You are on page 1of 25

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫أهمية دراسة علوم القرآن‪:‬‬


‫شرف علوم القرآن يأتي من ثالث جوانب‪ :‬شرف املوضوع والغرض واحلاجة إليه‬
‫وهو كالم اهلل عز و جل وهو القرآن الكرمي الذي هو ينبوع كل حكمة و‬ ‫* الجانب األول ‪ :‬شرف الموضوع‬
‫معدن كل فضيلة ‪.‬‬
‫ألن الغرض من دراسة القرآن الكرمي وعلومه هو االعتصام بالعروة الوثقى‬ ‫* الجانب الثاني ‪ :‬شرف الغرض‬
‫والفوز بالسعادة األبدية‪.‬‬
‫فإن كل كمال ديين ودنيوي هو مفتقر إىل العلوم الشرعية وهي متوقفة على‬ ‫* الجانب الثالث ‪ :‬شرف الحاجة إليه‬
‫العمل بكتاب اهلل تعاىل فأي علم شرعي ال ميكن أن ندخل إليه إال من خالل‬
‫بوابة القرآن الكرمي فالقرآن الكرمي هو بوابة مدينة العلم‪.‬‬
‫فوائد دراسة علوم القرآن الكريم‪:‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التسلح باألدوات اليت نواجه هبا غارات أعداء اإلسالم اليت يشنوهنا‬ ‫أوال ‪ :‬يساعد على فهم القرآن الكرمي وتدبر معانيه ومن مث العمل‬
‫على القرآن الكرمي زورا وهبتانا على مِّر الدهور و اختالف األماكن‬ ‫به‪.‬‬
‫واألعصار‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬القرآن الكرمي هو سبيل النهضة وسبيل الرقي والتقدم‪ ،‬فال هنضة‬ ‫ثالثا ‪ :‬إن الدارس للقرآن الكرمي حيظى بثقافة واسعة ومعارف‬
‫حقيقية إال بكتاب اهلل عز و جل‪.‬‬ ‫متعددة دنيوية وأخروية‬
‫أهداف مادة المدخل إلى علوم القرآن الكريم وتفسيره ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التعرف على العلوم األساسية اليت تتعلق بالقرآن الكرمي واليت ثانيا ‪ :‬الوقوف على أهم طرق التفسري للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫تساعد على فهمه والذود عنه‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التدرب على طريقة التعامل مع مصادر التفسري وعلوم القرآن الكرمي‪.‬‬
‫أهم المراجع‪:‬‬
‫‪ / 2‬مباحث يف علوم القرآن للشيخ مناع القطان‬ ‫‪ / 1‬الربهان يف علوم القرآن لبدر الدين الزركشي‬
‫‪ / 5‬دراسات يف علوم القرآن للدكتور فهد الرومي‬ ‫‪ / 4‬املدخل لدراسة القرآن الكرمي للدكتور حممد أبو شهبة‪.‬‬
‫‪ / 7‬أما علم التفسري فمن أفضل ما ألف يف هذا كتاب التفسري واملفسرون‬ ‫‪ / 6‬اإلتقان يف علوم القرآن للسيوطي‪.‬‬
‫للدكتور الذهيب رمحه اهلل‪ ،‬وهناك كتب قدمية تناولت احلديث عن التفسري‬
‫ومنها مقدمة شيخ اإلسالم ابن تيمية يف أصول التفسري والشيخ عبد الرمحن‬
‫بن ناصر السعدي‪.‬‬
‫‪ / 8‬ومن الكتب املعاصرة كتاب احملرر يف علوم القرآن ملساعد بن سليمان الطيار ‪ ،‬و كتاب املقدمات األساسية يف علوم القرآن للدكتور يوسف‬
‫اجلديع‪.‬‬
‫تعريف علوم القرآن الكريم ‪ :‬معىن علوم القران ‪ :‬علوم القران لفظ مركب من مضاف وهو (علوم) ومضاف إليه وهو (القرآن )‪.‬‬
‫أنه نقيض اجلهل وهو معرفة الشيء على حقيقته‪ ،‬سواء كان هذا العلم ظنيا‬ ‫والعلوم ‪ :‬جمع ومفرده علم ويعرف في اللغة‬
‫أو يقينيا وهو مصدر مرادف للفهم واملعرفة‬
‫يطلق على املسائل املضبوطة ضبطا خاصا ‪.‬‬ ‫اصطالحا‬
‫مثال ‪ :‬إذا قلنا أن مقدار الغنة حركتان فيعرف أن هذا العلم علم التجويد‬
‫* ويطلق العلم يف لسان الشرع على معرفة اهلل تعاىل وآياته وأفعاله يف عباده‬ ‫وفي الشرع‬
‫وخلقه ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مأخوذة من مادة قرأ ( يعين تال) قال تعاىل ‪ { :‬وقرأنًا فرقناه لتقرأه على‬ ‫تعريف القرآن لغة‪:‬‬
‫الناس على مكث ونزلناه تنزيال }‬
‫{ وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترمحون } ‪.‬‬
‫هو كالم اهلل تعاىل املنزل على حممد صلى اهلل عليه وسلم املكتوب يف‬ ‫اصطالحا‬
‫املصاحف املنقول بالتواتر املتعبد بتالوته املعجز بأقصر سوره املبدوءة بالفاحتة‬
‫املختومة بالناس‬
‫توضيح ضوابط التعريف وقيوده‬
‫المنزل ‪ :‬كالم اهلل املنزل من السماء إىل األرض وهو جلميع رسله‬ ‫كالم اهلل ‪ :‬يشمل كالم اهلل تعاىل سواء مع املالئكة أو غريهم‬
‫والمكتوب في المصاحف والمنقول إلينا بالتواتر‬ ‫على نبيه محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬أي كالم اهلل املنزل على‬
‫نبينا حممد صلى اهلل عليه وسلم ( وخرج من ذلك مانزل على غريه‬
‫من الرسل )‪.‬‬
‫المعجز بأقصر سوره ‪ :‬اإلعجاز حاصل بأقصر سورة وهي سورة الكوثر‬ ‫والمتعبد بتالوته ‪ :‬خرج منه احلديث القدسي فال يتعبد بتالوته‬
‫كما هو حاصل بأطول سورة من القران وهي البقرة ‪.‬‬ ‫واحلديث النبوي وإن كان معناه من اهلل لكن ال يتعبد بتالوته‪.‬‬
‫تعريف علوم القرآن‪ :‬هذا املركب له احتماالن يف إضافة العلوم إىل القرآن ‪ :‬كل لفظ قرآين يتفرع منه علوم كثرية ‪ /‬العلم الذي يتناول املعارف‬
‫املتصلة بالقرآن كجمعه وتفسريه والناسخ ‪..‬إخل‬
‫الثاني ‪ :‬املراد به العلم الذي يتناول املعارف املتصلة بالقرآن ‪ ،‬كمعرفة قراءاته‬ ‫األول ‪ :‬ذهب بعض العلماء إىل أن كل لفظة وكل كلمة يف‬
‫وتفسريه وأسباب نزوله ومجع القرآن وترتيبه ومعرفة املكي واملدين والناسخ‬ ‫القرآن الكرمي هلا أو حتتها علوم كثرية ‪ ،‬وأن علوم القرآن بعدد‬
‫واملنسوخ واحملكم واملتشابه والغريب وإعراب القرآن الكرمي ‪.‬‬ ‫ألفاظ القرآن الكرمي ‪ .‬مبعىن يراد به عموم املعلومات اليت تنطوي‬
‫حتت ألفاظ القرآن‬
‫أقسام علوم القرآن‪ :‬علوم منبثقة من القرآن ال تنفصل عنه ‪ /‬علوم مشرتكة بني علوم القرآن وعلوم أخرى‬
‫القسم األول ‪ :‬علوم منبثقة من القرآن نفسه و ال ميكن أن ندرسها إال من خالل كتب علوم القرآن ومادته‪ .‬مثال ذلك ‪ ( :‬أسباب النزول و‬
‫الناسخ و املنسوخ و املكي و املدين) ‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬أنواع مشرتكة بني علوم القرآن وغريه من العلوم األخرى حيث أن العلوم ترتبط بعضها ببعض‬
‫لكن علينا أن ننتبه ألمرين اثنني يف ترابط هذه العلوم ‪.‬ومها ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أن هذه العلوم كالعربية والفقه وأصوله نشأت بسسب القرآن الكرمي فهو األصل ‪ ،‬فالعرب مل يكونوا يدونون لغتهم أو قواعدها‬
‫الثاني ‪ :‬أن تفاصيل أنواع العلوم اليت ختدم علوم يف مصادرها أمشل وأعم وأوسع منها يف علوم القرآن‬
‫مثال يف التفسري قد يذكر اعراب كلمة أو بيان البالغة يف اآلية أو احلكم الفقهي لكن بيان هذه األمور يف علوم القرآن يكون على سبيل اإلجياز‬
‫واإلمجال‬

‫نشأة علوم القرآن‪ :‬والكالم عنه مرتبط ببداية نزول القرآن نفسه‪ ،‬يعين مع نزول القرآن بدأت علوم القرآن‬
‫* وأول ما نزل قوله ‪ :‬بـ ـ ( اقرأ ) ومن أنواع علوم القرآن معرفة أول ما‬ ‫* كيف هذا ؟ ملا نزل جربيل عليه السالم على النيب بالقرآن‪ .‬هذا‬
‫نزل ‪.‬‬ ‫يسمى الوحي ومعرفة الوحي من علوم القرآن‬
‫* كذلك نزلت هذه اآليات مبكة ومن أنواع علوم القرآن معرفة مكان‬
‫النزول ‪.‬‬
‫لذا اعتىن الصحا بة هبذا العلم أمت عناية ‪ ،‬من حفظه وتالوته وتدبره ومعرفة قراءاته وتفسريه ‪ ،‬ومن هؤالء ‪ :‬عبد اهلل بن مسعود وعلي بن أيب طالب‬
‫وعبد اهلل بن عباس وأيب رضي اهلل عنهم أمجعني وغريهم وعلى ذلك درج التابعون رضوان اهلل عليهم ‪.‬‬
‫وقد أشار النبي صلى اهلل عليه و سلم في أحاديثه إلى علوم القرآن فليست مسألة اجتهادية‬

‫‪2‬‬
‫* ورواية ‪ (( :‬اللهم فقه يف الدين وعلمه التأويل )) املقصود بالتأويل أي‬ ‫* ومن األدلة على ذلك ‪ :‬دعاء النيب صلى اهلل عليه و سلم البن‬
‫التفسري وهو من أجل علوم القرآن وأعظمها‪.‬‬ ‫عباس فقال‪ (( :‬اللهم علمه الكتاب )) والكتاب هو القرآن وهذا‬
‫* قوله صلى اهلل عليه و سلم ‪ (( :‬خريكم من تعلم القرآن وعلمه )) واخلري‬ ‫الدعاء مطلق وشامل يشمل التفسري والقراءات و الناسخ و‬
‫هنا مطلق وهو يشمل كل أنواع اخلري من أنواع علوم القران املتصلة به ‪،‬‬ ‫املنسوخ وأسباب النزول‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫الداخلة يف تعلمه وتعليمه ‪.‬‬
‫س ‪ /‬متى بدأ تدوين علوم القرآن وكتابتها في مصنفات ومؤلفات؟‬
‫ج ‪ /‬بدأ تدوين علوم القرآن مع تدوين التفسري ‪.‬‬
‫س ‪ /‬لماذا ارتبطت علوم القرآن بعلم التفسير؟‬
‫ج ‪ /‬ألن التفسري يشتمل على مجلة من أنواع علوم القرآن‬
‫مراحل تدوين القرآن مراحل أربعة وهي ‪:‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬من القرن الثالث إىل ظهور كتاب الربهان يف علوم القران‪.‬‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬منذ نشأته "منذ نزول القرآن" إىل هناية القرن‬
‫الثاين‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬من كتاب الربهان للزركشي إىل اإلتقان للسيوطي المرحلة الرابعة‪ :‬ما بعد كتاب اإلتقان‬
‫* المرحلة األولى‪:‬‬
‫كانت عبارة عن روايات شفوية يتناقلها التابعون عن الصحابة وأتباع التابعني عن التابعني وأتباع أتباع التابعني عن أتباع التابعني حىت يصل السند‬
‫إىل قائله‪ .‬هذه الطبقات الثالث هي العمدة في هذه المرحلة‪.‬‬
‫ويف هذه املرحلة دونت جمموعة من الكتب يف أنواع علوم القرآن و ميكن تقسيم هذه الكتب على النحو التايل ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬روايات التفسير‪ :‬وتصنف هذه الكتب إىل أقسام ‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الكتابات الجزئية‪:‬‬
‫مثل تفسري سورة أو آية وهكذا ‪،‬كتفسري ابن عباس وجماهد والثوري وغريهم أو تفسري لعدد من املفسرين وكال النوعني مل يصلنا منها تفسري‬
‫شامل للقرآن الكرمي‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الكتابة الشاملة لجميع القرآن الكريم‪:‬‬
‫وقد نسب هذا التصنيف على هذا األسلوب للضحاك بن مزاحم املتوىف سنة ‪ 105‬ه ‪ ،‬وكذا تفسري سليمان وتفسري حيىي بن سالم‪.‬ومتيز هذا‬
‫التفسري باملقدمة اليت ذكروا فيها قدر البأس به من علوم القرآن‬
‫ثانيا‪ :‬كتب مفردة ألفت في نوع من أنواع علوم القرآن الكريم‪:‬‬
‫* ‪ /‬ويف الوجوه و النظائر كتب مقاتل بن سليمان‪ ،‬وهارون األعور‬ ‫* ‪ /‬يف نزول القرآن ما كتبه الضحاك وعكرمة ومحزة البصري والزهري‬
‫وحيىي بن سالم‬
‫* ‪ /‬ويف اآليات املتشاهبات‪ :‬كثالثية الكسائي وهو احد القراء السبعة‪.‬‬ ‫* ‪ /‬ويف الناسخ و املنسوخ‪ :‬كتب فيه قتادة و الزهري‬
‫* المرحلة الثانية‪:‬‬
‫استمرت الكتابة في التفسير في هذه المرحلة ومن الكتب ‪:‬‬
‫‪ /1‬جامع البيان البن جرير الطربي ‪ / 2‬احملرر الوجيز البن عطية ‪ / 3‬اجلامع ألحكام القران للقرطيب ‪ / 4‬البحر احمليط أليب حيان ‪/ 5‬‬
‫تفسري القرآن العظيم البن كثري‬
‫* ومن كتب علوم القرآن املفردة ‪:‬‬
‫‪ / 1‬فضائل القران أليب عبيد القاسم بن سالم ‪ / 2‬تأويل مشكل القرآن البن قتيبة ‪ / 3‬أحكام القرآن للطحاوي ‪ / 4‬الناسخ و‬
‫املنسوخ للنحاس ‪ / 5‬التبيان يف إعراب القران للعكربي‪.‬‬
‫* تميز المرحلة الثانية عن المرحلة األولى بميزتين هما ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫الميزة األولى ‪ :‬وجود كتب التفسري مرتبة على موضوعات علوم القرآن الكرمي ‪ ،‬كموضوع التفسري وموضوع القراءات واإلعراب‬
‫واألحكام‪..‬اخل ‪.‬‬
‫من أمثلتها‪:‬‬
‫‪ " / 1‬االستغناء يف تفسري القرآن " حملمد بن علي املعروف باالدفوي املتوىف سنة ‪ 388‬ه‪ .‬حقق هذا الكتب يف أطروحة ماجستري لعلي بن عبيد‬
‫اهلل كحيالن ‪.‬‬
‫‪ " / 3‬اهلداية إىل بلوغ النهاية " للمكي بن أيب طالب القيسي‪.‬‬ ‫‪ " / 2‬الربهان يف تفسري القرآن " للحفوي‬
‫الميزة الثانية‪ :‬ظهور كتب مجعت أنواع من علوم القرآن‬
‫منها ‪" / 1 :‬فهم القرآن" للمحاسيب ‪" / 2‬التنبيه على فضل القرآن" أليب القاسم حممد بن احلسن ‪" / 3‬فنون األفنان يف علوم القرآن" البن‬
‫اجلوزي ‪" / 4‬مجال القراء وكمال اإلقراء" للطحاوي‪.‬‬
‫* المرحلة الثالثة ‪:‬‬
‫استمر التصنيف في هذه المرحلة في علوم القران المفردة ‪،‬كما استمر التصنيف في التفسير أيضا ‪.‬‬
‫* تفاسير هذه المرحلة ‪:‬‬
‫‪ " / 1‬التقييد الكبري لتفسري كتاب اهلل اجمليد " ألمحد بن حممد التونسي‬
‫‪ " / 2‬اجلواهر احلسان يف تفسري القرآن " للثعاليب ‪ " / 3‬نظم الدرر يف تناسب اآليات والسور " للبقاعي‬
‫* استمر كذلك التصنيف في علوم القرآن المفردة ‪:‬‬
‫‪ " /1‬العجاب يف بيان األسباب " البن حجر العسقالين يف أسباب النزول ‪ " / 2‬كشف السرائر يف معىن الوجوه واألشباه والنظائر " البن‬
‫العماد‬
‫* ظهر في هذه المرحلة بعض التصنيفات التي تتسم بالجمع الجزئي ال بالجمع الكلي ‪.‬‬
‫‪ " / 1‬التيسري يف قواعد علم التفسري"‬
‫* ظهرت محاوالت أخرى في التصنيف في علوم القرآن‬
‫‪ " / 3‬التحبري يف علوم‬ ‫‪ " / 2‬الفوائد اجلميلة على اآليات اجلليلة " للرجراجي‬ ‫‪ " / 1‬مواقع العلوم من مواقع النجوم " للربقيين‬
‫التفسري " للسيوطي‪.‬‬
‫* المرحلة الرابعة ‪:‬‬
‫توقف التأليف في هذه المرحلة ‪ ،‬لكن كانت هناك حماوالت منا ‪:‬‬
‫‪ "/ 1‬الزيادة واإلحسان " ‪ " / 2‬التبيان لبعض املباحث املتعلقة بالقرآن " هذين الكتابني صارا على طريقة كتاب اإلتقان‪.‬‬
‫* ثم بدأ التأليف بعد ذلك بأسلوب مبسط وميسر تقريبا وتسهيال لطالب الجامعة‪ ،‬وذلك مع االهتمام بتخصص علوم القرآن في‬
‫الجامعات‪ .‬من ذلك ‪:‬‬
‫‪ " / 1‬مناهل العرفان يف علوم القرآن " للزرقاين وقد كتبه لطالب الدعوة واإلرشاد يف كليات األزهر‪.‬‬
‫‪ " / 2‬مباحث يف علوم القران " للدكتور صبحي الصاحل وهذه املباحث كانت عبارة عن حماضرات ألقاها جبامعة دمشق‪.‬‬
‫* يتميز هذان الكتابان حبسن العرض وترتيب املعلومات واألسلوب األديب الرشيد يف عرض املادة العلمية‪.‬‬
‫‪ " / 3‬مباحث علوم القران " ملناع خليل القطان وقد كتبه أيضا لطالب جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية ‪.‬ويتميز هذا الكتاب جبودة التنظيم‬
‫وحسن ترتيب املعلومات مع سهولة العبارة ما جعله مناسبا للتدريس باجلامعات‪.‬‬

