Professional Documents
Culture Documents
َ ٌ ََ َر
وعات القُرآن ال َك ِريم ِ في َم ُ
وض َ
ُّو ِر ) ِبمضم ِ طري ِ لتسهيل ِح ِ
ِ
ون الس َ ُ اإللمام
ق َ فظ القُرآن َعن َ ( طريقةٌ
الب َخ ِار ّ
ي َر َواهُ ُ
2
بسم اهلل الرحمن الرحيم
الحمد هلل رب العالمين ،وأشرف الصالة وأتم التسليم ،على المبعوث رحمة للعالمين ،
سيدنا محمد النبي األمي ،وعلى آله وصحبه وسلم ،
أما بعد ..
فإن القرآن الكريم منبع علوم الشريعة وأهم أصولها ،وإ ليه يرجع المسلمون – مع سنة
المصطفى صلى اهلل عليه وسلم – في معرفة أحكام الدين االعتقادية منها والفقهية ،وفيـ
أمور السياسة واالقتصاد واألخالقـ وغير ذلك .
ويعمل به ،كما قال تعالى ( :كتاب
ويتدبر ُ
وقدـ أنزل اهلل تعالى القرآن الكريم ليتلى ُ
ليدبروا آياته وليتذكر أولوا األلباب ( ] ( )29ص [ 29 :
أنزلناه إليك مبارك ّ
وقال تعالى ( :أفال يتدبرون القرآن ) ] النساء ، 82 :محمد [ 24 :
رغب نبينا الكريم صلى اهلل عليه وسلم بقراءة وتدبرـ القرآن الكريم فقال ( : :
وقدـ ّ
اقرؤوا القرآن فإن اهلل تعالى ال يعذب قلباً وعى القرآن وإ ن هذا القرآن مأدبة اهلل فمن
دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر ) رواه الدرامي بإسناده عن عبد اهلل بن
مسعودـ ،وانطالقا من اآليات الكريمة والحديث الشريفـ نرى معا ما للقرآن الكريم من
أهمية عظيمة في اإلسالم ،ونستشعرـ أيضا واجبنا تجاه تالوته ،و تدبره والعمل به ،
سيرا على خطى السلف الصالح الذين حفظوا لفظه وفهموا معناه واستقامواـ على العمل
به ،فترسختـ معانيه ومبادئه في صدورهم ،وشغلوا به أوقاتهمـ فأعطاهم اهلل من فضله
وواسعـ رحماته ،يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم في الحديث الشريفـ ( :يقول اهلل
سبحانه وتعالى من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين
وفضل كالم اهلل سبحانه وتعالى عن سائر الكالم كفضل اهلل تعالى على خلقه ) رواه
الترمذيـ .
3
وال يخفى على من سلك سبيل القرآن حفظا وتدبراـ ،ما للمعاني من أهمية في رسوخ
اللفظ في األذهان ،ففي إدراكها تكتمل الرؤى ،وينطلق المرء إلى آفاق رحيبة ينهل فيها
من كتاب اهلل .
وتبين
وتقرب الصورـ ّ ،
وقدـ اكتنـزت كتب التفسير بأروع المعاني التي تسهّل العسير ّ ،
المبهم ،لكن الكثير من المسلمين في هذا العصر انشغلوا عن اإللمام بمعاني القرآن الكريم
رغم حاجتهم الماسة إليها ،إما لضيق الوقت أو لصعوبة تصفح المجلدات الكبيرة التي
توسعت في هذا المجال ،أو لعدم توافرها في متناول الجميع .
ومن خالل اطالعي على كتب التفسير المختلفة ،وأساليب حفظ القرآن الكريم المتنوعة ،
أدركت أهمية المعنى وترابط األفكارـ في السور في تسهيل وتيسير الحفظ ،حيث أن
اإلنسان يبقى في ذهنه التصورـ العام لآليات مهما تمادى به الزمن وإ ن لم يراجعهاـ بإذن
اهلل تعالى ،فعكفت على جمع الموضوعاتـ األساسية لكل سورة على حدة مستعينة بكتب
القيمة ،وقمت بصياغتها بشكل متسلسل مترابط على شكل نقاط متتابعة وأفكارـ
التفاسير ّ
بجو السورة
مبسطة تعينه على اإللمام ّ
متكاملة ،تيسيراـ على المسلم الباحث عن وسيلة ّ
العام في وقت مقتضب ،وكذلك لمساعدة طالب حلقات القرآن الكريم على تثبيت
حفظهم للسورـ بمراجعتهمـ ألهم موضوعاتها ومعانيهاـ ،مما يعينهم على رسم هيكل
أساسي يسيرون عليه في السور الطوال ،واإللمام بالمعانيـ الهامة في قصار السورـ و
ّ
سورة الفاتحة
4
-استشهدت على كل موضوع باآليات الكريمات التي تخصه في سور القرآن الكريم ،
كل سورة على حدة ،عن طريق إدراج المقطع األول من بداية كل آية تبتدئ الموضوع
ونهاية كل آية تختتمه ،مراعية ترقيمـ آيات البدء والختام كي تتحدد بشكل دقيقـ وواضح
ويسهل بعد ذلك االطالع عليها وحفظها .
-بالنسبة للفاتحة وقصارـ السور ،فقد توسعت في الحديث عن موضوعاتهاـ ،وذلك
لمساعدة طالب حلقات القرآن من المبتدئين وصغارـ السن لفهمها فهما دقيقا وشامال ال
يقتصر على مجرد حفظ السورة لفظا فقط ،ولكن بالجمع بين اللفظ والمعنىـ فتتثبت في
الذهن وتتوضح معانيها.
وقدـ استعنت بباقة من كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم التي تطرقت لموضوعاتـ السور
،وعملت جاهدة أال يختل هيكل السورة بنقصان معنى من المعاني .
أرجو أن أكون بذلك قد خدمت كتاب اهلل ،وقدمت مرجعا نافعا ومفيدا لطالب حلقات
ييسر عليهم فهم المعاني وربطـ األفكار ،فإن
القرآن الكريم ،الباحثين عن مرجع مبسط ّ
بلغت فذلك فضل من اهلل تعالى ،وإ ن قصرتـ فمن نفسي ،أسأل اهلل تعالى أن يتقبل عملي
وينفعنيـ به يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتى اهلل بقلب سليم وسالم على المرسلين
والحمد هلل رب العالمين .
نور محمد مؤيد الجندلي
5
سورة الفاتحة
وتسمى أم الكتاب ألنها مفتتحه Cومبدؤه وكأن منها أصله ومنشأه .
سميت بالفاتحة ألنها مفتاح القرآن الكريم ،وقد اشتملت على كل معانيهC
،
وتدور سورة الفاتحة حول ثالثة محاور ،وهي المحاور العامة التي يدور
حولها القرآن الكريم ككل :
الر ِح ِيم {َ }3م ِال ِك َي ْوِم
الر ْحم ِـن َّ
ين {َّ }2 ِ
ب اْل َعالَم َ العقيدة ( :اْل َح ْم ُد للّ ِه َر ِّ
ين {) }4 ِّ
الد ِ
ين {) }5 ِ العبادة ِ ( :إَّي َ
اك َن ْعُب ُد وِإ َّيا َ
ك َن ْستَع ُ
مت َعلَي ِه ْمَأنع َ صرا َ َِّ ِ ِ ِ
ين َ
ط الذ َ يم {َ }6 المستَق َ
ط ُ ِّرا َ
منهج Cالحياة ( :اهدَنا الص َ
ين {)}7 وب َعلَي ِهم والَ َّ ِّ غض ِ َغ ِ
الضال َ ْ َ الم ُ
ير َ
لنتأمل معا كيف تترابط السورة وتتناسق من معنى إلى معنى ومن مقصد
إلى مقصد ،
متوجة باسم اهلل تعالى اإلله المعبود المستحق إلفراده بالعبادة .
لقد افتتحت ّ
وانتقلت لحمده تعالى ( ،الحمد هلل رب العالمين ) وهو الثناء على اهلل
بصفات الكمال ،فله الحمد الكامل بجميع الوجوه ،وهو تعالى المنفرد
بالخلق والتدبير لشؤون الخلق .
ثم انتقلت إلى االستدالل بأن االستعانة إنما هي به تعالى وحده وذلك
بإضافة االسم إلى لفظ الجاللة الجامع لصفات الكمال وبوصفه تعالى أنه
الر ِح ِيم {، )}3
الر ْحم ِـن َّ
( َّ
6
وأنه تعالى ( المالك ) الذي اتصف بصفة الملك الذي يتصرف بمماليكه
ين الدين َ (.م ِال ِك َي ْوِم ِّ
الد ِ بجميع أنواع التصرفات ،وأصناف الملك إلى يوم ّ
{)}4
وبينت اآليات وحدانيته تعالى في ألوهيته وربوبيته ِ( :إَّيا َ
ك َن ْعُب ُد وِإ َّي َ
اك
عمن سواه . ِ
ين { )}5وفيها إثبات الحكم هلل تعالى ونفيه ّ َن ْستَع ُ
وانتقلت إلى بيان المطمح األعلى لإلنسان ،وأن هذا المطمح األعلى هو
يم {)}6 ِ ِ
المستَق َ
ط ُ ِّرا َ
الهداية إلى الصراط المستقيم ( :اهدَنا الص َ
وختمت ببيان الطريق الصحيح والصراط الواضحـ الموصل إلى اهلل وهو
صراط النبيين والصديقينـ والشهداء والصالحين ،وليس طريق الضالين من
اليهود والنصارى .
7
سورة البقرة
هي أطول سور القرآن على اإلطالق وهي من السور التي تعنى بجانب
التشريع ،وتعالج النظم والقوانين التي يحتاجها المسلمون في حياتهم
االجتماعية .
ومن أهم أهدافها :استخالف اإلنسان في األرض .
بدأت السورة بالحروف المقطعة ( الم ) تـنبيهاً على إعجاز القرآن -1
الكريم ،وتحدياً للمشركين بأن يأتوا بمثله ،وتحدثت عن صفات
المؤمنين المتقين مقارنة إياها بصفات الكافرين الجاحدين ،من قوله
ِّ ِ ك اْل ِكتَاب الَ ر ْي ِ ِتعالى ( :الم {َ }1ذِل َ
ين { )}2إلى ب فيه ُه ًدى لْل ُمتَّق َ ُ َ َ
ص ِار ِه ْم ِ
هم َو َعلَى َس ْمع ِه ْم َو َعلَى َْأب َِ
قوله تعالى َ ( :ختَ َم اللّهُ َعلَى ُقلُوب ْ
يم {)}7 ِغ َشاوةٌ ولَهم ع َذ ٌ ِ
اب عظ ٌ َ َ ُْ َ
ثم تحدثت اآليات عن صفات المنافقين وبيان مدى زيغهم وضاللهم -2
وبعدهم عن الحق عبر أمثلة قرآنية متعددة ،من قوله تعالى َ ( :و ِم َن
ِ ِ ِ
ين { )}8إلى قوله آمَّنا بِاللّه َوبِاْلَي ْوِم اآلخ ِر َو َما ُهم بِ ُمْؤ ِمن َ الن ِ
اس َمن َيقُو ُل َ َّ
ص ِار ِه ْم ِإ َّن اللَّه َعلَى ُك ِّل ِ
ب بِ َس ْمع ِه ْم َو َْأب َ
تعالى ( َ ..ولَ ْو َشاء اللّهُ لَ َذ َه َ
َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {)}20
وبينت بعدها الدالئل والبراهين التي تدل على قدرة اهلل تعالى ووحدانيته ّ -3
،مبرزة نعمة القرآن الكريم بأقوى بيان ،من قوله تعالى َ ( :يا َُّأيهَا
اعُب ُدوْا َرَّب ُك ُم }21{ ...إلى قوله تعالى َ ( :ولَهُ ْم ِفيهَا َْأز َو ٌ
اج اس ْ
الن َُّ
ون {)}25 ِ ِ
طهََّرةٌ َو ُه ْم فيهَا َخال ُد َ
ُّم َ
8
رد اهلل تعالى بعد ذلك في اآليات على شبهة الكفار في قولهم حول ذكره
ّ -4
،فبينت
تعالى النمل والبعوض ،وقولهم بأن ذلك ال يليق بكتاب سماوي ّ
أن صغر األشياء ال يقدح في فصاحة القرآن وال في إعجازه اآليات ّ
ويمتن تعالى في اآليات على ّ مادام يشتمل على حكم بالغة وعظيمة ،
العباد بنعمة الخلق واإليجاد ،من قوله تعالى ِ( :إ َّن اللَّهَ الَ َي ْستَ ْحيِي َأن
وضةً فَ َما فَ ْوقَهَا )}26{ ..إلى قوله تعالى : ب َمثَالً َّما َب ُع َ ض ِر َ َي ْ
ٍ ِ ِّ ٍ
يم {)}29 اه َّن َس ْب َع َس َم َاوات َو ُه َو بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ
(...فَ َس َّو ُ
أخبرنا اهلل تعالى في اآليات التالية عن بدء خلق اإلنسان ،وتشريف آدم -5
قصة
عليه السالم وتكريمه بجعله خليفة في األرض ،ثم ذكر تعالى ّ
أمر المالئكة بالسجود آلدم ،وامتناع إبليس عن السجود .
وعرضت اآليات قصة نزول آدم عليه السالم وزوجه من الجنة لالعتبار
اع ٌل ِفي ك ِلْلمالَِئ َك ِة ِإِّني ج ِ
َ وأخذ العظة ،من قوله تعالى َ ( :وِإ ْذ قَا َل َرُّب َ َ
ين َكفَروْا َو َك َّذُبوْا َِّ
ض َخليفَةً )}30{ ...إلى قوله تعالى ( َ ...والذ َ
اَألر ِ ِ
ْ
ِ ِ بِ َآياتَِنا ُأولَـِئ َ
ون {)}39 الن ِار ُه ْم فيهَا َخال ُد َ
اب َّ
َأص َح ُ
ك ْ
تـناولت السورة بعد ذلك الحديث بإسهاب عن أهل الكتاب ،و بوجه -6
خاص بني إسرائيل ( اليهود ) ،ألنهم كانوا مجاورين للمسلمين في
المدينة ،ف ّنبهت إلى مكرهم وخبثهم وما تـنطوي عليه نفوسهم الشريرة
من اللؤم والخبث والغدر و الخيانة ونقض العهود و المواثيق ،فيما
(َيا يقرب من جزء كامل وذلك لكشف خديعتهم ،من قوله تعالى :
ت َعلَْي ُك ْم َو َْأوفُوْا بِ َع ْه ِدي }40{ ...إلى يل ا ْذ ُك ُروْا نِ ْع َمتِ َي الَّتِي َْأن َع ْم ُ
َبنِي ِإ ْس َراِئ َ
ون
ت َولَ ُكم َّما َك َس ْبتُ ْم َوالَ تُ ْسَألُ َ
ت لَهَا َما َك َسَب ْ ُأمةٌ قَ ْد َخلَ ْ ك َّقوله تعالى ( :تِْل َ
ون {}141
َع َّما َك ُانوْا َي ْع َملُ َ
9
ويتضمن الحديث عن بني إسرائيل الموضوعات التالية :
أ) بدأت اآليات بدعوة بني إسرائيل إلى اإليمان بخاتم األنبياء والرسل
بأساليب وطرق مختلفة تتراوح بين المالطفة والتوبيخ ،من قوله تعالى :
((َيا َبنِي ِإ ْس َراِئي َل ا ْذ ُك ُروْا نِ ْع َمتِ َي ) }40{ ..إلى قوله تعالى (َ ..والَ يُْؤ َخ ُذ ِم ْنهَا
ون {)}48 نص ُر َ َع ْد ٌل َوالَ ُه ْم ُي َ
انـتقلت اآليات للحديث عن نعم اهلل تعالى على بني إسرائيل والتي تستدعي )2
شكر اهلل عليها ،كما بينت لهم ألوان طغيانهم وجحودهم وكفرهم باهلل
آل ِف ْر َع ْو َن )}49{ ...إلى وعصيانهم ،من قوله تعالى ( :وِإ ْذ َن َّج ْيَنا ُكم ِّم ْن ِ
َ
َّماء بِ َما َك ُانوْا َِّ
ظلَ ُموْا ِر ْجزاً ِّم َن الس َ ين َ َأنزْلَنا َعلَى الذ َ
قوله تعالى ... ( :فَ َ
ون {)}59
َي ْف ُسقُ َ
وتحدثت عن معجزة السُّقيا كآية بارزة وظاهرة لسيدنا موسى عليه
ّ جـ)
وبينت كفر بني إسرائيل وجحودهم رغم إتيانهم بالمعجزاتالسالم ّ ،
والدالئل التي تدل على وجود اهلل تعالى .كما ذ ّكرتهم اآليات بما حل باألمم
السابقة من عذاب عقابا لهم على كفرهم وعنادهم ،وذلك تحذيرا لهم كي ال
وسى ِلقَ ْو ِم ِه فَ ُقْلَنا
استَ ْسقَى ُم َ
ِ
يزيغوا عن الحق مثلهم ،من قوله تعالى َ ( :وِإ ذ ْ
اها َن َكاالً لِّ َما َب ْي َن
ك اْل َح َج َر )}60{ ..إلى قوله تعالى ( :فَ َج َعْلَن َ صا َ اض ِرب ب َ
ِّع َ ْ
ي َد ْيها وما َخْلفَها ومو ِع َ ِّ ِ
ين {)}66 ظةً لْل ُمتَّق َ َ َ َْ َ َ ََ
د) تطرقت اآليات من خالل الحديث عن بني إسرائيل لقصة " :البقرة "
وشبهت قلوبهم بالحجارة ،
لتبين مدى جحودهم وكفرهم بآيات اهلل تعالى ّ ،
محذرة لهم بأن اهلل تعالى رقيب عليهم وسيحاسبهم ،من قوله تعالى :
ال م َ ِ ِ ِ ِإ
َأن تَ ْذَب ُحوْا َبقَ َرةً )}67{ ...إلى قوله وسى لقَ ْومه َّن اللّهَ َي ُ
ْأم ُر ُك ْم ْ ( َوِإ ْذ قَ َ ُ
10
ِ ِ ِ ِ ِ
تعالى َ .... ( :وِإ َّن م ْنهَا لَ َما َي ْهبِطُ م ْن َخ ْشَية اللّه َو َما اللّهُ بِ َغاف ٍل َع َّما تَ ْع َملُ َ
ون
{)}74
هـ) ذكرت اآليات ببعض قبائح بني إسرائيل :من تحريفهم للكتب السماوية
وبينت أن النار مصيرهم وأن الجنة مصير ونكرانهم لعذاب اهلل تعالى ّ ،
ان فَ ِر ٌ
يق ِّم ْنهُ ْم ون َأن يُْؤ ِمُنوْا لَ ُك ْم َوقَ ْد َك َ
ط َم ُع َ
المؤمنين ،من قوله تعالى َ( :أفَتَ ْ
ون َكالَ َم اللّ ِه)}75{ ..
َي ْس َم ُع َ
اب اْل َجَّن ِة ُه ْم ات ُأولَـِئ َ َّالح ِ ِ ِ َِّ
َأص َح ُ
ك ْ آمُنوْا َو َعملُوْا الص َ ين َ
إلى قوله تعالى َ ( :والذ َ
ون {) }82 ِ ِ
فيهَا َخال ُد َ
و ) تحدثت اآليات عن قبائح بني إسرائيل من نقضهم الميثاق ،
واستباحتهم أموال الناس بالباطل ،وإ خراجهم إخوانهم في الدين من
ديارهم ،ومقابلتهم النعم باإلساءة ،وعبادتهم العجل ،وحرصهم على
َأخ ْذَنا ِميثَ َ
اق الحياة الدنيا ،ونبذهم كتب اهلل تعالى ،من قوله تعالى َ ( :وِإ ْذ َ
ون ِإالَّ اللّهَ َوبِاْل َو ِال َد ْي ِن ِإ ْح َساناً )}83{ ...إلى قوله تعالى َبنِي ِإ ْس َراِئ َ
يل الَ تَ ْعُب ُد َ
اب اللّ ِه َو َراء ظُهُ ِ
ور ِه ْم َك ََّأنهُ ْم الَ يق ِّمن الَِّذين ُأوتُوْا اْل ِكتَ ِ
اب كتَ َ
َ َ َ ... ( :نَب َذ فَ ِر ٌ َ
ون {)}101َي ْعلَ ُم َ
ز) وتحدثت عن اتَِّباعهم كتب الشياطين والسحرة ،ونسبتهم إياها لسليمان
عليه السالم وهو منها بريء ،وتحدثت عن حسدهم للمسلمين وحقدهم عليهم
ين وطعنهم في دين النصارى ،من قوله تعالى ( :واتَّبعوْا ما تَْتلُوْا َّ ِ
الشَياط ُ َ َُ َ
ان )}102{ ...إلى قوله تعالى ... ( : ِ
ان َو َما َكفَ َر ُسلَْي َم ُ
َعلَى ُمْلك ُسلَْي َم َ
اعةٌ ِ واتَّقُوْا َي ْوماً الَّ تَ ْج ِزي َن ْف ٌس َعن َّن ْف ٍ
س َش ْيئاً َوالَ ُي ْقَب ُل م ْنهَا َع ْد ٌل َوالَ تَنفَ ُعهَا َشفَ َ َ
ون {)}123 نص ُر َ َوالَ ُه ْم ُي َ
11
حـ) تطرقت اآليات لقصة إبراهيم عليه السالم و مآثره وبنائه للبيت الحرام ،
أعقبها توبيخ شديد للمخالفين لملّته من اليهود ،من قوله تعالى َ ( :وِإ ِذ ْابتَلَى
اس ِإ َماماً ) }124{ ...إلى قوله ك ِل َّلن ِ ال ِإِّني ج ِ
اعلُ َ َ
اهيم رُّبه بِ َكِلم ٍ
ات فََأتَ َّمهُ َّن قَ َ ْب َر َ َ ُ َ
ِإ ِ
ون َع َّما َك ُانوْا
ت َولَ ُكم َّما َك َس ْبتُ ْم َوالَ تُ ْسَألُ َ
ت لَهَا َما َك َسَب ْ ُأمةٌ قَ ْد َخلَ ْ
ك َّ تعالى ( :تِْل َ
ون {)}134 َي ْع َملُ َ
تحدثت اآليات أن الدين الحق هو التمسك باإلسالم دين جميع األنبياء -7
والمرسلين ،وتحدثت عن تحويل القبلة ومعاناة النبي صلى اهلل عليه
وسلم الشديدة وحيرته في هذا الموقف وردة فعل اليهود تجاه تحويلها ،
وعن االبتالءات التي قد يبتلى فيها المؤمن في حياته ،من قوله تعالى :
ص َارى تَ ْهتَ ُدوْا ...}135{ ...إلى قوله تعالى : ونوْا ُهوداً َْأو َن َ ( َوقَالُوْا ُك ُ
ون {) }150 َّ ِ ِ ِ
( َوُألت َّم ن ْع َمتي َعلَْي ُك ْم َولَ َعل ُك ْم تَ ْهتَ ُد َ
خاطبت اآليات المؤمنين ،وذكرتهم بنعمة اهلل تعالى عليهم ببعثة خاتم -8
المرسلين صلى اهلل عليه وسلم ،ودعتهم لشكر اهلل تعالى واالستعانة
بالصبر والصالة على كافة االبتالءات ،من قوله تعالى َ ( :ك َما َْأر َسْلَنا
ِفي ُك ْم َر ُسوالً ِّمن ُك ْم َي ْتلُو َعلَْي ُك ْم َآياتَِنا َوُي َز ِّكي ُك ْم}151{ ...إلى قوله تعالى :
ون { ات ِّمن َّرِّب ِه ْم َو َر ْح َمةٌ َوُأولَـِئ َ
ك ُه ُم اْل ُم ْهتَ ُد َ صلَ َو ٌ ( ُ ...أولَـِئ َ
ك َعلَْي ِه ْم َ
)}157
ّبينت اآليات أهمية الصفا والمروة ،وأنهما من شعائر اهلل تعالى ومن -9
واجب المسلمين تعظيم شعائره تعالى ،ثم نبهت لوجوب نشر العلم
وعدم كتمانه ،من قوله تعالى ِ ( :إ َّن الصَّفَا َواْل َم ْر َوةَ ِمن َش َعآِئ ِر اللّ ِه
اعتَ َم َر )}158{ ..إلى قوله تعالى َ ( :وِإ لَـهُ ُك ْم ِإلَهٌ ت َِأو ْ فَ َم ْن َح َّج اْلَب ْي َ
الر ْحمن َّ ِ َّ ِ َّ
يم {)}163 الرح ُ َواح ٌد ال ِإلَهَ ِإال ُه َو َّ َ ُ
12
ذكرت اآليات أدلة القدرة والوحدانية على وجود اهلل ،داعية لشكره -10
تعالى على نعمائه ،وتحدثت عن المشركين الذين يحبون شركائهم كحب
اهلل وعن حالهم يوم القيامة ،ودعت لألكل من الحالل الطيب ،ونهت
ضاَألر ِ ِ عن كتمان العلم ،من قوله تعالى ِ( :إ َّن ِفي َخْل ِ
َّم َاوات َو ْ
ق الس َ
النهَ ِار َواْل ُفْل ِك ) }164{ ....إلى قوله تعالى : ف اللَّْي ِل َو َّ
اختِالَ ِ
َو ْ
ق َب ِع ٍيد {)}176 اب لَِفي ِشقَا ٍ
اختَلَفُوْا ِفي اْل ِكتَ ِ َِّ
ين ْ( َ ...وِإ َّن الذ َ
انتقلت السورة إلى الحديث عن جانب األحكام التشريعية الفرعية -11
فتحدثت عن :
( )1أهمية البر والتقوى ،وانتقلت منه إلى حكم القصاص ،و حكم
الوصية للوالدين واألقربين ،ثم أحكام الصيام وتحدثت عن أهمية األهلّة
وه ُك ْم ِقَب َل اْل َم ْش ِر ِ ُّ َّ
ق في المواقيت ،قال تعالى( :ل ْي َس اْلبَِّر َأن تَُولوْا ُو ُج َ
يل اللّ ِه َوالَ تُْلقُوْا بِ َْأي ِدي ُك ْم ِإلَى
َأنفقُوْا ِفي سبِ ِ
َ
واْلم ْغ ِر ِب)}177{ ...إلى قوله ( :و ِ
َ َ َ
ين {)}195 ِِ َأح ِسُن َوْا ِإ َّن اللّهَ ُي ِح ُّ
التَّ ْهلُ َك ِة َو ْ
ب اْل ُم ْحسن َ
( )2كذلك تحدثت عن القتال وضوابطه في األشهر الحرم والمسجد الحرام
،وعن أحكام الحج والعمرة :من قوله تعالى َ ( :وَأتِ ُّموْا اْل َح َّج َواْل ُع ْم َرةَ ِللّ ِه
ِ فَِإ ْن ْ ِ
استَْي َس َر م َن اْلهَ ْد ِي }196{ ...إلى قوله َ ( :واتَّقُوْا اللّهَ ُأحص ْرتُ ْم فَ َما ْ
ِ
ون {)}203 اعلَ ُموا ََّأن ُك ْم ِإلَْيه تُ ْح َش ُر َ
َو ْ
-12وبينت السورة وجود فريقين اثنين :فريق الضاللة وفريق الهدى
مح ّذرةً من اتباع الضاللة ،وأنه ال بد من تنازع الخير والشر ،لينتصر
ك قَ ْولُهُ ِفي
اس َمن ُي ْع ِجُب َ الخير في النهاية ،من قوله تعالى َ ( :و ِم َن َّ
الن ِ
ص ِام { )}204إلى قوله ِ ِ ِ اْل َحَي ِاة ُّ
الد ْنَيا َوُي ْش ِه ُد اللّهَ َعلَى َما في َقْلبِه َو ُه َو َألَ ُّد اْلخ َ
ِ ِ ِ
يم {) }215 تعالى (َ ....و َما تَ ْف َعلُوْا م ْن َخ ْي ٍر فَِإ َّن اللّهَ بِه َعل ٌ
13
-13ثم تطرقت اآليات لأحكام الجهاد في سبيل الله ردعاً للطغيان ومحاربة
ب َعلَْي ُك ُم اْل ِقتَا ُل َو ُه َو ُك ْرهٌ لَّ ُك ْم )}216{ ...إلى ِ
له ،من قوله تعالى ُ ( :كت َ
يل اللّ ِه ُْأولَـِئ َ
اه ُدوْا ِفي سبِ ِ َِّ َِّ
ك َ اج ُروْا َو َج َ
ين َه َ
آمُنوْا َوالذ َين َ قوله تعالى ِ ( :إ َّن الذ َ
ت اللّه ِواهلل غفور رحيم{)} 218
ون َر ْح َم َ
َي ْر ُج َ
-14تحدثت عن ضرورة إصالح المجتمع الداخلي ،وعن األمراض
االجتماعية التي تنخر جسم األمة ،ثم انـنتقلت إلى شئون األسرة فبينت حكم
الخمر ،وأحكام النفقة ،و أحوال اليتامى ،وحكم نكاح المشركين
والمشركات ،وأحكام المحيض ،وأحكام حنث اليمين :
ِ ِ ِ ِإ ِ ِ
ك َع ِن اْل َخ ْم ِر َواْل َم ْيس ِر ُق ْل فيه َما ثٌْم َكب ٌير َو َمَنافعُ
ون َ
من قوله تعالى َ ( :ي ْسَألُ َ
َأِّلي َمانِ ُك ْم َأن تََب ُّروْا
ضةً ْ اس )}219{.إلى قوله تعالى َ :والَ تَ ْج َعلُوْا اللّهَ ُع ْر َ ِل َّلن ِ
ِ ِ صِل ُحوْا َب ْي َن َّ
يم {}225 اس َواللّهُ َسميعٌ َعل ٌ الن ِ َوتَتَّقُوْا َوتُ ْ
-15استمرت اآليات تبين األحكام الشرعية للمسلمين ،فتحدثت عن أحكام
الطالق ،والرضاع ،وإ ذا حضر اإلنسان الموت ،وأحكام ِ
الخطبة ،من قوله
ِ ِئ تعالى ( :لِّلَِّذين ي لُ ِ
ص َْأرَب َعة َأ ْشهُ ٍر فَِإ ْن فَآُؤ وا فَِإ َّن اللّهَ َغفُ ٌ
ور ون من ِّن َسآ ِه ْم تََرُّب ُ
َ ُْؤ َ
ِ
ض َل َب ْيَن ُك ْم ِإ َّن اللّهَ بِ َما تَ ْع َملُ َ
ون نس ُوْا اْلفَ ْ
يم { )}226إلى قوله تعالى َ ( :والَ تَ َ َّرح ٌ
ص ٌير {)}237 ب ِ
َ
-16تابعت اآليات تأمر بالمحافظة على الصلوات ووجوب القنوت فيها هلل
مبينة بعض األحكام عند الوصية ،وقدرة اهلل تعالى على
رب العالمين ّ ،
اإلحياء ،وتابعت بدعوة للقتال في سبيل اهلل أعقبتها دعوة لإلنفاق في سبيل
وموْا ِللّ ِهطى َوقُ ُ والصالَ ِة اْل ُو ْس َ
َّ الصلَو ِ
ات ِ
اهلل ،من قوله تعالى َ ( :حافظُوْا َعلَى َّ َ
َِّ ِِ
ض اللّهَ قَ ْرضاً َح َسناً ين { ) }238إلى قوله تعالى َّ ( :من َذا الذي ُي ْق ِر ُ قَانت َ
ِ ِ فَيض ِ
ون {)}245 َأض َعافاً َكث َيرةً َواللّهُ َي ْقبِ ُ
ض َوَي ْب ُسطُ َوِإ لَْيه تُْر َج ُع َ اعفَهُ لَهُ ْ ُ َ
14
ّ -17بينت أحكام الجهاد وضربت األمثلة باألمم السابقة كيف جاهدت
لنصرة الحق مع االستشهاد بقصة اصطفاء طالوت على بني إسرائيل ،وعن
تفضيل داود عليه السالم عليهم بالملك والنبوة ،كما تحدثت عن تفضيل بعض
األنبياء على بعض ورغم ذلك فقد جاءوا جميعاً بدعوة واحدة هي اإليمان باهلل
تعالى وحده ،من قوله تعالى َ ( :ألَ ْم تََر ِإلَى اْل َمِإل ِمن َبنِي ِإ ْس َراِئي َل ِمن َب ْع ِد
وسى ِإ ْذ قَالُوْا ِلَنبِ ٍّي لَّهُم{ ، )ُ}246إلى قوله تعالى ِّ .... ( :من قَْب ِل َأن َيْأتِ َي ُم َ
ون {)}254 َّ ِ ِ َّ َّ ِ ِ
ون ُه ُم الظال ُم َ اعةٌ َواْل َكاف ُر َ َي ْو ٌم ال َب ْيعٌ فيه َوالَ ُخلةٌ َوالَ َشفَ َ
-18انتقلت اآليات إلى آية عظيمة هي (آية الكرسي ) ،والتي هي من
أعظم آيات القرآن الكريم ،لما تحتويه من معاني التوحيد والعظمة للباري
سبحانه وتعالى .
ثم بينت اآليات أن ال إكراه في الدين فالحق واضح واإلثم على من عرف
مبينة أن اهلل تعالى الحق ثم تركه ،وقارنت بين المؤمنين والكافرين ّ ،
مرد الكافرين إلى عذاب اهلل ،من يتولى المؤمنين بواليته الخاصة ،وأن ّ
ْأخ ُذهُ ِسَنةٌ َوالَ َن ْو ٌم { .... ِإ ِإ َّ
قوله تعالى ( :اللّهُ الَ لَـهَ ال ُه َو اْل َح ُّي اْلقَُّي ُ
وم الَ تَ ُ
ِ ِ )}255إلى قوله تعالى ُْ ... ( :أولَـِئ َ
الن ِار ُه ْم فيهَا َخال ُد َ
ون { اب ََّأص َح ُ
ك ْ
)}257
-19ذكرت السورة قصصا ثالثا :األولى في بيان إثبات الخالق الحكيم ،
والثانية والثالثة في إثبات الحشر والبعث بعد الفناء وذلك ألخذ العظة
َأن اهيم ِفي ِرب ِ واالعتبار ،من قوله تعالى َ( :ألَم تَر ِإلَى الَِّذي ح َّ ِإ ِ
ِّه ْ آج ْب َر َ َ ْ َ
ك َس ْعياً ك )}258{ ...إلى قوله تعالى ... ( :ثَُّم ْاد ُعهُ َّن َيْأتِ َين َ آتَاهُ اللّهُ اْل ُمْل َ
ِ
يم {)}260 َأن اللّهَ َع ِز ٌيز َحك ٌاعلَ ْم َّ
َو ْ
15
مشجعة على ّ -20بينت اآليات ضرورة الصدقة واإلنفاق في سبيل اهلل ّ
يل اللّ ِه َك َمثَ ِل
ون َأموالَهم ِفي سبِ ِ ِ َِّ
َ ين ُينفقُ َ ْ َ ُ ْ الصدقات ،من قوله تعالى َّ ( :مثَ ُل الذ َ
ِ َِّ ٍ
َأم َوالَهُم
ون ْ
ين ُينفقُ َ ت َس ْب َع َسَنابِ َل ..}261{.إلى قوله تعالى ( :الذ َ َحَّبة َ
َأنبتَ ْ
ف َعلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم َأج ُر ُه ْم ِع َ
ند َرِّب ِه ْم َوالَ َخ ْو ٌ بِاللَّْي ِل َو َّ
النهَ ِار ِس ّراً َو َعالَنَِيةً َفلَهُ ْم ْ
ون {)}274 َي ْح َزُن َ
-21ح ّذرت اآليات من جريمة الربا التي تهدد كيان المجتمع وتقوض بنيانه
َِّ
ين َيْأ ُكلُ َ
ون ،وحملت حملة عنيفة شديدة على المرابين ،من قوله تعالى ( الذ َ
ان ِم َن اْل َم ِّس )}275{ ... ط ُ ون ِإالَّ َكما َيقُوم الَِّذي َيتَ َخَّبطُهُ َّ
الش ْي َ وم َ
ُ َ الرَبا الَ َيقُ ُِّ
س َّما يه ِإلَى اللّ ِه ثَُّم تُوفَّى ُك ُّل َن ْف ٍ
إلى قوله تعالى ( :واتَّقُوْا يوماً تُرجعون ِف ِ
َْ ْ َ ُ َ
َ َ
ون {) }281 ظلَ ُم َ
ت َو ُه ْم الَ ُي َْك َسَب ْ
الدين
-22انتقلت اآليات إلى أطول آية في القرآن الكريم أال وهي ( آية ّ
) وذكرت السورة األحكام الخاصة به ،أتبعتها آية مكملة لها ألحكام الدين
آمُنوْا ِإ َذا تَ َد َاينتُم بِ َد ْي ٍن ِإلَى َِّ
في أحوال السفر ،من قوله تعالى َ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
ادةَ َأج ٍل ُّم َس ًّمى فَا ْكتُُبوهُ }282{ ...إلى قوله تعالى ... ( :والَ تَ ْكتُموْا َّ
الشهَ َ َ
ُ َ
ِ ِ
يم {)}283 َو َمن َي ْكتُ ْمهَا فَِإ َّنهُ آث ٌم َقْلُبهُ َواللّهُ بِ َما تَ ْع َملُ َ
ون َعل ٌ
-23ختمت السورة بتمجيد اهلل تعالى وبيان قدرته وشمول علمه
وإ حاطته بما في النفوس ،وتحدثت عن إيمان الرسول صلى اهلل عليه وسلم
والمؤمنين باهلل تعالى وطاعتهم له ،وختمت بتوجيه المسلمين إلى التوبة و
اإلنابة ،والتضرع إلى اهلل تعالى برفع األغالل و اآلصار ،وطلب النصرة
على الكفار ،والدعاء لما فيه سعادة الدارين.
وهكذا بدأت السورة بأوصاف المؤمنين ،وختمت بدعاء المؤمنين ليتناسق
البدء مع الختام و يلتئم شمل السورة أفضل التـئام ،من قوله تعالى ( :لِّلَّ ِه
16
ض }284{ ...إلى قوله تعالى :اَألر ِ ِ ِ ِ
َّماوات َو َما في ْ ما في الس َ
ِ
انص ْرَنا َعلَى اْلقَ ْوِم اْل َكاف ِر َ
ين {. )}286 ( ...فَ ُ
17
سورة آل عمران
اشتملت هذه السورة على ركنين هامين هما :ركن العقيدة و إقامة األدلة
و البراهين على وحدانية اهلل جل وعال ،وركن التشريع وخاصة ما يتعلق
بالمغازي و الجهاد في سبيل Cاهلل .
-1جاءت اآليات الكريمة في بدايتها إلثبات الوحدانية و النبوة و إثبات
صدق القرآن الكريم ،و الرد على الشبهات التي يثيرها أهل الكتاب حول
اإلسالم و حول القرآن الكريم ،كما تحدثت عن المؤمنين ودعائهم هلل تعالى
أن يثبتهم على اإليمان ،من قوله تعالى ( :الم { }1اللّهُ ال ِإلَـهَ ِإالَّ ُه َو
ص ِّدقاً لِّ َما َب ْي َن َي َد ْي ِه َو َ
َأنز َل ق ُم َاب بِاْل َح ِّ اْلح ُّي اْلقَُّيوم {َ }2ن َّز َل علَْي َ ِ
ك اْلكتَ َ َ ُ َ
َّ الن ِ ِ كجِ التَّوراةَ واِإل ِ
اس لَي ْوٍم ال َر ْي َ
ب امعُ َّ يل { ) }3إلى قوله َ ( :رَّبَنا ِإَّن َ َ نج َ َْ َ
اد {) }9 يع َ يه ِإ َّن اللّه الَ ي ْخِل ُ ِ
ِف ِ
ف اْلم َ َ ُ
وبينت أن سبب كفرهم هو اغترارهم بكثرة المال -2تحدثت عن الكافرين ّ ،
والبنين ،وضربت األمثال بغزوة بدر حين انتصر المسلمين على الكافرين
رغم قلتهم ،و أعقبت ذلك بالحديث عن شهوات الدنيا وأن ما عند اهلل خير
ِ َِّ
َأم َوالُهُ ْم َوالَ لألبرار ،من قوله تعالى ِ( :إ َّن الذ َ
ين َكفَ ُروْا لَن تُ ْغن َي َع ْنهُ ْم ْ
ِ ِِ
ِين
ين َواْلقَانـتـ َين َوالصَّادق َ َْأوالَ ُد ُهم ) }10{ ...إلى قوله تعالى ( :الصَّابِ ِر َ
ِ ِِ
اَألس َح ِار {)}17 ين بِ ْ
ين َواْل ُم ْستَ ْغف ِر َ
َواْل ُمنفق َ
ّ -3بينت اآليات أن دالئل اإليمان ظاهرة ،وأن اإلسالم هو الدين الحق
وذكرت ضالالت أهل الكتاب واختالفهم في دينهم تحذيرا من الوقوع في
غيهم وضاللهم ،من قوله تعالى َ ( :ش ِه َد اللّهُ ََّأنهُ الَ ِإلَـهَ ِإالَّ ُه َو{ ..
