Professional Documents
Culture Documents
نشأة علوم القرآن :والكالم عنه مرتبط ببداية نزول القرآن نفسه ،يعين مع نزول القرآن بدأت علوم القرآن
* وأول ما نزل قوله :بـ ـ ( اقرأ ) ومن أنواع علوم القرآن معرفة أول ما * كيف هذا ؟ ملا نزل جربيل عليه السالم على النيب بالقرآن .هذا
نزل . يسمى الوحي ومعرفة الوحي من علوم القرآن
* كذلك نزلت هذه اآليات مبكة ومن أنواع علوم القرآن معرفة مكان
النزول .
لذا اعتىن الصحا بة هبذا العلم أمت عناية ،من حفظه وتالوته وتدبره ومعرفة قراءاته وتفسريه ،ومن هؤالء :عبد اهلل بن مسعود وعلي بن أيب طالب
وعبد اهلل بن عباس وأيب رضي اهلل عنهم أمجعني وغريهم وعلى ذلك درج التابعون رضوان اهلل عليهم .
وقد أشار النبي صلى اهلل عليه و سلم في أحاديثه إلى علوم القرآن فليست مسألة اجتهادية
2
* ورواية (( :اللهم فقه يف الدين وعلمه التأويل )) املقصود بالتأويل أي * ومن األدلة على ذلك :دعاء النيب صلى اهلل عليه و سلم البن
التفسري وهو من أجل علوم القرآن وأعظمها. عباس فقال (( :اللهم علمه الكتاب )) والكتاب هو القرآن وهذا
* قوله صلى اهلل عليه و سلم (( :خريكم من تعلم القرآن وعلمه )) واخلري الدعاء مطلق وشامل يشمل التفسري والقراءات و الناسخ و
هنا مطلق وهو يشمل كل أنواع اخلري من أنواع علوم القران املتصلة به ، املنسوخ وأسباب النزول ..اخل.
الداخلة يف تعلمه وتعليمه .
س /متى بدأ تدوين علوم القرآن وكتابتها في مصنفات ومؤلفات؟
ج /بدأ تدوين علوم القرآن مع تدوين التفسري .
س /لماذا ارتبطت علوم القرآن بعلم التفسير؟
ج /ألن التفسري يشتمل على مجلة من أنواع علوم القرآن
مراحل تدوين القرآن مراحل أربعة وهي :
المرحلة الثانية :من القرن الثالث إىل ظهور كتاب الربهان يف علوم القران. المرحلة األولى :منذ نشأته "منذ نزول القرآن" إىل هناية القرن
الثاين.
المرحلة الثالثة :من كتاب الربهان للزركشي إىل اإلتقان للسيوطي المرحلة الرابعة :ما بعد كتاب اإلتقان
* المرحلة األولى:
كانت عبارة عن روايات شفوية يتناقلها التابعون عن الصحابة وأتباع التابعني عن التابعني وأتباع أتباع التابعني عن أتباع التابعني حىت يصل السند
إىل قائله .هذه الطبقات الثالث هي العمدة في هذه المرحلة.
ويف هذه املرحلة دونت جمموعة من الكتب يف أنواع علوم القرآن و ميكن تقسيم هذه الكتب على النحو التايل :
أوال :روايات التفسير :وتصنف هذه الكتب إىل أقسام :
القسم األول :الكتابات الجزئية:
مثل تفسري سورة أو آية وهكذا ،كتفسري ابن عباس وجماهد والثوري وغريهم أو تفسري لعدد من املفسرين وكال النوعني مل يصلنا منها تفسري
شامل للقرآن الكرمي.
القسم الثاني :الكتابة الشاملة لجميع القرآن الكريم:
وقد نسب هذا التصنيف على هذا األسلوب للضحاك بن مزاحم املتوىف سنة 105ه ،وكذا تفسري سليمان وتفسري حيىي بن سالم.ومتيز هذا
التفسري باملقدمة اليت ذكروا فيها قدر البأس به من علوم القرآن
ثانيا :كتب مفردة ألفت في نوع من أنواع علوم القرآن الكريم:
* /ويف الوجوه و النظائر كتب مقاتل بن سليمان ،وهارون األعور * /يف نزول القرآن ما كتبه الضحاك وعكرمة ومحزة البصري والزهري
وحيىي بن سالم
* /ويف اآليات املتشاهبات :كثالثية الكسائي وهو احد القراء السبعة. * /ويف الناسخ و املنسوخ :كتب فيه قتادة و الزهري
* المرحلة الثانية:
استمرت الكتابة في التفسير في هذه المرحلة ومن الكتب :
/1جامع البيان البن جرير الطربي / 2احملرر الوجيز البن عطية / 3اجلامع ألحكام القران للقرطيب / 4البحر احمليط أليب حيان / 5
تفسري القرآن العظيم البن كثري
* ومن كتب علوم القرآن املفردة :
/ 1فضائل القران أليب عبيد القاسم بن سالم / 2تأويل مشكل القرآن البن قتيبة / 3أحكام القرآن للطحاوي / 4الناسخ و
املنسوخ للنحاس / 5التبيان يف إعراب القران للعكربي.
* تميز المرحلة الثانية عن المرحلة األولى بميزتين هما :
3
الميزة األولى :وجود كتب التفسري مرتبة على موضوعات علوم القرآن الكرمي ،كموضوع التفسري وموضوع القراءات واإلعراب
واألحكام..اخل .
من أمثلتها:
" / 1االستغناء يف تفسري القرآن " حملمد بن علي املعروف باالدفوي املتوىف سنة 388ه .حقق هذا الكتب يف أطروحة ماجستري لعلي بن عبيد
اهلل كحيالن .
" / 3اهلداية إىل بلوغ النهاية " للمكي بن أيب طالب القيسي. " / 2الربهان يف تفسري القرآن " للحفوي
الميزة الثانية :ظهور كتب مجعت أنواع من علوم القرآن
منها " / 1 :فهم القرآن" للمحاسيب " / 2التنبيه على فضل القرآن" أليب القاسم حممد بن احلسن " / 3فنون األفنان يف علوم القرآن" البن
اجلوزي " / 4مجال القراء وكمال اإلقراء" للطحاوي.
* المرحلة الثالثة :
استمر التصنيف في هذه المرحلة في علوم القران المفردة ،كما استمر التصنيف في التفسير أيضا .
* تفاسير هذه المرحلة :
" / 1التقييد الكبري لتفسري كتاب اهلل اجمليد " ألمحد بن حممد التونسي
" / 2اجلواهر احلسان يف تفسري القرآن " للثعاليب " / 3نظم الدرر يف تناسب اآليات والسور " للبقاعي
* استمر كذلك التصنيف في علوم القرآن المفردة :
" /1العجاب يف بيان األسباب " البن حجر العسقالين يف أسباب النزول " / 2كشف السرائر يف معىن الوجوه واألشباه والنظائر " البن
العماد
* ظهر في هذه المرحلة بعض التصنيفات التي تتسم بالجمع الجزئي ال بالجمع الكلي .
" / 1التيسري يف قواعد علم التفسري"
* ظهرت محاوالت أخرى في التصنيف في علوم القرآن
" / 3التحبري يف علوم " / 2الفوائد اجلميلة على اآليات اجلليلة " للرجراجي " / 1مواقع العلوم من مواقع النجوم " للربقيين
التفسري " للسيوطي.
* المرحلة الرابعة :
توقف التأليف في هذه المرحلة ،لكن كانت هناك حماوالت منا :
"/ 1الزيادة واإلحسان " " / 2التبيان لبعض املباحث املتعلقة بالقرآن " هذين الكتابني صارا على طريقة كتاب اإلتقان.