‫* كتب تفسير مفيدة ننصح بها ‪:‬‬


‫‪ " / 1‬أيسر التفاسري " أليب بكر اجلزائري ‪ " / 2‬تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان " لعبد الرمحن السعدي ‪ " / 3‬مبعامل التنزيل "‬
‫للبغوي ‪ " / 4‬احملرر الوجيز " البن عطية‪.‬‬
‫‪ / 5‬أبو عبيد القاسم بن سالم ألف يف القراءات ‪ / 6‬وألف عطاء بن أيب رباح يف غريب القرآن ‪ / 7‬وقتادة بن دعامة السدوسي يف الناسخ‬
‫‪4‬‬
‫واملنسوخ ‪ / 8 .‬واحلسن البصري يف القراءات‬
‫‪ " / 9‬مجال القراء وكمال اإلقراء " لعلم الدين السخاوي ‪ .‬وهو من املؤلفات اجلليلة ‪ " / 10‬اإلكسري يف علم التفسري " للطويف ‪"/ 11 .‬‬
‫احلاوي يف علوم القرآن " لإلمام حممد بن خلف بن مرزبان‬
‫‪ " / 12‬املختزن يف علوم القرآن " أليب احلسن األشعري ‪ " / 13‬الربهان يف علوم القرآن " لبدر الدين الزركشي وهو من أهم املؤلفات يف‬
‫هذا العلم و أفضلها‪.‬‬
‫* الـ ــوحـ ــي ‪:‬‬
‫يعتمد الوحي في إثباته على ‪:‬‬
‫‪ / 1‬الرد ودحض الشبه التي ترد من أعداء اإلسالم على وذلك من تصدي القرآن والسنة لذلك‬
‫‪ / 2‬يرتكز الحديث عن الوحي على األمور النقلية والسمعية ‪ ،‬وال مجال للعقل والهوى فيه‬
‫* تعريف الوحي‪:‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو إعالم اهلل تعاىل من اصطفاه من رسله كل ما أراد اطالعه‬ ‫اللغة ‪ :‬هو اإلعالم يف خفاء أو إلقاء علم يف خفاء‬
‫عليه من ألوان اهلداية و العلم بطريقة خاصة غري معتادة للبشر‬
‫أقسام الوحي‪:‬‬
‫‪/3‬‬ ‫‪ / 2‬اإلهلام الغريزي للحيوان‬ ‫أوال ‪ :‬الوحي في اللغة له عدة معاني منها ‪ ،‬هذه تسمى يف اللغة وحيا ‪ / 1 :‬اإلهلام الفطري‬
‫اإلشارة باليد أو بغريها‬
‫* اإللهام الفطري‪ :‬الدليل قوله تعاىل‪ { :‬وأوحينا إىل أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه يف اليم وال ختايف وال حتزين إنا رادوه إليك‬
‫وجاعلوه من املرسلني } فألقى اهلل تعاىل يف قلب أم موسى‬
‫* اإلشارة ‪ :‬الدليل قوله تعاىل ‪ { :‬فخرج على قومه من احملراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا } فزكريا عليه السالم خرج إىل قومه من‬
‫احملراب فحبس لسانه عن كالمهم فأوحى إليهم أي أشار إليهم‬
‫* اإللهام الغريزي للحيوان‪ :‬والدليل قوله تعاىل ‪ { :‬وأوحى ربك إىل النحل أن اختذي من اجلبال بيوتا } فاهلل تعاىل أهلم النحل هذا النظام الدقيق‬
‫يف حياهتا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الوحي في في الشرع ‪:‬‬
‫‪ / 1‬ما يكون مناما ‪ / 2‬ما يكون إهلاما وهو إلقاء املعاين يف القلب ‪ / 3‬ما يكون مكاملة بني العبد وربه ‪ / 4‬ما يكون بواسطة جربيل عليه‬
‫السالم‪.‬‬
‫وهذه األنواع األربعة مجموعة في قوله تعالى { وما كان لبشر أن يكلمه اهلل إال وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسوال فيوحي بإذنه ما‬
‫يشاء }‬

‫أوال‪ :‬وحي المنام ‪ :‬أي ما يكون عن طريق الرؤيا يراها النبي عليه السالم في منامه ‪ ،‬وهذا أمر معروف ومشهور أن رؤيا األنبياء وحي ‪ ،‬وهو‬
‫أول ما بدء به الوحي الرؤيا الصاحلة و كان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح‪ .‬وكذلك ما جاء عن إبراهيم وإمساعيل عليهما السالم ‪ .‬قال‬
‫تعاىل‪{ :‬فلما بلغ معه السعي قال يا بين إين أرى يف املنام أين أذحبك } فإبراهيم عليه السالم علم أن هذه الرؤيا وحي من اهلل { قال يا أبيت افعل‬
‫ما تأمر } وكذلك إمساعيل عليه السالم صرح أيضا بأنه يعتقد أن رؤيا األنبياء وحي فقال‪ :‬افعل ما تؤمر ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإللهام‪ :‬وهي إلقاء المعاني في قلب النبي عليه الصالة والسالم ‪ .‬قال صلى اهلل عليه و سلم ‪ (( :‬أن روح القدس قد نفث يف روعي أنه‬
‫مل متوت نفس حىت تستويف أجلها وتستوعب رزقها ))‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬ما يكون كالما بين العبد وربه‪ :‬اهلل تعاىل يكلم من يشاء من رسله‪،‬قال تعاىل‪ { :‬تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم اهلل }‬
‫واملشهور أن من اختص بكالم اهلل هو موسى عليه السالم قال تعاىل ‪ { :‬وكلم اهلل موسى تكليما }‬
‫رابعا‪ :‬ما يكون بواسطة جبريل عليه السالم ‪ :‬وهذا هو النوع الذي كان يتلقى النيب عليه الصالة والسالم به الوحي قال تعاىل ‪ { :‬وإنك لتلقى‬
‫القرآن من لدن حكيم عليم } أي بواسطة جربيل كما قال عز و جل ‪ { :‬قل نزله روح القدس من ربك باحلق } وقوله ‪ { :‬قل من كان عدوا‬
‫‪5‬‬
‫جلربيل فإنه نزله على قلبك بإذن اهلل } وغري ذلك من اآليات ‪.‬‬
‫* مالحظة ‪ :‬القرآن كله جاء على النوع الرابع ‪.‬‬
‫* قوله تعالى ‪ { :‬أو يرسل رسوال } يحتمل معنيين‪:‬‬
‫‪ / 1‬أن يرسل رسوال مالئكيا إىل بشري و هذا هو الغالب‪.‬‬
‫‪ / 2‬أو يرسل رسوال من البشر إىل نظرائه من اآلدميني ‪.‬‬
‫* كالم المالئكة مع بعض اآلدميين بغير الوحي ال يكون وحيا و ال يكون المكلم نبيا‪.‬‬

‫كيفيات الوحـ ــي‬


‫أوال‪ :‬كيفية وحي اهلل سبحانه وتعالى إلى مالئكته ‪ ،‬ذهب العلماء يف ذلك إىل قولني ‪:‬‬
‫‪ / 2‬أن جبريل عليه السالم يأخذ الوحي سماعا من اهلل سبحانه وتعاىل‬ ‫‪ / 1‬يأخذ جبريل عليه السالم الوحي من اللوح المحفوظ‬
‫مباشرة ‪ ،‬فاهلل سبحانه وتعاىل يتكلم بالقرآن بصوت وحرف فيسمعه جربيل‬ ‫بالقدر الذي أذن اهلل له فيه مث ينزل فيقرأه على النيب صلى اهلل‬
‫عليه السالم مث ينزل ويقرأه على النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬ ‫عليه وسلم وهذا قول ضعيف ومرجوح وخالف ما عليه أهل‬
‫السنة والجماعة‬
‫ثانيا ‪ :‬كيفية وحي المالئكة إلى الرسل‬
‫* كان جبريل عليه السالم يأتي على هيئيتين أو على حالتين ‪:‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬على هيئة بشر يف صورة رجل‬ ‫الحالة األولى‪ :‬كصلصلة اجلرس ( الصوت القوي وهي أشد احلاالت )‬

‫* ‪ /‬الدليل ‪:‬سأل احلارث بن هشام رضي اهلل عنه رسول اهلل صلى * مثال على تمثل جبريل في صورة رجل ‪ ،‬حديث عمر رضي اهلل عنه في‬
‫اهلل عليه وسلم عن صفة جميء الوحي إليه كما قالت عائشة رضي حقيقة اإلسالم قال ‪ " :‬بينما حنن عند رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذات‬
‫اهلل عنها‪ :‬فقال احلارث‪:‬كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول اهلل صلى يوم ‪ ،‬إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ‪ ،‬شديد سواد الشعر ‪ ،‬ال يرى‬
‫عليه أثر السفر ‪ ،‬وال يعرفه منا أحد ‪ " ..‬احلديث مث قال صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫اهلل عليه وسلم‪ (( :‬أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده‬
‫‪(( :‬هذا جربيل أتاكم يعلمكم دينكم ))‬ ‫علي فينفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي‬
‫الملك رجال فيكلمني فأعي عنه ما يقول )) ‪.‬‬
‫* ‪ /‬القرآن كله نزل على الحالة األولى‪:‬مثل صلصلة الجرس‪،‬وهو‬ ‫* ‪ /‬تمثل جبريل عليه السالم في صورة الصحابي دحية الكليب‬
‫األنسب ألن جبريل يكون على هيئته الملكية التي خلقه اهلل عليها؛ ألنه‬ ‫رضي اهلل عنه ‪ ،‬وذلك يف يف غزوة بين قريظة بعد غزوة اخلندق‬
‫لو نزل يف صورة رجل لكان مثار شك على ضعاف االميان‬
‫وهنا قد يشكل علينا حديث نزول سورة الكوثر‪ :‬وهو ما جاء عن أنس رضي اهلل عنه قال بينا رسول اهلل بني أظهرنا إذ أغفى إغفاءة مث رفع‬
‫رأسه مبسما فقلنا ‪ :‬ما أضحكك يا رسول اهلل ؟ فقال ‪ :‬أنه نزل عليه أنفا سورة فقرأ بسم اهلل الرمحن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر ‪..‬احلديث‬
‫وقد وجه العلماء هذه اإلغفاءة بأنها الحالة التي تعتريه صلى اهلل عليه وسلم عند نزول الوحي وهي الغيبوبة عما حوله‬
‫أما بالنسبة للسنة والحديث القدسي فيكون باملعىن أو يف صورة صحايب‬
‫الرد على الشبه التي أثيرت حول الوحي‪:‬‬
‫الشبهة األولى ‪ ،‬قالوا ‪ :‬إذا كان الوحي ممكنا فلماذا خيتص ببعض الناس دون بعض ليكونوا واسطة ؟‬
‫* الجواب عن هذه الشبهة أن نقول ‪ :‬ليس كل البشر صالحين لتلقي الوحي وقادرين على تبليغه ‪،‬إمنا مرد ذلك إىل اهلل الذي قال ‪ :‬ﭽ اهلل‬
‫يصطفي من املالئكة رسال ومن الناس ﭼ وقال‪ :‬ﭽ اهلل أعلم حيث جيعل رسالته ﭼ فهناك صفات وشروط البد من توفرها فيمن خيتاره اهلل‬
‫سبحانه وتعاىل للوحي إليه و تبليغ رسالته‪ .‬فالرسول واسطة بني اهلل و عباده يف تبليغ الوحي‪ .‬مث إن اهلل تبارك وتعاىل يؤيد من اصطفاه رسوال‬
‫بآيات يستدل هبا الناس على صدقه يف إدعاء النبوة ‪.‬‬
‫الشبهة الثانية ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أن القرآن ليس وحيا وإمنا حممد كان رجل ذكي وعبقري فكتب هذا الكتاب وزعم أن اهلل عز وجل أوحاه إليه‬
‫* الجواب عن هذه الشبهة نقول ‪ :‬لقد اشتمل القرآن على أمور غيبية مضت ‪ ،‬وأمور في المستقبل أخبر عنها القرآن ‪ ،‬وهذه األمور ال‬
‫‪6‬‬
‫تدرك بالذكاء وبالفطنة‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬فأخرب عليه الصالة والسالم يف القرآن الكرمي عن األمم السابقة‪ .‬وهو األمي الذي لم يقرأ ولم يكتب ولم يجلس بين يدي عالم ومل‬
‫خيرج من مكة لطلب العلم‪ ،‬هذا دليل على أن القرآن كالم اهلل‪.‬فهذا اإلخبار عن السابقني ال ميكن أن يعلمه النيب صلى اهلل عليه وسلم إال عن‬
‫طريق الوحي‪ ،‬كقصة نوح عليه السالم ختمها اهلل تعاىل بقوله‪ { :‬تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت وال قومك من قبل هذا‬
‫}‬
‫ثانيا ‪ :‬إخباره عليه الصالة والسالم بأمور الحقة (مستقبل) ‪ .‬كما أخرب عن انتصار الروم على الفرس‪ ،‬قال تعاىل ‪ { :‬امل * غلبت الروم * يف‬
‫أدىن األرض وهم من بعد غلبه سيغلبون * يف بضع سنني هلل األمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح املؤمنون } والبضع يطلق من ثالث إىل تسع ‪.‬‬
‫* ‪ /‬فالنيب عليه الصالة والسالم كان يعلم أن قومه حريصين على تكذيبه فلم يكن ليجرؤ بالقول أن شيئا سيحصل في المستقبل إال وهو‬
‫متيقن من حصوله ووقوعه ‪ .‬فمثل هذه األخبار مبا مضى ومبا سيكون هذا ال يكون عن ذكاء و عبقرية‪ ،‬ال يكون إال عن وحي من اهلل عز و جل‪.‬‬
‫* ‪ /‬مث إن النيب صلى اهلل عليه وسلم أخبر عن علم غيبي متعلق بعلم الطب أال وهو علم األجنة ‪ ،‬قال تعاىل‪ { :‬ولقد خلقنا اإلنسان من سللة‬
‫من طني * مث جعلنه نطفة يف قرار مكني * مث خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا املضغة عظاما فكسونا العظام حلما } فأخرب عن علم‬
‫األجنة وهو مل يكن طبيبا ومل يدرس الطب ‪،‬فهذا من األمور اليت تدل على أن القرآن كالم اهلل رب العاملني وأن زعم املشركني أن حممدا افرتى‬
‫القرآن هذا زعم باطل مردود ‪.‬‬