مثل ّ
18
ون {
ظلَ ُم َ
ت َو ُه ْم الَ ُي ْ ت ُك ُّل َن ْف ٍ
س َّما َك َسَب ْ )}18إلى قوله تعالى َ ... ( :و ُوفَِّي ْ
)}25
-4لما ذكرت اآليات دالئل التوحيد وصحة دين اإلسالم ،أعقبته بذكر
البشائر التي تدل على قرب نصر اهلل لإلسالم والمسلمين ،وأمر من اهلل
لرسوله بالدعاء واالبتهال هلل تعالى أن يعز جند الحق وينصر دينه المبين ،
ك ك َمن تَ َشاء َوتَ ِ
نزعُ اْل ُمْل َ من قوله تعالى ُ ( :ق ِل اللَّهُ َّم َم ِال َ
ك اْل ُمْل ِك تُْؤ تِي اْل ُمْل َ
ول فِإن تََولَّ ْوْا الر ُس َيعوْا اللّهَ َو َّ ِ
م َّمن تَ َشاء )}26{ ...إلى قوله تعالى ُ ( :ق ْل َأط ُ
ِ
ِ فَِإ َّن اللّهَ الَ ُي ِح ُّ
ين {)}32 ب اْل َكاف ِر َ
ّ -5بينت اآليات علو درجات الرسل وشرف مناصبهم ،فبدأت بآدم عليه
السالم ثم انتقلت إلى نوح ثم آل إبراهيم وآل عمران عليهم السالم ،
وأعقبت ذلك بذكر ثالث قصص :قصة والدة مريم ،وقصة والدة يحيى ،
وقصة والدة عيسى عليهم السالم ومعجزات عيسى الباهرة ،وكلها دالئل
آد َم َوُنوحاًطفَى َ تدل على قدرة اهلل تعالى ،من قوله تعالى ِ ( :إ َّن اللّهَ ْ
اص َ
ين { )}33إلى قوله تعالى ( :فَِإن تََولَّ ْوْا ِ
ان َعلَى اْل َعالَم َ
اهيم و َ ِ
آل ع ْم َر َ
و َ ِإ ِ
آل ْب َر َ َ َ
ِِ ِ
ين {)}63 يم بِاْل ُم ْفسد َ
فَِإ َّن اللّهَ َعل ٌ
-6دعت اآليات أهل الكتاب للتوحيد ،وتحدثت بعدها عن قبائح أهل الكتاب
وأوصاف اليهود وقبائحهم ،عندما حرفوا التوراة واستحلوا أموال الناس
بالباطل ،وجاء ضمن الرد إشارات وتقريعات لليهود وبيان لمصيرهم
وعذاب اهلل تعالى لهم ،وتحذير للمؤمنين من دسائسهم ،من قوله تعالى :
اب تَ َعالَ ْوْا ِإلَى َكلَ َم ٍة َس َواء َب ْيَنَنا َوَب ْيَن ُك ْم )}64{ ...إلى قوله َأه َل اْل ِكتَ ِ
( ُق ْل َيا ْ
ْأم ُر ُكم بِاْل ُك ْف ِر َب ْع َد تعالى ( :والَ َيْأمر ُكم َأن تَتَّ ِخ ُذوْا اْلمالَِئ َكةَ و ِّ ِ
النبي ِّْي َن َْأرَباباً ََأي ُ َ َ َُ ْ َ
ِ
ون {)}80 ِإ ْذ َأنتُم ُّم ْسل ُم َ
19
-7بينت بعثة اهلل تعالى للرسل الكرام لدعوة الناس إلى الحق ،وأن دعوة
األنبياء كلها واحدة ،محذرة من الزيغ واالنحراف عن دعوة اهلل مرغبة
بالتوبة واإلنفاق في سبيل اهلل ،ثم انتقلت للحديث عن الطعام الذي أحل لبني
َأخ َذ
إسرائيل محذرة من افتراء الكذب على اهلل تعالى من قوله تعالى َ ( :وِإ ْذ َ
ى َعلَى اللّ ِه
النبِي ِّْي َن )}81{ ....إلى قوله تعالى ( :فَ َم ِن ا ْفتََر َ اق َّاللّهُ ِميثَ َ
ون {) }94 َّ ِ ك فَ ُْأولَـِئ َ
ب ِمن َب ْع ِد َذِل َ ِ
ك ُه ُم الظال ُم َ اْل َكذ َ
-8دعت اآليات التّباع دعوة إبراهيم عليه السالم وتحدثت عن بيت اهلل
الحرام ووجوب الحج إليه ،ثم جاء العتاب ألهل الكتاب لكفرهم وصدودهم
عن الحق ،كما دعت اآليات لالعتصام بحبل اهلل تعالى ،من قوله تعالى :
ِ اهيم حنِيفاً وما َك ِ ِ ِ َّ
ين {)}95 ان م َن اْل ُم ْش ِرك َ ق اللّهُ فَاتَّبِ ُعوْا ملةَ ِإ ْب َر َ َ َ َ َ ص َد َ
( ُق ْل َ
الن ِار فََأنقَ َذ ُكم ِّم ْنهَا َك َذِل َ
ك إلى قوله تعالى َ ...( :و ُكنتُ ْم َعلَى َشفَا ُح ْف َر ٍة ِّم َن َّ
َ
ون {)}103 ِ ِ َّ
ِّن اللّهُ لَ ُك ْم َآياته لَ َعل ُك ْم تَ ْهتَ ُد َ
ُيَبي ُ
-9دعت اآليات المؤمنين لألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وذكرت ما
ح ّل باليهود بسبب بغيهم ،ونهت عن اتخاذ أعداء الدين أولياء من دون اهلل ،
وف.. ُأمةٌ ي ْدعون ِإلَى اْل َخ ْي ِر ويْأمرون بِاْلمعر ِ
َ َ ُُ َ َ ُْ من قوله تعالى َ ( :وْلتَ ُكن ِّمن ُك ْم َّ َ ُ َ
صبِ ُروْا َوتَتَّقُوْا الَ َي ُ
ض ُّر ُك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْيئاً { )}104إلى قوله تعالى َ .. ( :وِإ ن تَ ْ
ون ُم ِحيطٌ {)}120 ِإ َّن اللّهَ بِ َما َي ْع َملُ َ
-10تحدثت اآليات بعدها عن الغزوات ،وبالتحديد غزوة أحد ،وتضمنت
اآليات دعوة للمسارعة إلى مغفرة اهلل وجنة عرضها السماوات واألرض
َأهِل َ
ك تَُب ِّوُئ ت ِم ْن ْ
كما بينت صفات المتقين ،من قوله تعالى َ ( :وِإ ْذ َغ َد ْو َ
ِ ِ ِ ِِ ِ ِ
يم { )}121إلى قوله تعالى َ ( :هـ َذا اْل ُمْؤ ِمن َ
ين َمقَاع َد لْلقتَال َواللّهُ َسميعٌ َعل ٌ
اس و ُه ًدى ومو ِع َ ِّ ِ َبَي ٌ ِّ ِ
ين {)}138 ظةٌ لْل ُمتَّق َ َ َْ ان ل َّلن َ
20
-11بينت اآليات أهمية الجهاد وأنه اختبار للمؤمنين ،داعية إياهم للقوة
وعدم االستسالم والوهن ،محذرة إياهم من اتخاذ الكافرين أولياء مبينة
اَألعلَ ْو َن ِإن
مصير الكافرين ،من قوله تعالى َ ( :والَ تَ ِهُنوا َوالَ تَ ْح َزُنوا َوَأنتُُم ْ
الن ُار َوبِْئ َس َمثْ َوى ِ
اه ُم َّ
ين { )}139إلى قوله تعالى َ ( :و َم َْأو ُُكنتُم ُّمْؤ ِمن َ
ين {)}151 َّ ِ ِ
الظالم َ
-12تابعت اآليات تتحدث عن غزوة أحد وما أصاب المؤمنين من غم ،
وشنعت بالمنافقين الذين كان همهم هزيمة المسلمين
وتلطف اهلل تعالى بهم ّ ،
وفضحتهم وبينت أهدافهم ،وبينت أن النصر بيد اهلل تعالى وحده وأن الناس
ص َدقَ ُك ُم اللّهُ
درجات عنده على حسب أعمالهم ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َ
ِ ِ ِِ
اَألم ِر )}152{ ...إلى ُّونهُم بِِإ ْذنه َحتَّى ِإ َذا فَشْلتُ ْم َوتََن َاز ْعتُ ْم في ْ
َو ْع َدهُ ِإ ْذ تَ ُحس َ
ِ ات ِع َ ِ
ون {)}163 ند اللّه واللّهُ َبص ٌير بِ َما َي ْع َملُ َ قوله تعالى ُ ( :ه ْم َد َر َج ٌ
-13تحدثت اآليات عن امتنان اهلل تعالى على عباده ببعثة محمد صلى اهلل
عليه وسلم نبيا لهم ورسوال من أنفسهم ،وبينت أن المصائب هي اختبار
لإليمان في القلوب ليظهر المؤمن وتتكشف حقيقة المنافق ،ثم بينت مصير
المتقين وحالهم وسعادتهم في الجنة ،وعذاب الكافرين في النار ،من قوله
ث ِفي ِه ْم َر ُسوالً )}164{ ...إلى ين ِإ ْذ َب َع َ ِ
تعالى ( :لَقَ ْد َم َّن اللّهُ َعلَى اْل ُمؤ ِمن َ
ون َخبِ ٌير { ِ قوله تعالى َ ...( :وِللّ ِه ِم َير ُ
ض َواللّهُ بِ َما تَ ْع َملُ َ
اَألر ِ
َّم َاوات َو ْ اث الس َ
)}180
-14تحدثت عن دسائس اليهود ومؤامراتهم الخبيثة في محاربة الدعوة
اإلسالمية وحذرت منهم ومن مكرهم ،من قوله تعالى ( :لَّقَ ْد َس ِم َع اللّهُ قَ ْو َل
ب َما قَالُوْا )}181{ ..إلى قوله الَِّذين قَالُوْا ِإ َّن اللّه فَِقير وَن ْحن ْ ِ
َأغنَياء َسَن ْكتُ ُ َ ٌ َ ُ َ
ض َواللّهُ َعلَ َى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {)}189 اَألر ِ ِ
َّم َاوات َو ْ ك الس َ تعالى َ ( :وِللّ ِه ُمْل ُ
21
-15ختمت بآيات التفكر والتدبر في ملكوت السماوات و األرض وما
فيهما من إتقان و إبداع وعجائب و أسرار تدل على وجود الخالق الحكيم ،
وقد ختمت بذكر الجهاد و المجاهدين في تلك الوصية الفذة الجامعة التي بها
يتحقق الخير ويعظم النصر و يتم الفالح و النجاح ،من قوله تعالى ( :
ض َواللّهُ َعلَ َى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير { }189إلى قوله اَألر ِ ِ
َّم َاوات َو ْ َوِللّ ِه ُمْل ُ
ك الس َ
صابِ ُروْا َو َرابِطُوْا َواتَّقُوْا اللّهَ لَ َعلَّ ُك ْم
اصبِ ُروْا َو َ
آمُنوْا ْ
َِّ
تعالى َ ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
ون {. ) }200 ِ
تُْفل ُح َ
سورة النسـاء
هي سورة مليئة باألحكام الشرعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية
للمسلمين ،أتت سورة النسـاء لتتحدث عن نماذج للمستضعفين في
المجتمع ،ولتتحدث عن أمور هامة تخص المرأة والبيت واألسرة والدولة
والمجتمع ،لكن معظم األحكام فيها بحثت موضوع
( النساء) ولذلك سميت بهذا االسم .
افتتح اهلل تعالى سورة النساء بخطاب الناس جميعا ودعوتهم لإليمان -1
باهلل وحده .
ثم انتقلت اآليات لتوصي باأليتام والنساء خيراً ،وذكرت حق األقارب
اس اتَّقُوْا َرَّب ُك ُم الَِّذي َخلَقَ ُكم وأحكام المواريث ،من قوله تعالى َ( :يا َُّأيهَا َّ
الن ُ
ق ِم ْنهَا َز ْو َجهَا )}1{ ..إلى قوله تعالى ( :و َمن َي ْع ِ اح َد ٍة َو َخلَ َ
سو ِ ٍ
ص َ ِّمن َّن ْف َ
ين {) }14 اب ُّم ِه ٌ ودهُ ُي ْد ِخْلهُ َناراً َخ ِالداً ِفيهَا َولَهُ َع َذ ٌ
اللّهَ َو َر ُسولَهُ َوَيتَ َع َّد ُح ُد َ
22
ّبينت الحدود المتوجب إقامتها على كل من الرجال والنساء إن ارتكبوا -2
الفاحشة ،وحذرت من عادات الجاهلية في ظلم النساء ،وأكل مهورهن
،وعدم معاملتهن المعاملة الحسنة ،وأعقبت ذلك بذكر المحرمات من
ينَّ ِ ِ
النساء اللواتي ال يجوز الزواج بهن ،من قوله تعالى َ ( :والالتي َيْأت َ
استَ ْش ِه ُدوْا َعلَْي ِه َّن َْأرَبعةً ِّمن ُك ْم )}15{ ...إلى قوله ِ ِ
اْلفَاح َشةَ من نسائكم فَ ْ
تعالى ِ ( :إن تَ ْجتَنُِبوْا كبائر َما تُْنهَ ْو َن َع ْنهُ ُن َكفِّ ْر َعن ُك ْم َسِّيَئاتِ ُك ْم َوُن ْد ِخْل ُكم
ُّم ْد َخالً َك ِريماً {)}31
خص اهلل به كال من الجنسين على اآلخر ألنه ذلك
نهت عن تمني ما ّ -3
سبب للحسد والبغضاء ،وذكرت اآليات حقوق كل من الزوجين على
اآلخر ،وأرشدت إلى الخطوات التي ينبغي التدرج بها في حالة النشوز
والعصيان ،كما حثت بعدها على اإلنفاق في سبيل اهلل ،من قوله تعالى
ال َن ِ
ض لِّ ِّلر َج ِ ِ
يب ِّم َّما
ص ٌ ض ُك ْم َعلَى َب ْع ٍض َل اللّهُ بِه َب ْع َ
َ ( :والَ تَتَ َمَّن ْوْا َما فَ َّ
يب ِّم َّما ا ْكتَ َس ْب َن ، )}32{ ...إلى قوله تعالى : ص ٌ ا ْكتَسبوْا وِل ِّلنساء َن ِ
َُ َ َ
َِّ ِئ ٍ
ض َوالَ الر ُسو َل لَ ْو تُ َس َّوى بِ ِه ُم ْ
اَألر ُ ص ُوْا َّ (َي ْو َم ذ َي َو ُّد الذ َ
ين َكفَ ُروْا َو َع َ
ون اللّهَ َح ِديثاً {)}42 َي ْكتُ ُم َ
انتقلت للنهي عن الصالة بعد شرب الخمر ،وبينت نواقض الوضوء ، -4
وضرورةـ التيمم في حالة عدم وجود الماء ،ثم انتقلت لتبين تحريف
اليهود للكتب السماوية ،ودعت لإليمان باهلل من قبل أن يحل العذاب
على الكافرين كما حل باألمم السابقة كما بينت أحوال الكفار في اآلخرة
وتمنيهم لو تسوى بهم األرض ،كما بينت عقائد أهل الكتاب الزائغة ،
َِّ
الصالَةَ َوَأنتُ ْم ُس َك َارى....
آمُنوْا الَ تَ ْق َرُبوْا َّ من قوله تعالى َ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
23
ِ
ان َعفُ ّواً َغفُوراً { ، )}43إلى قوله ام َس ُحوْا بِ ُو ُجو ِه ُك ْم َو َْأيدي ُك ْم ِإ َّن اللّهَ َك َ
فَ ْ
طهََّرةٌ َوُن ْد ِخلُهُ ْم ِظـالًّ َ
ظِليالً {)}57 تعالى .. ( :لَّهُ ْم ِفيهَا َْأز َو ٌ
اج ُّم َ
وجهت المؤمنين لطريق السعادة بطاعة اهلل ورسوله ،وأداء األمانة ّ -5
والحكم بالعدل ثم ذكرت صفات المنافقين التي ينبغي الحذر منها ،من
َأهِلهَا)}58{ ..
ات ِإلَى ْ ؤدوْا اَألم َان ِ
َ ْأم ُر ُك ْم َأن تُ ُّ ِإ
قوله تعالى َّ ( :ن اللّهَ َي ُ
ض ُل ِم َن اللّ ِه َو َكفَى بِاللّ ِه َعِليماً {)}70 إلى قوله تعالى َ ( :ذِل َ
ك اْلفَ ْ
من اإلصالح الداخلي انتقلت إلى االستعداد لألمن الخارجي الذي يحفظ -6
على األمة استقرارها وهدوءها ،فأمرت بأخذ العدة لمكافحة األعداء ،
وبينت حال المتخلفين عن الجهاد المثبطين للعزائم من المنافقين محذرة
آمُنوْا ُخ ُذوْا ِح ْذ َر ُك ْم َِّ
المؤمنين من شرهم ،من قوله تعالىَ ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
ِ ِ ٍ ِ
فَانف ُروْا ثَُبات َِأو انف ُروْا َجميعاً { ، )}71إلى قوله تعالى ( :اللّهُ ال ِإلَـهَ
ق ِم َن اللّ ِه َح ِديثاًَأص َد ُ ِإالَّ ُهو لَي ْجمعَّن ُكم ِإلَى يوِم اْل ِقيام ِة الَ ر ْي ِ ِ
ب فيه َو َم ْن ْ َ َ ََ َْ َ َ ََ ْ
{)}87
أعقبت الحديث بذكر نوع آخر من المنافقين وهم :المظهرون إسالمهم -7
ولم يهاجروا مع كفرهم ،حيث وقع بين الصحابة رضوان اهلل عليهم في
قتالهم اشتباه فجاءت اآليات لتدفع ذلك االشتباه وتحذر منهم ،ثم ذكرت
حكم القتل الخطأ والقتل العمد وذكرت مراتب المجاهدين ومنازلهم
الرفيعة في اآلخرة ،من قوله تعالى ( :فَما لَ ُكم ِفي اْلمَن ِاف ِق ِ
ين فَئتَْي ِن َواللّهُ ُ َ َ ْ
ات ِّم ْنهُ َو َم ْغ ِف َرةً
َأر َكسهم بِما َكسبوْا )}88{ ...إلى قوله تعالى َ ( :درج ٍ
َ َ ْ َ ُ َ َُ
ان اللّهُ َغفُوراً َّر ِحيماً {)}96
َو َر ْح َمةً َو َك َ
24
ذكرت عقاب القاعدين عن الجهاد الذين سكنوا في بالد الكفر ،ثم رغبت -8
في الهجرة من دار الكفر إلى دار اإليمان ،وما يترتب عليها من سعة
وبينت كيفية صالة المسافر وطريقة صالة الخوف . وأجر ّ ،
ثم أتبعت ذلك بمثال رائع للعدالة بإنصاف يهودي اتهم ظلماً بالسرقة
ظ ِال ِمي
اه ُم اْل َمآلِئ َكةُ َ َِّ
ين تََوفَّ ُ
وإ دانة من تآمروا عليه ،من قوله تعالى ِ( :إ َّن الذ َ
اَألر ِ ضع ِف ِ ِ ِِ
ض )}97{ ..إلى قوله ين في ْ يم ُكنتُ ْم قَالُوْا ُكَّنا ُم ْستَ ْ َ َ َْأنفُسه ْم قَالُوْا ف َ
ك َع ِظيماً {)}113 ض ُل اللّ ِه َعلَْي َ
ان فَ ْ تعالى َ ...( :و َعلَّ َم َ
ك َما لَ ْم تَ ُك ْن تَ ْعلَ ُم َو َك َ
تطرقت اآليات لموضوع النجوى وأنها ال تخفى على اهلل تعالى ،وأن -9
مخالفة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم جرم عظيم ،ثم حذرت ثانية من
ظلم النساء في ميراثهن ومهورهن ،وذكرت النشوز وطرق اإلصالح
اه ْم ِإالَّ َم ْن بين الزوجين ،من قوله تعالى ( :الَّ َخ ْي َر ِفي َكثِ ٍ
ير ِّمن َّن ْج َو ُ
ٍ ٍ
اس ، )}114{ ..إلى قوله الن ِ ص َدقَة َْأو َم ْع ُروف َْأو ِإ ْ
صالَ ٍح َب ْي َن َّ َأم َر بِ َ
َ
ِ الد ْنيا فَ ِع َ ِ
الد ْنَيا َواآلخ َر ِة َو َك َ
ان اب ُّند اللّه ثََو ُ اب ُّ َ ان ُي ِر ُ
يد ثََو َ تعالى َّ ( :من َك َ
صيراً {)}134 اللّه س ِميعاً ب ِ
َ ُ َ
أمر اهلل تعالى في اآليات بالعدل التام في جميع األحكام ،ودعت اآليات -10
ألداء الشهادة على الوجه األكمل وأعقبت ذلك ذكر أوصاف المنافقين
َِّ
المخزية ومالهم من عقاب وعذاب أليم ،من قوله تعالى ( َيا َُّأيهَا الذ َ
ين
ين بِاْل ِق ْس ِط ُشهَ َداء ِللّ ِه َولَ ْو َعلَى َأنفُ ِس ُك ْم )}135{ ...إلى ِ
ونوْا قَ َّوام َ
آمُنوْا ُك ُ
َ
قوله تعالى َّ ( :ما ي ْفع ُل اللّه بِع َذابِ ُكم ِإن َش َكرتُم وآمنتُم و َكان اللّه َش ِ
اكراً ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ ُ َ ْ َ َ
َعِليماً {)}147
ضره
ذكرت اآليات أنه تعالى ال يحب إظهار القبائح إال في حق من زاد ّ -11
وعدد جرائمهم
،ثم تحدث عن اليهود وموقفهم من رسل اهلل الكرام ّ
25
ب اللّه اْلجهر بِالسُّو ِء ِمن اْلقَو ِل ِإالَّ َّ ِ
َ َ ْ الشنيعة ،من قوله تعالى ( :ال ُيح ُّ ُ َ ْ َ
ان اللّهُ َس ِميعاً َعِليماً { )}148إلى قوله تعالى ... ( : ِ
َمن ظُل َم َو َك َ
َأجراً َع ِظيماً {)}162 اآلخ ِر ُْأولَـِئ َ
ك َسُنْؤ تِي ِه ْم ْ ون بِاللّ ِه واْليوِم ِ
َ َْ َواْل ُمْؤ ِمُن َـ
ذكرت أن اإليمان بجميع الرسل شرط لصحة اإليمان وأنه تعالى أرسل -12
سائر الرسل مبشرين ومنذرين ،ثم دعت النصارى إلى عدم الغلو في
شأن المسيح باعتقادهم فيه فهو ليس ابن اهلل كما يزعمون ،ثم ختمت
بآية الكاللة التي تدعو لرعاية حقوق الورثة من األقرباء ،من قوله
ِّين ِمن َب ْع ِد ِه{ ... النبِي َ ك َك َما َْأو َح ْيَنا ِإلَى ُن ٍ
وح َو َّ تعالى ِ( :إَّنا َْأو َح ْيَنا ِإلَْي َ
ضلُّوْا َواللّهُ بِ ُك ِّل
) }163إلى قوله تعالى ... ( :يبيِّن اللّه لَ ُكم َأن تَ ِ
َُ ُ ُ ْ
يم {}176 ٍ ِ
َش ْيء َعل ٌ
سورة المائدة
26
الحالل والحرام ،مذكرة بنعم اهلل تعالى الجليلة على عباده بالهداية إلى
َِّ
آمُنوْا َْأوفُوْا
ين َاإلسالم ودفع الشرور عنهم ،من قوله تعالى َ ( :يا َُّأيهَا الذ َ
اَألن َع ِام ) }1{ ..إلى قوله تعالى َ ... ( :واتَّقُوْا اللّهَ
يمةُ ْ ِ
ت لَ ُكم َبه َ ُأحلَّ ْ
ود ِ بِاْل ُعقُ ِ
ِ
ون {)}11َو َعلَى اللّه َفْلَيتََو َّك ِل اْل ُمْؤ ِمُن َ
أعقبت ذلك ببيان الميثاق الذي أخذه اهلل تعالى على أهل الكتاب ونقضهم -2
إياه ،ومعاقبة اهلل تعالى لهم بتسليط بعضهم على بعض ،وفي اآليات دعوة
اق َبنِي
َأخ َذ اللّهُ ِميثَ َ
إلى االهتداء بنور القرآن الكريم ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َ
ِإ ْس َراِئي َل َوَب َعثَْنا ِمنهُ ُم اثَْن ْي َع َش َر َن ِقيـباً )}12{ ...إلى قوله تعالى .. ( :فَقَ ْد
َجاء ُكم َب ِش ٌير َوَن ِذ ٌير َواللّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {)}19
ذكرت اآليات تمرد بني إسرائيل وعصيانهم ألمر اهلل لهم بالقتال في -3
سبيله ،وعقابه تعالى لهم بجعلهم يتيهون في األرض أربعين سنة ،من قوله
وسى ِلقَ ْو ِم ِه َيا قَ ْوِم ا ْذ ُك ُروْا نِ ْع َمةَ اللّ ِه َعلَْي ُك ْم ِإ ْذ َج َع َل ِفي ُك ْم
تعالى َ ( :وِإ ْذ قَا َل ُم َ
ِِ
ين {)}26 ْأس َعلَى اْلقَ ْوِم اْلفَاسق َ َأنبَِياء )}20{ ...إلى قوله تعالى ( :فَالَ تَ َ
قصة ابني آدم قابيل وهابيل ،وعصيان ( قابيل ) وقتله النفس -4ثم ذكرت ّ
الحق ،أعقبتها ببيان عاقبة اإلفساد في األرض
ّ البريئة التي حرمها اهلل بغير
حد
وبينت اآليات عقاب الضالين ،كما ّبينت ّ ،وفتح باب التوبة للتائبين ّ
السرقة وأنه تعالى غفار لكل من آمن وتاب ،من قوله تعالى َ ( :و ْات ُل َعلَْي ِه ْم
اء َوَي ْغ ِف ُر ِل َمن ق )}27{ ...إلى قوله تعالى ُ .. ( :ي َع ِّذ ُ
ب َمن َي َش ُ آد َم بِاْل َح ِّ
َنَبَأ ْابَن ْي َ
اء َواللّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {)}40 َي َش ُ
-5أعقبت ذلك بذكر أمر المنافقين و اليهود في حسدهم للنبي صلى اهلل عليه
وسلم وتربصهم به وبأصحابه الدوائرَّ ،
وبينت اآليات أن اهلل تعالى سيعصم
شرهم وينجيه من مكرهم ،ثم ذكرت ما أنزل اهلل من أحكام
رسوله من ّ
27
نورانية في شريعة التوراة واإلنجيل والقرآن الكريم فكلها كتب سماوية فيها
حكم اهلل تعالى وقد نسخها القرآن الكريم وجاء األمر اإللهي باتِّباع أوامر
الرسو ُل الَ ي ْح ُزن َ َِّ
ين ُي َس ِار ُع َ
ون ك الذ َ َ اهلل تعالى فيه ،من قوله تعالى َ( :يا َُّأيهَا َّ ُ
َأح َس ُن ِم َن
ون َو َم ْن ْ ِِ ِ
في اْل ُك ْف ِر )}41{ ...إلى قوله تعالى َ( :أفَ ُح ْك َم اْل َجاهلَّية يـ َْب ُغ َ
ِ
ِّ ِ
ون{)}50اللّه ُح ْكمـاً لقَ ْوٍم ُيو ِقُن َ
وعددت جرائم اليهود وما حذرت اآليات من مواالة اليهود والنصارى ّ ، َّ -6
اتهموا به الذات اإللهية المقدسة من شنيع األقوال وقبيح الفعال ،من قوله
ضهُ ْم َْأوِلَياء آمُنوْا الَ تَتَّ ِخ ُذوْا اْلَيهُ َ َِّ
ص َارى َْأوِلَياء َب ْع ُ الن َ ود َو َّ تعالى َ ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
ص َدةٌ َو َكثِ ٌير ِّم ْنهُ ْم َساء َما
ُأمةٌ ُّم ْقتَ ِ
ض )}51{ ..إلى قوله تعالى ِّ ... ( :م ْنهُ ْم َّ َب ْع ٍ
ون {)}66 َي ْع َملُ َ
ّ -7بينت أمر اهلل تعالى لرسوله صلى اهلل عليه وسلم بتبليغ الدعوة ووعده له
بالحفظ والنصرةـ ،ثم ّبينت تحريف أهل الكتاب لكتبهم السماوية وكفرهم
بالرسل الذين أرسلوا من اهلل إليهم ،واعتقادهم بألوهية عيسى عليه السالم
وبينت سخطه تعالى على أهل الكتاب ،فقد كانوا ال يتناهون عن المنكر ّ ،
فيما بينهم ،ويتخذون الكافرين أولياء ،فكانت عاقبتهم الخلود في نار جهنم
ك )}67{ ..إلى ك ِمن َّرِّب َ الر ُسو ُل َبلِّ ْغ َما ِ
ُأنز َل ِإلَْي َ ،من قوله تعالى َ( :يا َُّأيهَا َّ
ُأنز َل ِإلَْي ِه َما اتَّ َخ ُذ ُ
وه ْم َْأوِلَياء والنبِ ِّي َو َما ِ
ون بِاهلل َّ قوله تعالى َ ( :ولَ ْو َك ُانوا يُْؤ ِمُن َ
ِ ِ ِ
ون {)}81 َولَـك َّن َكثيراً ِّم ْنهُ ْم فَاسقُ َ
وبينت أن النصارى ألين -8ذكرت اآليات عداوة اليهود الشديدة للمسلمين ّ ،
عريكة من اليهود في التعامل مع المسلمين ،ثم عادت إلى األحكام الشرعية
فذكرت منها :كفّارة اليمين ،وتحريم الخمر والميسر ،وجزاء قتل الصيد
آمُنوْا َِِّّ في حالة اإلحرام ،من قوله تعالى ( :لَتَ ِج َد َّن َأ َش َّد َّ
الن ِ
ين َ
اس َع َد َاوةً للذ َ
28
ص ْي ُد اْلَب ْح ِر ِ َّ اْليه َ َِّ
ين َأ ْش َر ُكوْا )}82{ ..إلى قوله تعالى ُ( :أحل لَ ُك ْم َ ود َوالذ َ َُ
َّ
امهُ َمتَاعاً ل ُك ْم َوِللسََّّي َار ِة َو ُح ِّر َم َعلَْي ُك ْم َ
ص ْي ُد اْلَب ِّر َما ُد ْمتُ ْم ُح ُرماً َواتَّقُوْا اللّهَ ط َع ُ
َو َ
ِ َِّ
ون {)}96 ي ِإلَْيه تُ ْح َش ُر َ
الذ َ
وأنه ركز في -9ذكرت اآليات أن اهلل تعالى قد جعل الكعبة قياماً للناس ّ ،
القلوب تعظيمها .
وجاء في اآليات نهي الناس عن السؤال عن أشياء إن بدت لهم ساءتهم
كحال آباءهم في الجنة أم في النار .
ذم للمشركين حين أحلّوا ما حرم اهلل تعالى .
كما جاء في اآليات ٌّ
وتضمنت اآليات دعوة إلصالح النفس وتهذيبها ،من قوله تعالى َ ( :ج َع َل
اس )}97{ ..إلى قوله تعالى ِ( :إلَى اللّ ِه ت اْل َح َر َام ِقَياماً لِّ َّلن ِاللّهُ اْل َك ْعَبةَ اْلَب ْي َ
ِ
ون {)}105 َم ْر ِج ُع ُك ْم َجميعاً فَُيَنِّبُئ ُكم بِ َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُ َ
الوصية عند دنو األجل وأمر الناس بتقوى اهلل ،من قوله ّ -10ذكرت أهمية
صَّي ِة
ت ِحين اْلو ِ تعالى ( :يِا َُّأيها الَِّذين آمُنوْا َشه َ ِ
َأح َد ُك ُم اْل َم ْو ُ َ َ ض َر َ ادةُ َب ْين ُك ْم ِإ َذا َح َ َ َ َ َ
اد ِة َعلَى َو ْج ِههَا َْأو َي َخافُوْا ك َْأدَنى َأن َيْأتُوْا بِ َّ
الشهَ َ { )}106إلى قوله تعالى َ ( :ذِل َ
ِِ ِ ِ
ين { ان َب ْع َد َْأي َمان ِه ْم َواتَّقُوا اللّهَ َو ْ
اس َم ُعوْا َواللّهُ الَ َي ْهدي اْلقَ ْو َم اْلفَاسق َ َأن تَُر َّد َْأي َم ٌ
)}108
-11أخبرت اآليات عن يوم القيامة وأهواله ،وسؤال اهلل تعالى الرسل عن
أممهم .
وانتقل الحديث في اآليات لإلخبار عن المعجزات التي أيد بها اهلل عبده
ورسوله عيسى عليه السالم .
وذكرت معجزة المائدة التي أنزلها تعالى على بني إسرائيل من السماء .
29
وختمت السورة الكريمة ببراءة المسيح عيسى بن مريم عليه السالم من
الر ُس َل فََيقُو ُل ما َذا ِ
ُأج ْبتُ ْم دعوى األلوهية ،من قوله تعالى َ( :ي ْو َم َي ْج َمعُ اللّهُ ُّ
َ
وب { )}109إلى قوله تعالى ِ( :للّ ِه ُمْل ُ
ك َأنت َعالَّم اْل ُغُي ِ
ك َ قَالُوْا الَ ِعْل َم لََنا ِإَّن َ
ُ
ض َو َما ِفي ِه َّن َو ُه َو َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {)}120
اَألر ِ َّم َاوات َو ْ
ِ
الس َ
سورة األنعام
من السور التي يدور محورها حول العقيدة وأصول اإليمان ،وإ لى توحيد
عز وجل وملكوته في
اهلل توحيداً خالصاً عن طريق النظر إلى قدرة اهلل ّ
ظ َمته
الكون ،فهي أكثر سورة تشعرك بمحبة Cاهلل من خالل استشعار ع َ
وقدرته في الكون .
30
وتتلخص قضاياها فيما يلي ( :قضية األلوهية ،قضية الوحي والرسالة ،
قضية البعث والجزاء ) .
بدأت السورة الكريمة بإقامة الدالئل والبراهين على قدرة اهلل ووحدانيته -1
وتحدثت اآليات عن استهزاء األمم السابقة برسلهم وعقاب اهلل تعالى لهم
ّ ،
تحذيراً للمستهزئين من الكفار برسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ووعيداً لهم
بأن عذاب اهلل آت ،ثم تبين قدرته تعالى ووحدانيته وعظمته ،من قوله
ور ثَُّم ات َو ُّات واَألرض وجع َل الظُّلُم ِ ِ تعالى ( :اْل َح ْم ُد ِللّ ِه الَِّذي َخلَ َ
الن َ َ َّم َاو َ ْ َ َ َ َ ق الس َ
ق ِعَب ِاد ِه الَِّذين َكفَروْا بِرِّب ِهم يع ِدلُون { )}1إلى قوله تعالى ( :و ُهو اْلقَ ِ
اه ُر فَ ْو َ َ َ َْ َ َ ُ َ
يم اْل َخبِ ُير {)}18 ِ
َو ُه َو اْل َحك ُ
ذكرت اآليات شهادة اهلل تعالى على صدق نبوة محمد عليه الصالة -2
والسالم ،ثم ذكر موقف الجاحدين المكذبين للقرآن والوحي وحسرتهم
الشديدة يوم القيامة ،وتضمنت اآليات دعوة للنبي صلى اهلل عليه وسلم كي
َأي
وبينت أن أمر الهداية بيد اهلل تعالى ،من قوله تعالى ُ ( :ق ْل ُّ على األذى ّ
يد بِْينِي َوَب ْيَن ُك ْم )}19{ ..إلى قوله تعالى :
َش ْي ٍء َأ ْكَب ُر َشهَادةً ُق ِل اللّ ِه َش ِه ٌ
ِِ ( ...ولَو َشاء اللّه لَجمعهم علَى اْله َدى فَالَ تَ ُك َ ِ
ين {)}35 ون َّن م َن اْل َجاهل َ ُ ُ َ َ َ ُْ َ َ ْ
-3يبين تعالى سبب إعراض المشركين عن القرآن ،وذلك ألن القرآن
تحدثت
نور للمؤمن لكن الكافر بمنزلة الميت الذي ال يسمع أو يستجيب ،ثم ّ
عن عقاب اهلل تعالى لألمم السابقة ،تحذيراً للناس وإ نذاراً لهم من أن يتّبعوا
الغي والضالل . سبيل ّ
ون َواْل َم ْوتَى َي ْب َعثُهُ ُم اللّهُ ثَُّم ِإلَْي ِه من قوله تعالى ِ( :إَّنما يستَ ِج َِّ
ين َي ْس َم ُع َ
يب الذ َ َ َْ ُ
ض َي َأن ِع ِندي ما تَستَع ِجلُون بِ ِه لَقُ ِ
َ ْ ْ َ ون { }36إلى قوله تعالى ُ ( :قل لَّ ْو َّ ُي ْر َج ُع َ
َّ ِ ِ اَألم ُر َب ْينِي َوَب ْيَن ُك ْم َواللّه ْ
ين {)}58 َأعلَ ُم بِالظالم َ ْ
31
ذكرت األدلة على صفات اهلل القدسية ومنها :علمه ،وقدرته ،وعظمته -4
،وجالله ،وسائر صفات الجالل والجمال ،ثم ذكرت نعمته تعالى على
العباد بإنقاذهم من الشدائد ،وقدرته على االنتقام ممن خالف وعصى أمره ،
داعية المؤمنين لتقواه والصالة له وحده سبحانه فإليه يحشر الناس وله الملك
ندهُ َمفَاتِ ُح اْل َغ ْي ِب الَ َي ْعلَ ُمهَا ِإالَّ ُه َو
وبيده علم الغيب ،من قوله تعالى َ ( :و ِع َ
َوَي ْعلَ ُم َما ِفي اْلَب ِّر َواْلَب ْح ِر )}59{ ..إلى قوله تعالى َ ... ( :ولَهُ اْل ُمْل ُ
ك َي ْو َم
يم اْل َخبِ ُير {)}73 ِ الشه َ ِ
َّ ِ ِ ِ
ادة َو ُه َو اْل َحك ُ ُّو ِر َعال ُم اْل َغ ْيب َو َ
ُينفَ ُخ في الص َ
-5ذكر ت قصة أب األنبياء ( إبراهيم ) عليه السالم إلقامة الحجج على
مشركي العرب في تقديس األصنام فقد جاء بالتوحيد الذي يتنافى مع
اإلشراك باهلل ،وذكرت شرف الرسل من أبناء إبراهيم وأمرت رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم باالقتداء بهديهم الكريم ،ثم انتقلت للحديث اليهود
والمشركين الذين حرفوا الكتاب وحالهم عند الموت ،من قوله تعالى َ ( :وِإ ْذ
ضالَ ٍل ُّمبِ ٍ ك وقَوم َ ِ ِ ِإ ِ ِ ِإ ِ
ين ك في َ َأصَناماً آلهَةً ِّني ََأرا َ َ ْ َ يم َألبِيه َآز َر َأتَتَّخ ُذ ْ
قَا َل ْب َراه ُ
َّ
ونض َّل َعن ُكم َّما ُكنتُ ْم تَْز ُع ُم َ
{ )}74إلى قوله تعالى ... ( :لَقَد تَّقَط َع َب ْيَن ُك ْم َو َ
{)}94
ذكرت األدلة الدالة على وجود الخالق وكمال علمه وقدرته وحكمته -6
تنبيهاً على أن المقصود األصلي إنما هو معرفة الخالق بذاته وصفاته
وأفعاله ،وجاء النهي عن سب الذين يعون من دون اهلل ألن ذلك يدعوهم
لسب اهلل جهال منهم ،كما ّبينت اآليات طغيان الكافرين وصعوبة إيمانهم
وعنادهم فال يستطيعون اتباع آيات اهلل ،من قوله تعالى ِ( :إ َّن اللّهَ فَ ِال ُ
ق
ِّت ِم َن اْل َح ِّي َذِل ُك ُم اللّهُ فَ ََّأنى
ِّت وم ْخ ِرج اْلمي ِ
ِ ِ
الن َوى ُي ْخ ِر ُج اْل َح َّي م َن اْل َمي َ ُ ُ َ
ب َو َّ
اْل َح ِّ
32
ص َار ُه ْم َك َما لَ ْم يُْؤ ِمُنوْا بِ ِه تُ فَ ُكون { )}95إلى قوله تعالى ( :وُن َقلِّ ِئ
ب َأ ْف َدتَهُ ْم َو َْأب َ
َ ُ ْؤ َ
ِ ِ
ون {)}110 ََّأو َل َم َّر ٍة َوَن َذ ُر ُه ْم في طُ ْغَيان ِه ْم َي ْع َمهُ َ
ذكرت أن رؤية المعجزات لن تفيد من عميت بصيرته ،وأنه لو أتاهم -7
باآليات التي اقترحوها من إنزال المالئكة ،وإ حياء الموتى حتى يكلموهم ،
وحشر السباع والدواب والطيور وشهادتهم بصدق الرسول ما آمنوا بمحمد
صلى اهلل عليه وسلم وال بالقرآن الكريم لتأصلهم في الضالل ،ودعت
اآليات لألكل مما ذكر اسم اهلل عليه ،ثم ذكرت أن من البشر فريقان :
فريق مهتد وآخر ضال ،داعية المؤمنين للثبات على صراط اهلل المستقيم ،
من قوله تعالى َ ( :ولَ ْو ََّأنَنا َن َّزْلَنا ِإلَْي ِه ُم اْل َمآلِئ َكةَ َو َكلَّ َمهُ ُم اْل َم ْوتَى َو َح َش ْرَنا َعلَْي ِه ْم
ُك َّل َش ْي ٍء قُُبالً َّما َك ُانوْا ِليُْؤ ِمُنوْا )}111{ ..إلى قوله تعالى ( :لَهُ ْم َد ُار َّ
السالَِم
ون {)}127 ِع َ
ند َرِّب ِه ْم َو ُه َو َوِلُّيهُ ْم بِ َما َك ُانوْا َي ْع َملُ َ
ّ -8بينت أنه سيحشر الخالئق جميعاً يوم الحساب لينال ك ّل الجزاء العادل
على ما قدم في الحياة ،وبينت جهل المشركين وخرافاتهم تحذيرا منهم وبيانا
أنه ال أهلية لهم في القدح بالحق ،وتصرفهم في كثير مما أحله اهلل لهم من
الحرث واألنعام ،من قوله تعالى َ ( :وَي ْو َم يِ ْح ُش ُر ُه ْم َج ِميعاً َيا َم ْع َش َر اْل ِج ِّن
ين قَتَلُوْا ِ َِّ استَ ْكثَْرتُم ِّم َن اِإل ِ ِ
نس )}128{ ..إلى قوله تعالى ( :قَ ْد َخس َر الذ َ قَد ْ
ضلُّوْا َو َما ِ ِ ِ
َْأوالَ َد ُه ْم َسفَهاً بِ َغ ْي ِر عْلٍم َو َح َّر ُموْا َما َر َزقَهُ ُم اللّهُ ا ْفت َراء َعلَى اللّه قَ ْد َ
ين {)}140 ِ
َك ُانوْا ُم ْهتَد َ
-9ذكرت امتنانه تعالى على العباد بالرزق الذي تصرفوا فيه بغير إذنه
تعالى افتراء منهم عليه واختالقاً ،ثم أعقبته ببيان أن المشركين سيحتجون
على شركهم وتحريمهم ما أحل اهلل بالقضاء والقدر وأنهم سيجعلون ذلك
حجة لهم في دفع اللوم عنهم ،ثم جاءت اآليات ترد ليهم وتبطل شهادتهم ،
33
ات َو َّات و َغ ْير معرو َش ٍ ٍ ٍ َِّ
الن ْخ َل من قوله تعالى َ ( :و ُه َو الذي َأن َشَأ َجَّنات َّم ْع ُرو َش َ َ َ ْ ُ
ع ُم ْختَِلفاً ُأ ُكلُهُ )}141{ ...إلى قوله تعالى َ ... ( :والَ تَتَّبِ ْع ْ
َأه َواء و َّ
الز ْر َ َ
ِ ِ ِ َِّ َّ َِّ
ون {)}150 ون بِاآلخ َر ِة َو ُهم بِ َرِّب ِه ْم َي ْعدلُ َ
ين الَ يُْؤ ِمُن َ ين َكذُبوْا بِ َآياتَنا َوالذ َالذ َ
حر َمهُ تعالى على الكفار من األمور الضارة ،وذكرت -10ذكرت ما َّ
الوصايا العشر التي اتفقت عليها الشرائع السماوية وبها سعادة البشرية ،من
قوله تعالى ُ ( :ق ْل تَ َعالَ ْوْا َْأت ُل َما َح َّرم َُّب ُك ْم َعلَْي ُك ْم َأالَّ تُ ْش ِر ُكوْا بِ ِه َش ْيئاً
َوبِاْل َو ِال َد ْي ِن ِإ ْح َساناً )}151{ ...إلى قوله تعالى َ ( :و ُه َو الَِّذي َج َعلَ ُك ْم َخالَِئ َ
ف
ك ات لَِّيْبلُ َو ُك ْم ِفي َما آتَا ُك ْم ِإ َّن َرَّب َ ض َدرج ٍ
ق َب ْع ٍ َ َ ض ُك ْم فَ ْو َ ض َو َرفَ َع َب ْع َ اَألر ِ
ْ
ِ َس ِريع اْل ِعقَ ِ
يم {)}165 ور َّرح ٌ اب َوِإ َّنهُ لَ َغفُ ٌ ُ
سورة األعراف
هي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص األنبياء ،ومهمتها تقرير Cأصول
الدعوة اإلسالمية من توحيد اهلل وتقرير البعث والجزاء وتقرير Cالوحي
والرسالة ،وتتناول السورة تاريخ البشرية منذ البداية مع آدم عليه السالم
إلى النهاية في يوم القيامة وذلك من خالل الصراع بين الخير والشر .
34
عرضت السورة الكريمة في بدايتها لمعجزة القرآن الكريم وقررت أن -1
هذا القرآن نعمة من الرحمن على اإلنسانية جمعاء ،ثم أتبعت اآليات
بالحديث عن حال األمم السابقة ،من قوله تعالى( :المص {ِ }1كتَ ٌ
اب
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ين {ك َح َر ٌج ِّم ْنهُ لتُنذ َر بِه َو ِذ ْك َرى لْل ُمْؤ ِمن َ
ص ْد ِر َ
ك فَالَ َي ُكن في َ ُأنز َل ِإلَْي َ
ِ
ض َو َج َعْلَنا لَ ُك ْم ِفيهَااَألر ِ ِ َّ
) }2إلى قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َمكَّنا ُك ْم في ْ
ِ
ون {) }10 َم َعايِ َش َقليالً َّما تَ ْش ُك ُر َ
تحدثت عن بدء الخليقة ،وقصة آدم عليه السالم وذكر ما امتن به اهلل -2
تعالى على بني آدم وما أنعم به عليهم ،وجاء األمر اإللهي لبني آدم
بالبعد عن الشيطان وفتنته واتّباع طريق اهلل تعالى طريق الحق والخير
اس ُج ُدوْا ِ ِئ ِ
ص َّو ْرَنا ُك ْم ثَُّم ُقْلَنا لْل َمآل َكة ْ
،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َخلَ ْقَنا ُك ْم ثَُّم َ
ِ َّ ِ
ين { ) }11إلى قوله تعالى : يس لَ ْم َي ُكن ِّم َن السَّا ِجد َ آلد َم فَ َس َج ُدوْا ِإال ِإْبل َ
َ
ين َْأوِلَياء الضالَلَةُ ِإَّنهم اتَّ َخ ُذوا َّ ِ ق َعلَْي ِه ُم َّ ( فَ ِريقاً َه َدى وفَ ِريقاً َح َّ
الشَياط َ ُُ َ
ِمن ُد ِ ِ
ون {)}30 ون ََّأنهُم ُّم ْهتَ ُد َ ون اللّه َوَي ْح َسُب َ
ّبينت أمر اهلل تعالى بأخذ الزينة والتجمل في المناسبات ،وعند إرادة -3
الصالة ،ثم ذكرت أحوال اآلخرة وانقسام الناس إلى طوائف ( أهل
الجنة ،أهل النار ،وأهل األعراف ) ومآل كل فريق من سعادة أو
شقاء في الدار العدل والجزاء .
