فال قديإر على إحيائه ‪ ،‬والتححقيق العمقلي والنظر عند العمقلء يإقضيان بصصحة هصذه العمادلصة ‪،‬‬
‫ول يإبعمد أن ترصد الشارة هنا ال الطبيعمصة الرضصية والصصل التكيصب فص جسصصم النسصصان لصدى‬
‫خلقه العجازي من طإي ‪ ،‬أو لدى بعمثه من الرض بعمد تلشي عناصره بعمناصرها ورجوعهصصا‬
‫ال أصلها الول ‪ ،‬ومن ث فإنا تنشر وتعماد كما كانت أول‪.‬‬
‫وفص ص اليإصصة )ج صص( كصصان السص صتحدلل بلحصصاظ النظصصر الصصدي فص ص إراءتصصه للصصبق بيص ص الصصوف‬
‫والطمصصع ‪ ،‬وإنزالصصه للمطصصر مصصن السصصماء فيحيصصي بصصه الرض ‪ ،‬بعمصصد موتصصا ‪ ،‬علصصى سصصبيل الثصصال مصصا‬
‫سم والنبصصض واليصصاة علصصى مصصن يإؤهصصل لصصه ‪ ،‬وإطإلق ذلصصك‬ ‫بينصصاه فيمصصا سصصبق مصصن إضصصفاء صصصفة الص د‬
‫عليه تاوزا من أجل التحعمقل والتحدبر والتحفكر بآيإات ال وحججه الدامغة‪.‬‬
‫ومصصال القصصرآن ف ص حججصصه البالغصصة ‪ ،‬وتنزيإلتصصه العمقليصصة متح صواترة متحكاثفصصة يإقتحسصصمها الصصاز‬
‫والقيقة معما‪.‬‬
‫‪3‬ص وف مقام الرد على الشركي ‪ ،‬وتسفيه أحلمهصم ‪ ،‬والنعمصي علصى عقصصولم التححجصرة ‪،‬‬
‫يإقصصف الصصاز مصصا يإعمبصصدون موقصصف الكصصم للحصصسم والوجصصدان لبطصصال عبصصاداتم ‪ ،‬وإثبصصات فسصصاد‬
‫أعم صصالم ‪ ،‬فف صصي قص صوله تعم صصال ‪ ) :‬مثببل الببذين أتخببذوأا مببن دوأن الب ب أوأليبباء كمثببل العنكبببوت‬
‫ألتخذت بيتا وأإن أوأهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون )‪.(1) ( (41‬‬
‫لصصسم الزمشصصري أن الكلم قصصد أخصصرج بعمصصد تصصصحيح التحشصصبيه مصصرج الصصاز فكصصأنه يإقصصول ‪:‬‬
‫وإن أوهن ما يإعمتحمد عليه الديإن عبادة الوثان لو كانوا يإعملمون )‪.(2‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬العمنكبوت ‪.41 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬الزمشري ‪ ،‬الكشاف ‪.3/455 :‬‬

‫‪110‬‬
‫وهصصو اسصتحخراج دقيصصق فيمصا أحسصب ‪ ،‬إذ كمصا يإتحلشصى هصذا الهصصد الضصائع الصذي تبصذله‬
‫العمنكبوت وهي تتحخذ لا بيتحا ليست له مقومات البيوت ف الوقايإة ‪ ،‬ول أحكامها ف العممارة‬
‫‪ ،‬فكذلك جهدهم بعمبادتم الواهنة ‪ ،‬ولا كان أوهن البيوت هو بيت العمنكبوت ‪ ،‬فقد ثبصصت‬
‫أن ديإنهم الخصالف لعمقيصدة التحوحيصد هصو أوهصن الديإصان وأعجزهصا ‪ ،‬فعملصق حصل اليإة مصازا علصى‬
‫قض صصية منطقيص صصة قياسص صصية ذات طإرفيص ص صص صصغروي وكص صصبوي‪ .‬ومص صصن ثص ص كص صصانت النتحيجص صصة ‪ :‬أن أوهص صصن‬
‫الديإان هو ديإنهم )‪.(1‬‬
‫‪ 4‬ص وحي يإريإد الاز القرآن تنبيه العمقول ‪ ،‬وتوجه الشصاعر ناصو الصدث بالصذات ‪ ،‬فصإنه‬
‫يإشصصي إليصصه وحصصده ليصصثي النتحبصصاه حصوله ‪ ،‬فيضصصفي صصصفة الفاعليصصة علصصى غايص الفاعصصل حينصصا ‪ ،‬وسأصصة‬
‫الرادة عل صصى غايص ص الريإ صصد حين صصا آخ صصر ‪ ،‬ويإض صصيف ض صصجيج الرك صصة عل صصى غايص ص التححرك صصة ‪ ،‬فتحق صصف‬
‫خاشعما أمام السلوب العمقلصصي وهصو يإسصتحعممل صصيغة الفاعصل ويإريإصصد بصا الفعمصول ‪ ،‬وهصو نصصوع مصن‬
‫الصصاز العمقل صصي فص ص علقصصاته ووج صصوهه البيانيصصة ‪ ،‬ويإتحجلصصى ذلصصك فص ص قص صوله تعم صصال ‪ ) :‬يببوم ترجببف‬
‫الراجفببة )‪ (6‬تتبعهببا الرادفببة )‪ (7‬قلببوب يومئببذ وأاجفببة )‪ (8‬أبصببارها خاشأببعة )‪ (9‬يقولببون أءنببا‬
‫لمببردوأدوأن فببي الحببافرة )‪ (10‬أءذا كنببا عظامببا نخببرة )‪ (11‬قببالوا تلببك إذا كببره خاسببرة )‪(12‬‬
‫فإنما هي زجرة وأاحدة )‪ (13‬فإذا هم بالساهرة )‪.(2) ( (14‬‬
‫فصصأنت أمصصام هصصذه اللفصصاظ ‪ :‬الراجفصصة ‪ ،‬الرادفصصة ‪ ،‬الصصافرة ‪ ،‬الاسصصرة ‪ ،‬السصصاهرة ‪ ،‬وكلهصصا‬
‫بصيغة الفاعل مع أن الصل أن تكصصون الرض مرجفصصة ل راجفصصة ‪ ،‬وأن التحابعمصة مردفصصة ل رادفصة‬
‫‪ ،‬وأن حفرة القصب مفصورة ل حافرة ‪ ،‬وان الكصرة خسصر أصصحابا ‪ ،‬وأن السصاهرة سصهر أربابصا ‪،‬‬
‫وعدول القرآن عن هذا الصيل بثل هذا الطإراد ظاهرة أسلوبية ل يإهصون إغافالصا ‪ ،‬قصد يإكصون‬
‫الصراد وهصصي تتحكصصرر فص القصصرآن لفصصت النظصصر ناصصو الصصدث بصصا لصصه مصصن طإواعيصصة وتلقائيصصة مسصتحغنيا فيصصه‬
‫عن ذكر الدث وهو ال تعمال ‪ ،‬فالرض راجفة وهي مرجوفة ‪ ،‬والرادفصة التحابعمصة وهصصي مردوفصة‬
‫‪ ،‬وهكذا القول بالنسبة للحافرة والاسرة والساهرة ‪ ،‬فهنا طإواعية تتحمثل ف أن ترجف الرض‬
‫ذاتا ‪ ،‬وهنا‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬الؤلف ‪ ،‬الصورة الفنية ف الثل القرآن ‪.158 :‬‬
‫)‪ (2‬النازعات ‪ 6 :‬ص ‪.14‬‬

‫‪111‬‬
‫تلقائيصصة تغنص عصصن ذكصصر الصصدث جصصل شصصأنه ‪ ،‬بصصا أودع سصصبحانه فص الرض مصصن قصصوة التحسصصخي لصصا‬
‫يإريإصد لصا ‪ ،‬وهنصا أيإضصا مباغاتحة ‪ ،‬ل يإدري معمهصا النسصان يإصوم القيامصة ‪ ،‬وتركيصز للنتحبصاه فص أخصذ‬
‫الرجفة بركة تلقائية ‪ ،‬صائرة ال ما سخرت له)‪.(1‬‬
‫ف هذا النصاخ يإصتحيقظح العمقصل ‪ ،‬ويإصصحو الضصمي ‪ ،‬وتتححصرك العمواطإصف ‪ ،‬مستحفيدة العمظة‬
‫والعمبة والقلع عن الغي ‪ ،‬وكل ذلك من خصائص الاز العمقليصة ‪ ،‬لن فيصصه توجهصصا للحصصدث‬
‫ذاته كما ف قوله تعمال ‪ ) :‬فأمسكوهن في البيوت حتى يتولفاهن الموت )‪ (2)( (15‬إذ اعتحب‬
‫التحوف هو الوت ‪ ،‬والوت ل يإتحوف ‪ ،‬لن التحوف هو ملك الوت بأمر ال تعمال ‪ ،‬وهصصو التحصصوف‬
‫القيقصصي » فنقصصل الفعمصصل الص الصصوت علصصى طإريإصصق الصصاز والتسصصاع ‪ ،‬لن حقيقصصة التحصصوف هصصو قبصصض‬
‫الرواح مصصن الجسصصام «‪ (3).‬ولكنصصه طإصصوى ذكصصر الفاعصصل القيقصصي فص هصصذا الصصال ‪ ،‬تأكيصصدا علصصى‬
‫حقيقة الوت وطإواعية حدوثه ‪ ،‬فكأنه يصدث ذاتيصصا ‪ ،‬ويإقصصع تلقائيصا ‪ ،‬وفص ذلصصك كبصح للنفصوس‬
‫‪ ،‬وتيؤ للمدارك ‪ ،‬وضبط للشهوات‪.‬‬
‫وما يإقال هنا يإقال بالنسبة لقوله تعمال ‪:‬‬
‫)‬
‫) وأمن خلفت موازينه فأوألئك اللذين خسروأا أنفسهم بما كبانوا بآياتنببا يظلمببون )‪( (9‬‬
‫‪ (4‬فنسبة السران ال النفوس ‪ ،‬وإضافتحه إليها من الاز العمقلي ‪ ،‬واسصتحعممل لصصه التحنظيص السصصي‬
‫لتححريإصصك العمقصصل النسصصان مصصن غافلتحصصه ‪ ،‬فعممصصره بضصصاعة ‪ ،‬وم صراد البضصصاعة الربصصح ‪ ،‬فمصصن تعمصصرض‬
‫لسصران هصصذه البضصصاعة حسصصيا ‪ ،‬كمصصن خسصصر عمصصره وأضصصاعه عقليصصا ‪ ،‬وقصصد نبصصه السصصيد الشصريإف‬
‫الرضي على هذا اللحظح فقال ‪:‬‬
‫» لن السران فص التحعمصارف إنصصا هصو النقصص فص أثصان البيعمصصات ‪ ،‬وذلصك يصص المصوال‬
‫ل النفوس ‪ ،‬إل أنه سبحانه لا جاء بذكر الوازيإن‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬بنت الشاطإىء ‪ ،‬التحفسي البيان ‪.1/116 :‬‬
‫)‪ (2‬النساء ‪.15 :‬‬
‫)‪ (3‬الشريإف الرضي ‪ ،‬تلخيص البيان ‪.127 :‬‬
‫)‪ (4‬العراف ‪.9 :‬‬

‫‪112‬‬
‫وثقلها وخفتحها جاء بذكر السران بعمصصدها ‪ ،‬ليكصصون الكلم متحفقصصا ‪ ،‬وقصصصص الصصال متحطابقصصا ‪،‬‬
‫فكصصأنه سصبحانه جعمصصل نفوسصهم لصم بنزلصصة العمصصروض الملوكصصة ‪ ،‬إذ كصانوا يإوصصفون بصأنم يلكصصون‬
‫نفوسصصهم ‪ ،‬كمصصا يإوصصصفون بصصأنم يلكصصون أم صوالم‪ .‬وذكصصر خس صرانم لنصصم عرضصصوها للخسصصار ‪،‬‬
‫وأوجب صوا لصصا عصصذاب النصصار ‪ ،‬فصصصارت ف ص حكصصم العمصصروض التحلفصصات ‪ ،‬وتاصصاوزوا حصدد الس صران ف ص‬
‫الثان ‪ ،‬ال حدد السران ف العيان «)‪.(1‬‬
‫ويإبدو ما تقدم أن الصائص العمقلية ف الصاز القرآنص قصد اتصذت صصصيغا متحلفصة البعمصصاد‬
‫ولكنه صصا الرادة ‪ ،‬فق صصد اسص صتحوعبت متحلف صصة الوج صصوه فص ص السص صتحدلل العمقل صصي الص ص العمرف صصة العملمي صصة‬
‫القائمصصة علصصى أوليصصات ضصصروريإة تنتحهصصي الص ص نتحائصصج حتحميصصة ‪ ،‬لصصا مصصا لصصذه الوليصصات مصصن اليقيص ص‬
‫العملمي الثابت بأعتحبار أن القدمات الضروريإة تنتحهي بداهة ال نتحائج ضروريإة‪.‬‬
‫وقد تتحخذ طإابع درء الشبهات بإثبات القصائق الناصصعمة فيمصا وراء التحعمصبي الظصاهري مصن‬
‫إياء يإتحوصل إليه بالنظر العمقلي ف خرق عادات الشياء ونواميسم الكون‪.‬‬
‫وقد تكون تلك الصائص مدعاة ال التحأثي الوجدان ف التحوجه ناو الدث ‪ ،‬وتصصور‬
‫تلقائيتحه لتحنبيه العمواطإف ‪ ،‬وصحوة الضمي‪.‬‬
‫كل هذه شذرات تلتحقط ف مزون الصائص العمقلية لاز القرآن‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الشريإف الرضي ‪ ،‬تلخيص البيان ‪.142 :‬‬

‫‪113‬‬
114
‫الفصل الرابع‬
‫المجاز العقلي في القرآن‬

‫‪ 1‬ب تشخيص المجاز العقلي في القرأن وأعند العرب‪.‬‬


‫‪ 2‬ب المجاز العقلي في القرآن بين الثبات وأالسناد‬
‫‪ 3‬ب قرينة المجاز العقلي في القرآن‬
‫‪ 4‬ب علقة المجاز العقلي في القرآن‬

‫‪115‬‬
116
‫‪ 1‬ب تشخيص المجاز العقلي في القرآن وأعند‬
‫العرب‬
‫الاز العمقلي هو الذي تتحوصل إليه بكم العمقصل ‪ ،‬وضصرورة الفطصرة ‪ ،‬وسصلمة الذائقصة ‪،‬‬
‫فيخلصنا من مآزق اللتحباس ‪ ،‬وشبهات التحعمبي ‪ ،‬فتحنظر اليه ص وهو يإصثي الحسصاس ص مشخصصاء‬
‫عقليصصا ‪ ،‬وكأنصصك تص صراه ‪ ،‬وتلمسصصه ص ص وهصصو يإهصصز الشصصعمور ص ص شصصيئا مصصدركا ‪ ،‬وكأنصصك تبصصصره ‪ ،‬طإريإقصصة‬
‫استحعمماله تنم عن نتحائج إرادته ‪ ،‬ودللتحه ف الملصة تكشصصف عصن حقيقصة مصراده ‪ ،‬فاللفصاظ فيصه‬
‫ل تنقل عصن أصصلها اللغصوي ‪ ،‬فهي هصي تصدل علصى ذاتا الوضصعمية بصذاتا ‪ ،‬والكلمصات لص تاصتحز‬
‫موضعمها ف اللغة ال مقصارب لصصه أو مشصابه ‪ ،‬ل مصن قريإصصب ول مصن بعميصد ‪ ،‬لصذا يإقتحضصصي إزاحصة‬
‫الستحار عن هذا الاز لذائقة خاصة ‪ ،‬وريإادة متحبلصورة ‪ ،‬فليصصسم فص الفصصردات مايإصدل علصى مازيإصصة‬
‫الستحعممال ‪ ،‬وإنا يإستحشعمر ذلك حسيا وعقليصصا معمصا عصن طإريإصصق الصتكيب فص العمبصصارة ‪ ،‬والسصناد‬
‫فص الملصصة ؛ فهصصو مسصتحنبط مصصن هيصصأة الملصصة العمامصصة ‪ ،‬ومسصتحخرج مصصن تركيصصب الكلم التحفصصصيلي‬
‫دون النظر ف لفظح معمي ‪ ،‬أو صصيغة منفصردة ‪ ،‬وهصذا مصا ييصزه عصن الاز اللغصوي كما سصتى ؛‬
‫فهو إطإار جديإد ‪ ،‬ونتحاج جديإد ‪ ،‬بأسلوب جديإد‪.‬‬
‫ويإعمصصود كشصصف هصصذا النصصوع مصصن الصصاز ال ص عبصصد القصصاهر ) ت ‪ 471 :‬ه ص ( فهصصو مبتحصصدعه‬
‫ومبتحكصره مصن خلل نظصره الثاقب فص مصاز القصرآن الصصطلحي ‪ ،‬ومصازات العمصرب فص أشصعمارها‬
‫وتراثها ‪ ،‬ويإرجع الفضل فيه اليه ف بيان أبعماده القيقية فهو رائده الول كمصصا يإبصصدو لنصصا ‪ ،‬ومصصا‬
‫يإراه الدكتحور طإه حسي من ذي قبل)‪.(1‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬طإه حسي ‪ ،‬مقدمة كتحاب نقد النثر ‪ ،‬لقدامة ‪.29 :‬‬

‫‪117‬‬
‫ويإسصصمى عبصصد القصصاهر هصصذا الصصاز بعمصصدة أسأصصاء متحعمصصددة ‪ ،‬تعمصصود الص معمنص واحصصد ‪ ،‬فحينمصصا‬
‫يإسصصند اكتحشصصافه ال ص العمقصصل السصصليم يإسصصميه ‪ :‬مصصازا عقليصصا ‪ ،‬وحينمصصا يإتحوصصصل اليصصه بكصصم العمقصصل‬
‫يإسصصميه ‪ :‬مصصازا حكميصصا ‪ ،‬وحينمصصا يإ صراه ف ص الثبصصات دون الثبصصت يإسصصميه ‪ :‬مصصازا ف ص الثبصصات ‪،‬‬
‫وحينما يإظهر له من إسناد الملة يإسميه ‪ :‬إسصنادا مازيإصا أو مصصازا إسصناديإا )‪ ، (1‬وقصد نبصصه ييص‬
‫بن حزة العملوي ) ت ‪ 749 :‬هص ( ال فكرة ابتحكاره وتشخيصصصه وتسصصميتحه ‪ ،‬أسصصندها الص عبصصد‬
‫القاهر ليسم غاي ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫» إعلم ان ما ذكرنصاه فص الصاز السصنادي العمقلصي ‪ ،‬هصو مصا قصرره ‪ :‬الشيخ النحريإصر عبصد‬
‫القصصاهر الرجصصان ‪ ،‬واس صتحخرجه بفكرتصصه الصصصافية ‪ ،‬وتصصابعمه علصصى ذلصصك الهابصصذة مصصن أهصصل هصصذه‬
‫الصناعة ‪ ،‬كالزمشري وابن الطيب الرازي وغايها « )‪.(2‬‬
‫وهذا التحنبيه من صاحب الطراز ف موقعمه لن من جاء بعمد عبد القصصاهر قصد اسصتحند اليصصه‬
‫‪ ،‬ولص يإصصزد عليصصه ‪ ،‬بصصل بقصصي متحأرجحصصا فيصصه بيص عصصدة مصصداليل ‪ ،‬وقصصد يإلجصصأ الص التحطصصبيق عليصصه دون‬
‫النظر ف الفهوم ‪ ،‬ولنأخذ بذلك نوذجي ‪:‬‬
‫الول ف التحعمريإف ‪ :‬فقد ذهب السكاكي أن الاز العمقلي هو ‪:‬‬
‫» الكلم الفصصاد بصصه خلف مصصا عنصصد التحكلصصم مصصن الكصصم لضصصرب مصصن التحأويإصصل ‪ ،‬إفصصادة‬
‫للخلف ل بواسصصطة وضصصع ‪ ،‬كقولصصك ‪ :‬انبصصت الربيصصع البقصصل ‪ ،‬وشصصفى الطصصبيب الريإصصض ‪ ،‬وكسصصا‬
‫الليفة الكعمبة ‪ ،‬وهزم المي الند ‪ ،‬وبن الوزيإر القصر « )‪.(3‬‬
‫فالسصصكاكي هنصصا فص ص مصصال التحعمريإصصف والتحمثيصصل معمصصا ‪ ،‬لص ص يإصصزد شصصيئا علصصى مصصا حققصصه عبصصد‬
‫القاهر ف التحعمريإف حينما قال عن الاز العمقلي ‪:‬‬
‫» وحدده أن كل كلمة أخرجت الكم الفاد بصا عصصن موضصصوعه مصصن العمقصصل لضصصرب مصصن‬
‫التحأويإل فهو ماز « )‪.(4‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬عبد القاهر ‪ ،‬دلئل العجاز ‪ ، 227 :‬أسرار البلغاة ‪.338 :‬‬
‫)‪ (2‬العملوي ‪ ،‬الطراز ‪.3/257 :‬‬
‫)‪ (3‬السكاكي ‪ ،‬مفتحاح العملوم ‪.208 :‬‬
‫)‪ (4‬عبد القاهر الرجان ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.356 :‬‬

‫‪118‬‬
‫الثصصان فص التحطصصبيق ‪ :‬ووفصصق هصصذا الفهصصم للمجصصاز العمقلصصي عنصصد عبصصد القصصاهر تاصصد الزمشصصري‬
‫) ت ‪ 538 :‬هص ( يرج العمن الكامل ‪ ،‬مرج الاز ف قوله تعمال ‪:‬‬
‫) مثببل ال بلذين اتخببذوأا مببن دوأن ال ب أوأليبباء كمثببل العنكبببوت اتلخببذت بيتببا وأإن أوأهببن‬
‫البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون )‪.(1) ( (41‬‬
‫فقصصد حلهصصا علصصى الرادة الازيإصصة فص النظصصر العمقلصصي ‪ ،‬نصصاظرا الصصتكيب الملصصي دون اللفصصظح‬
‫الفرد ‪ ،‬من خلل تشخيص عبد القاهر للمجاز العمقلي ‪ ،‬فيتححدث عن اليإة ويإقول ‪:‬‬
‫» أخرج الكلم بعمد تصصحيح التحشصبيه مصرج الاز ‪ ،‬فكصأنه قال ‪ :‬وإن أوهصن مصا يإعمتحمصد‬
‫عليه ف الديإن عبادة الوثان لوكانوا يإعملمون « )‪.(2‬‬
‫وما دام عبد القاهر هو السدباق لتحشخيص الاز العمقلصصي ‪ ،‬ومصصا دام غايه ‪ ،‬لص يإصصزد عليصصه‬
‫شيئا ‪ ،‬فسيكون حديإثنا منصبا حول ما أبدعه ف هذا الضمار بالدرجة الول‪.‬‬
‫فلقصصد حقصصق عبصصد القصصاهر ف ص الصصاز الكمصصي عنصصده ‪ ،‬والعمقلصصي عنصصده وعنصصد مصصن بعمصصده ‪،‬‬
‫ورأى أن وراء الكنايإة والستحعمارة ف البيان مصازا آخصر غايص الاز اللغصوي ‪ ،‬وهصو الاز الكمصي‬
‫السص صتحفاد مصصن طإريإصصق العمقصصل لصصدى اسص صتحقراء المصصل فص ص الصصتكيب ‪ ،‬والنظصصر فص ص مموعصصة الفصصردات‬
‫الكونة للكلم ‪ ،‬فهو يإقول ‪:‬‬
‫» واعل صصم أن طإريإ صصق ال صصاز والتس صصاع ‪ ..‬إن صصك ذك صصرت الكلم صصة وأن صصت ل تريإ صصد معمناه صصا ‪،‬‬
‫ولكصصن تريإصصد معمنص ص مصصا هصصو ردف لصصه أو شصصبيه ‪ ،‬فتحجصصوزت بصصذلك فص ص ذات الكلمصصة وفص ص اللفصصظح‬
‫نفسه‪.‬‬
‫وإذ قصصد عرفصصت ذلصصك فصصاعلم أن الكلم مصصازا علصصى غايص هصصذا السصصبيل‪ .‬وهصصو ‪ :‬أن يإكصصون‬
‫التحجوز ف حكم يري على الكلمة فقط ‪ ،‬وتكون الكلمة‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬العمنكبوت ‪.41 :‬‬
‫)‪ (2‬الزمشري ‪ ،‬الكشاف ‪.3/455 :‬‬

‫‪119‬‬
‫متوكة على ظاهرها ‪ ،‬ويإكون معمناها مقصودا ف نفسه ‪ ،‬ومرادا من غاي توريإة ول تعمريإض‪.‬‬
‫والثال فيه قولم ‪ :‬نارك صائم وليلك قائم ‪ ،‬ونام ليلي ‪ ،‬وتالصى هصي ‪ ،‬وقصوله تعمصال ‪:‬‬
‫) فما ربحت تجارتهم ‪.(1) ( ...‬‬
‫وقول الفرزدق ‪:‬‬
‫سص ص ص صصقاها خص ص ص صصروق ف ص ص ص ص السص ص ص صصامع ل ص ص ص ص تكص ص ص صصن علطإ ص ص ص ص ص ص ص صصا ول مبوطإ ص ص ص ص ص ص ص صصة فص ص ص ص ص ص ص ص ص اللغا ص ص ص ص ص ص ص صصم‬
‫وقد عقب على هذه النماذج بقوله ‪:‬‬
‫» أنت ترى مازا ف هذا كله ‪ ،‬ولكن ل ف ذوات الكلم وأنفسم اللفاظ ‪ ،‬ولكصصن فص‬
‫أحكام أجريإت عليها ‪ ،‬أفل ترى أنك ل تتحجوز ف قولك ‪ » :‬نارك صائم وليلك قائم « ف‬
‫نفصسم » صصصائم «» وقصائم « ولكصصن فص أن أجريإتحهمصا خصبيإن عصصن الليصل والنهصار ‪ ،‬كصذلك ليصسم‬
‫الاز ف اليإة ف لفظة » ربت « نفسها ‪ ،‬ولكن ف إسنادها ال التحجارة‪ .‬وهكذا الكم ف ص‬
‫قوله ‪ :‬سقاها خروق ‪ ،‬ليسم التحجوز فص نفصسم » سصصقاها « ولكصن فص أن أسصندها الص الصروق‪.‬‬
‫أفل ترى أنك ل ترى شيئا منهصا إل أريإصصد بصصه معمنصاه الصذي وضصع لصصه علصصى وجهصه وحقيقتحصصه؟ فلصم‬
‫يإ صصرد بص صصائم غايص ص الص صصوم ‪ ،‬ول بق صصائم غايص ص القي صصام ‪ ،‬ول برب صصت غايص ص الرب صصح ‪ ،‬ول بس صصقت غايص ص‬
‫السقي ‪.(2)« ..‬‬
‫فتحشصصخيص الصاز العمقلصصي إنصصا يإتحصم بعمرفصصة الحكصصام الصت أجريإصصت علصصى اللفصصاظ فص إسصناد‬
‫بعمضها لبعمض ‪ ،‬واللفصاظ بصذاتا ممولصصة علصصى ظاهرهصا ل تاصصوز فيهصا ‪ ،‬واكتحشصصف الصاز العمقلصي‬
‫لصصدى اقتانصصا ‪ ،‬وكصصان طإريإصصق ذلصصك العمقصصل فص ص حكمصصه علصصى النصصصوص ‪ ،‬إذا كصصان الصصاز واقعمصصا‬
‫ومتححققا ف الثبات ‪ ،‬وهو ما تبحثه الصفحات التية ‪:‬‬

‫‪ 2‬ـ المجاز العقلي في القرآن بين الثبات والسناد‬


‫بعمد وضع اللمسات الولية على تشخيص الاز العمقلي ف القرآن ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.16 :‬‬
‫)‪ (2‬عبد القاهر الرجان ‪ ،‬دلئل العجاز ‪.193 :‬‬

