Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
-التفسير :هو علم من العلوم التي تتصل بالقرآن الكريم من حيث إنه يبين مراد هللا تعالى بذلك القرآن
-أما الترجمة :هي بيان معنى اللفظ بلفظ آخر من لغة أخرى
وعلى ذلك يكون التفسير أنواعا متعددة :
-1التفسير التحليلي :هو بيان اآليات القرآنية بالتعرض لجميع نواحيها من حيث ألفاظها ومعانيها وأسباب نزولها
وعن السر في تعبيرها ،مثال :تفسير الفخر الرازي ،وتفسير األلوسي
-2التفسير الجمالي :هو بيان اآليات القرآنية بالتعرض لمعانيها إجماال مع بيان غريب األلفاظ وسبب النزول وذكر
قصة بسرعة وتعبير سهل ،مثال :تفسير الجاللين ،وتفسير محمد فريد وجدي
-3التفسير الموضوعي :هو بيان اآليات القرآنية ذات الموضوع الواحد وإن اختلفت عباراتها وأماكنها ،مثال :
تأويل مشكل القرآن البن قتيبة ،وإعجاز القرآن والبالغة النبوية
-4التفسير المقارن :بيان اآليات القرآنية على ما كتبه جمع من المفسرين بموازنة آرائهم والمقارنة ،مثال :مايقوم
به الباحث في رسالة الماجستر
الحاجة إلى التفسير الموضوعي
والحاجة إلى تفسير الموضوعي ظاهرة من بيان أنه عبارة عن شرح اآليات القرآنية ذات الموضوع الواحد ،وال شك
أن ذلك المسلك وتلك الطريقة تؤدي بالناس إلى أن يفهموا القرآن فيتبينوا اتصاله بواقع حياتهم حيث يرشدهم إلى
الصالح منها ويجنبهم ما يكون حذرا لهم وعائقا عن طريق إسعادهم.
نشأة التفسير الموضوعي
-1عصر الصحابة
نشأ التفسير الموضوعي في العصر األول في عهد الصحابة لكنهم لم يدونها ألن رسول هللا ﷺ بينهم ،ولهم الملكة
الذهنية ،وبعد وفاة رسول هللا ﷺ كانوا يعرضون آراءهم على القرآن والسنة.
-2عصر التدوين
ثم لما تطورت الحياة جاء وقت تدوين الكتب وتأليفها ،شملت فيما شملت تفسير القرآن الكريم وممن ألف في التفسير
الموضوعي - :قتادة بن دعامة السدوسي المتوفى (سنة 118ه) ألف في الناسخ والمنسوخ
-أبو بكر السيجستاني المتوفى (سنة 320ه) ألف في غريب القرآن
-الباقالني المتوفى (سنة 403ه) ألف في إعجاز القرآن
-ابن القيم المتوفى (سنة 701ه) ألف في أقسام القرآن
-البقاعي المتوفى ( 880ه) ألف في تناسب اآليات والسور وهو آية في بابه
-3عصر الحديث - :محمد صادق الرافعي ،كتابه (إعجاز القرآن والبالغة النبوية)
-محمد مصطفى الرافعي ،كتابه (ترجمة القرآن الكريم وأحكامها)
-محمد فريد وجدي ،كتابه (األدلة العلمية على جواز ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات
األجنبية)
طريقة البحث في الفسير الموضوعي
( )1أن يجعل السورة القرآنية وحدة متكاملة هدفها واحد ،وإن تعددت موضوعاتها
( )2أن نجمع اآليات القرآنية ذات الهدف المشترك
والطريقة الثانية هي الطريقة مشهورة ،وأول ما يجب على الباحث في هذه الطريقة :
-1أن يجمع اآليات القرآنية التي تخدم موضوعه
-2ثم يرتب هذه اآليات حسب النزول (ما أمكن)
-3إزاحة ما قد يكون بين اآليات من موهم االختالف والتناقض
-4تفسير اآليات أثناء عرضها تفسيرا يفهم منه الحكمة في إيراد اآليات
-5إخراج الموضوع في صورة متكاملة تامة البناء والحكام يمراعاة شروط البحث العلمي
امتاز القرآن الكريم في عرضه لموضوعاته بطريقة لم يسبق إليها فال يستطيع أن يسلكها سالك أو ينتهجها ناهج ،فهو
في عرضه يتخذ له أسلوبا يختص به ،أعجز النس والجن عن معارضته ،وبالجملة :فالقرآن الكريم في عرضه
لموضوعاته فريد في بابه .من بعض األمثلة في منهج القرآن لعرضه لباقي موضوعاته :
-1أوال :أسلوبه السهل نرى القرآن الكري م في عرضه لهذا التشريع يأتي باألسلوب السهل والتعبير البين .مثل قوله
تعالى ﴿ :يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات ﴾ [المائدة ]4 :
-2ثانيا :عناية المكي بالعقيدة والمبادئ العامة نرى القرآن الكريم في العصر المكي يعنى بالعقيدة والمبادئ العامة
وأصول األخالق الكريمة .مثل قوله تعالى ﴿ :وقضى ربك أال تعبدوا إال إياه وبالوالدين إحسانا ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ وال
تمشي في األرض مرحا[ ﴾....السراء ]38 ،37 :
-3ثالثا :اإلجمال ثم التفصيل نرى القرآن في التشريعات أن يكون تشريعا متدرجا ،مثل في تحريم الخمر :
( )1فى المرحلة األولى إشارة لهم أنهم اتخذوا السكر من هذه الثمرة في قوله ﴿ :ومن ثمرات النخيل واألعناب
تتخذون من سكرا ورزقا حسنا ﴾ [النحل ]67 :
( )2ثم ينتقل في المرحلة الثانية إلى الذم الصريح للخمر ومغبتها في قوله تعالى ﴿ :يسألونك عن الخمر والميسر قل
فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ﴾ [البقرة ]219 :
( )3في المرحلة الثالثة يحرم الخمر تحريما قاطعا ،في قوله تعالى ﴿ :ياأيها الذين آمنوا ال تقربوا الصالة وأنتم
سكارى حتى تعلموا ما تقولون ﴾ [النساء ]43 :
( )4في المرحلة الرابعة فيها يشرع التشريع الدائم الخالد وذلك بعد غزوة األحزاب ،في قوله تعالى ﴿ ياأيها الذين
آمنوا إنما الخمر والميسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه للعلكم تفلحون[ ﴾ ...المائدة -90 :
]9 1
-4رابعا :تشريعات تقرر مبادئ كاملة نرى القرآن في التشريعات يشبه أن يكون تشريعا متدرجا ،ولكن في الحقيقة
ليس فيه تدرج في ذاته إنما التدرج في تطبيقه ،مثال ذلك :حق الدفاع عن النفس "الجهاد" لها مبدأين :
( )1أن يكون الدفاع عن النفس ملتزما طريق الحكمة والموعظة الحسنة والقناع بالحجة
( )1الفترة األولى المكية :نسمي هذه الفترة فترة موادعة ومسالمة؛ ألن المؤمنين فيها كانوا قلة مستضعفين،
لذل ك قد أمرهم هللا تعالى بأن يصبروا على العدوان ،في قوله تعالى ﴿ :فأفوا واصفحوا حتى يأتي هللا بأمره ﴾ [البقرة :
]109
( )2الفترة الثانية فترة الذن بالقتال :لما كانت الهجرة واستطاع المؤمنون أن يثبتوا أقدامهم بالمدينة أذن
للمهاجرين بالقتال ،في قوله تعالى ﴿ :أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن هللا على نصرهم لقدير ﴾ [الحج ]39 :
( )3الفترة الثالثة :أصبح القتال مفروضا على المسلمين ضد هؤالء الظالمين ،في قوله تعالى ﴿ :وقاتلوا في
سبيل هللا الذين يقاتلونكم وال تعتدوا إن هللا ال يحب المعتدين ﴾
( )4الفترة الرابعة فترة األمر بالقتال ضد مشركي الجزيرة العربية :وذلك في يوم األحزاب ،عندئذ أمر هللا
أن يقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونهم كافة ،في قوله تعالى ﴿ :وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ﴾ [التوبة :
]36
-5خامسا :تفسير آيات الخمر الواردة في القرآن الكريم :سنبحث هنا عن اآليات في تحريم الخمر ،وهي أربعة :
( )1قوله تعالى ﴿ :ومن ثمرات النخيل واألعناب تتخذون من سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك آلية لقوم يعقلون ﴾
[النحل ]67 :
شرح :كان الناس في البداية مفتونين بالخمر والميسر ،فكان من لطف هللا تعالى أن ذكرها أوال ال على أنها محرمة
صراحة ،بل على سبيل الشارة كما في هذه اآلية.