ند ُك ِّل َم ْس ِج ٍد و ُكلُوْا َوا ْش َرُبوْا
آد َم ُخ ُذوْا ِز َينتَ ُك ْم ِع َ
من قوله تعالى َ( :يا َبنِي َ
ين { )}31إلى قوله تعالى ... ( :فَاْلَي ْو َم َوالَ تُ ْس ِرفُوْا ِإَّنهُ الَ ُي ِح ُّ
ب اْل ُم ْس ِر ِف َ
ِ ِ
ون {)}51 اه ْم َك َما َن ُسوْا لقَاء َي ْو ِم ِه ْم َهـ َذا َو َما َك ُانوْا بِ َآياتَنا َي ْج َح ُد َ نس َُن َ
ذكرت أنه ال حجة ألحد بعدم اإليمان ،فقد أرسل اهلل الرسل وأنزل -4
الكتب لهداية البشرية ،ثم ذكرت قصص بعض األنبياء فبدأت بنوح
35
عليه السالم ثم أعقبته بذكر هود عليه السالم ،وذكرت موقف
اهم المشركين من دعوة الرسل الكرام ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد ِجْئ َن ُ
ِّ ٍِ بِ ِكتَ ٍ
ون { )}52إلى قوله صْلَناهُ َعلَى عْلم ُه ًدى َو َر ْح َمةً لقَ ْوٍم يُْؤ ِمُن َ اب فَ َّ
ين َك َّذُبوْا َِّ
ط ْعَنا َدابِ َر الذ َ ين َم َعهُ بِ َر ْح َم ٍة ِّمَّنا َوقَ َ َِّ
َأنج ْيَناهُ َوالذ َ
تعالى .. ( :فَ َ
ِ ِ
ين {)}72 بِ َآياتَنا َو َما َك ُانوْا ُمْؤ ِمن َ
ثم أعقبت ذلك بذكر قصة صالح عليه السالم ،وموقف المعاندين -5
ص ِالحاً قَا َل َيا قَ ْوِم اه ْم َ َأخ ُ
ود َ للرسل الكرام ،من قوله تعالى َ ( :وِإ لَى ثَ ُم َ
اعُب ُدوْا اللّهَ َما لَ ُكم ِّم ْن ِإلَ ٍـه َغ ْي ُرهُ )}73{ ..إلى قوله تعالى ( :فَتََولَّى ْ
ِ َّ ِ
ت لَ ُك ْم َولَكن ال تُحُّب َ
ون ص ْح ُ ال َيا قَ ْوِم لَقَ ْد َْأبلَ ْغتُ ُك ْم ِر َسالَةَ َربِّي َوَن َ
َع ْنهُ ْم َوقَ َ
ين {) }79 َّ ِ ِ
الناصح َ
ال ِلقَ ْو ِم ِه وقصة لوط عليه السالم ،من قوله تعالى َ ( :ولُوطاً ِإ ْذ قَ َ -6
ين { ) }80إلى قوله ِ اح َشةَ ما سبقَ ُكم بِها ِم ْن ٍ َأتَْأتُون اْلفَ ِ
َأحد ِّمن اْل َعالَم َ َ َ َ ََ َ
ِ
ين { ان َعاقَبةُ اْل ُم ْج ِر ِم َ ف َك َ طراً فَانظُ ْر َك ْي َ ط ْرَنا َعلَْي ِهم َّم ََأم َ
تعالى َ ( :و ْ
)}84
اه ْم
َأخ ُوقصة شعيب عليه السالم ،من قوله تعالى َ ( :وِإ لَى َم ْدَي َن َ -7
ال َيا قَ ْوِم لَقَ ْدُش َع ْيباً )}85{ ...إلى قوله تعالى ( :فَتََولَّى َع ْنهُ ْم َوقَ َ
ِ ِ
ين { آسى َعلَى قَ ْوٍم َكاف ِر َ ف َ ت لَ ُك ْم فَ َك ْي َص ْح َُْأبلَ ْغتُ ُك ْم ِر َساالَت َربِّي َوَن َ
)}93
ذكرت بعد قصص األنبياء سنته اإللهية في االنتقام ممن كذب أنبياءه ، -8
وذلك بالتدرج معهم بالبأساء والضراءـ ،ثم بالنعمة والرخاء ،ثم
بالبطش بهم إن لم يؤمنوا باهلل وحده ،من قوله تعالى َ ( :و َما َْأر َسْلَنا
ون { ض َّر ُع َالض َّراء لَ َعلَّهُ ْم َي َّ َأهلَهَا بِاْلَب َ
ْأساء َو َّ ِفي قَ ْرَي ٍة ِّمن َّنبِ ٍّي ِإالَّ َ
َأخ ْذَنا ْ
36
)}94إلى قوله تعالى َ ( :و َما َو َج ْدَنا َأل ْكثَِر ِهم ِّم ْن َع ْه ٍد َوِإ ن َو َج ْدَنا
ين {)}102 ِِ
َأ ْكثََر ُه ْم لَفَاسق َ
ثم أعقبت ذلك بقصة موسى عليه السالم مع الطاغية فرعون وما فيها -9
وسى بِ َآياتَِنا ِِ ِ
من عبر وعظات ،من قوله تعالى ( :ثَُّم َب َعثَْنا من َب ْعدهم ُّم َ
ين {}103 ِِ ِ ظلَ ُموْا بِهَا فَانظُ ْر َك ْي َِإلَى ِف ْر َع ْو َن َو َملَِئ ِه فَ َ
ان َعاقَبةُ اْل ُم ْفسد َ ف َك َ
ك َع ُد َّو ُك ْم َوَي ْستَ ْخِلفَ ُك ْم ِفي) إلى قوله تعالى .. ( :قَا َل َع َسى َرُّب ُك ْم َأن ُي ْهِل َ
ون {)}129 ف تَ ْع َملُ َض فََينظَُر َك ْي َ اَألر ِ
ْ
استطردت اآليات بعدها لتحكي قصة موسى عليه السالم مع فرعون -10
عما ح ّل بقوم فرعون من الباليا
وما فيها من العبر ،وتحدثت ّ
والنكبات ،وما ابتالهم اهلل به من قحط وجدب وطوفان وجراد وغير
ذلك من المصائب نتيجة معصيتهم وإ صرارهمـ عليها ،ثم ذكرت أنواع
النعم التي أنعم اهلل بها على بني إسرائيل ومن أعظمها إهالك عدوهم
َأخ ْذَنا آ َل
وقطعهم البحر مع السالمة واألمان ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َ
َّ ِ َّ َّ ِفرع ِ ِ
ون { )}130إلى قوله ص ِّمن الث َم َرات لَ َعلهُ ْم َيذ َّك ُر َ ين وَن ْق ٍ
ون بالسِّن َ َ ْ َ َ
ضلُّوْا قَالُوْا لَِئن لَّ ْم َي ْر َح ْمَنا ِ تعالى َ ( :ولَ َّما ُس ِق َ
ط فَي َْأيدي ِه ْم َو َر َْأوْا ََّأنهُ ْم قَ ْد َ
ِ رُّبَنا وي ْغ ِفر لََنا لََن ُك َ ِ
ين {)}149 ون َّن م َن اْل َخاس ِر َ َ ََ ْ
ذكرت اآليات في الحديث عن بني إسرائيل قصة أصحاب القرية -11
واعتداءهم يوم السبت باالصطياد فيه ،وكيف أن اهلل تعالى مسخهم
وسىقردة وفي ذلك عبرة للمعتبرين ،من قوله تعالى َ ( :ولَ َّما َر َج َع ُم َ
ِ ِ ضب ِ ِ
ي )}150{ ..إلى ان َأسفاً قَا َل بِْئ َس َما َخلَ ْفتُ ُمونِي من َب ْعد َِإلَى قَ ْو ِمه َغ ْ َ َ
َأج َر
ضيعُ ْ الصالَةَ ِإَّنا الَ ُن ِ
اموْا َّ ين ُيم َّس ُك َ ِ ِ ِ َِّ
ون باْلكتَاب َوَأقَ ُ قوله تعالى َ ( :والذ َ َ
ين {)}170 اْلم ِ ِ
صلح َ ُ ْ
37
تحدثت اآليات بعدها عن عاقبة بني إسرائيل نتيجة تمردهم وعصيانهم -12
باقتالع جبل الطور ،وسحقهم به إن لم يعملوا بأحكام التوراة ،ثم
ذكرت مثالً لعلماء السوء في قصة الذي انسلخ عن آيات اهلل طمعاً في
حطام الدنيا ،وضربت له مثالً بالكلب الالهث في حالتي التعب والراحة
! وكفى به مثال لتصوير نفسية اليهود في تكالبهم على الدنيا وعبادتهم
للمال .
من قوله تعالى َ ( :وِإ ذ َنتَ ْقَنا اْل َجَب َل فَ ْوقَهُ ْم َك ََّأنهُ ظُلَّةٌ َو َ
ظُّنوْا ََّأنهُ َو ِاقعٌ بِ ِه ْم ..
ي لَهُ َوَي َذ ُر ُه ْم ِفي ِ
ضلل اللّهُ فَالَ َهاد َ
{ )}171إلى قوله تعالى ( :من ُي ْ ِ ِ
َ
ِ
ون {)}186 طُ ْغَيان ِه ْم َي ْع َمهُ َ
لما ذكرت موقف المستهزئين من دعوة الرسول صلى اهلل عليه وآله -13
وسلم ذكرت هنا طرفاً من عنادهم واستهزائهم بسؤالهم الرسول صلى
اهلل عليه وسلم عن وقت قيام الساعة ،ثم ذكرت الحجج والبراهين
على بطالن عقيدة المشركين في عبادتهم األصنام ،وختمت السورة
ببيان عظمة شأن القرآن الكريم ووجوب االستماع واإلنصات عند
اها ُق ْل ِإَّن َما ك ع ِن الس ِ
ان ُم ْر َس َ َّاعة ََّأي َ
َ ون َ َ
تالوته ،من قوله تعالى َ ( :ي ْسَألُ َ
ند َربِّي الَ ُي َجلِّيهَا ِل َو ْقتِهَا ِإالَّ ُه َو )}187{ ..إلى قوله تعالى : ِعْل ُمهَا ِع َ
ِّك الَ يستَ ْكبِرون ع ْن ِعب َ ِ ِ ين ِع َ َِّ
ون { ونهُ َولَهُ َي ْس ُج ُد َ
ِّح َ ادته َوُي َسب ُ ند َرب َ َ ْ ُ َ َ َ (ِإ َّن الذ َ
{ }206سجدة })
وهكذا ختمت السورة بالتوحيد كما بدأت بالتوحيد فكانت الدعوة إلى اإليمان
بوحدانية الرب المعبود في البدء و الختام .
38
سورة األنفال
من السور التي عنيت بجانب التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالغزوات
والجهاد في سبيل اهلل ،فقد عالجت النواحي الحربية التي ظهرت عقب
بعض الغزوات ،جوانب الحرب والسلم وأحكام األسر والغنائم .
ابتدأت السورة بالحديث عن األنفال وهي الغنائم التي سأل عنها -1
أصحاب النبي صلى اهلل عليه وسلم رسول اهلل حين سألوه لمن هي ؟
وكيف تقسم ؟ فبينت أن الحكم فيها هلل ورسوله ،ثم ذكرت صفات
ال ُق ِل اَألنفَا ُل ِللّ ِه
ك َع ِن اَألنفَ ِ ون َ
المؤمن الحقيقي ،من قوله تعالى َ ( :ي ْسَألُ َ
ات بِْينِ ُك ْم )}1{ ..إلى قوله تعالى : َأصِل ُحوْا َذ َ ول فَاتَّقُوْا اللّهَ َو ْ الرس ِ
َو َّ ُ
يم { ق َك ِر ٌند َرِّب ِه ْم َو َم ْغ ِف َرةٌ َو ِر ْز ٌ
ات ِع َ ون َحقّاً لَّهُ ْم َد َر َج ٌ
ك ُه ُم اْل ُمْؤ ِمُن َ( ُْأولَـِئ َ
}4
أعقبتها بالحديث عن تفاصيل غزوة بدر وكيف نصر اهلل تعالى المؤمنين -2
فيها على الكافرين ،وتشبيه الكافرين باألنعام السارحة إلعراضهم عن
ق َوِإ َّن فَ ِريقاًك بِاْل َح ِّك ِمن َب ْيتِ َك َرُّب َ َأخ َر َج َ
الدعوة ،من قوله تعالى َ ( :ك َما ْ
ون { )}5إلى قوله تعالى َ ( :ولَ ْو َعِل َم اللّهُ ِفي ِه ْم ِ
ِّم َن اْل ُمْؤ ِمن َ
ين لَ َك ِار ُه َ
َّ أَّل
ون {)}23 ض َ َأس َم َعهُ ْم لَتََولوْا َّو ُهم ُّم ْع ِر ُ
َخ ْيراً ْس َم َعهُ ْم َولَ ْو ْ
أمرت المؤمنين باالستجابة هلل والرسول صلى اهلل عليه وسلم ،وقبول -3
دعوته التي فيها حياة القلوب وبها السعادة الكاملة في الدنيا واآلخرة ،
استَ ِج ُيبوْا ِللّ ِه وِل َّلرس ِ
ول ِإ َذا َد َعا ُكم َِّ
َ ُ آمُنوْا ْ من قوله تعالى َ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
39
ِ ِ ِل َما ُي ْحيِي ُك ْم َو ْ
َي ُحو ُل َب ْي َن اْل َم ْر ِء َو َقْلبِه َو ََّأنهُ ِإلَْيه تُ ْح َش ُر َ
ون { اعلَ ُموْا َّ
َأن اللّهَ
َأن اللّهَ َم ْوالَ ُك ْم نِ ْع َم
اعلَ ُموْا َّ َوِإ ن تََولَّ ْوْا فَ ْ
)}24إلى قوله تعالى ( :
ص ُير {)}40 الن ِاْل َم ْولَى َونِ ْع َم َّ
عادت اآليات لتتحدث عن الغنائم ،وذكرت حكم الغنائم وكيفية قسمتها -4
بقية األحداث الهامة في غزوة بدر ودعت لإلنفاق في سبيل ،ثم سردت ّ
اهلل .
َأن ِللّ ِه ُخمسهُ وِل َّلرس ِ
ول اعلَ ُموْا ََّأن َما َغنِ ْمتُم ِّمن َش ْي ٍء فَ َّ
من قوله تعالى َ ( :و ْ
َُ َ ُ
يل )}41{ ..إلى قوله تعالى : السبِ ِ
ين َو ْاب ِن َّ وِل ِذي اْلقُربى واْليتَامى واْلمس ِ
اك ِ َْ َ َ َ َ ََ َ
ون {)}60 ف ِإلَْي ُك ْم َوَأنتُ ْم الَ تُ ْ
ظلَ ُم َ يل اللّ ِه ُيو َّ
(...وما تُ ِنفقُوْا ِمن َشي ٍء ِفي سبِ ِ
َ ََ
َ ْ
لما أمرت بإعداد العدة إلرهاب األعداء ،أمرت هنا بالسلم شريطة -5
العزة والكرامة متى وجد السبيل إليه ،ألن الحرب ضرورة اقتضتها
الحياة لرد العدوان وحرية األديان وتطهير األرض من الظلم والطغيان
،ثم تناولت اآليات حكم األسرى ،وختمت بوجوب مناصرة المؤمنين
بعضهم لبعض بسبب الوالية الكاملة وأخوة اإليمان ،من قوله تعالى :
ِ ِ ِ ِإ َّ ( َوِإ ن َجَن ُحوْا ِل َّ
لسْلِم فَ ْ
يم { اجَن ْح لَهَا َوتََوك ْل َعلَى اللّه َّنهُ ُه َو السَّميعُ اْل َعل ُ
اه ُدوْا َم َع ُك ْم ِ َِّ
اج ُروْا َو َج َ
آمُنوْا من َب ْع ُد َو َه َ
ين َ )}61إلى قوله تعالى َ ( :والذ َ
ض ِفي ِكتَ ِ ِ فَُأولَـِئ َ ِ
اب اللّه ِإ َّن اللّهَ ضهُ ْم َْأولَى بَِب ْع ٍ اَألر َح ِام َب ْع ُ
ك من ُك ْم َو ُْأولُوْا ْ ْ
ٍ ِ ِّ
يم {. ) }75 بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ
40
سورة التوبة
عنيت هذه السورة بجانب التشريع ،وهي من آخر ما نزل على رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم .
و لهذه السورة هدفان أساسيان إلى جانب األحكام األخرى :
األول :بيان القانون اإلسالمي في معاملة المشركين و أهل الكتاب.
الثاني :إظهار ما كانت عليه النفوس حينما استنفرهم الرسول لغزو الروم
.
ابتدأت السورة ببراءة من اهلل ورسوله من المشركين وعهودهم ، -1
وامتدت اآليات بأسلوب تهكمي بتهديد المشركين وذكر قبائحهم آمرة ّ
َِّ ِ ِ
المؤمنين بقتالهم ،من قوله تعالى َ( :ب َراءةٌ ِّم َن اللّه َو َر ُسوِله ِإلَى الذ َ
ين
اهدتُّم ِّمن اْلم ْش ِر ِكين { )}1إلى قوله تعالى َ ( :خ ِال ِد ِ
ين فيهَا ََأبداً ِإ َّن اللّهَ
َ َ َ ُ َع َ
يم {)}22 ِ ِع َ
َأجٌر َعظ ٌ ندهُ ْ
أثنت اآليات على المهاجرين المؤمنين الذين هجروا الديار واألوطان -2
حباً في اهلل ورسوله ،وحذر تعالى من والية الكافرين ذاكراً أن
االنقطاع عن األقارب واجب بسبب الكفر ،ثم استطردت إلى تذكير
المؤمنين بنصرهم في مواطن كثيرة ليعتزوا بدينهم ،وعادت اآليات
َِّ
للتحذير من أهل الكتاب ومواالتهم ،من قوله تعالى َ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين
ِإل ِ
يم ِ
ان آمُنوْا الَ تَتَّخ ُذوْا َآباء ُك ْم َوِإ ْخ َو َان ُك ْم َْأوِلَياء َإ ِن ْ
استَ َحُّبوْا اْل ُك ْف َر َعلَى ا َ َ
ون { )}23إلى قوله تعالى ُ ( :ه َو الَِّذي َّ ِ َو َمن َيتََولَّهُم ِّمن ُك ْم فَ ُْأولَـِئ َ
ك ُه ُم الظال ُم َ
الد ِ ِّ ِ ق ِلُي ْ
ظ ِه َرهُ َعلَى ِّ ين اْل َح ِّ َْأر َس َل َر ُسولَهُ بِاْلهُ َدى َو ِد ِ
ين ُكله َولَ ْو َك ِرهَ
ون {)}33 اْل ُم ْش ِر ُك َ
41
وصفت رؤساء اليهود والنصارى بالتكبر والجشع والحرص على أكل -3
أموال الناس ألنهم اتخذوا الدين مطية لنيل الدنيا وذلك نهاية الذل
والدناءة ،
ثم ذكرت قبائحهم وقبائح المشركين ،داعية للنفير العام ،ذاكرة موقف
َِّ
المنافقين المثبطين عن الجهاد في سبيل اهلل ،من قوله تعالى َ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين
اط ِل)}34{ .. اس بِاْلب ِ آمُنوْا ِإ َّن َكثِيراً ِّم َن ْ
الن ِ َ َأم َوا َل َّ
ون ْ الر ْهَب ِ
ان لََيْأ ُكلُ َ اَألحَب ِار َو ُّ َ
ت ك الَِّذين الَ ي ِمُنون بِاللّ ِه واْليوِم ِ
اآلخ ِر َو ْارتَ َاب ْ إلى قوله تعالى ِ( :إَّن َما َي ْستَ ِْأذُن َ
َ َْ َ ُْؤ َ
ِ
ون {)}45 وبهُ ْم فَهُ ْم في َر ْيبِ ِه ْم َيتََر َّد ُد َ
ُقلُ ُ
ذكرت بعض أعمال المنافقين القبيحة من الكيد والمكر وإ ثارة الفتن بين -4
المسلمين والفرح بأذاهم ،ومحاوالتهم تشتيت كلمة المسلمين ،وذكرت
ادوْا
كثيراً من مثالبهم وجرائمهم الشنيعة ،من قوله تعالى َ ( :ولَ ْو ََأر ُ
طهُ ْم َو ِق َ
يل ا ْق ُع ُدوْا َم َع َألع ُّدوْا لَهُ ُع َّدةً َولَ ِـكن َك ِرهَ اللّهُ انبِ َعاثَهُ ْم فَثََّب َ
وج َ اْل ُخ ُر َ
ات ِلْلفُقَراء واْلمس ِ
اك ِ
ين ين { ..)}46إلى قوله تعالى ِ( :إَّن َما الص َ ِِ
َّدقَ ُ َ َ َ َ اْلقَاعد َ
يل اللّ ِه
ين و ِفي سبِ ِ ِ وبهم و ِفي ِّ ِ َّ ِ ِِ
َ الرقَاب َواْل َغ ِارم َ َ ين َعلَْيهَا َواْل ُمَؤ لفَة ُقلُ ُ ُ ْ َ َواْل َعامل َ
ِ ِ ِ السبِ ِ
يم {)}60 يم َحك ٌ يضةً ِّم َن اللّه َواللّهُ َعل ٌ يل فَ ِر َ َو ْاب ِن َّ
وذكرت اآليات إيذاء المنافقين للرسول صلى اهلل عليه وسلم وإ قدامهم -5
على حلف األيمان الكاذبة واستهزاءهم بآيات اهلل إلى غيرها من أفعال
منكرة شنيعة ،أهمها فرارهم من القتال في سبيل اهلل ،من قوله تعالى
ون ُه َو ُأ ُذ ٌن ُق ْل ُأ ُذ ُن َخ ْي ٍر لَّ ُك ْم)}61{ ..
النبِ َّي َويِقُولُ َ
ون َّين يُْؤ ُذ َ
َِّ
َ ( :و ِم ْنهُ ُم الذ َ
ك و ُهم ْ ِ ين َي ْستَ ِْأذُن َ َِّ
ضوْا
َأغنَياء َر ُ ون َ َ ْ السبِي ُل َعلَى الذ َ إلى قوله تعالى ِ( :إَّن َما َّ
ونوْا مع اْل َخو ِال ِ
ون {)}93 طَب َع اللّهُ َعلَى ُقلُوبِ ِه ْم فَهُ ْم الَ َي ْعلَ ُم َ ف َو َ بَأن َي ُك ُ َ َ َ
ِ
42
تحدثت اآليات بعدها عن المنافقين الذين تخلفوا عن الجهاد وجاءوا -6
يؤكدون تلك األعذار باأليمان الكاذبة ،وقد ذكرت من مكائد المنافقين
( مسجد الضرار ) الذي بنوه ليكون وكراً للتآمر على اإلسالم
والمسلمين فجاءت اآليات تفضحهم وتشنع بأفعالهم أعظم تشنيع ،من
ِ ون بِاللّ ِه لَ ُك ْم ِإ َذا َ ِ
ضوْـا َع ْنهُ ْم انقلَْبتُ ْم ِإلَْي ِه ْم لتُ ْع ِر ُ قوله تعالى َ ( :سَي ْحلفُ َ
ِ
ون {)}95 اه ْم َجهََّن ُم َج َزاء بِ َما َك ُانوْا َي ْكسُب َ ضوْا َع ْنهُ ْم ِإَّنهُ ْم ِر ْج ٌس َو َم َْأو َُأع ِر ُ
فَ ْ
إلى قوله تعالى ( :الَ َي َزا ُل ُب ْنَي ُانهُ ُم الَِّذي َبَن ْوْا ِر َيبةً ِفي ُقلُوبِ ِه ْم ِإالَّ َأن تَقَطَّ َع
يم {)}110 ِ ِ
يم َحك ٌ وبهُ ْم َواللّهُ َعل ٌ
ُقلُ ُ
ذكرت صفات المؤمنين المجاهدين الذين باعوا أنفسهم هلل تعالى ،ثم -7
قصة الثالثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وتوبة اهلل عليهم .
ذكرت ّ
وختمت السورة بتذكير المؤمنين بالنعمة الكبرى ببعثة السراج المنير
النبي العربي المرسل رحمة للعالمين .
َأم َوالَهُم بِ َّ ِ ِ
َأن لَهُ ُم من قوله تعالى ِ( :إ َّن اللّهَ ا ْشتََرى م َن اْل ُمْؤ ِمن َ
ين َأنفُ َسهُ ْم َو ْ
ون )}111{ ..إلى قوله تعالى ( :فَِإن الجَّنةَ يقَاتِلُون ِفي سبِ ِ ِ
ون َوُي ْقتَلُ َيل اللّه فََي ْقتُلُ َ َ َ َ ُ
َّ
ش اْل َع ِظ ِيم {
ب اْل َع ْر ِ
ت َو ُه َو َر ُّتََولَّ ْوْا فَ ُق ْل َح ْسبِ َي اللّهُ ال ِإلَـهَ ِإال ُه َو َعلَْي ِه تََو َّكْل ُ
)}129
43
سورة يونس
44
ب ِللّ ِه فَ ْانتَ ِظ ُروْا ِإِّني َم َع ُكم ِّم َن ِ ِ
ُأنز َل َعلَْيه َآيةٌ ِّمن َّربِّه فَ ُق ْل ِإَّن َما اْل َغ ْي ُ
ِ
ِ
ين {)}20 اْل ُمنتَظ ِر َ
ذكرت أن من عادة الكفار الجحود والعصيان في الشدة والرخاء ، -4
وضربت المثل بالحياة الدنيا في الزوال والفناء ،ثم عادت إلى ذكر
األدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ،من قوله تعالى َ ( :وِإ َذا
ِ ِ ِ
ض َّراء َمسَّتْهُ ْم ِإ َذا لَهُم َّم ْكٌر في َآياتَنا ُق ِل اللّهُاس َر ْح َمةً ِّمن َب ْعد َ الن ََأ َذ ْقَنا َّ
ون { )}21إلى قوله تعالى : ون َما تَ ْم ُك ُر َ َأس َرعُ َم ْكراً ِإ َّن ُر ُسلََنا َي ْكتُُب َ
ْ
ين {)}39 َّ ِ ِ ِ
ان َعاقَبةُ الظالم َ ف َك َ (...فَانظُ ْر َك ْي َ
لما ذكرت اآليات طعن الكفار في أمر النبوة ،ذكرت تكذيب الكفار -5
وجحودهم باهلل تعالى وآياته ،ثم ردت عليهم بالحجج والبراهين وبينت
مآلهم وعذابهم يوم القيامة ،من قوله تعالى َ ( :و ِمنهُم َّمن يُْؤ ِم ُن بِ ِه
ين { )}40إلى قوله تعالى : ِِ
َأعلَ ُم بِاْل ُم ْفسد َ
ك ْ َو ِم ْنهُم َّمن الَّ يُْؤ ِم ُن بِ ِه َو َرُّب َ
ِ ِ ِ (....وما يع ُزب عن َّرب َ ِ
َّماء َوالَض َوالَ في الس َ اَألر ِِّك من ِّمثْقَال َذ َّر ٍة في ْ َ َ َْ ُ َ
ين {)}61 ك وال َأ ْكَبر ِإالَّ ِفي ِكتَ ٍ
اب ُّمبِ ٍ ِ ِ
َ َأص َغ َر من َذل َ َ ْ
تحدثت اآليات عن المؤمنين ترغيبا باإليمان وواست النبي صلى اهلل -6
عليه وسلم ،وتابعت الرد على المنكرين الجاحدين بالقرآن الكريم ،من
ون { ف َعلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم َي ْح َزُن َ قوله تعالى َ( :أال ِإ َّن َْأوِلَياء اللّ ِه الَ َخ ْو ٌ
الد ْنَيا ثَُّم ِإلَْيَنا َم ْر ِج ُعهُ ْم ثَُّم ُن ِذيقُهُ ُم
)}62إلى قوله تعالى َ ( :متَاعٌ ِفي ُّ
ون {) }70 يد بِ َما َك ُانوْا َي ْكفُُر َالش ِد َ
اب َّ
اْل َع َذ َ
ذكرت بعض قصص األنبياء تسلية للرسول صلى اهلل عليه وسلم لتهون -7
عليه الشدائد
45
السالم مع قومه ،من قوله تعالى َ ( :و ْات ُل قصة نوح عليه ّ ّ ()1
امي وح ِإ ْذ قَا َل ِلقَو ِم ِه يا قَوِم ِإن َكان َكبر علَْي ُكم َّمقَ ِ َعلَْي ِه ْم َنَبَأ ُن ٍ
َ َُ َ ْ َ ْ
ت ) )}71{ ..إلى قوله ات اللّ ِه فَ َعلَى اللّ ِه تََو َّكْل ُ يري بِآي ِ
َ َوتَ ْذ ِك ِ
ين {)}74 ِ طَبع َعلَى ُق ِ تعالى َ ...( :ك َذِل َ
لوب اْل ُم ْعتَد َ ك َن ْ ُ
قصة موسى وهارون عليهما السالم مع الطاغية فرعون ،من ()2
ون ِإلَى ِف ْر َع ْو َن وسى َو َه ُار َ
ِِ ِ
قوله تعالى ( :ثَُّم َب َعثَْنا من َب ْعدهم ُّم َ
ِئ ِ ِ
ين { )}75إلى قوله استَ ْكَب ُروْا َو َك ُانوْا قَ ْوماً ُّم ْج ِر ِم ََو َملَ ه بِ َآياتَنا فَ ْ
ِ ٍ
يم {) }97 اب اَألل َتعالى َ ( :ولَ ْو َجاءتْهُ ْم ُك ُّل َآية َحتَّى َي َر ُوْا اْل َع َذ َ
قصة يونس عليه السالم مع قومه ،وفي كل قصة عبرة لمن ()3
ت قَ ْرَيةٌ اعتبر ،من قوله تعالى :إلى قوله تعالى َ ( :فلَ ْوالَ َك َان ْ
َّ
ون َس ) }98{ ...إلى قوله تعالى : يم ُانهَا ِإال قَ ْو َم ُي ُ ِإ
ت فََنفَ َعهَا َ آمَن ْ
َ
ِ آمُنوْا َك َذِل َ َِّ
ين { نج اْل ُمْؤ ِمن َ ك َحقّاً َعلَْيَنا ُن ِ ين َ ( ثَُّم ُنَنجِّي ُر ُسلََنا َوالذ َ
}103
ختمت السورة الكريمة ببيان حقيقة التوحيد ،وأن اإلنسان ال ينجيه عند -8
اس ِإن ُكنتُم ِفي َش ٍّ
ك الن ُاهلل إال اإليمان ،من قوله تعالى ُ ( :ق ْل َيا َُّأيهَا َّ
ْ
ون اللّ ِه )}104{ ..إلى قوله ون ِمن ُد ِ ِّمن ِدينِي فَالَ ْ َِّ
ين تَ ْعُب ُد َ
َأعُب ُد الذ َ
اصبِ ْر َحتَّ َى َي ْح ُك َم اللّهُ َو ُه َو َخ ْي ُر
ك َو ْ وحى ِإلَْي َ
تعالى َ ( :واتَّبِ ْع َما ُي َ
ين {) }109 ِِ
اْل َحاكم َ
46
سـورة هود
تعنى هذه السورة بأصول العقيدة اإلسالمية ،وقد عرضت لقصص األنبياء
بالتفصيل ليتأسى بهم رسول اهلل بالصبر والثبات .
ابتدأت السورة الكريمة بتمجيد القرآن العظيم المحكم اآليات ،ثم انتقلت -1
للحديث عن عناد الكافرين من أهل مكة وتكذيبهم لرسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم واتهامهم له بافتراء القرآن خابوا وخسروا ،من قوله تعالى
ير { )}1إلى ت ِمن لَّ ُد ْن َح ِك ٍيم َخبِ ٍ
صلَ ْت َآياتُهُ ثَُّم فُ ِّ ُأح ِك َم ْ
اب ْ ( :الَر ِكتَ ٌ
يع َه ْل ير والس ِ
َّم ِ ِ قوله تعالى َ ( :مثَ ُل اْلفَ ِريقَْي ِن َك ْ
اَألص ِّم َواْلَبص ِ َ
اَألع َمى َو َ
ون {)}24 ان َمثَالً َأفَالَ تَ َذ َّك ُر َ
َي ْستَِوَي ِ
بالقصة األولى :قصة نوح عليه ّ تحدثت عن الرسل الكرام مبتدئة -2
السالم ،للعظة والعبرة وتسلية لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،من
ين {) }25 قوله تعالىَ ( :ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ُنوحاً ِإلَى قَ ْو ِم ِه ِإِّني لَ ُك ْم َن ِذ ٌير ُّمبِ ٌ
َأنت
نت تَ ْعلَ ُمهَا َ
ك َما ُك َ وحيهَا ِإلَْي َ ك ِم ْن َأنباء اْل َغ ْي ِب ُن ِ إلى قوله تعالى ( :تِْل َ
َ
ِ ِ ِ والَ قَوم َ ِ
ين {)}49 ك من قَْب ِل َهـ َذا فَ ْ
اصبِ ْر ِإ َّن اْل َعاقَبةَ لْل ُمتَّق َ َ ُْ
ثم ذكرت قصة هود عليه السالم مع قومه عاد ،والذي سميت السورة -3
القصة الثانية ،
ّ تخليدا لجهوده الكريمة في الدعوة إلى اهلل ،وهي
ً باسمه
47
اعُب ُدوْا اللّهَ َما لَ ُكم اه ْم ُهوداً قَا َل َيا قَ ْوِم ْ َأخ ُ من قوله تعالى َ ( :وِإ لَى َع ٍاد َ
ون{ )}50إلى قوله تعالى َ ( :وُأتْبِ ُعوْا ِفي َّ ٍ
ِّم ْن ِإلَـه َغ ْي ُرهُ ِإ ْن َأنتُ ْم ِإال ُم ْفتَُر َ
ام ِة َأال ِإ َّن َعاداً َكفَ ُروْا َرَّبهُ ْم َأالَ ُب ْعداً لِّ َع ٍاد قَ ْوِم ِ َه ِـذ ِه ُّ
الد ْنَيا لَ ْعَنةً َوَي ْو َم اْلقَي َ
ُه ٍ
ود {)}60
تحدثت عن ثمود ونبيهم صالح عليه السالم وما آل إليه عنادهم وكفرهم -4
اه ْم
َأخ ُ
ود َ ،وهي القصة الثالثة في السورة ،من قوله تعالى َ ( :وِإ لَى ثَ ُم َ
اعُب ُدوْا اللّهَ َما لَ ُكم ِّم ْن ِإلَ ٍـه َغ ْي ُرهُ )}61{ ..إلى قوله ص ِالحاً قَا َل َيا قَ ْوِم ْ َ
ود {فروْا َرَّبهُ ْم َأالَ ُب ْعداً لِّثَ ُم َود َك ُتعالى َ ( :كَأن لَّ ْم َي ْغَن ْوْا ِفيهَا َأالَ ِإ َّن ثَ ُم َ
)}68
تلتها قصة إبراهيم عليه السالم وبشارة المالئكة له بإسحاق ولدا له ، -5
يم ِإ ِ
اءت ُر ُسلَُنا ْب َراه َ وهي القصة الرابعة ،من قوله تعالىَ ( :ولَقَ ْد َج ْ
ث َأن َجاء بِ ِع ْج ٍل َحنِ ٍيذ { )}69إلى بِاْلُبـ ْش َرى قَالُوْا َسالَماً قَا َل َسالَ ٌم فَ َما لَبِ َ
َأه َل اْلَب ْي ِت ِإَّنهُ َح ِم ٌ
يد ت اللّ ِه َوَب َر َكاتُهُ َعلَْي ُك ْم ْ
قوله تعالى َ ... ( :ر ْح َم ُ
يد {)}73 َّم ِج ٌ
وال زالت اآليات تتحدث عن ضيوف إبراهيم عليه السالم ،وهم -6
المالئكة الذين مروا عليه وهم بطريقهم إلهالك قوم لوط وبشروه بوالدة
غالم له ،وذكرت اآليات مرورهم على لوط عليه السالم ،وما حل
بقومه من نكال ودمار وهي القصة الخامسة ،من قوله تعالىَ ( :فلَ َّما
وط {)}74 الروعُ وجاءتْه اْلب ْشرى يج ِادلَُنا ِفي قَوِم لُ ٍ ِإ ِ
ْ يم َّ ْ َ َ ُ ُ َ ُ َ ب َع ْن ْب َراه َ
َذ َه َ
ين بَِب ِع ٍيد { َّ ِ ِ ِ ِ إلى قوله تعالى ُّ ( :م َس َّو َمةً ِع َ
ند َرِّب َ
ك َو َما ه َي م َن الظالم َ
)}83
48
ثم ذكرت قصة شعيب عليه السالم مع أهل مدين وهي القصة السادسة -7
اعُب ُدوْا اللّهَ َماُش َع ْيباً قَا َل َيا قَ ْوِم ْ
اه ْم
َأخ ُ
،من قوله تعالى َ ( :وِإ لَى َم ْدَي َن َ
تعالى َ ( :كَأن لَّ ْم َي ْغَن ْوْا ِفيهَا َأالَ
لَ ُكم ِّم ْن ِإلَ ٍـه َغ ْي ُرهُ )}84{ ..إلى قوله
ود {)}95 ت ثَ ُم ُُب ْعداً لِّ َم ْدَي َن َك َما َب ِع َد ْ
ذكرت اآليات القصة السابعة وهي قصة موسى عليه السالم مع فرعون -8
،وفي جميع هذه القصص عبر وعظات ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد
ين { )}96إلى قوله تعالى ( :وِإ َّن ُكـالًّ ان ُّمبِ ٍ
طٍ وسى بِ َآياتَِنا َو ُسْل َ
َ َْأر َسْلَنا ُم َ
ون َخبِ ٌير {)}111
َأع َمالَهُ ْم ِإَّنهُ بِ َما َي ْع َملُ َ
ك ْ لَّ َّما لَُي َوفَِّيَّنهُ ْم َرُّب َ
ذكرت العبرة من سرد القصص ،وهي أن تكون شاهدا على تعجيل -9
وتحدثت
ّ العقوبة للمكذبين وبرهاناً على تأييد اهلل ألوليائه الصالحين ،
اآليات عن يوم القيامة وانقسام الناس إلى فريقين :سعداء وأشقياء .
وختمت السورة بأمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم بالصبر على األذى -10
ت َو َمن والتوكل على الحي القيوم ،من قوله تعالى ( :فاستَِقم َكما ِ
ُأم ْر َ ْ ْ َ
ص ٌير { )}112إلى قوله تعالى : ط َغوْا ِإَّنه بِما تَعملُون ب ِ
ك َوالَ تَ ْ ْ ُ َ ْ َ َ َ اب َم َع َ
تَ َ
اَألم ُر ُكلُّهُ فَ ْ
اعُب ْدهُ َوتََو َّك ْل ِ
ض َوِإ لَْيه ُي ْر َجعُ ْاَألر ِ ِ
َّم َاوات َو ْ
ِ
( َوِللّه َغ ْي ُ
ب الس َ
علَْي ِه وما رُّب َ ِ
ون { . ) }123وهكذا تختم السورة ك بِ َغاف ٍل َع َّما تَ ْع َملُ َ َ ََ َ
بالتوحيد كما بدأت به ليتناسق البدء مع الختام.
49
سورة يوسف
50
المحنة الثانية في حياته عليه السالم هي :محنة االسترقاق حيث باعوه -3
بثمن قليل ،وأقام بمصر في بيت عزيزها وأعطاه اهلل الحكمة والفقه
في الدين وتأويل األحاديث ،وتذكر اآليات محنـته في تعرضه ألنواع
الفتنة واإلغراء من زوجة العزيز ،وصموده أمام تلك الفتنة حتى آثر
السجن على عمل الفاحشة ،وكفى بذلك برهاناً على طهارته ،من
يه ِم َن
ود ٍة و َك ُانوْا ِف ِ ِ ٍ ِ
قوله تعالى َ ( :و َش َر ْوهُ بثَ َم ٍن َب ْخس َد َراه َم َم ْع ُد َ َ
اه ِدين { )}20إلى قوله تعالى ( :ثَُّم ب َدا لَهم ِّمن بع ِد ما رَأوْا اآلي ِ
ات َّ ِ
َْ َ َ ُ َ َ ُ الز َ
ين {)}35 لََي ْس ُجُنَّنهُ َحتَّى ِح ٍ
صاحبي السجن وتأويله لرؤياهما ّ ذكرت اآليات قصته عليه السالم مع -4
ِّج َن
ومكوثه في السجن بضع سنين ،من قوله تعالى َ ( :و َد َخ َل َم َعهُ الس ْ
ص ُر َخ ْمراً ) }36{ ..إلى قوله تعالى َأع َِأح ُد ُه َما ِإِّني ََأرانِي ْ
ال َان قَ َ
فَتََي َ
ين {)}42 ِّج ِن بِ ْ ِ ِث ِفي الس ْ طان ِذ ْكر رب ِ
ِّه َفلَبِ َ َّ
ض َع سن َ َأنساهُ الش ْي َ ُ َ َ ...( :فَ َ
انتقلت اآليات لتذكر الرؤيا التي رآها ملك مصر وتأويل يوسف عليه -5
السالم لها وخروجه من السجن وإ ظهار براءته وتمكين اهلل تعالى له في
ك ِإِّني ََأرى األرض بتوليه حكم مصر ،من قوله تعالى َ ( :وقَا َل اْل َمِل ُ
َأَلجر ِ
اآلخ َر ِة َخ ْيٌر ات ِس َم ٍ س ْبع بقَر ٍ
ان )}43{ ...إلى قوله تعالى َ ( :و ْ ُ َ َََ
َِِّّ
ون {)}57آمُنوْا َو َك ُانوْا َيتَّقُ َ
ين َللذ َ
تحدثت اآليات التالية عن مجيء إخوة يوسف إلى مصر ليشتروا الطعام
ّ -6
نتيجة القحط ،وذكرت عدم معرفتهم ليوسف لما رأوه ،وتجهيزه لهم
وكانت هذه زيارتهم األولى وطلبه منهم أن يأتوا بأخيهم من أبيهم ،
ف فَ َد َخلُوْا َعلَْي ِه فَ َع َرفَهُ ْم َو ُه ْم
وس َ
ُي ُ لمصر ،من قوله تعالى َ ( :و َجاء ِإ ْخ َوةُ
51
َّ
ون { )}58إلى قوله تعالى ِ( :إ ِن اْل ُح ْك ُم ِإال ِللّ ِه َعلَْي ِه تََو َّكْل ُ
ت ِ
لَهُ ُمنك ُر َ
ون {)}67 َو َعلَْي ِه َفْلَيتََو َّك ِل اْل ُمتََو ِّكلُ َـ
انتقلت اآليات للزيارة الثانية إلخوة يوسف لمصر بعد إقناعهم ألبيهم -7
ثم ما كان من شأن أخوهم حين
بأخذ أخيهم (بنيامين) ووصيته لهم َّ ،
الصواع في رحله واحتجاز يوسف عليه السالم له . ظهر ّ
وأخيراً ما كان من تمام المحنة على يعقوب بفقده ولديه حتى ذهب الحزن
ان ُي ْغنِي
وهم َّما َك َ َأم َر ُه ْم َُأب ُ
ث َ ببصره ،من قوله تعالى َ ( :ولَ َّما َد َخلُوْا ِم ْن َح ْي ُ
َع ْنهُم ِّم َن اللّ ِه ِمن َش ْي ٍء )}68{ ..إلى قوله تعالى َ ( :وتََولَّى َع ْنهُ ْم َوقَا َل َيا
ِ ِ
يم {)}84 ت َع ْيَناهُ م َن اْل ُح ْز ِن فَهُ َو َكظ ٌ ف َو ْابَي َّ
ضْ وس َ
َأسفَى َعلَى ُي ُ
َ
انتقلت اآليات لتتحدث عن إرسال يعقوب ألبنائه لمصر ،ومعرفتهم -8
ألخيهم يوسف وإ رساله قميصه ألبيه وارتداد بصره عليه السالم .
بأسر ِهم إلى مصر ،ودخولهم على
ثم تحدثت عن مجيء أسرة يعقوب ِ
عز السلطان ،وتحقيق الرؤيا بسجود إخوته األحد عشر له يوسف وهو في ّ
مع أبيه وأمه واجتماع الشمل بعد الفرقة ،من قوله تعالى ( :قَالُوْا تَاهلل تَ ْفتَُأ
ين { )}85إلى قوله ِِ ف حتَّى تَ ُكون حرضاً َأو تَ ُك ِ
ون م َن اْلهَالك ََ ْ َ ََ وس َ َتَ ْذ ُك ُر ُي ُ
ان َح ِديثاً ُي ْفتََرى
اب َما َك َ ص ِهم ِع ْبرةٌ ُأِّلوِلي اَألْلَب ِ
ص ْ َ ْ
تعالى ( :لَقَ ْد َكان ِفي قَ ِ
َ َ
ِّ ٍ ِ ِ ولَ ِـكن تَص ِد َ َِّ
ونيق الذي َب ْي َن َي َد ْيه َوتَ ْفصي َل ُك َّل َش ْيء َو ُه ًدى َو َر ْح َمةً لقَ ْوٍم يُْؤ ِمُن َ ْ َ
{ . ) }111وختمت السورة بتوجيه األنظار إلى عجائب الكون الدالة على
الوحدانية وما في قصص القرآن من عبر وعظات .
52
سـورة الرعـد
53
وردت على تحدثت عن دالئل وجود اهلل تعالى وقدرته في الكون ّ ، ّ -3
الجاحدين المكذبين بوجود اهلل بالحجج واألدلة القاطعة ،من قوله تعالى
اد َو ُك ُّل َش ْي ٍء
ام َو َما تَْز َد ُ
اَألر َح ُ
يض ْ
ِ ِ
( :اللّهُ َي ْعلَ ُم َما تَ ْحم ُل ُك ُّل ُأنثَى َو َما تَغ ُ
ثاس فََي ْم ُك ُ
الن َ ندهُ بِ ِم ْق َد ٍار { )}8إلى قوله تعالى َ .. ( :و َّ
َأما َما َينفَعُ َّ ِع َ
اَألمثَا َل {)}17
ب اللّهُ ْ ض ِر ُ ك َي ْض َك َذِل َ
اَألر ِ في ْ
ِ
ذكرت مثلين ضربهما للحق وأهله والباطل وأهله ،ليتضح الفرق بين -4
استَ َج ُابوْا ِل َرِّب ِه ُم اْل ُح ْسَنى.. َِِّ
ين ْ
الهدى والضالل ،من قوله تعالى ( :للذ َ
وبى لَهُ ْم ِ ِ ِ َِّ
آمُنوْا َو َعملُوْا الصَّال َحات طُ َ ين َ
{ )}18إلى قوله تعالى ( :الذ َ
آب {) }29 و ُح ْس ُن م ٍ
َ َ
ت ببعثة الرسل الكرام وتكذيب أقوامهم لهم ،وعقاب اهلل الشديد لكل َّ
ذك َر ْ -5
مستهزئ بآيات اهلل تعالى .