‫‪120‬‬
‫وعند العمرب ف الستحعممال والستحنباط ‪ ،‬ل بد لنا من إجال القول ف أمريإن مسصصاعديإن علصصى‬
‫اكتحشصاف الاز العمقلصي فص القصرآن مصن خلل اسصتحعمراض عبصد القصاهر لصذلك فص حصالت الثبصات‬
‫دون الثبت ‪ ،‬والسناد ف الملة دون اللفاظ‪.‬‬
‫‪ 1‬ص ذهصصب عبصصد القصصاهر ) ت ‪ 471 :‬ه ص ( أن الصصاز إذا وقصصع فص الثبصصات فهصصو متحلقصصى‬
‫من العمقل ‪ ،‬وإذا عرض ف الثبت فهو متحلقى من اللغة )‪.(1‬‬
‫ومس صصألة الثب صصات والثب صصت أشص صرنا إليه صصا فص ص كتحابن صصا ‪ » :‬أص صصول البي صصان العمربص ص « ‪ ،‬وهن صصا‬
‫نلخص ما أوضحناه هناك وما استحجد لديإنا ف فهمها من خلل النظر ف التحنظي ‪:‬‬
‫أ ص حينما نعمن النظر ف قوله تعمال ‪ ) :‬يجعلون أصابعهم في ءاذانهم ( )‪.(2‬‬
‫نص صصرى أن العمص صصل هنص صصا هص صصو الوضص صصع ‪ ،‬والوضص صصع حاصص صصل علص صصى حقيقتحص صصه ‪ ،‬ول مص صصاز فيص صصه ‪،‬‬
‫باعتحباره جاريإا على الصل ‪ ،‬ولو تقصق فيصه فرضصا لكصان مصازا لغويإصا ول شاهد لنا معمصه ؛ وإنصا‬
‫الاز ف الثبات دون الثبت ‪ ،‬ولا كان العمل مثبتحا دون ريإب ‪ ،‬وضصصعمنا أيإصديإنا علصصى الثبصصات‬
‫‪ ،‬وهصصو فص ص اليإصصة الصصصابع ‪ ،‬لن الص صراد بصصذا الوضصصع مصصن الصصصابع ‪ :‬ذلصصك القصصدر الصصدود مصصن‬
‫الصصصابع الصصذي تسصتحوعبه الذان فص الوضصصع ‪ ،‬وهصصو عصصادة ‪ :‬النامصصل فحسصصب ‪ ،‬والنامصصل بعمصصض‬
‫الصصصابع ‪ ،‬وهنصصا تقصصق الصاز فص الثبصصات ‪ ،‬وهصصو الصصصابع لرادة النامصصل منهصصا ‪ ،‬لن الثبصصت ‪،‬‬
‫وهو أصل الوضع حاصل على حقيقتحه اللغويإة ‪ ،‬وقد اكتحشف فص الثبصصات عصصن طإريإصصق السصصناد‬
‫وبكصصم الدللصصة العمقليصصة ‪ ،‬علصصى أن هصصذا النطبصصاق فص الصصاز العمقلصصي قصصد يإصصصدق أيإضصصا فص الصصاز‬
‫اللغوي ف هذا اللحظح بالذات ‪ ،‬ويإكون ذلك من باب إطإلق الكل وإرادة الزء)‪.(3‬‬
‫ب ص وف قوله تعمال ‪) :‬يوم نبطش البطشة الكبرى إلنا منتقمون )‪.(4) ((16‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬عبد القاهر الرجان ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.344 :‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.19 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬الؤلف ‪ ،‬أصول البيان العمرب ‪ ،‬رؤيإة بلغاية معماصرة ‪.45 :‬‬
‫)‪ (4‬الدخان ‪.16 :‬‬

‫‪121‬‬
‫نلحصصظح أن البطصصش واقصصع ل مالصصة ‪ ،‬ومصصن قبصصل الص ص سصصبحانه وتعمصصال ‪ ،‬فهصصو جصصار علصصى‬
‫حقيقيتحه ‪ ،‬وهذا هو الثبت ‪ ،‬فالبطش إنا يإقع حقيقة ف اليد ذات الطول والقصصوة والتححطيصصم ‪،‬‬
‫فإذا أريإد به الازيإة نقلنصاه الص العمنص الذي يإصصدر عصادة مصن الصوارح ‪ ،‬وهصو هنصا ص والص العمصال ص‬
‫ليصصسم كصصذلك إذ ل يإصصصدر عصصن يإصصد ‪ ،‬ول يصصرج مصصن جارحصصة ‪ ،‬فصصال منصصزه عصصن الصوارح ‪ ،‬بدللصصة‬
‫عقليص صصة وهنص صصا يإص صصأتآ الثبص صصات مص صصل الشص صصكال ‪ ،‬فهص صصو بطص صصش ل كص صصالبطش العمتحص صصاد ‪ ،‬وانتحقص صصام ل‬
‫كالنتحقصصام التحعمصصارف ‪ ،‬وهصصو واقصصع دون شصصك ‪ ،‬ولكصصن بغيص الدوات العمتحصصادة ‪ ،‬وإذا كصصان واقعمصصا‬
‫فالثبات فيه حاصل ‪ ،‬بل وأكثر من ذلك فقصد أسصند للبطشصة الكصصبى ليشصمل جيصصع أصصناف‬
‫البطش ‪ ،‬ويإستحوعب أشد ناذجه وأقسصاها ‪ ،‬فهصو كصبي مصصن كصبي ‪ ،‬وليصصسم مصصا اعتحصاده البشصصر ‪،‬‬
‫ول سأع به الناس ‪ ،‬ويإكفي ف الدللة على غاي ذلك نسصبتحه الص ذاتصصه القدسصصية ) إنصصا منتحقمصصون‬
‫( لتحأكيد صرامة هذا البطش ‪ ،‬وقوة هذه الرادة ‪ ،‬دون اسصتحعممال الوسصائل العمتحصادة فص البطصش‬
‫البشصصري ‪ ،‬بصصل فصصوق تصصصور النسصصان ‪ ،‬بصصل وليصصسم ف ص مقصصدوره الحاطإصصة بكنهصصه التحطصصاول ‪ ،‬وقصصد‬
‫جاء ف إثباته من الوعيد الصارم ‪ ،‬والتهيب القاطإع ما هو جلي عند أهل اللسان‪.‬‬
‫إن هذه اللحظة ل يكن أن تنسب ال اللغة ف دللتحها ‪ ،‬وإنا يإرجع فيها الص العمقصصل‬
‫ف إشارته وتوجيهاته ف المل على الرادة الازيإة ف النظر العمقلي‪.‬‬
‫ج ص وقد تنقلب الال فيقع الاز ف الثبصت ‪ ،‬وتكصون القيقصة فص الثبصات ‪ ،‬فمثصال مصا‬
‫دخل الاز ف مثبتحه دون إثباته قوله تعمال ‪ ) :‬أموأ من كان ميتا فأحييناه وأجعلنا له نورا يمشي‬
‫به في الناس ‪.(1)( ...‬‬
‫ويإعمقصصب عبصصد القصصاهر علصصى ذلصصك ‪ ،‬ويإعمصصده مصصن بصصاب الصصاز اللغصصوي بنصصاء علصصى قاعصصدته‬
‫السابقة ‪ :‬إذا وقع ف الثبات فالاز عقلي ‪ ،‬وإذا وقع ف الثبت فالاز لغوي ‪ ،‬يإقول ‪:‬‬
‫» وذلك أن العمن وال أعلم ‪ ،‬على أن جعمل العملم والدى والكمة‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬النعمام ‪.122 :‬‬

‫‪122‬‬
‫حياة للقلوب على حد قوله تعمال ‪ ) :‬وأكذلك أوأحينا إليك روأحا من أمرنا ‪.(1) ( ...‬‬
‫فالصاز فص الثبصصت وهصصو اليصاة ‪ ،‬فأمصصا الثبصصات فواقصصع علصصى حقيقتحصصه لنصصه يإنصصصرف الص أن‬
‫الصصدى والعملصصم والكمصصة فضصصل مصصن الص وكصصائن مصصن عنصصده‪ .‬ومصصن الواضصصح فص ذلصصك قصوله تعمصصال ‪:‬‬
‫) فأحيينا به الرض بعببد موتهبا ( )‪ (2‬وقصوله تعمصصال ‪ ) :‬إن البذي أحياهببا لمحبي المببوتى ( )‪.(3‬‬
‫جعمل خضصرة الرض ونضصرتا وبجتحهصا بصا يإظهصره الص تعمصال فيها مصن النبصات والنصوار والزهصار‬
‫وعجائب الصنع حياة لا ؛ فكان ذلك مازا فص الثبصصت مصصن حيصصث جعمصل مصصا ليصصسم بيصاة حيصاة‬
‫على النسبية ‪ ،‬فأما نفسم الثبصات فمحصض القيقصة لنصه إثبصات لصا ضصصرب اليصاة مثل لصه فعمل‬
‫ل تعمال ‪ ،‬ول حقيقة أحق من ذلك)‪.(4‬‬
‫ويإتحصصابع عبصصد القصصاهر تقريإصصر حقيقصصة الفصصصل بيص الصصاز اللغصصوي والعمقلصصي ‪ ،‬بصصا يإشصصبه الكصصم‬
‫القاطإع الذي ل تردد معمه ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫ومصصا يصصب ضصصبطه ف ص هصصذا البصصاب أن كصصل حكصصم يصصب ف ص العمقصصل وجوبصصا حصصت ل يصصوز‬
‫خلفه فإضافتحه ال دللة اللغة ‪ ،‬وجعمله مشروطإا فيها مال ‪ ،‬لن اللغة تاري مرى العملمصصات‬
‫والس صصمات ‪ ،‬ول معمنص ص للعملم صصة والس صصمة حصصت يتحمصصل الش صصيء م صصا جعمل صصت العملمصصة دليل عليصصه‬
‫وخلفه)‪.(5‬‬
‫***‬
‫‪ 2‬ص ولا كان الصاز العمقلصي إنصا يإعمصرف باعتحبصار طإرفيصه ‪ ،‬وهصا السصند والسند إليصه ‪ ،‬لنصه‬
‫إنا يإقع ف الملة ‪ ،‬والملة تعمرف بالتكيب ‪ ،‬ول علقة لصصذلك باللفصصاظ ذاتصصا دون إسصصنادها‬
‫‪ ،‬لنصصه ليصصسم مصصن بصصاب اللفصصظح الفصصرد فينظصصر لصصه بالس صتحعمارة ‪ ،‬ول يإصصرى ف ص الكلمصصة النقولصصة عصصن‬
‫الصل فينظر له ف الاز الرسل ‪ ،‬وإنا هومكتحشف من السناد وما يإؤول اليه العمن ف‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الشورى ‪.52 :‬‬
‫)‪ (2‬فاطإر ‪.9 :‬‬
‫)‪ (3‬فصلت ‪.39 :‬‬
‫)‪ (4‬عبد القاهر الرجان ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪ 343 :‬وما بعمدها‪.‬‬
‫)‪ (5‬الصدر نفسه ‪.347 :‬‬

‫‪123‬‬
‫ضوئه ‪ ،‬والسناد يإعمرف بطرفيه ‪ ،‬وهذان الطرفان ف الاز العمقلي ف القصصرآن لمصصا صصيغ متحلفصصة‬
‫تدد با يإأتآ ‪:‬‬
‫أ ص الطرفصصان حقيقيصصان ‪ :‬ول علقصصة لمصصا بالصصاز منفرديإصصن إل بضصصم بعمضصصهما الص البعمصصض‬
‫الخر كقوله تعمال ‪ ) :‬وأأخرجت الرض أثقالها )‪.(1)( (2‬‬
‫فإن الخراج حقيقي ‪ ،‬والرض حقيقة ‪ ،‬ول مصاز بمصا وحصدها ‪ ،‬ولكصن الصاز العمقلصي‬
‫مس صتحنبط مصصن أقتانمصصا ‪ ،‬وبإسصصناد الخ صراج ال ص الرض ‪ ،‬لن الخصصرج حقيقصصة هصصو ال ص تعمصصال ‪،‬‬
‫وليص صصسم للرض قابليص صصة الخص صراج ‪ ،‬فل إرادة لص صصا ‪ ،‬وفاقص صصد الشص صصيء ل يإعمطيص صصه ‪ ،‬فلمص صصا أسص صصند لص صصا‬
‫الخراج علمنا ضرورة بجازيإة الستحعممال إسنادا بكم العمقل‪.‬‬
‫ب ص الطرفان مازيإان ‪ :‬ناو قوله تعمال ‪ ) :‬فما ربحت تجارتهم ‪.(2) ( ...‬‬
‫فالربح هنا مازي ‪ ،‬ول يإصراد بصه الزيإصادة علصى رأس الصال فص بيصع البضصائع ‪ ،‬والتحجصارة هنصا‬
‫مازيإة ‪ ،‬فل يإراد بصا العمصصاملت السصصوقية ‪ ،‬وإنصا الصراد بالربصصح تقيصق العمنص الصازي منصه بالفائصدة‬
‫وعدم خسران العمار ‪ ،‬والراد بالتحجارة العمن الازي منها بالنابة وصال العمل‪.‬‬
‫ونظي هذا الاز العمقلي ف طإرفيصه الصازيإي كصثي فص القصصرآن الكريص ‪ ،‬ومصن أبصرز مظصاهره‬
‫فص ص مث صصالي بآيإ صصة واح صصدة قص صوله تعم صصال ‪ ) :‬نأوألئببك الببذين اشأببتروأا الضببللة بالهببدى فمببا ربحببت‬
‫تجارتهم وأما كانوا مهتدين )‪.(3)( (16‬‬
‫فالشراء هنا مصازي ‪ ،‬ول يإصراد بصه إجصراء العمقصد فص إنصاز صصفقات البيع ‪ ،‬والضصللة وإن‬
‫كانت حقيقة ‪ ،‬إل أنا ليسم ما يإشتى بالصدى ‪ ،‬ول مصا يإبصاع بصصه ‪ ،‬وكل السصناديإن مصصازي ‪،‬‬
‫وبقية اليإة تقدم فيها الكلم‪.‬‬
‫وكذلك قوله تعمال ‪ ) :‬بئسما اشأتروأا به أنفسهم ‪.(4) ( ...‬‬
‫ج ص الطرفان متحلفان كقوله تعمال ‪ ) :‬تؤتي نأكلها كلل حين ( )‪.(5‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الزلزلة ‪.2 :‬‬
‫)‪ (3) (2‬البقرة ‪.16 :‬‬
‫)‪ (4‬البقرة ‪.90 :‬‬
‫)‪ (5‬إبراهيم ‪.25 :‬‬

‫‪124‬‬
‫فصصإن نسصصبة إيإتحصصاء الكصصل الص الشصصجرة مازيإصصة ‪ ،‬لن الصصؤتآ هصصو الص تعمصصال ‪ ،‬ولكصصن الكصصل‬
‫هنا حقيقة ‪ ،‬وهو ثرة الشجرة فكان أحد الطرفي مازيإا والثان حقيقيا‪.‬‬
‫وعليه يمل قوله تعمال ف نوذجي متحلفي بآيإة واحدة ‪ ،‬وهو قوله تعمال ‪:‬‬
‫) بلى من كسب سيئة وأأحاطت به خطيئته فأوألئك أصحاب النار هم فيهببا خالببدوأن )‬
‫‪.(1) ( (81‬‬
‫) فكسص ص صصب ( و ) أحص ص صصاطإت ( كلهص ص صصا مص ص صصازان ‪ ،‬و ) سص ص صصيئة ( و ) خطيئص ص صصة ( كلهص ص صصا‬
‫حقيقيان ؛ ونسبة الكسب ال النسان ف السيئات مازيإة ‪ ،‬لن السيئات ليسم مصصا يإكتحسصصب‬
‫بصصه النسصصان حقيقصصة ‪ ،‬ول هصصي قابلصصة لصصذا العتحبصصار ‪ ،‬إل أنصصا اس صتحعمملت ونسصصبت عقليصصا بكصصم‬
‫السص صصناد ‪ ،‬وكص صصأن صص صصاحبها قص صصد عمص صصل فكص صصان كسص صصبه خسص صرانا لن نتحيجص صصة هص صصذا الكسص صصب هص صصو‬
‫السيئات ‪ ،‬وكذلك الال بالنسبة لسناد الحاطإصة بالطيئصة ‪ ،‬فالحاطإصة تتحطلصصب مكانصصا ومل‬
‫يكصصن الس صتحدارة عليصصه كإحاطإصصة الصصات بالصصصبع ‪ ،‬أو الس صوار باليصصد ‪ ،‬أو السصصجن بالسصصجي ‪،‬‬
‫وهكذا ‪ ،‬فكان الول مازا والثان حقيقة ‪ ،‬واكتحشف الاز العمقلي من اقتان الطرفي‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ قرينة المجاز العقلي في القرآن‬


‫وانتحشصصار الصصاز العمقلصصي فص القصصرآن يإصصوحي بأصصصالة كنهصصه البلغاصصي دون ريإصصب فص نصصص هصصو‬
‫أرقصصى النصصصوص العمربيصصة علصصى الطإلق ‪ ،‬وهصصو وإن كصصان متحعملقصصا بالسصصناد الملصصي ل بألفصصاظ‬
‫مردة ‪ ،‬ولكن ل بد من قريإنة تدلنا على إرادة الستحعممال الصازي دون القيقصي ‪ ،‬وقصد قسموا‬
‫هذه القريإنة الدالة على ذلك ال ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص قريإنة لفظية ‪ ،‬وتستحفاد من إطإلق اللفظح فتحدرك با موضصع الصاز باعتحبصارات لفظيصة‬
‫تنطصصق بصا الكلمصصات ‪ ،‬حصصت أنصصك بعمصصد التححقيصصق ل يصصامرك شصصك فص إرادة الصاز ‪ ،‬وأمثلصصة ذلصصك‬
‫كثية ف القرآن الكري ‪:‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.81 :‬‬

‫‪125‬‬
‫أ ص قوله تعمال ‪ ) :‬وأقيل يا أرض ابلعي ماءك وأيا سماء أقلعي ( )‪.(1‬‬
‫لقد عب سبحانه وتعمال عن إرادته ف الكينونة الطلقصة ‪ ،‬علصى سصبيل الصاز بص » قيصل «‬
‫وإنصصا هصصي أمصصر كصصائن ل مالصصة ‪ ،‬وكصصانت قريإنصصة هصصذا الصصاز خطصصاب مصصن ل يإعمقصصل ‪ ،‬وهصصو المصصاد‬
‫ال صصذي ل ي صصاطإب » يإ صصا أرض « و » يإ صصا سأ صصاء « إذ ه صصو لي صصسم م صصا يإعم صصي الط صصاب ‪ ،‬أو يإ صصدرك‬
‫المثال ‪ ،‬فكان ذلك قريإنة لفظية ف دللة هذا الاز العمقلي‪.‬‬
‫ولصصك أن تقصصول أن الص قصصادر علصصى أن يصصاطإب المصصاد ‪ ،‬وييصصب ذلصصك المصصاد ‪ ،‬فيكصصون‬
‫ذلك على سبيل القيقة ‪ ،‬وحت لو حصل هذا على سبيل العجاز ‪ ،‬فل مانع منصصه ‪ ،‬ويإبقصصى‬
‫الدرك مازيإا لنه ف العمموم خطاب لصصن ل يإعمقصل ول ييصصب ول يإسصمع ول يإتحكلصصم ‪ ،‬وإن سأصع‬
‫وأجاب وأمتحثل على سبيل العجاز‪.‬‬
‫ب ص ص وفص ص قص صوله تعم صصال ‪ ) :‬فوجببدا فيهببا جببدارا يريببد أن ينقببض فأقببامه قببال لببو شأببئت‬
‫للتخذت عليه أجرا ( )‪.(2‬‬
‫يإتحجلى الاز العمقلصي مستحشصرفا إذ الصدار ليصسم كائنصا ذا إرادة ‪ ،‬ول هصو بريإصد شأن مصن‬
‫سم فص‬ ‫يإريإد ف الفعمصل أو الصتك ‪ ،‬ولكنصه البعمصد الصازي الذي وهصب اليصاة للجمصاد ‪ ،‬وأشصاع الص د‬
‫الكائنصصات ‪ ،‬وكصصذلك التحعمصصبي الصصوحي الصصذي أضصصفى صصصفة مصصن يإصصصدر عنصصه الفعمصصل علصصى مصصن ل‬
‫يإصصصدر عنصصه الفعمصصل ‪ ،‬وحقيقصصة مصصن يإريإصصد علصصى مصصن ل يإريإصصد فص الصصصل‪ .‬وكصصانت قريإنصصة هصصذا الصصاز‬
‫إرادة هذا الماد وهو ل يإريإد‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وتلك طإريإقة العمرب الثلى ف هذا النظار ‪ ،‬وأنشدوا للحارثي ‪:‬‬
‫يإص ص ص ص ص ص ص ص صصرد الرمص ص ص ص ص ص ص ص صصح صص ص ص ص ص ص ص ص صصدر أب ص ص ص ص ص ص ص ص ص ب ص ص ص ص ص ص ص ص صراء ويإرغا ص ص ص ص ص ص صصب ع ص ص ص ص ص ص صصن دم ص ص ص ص ص ص صصاء بنص ص ص ص ص ص ص ص عقي ص ص ص ص ص ص صصل‬
‫فإرادة الرمح ورغابتحه هنا كإرادة الدار ف اليإة سواء بسواء‪.‬‬
‫قال أبو عبيدة ‪ » :‬وليسم للحائط إرادة ‪ ،‬ول للموات ‪ ،‬ولكنه إذا كان‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬هود ‪.44 :‬‬
‫)‪ (2‬الكهف ‪.77 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬أبو عبيدة ‪ ،‬ماز القرآن ‪ ، 1/410 :‬ابن قتحيبة ‪ ،‬تأويإل مشكل القرآن ‪.133 :‬‬

‫‪126‬‬
‫ف هذه الال من ربه فهو إرادته «)‪.(1‬‬
‫وأنشد أبو زكريإا الفراء)‪: (2‬‬
‫لزمص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص صصان يإ صه ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص صصم بالحس ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص صصان‬ ‫إن دهص ص ص ص ص ص ص ص ص صرا يإلص ص ص ص ص ص ص ص صصف شص ص ص ص ص ص ص ص صصلي بسص ص ص ص ص ص ص ص صصلمى‬
‫فصصأنت تصصرى ف ص هصصذه النمصصاذج الرادة والرغابصصة للرمصصح ‪ ،‬والصصم بالحسصصان للزمصصان ‪ ،‬كمصصا‬
‫شاهدت ف اليإة إرادة الدار‪.‬‬
‫ول ترج هذه اللفاظ جيعمها عن حقيقتحها الول ف اللغة ‪ ،‬ولكنها خرجت ال الصصاز‬
‫فص السصصناد ‪ ،‬والقريإنصصة فيهصصا جيعمصصا هصصي الصصت أفصصادت مصصازا عقليصصا دلصصت عليصصه قريإنصصة مقاليصصة ‪ ،‬لن‬
‫الدار ف واقع الال ل يإريإد ‪ ،‬والرمح ل يإريإد ول يإرغاب ‪ ،‬والزمان ل يإهم بالحسصصان واقعمصصا ‪،‬‬
‫وإن هم به مازا‪.‬‬
‫ج ص وف ص هصصذا السصصياق يصصب أن نلحصصظح مصصا لحظصصه ابصصن قتحيبصصة ) ت ‪ 276 :‬ه ص ( مصصن‬
‫ذي قبصصل ‪ ،‬مصصن أن هصصذه الفعمصصال ونظائرهصصا ص ونعمنص بصصا أفعمصصال الصصاز كمصصا فص المثلصصة السصصابقة ص‬
‫أفعمصصال ل تصصرج منهصصا الصصصادر ‪ ،‬ول تؤكصصد بصصالتحكرار ‪ ،‬فل تقصصول ‪ :‬أراد الصصائط أن يإسصصقط إرادة‬
‫شديإدة ‪ ،‬فليسم هذا من كلم العمرب ‪ ،‬فإذا جاء التحوكيد بالصدر علمت أن ذلك مبن علصصى‬
‫القيقصصة ‪ ،‬وال ص تعمصصال يإقصصول ‪ ) :‬وأكلببم الب موسببى تكليمببا )‪ (3) ( (164‬فوكصصد بالصصصدر معمن ص‬
‫الكلم ‪ ،‬ونفى عنه الاز‪ .‬وقال تعمال ‪ ) :‬إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون‬
‫)‬
‫)‪ (4) ( (40‬فوكد القول بالتحكرار ‪ ،‬ووكد العمن بإنا ‪ ،‬فكان ذلك على سبيل القيقة ل الاز‬
‫‪.(5‬‬
‫وهكصصذا الصصال فيمصصا سصصبق مصصا أنشصصدوا ‪ ،‬فل يإقصصال ‪ » :‬أراد الرمصصح صصصدر أب ص ب صراء إرادة‬
‫قويإة ‪ ،‬ول هدم الزمان بالحسان ها موكدا‪.‬‬
‫***‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬أبو عبيدة ‪ ،‬ماز القرآن ‪.1/410 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬العمسكري ‪ ،‬كتحاب الصناعتحي ‪ ، 212 :‬والبيت غاي منسوب‪.‬‬
‫)‪ (3‬النساء ‪.164 :‬‬
‫)‪ (4‬النحل ‪.40 :‬‬
‫)‪ (5‬ظ ‪ :‬ابن قتحيبة ‪ ،‬تأويإل مشكل القرآن ‪.111 :‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ 2‬ص قريإنصصة غايص لفظيصصة ‪ ،‬وتسصتحفاد مصصن الملصصة باسصتححالة صصصدور ذلصصك الشصصيء مصصن فصصاعله‬
‫عقل ‪ ،‬وإنصصا يإكصصون مصصن أمصصره ‪ ،‬وفص نطصصاق مقصصدوره ودائرتصصه ‪ ،‬وقصصد ورد ذلصصك فص القصصرآن العمظيصصم‬
‫بأكثر من موضع ‪ ،‬وتكرر وجوده ف متحلف الزئيات بأكب من ملحظح ‪:‬‬
‫أ ص قوله تعمال ‪ ) :‬وأجاء رلبك وأالملك صفا صفا )‪.(1) ( (22‬‬
‫فصصاليء هنصصا لمصصر الص وقصصدرته وقصصوته وإرادتصصه ‪ ،‬وليصصسم لصصذاته القدسصصية ‪ ،‬لنصصه ل يإوصصصف‬
‫بالذات التحنقلة ‪ :‬القادمصة او الذاهبصة او التححركصة‪ .‬تعمصال عصن ذلصك علصوا كبيا‪ .‬وإنصا هصذا علصى‬
‫سبيل من قوله تعمال ‪ ) :‬فإذا جآء أمر ال قضي بالحق وأخسر هنالك المبطلون ()‪.(2‬‬
‫وقوله تعمال ‪ ) :‬يا إبراهيم أعرض عن هذا إلنه قد جاء أمر ربك ‪ (3) ( ...‬وق صوله تعمصصال‬
‫‪ ) :‬هل ينظروأن إلل أن تأتيهم الملئكة أوأ يأتي أمر رلبك ( )‪.(4‬‬
‫وهنا نكتحة بلغاية جليلة ‪ ،‬فال سبحانه وتعمال كما ل يوز عليصصه اليصصء بصصالوجه الصصذي‬
‫بيناه ‪ ،‬فإن أمره ل يكن أن يإأتآ أو ييء إل على وجه مازي مض ‪ ،‬فأمر ال تعمال يإصصصدر‬
‫‪ ،‬ول يإأتآ ‪ ،‬ويإنفذ ول ييء ‪ ،‬ويإطبق ول يإناقش ‪ ،‬ولا جاء التحعمصبي عنصه بالقرآن بالتيصان تصارة‬
‫‪ ،‬واليصء تارة أخصرى ‪ ،‬علمنصا هنصا مصن دللصة النص الفنيصة ‪ ،‬وبذائقصة فطريإصة خالصة أن تأكيصد‬
‫صصصدوره وك صصونه قصصدرا مقضصصيا ‪ ،‬قصصد أك صصد بالتي صصان والي صصء للتحعمصصبي عصصن حتحميصصة وق صصوعه جزمصصا ‪،‬‬
‫وتاسيد نفاذه فورا حت شخص وكأنه قادم آت متحمثل قائم‪.‬‬
‫ب ص وف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫) الرحمن على العرش أستوى )‪.(5) ( (5‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الفجر ‪.22 :‬‬
‫)‪ (2‬غاافر ‪.78 :‬‬
‫)‪ (3‬هود ‪.76 :‬‬
‫)‪ (4‬النحل ‪.33 :‬‬
‫)‪ (5‬طإه ‪.5 :‬‬