* ثم بدأ التأليف بعد ذلك بأسلوب مبسط وميسر تقريبا وتسهيال لطالب الجامعة ،وذلك مع االهتمام بتخصص علوم القرآن في
الجامعات .من ذلك :
" / 1مناهل العرفان يف علوم القرآن " للزرقاين وقد كتبه لطالب الدعوة واإلرشاد يف كليات األزهر.
" / 2مباحث يف علوم القران " للدكتور صبحي الصاحل وهذه املباحث كانت عبارة عن حماضرات ألقاها جبامعة دمشق.
* يتميز هذان الكتابان حبسن العرض وترتيب املعلومات واألسلوب األديب الرشيد يف عرض املادة العلمية.
" / 3مباحث علوم القران " ملناع خليل القطان وقد كتبه أيضا لطالب جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية .ويتميز هذا الكتاب جبودة التنظيم
وحسن ترتيب املعلومات مع سهولة العبارة ما جعله مناسبا للتدريس باجلامعات.
أوال :وحي المنام :أي ما يكون عن طريق الرؤيا يراها النبي عليه السالم في منامه ،وهذا أمر معروف ومشهور أن رؤيا األنبياء وحي ،وهو
أول ما بدء به الوحي الرؤيا الصاحلة و كان ال يرى رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح .وكذلك ما جاء عن إبراهيم وإمساعيل عليهما السالم .قال
تعاىل{ :فلما بلغ معه السعي قال يا بين إين أرى يف املنام أين أذحبك } فإبراهيم عليه السالم علم أن هذه الرؤيا وحي من اهلل { قال يا أبيت افعل
ما تأمر } وكذلك إمساعيل عليه السالم صرح أيضا بأنه يعتقد أن رؤيا األنبياء وحي فقال :افعل ما تؤمر .
ثانيا :اإللهام :وهي إلقاء المعاني في قلب النبي عليه الصالة والسالم .قال صلى اهلل عليه و سلم (( :أن روح القدس قد نفث يف روعي أنه
مل متوت نفس حىت تستويف أجلها وتستوعب رزقها )).
ثالثا :ما يكون كالما بين العبد وربه :اهلل تعاىل يكلم من يشاء من رسله،قال تعاىل { :تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم اهلل }
واملشهور أن من اختص بكالم اهلل هو موسى عليه السالم قال تعاىل { :وكلم اهلل موسى تكليما }
رابعا :ما يكون بواسطة جبريل عليه السالم :وهذا هو النوع الذي كان يتلقى النيب عليه الصالة والسالم به الوحي قال تعاىل { :وإنك لتلقى
القرآن من لدن حكيم عليم } أي بواسطة جربيل كما قال عز و جل { :قل نزله روح القدس من ربك باحلق } وقوله { :قل من كان عدوا
5
جلربيل فإنه نزله على قلبك بإذن اهلل } وغري ذلك من اآليات .
* مالحظة :القرآن كله جاء على النوع الرابع .
* قوله تعالى { :أو يرسل رسوال } يحتمل معنيين:
/ 1أن يرسل رسوال مالئكيا إىل بشري و هذا هو الغالب.
/ 2أو يرسل رسوال من البشر إىل نظرائه من اآلدميني .
* كالم المالئكة مع بعض اآلدميين بغير الوحي ال يكون وحيا و ال يكون المكلم نبيا.
* /الدليل :سأل احلارث بن هشام رضي اهلل عنه رسول اهلل صلى * مثال على تمثل جبريل في صورة رجل ،حديث عمر رضي اهلل عنه في
اهلل عليه وسلم عن صفة جميء الوحي إليه كما قالت عائشة رضي حقيقة اإلسالم قال " :بينما حنن عند رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ذات
اهلل عنها :فقال احلارث:كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول اهلل صلى يوم ،إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ،شديد سواد الشعر ،ال يرى
عليه أثر السفر ،وال يعرفه منا أحد " ..احلديث مث قال صلى اهلل عليه وسلم اهلل عليه وسلم (( :أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده
(( :هذا جربيل أتاكم يعلمكم دينكم )) علي فينفصم عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي
الملك رجال فيكلمني فأعي عنه ما يقول )) .
* /القرآن كله نزل على الحالة األولى:مثل صلصلة الجرس،وهو * /تمثل جبريل عليه السالم في صورة الصحابي دحية الكليب
األنسب ألن جبريل يكون على هيئته الملكية التي خلقه اهلل عليها؛ ألنه رضي اهلل عنه ،وذلك يف يف غزوة بين قريظة بعد غزوة اخلندق
لو نزل يف صورة رجل لكان مثار شك على ضعاف االميان
وهنا قد يشكل علينا حديث نزول سورة الكوثر :وهو ما جاء عن أنس رضي اهلل عنه قال بينا رسول اهلل بني أظهرنا إذ أغفى إغفاءة مث رفع
رأسه مبسما فقلنا :ما أضحكك يا رسول اهلل ؟ فقال :أنه نزل عليه أنفا سورة فقرأ بسم اهلل الرمحن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر ..احلديث
وقد وجه العلماء هذه اإلغفاءة بأنها الحالة التي تعتريه صلى اهلل عليه وسلم عند نزول الوحي وهي الغيبوبة عما حوله
أما بالنسبة للسنة والحديث القدسي فيكون باملعىن أو يف صورة صحايب
الرد على الشبه التي أثيرت حول الوحي:
الشبهة األولى ،قالوا :إذا كان الوحي ممكنا فلماذا خيتص ببعض الناس دون بعض ليكونوا واسطة ؟
* الجواب عن هذه الشبهة أن نقول :ليس كل البشر صالحين لتلقي الوحي وقادرين على تبليغه ،إمنا مرد ذلك إىل اهلل الذي قال :ﭽ اهلل
يصطفي من املالئكة رسال ومن الناس ﭼ وقال :ﭽ اهلل أعلم حيث جيعل رسالته ﭼ فهناك صفات وشروط البد من توفرها فيمن خيتاره اهلل
سبحانه وتعاىل للوحي إليه و تبليغ رسالته .فالرسول واسطة بني اهلل و عباده يف تبليغ الوحي .مث إن اهلل تبارك وتعاىل يؤيد من اصطفاه رسوال
بآيات يستدل هبا الناس على صدقه يف إدعاء النبوة .
الشبهة الثانية ،قالوا :أن القرآن ليس وحيا وإمنا حممد كان رجل ذكي وعبقري فكتب هذا الكتاب وزعم أن اهلل عز وجل أوحاه إليه
* الجواب عن هذه الشبهة نقول :لقد اشتمل القرآن على أمور غيبية مضت ،وأمور في المستقبل أخبر عنها القرآن ،وهذه األمور ال
6
تدرك بالذكاء وبالفطنة:
أوال :فأخرب عليه الصالة والسالم يف القرآن الكرمي عن األمم السابقة .وهو األمي الذي لم يقرأ ولم يكتب ولم يجلس بين يدي عالم ومل
خيرج من مكة لطلب العلم ،هذا دليل على أن القرآن كالم اهلل.فهذا اإلخبار عن السابقني ال ميكن أن يعلمه النيب صلى اهلل عليه وسلم إال عن
طريق الوحي ،كقصة نوح عليه السالم ختمها اهلل تعاىل بقوله { :تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت وال قومك من قبل هذا
}
ثانيا :إخباره عليه الصالة والسالم بأمور الحقة (مستقبل) .كما أخرب عن انتصار الروم على الفرس ،قال تعاىل { :امل * غلبت الروم * يف
أدىن األرض وهم من بعد غلبه سيغلبون * يف بضع سنني هلل األمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح املؤمنون } والبضع يطلق من ثالث إىل تسع .
* /فالنيب عليه الصالة والسالم كان يعلم أن قومه حريصين على تكذيبه فلم يكن ليجرؤ بالقول أن شيئا سيحصل في المستقبل إال وهو
متيقن من حصوله ووقوعه .فمثل هذه األخبار مبا مضى ومبا سيكون هذا ال يكون عن ذكاء و عبقرية ،ال يكون إال عن وحي من اهلل عز و جل.