‫نزول القرآن الكريم‬


‫* أول ما نزل على النيب صلى اهلل عليه وسلم من القرآن هو ‪ { :‬اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق اإلنسان من علق * اقرأ والبك األكرم *‬
‫الذي علم بالقلم * علم اإلنسان ما مل يعلم }‬
‫س ‪ /‬وفي أي شهر نزل؟ يف شهر رمضان‪.‬‬ ‫س ‪ /‬في أي ليلة نزل؟ يف ليلة القدر‬ ‫س ‪ /‬أين نزل؟ يف غار حراء‬

‫أنواع النزول في القرآن الكريم‬


‫إذا نظر يف القرآن الكرمي جند أن كلمة التنزيل تأيت على معان ‪:‬‬
‫‪ / 1‬تأيت مقيدة من عند اهلل ‪ ،‬والمراد به القرآن الكريم ‪ ،‬قال تعاىل‪ { :‬تنزيل الكتاب ال ريب فيه من رب العاملني}‬
‫وقال { تنزيل الكتاب من اهلل العزيز احلكيم}‬
‫‪ / 2‬يأيت مقيد بالسماء ‪ ،‬فقد يراد به العذاب أو الرزق‬
‫* الدليل إذا أريد به العذاب قوله تعاىل ‪ {:‬إن نشأ ننزل عليهم من السماء أية فظلت أعناقهم هلا خاضعني } املراد باآلية هنا العذاب ‪.‬‬
‫* الدليل إذا أريد به الرزق قوله تعاىل ‪ { :‬وأنزلنا من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم }‬
‫‪ / 3‬أن ينزل من غير تقييد ‪،‬كقوله تعاىل ‪ { :‬وأنزل لكم من األنعام مثانية أزواج }‬

‫تنزالت القرآن‬
‫* ‪ /‬تنزلني وهو الراجح‬ ‫* للقرآن الكرمي تنزالت عديدة اختلف العلماء فيها ‪ / * :‬مجلة واحدة‬
‫والقول الراجح ما ذهب إليه الجمهور أن للقرآن الكريم تنزلين ‪:‬‬
‫النزول األول‪:‬نزول القرآن جملة واحدة من اللوح احملفوظ إىل النزول الثاني‪:‬نزول القرآن منجما أي مفرقًا حسب الوقائع واألحداث‬
‫بيت العزة يف السماء الدنيا يف ليلة القدر املباركة من شهر رمضان‪ .‬واألسباب على الرسول صلى اهلل عليه وسلم يف حنو ‪ 23‬سنة‪.‬‬
‫استدلوا بظاهر اآليات يف البقرة واحلشر والقدر وما أثر عن ابن عباس رضى اهلل عنهما‬
‫كيفية نزول القرآن على النبي عليه الصالة والسالم‬
‫* إذا نظرنا يف سرية النيب صلى اهلل عليه وسلم يتبني لنا أن القرآن كان ينزل على النيب عليه الصالة والسالم يف مجيع األوقات واألماكن‪ ،‬بالليل‬
‫والنهار يف احلضر والسفر يف الصيف والشتاء ‪ ،‬لكن أكثر القرآن نزوال كان نهارا وحضرا‬

‫‪7‬‬
‫* أما أول أيام نزوله فكان يوم االثنين ‪ ،‬الدليل سئل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن صيام يوم االثنني وحرصه على على ذلك ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫(( ذلك يوم ولدت فيه و يوم بعثت فيه و يوم أنزل علي فيه ))‪.‬‬
‫* مقدار ما كان ينزل على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم منجما خيتلف على حسب املوضوعات وعلى حسب احلاجات‬
‫* سؤال‪:‬من أين أخذ جبريل عليه السالم القرآن؟‬
‫ال شك أنه أخذه من اهلل مباشرة‪ .‬القرآن مائة و أربعة عشر سورة ‪ ،‬قسمه العلماء ثالثني جزءًا‪.‬‬
‫ويرد سؤال وهو‪ :‬إذا كان سمعه جبريل مباشرة فلماذا نزل من اللوح المحفوظ ؟ ولماذا جعل في بيت العزة في السماء الدنيا؟‬
‫اجلواب‪ :‬أنه يدل على مزيد عناية اهلل هبذا القرآن و عظم شأنه عند اهلل تعاىل‪.‬‬
‫كم القدر الذي كان ينزل به جبريل عليه السالم ؟‬
‫مل يكن حمددا بقدر معني وإمنا كان ينزل على حسب املوضوعات واألحداث‪ ،‬أحيانا ينزل بسورة كاملة وأحيانا ينزل بآيات قليلة أو آيات كثرية‬

‫الحكمة من نزوله منجما‬


‫‪ /2‬مسايرة األحداث‪ ،‬تنزل الواقعة فينزل القرآن بالقول الفصل فيها‪ ،‬حتدث‬ ‫‪ / 1‬تثبيت فؤاد النبي صلى اهلل عليه وسلم وتقوية قلبه قال‬
‫مشكلة فينزل القرآن حبلها وقتيا ألن ذلك أوقع يف النفس‪.‬وهكذا‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫{ وقال الذين كفروا لوال نزل عليه القرآن مجلة واحدة كذلك‬
‫لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيال } وهذه من الشبه اليت أوردها‬
‫الكفار‬
‫‪ / 4‬التيسير على الناس لحفظ القرآن وفهمه‪،‬قال تعاىل ‪ { :‬وقرآنا فرقناه‬ ‫‪ / 3‬التدرج في تربية األمة‪ ،‬فنزل القرآن أوًال بالعقيدة والتوحيد‬
‫لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيال } أي على مهل‪ ،‬يعين ينزل‬ ‫وترك مايقعون فيه من احملرمات لم يتكلم فيه‪ ،‬بل رسخ يف قلوهبم‬
‫جربيل ببعض اآليات فيحفظها الصحابة مث ينزل بسورة فيحفظوها‪ ..‬وهكذا‬ ‫العقيدة وحب اهلل ورسوله والدار اآلخرة‪ ،‬مث ملا هاجروا إىل املدينة‬
‫بدأ ينزل احلالل و احلرام‪،‬مثال على ذلك حترمي اخلمر كان تدرجيا‬
‫‪ / 5‬اإلشارة إلى أن هذا القرآن تنزيل من اهلل الرمحن الرحيم ‪،‬وليس من عند أحد من البشر‪،‬‬
‫قال تعاىل‪ { :‬الر كتاب أحكمت أياته مث فصلت من لدن حكيم خبري }‬
‫* نزول القرآن مفرقا دليل على أن القرآن كالم اهلل وليس من محمد عليه الصالة والسالم كيف توجه هذا االستدالل؟‬
‫الجواب‪ :‬أن القرآن نزل على مدار ثالث وعشرين سنة لم يتغير أسلوبه على هذه السنين فهو من أوله إلى آخره على درجة واحدة من‬
‫الفصاحة والبالغة واإلعجاز ‪ ،‬أطول سورة فيه معجزة كأقصر سورة فيه معجزة‪ ،‬ال اختالف و ال يوجد تناقض بني القرآن بعضه بعضا‪ ،‬ليس‬
‫هناك سورة قوية يف الفصاحة وأخرى ضعيفة ‪،‬وهذا دليل على أنه من اهلل ‪ ،‬قال تعاىل‪ { :‬أفال يتدبرون القرآن ولو كان من عند غري اهلل لوجدوا‬
‫فيه اختالفا كثريا } فالبشر إذا كتبوا كتابا كان متفاوت يف فصاحته وبالغته وقوته من أوله إىل وسطه إىل آخره ‪ ،‬لذلك قال اهلل تعاىل‪ { :‬الر‬
‫كتاب أحكمت أياته مث فصلت من لدن حكيم خبري } وقال ‪ { :‬اهلل نزل أحسن احلديث كتابا متشاهبا } يعين متشابه يف األحكام ‪.‬‬
‫أول ما نزل و آخر ما نزل‬
‫* أول ما نزل من القرآن اقرأ ‪ ،‬واختلف العلماء في آخر ما نزل ‪:‬‬
‫والراجح من أقوال العلماء أنه قوله تعاىل‪ { :‬واتقوا يوما ترجعون فيه إلى اهلل } أما { اليوم أكملت لكم دينكم وأمتمت عليكم نعميت } فهذه‬
‫نزلت على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف حجة الوداع وقد عاش بعدها بضعة ومثانني يومًا‪.‬‬

‫فوائد معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل‪:‬‬


‫أوال‪ :‬أنه يدل على حفظ اهلل لكتابه كما وعد ‪ { :‬إنا حنن نزلنا الذكر وإنا له حلافظون } عندما يقول الصحابة هذه اآلية نزلت أوًال وهذه نزلت‬
‫آخرًا‪ ،‬هذه نزلت يف مكة وهذه نزلت يف املدينة هذه نزلت يف الصيف وهذه نزلت يف الشتاء يدل على مدى العناية التامة اليت بذهلا الصحابة حلفظ‬
‫القرآن حىت نقلوه للتابعني كما مسعوه من رسول اهلل عليه الصالة والسالم عن جربيل عن رب العاملني ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ثانيا‪ :‬إدراك أصالة التشريع اإلسالمي في تاريخ مصدره األصلي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تمييز الناسخ والمنسوخ‬
‫أسباب النزول‬
‫أهمية موضوع أسباب النزول‪:‬‬
‫* له أمهية فائقة فهو من املوضوعات األساسية يف علوم القرآن واليت ينبغي لدارس القرآن الكرمي ‪ ،‬بل لدارس العلوم الشرعية أن يكون على علم‬
‫ودراية هبا‪.‬‬
‫* أن القرآن نزل لهداية الناس جميعهم كما قال تعاىل‪ { :‬إن هذا القرآن يهدي لليت هي أقوم } يهدي يف كل األمر من األمور‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬‬
‫ما فرطنا يف الكتاب من شيء } فهو نزل لاقامة أسس احلياة الفاضلة اليت تقوم دعامتها على االميان باهلل ورساالته وهذا متحقق يف مجيع آيات‬
‫القرآن‪.‬‬
‫اهتمام العلماء بهذا العلم‬
‫اعتىن العلماء هبذا املوضوع أمت عناية فألفوا فيه املؤلفات اخلاصة وأفردوه بالتأليف‬
‫منذ بدايات التأليف ‪ ،‬نذكر من هؤالء العلماء علي بن املديين ‪ ،‬و كتاب أسباب النزول للواحدي‪ ،‬و كتاب العجاب لالمام ابن حجر‪ ،‬و كتب‬
‫علوم القرآن بصفة عامة حتدثت عن أسباب النزول مثل السيوطي و الزركشي ‪.‬‬
‫والعصر الحديث ألف فيه مؤلفات منهم الدكتور أبو عمر نادي األزهري واألستاذ إبراهيم العلي له كتاب صحيح أسباب النزول‬
‫ومقبل الوادعي كتاب فيما صح من أسباب النزول و آخر ما ألف يف اسباب النزول احملرر يف أسباب النزول للدكتور خالد املزيين‪.‬‬

‫أنواع المنزل من القرآن‬


‫النوع األول‪ :‬الهداية العامة ‪ :‬ما نزل ابتداء غير مرتبط بأي سبب من األسباب و على هذا أكثر آيات القرآن الكرمي‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬الهداية الخاصة ‪ :‬ما نزل بسبب و هو ما نعرب عنه باحلاجة‪ ،‬معرفة العقائد والشرائع واحلالل واحلرام واألخالق وغريها‬

‫تعريف أسباب النزول‬


‫ما نزل قرآن بشأنه وقت وقوعه ‪ ،‬يف كل األمر من األمور‬
‫مثال ذلك ‪ :‬غزوة بدر اختالف الصحابة يف الغنائم واألسرى فنزل سورة األنفال يف حل املشكلة‬

‫صور أسباب النزول‬


‫الصورة األولى‪ :‬أن تحدث الحادثة فينزل القرآن بشأهنا‬
‫الصورة الثانية‪ :‬أن يُسأل الرسول صلى اهلل عليه وسلم عن شيء فيتنزل القرآن ببيان احلكم فيه‪ ،‬جند يف القرآن كثريا يسألونك وكقصة خولة‬
‫بنت ثعلبة قال تعاىل‪ { :‬قد مسع اهلل قول اليت جتادلك يف زوجها }‬

‫‪9‬‬
‫طرق معرفة أسباب النزول‬
‫* سبب النزول ال مجال لالجتهاد فيه فهو منحصر في عهد النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫فال طريق لنا ملعرفة أسباب النزول إال بالرواية الصحيحة عمن شاهد أو حضر أو سمع‬
‫* الروايات الموقوفة عن التابعين وهي تأخذ حكم الحديث المرفوع فإن صح سندها قبلت‬
‫* ‪ /‬لماذا الروايات الموقوفة ؟ أليس عندنا روايات عن النبي صلى اهلل عليه وسلم "مرفوعة"؟‬
‫اجلواب ‪ :‬ال ليست عندنا روايات مرفوعة إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم يقول فيها ‪ :‬نزلت آية كذا يف بسبب كذا ‪ ،‬ألن الصحابة مل يكون حباجة‬
‫هلذا ألهنم عايشوا احلدث‪.‬‬
‫مثال ذلك ‪ :‬قصة اإلفك ملا روجها املنافقون يف أم املؤمنني عائشة رضي اهلل عنها ‪ ،‬كل الصحابة كانوا يعايشون احلادثة وينتظرون نزول حكم اهلل‬
‫فيها فنزلت سورة النور برباءة أم املؤمنني‪.‬‬
‫* اختلف العلماء فيما إذا ورد عن التابعين فهذا أيضا يعتبر في حكم المرفوع لكن قيدوه واشترطوا له شروط‪:‬‬
‫‪ / 1‬أن تكون العبارة صريحة في السببية‪.‬‬
‫‪ / 2‬أن يكون اإلسناد صحيحا إلى التابعي‬
‫‪ / 3‬أن يعضد بتابعي آخر‬
‫‪ / 4‬أن يكون التابعي من أئمة التفسير الذين أخذوا عن الصحابة مثل جماهد و عكرمة و سعيد بن جبري‪.‬‬