‫‪128‬‬
‫) ثلم استوى الى اللسماء ( )‪.(1‬‬
‫) ثلم استوى على العرش ( )‪.(2‬‬
‫ماز عقلي تقتحضيه ضرورة أن ال سبحانه وتعمصال ليصسم قالبصا حسصيا ‪ ،‬ول مثصال مرئيصا ‪،‬‬
‫ول جسما متححركا يإعمرض للتحنقل كأجسامنا ‪ ،‬فاستحواؤه هنصا سصيطرته وقصدرته وإحصاطإتحه حصت ل‬
‫يإفصصوته شصصيء ‪ ،‬كمصصا يإسص صتحوي صصصاحب اللصصك علصصى أطإص صراف ملكتحصصه ‪ ،‬إذ ليصصسم لعمنص ص السص صتحواء‬
‫بالنسبة اليصه تعمصال تطبيق خارجي ‪ ،‬أو مصدرك وجصودي يإنطبصق علصى ذاتصه القدسصية ‪ ،‬كانطباقه‬
‫علصصى إسص صتحوائنا وسصصيطرتنا مصصن إحكصصام للمصصر ‪ ،‬أو ضصصبط للشصصؤون ‪ ،‬بأسصصباب وحص صراس أو قصصوى‬
‫وأجهزة ماديإة ‪ ،‬وإنا ذلك بالنسصبة للبصاري عصدز وجصدل فصوق مصدرك عقولنصصا إذ هصصو حقيقصة تعمبييإصة‬
‫عصن الحاطإة الطلقصة الت ل تفوتصا الزئيصات غايص الرئية ‪ ،‬وتنظيص للسصتحقطاب التحصام الذي ل‬
‫يتحص صصاج معمص صصه الص ص ص مسص صصاعد أو معميص ص ص أو مص صصوقت ‪ ،‬وتثيص صصل لسص ص صتحيلئه علص صصى العمص ص صوال الكونيص صصة ‪،‬‬
‫والكنونات العملويإة والسفلية دون النظر ف الوسائل والسباب والعمصصدات ‪ ،‬فيكفصصي أنصصه اسصتحول‬
‫على هذه الشصؤون بصذه الشصمولية فص سصيطرة فعمليصة أفادهصا معمنص السصتحواء بالنسصبة اليصصه ‪ ،‬وهصذا‬
‫ل يصصانع أن يإكصصون لفصصظح العمصصرش ف ص اليإ صتحي قصصد جصصاء علصصى طإريإقصصة الصصاز اللغصصوي ف ص نقلصصه عصصن‬
‫الصصصل ‪ ،‬للدللصصة علصصى اللصصك الطلصصق غاي ص الصصدود مراعصصاة لدراكنصصا الصصدود فص ص تصصصور العمصصرش‬
‫حينمصصا يلصصسم عليصصه ذو اللصصك وهصصو فص أطإصراف دولتحصصه ‪ ،‬أو جالسصصا علصصى سصريإر ملكتحصصه ‪ ،‬وتعمصصال‬
‫ال عن ذلك علوا كبيا‪.‬‬
‫وما يإقال هنصصا يإقصصال بالنسصصبة لقصوله تعمصصال ‪ ) :‬وأسع كرسيه السببموات وأالرض وأل يبؤده‬
‫حفضهما ‪ (3) ( ...‬وذلصصك بلحصصاظ لفصصظح » الكرسصصي « فصصالعمرب فص سصصنن كلمهصصا أن تعمصصب عصصن‬
‫مظاهر الكصم ‪ ،‬وملمصح اللصك ‪ ،‬وتصوليه المصور بص » الكرسصي « وإن كصان صصاحبهما جالسصا‬
‫على الرض ‪ ،‬أو ليصسم لصديإه كرسصي أصصل ‪ ،‬فهصو مستحول علصى سصريإر اللصك وكرسصي الكصم ‪،‬‬
‫وهذا جار عند‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.29 :‬‬
‫)‪ (2‬العراف ‪.54 :‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪.255 :‬‬

‫‪129‬‬
‫العمرب ال اليوم ‪ ،‬وقد يإشاركهم فيه جلة من العمال ف الشرق والغرب بذا الفهم وهذا التحعمصصبي‬
‫ليصصسم غايص ‪ ،‬وهصصم يإريإصصدون مصا تريإصصد اليإصة مصن الطإلق لصدى التحبصادر الصذهن العمصصام ‪ ،‬إذ ليصصسم لص‬
‫كرسي يلصسم عليصه هصذه صصفتحه بالكب والسصتحطالة والتحوسصع ‪ ،‬ولكنصه ترحيصل بصاللفظح الص العمنص‬
‫العمص صصب عص صصن مص صصدى ملكص صصه ‪ ،‬واتسص صصاع ملكتحص صصه ‪ ،‬وترامص صصي أطإص صصرف حكمص صصه فص ص النص صصاحي السص صصماويإة‬
‫والرضص صصية ‪ ،‬والسص صصياق القرآنص ص يإسص صصاعد علص صصى هص صصذا الكص صصم العمقلص صصي ‪ ،‬لنفص صصي السص صصمية والتحشص صصبيه‬
‫والكانية عنه عدز وجدل‪.‬‬
‫وهصصذه السصصعمة الدركصصة عقليصصا بضصصم العمبصصارة بعمضصصها لبعمصصض ‪ ،‬ل تنصصاف أن يإكصصون لفصصظح »‬
‫الكرسي « بفرده ‪ ،‬مصن الاز اللغصوي ‪ ،‬أو علصى سبيل السصتحعمارة ‪ ،‬ليلتحقصي الازان العمقلصي فص‬
‫العمبارة ‪ ،‬واللغوي ف الفردة ف التحعمبي عن تكنه وسلطانه سبحانه وتعمال‪.‬‬
‫ج ص وف ص ق صوله تعمصصال ‪ ) :‬سببنفرغ لكببم أيبلبه اللثقلن )‪ ، (1) ( (31‬نلمصصسم مصصازا عقليصصا‬
‫نسص صتحفيده ل بقريإنصصة لفظيصصة مقاليصصة ‪ ،‬بصصل بقريإنصصة معمنويإصصة حاليصصة ‪ ،‬أدركهصصا العمقصصل ‪ ،‬وسص صدلمت بصصا‬
‫الفطصصرة مصصن خلل أحكصصام اللفصصاظ ف ص العمبصصارة ‪ ،‬وسصصياق السصصناد ف ص الصصتكيب ‪ ،‬فصصال سصصبحانه‬
‫وتعمصصال ل يإشصصغله أمصصر عصصن أمصصر ‪ ،‬ول يإلهيصصه شصصأن عصصن شصصأن ‪ ،‬فهصصو قصصائم ل يإسصصهو ‪ ،‬وإنصصا أراد‬
‫بصصذا التحفصصرغ ‪ ،‬التحصصوجه ناصصو الثقلي ص تصصوجه التحفصصرغ الصصذي ل يإعمنيصصه غاي ص هصصذا الوضصصوع ف ص الصصوقت‬
‫الذي يإديإر فيه جيع العمال ‪ ،‬ويإستحوعب جيع صصنوف التحصدبي ‪ ،‬وذلصك علصى طإريإقصة العمصرب فص‬
‫سنن الكلم لدى التحعمبي عن التحهيؤ والد والتحشمي ‪ ،‬فهصصو قاصصصد إليهصصم بعمصد الصتك فص فسصحة‬
‫الياة وميط بم المهال قبل الوت ‪ ،‬ل أنه كصصان مشصصغول ففصصرغ ‪ ،‬أو فص كائنصة وانتحهصصى منهصصا‬
‫؛ وإنا هو الاز بعمينه الذي أشاع روح الرهبة ف الوعيد ‪ ،‬وانتحهى بأجراس النقمة فص الصصازاة ‪،‬‬
‫دون شغل أو عمل صارفي‪.‬‬
‫د ص وتبقى ميزة التحعمبي القرآنص مقتنصة بالسصلوب العمربص الصبي ‪ ،‬فص وضصصع الصاز بوضصصعمه‬
‫الناسصصب مصصن الفصصن القصصول ‪ ،‬حصصت يإكتحسصصب ذلصصك التحعمصصبي فص مصصازيإتحه العمقليصصة طإائفصصة مشصرقة مصصن‬
‫العتحبارات اليائية ‪ ،‬الت تلتحصق‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الرحن ‪.31 :‬‬

‫‪130‬‬
‫بالعمان الصلية ‪ ،‬أو هي مقاربة وماورة لا ‪ ،‬كما هي الال ف استحعممالت الاز العمقلي ف‬
‫القصصرآن ‪ ،‬بصصا يإتحوصصصل اليصصه بقريإنصصة ذهنيصصة نصصصل معمهصصا الص ص منصصاخ مصصازيإتحه الفعمليصصة بصصا أضص صفتحه مصصن‬
‫مسلك دقيق قد ل تتحوصل اليه ال الفهام الثاقبة ‪ ،‬والطباع الرقيقة ‪ ،‬كما فص قصوله تعمصال ‪) :‬‬
‫صدع )‪ (12‬إنه لقول فصل )‪ (13‬وأمببا هببو بببالهزل‬
‫وأالسماء ذات اللرجع )‪ (11‬وأالرض ذات ال ل‬
‫)‪.(1) ( (14‬‬
‫فصصأنت تصصرى أن الفصصصل والصصزل ‪ ،‬وهصصا ههنصصا وصصصفان للقصصرآن الكريص ‪ ،‬والوصصصفية هنصصا قصصد‬
‫تكصصون أدل علصصى العمنص الصراد مصصن الصصصدريإة ؛ وذلصصك لن الوصصصفية قصصد تغطصصي الدللصصة اليائيصصة‬
‫مضصصافا ال ص الدللصصة الركزيإصصة بصصأن ‪ :‬هصصذا الوصصصف فضصصل عصصن كصصونه مصصصدرا فهصصو مصصا يإصصصلح أن‬
‫يإوصصصف بصصه هصصذا الكتحصصاب العمظيصصم ‪ ،‬فيكصصون التحأكيصصد علصصى ج صديإتحه وحصصاكميتحه أرقصصى مصصن خلل‬
‫التحعمصصبي النافصصذ ‪ ،‬فيكصصون ذلصصك ألصصصق بصصه ‪ ،‬والصراد منصصه أشصصد وضصصوحا مصصن إرادة الصصصدر بفصصرده ‪،‬‬
‫فاشتحمل على العمنيي بوقت واحد ‪ ،‬وهذا أبرز معملم من معمال الستحعممال الازي ف القرآن‪.‬‬
‫وقد عقب أستحاذنا الليل الرحوم الدكتحور أحد عبد الستحار الصواري علصصى هصصذا اللحصصظح‬
‫الدقيق فقال مشيا للنموذج القرآن النف ‪:‬‬
‫» ولعمصصل مصصن أهصصم السصصباب الصصت ميصصزت أسصصاليب العمربيصصة بثصصل هصصذه الزيإصصة قصصدم اللسصصان‬
‫العمربص ‪ ،‬وطإصصول تصصداوله ‪ ،‬وكصصثرة تصصصرفه فص العمصصان ‪ ،‬بيصصث تكتحسصصب اللفصصاظ الفصصردة فيصصه معمصصان‬
‫مضافة مصاورة لعمانيهصا الصصلية ‪ ،‬فتحمتحصد هصذه فضصل امتحصداد ‪ ،‬حت تصصي العمصان الصاورة ‪ ،‬بعمصد‬
‫لي وطإ صصول إلف ‪ ،‬كأن صصا ج صصزء م صصن تل صصك العم صصان الص صصلية ‪ ،‬أو قريإ صصن مق صصارن مس صصاو ل صصا فص ص‬
‫الدللصصة ‪ ،‬وذلصصك هصصو الصصذي يإعمصصب عنصصه علمصصاء البلغاصصة بقصصولم فص ) الصصاز العمقلصصي ( أنصصه ‪ :‬إسصصناد‬
‫الفعمل أو ما هو بنزلتحه )‪.(2‬‬
‫ومصصا يإقصصال هنصصا يإقصصال بالنسصصبة لق صوله تعمصصال ‪ ) :‬فمببا بكببت عليهببم السببماء وأالرض وأمببا‬
‫كانوا منظرين )‪ .(3) ( (29‬ومعملوم أن إسناد البكاء ال السماء والرض معما ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الطارق ‪ 11 :‬ص ‪.14‬‬
‫)‪ (2‬أحد عبد الستحار الواري ‪ ،‬ناو العمان ‪.124 :‬‬
‫)‪ (3‬الدخان ‪.29 :‬‬

‫‪131‬‬
‫وليسم مصن شأن السصماء البكصاء ‪ ،‬ول مصن طإبيعمصة الرض أن تكصون باكيصة ‪ ،‬دللصة علصى‬
‫إرادة الستحعممال الازي عقل ‪ ،‬فالسصاء علصى حقيقتحهصا والبكصاء علصى حقيقتحصه وكصذلك الرض‬
‫‪ ،‬ووصف السماء والرض بأنما يإبكيان ‪ ،‬أو نفي بكائهما كما فص اليإصة ‪ ،‬يإقتحضصصي أن هصصذا‬
‫السناد ألصق فص تصصصور الفجيعمصصة ‪ ،‬وأبلصغ فص تصصويإر النازلصصة ‪ ،‬وذلصك حينمصا أخصذ هصصؤلء علصى‬
‫عجل دون أهبة أو استحعمداد‪.‬‬
‫ونظي هذا كثي ف الاز العمقلي من القرآن‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ علقة المجاز العقلي في القرآن‬


‫والصراد بعملقصصة الصصاز العمقلصصي فص القصصرآن ههنصصا ‪ ،‬وجصصه السصتحعممال الصصازي وسصصببه الصصداعي‬
‫اليصصه ‪ ،‬والركيصصزة القتحضصصية الصصت يإس صتحند اليهصصا هصصذا الصصاز ‪ ،‬ولصصك أن تتحجصصوز ف ص ذلصصك فتحقصصول ‪ :‬إن‬
‫العملقص صصة هنص صصا هص صصي السص صصوغ الفن ص ص ‪ ،‬أو الص صصبر الس ص صتحعممال لص صصذه الصص صصيغة الازيإص صصة دون الصص صصل‬
‫القيقي‪.‬‬
‫ولقد توسع علماء البلغاة القدامى والدثي ص بالتحبعمية ص ف إيإراد مصصبرات هصصذه العملقصصة ‪،‬‬
‫وتفننوا بالتحقسيمات الضنية ‪ ،‬وتعمللوا بالتحخريات النطقية تارة ‪ ،‬والكلميصة أخصصرى ‪ ،‬والنحويإصصة‬
‫سواها ‪ ،‬حت بلغوا بذلك حد الفراط ‪ ،‬مصصا ذهصب برونصق هصصذه العملقصة التحينصة وبائهصا ‪ ،‬فبصدل‬
‫م صصن حص صصرها ‪ ،‬وتس صصليط الضص صواء عل صصى مض صصمونا ‪ ،‬ل صصأوا الص ص التحفص صصيلت المل صصة ‪ ،‬والسأ صصاء‬
‫الختعصصة ‪ ،‬فكصصانت السصصببية مثل ‪ ،‬والسصصببية ‪ ،‬والزمانيصصة ‪ ،‬والكانيصصة ‪ ،‬والفاعليصصة ‪ ،‬والفعموليصصة ‪،‬‬
‫والصدريإة وأضراب ذلك من ناذج علقة الاز العمقلي‪.‬‬
‫وكصصانت ‪ :‬تسصصمية الكصصل باسصصم الصصزء الصصذي ل غانص عنصصه فص الدللصصة علصصى ذلصصك الكصصل ‪،‬‬
‫وتسمية الزء باسم الكل ‪ ،‬وتسمية السبب باسم السبب ‪ ،‬وتسمية السبب باسم السبب ‪،‬‬
‫وتسصمية الشصصيء باسصصم مصا كصصان عليصه ‪ ،‬وتسصصميتحه باسصصم مصا يإكصون عليصصه أو يإصصؤول اليصصه ‪ ،‬وإسصناد‬
‫الفاعلي صصة أو الص صصفة الثبوتي صصة للزم صصان ‪ ،‬ووض صصع الن صصداء موض صصع التحعمج صصب ‪ ،‬وإطإلق الم صصر وإرادة‬
‫الب به ‪ ،‬وإضفاء الفعمل السي على المر العمنوي ‪ ،‬والتحغليصب ‪ :‬بإعطصاء الشصيء حكصم غايه‬
‫‪ ،‬وأضراب ذلك من ناذج علقة الاز اللغوي الرسل‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫ول نريإصصد أن نعميصصد هصصذا العمجصصم الشصصحون بنمصصاذجه التحطبيقيصصة ‪ ،‬إذ أفردنصصاه فيمصصا مضصصى‬
‫بعممصصل بلغاصصي مسصتحقل تابعمنصصا فيصصه مصصن سصصبق ‪ ،‬فمصصن شصصاء فليجصصع اليصصه ففيصصه الغنيصصة والزيإصصد ‪ ،‬مصصن‬
‫هذه البعماد الشاقة )‪.(1‬‬
‫والذي نريإد أن نشي اليه هنا ‪ ،‬أن القرآن الكري ف نصه العجازي لص يإكصصن نصاظرا الص‬
‫تلك التحفصيلت لدى إيإراده علقة الاز العمقلي ‪ ،‬وإنا كصان متحنقل بالصصذهن العمربص الص آفصاق‬
‫جديإصصدة مصصن التحعمصصبي الصصوحي والبيصصان الطلصصق ‪ ،‬ومتححصصدثا ال ص الطبيعمصصة النسصصانية بصصا يإلئصصم فطرتصصا‬
‫النقيصة ‪ ،‬دون تزيإصصد فص الصراد ‪ ،‬أو عنصصت فص الداء ‪ ،‬وكصصان انتحشصصار العملقصصة تابعمصصا لصصذاق البصصاحث‬
‫فص السصتحنتحاج ‪ ،‬ول تعمنيصصه السأصصاء والتحقسصصيمات لنصصا مصصع صصصنع البلغاييص ‪ ،‬لصصذا نصصده فص هصصذا‬
‫اللحصصظح ‪ ،‬وإن اس صتحخرج علمصصاء البلغاصصة كصصل أصصصناف العملقصصات مصصن آيإصصاته الكريصصة ‪ ،‬يإصصدور ف ص‬
‫فلك النفسم فيمل فراغاها ‪ ،‬ويإسد نقصها ‪ ،‬با يعملها أهلة لتحلقي النص بذائقة سصصليمة ‪ ،‬لصصذا‬
‫نده يإشيع السم بالكائنات الصامتحة ‪ ،‬ويإضفي القصدرة علصى مصا ل حصول لصه ول قصوة ‪ ،‬ويإسند‬
‫الفاعلية ال المادات ‪ ،‬وإذا با متححركة بعمد سكون ‪ ،‬ويإستحنطق العمال البهمة وإذا بصصا مبينصصة‬
‫بعمد سكوت ‪ ،‬وما ذلك إل من مظاهر العتحداد بظاهرة الاز البيانية ‪ ،‬بعميدا عن التحساؤلت‬
‫القحمة ‪ ،‬أو الذر ف التحفصيلت العجمية ‪ ،‬وهو بذا اللحظح يإفجر روافصصد بلغايصصة جديإصصدة‬
‫‪ ،‬ذات إطإار تادددي سليم ‪ ،‬على مموعة المارسات البيانية السية والعمقليصة فص اللغصة العمربيصصة‬
‫الكرية ‪ ،‬والت يكن أن ننظر لا بجموعة فياضة من شصت العملقصات فص الصاز العمقلصي للقصرآن‬
‫الكري ‪ ،‬دون اللجوء ال ظاهرة التحعمقيد أو التحقعميد ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص ف ص ق صوله تعمصصال ‪ ) :‬إنلمببا المؤمنببون ا بلبذين إذا ذكببر ال ب وأجلببت قلببوبهم وأاذا تليببت‬
‫عليهم ءاياته زادتهم إيمانبا وأعلبى ربهبم يتوكلبون )‪ ، (2) ( (2‬نسصصبت زيإصصادة اليصصان الص آيإصصات‬
‫ال تعمال ف قرآنه الكري ‪ ،‬ولا كان الصل ف اليان وزيإادته هو التحوفيق اللصصي الصصصادر عصصن‬
‫ال عصدز وجصدل ‪ ،‬علصم بالضصرورة أن نسبة زيإصادة اليصان الص اليإصات بإضصافتحها إليهصا ‪ ،‬إعلء منصه‬
‫تعمال لشأن هذه اليإات‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬الؤلف ‪ ،‬أصول البيان العمرب ‪ 48 :‬ص ‪.56‬‬
‫)‪ (2‬النفال ‪.2 :‬‬

‫‪133‬‬
‫اليصصدة ‪ ،‬وكأنصصا الصصؤثر القيقصصي ‪ ،‬وإن كصصان الثصصر مصصن الص ‪ ،‬والتحصصأثي بتحصصوفيقه ‪ ،‬وكصصان ذلصصك مصصن‬
‫الصاز الرصصصود عقليصصا لكصصون الثبصصات سصببا فص زيإصادة هصصذا اليصان ‪ ،‬ولعمصل فص ذلصك إشصصارة واعيصة‬
‫ال ص النتحائصصج اليابيصصة ف ص تلوة اليإصصات أو الس صتحماع إليهصصا ‪ ،‬أو النصصصات لصصدقائقها ‪ ،‬فيكصصون‬
‫الث عليها بذا السلوب الديإد ‪ ،‬وكأنه أمر بصيغة الخبار ‪ ،‬وتضيض عن طإريإق النباء‪.‬‬
‫‪ 2‬ص وفص قصوله تعمصصال ‪ ) :‬وأضرب ال مثل قريببة كبانت ءامنببة مطمئنبلبة يأيتهبا رزقهببا رغابدا‬
‫من كلل مكان فكفرت بأنعم ال فاذاقها ال لباس الجوع وأالخوف بما كانوا يصببنعون )‪(112‬‬
‫( )‪ ، (1‬ع صصدة اسص صتحعممالت مازيإصصة متحط صصورة ‪ ،‬يإتحعملصصق بعمض صصها بالصصاز العمقلصصي ‪ ،‬والخ صصر بالصصاز‬
‫اللغصصوي ف ص السصتحعمارة ‪ ،‬ول حصديإث لنصصا معمصصه ‪ ،‬والشصصأن ف ص الصصاز العمقلصصي حيصصث وصصصف القريإصصة‬
‫بكونصصا أمنصة مطمئنصة ‪ ،‬وقصصد علصم بالضصصرورة أن المصن والطإمئنصصان ل تتحصصصف بمصصا مرافصق القريإصصة‬
‫وجصصدرانا ‪ ،‬وإنصصا يإتحنعمصصم بمصصا أهلهصصا وسصصكانا ‪ ،‬فعمصصب مصصازا عصصن طإريإصصق إطإلق اسصصم الصصل وهصصو‬
‫القريإة ‪ ،‬على الال فيها وهم الهل والساكنون ‪ ،‬وعدب عن الرزق بأنه يإأتآ ‪ ،‬الرزق ليست لصصه‬
‫حركة ول إرادة ف التحنقل والقصد ‪ ،‬وإنا ال تعمال هو الذي يإسخر من يلب الرزاق إليهصا ‪،‬‬
‫ويإصصأتآ بصصا ص وهصصو الصصرزاق ذو القصصوة ال صتحي ص مصصن كصصل مكصصان ال ص تلصصك القريإصصة أو هصصذه تعمصصبيا عصصن‬
‫تنعممها وعيشها الرغايد فكأن الرزق يإقصدها سائرا سادرا متحوافرا‪.‬‬
‫وفلس صصفة ه صصذا الث صصل القرآنص ص الفريإ صصد ‪ ،‬أن ل يإكف صصر ذوو النعم صصم بنعممه صصم ‪ ،‬فيص صصيبهم م صصا‬
‫أصاب هذه القريإة من التحلبسم بالوع والوف والذلل‪.‬‬
‫فالاز ص إذن ص وهو ف سياق التحشبيه التحمثيلي النتحزع من صور متحعمددة من باب القيصصاس‬
‫التحمثيلي ‪ ،‬وذلك من خصائص الاز الفنية‪.‬‬
‫‪ 3‬ص وف ص ق صوله تعمصصال ‪ ) :‬ألببم تببر الببى ا بلبذين ببلدلوا نعمببت الب كفبرا وأأحلببوا قببومهم دار‬
‫البببوار )‪ ، (2) ( (28‬أضصصافت اليإصصة إجلل الب صوار ال ص ال صذيإن بصصدلوا نعممصصة ال ص كف صرا ‪ ،‬وذلصصك‬
‫بسبب من سوء أعمالم وكفرهم وطإغيانم وكان ذلك‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬النحل ‪.112 :‬‬
‫)‪ (2‬إبراهيم ‪.28 :‬‬

‫‪134‬‬
‫نتحيجة لكفرهصصم ‪ ،‬ومظهصر كفرهصم إطإصاعتحهم أكصابرهم بصالكفر ‪ ،‬فص حيص أن الصذي أحصل هصصؤلء‬
‫وهصصؤلء دار البصوار ص علصصى سصبيل العمقوبصصة والصصازاة ص هصصو الص تعمصصال جصدل شصصأنه‪ .‬وهنصصا تلمصصسم قيمصة‬
‫الصصاز وتصصدرك خصائصصصه الفنيصصة ‪ ،‬وذلصصك حينمصصا تعملصصم موقصصع تب صديإل النعمصصم بصصالكفر ف ص الحلل‬
‫بدار البوار ‪ ،‬والكفر ص بد ذاته ص ليسم بقادر ول متحصرف ول متحمكن ‪ ،‬ومع هذا فهصصو السصصبيل‬
‫الص ص دار البص صوار بص صصالقوة والفعمص صصل والعميص صصان ‪ ،‬وإن كص صصان الص صصدث للمص صصر غايصصه دون ريإص صصب ‪ ،‬فص صصالراد‬
‫أجتحنصصابه ‪ ،‬والبتحعمصصاد عصصن دائرتصصه ‪ ،‬وإحلل الشصصكر ملصصه ‪ ،‬تطبيقصصا لقصوله تعمصصال ‪ ) :‬لئبن شأببكرتم‬
‫لزيدلنكم ( )‪.(1‬‬
‫‪ 4‬ص وف قوله تعمال ‪ ) :‬مثل الجلنة البتي وأعبد المتقبون تجبري مبن تحتهبا النهبار نأكلهبا‬
‫دائم وأظلها تلك عقبى الذين التقوا وأعقبى الكافرين النار )‪ ، (2) ( (35‬تاد جرسا موسيقيا ‪،‬‬
‫وتامر لصذة علويإصصة ‪ ،‬تصأنسم لصصا النفصسم ‪ ،‬وتصصش لصا الطبيعمصة النسصصانية ‪ ،‬وذلصك عنصدما تتححصدث‬
‫اليإصصة عصصن اللصصذات السصصية فضصصل عصصن اللصصذات الروحيصصة وأنصصت تتحخيصصل النصصار جاريإصصة ‪ ،‬وحولصصا‬
‫الضلل الفسيحة ‪ ،‬والكل الدائم ‪ ،‬وف النة الت وعد التحقون‪ .‬والنار وعاء للماء ومستحقر‬
‫له ‪ ،‬راكد أو سارب بأمر ال تعمال ‪ ،‬وهي ثابتحة غاي متحنقلة ‪ ،‬فهصي مكصصان الصصري ‪ ،‬ومصصا يصري‬
‫فيهصصا هصصو الصصاء ‪ ،‬فلمصصا أسصند الصصري الص النصصار علمنصصا عقلنصصا بصالكم عليصصه ‪ :‬أنصصه مصصاز لن الصصاء‬
‫هصصو الصصري إل ان مكصصانه النصصار ‪ ،‬فعمدبص عصصن جريإصصان ذلصصك الصصاء بصصري النصصار نفسصصها بوصصصفها‬
‫مكانا له ‪ ،‬أو باعتحبار الكثرة والغزارة ف هذا الري حت ليخيل أن هذه النصصار تاصصري بنفسصصها‬
‫‪ ،‬وإنا اعتحب الكان باعتحبار السناد إليصه ‪ ،‬والعمامصل القيقصي غايه ‪ ،‬ومصا يإصدريإك فلعمصل فص هصذا‬
‫الستحعممال ص وهصو كصذلك ص مصن القصوة فص النصدفاع ‪ ،‬والسيطرة علصى النفصسم ‪ ،‬وعظيصم التحصصويإر‬
‫الفن ‪ ،‬أضعماف ما ف الستحعممال القيقي من الدللة على العمن الراد أداؤه بالضبط‪.‬‬
‫‪ 5‬ص وف قوله تعمال ‪ ) :‬وأالضحى )‪ (1‬وأالليل إذا سجى )‪ ، (3) ( (2‬تبز‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬إبراهيم ‪.7 :‬‬
‫)‪ (2‬الرعد ‪.35 :‬‬
‫)‪ (3‬الضحى ‪ 1 :‬ص ‪.2‬‬