* /مث إن النيب صلى اهلل عليه وسلم أخبر عن علم غيبي متعلق بعلم الطب أال وهو علم األجنة ،قال تعاىل { :ولقد خلقنا اإلنسان من سللة
من طني * مث جعلنه نطفة يف قرار مكني * مث خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا املضغة عظاما فكسونا العظام حلما } فأخرب عن علم
األجنة وهو مل يكن طبيبا ومل يدرس الطب ،فهذا من األمور اليت تدل على أن القرآن كالم اهلل رب العاملني وأن زعم املشركني أن حممدا افرتى
القرآن هذا زعم باطل مردود .
تنزالت القرآن
* /تنزلني وهو الراجح * للقرآن الكرمي تنزالت عديدة اختلف العلماء فيها / * :مجلة واحدة
والقول الراجح ما ذهب إليه الجمهور أن للقرآن الكريم تنزلين :
النزول األول:نزول القرآن جملة واحدة من اللوح احملفوظ إىل النزول الثاني:نزول القرآن منجما أي مفرقًا حسب الوقائع واألحداث
بيت العزة يف السماء الدنيا يف ليلة القدر املباركة من شهر رمضان .واألسباب على الرسول صلى اهلل عليه وسلم يف حنو 23سنة.
استدلوا بظاهر اآليات يف البقرة واحلشر والقدر وما أثر عن ابن عباس رضى اهلل عنهما
كيفية نزول القرآن على النبي عليه الصالة والسالم
* إذا نظرنا يف سرية النيب صلى اهلل عليه وسلم يتبني لنا أن القرآن كان ينزل على النيب عليه الصالة والسالم يف مجيع األوقات واألماكن ،بالليل
والنهار يف احلضر والسفر يف الصيف والشتاء ،لكن أكثر القرآن نزوال كان نهارا وحضرا
7
* أما أول أيام نزوله فكان يوم االثنين ،الدليل سئل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن صيام يوم االثنني وحرصه على على ذلك ،فقال :
(( ذلك يوم ولدت فيه و يوم بعثت فيه و يوم أنزل علي فيه )).
* مقدار ما كان ينزل على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم منجما خيتلف على حسب املوضوعات وعلى حسب احلاجات
* سؤال:من أين أخذ جبريل عليه السالم القرآن؟
ال شك أنه أخذه من اهلل مباشرة .القرآن مائة و أربعة عشر سورة ،قسمه العلماء ثالثني جزءًا.
ويرد سؤال وهو :إذا كان سمعه جبريل مباشرة فلماذا نزل من اللوح المحفوظ ؟ ولماذا جعل في بيت العزة في السماء الدنيا؟
اجلواب :أنه يدل على مزيد عناية اهلل هبذا القرآن و عظم شأنه عند اهلل تعاىل.
كم القدر الذي كان ينزل به جبريل عليه السالم ؟
مل يكن حمددا بقدر معني وإمنا كان ينزل على حسب املوضوعات واألحداث ،أحيانا ينزل بسورة كاملة وأحيانا ينزل بآيات قليلة أو آيات كثرية
8
ثانيا :إدراك أصالة التشريع اإلسالمي في تاريخ مصدره األصلي.
ثالثا :تمييز الناسخ والمنسوخ
أسباب النزول
أهمية موضوع أسباب النزول:
* له أمهية فائقة فهو من املوضوعات األساسية يف علوم القرآن واليت ينبغي لدارس القرآن الكرمي ،بل لدارس العلوم الشرعية أن يكون على علم
ودراية هبا.
* أن القرآن نزل لهداية الناس جميعهم كما قال تعاىل { :إن هذا القرآن يهدي لليت هي أقوم } يهدي يف كل األمر من األمور ،قال تعاىل{ :
ما فرطنا يف الكتاب من شيء } فهو نزل لاقامة أسس احلياة الفاضلة اليت تقوم دعامتها على االميان باهلل ورساالته وهذا متحقق يف مجيع آيات
القرآن.
اهتمام العلماء بهذا العلم
اعتىن العلماء هبذا املوضوع أمت عناية فألفوا فيه املؤلفات اخلاصة وأفردوه بالتأليف
منذ بدايات التأليف ،نذكر من هؤالء العلماء علي بن املديين ،و كتاب أسباب النزول للواحدي ،و كتاب العجاب لالمام ابن حجر ،و كتب
علوم القرآن بصفة عامة حتدثت عن أسباب النزول مثل السيوطي و الزركشي .
والعصر الحديث ألف فيه مؤلفات منهم الدكتور أبو عمر نادي األزهري واألستاذ إبراهيم العلي له كتاب صحيح أسباب النزول
ومقبل الوادعي كتاب فيما صح من أسباب النزول و آخر ما ألف يف اسباب النزول احملرر يف أسباب النزول للدكتور خالد املزيين.
9
طرق معرفة أسباب النزول
* سبب النزول ال مجال لالجتهاد فيه فهو منحصر في عهد النبي صلى اهلل عليه وسلم
فال طريق لنا ملعرفة أسباب النزول إال بالرواية الصحيحة عمن شاهد أو حضر أو سمع
* الروايات الموقوفة عن التابعين وهي تأخذ حكم الحديث المرفوع فإن صح سندها قبلت
* /لماذا الروايات الموقوفة ؟ أليس عندنا روايات عن النبي صلى اهلل عليه وسلم "مرفوعة"؟
اجلواب :ال ليست عندنا روايات مرفوعة إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم يقول فيها :نزلت آية كذا يف بسبب كذا ،ألن الصحابة مل يكون حباجة
هلذا ألهنم عايشوا احلدث.
مثال ذلك :قصة اإلفك ملا روجها املنافقون يف أم املؤمنني عائشة رضي اهلل عنها ،كل الصحابة كانوا يعايشون احلادثة وينتظرون نزول حكم اهلل
فيها فنزلت سورة النور برباءة أم املؤمنني.
* اختلف العلماء فيما إذا ورد عن التابعين فهذا أيضا يعتبر في حكم المرفوع لكن قيدوه واشترطوا له شروط:
/ 1أن تكون العبارة صريحة في السببية.
/ 2أن يكون اإلسناد صحيحا إلى التابعي
/ 3أن يعضد بتابعي آخر
/ 4أن يكون التابعي من أئمة التفسير الذين أخذوا عن الصحابة مثل جماهد و عكرمة و سعيد بن جبري.
10
*صيغ محتملة :نزلت اآلية يف كذا ،وأحسبها نزلت يف كذا فال يحكم له بسبب النزول إال بقرينة تدل على ذلك
المكي و المدني تعلق املوضوع باملكان
علم المكي والمدني يرتبط بالجانب المكاني وهذا على الوجه الغالب فالرسول صلى اهلل عليه وسلم قضى فرتتني يف حياته فرتة يف مكة من مث
هاجر إىل املدينة ،فما كان في تلك الفترة يعبر عنه بالمكي ولو كان خارج مكة ،وما نزل بعد هجرته وكان أكثره في المدينة يعبر عنه
بالمدني ولو كان خارج المدينة .
11
وتناقشهم،طول الفواصل والسور،كشف النقاب عن المنافقين. بتأسيس العقيدة ،العناية بأصول العبادات و المعامالت.