-يعقلون :ناسب ذكره ألن العقل أشرف المخلوقات في النسان ،ولهذا حرم هللا األشربة المسكرة عليه صيانة للعقول.
( )2قوله تعالى ﴿ :يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ﴾ [البقرة :
]219
سبب النزول :أن عمر بن الخطاب قال ومعه جماعة من الصحابة اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فإنها مذهبة للعقل
فنزلت اآلية ،وروي غير هذا أن عمر ومعاذا ونفرا من الصحابة سألوا الرسول ﷺ في حكم الخمر فنزلت آية البقرة
قوله ﴿ يسألونك ﴾ ليس فيه بيان أنهم سألوا عن أي شيء ،وقوله ﴿ قل فيهما إثم كبير ﴾ دل على أن السؤال عن الحل
والحرمة.
-مأخوذ من خمر إذا ستر ،سميت بذلك لما كانت الخمر تستر العقل
-فالمعاني الثالثة متقاربة :فالخمر تركت وخمرت حتى أدركت ،ثم خالطت العقل ثم خمرته واألصل الستر (من
القرطبي)
-عند المام أب ي حنيفة وسفيان الثوري وغيرهم من فقهاء الكوفة :أنها الشراب المسكر من عصير العنب فقط ،أما
من غيره فهو النبيذ كالتمر والشعير ،فال يحرم القليل منه إال القدر المسكر ،بالدليل :حديث عن أبي موسى أن رسول
هللا ﷺ قال قليل األنبذة ليس بمحرم .حيث إن هللا تعالى ذكر في علة التحريم في سورة المائدة 91 :
-عند المام مالك والشافعي وأحمد والحجازيين :أن الخمر كل مسكر من عصير العنب وغيره...وما أسكر كثيره
فقليله حرام مطلقا ،بالدليل :حديث عن أبي موسى كان رسول هللا ﷺ قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه ،فقال "كل مسكر
حرام"
-من حيث الدينية :يصدر عن شاربها من فحش الكالم والصد عن ذكر هللا وزوال العقل الذي به يعرف ما يجب
للخالق
-من حيث الصحية :إفساد المعدة وسرعة سريان التشوة لمتعاطيها وجحوظ عينه
-من حيث المالية :استنزاف المال والثروات ،ومن هنا سميت الخمر أم الخبائث
-فأهمها التجارة والربح الوفير كانت أثمانها قبل تحريمها ،وما يصلون إليه بشربها من اللذة
-تهضم الطعام ،وتقوي في الباه ،وتسخي البخيل وتدر البول ،وتصفي اللون ،وتشجع الجبان
-حرام :في سنن أبي داود ".....وجعل لكل داء دواء ،فتداووا والتداووا بحرام"
-جواز :من فتاوى الشيخ محمد عبده رحم هللا " :جواز التداوي بها بشرط أال يقصد المتداوي بها اللذة والنشوة،
واليتجاوز مقدار ما يحدده الطبيب المسلم الورع والضرورات تقدر بقدرها"
قوله تعالى ﴿ :وإثمهما أكبر من نفعهما ﴾ أي :أن المفاسد المترتبة على تعلطيها أعظم من الفوائد المترتبة عليه
( )3قوله تعالى ﴿ ياأيها الذين آمنوا ال تقربوا الصالة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ﴾ [النساء ]43 :
سبب النزول :عن علي قال :صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت منا ،وحضرت
الصالة فقدموني ،فقرأت " :قل ياأيها الكفرون الأعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون" فنزلت
قوله تعالى ﴿ :حتى تعلموا ما تقولون ﴾ فالمعنى ال تقيموها في حال السكر حتى تعلموا قبل الشروع ما تقولون.
وقد قال بعضهم :إن اآلية تدل على جواز التكليف بالمحال بل على وقوعه ،حيث إن األمر قد وجه إلى السكران وهو
في غير وعيه ،وللرد على هذا قال الشيخ رشيد رضا :والجواب عنه من وجوه :
-1أن الخطاب موجه إلى المسلم قبل السكر ،فهو أمر باالحتياط واجتنباب السكر في أكثر األوقات
-2أن األمر موجه إلى جمهور المكلفين ألنهم متكافلون وعليهم أن يمنعوا السكران من الدخول في الصالة
-3أن السكر الذي يطلبه الهواة ال ينافي الفهم ،بل هو للنشوة والسرور ،ففي هذه الحالة يفهم السكران الخطاب ،وإن
كان ال يستطيع أن يضبط أعماله وال أن يجمع أفكاره
مناسبة اآليات لما قبلها :ذكر فيما قبل من اآليات حل الطيبات وإباحة األكل من الحالل في آية [المائدة ]88،87ثم
هذه اآليات تبين أنهما غير داخلين في جملة الطيبات.
سبب النزول :أن عمر كان يدعو قائال :اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا....الحديث أنه لما نزلت آية المائدة دعي
فقرئت عليه فلما بلغ قول هللا تعالى ﴿ فهل أنتم منتهون ﴾ قال :انتهينا انتهينا.
ش ْي َ
طان ﴾ إشارة إلى مفاسد الخمر والميسر الدنيوية ،وقوله ﴿ "رجس" :أي قذر تعاف عنه العقول ،وقوله ﴿ إِنَّ َما ي ِريد ال َّ
ص َال ِة ﴾ إشارة إلى مفاسدها الدينية ،وقوله "جناح" أي :إثم وحرج "طعموا" أي :تناولوا
ع ِن ال َّ ع ْن ِذ ْك ِر َّ ِ
َّللا َو َ َو َيصدَّك ْم َ
أكال وشربا.
وبعد أن ذكر هللا العلة الدنيوية والعلة الدينية للتحريم قرن ذلك بقوله ﴿ :فَ َه ْل أَ ْنت ْم م ْنتَهونَ ﴾ ؟ استفهام يتضمن األمر
باالنتهاء ،وهذا من أبلغ ما ينهى به ،وذكر الكشاف وجوها تؤكد تحريمها :
-1جعل هللا تعالى الخمر والميسر رجسا ،وهي كلمة تدل على منتهى القبح والخبث
وعلى هذا أن رسول هللا لعن في الخمر عشرة عاصرها ومتعصرها وشاربها....إلخ كما في الحديث ،بل حرم الرسول
أن تهدى الخمر ولو ليهودي ،وعلى هذه السنة أمرنا السالم أن نقاطع مجالس الخمر كما في الحديث " :من كان
يؤمن باهلل واليوم اآلخر فال يقعد على مائدة تدار عليها الخمر".
جزاء من شرب الخمر :في الحديث أن النبي ﷺ أتى برجل قد شرب الخمر فجلد بجريدتين نحو أربعين.