‫‪135‬‬
‫دللصصة الصصاز العمقلصصي ف ص إسصصناد العمامصصل الصصؤثر ال ص الزمصصان ‪ ،‬فسصصجى بعمن ص سصصكن ‪ ،‬والليصصل وإن‬
‫وصصصف بالسصصكون فسصصكونه مصصازي لنصصه غايص قابصصل للحركصصات الباشصصرة الصصت قصصد توصصصف بالصصدوء‬
‫حين صصا ‪ ،‬وبالفعمالي صصة حين صصا آخ صصر ‪ ،‬وإن صصا أراد ب صصه س صصكون الن صصاس ع صصن الرك صصات ‪ ،‬وخل صصودهم الص ص‬
‫السبات ‪ ،‬واستحسلمهم ال الراحة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫قصصال الراغاصصب ) ت ‪ 502 :‬ه ص ( » وهصصذا إشصصارة الص مصصا قيصصل ‪ :‬هصصدأت الرجصصل « ‪،‬‬
‫فهصصو يإعمنص ص بصصذلك هصصدوء النصصاس بصصدوء حركاتصصا النطلقصصة مصصن أرجلهصصا وجوارحهصصا حينصصا ‪ ،‬ومصصن‬
‫ضجيجها وصخبها حينا آخر‪.‬‬
‫وهذا ل يانع مصن القسصم بصرب الضصحى والليصل إذا سصجى ‪ ،‬أو بمصا معمصصا لصصا فيهمصا مصصن‬
‫عجائب الصنع ‪ ،‬وعلى الياد ‪ ،‬وتقلب الكواكب ‪ ،‬وعظم البداع‪.‬‬
‫‪ 6‬ص وقد يإتحوسع بعمضهم ف الاز العمقلي ف القرآن حصت يصالف فيصصه الظصاهر ‪ ،‬أو يإصصؤول‬
‫تصصأويإل كلميصصا ‪ ،‬وناصصن وإن أعرضصصنا عصصن الصصوض فص هصصذا اللحصصظح بالصصذات ‪ ،‬لن القصصرآن أسأصصى‬
‫علء وبيانصصا مصصن الزئيصصات الكلميصصة إل أننصصا نصصورد هنصصا نوذجصصا مصصن ذلصصك لئل تكصصون ثغصصرة فص ص‬
‫البحصصث ‪ ،‬عسصصى أن ل يإقصصال ذلصصك فيصصه ‪ ،‬والكمصصال لص وحصصده‪ .‬ففصصي قصوله تعمصصال ‪ ) :‬إلن البذين‬
‫ءامنببوا وأا بلبذين هببادوأا وأالنصببارى وأالصببابئين مببن ءامببن بببال وأاليببوم الخببر وأعمببل صببالحا فلهببم‬
‫أجرهم عند ربهم وأل خوف عليهم وأل هم يحزنون )‪ ، (2) ( (62‬قصصال الشصيخ الطوسصصي ) ت‬
‫‪ 460 :‬هص (‪.‬‬
‫» وقد استحدلت الرجئة بذه اليإة على أن العممل الصال ‪ ،‬ليسم من اليان ‪ ،‬لن ال‬
‫تعمصال أخصبهم عنهصم بصأنم آمنصوا ‪ ،‬ثص عطصف علصى كصونم مصؤمني‪ .‬إنصم إذا عملصوا الصصالات‬
‫ما حكمها؟ قالوا ‪ :‬ومصن حصل ذلصك علصى التحأكيصد أو الفضصل ‪ ،‬فقصد تصرك الظصاهر‪ .‬وكصل شيء‬
‫يإصصذكرونه مصصا ذكصصر بعمصصد دخصوله فص الول مصصا ورد بصصه القصصرآن ‪ :‬ناصصو قصوله تعمصصال ‪ ) :‬فيهمبا فاكهبة‬
‫وأنخل وأرمان‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الراغاب ‪ ،‬الفردات ف غاريإب القرآن ‪.225 :‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.62 :‬‬

‫‪136‬‬
‫)‪ (1) ( (68‬وناو قوله ‪ ) :‬وأإذ أخذنا من اللنبلين ميثاقهم وأمنك وأمن نوحا ( )‪ ، (2‬وناصصو قصوله ‪:‬‬
‫) وأاللذين كفروأا وأكلذبوا بآياتنا ( )‪ ، (3‬وقوله ‪ ) :‬حم )‪.(4) ( (1‬‬
‫قالوا ‪ :‬جيع ذلك ماز‪.‬‬
‫ولصصو خلينصصا والظصصاهر ‪ ،‬لقلنصصا ‪ :‬إنصصه ليصصسم بصصداخل فص ص الول‪ .‬فصصإن قصصالوا ‪ :‬أليصصسم القص صرار‬
‫والتحصديإق من العممل الصال؟ فل بد لكم من مثل ما قلناه ‪ ،‬قلنا ‪ :‬عنه جوابان؟‬
‫أحببدهما ‪ :‬أن العمم صصل ل يإطل صصق إل عل صصى أفعم صصال الص صوارح ‪ ،‬لن صصم ل يإقول صصون ‪ :‬عمل صصت‬
‫بقلب ‪ ،‬وإنا يإقولون ‪ :‬عملت بيدي أو برجلي‪.‬‬
‫وأالثاني ‪ :‬أن ذلك ماز ‪ ،‬وتمل عليه الضرورة‪ .‬وكلمنا مع الطإلق )‪.(5‬‬
‫ول نريإد الستسال ف تطبيق أمثلة المارسات البيانيصة الديإصدة فص مصصاز القصصرآن العمقلصي‬
‫من خلل علقتحه ف وجوه الستحعممال بل نريإد التحأكيصصد مصصددا أن تتحبصع شصصذرات هصصذا الصاز فص‬
‫هصصذا العمطصصاء الضصصخم ‪ ،‬قصصد مثصصل لنصصا الرادة السصتحعممالية التحطصصورة ‪ ،‬والنصصاخ الفنص الضصصيء ‪ ،‬بصصا‬
‫أفاده من قدرة خارقة ف استحيحاء التحلزم الذهن بي الصل وهو على طإبيعمتحه ل يإنقل منهصصا ‪،‬‬
‫وبيص الفصصرع الصصذي هصصو الصصاز فص إداركصصه مصصن خلل الصتابط البيصصان لصصدى النتحقصصال مصصن معمنص الص‬
‫معمن جديإد بكم السناد ‪ ،‬ل بكم اللفاظ ‪ ،‬وتلك ميزة الاز العمقلي فص القصصرآن العمظيصصم ‪،‬‬
‫إفصصصاحا منهصصا فص ص ترجصصة الشصصاعر ومسص صايإرة العمواطإصصف ‪ ،‬وصصصيانة اللغصصة والص صتاث والشص صريإعمة دفعمصصة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫وبذلك يإتححقق الغرض الفن والغرض الديإن بلحاظ مشتك أنيق‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الرحن ‪.68 :‬‬
‫)‪ (2‬الحزاب ‪.7 :‬‬
‫)‪ (3‬الديإد ‪.19 :‬‬
‫)‪ (4‬ممد ‪.1 :‬‬
‫)‪ (5‬ظ ‪ :‬الطوسي ‪ :‬البيان ف تفسي القرآن ‪.285 /1 :‬‬

‫‪137‬‬
138
‫الفصل الخامس‬
‫المجاز اللغوي في القرآن‬

‫‪ 1‬ب المجاز اللغوي بين الستعارة وأالمجاز المرسل‬


‫‪ 2‬ب انتشار المجاز اللغوي المرسل في القرآن‬
‫‪ 3‬ب علقة المجاز اللغوي المرسل في القرآن‬

‫‪139‬‬
140
‫‪ 1‬ب المجاز اللغوي بين الستعارة وأالمجاز المرسل‬
‫ليصصسم جديإصصدا أن يإكصصون عبصصد القصصاهر ) ت ‪ 471 :‬هص ص ( هصصو أول مصصن تنبصصه شخصصصيا ‪،‬‬
‫ونبصصه الخريإصصن الص الفصصروق الميصصزة بيص السصتحعمارة والصصاز الرسصصل فص حصديإثه عصصن الصصاز اللغصصوي ‪،‬‬
‫حينما قرن الاز بالستحعمارة ‪ ،‬باعتحبار علقتحه غاي الشابة ‪ ،‬وعلقة الستحعمارة هي الشابة)‪.(1‬‬
‫وقصصد سصصبق لنصصا القصصول فيمصصا مضصصى مصصن هصصذا الكتحصصاب)‪ : (2‬إن الصصاز اللغصصوي ذو فرعيص فص‬
‫التحقسصصيم البلغاصصي ‪ ،‬لن مصصاله رحصصاب اللغصصة ف ص النتحقصصال باللفصصاظ مصصن معمن ص ال ص معمن ص ‪ ،‬مصصع‬
‫وجود القريإنة الدالة على العمن الديإد‪.‬‬
‫وحديإثنا هو القريإنة ف علقتحها ‪ ،‬فإن كانت العملقة بي العمنص القيقصصي والعمنص الصازي‬
‫هصصي الشصصابة ‪ ،‬فالصصاز يإسصصمى إس صتحعمارة ‪ ،‬وإن كصصانت العملقصصة هصصي غاي ص الشصصابة ‪ ،‬فهصصو الصصاز‬
‫الرسل‪.‬‬
‫ويإتحضصصح هصصذا التحقسصصيم مصصن خلل بلصصورة الصصد الصصصطلحي لكصصل مصصن السص صتحعمارة الصصاز‬
‫الرسصصل بإيصصاز حصصد الس صتحعمارة كمصصا يإ صراه أبصصو عثمصصان الصصاحظح ) ت ‪ 255 :‬هص ص ( هصصو تسصصمية‬
‫الشيء باسم غايه إذا قام مقامه)‪.(3‬‬
‫وبصديإهي مصن تعمريإفصصه عنصايإتحه بالصصانب اللغصوي لعمصصدم تالصي حصدود هصصذه العمصصال إصصطلحيا‬
‫ف عصره ‪ ،‬وإن انطبق تعمريإفه على جزء العمن الصطلحي‪.‬‬
‫وهناك حدود متحقاربة العمن ‪ ،‬ومتحشابكة البن ف تعمريإف الستحعمارة عند كل من ‪:‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.376 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬تقسيم الاز القرآن ف هذا الكتحاب‪.‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬الاحظح ‪ ،‬البيان والتحبيي ‪.153 /1 :‬‬

‫‪141‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ابن قتحيبة ) ت ‪ 276 :‬هص (‬
‫)‪(2‬‬
‫ثعملب ) ت ‪ 291 :‬هص (‬
‫)‪(3‬‬
‫ابن العمتحز ) ت ‪ 296 :‬هص (‬
‫)‪(4‬‬
‫القاضي الرجان ) ت ‪ 366 :‬هص (‬
‫)‪(5‬‬
‫علي بن عيسى الرمان ) ت ‪ 386 :‬هص (‬
‫وهصصذه التحعمريإفصصات ومصصا تبعمهصصا مصصن التحفريإعمصصات متحشصصابة فص الشصصارة الص الصصصطلح حسصصنا ‪،‬‬
‫وال العمنايإة بالوروث اللغوي للستحعمارة حينا آخر )‪.(6‬‬
‫ومصصع هصصذا فإننصصا نيصصل ال ص الكشصصف العملمصصي فيمصصا أبصصانه ‪ :‬ابصصو اللل العمسصصكري ) ت ‪:‬‬
‫‪ 395‬هص ( ف تعمامله مع الصطلح الستحعماري معماملة جديإدة‪ .‬إذ أعطى التحعمريإف بوضصصوح مصصع‬
‫التحمثيل القرآن الدقيق فقال عن الستحعمارة أنا ‪:‬‬
‫» نقل العمبارة عن موضع اسصتحعممالا فص أصصصل اللغصة الص غايه لغصصرض وذلصصك الغصصرض إمصصا‬
‫أن يإكون ‪ :‬شرح العمن وفضل البانة عنه ؛ أو تأكيصصده والبالغصصة فيصصه ‪ ،‬أو الشصصارة اليصصه بالقليصصل‬
‫من اللفظح ؛ أو تسي العمرض الذي يإبز فيه‪.‬‬
‫وهذه الوصاف موجودة ف الستحعمارة الصيبة ‪ ،‬ولول أن الستحعمارة الصيبة تتحضمن مصصا‬
‫ل تتحضمنه القيقة من زيإادة فائدة ‪ ،‬لكانت القيقة أول منها استحعممال « )‪.(7‬‬
‫إن هذه البانة ف تلخيص النقل للمعمن من لفظح ال لفظح ‪ ،‬وإن عدب‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬ابن قتحيبة ‪ ،‬تأويإل مشكل القرآن ‪.102 :‬‬
‫)‪ (2‬ثعملب ‪ ،‬قواعد الشعمر ‪.46 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬ابن العمتحز ‪ ،‬البديإع ‪.2 :‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬القاضي الرجان ‪ ،‬الوساطإة بي التحنب وخصومه ‪.41 :‬‬
‫)‪ (5‬ظ ‪ :‬الرمان ‪ ،‬النكت ف إعجاز القرآن ‪ ،‬ضمن ثلث رسائل ‪.79 :‬‬
‫)‪ (6‬ظ ‪ :‬تفصيلت ذلك عند الؤلف ‪ :‬أصول البيان العمرب ‪.90 :‬‬
‫)‪ (7‬العمسكري ‪ ،‬الصناعتحي ‪.274 :‬‬

‫‪142‬‬
‫عنه بالعمبارة تاصوزا ‪ ،‬واسصتححداث معمنص جديإصد فص اللفصظح ‪ ،‬وجعمصصل الكلمصة ذات دللصة لص تاعمصصل‬
‫لا ف أصصل اللغة ‪ ،‬وإضصافة الفائصدة فص النقصل الستحعماري بصدل مصن الستحعممال القيقصي ‪ ،‬إنصا‬
‫هصصو جصصوهر السصتحعمارة وروحهصصا ‪ ،‬فضصصل عصصن كصصونه كشصصفا جديإصصدا متحوازنصصا فص صصصنوف السصتحعمارة‬
‫وشؤونا ؛ وهو متحناسصب مصع مصا أكصصده فيمصا ضصربه مصصن نصوذج قرآنص رفيصع ‪ ،‬شصاهدا علصى ذلصصك‬
‫بقوله ‪:‬‬
‫» والشصصاهد علصصى أن للس صتحعمارة الصصصيبة مصصن الوقصصع مصصا ليصصسم للحقيقصصة أن ق صوله تعمصصال ‪:‬‬
‫) يببوم يكشببف عببن سبباق ( )‪ (1‬أبلصصغ وأحسصصن وأدخصصل مصصا قصصصد لصصه مصصن قص صوله لصصو قصصال ‪ :‬يإصصوم‬
‫يإكشف عن شدة المر ‪ ،‬وأن كان العمنيصان واحصدا ‪ ،‬أل تصصرى أنصصك تقصصول لصصن تتحصصاج الص الصد‬
‫فص أمصصره ‪ :‬شصر عصصن سصاقك فيصصه ‪ ،‬وأشصصدد حيازمصصك لصه‪ .‬فيكصون هصذا القصصول أوكصد فص نفسصه مصن‬
‫قولك ‪ :‬جد ف أمرك « )‪.(2‬‬
‫وم صصا ذه صصب الي صصه أب صصو هلل منتحظ صصم ل صصا وج صصدنا علي صصه أرس صصطوا م صصن ذي قب صصل حينمصصا عص صدد‬
‫)‬
‫الستحعمارة ‪ :‬من أعظم الساليب الفنية ‪ ،‬وأنا آيإصة الوهبصة الصت ل يكصن تعملمهصا مصصن الخريإصن‬
‫‪.(3‬‬
‫ويإصصرى عبصصد القصصاهر ) ت ‪ 471 :‬ه ص ( ف ص الس صتحعمارة ‪ :‬أنصصك تثبصصت بصصا معمن ص ل يإعمصصرف‬
‫السامع ذلك العمن من اللفظح ‪ ،‬ولكنه يإعمرفه من معمن اللفظح)‪ .(4‬وهو هنا يإتححدث عن عائديإة‬
‫الستحعمارة وفضلها ‪ ،‬ويإعمرفها بقوله ‪:‬‬
‫» السصتحعمارة أن تريإصصد تشصصبيه الشصصيء وتظهصصره ‪ ،‬وتايصصء الص اسصصم الشصصبه بصصه فتحعميه الشصصبه‬
‫وتاريإه عليه « )‪.(5‬‬
‫ويإتحضصصح مصصن عايإديإصصة السص صتحعمارة وتعمريإفهصصا عنصصد عبصصد القصصاهر ‪ :‬أن هنصصاك لفظصصا ومعمنص ص ‪،‬‬
‫وهنصصاك معمنص اللفصصظح ‪ ،‬والسصتحعمارة تتحصصص باللفصصاظ ‪ ،‬ولكنصصه قصصد أشصصرك الضصصمون بالضصصافة الص‬
‫الشكل ف جلء الصورة الستحعماريإة ‪ ،‬أو العمن ف‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬القلم ‪.42 :‬‬
‫)‪ (2‬العمسكري ‪ ،‬الصناعتحي ‪.274 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬شكري عياد ‪ ،‬أرسوط طإاليسم ‪ ،‬فن الشعمر ‪.176 :‬‬
‫)‪ (4‬عبد القاهر ‪ ،‬دلئل العجاز ‪.31 :‬‬
‫)‪ (5‬الصدر نفسه ‪.53 :‬‬

‫‪143‬‬
‫إدراك مؤدي اللفظح ‪ ،‬وكأنه يإريإد بذلك ‪ :‬معمن العمن ‪ ،‬أو العمان الثانويإة ف اللفاظ‪.‬‬
‫إن ما أبداه عبد القاهر ف الصيغة الصطلحية قد تتحبعمه بالشارات بعمده كل من ‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فخرالديإن الرازي ) ت ‪ 606 :‬هص (‬
‫)‪(2‬‬
‫السكاكي ) ت ‪ 626 :‬هص (‬
‫)‪(3‬‬
‫ابن الثي ) ت ‪ 637 :‬هص (‬
‫)‪(4‬‬
‫ابن أب الصبع ) ت ‪ 654 :‬هص (‬
‫)‪(5‬‬
‫ابن مالك ) ت ‪ 686 :‬هص (‬
‫)‪(6‬‬
‫الطيب القزويإن ) ت ‪ 739 :‬هص (‬
‫حقا لقد استحفاد هؤلء من منهج عبد القاهر فص تديإصصد السصتحعمارة‪ .‬وقصد خلصص لنصا مصا‬
‫أرسصاه أبصو هلل ‪ ،‬ومصا أبصانه عبصد القصاهر ‪ :‬أن الستحعمارة جاريإصة فص اللفصاظ علصى سبيل النقصل‬
‫اللغوي لغرض تشبيهي‪.‬‬
‫أما الاز الرسل فحقيقتحه جاءت على أساس عدم ارتباطإه بعمنصر الشابة ف ملبس صتحه‬
‫للمعمن بغي التحشبيه ‪ ،‬وتسميتحه جاءت للوه من القيصصود وسصصلمتحه مصصن الصصدود ‪ ،‬فالرسصصال لغصة‬
‫‪ :‬الطإلق‪ .‬وأرسله بعمنص أطإلقصه ‪ ،‬ل شصك فص هصذا ‪ ،‬ولصا كصانت السصتحعمارة مقيصدة بادعصاء أن‬
‫الشبه من جنسم الشبه به ‪ ،‬كان الاز الرسل مطلقا من هذا القيد ‪ ،‬وحرا من هصصذا الرتبصصاط‬
‫‪ ،‬فهو طإليق مرسل وكفى‪.‬‬
‫ويإبدوا أن السكاكي ) ت ‪ 626 :‬هص ( هو أول من أطإلق هذه التحسمية‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬الرازي ‪ ،‬نايإة الياز ‪.82 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬السكاكي ‪ ،‬مفتحاح العملوم ‪.174 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬ابن الثي ‪ ،‬الثل السائر ‪.365 /1 :‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬ابن أب الصبع ‪ ،‬بديإع القرآن ‪.19 :‬‬
‫)‪ (5‬ظ ‪ :‬ابن مالك ‪ ،‬الصباح ‪.61 :‬‬
‫)‪ (6‬ظ ‪ :‬القزويإن ‪ ،‬اليإضاح ‪ 278 :‬ص ‪ 407‬تقيق الفاجي‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫عليصه)‪ .(1‬وأن كصان مصن سصبقه قصد أدرك الفصرق بيص السصتحعمارة وهصذا النصوع مصن الاز ‪ ،‬ولكنصه لص‬
‫يإنص عليه إل من خلل علقة غاي الشابة كما هي الال عند عبد القاهر)‪.(2‬‬
‫وجاء الطيب القزويإن ) ت ‪ 739 :‬ه ص ( فتحابع السصكاكي فص التحسصمية والتحعمريإصف معمصا‬
‫‪ ،‬فقال عنه ‪:‬‬
‫» وهصصو مصصا كصصانت العملقصصة بيص مصصا اسصتحعممل فيصصه ‪ ،‬ومصصا وضصصع لصصه ملبسصصة غايص التحشصصبيه ‪،‬‬
‫كاليصصد إذا اس صتحعمملت ف ص النعممصصة ‪ ،‬لن مصصن شصصأنا أن تصصصدر عصصن الارحصصة ‪ ،‬ومنهصصا تصصصل ال ص‬
‫القصود با ‪ ،‬ويإشتط أن يإكون ف الكلم إشارة ال الول لصصا ‪ ،‬فل يإقصال ‪ :‬اتسصصعمت اليصصد فص‬
‫البلد ‪ ،‬أو اقتحنيت يإدا ‪ ،‬كما يإقال ‪ :‬اتسعمت النعممصة فص البلصصد ‪ ،‬أو اقتحنيصصت نعممصة ‪ ،‬وإنصصا يإقصال‬
‫‪ :‬جدلت يإده عندي ‪ ،‬وكثرت أيإاديإه لدي وناو ذلك « )‪.(3‬‬
‫وفص ص ه صصذا التحعمريإ صصف والتحنظيص ص تب صصدو العملق صصة بيص ص السص صتحعممال القيق صصي والعمنص ص ال صصازي ‪،‬‬
‫وتظهر الفروق الميزة بيص السصتحعمارة والصاز الرسصل‪ .‬فبالنسصبة لليصصد ‪ ،‬وهصصي وإن كصانت جارحصصة‬
‫ل تتحصصصرف إل بصصأمر مصصن النسصصان نفسصصه ‪ ،‬إل أنصصا تسصتحعممل فيمصصا يإصصصدر عنهصصا مصصن العمطصصاء فص‬
‫مقام النعممة ‪ ،‬والبطصش فص مقصام القصوة ‪ ،‬والضصرب عنصد التحصأديإب والنتحقصام ‪ ،‬وبصا يإتحعملصق الخصذ‬
‫والعمطاء ‪ ،‬والنع والدفع ‪ ،‬والصد والصرد ‪ ،‬وكصل صصادر عنهصا بعملقة ومناسصبة غايص الشصابة لصدى‬
‫السصتحعممال الصصازي ‪ ،‬وإنصصا بصصالثر والقصصوة والقصصدرة والوطإئصصة ‪ ،‬ول مشصصابة بي ص هصصذه الثصصار وبي ص‬
‫الارحة نفسها ماهية وحقيقة‪.‬‬
‫لذا فقد كان اختحيار علقة غاي الشصصابة للمجصصاز الرسصصل ‪ ،‬وعلقصصة الشصصابة للسصتحعمارة‬
‫‪ ،‬اختحيار موفقا لدى التحفريإق بينهما ‪ ،‬فكما كانت اللبسة بي اليصصد والنعممصصة واضصصحة فص غايص‬
‫الشصصابة بيص ص القيقص صتحي ‪ ،‬فكصصذلك ملبسصصة الشصصابة واضصصحة فص ص السص صتحعممال السص صتحعماري بيص ص‬
‫الشبه والشبه به‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬السكاكي ‪ ،‬مفتحاح العملوم ‪ 195 :‬وما بعمدها‪.‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬عبد القاهر ‪ ،‬أسرار البلغاة ‪.376 :‬‬
‫)‪ (3‬القزويإن ‪ ،‬اليإضاح ‪ 397 ، 280 :‬تقيق الفاجي‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫ف كلمة » نسلخ « من قوله تعمال ‪ ) :‬وأءاية لهم الليل نسلخ منه النهار ‪.(1) ( ...‬‬
‫فش صصبه س صصبحانه س صصلخ النهص صصار مص صصن الليص صصل ‪ ،‬بس صصلخ جلص صصد الشص صصاة ‪ ،‬والس صصلخ حقيقص صصة إنص صصا‬
‫يإسص صتحعممل فص ص ه صصذا العمنص ص ونظ صصائره فكم صصا ك صصانت الش صصاة وجل صصدها ملتححميص ص فف صصك التححامهم صصا‬
‫بالسلخ ‪ ،‬فأصبح كل منهما حقيقة قائمة بذاتا ‪ ،‬فكذلك فك التححام الليل بالنهصصار فأصصصبح‬
‫كل منهما حقيقة قائمة بذاتا ‪ ،‬وأجصرى علصى هصذه العمملية لفصظح السلخ بلحاظ الشصابة بيص‬
‫القيقتحي ف اللتححصام قبل السصلخ والنفصصال التحصام بعمصد السصلخ ‪ ،‬فكمصا هصو هنصاك فهصو هنصا ‪،‬‬
‫وذلك جار على الستحعممال الازي أيإضا ‪ ،‬ولكن بنظور الشابة ‪ ،‬وهذه هي علقة الشصصابة‬
‫الت تتحص بالستحعمارة ‪ ،‬وما تقدم علقة غاي الشابة الت تتحص بالاز الرسل‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ انتشار المجاز اللغوي المرسل في القرآن‬


‫نان ف غان عن القول بانتحشار الاز اللغصوي الرسصصل فص القصصرآن ‪ ،‬فصذلك أمصر لصه دلئلصه‬
‫وشواهده ف القرآن العمظيم ‪ ،‬والسبب فص هصذا ال ذيإوع وذلصك النتحشار ‪ ،‬أن الاز الرسصل هصو‬
‫وسيلة العمربية ف إضصصافة العمصان الديإصدة ‪ ،‬وهصصو وسصيلة اللغصة فص الضصصاءة والتحنصويإر ‪ ،‬وهصو طإريإصصق‬
‫البصصدعي ف ص الفاضصصة والبيصصان ‪ ،‬وانتحشصصار ذلصصك ف ص القصصرآن دربصصة لهصصل اللغصصة مصصن وجصصه ‪ ،‬ودليصصل‬
‫على العجاز البيان من وجه آخر ‪ ،‬ولعمل ف خصائص الاز الفنيصة فيمصصا سصصبق إشصصارة موحيصة‬
‫بذا اللحظح بالذات ‪ ،‬ومعمبة عن هذا الدرك نفسه با ل مزيإد عليه‪.‬‬
‫وستى ف ناذج الاز الرسل ووجوه علقتحه فص النقصصل عصصن الصصصل اللغصصوي ‪ ،‬كيصصف أن‬
‫هذا الاز قد تطى حدود الدائرة اللغويإصة الص الصدائرة الفنيصة ‪ ،‬وكيصف تاصوز بالتسصصاع الص منصصاخ‬
‫الغن ف الفردات والعمان ‪ ،‬وكيف استحطاع فيه القرآن أن يإنقل الذهن العمرب ال أفق جديإد ‪،‬‬
‫متحدميز بالبتحكار ويدده بياة لغويإة ثانويإة متحسمة بالشمولية والبداع‪.‬‬
‫كان سبيل هذه النظرات الصائبة هو الاز اللغوي الرسل ف‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬يإسم ‪.37 :‬‬