المعنى الثاني :الجمع بمعنى الكتابة المعنى األول :الجمع بمعنى الحفظ
كان النبي صلى اهلل عليه و سلم يتشوق للوحي فإذا نزل عليه لم يظهر أثر في كتابة القرآن في العهد المكي بخالف العهد المدني فقد
اجتهد في حفظه وفي فهمه وتحفيظه للصحابة الكرام الذين كان اعتىن النيب بكتابة القرآن حيث كان يأمر الصحابة بكتابة ما نزل إليه ،كان
للنيب صلى اهلل عليه و سلم كتبة معروفني بُك َّتاب الوحي و كان من أجلهم عددهم كبريا يصعب حصره لكن أشهرهم:
علي بن أيب طالب ومعاوية وأيب بن كعب وزيد بن ثابت رضي اهلل عنهم اخللفاء األربعة وعبد اهلل بن مسعود وسامل ابن معقل موىل أيب
حذيفة ومعاذ بن جبل وأيب بن كعب وزيد بن ثابت وأبو زيد ابن أمجعني .
السكن وأبو الدرداء .
* أدوات الكتابة :كانت حسب املوجود ،كجريد العسب واجللود والرقاع وكان جبريل يعارض رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم بالقرآن
واألحجار واألكتاف ...إىل غري ذلك كل سنة في ليالي رمضان والعام الذي ُتُو ِّفَي فيه صلى اهلل عليه
وسلم َعرَض القرآن على جبريل مرتين ،فعن عبد اهلل بن عباس
رضي اهلل عنهما قال (( :كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
أجود الناس ،وكان أجود ما يكون يف رمضان حني يلقاه جربيل ،
وكان يلقاه يف كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ،فلرسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم أجود باخلري من الريح املرسلة)) .وكان
الصحابة يعرضون على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ما لديهم
من القرآن حفظا وكتابة كذلك .
* أول صدر حفظ القرآن هو صدر رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم .
*قبض رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم والقرآن محفوظ في الصدور ومكتوب في الصحف متفرق
مل يجمع في كتب واحد لسببان :
12
الثاني :كتابة القرآن لم يكن ترتيبها بترتيب النزول بل تكتب اآلية بعد األول :لم تكن هناك حاجة إلى جمعه في مصحف واحد ألن
النبي صلى اهلل عليه وسلم كان ينزل عليه الوحي من حين آلخر نزولها حيث يشير النبي صلى اهلل عليه وسلم إلى موضع كتابتها بني آية
كذا وآية كذا يف سورة كذا ،ولو مجع القرآن كله بني دفيت مصحف واحد وقد حيتمل النسخ لشيء نزل من قبل،قال تعاىل :ما ننسخ من
ألدى هذا إىل التغيري كلما نزل شيء من الوحي.فجربيل عليه السالم كان آية أو ُننسها نأيت خبري منها أو مثلها كنسخ عدة املتوىف عليها
ينزل أحيانا بسور غري مكتملة ،وأحيانا بسور كثرية وكان صلى اهلل عليه زوجها يف سورة البقرة .
وسلم يعرف فواصل السور :بـ ـ ـ (( بسم اهلل الرمحن الرحيم )) .
المرحلة الثانية :جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي اهلل عنه:
* سببه :أن الصحابة رضي اهلل عنهم قد قتل كثير من القراء منهم يف يوم اليمامة فخشي عمر بن الخطاب أن يذهب القرآن بموت الحفاظ
* من قام بجمعه ؟
زيد بن ثابت رضي اهلل عنه.
* خصال ومؤهالت زيد التي أهلته لجمع القرآن :
شاب ،عاقل ،أمني ،كان يكتب الوحي للنيب صلى اهلل عليه و سلم ،فهذه الصفات أهلته هلذه املهمة.
طبيعة عمل زيد بن ثابت:
/ 1قام جبمع القرآن وكان ال يكتب شيئا حتى يشهد شاهدان على اآلية
/ 2كان جمعه على آخر عرضة عرضها جربيل على النيب صلى اهلل عليه وسلم
المرحلة الثالثة :جمع القرآن في عهد عثمان رضي اهلل عنه:
* سببه :اختالف الناس في التالوة ( القراءة )
يف عهد عمر رضي اهلل عنه كثرت الفتوحات و تفرق الصحابة يف األمصار وكٌل له قراءة ،وقد ُأنزل القرآن يف سبعة أحرف ،وصار كل
صحايب يقرأ بقراءته اليت تعلمه عن النيب صلى اهلل عليه وسلم وعلمها الناس،فأصبح الناس يقرؤون بقراءهتم فحدث اختالف يف القراءة فُأشري على
عثمان رضي اهلل عنه أن جيمع الناس على قراءة واحدة حىت ال خيتلفوا على كتاهبم كما اختلف أهل الكتاب من قبلهم يف كتاهبم .
* اللجنة التي جمعت القرآن :زيد بن ثابت ،عبد اهلل بن الزبير ،سعيد بن العاص ،عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
*طبيعة العمل :عن أنس رضي اهلل عنه كما يف الصحيح ":أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام يف أرمينية وأذربيجان مع
أهل العراق فأفزع حذيفة اختالفهم يف القراءة فقال لعثمان :أدرك األمة قبل أن خيتلفوا اختالف اليهود والنصارى ،فأرسل إىل حفصة أن أرسلي
إلينا الصحف لننسخها يف املصاحف مث نردها إليك فأرسلت هبا حفصة إىل عثمان فأمر الصحابة املكلفني جبمع القرآن فنسخوها يف املصاحف،
وقال عثمان للرهط القرشيني الثالثة :إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت يف شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إمنا نزل بلساهنم ،ففعلوا مث رد
عثمان الصحف إىل حفصة وأرسل إىل كل أفق مبصحف مما نسخوا وأمر مبا سواه من القرآن أن حيرق،قال زيد :آية من األحزاب حني نسخنا
املصحف قد كنت أمسع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقرأ هبا فالتمسناها فوجدناها مع خزمية بن ثابت األنصاري :من املؤمنني رجال صدقوا
ما عاهدوا اهلل عليه فأحلقناها يف سورهتا من املصحف .نزلت هذه اآلية يف أنس بن النضر رضي اهلل عنه ملا أنه مل حيضر غزوة بدر فعاهد رَّبه
على أنه إذا حضر معركة مع املشركني أن يبلي فيها بالء حسنًا .فكانت معركة أحد فأبلى بالء حسنة واستشهد رضي اهلل عنه .
الثانية :يزعم نفر من غالة الشيعة الروافض أعداء الصحابة وأعداء الدين أن أبا بكر وعمر وعثمان حرفوا القرآن وأسقطوا بعض آياته
وسوره
* /ويجاب عن ذلك /بأن هذه األقوال أباطيل ال سند لها وقد تبرأ بعض علماء الشيعة من هذا السخف ،والمنقول عن علي رضي اهلل عنه
الذي يدعون التشيع له يناقضه ويدل على انعقاد اإلجماع بتواتر القرآن الذي بين دفتي المصحف فقد أثر عنه أنه قال في جمع أبي بكر
رضي اهلل عنه " :أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر رحمة اهلل على أبي بكر هو أول من جمع كتاب اهلل ".
* /ثم هذا تكذيب هلل الذي قال بأنه يحفظ هذا القرآن وهذا كفر باهلل ،قال تعالى :إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون
سور القرآن و ترتيبه
أوال :اآليات
* /اصطالحا :هي الجملة من كالم اهلل تعالى المندرجة في سورة من القرآن الكريم * /تعريف اآلية لغة :العالمة
14
اختلف العلماء في القراءة في الصالة .هل األحسن أن يقرأ المصلي بسورة صغيرة أو بسورة كبير كثيرة اآليات ؟
مثال ذلك :الصالة بسورة الكوثر سورة قصرية ثالثة آيات أو القراءة بثالثة آيات من سورة طويلة .
فرجح العلماء القراءة بسورة قصرية قالوا :ألن القارئ ال حيسن الوقف واالبتداء ،فرمبا لو قرأ بالسورة الطويلة لبدأ مبكان ال حيسن اإلبتداء فيه
ويقف يف مكان ال حيسن الوقوف فيه .