ُأم ٌم لِّتَْتلُ َو َعلَْي ِه ُم ُأم ٍة قَ ْد َخلَ ْ ِ ِ اك ِفي َّ من قوله تعالى َ ( :ك َذِل َ
ت من قَْبلهَا َ ك َْأر َسْلَن َ
اب ِفي اْل َحَي ِاة ُّ
الد ْنَيا ي َْأو َح ْيَنا )}30{ ...إلى قوله تعالى ( :لَّهُ ْم َع َذ ٌ َِّ
الذ َ
ق {)}34 ق و َما لَهُم ِّم َن اللّ ِه ِمن وا ٍ ولَ َع َذ ُ ِ ِ ُّ
َ اب اآلخ َرة َأ َش َ َ
ثم ذ ّكرت بسعادة المؤمنين في دار النعيم ومآل الكافرين في دار -6
وتوعدت اآليات المشركين بالعذاب األليم ،وختمت السورة ّ الجحيم
الكريمة ببيان رسالته عليه الصالة والسالم بشهادة اهلل تعالى وشهادة
المؤمنين من أهل الكتاب ،من قوله تعالى َّ ( :مثَ ُل اْل َجَّن ِة الَّتِي ُو ِع َد
اَألنهَ ُار )}35{ ...إلى قوله تعالى ( : ون تَ ْج ِري ِمن تَ ْحتِهَا ْ اْل ُمتَّقُ َ
ت ُم ْر َسالً ُق ْل َكفَى بِاللّ ِه َش ِهيداً َب ْينِي َوَب ْيَن ُك ْم َو َم ْن
ين َكفَ ُروْا لَ ْس َ َِّ
َوَيقُو ُل الذ َ
اب {. )}43 ندهُ ِعْلم اْل ِكتَ ِ ِ
عَ ُ
54
سـورة إبراهيم
ابتدأت السورة ببيان إعجاز القرآن ،ثم انتقلت لتهديد المشركين بالعذاب -1
األليم نتيجة عنادهم ،كما تحدثت اآليات عن استهزاء الكفار بالرسل ،
وما أعد اهلل تعالى لهم من نكال في اآلخرة ،من قوله تعالى ( :الَر
ور بِِإ ْذ ِن َرِّب ِه ْم ِإلَى الناس ِمن الظُّلُم ِ
ات ِإلَى ُّ
الن ِ َأنزْلَناه ِإلَْي َ ِ ِكتَ ٌ
َ ك لتُ ْخ ِر َج َّ َ َ اب َ ُ
ِّت َو ِمن يز اْلح ِم ِيد { )}1إلى قوله تعالى ..( :وما ُهو بِمي ٍ ِ ِ
ََ َ َ ص َراط اْل َع ِز ِ َ
اب َغِليظٌ {)}17 َو َرآِئ ِه َع َذ ٌ
ٍ
عاصف ، شبهت اآليات أعمال الكفار برماد اشتدت به الريح في ٍ
يوم ّ -2
وذلك تبيانا على زوالها وضياعها ،وذكرت المناظرة بين الرؤساء
55
واألتباع ،وأعقبتها بالتذكير بنعم اهلل على العباد ليعبدوه ويشكروه ،من
يح ت بِ ِه َِّأع َمالُهُ ْم َك َر َم ٍاد ا ْشتَ َّد ْ
ين َكفَ ُروْا بِ َرِّب ِه ْم ْ َِّ
الر ُ قوله تعالى َّ ( :مثَ ُل الذ َ
ِ ٍ ِ
في َي ْوٍم َعاصف )}18{ ..إلى قوله تعالى َ ( :وآتَا ُكم ِّمن ُك ِّل َما َسَأْلتُ ُموهُ
وم َكفَّ ٌار {)}34 وِإ ن تَع ُّدوْا نِعم َ ِ
ظلُ ٌان لَ َ نس َوها ِإ َّن اِإل َ ص َ ت اللّه الَ تُ ْح ُ َْ ُ َ
تحدثت اآليات عن أبي األنبياء إبراهيم عليه السالم ومبالغته في هدم -3
قوله تعالى َ ( :وِإ ْذ الشرك واألوثان لالقتداء به واقتفاء أثر خطاه ،من
اَألصَن َام {
ْ َأن َّن ْعُب َد اجُن ْبنِي َوَبنِ َّي اجع ْل َهـ َذا اْلبلَ َد ِ
آمناً َو ْ َ ب َْ يم َر ِّ قَ َ ِإ ِ
ال ْب َراه ُ
ِ اغ ِف ْر ِلي َوِل َو ِال َد َّ
وم ي َوِلْل ُمْؤ ِمن َ
ين َي ْو َم َيقُ ُ )}35إلى قوله تعالى َ ( :رَّبَنا ْ
اب {)}41 ِ
اْلح َس ُ
ذكرت موقف الظالمين يوم الدين ،وما يعتريهم من ذل وهوان في يوم -4
الحشر األكبر ،من قوله تعالى َ ( :والَ تَ ْح َسَب َّن اللّهَ َغ ِافالً َع َّما َي ْع َم ُل
ص ُار { )}42إلى قوله الظَّ ِالمون ِإَّنما ي ِّخر ُهم ِليوٍم تَ ْش َخص ِف ِ
اَألب َيه ْ ُ ُ َ َ َُؤ ُ ْ َ ْ
اح ٌد َوِلَي َّذ َّك َراس وِلين َذروْا بِ ِه وِليعلَموْا ََّأنما ُهو ِإلَـهٌ و ِ
َ َ َ َ َْ ُ
ِّ
تعالى َ ( :هـ َذا َبالَغٌ ل َّلن ِ َ ُ ُ
اب {)}52 ُأولُوْا اَألْلَب ِ
ْ
56
سورة الحجر
57
(َنِّب ِعب ِادي َِّأني ََأنا اْل َغفُور َّ ِ
َأن َع َذابِي ُه َو اْل َع َذ ُ
اب يم {َ }49و َّ
الرح ُ ُ ْئ َ
يم {)}50 ِ
اَألل َ
ومن قصة آدم تنتقل لقصص بعض األنبياء ،تسلية لرسول اهلل وتثبيتا -4
للمؤمنين فتذكر قصة إبراهيم و لوطا عليهما السالم ،من قوله تعالى :
ف ِإ ْبراَ ِهيم { )}51إلى قوله تعالى ( :وِإ َّنها لَبِسبِ ٍ
يل (وَنِّبْئ هم عن ض ْي ِ
َ ُْ َ َ
َ َ َ َ
ِّ ِ قيم {ِ }76إ َّن ِفي َذِل َ
ُّم ٍ
ين {)}77 آليةً لْل ُمؤ ِمن َ
ك َ
ذكرت قصة شعيب وصالح عليهما السالم وما حلّ بأقوامهم المكذبين ، -5
ين { )}78إلى قوله اَألي َك ِة لَ َ ِ ِ
ظالم َ اب ْ َأص َح ُ
ان ْ من قوله تعالى َ ( :وِإ ن َك َ
ون {)}84 ِ
َأغَنى َع ْنهُم َّما َك ُانوْا َي ْكسُب َ
تعالى ( :فَ َما ْ
ختمت السورة بتذكير الرسول الكريم بكبرى نعم اهلل عليه وهي هذا -6
القرآن المجيد المعجز ،آمرة إياه بالصبر على المشركين وتبشره بقرب
ات واَألرض وما بينهما ِإالَِّ
َّم َاو َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ النصر ،من قوله تعالى َ ( :و َما َخلَ ْقَنا الس َ
يل { )}85إلى قوله تعالى الص ْف َح اْل َج ِم َ
اصفَ ِح َّ ِ بِاْل َح ِّ
ق َوِإ َّن الس َ
َّاعةَ آلتَيةٌ فَ ْ
ك حتَّى يْأتِي َ ِ
ين {)}99 ك اْلَيق ُ اعُب ْد َرَّب َ َ َ َ َ ( :و ْ
58
سورة النحل
عالجت سورة النحل موضوعات العقيدة الكبرى ( األلوهية ،والوحي ،
والبعث والنشور ) وإ لى جانب ذلك تحدثت عن دالئل القدرة والوحدانية في
هذا العالم الفسيح Cوهي صور دالة على وحدانية اهلل تعالى وعظيم نعمه .
تناولت في البدء الحديث عن قدرة اهلل تعالى وإ بداعه في خلق الكون -1
وتحدثت عن نعمه تعالى على اإلنسان التي ال تعد وال تحصى ،من
ِ
َأم ُر اللّه فَالَ تَ ْستَ ْع ِجلُوهُ ُس ْب َح َانهُ َوتَ َعالَى َع َّما ُي ْش ِر ُك َ
ون قوله تعالى َ( :أتَى ْ
ِ ِ
وها ِإ َّن اللّهَ
ص َ { ) }1إلى قوله تعالى َ ( :وِإ ن تَ ُع ُّدوْا ن ْع َمةَ اللّه الَ تُ ْح ُ
يم {. )}18 ِ
ور َّرح ٌ
لَ َغفُ ٌ
استنكرت اآليات ضالل الكفرة واتباعهم للباطل رغم النعم العظيمة -2
التي أنعم بها تعالى عليهم ،وذ ّكرتهم بحال من قبلهم وعقابهم ،
وأنذرتهم بالعقاب الشديد في اآلخرة ،من قوله تعالى َ ( :واللّهُ َي ْعلَ ُم َما
ون َش ْيئاً تُ ِس ُّرون وما تُعِلُنون { }19والَِّذين ي ْدعون ِمن ُد ِ ِ
ون اللّه الَ َي ْخلُقُ َ َ َ َ ُ َ َ ََ ْ َ
ِِ
اب َجهََّن َم َخالد َ
ين ون { )}20إلى قوله تعالى ( :فَ ْاد ُخلُوْا َْأب َو َ َو ُه ْم ُي ْخلَقُ َ
ِ
ين {)}29 فيهَا َفلَبِْئ َس َمثْ َوى اْل ُمتَ َكب ِِّر َ
ذكرت اآليات ما أعده للمتقين من وجوه التكريم في دار النعيم ،ليظهر -3
الفارق بين حال أهل السعادة وحال أهل الشقاوة وبين األبرار والفجار
على طريقة القرآن في المقارنة بين الفريقين ،من قوله تعالى َ (:و ِقي َل
ين اتَّقَ ْوْا َما َذا َ
َأنز َل َرُّب ُك ْم قَالُوْا َخ ْيراً )}30{ ...إلى قوله تعالى : َِِّ
للذ َ
ون {{ }50سجدة} ون َرَّبهُم ِّمن فَ ْو ِق ِه ْم َوَي ْف َعلُ َ
ون َما يُْؤ َم ُر َ (َي َخافُ َ
59
لما ذكرت اآليات أن الكون كله منقاد ألمر اهلل تعالى ،أمرت هنا -4
بإفراده بالعبادة ألنه الخالق الرازق ،ثم ضربت األمثال في ضالالت
أهل الجاهلية ،وذ ّكرت الناس بنعمه الجليلة ليعبدوه ويشكروه ،من
ِ ِ
قوله تعالى َ ( :وقَا َل اللّهُ الَ تَتَّخ ُذوْا ِإلـهَْي ِن اثَْن ْي ِن ِإَّن َما ُه َو ِإلهٌ َواح ٌد فَ َّإي َ
اي
ِِ
ال ِإ َّن اللّهَ ض ِرُبوْا للّه ْ
اَألمثَ َ ون { )}51إلى قوله تعالى ( :فَالَ تَ ْ فَ ْار َهُب ِ
ون {)}74 َي ْعلَ ُم َوَأنتُ ْم الَ تَ ْعلَ ُم َ
لما ذكرت سفاهة المشركين في عبادتهم لغير اهلل أعقبته بذكر مثلين -5
توضيحاً لبطالن عبادة األوثان ،ثم ذ ّكرت الناس ببعض النعم التي
أفاضها عليهم ليعبدوه ويشكروه ويخلصوا له العمل منيبين طائعين ،من
ب اللّهُ َمثَالً َع ْبداً َّم ْملُوكاً الَّ َي ْق ِد ُر َعلَى َش ْي ٍء{ ... ض َر َقوله تعالى َ ( :
ان َوِإ يتَاء ِذي ْأم ُر بِاْل َع ْد ِل َواِإل ْح َس ِ ِإ
)}75إلى قوله تعالى َّ ( :ن اللّهَ َي ُ
َّ ِ
اْلقُ ْرَبى َوَي ْنهَى َع ِن اْلفَ ْح َشاء َواْل ُمن َك ِر َواْلَب ْغ ِي َيعظُ ُك ْم لَ َعل ُك ْم تَ َذ َّك ُر َ
ون {
)}90
ح ّذرت من نقض العهود والمواثيق وعصيان أوامر اهلل تعالى ،ألن -6
أعده ألهل اإليمان من
العصيان سبب للبالء والحرمان ،ثم ذكرت ما ّ
الحياة الطيبة الكريمة .
ان َب ْع َد
اَألي َم َ
ضوْا ْ من قوله تعالى َ ( :و َْأوفُوْا بِ َع ْه ِد اللّ ِه ِإ َذا َع َ
اهدتُّ ْم َوالَ تَنقُ ُ
اج ُروْا ِمن َب ْع ِد َما تَو ِك ِيد َها )}91{ ..إلى قوله تعالى ( :ثَُّم ِإ َّن رَّب َ َِِّ
ين َه َ
ك للذ َ َ ْ
يم {)}110 ِ ِ اه ُدوْا وصبروْا ِإ َّن رَّب َ ِ ِ
ور َّرح ٌ ك من َب ْعد َها لَ َغفُ ٌ َ فُتُنوْا ثَُّم َج َ َ َ َ ُ
-7لما ذكرت حال من كفر بلسانه وحال من كفر بلسانه وجنانه ،ذكرت
أعده اهلل
هنا الجزاء العادل الذي يلقاه كل إنسان منهما في اآلخرة ،وما ّ
قصة إبراهيم
تعالى من العقاب العاجل في الدنيا لبعض المكذبين ،ثم ذكرت ّ
60
األواه المنيب ،آمرة الرسول صلى اهلل عليه وسلم باقتفاء أثره ،من قوله
س َّما َع ِملَ ْ
ت َو ُه ْم س تُ َج ِاد ُل َعن َّن ْف ِسهَا وتُوفَّى ُك ُّل َن ْف ٍ
َ َ
تعالى َ ( :ي ْو َم تَْأتِي ُك ُّل َن ْف ٍ
َِّ َِّ
ين ُهم ون { ) }111إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن اللّهَ َم َع الذ َ
ين اتَّقَوْا َّوالذ َ ظلَ ُم َ
الَ ُي ْ
ون {.)}128 ِ
ُّم ْحسُن َ
سورة اإلسراء
61
)}2إلى قوله تعالى َ ( :ع َسى َرُّب ُك ْم َأن َي ْر َح َم ُك ْم َوِإ ْن ُعدتُّ ْم ُع ْدَنا َو َج َعْلَنا
صيراً {)}8 جهَّنم ِلْل َك ِاف ِرين ح ِ
َ َ َََ
بينت اآليات شرف القرآن الكريم وجاللته فيه بشرى للمؤمنين وإ نذار -3
بالشر ،كما ّبينت
ّ للكافرين ،وأن من جهل اإلنسان الدعاء على نفسه
قدرة اهلل تعالى في خلق الليل والنهار ،وبينت قدرة اهلل تعالى على
إهالك القرى الظالمة وأن الجزاء من جنس العمل ،من قوله تعالى :
(ِإ َّن هـ َذا اْلقُرآن يِه ِدي ِللَّتِي ِهي َأ ْقوم )}9{ ...إلى قوله تعالى :الَّ
َ َُ ْ َ ْ َ
تَ ْج َعل َم َع اللّ ِه ِإلَـهاً َ
آخ َر فَتَ ْق ُع َد َم ْذ ُموماً َّم ْخ ُذوالً {)}22
ذكرت اآليات هنا طائفة من األوامر والزواجر التي يقوم عليها بنيان -4
المجتمع الفاضل ،ثم ذكر تعالى موقف المشركين المكذبين من القرآن
ك َأالَّ تَ ْعُب ُدوْا ِإالَّ ِإَّياهُ َوبِاْل َو ِال َد ْي ِن
ضى َرُّب َ
العظيم ،من قوله تعالى َ ( :وقَ َ
ال
اَألمثَ َك ْ ض َرُبوْا لَ َ ف َ ِإ ْح َساناً )}23{ ..إلى قوله تعالى ( :انظُ ْر َك ْي َ
ون َسبِيالً {)}48 ِ فَ ُّ
يع َ
ضلوْا فَالَ َي ْستَط َْ
وردت عليها
ذكرت شبهات المشركين في إنكار البعث والنشور ّ ، -5
باإلبطال والتفنيد ،ثم ذكرت قصة آدم وإ بليس للعظة واالعتبار ،
وأعقبتها بذكر نعم اهلل تعالى العظيمة على عباده ،ثم بالوعيد والتهديد
أصروا على الجحود والكفر ..من قوله تعالى َ ( :وقَالُوْا َأِئ َذا ُكَّنا إن ّ
ون َخْلقاً َج ِديداً { ، )}49إلى قوله تعالى ظاماً َو ُرفَاتاً َأِإَّنا لَ َم ْب ُعوثُ َِع َ
( ..ثَُّم الَ تَ ِج ُدوْا لَ ُك ْم َعلَْيَنا بِ ِه تَبِيعاً {)}69
لما ذكرت نعم اهلل تعالى على عباده من تسيـير السفن في البحر ومن -6
المنة بما أنعم به تعالى على اإلنسان
تممت ذكر ّ
تنجيتهم من الغرق ّ ،
من تكريمه ورزقه له وتفضيله على غيره من سائر المخلوقات ثم ذكر
62
أحوال الناس ودرجاتهم في اآلخرة ،ثم حذرت الرسول صلى اهلل عليه
وسلم من اتباع أهواء المشركين ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َك َّر ْمَنا َبنِي َ
آد َم
اهم ِّمن الطَّيِّب ِ وحمْلَن ُ ِ
ات )}70{ ..إلى قوله َ اه ْم في اْلَب ِّر َواْلَب ْح ِر َو َر َز ْقَن ُ َ َ ََ
آن ِمن ُك ِّل َمثَ ٍل فَ ََأبى َأ ْكثَُر اس ِفي َهـ َذا اْلقُ ْر ِ
ص َّر ْفَنا ِل َّلن ِ
تعالى َ ( :ولَقَ ْد َ
اس ِإالَّ ُكفُوراً {)}89 الن ِ
َّ
األمي ،
ّ لما ذكرت اآليات بالحجج والبراهين األدلة على صدق النبي -7
مادية غير
تعنت الكفار وضاللهم باقتراح خوارق ّ
ذكرت هنا نماذج من ّ
قصة موسى وتكذيب فرعون له مع كثرة
القرآن العظيم ،ثم ذكرت ّ
الخوارق والمعجزات التي ظهرت على يديه تسلية لرسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم .،
ختمت السورة بدالئل القدرة والوحدانية وتنـزيه اهلل تعالى عن كل نقص -8
ِ ..من قوله تعالى َ ( :وقَالُوْا لَن ُّنْؤ ِم َن لَ َ
ض ك َحتَّى تَ ْف ُج َر لََنا م َن ْ
اَألر ِ
َي ُنبوعاً { )}90إلى قوله تعالى َ ( :و ُق ِل اْل َح ْم ُد ِللّ ِه الَِّذي لَ ْم َيتَّ ِخ ْذ َولَداً
ك ِفي اْلمْل ِك ولَم ي ُكن لَّه وِل ٌّي ِّمن ُّ
الذ َّل َو َكب ِّْرهُ تَ ْكبِيراً { َولَم َي ُكن لَّهُ َش ِري ٌ
َ َُ ُ َ ْ َ
)}111
63
سورة الكهـف
هذه السورة هي إحدى سور خمس بدئت بـ ( الحمد هلل ) واألربعة الباقية
هي :الفاتحة ،األنعام ،الكهف ،سبأ ،فاطر ،وغرضها :ترسيخ العقيدة
واإليمان باهلل تعالى
-1بدأت بتمجيد اهلل وتقديسه ،وأنذرت الكافرين من عذاب اهلل إذا استمروا
اب َولَ ْم ِِ ِ بالعصيان ،من قوله تعالى ( :اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه الَِّذي َ
َأنز َل َعلَى َع ْبده اْلكتَ َ
ص ِعيداً ِ َّ ِ
َي ْج َعل لهُ ع َو َج{ ) }1إلى قوله تعالى َ ( :وِإ َّنا لَ َجاعلُ َ
ون َما َعلَْيهَا َ
ُج ُرزاً {)}8
-2تعرضت لقصص عديدة من روائع القرآن في سبيل تقرير أهدافها
األساسية لتثبيت العقيدة و اإليمان بعظمة ذي الجالل :
القصة األولى :
قصة أصحاب الكهف وهي قصة التضحية في سبيل العقيدة ،من قوله تعالى
:
الر ِق ِيم َك ُانوا ِم ْن َآياتَِنا َع َجباً )}9{ ..إلى َأن َأصحاب اْل َكه ِ
ف َو َّ ت َّ ْ َ َ ْ ( َْأم َح ِس ْب َ
ِئ ِ ِ قوله تعالى ُّ .. ( :متَّكِِئ ِ
ت ُم ْرتَفَقاً { اَأْلرا ك ن ْع َم الثََّو ُ
اب َو َح ُسَن ْ ين فيهَا َعلَى َ َ
)}31
القصة الثانية :
64
قصة صاحب الجنتين ،وهي نموذج آخر للتضحية في سبيل العقيدة ممثلة
قصة األخوين من بني إسرائيل :المؤمن المعتز بإيمانه ،والكافر وهو
في ّ
صاحب الجنتين وما فيها من عبر وعظات وتوجيهات ،كما ضرب تعالى
المثل للحياة الدنيا ومتاعها الزائل بالماء المنزل بالسماء واختالطه بنبات
األرض ثم تحوله إلى الهشيم ،فالغاية من ذكر األمثال االتعاظ واالعتبار ،
َأِلح ِد ِه َما َجَّنتَْي ِن ِم ْن
ب لَهُم َّمثَالً َّر ُجلَْي ِن َج َعْلَنا َ اض ِر ْ
من قوله تعالى َ ( :و ْ
اه َما بَِن ْخ ٍل َو َج َعْلَنا َب ْيَنهُ َما َز ْرعاً { )}32إلى قوله تعالى : َأعَن ٍ
اب َو َحفَ ْفَن ُ ْ
وها َولَ ْم َي ِج ُدوا َع ْنهَا َم ْ
ص ِرفاً { ظُّنوا ََّأنهُم ُّم َو ِاق ُع َ ( َو َرَأى اْل ُم ْج ِر ُم َ
ون َّ
الن َار فَ َ
)}53
القصة الثالثة : ّ
قصة موسى مع الخضر عليهما السالم ،وهي قصة التواضع في سبيل العلم
وما جرى من األخبار الغيبية التي أطلع اهلل عليها عبده الصالح الخضر ولم
اس ِمن ُك ِّلآن ِل َّلن ِ
ص َّر ْفَنا ِفي َه َذا اْلقُ ْر ِ
يعرفها موسى ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َ
ان َأ ْكثََر َش ْي ٍء َج َدالً { )}54إلى قوله تعالى َ ... ( :و َما َمثَ ٍل َو َك َ
ان اِإْل َ
نس ُ
ِ ِ َأم ِري َذِل َ
ص ْبراً {)}82 ك تَ ِْأوي ُل َما لَ ْم تَ ْسطع َّعلَْيه َ فَ َعْلتُهُ َع ْن ْ
القصة ذاتها ما يلي : ّ وتتضمن
( قصة السفينة وحادثة قتل الغالم و بناء الجدار)
القصة الرابعة :
ّ
قصة ذي القرنين ورحالته إلى الغرب والشرق ،وبناؤه السد في وجه
ّ
يأجوج ومأجوج ،وترتبط القصة بالعقيدة واإليمان كالقصص التي سبقتها
ك َعن ِذي اْلقَ ْرَن ْي ِن ُق ْل َس َْأتلُو َعلَْي ُكم ِّم ْنهُ ِذ ْكراً {
ون َ
،من قوله تعالى َ ( :وَي ْسَألُ َ
65
ال َه َذا َر ْح َمةٌ ِّمن َّربِّي فَِإ َذا َجاء َو ْع ُد َربِّي َج َعلَهُ
)}83إلى قوله تعالى ( :قَ َ
ان َو ْع ُد َربِّي َحقّاً {)}98 َد َّكاء َو َك َ
-3ختمت السورة الكريمة بالحديث عن يوم القيامة وأحوال الكافرين
وج ِفي ِئ ٍ
ضهُ ْم َي ْو َم ذ َي ُم ُ
والمؤمنين في اآلخرة ،من قوله تعالى َ ( :وت َر ْكَنا َب ْع َ
اه ْم َج ْمعاً { )}99إلى قوله تعالى ...( :فَ َمن ض َوُن ِف َخ ِفي الص ِ
ُّور فَ َج َم ْعَن ُ َب ْع ٍ
َأحداً { ِّه َفْليعم ْل عمالً ص ِالحاً واَل ي ْش ِر ْك بِ ِعب َ ِ ِ ِ ِ
ادة َربِّه َ َ َ ُ َ ان َي ْر ُجو لقَاء َرب َ ْ َ َ َ َك َ
)}110
سورة مريـم
الغرض من هذه السورة :تقرير التوحيد ،وتنـزيه اهلل جل وعال عما ال
يليق به وتثبيت Cعقيدة اإليمان بالبعث والجزاء .
ومحورها يدور حول :التوحيد ،واإليمان بوجود اهلل تعالى ووحدانيته
وبيان منهج Cالمهتدين ومنهج الضالين .
عرضت لقصص بعض األنبياء مبتدئة بنبي اهلل زكريا عليه السالم الذي -1
عاقرا فدعا اهلل تعالى دعاء الملهوف بأن يرزقه غالما
ً كانت امرأته
صالحا ،فاستجاب اهلل له ووهبه يحيى عليه السالم ،من قوله تعالى :
ك َع ْب َدهُ َز َك ِرَّيا { )}2إلى قوله تعالى :(كهيعص {ِ }1ذ ْك ُر َر ْح َم ِة َرِّب َ
ث َحّياً {)}15 ( َو َساَل ٌم َعلَْي ِه َي ْو َم ُوِل َد َوَي ْو َم َي ُم ُ
وت َوَي ْو َم ُي ْب َع ُ
66
عرضت لقصة أعجب وأغرب تلك هي قصة مريم العذراء عليها -2
السالم ،و إنجابها لطفل من غير أب وذلك لتأكيد عظمة اهلل تعالى
ت ِم ْن اب َم ْرَي َم ِإ ِذ انتََب َذ ْ وإ عجازه في الخلق ،قال تعالى (:وا ْذ ُك ْر ِفي اْل ِكتَ ِ
َ
َأهِلها م َكاناً َشر ِقّياً { )}16إلى قوله تعالى ( :و ِ
َأنذ ْر ُه ْم َي ْو َم اْل َح ْس َر ِة ِإ ْذ َ ْ ْ َ َ
ٍ ِ ِ
ون {)}39 اَأْلم ُر َو ُه ْم في َغ ْفلَة َو ُه ْم اَل يُْؤ ِمُن َ
قُض َي ْ
تحدثت عن قصة إبراهيم عليه السالم مع أبيه ،ثم أثنت على رسل اهلل ( -3
إسحاق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس ونوحاً ) عليهم
السالم ،وذلك إلثبات وحدة الرسالة وتوحيد الدعوة إلى اهلل ،قال تعالى
ون {َ }40وا ْذ ُك ْر ِفي ض َو َم ْن َعلَْيهَا َوِإ لَْيَنا ُي ْر َج ُع َاَأْلر َ
ث ْ ِ( :إَّنا َن ْح ُن َن ِر ُ
ص ِّديقاً َّنبِّياً { )}41إلى قوله تعالى َ ( :و َو َه ْبَنا اهيم ِإَّنه َكان ِ
ِ اْل ِكتَ ِ
اب ِإ ْب َر َ ُ َ
ق َعِلّياً {)}50 لَهم ِّمن َّر ْحمتَِنا وجعْلَنا لَهم ِلسان ِ
ص ْد ٍ َ َ َ َ ُْ َ َ ُ
وذكرت قصة موسى عليه السالم ونداء اهلل تعالى كما تطرقت اآليات -4
للحديث عن بعض األنبياء وصفاتهم العظيمة ،من قوله تعالى :
ان َر ُسوالً َّنبِّياً { )}51إلى ان ُم ْخلَصاً َو َك َ وسى ِإَّنهُ َك َ اب ُم َ (وا ْذ ُك ْر ِفي اْل ِكتَ ِ
َ
الر ْح َمن َخ ُّروا ات َّ اجتََب ْيَنا ِإ َذا تُْتلَى َعلَْي ِه ْم َآي ُ
قوله تعالى َ ( :و ِم َّم ْن َه َد ْيَنا َو ْ
ُس َّجداً َوُب ِكّياً {)}58
حذرت اآليات من إضاعة الصلواتـ واتباع الشهوات ورغبت بالتوبة -5
ف ِمن َب ْع ِد ِه ْم َخْل ٌ
ف وأن جزاء التائبين الجنة ،من قوله تعالى ( :فَ َخلَ َ
ف َيْلقَ ْو َن َغّياً { )}59إلى قوله ات فَ َس ْو َ الشهو َِّ َّ
الصاَل ةَ َواتَب ُعوا َ َ اعوا َّ َأض ُ َ
ادتِ ِه
طبِ ْر ِل ِعَب َ
اص َ
اعُب ْدهُ َو ْ
ض َو َما َب ْيَنهُ َما فَ ْ اَأْلر ِ ِ
َّم َاوات َو ْ ب الس َ تعالى َ ( :ر ُّ
َه ْل تَ ْعلَ ُم لَهُ َس ِمّياً {. )}65
67
وردت عليها بالحجج تحدثت عن بعض شبهات المكذبين للبعث والنشور ّ -6
والبراهين ،وختمت السورة بمآل السعداء واألشقياء ،من قوله تعالى :
ُأخ َر ُج َحّياً { )}66إلى قوله تعالى : ف ْ ان َأِئ َذا َما ِم ُّ
ت لَ َس ْو َ ( َوَيقُو ُل اِإْل َ
نس ُ
َأح ٍد َْأو تَ ْس َمعُ لَهُ ْم ِر ْكزاً { ِ ِ
َأهلَ ْكَنا قَْبلَهُم ِّمن قَ ْر ٍن َه ْل تُح ُّس م ْنهُم ِّم ْن َ
( َو َك ْم ْ
.)}98
سورة طـه
68
عرضت لقصص األنبياء فذكرت قصة موسى عليه السالم ونعمة اهلل -2
اك
عليه باستجابة دعائه وإ عطائه سؤله ،من قوله تعالى َ ( :و َه ْل َأتَ َ
ت َناراً لَّ َعلِّي
ام ُكثُوا ِإِّني َآن ْس ُ ال ْ ِ ِ
َأِلهله ْ وسى {ِ }9إ ْذ َرَأى َناراً فَقَ َ يث ُم َ َح ِد ُ
الن ِار ُه ًدى{ ) }10إلى قوله تعالى .. ( : س َْأو َأ ِج ُد َعلَى َّ آتِي ُكم ِّم ْنهَا بِقََب ٍ
وسى {. )}40 ت َعلَى قَ َد ٍر َيا ُم َ ين ِفي ْ
َأه ِل َم ْدَي َن ثَُّم ِجْئ َ َفلَبِثْ َ ِ ِ
ت سن َ
ذكرت نعمة اهلل تعالى على موسى باختياره للذهاب مع أخيه إلى فرعون -3
لتبليغ الدعوة ،ثم ذكرت الحوار الذي دار بين موسى وفرعون ،وما
كان من أمر السحرة وسجودهم لرب العالمين ،من قوله تعالى :
ات َع ْد ٍن تَ ْج ِري ِمن
ك ِلَن ْف ِسي { )}41إلى قوله تعالى َ ( :جَّن ُ طَن ْعتُ َ
اص َ( َو ْ
ك َج َزاء َمن تََز َّكى {. )}76 ين ِفيهَا َو َذِل َ ِِ تَ ْحتِهَا ْ
اَأْلنهَ ُار َخالد َ
ال تزال اآليات تتحدث عن قصة موسى وفرعون ،وتشير لعناية اهلل -4
تعالى بموسى وقومه وإ نقاذهم وإ هالك عدوهم ،وتذ ّكرهم بنعم اهلل
الكبرى ومننه عليهم ،حيث وصَّاهم بشكره عليها .
الحق بعبادتهم العجل ّ ثم تذكر اآليات انتكاس بني إسرائيل ،ورجوعهم عن
َأس ِر بِ ِعَب ِادي )}77{ ...إلى َأن ْ وسى ْ ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َْأو َح ْيَنا ِإلَى ُم َ
قوله تعالى ِ( :إَّن َما ِإلَهُ ُك ُم اللَّهُ الَِّذي اَل ِإلَهَ ِإاَّل ُه َو َو ِس َع ُك َّل َش ْي ٍء ِعْلماً {
)}98
ذكر اهلل تعالى هذه القصص للتأسي بها واالعتبار وهددت اآليات -5
الجاحدين المعاندين هلل تعالى بعذاب شديد يوم القيامة ،وجاءت اآليات
ك
ص َعلَْي َ بعدها لتتحدث عن أهوال القيامة ،من قوله تعالى َ ( :ك َذِل َ
ك َنقُ ُّ
ك ِمن لَّ ُدَّنا ِذ ْكراً { .. ) }99إلى قوله تعالى
ق َوقَ ْد آتَْيَنا َ
َأنباء َما قَ ْد َسَب َ ِ
م ْن َ
69
ضماً { َّالح ِ
ات َو ُه َو ُمْؤ ِم ٌن فَاَل َي َخ ُ
اف ظُْلماً َواَل َه ْ ِ ِ
َ ( :و َمن َي ْع َم ْل م َن الص َ
. ) }112
تحدثت اآليات عن معجزة القرآن الكريم ،منبهة رسول اهلل صلى اهلل -6
عليه وسلم بأالَّ يعجل ويشق على نفسه في حفظه من قبل انقضاء الوحي
،ثم تحدثت اآليات عن قصة سجود المالئكة آلدم عليه السالم وإ غواء
َأنزْلَناهُ قُ ْرآناً
ك َ إبليس له وهبوطه لألرض ،من قوله تعالى َ ( :و َك َذِل َ
ث لَهُ ْم ِذ ْكراً {}113 ون َْأو ُي ْح ِد ُ ِ َّ ِِ ِ
ص َّر ْفَنا فيه م َن اْل َو ِعيد لَ َعلهُ ْم َيتَّقُ َ
َع َربِّياً َو َ
ض ُك ْم ِلَب ْع ٍ
ض َع ُد ٌّو فَِإ َّما ِ
طا م ْنهَا َجميعاً َب ْع ُ
اهبِ َ ِ ) إلى قوله تعالى ( :قَا َل ْ
ض ُّل َواَل َي ْشقَى { .)}123 يْأتِيَّن ُكم ِّمِّني ُه ًدى فَم ِن اتَّبع ُه َداي فَاَل ي ِ
َ َ َ ََ َ َ
ثم أتت ح ّذرت اآليات المعرضينـ عن ذكر اهلل بعذاب أليم يوم القيامة ّ ، -7
تصبر رسول اهلل وتأمره بالتسبيح هلل في كل حين ،وأن يأمر اآليات ّ
أهله بالصالة ويصطبر عليها ،وختمت ببيان عاقبة األمم السابقة ،من
ِ ِ
ضنكاً َوَن ْح ُش ُرهُض َعن ذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َمعي َشةً ََأع َر َ
قوله تعالى َ ( :و َم ْن ْ
َأع َمى { )}124إلى قوله تعالى ُ ( :ق ْل ُك ٌّل ُّمتََرب ٌ
ِّص ام ِة ْ ِ
َي ْو َم اْلقَي َ
اهتَ َدى {}135 ي َو َم ِن ْ َّو ِّ فَتَرَّبصوا فَستَعلَمون م ْن َأصحاب الصِّر ِ
اط الس ِ َ َْ ُ َ ْ ُ َ َ َ ُ
).
سـورة األنبيــاء
70
ابتدأت السورة بالحديث عن غفلة الناس وتكذيبهم باهلل تعالى وبالحساب -1
والعقاب بينما تلوح القيامة لهم وهم الهون عن ذلك اليوم الرهيب، ،
ٍ ِ من قوله تعالى ( :ا ْقتَرب ِل َّلن ِ ِ
ون {)}1 ض َ اس ح َس ُابهُ ْم َو ُه ْم في َغ ْفلَة َّم ْع ِر ُ َ َ
ِِ ِ
ين
اه ْم َحصيداً َخامد َ اه ْم َحتَّى َج َعْلَن ُ إلى قوله تعالى ( :فَ َما َزالَت تِّْل َ
ك َد ْع َو ُ
{)}15
أقامت األدلة والبراهين على وحدانية اهلل وبطالن تعدد اآللهة ،من قوله -2
ِ
ين { )}16إلى قوله ض َو َما َب ْيَنهُ َما اَل عبِ َ اَأْلر َ
َّماء َو ْ تعالى َ ( :و َما َخلَ ْقَنا الس َ
ون {)}24 ض َ ق فَهُم ُّم ْع ِر ُ ون اْل َح َّ
تعالى َ ...( :ب ْل َأ ْكثَُر ُه ْم اَل َي ْعلَ ُم َ
ذكرت أن دعوة الرسل جميعاً إنما جاءت لبيان التوحيد ،ثم ذكرت بقية -3
األدلة على قدرة اهلل ووحدانيته في هذا الكون العجيب ،من قوله تعالى
وحي ِإلَْي ِه ََّأنهُ اَل ِإلَهَ ِإاَّل ََأنا
ول ِإاَّل ُن ِ
ك ِمن َّرس ٍ
ُ َ ( :و َما َْأر َسْلَنا ِمن قَْبِل َ
َأنزْلَناهُ َأفََأنتُ ْم لَهُ
ك َ ون { )}25إلى قوله تعالى َ ( :و َه َذا ِذ ْكٌر ُّمَب َار ٌ اعُب ُد ِ
فَ ْ
ون {)}50 ِ
ُمنك ُر َ
لما ذكرت اآليات الدالئل على التوحيد والنبوة ،أتبعت ذلك بذكر قصص -4
األنبياء وما نالهم من ابتالء ،تسلية للرسول صلى اهلل عليه وسلم ليتأسى
بهم في الصبر واحتمال األذى في سبيل اهلل .
فذكرت اآليات قصص ( إبراهيم ونوح ولوط وداود وسليمان )عليهم
يم ُر ْش َدهُ ِمن قَْب ُل َو ُكَّنا بِه ِإ ِ
السالم ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد آتَْيَنا ْب َراه َ
الشي ِ ِِ
ون
ون لَهُ َوَي ْع َملُ َ وص َين َمن َي ُغ ُ اط ِ ين { )}51إلى قوله تعالى َ ( :و ِم َن َّ َ َعالم َ
ِِ ون َذِل َ
ين {)}82 ك َو ُكَّنا لَهُ ْم َحافظ َ َع َمالً ُد َ
ذكرت اآليات محنة كل من يونس وزكريا وعيسى عليهم السالم ، -5
تسلية لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كي يتأسى بهم في الصبر ،من
71
َأنت َْأر َح ُم
الض ُّر َو َ ادى َرَّبهُ َِّأني َمسَّنِي ُّ
وب ِإ ْذ َن َ
قوله تعالى َ ( :و َُّأي َ
َ
اح ُكم بِاْل َح ِّ
ق َو َرُّبَنا ال َر ِّ
ب ْ ين { )}83إلى قوله تعالى ( :قَ َ َّ ِ ِ
الراحم َ
ون {)}112 ِ
ان َعلَى َما تَصفُ َ الر ْح َم ُن اْل ُم ْستَ َع ُ
َّ
سـورة الحـج
72
ِ الناس اتَّقُوا رَّب ُكم ِإ َّن َزْل َزلَةَ الس ِ
يم { )}1إلى قوله تعالى : َّاعة َش ْي ٌء َعظ ٌ َ َ ْ َّ ُ
ور {)}7 ث َمن ِفي اْلقُُب ِ َأن اللَّهَ َي ْب َع ُ
ب ِفيهَا َو َّ ِ
َّاعةَ آتَيةٌ اَّل َر ْي َ
َأن الس َ( َو َّ
انتقلت اآليات لتتحدث عن أهل السعادة وأهل الشقاوة ،من قوله تعالى : -2
اب ُّمنِ ٍ اس من ُي َج ِاد ُل ِفي اللَّ ِه بِ َغ ْي ِر ِعْلٍم واَل ُه ًدى واَل ِكتَ ٍ ( َو ِم َن َّ
ير {}8 َ َ الن ِ َ
) إلى قوله تعالى َ ( :و َمن ُي ِه ِن اللَّهُ فَ َما لَهُ ِمن ُّم ْك ِرٍم ِإ َّن اللَّهَ َي ْف َع ُل َما
اء {{ }18سجدة}) َي َش ُ
تحدثت اآليات عما دار بين أهل السعادة والشقاء من الخصومة في دينه -3
َِّ ِ
ينص ُموا في َرِّب ِه ْم فَالذ َ
اختَ َ
ان ْ ص َم ِ وعبادته ،من قوله تعالى َ ( :ه َذ ِ
ان َخ ْ
يم {)}19 ِ ِِ ب ِمن فَ ْو ِ
ق ُرُؤ وسه ُم اْل َحم ُ ص ُّ َكفَ ُروا قُطِّ َع ْ
ت لَهُ ْم ثَِي ٌ
اب ِّمن َّن ٍار ُي َ
اط اْل َح ِم ِيدصر ِ ِ ِإ ِ َّ ِ ِ ِإ
إلى قوله تعالى َ ( :و ُه ُدوا لَى الطيِّب م َن اْلقَ ْول َو ُه ُدوا لَى َ
{) }24
ذكرت عظم حرمة البيت العتيق وبناء الخليل إبراهيم له ،وتحدثت عن -4
عظم كفر هؤالء المشركين الذين يصدون الناس عن المسجد الحرام ،
يل اللَّ ِه َواْل َم ْس ِج ِد
ون َعن سبِ ِ
َ ص ُّد َ ين َكفَ ُروا َوَي ُ
َِّ
من قوله تعالى ِ( :إ َّن الذ َ
كاس َس َواء )}25{ ....إلى قوله تعالى َ ( :ك َذِل َ اْل َح َر ِام الَِّذي َج َعْلَناهُ ِل َّلن ِ
ِِ َّ ِ
ين {)}37 َس َّخ َر َها لَ ُك ْم لتُ َكب ُِّروا اللهَ َعلَى َما َه َدا ُك ْم َوَب ِّش ِر اْل ُم ْحسن َ
لما بينت اآليات مناسك الحج وما فيها من منافع في الدنيا واآلخرة وأن -5
الكفار صدوا عن المسجد الحرام ،ذكرت هنا أنه تعالى يدافع عن الذين
آمنوا ،وذكرت حكمة مشروعية القتال ومنها :الدفاع عن المقدسات ،
وحماية المستضعفين ،وتمكين المؤمنين من عبادة اهلل ،من قوله تعالى :
ور {)}38 آمُنوا ِإ َّن اللَّهَ اَل ُي ِح ُّ
ب ُك َّل َخ َّو ٍ
ان َكفُ ٍ َِّ ِ َّ
(ِإ َّن اللهَ ُي َدافعُ َع ِن الذ َ
ين َ
73
ون ِمن ُدونِ ِه ُه َو َأن اللَّهَ ُهو اْل َح ُّ
ق َو َّ
َأن َما َي ْد ُع َ إلى قوله تعالى َ ( :ذِل َ
ك بِ َّ
َ
َأن اللَّهَ ُه َو اْل َعِل ُّي اْل َكبِ ُير { )}62 اْلب ِ
اط ُل َو َّ َ
لما ذكرت اآليات ما يد ّل على قدرته الباهرة من إيالج الليل في النهار -6
والنهار في الليل وبين نعمه ،أتبعته هنا بأنواع الدالئل على قدرة اهلل
تعالى وحكمته وجعلها كالمقدمة إلثبات البعث والمعاد .
ختمت السورة بدعوة المؤمنين إلى عبادة اهلل الواحد األحد ،من قوله -7
ض َّرةً
ض ُم ْخ َ صبِ ُح ْ
اَأْلر ُ اء فَتُ ْ
َّماء َم ً
َ َ َأن اللَّهَ َ
َأنز َل ِمن الس ِ تعالى َ( :ألَ ْم تََر َّ
ص ُمواـ بِاللَّ ِه ُه َو
اعتَ ِ
يف َخبِ ٌير { )}63إلى قوله تعالى ( َ ...و ْ ِإ َّن اللَّهَ لَ ِط ٌ
ص ُير {.)}78الن ِ
َم ْواَل ُك ْم فَنِ ْع َم اْل َم ْولَى َونِ ْع َم َّ
سـورة المؤمنون
74
ابتدأت السورة باإلشادة بصفات المؤمنين وفضائلهم الكريمة التي -1
ون {}1 استحقوا بها جنات النعيم ..،من قوله تعالى (:قَ ْد َأ ْفلَ َح اْل ُمْؤ ِمُن َ
ون { ) }2إلى قوله تعالى ُْ ( :أولَِئ َ ِ ِ ِ َِّ
ك ُه ُم صاَل ت ِه ْم َخاش ُع َ
ين ُه ْم في َ
الذ َ
ِ ِ ِ َِّ
ون {)}11 ين َي ِرثُ َ
ون اْلف ْر َد ْو َس ُه ْم فيهَا َخال ُد َ ون { }10الذ َ اْل َو ِارثُ َـ
عرضت السورة الكريمة لدالئل القدرة والوحدانية مصورة في هذا -2
الكون العجيب في اإلنسان والحيوان والنبات ثم في خلق السماوات
البديعة وفي اآليات الكونية في العالم المنظور والتي تدل على وجود اهلل
ين {ان ِمن ُساَل لَ ٍة ِّمن ِط ٍ نس َجل وعال ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َخلَ ْقَنا اِإْل َ
ون {)}22 ِ
)}12إلى قوله تعالى َ ( :و َعلَْيهَا َو َعلَى اْل ُفْلك تُ ْح َملُ َ
عرضت قصص بعض األنبياء تسلية لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم -3
عما يلقاه من أذى المشركين فذكرت قصة نوح عليه السالم ،من قوله
اعُب ُدوا اللَّهَ َما لَ ُكم ِّم ْن
تعالى َ ( :ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ُنوحاً ِإلَى قَ ْو ِم ِه فَقَا َل َيا قَ ْوِم ْ
ك آَل ي ٍ ِ ِ ٍ
ات َوِإ ن ون { )}23إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن في َذل َ َ ِإلَه َغ ْي ُرهُ َأفَاَل تَتَّقُ َ
ِ
ين {)}30 ُكَّنا لَ ُم ْبتَل َ
ذكرت قصة هود عليه السالم ألخذ العظة واالعتبار وبينت عاقبة -4
الجحود والكفر برسل اهلل وآياته ،من قوله تعالى ( :ثَُّم َأن َش َْأنا ِمن
ين { )}31إلى قوله تعالى ( :ثَُّم َْأر َسْلَنا ُر ُسلََنا تَتْ َرا ُك َّل َب ْع ِد ِه ْم قَ ْرناً َ
آخ ِر َ
َأح ِاد َ
يث فَُب ْعداً َّ
اه ْم َ
ضهُم َب ْعضاً َو َج َعْلَن ُ
ُأمةً َّر ُسولُهَا َكذُبوهُ فََأتَْب ْعَنا َب ْع َ
َما َجاء َّ
ِّ اَّل
ون {)}44 لقَ ْوٍم يُْؤ ِمُن َ
ذكرت اآليات قصة موسى عليه السالم داعية الرسل لعمل الصالحات -5
ون
َأخاهُ َه ُار َ
وسى َو َ
فهم المثل والقدوة ،من قوله تعالى ( :ثَُّم َْأر َسْلَنا ُم َ
75
ُأمةً ين { )}45إلى قوله تعالى َ ( :وِإ َّن َه ِذ ِه َّ
ُأمتُ ُك ْم َّ ان ُّمبِ ٍ طٍ بِ َآياتَِنا َو ُسْل َ
ون {)}52 و ِ
اح َدةً َو ََأنا َرُّب ُك ْم فَاتَّقُ ِ َ
عرضت لكفار مكة وعنادهم ومكابرتهم للحق وتفرقهم واختالفهم ،وذلك -6
َأم َر ُهم َّ
ليجتنب اإلنسان طرق أهل الضالل ،من قوله تعالى ( :فَتَقَط ُعوا ْ
ِ
ون { )}53إلى قوله تعالى َ ( :وِإ َّن َب ْيَنهُ ْم ُزُبراً ُك ُّل ح ْز ٍب بِ َما لَ َد ْي ِه ْم فَ ِر ُح َ
ون {)}74 الَِّذين اَل ي ِمُنون بِاآْل ِخر ِة ع ِن الص ِ ِ
ِّراط لََناكُب َ َ َ َ َ ُْؤ َ
ذكر ت بعدها سبب إعراض المشركين عن اهلل تعالى واتباع أوامره -7
والسبب هو العناد والطغيان من قوله تعالى َ ( :ولَ ْو َر ِح ْمَن ُ
اه ْم َو َك َش ْفَنا
ِ ِ َّ
ون { )}75إلى قوله تعالى : ضٍّر للَ ُّجوا في طُ ْغَيان ِه ْم َي ْع َمهُ َ َما بِ ِهم ِّمن ُ
(لَقَ ْد و ِع ْدَنا َن ْحن وآبا َنا َه َذا ِمن قَْب ُل ِإ ْن َه َذا ِإاَّل َأس ِ
ين {) }83 اَأْلوِل َ
اط ُير َّ َ ُ َ َ ُؤ ُ
أقامت األدلة على التوحيد ،ثم ذكرت أحوال اآلخرة وانقسام الناس إلى -8
ِ ِّ
ون {) }84 ض َو َمن فيهَا ِإن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ سعداء وأشقياء ُ ( ،قل ل َم ِن ْ
اَأْلر ُ
ون {)}98 ض ُر ِب َأن َي ْح ُ ك َر ِّ َأعو ُذ بِ َ إلى قوله تعالى َ ( :و ُ
ختمت السورة ببيان حال العصاة وتمنيهم العودة لعمل الخير وبيان -9
عذابهم في جهنم ،كما ذكرت جزاء المؤمنين وفوزهم برضوان اهلل
تعالى وذلك بهدف الدعوة للتوبة قبل انقضاء األجل ،من قوله تعالى :
ب ْار ِج ُع ِ
ون { )}99إلى قوله تعالى ال َر ِّ
ت قَ َ ( َحتَّى ِإ َذا َجاء َ
َأح َد ُه ُم اْل َم ْو ُ
ين {)}118 َأنت َخ ْير َّ ِ ِ ب ِْ
َ ( :و ُقل َّر ِّ
الراحم َ اغف ْر َو ْار َح ْم َو َ ُ
النـور
سورة ّ
76
من السور التي تتـناول األحكام التشريعية وتعنى بأمور األخالق وتهتم
بالقضايا العامة والخاصة التي ينبغي أن يربى عليها المسلمون أفرادا
وجماعات .