‫‪146‬‬
‫سلمة أدائه ‪ ،‬ودقة تعمبيه ‪ ،‬واستحقرار قاعدته ف السية البيانية واللغويإة التحطورة‪.‬‬
‫إن استحقراء ذيإوع الاز اللغصوي الرسصل ‪ ،‬وسصيورة انتحشاره فص القصرآن يكصن رصصده بعمصدة‬
‫ظواهر إيائية ‪ ،‬نرصد جزءا حيويإصا منهصصا فص هصصذا البحصصث ويإتحكفصصل مبحصصث علقصة الصاز بصالزء‬
‫الخصر منهصا‪ .‬وهنصا نقصصف عنصصد ظصاهرتي إيصائيتحي تضصيفان علصى اللفصصظح الصاري أكصثر مصن معمنصصاه‬
‫الولص ص السصصائر فص ص الذهصصان ؛ هاتصصان الظاهرتصصان تلتحمسصصان باعتحبارهصصا دلئصصل فنيصصة علصصى صصصدق‬
‫ال صصدعوى ‪ ،‬وبرم صصة الوض صصوع ‪ ،‬تل صصك ال صصدلئل ل تعم صصدو كون صصا إم صصارات وعلم صصات وض صصعمت فص ص‬
‫الطريإصصق لصصن أراد الدايإصصة والسص صتحزادة معمصصا ‪ ،‬وليسصصت هصصي كصصل شصصيء ‪ ،‬إذ جصصاءت علصصى سصصبيل‬
‫التحمثيل ل سبيل الحصاء والستحقصاء ‪ ،‬لنه أمر قصصد يإتحعمصصذر الوصصصول اليصصه ‪ ،‬أو الوقصصوف عليصصه‬
‫‪ ،‬لبعمد أغاواره ‪ ،‬وتااوز أبعماده حد الستحيعماب‪.‬‬
‫وسصصيكون التحماسصصنا لصصاتي الظصصاهرتي مؤشصرا بصصارزا علصصى سصصيورة الصصاز اللغصصوي الرسصصل فص‬
‫القصصرآن ‪ ،‬وذيإصصوعه ‪ ،‬ويإقصصاس ص حينئصصذ ص عليصصه مصصا هصصو قريإصصب اليصصه ‪ ،‬إذ ل ضصصرورة لتصصام الوضصصوع‬
‫بالضافات الت قد يإتحوصل اليها الباحث بعمد العلم‪.‬‬
‫الظاهرة الول ‪ :‬ص وتتحجلى أبعمادهصا فص رد التحشصابه مصن اليإصات الص الكصم منصه ‪ ،‬لسصم‬
‫النصزاع ورد الشصصكال ‪ ،‬ومعمالصصة النصصصوص فص ضصصوء التحعمصصبي الصازي ‪ ،‬فل عنصصت ول تعمسصصف ول‬
‫غالو ‪ ،‬ومن أمثلتحه الوقوف عند إزاغاة القلوب النسوبة ال ال تعمال ف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫أ ص ) رلبنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وأهببب لنببا مببن لببدنك رحمببة أنببك أنببت الوهبباب *‬
‫)‪(1‬‬
‫(‬
‫ب ص ) فللمببا زاغاببوا ازاغ ال ب قلببوبهم وأال ب ل يهببدي القببوم الفاسببقين ( )‪ (2‬فقصصد حلصصت‬
‫اليإة الول على ظاهرهصصا إزاغاصة القلصصوب لصصه سصبحانه ‪ ،‬بصدعوى أنصصا إن لص تكصن منصصه تعمصصال فمصا‬
‫معمن الدعاء بأن ل يإفعملها ‪ ،‬وهذا ما ل يوز عليه‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪.8 :‬‬
‫)‪ (2‬الصف ‪.5 :‬‬

‫‪147‬‬
‫سصصبحانه إل علصصى سصصبيل الصصاز والتسصصاع ‪ ،‬لن الص تعمصصال ل يإضصصل عصصن اليصصان ‪ ،‬ول يإوقصصع فص‬
‫الضللة والكفران ‪ ،‬والنظر ف هذا ملحوظ بعمي القبح العمقلي‪.‬‬
‫وقد نصت اليإة الثانية ‪ :‬أن ال تعمال يإزيإغ من زاغ ‪ ،‬ونسبتحه اليه ظاهرة‪.‬‬
‫حقص صصا إن التسص صصاع ف ص ص الص صصاز هص صصو الص صصذي يإتحجص صصاوز هص صصذه العمقبص صصات بيسص صصر ‪ ،‬ويإص صصدرأ هص صصذه‬
‫الشبهات برونة‪.‬‬
‫فقد ذهب بعمضهم ف معمن ذلك أنه دعاء الص الص وتصصوجه إليصصه بصأن ‪ :‬ثبتحنصا بألطافصصك ‪،‬‬
‫وزد م صصن عص صصمك وتوفيق صصك ‪ ،‬ك صصي ل نزيإ صصغ بعم صصد إذ هص صديإتحنا ‪ ،‬فنك صصون زائغيص ص فص ص حكم صصك ‪،‬‬
‫ونستححق أن تسمينا بالزيإغ وتدعونا به وتنسبنا إليه ‪ ،‬لنه ل يوز أن يإقال ‪:‬‬
‫إن ال سبحانه أزاغاهم إذ سأاهم بالزيإغ ‪ ،‬وإن كانوا هم الفاعلي له ‪ ،‬على مصصاز اللغصصة‬
‫‪ ،‬ل أنه تعمال أدخلهم ف الزيإغ ‪ ،‬وقادهم ال العوجصصاج واليصل ‪ ،‬ولكنهصم لصصا زاغاصوا عصن أوامصصره‬
‫‪ ،‬وععننصصدوا مصصا فصصرض الص مصصن فرائضصصه ‪ ،‬جصصاز أن يإقصصال ‪ :‬قصصد أزاغاهصصم كمصصا قصصال سصصبحانه بالنسصصبة‬
‫للسصصورة ) فزادتهم رجسا البى رجسبهم )‪ (1) ( (125‬وفيمصصا اقتحصصصه عصصن نصصوج ‪ ) 7‬فلبم يزدهبم‬
‫دعببآءي إلل فبرارا )‪ (2) ( (6‬أو يإكصصون لصصا منعمهصصم ألطصصافه وفوائصصده جصصاز أن يإقصصال ‪ :‬أنصصه أزاغاهصصم‬
‫مازا ‪ ،‬وإن كان تعمال ل يإرد إزاغاتحهم )‪.(3‬‬
‫ولقد وقف الشريإف الرضي ) ت ‪ 406 :‬هص ( من هذه الدارك موقصصف الناقصصد الصصبي ‪،‬‬
‫والفاحص الرائد ‪ ،‬فأورد جلة مصصن آراء العملمصاء فص ذلصك ‪ ،‬وأفصصاض برأيإصه بعمصد إيإرادهصا ‪ ،‬وحلهصا‬
‫على التساع ف اللغة ‪ ،‬والصاز مصن القصول ‪ ،‬ورد التحشصابه مصن الي الص الكصم منهصا ‪ ،‬وذهصب‬
‫ف هذه اليإة أن ل يإكون معمناها ممول على ظاهره ‪ ،‬لنه يإقودنا ال أن نقول ‪ :‬إن ال‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬التحوبة ‪.125 :‬‬
‫)‪ (2‬نوح ‪.6 :‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬الشريإف الرضي ‪ ،‬حقائق التحأويإل ‪.19 /5 :‬‬

‫‪148‬‬
‫سبحانه يإضل عن اليان ‪ ،‬وقد قامت الصدلئل علصى أنصه سصبحانه ل يإفعمصصل ذلصك لنصصه قبيصح ‪،‬‬
‫وهصصو غان ص عنصصه ‪ ،‬وعصصال باس صتحغنائه عنصصه ‪ ،‬ولنصصه تعمصصال أمرنصصا باليصصان وحببنصصا إليصصه ‪ ،‬ونانصصا عصصن‬
‫الكفصصر وحصصذرنا منصصه ‪ ،‬فصصوجب إل يإضصلنا عمصصا أمرنصصا بصصه ‪ ،‬ول يإقودنصصا الص مصصا نانصصا عنصصه ‪ ،‬وإذا لص‬
‫يإكصصن ذلصصك ممصصول علصصى ظصصاهره ‪ ،‬فاحتحجنصصا الص ص تصصأويإله فص ص الوجصصوه الصصت قصصدمنا ذكرهصصا ‪ ،‬فهصصو‬
‫متحشابه ‪ ،‬لن موقفه من صفة التحشصابه إل يإقتحبصسم علمصه مصن ظصاهره وفحصواه ‪ ،‬فصوجب رده الص‬
‫ما ورده من الكم ف هذا العمن ‪ ،‬وهو قوله تعمال ‪:‬‬
‫) فلما زاغاوا أزاغ ال قلوبهم ( )‪.(1‬‬
‫قصال الشصريإف الرضصي » فعملمنصا أن الزيإصغ الول كصان منهصم ‪ ،‬وأن الزيإصغ الثان كصان مصن‬
‫الص ص سصصبحانه علصصى سصصبيل العمقوبصصة لصصم ‪ ،‬وعلمنصصا أيإضصصا أن الزيإصصغ الول غايص ص الزيإصصغ الثصصان ‪ ،‬وأن‬
‫الول قبيح إذ كان معمصية ‪ ،‬والثان حسن إذ كان جزاء وعقوبة ‪ ،‬ولو كان الول هو الثان‬
‫ل يإكن للكلم فائدة ‪ ،‬وكان تقديإره ‪:‬‬
‫فلمصصا مصصالوا عصصن الصصدى أملنصصاهم عصصن الصصدى ‪ ،‬فكصصان خلفصصا مصصن القصصول يإتحعمصصال الص عنصصه ‪،‬‬
‫لن الكفر الذي حصل ف الكفار الذيإن وصفهم سبحانه بيلهم عن اليصصان ‪ ،‬وإزاغاتحصصه تعمصصال‬
‫لم إنا كانت عن طإريإق النة والثواب ‪ ،‬وأيإضا فإن هذا الفعمل لا كان من ال سصبحانه علصى‬
‫سبيل العمقوبة لم ‪ ،‬علمنا أنصه مصن غايص جنصسم الصذي فعملصوه ‪ ،‬لن العمقوبصة ل تكصون مصن جنصسم‬
‫العمصية إذ كانت العمصية قبيحة ‪ ،‬والعمقوبة عليها حسنة « )‪.(2‬‬
‫فالشريإف الرضي ف رده التحشابه ال الكم ‪ ،‬قد حل معمن الزاغاصة اتساعا علصى معمنص‬
‫الزاء والعمقوبة كما هي الال ف قصوله تعمصصال ‪ ) :‬فمن اعتبدى عليكبم فأعتبدوأا عليبه بمثبل مبا‬
‫اعتدى عليكم ( )‪.(3‬‬
‫وكقوله تعمال ‪ ) :‬وأجزانؤا سليئةة سيئلةل مثنلها ‪.(4) ( ...‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الصف ‪.5 :‬‬
‫)‪ (2‬الشريإف الرضي ‪ ،‬حقائق التحأويإل ‪ 23 /5 :‬وما بعمدها‪.‬‬
‫)‪ (3‬البقرة ‪.194 :‬‬
‫)‪ (4‬الشورى ‪.40 :‬‬

‫‪149‬‬
‫فقصصد أطإلصصق العتحصصداء علصصى ظصصاهره ‪ ،‬وأريإصصد بصصه الصزاء والعمقوبصصة فص واقعمصصه ‪ ،‬إذ ليصصسم الصزاء‬
‫اعتحصصداء ‪ ،‬وقصصد عصصب عصصن القاصصصة بالسصصيئة ‪ ،‬وليصصسم ذلصصك سصصيئة ‪ ،‬ولكنصصه سصصبب منهصصا ‪ ،‬فصصأطإلقت‬
‫عليصه ‪ ،‬وكصذلك معمنص الزاغاصة ههنصا فيمصا حلصه عليصه الشصريإف الرضصي ‪ ،‬فصاعتحب الزيإصغ الول غايص‬
‫الزيإغ الثان ‪ ،‬فالول زيإغ عن اليصان ‪ ،‬والثان العمقوبصة علصى اليصل ‪ ،‬والناصراف عصن الصدى الص‬
‫الضلل ‪ ،‬فهو ليسم من جنسصه ‪ ،‬وإنصا سأي كصذلك مصازا ‪ ،‬وهصو يإعمقصب علصى ذلصك ‪ ،‬ويإصدافع‬
‫عن وجهة نظصره فنيا فيقصول ‪ » :‬وبعمصد فإنه سصبحانه لص يإصذكر فص هصذه اليإة أنصه ابتحصدأ بأن أزاغ‬
‫قلصصوبم ‪ ،‬بصصل قصصال ‪ ) :‬فللمببا زاغاببوا أزاغ الب قلببوبهم ()‪ .(1‬فصصأخب تعمصصال أنصصه إنصصا فعمصصل ذلصصك بصصم‬
‫عقوبة على زيإغهم ‪ ،‬وجزاء علصى فعملهصم ‪ ،‬فمنعمهصم اللطصاف والفوائصد الصت يإؤتيهصا سصبحانه مصن‬
‫آمصصن بصصه ‪ ،‬ووقصصف عنصصد حص صدده ‪ ،‬وخلدهصصم واختحيصصارهم ‪ ،‬وأخلهصصم مصصن زيإصصادة الصصدى الصصت ذكصصر‬
‫سبحانه ف كتحابه فقال ‪ ) :‬وأالذين اهتدوأا زادهم هدى وأءاتاهم تقواهم )‪.(2) ( (17‬‬
‫فأضاف سبحانه الفعمل بالزاغاة ال نفسه ‪ ،‬على اتساع مناهج اللغصصة فص إضصصافة الفعمصصل‬
‫الص المصصر ‪ ،‬وإن وقصصع مالفصصا لمصصره ‪ ،‬لصصا كصصان وقصصوعه مقصصابل لمصصره ‪ ،‬ويإكشصصف عصصن ذلصصك قصوله‬
‫تعمال ‪ ) :‬إلنه كان فريق من عبادي يقولون رلبنا ءامنا فباغافر لنبا وأارحمنبا وأأنبت خيبر الراحميبن‬
‫)‪ (109‬فالتخذتموهم سخرليا حلتى أنسوكم ذكري وأكنتم منهم تضحكون )‪.(3) ( (110‬‬
‫وهؤلء الفريإق عبصاد الص لص يإنسصوا الفريإصق الخصر ذكصر الص ‪ ،‬وكيصف يإكصون وهصم يصادثون‬
‫أسأاعهم وقلوبم بذكره سبحانه وعظا وتويإفا ‪ ،‬وتنبيها وتذيإرا ‪ ،‬ولكنهم لا اتصصذوهم سصصخريإا‬
‫‪ ،‬وأقصصاموا علصصى س صدييء أفعمصصالم وذميصصم اختحيصصارهم ‪ ،‬أنسصصوهم ذكصصر الص ص ‪ ،‬فأضصصيف النسصصاء ال ص‬
‫ذلصصك الفريإصصق مصصن عبصصاد الص ‪ ،‬إذ كصصان نسصصيان مصصن نسصصي ذكصصر الص سصصبحانه إنصصا وقصصع فص مقابلصصة‬
‫تذكيهم به ‪ ،‬وتويإفهم منه ‪ ،‬ودعائهم إليه ‪ ،‬فحسنت الضافة على الصل الذي قدمناه‪.‬‬
‫وأقول ‪ :‬إنه قد جاء التساع ف اللغة بالزيإادة على هذه الرتبة الت‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الصف ‪.5 :‬‬
‫)‪ (2‬ممد ‪.17 :‬‬
‫)‪ (3‬الؤمنون ‪ 109 :‬ص ‪.110‬‬

‫‪150‬‬
‫ذكرناها من إضافة الفعمل ال المر ‪ ،‬وإن ل يإأمر به ‪ ،‬بل أمر بضده ‪ ،‬لا وقصصع مقصصابل لمصصره‪.‬‬
‫فسمي من كان سبب الضصلل مضصصل ‪ ،‬وإن لص يإكصصن منصه دعصاء الص الضصلل ‪ ،‬ول الص ضصصده‬
‫فوقصصع الضصصلل عنصصد دعصصائه ‪ ،‬قصصال سصصبحانه ‪ ) :‬وأإذ قببال إبراهيببم ر ب‬
‫ب اجعببل هببذا البلببد ءامنببا‬
‫ب إلنهلن أضللن كبثيرا مببن النبلباس فمببن تبعنببي فببإلنه منببي‬
‫وأاجنلبني وأبنلي أن لنعبد الصنام )‪ (35‬ر ب‬
‫وأمن عصاني فإلنك غافور رلحيم )‪.(1) ( (36‬‬
‫فأضصصاف تعمصصال ضصصلل القصصوم ال ص الصصصنام إذ جعملصصوهم سصصببا لضصصللم وهصصي جصصاد ‪ ،‬ل‬
‫يإكون منها صرف عن طإاعة ‪ ،‬ول دعاء ال معمصية‪.‬‬
‫وما يإكشف عن ذلك أن زيإغ الزائغي فعمل لصم ‪ ،‬وإزاغاصة الص تعمصصال لصصم فعمصل لصصه ‪ ،‬فصإذا‬
‫ثبت أن زيإغهم عصصن اليصصان علمنصا أن إزاغاتحهصصم عصن الثصواب ‪ ،‬وال لكصان الفعملن واحصدا ‪ ،‬وقصصد‬
‫علمنا أن جهت الفعمل متحلفان « )‪.(2‬‬
‫ويكصصن الرجصصوع ف ص هصصذا اللحصصظح ال ص مبحصصث الصصصائص العمقليصصة فيمصصا تقصصدم لث صراء هصصذا‬
‫الصصانب ‪ ،‬ويإسصتحند اليصه والص أشصباهه فص ظصاهرة انتحشصار الصاز اللغصوي الرسصصل فص القصصرآن واعتحبصار‬
‫ذلك ما يإنطبق جلة وتفصيل على هذه الظاهرة‪.‬‬
‫الظاهرة الثانية ‪ :‬ب‬
‫وت صصبز حقائقه صصا فص ص م صصال التحصص صديإق ب صصالمر ووق صصوعه ‪ ،‬واسص صتحمراريإة الص صصفات وغالبتحه صصا ‪،‬‬
‫وملبسة الوقائع بعمضها لبعمض ‪ ،‬وتأكيد بإطإلق ضده عليه ‪ ،‬وهنا يإتحوال رصد الاز اللغصصوي‬
‫الرسل ف التحعمبي القرآن ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص ففي تصديإق الب ‪ ،‬وإبرام المر ‪ ،‬وحتحمية الرادة نتحلمصصسم قصوله تعمصصال ‪ ) :‬إن مثل‬
‫عيسى عند ال كمثل ءادم خلقه من تراب ثلم قال له كن فيكون )‪.(3) ( (59‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬إبراهيم ‪ 35 :‬ص ‪.36‬‬
‫)‪ (2‬الشريإف الرضي ‪ ،‬حقائق التحأويإل ‪ 25 /5 :‬وما بعمدها‪.‬‬
‫)‪ (3‬آل عمران ‪.59 :‬‬

‫‪151‬‬
‫فإن لفظة كن تدل علصى المصر ‪ ،‬ولكصن الصراد با الصب والتحقريإصر ‪ ،‬والتحقصديإر فيها يإكصون‬
‫فيكون ‪ ،‬أو على أنه خب لبتحدأ مذوف ‪ ،‬أي فهو يإكون ‪ ،‬والرأي لب علي الفارسي)‪.(1‬‬
‫وهذا الباب من فرائد القرآن وبدائعمه لثبات حقائق الشياء دون تردد‪.‬‬
‫‪ 2‬ص وفص ملحصظح التحغليصب وديومصة الصصفات ‪ ،‬وكصون الشصيء جصزءا مصن الصصل ‪ ،‬وأصصل‬
‫ف الكل النظور إليه يإبز كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أ ص ) وأكانت من القانتين (‬
‫)‪(3‬‬
‫ب ص ) إلل امرأته كانت من الغابرين (‬
‫)‪(4‬‬
‫ج ص ) فلول ألنه كان من المسلبحين )‪( (43‬‬
‫فبالنسبة لري إبنة عمران ف اليإة الولص غالصب عليهصا صصفة الصذكور ‪ ،‬ولصو لص يإصرد العمنص‬
‫الصصازي فص ذلصصك لصصاء بالصصصل الوضصصوع للنصصاث وهصصو القانتحصصات ‪ ،‬ولكنصصه أطإلصصق القصصانتحي علصصى‬
‫الناث من باب التحغليب ‪ ،‬والرتفاع بستحوى مري ال مصاف الرجال القانتحي‪ .‬وما يإقال هنصصا‬
‫يإقال بالنسبة » للغابريإن « فإن اللفظح موضوع للذكور التحصفي بذا الوصف ‪ ،‬فصصإطإلقه علصصى‬
‫الناث على غاي ما وضع له ‪ ،‬وإذا كان كذلك فهو ماز‪.‬‬
‫وفص اليإصصة الثالثصصة يإصراد بالسصصبحي الصصصلي ‪ ،‬ولصصا كصصان التحسصصبيح أحصصد الجصزاء الهمصصة فص‬
‫الصلة ‪ ،‬وللزمة الصلة للتحسبيح ‪ ،‬وكون التحسبيح جزءا منهصصا ‪ ،‬فصصأطإلق عليهصصا تاصصوزا ‪ ،‬والعمنص‬
‫الصلة‪.‬‬
‫‪ 3‬ص وف ملبسة واقع الال للشيء حت عاد جزءا منه ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬الزركشي ‪ ،‬البهان ‪.290 /2‬‬
‫)‪ (2‬التححري ‪.12 :‬‬
‫)‪ (3‬العراف ‪ .83 :‬العمنكبوت ‪.32 :‬‬
‫)‪ (4‬الصافات ‪.143 :‬‬

‫‪152‬‬
‫ومندما فيه اندماجا تاما يإبز قوله تعمال ‪ :‬ص ) وأنأشأبربوا في قلوبهم البعجل )‪.(1)( (93‬‬
‫والعمجصصل ليصصسم موضصصع ذلصصك ‪ ،‬بصصل الصراد حصصب العمجصصل ‪ ،‬فحصصذف الضصصاف وأقصصام مقصصامه‬
‫الضاف إليه ‪ ،‬للدللة على هذه القيقصة الثابتحصة ‪ ،‬إذ أنصصزل العمجصل منزلصصة الصب ‪ ،‬للبسصتحه لصصم‬
‫فص قلصوبم ‪ ،‬وتشصرب قلصوبم بذا الصب العمصى ‪ ،‬حت عصاد ذلصك سأة مصن سأصاتم ‪ ،‬وحقيقصة‬
‫تكشف عن واقع حالم ف الوى والضلل‪.‬‬
‫‪ 4‬ص وفص ص التحأكيص صصد علص صصى الشص صصيء ب صصإطإلق اس صصم ضص صصده عليص صصه نقص صصف عنص صصد قص صوله تعمص صصال ‪:‬‬
‫) فبلشرهم بعذاب أليم ( )‪.(2‬‬
‫والبشارة إنا يإصح التحعمبي با ف مواطإن الي والكرامة ‪ ،‬ل ف مظصصاهر الشصصدة والعمنصصاء ‪،‬‬
‫وليسم العمذاب من مواطإن الي ‪ ،‬حت يإبشر بصصه العماصصصي ‪ ،‬ولكنصصه تعمصصال أطإلقصه عليصه تاصوزا مصن‬
‫بصصاب إطإلق اسصصم الض صديإن علصصى الخصصر للنكايإصصة والتحشصصفي ‪ ،‬أو السصصخريإة والتحهكصصم ‪ ،‬وكلهصصا‬
‫يإأتيان هنا لتحأكيد وقوع العمذاب دون شك‪.‬‬
‫وقصصد حصصل أبصصو مسصصلم ‪ ،‬ممصصد بصصن بصصر قصوله تعمصصال ‪ ) :‬فبصببرك اليببوم حديببد ( )‪ (3‬علصصى‬
‫هذا اللحظح ‪ ،‬باعتحباره إخبارا مؤكدا عن قوة العمرفة ‪ ،‬ل مصصن بصاب التحأكيصصد علصصى الشصصيء باسصصم‬
‫ضده ‪ ،‬لن الاهل بال سبحانه ف هذه الدنيا سيكون عارفصا بصه تامصا ‪ ،‬فصأرادوا بذلك العملصم‬
‫والعمرفة ل البصار بالعمي )‪.(4‬‬
‫مصصا تقصصدم ‪ ،‬يإتحجلصصى لنصصا مصصدى سصصيورة الصصاز اللغصصوي الرسصصل فص ص القصصرآن ‪ ،‬وكصصثرة ذيإصصوعه‬
‫وانتحشصصاره ‪ ،‬لن مفصصردات هصصاتي الظصصاهرتي مصصا هصصي إل الرصصصد لفصصردات ماثلصصة دون اسصتحيعماب ‪،‬‬
‫ولكنها بالضافة لا سبق من‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬البقرة ‪.93 :‬‬
‫)‪ (2‬آل عمران ‪.21 :‬‬
‫)‪ (3‬ق ‪.22 :‬‬
‫)‪ (4‬ظ ‪ :‬الطبسي ‪ ،‬ممع البيان ‪ 430 /3 :‬بتحصرف وإيإضاح‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصول ‪ ،‬وما سيأتآ ف علقة الاز الرسل تشكل سأة بارزة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ علقة المجاز اللغوي المرسل في القرآن‬


‫كما هي الصال فص وجصوه الاز العمقلصي فقصد توسصع البلغايصون فص اسصتحخراج وجصوه الاز‬
‫الرسل با ل مسوغ لتحكثيفه بلغايا ‪ ،‬إذ بلغ حد التحفريإط التحعممد ف علقات مازيإة قد تكصصون‬
‫منفصلة حقا ‪ ،‬ولكن أغالبها قد يإكون متحداخل ‪ ،‬يإصح أن يإندرج تت صصصنف فصصصل عنصصه أو‬
‫هو ف مراه ومقتحضاه ‪ ،‬لذلك فتحكثي هذه الصناف إنا يتحاج ال دقصصة فلسصصفية أو منطقيصصة ل‬
‫ذائقصصة بلغايصصة ‪ ،‬والفلسصصفة والنطصصق شصصيء والبيصصان العمربص شصصيء آخصصر ‪ ،‬ونريإصصد التحعمريإصصض هنصصا بصصذا‬
‫النحى بقدر ما نريإد من استحنباط الالت التحواترة ف ماز القرآن اللغوي ‪ ،‬دون التحأكيد على‬
‫تلصصك التحسصصميات التحقليديإصصة الصصت سصصبق منصصا القصصول فيهصصا ضصصمن علقصصة الصصاز العمقلصصي ف ص القصصرآن ‪:‬‬
‫كالزئية والكلية ‪ ،‬والسببية والسببية ‪ ،‬واللية والاليصة ‪ ،‬والليصة والصاورة ‪ ،‬واللزوميصة واللزميصصة‬
‫‪ ،‬والطلقيص صصة والقيديإص صصة ‪ ،‬وأضص ص صراب ذلص صصك مص صصن التحفريإعمص صصات التحشص صصابكة ‪ ،‬والتحصص صصنيفات التحقاربص صصة‬
‫علقات أهلنا الرتباط با إل جزئيا ما تقتحضيه ضرورة البحث‪.‬‬
‫الص صصق أن علقص صصة الص صصاز اللغص صصوي الرسص صصل ف ص ص اس ص صتحنباط وجص صصوه احتحمص صصالته ‪ ،‬ومقتحضص صصيات‬
‫مسبباته من الكثرة والوفرة والتحشعمب بيث قد تصرج عصن دائصرة الذائقة والفطصرة الص دائصرة الولصع‬
‫بالتحخريصصات الضصصنية دون حاجصصة بلغايصصة الص ذلصصك ‪ ،‬سصصوى متحابعمصصة البيئصصات الكلميصصة الصصت نشصصأ‬
‫بصصا علصصم البلغاصصة التحقليصصدي ‪ ،‬فصصانطبعمت آثصصار تلصصك البيئصصات علصصى مسصصميات مفصصردات البلغاصصة‬
‫تصنيفا وتطويإل ليسم غاي‪.‬‬
‫لقصصد ضصصم هصصذه الوجصصوه بعمضصصها الص بعمصصض الصصدكتحور أحصصد مطلصصوب فأوصصصلها الص عشصريإن‬
‫علقة ووجها ‪ ،‬عدا اجتحهاداته ف التحفريإعمات الخرى )‪.(1‬‬
‫وف بث مستحقل أضفنا عدة وجوه للمجاز اللغوي الرسل ما‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬أحد مطلوب ‪ ،‬فنون بلغاية ‪ 111 :‬ص ‪.118‬‬