﴿ ليس على الذين آمنوا ﴾ أي :ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات إثم فيما أكلوا أو أشربوا إذا اتقوا أن يكون في
ذلك شيء من المحرمات ،واستمروا على اليمان واألعمال الصالحة ،ثم اتقوا ما حرم عليهم بعد ذلك مع إباحته فيما
سبق ،وآمنوا بتحريمه واستمروا على هذا اليمان ثم اتقوا مما كان مباحا من قبل وعملوا األعمال الحسنة.
وليس تخصيص هذه المرات بالذكر لتخصيص الحكم بها بل لبيان التعدد والتكرر بالغا ما بلغ
● األعراف ﴿ 189 :هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ﴾
← في هذه اآلية خلق هللا المرأة من الرجل وأودع في كل منهما ميال إلى اآلخر
● النور َ ﴿ 32 :وأَ ْن ِكحوا ْاألَيَا َم ٰى ِم ْنك ْم َوال َّ
صا ِل ِحينَ ِم ْن ِعبَادِك ْم َوإِ َمائِك ْم ﴾
← وهذه اآلية لم تفرق في األمر بالنكاح بين حر وعبد ،وذلك إذا توفرت فيهم أهلية النكاح.
ت﴾ اجكم بَنِينَ َو َحفَدَةً َو َرزَ قَكم ِمنَ َّ
الطيِبَا ِ َّللا َجعَ َل لَكم ِم ْن أَنفسِك ْم أَ ْز َوا ًجا َو َجعَ َل لَكم ِم ْن أَ ْز َو ِ
● النحل َ ﴿ 72 :و َّ
● الروم َ ﴿ 21 :و ِم ْن آيَاتِ ِه أَ ْن َخلَقَ لَك ْم ِم ْن أَ ْنفسِك ْم أَ ْز َوا ًجا ِلتَسْكنوا ِإلَ ْي َها َو َجعَ َل بَ ْينَك ْم َم َودَّةً َو َرحْ َمةً ﴾
← امتن هللا على النسان في هذه اآلية بثالث نعم :
أوال :خلق له زوجا ،ثانيا :جعله يسكن إليها ،ثالثا :جعل بينهما المودة والرحمة
← بنى السالم العالقة بين الزوجين على حسن العشرة وكريم المودة
ار َوا ِلدَةٌ بِ َولَ ِدهَا َو َال َم ْولودٌ لَه بِ َولَ ِد ِه ﴾ ● البقرة َ ﴿ 233 :ال ت َ
ض َّ
← أمر بعدم إضرار المرأة من قبل زوجها أو غيره
← جعله هللا تعالى هذا الصداق حقا خالصا للمرأة يقدمه الزوج في مبدأ الزوج ،ويعلم الزوج أنه مسئول عن جميع
االلتزامات المالية الخاصة باألسرة
ش ْيءٍ ِم ْنه نَ ْف ً
سا فَكلوه َهنِيئًا َم ِريئًا ﴾ ● النساء ﴿ 4 :فَإِ ْن ِطبْنَ لَك ْم َ
ع ْن َ
← كما اعتبره ملكا خالصا فال يجوز لزوجها أن يأخذ منه أي شيء إال عن طيب نفس منها
سا َء ك َْرهًا ۖ َو َال تَ ْعضلوه َّن ِلتَ ْذهَبوا ِب َب ْع ِ
ض َما آتَيْتموه َّن ﴾ ● النساء َ ﴿ 19 :يا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنوا َال َي ِح ُّل لَك ْم أَ ْن ت َِرثوا ِ
الن َ
← نهى هللا تعالى الزوج عن الحايل ألخذ ما أعطاه لزوجه من صداق مهما كانت األسباب
ش ْيئًا ۚ أَتَأْخذونَه ب ْهتَانًا
ارا فَ َال تَأْخذوا ِم ْنه َ
ط ً ● النساء َ ﴿ 20،21وإِ ْن أَ َردْتم ا ْستِ ْبدَا َل زَ ْوجٍ َم َكانَ زَ ْوجٍ َوآتَيْت ْم إِحْ دَاه َّن قِ ْن َ
ظا ﴾ َوإِثْ ًما مبِينًا ض َوأَ َخ ْذنَ ِم ْنك ْم ِميثَاقًا َ
غ ِلي ً ض ٰى بَ ْعضك ْم إِلَ ٰى بَ ْع ٍ ْف تَأْخذونَه َوقَ ْد أَ ْف َ
َو َكي َ
← إن الزوج إذا أراد أن يستبدل بها زوجا آخر فال يجوز له أن يأخذ شيئا من مالها وكيف يصح له هذا وقد أفضى كل
منهما إلى اآلخر
-2النفقة و السكنى
← النفقة والسكنى اعتبرهما حقا واجبا ألنها حبست نفسها من أجله كما جعلهما يخضعان لحال الزوج يسارا وإعسارا
تنحصر في طاعته في كل ما يأمر به مما ال يتعارض مع الشرع ومبادئه ،وهذه الطاعة سببهما شيئان :
-1خلقي ،أودع هللا في الرجل من القوة والحكمة بينما تتغلب على المرأة عواطفها ،فهي تميل مع عواطفها أينما مالت،
علَ ٰى بَ ْع ٍ
ض ﴾ [النساء ]34 : ضه ْم َ
َّللا بَ ْع َ اء ِب َما فَ َّ
ض َل َّ س ِعلَى النِ َ
الر َجال قَ َّوامونَ َ
لقوله تعالى ِ ﴿ :
-2كسبي ،وذلك ألن الرجل هو القائم بالنفاق على الزوجة واألسرة فكانت الرئاسة له ،لقوله تعالى َ ﴿:و ِب َما أَ ْنفَقوا ِم ْن
أَ ْم َوا ِل ِهم﴾ [النساء ]34 :
فأباح ت عدد الزوجات وشرط أن ال يزيد الرجل عن أربع وأن يعدل بينهن ولم يكتف بذلك بل جعل مجرد الخوف من
اب لَك ْم
ط َعدم القيام بالعدل بين الزوجات مانعا من التعدد قال تعالى َ ﴿ :وإِ ْن ِخ ْفت ْم أَ َّال ت ْقسِطوا فِي ْاليَتَا َم ٰى فَا ْن ِكحوا َما َ
َت أَ ْي َمانك ْم ﴾ [النساء ]3 : احدَةً أَ ْو َما َملَك ْ
ع ۖ فَإِ ْن ِخ ْفت ْم أَ َّال تَ ْعدِلوا فَ َو ِ اء َمثْن َٰى َوث َال َ
ث َور َبا َ س ِِمنَ النِ َ
-1اعترفه الطبيعة البشرية فقد يميل الرجل إلى امرأة أخرى غير زوجته وال يجد من نفسه القوة لدفع هذا الميل ولو
طلق األولى للحقه ضرر كثير
-2قد تصاب المرأة بمرض يمنعها من القيام بأعباء الزوجية وقد تكون عقيما ال تللد
-3قد تصاب األمة بحروب تحصد فيها الرجال حصدا وتتأيم النساء ،فأراد السالم أن يفتح لهؤالء األيامى بابا
يحصلن منه الحالل
والواقع أنهم أخطأوا في فهم العدل المطلوب الذي شرط هللا التعدد به ،كما أخطأوا في فهم اآلية الكريمة التي أخبرت
بأن العدل غير مستطاع ,وقوله تعالى ﴿ :فَإِ ْن ِخ ْفت ْم أَ َّال تَ ْعدِلوا فَ َو ِ
احدَةً ﴾ مراد به العدل في النفقة والكسوة والمبيت
والقسم وهذه أمور ميسرة في قدرة البشر أن يأتوا بها ،أما قوله ﴿ ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ﴾
فالمراد بالعدل في هذه اآلية العدل القلبي ،بدليل قوله ﴿ :فال تميلوا كل الميل ﴾ وهذا شيء خارج عن قدرة النسان،
لن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيف شاء.