‫فوائد معرفة أسباب النزول‬


‫‪ / 2‬تيسير الحفظ و تسهيل الفهم و تثبيت الوحي يف ذهن كل من يسمع‬ ‫‪ / 1‬بيان الحكمة التي دعت إلى تشريع حكم من األحكام‬
‫اآلية‪.‬‬ ‫وإدراك مراعاة الشرع للمصالح العامة في عالج الحوادث‬
‫رحمة باألمة‬
‫‪ / 3‬يعين على فهم المراد باآلية و تفسيرها التفسير الصحيح‬
‫ويقول ابن دقيق العيد ‪ :‬بيان سبب النزول طريق قوي يف فهم معاين القرآن الكرمي‪.‬‬
‫ويقول ابن تيمية‪ :‬ومعرفة سبب النزول يعني على فهم اآلية فإن العلم بالسبب يورث العلم باملسبب‬
‫* ‪ /‬مثال ذلك ‪ :‬حترمي اخلمر يف سورة املائدة‪ ،‬قال تعاىل ‪ { :‬يا أيها الذين آمنوا إمنا اخلمر وامليسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل الشيطان‬
‫فاجتنبوه لعلكم تفلحون } مث قال بعد ذلك ‪ { :‬ليس على الذين آمنوا وعملوا الصاحلات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وأمنوا }‬
‫من الناس من فهم من هذه اآلية أن املسلم إذا كان من املؤمنني الصاحلني املتقني ال مانع من شرب اخلمر‪ ،‬وقد أخطئوا فلو علموا أسباب النزول‬
‫لفهموا معىن اآلية‪ ،‬سبب التنزيل أنه ملا نزل حترمي اخلمر بعض الصحابة قالوا يا رسول اهلل كيف بإخواننا الذين ماتوا وهي يف بطوهنم؟ فنزلت هذه‬
‫اآلية فأعلمهم اهلل أنه ال حرج على من شرب اخلمر ومات ألهنا كانت حالال ‪.‬‬
‫* ‪ /‬ومثال آخر‪ :‬عن ابن وهب عن بكري أنه سأل نافعا ‪ :‬كيف كان رأي ابن عمر يف احلرورية ؟‬
‫قال‪ :‬كان يراهم شرار اخللق إهنم انطلقوا إىل آيات أنزلت يف الكفار فجعلوها على املؤمنني‪.‬‬
‫يقول صاحب "املوافقات" معلقا‪ :‬فهذا معىن الرأي الذي نبه ابن عباس عليه وهو الناشيء عن اجلهل باملعىن الذي نزل فيه القرآن ‪ ،‬فالقرآن نزل‬
‫على أشياء تتعلق بالكافرين وخلودهم يف النار ‪ ،‬وما أشبه ذلك مث هؤالء احلرورية اخلوارج طبقوا هذه اآليات على املسلمني‪ ،‬وعلى بعض العصاة‬
‫واعتربوهم يف حكم الكفار‪ ،‬وهذا من سوء الفهم للقرآن الكرمي ‪ ،‬وهلذا ال بد من معرفة فيمن نزلت هذه اآليات أهي يف املسلمني أم يف الكفار‪.‬‬

‫صيغ أسباب النزول‬


‫*صيغ صريحة‪ :‬و هي على صورتني‪:‬‬
‫الثانية‪ :‬فأنزل اهلل كذا ‪ ،‬فنزلت آية كذا‪.‬‬ ‫األولى‪ :‬سبب نزول هذه اآلية كذا‬

‫‪10‬‬
‫*صيغ محتملة‪ :‬نزلت اآلية يف كذا‪ ،‬وأحسبها نزلت يف كذا فال يحكم له بسبب النزول إال بقرينة تدل على ذلك‬
‫المكي و المدني تعلق املوضوع باملكان‬
‫علم المكي والمدني يرتبط بالجانب المكاني وهذا على الوجه الغالب فالرسول صلى اهلل عليه وسلم قضى فرتتني يف حياته فرتة يف مكة من مث‬
‫هاجر إىل املدينة‪ ،‬فما كان في تلك الفترة يعبر عنه بالمكي ولو كان خارج مكة ‪ ،‬وما نزل بعد هجرته وكان أكثره في المدينة يعبر عنه‬
‫بالمدني ولو كان خارج المدينة ‪.‬‬

‫اهتمام العلماء بهذا العلم‬


‫اعتنى علماء اإلسالم بالمكي أمت عناية وذلك ما جنده يف الرعيل األول ومن بعدهم من علماء القرآن فهذا علي بن أيب طالب رضي اهلل عنه‬
‫يقول ‪ ":‬واهلل ما نزلت آية إال وقد علمت فيما أنزلت وأين أنزلت إن ريب وهب يل قلبا عقوال ولسانا سؤوال "‪.‬‬
‫إن عناية العلماء بالمكي و المدني لم تكن على وجه الترف و على وجه مضيعة الوقت و إنما كان لحكمة بالغة ‪.‬‬
‫السور المكية و السور المدنية‬
‫سور القرآن كامال ‪ 114‬سورة ‪ ،‬اجتهد العلماء رمحهم اهلل يف تصنيف السور إىل ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫القسم األول ‪ :‬السور المدنية هي ‪ 20‬سورة ‪ ،‬وهي أكثر من حيث المقدار‬
‫القسم الثاني ‪ :‬السور المكية ‪ 82‬سورة ‪ ،‬فهي أكثر من حيث العدد‬
‫القسم الثالث ‪ :‬السور المختلف فيها ‪ 12‬سورة‬

‫طريقة معرفة المكي و المدني‬


‫الطريقة الثانية‪ :‬هي الطريق القياسي االجتهادي‬ ‫الطريقة األولى‪ :‬هي طريقة النقل السماعي‬
‫أي ما جاء عن الصحابة رضي اهلل عنهم في تحديد سورة معينة وهذا يعلم من خالل معرفة خصائص السور المكية والمدنية ‪.‬‬
‫أي أن السور املكية هلا خصائصها وميزاهتا ‪ ،‬والسور املدنية كذلك هلا‬ ‫وتحديد مكان نزولها أو زمن نزولها‬
‫فمثال ‪ :‬أخرج البزار عن ابن عباس رضي اهلل عنهما عند قوله تعاىل خصائصها وميزاهتا‬
‫{ يا أيها النيب حسبك اهلل ومن اتبعك من املؤمنني } أهنا نزلت ملا‬
‫أسلم عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه ومن املعلوم أن عمر قد أسلم‬
‫يف مكة فاآلية إذن مكية‬
‫أيضا حديث عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ " :‬لقد نزلت مبكة على‬
‫حممد صلى اهلل عليه وسلم وإين جلارية ألعب" { بل الساعة‬
‫موعدهم و الساعة أدهى و أمر } وما نزلت سورة البقرة‬
‫والنساء إال وأنا عنده"‬
‫تحديد المكي و المدني اختلف العلماء يف تعريف املكي واملدين‪:‬‬
‫* ‪ /‬ومنهم من اعترب باخلطاب‬ ‫* ‪ /‬ومنهم من اعترب باملكان‬ ‫* ‪ /‬فمنهم من اعترب بالنزول‬
‫واألرجح والمعتبر عند أكثر العلماء هو ما كان باعتبار الزمان يعني باعتبار الهجرة فما كان قبل اهلجرة فهو من قبيل املكي وما بعدها فهو من‬
‫قبيل املدين‪.‬‬
‫ضوابط السور المكية و المدنية وهي على نوعين‪ :‬أي هناك ألفاظ تعرف من خالهلا أن هذه السورة مكية أو مدنية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬سمات لفظية‬


‫المدنية‪ :‬الحد‪ ،‬فريضة ‪ ،‬ذكر المنافقين‬ ‫المكية‪ :‬كلمة "كال"‪ ،‬سجدة التالوة‪ ،‬القسم‪ ،‬الحمد ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬سمات موضوعية‬
‫المدنية‪ :‬تتميز بالعناية ببيان العادات والمعامالت‪،‬مخاطبة أهل الكتاب‬ ‫المكية‪ :‬تتميز بقصر الفواصل و السور و اآليات ‪،‬العناية‬

‫‪11‬‬
‫وتناقشهم‪،‬طول الفواصل والسور‪،‬كشف النقاب عن المنافقين‪.‬‬ ‫بتأسيس العقيدة ‪ ،‬العناية بأصول العبادات و المعامالت‪.‬‬

‫* السبب في طول السور في المدينة وقصرها في مكة هو ‪:‬‬


‫أن قريش قوية يف اللغة والفصاحة والبيان فكان يكفيها بكالم قصري بليغ فيفهمونه ‪ ،‬أما أهل املدينة فأقل فصاحة من أهل مكة فاحتاجوا إىل‬
‫التطويل للفهم ‪.‬‬
‫فوائد معرفة المكي و المدني‬
‫‪ / 2‬معرفة معاني القرآن الكريم و تفسريه‬ ‫‪ / 1‬معرفة الناسخ و المنسوخ‬
‫‪ / 4‬معرفة سيرة النبي صلى اهلل عليه و سلم و أحواله‬ ‫‪ / 3‬معرفة تاريخ التشريع و التدرج يف التكليف‬
‫‪ / 6‬تحصيل األجر و العلم النافع‬ ‫‪ / 5‬معرفة عناية علماء اإلسالم بالقرآن الكريم‬
‫جمع القرآن الكريم ‪ :‬اجلمع يراد به أمران ‪:‬‬
‫الثاني ‪ :‬الكتابة ‪ :‬قال تعاىل ‪  :‬والطور وكتاب مسطور يف رق منشور ‪‬‬ ‫األول ‪ :‬الحفظ ‪ :‬قال تعاىل ‪  :‬ال حترك به لسانك لتعجل به إن‬
‫ولهذا يطلق على القرآن الكتاب ألنه يكتب ويطلق عليه القرآن ألنه يقرأ‬ ‫علينا مجعه و قرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ‪‬‬
‫‪ ‬فتوفر للقرآن الكريم جمعان ‪ :‬الجمع الكتابي والحفظ [في الصدور والسطور] ‪،‬‬
‫‪ ‬وهو من خصائص األمة احملمدية فقد تكفل اهلل حبفظه فقال ‪  :‬إنا حنن نزلنا الذكر و إنا له حلافظن ‪‬‬
‫مراحل جمع القرآن الكريم‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬جمع القرآن الكريم في عهد النبي صلى اهلل عليه و سلم مبعنيني مها ‪:‬‬

‫المعنى الثاني‪ :‬الجمع بمعنى الكتابة‬ ‫المعنى األول ‪ :‬الجمع بمعنى الحفظ‬
‫كان النبي صلى اهلل عليه و سلم يتشوق للوحي فإذا نزل عليه لم يظهر أثر في كتابة القرآن في العهد المكي بخالف العهد المدني فقد‬
‫اجتهد في حفظه وفي فهمه وتحفيظه للصحابة الكرام الذين كان اعتىن النيب بكتابة القرآن حيث كان يأمر الصحابة بكتابة ما نزل إليه ‪ ،‬كان‬
‫للنيب صلى اهلل عليه و سلم كتبة معروفني بُك َّتاب الوحي و كان من أجلهم‬ ‫عددهم كبريا يصعب حصره لكن أشهرهم‪:‬‬
‫علي بن أيب طالب ومعاوية وأيب بن كعب وزيد بن ثابت رضي اهلل عنهم‬ ‫اخللفاء األربعة وعبد اهلل بن مسعود وسامل ابن معقل موىل أيب‬
‫حذيفة ومعاذ بن جبل وأيب بن كعب وزيد بن ثابت وأبو زيد ابن أمجعني ‪.‬‬
‫السكن وأبو الدرداء ‪.‬‬
‫* أدوات الكتابة‪ :‬كانت حسب املوجود ‪ ،‬كجريد العسب واجللود والرقاع‬ ‫وكان جبريل يعارض رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم بالقرآن‬
‫واألحجار واألكتاف ‪...‬إىل غري ذلك‬ ‫كل سنة في ليالي رمضان والعام الذي ُتُو ِّفَي فيه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم َعرَض القرآن على جبريل مرتين ‪ ،‬فعن عبد اهلل بن عباس‬
‫رضي اهلل عنهما قال ‪(( :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أجود الناس ‪ ،‬وكان أجود ما يكون يف رمضان حني يلقاه جربيل ‪،‬‬
‫وكان يلقاه يف كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ‪ ،‬فلرسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم أجود باخلري من الريح املرسلة)) ‪ .‬وكان‬
‫الصحابة يعرضون على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ما لديهم‬
‫من القرآن حفظا وكتابة كذلك ‪.‬‬
‫* أول صدر حفظ القرآن هو صدر رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫*قبض رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم والقرآن محفوظ في الصدور ومكتوب في الصحف متفرق‬
‫مل يجمع في كتب واحد لسببان ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫الثاني ‪ :‬كتابة القرآن لم يكن ترتيبها بترتيب النزول بل تكتب اآلية بعد‬ ‫األول ‪:‬لم تكن هناك حاجة إلى جمعه في مصحف واحد ألن‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم كان ينزل عليه الوحي من حين آلخر نزولها حيث يشير النبي صلى اهلل عليه وسلم إلى موضع كتابتها بني آية‬
‫كذا وآية كذا يف سورة كذا‪ ،‬ولو مجع القرآن كله بني دفيت مصحف واحد‬ ‫وقد حيتمل النسخ لشيء نزل من قبل‪،‬قال تعاىل ‪ :‬ما ننسخ من‬
‫ألدى هذا إىل التغيري كلما نزل شيء من الوحي‪.‬فجربيل عليه السالم كان‬ ‫آية أو ُننسها نأيت خبري منها أو مثلها ‪ ‬كنسخ عدة املتوىف عليها‬
‫ينزل أحيانا بسور غري مكتملة ‪ ،‬وأحيانا بسور كثرية وكان صلى اهلل عليه‬ ‫زوجها يف سورة البقرة ‪.‬‬
‫وسلم يعرف فواصل السور ‪ :‬بـ ـ ـ (( بسم اهلل الرمحن الرحيم )) ‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي اهلل عنه‪:‬‬
‫* سببه ‪ :‬أن الصحابة رضي اهلل عنهم قد قتل كثير من القراء منهم يف يوم اليمامة فخشي عمر بن الخطاب أن يذهب القرآن بموت الحفاظ‬

‫* من قام بجمعه ؟‬
‫زيد بن ثابت رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫* خصال ومؤهالت زيد التي أهلته لجمع القرآن ‪:‬‬
‫شاب‪ ،‬عاقل‪ ،‬أمني ‪ ،‬كان يكتب الوحي للنيب صلى اهلل عليه و سلم ‪ ،‬فهذه الصفات أهلته هلذه املهمة‪.‬‬
‫طبيعة عمل زيد بن ثابت‪:‬‬
‫‪ / 1‬قام جبمع القرآن وكان ال يكتب شيئا حتى يشهد شاهدان على اآلية‬
‫‪ / 2‬كان جمعه على آخر عرضة عرضها جربيل على النيب صلى اهلل عليه وسلم‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬جمع القرآن في عهد عثمان رضي اهلل عنه‪:‬‬
‫* سببه ‪ :‬اختالف الناس في التالوة ( القراءة )‬
‫يف عهد عمر رضي اهلل عنه كثرت الفتوحات و تفرق الصحابة يف األمصار وكٌل له قراءة ‪ ،‬وقد ُأنزل القرآن يف سبعة أحرف ‪ ،‬وصار كل‬
‫صحايب يقرأ بقراءته اليت تعلمه عن النيب صلى اهلل عليه وسلم وعلمها الناس‪،‬فأصبح الناس يقرؤون بقراءهتم فحدث اختالف يف القراءة فُأشري على‬
‫عثمان رضي اهلل عنه أن جيمع الناس على قراءة واحدة حىت ال خيتلفوا على كتاهبم كما اختلف أهل الكتاب من قبلهم يف كتاهبم ‪.‬‬

‫* اللجنة التي جمعت القرآن ‪ :‬زيد بن ثابت ‪ ،‬عبد اهلل بن الزبير ‪ ،‬سعيد بن العاص ‪ ،‬عبد الرحمن بن الحارث بن هشام‬
‫*طبيعة العمل ‪ :‬عن أنس رضي اهلل عنه كما يف الصحيح‪ ":‬أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام يف أرمينية وأذربيجان مع‬
‫أهل العراق فأفزع حذيفة اختالفهم يف القراءة فقال لعثمان‪ :‬أدرك األمة قبل أن خيتلفوا اختالف اليهود والنصارى‪ ،‬فأرسل إىل حفصة أن أرسلي‬
‫إلينا الصحف لننسخها يف املصاحف مث نردها إليك فأرسلت هبا حفصة إىل عثمان فأمر الصحابة املكلفني جبمع القرآن فنسخوها يف املصاحف‪،‬‬
‫وقال عثمان للرهط القرشيني الثالثة‪ :‬إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت يف شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إمنا نزل بلساهنم‪ ،‬ففعلوا مث رد‬
‫عثمان الصحف إىل حفصة وأرسل إىل كل أفق مبصحف مما نسخوا وأمر مبا سواه من القرآن أن حيرق‪،‬قال زيد‪ :‬آية من األحزاب حني نسخنا‬
‫املصحف قد كنت أمسع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقرأ هبا فالتمسناها فوجدناها مع خزمية بن ثابت األنصاري‪  :‬من املؤمنني رجال صدقوا‬
‫ما عاهدوا اهلل عليه ‪ ‬فأحلقناها يف سورهتا من املصحف ‪ .‬نزلت هذه اآلية يف أنس بن النضر رضي اهلل عنه ملا أنه مل حيضر غزوة بدر فعاهد رَّبه‬
‫على أنه إذا حضر معركة مع املشركني أن يبلي فيها بالء حسنًا‪ .‬فكانت معركة أحد فأبلى بالء حسنة واستشهد رضي اهلل عنه ‪.‬‬