ذكرت بعض الحدود الشرعية التي فرضها اهلل تعالى على الناس ،كحد -1
الزنى وحد القذف وحد اللعان ،التي شرعت تطهيرا للمجتمع من الفساد
وحفظا لألمة من
ً والفوضىـ واختالط األنساب واالنحالل الخلقي ،
اها
َأنزْلَن َ
ورةٌ َ عوامل التردي واالنحالل ،من قوله تعالى ُ ( :س َ
الزانِي الزانَِيةُ و َّ ٍ َّ َّ ٍ اها و َ ِ
َ
ون {َّ }1 َأنزْلَنا فيهَا َآيات َبيَِّنات ل َعل ُك ْم تَ َذ َّك ُر َ ضَن َ ََوفَ َر ْ
اح ٍد ِّم ْنهُ َما ِمَئةَ َجْل َد ٍة ) }2{ ...إلى قوله تعالى َ ( :ولَ ْواَل اجِل ُدوا ُك َّل و ِ
َ فَ ْ
َأن اللَّه تََّو ٌ ِ فَ ْ َّ ِ
يم {)}10 اب َحك ٌ ض ُل الله َعلَْي ُك ْم َو َر ْح َمتُهُ َو َّ َ
وردة فعل كل من المؤمنين ـتحدث عن (حادثة اإلفك ) ّ انتقلت اآليات لت ّ -2
وشددت الوعيد والتهديد لمن يحب أن يشيع الفاحشة بين الناس والمنافقين ّ
ِ َِّ
صَبةٌ ِّمن ُك ْم { ... ين َجاُؤ وا بِاِإْل ْفك ُع ْ دون دليل ،من قوله تعالى ِ( :إ َّن الذ َ
َأن اللَّه
ض ُل اللَّ ِه َعلَْي ُك ْم َو َر ْح َمتُهُ َو َّ ،) }11إلى قوله تعالى َ ( :ولَ ْواَل فَ ْ
يم {)}20 ر ٌ ِ
وف َرح ٌ َ ُؤ
أعقبت ذلك التحذير من سلوك طريق الشيطان الذي يدعو اإلنسان للشر -3
والفساد ،ثم ذكرت آداب االستئذان والزيارة ،و أتبعتها بآيات غض
اتالبصر ،من قوله تعالى ( :يا َُّأيها الَِّذين آمُنوا اَل تَتَّبِعوا ُخطُو ِ
َ ُ َ َ َ َ
ات ُّمبيَِّن ٍ
ات َأنزْلَنا ِإلَْي ُكم آي ٍ
ان )}21{ ...إلى قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َ طِ َّ
الش ْي َ
َ ْ َ
ومثَالً ِّمن الَِّذين َخلَوا ِمن قَْبِل ُكم ومو ِع َ ِّ ِ
ين {.)}34 ظةً لْل ُمتَّق َ ْ َ َْ َ ْ َ ََ
77
لما وصفت اآليات بأنه تعالى قد أنزل آيات مبينات ،وأقام الدالئل على
ّ -4
وحدانيته واختصاصه بتشريع األحكام التي فيها سعادة المجتمع أعقبته
بذكر مثالين :
أحدهما في بيان أن دالئل الوحدانية واإليمان في غاية الظهور.
والثاني :في بيان أن أديان الكفرة في نهاية الظلمة والخفاء .
ور ِه َك ِم ْش َك ٍاة ِفيهَا اَأْلر ِ
ض َمثَ ُل ُن ِ ِ َّ
َّم َاوات َو ْ
ور الس َ
من قوله تعالى ( :اللهُ ُن ُ
َّ ِ َّ ِ
اح )}35{ ...إلى قوله تعالى َ ( :و َمن ُيط ِع اللهَ َو َر ُسولَهُ َوَي ْخ َش اللهَ صَب ٌ م ْ
ون {)}52 ِئ َوَيتَّ ْق ِه فَ ُْأولَِئ َ
ك ُه ُم اْلفَا ُز َ
لما ذكرت اآليات صفات المنافقين القبيحة ،أعقبت ذلك بذكر ما انطوت -5
كاذب بأغلظ األيمان . ٍ ٍ
وحلف ٍ
واحتيال عليه نفوسهم من ٍ
مكر
ختمت السورة الكريمة بالتحذير من سلوك طريق المنافقين ،من قوله -6
تعالى ( :وَأ ْقسموا بِاللَّ ِه َجه َد َْأيمانِ ِهم لَِئ ْن َأمرتَهم لََي ْخر ُج َّن ُقل اَّل
َ ْ ُْ ُ ْ َ ْ َ َُ
ون ِإلَْي ِه فَُيَنِّبُئهُم بِ َما
تُ ْقس ُموا )}53{ ...إلى قوله تعالى َ ( :وَي ْو َم ُي ْر َج ُع َ
ِ
ٍ ِ ِّ َّ ِ
يم {. )}64 َعملُوا َواللهُ بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ
78
سـورة الفرقـان
79
تحدثت عن دالئل قدرة اهلل تعالى ووحدانيته و آثار خلقه في الكون
ّ -4
البديع .
ختمت ببيان صفات عباد الرحمن وما أكرمهم اهلل به من صفات حميدة -5
ك
استحقوا عليها عظيم األجر في جنات النعيم ،من قوله تعالى ( :تََب َار َ
َّماء ُب ُروجاً َو َج َع َل ِفيهَا ِس َراجاً َوقَ َمراً ُّمنِيراً {)}61 ِ َِّ
الذي َج َع َل في الس َ
فإلى قوله تعالى ُ ( :ق ْل َما َي ْعَبُأ بِ ُك ْم َربِّي لَ ْواَل ُد َعاُؤ ُك ْم فَقَ ْد َك َّذ ْبتُ ْم فَ َس ْو َ
ون ِل َزاماً {. )}77 َي ُك ُ
سـورة الشـعراء
80
ك لَهو اْلع ِز ُيز َّ ِ ِ َذِل َ
يم {
الرح ُ ان َأ ْكثَُر ُهم ُّمْؤ ِمن َ
ين {َ }67وِإ َّن َرَّب َ ُ َ َ ك آَل َيةً َو َما َك َ
)}68
تناولت قصة إبراهيم الخليل عليه السالم وموقفه من أبيه وقومه حيث -3
أقام لهم األدلة على وحدانية اهلل تعالى فكذبوه وجحدوا بها ،من قوله
ِ ِ ِإ ِ
ال َأِلبِيه َوقَ ْو ِمه َما تَ ْعُب ُد َ
ون { يم {ِ }69إ ْذ قَ َ ِ
تعالى َ ( :و ْات ُل َعلَْيه ْم َنَبَأ ْب َراه َ
ِ )}70إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن ِفي َذِل َ
ين {ان َأ ْكثَُر ُهم ُّمْؤ ِمن َ
ك آَل َيةً َو َما َك َ
ك لَهو اْلع ِز ُيز َّ ِ
يم {)}104 الرح ُ َ }103وِإ َّن َرَّب َ ُ َ َ
تتابعت اآليات في ذكر قصص األنبياء نوح و هود و صالح ولوط -4
وشعيب عليهم السالم وبينت سنة اهلل في معاملة المكذبين لرسله ،من
وح
وه ْم ُن ٌ
َأخ ُ ين {ِ }105إ ْذ قَا َل لَهُ ْم ُ ِ
وح اْل ُم ْر َسل َت قَ ْو ُم ُن ٍقوله تعالى َ ( :ك َّذَب ْ
َُّّ ِ ون ) إلى قوله تعالى ( :فَ َك َّذُبوهُ فَ َ
اب َي ْوِم الظلة ِإَّنهُ َك َ
ان َأخ َذ ُه ْم َع َذ ُ َأاَل تَتَّقُ َ
ِ اب َي ْوٍم َع ِظ ٍيم {ِ }189إ َّن ِفي َذِل َ
ين {ان َأ ْكثَُر ُهم ُّمْؤ ِمن َ ك آَل َيةً َو َما َك َ َع َذ َ
ك لَهو اْلع ِز ُيز َّ ِ
يم {)}191 الرح ُ َ }190وِإ َّن َرَّب َ ُ َ َ
وبيانا لمصدره ،قال ً تفخيما لشأنه
ً عادت اآليات للتنويه بشأن كتاب اهلل -5
ين { ِ ين {َ }192ن َز َل بِ ِه ُّ ِ تعالى َ ( :وِإ َّنهُ لَتَنـ ِزي ُل َر ِّ
وح اَأْلم ُ الر ُ ب اْل َعالَم َ
ون {}202 ِ
) }193إلى قوله تعالى ( :فََيْأتَيهُم َب ْغتَةً َو ُه ْم اَل َي ْش ُع ُر َ
ون {}203 ظ ُر َ فََيقُولُوا َه ْل َن ْح ُن ُمن َ
ختمت السورة بالرد على افتراءات المشركين في زعمهم أن الشياطين -6
تنـزل القرآن وهكذا تناسق البدء مع الختام ،من قوله تعالى َ( :أفَبِ َع َذابَِنا
ت ِإن َّمتَّعَن ُ ِ ِ
ين { )}205إلى قوله تعالى اه ْم سن َ ْ ون {َ }204أفَ َر َْأي َ َي ْستَ ْع ِجلُ َ
ص ُروا ِمن َّ ِ ِ ِ ِ اَّل َِّ
آمُنوا َو َعملُوا الصَّال َحات َو َذ َك ُروا اللهَ َكثيراً َوانتَ َ ين َِ( :إ الذ َ
ِ َِّ ِ ِ
ون {. )}227 َأي ُم َنقلَ ٍب َي َنقلُب َ
ظلَ ُموا َّ
ين َ
َب ْعد َما ظُل ُموا َو َسَي ْعلَ ُم الذ َ
81
ســورة النمـل
82
ب ِإِّني ِئ اْله ْد ُه َد َأم َك ِ
ت َر ِّ
ين { )}20إلى قوله تعالى ..( :قَالَ ْ ان م َن اْل َغا بِ َ
ْ َ ُ
ين {)}44 ِ ان ِللَّ ِه َر ِّ
ب اْل َعالَم َ ت َم َع ُسلَْي َم َ َأسلَ ْم ُ ظلَم ُ ِ
ت َن ْفسي َو ْ َْ
-3ذكرت قصة النبي صالح وأعقبها بقصة لوط عليهما السالم ،وكل هذه
القصص غرضها التذكير واالعتبار ،وبيان سنة اهلل تعالى في إهالك
ص ِالحاً ِ
َأن اه ْم َ
َأخ ُ المكذبين ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ِإلَى ثَ ُم َ
ود َ
ط ْرَنا
َأم َ
ون { )}45إلى قوله تعالى َ ( :و ْ
ِ
ان َي ْختَص ُم َاعُب ُدوا اللَّهَ فَِإ َذا ُه ْم فَ ِريقَ ِ
ْ
ين {)}58 ط ُر اْل ُمن َذ ِر َ
طراً فَ َساء َم ََعلَْي ِهم َّم َ
-4ثم ذكرت بعد ذلك البراهين الدالة على وحدانية اهلل تعالى ،من قوله
طفَى آللَّهُ َخ ْيٌر َّ
َأما اص َ ين ْ
ِ ِ ِ َِّ َِّ ِ
تعالى ُ ( :ق ِل اْل َح ْم ُد لله َو َساَل ٌم َعلَى عَباده الذ َ
ك ِعْل ُمهُ ْم ِفي اآْل ِخ َر ِة َب ْل ُه ْم ِفي ون { )}59إلى قوله تعالى َ ( :ب ِل َّ
اد َار َ ُي ْش ِر ُك َ
ون {)}66 ِ َش ٍّ
ك ِّم ْنهَا َب ْل ُهم ِّم ْنهَا َعم َ
-5ذكرت اآليات شبهات المشركين في اإليمان باآلخرة والبعث والنشور
وأردفتها بذكر الدالئل القاطعة وذكر بعض األهوال التي تكون بين يدي
ين َكفَ ُروا َأِئ َذا ُكَّنا تَُراباً َو َآباُؤ َنا َأِئَّنا الساعة ،من قوله تعالى ( :وقَ َ َِّ
ال الذ َ َ
ون {}67إلى قوله تعالى َ ( :و ُق ِل اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه َسُي ِري ُك ْم َآياتِ ِه فَتَ ْع ِرفُ َ
ونهَا لَ ُم ْخ َر ُج َ
وما رُّب َ ِ
ون {. )}93 ك بِ َغاف ٍل َع َّما تَ ْع َملُ َ ََ َ
سورة القصـص
83
اهتمت السورة بأصول الدين من ( التوحيد والرسالة والبعث ) وتتفق في
ّ
أهدافها مع سورتي Cالنمل والشعراء وهي تكمل أو تفصل ما ِ
ُأجمل في
السورتين قبلها
ابتدأت السورة بالحديث عن قصة موسى عليه والسالم ،وطغيان -1
فرعون وعلوّه وفساده في األرض ،من قوله تعالى ( :طسم { }1تِْل َ
ك
يد ِإاَّل َأن
ين { )..}2إلى قوله تعالى ِ ... ( :إن تُِر ُ ات اْل ِكتَ ِ
اب اْل ُمبِ ِ َآي ُ
يد َأن تَ ُكون ِمن اْلم ِ ِ اَأْلر ِ
ض َو َما تُِر ُ ِ
ين {)}19 صلح َ َ َ ُ ْ ون َجَّباراً في ْ تَ ُك َ
انتقلت للحديث عن والدة موسى عليه السالم وخوف أمه عليه من بطش -2
مكرما في حجر
ً يم ليعيش معززاً
فرعون و إلهام اهلل لها بإلقائه في ال ّ
فرعون ،و بلوغ موسى عليه السالم سن الرشد وقتله للقبطي ،ثم
هجرته ألرض مدين وزواجه بابنة شعيب عليه السالم ،وتكليف اهلل
تعالى له بالعودة لدعوة فرعون .
وتفصل األحداث مع فرعون إلى أن أغرقه اهلل تعالى في البحر عقابا له ، ّ
وسى{ .. ِ ِ
صى اْل َمد َينة َي ْس َعى قَا َل َيا ُم َ من قوله تعالى َ ( :و َجاء َر ُج ٌل ِّم ْن َأ ْق َ
ام ِة ُهم ِّم َن ِ اه ْم ِفي َه ِذ ِه ُّ
الد ْنَيا لَ ْعَنةً َوَي ْو َم اْلقَي َ )}20إلى قوله تعالى َ ( :وَأتَْب ْعَن ُ
ين {)}42 ِ
اْل َم ْقُبوح َ
ذكرت نعمة اهلل تعالى على موسى كليم اهلل من إنزال التوراة من بعد ما -3
أهلك فرعون وقومه ،ثم ذكرت نعمته تعالى على العرب بإنزال القرآن
يوبخ به تعالى المشركين يوم العظيم خاتم الكتب السماوية .وأخبرت عما ّ
اب ِمن َب ْع ِد َما ْ
َأهلَ ْكَنا ِ
وسى اْلكتَ َ القيامة ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد آتَْيَنا ُم َ
اْلقُرون اُأْلولَى َبصاِئر )}43{ ...إلى قوله تعالى (و ُهو اللَّهُ اَل ِإلَهَ ِإاَّل
َ َ َ َ ُ َ
ِ ِ ِ
ون {)}70 ُه َو لَهُ اْل َح ْم ُد في اُأْلولَى َواآْل خ َر ِة َولَهُ اْل ُح ْك ُم َوِإ لَْيه تُْر َج ُع َ
84
لما ذكرت اآليات بعض األدلة على عظمة اهلل تعالى وسلطانه تذكيرا -4
لعباده بوجوب شكر النعم ،وانتقلت اآليات للحديث عن قصة قارون
واختياله وفخره على قومه وبغيه عليهم ،ثم عقب ذلك بأنه خسف به
وبداره األرض .كما أخبرت اآليات أن الدار اآلخرة ونعيمها جعلها اهلل
لعباده المؤمنين المتواضعين .
ختمت السورة بأمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم بإبالغ الرسالة -5
وبإخباره أنه سيرده إلى معاد وهو يوم القيامة وسيسأله عما استرعاه من
أعباء النبوة ،من قوله تعالى ُ ( :ق ْل ََأر َْأيتُ ْم ِإن َج َع َل اللَّهُ َعلَْي ُك ُم اللَّْي َل
ام ِة )}71{ ..إلى قوله تعالى َ ( :واَل تَ ْدعُ َم َع اللَّ ِه ِإلَهاً ِ ِإ
َس ْر َمداً لَى َي ْوِم اْلقَي َ
ِ آخر اَل ِإلَهَ ِإاَّل ُهو ُك ُّل َشي ٍء َه ِال ٌ اَّل
ون { ك ِإ َو ْجهَهُ لَهُ اْل ُح ْك ُم َوِإ لَْيه تُْر َج ُع َ ْ َ ََ
)}88
سـورة العنكبوت
85
وموضوعها :العقيدة في أصولها الكبرى ( الوحدانية والرسالة و البعث
والجزاء ) ومحورها يدور حول :اإليمان و سنة االبتالء في هذه الحياة ،
ألن المسلمين في مكة كانوا في أقسى أنواع المحنة والشدة .
ابتدأت اآليات بالحديث عن فريق من الناس يحسبون اإليمان كلمة تقال -1
باللسان فإذا نزلت بهم المحنة انتكسوا إلى جحيم الضالل وارتدوا عن
اإلسالم ،وتَ ِع ُد المؤمنين باهلل بتكفير ذنوبهم ومضاعفة حسناتهم ،
وتأمر اآليات المؤمنين باإلحسان للوالدين كسبيل لكسب الحسنات ومحو
اس َأن ُيتْ َر ُكوا َأن َيقُولُوا ب َّ الذنوب ،من قوله تعالى (:الم {ِ }1
الن ُ َأحس َ
َ
آمُنوا َو َع ِملُوا َِّ
ين َون { )}2إلى قوله تعالى َ ( :والذ َ آمَّنا َو ُه ْم اَل ُي ْفتَُن َ
َ
ِِ ِ ِ ِ ِ
ين {)}9الصَّال َحات لَُن ْدخلََّنهُ ْم في الصَّالح َ
انتقلت اآليات لتتحدث عن صفات المكذبين وعن كفار قريش الذين -2
قالوا للمؤمنين ارجعوا عن دينكم وسنحمل خطاياكم ،وبينت عاقبتهم
آمَّنااس َمن َيقُو ُل َ الن ِتحذيرا من اتباع خطاهم ،من قوله تعالى َ ( :و ِم َن َّ
بِاللَّ ِه ) }10{ ....إلى قوله تعالى َ ( :ولََي ْح ِملُ َّن َأثْقَالَهُ ْم َوَأثْقَاالً َّم َع َأثْقَ ِال ِه ْم
ون {)}13 ولَيسَألُ َّن يوم اْل ِقي ِ
امة َع َّما َك ُانوا َي ْفتَُر َ
َ ُ ْ َْ َ َ َ
تحدثت عن محنة األنبياء وما القوه من شدائد في سبيل تبليغ رسالة اهلل -3
فتتحدث عن قصة نوح وخليل الرحمن إبراهيم عليهما السالم ،وما في
القصتين من عبر وعظات ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ُنوحاً ِإلَى
َأخ َذ ُهم الطُّوفَان و ُهم َ ِ ِ ث ِفي ِهم َأْل َ ٍ اَّل ِِ ِ
ون
ظال ُم َ ُ َ ْ ين َعاماً فَ َ ُ ف َسَنة ِإ َخ ْمس َ قَ ْومه َفلَب َ ْ
الد ْنَيا َوِإ َّنهُ ِفي اآْل ِخ َر ِة لَ ِم َن
َأج َرهُ ِفي ُّ
{ )}14إلى قوله تعالى َ ( :وآتَْيَناهُ ْ
ين {)}27 ِِ
الصَّالح َ
86
استمرت اآليات بالحديث عن قصص األنبياء فذكرت قصة لوط ،شعيب -4
،هود ،صالح عليهم السالم ،على سبيل االختصار لتبين عاقبة اهلل
سنة كونية ،من قوله تعالى َ ( :ولُوطاً للمكذبين ،وأكدت أن االبتالء ّ
ين { ِ اح َشةَ ما سبقَ ُكم بِها ِم ْن ٍ ال ِلقَو ِم ِه ِإَّن ُكم لَتَْأتُون اْلفَ ِ ِإ
َأحد ِّم َن اْل َعالَم ََ َ َ ََ َ ْ ْذ قَ َ ْ
ون { َّ َّ ِ ِ
صَن ُع َ
)}28إلى قوله تعالى َ ... ( :ولَذ ْك ُر الله َأ ْكَب ُر َواللهُ َي ْعلَ ُم َما تَ ْ
)}45
لما ّبين تعالى ضالل من اتخذ من دون اهلل أولياء وضرب المثل ببيت -5
العنكبوت ،أمر هنا في اآليات بالتلطف في دعوة أهل الكتاب لإليمان ،
ثم ذكر البراهين القاطعة على صدق محمد صلى اهلل عليه وسلم وصحة
اب ِإاَّل بِالَّتِي ِه َي ْ
َأح َس ُن َأه َل اْل ِكتَ ِ
القرآن ،من قوله تعالى َ ( :واَل تُ َج ِادلُوا ْ
ق ظلَ ُموا ِم ْنهُ ْم )}46{ ..إلى قوله تعالى ( :اللَّهُ َي ْب ُسطُ ِّ
الر ْز َ ين َ اَّل َِّ
ِإ الذ َ
ٍ ِ ِّ َّ ِلمن ي َش ِ ِ ِ ِ ِ
يم {) }62 اء م ْن عَباده َوَي ْقد ُر لَهُ ِإ َّن اللهَ بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ
َ َ ُ
ختمت السورة الكريمة ببيان اغترار المشركين بالدنيا الفانية ،وتوعدهم -6
بالعقاب األليم ،ووعد المؤمنين بتبصيرهم سبل اهلل في الدنيا واآلخرة ،
َأحَيا بِ ِه
اء فَ ْ من قوله تعالى ( :ولَِئن سَأْلتَهم َّمن َّن َّز َل ِمن الس ِ
َّماء َم ً
َ َ َ ُ َ
اه ُدوا ِف َينا لََن ْه ِدَيَّنهُ ْم َِّ
ين َج َض ) }63{ ....إلى قوله تعالى َ ( :والذ َ اَأْلر َ
ْ
ِِ َّ
ين {)}69 ُسُبلََنا َوِإ َّن اللهَ لَ َم َع اْل ُم ْحسن َ
ســورة الـروم
87
ابتدأت السورة بالتنبؤ بحدث غيـبـي هام أخبر عنه القرآن الكريم قبل -1
حدوثه أال وهو :انتصار الروم على الفرس في الحرب التي ستقع
بينهما قريبا ،وقد تحققت النبوءة وظهر صدق الوحي ،وهذا من أعظم
وم {)..}2 الر ُ معجزات القرآن ، ،من قوله تعالى ( :الم {ُ }1غِلَب ِت ُّ
الد ْنَيا َو ُه ْم َع ِن اآْل ِخ َر ِة ُه ْم
اهراً ِّم َن اْل َحَي ِاة ُّ
ظِ ون َإلى قوله تعالى َ( :ي ْعلَ ُم َ
ون {)}7 ِ
َغافلُ َ
انتقلت اآليات بعدها لتتحدث عن أحوال الناس في اآلخرة وعن قدرة اهلل -2
اتق اللَّه السَّماو ِ ِِ ِ َّ
تعالى على البدء ( ََأولَ ْم َيتَفَك ُروا في َأنفُسه ْم َما َخلَ َ ُ َ َ
ض َب ْع َد َم ْوتِهَا ض ، )}8{ ...إلى قوله تعالى َ ..( :وُي ْحيِي ْ
اَأْلر َ اَأْلر َ
َو ْ
ون {)}19 ك تُ ْخ َر ُج ََو َك َذِل َ
الربوبية والوحدانية في خلق البشر ، ّ ذكرت اآليات األدلة على -3
واختالف األلسنة والصورـ ،وإ حياء األرض بالمطر ،وفي قيام الناس
اب ثَُّم ِإ َذا َأنتُم َ ومنامهم ،من قوله تعالى َ ( :و ِم ْن َآياتِ ِه ْ
َأن َخلَقَ ُكم ِّمن تُر ٍ
اَأْلعلَى ِفي
ون { )}20إلى قوله تعالى َ ( :ولَهُ اْل َمثَ ُل ْ ِ
َب َشٌر تَنتَش ُر َ
ِ اَأْلر ِ ِ
يم {)}27 ض َو ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ َّم َاوات َو ْالس َ
ثم وبخت للمشركين لعبادتهم غير اهلل مع أنه هو وحده الخالق والرازق -4
تب لَ ُكم َّمثَالً ِم ْن َأنفُ ِس ُك ْم َهل لَّ ُكم ِّمن َّما َملَ َك ْض َر َ ،من قوله تعالى َ ( :
َْأي َم ُان ُكم ِّمن ُش َر َكاء )}28{ ...إلى قوله تعالى ( َ ..ه ْل ِمن ُش َر َكاِئ ُكم َّمن
ٍ ِ ِ
ون {)}40 َي ْف َع ُل من َذل ُكم ِّمن َش ْيء ُس ْب َح َانهُ َوتَ َعالَى َع َّما ُي ْش ِر ُك َ
شنع تعالى في اآليات الكريمة على المشركين في عبادتهم لغير اهلل ، ّ -5
وذكر في هذه اآليات األسباب الموجبة للمحنة واالبتالء وهي :الكفر ،
وانتشار المعاصي ،وكثرة الفجور ،والتي بسببها تقل الخيرات وترتفع
88
تاد ِفي اْلَب ِّر َواْلَب ْح ِر بِ َما َك َسَب ْ
ظهَ َر اْلفَ َس ُالبركات ، ،من قوله تعالى َ ( :
َّ ِ َِّ الن ِ ِ ِ
َْأي ِدي َّ
ون { )}41إلى قوله ض الذي َعملُوا لَ َعلهُ ْم َي ْر ِج ُع َ اس لُيذيقَهُم َب ْع َ
ضِل ِه ِإَّنهُ اَل ُي ِح ُّ
ب ات ِمن فَ ْ َّالح ِ
ِ ِ تعالى ِ( :لي ْج ِز َِّ
آمُنوا َو َعملُوا الص َ ين َ
ي الذ َ َ َ
ِ
ين {) }45 اْل َكاف ِر َ
ضرب تعالى في اآليات األمثال بهالك األمم السابقة ،تنبيها لقريش -6
وأمرا لهم باالعتبار بمن سبقهم من أمم كافرة ،وألمرهم أيضا
باالستقامة في طاعة اهلل والمبادرة إلى الخيرات ،من قوله تعالى :
ات ) }46{ ...إلى قوله تعالى : الرياح مب ِّشر ٍ ِ ِِ ِ
( َوم ْن َآياته َأن ُي ْرس َل ِّ َ َ ُ َ َ
ق واَل يستَ ِخفََّّن َ َِّ َّ ِ
ون {)}60 ين اَل ُيو ِقُن َ
ك الذ َ اصبِ ْر ِإ َّن َو ْع َد الله َح ٌّ َ َ ْ
(فَ ْ
سورة لقمان
89
اشتملت على مواعظ لقمان الحكيم ووصاياه البنه ،وقد ذكره تعالى -2
بأحسن الذكر وهو يوصي ولده ويمنحه أفضل ما يعرف من الحكمة
والدعوة للرشاد والتحذير من الشرك ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد آتَْيَنا
َأن ا ْش ُك ْر ِللَّ ِه َو َمن َي ْش ُك ْر فَِإ َّن َما َي ْش ُك ُر ِلَن ْف ِس ِه َو َمن َكفَ َر فَِإ َّنان اْل ِح ْك َمةَ ِلُ ْق َم َ
ض
ض ْ اغ ُك َو ْ ص ْد ِفي َم ْشيِ َ يد { )}12إلى قوله تعالى ( :وا ْق ِ
َ اللَّهَ َغنِ ٌّي َح ِم ٌ
ير {)}19 ت اْل َح ِم ِ ص ْو ُ ِ
اَأْلص َوات لَ َ
ْ ك ِإ َّن َأن َك َر
ص ْوتِ َ
من َ
ِ
ختمت السورة ببيان نعم اهلل تعالى ودالئل قدرته في الكون محذرة -3
المشركين من ذلك اليوم الذي ال ينفع فيه مال وال بنون ،مخبرة عن
جالل اهلل وعظمته وكبريائه وجالله وأسمائه الحسنى وصفاته العال
َأن اللَّهَ َس َّخ َر لَ ُكم
وعلمه بمفاتيح الغيب ،من قوله تعالى َ( :ألَ ْم تََر ْوا َّ
ض) إلى قوله تعالى َ ... ( :و َما تَ ْد ِري اَأْلر ِ ِ ِ ِ
َّم َاوات َو َما في ْ َّما في الس َ
يم َخبِ ٌير {)}34 َّ ِ
وت ِإ َّن اللهَ َعل ٌ َن ْف ٌس بِ ِّ
َأي َْأر ٍ
ض تَ ُم ُ
ســورة السـجدة
90
َّم َع ِِ ِِ ِ
) }2إلى قوله تعالى ( :ثَُّم َس َّواهُ َوَنفَ َخ فيه من ُّروحه َو َج َع َل لَ ُك ُم الس ْ
ون {)}9 ِئ ِ
ص َار َواَأْل ْف َدةَ َقليالً َّما تَ ْش ُك ُر َ
اَأْلب َ
َو ْ
ذكرت شبهة المشركين السخيفة في إنكار البعث والنشور ،وردت عليها -2
بالحجج القاطعة واألدلة الساطعة التي تهزم الخصم أمام روائع الحجة
قض َأِئَّنا لَِفي َخْل ٍ
اَأْلر ِ ِ
ضلَْلَنا في ْ
ِئ
والبيان ،من قوله تعالى َ ( :وقَالُوا َأ َذا َ
ِ ِ ٍِ
ون { )}10إلى قوله تعالى َ ... ( :و ُذوقُوا َجديد َب ْل ُهم بِلقَاء َرِّب ِه ْم َكاف ُر َ
ِ
ون {)}14 اب اْل ُخْلد بِ َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُ َ
َع َذ َ
انتقلت للحديث عن صفات المؤمنين المتقين ،و ذكرت أنه ال يتساوى -3
فريق األبرار وفريق الفجار ألن عدالة اهلل تقتضي التمييز بين الفريقين
ين ِإ َذا ُذ ِّك ُروا بِهَا )}15{ ...إلى ِ َِّ
،من قوله تعالى ِ( :إَّن َما يُْؤ ِم ُن بِ َآياتَنا الذ َ
ِ ِ
ون {)}30 ض َع ْنهُ ْم َوانتَظ ْر ِإَّنهُم ُّمنتَظ ُر َ َأع ِر ْ قوله تعالى ( :فَ ْ
سـورة األحــزاب
93
سـورة سبـأ
94
ال ُكلُوا ِمن ِّر ْز ِ
ق َرِّب ُك ْم َوا ْش ُك ُروا لَهُ َبْل َدةٌ َ
طيَِّبةٌ ين و ِشم ٍ ِ
ان َعن َيم ٍ َ َ َآيةٌ َجَّنتَ ِ
ق اَأْلغاَل َل ِفي ْ
َأعَنا ِ ور { )}15على قوله تعالى َ ... ( :و َج َعْلَنا ْ ب َغفُ ٌ َو َر ٌّ
اَّل َِّ
ون {)}33 ين َكفَ ُروا َه ْل ُي ْج َز ْو َن ِإ َما َك ُانوا َي ْع َملُ َ الذ َ
ذكرت اغترار المشركين بالمال والبنين وتكذيبهم لرسول اهلل صلى اهلل -4
عليه وسلم ،وختمت السورة ببيان مصرع الغابرين تسلية لرسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم وتخويفا وتحذيرا للمشركين ،من قوله تعالى :
ِ ِ ِ ( َو َما َْأر َسْلَنا ِفي قَ ْرَي ٍة ِّمن َّن ِذ ٍ
ير ِإاَّل قَا َل ُمتْ َرفُ َ
وها ِإَّنا بِ َما ُْأرسْلتُم بِه َكاف ُر َ
ون
ون َك َما فُ ِع َل ِ
{ ) }34إلى قوله تعالى َ ( :وحي َل َب ْيَنهُ ْم َوَب ْي َن َما َي ْشتَهُ َ
يب {. )}54 ك ُّم ِر ٍ اع ِهم ِّمن قَْب ُل ِإَّنهم َك ُانوا ِفي َش ٍّ بَِأ ْشي ِ
َ
ُْ
ســورة فاطر
95
تابعت اآليات تتحدث نعم اهلل تعالى على الناس من إرسال الرياح -2
ونزول الغيث وعن خلق اإلنسان من تراب وخلق البحار والليل والنهار
وسخرت من أولئك الذين يعبدون غير اهلل تعالى رغم كل هذه الدالئل
ِ
اح فَتُث ُير َس َحاباً فَ ُس ْقَناهُ والنعم ،من قوله تعالى َ ( :واللَّهُ الَِّذي َْأر َس َل ِّ
الرَي َ
ون ِّت )}9{ ...إلى قوله تعالى .. ( :ويوم اْل ِقي ِ ِإلَى بلَ ٍد َّمي ٍ
امة َي ْكفُُر َ
َ َْ َ َ َ َ
ير {)}14 ك ِمثْ ُل َخبِ ٍ
بِ ِش ْر ِك ُك ْم َواَل ُيَنِّبُئ َ
ذ ّكر اهلل تعالى عباده في اآليات بحاجتهم إليه واستغنائه جل وعال عن -3
جميع الخلق ،وضرب األمثال للتفريق بين المؤمن والكافر باألعمى
والبصيرـ والظالم والنور ،وتابعت اآليات تذكر نعم اهلل تعالى وحثت
على تالوة كتابه الكريم مرغبة لهم بالجزاء المقيم لهم في الجنة ،من
اس َأنتُُم اْلفُقَ َراء ِإلَى اللَّ ِه َواللَّهُ ُه َو اْل َغنِ ُّي اْل َح ِم ُ
يد قوله تعالى َ( :يا َُّأيهَا َّ
الن ُ
اب ُهو اْل َح ُّ
ق َ
ك ِم َن اْل ِكتَ ِ { )}15إلى قوله تعالى َ ( :والَِّذي َْأو َح ْيَنا ِإلَْي َ
ص ٌير {)}31 مص ِّدقاً لِّما ب ْين ي َد ْي ِه ِإ َّن اللَّه بِ ِعب ِاد ِه لَ َخبِير ب ِ
ٌ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ
لما أثنى تعالى على عباده الذين يتلون القرآن ،ذكر هنا انقسام األمة -4
اإلسالمية أمام هذا الكنـز العظيم لثالثة أقسام :الظالم لنفسه ،والمقتصد
،والسابق بالخيرات ،ثم ذكر مآل األبرار والفجار ليظل العبد بين
اب ِ
الخوف والرجاء والرغبة والرهبة ،من قوله تعالى ( :ثَُّم َْأو َرثَْنا اْلكتَ َ
طفَْيَنا ِم ْن ِعَب ِادَنا فَ ِم ْنهُ ْم )}32{ ...إلى قوله تعالى ... ( : اص َ َِّ
ين ْ الذ َ
ان بِ ِعَب ِاد ِه َّ ِ
َأج ٍل ُّم َس ًّمى فَِإ َذا َجاء َ
َأجلُهُ ْم فَِإ َّن اللهَ َك َ َولَكن ُيَؤ ِّخ ُر ُه ْم ِإلَى َ
صيراً {)}45 ب ِ
َ
سورة يس
96
تتناول السورة مواضيعا أساسية ثالثة وهي ( :اإليمان بالبعث والنشور ،
قصة أهل القرية ،األدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ) .
ابتدأت بالقسم بالقرآن الكريم على صحة الوحي ،ثم تحدثت عن كفار -1
قريش وتكذيبهم بدين اهلل تعالى مما استحقوا عليه غضب اهلل ،ثم تحدثت
عن قدرة اهلل تعالى قي اإلحياء واإلماتة ،من قوله تعالى ( :يس {}1
ِ آن اْلح ِك ِيم {ِ }2إَّن َ ِ
ين { ) }3إلى قوله تعالى ...( :
ك لَم َن اْل ُم ْر َسل َ َواْلقُ ْر ِ َ
ين {)}12 ص ْيَناهُ ِفي ِإ َم ٍام ُمبِ ٍ َو ُك َّل َش ْي ٍء ْ
أح َ
ساقت قصة أهل القرية ( إنطاكية ) الذين ك ّذبوا الرسل لتحذر من -2
اب اْلقَ ْرَي ِة ِإ ْذ
َأص َح َ ب لَهُم َّمثَالً ْ اض ِر ْ
التكذيب وترهب منه ،قال تعالى ( َو ْ
طاِئ ُر ُك ْم َم َع ُك ْم َأِئن
ون { )}13إلى قوله تعالى ( :قَالُوا َ اءها اْل ُم ْر َسلُ ََج َ
ون {)}19 ُذ ِّك ْرتُم َب ْل َأنتُ ْم قَ ْو ٌم ُّم ْس ِرفُ َ
ذكرت موقف الداعية المؤمن ( حبيب النجار ) الذي نصح قومه فقتلوه -3
فأدخله اهلل الجنة و أخذ قومه بالصيحة التي أهلكتهم ،قال تعالى :
ِ ِ ِ ِ
صى اْل َمد َينة َر ُج ٌل َي ْس َعى قَا َل َيا قَ ْوِم اتَّبِ ُعوا اْل ُم ْر َسل َ
ين { ( َو َجاء م ْن َأ ْق َ
ِ َّ َّ
ون {)}32 ض ُر َ )}20إلى قوله تعالى َ ( :وِإ ن ُك ٌّل ل َّما َجميعٌ ل َد ْيَنا ُم ْح َ
بدء من
تحدثت عن دالئل القدرة و الوحدانية في هذا الكون العجيب ً -4
مشهد األرض الجرداء تدب فيها الحياة إلى مشهد الفلك المشحون ،
ض َّ
اَأْلر ُ
وكلها دالئل باهرة على قدرة اهلل تعالى ،قال تعالى َ ( :و َآيةٌ لهُ ُم ْ
ِ ِ
ون { )}33إلى قوله تعالى : َأخ َر ْجَنا م ْنهَا َحّباً فَم ْنهُ َيْأ ُكلُ َ
اها َو ْ
َأحَي ْيَن َ
اْل َم ْيتَةُ ْ
ين {)}44 (ِإاَّل َر ْح َمةً ِّمَّنا َو َمتَاعاً ِإلَى ِح ٍ
97
تحدثت عن استكبار المشركين بغير حق ،تنديدا بهم وتحذيرا من اتباع -5
طريقهم ،أعقبتها بالحديث عن القيامة و أهوالها والبعث والنشور
واستقرار السعداء في الجنة و األشقياء في النار ،قال تعالى َ ( :وِإ َذا ِق َ
يل
َّ ِ
ون { )}45إلى قوله لَهُ ُم اتَّقُوا َما َب ْي َن َْأيدي ُك ْم َو َما َخْلفَ ُك ْم لَ َعل ُك ْم تُْر َح ُم َ
ون {)}68 ِ تعالى ( :و َم ْن ُن َع ِّم ْرهُ ُنَن ِّك ْسهُ ِفي اْل َخْل ِ
ق َأفَاَل َي ْعقلُ َ َ
ختمت بالحديث عن البعث والجزاء ،و أقامت األدلة والبراهين على -6
حدوثه،مبينة قدرة اهلل تعالى في الكون وموضحة إعجاز القرآن الكريم
الشعر وما َي َنب ِغي لَهُ ِإ ْن ُهو ِإاَّل ِّ َّ
َ وصدقه ،من قوله تعالى َ ( :و َما َعل ْمَناهُ ْ َ َ َ
ان الَِّذي بَِي ِد ِه َملَ ُك ُ
وت ين { )}69إلى قوله تعالى ( :فَ ُس ْب َح َ آن ُّمبِ ٌ ِذ ْكٌر َوقُ ْر ٌ
ِ ٍ
ون {)}83 ُك ِّل َش ْيء َوِإ لَْيه تُْر َج ُع َ
ســورة الصافات
98
بينت جحود المشركين وعنادهم واستكبارهم وأن العذاب الشديد ينتظرهم -2
استَ ْفتِ ِه ْم ُ
َأه ْم َأ َش ُّد َخْلقاً َأم َّم ْن َخلَ ْقَنا ِإَّنا يوم القيامة ،من قوله تعالى ( :فَ ْ
اهم ِّمن ِط ٍ اَّل
ون
اص ُر َ ين ِز ٍب { )}11إلى قوله تعالى َ ( :ما لَ ُك ْم اَل تََن َ َخلَ ْقَن ُ
ون {)}26 ِ
{َ }25ب ْل ُه ُم اْلَي ْو َم ُم ْستَ ْسل ُم َ
تأكيدا لعقيدة اإليمان بالبعث ذكرت قصة المؤمن والكافر والحوار الذي -3
دار بينهما في الدنيا ،ثم العاقبة :بخلود المؤمن في الجنة والكافر في
ون {) }27 ضهُ ْم َعلَى َب ْع ٍ
ض َيتَ َساءلُ َ النار ،من قوله تعالى َ ( :وَأ ْقَب َل َب ْع ُ
إلى قوله تعالى ( :ثَُّم ِإ َّن َم ْر ِج َعهُ ْم ِإَل لَى اْل َج ِح ِيم {)}68
بدء بنوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل ثم
استعرضت قصص بعض األنبياء ً -4
موسى وهارون ثم إلياس ولوط عليهم السالم ،وذكرت بالتفصيل قصة
اإليمان و االبتالء في حادثة الذبيح إسماعيل عليه السالم ،تعليما
للمؤمنين كيفية االنقياد واالستسالم ألمر اهلل تعالى ،من قوله تعالى :
اءهم َ ِّ
ون { )}70إلىين { }69فَهُ ْم َعلَى آثَ ِار ِه ْم ُي ْه َر ُع َ ضال َ ِإ
( َّنهُ ْم َأْلفَ ْوا َآب ُ ْ
ين {)}148 اه ْم ِإلَى ِح ٍ
آمُنوا فَ َمتَّ ْعَن ُ
قوله تعالى ( :فَ َ
بينت بالحجة والبراهين عناد الكافرين بتمييزهم البنات على البنين -5
وردت عليهم ،تُك ّذبهم وتستنكر قولهم ،ثم ختمت وقولهم ولد اهلل ّ ،
ببيان نصرة اهلل ألنبيائه و أوليائه في الدنيا واآلخرة فالعاقبة للمتقين ،
ون { )}149إلى قوله ات َولَهُ ُم اْلَبُن َ
ك اْلَبَن ُاستَ ْفتِ ِه ْم َِأل َرِّب َ
من قوله تعالى ( :فَ ْ
ِ ِّك ر ِّ ِ
ون {َ }180و َساَل ٌم َعلَى ب اْلع َّز ِة َع َّما َيصفُ َ ان َرب َ َتعالى ُ ( :س ْب َح َ
ين {)}182 ِ ين {َ }181واْل َح ْم ُد ِللَّ ِه َر ِّ
ب اْل َعالَم َ
ِ
اْل ُم ْر َسل َ
ســورة ص
99
تعالج هذه السورة أصول العقيدة اإلسالمية .