تلخيصها في طاعتهم وبرهم وخفض الجناح لهم والبعد عن عقوقهم أو مخالفة أوامرهم مادامت ال تدعوا إلى معصية
هللا ،ولذلك األسباب :
-1فضل األبوين كما صوره القرآن ،أمر بعبادة هللا وحده يقرن ذلك بالحسان إلى الولدين ﴿ واعبدوا هللا وال تشركوا
به شيئا وبالوالدين إحسانا ﴾
-2أوصى هللا األبناء باآلباء خيرا مهما فعلوا ﴿ ،وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فال تطعهما
وصاحبهما في الدنيا معروفا ﴾ أمر األبناء بمصاحبة اآلباء والبر بهم ولو كانوا كفارا ،فكيف بطاعة األب المسلم الذي
يأمر ابنه بتقوى هللا ؟
أما حقوق األبناء على اآلباء نلخصها أنه يجب على األب إحسان تربية أوالده ،كما يجب عليه يختار له اسما حسنا
وغير ذلك.
-2هجر سلبي ال عنف فيه ولكن فيه إشعار لها بجريرتها ونشوزها وتعاليها على الزوج
-3معاقبتها بالشدة والتفريع والضرب غير المبرح
-أما المشاكل التي تحدث من قِبل الزوج وال من قبل للمرأة يدفعها بالطريق السليمة فقد شرع هللا لها طريق التحكيم
أوال ،وإن لم تستطع في هذا ينصفها ويقف بجانبها ويعطيها حق التخلص من هذه الحياة الزوجية الجائر
الطالق في القرآن
حين أباح الطالق وضع له عقبات تجعله ال يباح إال على ندرة كما جعل هللا الطالق مرتين إبقاء الحياة الزوجية وإنقاذا
ان ﴾ ساكٌ بِ َم ْعروفٍ أَ ْو تَس ِْري ٌح بِإِحْ َ
س ٍ َان ۖ فَإِ ْم َ لها من وهدة االنحالل ،قوله تعالى َّ ﴿ :
الط َالق َم َّرت ِ
وردت في موضع واحد من القرآن الكريم ،وهو في سورة البقرة من اآلية 30إلى ،34قوله تعالى َ ﴿ :وإِ ْذ قَا َل َربُّكَ
س ِبح ِب َح ْمدِكَ َونقَدِس لَكَ ۖ الد َما َء َونَحْ ن ن َ ض َخ ِليفَةً ۖ قَالوا أَتَجْ َعل ِفي َها َم ْن ي ْفسِد ِفي َها َو َي ْس ِفك ِ ِل ْل َم َال ِئ َك ِة ِإ ِني َجا ِع ٌل ِفي ْاأل َ ْر ِ
اء َهؤ َال ِء ِإ ْن ك ْنت ْم ٰ ْ
علَى ال َم َالئِ َك ِة فَقَا َل أَ ْن ِبئونِي ِبأ َ ْس َم ِ
ضه ْم َ ع َر َعلَّ َم آدَ َم ْاأل َ ْس َما َء كلَّ َها ث َّم َقَا َل ِإنِي أَ ْعلَم َما َال تَ ْعلَمونَ ﴿َ ﴾30و َ
َ َ َ َ ْ َ ْ ْ َ
عل ْمتَنَا ۖ إِنَّكَ أ ْنتَ العَ ِليم ال َح ِكيم ﴿ ﴾32قَا َل يَا آدَم أ ْنبِئه ْم بِأ ْس َمائِ ِه ْم ۖ فَل َّما أ ْنبَأه ْم َّ صا ِدقِينَ ﴿ ﴾31قَالوا س ْب َحانَكَ َال ِع ْل َم لنَا إِال َما َ
َّ َ َ
ض َوأَ ْعلَم َما تبْدونَ َو َما ك ْنت ْم تَ ْكتمونَ ﴿َ ﴾33وإِ ْذ ق ْلنَا ِل ْل َم َالئِك ِةَ َ ْ
ت َواأل ْر ِ اوا ِ س َم َ ْب ال َّ
غي َ بِأ َ ْس َمائِ ِه ْم قا َل أل ْم أقل لك ْم إِنِي أ ْعلم َ
َ َ َ ْ َ َ َ َ
يس أَ َب ٰى َوا ْستَ ْك َب َر َو َكانَ ِمنَ ْالكَافِ ِرينَ ﴿﴾34 س َجدوا ِإ َّال ِإ ْب ِل َ
اسْجدوا ِآلدَ َم فَ َ
تكلمت اآليات بطريق التصريح عن أن هللا سبحانه يخبر عن امتنانه على بني آدم ،وأنه تكلم مع مالئكة بأنه سيجعل
في األرض خليفة ،أما معنى الخليفة :
-1الخليفة معناها هو الذي ينشر العدل بين الناس والمثال ألوامره والنتهاء عما نهى عنه ،وهذا هو المعنى األقوى
-2ولفظ الخليفة يوحى بهذا ألنه يدل على أنه خلف من سبقه من تلك العوالم ،وهذا المعنى تؤيده األدلة إال أنها محتملة
وليست قاطعة.
روي ابن جرير عن ابن عباس أن أول من سكن األرض الجن فأفسدوا فيها فبعث هللا إليهم إبليس فقتلهم بجنوده ،ثم
خلق آدم فأسكنه إيها ،وعن الحسن :ما كان إبليس من المالئكة طرفة عين قط ،وإنه ألصل الجن ،كما أن آدم أصل
النسان.
والقصة كما ذكرها المفسرون :إن هللا تعالى لما أ×بر المالئكة بجعله خليفة في األرض قالوا :أتجعل فيها من يفسد
فيها ويسفك الدماء ،وسؤال المالئكة هذا ليس على وجه العتراض على هللا تعالى ،وال على وجه الحسد لبني آدم،
وإنما هو سؤال استعالم واستكشاف عن الحكمة في ذلك ،فكان جوابه سبحانه على سؤالهم ِ ﴿ :إنِي أَ ْعلَم َما َال تَ ْعلَمونَ ﴾
إني أعلم من المصلحة الراجحه في الخلق هذا الصنف من عبادي ،على المفاسد التي ذكرتموها ما ال تعلمون.
وهنا السؤال :من أين علمت المالئكة أن هؤالء الخلق سيفسدون ويسفكون الدماءهم ؟ وللعلماء في هذا عدة أجوبة :
-3مما فهموه من لفظ الخليفة ،وأنه سيخلف هللا تعالى في إقامة العدل بين الناس
-4أنهم قاسوهم على من سبق ،يعني الجن الذي أول من سكن األرض
ثم تذكر اآليات مقاما آخر :ذكر هللا فيه شرف آدم على المالئكة ،بما اختصه هللا به من علم أشياء كل شيء دونهم ،إن
مقام العلم مناسب تمام المناسبة لعدم علم المالئكة الحكمة من خلق الخليفة فأخبرهم سبحانه بأنه يعلم ما ال يعلمون.
يبقى أن نقول :إن هللا تعالى أسجد آلدم كل المالئكة بدون استثناء أحد ،يدل على ذلك ﴿فسجد المالئكة كلهم
أجمعون*إال إبليس﴾ ففيها أربعة أوجه مقوية للعموم :لفظ المالئكة والتأكيد بكل وأجمع وإستثناء الواحد عن الجمع،
وقد كان هذا السجود تحية آلدم طاعة ألمر هللا تعالى.