‫‪154‬‬
‫يإتحناسب ومنصصاخ التحصدقيق النطقصصي للقضصايإا العمقليصة ‪ ،‬فهصل ثصة مصصن حاجصة ملدحصة الص تاديإصد هصصذا‬
‫المر)‪.(1‬‬
‫أعتحقصصد أن ف ص طإريإصصق انتحخصصاب النمصصاذج القرآنيصصة ‪ ،‬واس صتحيعماب أكصصب أجزائهصصا ص دون هصصذه‬
‫التحسصصميات الختعصصة ص ص مندوحصصة عصصن الصصوض ف ص تقسصصيمات نصصود اس صتحبعماد النهصصج البلغاصصي مصصن‬
‫ركابا ‪ ،‬أو استحدارته على عجلتحها ‪ ،‬ذلك ضمن حدود اجتحهاديإة موجهة ناو اللصة الديإصصة‬
‫‪ ،‬والهمة البلغاية النقية من الشوائب بإذن ال تعمال‪.‬‬
‫‪ 1‬ص ف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أ ص ) قم اللليل إلل قليل )‪( (2‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ب ص ) ل تقم فيه أبدا (‬
‫)‪(4‬‬
‫ج ص ) وأيبقى وأجه رلبك (‬
‫)‪(5‬‬
‫د ص ) كلل شأيء هالك إلل وأجهه (‬
‫)‪(6‬‬
‫هص ص ) فتحرير رقبه مومنة (‬
‫)‪(7‬‬
‫و ص ) وأجوه يومبئذ خاشأعة )‪ (2‬عاملة لناصبة )‪( (3‬‬
‫)‪(8‬‬
‫ز ص ) وأاضربوا منهم كلل بنان (‬
‫نتحلمسم عدة علقصصات متحينصة السصبب فص هصصذه اليإصصات كافصة ‪ ،‬مصا يإصدفع الص حلهصا علصى‬
‫الاز اللغوي الرسل ‪ ،‬ولول هذه العملقات لكان الستحعممال‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬الؤلف ‪ ،‬الصورة الفنية ف الثل القرآن ‪ 162 :‬وما بعمدها‪.‬‬
‫)‪ (2‬الزمل ‪.2 :‬‬
‫)‪ (3‬التحوبة ‪.108 :‬‬
‫)‪ (4‬الرحن ‪.27 :‬‬
‫)‪ (5‬القصص ‪.88 :‬‬
‫)‪ (6‬النساء ‪.92 :‬‬
‫)‪ (7‬الغاشية ‪ 2 :‬ص ‪.3‬‬
‫)‪ (8‬النفال ‪.12 :‬‬

‫‪155‬‬
‫حقيقيا ‪ ،‬فكشف علقصة كصل مصاز هصو دليصل مازيإصة التحعمصبي ‪ ،‬ولصو لص تدرك العملقصة ‪ ،‬لصا صصح‬
‫لنا التحعمبي عن هذا وذاك بالاز‪.‬‬
‫)‬
‫ففي قوله تعمال ‪ ) :‬قم اللليل إلل قليل )‪ (1) ( (2‬وقوله تعمال ‪ ) :‬ل تقم فيه أبدا (‬
‫‪ (2‬نصصدرك ص والص العمصصال ص أن القيصصام فص هصذيإن الوضصصعمي بسصصب العملقصة والعمائديإصصة التحعمبييإصة ‪ :‬هصصو‬
‫الصلة ‪ ،‬كما هو منظصور إليصه فص الستحعممال القرآنص عنصد إطإلق لفصظح القيصام بعمنص القامصة ‪،‬‬
‫إن دللة الكلمة هنا تعمطي معمن ‪ :‬صدل ‪ ،‬والعملقة ف ذلك كون القيام ركنا أساسصصيا ‪ ،‬وجصصزءا‬
‫مهما ف الصلة ‪ ،‬فعمدب به لذا اللحظح‪.‬‬
‫وفص قصوله تعمصصال ‪ ) :‬وأيبقى وأجبه ربلبك ‪ (3) ( ...‬وقصوله تعمصصال ‪ ) :‬هبو كبلل شأبيء هالبك‬
‫إلل وأجهه ( )‪ ، (4‬يإبدو أن الراد بالوجه هنا الذات القدسية ل عز وجدل ‪ ،‬وإل فليسم ل وجه‬
‫بصصالعمن القيقصصي علصصى جهصصة التحجسصصيم والكصصان والحلل والعمينيصصة والشصصاهدة ‪ ،‬ولصصا كصصان الصصوجه‬
‫هصصو ذلصصك الصصزء الصصذي ل يإس صتحغن عنصصه ف ص الدللصصة علصصى كصصل ذات ‪ ،‬عصصب بصصه هنصصا عصصن الصصذات‬
‫اللية مازا على طإريإق العمرب ف الستحعممال بإطإلق اسم الزء وإرادة الكل‪.‬‬
‫)‬
‫وأن كان المر بالنسبة لقوله تعمال ‪ ) :‬وأجوه يومئذ خاشأعة )‪ (2‬عاملة ناصبة )‪( (3‬‬
‫‪ (5‬إذ الراد بذلك أجساد هؤلء بقريإنة العممل والنصصصب الصصذي تصصؤدي ضصريإبتحه الجسصاد بتحمامهصصا‬
‫‪ ،‬ل الوجوه وحدها ‪ ،‬وإنا عب عنها بالوجوه باعتحبارها جزءا من الجساد ودال عليها‪.‬‬
‫وف قوله تعمال ‪ ) :‬فتحرير رقبة مؤمنة ( )‪ (6‬فإن الراد هو تريإر‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬الزمل ‪.2 :‬‬
‫)‪ (2‬التحوبة ‪.108 :‬‬
‫)‪ (3‬الرحن ‪.27 :‬‬
‫)‪ (4‬القصص ‪.88 :‬‬
‫)‪ (5‬الغاشية ‪ 2 :‬ص ‪.3‬‬
‫)‪ (6‬النساء ‪.92 :‬‬

‫‪156‬‬
‫الرجصصل الصصؤمن أو العمبصصد الصصؤمن ‪ ،‬ولصصا كصصانت الرقبصصة جصصزءا مصصن هصصذا الكصصل ‪ ،‬وكصصان الس صتحعممال‬
‫جاريإصصا علصصى هصصذا السصصنن ف ص القصصرآن وعنصصد العمصصرب ‪ ،‬وذلصصك بدللصصة الرقبصصة علصصى النسصصمة ‪ ،‬كصصان‬
‫ذلك مازا لذه العملقة‪.‬‬
‫وف ص ق صوله تعمصصال ‪ ) :‬وأاضبربوا منهببم كبلل بنببان ( )‪ (1‬فصصإن ال صراد ضصصرب اليإصصدي بصصا فيهصصا‬
‫البنان والرسغ والعمصم ‪ ،‬ولا كان البنان جزءا منها عب به للدللة عليها بذه العملقة‪.‬‬
‫وأمثال هذا كثي ف التحعمبي القرآن ‪ ،‬وهو باب متحسع فيه‪.‬‬
‫‪ 2‬ص وف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أ ص ) يجعلون أصابعهم في ءاذانهم من (‬
‫)‪(3‬‬
‫ب ص ) وأاللسارق وأاللسارقة فاقطعوا أيديهما (‬
‫نلمسم مازا مرسل ‪ ،‬ولو تأملت فيه لوجدت علقتحه عكسية بالنسبة للنماذج السصصابقة‬
‫‪ ،‬لن الراد بعمل الصابع ‪ ،‬هو وضع النامل ف الذان ‪ ،‬وهو القدر الذي تسصتحوعبه ‪ ،‬وهصصي‬
‫جزء من كلي الصابع‪.‬‬
‫والراد باليإدي جزءا منها ل كلديها ‪ ،‬لن حدود القطع معمروفة ومددة عند الفقهاء ‪،‬‬
‫ول تشص صصمل كلص صصي اليإص صصدي ‪ ،‬بص صصل القصص صصود جص صصزءا مص صصن هص صصذه العملقص صصة كص صصانت ) أصص صصابعمهم ( و‬
‫) أيإ صديإهما ( مصصن اليإ صتحي الكري صتحي ‪ ،‬علصصى سصصبيل مصصن الصصاز اللغصصوي الرسصصل ‪ ،‬وذلصصك بصصإطإلق‬
‫اسم الكل على الزء ‪ ،‬وإرادة الزء ذاته فحسب‪.‬‬
‫‪ 3‬ص وف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫أ ص ) فمن اعتدى عليكم فاعتدوأا عليه بمثل ما اعتدى عليكم (‬
‫)‪(5‬‬
‫ب ص ) وأجزاؤا سليئةة سيئةل مثلها (‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬النفال ‪.12 :‬‬
‫)‪ (2‬البقرة ‪.19 :‬‬
‫)‪ (3‬الائدة ‪.38 :‬‬
‫)‪ (4‬البقرة ‪.194 :‬‬
‫)‪ (5‬الشورى ‪.40 :‬‬

‫‪157‬‬
‫جص ص ) وأنبلوا أخباركم (‬
‫)‪(1‬‬

‫نقف على حدود ماز لغوي مرسل على الوجه التآ ‪:‬‬
‫ففصصي اليإصصة )أ( أطإلصصق العتحصصداء علصصى ال صزاء ‪ ،‬وواضصصح أن العتحصصداء الثصصان ف ص اليإصصة غاي ص‬
‫العتحداء الول ‪ ،‬لن العتحداء الول جرم ‪ ،‬والثان جزاء ‪ ،‬وفرق بيص الصصرم والصزاء ‪ ،‬فل يإصراد‬
‫بصصه العتحصصداء حقيقصصة بصصالعمن الول ‪ ،‬بصصل الصراد الصصازاة فقصصط ‪ ،‬إذ ل يإصصأمر الص بالعتحصصداء قطعمصصا ‪،‬‬
‫وإنا سأي كذلك لنه مسبب عن العتحداء القيقصصي ‪ ،‬فكصصان التحعمصبي عنصصه بالعتحصصداء مصصازا لنصه‬
‫حصل بسبب العتحداء وإن كان جزاء ف واقعمه‪.‬‬
‫قصال القزويإنص ) ت ‪ 739 :‬ه ص ( » وإنصا سأصي جصزاء العتحصداء اعتحصداءء لنصه مسصبب عصن‬
‫العتحداء «)‪.(2‬‬
‫ف اليإة )ب( عدب سبحانه عن القتحصاص بلفظح السيئة ‪ ،‬والسيئة الثانيصة فص اليإصصة غايص‬
‫الس ص صصيئة الولص ص ص ‪ ،‬لن الس ص صصيئة الولص ص ص ذن ص صصب والس ص صصيئة الثاني ص صصة مقاص ص صصة ‪ ،‬وف ص صصرق بيص ص ص ال ص صصذنب‬
‫والقتحصصصاص ‪ ،‬إذن فليصصسم القتحصصصاص سصصيئة ‪ ،‬ولكنصصه مسصصبب عنهصصا ‪ ،‬فسصصمي باسأصصها ‪ ،‬وهصصذا‬
‫العمن هو العمن بقولم ‪ :‬تسمية السبب باسم السبب ‪ ،‬وذلك بأن يإطلصق لفصظح السبب ويإصراد‬
‫به السبب كما ف اليإة )جص( إذ أطإلق تاوزا اسصم البلء علصصى العمرفصصان ‪ ،‬وليصسم البلء عرفانصصا ‪،‬‬
‫ولكنصصه مسصصبب عنصصه ‪ ،‬فكصصأنه تعمصصال قصصد أراد ‪ :‬ونعمصصرف أخبصصاركم ‪ ،‬لن البلء الختحبصصار ‪ ،‬وفص ص‬
‫الختحبار حصول العمرفان ‪ ،‬فعمب رأسا عصن العمرفصان بصالبلء كما هصو ظصاهر فص الستحعممال عنصد‬
‫العمرب ‪ ،‬فإنم يإقولون ‪ :‬رعينا الغيث ‪ ،‬والغيث هو الطر ‪ ،‬والطر ل يإرعى ‪ ،‬ومرادهصم النبصات‬
‫والعشاب لنه سببهما الغيث‪.‬‬
‫ويمل على هذا قول عمرو بن كلثوم ف معملقتحه)‪.(3‬‬
‫أل ل يهصل ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص صصن أح ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص صصد عليصن ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص ص صصا فنجهص ص ص ص ص ص ص ص صصل فص ص ص ص ص ص ص ص صصوق جهص ص ص ص ص ص ص ص صصل الاهلينص ص ص ص ص ص ص ص صصا‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ممد ‪.31 :‬‬
‫)‪ (2‬القزويإن ‪ ،‬اليإضاح ف علوم البلغاة ‪ 400 :‬تقيق الفاجي‪.‬‬
‫)‪ (3‬ظ ‪ :‬الزوزن ‪ ،‬شرح العملقات السبع ‪.178 :‬‬

‫‪158‬‬
‫فالهل الول جصار علصصى وجهصه القيقصي ‪ ،‬والهصصل الثصان ممصول علصصى الصصوجه الصازي ‪،‬‬
‫لنه ناجم عن الهل الول ‪ ،‬فعمب بالهل مازا عن مقابلة الهل وصدده ‪ ،‬وليسم صدد الهصصل‬
‫جهل بل هو مكافأة له‪.‬‬
‫وكصصذلك الصصال فيمصصا حصصل عليصصه قصوله تعمصصال ‪ ) :‬وأمكبروأا وأمكبر الب ()‪ (1‬مصصن السصتحعممال‬
‫ال صصازي ‪ ،‬إذا أريإ صصد ب صصه العمقوب صصة ‪ ،‬لن الك صصر س صصببها ‪ ،‬وقي صصل ‪ » :‬ويتحم صصل أن يإك صصون مك صصر الص ص‬
‫حقيقصصة ‪ ،‬لن الكصصر هصصو التحصصدبي فيمصصا يإضصصر الصصصم ‪ ،‬وهصصذا مقصصق مصصن الص تعمصصال ‪ ،‬باسصتحدارجه‬
‫إيإاهم بنعممه مع ما أعدد لم من نقمة «)‪.(2‬‬
‫‪ 4‬ص وف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أ ص ) وأينزل لكم من اللسماء رزقا (‬
‫)‪(4‬‬
‫ب ص ) إلن اللذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إلنما يأكلون في بطونهم نارا (‬
‫)‪(5‬‬
‫ج ص ) وأكم من قرية أهلكناها فجآءها بأسنا بياتا أوأ هم قآئلون )‪( (4‬‬
‫نرصد مصازا لغويإصا مرسصل ‪ ،‬أريإصد بصه عكصسم مصا أريإصد فص النصوع السصابق فص علقتحصه ‪ ،‬وهصو‬
‫العمنص ص بق صصولم ‪ :‬تس صصمية الس صصبب باس صصم الس صصبب ‪ ،‬وذل صصك ب صصأن يإطل صصق لف صصظح الس صصبب ويإص صراد ب صصه‬
‫السبب بالذات‪.‬‬
‫ففصصي اليإصصة )أ( أطإلصصق لفصصظح الصصرزق علصصى الغيصصث أو الطصصر تاصصوزا ‪ ،‬لن الصصرزق ل يإنصصزل مصصن‬
‫السماء بيئتحه وكيفيتحه الركزيإة التحبادرة ال الذهن ‪ ،‬وإنصصا يإنصصزل الص الطصصر ‪ ،‬ولصصا كصصان الطصصر سصصببا‬
‫ف الرزق عب عنه سبحانه بالرزق باعتحبار السببية‪.‬‬
‫وف اليإة )ب( عب سبحانه عن أكل الال الرام بأكل النار ‪،‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪.54 :‬‬
‫)‪ (2‬القزويإن ‪ ،‬اليإضاح ‪ 400 :‬تقيق الفاجي‪.‬‬
‫)‪ (3‬غاافر ‪.13 :‬‬
‫)‪ (4‬النساء ‪.10 :‬‬
‫)‪ (5‬العراف ‪.4 :‬‬

‫‪159‬‬
‫باعتحباره يإكصون سصببا لدخول النار واسصتححقاقها ‪ ،‬ل أنصم حقيقصة يإتحنصاولون النصار بالكل ‪ ،‬ولصا‬
‫كان أكل أموال اليتحامى ظلمصصا يإسصبب دخصصول النصار كصان التحجصوز بصالتحعمبي عنصصه بالنصار نصاظرا الص‬
‫هذه القيقة‪.‬‬
‫وف اليإة )ج( عب عن إرادة الهلك بالهلك تاوزا ‪ ،‬وذلصك بقريإنة » فجاءهصا بأسصنا‬
‫« إذ ل معمن لوقوع الهلك ‪ ،‬وميء البأس بعمده ‪ ،‬وإنا يإأتآ البصصأس فيحصصدث الهلك عنصصده‬
‫‪ ،‬وإنا عب عنه بالهلك رأسا ‪ ،‬لنه سبب الرادة القتحضية للهلك ‪ ،‬فكان ذلك مصصن بصصاب‬
‫تسمية السبب باسم السبب على ما يإذهبون إليه‪.‬‬
‫‪ 5‬ص وف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أ ص ) وأءاتوا اليتامى أموالهم (‬
‫)‪(2‬‬
‫ب ص ) إنه من يأت رلبه مجرما (‬
‫ماز لغوي مرسصل ‪ ،‬أريإصد بصه تسمية الشصيء باسصم مصا كصان عليصه ‪ ،‬ففصي اليإصة )أ( الصراد‬
‫باليتحصصامى الصصذي كصصانوا يإتحصصامى ‪ ،‬وإعطصصاء أمصوالم وإيإتحاؤهصصا إنصصا يإكصصون بعمصصد البلصصوغ ‪ ،‬ول يإتحصصم بعمصصد‬
‫البلوغ ‪ ،‬فسماهم يإتحامى باعتحبار ما كانوا عليه قبل البلوغ‪.‬‬
‫وف اليإة )ب( سأى هذا النسان مرما ل ف حالتحه تلك يإصصوم القيامصصة ‪ ،‬بصصل باعتحبصصار مصصا‬
‫كان عليه حاله ف الياة الدنيا من الجرام ‪ ،‬فنظر ال ما كان عليه ف السابق ‪ ،‬وأطإلقه هنصصا‬
‫تاوزا ‪ ،‬وأل فالرم يإوم القيامة ذليل متحهافت واهن ل يإقصوى علصى التحمتحصع يإومئصذ بأيإة صصفة مصن‬
‫صفات الجرام الدنيويإة كمظاهر البوت والطغيان والعمناد والصرار والقوة ‪ ،‬بل وحصصت إرادة‬
‫العمصية صغية أو كبية ‪ ،‬وما أشبه ذلك ‪ ،‬إذ ليسم هو هناك ف مثل تلك الال ‪ ،‬وإنا نظصصر‬
‫إليه ف تعمبي الجرام باعتحبار ما كان عليه من الجرام ف الدنيا‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬النساء ‪.2 :‬‬
‫)‪ (2‬طإه ‪.74 :‬‬

‫‪160‬‬
‫وقد يإرد الاز اللغوي الرسل بعمكسم هذا اللحظح ‪ ،‬فينظر إليه باعتحبار ما سيكون عليصصه‬
‫‪ ،‬فيسمى باسم ما سيؤول إليه مستحقبل ‪ ،‬كما ف قوله تعمال ‪:‬‬
‫) إني أراني أعصر خمرا )‪.(1) ( (36‬‬
‫فالتحجوز هنصا فص العمصصر بالنسبة الص المصر ‪ ،‬أو المصر بالنسصبة الص العمصصر ‪ ،‬والمصر ل‬
‫يإعمصصصر فهصصي سصصائل قصصد عصصصر وانتحهصصي منصصه ‪ ،‬وإنصصا العمنصصب التححصصول خصرا الصصذي يإعمصصصر ‪ ،‬فصصإطإلق‬
‫المر وإرادة العمنب منه هنا ‪ ،‬جاء علصى سصبيل التسصاع ‪ ،‬باعتحبصار مصا سيؤول إليصه العمنصب بعمصد‬
‫العمصر ‪ ،‬وصيورته خرا‪.‬‬
‫‪ 6‬ص وف كل من قوله تعمال ‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫أ ص ) فليدع ناديه )‪( (17‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ب ص ) وأسئل القرية (‬
‫)‪(4‬‬
‫ج ص ) يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم (‬
‫مصصاز لغصصوي مرسصصل ‪ ،‬ذكصصر فيصصه لفصصظح الصصل ‪ ،‬وأريإصصد بصصه الصصال فيصصه ‪ ،‬وهصصو العمنص ص بقصصول‬
‫)‪(5‬‬
‫الطيب القزويإن ) ت ‪ 739 :‬هص ( تسمية الال باسم مله‪.‬‬
‫ففصصي اليإصصة )أ( تاصصوز بالصصدعوة للنصصادي ‪ ،‬وال صراد ص ص وال ص أعلصصم ص ص أهصصل النصصادي والصصالي بصصه‬
‫والتحمعميص ص في صصه م صصن الوج صصوه والعي صصان وسص صراة الق صصوم ‪ ،‬إذ ل تص صصح دع صصوة الن صصادي لعم صصدم قبص صوله‬
‫الستحجابة والدعاء والتحلبية أو الرفض ‪ ،‬وإنا دعي أهله وأصحابه‪.‬‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬يإوسف ‪.36 :‬‬
‫)‪ (2‬العملق ‪.17 :‬‬
‫)‪ (3‬يإوسف ‪.82 :‬‬
‫)‪ (4‬آل عمران ‪.167 :‬‬
‫)‪ (5‬القزويإن ‪ ،‬اليإضاح ‪ 403 :‬تقيق الفاجي‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫وف اليإة )ب( تاوز بالسؤال للقريإة ‪ ،‬والراد ص وال أعلم ص أهل القريإة والسصصاكني فيهصصا ‪،‬‬
‫إذ ل يإصح سؤال البنية والدران بل الهل والسكان‪.‬‬
‫وفص ص اليإ صصة )ج( تا صصوز ب صصإطإلق الفص صواه لرادة اللس صصن ‪ ،‬لن الق صصول ل يإص صصدر إل ع صصن‬
‫اللسان ‪ ،‬ولا كان موقع اللسان هو الفم ‪ ،‬عدب بالفواه تاوزأ عن اللسن الالة فيه‪.‬‬
‫وقد يإرد الاز اللغوي الرسل على عكسم هذا المر ‪ ،‬فيمصا ذكصصر فيصصه لفصظح الصصال وأريإصد‬
‫به الل ‪ ،‬وذلك ناو قوله تعمال ‪:‬‬
‫ضت وأجوههم ففي رحمة ال هم فيها خالدوأن )‪.(1) ( (107‬‬ ‫) وأألما اللذين ابيل ل‬
‫فقصصد تاصصوز بالرحصصة وأراد بصصا النصصة ‪ ،‬لن اللصصود إنصصا يإتحصصم فيهصصا ‪ ،‬ولصصا كصصانت النصصة مل‬
‫ومقاما للرحة ‪ ،‬والرحة حالة با ‪ ،‬عب عنها با هو حال فيها ‪ ،‬وهو الرحة والراد النة‪.‬‬
‫وهكذا تاد علقة الاز اللغوي الرسل متحعمددة ‪ ،‬ووجصصوه ارتباطإصصاته متحشصصابكة ‪ ،‬واكتحفينصصا‬
‫بذا القدر الامع ف اليإراد ‪ ،‬عما توسع به البلغايون من الصناف‪.‬‬
‫السبب ف هصذا أن البلغاييص قد أغاصاروا فص جلصة مصن الصصناف علصى علصم العمصان كما‬
‫نصصذهب إليصصه جصصزء ل يإتحجص صزأ مصصن علصصم النحصصو العمربص ص ‪ ،‬أهصصل النحصصاة جصصانبه ‪ ،‬فأكصصد البلغايصصون‬
‫التحقليديإون صلتحه بالبلغاة )‪.(2‬‬
‫علصى أن فص العمصان لسصات بلغايصة ‪ ،‬وشصذرات بيانيصة ‪ ،‬ولكصصن رأيإنصصا أنصصه بصالنحو ألصصق‪.‬‬
‫فصصإذا رأيإنصصا جلصصة مصصن البلغايي ص قصصد بث صوا الصصاز اللغصصوي الرسصصل ‪ ،‬وعصصددوا أصصصنافه ‪ ،‬أش صتحاتا مصصن‬
‫مفردات علم العمان ‪ ،‬فهذا ما ل يإتحفق مع منهجنا‪.‬‬
‫لقد أطإنب الزركشي ) ت ‪ 794 :‬هص ( ف ذكر جلة من الصناف‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬آل عمران ‪.107 :‬‬
‫)‪ (2‬ظ ‪ :‬الؤلف ‪ ،‬علم العمان بي الصل النحوي والوروث البلغاي‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫العمديإد للمجاز اللغوي الرسل ‪ ،‬وادعى ورودها ف كتحاب ال)‪.(1‬‬
‫وقص صصد تفنص صصن ابص صصن قيص صصم الوزيإص صصة ) ت ‪ 751 :‬ه ص ص ( فص صصاعتحب خص صصروج الص صصب الص ص النشص صصاء ‪،‬‬
‫والنشاء ال الب ‪ ،‬والتحقدي والتحأخي من الاز ‪ ،‬وهي مباحث علم العمان)‪.(2‬‬
‫وقصصد عصدد التحفتحصصازان ) ت ‪ 791 :‬ه ص ( اسصتحعممال أدوات السصتحفهام فص غايص السصتحفهام‬
‫من الاز)‪.(3‬‬
‫وقد ذهب باء الديإن السبكي ) ت ‪ 773 :‬هص ( ال تداخل علم البيان وعلم العمصصان‬
‫ف هذا الباب وعد بعمض أنواع البديإع كالشاكلة والتحوريإة والستحخدام من الاز)‪.(4‬‬
‫وقصصد عصدد السصصيوطإي ) ت ‪ 911 :‬ه ص ( خصصروج الصصب الص النشصصاء ‪ ،‬والنشصصاء الص الصصب‬
‫من الاز ‪ ،‬وأشار ال أن بعمضهم يإرى التحقدي والتحأخي واللتحفات والتحغليب من الاز)‪.(5‬‬
‫ه صصذه بعمصصض معم صصال التحوس صصع فص ص علقصصة الصصاز اللغ صصوي الرس صصل عن صصد جلصصة م صصن البلغاييص ص‬
‫التحقليديإي ‪ ،‬وهذا التحوسع لص يإعمصدم أن يصد لصه نصصيا عنصد طإائفصة مصن الصدثي ‪ ،‬يإقصول الصدكتحور‬
‫أحد مطلوب ‪:‬‬
‫» وناصن حينمصا نعميصد تصصنيف الصاز يإنبغصي أن نصدخل فيصه هصذه السصائل ‪ ،‬لنصا ش ديإدة‬
‫الصصصلة بصصه ‪ ،‬بصصل لنصصا ألصوان بديإعمصصة مصصن فنصصونه ‪ ،‬ونصصرى أن تصصدخل فص الصصاز الرسصصل ‪ ،‬لنصصه واسصصع‬
‫الطو فسيح الدى ‪ ،‬وله علقات كثية يكن التحوسع فيها «)‪.(6‬‬
‫ونان نالفه ف هذا الرأي بنفسم النظار لديإه ‪ ،‬ولكن من وجهصصة نظصصر متحقابلصصة ‪ ،‬فنحصصن‬
‫حينما نعميد تصنيف الاز يإنبغي أن نستحبعمد من هذه‬
‫__________________‬
‫)‪ (1‬ظ ‪ :‬الزركشي ‪ ،‬البهان ‪ 258 : 2‬ص ‪.299‬‬
‫)‪ (2‬ابن قيم الوزيإة ‪ ،‬الفوائد ‪.82 :‬‬
‫)‪ (3‬التحفتحازان ‪ ،‬الطول ‪.235 :‬‬
‫)‪ (4‬السبكي ‪ ،‬عروس الفراح ‪.493 : 1‬‬
‫)‪ (5‬السيوطإي ‪ ،‬التقان ف علوم القرآن ‪.2/36 :‬‬
‫)‪ (6‬أحد مطلوب ‪ ،‬فنون بلغاية ‪.120 :‬‬