ابتدأت بالقسم بالقرآن المعجز المنـزل على النبي األمي صلى اهلل عليه -1
وسلم ،المشتمل على المواعظ البليغة على أن القرآن الكريم هو حق ،
وأن محمدا نبي مرسل ،كما تحدثت عن الوحدانية و إنكار المشركين لها
،ومبالغتهم في العجب من دعوة الرسول صلى اهلل عليه وسلم لهم إلى
َِّ ِّ توحيد اهلل ،من قوله تعالى ( :ص واْلقُر ِ ِ
آن ذي الذ ْك ِر {َ }1ب ِل الذ َ
ين َ ْ
وم ند َّما ُهَن ِال َ
ك َم ْه ُز ٌ ق { )}2إلى قوله تعالى ُ ( :ج ٌَكفَ ُروا ِفي ِع َّز ٍة و ِشقَا ٍ
َ
اب {)}11اَأْلح َز ِ
ِّم َن ْ
انتقلت لتضرب األمثال لكفار مكة بمن سبقهم من الطغاة الذين كذبوا ، -2
وما حل بهم من عذاب بسبب إجرامهم فتناولت قصص بعض الرسل
الكرام تسلية للرسول الكريم وتخفيفا عن آالمه ،فذكرت قصة داود
وسليمان ثم أيوب و إسحاق ويعقوب و إسماعيل وذا الكفل عليهم السالم
في عرض سريع ،لبيان ابتالء اهلل ألنبيائه وصبرهم على ذلك االبتالء ،
اد َو ِف ْر َع ْو ُنوح َو َع ٌ وللتأسي بهم ،من قوله تعالىَ ( :ك َّذَب ْ
ت قَْبلَهُ ْم قَ ْو ُم ُن ٍ
اعي َل َواْلَي َس َع َو َذا اْل ِك ْف ِل
ُذو اَأْلوتَ ِاد { )}12إلى قوله تعالى ( :وا ْذ ُكر ِإسم ِ
َ ْ َْ ْ
َو ُك ٌّل ِّم ْن ْ
اَأْلخَي ِار {)}48
ّبينت جزاء المتقين في جنات النعيم ،وعاقبة المشركين نار الجحيم ، -3
وذكرت تخاصم أهل النار في جهنم ترهيبا وتخويفا ،من قوله تعالى :
اب ات َع ْد ٍن ُّمفَتَّ َحةً لَّهُ ُم ْ
اَأْلب َو ُ
آب { }49جَّن ِ
َ ين لَ ُح ْس َن م ٍ
َ
ِ ِ ِ
( َه َذا ذ ْكٌر َوِإ َّن لْل ُمتَّق َ
الن ِار {)}64 َأه ِل َّاص ُم ْ
ق تَ َخ ُ { )}50إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن َذِل َ
ك لَ َح ٌّ
10
ذكرت قصة إبليس وامتناعه عن السجود آلدم عليه السالم وتعهده -4
بإغواء الخلق إال المخلصين من عباد اهلل ووعد اهلل له بأن يمأل جهنم منه
َّ ِ ٍ ِ
ومن أتباعه ،من قوله تعالى ُ ( :ق ْل ِإَّن َما ََأنا ُمنذٌر َو َما م ْن ِإلَه ِإاَّل اللهُ
كك َو ِم َّمن تَبِ َع ََأَلن َجهََّن َم ِمن َ
َأَلم َّ ِ
اْل َواح ُد اْلقَهَّ ُار { )}65إلى قوله تعالى ْ ( :
ين {)}85 ِم ْنهم ْ ِ
َأج َمع َ ُْ
ختمت ببيان أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم يبلغ دعوة اهلل وال يبتغي -5
لعمله هذا أجرا ،فهذه مهمته التي وكل بها ،فالدين للجميع ،دين اهلل
الحق حيث سيعلم المعاندون بأنه حق ولكن بعد فوات األوان ،قال
ين {ِ }86إ ْن ُه َو ِِّ ِ َأسَألُ ُك ْم َعلَْي ِه ِم ْن ْ
َأج ٍر َو َما ََأنا م َن اْل ُمتَ َكلف َ تعالىُ ( :ق ْل َما ْ
ين {.) }88 ين {َ }87ولَتَ ْعلَ ُم َّن َنَبَأهُ َب ْع َد ِح ٍ اَّل ِ ِّ ِ
ِإ ذ ْكٌر لْل َعالَم َ
سـورة الـزمر
10
تناولت موضوع العقيدة بوضوح وجالء وكشفت عن مشهد الخسران -2
المبين للكفار يوم القيامة ،قال تعالىِ( :إن تَ ْكفُُروا فَِإ َّن اللَّهَ َغنِ ٌّي َعن ُك ْم ..
َأنت تُ ِنق ُذ َمن ِفي
اب َأفَ َ ق َعلَْي ِه َكِلمةُ اْل َع َذ ِ
َ { )}7إلى قوله تعالى َ( :أفَ َم ْن َح َّ
الن ِار {)}19
َّ
بينت حال المتقين في الجنة وحذرت اآليات من اتباع سبيل الجاحدين -3
المعاندين لدين اهلل ،وبينت أن في القرآن الكريم موعظة وذكرى
ف ِّمن فَ ْو ِقهَا
ين اتَّقَ ْوا َرَّبهُ ْم لَهُ ْم ُغ َر ٌ ِ َِّ
للذاكرين ،من قوله تعالى ( :لَك ِن الذ َ
ف َّم ْبنَِّيةٌ )}20{ ...إلى قوله تعالى ( :قُرآناً َع َربِّياً َغ ْي َر ِذي ِع َو ٍج ُغ َر ٌ
َّ َّ
ون {)}28ل َعلهُ ْم َيتَّقُ َ
ذكرت السورة مثال يوضح الفارق الكبير بين من يعبد إلها واحدا ومن -4
يعبد آلهة متعددة ال تسمع وال تستجيب ،فهو مثل العبد الذي يملكه
شركاء متخاصمون والعبد الذي يملكه سيد واحد ثم ذكرت حالة
المشركين النفسية عندما يسمعون توحيد اهلل فتنقبض قلوبهم و إذا سمعوا
ذكر الطواغيت هشوا وبشوا ،وقارنت اآليات بين فريق اإليمان وفريق
الكفر والطغيان فهما ال يتساويان أبدا عند اهلل تعالى ،من قوله تعالى:
ون َو َر ُجالً َسلَماً لِّ َر ُج ٍل َه ْل ِ ِِ (ضر َّ
ب اللهُ َمثَالً َّر ُجالً فيه ُش َر َكاء ُمتَ َشاك ُس َ ََ َ
َأن اللَّهَ َي ْب ُسطُ
ان َمثَالً )}29{ ...إلى قوله تعالى ََ ( :أولَ ْم َي ْعلَ ُموا َّ َي ْستَِوَي ِ
ٍ ِّ اء َوَي ْق ِد ُر ِإ َّن ِفي َذِل َ الر ْز َ ِ
ون {)}52 ك آَل َيات لقَ ْوٍم يُْؤ ِمُن َ ق ل َمن َي َش ُ ِّ
ثم جاءت اآليات طريّة ندية تدعو العباد إلى اإلنابة لربهم والرجوع إليه -5
من قبل أن يداهمهم الموت بغتة ،أو يفاجئهم العذاب من حيث ال
يشعرون وعندها يتوبون إلى اهلل في وقت ال ينفع فيه الندم ،قال تعالى:
َأس َرفُوا َعلَى َأنفُ ِس ِه ْم اَل تَ ْقَنطُوا ِمن َّر ْح َم ِة اللَّ ِه{ ...
ين ْ
( ُق ْل يا ِعب ِاد َِّ
ي الذ َ
َ َ َ
10
ط ِوَّي ٌ ِ ِ ِ
ات بَِيمينه ُس ْب َح َانهُ ات َم ْ
َّماو ُ
)}53إلى قوله تعالى َ ... ( :والس َ
ون {)}67َوتَ َعالَى َع َّما ُي ْش ِر ُك َ
-6ختمت بذكر نفخة الصعق ثم نفخة البعث والنشور في الصور ،وما
يعقبهما من أهوال ،وتحدثت عن يوم الحشر األكبر حيث يساق األبرار إلى
الجنة زمرا ،األشرار إلى جهنم زمرا في مشهد هائل يحضره األنبياء
والصديقونـ واألبرار والشهداء ،فيتوجه الوجود كلّه هلل تعالى في خشوع
ق من ِفي السَّماو ِ ُّور فَ ِ ِ ِ
ات َو َمن ََ صع َ َواستسالم ،قال تعالىَ ( :وُنف َخ في الص ِ َ
ض ِإاَّل َمن َشاء اللَّهُ )}68{ ...إلى قوله تعالى َ ( :وتََرى اْل َماَل ِئ َكةَ اَأْلر ِ
في ْ
ِ
ِ ِّح َ ِ ِ ِّ ِ ين ِم ْن َح ْو ِل اْل َع ْر ِ
ق َو ِقي َل اْل َح ْم ُد ضي َب ْيَنهُم بِاْل َح ِّ
ون ب َح ْمد َربه ْم َوقُ َ ش ُي َسب ُ َحافِّ َ
ين {. ) }75 ِ
ب اْل َعالَم َِللَّ ِه َر ِّ
سورة غافر
10
ت اللَّ ِه الَّتِي قَ ْد َخلَ ْ
ت ِفي ِعَب ِاد ِه قَْبِل ِه ْم )}82{ ...إلى قوله تعالى ( ُ ..سَّن َ
ون {)}85 و َخ ِسر ُهَن ِال َ ِ
ك اْل َكاف ُر َ َ َ
سورة فصلت
10
ضواـ فَ ُق ْل َأن َذ ْرتُ ُك ْم
َأع َر ُوعصيان هلل تعالى ،من قوله تعالى( :فَِإ ْن ْ
ين َِّ اعقَ ِة َع ٍاد َوثَ ُم َ
اعقَةً ِّم ْث َل ص ِص ِ
ود { )}13إلى قوله تعالى َ ( :وقَا َل الذ َ َ َ
ت َأ ْق َد ِ َأضاَّل َنا ِم َن اْل ِج ِّن واِإْل ِ َّ
امَنا نس َن ْج َعْلهُ َما تَ ْح َ َ َكفَ ُروا َرَّبَنا َِأرَنا ال َذ ْي ِن َ
ين {)}29 ِ ِلي ُك َ ِ
اَأْلس َفل َ
ونا م َن ْ َ
تحدثت عن المؤمنين المتقين و إكرام اهلل لهم بالجنان مع النبيين -4
َّ َِّ
ين قَالُوا َرُّبَنا اللهُ والصديقينـ والشهداء والصالحين ،قال تعالىِ( :إ َّن الذ َ
اموا تَتََن َّز ُل َعلَْي ِه ُم اْل َماَل ِئ َكةُ )}30{ ..إلى قوله تعالى َ ( :وِإ َّما استَقَ ُثَُّم ْ
ِ ِ ان َن ْزغٌ فَ ْ ِ ِ َّ ِ ِإ
طِ ك ِم َن َّ
يم {)}36 استَع ْذ بالله َّنهُ ُه َو السَّميعُ اْل َعل ُ الش ْي َ َي َنز َغَّن َ
تحدثت عن اآليات الكونية المعروضة لألنظار في الكون الفسيح ، -5
النهار و َّ ِ ِ َّ ِ
الش ْم ُس وموقف الملحدين منه ،قال تعالىَ ( :وم ْن َآياته اللْي ُل َو َّ َ ُ َ
َواْلقَ َم ُر )}37{ ...إلى قوله تعالى َ( :أاَل ِإَّنهُ ْم ِفي ِم ْرَي ٍة ِّمن لِّقَاء َرِّب ِه ْم
َأاَل ِإَّنهُ بِ ُك ِّل َش ْي ٍء ُّم ِحيطٌ {)}54
سورة الشورى
10
ين ِمن قَْبِل َ
ك َِّ كي ِ
وحي ِإلَْي َ ِ
ك َوِإ لَى الذ َ تعالى( :حم { }1عسق {َ }2ك َذل َ ُ
اَأْلر ِ ِ يم{ )}3إلى قوله تعالى ( :لَهُ َمقَ ِال ُ ِ َّ
ض َّم َاوات َو ْيد الس َ اللهُ اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ
ٍ ِ ِّ ِ الر ْز َ ِ
يم {)}12 اء َوَي ْقد ُر ِإَّنهُ بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ
ق ل َمن َي َش ُ َي ْب ُسطُ ِّ
الدين واحد و أن شرائع األنبياء و إن اختلفت إال أن دينهم قررت أن ّ -2
هو اإلسالم ،و تنتقل للحديث عن المكذبين بالقرآن المنكرين للبعث
ع لَ ُكم
والجزاء وتنذرهم بالعذاب الشديد يوم القيامة ،قال تعالىَ ( :ش َر َ
ك )}13{ ...إلى قوله ين َما َوصَّى بِ ِه ُنوحاً َوالَِّذي َْأو َح ْيَنا ِإلَْي َ ِّم َن ِّ
الد ِ
يص {)}35 ون ِفي َآياتَِنا َما لَهُم ِّمن َّم ِح ٍ ِ َِّ
ين ُي َجادلُ َ
تعالى َ ( :وَي ْعلَ َم الذ َ
ّبينت اآليات صفات المؤمنين المتقين الذين استحقوا رضوان اهلل تعالى -3
وتقارنهم بالمستكبرين وتبين حالهم يوم العرض األكبر على اهلل تعالى ،
كما تبين اآليات عظمة اهلل وقدرته في الكون ،من قوله تعالى ( :فَ َما
َِِّ الد ْنيا وما ِع َ َّ ِ ِ ٍ ِ
آمُنوا ين َ ند الله َخ ْيٌر َو َْأبقَى للذ َ ُأوتيتُم ِّمن َش ْيء فَ َمتَاعُ اْل َحَياة ُّ َ َ َ
ون { )}36إلى قوله تعالى َْ ( :أو ُي َز ِّو ُجهُ ْم ُذ ْك َراناً َو َعلَى َرِّب ِه ْم َيتََو َّكلُ َ
يم قَ ِد ٌير {)}50 ِ ِ
اء َعقيماً ِإَّنهُ َعل ٌ
َوِإ َناثاً َوَي ْج َع ُل َمن َي َش ُ
ختمت بالحديث عن الوحي وعن القرآن ليتناسق البدء مع الختام ،قال -4
اب{ .. ان ِلَب َش ٍر َأن ُي َكلِّمهُ اللَّهُ ِإاَّل و ْحياً َأو ِمن وراء ِح َج ٍ
تعالىَ ( :و َما َك َ
ََ ْ َ َ
ات َو َما ِفياط اللَّ ِه الَِّذي لَه ما ِفي السَّماو ِ
صر ِ ِ
ََ ُ َ )}51إلى قوله تعالى َ ( :
ور {. )}53 َّ ِ ِ ِإ اَأْلر ِ
األم ُ
ض َأاَل لَى الله تَص ُير ُ ْ
سورة الزخرف
10
وتتناول Cجوانب العقيدة اإلسالمية ( الوحدانية ، Cالرسالة ،البعث والجزاء
) وتهتم بأركان اإليمان كبقية السور المكية .
عرضت السورة إلثبات مصدر الوحي والقرآن الذي أنزله اهلل تعالى -1
على نبيه بأفصح لسان ليكون معجزته الباهرة،كما عرضت لدالئل قدرة
اهلل تعالى في الكون الفسيح ونعمه العظيمة على اإلنسان ،قال تعالى:
ِ َّ َّ (حم { }1واْل ِكتَ ِ
ين {ِ }2إَّنا َج َعْلَناهُ قُ ْرآناً َع َربِّياً ل َعل ُك ْم تَ ْعقلُ َ
ون { اب اْل ُمبِ ِ َ
ِ
ون {)}14 )}3إلى قوله تعالى َ ( :وِإ َّنا ِإلَى َربَِّنا لَ ُم َنقلُب َ
تناولت ما كان عليه المجتمع الجاهلي من الخرافات والوثنيات ،فقد -2
وفضلوا البنينّ كانوا يكرهون البنات لذلك اختاروا البنات هلل جهال وسفها
عليهم ونسبوهم ألنفسهم ،فجاءت اآليات لتصحيح تلك االنحرافات
ور ُّمبِ ٌ ِ ِ ِِ
ين ان لَ َكفُ ٌ الباطلة ،قال تعالىَ ( :و َج َعلُوا لَهُ م ْن عَباده ُج ْزءاً ِإ َّن اِإْل َ
نس َ
ان َع ِاقَبةُف َك َ{ ) }15إلى قوله تعالى ( :فَانتَقَ ْمَنا ِم ْنهُ ْم فَانظُ ْر َك ْي َ
ِّ
ين {)}25 اْل ُم َكذبِ َ
تحدثت عن دعوة الخليل إبراهيم عليه السالم ،وأنه هو أول من تبرأ -3
من األوثان ،ثم انتقلت لشبهة الكفار حين كذبوا بالحق وقالوا أن الرسالة
كان يجب أن تنـزل على رجل غني ال فقير يتيم ،فقررت اآليات أن
المال والجاه ليسا ميزانا لكرامة اإلنسان ،ودعت للتمسك بالقرآن الكريم
يه َوقَ ْو ِم ِه
اهيم َأِلبِ ِ ِإ ِ
َوِإ ْذ قَا َل ْب َر ُ وتعاليمه العظيمة ،من قوله (:
ِ
َأل َم ْن
اس ْون {، ) }26إلى قوله تعالى َ ( :و ْ ِإَّنني َب َراء ِّم َّما تَ ْعُب ُد َ
ِ َأج َعْلَنا ِمن ُد ِ ِ َأرسْلَنا ِمن قَْبِل َ ِ
ون {)}45 الر ْح َم ِن آلهَةً ُي ْعَب ُد َ
ون َّ ك من ُّر ُسلَنا َ ْ َ
ذكرت قصة موسى عليه السالم مع الطاغية فرعون لتأكيد أن المال -4
ليس هو األساس في الدعوة ،كما ذكرت قصة عيسى عليه السالم
10
وسى بِ َآياتَِنا ِإلَى
ودعوته لبني إسرائيل ،قال تعالىَ ( :ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ُم َ
ين )}46{ ...إلى قوله تعالى ِ ِف ْر َع ْو َن َو َملَِئ ِه فَقَا َل ِإِّني َر ُسو ُل َر ِّ
ب اْل َعالَم َ
ِ اَّل ضهُ ْم ِلَب ْع ٍ ِئ ٍ
ين {)}67 ض َع ُد ٌّو ِإ اْل ُمتَّق َ ( :اَأْلخِاَّل ء َي ْو َم ذ َب ْع ُ
ختمت ببيان أحوال اآلخرة ،وحال المتقين في جنات النعيم وحال -5
األشقياء المجرمين في الجحيم ،مبينة عظمة اهلل تعالى الذي له ملك
آمُنوا بِ َآياتَِنا َو َك ُانوا َِّ
ين َ السماوات واألرض ،من قوله تعالى ( :الذ َ
فاصفَ ْح َع ْنهُ ْم َو ُق ْل َساَل ٌم فَ َس ْو َ ِِ
ين { )}69إلى قوله تعالى ( :فَ ْ
ُم ْسلم َ
ون {. )}89
َي ْعلَ ُم َ
سورة الدخان
10
ين { )}10إلى قوله تعالى َ ( :ي ْو َم َن ْب ِط ُ
ش ان ُّمبِ ٍ
َّماء بِ ُد َخ ٍ ِ
َي ْو َم تَْأتي الس َ
ِ
ط َشةَ اْل ُك ْب َرى ِإَّنا ُمنتَق ُم َ
ون {)}16 اْلَب ْ
تحدثت عن قوم فرعون وما حل بهم من عذاب شديد نتيجة الطغيان و -3
اإلجرام ،وعن اآلثار التي تركوها بعد هالكهم ،وعن ميراث بني
إسرائيل لهم ،ثم ما حدث لهم من تشرد وضياع ،قال تعالىَ ( :ولَقَ ْد
يم { ) }17إلى قوله تعالى : فَتََّنا قَْبلَهُ ْم قَ ْو َم ِف ْر َع ْو َن َو َج ُ
اءه ْم َر ُسو ٌل َك ِر ٌ
ين {)}33 ات ما ِف ِ
يه َباَل ء ُّمبِ ٌ ِ
اهم ِّم َن اآْل َي َ ( َوآتَْيَن ُ
تناولت مشركي قريش و إنكارهم للبعث والنشور واستبعادهم للحياة مرة -4
أخرى ولذلك كذبوا الرسل ،وبينت أن سنة اهلل ال تتخلف في إهالك
الطغاة المشركين ،قال تعالىِ ( :إ َّن َه اَل ء لََيقُولُون {ِ }34إ ْن ِهي ِإاَّل
َ َ ُؤ
ين { )}35إلى قوله تعالى ِ( :إاَّل َمن َّر ِح َم َم ْوتَتَُنا اُأْلولَى َو َما َن ْح ُن بِ ُمن َش ِر َ
يم {)}42 اللَّه ِإَّنه ُهو اْلع ِز ُيز َّ ِ
الرح ُ ُ ُ َ َ
ختمت ببيان مصير األبرار ومصير الفجار بطريق الجمع بين الترغيب -5
وم {}43 الزقُّ ِوالترهيب والتبشير و اإلنذار ،قال تعالىِ( :إ َّن َش َج َرةَ َّ
ك لَ َعلَّهُ ْم
ام اَأْلثِ ِيم { ) }44إلى قوله تعالى ( :فَِإ َّن َما َيس َّْرَناهُ بِِل َسانِ َ ط َع ُ َ
ِ ون { }58فَ ْارتَِق ْ
ون {. )}59 ب ِإَّنهُم ُّم ْرتَقُب َ َيتَ َذ َّك ُر َ
سورة الجاثية
11
ابتدأت بالحديث عن القرآن الكريم ،ومصدره ،وهو اهلل العزيز -1
الحكيم الذي أنزل كتابه رحمة بعباده ليكون نبراسا ينير للبشرية طريق
الخير والسعادة ،و ذكرت اآليات الكونية اإللهية في هذا العالم الفسيح ،
ففي السماوات واألرض آيات ناطقة بعظمته تعالى ،قال تعالى( :حم {
َأي اب ِم َن اللَّ ِه اْل َع ِز ِ
يز اْل َح ِك ِيم { )}2إلى قوله تعالى ( :فَبِ ِّ }1تَنـ ِزي ُل اْل ِكتَ ِ
ِِ َّ ِ ِ ٍ
ون {)}6 َحديث َب ْع َد الله َو َآياته يُْؤ ِمُن َ
تحدثت عن المجرمين المكذبين بالقرآن الكريم والمعرضين عن
ثم ّ -2
اإليمان به و أنذرتهم بالعذاب األليم يوم القيـامة ،من قوله تعالى :
َِّ ٍ ٍِ ِّ
( َوْي ٌل ل ُك ِّل َأفَّاك َأثيم { )}7إلى قوله تعالى َ ( :ه َذا ُه ًدى َوالذ َ
ين َكفَ ُروا
ِ ات َرِّب ِه ْم لَهُ ْم َع َذ ٌبِآي ِ
يم {)}11 اب َّمن ِّر ْج ٍز َأل ٌ َ
تحدثت عن نعم اهلل الجليلة على عباده ليشكروه ويتفكروا في آالئه -3
ويعلموا أن اهلل وحده هو مصدر النعم ،قال تعالى( :اللَّهُ الَِّذي َّ
سخ َر
ضِل ِه )}12{ ..إلى َأم ِر ِه َوِلتَْبتَ ُغوا ِمن فَ ْ لَ ُكم اْلب ْحر ِلتَ ْج ِري اْل ُفْل ُ ِ ِ
ك فيه بِ ْ َ ُ َ َ
َأساء فَ َعلَْيهَا ثَُّم ِإلَى َرِّب ُك ْم قوله تعالى ( :م ْن ع ِم َل ِ ِ ِ ِ
صالحاً َفلَن ْفسه َو َم ْن َ َ َ َ
ون {)}15 تُْر َج ُع َ
وتحدثت عن إكرام اهلل تعالى لبني إسرائيل بأنواع التكريم ومقابلتهم -4
ذلك الفضل و اإلحسان بالجحود والعصيان ،وبينت أن األبرار ال
الفجار ،وّبينت أن سبب ضالل المشركين هو إجرامهم يتساوون مع ّ
ِ ِئ ِ
واتخاذهم الهوى إلها ،من قوله تعالى َ ( :ولَقَ ْد آتَْيَنا َبني ِإ ْس َرا ي َل اْلكتَ َ
اب
صاِئ ُر ِل َّلن ِ
اس َو ُه ًدى َو َر ْح َمةٌ َواْل ُح ْك َم )}16{ ...إلى قوله تعالى َ ( :ه َذا َب َ
ِّ
ون {)}20لقَ ْوِم ُيو ِقُن َ
11
تحدثت عن المستكبرين المعاندين آليات اهلل وردت عليهم بالحجج -5
القاطعة على وجود اهلل تعالى وعظيم قدرته ،من قوله تعالى ًْ ( :أم
َِّ ِ ح ِس َِّ
آمُنوا )}21{ ...إلى ين َ اجتََر ُحوا السَِّّيَئات ّأن َّن ْج َعلَهُ ْم َكالذ َ
ين ْ
ب الذ ََ َ
ان ُح َّجتَهُ ْم ِإاَّل َأن قَالُوا اْئ تُوا بِ َآباِئَنا ِإن ُكنتُ ْم
قوله تعالى َّ .. ( :ما َك َ
ين {)}25 ِِ
صادق َ
َ
ختمت بذكر الجزاء العادل يوم الدين حين تنقسم اإلنسانية لفريقين فريق -6
في الجنة وفريق في السعير ،قال تعالىُ ( :ق ِل اللَّهُ ُي ْحيِي ُك ْم ثَُّم ُي ِميتُ ُك ْم ثَُّم
ي ْجمع ُكم ِإلَى يوِم اْل ِقيام ِة اَل ر ِ ِ
يب فيه )}26{ ..إلى قوله تعالى َ ( :ولَهُ َ َ ََ َْ َ َُ ْ
ِ اَأْلر ِ ِ ِ ِ
يم {. )}37 ض َو ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ َّم َاوات َو ْ اْلك ْب ِرَياء في الس َ
ســورة األحقاف
11
تناولت نموذجين من نماذج البشرية في هدايتها وضاللها فذكرت نموذج -2
ّ
الشقي الولد الصالح المستقيم في فطرته البار بوالديه ،ونموذج الولد
المنحرف عن الفطرة العاق لوالديه الذي َيسخَُر باإليمان والبعث والنشور
ان بِ َو ِال َد ْي ِه ِإ ْح َساناً ) }15{ ...إلى قوله َّيَنا اِإْل َ
نس َ ،قال تعالىَ ( :و َوص ْ
اَأْلر ِ ون بِما ُكنتُم تَستَ ْكبِر ِ
ض ون في ْْ ْ ُ َ اب اْلهُ ِ َ تعالى ...( :فَاْلَي ْو َم تُ ْج َز ْو َن َع َذ َ
ون {)}20 ق َوبِ َما ُكنتُ ْم تَ ْف ُسقُ َبِ َغ ْي ِر اْل َح ِّ
ثم تحدثت عن قصة هود عليه السالم مع القوم الطاغين ،وعن قوم -3
عاد وكيف أهلكهم اهلل تعالى بالريح العقيم تحذيرا ألهل مكة بأن اهلل
َأخا َع ٍاد ِإ ْذَ تعالى قادر على عقابهم وإ هالكهم ،من قوله تعالىَ ( :وا ْذ ُك ْر
ضلُّوا
َ اف ) }21{ ...إلى قوله تعالى َ ... ( :ب ْل اَأْلحقَ ِ
َأن َذ َر قَ ْو َمهُ بِ ْ
ون {)}28 َع ْنهُ ْم َو َذِل َ
ك ِإ ْف ُكهُ ْم َو َما َك ُانوا َي ْفتَُر َ
الجن الذين استمعوا القرآن و آمنوا به ثم رجعوا
ّ وختمت السورة بقصة -4
دعاة منذرين إلى قومهم ،وذلك تذكيرا للمعاندين من اإلنس بسبق الجن
لهم إلى اإلسالم حتى يتوبوا ويعودوا إلى اهلل تعالى ،قال تعالىَ ( :وِإ ْذ
ِ
آن )}29{ ...إلى قوله تعالى ون اْلقُ ْر َك َنفَراً ِّم َن اْل ِج ِّن َي ْستَم ُع َ ص َر ْفَنا ِإلَْي َ
َ
ون لَ ْم َيْلَبثُوا ِإاَّل َس َ
اعةً ِّمن َّنهَ ٍار َباَل غٌ َ ... ( :ك ََّأنهُ ْم َي ْو َم َي َر ْو َن َما ُي َ
وع ُد َ
ِ فَه ْل ُيهلَ ُ اَّل
ون {. )}35 ك ِإ اْلقَ ْو ُم اْلفَاسقُ َ َ ْ
سورة محمَّـد
11
التشريعية ،وقد تناولت أحكام القتال
ّ وتعنى هذه السورة باألحكام
واألسرى والغنائم وأحوال المنافقين ،والمحور الذي تدور حوله هو
موضوع الجهاد في سبيل اهلل.
ابتدأت السورة الكريمة بإعالن حرب سافرة على الكفار أعداء اهلل -1
ورسوله الذين حاربوا دينه وذلك للتحذير من اتباع سبيلهم ولالعتبار من
َأض َّل قصصهم ،قال تعالى( :الَِّذين َكفَروا وص ُّدوا عن سبِ ِ َّ ِ
يل الله َ َ َ َ ُ َ َ
َأمثَالَهُ ْم {
اس ْب اللَّهُ ِل َّلن ِ
ض ِر ُ َأع َمالَهُ ْم { )}1إلى قوله تعالى َ ...( :ك َذِل َ
ك َي ْ ْ
)}3
ثم أمرت المؤمنين بقتال الكافرين وحصدهم بسيوف المجاهدين لتطهير -2
قوة ،ودعت إلى
األرض من رجسهم حتى ال تبقى لهم شوكة وال ّ
أسرهم ،ثم ّبينت طريق العزة والنصر ووضعت الشروط لنصرة اهلل
لعباده المؤمنين وذلك بالتمسك بشريعته ونصرة دينه ،وضربت لكفار
مكة األمثال بالطغاة المتجبرين من األمم السابقة وكيف دمر اهلل عليهم
الرقَ ِ ِ َِّ
اب ب ِّض ْر َ بسبب طغيانهم ،قال تعالى ( :فَِإذا لَقيتُُم الذ َ
ين َكفَ ُروا فَ َ
اءه ْم { َّ ِ
َأم َع ُ
)}4{ ...إلى قوله تعالى َ .. ( :و ُسقُوا َماء َحميماً فَقَط َع ْ
)}15
وتحدثت السورة عن الجنة ونعيمها ثم تحدثت بإسهاب عن صفات -3
المنافقين باعتبارهم الخطر الداهم على اإلسالم والمسلمين ،فكشفت عن
ِ ِ
ليحَذرهم الناس ،قال تعالىَ ( :وم ْنهُم َّمن َي ْستَمعُ مساوئهم ومخازيهم َ
ين ُأوتُوا اْل ِعْل َم)}16{ ...إلى َِِّ ك َحتَّى ِإ َذا َخ َر ُجوا ِم ْن ِع ِند َ ِإلَْي َ
ك قَالُوا للذ َ
يل اللَّ ِه ثَُّم َماتُوا َو ُه ْم ُكفَّ ٌار
ين َكفَروا وص ُّدوا َعن سبِ ِ
َ
َِّ
قوله تعالى ِ( :إ َّن الذ َ ُ َ َ
َفلَن َي ْغ ِف َر اللَّهُ لَهُ ْم {)}34
11
وختمت السورة الكريمة بدعوة المؤمنين إلى سلوك طريق العزة والنصر -4
بالجهاد في سبيل اهلل ،وعدم الضعف أمام قوى البغي والشر ،محذرة
من الدعوة إلى الصلح مع األعداء ،فالدنيا زائلة وما عند اهلل خير و
َّ السْلِم َوَأنتُُم ْ
أبقى ،قال تعالى ( :فَاَل تَ ِهُنوا َوتَ ْد ُعوا ِإلَى َّ
اَأْلعلَ ْو َن َواللهُ
َأع َمالَ ُك ْم { )}35إلى قوله تعالى َ ... ( :وِإ ن تَتََولَّ ْوا َم َع ُك ْم َولَن َيتِ َر ُك ْم ْ
َأمثَالَ ُك ْم {)}38
ونوا ْ َي ْستَْب ِد ْل قَ ْوماً َغ ْي َر ُك ْم ثَُّم اَل َي ُك ُ
ســورة الفتــح
11
ثم تحدثت السورة عن جهاد المسلمين وعن بيعة الرضوانـ التي بايع فيها -3
الصحابة رضوان اهلل عليهم رسول اهلل حتى الموت ،قال تعالى ( :لَقَ ْد
الش َج َر ِة ) }18{ ..إلى قوله ت َّ ين ِإ ْذ ُيَبايِ ُع َِ َّ ِ
ك تَ ْح َ
ون َ َرض َي اللهُ َع ِن اْل ُمْؤ ِمن َ
ان اللَّهُ بِ ُك ِّل ق بِهَا َو ْ
َأهلَهَا َو َك َ
ِ
تعالى َ ( :وَأْل َز َمهُ ْم َكل َمةَ التَّ ْق َوى َو َك ُانوا َ
َأح َّ
َش ْي ٍء َعِليماً {)}26
وختمت بالحديث عن الرؤيا التي رآها صلى اهلل عليه وسلم في منامه -4
في المدينة المنورة ففرحوا واستبشروا وهي دخول مكة آمنين ،وقد
تحققت الرؤيا فدخلوها في العام التالي معتمرين آمنين ،وختمت السورة
ق
ص َد َ
بالثناء على الرسول الكريم وصحابته األطهار ،قال تعالى( :لَقَ ْد َ
َّ ِ ِ اللَّهُ َر ُسولَهُ ُّ
ين { ...ق لَتَ ْد ُخلُ َّن اْل َم ْس ِج َد اْل َح َر َام ِإن َشاء اللهُ آمن َ
الرْؤ َيا بِاْل َح ِّ
َّالح ِ
ات ِ ِ َّ َِّ
آمُنوا َو َعملُوا الص َ
ين َ )}27إلى قوله تعالى َ .. ( :و َع َد اللهُ الذ َ
َأجراً َع ِظيماً {. )}29 ِم ْنهُم َّم ْغ ِف َرةً َو ْ
سـورة الحجرات
تتضمن Cحقائق التربية وأسس األدب الرفيع والمجتمع الفاضل الذي تأدب
به المؤمنون
ورسخت قواعد اإليمان في الصدور.
ابتدأت السورة باألدب الرفيع الذي أدب اهلل به المؤمنين تجاه شريعة اهلل -1
حكما
ً رأيا أو يقضوا
و أوامر رسوله وهو :أال يبرموا أمراً و ال يبدوا ً
في حضرة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حتى يستشيروه ويستمسكوا
بإرشاداته الحكيمة ،ثم انتقلت إلى أدب آخر وهو :خفض الصوت إذا
11
ً
واحتراما تعظيما لقدره الشريف
ً تحدثوا مع الرسول صلى اهلل عليه وسلم
له فهو ليس كعامة الناس ومن واجبهم التأدب معه في الخطاب مع
آمُنوا اَل تُقَ ِّد ُموا َِّ
ين َ( َيا َُّأيهَا الذ َ التوقير و اإلجالل ،من قوله تعالى:
ِ َّ ِ َّ ِ َّ ِ
يم { ) }1إلى قوله َب ْي َن َي َد ِي الله َو َر ُسوِله َواتَّقُوا اللهَ ِإ َّن اللهَ َسميعٌ َعل ٌ
َّ َّ
ان َخ ْيراً لهُ ْم َواللهُ صَب ُروا َحتَّى تَ ْخ ُر َج ِإلَْي ِه ْم لَ َك َ
تعالى َ ( :ولَ ْو ََّأنهُ ْم َ
يم {)}5 ِ
ور َّرح ٌ
َغفُ ٌ
قررت السورة دعائم المجتمع الفاضل ،فأمرت المسلمين بعدم السماع -2
لإلشاعات والتثبت من األخبار وخصوصا إن جاء نبأ من فاسق ،و
دعت السورة إلى اإلصالح بين المتخاصمين ودفع عدوان الباغين ،قال
ق بَِنَبٍأ فَتََبَّيُنوا ) }6{ ...إلى تعالى ( :يا َُّأيها الَِّذين آمُنوا ِإن جاء ُكم فَ ِ
اس ٌ َ ْ َ َ َ َ
َأخ َو ْي ُك ْم َواتَّقُوا اللَّهَ لَ َعلَّ ُك ْم
َأصِل ُحوا َب ْي َن َ
ون ِإ ْخ َوةٌ فَ ْ
قوله تعالى ِ( :إَّن َما اْل ُمْؤ ِمُن َ
ون {)}10تُْر َح ُم َ
حذرت السورة من السخرية والهمز واللّمز ونفّرت من الغيبة والتجسّس ّ -3
والظن السيئ بالمؤمنين ،ودعت إلى مكارم األخالق ،وجاء التعبير عن
ّ
الغيـبة رائعا بتصوير رجل يأكل لحم أخيه الميت ،وياله من تنفير
وم ِّمن قَ ْوٍم َِّ
آمُنوا اَل َي ْس َخ ْر قَ ٌ عجيب !! ،من قوله تعالىَ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
ونوا َخ ْيراً ِّم ْنهُ ْم )}11{ ...إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن َأ ْك َر َم ُك ْم َع َسى َأن َي ُك ُ
يم َخبِ ٌير {)}13 َّ ِ ِع َ َّ ِ
ند الله َأتْقَا ُك ْم ِإ َّن اللهَ َعل ٌ
ختمت السورة بالحديث عن األعراب الذين ظنوا اإليمان كلمة تقال -4
باللسان وجاءوا يمنون على الرسول إيمانهم ،والمؤمن الكامل هو من
جمع اإليمان و اإلخالص والجهاد والعمل الصالح ،من قوله تعالى :
ِ ِإْل ِ َّ (قَالَ ِت ْ
ان
يم ُ آمَّنا ُقل ل ْم تُْؤ ِمُنوا َولَكن قُولُوا ْ
َأسلَ ْمَنا َولَ َّما َي ْد ُخل ا َ اب َ
اَأْلع َر ُ
11
ِفي ُقلُوبِ ُكم )}14{ ...إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن اللَّه يعلَم َغ ْيب السَّماو ِ
ات ََ َ َ َْ ُ ْ
واَأْلر ِ َّ ِ
ون {. )}18 ض َواللهُ َبص ٌير بِ َما تَ ْع َملُ َ َ ْ
سـورة ق
11
حل بهم من كوارث
انتقلت للحديث عن المكذبين من األمم السالفة وما ّ -3
حل بغيرهم ،ثم انتقلت
يحل بهم ما ّ
وعذاب ،تحذيرا لكفار مكة أن ّ
للحديث عن سكرة الموت ووهلة الحشر وهول الحساب ،وما يلقاه
المجرم يومها من أهوال وشدائد تنتهي به بإلقائه في الجحيم ،من قوله
ود { ) }12إلى الر ِّس َوثَ ُم ُ
اب َّ
َأص َح ُ
وح َو ْ تعالىَ ( :ك َّذَب ْ
ت قَْبلَهُ ْم قَ ْو ُم ُن ٍ
ْأَلت َوتَقُو ُل َه ْل ِمن َّم ِز ٍيد {
قوله تعالى ( :يوم َنقُو ُل ِلجهَّنم َه ِل امتَ ِ
ْ َََ َْ َ
. )}30
انتقلت للحديث عن حال المتقين المؤمنين في جنات النعيم ،وختمت -4
السورة بالحديث عن صيحة الحق التي يخرج بها الناس من قبورهم
كأنهم جراد منتشر ويساقون للجزاء ،وفيه إثباتا للبعث والنشور الذي
ين َغ ْي َر َب ِع ٍيد ِ ِ ِ
كذب به المشركون ،من قوله تعالى َ ( :و ُْأزِلفَت اْل َجَّنةُ لْل ُمتَّق َ
َأنت َعلَْي ِهم بِ َجَّب ٍار
ون َو َما َ َأعلَ ُم بِ َما َيقُولُ َ
{ )}31إلى قوله تعالى َ( :ن ْح ُن ْ
اف َو ِع ِيد {. )}45 فَ َذ ِّك ْر بِاْلقُ ْر ِ
آن َمن َي َخ ُ
ســورة الذاريات
تقوم على تشييد دعائم اإليمان وتوجيه األبصار إلى قدرة الواحد القهار
وبناء العقيدة الراسخة على أسس التقوى واإليمان .
وتسير
ّ ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن الرياح التي تذرو الغبار -1
المراكب ،وعن السحب التي تحمل مياه األمطار ،وعن السفن الجارية
على سطح الماء بقدرة اهلل تعالى ،وعن المالئكة المكلفين بتدبير شؤون
الخلق ،و أقسمت بهذه األمور على أن الحشر كائن ال محالة وال بد منه
اماَل ِت ِو ْقراً {}2
ات َذرواً { }1فَاْلح ِ َّ
الذ ِاري ِ
َ ْ ،من قوله تعالىَ ( :و َ
11
ات يسراً { }3فَاْلمقَس ِ ِ
ك
َأمراً { ) }4إلى قوله تعالى ( :يُْؤ فَ ُ
ِّمات ْ
ُ َ فَاْل َج ِارَي ُ ْ
ك {. )}9 َع ْنهُ َم ْن ُِأف َ
فبينت
انتقلت للحديث عن كفار مكة المكذبين بالقرآن والدار اآلخرة ّ ، -2
حالهم في الدنيا و مآلهم في اآلخرة ،ثم تحدثت بعدها عن المؤمنين
المتقين وما أعد اهلل لهم في دار الكرامة في اآلخرة ،و تحدثت عن
دالئل القدرة والوحدانية في هذا الكون الفسيح وكلها دالئل قدرة رب
ين ُه ْم ِفي َِّ ِ
اصون { }10الذ َ العالمين ،من قوله تعالى ( :قُت َل اْل َخ َّر ُ
ض ِإَّنهُ
اَأْلر ِ
َّماء َو ْ ون { ) }11إلى قوله تعالى ( :فَ َو َر ِّ
ب الس َ اه ََغ ْم َر ٍة َس ُ
ِ لَ َح ٌّ
ق ِّمثْ َل َما ََّأن ُك ْم تَنطقُ َ
ون {. )}23
تحدثت بعدها عن قصص الرسل الكرام ( :إبراهيم وموسى ولوط و -3
صالح عليهم السالم ) ،وموقف األمم الطاغية من أنبيائها ،وما حل بهم
من عذاب ،وذلك تسلية للرسول صلى اهلل عليه وسلم وعبرة ألولي
ِ ِإ ِ اك َح ِد ُ
ين {}24 يم اْل ُم ْك َر ِم َض ْيف ْب َراه َ يث َ األبصار ،قال تعالىَ ( :ه ْل َأتَ َ
وم {َ }54و َذ ِّك ْر فَِإ َّن ) إلى قوله تعالى ( :فَتََو َّل َع ْنهُ ْم فَ َما َ
َأنت بِ َملُ ٍ
ِ ِّ
ين {. )}55 الذ ْك َرى تَنفَعُ اْل ُمْؤ ِمن َ
ختمت السورة ببيان الغاية من خلق الجن و اإلنس وهي معرفة اهلل جل -4
وعال وعبادته وتوحيده والتوجّه له بأنواع القربات والعبادات ،من قوله
تعالى :
نس ِإاَّل ِلَي ْعُب ُد ِ
ون ) }56{ ...إلى قوله تعالى ( :فَ َوْي ٌل ت اْل ِج َّن َواِإْل َ
( َو َما َخلَ ْق ُ
َِّ ِ َِِّّ
ون {. )}60
وع ُد َ ين َكفَ ُروا من َي ْو ِم ِه ُم الذي ُي َ للذ َ
سورة الطور
12
تتـناول جوانب العقيدة اإلسالمية ( الوحدانية ،الرسالة ،البعث والجزاء )
وتهتم بأركان اإليمان كباقي السور المكية .
ابتدأت بالحديث عن أهوال اآلخرة ،وما يلقاه الكافرون في موقف -1
الحساب ،وكان القسم بخمسة أمور على ذلك تنبيها على أهمية
ور {ِ }2في اب َّم ْسطُ ٍ ور { }1و ِكتَ ٍ
َ الموضوع ،من قوله تعالىَ ( :والطُّ ِ
وع {َ }5واْلَب ْح ِرف اْل َم ْرفُ ِالس ْق ِ
ور {َ }4و َّ ور {َ }3واْلَب ْي ِت اْل َم ْع ُم ِ َر ٍّ
ق َّمن ُش ٍ
صبِ ُروا
اصبِ ُروا َْأو اَل تَ ْ
اصلَ ْو َها فَ ْ
ور { ) }6إلى قوله تعالى ْ ( : اْل َم ْس ُج ِ
ون {)}16 َس َواء َعلَْي ُك ْم ِإَّن َما تُ ْج َز ْو َن َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُ َ
تناولت الحديث عن المتقين وحالهم في اآلخرة في جنات النعيم ،من -2
ات َوَن ِع ٍيم { ) }17إلى قوله تعالى :
قوله تعالىِ( :إ َّن اْلمتَِّقين ِفي جَّن ٍ
َ ُ َ
يم {. )}28 (ِإَّنا ُكَّنا ِمن قَْب ُل َن ْدعوه ِإَّنه ُهو اْلب ُّر َّ ِ
الرح ُ ُ ُ ُ َ َ
تحدثت عن رسالة صلى اهلل عليه وسلم و أمرته بالتذكير واإلنذار للكفرة -3
فهو ليس بكافر أو مجنون أو ساحر ،و أنكرت السورة على المشركين
مزاعمهم الباطلة بشأن نبوة محمد صلى اهلل عليه وسلم وردت عليهم
بالحجج الدامغة و أقامت دالئل صدق نبوته ،قال تعالى( :فَ َذ ِّك ْر فَ َما َ
َأنت
َِِّ ِّك بِ َك ِ
اه ٍن َواَل َم ْجُن ٍ
ينون { )}29إلى قوله تعالى َ ( :وِإ َّن للذ َ بنعمة َرب َ
ظلَموا ع َذاباً ُدون َذِل َ ِ
ون {. )}47 ك َولَك َّن َأ ْكثََر ُه ْم اَل َي ْعلَ ُم َ َ َُ َ
ختمت بأمر النبي صلى اهلل عليه وسلم بالصبر على الكافرين الذين -4
جهلوا فعبدوا أوثانهم ،وأمرنه بالتسبيح هلل تعالى في كل وقت وحين
ين ِّح بِحم ِد رِّب َ ِ ك بِ ْ ِ اصبِ ْر ِل ُح ْكِم َرِّب َ
ك فَِإ َّن َ
كح َ َأعُينَنا َو َسب ْ َ ْ َ ،قال تعالىَ ( :و ْ
وم {. ) }49 الن ُج ِ
ِّحهُ َوِإ ْدَب َار ُّوم {َ }48و ِم َن اللَّْي ِل فَ َسب ْ
تَقُ ُ
12
سورة النجم
12
ختمت بما يحل باألمم الطاغية كقوم عاد وثمود وقوم نوح ولوط من -4
أنواع العذاب والدمار تذكيرا لكفار مكة بالعذاب الذي ينتظرهم إن
ك َعاداً اُأْلولَى {}50 استمروا في طغيانهم ،قال تعالىَ ( :و ََّأنهُ ْ
َأهلَ َ
ون { ِ ِ ِ
ود فَ َما َْأبقَى { ) }51إلى قوله تعالى َ( :أفَم ْن َه َذا اْل َحديث تَ ْع َجُب َ َوثَ ُم َ
اس ُج ُدوا ِللَّ ِه
ون { }61فَ ْ
ِ
ون {َ }60وَأنتُ ْم َسام ُد َ ون َواَل تَْب ُك َ
ض َح ُك َ
َ }59وتَ ْ
اعُب ُدوا {{) }62سجدة} .