‫عدد المصاحف التي أرسلها عثمان رضي اهلل عنه‪:‬‬


‫كان عدد المصاحف ( ‪ ) 5‬أرسل بها إلى ‪ :‬مكة ‪ -‬املدينة ‪ -‬الشام ‪ -‬البصرة‪ -‬الكوفة – وأبقى مصحفا معه ‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة ‪ :‬جمع القرآن في العصر الحالي ( الجمع الصوتي ) ‪:‬‬


‫فمن اهتمام العلماء بالقرآن الكرمي استغالهلم لوسائل التقنية احلديثة‪ ،‬فاعتنوا جبمع القرآن صوتيا منذ أن ظهرت التقنية الصوتية وال يزال العلماء‬
‫‪13‬‬
‫وأهل اإلسالم يعتنون هبذا اجلانب عناية فائقة ‪ ،‬فجمعوا مجعا من للقراء يف العلم بأصواهتم ‪ ،‬وكذلك يأيت على رأس املعتنني بذلك جممع امللك فهد‬
‫لطباعة املصحف الشريف فإنه له عناية فائقة بتسجيل املصحف على رواياته املتعددة ‪.‬‬

‫الشبه التي استغلها أعداء الدين للنيل من القرآن و أهله‬


‫األولى ‪ :‬قال بعض الملحدين إن في القرآن ما ليس منه ‪ ،‬واستدلوا على ذلك مبا روي أن ابن مسعود أنكر أن املعوذتني من القرآن ‪ ،‬سوريت‬
‫الفلق والناس ‪.‬‬
‫‪ /* ‬ويجاب عن ذلك ‪ /‬بأن ما نقل عن ابن مسعود رضي اهلل عنه رواية لم تصح‬
‫‪ ‬ثم لو صح فهو مخالف إلجماع األمة‬
‫‪ ‬والقرآن نقل إلينا بالتواتر‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬يزعم نفر من غالة الشيعة الروافض أعداء الصحابة وأعداء الدين أن أبا بكر وعمر وعثمان حرفوا القرآن وأسقطوا بعض آياته‬
‫وسوره‬
‫*‪ /‬ويجاب عن ذلك ‪ /‬بأن هذه األقوال أباطيل ال سند لها وقد تبرأ بعض علماء الشيعة من هذا السخف ‪ ،‬والمنقول عن علي رضي اهلل عنه‬
‫الذي يدعون التشيع له يناقضه ويدل على انعقاد اإلجماع بتواتر القرآن الذي بين دفتي المصحف فقد أثر عنه أنه قال في جمع أبي بكر‬
‫رضي اهلل عنه ‪ " :‬أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر رحمة اهلل على أبي بكر هو أول من جمع كتاب اهلل "‪.‬‬
‫* ‪ /‬ثم هذا تكذيب هلل الذي قال بأنه يحفظ هذا القرآن وهذا كفر باهلل ‪ ،‬قال تعالى ‪  :‬إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ‪‬‬
‫سور القرآن و ترتيبه‬
‫أوال ‪ :‬اآليات‬
‫* ‪ /‬اصطالحا ‪ :‬هي الجملة من كالم اهلل تعالى المندرجة في سورة من القرآن الكريم‬ ‫* ‪ /‬تعريف اآلية لغة ‪ :‬العالمة‬

‫ترتيب اآليات ‪:‬‬


‫اجتمع العلماء على أن ترتيب اآليات توقيفي وال مجال لالجتهاد في ذلك‬
‫فعن عثمان بن أيب العاص رضي اهلل عنه قال‪ :‬كنت جالسا عند رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إذ شخص ببصره مث صوبه مث قال ‪ (( :‬أتاين جربيل‬
‫فأمرين أن أضع هذه اآلية هذا املوضع من هذه السورة ‪ :‬إن اهلل يأمر بالعدل واإلحسان و إيتاء ذي القرىب ‪ ‬إىل آخر اآلية ‪.‬‬

‫فوائد معرفة اآليات‪:‬‬


‫‪ / 1‬معرفة األحكام الفقهية املرتتبة على ذلك ‪ .‬فكل آية تتظمن ‪ / 2‬معرفة القدر الذي يصلي به المصلي يف صالته ( طوهلا وقصرها ) فمن‬
‫سنة النيب صلى اهلل عليه وسلم أنه كان يطيل الركعة األوىل دون الثانية ‪،‬‬ ‫حكم شرعي ‪ .‬مثال ذلك ‪:‬قوله تعاىل ‪  :‬وأقيموا الصالة وآتوا‬
‫الزكاة واركعوا مع الراكعني ‪ ‬فهذه اآلية متظمنة األمر بإقام صالة وكان يقرأ يف الفجر من ‪ 60‬إىل ‪ 100‬آية ‪ ،‬ويف الظهر يف األوىل بـ ـ‪ 30‬آية‬
‫ويف الثانية ‪ 15‬آية‪.‬‬ ‫اجلماعة وإيتاء الزكاة ‪ .‬كذلك أية األمر بأداء فريضة احلج على‬
‫املستطيع ‪ ...‬وغري ذلك ‪.‬‬
‫‪ / 3‬الحرص على ترتيب اآليات فال جيوز قراءهتا بدون الرتتيب الذي موجود يف املصحف ‪.‬‬
‫عدد اآليات ‪ :‬اآليات ال تقل عن ( ‪ ) 6200‬آية ‪.‬‬
‫‪ / 2‬البسملة‬ ‫‪ ‬اختلفوا في الزيادة على هذا المقدار والسبب يف ذلك ‪ / 1 :‬الوقف واالبتداء‬

‫‪14‬‬
‫‪ ‬اختلف العلماء في القراءة في الصالة ‪ .‬هل األحسن أن يقرأ المصلي بسورة صغيرة أو بسورة كبير كثيرة اآليات ؟‬
‫مثال ذلك ‪ :‬الصالة بسورة الكوثر سورة قصرية ثالثة آيات أو القراءة بثالثة آيات من سورة طويلة ‪.‬‬
‫فرجح العلماء القراءة بسورة قصرية قالوا ‪ :‬ألن القارئ ال حيسن الوقف واالبتداء ‪ ،‬فرمبا لو قرأ بالسورة الطويلة لبدأ مبكان ال حيسن اإلبتداء فيه‬
‫ويقف يف مكان ال حيسن الوقوف فيه ‪.‬‬
‫‪ ‬وقد ورد اإلشارة يف القرآن إىل عدد من اآليات ومن ذلك قوله تعاىل ‪  :‬ولقد آتيناك سبعا من املثاين والقرآن العظيم ‪ ‬أي سورة الفاحتة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السور‬
‫عدد السور‪ :‬هو ‪ 114‬سورة‪.‬‬
‫تعريف بالسورة ‪ :‬هي طائفة مستقلة من آيات القرآن ذات مطلع ومقطع ‪.‬‬

‫ترتيب السور‪ :‬اختلف العلماء على ثالث أقوال ‪:‬‬


‫الثاني ‪ :‬أن الترتيب إنما كان باجتهاد من الصحابة ويستدلون على ذلك‬ ‫األول ‪ :‬وهو الرأي المعتبر أن ترتيب السور على ما هو عليه‬
‫بأدلة منها أن مصحف علي رضي اهلل عنه كان مرتبا على النزول ‪.‬‬ ‫في المصحف توقيفي أي بأمر من الرسول صلى اهلل عليه و سلم‬
‫عن جربيل عليه السالم عن اهلل عز و جل على غرار ترتيب اآليات‬
‫‪ .‬وهذا هو القول الراجح ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬يرى أن بعض السور ترتيبه توقيفي والبعض اآلخر اجتهادي ‪.‬‬
‫تسمية السور‪:‬‬
‫‪ / 2‬ورد عن الصحابة كقول ابن عباس عن سورة احلشر هي سورة بين‬ ‫‪ / 1‬ورد عن النبي صلى اهلل عليه وسلم يف ذلك أحاديث‬
‫النضري ( وهي قبيلة من اليهود ) ‪.‬‬ ‫منها ‪ (( :‬اقرءوا البقرة فإن أخذها بركة )) ومسى البقرة وآل‬
‫عمران بالزهراوين‬
‫* والتسمية فيها سعة حىت أنه جيوز أن تسمى السورة كما هو صنيع الصحابة والتابعني ومن بعدهم يسمون السورة بشيء ظاهر فيها كتسمية‬
‫سورة البقرة لذكر البقرة فيها وكذلك آل عمران وسورة يوسف ومرمي وسورة املسد بتبت يدا أيب هلب ‪.‬‬
‫علم التفسير ومؤلفاته‬
‫علم التفسير هو من أجل العلوم الشرعية وأرفعها قدرا ‪ ،‬وشرف علم التفسير يأتي من جميع الجهات ‪ :‬موضوعه وغرضه واحلاجة إليه‬

‫من جهة غرضه ‪ :‬االعتصام بالعروة الوثقى والوصول إىل السعادة احلقيقية‬ ‫من جهة موضوعه ‪ :‬موضوع التفسير هو كالم اهلل وهو ينبوع‬
‫كل حكمة ومعدن كل فضيلة‬
‫من جهة شدة الحاجة إليه ‪ :‬الحاجة إليه شديدة ألن كل كمال ديني ودنيوي البد أن يكون موافقا للشرع وهو متوقف على العلم بكتاب‬
‫اهلل تعالى ‪.‬‬

‫اصطالحا ‪ :‬هو العلم الذي يعنى ببيان معاني القرآن الكريم‬ ‫تعريف علم التفسري لغة ‪ :‬اإلبانة والكشف‬
‫عرفه الزركشي‪ :‬بأنه علم يفهم به كتاب اهلل المنزل على نبيه محمد صلى اهلل عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه‬
‫والتفسري يتناول اجلوانب املعقولة واملعنوية‬
‫نشأة علم التفسير‪ :‬في مراحل ثالثة ‪:‬‬
‫ثالثا ‪ /‬التفسري يف عهد التابعني‬ ‫أوال ‪ /‬التفسري يف عهد الرسول صلى اهلل عليه و سلم ثانيا ‪ /‬التفسري يف عهد الصحابة‬

‫أوال ‪ :‬التفسير في عهد الرسول صلى اهلل عليه و سلم ‪:‬‬


‫تفسير الرسول صلى اهلل عليه وسلم هو كل قول أو فعل صدر من الرسول صلى اهلل عليه و سلم في بيان القرآن الكريم‬

‫‪15‬‬
‫قال تعاىل ‪ { :‬ونزلنا إليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورمحة وبشرى للمسلمني }‬
‫و{ َو َأْنَز ْلَنا ِإَلْيَك الِّذ ْك َر ِلُتَبَنِّي ِللَّناِس َم ا ُنِّزَل ِإَلْيِه ْم َو َلَعَّلُه ْم َيَتَف َّك ُر وَن } يبني للناس القرآن الكرمي بقوله وفعله وهديه‪.‬‬
‫أمثلة على ذلك ‪:‬‬
‫* ‪ /‬ما ورد عن عقبة بن عامر رضي اهلل عنه قال ‪ :‬مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو على املنرب يقول ‪:‬‬
‫‪ ‬وأعدوا هلم ما استطعتم من قوة و من رباط اخليل ‪ (( ‬أال إن القوة الرمي أال إن القوة الرمي أال إن القوة الرمي )) أخرجه مسلم‬
‫* ‪ /‬وقد يفسر بالفعل مثال ذلك‪:‬آية الوضوء ‪َ ‬يا َأُّيَه ا اَّلِذيَن آَم ُنوا ِإَذا ُقْم ُتْم ِإىَل الَّصاَل ِة َفاْغ ِس ُلوا ُوُج وَه ُك ْم َو َأْيِد َيُك ْم ِإىَل اْلَمَر اِفِق َو اْم َس ُح وا‬
‫ِبُرُءوِس ُك ْم َو َأْر ُج َلُك ْم ِإىَل اْلَك ْع َبِنْي ‪ ‬فغسل النيب صلى اهلل عليه وسلم وجهه ومضمض واستنشق وواظب عليها فدل على أن النيب صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فسر من غسل الوجه يف اآلية وكذلك مسح الرأس مسح معه األذنان ‪ .‬إذًا فسر النيب صلى اهلل عليه وسلم اآلية بقوله وفعله‬
‫* ‪ /‬قال صلى اهلل عليه وسلم ‪ْ ( :‬مَخٌس ِم َن اْلَغْيِب اَل َيْع َلُم َه ا ِإاَّل الَّلُه مث تال‪ِ { :‬إَّن الَّلَه ِعْنَد ُه ِعْلُم الَّس اَعِة َو ُيَنِّزُل اْلَغْيَث َو َيْع َلُم َم ا يِف اَألْر َح اِم َو َم ا‬
‫َتْد ِر ي َنْف ٌس َم اَذا َتْك ِس ُب َغًد ا َو َم ا َتْد ِر ي َنْف ٌس ِبَأِّي َأْر ٍض ُمَتوُت ِإَّن الَّلَه َعِليٌم َخ ِبٌري } )‪.‬‬
‫* ‪ /‬وقال صلى اهلل عليه وسلم عندما أنزلت عليه سورة الكوثر ‪َ " :‬أُتْد ُر وَن َم ا اْلَك ْو َثُر " ؟ ُقْلَنا ‪ :‬الَّلُه َو َرُس وُلُه َأْعَلُم ‪َ ،‬قاَل ‪َ ( :‬فِإَّنُه َنَه َر َو َعَد ِنيِه َر يِّب‬
‫َعَّز َو َج َّل َعَلْيِه َخ ْيٌر َك ِثٌري ُه َو َحْو ٌض َتِر ُد َعَلْيِه ُأَّم يِت َيْو َم اْلِق َياَم ِة ‪ ،‬آِنَيُتُه َعَد ُد الُّنُج وِم )‪.‬‬
‫مكانة التفسير النبوي‪:‬‬
‫إن السنة الصحيحة الصريحة بمنزلة القرآن الكريم من حيث التفسري والقبول والعمل أيضا ‪ ،‬قال صلى اهلل عليه وسلم ‪ ( :‬أال إن أوتيت القرآن‬
‫ومثله معه‪ )...‬احلديث‪ ،‬إال أن القرآن متعبد بتالوته واحلرف بعشر حسنات‪.‬‬
‫ف ما ثبت عن النيب صلى اهلل عليه وسلم من تفسري القرآن ال جيوز ألحد أن يتجاوزه أحد إىل ما خيالفه أو يتعارض معه؛ ألنه ينطق بالوحي { وما‬
‫ينطق عنه اهلوى إن هو إال وحي يوحى }‪.‬‬