‫‪163‬‬
‫التحقسيمات الجنبية ‪ ،‬وهذه التحدقيقات الفلسفية لنا بعملمي النطق والفلسصصفة أولص ‪ ،‬وحيمصصا‬
‫نريإصصد أن نبن ص البلغاصصة العمربيصصة علينصصا التحه صذيإب والتحش صذيإب ‪ ،‬ل الضصصافات والزيإصصادات ‪ ،‬لتحخصصامر‬
‫البلغاصصة ذهنيصصة العمرب ص العماصصصر ‪ ،‬بصصدل مصصن هروبصصه عنهصصا ‪ ،‬لن ال صراد هصصو التحيسصصي ‪ ،‬وأمصصا كصصثرة‬
‫الصناف وتوال التحقسيمات ‪ ،‬فمما يإدعو ال التحعمقيد ف نظر إنسصصان اليصصوم الصصذي يإريإصصد الزبصصدة‬
‫التحطبيقية والتحنظييإة ‪ ،‬ل الرسوم والتحفريإعمات‪.‬‬
‫وف هذا الضوء استحبعمدنا جلة من التحخريات الطولة للمجصاز اللغصصوي الرسصل فص وجصصوه‬
‫علق صصاته ‪ ،‬ن صصاظريإن الص ص ه صصذا ال صصدرك ال صصذي يإ صصدعو الص ص ص صصيانة البلغا صصة العمربي صصة م صصن الض صصافات‬
‫التحكررة ‪ ،‬أو الزيإادات الوهية‪.‬‬
‫على أننا ل نغال إذا قلنا أن مصالت الاز اللغصوي الرسصل تتحسصع الص مئصات الصصناف‬
‫والنواع ؛ لنا ميدان العمواطإف فص التحجصوز ‪ ،‬ومضصصمار الشصاعر فص التحنقصصل ‪ ،‬وسصصاحة اللغصة فص‬
‫التساع ‪ ،‬ومرونة العمربية ف التحخطي من أفق ال افق ‪ ،‬ولكن هذا ل يانع من نفصصي الشصوائب‬
‫‪ ،‬وتاشي الفضول ‪ ،‬وغاربلة التاث ‪ ،‬وال الستحعمان‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫» خاتمة المطاف «‬
‫بعمد هذه الولة الفعممة بالهتحمامصصات البلغايصة الدقيقصة فص القصصرآن الكريص ‪ ،‬ومصصن خلل‬
‫هذه السية الثية للستحنتحاج والتحطلع البيان التحطور ‪ ،‬يكصصن أن نشصي بإيصاز كصبي الص أهصصم مصا‬
‫توصلنا إليه من نتحائج ف أرقام ‪:‬‬
‫‪ 1‬ص ف الفصل الول رصدنا ماز القرآن عنصصد الصصرواد الوائصصل منصصبا حصصول لغصة القصرآن ‪،‬‬
‫ومعمصصان مفرادتصصه ‪ ،‬وسصصيورة ألفصصاظه ‪ ،‬وكصصان عطصصاء هصصذا النصصاخ متحقاربصصا فص ص مصصصنفات » معمصصان‬
‫القرآن « و » غاريإب القرآن « و» ماز القرآن « وإرادة مؤدى اللفاظ منها فص حنايإصصا الصذهن‬
‫العمربص ص ص ‪ ،‬دون إرادة الس ص صتحعممال البلغاص صصي ‪ ،‬أو التحأكيص صصد علص صصى » الص صصاز « و » العمص صصان « ف ص ص‬
‫الصيغة الصطلحية لدى علماء العمان والبيان ‪ ،‬كان هذا أول‪.‬‬
‫ثانيببا ‪ :‬ص وقفنصصا عنصصد مصصاز القصصرآن بإطإصصاره البلغاصصي العمصصام ‪ ،‬فكصصان دال علصصى جيصصع الصصصور‬
‫البيانيصصة ف ص البلغاصصة تصصارة ‪ ،‬أو علصصى العمن ص القابصصل للحقيقصصة تصصارة أخصصرى ‪ ،‬س صواء أكصصان مصصازا أو‬
‫اس صتحعمارة أو تصصثيل أو تشصصبيها بليغصصا ‪ ،‬وناقشصصنا مصصن أعتحصصب الصصاز أم صرا حادثصصا ‪ ،‬أو فنصصا عارضصصا ل ص‬
‫يإتحكلم به الوائل ‪ ،‬ورصدنا مفهومه عند العمتحزلة وتطويإرهم له من خلل هدف ديإن ل غارض‬
‫فنص ‪ ،‬وانتحهينصصا أن السصتحعممال الصصازي بعمنصصاه العمصصام ‪ ،‬وبإطإصصاره البلغاصصي التحسصصع معمصصرف بالصصصالة‬
‫منذ عهد مبكر‪.‬‬
‫ثالثبا ‪ :‬ص وحللنصصا مصصاز القصصرآن فص مرحلصصة التحأصصصيل ‪ ،‬فكصصان ابصصن قتحيبصصة ) ت ‪ 276 :‬ه ص (‬
‫والشص صريإف الرضصصي ) ت ‪ 406 :‬ه ص ص ( وعب صصد القصصاهر الرج صصان ) ت ‪ 471 :‬هص ص ( وجصصار الص ص‬
‫الزمشصصري ) ت ‪ 538 :‬هص ص ( أقطصصاب هصصذه الرحلصصة ‪ ،‬وقصصادة هصصذا الفصصن ‪ ،‬فلمسصصنا ابصصن قتحيبصصة‬
‫صصاحب مدرسصة اجتحهاديإة فص استحنباط مصاز القصرآن لتححقيصق مصذهبه الكلمصي فص رد الطصاعني‬
‫بوقوع الاز ف القرآن‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫ورأيإنا أبا السن الشريإف الرضي عالا موسوعيا ف الاز بعمامة ‪ ،‬والاز القرآن والنبوي باصة‬
‫‪ ،‬ووجدنا كتحابه » تلخيص البيان ف مازات القرآن « سبقا فريإصدا ‪ ،‬لص يإشصاركه فيصه أحصد قبلصه‬
‫باعتحبصصاره أول كتحصصاب كامصصل ألصصف لغصصرض واحصصد ‪ ،‬وهصصو تتحبصصع مصصازات القصصرآن ف ص سصصوره كافصصة ‪،‬‬
‫فكصصان حجصصر السصصاس لصصذا العملصصم ‪ ،‬ف ص اس صتحقللية الفكصصر والنهصصج والتحصصأليف ‪ ،‬وف ص التحصصورع عصصن‬
‫سم‬‫القطصصع فص ص الراء ‪ ،‬وفص ص العمبصصارة البلغايصصة الشصصرقة ‪ ،‬الصصت تريإصصك علصصم اللغصصوي الص ص جنصصب الص ص د‬
‫البلغاي ‪ ،‬وصفاء العمبقري بإزاء علم البيان ‪ ،‬ورقة الشاعر مزوج بدقة الناثر‪.‬‬
‫واعتحبنصصا الشصصيخ عبصصد القصصاهر مطصصور البحصصث البلغاصصي ‪ ،‬وواضصصع أصصوله الفنيصصة فص كتحصصابيه‬
‫الصصدلئل والسص صرار ‪ ،‬وأول مصصن خطصصط الصصاز فص ص قسصصمي ‪ :‬عقلصصي ولغصصوي ‪ ،‬وتتحبعمصصه لصصذلك فص ص‬
‫الثبات والثبت ‪ ،‬وإدراكصه لمصا فص الصصتكيب ‪ ،‬فكصصان الصصوعي الصازي عنصده مصن أبلصصغ مصا توصصصل‬
‫إليصصه الفهصصم البيصصان ‪ ،‬ومصصن أفضصصل مصصا أنتحجصصه النقصصد الوضصصوعي ف ص صصصياغاة النهصصج الصصدد الوثيصصق‬
‫لدقائق الصطلح الازي ف القرآن‪.‬‬
‫وإذا جئنصصا ال ص دور جصصار ال ص الزمشصصري وجصصدنا لصصه اليصصد الطصصول ف ص تط صويإر نظريإصصة الصصاز‬
‫القائمصصة فص القصصرآن بصصدود مصصا أفصصاده مصصن تاصصارب الرضصصي ‪ ،‬ومصصا اسصتحقاه مصصن يإنبصصوع عبصصد القصصاهر ‪،‬‬
‫فدأب ف » أساس البلغاة « ال تتحبع مصصاز الفصردات ‪ ،‬وعمصصد فص » الكشصصاف « الص اسصتحقراء‬
‫جال القرآن الازي‪ .‬ول ننسم شذرات ما كتحب ف الاز القرآن هنا وهناك فأشرنا الص السصصيد‬
‫الرتضصصى والشصصيخ الطوسصصي وأب ص علصصي الطبسصصي وفخصصر ال صديإن ال صرازي ‪ ،‬وس صواهم مصصن الفس صريإن‬
‫والبلغايي‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬ص وتتحبعمنا ماز القصرآن فص دراسصات الصدثي مصن الصامعميي باصصة ‪ ،‬فكصان لتحعمييص‬
‫العملمة أمي الول استحاذا للدارسات القرآنية والبلغاية ف جامعمة القاهرة الثر الهصم فص قلصب‬
‫الفصصاهيم التحدريإسصصية ‪ ،‬ونقصصد الناهصصج العملميصصة ‪ ،‬فجمصصع بيص أصصصالة القصصدي ‪ ،‬ومنهصصج التحجديإصصد فص‬
‫العمطص صصاء ال ص صديإث ‪ ،‬فص صصألف بينهمص صصا ف ص ص نسص صصق متحكامص صصل أثص صصر الدراسص صصات القرآنيص صصة الوضص صصوعية ‪،‬‬
‫والبحوث البلغاية التحنوعة ف إدخال القرآن عنصرا ف رسائل الاجستحي والصصدكتحوراه فكصصان هصصذا‬
‫أول الغيث ‪ ،‬وقد فتحح بذا الباب مغالق البلغاة القة‬

‫‪166‬‬
‫فص القصرآن الكريص ‪ ،‬وأطإلصصق منافصصذ العجصاز الفنيصة مصن أسصر النظصرات القديصصة ‪ ،‬فالعجصصاز ليصصسم‬
‫هي وحدها بل هي وغايها من مموعة الصور المالة ف القرآن‪.‬‬
‫هذه الهصود أثصرت أكلهصا حينما وجصدت آذانا واعية ‪ ،‬وأسأصاعا مصصغية لدى الشباب‬
‫التححفصصز فص ص جامعمصصات الصصوطإن العمربص ص ‪ ،‬فاتسصصمت بصصوثهم بإشصصارات قيمصصة لملصصة مصصن صصصنوف‬
‫البيصصان القرآن ص تعمتحمصصد النهصصج البلغاصصي روحصصا ومسصصلكا ف ص الكشصصف عصصن وجصصوه العجصصاز تصصارة ‪،‬‬
‫وبالدعوة ال خوض عباب القرآن ‪ ،‬وكشف كنوزه وأسراره بالتحدريإسم تارة أخرى‪.‬‬
‫‪ 2‬ص ف الفصل الثان وقفنا عند ماز القرآن وأبعماده الوضوعية فبحثنا بتكيز ما يإأتآ ‪:‬‬
‫أوأل ‪ :‬ص حقيقصصة الصصاز بي ص اللغصصة والصصصطلح فكصصان العمن ص الصصصطلحي لقيقصصة الصصاز‬
‫مسص صتحمدا م صصن الص صصل اللغ صصوي ‪ ،‬إذ كش صصف عب صصد الق صصاهر العملق صصة بيص ص اللغ صصة والص صصطلح فص ص‬
‫اشص صتحقاق لفصصظح الصصاز فص ص مانسصصة العمنص ص النقصصول لصصه اللفصصظح فص ص دللتحصصه علصصى العمنص ص الثصصانوي مصصن‬
‫الناسص صصبة فيص صصه للمعمن ص ص الول ص ص ‪ ،‬وهص صصذا يإعمن ص ص وجص صصود علقص صصة متحينص صصة بي ص ص التحعمريإص صصف للمجص صصاز لغص صصة‬
‫واصطلحا لتحقارب السر اللغوي للمعمن الصطلحي ‪ ،‬وانبثاق الد الصطلحي من العمنص‬
‫اللغصصوي ‪ ،‬فالجتحيصصاز هصصو الصصصل للمعمنييص ص ‪ ،‬فكمصصا يتحصصاز النسصصان مصصن موضصصع الص ص موضصصع ‪،‬‬
‫كذلك تاتحاز الكلمة موقعمها الصلي وتتحخطاه ال موقع جديإد‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ص ووجصدنا مصاز القصرآن فص الذروة مصن البيصان العمربص ‪ ،‬وثبصت لنا وقصوعه دون أدنص‬
‫شك ف كوكبة كبية من ألفاظه وتراكيبه تعمد ف قمة الستحعممال البيان ‪ ،‬ورددنا المصصل علصصى‬
‫الظصصاهر فص جلصصة صصصالة مصصن التحعمصصبي القرأنص التحصوال فص مصصالت متحعمصصددة مصصن نصوصصصه الكريصصة ‪،‬‬
‫وحققنا القول ف مقولة إنكار الاز القرآنص ‪ ،‬والتحطصرف فص حصصل مصصا ورد فص القصصرآن علصى الصاز‬
‫وإن كان حقيقة ل تاوز معمها ‪ ،‬ولحظنا اللف التحقليدي ف هصصذا اللحصصظح ‪ ،‬وتقصصق لنصا مصصن‬
‫خلل مناقشصصة الراء ‪ ،‬والس صتحناد ال ص التحعمصصبي النصصصي للقصصرآن أن الصصورد الصصزي ف ص القصصرآن جصصاء‬
‫لتححقيق العمن الراد ‪ ،‬فأضاف‬

‫‪167‬‬
‫ال القيقة ف اللفاظ إضاءة جديإدة ‪ ،‬لوله ل تكن متحميزة بذا الشكل البيان الصيل‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ص وبعمصد هصذه القيقصة الفنية ‪ ،‬وجصدنا أن مصاز القصرآن ل يتحلصف عصن الاز العمربص‬
‫بعمامة ‪ ،‬فهو ف القرأن نوعان ‪:‬‬
‫مصصاز عقلصصي ومصصاز لغصصوي ‪ ،‬بغصصض النظصصر عصصن التحفريإعمصصات الخصصرى الصصت ل تتحعمصصدى حصصدود‬
‫التحقسص صصيم العمص صصام ‪ ،‬أو هص صصي جزئيص صصات تابعمص صصة لكلص صدي الص صصاز باعتحبص صصاره عقليص صصا ولغويإص صصا‪ .‬وبثنص صصا بعمص صصض‬
‫الضافات ف السميات عنصد القصدامى ‪ ،‬وبعمصصد جهصصد جهيصصد أرجعمناهصصا الص هصذيإن الصصصلي فص‬
‫دور النضصصج البلغاصصي ‪ ،‬وكصصان ذلصصك جهصصدا فريإصصدا قائمصصا علصصى أسصصاس الس صتحدلل الب صديإهي تصصارة‬
‫والقياس النطقي تارة أخرى ‪ ،‬مستحندا ف كل ذلك ال التحعمبي القرآن ليسم غاي‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬ص انتحهينا أن مصاز القصرآن ‪ :‬عقلصي ولغصوي ‪ ،‬فاللغوي مصا اسصتحفيد فهمصه عصن طإريإصق‬
‫اللغصصة وأهصصل اللسصصان ‪ ،‬بصصا يإتحبصصادر إليصصه الصصذهن العمربص ص عنصصد الطإلق ف ص نقصصل اللفصصظح مصصن معمنصصاه‬
‫الصصصل ال ص العمن ص الديإصصد‪ .‬والعمقلصصي مصصا اس صتحفيد فهمصصه عصصن طإريإصصق العمقصصل ‪ ،‬وسصصبيل الفطصصرة ف ص‬
‫الذائقصصة مصصن خلل جلصصة مصصن الحكصصام الطارئصصة الصصت تاصصري علصصى الملصصة ويكصصم بصصا العمقصصل عنصصد‬
‫السناد‪ .‬والقرآن قد استحوعب ناذج النوعي حينما نااول استحخراجهما من بره اليط‪.‬‬
‫‪ 3‬ص فص الفصصل الثصالث ‪ :‬أقمنصا عنصد مصاز القصرآن وخصائصصه الفنيصة فكصان فصصل متحميصزا‬
‫يإس ص صتحند ال ص ص الكشص صصف الضص صصن ‪ ،‬والس ص صتحقراء الص صصدقيق ‪ ،‬واللحظص صصة السص صصليمة النافص صصذة ‪ ،‬بص صصدأناه‬
‫بصائص الاز الفنية فص مراعصاة الناسصبة الانعمصة مصن اللصط الرتاصل تارة ‪ ،‬والضصابطة مصن الصاز‬
‫الشوه تارة أخرى ‪ ،‬فكانت النقلة ف خصائص الاز نقلصة حضصصاريإة وإنسصصانية الص منصصاخ أوسصصع‬
‫شول ‪ ،‬وأبلغ تعمبيا ‪ ،‬إذ تشيع هذه النقلة فص النصص القرآنص ‪ :‬الياة فص المصاد ‪ ،‬والبهجصة فص‬
‫سم الص ص الكائنصصات ‪ ،‬فيصصصورها القصصرآن جيعمصصا ‪ :‬ناطإقصصة تتحكلصصم ‪ ،‬ورائصصدة‬ ‫الحيصصاء ‪ ،‬وتضصصيف ال ص د‬
‫تتحصصصرف ‪ ،‬فضصصل عصصن سصصلمة اللفصصاظ فص ص الصصؤدى ‪ ،‬وصصصيانة الصصذات القدسصصية عصصن الص صوارح ‪،‬‬
‫وتعمصصاليه عصصن الركصصة والنتحقصصال‪ .‬ولصصدى اق صتان الغصصرض الفن ص ف ص القصصرآن بصصالغرض ال صديإن ‪ ،‬لسصصنا‬
‫خصائص الاز الفنية ف القرآن الكري فكانت ‪:‬‬

‫‪168‬‬
‫أوأل ‪ :‬ص الصائص السلوبية ف إدراك اللفصصظح بصذاته حروفصا وأصصواتا وهيصصأة فص الشصكل ‪،‬‬
‫وإدراكصصه بعمنصصاه ‪ ،‬فصصالعمن هصصو نفسصصه ل ص يإنقصصص منصصه شصصيء ‪ ،‬ولكنصصه أضصصيف إليصصه إطإصصار أسصصلوب‬
‫جديإصصد حينمصصا حصصاول هصصذا اللفصصظح مغصصادرة منصصاخه الولص ص الص ص منصصاخ أوسصصع ‪ ،‬وحينمصصا أريإصصد بصصه‬
‫السصتحعممال الصازي بتحطصور ذهنص نقلصه مصن موقصصع الص موقصصع آخصصر ‪ ،‬وزحصف بعمجمصه مصن حصدث‬
‫إجتحماعي معميص لصه دللتحصه الركزيإصة فص الصذهن الص حصدث أكصب ‪ ،‬هصذه التكيبصة الديإصدة يإستحغن‬
‫با التحلقي عن كصل التكيبصات العمقصدة الخصر فص لغصات العمصال ‪ ،‬فالياز مصن جهة ‪ ،‬والتحطصويإر‬
‫من جهة أخرى ‪ ،‬والكتحفصاء عصصن تركيصب جديإصد مصصن جهصة ثالثصة ‪ ،‬كلهصا خصصصائص أسصلوبية فص‬
‫ماز القرآن ‪ ،‬فكان حلقة الوصل بي الذات العمصبة وإرادتصا التحجصددة فص العمصان الستححدثة ‪،‬‬
‫وهصصذا هصصو التحطصصور اللغصصوي فص اللغصصة الواحصصدة ذات الطصصابع العمصصالي فص السصصيورة والنتحشصصار ‪ ،‬فقصصد‬
‫تايء صفة الحداث ف إسنادها مبنية للمجهول ‪ ،‬مع أن الفاعصل القيقصي معمصروف وهصو الص‬
‫تعمال ‪ ،‬ولكن النص ل يإتحعملق بحدث الفعمال وموجدها ‪ ،‬وإنا العمنايإة متحجهصة ناصو الصدث ‪،‬‬
‫وقد يإسند الفعمل لغي فاعله القيقي ‪ ،‬تأكيدا على هذه الظاهرة ‪ ،‬وكأن الفاعل غايص القيقصصي‬
‫قصصد توصصصل اليصصه ففعملصصه ‪ ،‬وإن لص يإكصصن لصصذا الفاعصصل حصصول أو إرادة ‪ ،‬هصصذا وغايه يثصصل لنصصا عمصصق‬
‫الصائص السلوبية ف ماز القرآن‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ص الصائص النفسية ف مسايإرة النص القرآن للنفسم النسانية ف مال الصتغايب‬
‫والصصتهيب ‪ ،‬فصصإن أريإصصدت الصصصورة وهصصي متحناهيصصة ف ص المصصال والناقصصة وجصصدنا الصصاز القرآن ص يإقصصود‬
‫اللفصصظح الص مصصا هصصو أرجصصح معمن ص ‪ ،‬وأرق حسصصنا فص حالصصة النقصصل مصصا كصصان عليصصه قبلهصصا ‪ ،‬وإن أراد‬
‫صصصورة متحداعيصصة ف ص القبصصح سصصاق اللفصصظح ال ص مصصا يثصصل تلصصك الصصصورة بصصا هصصو أردأ منصصه ف ص صصصيغتحه‬
‫القيقية ‪ ،‬فكان ذلك مال فريإدا ‪ ،‬ف تكييف النص الدب ناو الراد الولوي‪.‬‬
‫وحصديإث النفصصسم فص مصصاز القصصرآن ذو أبعمصصاد تشصصكل جصصزءا قويصصا مصصن خصائصصصه الفنيصصة فص‬
‫عدة ناذج بيانية ‪ ،‬أشار إليها البحث بتحلبث وعلى مكث‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ص الصصصائص العمقليصصة فص اليصصاء والتحلويإصصح والرصصصد لصصا وراء الظصصاهر ضصصمن إشصصارات‬
‫دقيقة ف ألوان وخطوط وظلل تضج بالركة ‪،‬‬

‫‪169‬‬
‫ولكنهصصا تمصصل أكصصثر مصصن معمناهصصا الظصصاهري فص كصصثي مصصن البعمصصاد الصصت تصصوهم ببعمصصض الشصصبه لصصدى‬
‫السصصاذجي ‪ ،‬ومهمصصة الصصاز العمقليصصة كفلصصت درء هصصذه الشصصبهات بصصا تسصصخره مصصن طإاقصصات بيانيصصة‬
‫كاشفة ‪ ،‬وبا تستحلهمه من مناخ عقلي يإقود الذهن ال ميناء سليم‪ .‬وهكذا الال فيمصصا شصأنه‬
‫الرصد العمقلي ‪ ،‬أو إثارة مكنونات العمقل النسان بلحاظ ما ‪ ،‬فتحثي الوافز ‪ ،‬وتنبه الدارك ‪،‬‬
‫وترك الشاعر ‪ ،‬ف ناذج وأمثال قرآنية متحعمددة تتحبعمنا أهها وأعمقها‪.‬‬
‫‪ 4‬ص ف الفصل الرابع ‪ ،‬وهو بعمنوان الاز العمقلي ف القرآن ‪ ،‬بثنا بإشباع ‪:‬‬
‫أوأل ‪ :‬ص تشخيص الاز العمقلي فص القصرآن وعنصد العمصرب ‪ ،‬ويإعمصود كشصف هصذا النصوع الص‬
‫عب صصد الق صصاهر فه صصو مبتح صصدعه ومبتحك صصره م صصن خلل نظصصره الثصصاقب فص ص م صصاز الق صصرآن العمقلصصي ‪ ،‬وهصصو‬
‫مسميه بأسأائه الختحلفة السمات والتححدة السميات‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ص الاز العمقلي ف القرآن بي الثبات والسصصناد ‪ ،‬لن الصصاز إذا وقصصع فص الثبصصات‬
‫فهصو متحلقصى مصصن جهصة العمقصصل ‪ ،‬وإذا عصصرض فص الثبصت فهصو متحلقصى مصصن جهصة اللغصة‪ .‬وإنصصا يإصصار‬
‫ال ماز القرآن العمقلي لن جلة من اللحظح الازيإة ل يكن أن تنسب الص اللغصة فص دللتحهصا‬
‫لنا حقيقة اللفاظ ‪ ،‬وإنا يإرجع فيها ال العمقل ف إشصصارته فص المصصل علصصى الرادة الازيإصصة فص‬
‫السصصناد الملصصي ‪ ،‬ول علقصصة لصصذلك باللفصصاظ ذاتصصا دون إسصصنادها ‪ ،‬فل هصصو مصصن بصصاب اللفصصظح‬
‫الفرد فينظر بعمي الستحعمارة ‪ ،‬ول فص الكلمصة نقصل عصن الصصل اللغصوي فينظصر لصه بلحصاظ الصاز‬
‫الرسل ‪ ،‬وإنا يإكتحشف باعتحبار طإرفيه ف السناد وقد يإكونان حقيقيي ‪ ،‬وقد يإكونان مازيإي‬
‫‪ ،‬وقصصد يإكصصون أحصصدها حقيقيصصا والخصصر مازيإصصا ‪ ،‬ول يإصصدرك الصصاز العمقلصصي إل مصصن اقصتان الطرفي ص‬
‫متحمعمي‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ص قريإنة الصاز العمقلصصي فص القصرآن ‪ ،‬فهصصو وإن كصصان متحعملقصا بالسصناد ‪ ،‬ولكصن ل بصد‬
‫لصه مصصن قريإنصة دالصة عليصصه لفظيصة أو غايص لفظيصة ‪ ،‬وقصصد يإعمصصب عصن اللفظيصة بأنصا مقاليصة ‪ ،‬وعصن غايص‬
‫اللفظية بأنا حالية ‪ ،‬وكلها ما يإدرك بمصا العمقلصي مصن الاز‪ .‬والقريإنصة غايص العملقة ‪ ،‬فالقريإنصة‬
‫دالة على الاز والعملقة السبب الداعي ال استحعممال الاز‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫رابعا ‪ :‬ص علقة الاز العمقلي ‪ ،‬وقد تفنن بتحقسيماتا البلغايون التحقليديإون ماراة للمنصصاخ‬
‫الغرافص ص فص ص البيئصصة النطقيصصة ‪ ،‬وعصصصر الفلسصصفة وعلصصم الكلم ‪ ،‬ولص ص نشصصأ أن نعميصصد هصصذا العمجصصم‬
‫الشصصحون بالتحفصصصيلت العجميصصة ‪ ،‬لن القصصرآن لص يإكصصن نصصاظرا إليهصصا بصصل كصصان متحنقل بالصصذهن‬
‫العمربص ص الص ص آفصصاق مصصن التحعمصصبي الصصوحي والبيصصان الطلصصق بصصا يإلئصصم الطبيعمصصة النسصصانية ‪ ،‬دون هصصذه‬
‫الس صصميات ال صصت ص صصنعمها علم صصاء البلغا صصة ‪ ،‬فك صصان عملن صصا متحفق صصا م صصع ه صصذه النظ صصرة فص ص مموع صصة‬
‫المارسات الازيإة ف القرآن‪.‬‬
‫‪ 5‬ص فص ص الفصصصل الصصامسم ‪ ،‬وهصصو بعمنص صوان ‪ :‬الصصاز اللغصصوي فص ص القصصرآن تصصدثنا عصصن الصصاز‬
‫اللغوي بي الستحعمارة والرسال وعن انتحشار الاز الرسل ف القصرآن وكشصفنا طإبيعمصة العملقة فص‬
‫الاز اللغوي الرسل بالنهج الذي بثنا فيه الفصل التحقدم‪.‬‬
‫كان هذا إيإذانا بملة مصن نتحائصج البحصث ‪ ،‬الذي وقفنصا عنصده طإصويإل ‪ ،‬ولص ننحصرف فص‬
‫منهجيصصة عصصن صصصلب موضصصوعه إل ريإثمصصا نعمصصود إليصصه ‪ ،‬نسصصأل ال ص تعمصصال أن يإتحقبلصصه منصصا بأحسصصن‬
‫قبوله ‪ ،‬وأن يإنفع به الباحثي والدارسي ‪ ،‬وأن يعمله ذخية لنا يإوم الديإن‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫ثبت المصادر وأالمراجع‬
‫أ ب المصادر القديمة ‪ :‬ب‬
‫‪ 1‬ص خي ما نبدأ به ‪ :‬القرآن الكري‪.‬‬
‫‪ 2‬ص المصصدي ‪ ،‬أبوالقاسصصم ‪ ،‬السصن بصصن بشصصر ) ت ‪ 370 :‬ه ص ( الوازنصصة بيص الطصصائيي‪.‬‬
‫تقيق ‪ :‬ممد ميي الديإن عبد الميد ‪ ،‬مطبعمة السعمادة ‪ ،‬القاهرة ‪ 1959 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬ص ابصصن الثي ص ‪ ،‬أبصصو الفتحصصح ‪ ،‬ضصصياء ال صديإن ‪ ،‬نص صرا ال ص بصصن ممصصد ) ت ‪ 637 :‬ه ص (‬
‫الثصصل السصصائر ف ص أدب الكصصاتب والشصصاعر ‪ ،‬تقيصصق ‪ :‬ممصصد ميصصي ال صديإن عبصصد الميصصد ‪ ،‬مطبعمصصة‬
‫مصطفى الباب ‪ ،‬القاهرة ‪ 1939 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬ص ابصصن أبص الصصصبع ‪ ،‬عبصصد العمظيصصم بصصن عبصصد الواحصصد الصصصري )ت ‪ 654 :‬ه ص ( بصديإع‬
‫القرآن ‪ ،‬تقيق ‪ :‬الدكتحور حفن ممد شرف ‪ ،‬مطبعمة الرسالة ‪ ،‬القاهرة ‪ 1957 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 5‬ص التحفتحازي ‪ ،‬سصعمد الصديإن ‪ ،‬مسصعمود بصن عمصر ) ت ‪ 791 :‬ه ص ( الطصدول ‪ ،‬اسصتحانبول‬
‫‪ 1330 ،‬هص‪.‬‬
‫‪ 6‬ص ابن تيمية ‪ ،‬أحد بن عبد الليم الرانص النبلصي ) ت ‪ 728 :‬ه ص ( كتحصاب اليصان‬
‫‪ ،‬طإبعمة بيوت ‪ 1972 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 7‬ص ثعملب ‪ ،‬أبو العمبصصاس ‪ ،‬أحصصد بصصن ييص الشصصيبان ) ت ‪ 291 :‬ه ص ( قواعصصد الشصصعمر ‪،‬‬
‫تقيق ‪ :‬ممد عبد النعمم خفاجي ‪ ،‬مطبعمة الباب ‪ ،‬القاهرة ‪ 1948 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 8‬ص الاحظح ‪ ،‬أبو عثمان ‪ ،‬عمصرو بصن بصر ) ت ‪ 255 :‬ه ص ( البيصان والتحصبيي ‪ ،‬تقيصق‬
‫‪ :‬حسن السندوب ‪ ،‬الطبعمة الرحانية ‪ ،‬القاهرة ‪ 1932 ،‬م‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ 9‬ص الاحظح ‪ ،‬حيوان ‪ ،‬تقيق ‪ :‬ممد أبوالفضل إبراهيم ‪ ،‬دار إحياء الكتحصصب العمربيصصة ‪،‬‬
‫القاهرة ‪.1957 ،‬‬
‫‪ 10‬ص الرجان ‪ ،‬عبد القاهر بن عبد الرحن ) ت ‪ 471 :‬هص (‬
‫أسص صرار البلغا صصة ‪ ،‬تقي صصق ‪ :‬ال صصدكتحور هلم صصوت ريإ صصت ‪ ،‬مطبعم صصة وزارة العم صصارف ‪ ،‬اسص صتحانبول‬
‫‪ 1954‬م‪.‬‬
‫‪ 11‬ص الرجان ‪ ،‬عبد القاهر ‪ ،‬دلئل العجاز ‪ ،‬تصحيح ‪ :‬ممد عبده وممد ممود‬
‫ال صصتكزي الش صصنقيطي ‪ ،‬مطبعم صصة الن صصار ‪ ،‬الق صصاهرة ‪ 1321 ،‬ه ص ص تقي صصق ‪ :‬مم صصود مم صصد ش صصاكر ‪،‬‬
‫مكتحبة الانچي ‪ ،‬القاهرة ‪ 1975 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 12‬ص ابصصن جن ص ‪ ،‬أبصصو الفتحصصح ‪ ،‬عثمصصان بصصن جن ص ) ت ‪ 392 :‬ه ص ( الصصصائص ‪ ،‬دار‬
‫الكتحب الصريإة ‪ ،‬القاهرة ‪ 1953 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 13‬ص أبو حيان ‪ ،‬أثي الديإن ‪ ،‬ممصصد بصصن يإوسصصف الندلسصصي ) ت ‪ 754 :‬ه ص ( البحصصر‬
‫اليط ‪ ،‬نشر مكتحبة النصر الديإثة ) د‪ .‬ت (‪.‬‬
‫‪ 14‬ص ابن خي ‪ ،‬أبو بكر ممد بن خي الشبيلي ‪ ،‬فهرست ابن خي ‪ ،‬طإبع مدريإصصد ‪،‬‬
‫‪ 1893‬م‪.‬‬
‫‪ 15‬ص الرازي ‪ ،‬فخر الديإن ‪ ،‬ممد بن عمر بن السي )ت ‪ 606 :‬هص(‬
‫نايإة الياز ف درايإة العجاز ‪ ،‬مطبعمة الداب والؤيإد القاهرة ‪ 1317 ،‬هص‪.‬‬
‫‪ 16‬ص الراغاب الصبهان ‪ ،‬السي بن ممصد بصن الفضصل ) ت ‪ 502 :‬ه ص ( الفصردات‬
‫ف غاريإب القرآن ‪ ،‬تقيق ‪ :‬ممصد سصيد كيلنص ‪ ،‬مطبعمة مصصطفى البصاب ‪ ،‬القصاهرة ‪1961 ،‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ 17‬ص ابن رشيق ‪ ،‬السن بن رشيق القيوان ) ت ‪ 456 :‬هص (‬
‫العممدة ف الاسن الشعمر وآدابه ونقده ‪ ،‬تقيق ‪ :‬ممد ميي الديإن عبد الميصصد ‪ ،‬دار‬
‫البل ‪ ،‬بيوت ‪ 1972 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 18‬ص الرمان ‪ ،‬أبو السن ‪ ،‬علي بن عيسى الرمان ) ت ‪ 386 :‬هص (‬
‫النكت ف إعجاز القرآن ‪ ،‬ضمن ثلث رسائل ف إعجصاز القصصرآن ‪ ،‬تقيصصق ‪ :‬د‪ .‬ممصصد‬
‫خلف ال ود‪ .‬ممد زغالول سلم ‪ ،‬دار العمارف ‪ ،‬القاهرة ‪ 1976 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 19‬ص الزبيدي ‪ ،‬ممد بن السن الزبيدي الندلسي ‪ ،‬طإبقات النحويإي‬