-إن هللا استخالف آدم في األرض دون المالئكة ألن طبيعة النسان مخلوقة على استكشاف ظواهر الكونية وعلى
العلم وعلى االستفادة من طبيعة الكون.
-وعدل هللا تعالى ورحمته وفضله وعقوبته وعفوه وقدرته وحكمته وإرادته مظاهر تتجلى كلها في خلق النسان
لقد حفلت اآليات القرآنية بإثبات البعث ،فقال سبحانه ﴿ :منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾[طه :
]55
وقال ﴿ :وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ﴾ أي في نظركم العادة أسهل من البداء
قد اشتملت هذه اآليات على خمس نتائج صحيحة ،استنتجت من عشر مقدمات صادقة :
( -1ذلك بأن هللا هو الحق) نتيجة مترتبة على ما ثبت بالتواتر أن هللا تعالى أخبر بزلزلة الساعة ،وهو خبر مقطوع
بصحته
( -2وأنه يحي الموتى) نتيجة عن خبر أهوال الساعة ،وحصول فائدة هذا الخبر متوقفة على أحياء الموتى
( -3وأنه على كل شيء قدير) حيث أخبر أن من يتبع الشياطين ومن يجادل فيه بغير علم يذقه عذاب السعير ،وال يقدر
على ذلك إال من هو على كل شيء قدير
( -4وأن الساعة آتية ال ريب فيها) ألنه أخبر بالصدق أنه خلق النسان من تراب ثم من نطفة ....إلخ ،وضرب لذلك
مثال باألرض الهامدة ينزل عليها الماء فتنبت
-5وال يأتي بالساعة إال من يقدر ‘لى إحياء من في القبور للجزاء ،فهي آتية ال ريب فيها ،وهللا سبحانه يبعث من في
القبور
من ناحية النقل وردت قضية البعث في الكتب المتقدمة فهو حق ثابت يجب اليمان به معلوم من الدين بالضرورة،
وحكم منكر البعث كافر قطعا ،وهو ثابت أيضا عقال ،فإن هذه الحياة الدنيا فيها من يفعل الحسان وال يلقى جزاءه من
المثوبة ،وفيها من يرتكب الساءة وال يلقى جزاءه من العقوبة ،وال بد لتحقيق العدالة من أن يلقى كل منهما جزاء ما
قدمت يداه
-1الشبهة :إن الجسم مركب من مواد مجتمعة ،فإذا تفرقت تحلل الجسم وال يمكن إعادته مرة أخرى
الرد :فقد ذكر القرآن هذه الشبهة ورد عليها باألدلة القاطعة لينتفع بها من شاء هللا النفع والنجاة قال سبحانه ﴿ :
ظا ًما أَ ِإنَّا لَ َمبْعوثونَ * أَ َوآبَاؤنَا ْاأل َ َّولون * ق ْل ِإ َّن ْاأل َ َّولِينَ َو ْاآل ِخ ِرينَ * لَ َمجْ موعونَ
َوكَانوا يَقولونَ أَئِذَا ِمتْنَا َوكنَّا ت َرابًا َو ِع َ
وم ﴾ [الواقعة ]62 : إِلَ ٰى ِميقَا ِ
ت يَ ْو ٍم َم ْعل ٍ
-2الشبهة :يوجد من استبعد العادة ألنه بعد العدم لم يبق النسان شيئا
الرد :فقد رد عليهم بقوله ﴿ :قل يحيها الذي أنشأها أول مرة ﴾ فكما خلقه ولم يكن شيئا مذكور ،كذلك يعيده وإن
لم يبق شيئا مذكور
-3الشبهة :يوجد من تفرقت أجزاؤه في مشارق األرض ومغاربها وصار بعضه في بطون السباع وبعضه في بطون
السمك ،أو أن إنسانا أكل آخر وصارت أجزاء المأكول في أجزاء اآلكل ،فإن أعيد فأجزاء المأكول إما أن تعاد إلى بدن
اآلكل فال يبقى للمأكول أجزاء تخلق منها أعضاؤه ،وإما أن تعاد إلى بدن المأكول منه فال يبقى لآلكل أجزاء
الرد :فقد رد سبحانه علة هذه الشبهة بقوله ﴿ :وهو بكل خلق عليم ﴾ ذلك ألن في اآلكل أجزاء أصلية وأجزاء
فضلية ،وفي المأكول كذلك ،فإذا أكل إنسان إنسانا صار األصلي من أجزاء المأكول فضليا من أجزاء اآلكل،
واألجزاء األصلية لآلكل هي ما كان له قبل األكل ،وهللا يعلم األصلي من الفضلي ،فيجمع أجزاءهم المتفرقة في البقاع
المتعددة ،بحكمته الشاملة وقدرته الكاملة.
-1قياس العادة على البدء :فالذي خلق الخلق أول مرة قادر على أن يعيد خلقه أيضا مرة أخرى ،بل العادة أهون
عليه من الخلق األول ﴿ :أفعيينا بالخلق األول ﴾[ق ]15 :
-2قياس العادة على إيجاد النار من الشجر األخضر ،فإن إيجاد النار في الشجر األخضر الذي يقطر ماء ،يناسب
الحياة التي تجري في النسان والحرارة التي تسري في دمه وروحه والقادر على هذا هو ﴿ الذي جعل لكم من الشجر
األخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ﴾ [يس ]80 :
-3قياس قدرته على العادة على قدرته على خلق السموات واألرض بطريق األولى ،قال تعالى ﴿ :لخلق السماوات
واألرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس اليعلمون ﴾ [غافر ]57 :
-4قياس العادة بعد الموت باليقظة بعد النوم ،قوله تعالى ﴿ :وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالتهار ثم
يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون ﴾ [ األنعام ] 60 :
اَّلل َج ْهدَ أَ ْي َما ِن ِه ْم ۙ َال -5قياس العادة على الخالف القائم في البعث بطريق قياس الخلف ،في قوله تعالى َ ﴿ :وأَ ْق َ
سموا ِب َّ ِ
علَ ْي ِه َحقًّا َو ٰلَ ِك َّن أَ ْكثَ َر النَّ ِ
اس َال َي ْعلَمونَ * ِلي َب ِينَ لَهم الَّذِي َي ْختَ ِلفونَ فِي ِه َو ِل َي ْعلَ َم الَّذِينَ َكفَروا َّللا َم ْن َيموت ۚ َبلَ ٰى َو ْعدًا َ
َي ْب َعث َّ
أَنَّه ْم كَانوا كَا ِذبِينَ ﴾ [النحل ]38،39 :
ْف تحْ يِي ْال َم ْوت َٰى ۖ قَا َل أَ َولَ ْم تؤْ ِمن ۖ قَا َل بَلَ ٰى َو ٰلَ ِكن
ب أَ ِرنِي َكي َ
-5الموضع الخامس :في قوله تعالى َ ﴿ :وإِ ْذ قَا َل إِب َْراهِيم َر ِ
س ْعيًا ۚ َوا ْعلَ ْمعلَ ٰى ك ِل َجبَ ٍل ِم ْنه َّن ج ْز ًءا ث َّم ادْعه َّن يَأْتِينَكَ َ ط َمئِ َّن قَ ْلبِي ۖ قَا َل فَخ ْذ أَ ْربَعَةً ِمنَ َّ
الطي ِْر فَص ْره َّن إِلَيْكَ ث َّم اجْ عَ ْل َ ِليَ ْ
يز َح ِكي ٌم ﴾ [ البقرة ] 260 : ع ِز ٌ أَ َّن َّ
َّللاَ َ
وهي ملكة تقوم بنفس األنبياء عليهم الصالة والسالم ،تحملهم على الخير وتنهاهم عن الشر ،مع وجود االختيار تحقيقا
لالبتالء
-3من الكبائر
-4من الصغائر
اتفقت الشرائع واألديان جميعها ،فأجمعت األمة :على أن األنبياء معصومون من الكفر والشرك ،ولكنهم اختلفوا في
جواز وقوعه عقال ،فبعض الخوارج جوزوه؛ ألن الكفر من الذنوب وصدور الذنب منهم جائز وجوزوه الروافض
أيضا ،ألنهم يجوزون إظهار كلمة الكفر على سبيل التقية.