وقد ورد اإلشارة يف القرآن إىل عدد من اآليات ومن ذلك قوله تعاىل :ولقد آتيناك سبعا من املثاين والقرآن العظيم أي سورة الفاحتة.
ثانيا :السور
عدد السور :هو 114سورة.
تعريف بالسورة :هي طائفة مستقلة من آيات القرآن ذات مطلع ومقطع .
من جهة غرضه :االعتصام بالعروة الوثقى والوصول إىل السعادة احلقيقية من جهة موضوعه :موضوع التفسير هو كالم اهلل وهو ينبوع
كل حكمة ومعدن كل فضيلة
من جهة شدة الحاجة إليه :الحاجة إليه شديدة ألن كل كمال ديني ودنيوي البد أن يكون موافقا للشرع وهو متوقف على العلم بكتاب
اهلل تعالى .
اصطالحا :هو العلم الذي يعنى ببيان معاني القرآن الكريم تعريف علم التفسري لغة :اإلبانة والكشف
عرفه الزركشي :بأنه علم يفهم به كتاب اهلل المنزل على نبيه محمد صلى اهلل عليه وسلم وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه
والتفسري يتناول اجلوانب املعقولة واملعنوية
نشأة علم التفسير :في مراحل ثالثة :
ثالثا /التفسري يف عهد التابعني أوال /التفسري يف عهد الرسول صلى اهلل عليه و سلم ثانيا /التفسري يف عهد الصحابة
15
قال تعاىل { :ونزلنا إليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورمحة وبشرى للمسلمني }
و{ َو َأْنَز ْلَنا ِإَلْيَك الِّذ ْك َر ِلُتَبَنِّي ِللَّناِس َم ا ُنِّزَل ِإَلْيِه ْم َو َلَعَّلُه ْم َيَتَف َّك ُر وَن } يبني للناس القرآن الكرمي بقوله وفعله وهديه.
أمثلة على ذلك :
* /ما ورد عن عقبة بن عامر رضي اهلل عنه قال :مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو على املنرب يقول :
وأعدوا هلم ما استطعتم من قوة و من رباط اخليل (( أال إن القوة الرمي أال إن القوة الرمي أال إن القوة الرمي )) أخرجه مسلم
* /وقد يفسر بالفعل مثال ذلك:آية الوضوء َ يا َأُّيَه ا اَّلِذيَن آَم ُنوا ِإَذا ُقْم ُتْم ِإىَل الَّصاَل ِة َفاْغ ِس ُلوا ُوُج وَه ُك ْم َو َأْيِد َيُك ْم ِإىَل اْلَمَر اِفِق َو اْم َس ُح وا
ِبُرُءوِس ُك ْم َو َأْر ُج َلُك ْم ِإىَل اْلَك ْع َبِنْي فغسل النيب صلى اهلل عليه وسلم وجهه ومضمض واستنشق وواظب عليها فدل على أن النيب صلى اهلل عليه
وسلم فسر من غسل الوجه يف اآلية وكذلك مسح الرأس مسح معه األذنان .إذًا فسر النيب صلى اهلل عليه وسلم اآلية بقوله وفعله
* /قال صلى اهلل عليه وسلم ْ ( :مَخٌس ِم َن اْلَغْيِب اَل َيْع َلُم َه ا ِإاَّل الَّلُه مث تالِ { :إَّن الَّلَه ِعْنَد ُه ِعْلُم الَّس اَعِة َو ُيَنِّزُل اْلَغْيَث َو َيْع َلُم َم ا يِف اَألْر َح اِم َو َم ا
َتْد ِر ي َنْف ٌس َم اَذا َتْك ِس ُب َغًد ا َو َم ا َتْد ِر ي َنْف ٌس ِبَأِّي َأْر ٍض ُمَتوُت ِإَّن الَّلَه َعِليٌم َخ ِبٌري } ).
* /وقال صلى اهلل عليه وسلم عندما أنزلت عليه سورة الكوثر َ " :أُتْد ُر وَن َم ا اْلَك ْو َثُر " ؟ ُقْلَنا :الَّلُه َو َرُس وُلُه َأْعَلُم َ ،قاَل َ ( :فِإَّنُه َنَه َر َو َعَد ِنيِه َر يِّب
َعَّز َو َج َّل َعَلْيِه َخ ْيٌر َك ِثٌري ُه َو َحْو ٌض َتِر ُد َعَلْيِه ُأَّم يِت َيْو َم اْلِق َياَم ِة ،آِنَيُتُه َعَد ُد الُّنُج وِم ).
مكانة التفسير النبوي:
إن السنة الصحيحة الصريحة بمنزلة القرآن الكريم من حيث التفسري والقبول والعمل أيضا ،قال صلى اهلل عليه وسلم ( :أال إن أوتيت القرآن
ومثله معه )...احلديث ،إال أن القرآن متعبد بتالوته واحلرف بعشر حسنات.
ف ما ثبت عن النيب صلى اهلل عليه وسلم من تفسري القرآن ال جيوز ألحد أن يتجاوزه أحد إىل ما خيالفه أو يتعارض معه؛ ألنه ينطق بالوحي { وما
ينطق عنه اهلوى إن هو إال وحي يوحى }.
وقد اختلف أهل التفسير في مقدار ما فسره النبي صلى اهلل عليه و سلم حسب نظرتهم إلى مفهوم التفسير :
/ 2ومنهم من يقول أنه فسر القرآن كله / 1فمنهم من يقول أنه فسر بعض القرآن
ويمكن الجمع بين القولين فنقول :إن كان املقصود النص على معاين القرآن لفظة لفظة وكلمة كلمة فإن ذلك مل يقع وعلى هذا حيمل القول
األول ،أما إذا كان املقصود بيان معىن القرآن من حيث تفهيمه و ترمجته عمال وسلوكا فيحمل على القول الثاين و هو األظهر.
ثانيا :التفسير في عهد الصحابة :
تفسري الصحايب هو كل قول ورد عن الصحابي في بيان القرآن .
منهج الصحابة يف تفسري القرآن :يقوم على ثالثة أسس
/ 1تفسير القرآن بالقرآن .وهي من أحسن الطرق
/ 2تفسير القرآن بأقوال النبي صلى اهلل عليه و سلم
/ 3تفسير القرآن باالجتهاد
المفسرون من الصحابة
كثر منهم اخللفاء األربعة وابن مسعود وابن عباس وكعب وزيد ابن ثابت وأبو موسى األشعري وعبد اهلل بن الزبري وعائشة رضوان اهلل عليهم
ِّذ ِق ِحْل َّل َّل ِه َّل
أمجعني وغريهم .من تفسريها رضي اهلل عنها ما أخرجه الشيخان َ :عْن الَّنِّيِب َص ى ال ُه َعَلْي َو َس َم َقاَل َمْن ُنو َش ا َس اَب ُع َب َقاَلْت ُقْلُت َأَلْيَس
ِك ِل ِلِك ِحل ِس ِح
َيُقوُل الَّلُه َتَعاىَل َفَس ْو َف َحُياَسُب َس اًبا َي ًريا َقاَل َلْيَس َذ ا َس اب وَل ْن َذ َك اْلَعْر ُض
وتفسير الصحابة يحتل المرتبة الثانية بعد تفسري النيب وميتاز باليسر والسهولة والبعد عن التعقيد والعمق كما قال عنهم ابن مسعودَ :أ َّر ِذِه
َب َه
اُألَّمِة ُقُلوًبا َو َأْع َم َق َه ا ِعْلًم ا َو َأَقَّلَه ا َتَك ُّلًف ا
17
أوال :التفسير بالمأثور :يقتصر على ما ورد في القرآن والسنة أو كالم الصحابة ،وهو على قسمني :
/2الضعيف املردود /1الصحيح املقبول
ثانيا :التفسير بالرأي :يخضع للمعاني المعقولة ويخضع للرأي على قسمني :
/ 2رأي مذموم / 1رأي حممود
مقارنة:
احملرر الوجيز البن عطية:
/شخصي /مغريب ،سين ،مالكي /منهج /الرواية ،سامل من البدع إال قليال
الكشاف للزخمشري:
/شخصي /مشرقي ،معتزيل ،حنفي /منهج /الرأي املذموم ،داعية لالعتزال
18
املستقيم}قيل :القرآن أي إتباعه وقيل :اإلسالم ،فالقوالن متفقان ؛ ألن دين اإلسالم هو اتباع القرآن ولكن كل منهما نبه على وصف آخر.