‫‪ ‬وقد اختلف أهل التفسير في مقدار ما فسره النبي صلى اهلل عليه و سلم حسب نظرتهم إلى مفهوم التفسير ‪:‬‬
‫‪ / 2‬ومنهم من يقول أنه فسر القرآن كله‬ ‫‪ / 1‬فمنهم من يقول أنه فسر بعض القرآن‬
‫‪ ‬ويمكن الجمع بين القولين فنقول‪ :‬إن كان املقصود النص على معاين القرآن لفظة لفظة وكلمة كلمة فإن ذلك مل يقع وعلى هذا حيمل القول‬
‫األول ‪ ،‬أما إذا كان املقصود بيان معىن القرآن من حيث تفهيمه و ترمجته عمال وسلوكا فيحمل على القول الثاين و هو األظهر‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التفسير في عهد الصحابة ‪:‬‬
‫تفسري الصحايب هو كل قول ورد عن الصحابي في بيان القرآن ‪.‬‬
‫منهج الصحابة يف تفسري القرآن‪ :‬يقوم على ثالثة أسس‬
‫‪ / 1‬تفسير القرآن بالقرآن ‪ .‬وهي من أحسن الطرق‬
‫‪ / 2‬تفسير القرآن بأقوال النبي صلى اهلل عليه و سلم‬
‫‪ / 3‬تفسير القرآن باالجتهاد‬
‫المفسرون من الصحابة‬
‫كثر منهم اخللفاء األربعة وابن مسعود وابن عباس وكعب وزيد ابن ثابت وأبو موسى األشعري وعبد اهلل بن الزبري وعائشة رضوان اهلل عليهم‬
‫ِّذ‬ ‫ِق ِحْل‬ ‫َّل َّل ِه َّل‬
‫أمجعني وغريهم‪ .‬من تفسريها رضي اهلل عنها ما أخرجه الشيخان ‪َ :‬عْن الَّنِّيِب َص ى ال ُه َعَلْي َو َس َم َقاَل َمْن ُنو َش ا َس اَب ُع َب َقاَلْت ُقْلُت َأَلْيَس‬
‫ِك ِل‬ ‫ِلِك ِحل‬ ‫ِس‬ ‫ِح‬
‫َيُقوُل الَّلُه َتَعاىَل َفَس ْو َف َحُياَسُب َس اًبا َي ًريا َقاَل َلْيَس َذ ا َس اب وَل ْن َذ َك اْلَعْر ُض‬
‫وتفسير الصحابة يحتل المرتبة الثانية بعد تفسري النيب وميتاز باليسر والسهولة والبعد عن التعقيد والعمق كما قال عنهم ابن مسعود‪َ :‬أ َّر ِذِه‬
‫َب َه‬
‫اُألَّمِة ُقُلوًبا َو َأْع َم َق َه ا ِعْلًم ا َو َأَقَّلَه ا َتَك ُّلًف ا‬

‫ثانيا ‪ :‬التفسير في عهد التابعين‬


‫التابعي هو كل من لقي صحابيا مسلما و مات على اإلسالم‬
‫تفسري التابعي ‪ :‬هو كل ما ورد عن التابعي في بيان القرآن الكريم‬
‫‪16‬‬
‫االحتجاج بتفسير التابعين‬
‫ال شك أنه أقل درجة من تفسري الصحابة لكنه له قوته ومكانته ألهنم حضروا جمالس الصحابة رضوان اهلل عليهم ‪ ،‬وقال ابن تيمية ‪ :‬أما إذا‬
‫أجمعوا على الشيء فال يرتاب في كونه حجة‪ ،‬فإن اختلفوا فال يكون قول بعضهم حجة على بعض وال على من بعدهم ويرجع يف ذلك إىل‬
‫لغة القرآن أو السنة أو أقوال الصحابة يف ذلك‬
‫قال جماهد رمحه اهلل ‪ " :‬عرضت القرآن على ابن عباس ثالث عرضة أستوقفه عند كل آية وأسأله عنها "‬
‫منهج التابعين في التفسير ‪ :‬كان على غرار منهج الصحابة ‪.‬‬
‫المفسرون من التابعين‬
‫كثر منهم جماهد وسعيد بن جبري وعكرمة وعطاء وهم من تالمذة ابن عباس ‪ ،‬وزيد بن أسلم وأبو العالية حممد بن كعب القرضي وهم من تالمذة‬
‫أيب بن كعب وسعيد بن املسيب وعلقمة وقتادة بن دعامة السدوسي وابراهيم النخعي وغريهم‬
‫امتاز التفسير في عهد التابعين‪:‬‬
‫باالعتماد على التلقي والرواية ويغلب عليه جانب املشافهة أي مل يدون‬

‫عهد التدوين ‪:‬‬


‫بداياته‬
‫كانت يف أواخر عهد بين أمية وبدايات عهد العباسيني‪ ،‬وقد حظي احلديث باحلظ األوفر وكان التفسري بابا أساسيا من أبوابه‬
‫لكن كانت هناك مؤلفات مستقلة ‪ :‬كتفسري جماهد ت‪ 104:‬وغلب عليها األثر أي الرواية باإلسناد‬
‫أهم املؤلفات‬
‫‪ / 2‬احملرر الوجيز البن عطية‬ ‫‪ / 1‬جامع البيان لإلمام الطربي‬
‫‪ /3‬الكشاف للزخمشري‬
‫تفسري يعىن بالنحو‪:‬‬
‫‪ / 4‬البحر احمليط البن حيان‬
‫تفاسري تعىن بالفقه وآيات األحكام‪:‬‬
‫‪ / 5‬أحكام القرآن‪ :‬للجصاص احلنفي وللكيا اهلراسي الشافعي وأليب يعلى احلنبلي والبن العريب املالكي‬
‫تفسري يعىن باجلوانب العلمية‬
‫‪ / 6‬تفسري اجلواهر للطنطاوي‬
‫مجع بني القدمي واحلديث‬
‫‪ / 7‬تفسري التحرير والتنوير للشيخ حممد الطاهر بن عاشور‬
‫ودقق ونقح وهو من أفضل التفاسري لوال أنه على مذهب األشاعرة يف االعتقاد‬
‫تفاسري ساملة من البدعة ‪:‬‬
‫‪ / 8‬تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان للشيخ عبد الرمحن السعدي‬
‫‪ / 9‬أضواء البيان يف تفسري القرآن بالقرآن للشيخ حممد الشنقيطي‬
‫تفيسر متداول عند طالب العلم‬
‫‪ / 10‬تفسري القرآن العظيم البن كثري‬
‫تفاسري ذات اهتمامات منحرفة ‪ :‬للتسرتي "تفسري القرآن العظيم" اهتم باجلوانب الصوفية واأللوسي "روح املعاين" باجلوانب اإلشارية واخلفية يف‬
‫اآلية ‪.‬جانب التفسري املوضوعي‪" :‬التبيان يف أقسام القرآن" البن القيم ‪ ،‬وللواحدي أسباب النزول والناسخ واملنسوخ للنحاس‬
‫التفسير الموضوعي‪ :‬وهو أن يتناول إما موضوع أو قضية أو سورة ويتحدث فيها عن موضع معني‪.‬‬
‫أقسام التفسير ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫أوال ‪ :‬التفسير بالمأثور ‪ :‬يقتصر على ما ورد في القرآن والسنة أو كالم الصحابة‪ ،‬وهو على قسمني ‪:‬‬
‫‪ /2‬الضعيف املردود‬ ‫‪ /1‬الصحيح املقبول‬
‫ثانيا ‪ :‬التفسير بالرأي ‪ :‬يخضع للمعاني المعقولة ويخضع للرأي على قسمني ‪:‬‬
‫‪ / 2‬رأي مذموم‬ ‫‪ / 1‬رأي حممود‬
‫مقارنة‪:‬‬
‫احملرر الوجيز البن عطية‪:‬‬
‫‪/‬شخصي‪ /‬مغريب ‪ ،‬سين ‪ ،‬مالكي ‪/‬منهج‪ /‬الرواية ‪ ،‬سامل من البدع إال قليال‬
‫الكشاف للزخمشري‪:‬‬
‫‪/‬شخصي‪ /‬مشرقي ‪ ،‬معتزيل ‪ ،‬حنفي ‪/‬منهج‪ /‬الرأي املذموم ‪ ،‬داعية لالعتزال‬

‫التفسير بالمأثور وأهم المؤلفات فيه‬


‫وهو ميثل نصف التفسري ؛ ألن التفسري يأيت على قسمني‪ :‬منقول(األثر) ومعقول(الرأي)‬
‫التفسير باألثر‬
‫هو بيان معاين آيات القرآن الكرمي يف ضوء كتاب اهلل تعاىل وسنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وأقوال الصحابة مما ثبت منقوال‪.‬‬
‫مكانة التفسير بالمأثور(الصحيح)‬
‫أفضل أنواع التفسري وأعالها؛ ألنه إما تفسري للقرآن بالقرآن أي بكالم اهلل تعاىل ألنه أعلم مبراده ويدخل فيه ما جاء عن النيب اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وأقوال الصحابة الذين شاهدوا التنزيل وما يلحق هبم من أقوال التابعني‪.‬‬
‫الخالف في اعتبار التفسير بالقرآن من التفسير بالمأثور‬
‫ألنه يرى أن املأثور إمنا يصدق على ما نقل باألسانيد من أقوال الرسول صلى اهلل عليه وسلم والصحابة والتابعني‪ ،‬وهلذا ميكن أن يدخل عند أغلب‬
‫أهل العلم على سبيل التجوز والتسامح‬
‫ولكن القرآن أيضا والقراءات القرآنية المتواترة نقلت مأثورة باألسانيد الثابتة المتواترة جيال بعد جيل‪ ،‬هلذا أدرج تفسري القرآن بالقرآن من‬
‫قبيل التفسري باملأثور‬
‫مصادر التفسير بالمأثور‬
‫* ‪ /‬القرآن ‪ .‬أفضلها ‪ .‬ومن أمثلته {فتلقى آدم من ربه كلمات} {قاال ربنا ظلمنا أنفسنا وإن مل تغفر لنا وترمحنا لنكونن من اخلاسرين}‬
‫* ‪ /‬السنه ‪ .‬ومن أمثلته‪{ :‬وأنزلنا إليك الذكر لتبني للناس} ومنه تفسري {املغضوب عليهم}بأهنم اليهود‪ ،‬و{الضالني} بأهنم النصارى‪.‬‬
‫* ‪ /‬آثار الصحابة رضوان اهلل عليهم ؛ ملشاهدهتم التنزيل وحضورهم‬
‫األحداث والوقائع اليت نزل عليها القرآن‪.‬‬
‫* ‪ /‬أقوال التابعين ‪ ،‬وبعض العلماء ال يرى إدراج أقوالهم؛ ألن األصل أن يقتصر التفسري باألثر على املراتب الثالثة ألن التابعني ال منتهى حلدهم‬
‫وهلذا اقتصر بعض العلماء على أقوال كبار التابعين دون سواهم ال تابعي التابعني أو من دوهنم‪.‬‬
‫ِل ِه‬ ‫ِل‬ ‫ِذ‬ ‫ِد ِه‬
‫ومن األمثلة تفسري القرآن بالسنة ‪َ :‬عْن َعْب الَّل َقاَل َلَّم ا َنَز َلْت اَّل يَن آَم ُنوا َو ْمَل َيْلِبُس وا ِإَمياَنُه ْم ِبُظْلٍم َش َّق َذ َك َعَلى َأْص َح اِب َرُس و الَّل َص َّلى الَّلُه‬
‫َعَلْيِه َو َس َّلَم َو َقاُلوا َأُّيَنا اَل َيْظِلُم َنْف َس ُه َفَق اَل َرُس وُل الَّلِه َص َّلى الَّلُه َعَلْيِه َو َس َّلَم ‪َ ":‬لْيَس ُه َو َك َم ا َتُظُّنوَن ِإَمَّنا ُه َو َك َم ا َقاَل ُلْق َم اُن اِل ْبِنِه {َيا ُبَّيَن اَل ُتْش ِر ْك‬
‫ِبالَّلِه ِإَّن الِّش ْر َك َلُظْلٌم َعِظ يٌم}"‪.‬‬
‫وتعتبر القراءات رافد من روافد التفسير بالمأثور وهي ملحقة بتفسير القرآن بالقرآن‬
‫وهلذا يقول َجُماِه ٌد ‪َ" :‬لْو ُكْنت َقَر ْأت ِقَر اَءَة اْبِن َمْس ُعوٍد ْمَل َأْح َتْج َأْن َأْس َأَل اْبَن َعَّباٍس َعْن َك ِثٍري ِم ْن اْلُقْر آِن َّمِما َس َأْلت"‬
‫الخالف قليل مقارنة بالخالف في التفسير بالرأي ‪ ،‬واألغلب أن االختالف يف التفسري باملأثور يكون من قبيل اختالف التنوع وتغاير ال اختالف‬
‫التضاد‪ ،‬نوعان‬
‫‪ )1‬أن يعرب كل واحد عن املراد بعبارة غري عبارة صاحبه تدل على معىن يف املسمى غري املعىن اآلخر مع احتاد املسمى؛ كتفسري {الصراط‬

‫‪18‬‬
‫املستقيم}قيل ‪ :‬القرآن أي إتباعه وقيل ‪ :‬اإلسالم‪ ،‬فالقوالن متفقان ؛ ألن دين اإلسالم هو اتباع القرآن ولكن كل منهما نبه على وصف آخر‪.‬‬
‫‪ ) 2‬أن يذكر كل منهما من االسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه املستمع على النوع‬
‫ومثاله‪{ :‬مث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظامل لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق باخلريات بإذن اهلل}‬
‫قيل‪{ :‬السابق} املصلي يف أول الوقت‪/‬حمسن بالصدقة والزكاة و{املقتصد} يف أثنائه‪/‬الزكاة و{الظامل} من يؤخر العصر عند اإلصفرار ‪/‬مانع‬
‫الزكاة‬
‫ومن أسباب االختالف أيضا احتمال اللفظ ألكثر من معىن مثل االشرتاك اللغوي يف املعىن ‪ ،‬ومنها األلفاظ املتقاربة يف املعىن ‪.‬‬
‫أقسام التفسير بالمأثور من حيث "حكم القبول والرد"‬
‫* ‪ /‬ما ثبت صحته فإنه يجب قبوله وال جيوز العدول عنه * ‪ /‬مالم يثبت فإنه يجب رده وال ينبغي االشتغال به كاالسرائيليات‬
‫اإلسرائيليات‬
‫ِإ‬ ‫ِك ِب‬ ‫ِه‬ ‫ِه‬
‫َقاَل َرُس وُل الَّل َص َّلى الَّلُه َعَلْي َو َس َّلَم ‪ " :‬إذا حدثكم َأْه َل اْل َتا فال تصدقوهم وال تكذبوهم ‪َ ,‬ف َّم ا َأْن َحُيِّد ُثوُك ْم َحِبٍّق َفُتَك ِّذ ُبوُه ْم ‪َ ,‬أْو َحُيِّد ُثوُك ْم‬
‫ِبَباِط ٍل َفُتَص ِّد ُقوُه ْم "‬
‫اإلسرائيليات على ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫* ‪ /‬ما علمنا صحته مما هو بأيدينا فهذا صحيح و يأخذ به * ‪ /‬ما علمنا كذبه فإنه ينبغي رده * ‪ /‬ما هو مسكوت عنه فال نؤمن به وال نكذبه‪.‬‬
‫هل يعتد باإلسرائيليات في تفسير القرآن‪ ،‬فتكون كأقوال الرسول صلى اهلل عليه وسلم وتقارن بأقوال الصحابة والتابعين؟‬
‫األظهر واألوىل‪ ،‬أن ال يفسر القرآن باإلسرائيليات ؛ ألنه قد جاء يف كتاب اهلل تعاىل ويف سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ما يغين عن هذه‬
‫*من الكتب املهمة * كتاب "اإلسرائيليات واملوضوعات يف كتب التفسري" ‪ -‬د‪ .‬حممد ابو شهبه‬
‫أهم المؤلفات في التفسير بالمأثور‪:‬‬
‫* ‪ /‬أقدمها تفسري جماهد وحيىي بن سالم * ‪ /‬تفسري جامع البيان للطربي * ‪ /‬تفسري القرآن العظيم البن كثري * ‪ /‬تفسري احملرر الوجيز البن عطية‬
‫* ‪ /‬معامل التنزيل للبغوي * ‪ /‬الكشف والبيان للثعليب * ‪ /‬فتح القدير للشوكاين * ‪ /‬الدر املنثور للسيوطي * ‪ /‬أضواء البيان للشنقيطي‬