ودليلنا العقلي :أنه لو جاز وقع الكفر منهم لنفر الناس عنهم ،ولما تمكنوا من تبليغ ما أمروا بتبليغه ،ولبطلت بعثتهم
القائمة على أساس التوحيد وعدم الشراك باهلل ،وهذا لو كان لكانوا داخلين تحت ذم هللا لقوم يقولون ما ال يفعلون ﴿ َيا
َّللا أَ ْن تَقولوا َما ال تَ ْف َعلونَ ﴾ [ الصف ] 3-2 :
أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنوا ِل َم تَقولونَ َما ال تَ ْف َعلونَ * كَب َر َم ْقتا ً ِع ْندَ َّ ِ
يستحيل عقال على من يدعي النبوة المؤيد بتصديق هللا تعالى ،أن يكون كاذبا في دعواه هللا الرسالة ،فما من نبي إال
أيده هللا تعالى بالمعجزات الخارقة للعادة القائمة مقام قول هللا تعالى ﴿ :صدق عبدي فيما يبلغ عني ﴾ ،وإال فلو ظهرت
المعجزة على يد الكاذبين لكان تصديقا من هللا له ،وهذا قبيح وتناقض محال في حق هللا تعالى ،ألنه منزه عن النقائض،
ي َولَ ْم يو َح إِلَ ْي ِه َ
ش ْي ٌء ﴾ [ األنعام ] 93 : ي إِلَ َّ َّللا َك ِذبًا أَ ْو قَا َل أ ِ
وح َ علَى َّ ِ ﴿ َو َم ْن أَ ْ
ظلَم ِم َّم ِن ا ْفت ََر ٰى َ
هذه الكبائر :إما أن تؤدي إلى الخسة والدناءة والفسق وتستقبح النفوس ،وإما أن تكون غير ذلك ،وكل منهما :إما أن
يقع قبل النبوة أو بعدها
-1إما الكبائر الخالية من الخسة والدناء والتستقبحها النفوس فيجوز عقال أن يقع منهم ذلك عمدا قبل البعثة ،وذلك
ألنهم لم يبعثوا ولم يكلفوا بتبليغ شريعة ،أما وقوعه فعال في الخارج ،فهذا ما لم يكن ولم يحصل منهم قطعا ،وأما
استدالل الخوارج على وقوعه بالفعل بحادثة موسى عليه السالم مع المصري ،يرى الجمهور على أن ما حصل من
موسى لم يكن يقصد منه القتل ،بل كان يقصد الدفاع عن الرجل من شيعته ،فوكز المصري فمات بدون قصد له،
وأيضا فإن هذا المصري كان كافرا ،وكان مستحقا للقتل.
-2أما وقوع الكبائر الخسيسة والتي تستقبحها النفوس قبل النبوة عمدا فمستحيل عليهم وهم معصومون منه ،ألنه لو
حصل منهم ثم أمروا الناس ونهوهم لوقف ماضيهم حجر عثرة دون طاعة الناس لهم ونفروا منهم ،فينقلب أمر الرسالة
غ َّل يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ﴾ [آل عمران على عكس ما أراد هللا تعالى ،وقوله تعالى َ ﴿ :و َما َكانَ ِلنَ ِبي ٍ أَ ْن يَغ َّل ۚ َو َم ْن يَ ْغل ْل يَأْ ِ
ت ِب َما َ
]161 :
-3أما وقوع الكبائر منهم قبل النبوة سهوا ،فإن كان فيه خشة ودناءة فهم منه معصومون قطعا ،وأما الخالية من الخسة
والدناءة فقد تقع منهم ،فالكبائر التي تقع س هوا منهم وال تؤدي إلى خسة وال إلى دناءة جائزة عليهم ،بالدليل ﴿ :ولقد
عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ﴾ [طه ]115 :
-4وقوع الكبائر منهم النبوة :جوز جمهور العلماء وقوع الكبيرة من األنبياء بعد النبوة ،وشرطوا أن يكون ذلك سهوا
صدَقوا َوتَ ْعلَ َم ْالكَا ِذبِينَ ﴾ [
ع ْنكَ ِل َم أَ ِذ ْنتَ لَه ْم َحتَّ ٰى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ َ عفَا َّ
َّللا َ أو نسيانا أو خطأ في التأويل ،لقوله تعالى َ ﴿ :
التوبة ، ] 43 :وهذا الرأي وإن كان رأي الجمهور ،ولكنا يجب علينا أن نرفع األنبياء إلى ما هو أحسن وأفضل من
هذا ،هذه وأمثالها ال تعتبر من الكبائر ،فللنبي أن يجتهد ويفعل ما يراه من المصالح في نظره ،ثم إن كانت صوابا
وافقه الوحي عليها ،وإن كانت غير هذا فإن الوحي ينزل بالتصحيح
والخالصة :أن األنبياء عليهم الصالة والسالم ال تقع منهم الكبائر بعد النبوة ولو سهوا أو خطأ ،ولكنهم يجتهدون
اتفقوا على أن الصغائر يصح وقوعها قبل النبوة وتاقى الرسالة ،واختلفوا في وقوعها بعد الرسالة ،فبعضهم جوزها
وبعضهم منعها ،والحق أنها ال تقع إال عن سهو أو خطأ ،وإما عن عمد فال.
-1الدليل األول :أنه لو صدر الذنب عنهم لكان حالهم في استحقاق الذم عاجال والعقاب آجال أشد من حال عصاة
ف
ع ْ
ضا َش ٍة مبَيِنَ ٍة ي َ
َاح َ سا َء النَّبِي ِ َم ْن يَأْ ِ
ت ِم ْنك َّن بِف ِ األمة ،وهذا باطل فصدور الذنب عنهم باطل كذلك ،قوله تعالى ﴿ :يَا نِ َ
لَ َها ْالعَذَاب ِ
ض ْعفَي ِْن﴾ [األحزاب ]30 :
-2الدليل الثاني :أنهم كانوا يأمرون بالمعروف وفعل الطاعة وينهون عن المنكر وترك المعصية ،ولو تركوا
المعروف وفعلوا المعصية لدخلوا تحت قوله تعالى ﴿ :يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنوا ِل َم تَقولونَ َما ال تَ ْف َعلونَ * كَب َر َم ْقتا ً ِعندَ َّ ِ
َّللا ْ
أَ ْن تَقولوا َما ال تَ ْف َعلونَ ﴾ [الصف ] 2،3 :
-3الدليل الثالث :قوله تعالى ﴿ :وإنهم عندنا لمن المصطفَين األخيار ﴾ [ص ]47 :لفظ "المصطفين" ولفظ
"األخيار" يتناوالن جملة المأمورات والمنهيات ،بدليل صحة االستثناء في قولك :فالن من المصطفين األخيار إال في
كذا ،واالستثناء يخرج من الكالم ما لواله لدخل ،فدلت اآلية على أنهم كانوا من المصطفين األخيار.