) 2أن يذكر كل منهما من االسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه املستمع على النوع
ومثاله{ :مث أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظامل لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق باخلريات بإذن اهلل}
قيل{ :السابق} املصلي يف أول الوقت/حمسن بالصدقة والزكاة و{املقتصد} يف أثنائه/الزكاة و{الظامل} من يؤخر العصر عند اإلصفرار /مانع
الزكاة
ومن أسباب االختالف أيضا احتمال اللفظ ألكثر من معىن مثل االشرتاك اللغوي يف املعىن ،ومنها األلفاظ املتقاربة يف املعىن .
أقسام التفسير بالمأثور من حيث "حكم القبول والرد"
* /ما ثبت صحته فإنه يجب قبوله وال جيوز العدول عنه * /مالم يثبت فإنه يجب رده وال ينبغي االشتغال به كاالسرائيليات
اإلسرائيليات
ِإ ِك ِب ِه ِه
َقاَل َرُس وُل الَّل َص َّلى الَّلُه َعَلْي َو َس َّلَم " :إذا حدثكم َأْه َل اْل َتا فال تصدقوهم وال تكذبوهم َ ,ف َّم ا َأْن َحُيِّد ُثوُك ْم َحِبٍّق َفُتَك ِّذ ُبوُه ْم َ ,أْو َحُيِّد ُثوُك ْم
ِبَباِط ٍل َفُتَص ِّد ُقوُه ْم "
اإلسرائيليات على ثالثة أقسام :
* /ما علمنا صحته مما هو بأيدينا فهذا صحيح و يأخذ به * /ما علمنا كذبه فإنه ينبغي رده * /ما هو مسكوت عنه فال نؤمن به وال نكذبه.
هل يعتد باإلسرائيليات في تفسير القرآن ،فتكون كأقوال الرسول صلى اهلل عليه وسلم وتقارن بأقوال الصحابة والتابعين؟
األظهر واألوىل ،أن ال يفسر القرآن باإلسرائيليات ؛ ألنه قد جاء يف كتاب اهلل تعاىل ويف سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ما يغين عن هذه
*من الكتب املهمة * كتاب "اإلسرائيليات واملوضوعات يف كتب التفسري" -د .حممد ابو شهبه
أهم المؤلفات في التفسير بالمأثور:
* /أقدمها تفسري جماهد وحيىي بن سالم * /تفسري جامع البيان للطربي * /تفسري القرآن العظيم البن كثري * /تفسري احملرر الوجيز البن عطية
* /معامل التنزيل للبغوي * /الكشف والبيان للثعليب * /فتح القدير للشوكاين * /الدر املنثور للسيوطي * /أضواء البيان للشنقيطي
وال يشترط في التفسير بالمأثور أن يأتي باألسانيد كاملة هذا كان معموال به يف القرون األوىل مث تسومح يف هذه األسانيد واقتصر منها على
العزو فقط أو إىل أصحاب الكتب املعتربة يف القرن الثالث والرابع.
* /بعض مالمح كتاب جامع البيان للطبري:
ترمجة :أبو جعفر حممد بن جرير ولد يف طربستان تويف يف ، 310من علماء بغداد :عامل بالقراءات والتفسري واحلديث والتاريخ وله مذهب
مستقل واختيارات يف الفقه ،قال ابن خزمية :ما أعلم على أدمي األرض أعلم من حممد بن جرير ،وله "تاريخ األمم وامللوك وأخبارهم" هو من
أفضل الكتب
وكتابه جامع البيان :
بدأه ب مقدمة :بني أنواع التفسري وما يتصل بالقراءات وتاريخ القرآن ووضح منهجه
مث :شرع يف تفسري القرآن باألثر ملتزما بأسانيد فيفسر اآلية إمجاال مث يأيت بأقوال املفسرين ويقارن وحيلل ويرجح مع العناية بعلوم القرآن املتعلقة
بالتفسري كالناسخ واملنسوخ وأسباب النزول واهتم بالقراءات واإلعراب والفقه.
لكنه أكثر من اإلسرائيليات؛ ألن هذا منهج التزم به أن يورد كل ما جاء يف اآلية وقد أسند هذه الروايات بل تعقب أكثرها
وقد بنى تفسيره على منهج السلف ،فيقوم تفسريه على العقيدة الصحيحة يف ما يتعلق باألمساء والصفات وما عليه أهل السنة يف اجلوانب العقدية.
تميز هذا الكتاب :مبكانة مؤلفه وسالمة املعتقد وهو من أقدم وأفضل التفاسري ،واعتمد على أصح طرق التفسري واعتىن باملذهب السلفي ونصرته
* /عن أبوبكر اخلطيب :وكتاب التفسري ومل يصنف أحد مثله * /والذهيب :وله كتاب يف التفسري مل يصنف مثله
* /والنووي :أمجعت األمة على أنه مل يصنف مثل تفسري الطربي
تفسير القرآن العظيم ابن كثير
أبو الفداء عمادالدين إمساعيل بن عمرو بن كثري الدمشقي ،واملتويف يف عام 774هـ .وهو يف قوته العلمية ال يقل عن ابن جرير وهو من علماء
19
التاريخ"البداية والنهاية" من الكتب املعتربة وهو أيضا من علماء احلديث
المنهج يقوم تفسريه على األسس اليت اعتمدها الطربي :املأثور ،واعتىن باجلانب اللغة والعقيدة وذكر بعض القراءات لكن ليس كتوسع الطربي
وهو من حفظة مسند اإلمام أمحد لذلك كان ال يكاد جيد أدىن مناسبة لتفسري القرآن باحلديث من خالل مسند أمحد إال يأيت به
ومن أهم ما مييز هذا التفسري أن صاحبه من تالميذ االمام ابن تيميه فهو سامل املعتقد بل له عناية كبيرة بمعتقد السلف
وشاع عند الناس أن تفسير ابن كثير مختصر لجامع البيان؟
هذا غري صحيح ،والصواب أنه اعتمد على جامع البيان يف جوانب كثرية لكنه استفاد وأتى وأضاف وعلق واستدرك فهو له منهجه اخلاص.
وله عناية كبرية باألحاديث فهو من احملدثني املعتربين :يتكلم على األحاديث تصحيحًا وتضعيفًا وهي ميزة عظيمة يف تفسريه
* /سهل األسلوب خبالف جامع البيان الذي متيز بالعمق * /استفاد من تفسري الزخمشري وابن عطية والقرطيب وغريهم
* /اهتم جبوانب علوم القرآن كأسباب النزول والفقه واللغة
* /وله موقف صارم من اإلسرائيليات وتعامله معها من وجهني:
* إما اإلعراض عنها
* أو يلمح هلا باإلشارة وال يذكر شيء منها أو يذكرها لكن يتوالها بالنقد ،ونادًر ا ما يوردها ويسكت عنها
قال الشوكاين":هو من أحسن التفاسري إن مل يكن أحسنها يذكر اآلية ويفسرها بعبارة سهلة موجزة ويعتين باملناسبة يف كثري من املواضع مث يورد
األحاديث"
التفسير بالرأي وأهم المؤلفات فيه ما لها وما عليها:
املقصود هو أن الغالب عليه الرأي.