‫‪173‬‬
‫واللغويإي ‪ ،‬تقيق ‪ :‬ممد أبو الفضل إبراهيم ‪ ،‬دار العمارف ‪ ،‬القاهرة ‪ 1973 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 20‬ص الزركشي ‪ ،‬بدر الديإن ‪ ،‬ممد بن عبد ال ) ت ‪ 794 :‬هص (‬
‫البهصصان ف ص علصصوم القصصرآن ‪ ،‬تقيصصق ‪ :‬ممصصد أبصصو الفضصصل إبراهيصصم ‪ ،‬مطبعمصصة عيسصصى البصصاب‬
‫اللب ‪ ،‬القاهرة ‪ 1954 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 21‬ص الزمشري ‪ ،‬جار ال ‪ ،‬ممود بن عمر الوارزمي )ت ‪ 538 :‬هص(‬
‫أسص صصاس البلغاص صصة ‪ ،‬تقيص صصق ‪ :‬عبص صصد الرحيص صصم ممص صصود ‪ ،‬مطبعمص صصة أولد أورقانص صصد ‪ ،‬القص صصاهرة ‪،‬‬
‫‪ 1953‬م‪.‬‬
‫‪ 22‬ص الزمشصري ‪ ،‬جصار الص ‪ ،‬الكشصاف عصن حقصصائق التحنزيإصل وعيصون القاويإصل فص وجصوه‬
‫التحأويإل دار العمرفة ‪ ،‬بيوت ‪ ) ،‬د‪ .‬ت (‬
‫‪ 23‬ص الزوزن ‪ ،‬أبو عبد ال ‪ ،‬السي بن أحد ) ت ‪ 486 :‬هص (‬
‫شرح العملقات السبع ‪ ،‬دار اليل ‪ ،‬بيوت ‪.1972 ،‬‬
‫‪ 24‬ص السبكي ‪ ،‬باء الديإن ) ت ‪ 773 :‬هص (‬
‫عصصروس الفص صراح ف ص شصصرح تلخيصصص الفتحصصاح ضصصمن كتحصصاب ) شصصروح التحلخيصصص ( مطبعمصصة‬
‫الباب ‪ ،‬القاهرة ‪ 1937 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 25‬ص السكاكي ‪ ،‬أبو يإعمقوب ‪ ،‬يإوسف بن أب بكر ) ت ‪ 626 :‬هص (‬
‫مفتحاح العملوم ‪ ،‬الطبعمة الدبية ‪ ،‬القاهرة ‪ 1317 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 26‬ص سيبويإه ‪ ،‬أبو بشر ‪ ،‬عمرو بن عثمان ) ت ‪ 180 :‬هص (‬
‫كتحصصاب سصصيبويإه ‪ ،‬الطبعمصصة المييإصصه ‪ ،‬القصصاهرة ) د‪ .‬ت ( ‪ ،‬تقيصصق ‪ :‬عبصصد السصصلم ممصصد‬
‫هارون ‪ ،‬القاهرة ‪ 1966 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 27‬ص السيوطإي ‪ ،‬جلل الديإن ‪ ،‬عبد الرحن بن أب بكر )ت‪ 911:‬هص(‬
‫التقان ف علوم القرآن ‪ ،‬تقيق ‪ :‬ممصد أبصو الفضصل إبراهيصصم ‪ ،‬مطبعمصة الشصهد السصين‬
‫‪ ،‬القاهرة ‪ 1967 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 28‬ص الشريإف الرضي ‪ ،‬ممد بن السي الوسوي ) ت ‪ 406 :‬هص (‬
‫تلخيصصص البيصصان ف ص مصصازات القصصرآن ‪ ،‬تقيصصق ‪ :‬الصصدكتحور ممصصد عبصصد الغن ص حسصصن ‪ ،‬دار‬
‫إحياء الكتحب العمربية ‪ ،‬القاهرة ‪ 1955 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 29‬ص الشريإف الرضي ‪ ، :‬حقائق التحأويإل ف متحشابه التحنزيإل ‪ ،‬شرح وتقيق ‪:‬‬

‫‪174‬‬
‫الشيخ ممد الرضا آل كاشصف الغطصاء النجفصي ‪ ،‬مطبوعصات منتحصدي النشصر ‪ ،‬مطبعمصة الغصري ‪،‬‬
‫النجف ‪ 1355 ،‬هص ص ‪ 1936‬م‪.‬‬
‫‪ 30‬ص الشريإف الرضي ‪ :‬الازات النبويإة ‪ ،‬تقيق ‪ :‬ممصصود مصصصطفى ‪ ،‬مطبعمصصة مصصصطفى‬
‫الباب اللب ‪ ،‬القاهرة ‪ 1937 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 31‬ص الطبسي ‪ ،‬أبو علي ‪ ،‬الفضل بن السي ) ت ‪ 548 :‬هص (‬
‫ممع البيان ف تفسي القرآن ‪ ،‬مطبعمة العمرفان ‪ ،‬صيدا ‪ 1333 ،‬هص‬
‫‪ 32‬ص الطوسي ‪ ،‬أبو جعمفر ‪ ،‬ممد بن السن ) ت ‪ 460 :‬هص (‬
‫التحبيصصان فص تفسصصي القصصرآن ‪ ،‬تقيصصق ‪ :‬أحصصد حصصبيب القصصصي ‪ ،‬الطبعمصصة العملميصصة ‪ ،‬النجصصف‬
‫الشرف ‪ 1957 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 33‬ص ابن عبد السلم ‪ ،‬عز الديإن بن عبد السلم الشافعمي ) ت ‪( 660 :‬‬
‫الشارة إلص اليصاز فص بعمصض أنصواع الصاز ‪ ،‬دار الطباعصة العمصامرة ‪ ،‬استحانبول ‪1312 ،‬‬
‫هص‬
‫‪ 34‬ص أبو عبيدة ‪ ،‬معممر بن الثن التحمي ) ت ‪ 210 :‬هص (‬
‫مص صصاز القص صصرآن ‪ ،‬تقيص صصق ‪ :‬الص صصدكتحور ممص صصد فص صؤاد شص صصزكي ‪ ،‬مطبعمص صصة السص صصعمادة ‪ ،‬القص صصاهرة ‪،‬‬
‫‪ 1954‬م‪.‬‬
‫‪ 35‬ص العمسكري ‪ ،‬أبو هلل ‪ ،‬السن بن عبد ال ) ت ‪ 395 :‬هص (‬
‫كتحاب الصناعتحي ‪ ،‬تقيق ‪ :‬علي البجصاوي وممصد أبصو الفضصل ‪ ،‬مطبعمصة عيسصى اللصب‬
‫‪ ،‬القاهرة ‪ 1971 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 36‬ص العملوي ‪ ،‬يي بن حزة ) ت ‪ 749 :‬هص (‬
‫الطراز التحضمن لسرار البلغاصة وعلصوم حقصائق العجصاز ‪ ،‬مطبعمة القتحطصف ‪ ،‬القصاهرة ‪،‬‬
‫‪ 1914‬م‪.‬‬
‫‪ 37‬ص الفدراء ‪ ،‬أبو زكريإا ‪ ،‬يي بن زيإاد ) ت ‪ 207 :‬هص (‬
‫معمص صصان القص صصرآن ‪ ،‬تقيص صصق ‪ :‬أحص صصد يإوسص صصف نص صصاتآ وممص صصد علص صصي النجص صصار ‪ ،‬دار الكتحص صصب ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ 1955 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 38‬ص القاضي الرجان ‪ ،‬علي بن عبد العمزيإز ) ت ‪ 366 :‬هص (‬
‫الوسصصاطإة بي ص التحنصصب وخصصصومه ‪ ،‬تقيصصق ‪ :‬ممصصد أبصصو الفضصصل إبراهيصصم ‪ ،‬مطبعمصصة عيسصصى‬
‫اللب ‪ ،‬القاهرة ‪ 1966 ،‬م‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫‪ 39‬ص ابصن قتحيبصة ‪ ،‬أبصو ممصد ‪ ،‬عبصد الص بصن مسلم ال ديإنوري ) ت ‪ 276 :‬ه ص ( تأويإصل‬
‫مشكل القرآن‪.‬‬
‫‪ 40‬ص القزويإن ‪ ،‬ابو العمال ‪ ،‬ممد بن عبد الرحن ) ت ‪ 739 :‬هص (‬
‫اليإضصصاح فص علصصوم القصصرآن ‪ ،‬مطبعمصصة صصصبيح ‪ ،‬القصصاهرة ‪ 1971 ،‬م تقيصصق ‪ :‬ممصصد عبصصد‬
‫النعمم خفاجي ‪ ،‬دار الكتحاب اللبنان ‪ 1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 41‬ص ابن قيم الوزيإة ‪ ،‬أبو عبد ال ‪ ،‬ممد بن أب أيإوب ) ت ‪ 751 :‬هص (‬
‫كتحاب الفوائد ‪ ،‬مطبعمة السعمادة ‪ ،‬القاهرة ‪ 1327 ،‬هص‪.‬‬
‫‪ 42‬ص ابصصن مالصصك ‪ ،‬ممصصد بصصن جصصال الصديإن العمصصروف بصصابن النصصاظم ) ت ‪ 686 :‬ه ص ( ‪،‬‬
‫الصباح ) ف تلخيص القسم الثالث من مفتحاح العملوم السكاكي ( القاهرة ‪ 1341 ،‬هص‪.‬‬
‫‪ 43‬ص البد ‪ ،‬أبو العمباس ‪ ،‬ممد بن يإزيإد ) ت ‪ 285 :‬هص (‬
‫القتحضص صصب ‪ ،‬تقيص صصق ‪ :‬ممص صصد عبص صصد الص صصالق عضص صصيمة ‪ ،‬نشص صصر اللص صصسم العلص صصى للشص صصوؤن‬
‫السلمية ‪ ،‬القاهرة ‪ 1386 ،‬هص‪.‬‬
‫‪ 44‬ص الرتضى ‪ ،‬عم الدى ‪ ،‬علي بن السي الوسوي ) ت ‪ 436 :‬هص (‬
‫أمصصال الرتضصصى ) غاصصرر الفوائصصد ودرر القلئصصد ( ‪ ،‬تقيصصق ‪ :‬ممصصد أبصصو الفضصصل إبراهيصصم ‪،‬‬
‫مطبعمة عيسى الباب ‪ ،‬القاهرة ‪ 1954 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 45‬ص ابن العمتحز ‪ ،‬عبد ال بن العمتحز ) ت ‪ 296 :‬هص (‬
‫البص ص صديإع ‪ ،‬تقيص صصق ‪ :‬الس ص صتحاذ كراتشوفسص صصكي ‪ ،‬مطبوعص صصات جص صصب التحذكاريإص صصة ‪ ،‬لنص صصدن ‪،‬‬
‫‪ 1935‬م‪.‬‬
‫‪ 46‬ص ابصصن منظصصور ‪ ،‬جصصال الص صديإن ‪ ،‬ممصصد بصصن مك صصرم النص صصاري ) ت ‪ 711 :‬هص ص (‪.‬‬
‫لسان العمرب ‪ ،‬طإبعمة مصورة عن طإبعمة بولق ‪ ،‬القاهرة ) د‪ .‬ت (‬
‫‪ 47‬ص ابص صصن النص صصدي ‪ ،‬أبص صصو الفص صصرج ‪ ،‬ممص صصد بص صصن إسص صصحاق البغص صصدادي ) ت ‪ 385 :‬ه ص ص (‬
‫الفهرست ‪ ،‬دار العمرفة ‪ ،‬بيوت ‪ 1978 ،‬م‪.‬‬
‫ب ب المراجع الحديثة‬
‫‪ 48‬ص أحد أحد بدوي ) الدكتحور (‬
‫من بلغاة القرآن ‪ ،‬الطبعمة الثالثة ‪ ،‬مكتحبة نضة مصر ‪ ،‬القاهرة ‪ 1950 ،‬م‬

‫‪176‬‬
‫‪ 49‬ص أحد عبد الستحار الواري ) الدكتحور (‬
‫ناو القرآن ‪ ،‬مطبعمة المع العملمي العمراقي ‪ ،‬بغداد ‪ 1974 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 50‬ص أحد عبد الستحار الواري ‪ ،‬ناصو العمصان ‪ ،‬مطبعمة المع العملمصي العمراقصي ‪ ،‬بغصداد‬
‫‪ 1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 51‬ص أحد مطلوب ) الدكتحور (‬
‫فنون بلغاية ‪ ،‬دار البحوث العملمية ‪ ،‬الكويإت ‪ 1975 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 52‬ص أحد مطلوب ‪:‬‬
‫معمجص صصم الصص صصطلحات البلغايص صصة وتطورهص صصا ‪ ،‬مطبعمص صصة المص صصع العملمص صصي العمراقص صصي ‪ ،‬بغص صصداد ‪،‬‬
‫‪ 1983‬م ص ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫‪ 53‬ص أمي الول ) الشيخ (‬
‫أساس البلغاة بي العماجم ‪ ،‬تعمريإف بالكتحاب ف أوله ‪ ،‬مطبعمة أولد أورقانصد ‪ ،‬القصاهرة‬
‫‪ 1953 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 54‬ص أمي الول ‪ :‬دائرة العمارف السلمية ‪ ،‬مادة ‪ :‬تفسي ‪ ،‬أوفست ‪ 1933 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 55‬ص أميص ص ال صصول ‪ :‬مناه صصج تاديإ صصد فص ص النح صصو والبلغا صصة والتحفس صصي والدب ‪ ،‬مط صصابع‬
‫الطنان ‪ ،‬القاهرة ‪ 1961 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 56‬ص بدوي أحد طإبانة ) الدكتحور (‬
‫البيصصان العمربص ص ‪ ،‬دراسصصة فص ص تطصصور الفكصصرة البلغايصصة عنصصد العمصصرب ‪ ،‬نشصصر مكتحبصصة النلصصو‬
‫الصريإة ‪ ،‬الطبعمة الثالثة ‪ ،‬مطبعمة الرسالة ‪ ،‬القاهرة ‪ 1962 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 57‬ص جيل صليبا ) الدكتحور (‬
‫العمجم الفلسفي ‪ ،‬دار الكتحاب اللبنان ‪ ،‬بيوت ‪ 1979 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 58‬ص شكري عياد ) الدكتحور (‬
‫أرسطو طإاليسم ‪ ،‬فن الشعمر ) متجم ( ‪ ،‬دار الكتحاب العمرب ‪ ،‬القاهرة ‪ 1967 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 59‬ص طإه حسي ) الدكتحور (‬
‫مقدمة كتحاب ‪ :‬نقد النشر ‪ ،‬مطبعمة دار الكتحب ‪ ،‬القاهرة ‪.1933‬‬

‫‪177‬‬
‫‪ 60‬ص عائشة عبد الرحن ‪ :‬بنت الشاطإيء ) الدكتحورة (‬
‫التحفسي البيان للقرآن الكري ‪ ،‬دار المعمارف بصر ‪ ،‬القاهرة ‪ 1968 ،‬ص ‪ 1969‬م‪.‬‬
‫‪ 61‬ص عباس ممود العمقاد‬
‫اللغصصة الشصصاعرة ‪ ،‬مزايإصصا الفصصن والتحعمصصبي ف ص اللغصصة العمربيصصة ‪ ،‬نشصصر الكتحبصصة العمص صريإة ‪ ،‬بيوت‬
‫) د‪.‬ت (‬
‫‪ 62‬ص عبد الله الصائغ ) الدكتحور (‬
‫الصور الفنية معميارا نقديإا ‪ ،‬مطابع دار الشؤون الثقافية العمامة ‪ ،‬بغداد ‪ 1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 63‬ص فتححي أحد عامر ) الدكتحور (‬
‫فكرة النظم بي وجوه العجاز ف القرآن الكري ‪ ،‬مطصصابع الهصرام ‪ ،‬القصصاهرة ‪1975 ،‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ 64‬ص فؤاد سزگي ) الدكتحور (‬
‫مقدمة ماز القرآن لب عبيدة ‪ ،‬مطبعمة السعمادة ‪ ،‬القاهرة ‪ 1954 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 65‬ص أبو القاسم الوسوي الوئي ) الرجع الديإن العماصر (‬
‫معمجم رجال الديإث ‪ ،‬مطبعمة الداب ‪ ،‬النجف الشرف ‪ 1973 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 66‬ص كامل سعمفان ) الدكتحور (‬
‫أميص الصول ‪ ،‬سلسصلة أعلم العمصصرب ‪ ،‬مطصابع اليئصة الصصريإة العمامصصة للكتحصصاب ‪1982 ،‬‬
‫م‪.‬‬
‫‪ 67‬ص ممد جابر الفياض ) الدكتحور (‬
‫مطابع دار الشوؤن الثقافية العمامة ‪ ،‬بغداد ‪ 1987 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 68‬ص ممد حسي علي الصغي ) الؤلف (‬
‫أصول البيان العمرب ‪ ،‬رؤيإة بلغاية معماصرة ‪ ،‬تصميم وطإبصصع دار الشصصؤون الثقافيصصة العمامصصة‬
‫‪ ،‬بغداد ‪ 1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 69‬ص ممد حسي علي الصغي ‪:‬‬
‫تأريإخ القرآن ‪ ،‬الدار العمالية للدراسات والنشر والتحوزيإع ‪ ،‬بيوت ‪ 1983 ،‬م‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫‪ 70‬ص ممد حسي علي الصغي ‪:‬‬
‫الصصصورة الفنيصصة ف ص الثصصل القصصرآن ‪ ،‬دراسصصة نقديإصصة وبلغايصصة ‪ ،‬دار الرشصصيد ‪ ،‬شصصركة الطصصابع‬
‫النموذجية ‪ 1981 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 71‬ص ممد حسي علي الصغي ‪:‬‬
‫علصصم العمصصان بيص ص الصصصل النحصصوي والصصوروث البلغاصصي ‪ ،‬دار الشصصؤون الثقافيصصة العمامصصة ‪،‬‬
‫سلسلة الوسوعة الصغية ‪ ،‬بغداد ‪ 1988‬م‪.‬‬
‫‪ 72‬ص ممد حسي علي الصغي ‪:‬‬
‫ظاهرة الوحي والستحشرقون ‪ ،‬نقد وتليل ‪ ،‬ضمن كتحصصاب ‪ ،‬وقصصائع الصصؤتر العملمصصي الول‬
‫لكلية الفقه‪.‬‬
‫‪ 73‬ص ممد حسي علي الصغي ‪:‬‬
‫البصصاديء العمامصصة لتحفسصصي القصصرآن الكري ص ‪ ،‬دراسصصة مقارنصصة ‪ ،‬الؤسسصصة الامعميصصة للدراسصصات‬
‫والنشر والتحوزيإع ‪ ،‬بيوت ‪ 1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 74‬ص ممد حسي علي الصغي ‪:‬‬
‫نظريإصة النقصصد العمربص فص ثلثصة مصصاور متحطصورة ‪ ،‬سلسصلة الوسصوعة الصصصغية ) ‪ ( 224‬دار‬
‫الشؤون الثقافية ‪ ،‬بغداد ‪ 1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ 75‬ص ممد عبد الغن حسن ) الدكتحور ( ‪:‬‬
‫مقدمص صصة تلخيص صصص البيص صصان ‪ :‬للشص صريإف الرضص صصي ‪ ،‬دار إحيص صصاء الكتحص صصب العمربيص صصة ‪ ،‬القص صصاهرة ‪،‬‬
‫‪ 1955‬م‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫فهرس المواضيع‬
‫القدمة‪5.........................................................................‬‬
‫الفصل الوأل ‪ :‬مجاز القرآن في الدراسات المنهجية‪9..............................‬‬
‫‪ 1‬ص ماز القرآن عند الردواد الوائل ‪11............................................ :‬‬
‫‪ 2‬ص ماز القرآن بإطإاره البلغاي العمام ‪17.......................................... :‬‬
‫‪ 3‬ص ماز القرآن ف مرحلة التحأصيل ‪23............................................ :‬‬
‫‪ 4‬ص ماز القرآن ف دراسات الدثي‪44.............................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مجاز القرآن وأأبعاده الموضوعية‪55.................................‬‬
‫‪ 1‬ص حقيقة الاز بي اللغة والصطلح ‪57..........................................‬‬
‫‪ 2‬ص وقوع الاز ف القرآن‪61.......................................................‬‬
‫‪ 3‬ص تقسيم الاز القرآن‪69........................................................‬‬
‫‪ 4‬ص ماز القرآن ‪ :‬عقلي ولغوي ‪79.................................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مجاز القرآن وأخصائصه الفنية ‪83..................................‬‬
‫‪ 1‬ص خصائص الاز الفنية‪85......................................................‬‬
‫‪ 2‬ص الصائص السلوبية ف ماز القرآن‪88..........................................‬‬
‫‪ 3‬ص الصائص النفسية ف ماز القرآن ‪96...........................................‬‬
‫‪ 4‬ص الصائص العمقلية ف ماز القرآن ‪105..........................................‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬المجاز العقلي في القرآن‪115.....................................‬‬
‫‪ 1‬ص تشخيص الاز العمقلي ف القرآن وعند العمرب‪117...............................‬‬
‫‪ 2‬ص الاز العمقلي ف القرآن بي الثبات والسناد‪120................................‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ 3‬ص قريإنة الاز العمقلي ف القرآن‪125...............................................‬‬
‫‪ 4‬ص علقة الاز العمقلي ف القرآن ‪132.............................................‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬المجاز اللغوي في القرآن ‪139...................................‬‬
‫‪ 1‬ص الاز اللغوي بي الستحعمارة والاز الرسل‪141...................................‬‬
‫‪ 2‬ص انتحشار الاز اللغوي الرسل ف القرآن ‪146......................................‬‬
‫‪ 3‬ص علقة الاز اللغوي الرسل ف القرآن‪154.......................................‬‬
‫خاتة الطاف‪165...............................................................‬‬
‫ثبت الصادر والراجع‪172........................................................‬‬
‫فهرس الواضيع‪180..............................................................‬‬

‫‪181‬‬

You might also like