-4الدليل الرابع :لو صدر الفسق عن سيدنا محمد ﷺ فإما أن نكون مأمورين باالقتداء به وهذا ال يجوز ،أو ال نكون
مأمورين باالقتداء به وهذا باطل أيضا ،لقوله تعالى ﴿ :قل إن كنتم تحبون هللا فاتبعوني يحببكم هللا ﴾ [آل عمران ]31 :
-5الدليل الخامس ﴿ :إني جاعلك للناس إماما ﴾ والمام هو الذي يقتدى به ،فلو صدر الذنب عنه لكان اقتداء الخلق به
ذلك الذنب واجبا ،وهذا باطل.
-6الدليل السادس :أن هللا تعالى قسم المكلفين إلى قسمين :حزب الشيطان وحزب هللا ،كما في سورة المجادلة -19 :
، 22وحزب الشيطان هو الذي يفعل ما يأمره به الشيطان ،ولصدق عليهم "هم الخاسرون" وصدق على آحاد األمة
الزاهدين "هم المفلحون" وحينئذ يكون الواحد من األمة أفضل بكثير من األنبياء ،وهو باطل.
-7الدليل السابع :قوله تعالى ﴿ :ال ينال عهدي الظالمين ﴾ وذلك العهد الذي حكم هللا به أنه ال يصل إلى الظالمين :إما
أن يكون عهد النبوة أو المامة ،فإن كان األول فهو المقصود ،وإن كان الثاني فالمقصود أظهر ؛ ألن عهد المامة أقل
درجة من عهد النبوة ،فإذا لم يصل الظالم المذنب إلى عهد المامة ،فمن باب أولى ال يصل إلى عهد النبوة.
-1عصى ربه حيث أكل من الشجرة المنهي عن األكل منها ﴿ ،وعصى آدم ربه فغوى ﴾ [ طه ] 121 :
-2أنه ارتكب المنهي عنه وهو عين الذنب ،لقوله تعالى ﴿ :ألم أنهكما عن تلكما الشجرة ﴾ [ األعراف ] 22 :
والجواب :
-أن ذلك كان قبل النبوة ،فال يكون موردا لالعتراض على عصمته وهو نبي ،بالدليل ﴿ :ثم اجتباه ربه فتاب عليه
وهدى ﴾
-أما على رأي من يمنع صدور المعصية عن األنبياء قبل النبوة فالجواب :
( )1أن المعصية مخالفة األمر ،واألمر يكون بالجواب والمندوب ،زإطالق اسم المعصية على آدم لكونه تاركا
للمندوب
( )3أن من يجوز الصغيرة على األنبياء ،يؤول فعل آدم بأنه من باب أن كل ذنب يأتي به المكلف كبيرا كان أو
صغيرا فهو ظالم لنفسه ،وأما من لم يجوزها فيجب بأن ترك األولى ظلم ،ألن الظلم :وضع الشيء في غير موضوعه
-2الشبهة الثانية :
والجواب :
-قال العلماء :أن الخطاب لقريش وهو آل قصي ،والضمير في "يشركون" لهما ألعقابهما،
-وقايل :أن الكالم يرجع آلدم وحواء في الضمائر ،ما عدا ضمير "جعال"" ،يشركون" فإنهما يرجعان إلى نسلهما
واألول أرجح ،أما ما ذكروه من تعرض إبليس لحواء فهي رواية ضعيفة ال تقل في األمور العلمية
الشبهة :
-طلب نوح من ربه أن ينجي ابنه من الغرق؛ ألنه سبق له أن وعده بنجاة أهله ،وأعلمه هللا أنه عمل غير صالح فليس
من أهله الذين وعدوا بالنجاة ،وقال له ﴿ :قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فال تسألن ما ليس لك به
علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ﴾[هود ]53-46 :
-قال خبرا عن نوح ﴿ :قال رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإال تغفرلي وترحمني أكن من الخاسرين
﴾
الجواب :
-أن نوحا عليه السالم لم يكن يعلم أن ابنه من الكافرين
-أن قوله ﴿ :إني أعوذبك أن أسألك ما ليس لي به علم ﴾ ،ال يدل على أنه فعل ذلك ،ولو سلمنا أنه دعاء وطلب منه
الركوب ،فقد كان ذلك بعاطفة األبوة رجاء إنقاذ ابنه الذي يعلم كفره
-إبراهيم عليه السالم :
-1الشبهة األولى :
قال تعالى حاكيا عن إبراهيم عليه السالم ﴿ هذا ربي ﴾ [األنعام ]76 :مشيرا إلى الكواكب مرة ثم إلى القمر مرة ثم إلى
القمر مرة أخرى ثم إلى الشمس مرة ثالثة ،وجهة المعترضين :أنه إن كان قال هذا الكالم في معرض النظر
واالستدالل كان قطعه بذلك مع تجويز أن يكون األمر بخالفه ،إخبارا عما يجوز أن يكون الخبر كاذبا فيه ،وذلك غير
جائز ،وإن قال ذلك الكالم بعد االستدالل كان كفرا فضال عن الكذب.
الجواب :
أن كالمه كان على سبيل الغرض ال على سبيل الخبار ،أو أن إبراهيم عليه السالم أراد أن يبطل قول الكفار بتعظيم
الكواكب ،وقال ابن حزم :أنه إنما قال هذه المقولة موبخا قومه
-2الشبهة الثانية :
قول هللا تعالى على لسان إبراهيم عليه السالم لما سألوه ﴿ أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا ﴾
وعنى بالكبير الصنم ،وهو كذب ؛ ألنه هو الذي كسرها
الجواب :
أنه كناية عن غير مذكور ،أي فعله من فعله ،وقال ابن حزم هو تفريع وتوبيخ لهم
-3الشبهة الثالثة :
قال هللا تعالى مخبرا عن إبراهيم عليه السالم ﴿ :فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم ﴾ وفيه أنه تمسك بعلم النجوم،
وكذب في قوله " :إني سقيم"
الجواب :
أننا ال نسلم أن النظر في النجوم حرام ؛ ألن من اعتقد أن هللا تعالى هو الذي أجرى العادة ،وخلق في الحوادث قوى
مخصوصة تجعلها أسبابا لحدوث الحوادث في هذا العالم ،فعلى هذا ال يكون النظر في النجوم حراما ،ويحتمل أنه
ن ظر فيها تشبيها بأهل زمانه في الظاهر ،وأما دعوى أنه كذب :فإنه سقيما في تلك الساعة على معنى أنه كان مشرفا
على القسم من باب " :إنك ميت وإنهم ميتون" أراد ما في قلبه من الهم والحزن بسبب ما عندهم من الكفر والعناد.