التفسير بالرأي هو تفسير القرآن الكريم باالجتهاد وهو ما يعتمد فيه المفسر في بيان المعنى على الفهم و االستنباط بالرأي المجرد.
20
(ثانًيا) التفسير بالرأي المذموم :
هو ما أتى على غير قواعد اللغة العربية وعلى غير نهج السلف في االعتقاد وما كان متعارًض ا مع أقوال الصحابة أو إجماع التابعين
قال تعاىل {وأن تقولوا على اهلل ما ال تعلمون} {وال تقف ما ليس به علم}
وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ( :من قال يف القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار )
وقال أبوبكر " :أي مساء تظلين وأي أرض تقلين إذا قلت يف القرآن برأيي أو مبا ال أعلم "
حذر العلماء من هذا النوع وحددوا المجاالت التي ينبغي أن ال يتجاوزها التفسير بالرأي(فاألصل يف التفسري بالرأي اجلواز عموًم ا) :
* /ما جاء فيه نص قطعي الثبوت والداللة على املراد حبيث يكون خالًيا من أي لبس أوغموض مما جاء يف الكتاب أوالسنة.
* /وحينما يفسر النيب صلى اهلل عليه وسلم معىن ينبغي أن نأخذه مبعناه الواسع وال نضيق فيه كقوله "أال إن القوة الرمي" فيدخل فيه كل الرمي
* /وما يتعلق بالعقائد من أركان اإلميان الستة * /وما يتعلق باألركان الخمسة والفضائل من األمانة والصدق ...ال ينبغي أن تأول على غري
وجهها ألن النصوص فيها صرحية * /وما جاء فيه اإلجماع من جمتهدي األئمة والسيما يف العصور األوىل فإن األمة ال جتتمع على ضاللة.
منشأ الخطأ في التفسير بالرأي غالبًا يرجع إىل جهتني :
* /من اعتقد معاين مث أراد محل ألفاظ القرآن عليها ،كالشيعة * /أن يفسر القرآن مبجرد ما يسوغ بدون نظر إىل املتكلم به واملنزل عليه
واملخاطب به
لذلك قل أن يتعارض التفسير بالرأي المحمود مع التفسير باألثر ،أما الغالب أن التفسير المذموم يتعارض مع قواعد الشريعة ومع
النصوص التفصيلية التي جاءت في القرآن الكريم
حكمه:
التفسير بالرأي المحمود :جائز بل المندوب إليها ؛ ألنه قل ما يتعارض مع األثر ومع قواعد الشريعة والنصوص التفصيلية يف الكتاب والسنة
التفسير بالرأي المذموم :محرم لذلك منه العلماء أشد التحذير
* تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان للشيخ عبد الرحمن السعدي.
[لزوم منهج السلف/سهولة العبارة/العناية باالستنباط والرأي احملمود/اخللو من اإلسرائيليات]
* /االختصار يف العبارة والسهولة ال تعنت وال تكلف وال مشقة
* /يفسر كل آية يف موضعها "فال يقول سبق تفسريها " ...ألن اهلل تعاىل قد وصف هذا الكتاب باملثاين اليت تثىن فيه األخبار والقصص
* /املنهج :يذكر اسم السورة ،وإن كانت مكية أم مدنية مث يذكر الخالف وسبب النزول مث يتكلم عن املعىن العام لآلية مع املراعاة على بيان
معتقد السلف واستنباط األحكام الفقهية ،وهو يعرض كليا عن الروايات اإلسرائيلية ورمبا نبه على ضعفها أحيانا.
* /تفسريه يعترب من التفسري بالرأي لكنه يفسر القرآن بالقرآن
* /واعتىن بالسنة يف بعض املواضع ومل يورد أي أحاديث ضعيفة ،مثال{ :فاذكروين أذكركم} احلديث (من ذكرين يف نفسه ذكرته يف نفسي )..
* /واعتىن بعلوم القرآن :أسباب النزول واملكي واملدين والناسخ واملنسوخ
* /أما آيات الصفات وما يتعلق بأمساء اهلل وصفاته فقد سلك منهج السلف
* /يعتين باجلوانب اليت هلا ارتباط بواقع العصر {واخليل والبغال }..قال ... :من األشياء اليت يركبها اخللق يف الرب والبحر واجلو نبه على اجلو ومل
يكن معروفا عند نزول القرآن وهذا من الرأي احملمود
21
(ب) غلب عليها التفسير بالرأي المذموم :
* /تفسري الكشاف للزخمشري ألنه بىن تفسريه على أساس نصرة املذهب املعتزيل وحذر منه العلماء ألنه يدس االعتقاد املعتزيل دًس ا يف تفسريه
ويذم أهل السنة.وقال علي القاري" :وله دسائس خفيت على أكثر الناس فلهذا حرم بعض فقهائنا مطالعة تفسريه ملا فيه من سوء تعبريه يف تأويله
وتعبريه"
* /التفسري الكبري للرازي الذي بىن تفسريه على علم الكالم وعلى مذاهب األشاعرة والقضايا الكونية
* /و"تنزيه املطاعن" لعبد اجلبار املداين و"مهيان الزاد"
* /تفسير "حقائق التفسير" ومساه بعضهم أباطيل التفسري أليب عبد الرمحن السلمي -شيخ الصوفية وليس التابعي اجلليل.-
ترمجة :حممد بن احلسني بن حممد بن موسى بن عبد الرمحن السلمي ،من نيسابور وشيخ الصوفية وعاملهم خبراسان ،ويعترب رأس من رؤوس
الصوفية وأحد شيوخها املعتربين ،من شيوخه أيب بكر القطيعي و أيب عباس األصم ،تويف سنة 412ه ـ
* /املنهج :بىن تفسريه على أساس مذهب الصوفية الذين يعتمدون على الكشف واإلشارة والذوق والوجد دون اعتماد على ضوابط شرعية معتربة
لدى علماء اإلسالم
* /يهتم باألمور الباطنية * /يبني تفسيره على أقوال الصوفيه قاطًع ا النظر واالعتبار عن أقوال الرسول صلى اهلل عليه وسلم
* /ومن أهم السمات :أنه ينقل عن أشياخ الصوفية ما يفهمونه من اآليات القرآنية ،قال بعض العارفني ..وحنو ذلك
* /يقتصر على المعاني اإلشارية دون الظاهرة ويتكلف يف إيراد هذه األقوال
وقد حذر منه العلماء ونفروا منه ,عن اإلمام الواحدي املفسر ـ رمحه اهلل ـ أنه قال :صنف أبو عبد الرمحن السلمي حقائق التفسري ،فإن كان قد
اعتقد أن ذلك تفسري فقد كفر
مثال :تفسريه لسورة الطور نقال عن عبد العزيز الكتاين{ ،والطور} {والبيت املعمور} {والسقف املرفوع} {والبحر املسجور}
ومثل هذه التفاسري تكون السالمة منها بالتحصن بقواعد التفسري وعقيدة أهل السنة واجلماعة .
22
* كان سعيد بن املسيب إذا سئل عن تفسري آية من القرآن :إنا ال نقول يف القرآن شيًئا
من العلوم التي ينبغي للمفسر أن يكون ملمًا بها ويؤهل نفسه تأهيال علميا قوًيا :
* /حفظ القرآن الكرمي من فوائده تفسري القرآن بالقرآن مث معرفة القراءات.
* /علوم القرآن والناسخ واملنسوخ و املكي واملدين والوقف واالبتداء.
* /أنواع التفسريوأصوله وقواعده الكلية وطرق التفسري .
* /علم الفقه وأصوله .
* /علم اللغة العربية .
* /علم العقيدة والتوحيد واألمساء والصفات .