‫وال يشترط في التفسير بالمأثور أن يأتي باألسانيد كاملة هذا كان معموال به يف القرون األوىل مث تسومح يف هذه األسانيد واقتصر منها على‬
‫العزو فقط أو إىل أصحاب الكتب املعتربة يف القرن الثالث والرابع‪.‬‬
‫* ‪ /‬بعض مالمح كتاب جامع البيان للطبري‪:‬‬
‫ترمجة‪ :‬أبو جعفر حممد بن جرير‌ ولد يف طربستان تويف يف ‪ ، 310‬من علماء بغداد ‪ :‬عامل بالقراءات والتفسري واحلديث والتاريخ وله مذهب‬
‫مستقل واختيارات يف الفقه‪ ،‬قال ابن خزمية ‪ :‬ما أعلم على أدمي األرض أعلم من حممد بن جرير‪ ،‬وله "تاريخ األمم وامللوك وأخبارهم" هو من‬
‫أفضل الكتب‬
‫وكتابه جامع البيان ‪:‬‬
‫بدأه ب مقدمة ‪ :‬بني أنواع التفسري وما يتصل بالقراءات وتاريخ القرآن ووضح منهجه‬
‫مث‪ :‬شرع يف تفسري القرآن باألثر ملتزما بأسانيد فيفسر اآلية إمجاال مث يأيت بأقوال املفسرين ويقارن وحيلل ويرجح مع العناية بعلوم القرآن املتعلقة‬
‫بالتفسري كالناسخ واملنسوخ وأسباب النزول واهتم بالقراءات واإلعراب والفقه‪.‬‬
‫لكنه أكثر من اإلسرائيليات؛ ألن هذا منهج التزم به أن يورد كل ما جاء يف اآلية وقد أسند هذه الروايات بل تعقب أكثرها‬
‫وقد بنى تفسيره على منهج السلف ‪ ،‬فيقوم تفسريه على العقيدة الصحيحة يف ما يتعلق باألمساء والصفات وما عليه أهل السنة يف اجلوانب العقدية‪.‬‬
‫تميز هذا الكتاب ‪ :‬مبكانة مؤلفه وسالمة املعتقد وهو من أقدم وأفضل التفاسري ‪ ،‬واعتمد على أصح طرق التفسري واعتىن باملذهب السلفي ونصرته‬
‫* ‪ /‬عن أبوبكر اخلطيب‪ :‬وكتاب التفسري ومل يصنف أحد مثله * ‪ /‬والذهيب‪ :‬وله كتاب يف التفسري مل يصنف مثله‬
‫* ‪ /‬والنووي‪ :‬أمجعت األمة على أنه مل يصنف مثل تفسري الطربي‬
‫تفسير القرآن العظيم ابن كثير‬
‫أبو الفداء عمادالدين إمساعيل بن عمرو بن كثري الدمشقي ‪ ،‬واملتويف يف عام ‪ 774‬هـ‪ .‬وهو يف قوته العلمية ال يقل عن ابن جرير وهو من علماء‬

‫‪19‬‬
‫التاريخ"البداية والنهاية" من الكتب املعتربة وهو أيضا من علماء احلديث‬
‫المنهج يقوم تفسريه على األسس اليت اعتمدها الطربي‪ :‬املأثور‪ ،‬واعتىن باجلانب اللغة والعقيدة وذكر بعض القراءات لكن ليس كتوسع الطربي‬
‫وهو من حفظة مسند اإلمام أمحد لذلك كان ال يكاد جيد أدىن مناسبة لتفسري القرآن باحلديث من خالل مسند أمحد إال يأيت به‬
‫ومن أهم ما مييز هذا التفسري أن صاحبه من تالميذ االمام ابن تيميه فهو سامل املعتقد بل له عناية كبيرة بمعتقد السلف‬
‫وشاع عند الناس أن تفسير ابن كثير مختصر لجامع البيان؟‬
‫هذا غري صحيح‪ ،‬والصواب أنه اعتمد على جامع البيان يف جوانب كثرية لكنه استفاد وأتى وأضاف وعلق واستدرك فهو له منهجه اخلاص‪.‬‬
‫وله عناية كبرية باألحاديث فهو من احملدثني املعتربين ‪ :‬يتكلم على األحاديث تصحيحًا وتضعيفًا وهي ميزة عظيمة يف تفسريه‬
‫* ‪ /‬سهل األسلوب خبالف جامع البيان الذي متيز بالعمق * ‪ /‬استفاد من تفسري الزخمشري وابن عطية والقرطيب وغريهم‬
‫* ‪ /‬اهتم جبوانب علوم القرآن كأسباب النزول والفقه واللغة‬
‫* ‪ /‬وله موقف صارم من اإلسرائيليات وتعامله معها من وجهني‪:‬‬
‫* إما اإلعراض عنها‬
‫* أو يلمح هلا باإلشارة وال يذكر شيء منها أو يذكرها لكن يتوالها بالنقد ‪ ،‬ونادًر ا ما يوردها ويسكت عنها‬
‫قال الشوكاين‪":‬هو من أحسن التفاسري إن مل يكن أحسنها يذكر اآلية ويفسرها بعبارة سهلة موجزة ويعتين باملناسبة يف كثري من املواضع مث يورد‬
‫األحاديث"‬
‫التفسير بالرأي وأهم المؤلفات فيه ما لها وما عليها‪:‬‬
‫املقصود هو أن الغالب عليه الرأي‪.‬‬

‫التفسير بالرأي هو تفسير القرآن الكريم باالجتهاد وهو ما يعتمد فيه المفسر في بيان المعنى على الفهم و االستنباط بالرأي المجرد‪.‬‬

‫أهمية التفسير بالرأي‪:‬‬


‫* ‪ /‬تتمثل أمهيته يف قوله تعاىل ‪ { :‬أفال يتدبرون القرآن } * ‪ /‬ميثل أكثر التفسري بعد القرون املفضلة إىل عصرنا احلاضر‪.‬‬
‫أقسام التفسير بالرأي‪:‬‬
‫(أوال) التفسري بالرأي احملمود ‪:‬‬
‫هو الذي يعتمد على القواعد المعتبرة عند علماء التفسير مما كان جار على موافقة كالم العرب بشرط أال يتعارض مع الكتاب(القرآن‬
‫بالقرآن) والسنة(القرآن بالسنة) والتفسير األثري المجمع عليه من الصحابة والتابعين‬
‫حكمه‪ :‬جائز بشروط‪:‬‬
‫* ‪ /‬صحة االعتقاد * ‪ /‬ولزوم السنة * ‪ /‬وأن ال جيزم بأن ما يقدمه من تفسري هو مراد اهلل تعاىل بل هو من قبيل االجتهاد‪.‬‬
‫* ‪ /‬ويقبل من التفسري احملمود ما جاء من األئمة املعتربين الذين توفرت لديهم أدوات االجتهاد‪ ،‬وال يقبل قول من مل يكن له علم بأصول الشرع‬
‫نشأة التفسير بالرأي المحمود‪:‬‬
‫نشأ مبكًر ا منذ عهد النيب صلى اهلل عليه وسلم وهلذا دعا البن عباس بقوله ‪( :‬اللهم فقهه يف الدين وعلمه التأويل) والصحابة رضي اهلل عنهم‬
‫اجتهدوا يف تفسري بعض اآليات اليت التتعلق بالغيبيات أو األمور التوقيفية يف األمساء والصفات وهذا مما ورد مرفوعا أو له حكم الرفع ألنه ال جمال‬
‫لالجتهاد فيه‪.‬‬
‫وورد عن أيب بكر الصديق حينما سئل عن آية الكاللة‪ ،‬قال ‪ :‬أقول برأيي فإن كان صواًبا من اهلل وإن كان خطأ فمين ومن الشيطان‪.‬‬
‫من فوائده‪:‬‬
‫تعترب مساحته واسعة وممتدة على مر العصور‪ ،‬فال يضيق على الناس يف فهم القرآن ‪ ،‬وهذا يتفق مع كون القرآن صاحل لكل زمان ومكان‪ ،‬وهلذا‬
‫إفراغ للوسع وبذل اجلهد يف فهم القرآن على األسس املعترب يف التفسري مبا ال يتعارض مع العقل والنقل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫(ثانًيا) التفسير بالرأي المذموم ‪:‬‬
‫هو ما أتى على غير قواعد اللغة العربية وعلى غير نهج السلف في االعتقاد وما كان متعارًض ا مع أقوال الصحابة أو إجماع التابعين‬
‫قال تعاىل {وأن تقولوا على اهلل ما ال تعلمون} {وال تقف ما ليس به علم}‬
‫وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ( :‬من قال يف القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار )‬
‫وقال أبوبكر‪ " :‬أي مساء تظلين وأي أرض تقلين إذا قلت يف القرآن برأيي أو مبا ال أعلم "‬
‫حذر العلماء من هذا النوع وحددوا المجاالت التي ينبغي أن ال يتجاوزها التفسير بالرأي(فاألصل يف التفسري بالرأي اجلواز عموًم ا) ‪:‬‬
‫* ‪ /‬ما جاء فيه نص قطعي الثبوت والداللة على املراد حبيث يكون خالًيا من أي لبس أوغموض مما جاء يف الكتاب أوالسنة‪.‬‬
‫* ‪ /‬وحينما يفسر النيب صلى اهلل عليه وسلم معىن ينبغي أن نأخذه مبعناه الواسع وال نضيق فيه كقوله "أال إن القوة الرمي" فيدخل فيه كل الرمي‬
‫* ‪ /‬وما يتعلق بالعقائد من أركان اإلميان الستة * ‪ /‬وما يتعلق باألركان الخمسة والفضائل من األمانة والصدق ‪ ...‬ال ينبغي أن تأول على غري‬
‫وجهها ألن النصوص فيها صرحية * ‪ /‬وما جاء فيه اإلجماع من جمتهدي األئمة والسيما يف العصور األوىل فإن األمة ال جتتمع على ضاللة‪.‬‬
‫منشأ الخطأ في التفسير بالرأي غالبًا يرجع إىل جهتني ‪:‬‬
‫* ‪ /‬من اعتقد معاين مث أراد محل ألفاظ القرآن عليها‪ ،‬كالشيعة * ‪ /‬أن يفسر القرآن مبجرد ما يسوغ بدون نظر إىل املتكلم به واملنزل عليه‬
‫واملخاطب به‬
‫لذلك قل أن يتعارض التفسير بالرأي المحمود مع التفسير باألثر‪ ،‬أما الغالب أن التفسير المذموم يتعارض مع قواعد الشريعة ومع‬
‫النصوص التفصيلية التي جاءت في القرآن الكريم‬
‫حكمه‪:‬‬
‫التفسير بالرأي المحمود‪ :‬جائز بل المندوب إليها ؛ ألنه قل ما يتعارض مع األثر ومع قواعد الشريعة والنصوص التفصيلية يف الكتاب والسنة‬
‫التفسير بالرأي المذموم ‪ :‬محرم لذلك منه العلماء أشد التحذير‬

‫نماذج من المؤلفات في التفسير بالرأي‪:‬‬


‫(أ) التفسير بالرأي المحمود ‪:‬‬
‫األغلب يف التفاسري أهنا من التفسري بالرأي احملمود‬
‫* تيسري الكرمي الرمحن للسعدي‪ * ،‬البحر احمليط أليب حيان‪ ،‬اجلاللني للسيوطي‪ * ،‬وإرشاد العقل السليم أليب السعود‪.‬‬
‫* تفسري البيضاوي تفسري جيد ومع ذلك فيه بعض مسائل الكالم والفلسفة‬

‫* تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان للشيخ عبد الرحمن السعدي‪.‬‬
‫[لزوم منهج السلف‪/‬سهولة العبارة‪/‬العناية باالستنباط والرأي احملمود‪/‬اخللو من اإلسرائيليات]‬
‫* ‪ /‬االختصار يف العبارة والسهولة ال تعنت وال تكلف وال مشقة‬
‫* ‪ /‬يفسر كل آية يف موضعها "فال يقول سبق تفسريها ‪ " ...‬ألن اهلل تعاىل قد وصف هذا الكتاب باملثاين اليت تثىن فيه األخبار والقصص‬
‫* ‪ /‬املنهج‪ :‬يذكر اسم السورة ‪ ،‬وإن كانت مكية أم مدنية مث يذكر الخالف وسبب النزول مث يتكلم عن املعىن العام لآلية مع املراعاة على بيان‬
‫معتقد السلف واستنباط األحكام الفقهية ‪ ،‬وهو يعرض كليا عن الروايات اإلسرائيلية ورمبا نبه على ضعفها أحيانا‪.‬‬
‫* ‪ /‬تفسريه يعترب من التفسري بالرأي لكنه يفسر القرآن بالقرآن‬
‫* ‪ /‬واعتىن بالسنة يف بعض املواضع ومل يورد أي أحاديث ضعيفة ‪ ،‬مثال‪{ :‬فاذكروين أذكركم} احلديث (من ذكرين يف نفسه ذكرته يف نفسي ‪)..‬‬
‫* ‪ /‬واعتىن بعلوم القرآن‪ :‬أسباب النزول واملكي واملدين والناسخ واملنسوخ‬
‫* ‪ /‬أما آيات الصفات وما يتعلق بأمساء اهلل وصفاته فقد سلك منهج السلف‬
‫* ‪ /‬يعتين باجلوانب اليت هلا ارتباط بواقع العصر {واخليل والبغال‪ }..‬قال‪ ... :‬من األشياء اليت يركبها اخللق يف الرب والبحر واجلو نبه على اجلو ومل‬
‫يكن معروفا عند نزول القرآن وهذا من الرأي احملمود‬

‫‪21‬‬
‫(ب) غلب عليها التفسير بالرأي المذموم ‪:‬‬
‫* ‪ /‬تفسري الكشاف للزخمشري ألنه بىن تفسريه على أساس نصرة املذهب املعتزيل وحذر منه العلماء ألنه يدس االعتقاد املعتزيل دًس ا يف تفسريه‬
‫ويذم أهل السنة‪.‬وقال علي القاري‪" :‬وله دسائس خفيت على أكثر الناس فلهذا حرم بعض فقهائنا مطالعة تفسريه ملا فيه من سوء تعبريه يف تأويله‬
‫وتعبريه"‬
‫* ‪ /‬التفسري الكبري للرازي الذي بىن تفسريه على علم الكالم وعلى مذاهب األشاعرة والقضايا الكونية‬
‫* ‪ /‬و"تنزيه املطاعن" لعبد اجلبار املداين و"مهيان الزاد"‬
‫* ‪ /‬تفسير "حقائق التفسير" ومساه بعضهم أباطيل التفسري أليب عبد الرمحن السلمي ‪-‬شيخ الصوفية وليس التابعي اجلليل‪.-‬‬
‫ترمجة‪ :‬حممد بن احلسني بن حممد بن موسى بن عبد الرمحن السلمي‪ ،‬من نيسابور وشيخ الصوفية وعاملهم خبراسان ‪ ،‬ويعترب رأس من رؤوس‬
‫الصوفية وأحد شيوخها املعتربين ‪ ،‬من شيوخه أيب بكر القطيعي و أيب عباس األصم ‪ ،‬تويف سنة ‪ 412‬ه ـ‬
‫* ‪ /‬املنهج‪ :‬بىن تفسريه على أساس مذهب الصوفية الذين يعتمدون على الكشف واإلشارة والذوق والوجد دون اعتماد على ضوابط شرعية معتربة‬
‫لدى علماء اإلسالم‬
‫* ‪ /‬يهتم باألمور الباطنية‬ ‫* ‪ /‬يبني تفسيره على أقوال الصوفيه قاطًع ا النظر واالعتبار عن أقوال الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫* ‪ /‬ومن أهم السمات‪ :‬أنه ينقل عن أشياخ الصوفية ما يفهمونه من اآليات القرآنية‪ ،‬قال بعض العارفني ‪ ..‬وحنو ذلك‬
‫* ‪ /‬يقتصر على المعاني اإلشارية دون الظاهرة ويتكلف يف إيراد هذه األقوال‬
‫وقد حذر منه العلماء ونفروا منه‪ ,‬عن اإلمام الواحدي املفسر ـ رمحه اهلل ـ أنه قال ‪ :‬صنف أبو عبد الرمحن السلمي حقائق التفسري‪ ،‬فإن كان قد‬
‫اعتقد أن ذلك تفسري فقد كفر‬
‫مثال‪ :‬تفسريه لسورة الطور نقال عن عبد العزيز الكتاين‪{ ،‬والطور} {والبيت املعمور} {والسقف املرفوع} {والبحر املسجور}‬
‫ومثل هذه التفاسري تكون السالمة منها بالتحصن بقواعد التفسري وعقيدة أهل السنة واجلماعة ‪.‬‬

