You are on page 1of 2

‫علوم القرآن بالمعنى اإلضافي‬ ‫‪-1‬‬

‫وقد وضح لنا المراد من كل طرفي المركب اإلضافي يتبين لنا المراد من اإلضافة التي بينهما‪ ،‬فهي تشير إلى‬
‫كل المعارف والعلوم المتصلة بالقرآن‪ ،‬ومن ث ّم جمع لفظ علوم ولم يفرد‪ ،‬ألن المراد شمول كل علم يبحث في القرآن‬
‫من أي ناحية من نواحيه المتعددة‪ ،‬فيشمل ذلك علم التفسير وعلم الرسم العثماني وعلم القراءات وعلم غريب القرآن‬
‫وعلم إعجاز القرآن وعلم الناسخ والمنسوخ وعلم المحكم والمتشابه وعلم إعراب القرآن وعلم مجاز القرآن وعلم أمثال‬

‫القرآن‪ ,‬إلى غير ذلك من العلوم الكثيرة التي توسع العلماء في بحثها‪ ،‬وأفردوا لها المؤلفات المتكاثرة‪.‬‬

‫علوم القرآن بالمعنى اللقبي‬ ‫‪-‬‬

‫اختصرت هذه المباحث والعلوم المتعددة‪ ،‬وجمعت ج ّل أصولها ومسائلها في كتاب واحد‪ ،‬وصار هذا العنوان‬
‫علوم القرآن علما ولقبا لهذه المباحث المدونة في موضع واحد‪ ،‬بعد أن كانت مبعثرة في عشرات الكتب‪ ،‬وصار علما واحدا‬
‫بعد أن كان جملة من العلوم‪ ،‬وبذلك يمكننا أن نعرف هذا الفن بمعناه العلمي‪ -‬بفتح العين والالم‪ -‬بأنه‪ :‬علم ذو مباحث‪ ،‬تتعلق‬
‫بالقرآن الكريم من حيث نزوله وترتيبه وكتابته وجمعه وقراءاته وتفسيره وإعجازه‪ ،‬وناسخه ومنسوخه‪ ،‬ومحكمه ومتشابهه‬
‫إلى غير ذلك من المباحث التي تذكر في هذا العلم‪.‬‬

‫عالقة علوم القرآن بالتفسير ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬


‫وعلم التفسير جزء من علوم القرآن‪.‬‬
‫فكل معلومة من أصول التفسير هي من علوم القرآن‪ ،‬وليس كل معلومة من علوم القرآن هي من أصول التفسير‪.‬‬
‫وقد تجد كتبًا ُم َع ْنونةً بأصول التفسير‪ ،‬وفيها جملة من علوم القرآن التي ال عالقة لها بالتفسير‪.‬‬
‫عل ٌم ال تفيد المفس َّر معرفتُه وال عالقة له بالتفسير؛ كع ِّد اآلي‪.‬‬
‫وعل ٌم له عالقة بالتفسير‪ ،‬ويستفيد المفسر منه‪ ،‬وتختلف استفادة المفسر منه بحسب نوع العلم‪ ،‬فعلم الناسخ والمنسوخ مما‬
‫يحتاج المفسر معرفته بتفاصيله في اآليات‪ ،‬لكنه ليس بحاجة إلى معرفة توجيه جميع وجوه القراءات من اآلداء وغيرها‪،‬‬
‫إنما هو بحاجة إلى توجيه ما يختلف به المعنى‪.‬‬

‫علوم القرآن الكريم أول العلوم اإلسالمية نشأة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬


‫نشأت علوم القرآن من حيث وجودها في عهد‪ ‬النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أما من حيث تدوينها فتختلف نشأتها‬
‫باختالف كل نوع منها‪ .‬ففي عهد ما قبل التدوين‪ ،‬كان النبي وأصحابه على دراية بعلوم القرآن لكنهم لم يُد ِّونوها ولم‬
‫ينشروها في الكتب لعدم حاجتهم لذلك‪ ،‬وفي عهد الخليفة الراشدي عثمان رضي هللا عنه ظهرت الحاجة إلى التدوين ف ُج ِمع‬
‫القرآن في مصحف واحد ونُسخت أعداد كثيرة منه ُمش ِّكلةً بذلك اللبنة األولى لظهور علم رسم القرآن‪ .‬وفي عهد عل ّي رضي‬
‫هللا عنه ظهرت الحاجة لوضع قواعد اللغة لحماية القرآن من اختالطه بلغة األعاجم فتَش َّكل علم النحو‪ .‬وفي العهد األمو ّ‬
‫ي‬
‫َوضع الصحابة والتابعون الحجر األساس لعلم التفسير‪ .‬ثم جاء ما يُعرف بعهد التدوين فأُلِّفت الكتب في شتى أنواع العلوم‪،‬‬
‫وانصبَّ التركيز أول األمر على علم التفسير‪.‬‬
‫شبه الجاحدين والمنكرين للوحي وتفنيدها ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫حرص شديد من المنكرين في القديم والحديث على صناعة ال ُّشبَ ِه في الوحي كفراً وإنكاراً‪ ،‬وهي ُشبَهٌ‬
‫ضعيفة‪ ،‬وقد قالوا‪  :‬أن كتاب هللا من عند‪ ‬محمد‪ ‬صلى هللا عليه وسلم اخترع معانيه‪ ،‬وصاغ أسلوبه‪ ،‬وليس وحيًا‬
‫ُوحى‪ ،‬وهذا زعم باطل‪ ،‬فإنه عليه الصالة والسالم إذا كان ي َّدعي لنفسه الزعامة ويتحدى الناس بالمعجزات لتأييد‬
‫ي َ‬
‫زعامته فال مصلحة له في أن ينسب ما يتحدى به الناس إلى غيره‪ ،‬وكان في استطاعته أن ينسب القرآن لنفسه‪،‬‬
‫ويكون ذلك كافيًا لرفعة شأنه‪ ،‬والتسليم بزعامته‪ ،‬ما دام‪ ‬العرب‪ ‬جميعًا على فصاحتهم قد عجزوا عن معارضته‪.‬‬
‫المنهج التربوي في تعليم القرآن الكريم وعلومه للصغار‪ ،‬من خالل الوقوف على مفهوم القرآن وعلومه‪ ،‬وبيان‬
‫َ‬ ‫‪-5‬‬
‫معنى المنهج التربوي وأُس ُِس ه وأساليبه‪ ،‬وتحديد مفهوم الصغار وخصائصهم‪ ،‬ومن ثم التطبيق للمنهج التربوي في‬
‫تعليم القرآن وعلومه للصغار على سورة الفاتحة نموذجًا‪.‬‬
‫ب‪ ،‬إال أخذها هللاُ بيمينِه‪ ،‬فيُربِّيها‬ ‫ق أح ٌد بتمر ٍة من كس ٍ‬
‫ب طيِّ ٍ‬ ‫اإلصالح‪ :‬يقول رسول هللا ﷺ‪« :‬ال يتصد ُ‬
‫الجبل‪ ،‬أو أعظم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صه‪ ،‬حتى تكونَ مث َل‬ ‫كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو قلو َ‬
‫النماء والزيادة‪ :‬يقول هللا تعالى‪َ { :‬و َما آتَ ْيتُم ِّمن ِّربًا لِّيَ ْربُ َو ِفي أَ ْم َوا ِل النَّا ِ‬
‫س فَال يَ ْربُو ِعن َد هللا َو َما آتَ ْيتُم ِّمن زَ َكا ٍة‬
‫تُ ِريدُونَ َو ْجهَ هللا فَأ ُ ْولَئِ َك ُه ُم ال ُم ْ‬
‫ض ِعفُونَ }‪( ‬الروم‪)39 :‬‬

You might also like