فحفظ القرآن الكريم من فوائده تفسير القرآن بالقرآن
ثم معرفة القراءات ،كانت تتناول اللفظ أو املعىن
مثال :أبوعمر البصري يقرأ {ومن كان يف هذه أعمى فهو يف اآلخرة أعمى} فيميل األوىل وال مييل الثانية ،وذلك ألن من أصوله أنه ال مييل ما
كان على وزن أفعل فاملعىن يكون :فهو يف اآلخرة أشد عمى.
وكذلك معرفة املدود واإلدغامات والتفخيم والرتقيق ألن هلا دالالت يف املعاين
وهلذا يقول ابن عاشور :وأنا أرى أن على املفسر أن يبني خالف القراءات املتواترة ألن يف خالفها توفري ملعاين اآلية غالبا ...
ألهنا أصال لغة القرآن ،وهلذا يقول جماهد :ال حيل ألحد يؤمن باهلل واليوم اآلخر أن يتكلم يف كتاب اهلل إذا مل يكن عاملا بلغات العرب
فاملعاىن خيتلف باختالف اإلعراب ،فيجب أن يعرف النحو والتصريف والرتكيب وعلوم البالغة البيان واملعاين والبديع
ومعرفة أصول الفقه :فالقرآن األصل األول للفقه لذلك قال الضحاك :عند قوله تعاىل { :ولكن كونوا ربانيني مبا كنتم تعلمون الكتاب ومبا
كنتم تدرسون} حق على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيها .
ثم معرفة الحديث وسيرة النبي صلى اهلل عليه وسلم واألحوال اليت نزل فيها القرآن
قال عمر رضي اهلل عنه :إمنا تنقض عرى االسالم عروة عروة إذا نشأ يف االسالم من ال يعرف اجلاهلية
الشروط العقلية:
* /وجود القدرة الذهنية والملكة والموهبة التي يستطيع من خاللها فهم القرآن ،و ميكن أن ينميها بإذن اهلل من خالل العلوم اليت سبق
ذكرها.
قال الراغب األصفهاين :علم املوهبة أحد العلوم اليت ال بد منها للمفسر
قال السيوطي :لعلك تستشكل علم املوهبة وتقول هذا شيء ليس يف قدرة الإنسان وليس كما ظننت من الإشكال والطريق يف حتصيله ارتكاب
الأسباب املوصلة له من العلم والزهد
* /وبإذن اهلل تؤدي إىل :دقة الفهم والقدرة على الرتجيح واالستنباط
الشروط السلوكية:
* /اإلخالص
قال الزركشي :واعلم انه ال حيصل للناظر فهم معاين الوحي حقيقة وال يظهر له أسرار العلم من غيب املعرفة ويف قلبه بدعة أو إصرار على ذنب
وبقلبه كرب أو هوى أو حب الدنيا أو يكون غري متحقق االميان أو ضعيف التحقيق أو معتمدا على قول مفسر ليس عنده إال علم بظاهر أو يكون
راجعا إىل معقوله وهذه كلها حجب وموانع وبعضها آكد من بعض
* /أن يكون متحري للصدق و الضبط يف النقل :التثبت
* /حسن السمت يف شكله العام
* /أن يكون متواضع ولني اجلانب .
* /األناة و الروية وعدم االستعجال :يف الفهم والتفهيم
23
* /أن ال يتقدم على من هو أكرب منه أو أقدم منه .
* /أن يرغب الناس يف أخالق القرآن وهداياته بيسر وسهولة دون تعنت وتشدد
* /أن يرتك املراء و اجلدل.
تطبيقات على سورة الفاتحة
علم النزول والمكي والمدني :السورة من أوائل ما نزل ألن الصالة فرضت يف مكة واستدلوا بـ ــآية احلجر وهي سورة مكية{ولقد آتيناك سبع
من املثاين والقرآن العظيم}
ثم مواضيع السورة ثالثة:
* /السؤال والدعاء * /اخلضوع واإلستعانة * /احلمد والثناء
فنجدها مرتبطة بالعقيدة وباهلل وباليوم اآلخر وهذا من سمات السور المكية
* /لكن في السورة ذكر ألهل الكتاب { المغضوب عليهم} و{الضالين} وهذا من سمات السور المدنية؟
اجلواب :احملور هو السمات املكية العقيدة واليوم اآلخر والتوحيد ،وقد تأيت اإلشارة ألهل الكتاب يف السور املكية
* /التفسير بالمأثور
* أضواء البيان للشنقيطي :تفسري القرآن بالقرآن "مالك يوم الدين" تفسري القرآن بالسنة "غري املغضوب عليهم وال الضالني"
مثالَ :و َقْو ُلُهَ( :م اِلِك َيْو ِم الِّديِن )
ْمَل ُيَبِّيْنُه ُه َناَ ،و َبَّيَنُه يِف َقْو ِلِهَ( :و َم ا َأْد َر اَك َم ا َيْو ُم الِّديِن َّمُث َم ا َأْد َر اَك َم ا َيْو ُم الِّديِن َيْو َم اَل ْمَتِلُك َنْف ٌس ِلَنْف ٍس َش ْيًئا) اآْل َيَة
َو اْلُمَر اُد ِبالِّديِن يِف اآْل َيِة اَجْلَز اُءَ .و ِم ْنُه َقْو ُلُه َتَعاىَل َ( :يْو َم ِئٍذ ُيَو ِّفيِه ُم الَّلُه ِد يَنُه ُم اَحْلَّق ) َأْي َ :جَز اُء َأْع َم اِهِلْم ِباْلَعْد ِل .
* الشوكاين :بيان القراءات "ملك" و"مالك"
* آثار الصحابة والتابعني وأقوال املفسرين
* /التفسير بالرأي
* /بالرأي املذموم :تفسري القرآن احلكيم "تفسري املنار" حملمد رشيد رضا ،ما ذكره يف تفسري{الرمحن الرحيم}
وتفسير السلف لهذه اآلية ولغيرها من األسماء والصفات :إثبات ما أثبته اهلل لنفسه وننفي ما نفاه اهلل تعاىل أيضا عن نفسه سواء كان يف
الكتاب من غري إحلاد يف ذلك ,ال بتحريف وال تعطيل وال تكييف وال متثيل
24
اَخْلاِم ُس َ :أَّن َغْيَر ُه ِم َن اْلُم ْح ِس ِنَني َيْنَق ِط ُع ِإْح َس اُنُه ِإَّم ا ِبَس َبِب اْلَفْق ِر َأِو اْلَغْيَبِة َأِو اْلَمْو ِت َ ،و اَحْلُّق َتَعاىَل اَل َيْنَق ِط ُع ِإْح َس اُنُه اْلَبَّتَة.
الَّس اِدُس َ :أَّن َغْيَر ُه ِم َن اْلُم ْح ِس ِنَني ْخَيَتُّص ِإْح َس اُنُه ِبَق ْو ٍم ُدوَن َقْو ٍم َو اَل ْمُيِكُنُه الَّتْع ِم يُم َأَّم ا اَحْلُّق َتَعاىَل َفَقْد َو َص َل َتْر ِبَيُتُه َو ِإْح َس اُنُه ِإىَل اْلُك ِّل َك َم ا َقاَل :
يِت ِس ُك َّل َش ٍء [اَأْلْع اِف َ ]156 :ث َأَّن اىَل ُّب اْل اَلِم ْحُمِس ِإىَل ا اَل ِئِق َأ ِع َ ،فِل َذ ا َقاَل اىَل يِف ِّق ْف ِس ِه ا ُد ِلَّلِه
َح َن َحْلْم َتَع َمْج َني َه َف َبَت ُه َتَع َر َع َني َو ٌن َخْل َر ْي َو َر َمْح َو َعْت
َر ِّب اْلَعاَلِم َني .
25