َو ْ
سورة القمر
تعالج أصول العقيدة وتحمل حملة عنيفة على المكذبين بآيات القرآن
وطابعها الخاص هو التهديد والوعيد مع مشاهد شتى للدمار والعذاب .
ابتدأت بالمعجزة الكونية معجزة انشقاق القمر وذلك حين طلب -1
المشركون منه معجزة جلية تدل على صدقه ،وخصصوا بالذكر أن
يشق لهم القمر ومع ذلك عاندوا وكابروا ،و انتقلت للحديث عن أهوال
ّ
القيامة وشدائدها بأسلوب مخيف يهز المشاعر ويحرك الرعب في النفس
َّاعةُ وان َش َّ
ق اْلقَ َم ُر {َ }1وِإ ن َي َر ْوا َآيةً ِ
،من قوله تعالى( :ا ْقتََرَبت الس َ َ
ين ِإلَى ِِ ِ ِ
ضوا َوَيقُولُوا س ْحٌر ُّم ْستَمٌّر { )}2إلى قوله تعالى ُّ ( :م ْهطع َ ُي ْع ِر ُ
ون َه َذا َي ْو ٌم َع ِسٌر {. )}8 ِ
اع َيقُو ُل اْل َكاف ُر َ َّ
الد ِ
بعد الحديث عن كفار مكة يأتي الحديث عن مصارع المكذبين وما نالهم -2
من ضروب العذاب والدمار عقابا لهم على كفرهم وجحودهم ،من قوله
ون َو ْاز ُد ِج َر {وح فَ َك َّذُبوا َع ْب َدَنا َوقَالُوا َم ْجُن ٌ تعالى َ ( :ك َّذَب ْ
ت قَْبلَهُ ْم قَ ْو ُم ُن ٍ
يز ُّم ْقتَِد ٍر {
َأخ َذ َع ِز ٍ
اه ْم ْ )}9إلى قوله تعالى َ ( :ك َّذُبوا بِ َآياتَِنا ُكلِّهَا فَ َ
َأخ ْذَن ُ
. )}42
12
وحذرتهم مصرعا كمصرع هؤالء بل ما هو أشد
خاطبت السورة قريش ّ -3
من ذلك ،وختمت ببيان مآل المتقين في الجنة ،من قوله تعالى:
الزُب ِر { ) }43إلى قوله (َأ ُكفَّ ُار ُك ْم َخ ْيٌر ِّم ْن ُْأولَِئ ُك ْم َْأم لَ ُكم َب َراءةٌ ِفي ُّ
ند مِل ٍ ص ْد ٍ ِ
ات وَنه ٍر {ِ }54في م ْقع ِد ِ ٍ تعالى ِ( :إ َّن اْلمتَِّق ِ
يك قعَ َ َ َ ين في َجَّن َ َ ُ َ
ُّم ْقتَِد ٍر {. )}55
الرحمن
سورة ّ
َب ْيَنهُ َما َب ْر َز ٌخ اَّل َي ْب ِغَيان { )}20إلى قوله تعالى َ ( :ولَهُ اْل َج َو ِار اْل ُمن َش ُ
آت
ان {)}25 َأي آاَل ء َرِّب ُك َما تُ َك ِّذَب ِ ِفي اْلَب ْح ِر َك ْ
اَأْلعاَل ِم { }24فَبِ ِّ
12
تحدثت عن فناء كل شيء في الكون ،وأنه ال يبقى إال الحي القيوم، -3
وقد تناولت اآليات أهوال القيامة وحال األشقياء يومها ،من قوله
ك ُذو اْل َجاَل ِل ان {َ }26وَي ْبقَى َو ْجهُ َرِّب َ تعالىُ ( :ك ُّل َم ْن َعلَْيهَا فَ ٍ
آن { ون َب ْيَنهَا َوَب ْي َن َح ِم ٍيم ٍ َواِإْل ْك َرام{ ) }27إلى قوله تعالى َ ( :يطُوفُ َ
ِ
ان {)}45 َأي آاَل ء َرِّب ُك َما تُ َك ِّذَب ِ }44فَبِ ِّ
تناولت مشهد النعيم للمتقين في الجنان،وختمت بتمجيد اهلل تعالى على -4
ان { ) }46إلى اف مقَام رب ِ
ِّه َجَّنتَ ِ ِ
نعمه ،من قوله تعالى َ ( :ول َم ْن َخ َ َ َ َ
ان { }76فَبِ ِّ
َأي ي ِح َس ٍ ض ٍر َو َع ْبقَ ِر ٍّ ف ُخ ْ قوله تعالى ( :متَّكِِئين علَى ر ْفر ٍ
ُ َ َ َ َ
ك ِذي اْل َجاَل ِل َواِإْل ْك َر ِام {)}78 اس ُم َرِّب َ
ك ْ ان { }77تََب َار َ آاَل ء َرِّب ُك َما تُ َك ِّذَب ِ
سورة الواقعة
تشتمل السورة على أحوال القيامة وأهوالها وانقسام الناس إلى طوائف
ثالث هم :أصحاب اليمين ،أصحاب الشمال ،السابقون .
اشتملت على أحوال يوم القيامة و أهوالها ،وتحدثت عن مآل كل فريق -1
وما أعده اهلل لكل فريق من جزاء عادل ،من قوله تعالىِ( :إ َذا َوقَ َع ِت
اْل َو ِاق َعةُ { }1لَْي َس ِل َو ْق َعتِهَا َك ِاذَبةٌ { ) }2إلى قوله تعالى َ ( :ه َذا ُن ُزلُهُ ْم
ين {. )}56 َي ْو َم ِّ
الد ِ
أقامت الدالئل على وجوده تعالى وأنه سبب لكل موجود ،قال تعالى: -2
ون {َ }58أَأنتُ ْم ون {َ }57أفَ َر َْأيتُم َّما تُ ْمُن َ ص ِّدقُ َ
(َن ْح ُن َخلَ ْقَنا ُك ْم َفلَ ْواَل تُ َ
اها تَ ْذ ِك َرةً
ون { )}59إلى قوله تعالى َ( :ن ْح ُن َج َعْلَن َ ِ
ونهُ َْأم َن ْح ُن اْل َخالقُ َ تَ ْخلُقُ َ
ك اْل َع ِظ ِيم {. )}74 اسِم َرِّب َ
ِّح بِ ْ
ين { }73فَ َسب ْ ِّ
َو َمتَاعاً لْل ُم ْق ِو َ
12
نوهت بذكر القرآن العظيم،وبينت أهميته وعظمته واستنكرت ممن ال -3
آن َك ِريم {ِ }77في ِكتَ ٍ
اب يؤمنون به ..من قوله تعالىِ( :إَّنهُ لَقُ ْر ٌ
ٌ
ِّ
ون ِر ْزقَ ُك ْم ََّأن ُك ْم تُ َكذُب َ
ون { َّم ْكُن ٍ
ون { ) }78إلى قوله تعالى َ ( :وتَ ْج َعلُ َ
. )}82
ّبينت ما يلقاه اإلنسان عند االحتضار وذكرت الطوائف الثالث وهم أهل -4
السعادة ،و أهل الشقاوة ،والسابقون إلى الخيرات وبيّنت عاقبة كل
وم {َ }83وَأنتُ ْم ِح َينِئ ٍذ ِ ِإ
منهم ،من قوله تعالى (فل ْواَل َذا َبلَ َغت اْل ُحْلقُ َ
ِّح
ين { }95فَ َسب ْ ق اْلَي ِق ِ
ون { )}84إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن َه َذا لَهُو َح ُّ
َ تَنظُُر َ
ِّك اْل َع ِظ ِيم {. )}96
اسِم َرب َ
بِ ْ
سورة الحديد
سورة المجادلة
تناولت أحكاما تشريعية Cكثيرة كأحكام الظهار ،والكفارة التي تجب على
المظاهر ،وحكم التناجي ،وآداب المجالس ،وتقديم الصدقة عند مناجاة
الرسول صلى اهلل عليه وسلم وعدم مودة أعداء اهلل ،إلى غير ذلك كما
تحدثت عن المنافقين واليهود محذرة منهم .
ادَلة ( خولة بنت ثعلبة )التي ظاهر منها زوجها
مج ِ
ابتدأت ببيان قصة ال ُ -1
على عادة الجاهلية ،فجاءت تشتكي إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
ظلم زوجها وتدعو هلل ،فاستجاب اهلل تعالى لها ونزلت اآليات في أحكام
12
ك ِفي َز ْو ِجهَا الظهار ،قال تعالى( :قَ ْد َس ِم َع اللَّهُ قَ ْو َل الَّتِي تُ َج ِادلُ َ
َّ ِ ِ
ون ُمن َكراً َوتَ ْشتَكي ِإلَى الله )}1{ ...إلى قوله تعالى َ ... ( :وِإ َّنهُ ْم لََيقُولُ َ
َّ ِ
ور {)}2 ِّم َن اْلقَ ْول َو ُزوراً َوِإ َّن اللهَ لَ َعفٌُّو َغفُ ٌ
ون ِمن ِّن َساِئ ِه ْم تناولت حكم كفارة الظهار ،قال تعالى( :والَِّذين ي َ ِ
ظاه ُر َ َ َ ُ -2
َّ ون ِل َما قَالُوا )}3{ ...إلى قوله تعالى ْ .. ( :
صاهُ اللهُ َوَن ُسوهُ َأح َ ود َ
ثَُّم َي ُع ُ
يد {. )}6 َواللَّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِه ٌ
سرا بين اثنين فأكثر ،وهذا تحدثت عن موضوع التناجي وهو :الكالم ً -3
دأب اليهود والمنافقين للتآمر على اإلسالم ،قال تعالىَ( :ألَم تَر َّ َّ
َأن اللهَ ْ َ
ون ِمن َّن ْج َوى ثَاَل ثَ ٍة{ ... اَأْلر ِ
ض َما َي ُك ُ
ِ ِ
َّم َاوات َو َما في ْ
ِ
َي ْعلَ ُم َما في الس َ
)}7
تحدثت عن اليهود اللعناء الذين كانوا يحضرون مجلس رسول اهلل -4
المسبة
فيحيونه بتحية ظاهرها السالم وباطنها ّ
صلى اهلل عليه وسلم ّ
والشتيمة فيقولون :السام عليك يا محمد ،يعنون الموت ،و تناولت
الحديث عن المنافقين بإسهاب وفضحتهم ،من قوله تعالىَ( :ألَ ْم تََر
اج ْو َن بِاِإْل ثِْم ود ِ َِّ
ون ل َما ُنهُوا َع ْنهُ َوَيتََن َ ين ُنهُوا َع ِن َّ
الن ْج َوى ثَُّم َي ُع ُ َ ِإلَى الذ َ
ض ِّار ِه ْم َش ْيئاً ِإاَّل بِِإ ْذ ِن
ان )}8{ ...إلى قوله تعالى َ ..( :ولَْي َس بِ َ َواْل ُع ْد َو ِ
َّ ِ َّ ِ
ون {. )}10 الله َو َعلَى الله َفْلَيتََو َّك ِل اْل ُمْؤ ِمُن َ
تحدثت بعدها عن آداب مناجاة النبي صلى اهلل عليه وسلم وآداب -5
المجلس وحثت على اإلنفاق في سبيل اهلل وحذرت بشدة من اليمين
َّحوا ِفي ِ َِّ
آمُنوا ِإ َذا قي َل لَ ُك ْم تَفَس ُ الكاذبة ،من قوله تعالى َ ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
ب اللَّهُ ْ
َأَلغِلَب َّن ََأنا س فَا ْف َس ُحوا )}11{ ...إلى قوله تعالى َ ( :كتَ َ اْل َم َج ِال ِ
ي َع ِز ٌيز {)}21 َو ُر ُسِلي ِإ َّن اللَّهَ قَ ِو ٌّ
12
ختمت ببيان حقيقة الحب في اهلل والبغض فيه الذي هو أصل اإليمان ، -6
ون َم ْن َح َّ
اد اد َ ون بِاللَّ ِه واْلَي ْوِم اآْل ِخ ِر ُيو ُّ
قال تعالى( :اَل تَ ِج ُد قَ ْوماً يُْؤ ِمُن َ
َ َ
ب اللَّ ِه َأاَل ِإ َّن اءهم ُ ..أولَِئ َ ِ
ك ح ْز ُ ْ اءه ْم َْأو َْأبَن ُ ْ
َّ
اللهَ َو َر ُسولَهُ َولَ ْو َك ُانوا َآب ُ
ون {. )}22 ِ ِح ْز َّ ِ
ب الله ُه ُم اْل ُم ْفل ُح َ
َ
سورة الحشر
تعنى بجانب التشريع ،ويدور محور الحديث فيها عن غزوة (بني النضير
) ،وهم اليهود الذين نقضوا العهد مع الرسول صلى اهلل عليه وسلم
فأجالهم عن المدينة المنورة ،كما تحدثت عن المنافقين وفضحت فعائلهم
وحذرت منهم .
وهي بإيجاز سورة ( الغزوات والجهاد ) والفيء والغنائم .
ابتدأت بتنـزيه اهلل وتمجيده فالكون كله ينطق بعظمته ،و ذكرت بعض -1
آثار قدرته تعالى بإجالء اليهود عن ديارهم وقالعهم ،من قوله تعالى :
ض َو ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َح ِكيم {)}1 اَأْلر ِ ِ ِ َِّ ِ ِ
َّم َاوات َو َما في ْ ( َسَّب َح لله َما في الس َ
ُأصوِلهَا طعتُم ِّمن لِّ َين ٍة َأو تَر ْكتُم َ ِئ
وها قَا َمةً َعلَى ُ ْ َ ُ إلى قوله تعالى َ ( :ما قَ َ ْ
ِِ َّ ِ
ين {. )}5 ي اْلفَاسق َ فَبِِإ ْذ ِن الله َوِلُي ْخ ِز َ
وضحت الحكمة من الفيء لمساعدة الفقراء والتعادل في طبقات -2
المجتمع ،قال تعالىَ ( :و َما َأفَاء اللَّهُ َعلَى َر ُسوِل ِه ِم ْنهُ ْم فَ َما َْأو َج ْفتُ ْم َعلَْي ِه..
اب {. )}7 يد اْل ِعقَ ِ{ )}6إلى قوله تعالى َ ( :واتَّقُوا اللَّهَ ِإ َّن اللَّهَ َش ِد ُ
ونوهت بفضائل المهاجرين تناولت أصحاب رسول اهلل بالثناء العاطر ّ ، -3
ُأخ ِر ُجوا ِمن ين ْ واألنصار ،من قوله تعالى ِ( :لْلفُقَراء اْلمها ِج ِر َِّ
ين الذ َ َ َُ َ
12
َأم َو ِال ِه ْم )}8{ ..إلى قوله تعالى َ .. ( :واَل تَ ْج َع ْل ِفي ُقلُوبَِنا ِد ِ
يار ِه ْم َو ْ
كر ٌ ِ ِ َِِّّ
يم {. )}10وف َّرح ٌ آمُنوا َرَّبَنا ِإَّن َ َ ُؤ
ين َغاّلً للذ َ
ذكرت المنافقين األشرار الذين تحالفوا مع اليهود ضد المسلمين ، -4
بتذكر
ومثلتهم بالشيطان الذي يغري اإلنسان بالكفر ،ووعظت المؤمنين ّ
ون ِإِل ْخ َوانِ ِه ُم َِّ
يوم القيامة ،من قوله تعالىَ( :ألَ ْم تَر ِإلَى الذ َ
ين َنافَقُوا َيقُولُ َ
َِّ
اب
َأص َح ُالن ِار َو ْ
اب ََّأص َح ُين )}11{ ..إلى قوله تعالى ( :اَل َي ْستَِوي ْ الذ َ
ِئ ِ ِ
ون {. )}20 اب اْل َجَّنة ُه ُم اْلفَا ُز َ اْل َجَّنة ْ
َأص َح ُ
ختمت بذكر عظمة القرآن الكريم و ذكرت أسماء اهلل الحسنى وصفاته -5
َأنزْلَنا َه َذا
العليا ونزهته تعالى عن كل نقص ،من قوله تعالى( :لَ ْو َ
ص ِّدعاً )}21{ ..إلى قوله تعالى : ِ ٍ َّ
آن َعلَى َجَبل ل َر َْأيتَهُ َخاشعاً ُّمتَ َ اْلقُ ْر َ
ِّح لَهُ َما ِفي
اَأْلس َماء اْل ُح ْسَنى ُي َسب ُ
ص ِّو ُر لَهُ ْ ق اْلَب ِارُئ اْل ُم َ( ُه َو اللَّهُ اْل َخ ِال ُ
ِ اَأْلر ِ ِ
يم {.)}24 ض َو ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ َّم َاوات َو ْ الس َ
سورة الممتحنة
وتهتم بجانب التشريع ،ومحورها يدور حول فكرة الحب والبغض في اهلل
الذي هو أوثق عرى اإليمان واشتملت على كثير جدا من األحكام التشريعيةC
.
ابتدأت بالتحذير من مواالة أعداء اهلل الذين آذوا المسلمين واضطروهم -1
آمُنوا اَل تَتَّ ِخ ُذوا َع ُد ِّوي َِّ
للهجرة عن ديارهم ،قال تعالىَ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
ون ِإلَْي ِهم بِاْل َم َو َّد ِة )}1{ ...إلى قوله تعالى .. ( :
َو َع ُد َّو ُك ْم َْأوِلَياء تُْلقُ َ
ون {. )}2 َو َو ُّدوا لَ ْو تَ ْكفُُر َ
13
ّبينت أن النسب والقرابة والصداقة لن تنفع يوم القيامة فال ينفع وقتها إال -2
ام ُك ْم َواَل َْأواَل ُد ُك ْم َي ْو َم
(لَن تَنفَ َع ُك ْم َْأر َح ُ
العمل الصالح ،قال تعالى:
ص ٌير {. )}3 تَعملُون ب ِ
َْ َ َ ص ُل َب ْيَن ُك ْم َواللَّهُ بِ َما
اْل ِقيام ِة ي ْف ِ
ََ َ
ضربت المثل في إيمان إبراهيم عليه السالم و أتباعه المؤمنين ليكونوا -3
ين َم َعهُ ِإ ْذ قَالُوا َِّ ِ ِإ ِ
يم َوالذ َ
ُأس َوةٌ َح َسَنةٌ في ْب َراه َ ت لَ ُك ْم ْ للمؤمنين قدوة (قَ ْد َك َان ْ
َّ ِ ِ
ون { )}4إلى قوله تعالى َ ( :ع َسى اللهُ لقَ ْو ِم ِه ْم ِإَّنا ُب َرءاؤا من ُك ْم َو ِم َّما تَ ْعُب ُد َ
َّ َّ ِ َِّ
اد ْيتُم ِّم ْنهُم َّم َو َّدةً َواللهُ قَد ٌير َواللهُ َغفُ ٌ
ور ين َع َ َأن َي ْج َع َل َب ْيَن ُك ْم َوَب ْي َن الذ َ
يم {. )}7 ِ
َّرح ٌ
تحدثت عن حكم الذين لم يعادوا المسلمين ولم يقاتلوهم ،وحكم الذين ّ -4
َِّ َّ
آذوا المؤمنين وقاتلوهم ،من قوله تعالى( :اَل َي ْنهَا ُك ُم اللهُ َع ِن الذ َ
ين
ين َولَ ْم ُي ْخ ِر ُجو ُكم ِّمن ِدَي ِار ُك ْم )}8{ ...إلى قوله تعالى لَ ْم ُيقَاتِلُو ُك ْم ِفي ِّ
الد ِ
ون {)}9 َّ ِ َ ... ( :و َمن َيتََولَّهُ ْم فَ ُْأولَِئ َ
ك ُه ُم الظال ُم َ
ّبينت وجوب امتحان المؤمنات عند الهجرة وعدم ردهن للكفار إن ثبت -5
إيمانهن ،وحكم مبايعة النساء لرسول الله صلى اهلل عليه وسلم ، ّ
آمُنوا ِإ َذا َجاء ُك ُم َِّ
وشروط البيعة ،من قوله تعالىَ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
يمانِ ِه َّن )}10{ ...إلى قوله وه َّن اللَّهُ ْ ِِإ
امتَ ِحُن ُ ِ ٍ اْل ُمْؤ ِمَن ُ
َأعلَ ُم ب َ ات ُمهَاج َرات فَ ْ
َأص َح ِ ِ ِئ ِ ِ ِئ
اب اْلقُُب ِ
ور تعالى ... ( :قَ ْد َي ُسوا م َن اآْل خ َر ِة َك َما َي َس اْل ُكفَّ ُار م ْن ْ
{. )}13
سورة الصفّ
13
وتعنى باألحكام التشريعية ، Cوتتحدث عن موضوع القتال وجهاد أعداء اهلل
،وعن التجارة الرابحة التي بها سعادة المؤمن في الدنيا واآلخرة ،وسميتC
الصف ألن محورها يدور حول القتال .
ّ بسورة
ابتدأت بعد تسبيحه تعالى بتحذير المؤمنين من إخالف الوعد ،كما -1
تحدثت عن قتال أعداء اهلل حثّاً للمؤمنين على القتال بشجاعة وبسالة
َِّ
ألنهم يقاتلون في سبيل إعالء كلمة اهلل ،من قوله تعالىَ ( :يا َُّأيهَا الذ َ
ين
بون )}1{ ..إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن اللَّهَ ُي ِح ُّ ون َما اَل تَ ْف َعلُ َ
ِ
َآمُنوا ل َم تَقُولُ َ
َ
ِِ الَِّذين يقَاتِلُ ِ
وص {)}4 ص ٌ ان َّم ْر ُ ون في َسبِيله َ
صفّاً َك ََّأنهُم ُب َني ٌ َ َ ُ
تناولت موقف اليهود من دعوة موسى وعيسى عليهما السالم ،و ما -2
أصابهما من أذى تسلية لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيما ناله من
وننِي{ ... وسى ِلقَ ْو ِم ِه َيا قَ ْوِم ِل َم تُْؤ ُذ َ
كفار مكة ،قال تعالىَ ( :وِإ ْذ قَا َل ُم َ
)}5إلى قوله تعالى َ ... ( :و ُه َو ُي ْد َعى ِإلَى اِإْل ْساَل ِم َواللَّهُ اَل َي ْه ِدي اْلقَ ْو َم
ين {. )}7 َّ ِ ِ
الظالم َ
تحدثت عن سنـته تعالى في نصرة دينه ،و مثلت المشركين بمن يريد -3
إطفاء نور الشمس بفمه ،واهلل متم نوره رغما عنهم ،من قوله تعالى
ون ِ اه ِه ْم َواللَّهُ ُمتِ ُّم ُن ِ
ور ِه َولَ ْو َك ِرهَ اْل َكاف ُر َ
ط ِف وا ُنور اللَّ ِه بَِأ ْفو ِ
َ َ
يد ِ
ُ( :ي ِر ُ َ
ون لُي ْ ُؤ
ين ُكلِّ ِه ظ ِه َرهُ َعلَى ِّ
الد ِ ق ِلُي ْ
ين اْل َح ِّ{ُ }8ه َو الَِّذي َْأر َس َل َر ُسولَهُ بِاْلهُ َدى َو ِد ِ
ون {. )}9 َولَ ْو َك ِرهَ اْل ُم ْش ِر ُك َ
دعت المؤمنين للتجارة الرابحة وحرضتهم على الجهاد في سبيل اهلل -4
َِّ
َآمُنوا
ين َ بالنفس والنفيس لينالوا السعادة الدائمة ،قال تعالىَ( :يا َُّأيهَا الذ َ
اب َِأل ٍيم )}10{ ...إلى قوله تعالى َأدلُّ ُكم َعلَى تِ َجار ٍة تُن ِجي ُكم ِّم ْن َع َذ ٍ
َ َه ْل ُ ْ
ين {)}13 ِ صٌر ِّم َن اللَّ ِه َوفَتْ ٌح قَ ِر ٌ
يب َوَب ِّش ِر اْل ُمْؤ ِمن َ ُأخ َرى تُ ِحُّب َ
ونهَا َن ْ َ ( :و ْ
13
ختمت بدعوة أهل اإليمان إلى نصرة دين الرحمن كما فعل الحوارييون -5
َِّ
َآمُنوا
ين َ عندما نصروا عيسى عليه السالم ،قال تعالىَ ( :يا َُّأيهَا الذ َ
َأنص ِاري ِإلَى ِ ُكونوا َأنصار اللَّ ِه َكما قَ َ ِ
ِّين َم ْن َ يسى ْاب ُن َم ْرَي َم لْل َح َو ِاري َ
ال ع َ َ ََ
َآمَنت طَّاِئفَةٌ ِّمن َبنِي ِإ ْس َراِئي َل َّ ِ
َأنص ُار الله فَ َ
ون َن ْح ُن َ
َّ ِ
الله قَا َل اْل َح َو ِارُّي َ
و َكفَرت طَّاِئفَةٌ فَ ََّأي ْدَنا الَِّذين َآمُنوا علَى ع ُد ِّو ِهم فََأصبحوا َ ِ
ين { ظاه ِر َ َ َ ْ َْ ُ َ َ َ َ
.)}14
سورة الجمعة
وتتناول Cجوانب التشريع ،وتدور حول محور بيان أحكام صالة الجمعة التي
فرضها اهلل على المؤمنين .
تناولت بعثة خاتم الرسل صلى اهلل عليه وسلم و ّبينت أنه الرحمة المهداة -1
ِّح ِللَّ ِه َما ِفي
إلنقاذ البشرية من الضالل ،من قوله تعالىُ( :ي َسب ُ
يز اْل َح ِك ِيم { )}1إلى قوله ض اْل َمِل ِك اْلقُ ُّد ِ
وس اْل َع ِز ِ اَأْلر ِ ِ ِ
َّم َاوات َو َما في ْ
الس َ
ض ِل اْل َع ِظ ِيم {)}4اء َواللَّهُ ُذو اْلفَ ْ ِ ك فَ ْ َّ ِ
ض ُل الله يُْؤ تِيه َمن َي َش ُ تعالى َ ( :ذِل َ
تحدثت عن اليهود وانحرافهم عن شرع اهلل ومثلت لهم بالحمار الذي -2
كتبا نافعة وال يناله منها سوى التعب ،من قوله تعالىَ ( :مثَ ُل يحمل ً
ِ ِ َِّ
َأسفَاراً )}5{ ... ين ُح ِّملُوا التَّْو َراةَ ثَُّم لَ ْم َي ْح ِملُ َ
وها َك َمثَ ِل اْلح َم ِار َي ْحم ُل ْ الذ َ
اد ِة فَُيَنِّبُئ ُكم بِ َما ون ِإلَى َع ِالِم اْل َغ ْي ِب و َّ
الشهَ َ َ إلى قوله تعالى ... ( :ثَُّم تَُر ُّد َ
ون {. )}8ُكنتُ ْم تَ ْع َملُ َ
تناولت أحكام صالة الجمعة ،ودعت المسلمين للمسارعة إليها ، -3
وحرمت البيع وقت األذان والنداء لها وختمت بالتحذير من االنشغال عن
ين آمُنوا ِإ َذا ُن ِ َِّ
ودي الصالة بالتجارة واللهو ،قال تعالىَ ( :يا َُّأيهَا الذ َ َ
13
اس َع ْوا ِإلَى ِذ ْك ِر اللَّ ِه )}9{ ..إلى قوله تعالى ( : ِ ِل َّ ِ ِ
لصاَل ة من َي ْوِم اْل ُج ُم َعة فَ ْ
ند اللَّ ِه َخ ْيٌر ِّم َن اللَّ ْه ِو َو ِم َن التِّ َج َار ِة َواللَّهُ َخ ْي ُر َّ
الر ِاز ِق َ
ين { ُ ...ق ْل َما ِع َ
. )}11
سورة المنافقون
وتعنى بالتشريع ،لكن جوها جو السور المكية التي تعالج أصول العقيدة
اإلسالمية .
تحدثت عن جالل اهلل وعظمته ،وتناولت موضوع اإلنسان المعترف -1
ِّح ِللَّ ِه َما ِفي
بربه واإلنسان الكافر الجاحد باهلل ،قال تعالىُ ( :ي َسب ُ
ك َولَهُ اْل َح ْم ُد َو ُه َو َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير اَأْلر ِ
ض لَهُ اْل ُمْل ُ ِ ِ
َّم َاوات َو َما في ْ الس َ
َّ ِ ِ
ون َواللهُون َو َما تُ ْعلُن َ
)}1{ ..إلى قوله تعالى َ ... ( :وَي ْعلَ ُم َما تُس ُّر َ
ور {. )}4 ُّد ِ عِليم بِ َذ ِ
ات الص ُ َ ٌ
ضربت األمثال بالقرون الماضية واألمم الخالية التي كذبت رسل اهلل وما -2
ين َكفَ ُروا ِمن َِّ ِ
حل بهم من عقاب ودمار ،قال تعالىَ ( :ألَ ْم َيْأت ُك ْم َنَبُأ الذ َ
َّ
استَ ْغَنى اللهُ َأم ِر ِه ْم )}5{ ..إلى قوله تعالى َّ ... ( :و ْ قَْب ُل فَ َذاقُوا َوَبا َل ْ
يد {. )}6 َواللَّهُ َغنِ ٌّي َح ِم ٌ
أقسمت على أن البعث حق البد منه أقر به المشركون أو أنكروه ،قال -3
ين َكفَ ُروا َأن لَّن ُي ْب َعثُوا )}7{ ..إلى قوله تعالى : َِّ
تعالىَ ( :ز َع َم الذ َ
ٍ ِ ِّ َّ َّ ِ ِ
يم {)}11 ( َ ...و َمن يُْؤ ِمن بِالله َي ْهد َقْلَبهُ َواللهُ بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ
أمرت بطاعة اهلل ورسوله وحذرت من اإلعراض عن دعوة اهلل ،قال -4
الر ُسو َل فَِإن تََولَّْيتُ ْم فَِإ َّن َما َعلَى َر ُسوِلَنا يعوا َّ ِ َّ
يعوا اللهَ َوَأط ُ
ِ
تعالىَ ( :وَأط ُ
َّ ِ اَّل َّ
ون { ين { }12اللهُ اَل ِإلَهَ ِإ ُه َو َو َعلَى الله َفْلَيتََو َّك ِل اْل ُمْؤ ِمُن َ اْلَباَل غُ اْل ُمبِ ُ
)}13
حذرت من عداوة بعض الزوجات واألوالد فإنهم كثيرا ما يمنعون من ّ -5
ين آمُنوا ِإ َّن ِم ْن َْأزو ِ َِّ
اج ُك ْم َ الجهاد والهجرة ،قال تعالىَ ( :يا َُّأيهَا الذ َ َ
13
َو َْأواَل ِد ُك ْم َع ُد ّواً لَّ ُك ْم )}14{ ...إلى قوله تعالى َ ... ( :و َمن ُي َ
وق ُش َّح
ون {)}16 ِ َن ْف ِس ِه فَ ُْأولَِئ َ
ك ُه ُم اْل ُم ْفل ُح َ
ختمت باألمر باإلنفاق في سبيل اهلل إلعالء دينه وحذرت من الشح -6
والبخل ،قال تعالىِ( :إن تُ ْق ِرضوا اللَّه قَرضاً حسناً يض ِ
اع ْفهُ لَ ُك ْم َوَي ْغ ِف ْر ََ ُ َ َ ْ ُ
ِ الشه َ ِ
َّ ِ ِ ِ َّ
ادة اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ
يم { يم {َ }17عال ُم اْل َغ ْيب َو َ
ور َحل ٌ
لَ ُك ْم َواللهُ َش ُك ٌ
. )}18
سورة الطالق
13
عدة اليائس وعدة الصغيرة وعدة الحامل ،كما
تناولت أحكام العدّة فبينت ّ -3
تكررت الدعوة لتقوى اهلل ترغيـًبا تارة وترهيـًبا تارة أخرى لكي ال يظلم
أحد الزوجين ،وبينت أحكام السكنى والنفقة ،من قوله تعالى( :
يض ِمن ِّن َساِئ ُك ْم ِإ ِن ْارتَْبتُ ْم فَ ِع َّدتُهُ َّن ثَاَل ثَةُ َأ ْشهُ ٍر ..
والاَّل ِئي َيِئ ْس َن ِم َن اْل َم ِح ِ
َ
{ )}4إلى قوله تعالى َ .. ( :سَي ْج َع ُل اللَّهُ َب ْع َد ُع ْس ٍر ُي ْسراً {. )}7
ختمت بالتحذير من تعدي حدود اهلل ،وضربت األمثلة باألمم الباغية وما -4
حل بها ،وأشارت لقدرة اهلل في الخلق وبراهين وحدانيته ،من قوله
اها ِح َساباً ِِ
َأم ِر َربِّهَا َو ُر ُسله فَ َح َ
اس ْبَن َ تعالىَ ( :و َكَأيِّن ِّمن قَ ْرَي ٍة َعتَ ْ
ت َع ْن ْ
َأن اللَّهَ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء
َش ِديداً ، )}8{ ..إلى قوله تعالى ( ِ ..لتَ ْعلَ ُموا َّ
ط بِ ُك ِّل َش ْي ٍء ِعْلماً {. )}12 َأحا َ قَ ِدير و َّ َّ
َأن اللهَ قَ ْد َ ٌ َ
سورة التحريم
13
ً
مثاال خطيرا أال وهو إفشاء السر بين الزوجين وضربت
ً تناولت أمراً -2
بالسيدة حفصة التي أفشت سر رسول اهلل لعائشة حتى هم بتطليق
ض َْأز َوا ِج ِه َح ِديثاً َفلَ َّما
النبِ ُّي ِإلَى َب ْع ِ
َأس َّر َّ
أزواجه ،قال تعالىَ ( :وِإ ْذ َ
ض َفلَ َّما َنَّب َ
َأها ض َعن َب ْع ٍ َأع َر َ
ضهُ َو ْ ف َب ْع َ ظهَ َرهُ اللَّهُ َعلَْي ِه َع َّر َ
َأت بِ ِه َوَأ ْ
َنَّب ْ
يم اْل َخبِ ُير {)}3 ِ َأك َه َذا قَ َ ِ بِ ِه قَالَ ْ
ال َنَّبَأن َي اْل َعل ُ َأنب َ
ت َم ْن َ
وجهت اآليات الخطاب للزوجتين الكريمتين :حفصة ،وعائشة رضي -3
اهلل عنهما ،فعرضت عليهما التوبة وعاتبهما اهلل تعالى في اآليات
وحذرهما من التعاون على ما يشق على النبي صلى اهلل عليه وسلم فاهلل
تعالى ومالئكته والمؤمنين هم أعوان لرسول اهلل ،وحذرتهما من
الطالق واستبدال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بأزواج خيرا منهن ،
َّ ِ
وب ُك َما )}4{ ....إلىت ُقلُ ُ وبا ِإلَى الله فَقَ ْد َ
ص َغ ْ من قوله تعالى ِ( :إن تَتُ َ
ات ساِئح ٍ
ات ات عابِ َد ٍات تَاِئب ٍ ات قَانِتَ ٍ
ات ُّم ِمَن ٍ
قوله تعالى .... ( :مسِلم ٍ
َ َ َ َ ْؤ ُْ َ
ثَيِّب ٍ
ات َو َْأب َكاراً {)}5 َ
حذرت اآليات المؤمنين من النار وصورتها تصويراً مرعباً ،وبينت -4
للكافرين أن ال فائدة من اعتذرهم عندما يحل العذاب ،من قوله تعالى :
َأهِلي ُك ْم َناراً )}6{ ...إلى قوله تعالى َِّ
آمُنوا قُوا َأنفُ َس ُك ْم َو ْين َ( َيا َُّأيهَا الذ َ
ِ َِّ
ين َكفَ ُروا اَل تَ ْعتَذ ُروا اْلَي ْو َم ِإَّن َما تُ ْج َز ْو َن َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُ َ
ون { َ( :يا َُّأيهَا الذ َ
)}7
رغبت المؤمنين بالتوبة النصوح وبينت لهم النعيم في الجنة ترغيباً لهم ، -5
وأمرت النبي صلى اهلل عليه وسلم بجهاد الكافرين ،من قوله تعالى :
َّ ِ َِّ
وبوا ِإلَى الله تَ ْوَبةً َّن ُ
صوحاً )...إلى قوله تعالى َ ( :يا آمُنوا تُ ُ (َيا َُّأيهَا الذ َ
ين َ
13
ِِ ِِ
اه ْم َجهََّن ُم َوبِْئ َس
ظ َعلَْي ِه ْم َو َم َْأو ُ
اغلُ ْ النبِ ُّي َجاهد اْل ُكفَّ َار َواْل ُمَنافق َ
ين َو ْ َُّأيهَا َّ
ص ُير {)}9 اْلم ِ
َ
ختمت بضرب مثلين :األول للزوجة الكافرة في عصمة الرجل الصالح -6
المؤمن ،ومثال للزوجة المؤمنة في عصمة الرجل الكافر ،تنبيها أنه
ب اللَّهُ َمثَالً
ض َر َ
في اآلخرة ال يغني أحد عن أحد ،قال تعالىَ ( :
وط ، )}10{ ..إلى قوله تعالى ..( : وح وِامرَأةَ لُ ٍ ِ َِِّّ
ين َكفَ ُروا ا ْم َرَأةَ ُن ٍ َ ْ َ
للذ َ
ين {. )}12 ِِ ات ربِّها و ُكتُبِ ِه و َك َان ْ ِ
وص َّدقَ ْ ِ ِ ِ
ت م َن اْلقَانت َ َ ت ب َكل َم َ َ َ َ َ
سورة الملك
مكية تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى وقد تناولت أهدافاً رئيسية
ثالثة وهي ( :إثبات عظمة اهلل وقدرته على اإلحياء واإلماتة ،وإ قامة
األدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ،ثم بيان عاقبة المكذبين
الجاحدين بالبعث والنشور ) .
ابتدأت بتوضيح الهدف األول وهو أن اهلل بيده الملك وهو المهيمن -1
ك َو ُه َو َعلَىك الَِّذي بَِي ِد ِه اْل ُمْل ُ
المتصرفـ في األكوان ،قال تعالى( :تََب َار َ
ٍ ِ ِّ
ور {)}2 ُكل َش ْيء قَد ٌير { )}1إلى قوله تعالى َ ... ( :و ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َغفُ ُ
تحدثت عن خلق السماوات السبع والنجوم التي تزينها ،قال تعالى( : -2
ات ِطَباقاً { )}3إلى قوله تعالى َ ... ( :و ْ
َأعتَ ْدَنا لَهُ ْم ق س ْبع سماو ٍ َِّ
الذي َخلَ َ َ َ َ َ َ
ير {)}5 ع َذاب الس ِ
َّع ِ َ َ
تحدثت عن المجرمين بإسهاب وحالهم في جهنم ،وقارنتهم بالمؤمنين -3
على سبيل الترغيب والترهيب محذرة إياهم من غضب اهلل ،قال تعالى:
13
ص ُير { )}6إلى قوله تعالى (وِللَِّذين َكفَروا بِرِّب ِهم ع َذاب جهَّنم وبِْئ س اْلم ِ
َ َ ُ َ ْ َ ُ َََ َ َ َ
ور {)}15 اكبِهَا َو ُكلُوا ِمن ِّر ْز ِق ِه َوِإ لَْي ِه ُّ
الن ُش ُ
... ( :فَام ُشوا ِفي مَن ِ
َ ْ
أنذرت وحذرت المكذبين لرسول اهلل بحلول العذاب عليهم ودعت للتأمل -4
في حالة الطير أثناء التحليق وقدرته تعالى في خلقها ،كما تعقد مقارنة
بين التائه في الضالل والسائر على صراط مستقيم ،قال تعالى( :
ِإ ِ َّماء َأن َي ْخ ِس َ ِ ِ
ور { )}16إلى ض فَ َذا ه َي تَ ُم ُاَألر َف بِ ُك ُم ْ َأَأمنتُم َّمن في الس َ
َأمن َي ْم ِشي َس ِوّياً َعلَى قوله تعالى َ( :أفَ َمن َي ْم ِشي ُم ِكّباً َعلَى َو ْج ِه ِه ْ
َأه َدى َّ
اط ُّم ْستَِق ٍيم {)}22صر ٍ
َ
ِ
بينت نعم اهلل تعالى على العباد في خلق السمع والبصر والفؤاد ،وفي -5
تيسير السكنى في أرجاء األرض مما يستحق شكره تعالى على نعمه
العظيمة هذه وبعد هذا يعاند المعاندون وينكرون البعث والنشور ،من
ص َار َواَأْل ْفِئ َدةَ َِّ
اَأْلب َ
َّم َع َو ْ قوله تعالى ُ ( :ق ْل ُه َو الذي َأن َشَأ ُك ْم َو َج َع َل لَ ُك ُم الس ْ
ند اللَّ ِه َوِإ َّن َما
ون { )}23إلى قوله تعالى ُ ( :ق ْل ِإَّن َما اْل ِعْل ُم ِع َ ِ
َقليالً َّما تَ ْش ُك ُر َ
ين {)}26 ََأنا َن ِذ ٌير ُّمبِ ٌ
بينت حال الكافرين وفزعهم وتغير وجوههم عند رؤيتهم للعذاب ، -6
وختمت السورة ببيان انفراده تعالى بالنعم وخصوصا الماء فإن جعله
غائرا فال أحد سواه يقدر على اإلتيان بماء يشرب الناس منه
ويستخدمونه لمنافعهم .
ين َكفَ ُروا َو ِقي َل َه َذا الَِّذي َِّ
ت ُو ُجوهُ الذ َ من قوله تعالى َ ( :فلَ َّما َر َْأوهُ ُزْلفَةً ِسيَئ ْ
ِ
ون { )}27إلى قوله تعالى ُ ( :ق ْل ََأر َْأيتُ ْم ِإ ْن ْ
َأصَب َح َماُؤ ُك ْم ُكنتُم بِه تَ َّد ُع َ
ين {. ) }30 َغ ْوراً فَ َمن َيْأتِي ُكم بِ َماء َّم ِع ٍ
سورة القلم
14
وتعنى بأصول العقيدة واإليمان وقد تناولت ثالثة مواضيع أساسية:
أ -موضوع الرسالة ُّ
والشَبه التي أثارها كفار مكة حول دعوة محمد بن عبد
اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،وقصة أصحاب الجنة لبيان نتيجة الكفر بنعم اهلل .
ب – اآلخرة وأهوالها وشدائدها وما أعد اهلل للفريقين :المسلمين
والمجرمين فيها .
ج -ولكن المحور الذي تدور حوله السورة هو إثبات نبوة محمد صلى اهلل
عليه وسلم .