-4الشبهة الرابعة :
قوله تعالى ﴿ :وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى ﴾ ..وهو بدل على أنه لم يكن موقنا بقدرة هللا تعالى على
إحياء الموتى
الجواب :
أن ذلك وقع عند وصول الوحي إليه ،فإنه كان يريد أن يعرف عالمة يعرف بها أنه نبي حقا ،أو أن ذلك وقع بعد النبوة
ويكون المراد :ليطمئن قلبي على قدرتك على الحياء بالمشاهدة
-5الشبهة الخامسة :
قال الخصم إن إبراهيم عليه السالم استغفر ألبيه وهو كافر ،قوله تعالى ﴿ :واغفر ألبي إنه كان من الضالين ﴾،
واالستغفار للكافر غير جائز لقوله تعالى ﴿ :ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ﴾
الجواب :
لعل إبراهيم عليه السالم لم يجد في شرعه ما يدل على القطع بعذاب هللا للكافر ،فمن هنا استغفر ألبيه ،أو أنه استغفر
له ألنه كان يرجو منه اليمان ،ثم إنه في لفظ "النبي" من قوله "ما كان للنبي" فالنبي محمول على نبينا محمد ﷺ،
وليس عموما
-يوسف عليه السالم :
-1الشبهة األولى :
َّللا إِنَّه َربِي أَحْ َ
سنَ ت َهيْتَ لَكَ قَا َل َمعَاذَ َّ ِ ت ْاألَب َْو َ
اب َوقَالَ ْ غلَّقَ ِ
ع ْن نَ ْف ِس ِه َو َقال هللا تعالى َ ﴿ :و َر َاودَتْه الَّتِي ه َو فِي بَ ْيتِ َها َ
ع ْنه السُّو َء َو ْالفَحْ شَا َء إِنَّه
ف َ ت بِ ِه َو َه َّم بِ َها لَ ْو َال أَ ْن َرأَى ب ْرهَانَ َربِ ِه َكذَلِكَ ِلنَ ْ
ص ِر َ اي إِنَّه َال ي ْف ِلح َّ
الظا ِلمونَ * َولَقَ ْد َه َّم ْ َمثْ َو َ
صينَ ﴾ ِم ْن ِعبَا ِدنَا ْالم ْخلَ ِ
والجواب :
أن يوسف عليه السالم شهد ببراءته من الذنب كل من له تعلق بتلك الواقعة ،فقد شهد الزوج في سورة يوسف -28 :
29وشهد الحاكم في اآلية 27-26وشهد النسوة والخصم في اآلية 51والملك في 54وبرأ نفسه في 26ثم إن رب
العالمين شهد ببراءته ﴿ :كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ﴾ [يوسف ،]24 :فهل تبقى آية شبهة مع هذه الشهادات
ببراءته ؟
والهم لغة يطلق عن معان :العزم ،الخطور بالبال ،المقاربة ،الشهوة وميل الطبع ،وقد أجمع المفسرون على أنها همت
بالفاحشة والمعصية ،وأما همه فليس في ظاهر اآلية ما يفسره ،وقد قامت األدلة على أنه ال يتعلق بالفاحشة فيمكننا أن
نقول :أنه متعلق بدفعه إياها عن نفسه ،والفائدة قوله "وهم بها" إنه لم يكن به رغبة عن النساء لعجز فيه ،ولكن ترك
ذلك مخافة هللا وطلبا لثوابه والبرهان :ما آتاه أنه من آدب أنبيائه من العفة وصيانة النفس عن األرجاس
-2الشبهة الثانية :
كيف يقول عليه السالم ﴿ :السجن أحب إلي ﴾ والسجن معصية ،ومحبته للمعصية معصية ؟
الجواب :
هو من باب توطين النفس على المشاق ،أو أنه أختار أخف الشيئين المكروهين جدا
-3الشبهة الثالثة :
كيف يعول على غير هللا في الخالص من السجن في قوله ﴿ :اذكرني عند ربك ﴾ حتى قالوا إنه طال سجنه لهذا ؟
الجواب :
أن التمسك باألسباب ال ينافي حقيقة التوكل
-4الشبهة الرابعة :
ما معنى ﴿ :جعل السقاية في رحل أخيه ﴾ ؟
الجواب :
المراد أنه تسبب في احتباس أخيه عنده
-5الشبهة الخامسة :
ما معنى أن يطلب الوالية لنفسه في قوله ﴿ :اجعلني على خزائن األرض ﴾
الجواب :
أنه التمس بتمكينه في األرض أن يحكم فيها بالعدل؛ ألنه كان مستحقا لذلك بسبب نبوته
-موسى عليه السالم :
-1الشبهة األولى :
قول هللا تعالى ﴿ فوكزه موسى فقضى عليه ﴾ ،وقتل موسى للقبطي إما أن يكون ؛ ألنه مستحق له أوال ،فإن كان األول
فلم قال ﴿ :هذا من عمل الشيطان ﴾ ﴿ إني ظلمت نفسي ﴾ ﴿ فعلتها إذا وأنا من الضالين ﴾ ؟ وإن كان الثاني كان عاصيا
في قتله
الجواب :
أنه لكفره كان مستحقا للقتل ،أو أنه قتله خطأ ولم يكن يقصد ذلك ،بل قصد في تخليص الذي من شيعته ،وقوله ﴿ هذا
من عمل الشيطان ﴾ معناه أن هللا ندبه إلى تأخير قتل أولئك الكفار إلى حال القدرة ،فلما قتل فقد ترك المندوب ،وقوله ﴿
إني ظلمت نفسي فافرلي ﴾ أي :أنه ظلم نفسه حيث حرمها من الثواب على فعل المندوب،و "فاغفرلي" أي :اقبل مني
هذه الطاعة واالنقطاع إليك ،وقوله ﴿ فعلتها إذا وأنا من الضالين ﴾ كان ينفي عن نفسه الكفر الذي ادعاه عليه فرعون،
فاعترف بأنه كان ضاال متحيرا ال يدري ما يجب عليه أن يفعله وما يريده في ذلك.
-2الشبهة الثانية :
قوله تعالى ﴿ :وألقى األلواح ﴾ األمر ال يخلو أن يكون صدر الذنب عن هارون عليه السالم بل صدر عن موسى عليه
السالم ،وأيضا فإن هارون نهى موسى ﴿ :ال تأخذ بلحيتي وال برأسي ﴾ وإن كان هارون مصيبا في ذاك المنع كان
موسى عاصيا في ذاك الفعل
الجواب :
أن موسى أقبل وهو غضبان على قومه ،فأخذ برأس أخيه وجره لليه ،ألنه كان شريكه ،فصنع به مثلما يصنع الرجل
بنفسه في حال الغضب ،وقوله "ال تأخذ بلحيتي" ال يمتنع أن يكون هارون خاف توهم بني إسرائيل لسوء ظنهم أنه
منكر عليه معاتب له ،دليال على عدم رضاه بما حصل أو إشفاقا من وقوع المكروه
-داود عليه السالم :
-1الشبهة األولى :
قال تعالى ﴿ :وهل أتك نبأ الخصم إذ تسوروا المحرب ﴾ [ص ]21 :إلى آخر اآليات الكريمة من سورة ص.
الجواب :
تلك اآليات ال تدل على صدور الكبيرة من داود عليه السالم ،لوجوه :
( )1ما تقوله بعض كتب التفسير أنه عشق امرأة أوريا؛ فاحتال حتى قتل زوجها ،ثم نزوجها ،ال يليق بأفسق الملوك
فضال عن أفضلهم ،فضال عن األنبياء عليهم السالم
( )2أن ارتكاب جريمة القتل أعظم عند هللا مما يحكونه ،فكيف يترك هللا الذنب األعظم ويقتصر على األخف
( )3أن هللا تعالى ذكر في السورة الكريمة محاجة منكري النبوة وافحمهم ،فال يليق مع هذا القدح في نبوة بعضهم بهذا
الغسق القبيح
( )4أنه سبحانه وصف نبيه داود علسه السالم فس االبتداء القصة بأوصاف حميدة ،وهذا ينافي ما ذكروه من صفة
الذم
( )5أما قوله تعالى ﴿ :فغفرنا له ذلك ﴾ [ص ،]25 :أنه استغفر ربه ؛ ألنه ظن أن القوم يريدون قتله ،فلما لم يكن
األمر كذلك ندم على ذلك الظن ،وكان االستغفار ألجل هذا الظن
ت أَ ْن َال إِ ٰلَهَ إِ َّال أَ ْنتَ س ْب َحانَكَ إِنِي علَ ْي ِه فَنَادَ ٰى فِي ُّ
الظل َما ِ ظ َّن أَ ْن لَ ْن نَ ْقد َِر َ
َاضبًا فَ َ ون إِ ْذ ذَه َ
َب مغ ِ فيه قوله تعالى َ ﴿ :وذَا النُّ ِ
الظا ِل ِمينَ ﴾ [األنبياء ]48 :والكالم في اآلية من ثالثة وجوه : ك ْنت ِمنَ َّ