‫شروط المفسر وآدابه‬

‫أهمية معرفة شرط المفسر وآدابه‬


‫ما من علم إال وقد اشرتط له أهله شروًطا‪ ،‬وكتاب اهلل تعاىل أوىل بأحسن اآلداب وأقوى الشروط اليت تضمن سالمة املعىن وصيانة القرآن من أن‬
‫يكون عرضة لألهواء واللعب‪.‬‬
‫ومتثل للمفسر سياًج ا منيًع ا حتميه من الوقوع يف الزالت وتعترب من أسباب الورع والتثبت يف القرآن‪.‬‬
‫وقد استقرئت من خالل هدي السلف الصاحل رضوان اهلل عليهم ومن مناهج املفسرين وآداهبم وأقواهلم يف التفسري‬
‫ومن أفضل ما ألف يف هذا "تفسري القرآن الكرمي أصوله وضوابطه" للدكتور علي بن سليمان العبيد‬
‫الشروط العلمية‬
‫قال النووي يف "التبيان يف آداب محلة القرآن" ‪ :‬وحيرم تفسريه بغري علم والكالم يف معانيه ملن ليس من أهلها واألحاديث يف ذلك كثرية واإلمجاع‬
‫منعقد عليه‪.‬‬
‫حكم التفسير بحسب األشخاص‬
‫(جائز حسن باإلجماع) لمن كان أهال للتفسري جامعا لألدوات‬
‫(حرام عليه التفسير) لمن ليس بأهل للتفسري لكونه غري جامع ألدواته‬
‫فعلم التفسري أو احلديث يف التفسري على قسمني‪:‬‬
‫* ‪ /‬إبتداء وإنشاء ‪ :‬الرتجيح واالختيار والتحليل‬
‫* ‪ /‬أو نقل‪ :‬هذا قد تسومح فيه وجتوز فيه وهو ما جاء يف الفقرة األخرية من كالم النووي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫* كان سعيد بن املسيب إذا سئل عن تفسري آية من القرآن‪ :‬إنا ال نقول يف القرآن شيًئا‬
‫من العلوم التي ينبغي للمفسر أن يكون ملمًا بها ويؤهل نفسه تأهيال علميا قوًيا ‪:‬‬
‫* ‪ /‬حفظ القرآن الكرمي من فوائده تفسري القرآن بالقرآن مث معرفة القراءات‪.‬‬
‫* ‪ /‬علوم القرآن والناسخ واملنسوخ و املكي واملدين والوقف واالبتداء‪.‬‬
‫* ‪ /‬أنواع التفسريوأصوله وقواعده الكلية وطرق التفسري ‪.‬‬
‫* ‪ /‬علم الفقه وأصوله ‪.‬‬
‫* ‪ /‬علم اللغة العربية ‪.‬‬
‫* ‪ /‬علم العقيدة والتوحيد واألمساء والصفات ‪.‬‬
‫فحفظ القرآن الكريم من فوائده تفسير القرآن بالقرآن‬
‫ثم معرفة القراءات‪ ،‬كانت تتناول اللفظ أو املعىن‬
‫مثال‪ :‬أبوعمر البصري يقرأ {ومن كان يف هذه أعمى فهو يف اآلخرة أعمى} فيميل األوىل وال مييل الثانية ‪ ،‬وذلك ألن من أصوله أنه ال مييل ما‬
‫كان على وزن أفعل فاملعىن يكون ‪ :‬فهو يف اآلخرة أشد عمى‪.‬‬
‫وكذلك معرفة املدود واإلدغامات والتفخيم والرتقيق ألن هلا دالالت يف املعاين‬
‫وهلذا يقول ابن عاشور ‪ :‬وأنا أرى أن على املفسر أن يبني خالف القراءات املتواترة ألن يف خالفها توفري ملعاين اآلية غالبا ‪...‬‬
‫ألهنا أصال لغة القرآن ‪ ،‬وهلذا يقول جماهد ‪ :‬ال حيل ألحد يؤمن باهلل واليوم اآلخر أن يتكلم يف كتاب اهلل إذا مل يكن عاملا بلغات العرب‬
‫فاملعاىن خيتلف باختالف اإلعراب‪ ،‬فيجب أن يعرف النحو والتصريف والرتكيب وعلوم البالغة البيان واملعاين والبديع‬
‫ومعرفة أصول الفقه‪ :‬فالقرآن األصل األول للفقه لذلك قال الضحاك ‪ :‬عند قوله تعاىل ‪{ :‬ولكن كونوا ربانيني مبا كنتم تعلمون الكتاب ومبا‬
‫كنتم تدرسون} حق على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيها ‪.‬‬
‫ثم معرفة الحديث وسيرة النبي صلى اهلل عليه وسلم واألحوال اليت نزل فيها القرآن‬
‫قال عمر رضي اهلل عنه‪ :‬إمنا تنقض عرى االسالم عروة عروة إذا نشأ يف االسالم من ال يعرف اجلاهلية‬

‫الشروط العقلية‪:‬‬
‫* ‪ /‬وجود القدرة الذهنية والملكة والموهبة التي يستطيع من خاللها فهم القرآن‪ ،‬و ميكن أن ينميها بإذن اهلل من خالل العلوم اليت سبق‬
‫ذكرها‪.‬‬
‫قال الراغب األصفهاين‪ :‬علم املوهبة أحد العلوم اليت ال بد منها للمفسر‬
‫قال السيوطي‪ :‬لعلك تستشكل علم املوهبة وتقول هذا شيء ليس يف قدرة الإنسان وليس كما ظننت من الإشكال والطريق يف حتصيله ارتكاب‬
‫الأسباب املوصلة له من العلم والزهد‬
‫* ‪ /‬وبإذن اهلل تؤدي إىل ‪ :‬دقة الفهم والقدرة على الرتجيح واالستنباط‬
‫الشروط السلوكية‪:‬‬
‫* ‪ /‬اإلخالص‬
‫قال الزركشي‪ :‬واعلم انه ال حيصل للناظر فهم معاين الوحي حقيقة وال يظهر له أسرار العلم من غيب املعرفة ويف قلبه بدعة أو إصرار على ذنب‬
‫وبقلبه كرب أو هوى أو حب الدنيا أو يكون غري متحقق االميان أو ضعيف التحقيق أو معتمدا على قول مفسر ليس عنده إال علم بظاهر أو يكون‬
‫راجعا إىل معقوله وهذه كلها حجب وموانع وبعضها آكد من بعض‬
‫* ‪ /‬أن يكون متحري للصدق و الضبط يف النقل ‪ :‬التثبت‬
‫* ‪ /‬حسن السمت يف شكله العام‬
‫* ‪ /‬أن يكون متواضع ولني اجلانب ‪.‬‬
‫* ‪ /‬األناة و الروية وعدم االستعجال ‪ :‬يف الفهم والتفهيم‬

‫‪23‬‬
‫* ‪ /‬أن ال يتقدم على من هو أكرب منه أو أقدم منه ‪.‬‬
‫* ‪ /‬أن يرغب الناس يف أخالق القرآن وهداياته بيسر وسهولة دون تعنت وتشدد‬
‫* ‪ /‬أن يرتك املراء و اجلدل‪.‬‬
‫تطبيقات على سورة الفاتحة‬

‫علم النزول والمكي والمدني‪ :‬السورة من أوائل ما نزل ألن الصالة فرضت يف مكة واستدلوا بـ ــآية احلجر وهي سورة مكية{ولقد آتيناك سبع‬
‫من املثاين والقرآن العظيم}‬
‫ثم مواضيع السورة ثالثة‪:‬‬
‫* ‪ /‬السؤال والدعاء‬ ‫* ‪ /‬اخلضوع واإلستعانة‬ ‫* ‪ /‬احلمد والثناء‬
‫فنجدها مرتبطة بالعقيدة وباهلل وباليوم اآلخر وهذا من سمات السور المكية‬
‫* ‪ /‬لكن في السورة ذكر ألهل الكتاب { المغضوب عليهم} و{الضالين} وهذا من سمات السور المدنية؟‬
‫اجلواب‪ :‬احملور هو السمات املكية العقيدة واليوم اآلخر والتوحيد ‪ ،‬وقد تأيت اإلشارة ألهل الكتاب يف السور املكية‬

‫* ‪ /‬التفسير بالمأثور‬
‫* أضواء البيان للشنقيطي‪ :‬تفسري القرآن بالقرآن "مالك يوم الدين" تفسري القرآن بالسنة "غري املغضوب عليهم وال الضالني"‬
‫مثال‪َ :‬و َقْو ُلُه‪َ( :‬م اِلِك َيْو ِم الِّديِن )‬
‫ْمَل ُيَبِّيْنُه ُه َنا‪َ ،‬و َبَّيَنُه يِف َقْو ِلِه‪َ( :‬و َم ا َأْد َر اَك َم ا َيْو ُم الِّديِن َّمُث َم ا َأْد َر اَك َم ا َيْو ُم الِّديِن َيْو َم اَل ْمَتِلُك َنْف ٌس ِلَنْف ٍس َش ْيًئا) اآْل َيَة‬
‫َو اْلُمَر اُد ِبالِّديِن يِف اآْل َيِة اَجْلَز اُء‪َ .‬و ِم ْنُه َقْو ُلُه َتَعاىَل ‪َ( :‬يْو َم ِئٍذ ُيَو ِّفيِه ُم الَّلُه ِد يَنُه ُم اَحْلَّق ) َأْي ‪َ :‬جَز اُء َأْع َم اِهِلْم ِباْلَعْد ِل ‪.‬‬
‫* الشوكاين ‪ :‬بيان القراءات "ملك" و"مالك"‬
‫* آثار الصحابة والتابعني وأقوال املفسرين‬

‫* ‪ /‬التفسير بالرأي‬
‫* ‪ /‬بالرأي املذموم‪ :‬تفسري القرآن احلكيم "تفسري املنار" حملمد رشيد رضا ‪ ،‬ما ذكره يف تفسري{الرمحن الرحيم}‬
‫وتفسير السلف لهذه اآلية ولغيرها من األسماء والصفات ‪ :‬إثبات ما أثبته اهلل لنفسه وننفي ما نفاه اهلل تعاىل أيضا عن نفسه سواء كان يف‬
‫الكتاب من غري إحلاد يف ذلك ‪ ,‬ال بتحريف وال تعطيل وال تكييف وال متثيل‬

‫* ‪ /‬شروط المفسر وآدابه‪:‬‬


‫* ‪ /‬تقريب معاني القرآن للناس والتنبيه على الجوانب التربوية ‪ :‬الشيخ حممد بن عبد الوهاب يف تفسريه ل ـ ـ ـ ــ{غري املغضوب عليهم وال الضالني}‬
‫* ‪ /‬العناية بالجوانب اللغوية‪ :‬مثال البحر احمليط أليب حيان التوحيدي‬
‫* ‪ /‬بيان هدايات القرآن ‪ :‬مثال تفسري "مفاتيح الغيب" للرازي مع أنه حوى الكثير من الفلسفة والعلوم الكونية والكالم الذي ال طائل منه‬
‫اَأْلَّو ُل ‪َ :‬م ا َذَك ْر َناُه َأَّنُه َتَعاىَل ُيَر يِّب َعِبيَد ُه اَل ِلَغَر ِض َنْف ِس ِه َبْل ِلَغَر ِض ِه ْم َو َغْيُر ُه ُيَر ُّبوَن ِلَغَر ِض َأْنُفِس ِه ْم اَل ِلَغَر ِض َغِرْي ِه ْم ‪،‬‬
‫ٍء‬ ‫ِإ ِم‬ ‫ِر‬ ‫ِن‬ ‫ٍل ِن‬ ‫ِئِنِه يِف ِلِه‬ ‫يِف‬ ‫ِب ِة‬ ‫ِب ِر ِت‬ ‫ِإ‬ ‫يِن‬
‫الَّثا ‪َ :‬أَّن َغْيَر ُه َذا َر ىَّب َف َقْد ْلَك الَّتْر َي َيْظَه ُر الُّنْق َص اُن َخَز ا َو َم ا َو ُه َو َتَعاىَل ُمَتَعا َع الُّنْق َص ا َو الَّض َر ‪َ ،‬ك َم ا َقاَل َتَعاىَل ‪َ :‬و ْن ْن َش ْي‬
‫ِإاَّل ِعْنَد نا َخ زاِئُنُه َو ما ُنَنِّزُلُه ِإاَّل ِبَقَد ٍر َم ْع ُلوٍم ‪.‬‬
‫الَّثاِلُث ‪َ :‬أَّن َغْيَر ُه ِم َن اْلُم ْح ِس ِنَني ِإَذا َأَّحَل اْلَف ِق ُري َعَلْيِه َأْبَغَض ُه َو َح َر َمُه َو َم َنَعُه‪َ ،‬و اَحْلُّق َتَعاىَل ِخِب اَل ِف َذِلَك ‪َ ،‬ك َم ا َقاَل َعَلْيِه الَّصاَل ُة َو الَّس اَل ُم ِإَّن الَّلَه َتَعاىَل‬
‫ِحُي ُّب اْلُم ِلِّح َني يِف الُّد َعاِء ‪.‬‬
‫الَّر اِبُع‪َ :‬أَّن َغْي ُه ِم اْل ْح ِس ِنَني َم ا ْمَل ُيْطَلْب ِم ْنُه اِإْل ْح اُن ْمَل ُيْع ِط ‪َ ،‬أَّم ا اَحْلُّق َتَعاىَل َفَأَّنُه ُيْع ِط ي َقْب السؤال‪ ،‬أال َت ى َأَّنُه َر َّباَك َح اَل َم ا ُكْنَت َج ِنيًنا يِف‬
‫َر‬ ‫َل‬ ‫َس‬ ‫َر َن ُم‬
‫ِه‬ ‫ِق‬ ‫ِه‬
‫َر ِح ِم اُأْلِّم‪َ ،‬و َح اَل َم ا ُكْنَت َج ا اًل َغْيَر َعا ٍل ‪ ،‬اَل ْحُت ُن َأْن َتْس َأَل ْنُه َو َو َقاَك َو َأْح َسَن َلْيَك َمَع َأَّنَك َم ا َس َأْلَتُه َو َم ا َك اَن َلَك َعْق ٌل َو اَل َد اَيٌة‪.‬‬
‫ِإ‬ ‫ِم‬ ‫ِس‬

‫‪24‬‬
‫اَخْلاِم ُس ‪َ :‬أَّن َغْيَر ُه ِم َن اْلُم ْح ِس ِنَني َيْنَق ِط ُع ِإْح َس اُنُه ِإَّم ا ِبَس َبِب اْلَفْق ِر َأِو اْلَغْيَبِة َأِو اْلَمْو ِت ‪َ ،‬و اَحْلُّق َتَعاىَل اَل َيْنَق ِط ُع ِإْح َس اُنُه اْلَبَّتَة‪.‬‬
‫الَّس اِدُس ‪َ :‬أَّن َغْيَر ُه ِم َن اْلُم ْح ِس ِنَني ْخَيَتُّص ِإْح َس اُنُه ِبَق ْو ٍم ُدوَن َقْو ٍم َو اَل ْمُيِكُنُه الَّتْع ِم يُم َأَّم ا اَحْلُّق َتَعاىَل َفَقْد َو َص َل َتْر ِبَيُتُه َو ِإْح َس اُنُه ِإىَل اْلُك ِّل َك َم ا َقاَل ‪:‬‬
‫يِت ِس ُك َّل َش ٍء [اَأْلْع اِف ‪َ ]156 :‬ث َأَّن اىَل ُّب اْل اَلِم ْحُمِس ِإىَل ا اَل ِئِق َأ ِع ‪َ ،‬فِل َذ ا َقاَل اىَل يِف ِّق ْف ِس ِه ا ُد ِلَّلِه‬
‫َح َن َحْلْم‬ ‫َتَع‬ ‫َمْج َني َه‬ ‫َف َبَت ُه َتَع َر َع َني َو ٌن َخْل‬ ‫َر‬ ‫ْي‬ ‫َو َر َمْح َو َعْت‬
‫َر ِّب اْلَعاَلِم َني ‪.‬‬

‫‪25‬‬

You might also like