ابتدأت بالقسم على رفعة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وشرفه -1
وبراءته مما اتهمه به المشركون وبينت مناقبه و أخالقه السامية ،من
ون َأنت بِنِ ْع َم ِة َرب َ
ِّك بِ َم ْجُن ٍ ون {َ }1ما َ ِ
قوله تعالى ( :ن َواْل َقلَم َو َما َي ْسطُُر َ
ِّ ِ
{ )}2إلى قوله تعالى ( :فَاَل تُط ِع اْل ُم َكذبِ َ
ين {. )}8
تناولت موقف المجرمين من دعوة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وما -2
أعد اهلل لهم من عذاب ونكال ،من قوله تعالىَ ( :و ُّدوا لَ ْو تُ ْد ِه ُن
ين { ) }10إلى قوله تعالى : فَي ْد ِهُنون { }9واَل تُ ِطع ُك َّل حاَّل ٍ
ف َّم ِه ٍ َ ْ َ َ ُ
وم {. )}16 ( َسَن ِس ُمهُ َعلَى اْل ُخ ْرطُ ِ
ضربت لكفار مكة مثال للمكذبين وعاقبتهم بأصحاب الجنة عندما جحدوا -3
حقوق الفقراء والمساكين فأحرق اهلل حديقتهم وجعلها عبرة للمعتبرين،
اب اْل َجَّن ِة ِإ ْذ َأ ْق َس ُموا
َأص َح َ من قوله تعالىِ ( :إَّنا َبلَ ْوَن ُ
اه ْم َك َما َبلَ ْوَنا ْ
ين ِع َ
ند َرِّب ِه ْم ِ ِ
ين { )}17إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن لْل ُمتَّق َ
لَيص ِرمَّنها م ِ
صبِح َ
َ ْ ُ َ ُ ْ
الن ِع ِيم {. ) }34 جَّن ِ
ات َّ َ
14
قارنت بين المؤمنين والمجرمين على سبيل الترغيب والترهيب ،قال -4
ِِ
ين { )}35إلى قوله تعالى َْ ( :أم ين َكاْل ُم ْج ِر ِم َتعالىَ ( :أفََن ْج َع ُل اْل ُم ْسلم َ
ين {. )}41 لَهم ُشر َكاء َفْليْأتُوا بِ ُشر َكاِئ ِهم ِإن َك ُانوا ِ ِ
صادق َ
َ ْ َ َ ُْ َ
تناولت القيامة و أهوالها وحال المشركين حين يكلفون بالسجود هلل فال -5
ُّج ِ
ود ق َوُي ْد َع ْو َن ِإلَى الس ُ ف َعن َسا ٍ يستطيعون ،قال تعالىَ ( :ي ْو َم ُي ْك َش ُ
ون
ب فَهُ ْم َي ْكتُُب َ ون { ) }42إلى قوله تعالى َْ ( :أم ِع َ
ند ُه ُم اْل َغ ْي ُ يع َ
ِ
فَاَل َي ْستَط ُ
{. )}47
ختمت بأمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بالصبر على أذى المشركين -6
وعدم التضجر من الدعوة هلل كما فعل يونس حينما ترك دعوة قومه ،
اح ِب اْلح ِ
وت ِإ ْذ َن َ
ادى َو ُه َو ِّك واَل تَ ُكن َكص ِ قال تعالى ( :فَ ِ ِ ِ
ُ َ اصب ْر ل ُح ْكم َرب َ َ
ْ
اَّل ِ ِّ ِ
ين {. )}52 وم { )}48إلى قوله تعالى َ ( :و َما ُه َو ِإ ذ ْكٌر لْل َعالَم َ
َم ْكظُ ٌ
سورة الحاقة
14
اح َدةٌ { ) }13إلى قوله تعالى َ ( :ي ْو َمِئ ٍذ ُّور َن ْف َخةٌ و ِ
َ ُن ِف َخ ِفي الص ِ
ون اَل تَ ْخفَى ِمن ُك ْم َخ ِافَيةٌ {. )}18 ض َ تُ ْع َر ُ
ذكرت حال السعداء و األشقياء في ذلك اليوم المفزع ،قال تعالى( : -3
يه { ) }19إلى قوله َأما َم ْن ُأوتِ َي ِكتَ َابهُ بَِي ِمينِ ِه فََيقُو ُل َهاُؤ ُم ا ْق َرُؤ وا ِكتَابِ ْ
فَ َّ
ِ اَّل
ون {. )}37 تعالى ( :اَل َيْأ ُكلُهُ ِإ اْل َخاطُؤ َ
جاء بعدها القسم بصدق الرسول وصدق ما جاء به من اهلل ،وردّ -4
افتراءات المشركين حين قالوا أن القرآن سحر وكهانة ،قال تعالى( :
ِ ِ ِ
ون { ) }39إلى قوله تعالى
ون {َ }38و َما اَل تُْبص ُر َ فَاَل ُأ ْقس ُم بِ َما تُْبص ُر َ
ين {)}43 ِ ( :تَنـ ِزي ٌل ِّمن َّر ِّ
ب اْل َعالَم َ
ذكرت البرهان القاطع على صدق القرآن في تصوير يهز القلوب ً
هزا -5
ويثير في النفس الفزع من هول الموضوع ،قال تعالىَ ( :ولَ ْو تَقَ َّو َل
ين { ، ) }45إلى قوله َأَلخ ْذَنا ِم ْنهُ بِاْلَي ِم ِ
يل {َ }44 ض اَأْلقَ ِاو ِ َعلَْيَنا َب ْع َ
تعالى ( :فَما ِمن ُكم ِّم ْن ٍ
ين {. )}47 َأحد َع ْنهُ َحا ِج ِز َ
َ َ
وحسرة على الكافرين ،قال ً رحمة للمؤمنين ً -6ختمت بتمجيد القرآن و أنه
ِّ تعالى( :وِإ َّنه لَتَ ْذ ِكرةٌ لِّْلمتَِّقين { }48وِإ َّنا لََنعلَم َّ ِ
ين {}49 َأن من ُكم ُّم َكذبِ َ ُْ َ َ ُ َ َ ُ
اسِم َرِّب َ
ك ِّح بِ ْين { }51فَ َسب ْ ق اْلَي ِق ِ ين { }50وِإ َّنهُ لَ َح ُّ
َ
ِ
َوِإ َّنهُ لَ َح ْس َرةٌ َعلَى اْل َكاف ِر َ
اْل َع ِظ ِيم {.)}52
سورة المعارج
14
الحديث عن كفار مكة وإ نكارهم للبعث والنشور واستهزاؤهم بدعوة
الرسول صلى اهلل عليه وسلم .
ابتدأت بالحديث عن طغيان أهل مكة وتمردهم على رسول اهلل -1
واستهزائهم به وبما جاء به من الحق وضربت مثال لذلك بـ ( النضر بن
الحارث ) حين دعا أن ينـزل اهلل عليه وعلى قومه العذاب العاجل
اب َو ِاق ٍع {}1َأل َساِئ ٌل بِ َع َذ ٍ
مكابرة وجحودا ،من قوله تعالىَ ( :س َ
ص ْبراً َج ِميالً {
اصبِ ْر َ
ِ
رين لَْي َس لَهُ َدافعٌ { )}1إلى قوله تعالى ( :فَ ْ
ِّ ِ
لْل َكاف َ
. )}5
تحدثت عن المجرمين يوم القيامة وبينت هول عذابهم وعقابهم ،من -2
قوله تعالى:
( ِإَّنهُ ْم َي َر ْوَنهُ َب ِعيداً {َ }6وَن َراهُ قَ ِريباً { ) }7إلى قوله تعالى َ ( :و َج َم َع
فَ َْأو َعى {)}18
ذكرت طبيعة اإلنسان فهو يجزع عند الشدة ويبطر عند النعمة ،من -3
الش ُّر َج ُزوعاً { َ ان ُخِل َ
ق َهلُوعاً {ِ }19إ َذا مسَّهُ َّ قوله تعالىِ ( :إ َّن اِإْل َ
نس َ
َ }20وِإ َذا َمسَّهُ اْل َخ ْي ُر َمُنوعاً {. ) }21
تحدثت عن المؤمنين وما اتصفوا به من جالئل الصفات وفضائل -4
األخالق وبينت لهم ما أعد اهلل لهم من عظيم األجر في جنان الخلد ،
ِئ ِ َِّ صلِّ َـ اَّل
صاَل ت ِه ْم َدا ُم َ
ون ين ُه ْم َعلَى َ
ين { }22الذ َ من قوله تعالىِ ( :إ اْل ُم َ
ين {َ }36ع ِن ال الَِّذين َكفَروا ِقبلَ َ ِ ِ{ )}23إلى قوله تعالى ( :فَم ِ
ك ُم ْهطع َ َ ُ َ َ
الشم ِ ِ
ِّ اْلَي ِم ِ
ين {. )}37 ال ع ِز َ ين َو َع ِن َ
14
تحدثت عن الكافرين وطمعهم في دخول جنات النعيم ،من قوله تعالى: -5
ام ِرٍئ ِّم ْنهُ ْم َأن ُي ْد َخ َل َجَّنةَ َن ِع ٍيم { )}38إلى قوله تعالى : ُّ
ط َمعُ ُكل ْ ( ََأي ْ
َِّ
ون {. )}42 وضوا َوَيْل َعُبوا َحتَّى ُياَل قُوا َي ْو َمهُ ُم الذي ُي َ
وع ُد َ (فَ َذ ْر ُه ْم َي ُخ ُ
ختمت بالقسم الجليل برب العالمين على أن البعث والجزاء حق ال ريب -6
خيرا منهم ،قال تعالىَ ( :ي ْو َم
ً فيه ،وأن اهلل تعالى قادر على أن يخلق
اش َعةًاث ِسراعاً َك ََّأنهم ِإلَى ُنص ٍب يو ِفضون {َ }43خ ِ اَأْلج َد ِ
ون ِم َن ْ
ُ ُ ُ َ ُْ َ َي ْخ ُر ُج َ
ون {. )}44 َِّ ص ُار ُه ْم تَْر َهقُهُ ْم ِذلَّةٌ َذِل َ
وع ُد َ
ك اْلَي ْو ُم الذي َك ُانوا ُي َ َْأب َ
سورة نوح
تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية ،وقد تناولت تفصيال قصة نبي اهلل
نوح عليه السالم ،وفي السورة بيان لسنة اهلل تعالى في األمم التي
انحرفت عن دعوة اهلل وعقابه الشديد لهم في اآلخرة .
ابتدأت بالحديث عن إرسال اهلل تعالى لنوح عليه السالم وتكليفه بتبليغ -1
الدعوة و إنذار قومه من عذاب اهلل تعالى ،من قوله تعالىِ ( :إَّنا
َأن ِ
ك )}1{ ...إلى قوله تعالى .. ( : َأنذ ْر قَ ْو َم َ َْأر َسْلَنا ُنوحاً ِإلَى قَ ْو ِم ِه ْ
َّ ِ
َأج َل الله ِإ َذا َجاء اَل ُيَؤ َّخ ُر لَ ْو ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ
ون {. )}4 ِإ َّن َ
ذكرت بعد ذلك جهاد نوح عليه السالم وصبره في سبيل تبليغ الدعوة -2
ت قَ ْو ِمي لَْيالً َوَنهَاراً { ) }5إلىب ِإِّني َد َع ْو ُ ،من قوله تعالى ( :قَا َل َر ِّ
ت لَهُ ْم ِإ ْس َراراً {)}9 َأس َر ْر ُ
نت لَهُ ْم َو ْ قوله تعالى ( :ثَُّم ِإِّني ْ
َأعلَ ُ
14
ليجدوا في طاعة اهلل ،
ذكرت قومه بإنعام اهلل عليهم وعظيم فضائله ّ ّ -3
ان َغفَّاراً { ) }10إلى ِ
استَ ْغف ُروا َرَّب ُك ْم ِإَّنهُ َك َ
ت ْمن قوله تعالى ( :فَ ُقْل ُ
قوله تعالى َ ( :و َم َك ُروا َم ْكراً ُكَّباراً {. )}22
تحدثت عن تمادي قومه عليه وإ هلاك اهلل تعالى لهم بالطوفان ،من -4
قوله تعالىَ ( :وقَالُوا اَل تَ َذ ُر َّن ِآلهَتَ ُك ْم َواَل تَ َذ ُر َّن َو ّداً َواَل ُس َواعاً { ...
َأنصاراً { ، )}23إلى قوله تعالى َ .. ( :فلَم ي ِج ُدوا لَهم ِّمن ُد ِ َّ ِ
ون الله َ ُ ْ َ
. )}25
ختمت بدعاء نوح على قومه بالهالك ألن قلوبهم لم تلين وال انتفعوا -5
ض ِم َن اَأْلر ِ ب اَل تَ َذ ْر َعلَى ْ وح َّر ِّ
ال ُن ٌبالتذكير ،من قوله تعالىَ ( :وقَ َ
ي َوِل َمناغ ِف ْر ِلي َوِل َو ِال َد َّ
ب ْين َدَّياراً { )}26إلى قوله تعالى َ ( :ر ِّ ِ
اْل َكاف ِر َ
ين ِإاَّل تََباراً { َّ ِ ِ ِ ِ ِ
ين َواْل ُمْؤ ِمَنات َواَل تَ ِز ِد الظالم ََد َخ َل َب ْيت َي ُمْؤ ِمناً َوِلْل ُمْؤ ِمن َ
. )}28
سورة الجن
14
استَ َم َع َنفٌَر ِّم َن اْل ِج ِّن فَقَالُوا ِإَّنا َس ِم ْعَنا قُ ْرآناً َع َجباً {}1 ِ
ُأوح َي ِإلَ َّي ََّأنهُ ْ
َأحداً {. )}2 ك بِ َربَِّنا َ آمَّنا بِ ِه َولَن ُّن ْش ِر َ يه ِدي ِإلَى ُّ ِ
الر ْشد فَ َ َْ
تحدثت عن تمجيدهم هلل تعالى و إفرادهم له بالعبادة ،من قوله تعالى: -2
(و ََّأنه تَعالَى ج ُّد ربَِّنا ما اتَّ َخ َذ ص ِ
احَبةً َواَل َولَداً { ) }3إلى قوله تعالى : َ َ َ َ َ ُ َ
ظَننتُم َأن لَّن ي ْبع َ َّ
َأحداً {)}7
ث اللهُ َ َ َ ظُّنوا َك َما َ ْ ( َو ََّأنهُ ْم َ
تحدثت عن استراق الجن للسمع و إحاطة السماء بالحرس من المالئكة و -3
إرسال الشهب عليهم بعد بعثة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وتعجبهم
14
ختمت باختصاص اهلل تعالى بمعرفة الغيب و إحاطته بمعرفة جميع ما -7
ِ في الكائنات ،من قوله تعالىَ ( :ع ِال ُم اْل َغ ْي ِب فَاَل ُي ْ
ظ ِه ُر َعلَى َغ ْيبِه َ
َأحداً
صى ُك َّل َش ْي ٍء َع َدداً { ط بِ َما لَ َد ْي ِه ْم َو ْ
َأح َ َأحا َ
{ ) }26إلى قوله تعالى َ ( :و َ
.)}28
سورة المزمل
تتناول السورة جانبا من حياة الرسول األعظم صلى اهلل عليه وسلم في
تبتله وطاعته وقيامه الليل وتالوته لكتاب اهلل تعالى ،ومحورها يدور حول
ذلك ولهذا سميت بالمزمل .
لطيفا رحيما بعبده الذي
ً ابتدأت بنداء الرسول صلى اهلل عليه وسلم ً
نداء -1
كان يجهد نفسه في عبادته ابتغاء مرضاته ،قال تعالىَ ( :يا َُّأيهَا اْل ُم َّز ِّم ُل
ص ِم ْنهُ َقِليالً {َْ }3أو ِز ْد َعلَْي ِه ِ ِ َّ اَّل ِ
صفَهُ َِأو انقُ ْ { }1قُم اللْي َل ِإ َقليالً { }2ن ْ
ك قَ ْوالً ثَِقيالً {. )}5
آن تَْرتِيالً {ِ }4إَّنا َسُنْل ِقي َعلَْي َ
َو َرتِّ ِل اْلقُ ْر َ
تناولت موضوع ثقل الوحي الذي كلف اهلل به رسوله ليقوم بتبليغه -2
اشَئةَ اللَّْي ِل ِه َي َأ َش ُّد َو ْ
طءاً َوَأ ْق َو ُم ( ِإ َّن َن ِ للناس ،من قوله تعالى :
ق َواْل َم ْغ ِر ِب اَل ِإلَهَ ِإاَّل ُه َو ِقيالً{ )}6إلى قوله تعالى َ ( :ر ُّ
ب اْل َم ْش ِر ِ
فَاتَّ ِخ ْذهُ َو ِكيالً {. )}9
جميال ،
ً أمرت الرسول بالصبر على أذى المشركين وهجرهم هجراناً -3
اه ُج ْر ُه ْم َه ْجراً َج ِميالً {}10 اصبِ ْر َعلَى َما َيقُولُ َ
ون َو ْ قال تعالىَ ( :و ْ
الن ْع َم ِة َو َمهِّْلهُ ْم َقِليالً {. )}11
ين ُأوِلي َّ ِّ
َو َذ ْرنِي َواْل ُم َكذبِ َ
14
تحدثت عن وعيد اهلل تعالى للمشركين بالعذاب والنكال يوم القيامة ،من -4
( ِإ َّن لَ َد ْيَنا َأن َكاالً َو َج ِحيماً { )}12إلى قوله تعالى : قوله تعالى :
(ِإ َّن َه ِذ ِه تَ ْذ ِكرةٌ فَمن َشاء اتَّ َخ َذ ِإلَى رب ِ
ِّه َسبِيالً {. )}19 َ َ َ
ختمت بتخفيف اهلل تعالى عن رسوله صلى اهلل عليه وسلم والمؤمنين -5
في قيام الليل في ظروف خاصة رحمة بهم ،ليتفرغوا لبعض شئون
وم َْأدَنى ِمن ثُلُثَ ِي اللَّْي ِلك تَقُ ُ ك َي ْعلَ ُم ََّأن َالحياة ،من قوله تعالى ِ ( :إ َّن َرَّب َ
ِ َّ َّ )}20{ ..إلى قوله تعالى ( :و ِ
يم { ور َّرح ٌ استَ ْغف ُروا اللهَ ِإ َّن اللهَ َغفُ ٌ َ ْ
. )}20
سورة المدثر
14
ت َو ِحيداً {َ }11و َج َعْل ُ
ت لَهُ َماالً َّم ْم ُدوداً { تعالىَ ( :ذ ْرنِي َو َم ْن َخلَ ْق ُ
) }12إلى قوله تعالى ِ( :إ ْن َه َذا ِإاَّل قَ ْو ُل اْلَب َش ِر {)}25
تحدثت عن النار التي وعدها اهلل للكفار وخزنتها وزبانيتها وعددهم ، -4
ك َما َسقَ ُر {) }27
يه َسقَ َر {َ }26و َما َْأد َرا َمن قوله تعالى ( :سُأصِل ِ
َ ْ
إلى قوله تعالى َ ... ( :و َما ِه َي ِإاَّل ِذ ْك َرى ِلْلَب َش ِر {. )}31
أقسم اهلل تعالى بالقمر وضيائه والصبح وبهائه على أن جهنم إحدى -5
الباليا العظام ،من قوله تعالىَ ( :كاَّل َواْلقَ َم ِر {َ }32واللَّْي ِل ِإ ْذ َْأدَب َر {
ٍ ِ
َأسفَ َر { ) }34إلى قوله تعالى ( :في َجَّنات َيتَ َساءلُ َ
ون ُّب ِح ِإ َذا ْ َ }33والص ْ
ين {.)}41 {َ }40ع ِن اْل ُم ْج ِر ِم َ
تحدثت اآليات عن الحوار الذي يدور بين المسلمين والمجرمين في سبب -6
دخولهم الجحيم ،من قوله تعالىَ ( :ما َسلَ َك ُك ْم ِفي َسقَ َر { }42قَالُوا
اعةُ
ين { ) }43إلى قوله تعالى ( :فَ َما تَنفَ ُعهُ ْم َشفَ َ ك ِمن اْلم ِّ
صل َلَ ْم َن ُ َ ُ َ
ين {. )}48 َّ ِ ِ
الشافع َ
ختمت ببيان سبب إعراض المشركين عن اإليمان ،من قوله تعالى( : -7
ين {َ }49ك ََّأنهُ ْم ُح ُمٌر ُّم ْستَ ِنف َرةٌ { ) }50إلى ِ ِ
فَ َما لَهُ ْم َع ِن التَّ ْذك َر ِة ُم ْع ِرض َ
اء اللَّهُ ُه َو ْ
َأه ُل التَّ ْق َوى َو ْ
َأه ُل قوله تعالى ( :وما َي ْذ ُكر اَّل
ون ِإ َأن َي َش َُ َ ََ
اْل َم ْغ ِف َر ِة {. )}56
سورة القيامة
تعالج موضوع البعث والجزاء والذي هو أحد أركان اإليمان ،وتر ّكز خاصة
على القيامة وأهوالها ،والساعة وشدائدها ،وحالة اإلنسان عند االحتضار
سميت بسورة القيامة .
،وما يلقاه الكافر من مصاعب ومتاعب ،ولذلك ّ
15
ابتدأت بالقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوامة على أن البعث قريب ،من -1
ام ِة {}2 الن ْف ِ َّ
ام ِة {َ }1واَل ُأ ْق ِس ُم بِ َّ ِ ِ ِ
س الل َّو َ قوله تعالى ( :اَل ُأ ْقس ُم بَي ْوِم اْلقَي َ
ام ِة {)}6 ِ
) ،إلى قوله تعالى َ ( :ي ْسَأ ُل ََّأي َ
ان َي ْو ُم اْلقَي َ
ذكرت طرفا من عالمات ذلك اليوم المهول ،من قوله تعالى ( :فَِإ َذا -2
ف اْلقَ َم ُر { ) }8إلى قوله تعالى َ ( :ولَ ْو َأْلقَى
ص ُر {َ }7و َخ َس َ َب ِر َ
ق اْلَب َ
َم َع ِاذ َيرهُ {. )}15
تحدثت عن اهتمام الرسول صلى اهلل عليه وسلم بضبط القرآن عند تالوة -3
جبريل عليه ،فقد كان يجهد نفسه بالمتابعة ،ويحرك لسانه معه ليسرع
في الحفظ ،فأمره باالستماع دون تحريك اللسان ،من قوله تعالى ( :اَل
ك ِلتَ ْع َج َل بِ ِه {ِ }16إ َّن َعلَْيَنا َج ْم َعهُ َوقُ ْر َآنهُ { ) }17إلى تُ َح ِّر ْك بِ ِه ِل َس َان َ
ون اآْل ِخ َرةَ {. )}21 ون اْل َعا ِجلَةَ {َ }20وتَ َذ ُر َ
ِ اَّل
قوله تعالى َ ( :ك َب ْل تُحُّب َ
ذكرت انقسام الناس في اآلخرة إلى سعداء و أشقياء و أحوالهم في ذلك -4
اض َرةٌ {ِ }22إلَى اليوم العصيب ،من قوله تعالى ( :وجوه يومِئ ٍذ َّن ِ
ُ ُ ٌ َْ َ
اس َرةٌ { }24تَظُ ُّن َأن ُي ْف َع َل بِهَا فَ ِاق َرةٌاظرةٌ { }23ووجوه يومِئ ٍذ ب ِ
َ ُ ُ ٌ َْ َ َ
ِ
َربِّهَا َن َ
{) }25
تحدثت عن حال المرء وقت االحتضار ،حيث يلقى من الكرب -5
ت التََّر ِاق َي والضيق ما لم يكن بالحسبان ،من قوله تعالىَ ( :كاَّل ِإ َذا َبلَ َغ ْ
ك فَ َْأولَى { ق { ) }27إلى قوله تعالى ( :ثَُّم َْأولَى لَ َ يل َم ْن َرا ٍ {َ }26و ِق َ
)}35
ختمت بإثبات الحشر والمعاد باألدلة والبراهين القاطعة ،من قوله -6
ك ُس ًدى { ) }36إلى قوله تعالى :
ان َأن ُيتْ َر َ ب اِإْل َ
نس ُ تعالىََ ( :أي ْح َس ُ
ك بِقَ ِاد ٍر َعلَى َأن ُي ْحيِ َي اْل َم ْوتَى {. )}40(َألَْي َس َذِل َ
15
سورة اإلنسان
تعالج هذه السورة أموراً تتعلق باآلخرة وتتحدث عن نعيم المتقين األبرار
في دار الخلد في جنات النعيم .
ابتدأت ببيان قدرة اهلل في خلق اإلنسان في أطوار ،وتهيئته ليقوم -1
بأنواع العبادة المكلف بها ،من قوله تعالىَ ( :ه ْل َأتَى َعلَى اِإْل َ
نس ِ
ان
الد ْه ِر لَ ْم َي ُكن َش ْيئاً َّم ْذ ُكوراً { )}1إلى قوله تعالى ِ( :إَّنا ْ
َأعتَ ْدَنا ِح ٌ
ين ِّم َن َّ
َأغاَل الً َو َس ِعيراً {)}4
ين َساَل ِساَل َو ْ ِ ِ
لْل َكاف ِر َ
ون ِمن تحدثت عن نعيم أهل الجنة ،في قوله تعالىِ ( :إ َّن ْ
اَأْلب َر َار َي ْش َرُب َ -2
ْأس َكان ِم َزاجها َكافُوراً { }5ع ْيناً ي ْشرب بِها ِعب ُ َّ ِ
ونهَا
ِّر َ
اد الله ُيفَج ُ َ َ َ ُ َ َ َُ َك ٍ َ
تَ ْف ِجيراً {)}6
ون بِ َّ
الن ْذ ِر ذكرت أوصاف السعداء بإسهاب ،من قوله تعالىُ ( :يوفُ َ -3
ط ِعمون الطَّعام علَى حب ِ
ِّه ِ
ََ َ ُ ان َش ُّرهُ ُم ْستَطيراً {َ }7وُي ْ ُ َ ون َي ْوماً َك َ
َوَي َخافُ َ
يد ِمن ُك ْم َج َزاء ط ِع ُم ُك ْم ِل َو ْج ِه اللَّ ِه اَل ُن ِر ُ
َأسيراً {ِ }8إَّن َما ُن ْ ِمس ِكيناً ويتِيماً و ِ
َ ََ ْ
ط ِريراً {.)}10 اف ِمن َّربَِّنا َي ْوماً َعُبوساً قَ ْم َ َواَل ُش ُكوراً {ِ }9إَّنا َن َخ ُ
أشادت بما لهم عند اهلل في دار الكرامة من نعيم مقيم ،من قوله تعالى: -4
ض َرةً َو ُس ُروراً {}11 اه ْم َن ْ ك اْلَي ْوِم َولَقَّ ُ اه ُم اللَّهُ َش َّر َذِل َ
قال تعالى ( :فَ َوقَ ُ
صَب ُروا َجَّنةً َو َح ِريراً {)}12 اهم بِ َما َ
َو َج َز ُ
سردت نعيم أهل الجنة في المأكل والمشرب والملبس ومن يخدمهم ،من -5
اَأْلراِئ ِك اَل َي َر ْو َن ِفيهَا َش ْمساً َواَل ين فيهَا َعلَى َ
قوله تعالى ( :متَّكِِئ ِ
ُ َ
ان َس ْعُي ُكم ان لَ ُك ْم َج َزاء َو َك َ َز ْمهَ ِريراً { )}13إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن َه َذا َك َ
َّم ْش ُكوراً {)}22
15
ختمت بأن هذا القرآن هو تذكرة لمن له قلب يعي أو فكر ثاقب -6
نزيالً آن تَ ِ يستضيء بنوره ،من قوله تعالىِ ( :إَّنا َن ْح ُن َن َّزْلَنا َعلَْي َ
ك اْلقُ ْر َ
َأع َّد َّ ِ ِ ِِ { ) }23إلى قوله تعالى ( :ي ْد ِخ ُل من ي َش ِ
ين َ اء في َر ْح َمته َوالظالم َ َ َ ُ ُ
لَهُ ْم َع َذاباً َِأليماً {. ) }31
سورة المرسالت
15
وتحدثت عن مآل المجرمين في اآلخرة وما يلقون من عقاب ونكال ، -4
ِ ِّ من قوله تعالى ( :ان َِ
ون { ) }29إلى قوله طلقُوا ِإلَى َما ُكنتُم بِه تُ َكذُب َ
ِئ ٍ ِّ ِّ ان لَ ُك ْم َك ْي ٌد فَ ِك ُ
ين {)}40ون {َ }39وْي ٌل َي ْو َم ذ لْل ُم َكذبِ َ يد ِ تعالى ( :فَِإن َك َ
تحدثت بعدها عن المؤمنين المتقين وما أعده اهلل لهم من إكرام ،من -5
ِ ِ ين ِفي ِظاَل ٍل َو ُعُي ٍ ِ
ون
ون {َ }41وفَ َواكهَ م َّما َي ْشتَهُ َ قوله تعالىِ ( :إ َّن اْل ُمتَّق َ
ِ { )}42إلى قوله تعالى ِ( :إَّنا َك َذِل َ
نين {)}44 ك َن ْج ِزي اْل ُم ْحس َ
ختمت ببيان سبب امتناع الكفار عن عبادة اهلل الواحد القهار ،وهو -6
الطغيان واإلجرام ،من قوله تعالىَ ( :وْي ٌل َي ْو َمِئ ٍذ لِّْل ُم َك ِّذبِين{ُ }45كلُوا
ون { ) }46إلى قوله تعالى }49{ ( :فَبِ ِّ ِ
َأي َوتَ َمتَّ ُعوا َقليالً ِإَّن ُكم ُّم ْج ِر ُم َ
ِ ٍ
ون {.)}50 َحديث َب ْع َدهُ يُْؤ ِمُن َ
سورة النبأ
وسميت Cبهذا االسم ألن فيها الخبر الهام عن القيامة والبعث والنشور ،
ومحورها يدور حول عقيدة البعث التي طالما أنكرها المشركون .
ابتدأت باإلخبار عن موضوع القيامة والبعث والجزاء الذي تساءل عنه -1
النَبِإ اْل َع ِظ ِيم {}2
ون {َ }1ع ِن َّ كفار مكة ،قال تعالىَ ( :ع َّم َيتَ َساءلُ َ
ون {)}5 اَّل اَّل ِ ِِ َِّ
ون { }4ثَُّم َك َسَي ْعلَ ُم َ ون {َ }3ك َسَي ْعلَ ُم َ الذي ُه ْم فيه ُم ْختَلفُ َ
أقامت البراهين على قدرة اهلل تعالى في الخلق ،من قوله تعالىَ( :ألَ ْم -2
ض ِمهَاداً {َ }6واْل ِجَبا َل َْأوتَاداً { )}7إلى قوله تعالى : اَأْلر َ ِ
َن ْج َعل ْ
(ِلُن ْخ ِرج بِ ِه حّباً وَنباتاً { }15وجَّن ٍ
ات َأْلفَافاً {)}16 َ َ َ َ َ َ
15
ص ِل ذكرت البعث وحددت وقته وميعاده ،من قوله تعالىِ( :إ َّن َي ْو َم اْلفَ ْ -3
ت َس َراباً { ان ِميقَاتاً { )}17إلى قوله تعالى َ ( :و ُسي َِّر ِت اْل ِجَبا ُل فَ َك َان ْ َك َ
)}20
المعدة للكافرين وحالهم فيها ،من قوله تعالىِ( :إ َّن ّ تحدثت عن جهنم ّ -4
يد ُكم ِإاَّل جهَّنم َك َان ْ ِ
صاداً { )}21إلى قوله تعالى ( :فَ ُذوقُوا َفلَن َّن ِز َ ْ ت م ْر َ َََ
َع َذاباً {)}30
تحدثت عن المتقين والنعيم الذي ينعم اهلل تعالى به عليهم في الجنة ، -5
ِ ِ
ين َمفَازاً { ) }31إلى قوله تعالى َ ( :ر ِّ
ب من قوله تعالىِ ( :إ َّن لْل ُمتَّق َ
طاباً {)}37 ون ِم ْنهُ ِخ َ ِ
الرح َم ِن اَل َي ْمل ُك َ
ض َو َما َب ْيَنهُ َما ْ اَأْلر ِ ِ
َّم َاوات َو ْ
الس َ
ختمت بالحديث عن يوم القيامة حين يخضع الكون بكل ما فيه هلل تعالى -6
وحده ،ويلقى كل امرئ جزاء عمله ويتمنى الكافر لو يموت ويفنى من
وح واْلماَل ِئ َكةُ صفّاً اَّل
َ الر ُ َ َ وم ُّشدة الحسرة والندم ،قال تعالىَ( :ي ْو َم َيقُ ُ
ق فَ َمن ص َواباً {َ }38ذِل َ
ك اْلَي ْو ُم اْل َح ُّ ون ِإاَّل َم ْن َِأذ َن لَهُ ْ َّ
الرح َم ُن َوقَا َل َ َيتَ َكل ُم َ
َشاء اتَّ َخ َذ ِإلَى رب ِ
ِّه َمآباً {ِ }39إَّنا َأن َذ ْرَنا ُك ْم َع َذاباً قَ ِريباً َي ْو َم َينظُُر اْل َم ْر ُء َ
ت َي َداهُ َوَيقُو ُل اْل َك ِاف ُر َيا لَْيتَنِي ُك ُ
نت تَُراباً {. )}40 َما قَ َّد َم ْ
سورة النازعات
15
ات س ْبحاً { }3فَالسَّابِقَ ِ
ات ات َن ْشطاً { }2والسَّابِح ِ
ط ِ الن ِ
اش َ َغ ْرقاً {َ }1و َّ
َ َ َ
َأمراً {)}5 ِ
َس ْبقاً { }4فَاْل ُم َدب َِّرات ْ
صورت يوم القيامة وحال المشركين يوم البعث والنشور ،من قوله ّ -2
الر ِادفَةُ { )}7إلى قوله تعالى الر ِ
اجفَةُ { }6تَتَْب ُعهَا َّ ف َّتعالىَ ( :ي ْو َم تَْر ُج ُ
اح َدةٌ { }13فَِإ َذا ُهم بِالس ِ
َّاه َر ِة {)}14 ( :فَِإ َّنما ِهي َز ْجرةٌ و ِ
َ َ َ َ
تناولت الحديث عن قصة موسى عليه السالم مع فرعون الطاغية وكيف -3
وسى ك َح ِد ُ
يث ُم َ كان عقابه وذلك لالعتبار ،من قوله تعالىَ ( :ه ْل أتَا َ
س طُ ًوى { ) }16إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن اداهُ َرُّبهُ بِاْلو ِاد اْل ُمقَ َّد ِ
{ِ }15إ ْذ َن َ
َ
ك لَ ِع ْب َرةً لِّ َمن َي ْخ َشى {)}26 ِفي َذِل َ
تحدثت عن طغيان أهل مكة وذكرتهم أنهم أضعف من كثير من -4
ِ
اها {}27 مخلوقات اهلل ،من قوله تعالىَ ( :أَأنتُ ْم َأ َش ُّد َخْلقاً َأم الس َ
َّماء َبَن َ
ام ُك ْم {) }33 َأِلنع ِ َّ
) إلى قوله تعالى َ ( :متَاعاً ل ُك ْم َو ْ َ
تنتقل للحديث عن أهوال القيامة وحال الكافر ومصيره ،وحال المؤمن -5
اءت الطَّ َّ
امةُ اْل ُك ْب َرى { ) }34إلى ومصيره ،من قوله تعالى ( :فَِإ َذا ج ِ
َ
قوله تعالى ( :فَِإ َّن اْل َجَّنةَ ِه َي اْل َم َْأوى {)}41
ختمت ببيان وقت الساعة الذي استبعده المشركون ،من قوله تعالى: -6
اها { ) }42إلى قوله تعالى َ ( :ك ََّأنهُ ْم ك ع ِن الس ِ
َّاعة ََّأي َ
ان ُم ْر َس َ َ ون َ َ (َي ْسَألُ َ
ِ
اها {. )}46 َي ْو َم َي َر ْوَنهَا لَ ْم َيْلَبثُوا ِإاَّل َعشَّيةً َْأو ُ
ض َح َ
سورة عبس
15
تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية ،كما تتحدث عن دالئل القدرة
والوحدانية في خلق اإلنسان والنبات والطعام ،وفيها الحديث عن القيامة
وأهوالها .
ابتدأت بذكر قصة الصحابي األعمى ( عبد اهلل بن أم مكتوم ) رضي اهلل -1
عنه ،مع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،حينما أتاه يطلب العلم بينما
كان عليه السالم مشغولا مع كبار قريش فعبس في وجهه ،فأتاه
العتاب رقيقا من اهلل تعالى على ذلك ،من قوله تعالىَ ( :عَب َس َوتََولَّى
اَأْلع َمى { )}2إلى قوله تعالى ( :بِ َْأي ِدي َسفَ َر ٍة {}15 {َ }1أن َجاءهُ ْ
ِك َر ٍام َب َر َر ٍة {)}16
تحدثت عن جحود وكفر اإلنسان بربه مع كثرة النعم ،من قوله تعالى: -2
َأي َش ْي ٍء َخلَقَهُ { )}18إلى قوله ان َما َأ ْكفَ َرهُ {ِ }17م ْن ِّ نس ُ
ِ
( قُت َل اِإْل َ
َأم َرهُ {)}23 ض َما َ تعالى َ ( :كاَّل لَ َّما َي ْق ِ
تناولت دالئل قدرة اهلل تعالى في هذا الكون ،من قوله تعالى( : -3
َفْلينظُ ِر اِإْل نسان ِإلَى َ ِ ِ
صّبا ً { ) }25إلى ط َعامه {ََّ }24أنا َ
صَب ْبَنا اْل َماء َ َ ُ َ
َأِلنع ِ
ام ُك ْم {. )}32 َّ
( َّمتَاعاً ل ُك ْم َو ْ َ قوله تعالى :
ختمت ببيان أهوال القيامة وفرار اإلنسان حتى من أقاربه فزعا وخوفا -4
َأخ ِ
يه {3 َّاخةُ { }33يوم ي ِف ُّر اْلمرء ِم ْن ِ اءت الص َّ ،قال تعالى ( :فَِإ َذا ج ِ
َْ ُ َْ َ َ َ
)}4إلى قوله تعالى ُْ ( :أولَِئ َ
ك ُه ُم اْل َكفَ َرةُ اْلفَ َج َرةُ {. )}42
سورة التكوير
15
تعالج السورة حقيقتين هامتين هما ( :حقيقة القيامة ) ،وحقيقة (
الوحي والرسالة ) وكالهما من لوازم اإليمان .
ابتدأت بذكر االنقالب الكوني الهائل الذي يحدث يوم القيامة فيتغير كل -1
ت {َ }1وِإ َذا شيء في الكون ،من قوله تعالى ِ ( :إ َذا َّ
الش ْم ُس ُك ِّو َر ْ
اَأْلب َر َار لَِفي َن ِع ٍيم {}13
ت { )}2إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن ْ وم ان َك َد َر ْ
الن ُج ُُّ
َوِإ َّن اْلفُ َّج َار لَِفي َج ِح ٍيم {)}14
تناولت حقيقة الوحي وصفة النبي الذي يتلقاه وشأن المخاطبين فيه حيث -2
يخرجهم من الظلمات إلى النور ،من قوله تعالى ( :فَاَل ُأ ْق ِس ُم بِاْل ُخَّن ِ
س
طٍ
ان س { )}16إلى قوله تعالى َ ( :و َما ُه َو بِقَ ْو ِل َش ْي َ { }15اْل َجو ِار اْل ُكَّن ِ
َ
َر ِج ٍيم {)}25
ختمت ببيان بطالن مزاعم المشركين حول القرآن العظيم ،قال تعالى: -3
ين {ِ }27ل َمن َشاء ِمن ُك ْم َأن اَّل ِ ِّ ِ
ون {ِ }26إ ْن ُه َو ِإ ذ ْكٌر لْل َعالَم َ ( فَ َْأي َن تَ ْذ َهُب َ
ين {. ) }29 ِ اء اللَّهُ َر ُّ
ب اْل َعالَم َ
اَّل
ون ِإ َأن َي َش َيم {َ }28و َما تَ َشاُؤ َ
ِ
َي ْستَق َ
سورة االنفطار
تعالج السورة االنقالب الكوني الذي يصاحب قيام الساعة ،وما يحدث فيه
من أحداث جسام ،ثم تبين حال األبرار والفجار يوم البعث والنشور .
ابتدأت السورة ببيان مشاهد االنقالب الكوني الرهيب الذي يحدث يوم -1
ت {}1 ط َر ْ
َّماء انفَ َ ِإ
القيامة وتأثيره على كل شيء ،قال تعالىَ ( :ذا الس َ
تور ُب ْعثِ َر ْ
ت {َ }3وِإ َذا اْلقُُب ُ ِّر ْ ِ
ت {َ }2وِإ َذا اْلب َح ُار فُج َ ب انتَثََر ْ ِ
َوِإ َذا اْل َك َواك ُ
ت {)}5 ت و َّ
َأخ َر ْ َّ
ت َن ْف ٌس َّما قَد َم ْ َ{َ }4عِل َم ْ
15
ثم تحدثت عن جحود اإلنسان وكفرانه بنعمة ربه وعدم شكره للخالق -2
ك اْل َك ِر ِيم {}6ك بِ َرِّب َ
ان َما َغ َّر َ على النعم ،قال تعالىَ ( :يا َُّأيهَا اِإْل َ
نس ُ
ك {) }8 ور ٍة َّما َشاء َر َّكَب َ ص َ ك {ِ }7في ِّ
َأي ُ ك فَ َع َدلَ َ الَِّذي َخلَقَ َ
ك فَ َس َّوا َ
وذكرت علّة الجحود واإلنكار ،ووضحت أن لكل إنسان مالئكة -3
ين {َ }9وِإ َّن َعلَْي ُك ْم الد ِون بِ ِّ ِّ اَّل
يتعقبون أعماله ،قال تعالىَ ( :ك َب ْل تُ َكذُب َ
ِ ِ ِِ
ون {)}12 ون َما تَ ْف َعلُ َين {َ }11ي ْعلَ ُم َ ين { }10ك َراماً َكاتبِ َ لَ َحافظ َ
ذكرت انقسام الناس لقسمين ،أبرار وفجار وبينت عاقبة كال الفريقين ، -4
اَأْلب َر َار لَِفي َن ِع ٍيم {َ }13وِإ َّن اْلفُ َّج َار لَِفي َج ِح ٍيم {}14 قال تعالىِ ( :إ َّن ْ
ِئ
ين {)}16 ين {َ }15و َما ُه ْم َع ْنهَا بِ َغا بِ َ صلَ ْوَنهَا َي ْو َم ِّ
الد ِ َي ْ
وختمت بتصوير هول القيامة وتفرد اهلل تعالى بالحكم والسلطان ،قال -5
ين { ك َما َي ْو ُم ِّ
الد ِ ين { }17ثَُّم َما َْأد َرا َالد ِاك َما َي ْو ُم ِّ
تعالىَ ( :و َما َْأد َر َ
اَأْلم ُر َي ْو َمِئ ٍذ ِللَّ ِه {. )}19 َ }18ي ْو َم اَل تَ ْمِل ُ
ك َن ْف ٌس لَِّن ْف ٍ
س َش ْيئاً َو ْ
سورة المطففين
15
ثم تتحدث عن األشقياء الفجار وتصور جزاءهم يوم القيامة ،من قوله -2
اب الفُ َّج ِار لَِفي ِسج ٍ
ِّين { ) }7إلى قوله تعالى ( :ثَُّم ِ
تعالىَ ( :كاَّل ِإ َّن كتَ َ
ِ ِّ َِّ
ون {)}17 ُيقَا ُل َه َذا الذي ُكنتُم بِه تُ َكذُب َ
وتحدث عن المتقين ومالهم من نعيم في اآلخرة ،من قوله تعالى: -3
ِ ِّ ِ ِ ِّ ِ
( َكاَّل ِإ َّن كتَ َ
ون {)}19 اك َما علُّي َ ِّين {َ }18و َما َْأد َر َ اَأْلب َر ِار لَفي علي َ
اب ْ
ِ ِ
ب بِهَا اْل ُمقََّرُب َ
ون اجهُ من تَ ْسن ٍيم {َ }27ع ْيناً َي ْش َر ُ إلى قوله تعالى َ ( :و ِم َز ُ
{)} 28
تختم السورة ببيان مواقف األشقياء من األبرار وسخريتهم منهم ،من -4
ِ َِّ َِّ
ون { ض َح ُك َ آمُنوا َي ْ ين َ َأج َر ُموا َك ُانوْا م َن الذ َ قوله تعالى ِ ( :إ َّن الذ َ
ين ْ
ون {. )}36 ب اْل ُكفَّ ُار َما َك ُانوا َي ْف َعلُ َ
) }29إلى قوله تعالى َ ( :ه ْل ثُِّو َ
سورة االنشقاق
تتحدث السورة عن أهوال القيامة كشأن السور المكية التي تعالج أصول
العقيدة اإلسالمية
َّماء ِإ
تبتدئ السورة بذكر بعض مشاهد اآلخرة ،قال تعالىَ ( :ذا الس َ -1
ت
ت {َ }3وَأْلقَ ْض ُم َّد ْ
اَأْلر ُ
ت {َ }2وِإ َذا ْ ت ِل َربِّهَا َو ُحقَّ ْ
ت {َ }1و َِأذَن ْ ان َشقَّ ْ
ت {)}5 ت ِل َربِّهَا َو ُحقَّ ْ
ت {َ }4و َِأذَن ْ َما ِفيهَا َوتَ َخلَّ ْ
يكد في سبيل عيشه ليقدم آلخرته ما يشتهي ثم تتحدث عن اإلنسان الذي ّ -2
ان ِإَّن َ
ك من صالح أو طالح فيحاسب عليه ،قال تعالى َ ( :يا َُّأيهَا اِإْل َ
نس ُ
َأما َم ْن ُأوتِ َي ِكتَ َابهُ بَِي ِمينِ ِه {}7 ِّك َك ْدحاً فَماَل ِق ِ
يه { }6فَ َّ ُ َك ِاد ٌح ِإلَى َرب َ
ب ِح َساباً َي ِسيراً {)}8اس ُ
ف ُي َح َفَ َس ْو َ
16
وتتناول موقف المشركين من القرآن و تقسم أنهم سيالقون األهوال -3
ق {َ }16واللَّْي ِل َو َما َو َس َ
ق{ لتكذيبهم ،قال تعالى ( :فَاَل ُأ ْق ِسم بِ َّ
الشفَ ِ ُ
ق {)}19 طَب ٍ ق { }18لَتَْر َكُب َّن َ
طَبقاً َعن َ َ }17واْلقَ َم ِر ِإ َذا اتَّ َس َ
تختم بتوبيخ المشركين على عدم إيمانهم باهلل مع وضوح اآليات -4
ون {َ }20وِإ َذا وبشرتهم بعذاب أليم ،قال تعالى ( :فَ َما لَهُ ْم اَل يُْؤ ِمُن َ
ِّ َِّ
ون { ون {{ }21س} َب ِل الذ َ
ين َكفَ ُروْا ُي َكذُب َ قُ ِرَئ َعلَْي ِه ُم اْلقُ ْر ُ
آن اَل َي ْس ُج ُد َ
اَّل َِّ وعون { }23فََب ِّشر ُهم بِع َذ ٍ ِ ٍ َ }22واللَّهُ ْ
اب َأليم {ِ }24إ الذ َ
ين َ ْ َأعلَ ُم بِ َما ُي ُ َ
ون {. ) }25 َأجٌر َغ ْي ُر َم ْمُن ٍ َّالح ِ
ات لَهُ ْم ْ ِ ِ
آمُنوْا َو َعملُوْا الص َ َ
سورة البروج
مكية تعالج أصول العقيدة اإلسالمية يدور محورها حول حادثة ( أصحاب
األخدود ) وهي قصة التضحية بالنفس في سبيل العقيدة واإليمان .
ابتدأت بالقسم بالسماء ذات النجوم الهائلة وبالرسل والخالئق وبيوم -1
اتالقيامة على هالك كل المجرمين ،من قوله تعالى ( :والسَّماء َذ ِ
َ َ
ود { ) }2إلى قوله تعالى ( َو ُه ْم َعلَى َما وج { }1واْلَيوِم اْلمو ُع ِ اْلُب ُر ِ
َ ْ َْ
ِ
ود {) }7 ين ُشهُ ٌ ون بِاْل ُمْؤ ِمن َ
َي ْف َعلُ َ
أصروا على أفعالهم الشنيعة ، توعدت وأنذرت الكفرة الفجرة الذين ّ -2
َِّ
وبينت مصير المتقين في جنات النعيم ،من قوله تعالىِ ( :إ َّن الذ َ
ين ّ
ِ ِ
وبوا ) }10{ ...إلى قوله تعالى : ين َواْل ُمْؤ ِمَنات ثَُّم لَ ْم َيتُ ُفَتَُنوا اْل ُمْؤ ِمن َ
اَأْلنهَ ُار َذِل َ
ك اْلفَ ْو ُز اْل َكبِ ُير {)}11 ( ...تَ ْج ِري ِمن تَ ْحتِهَا ْ
16
ّبينت قدرة اهلل على االنتقام من أعدائه الذين فتنوا عباده ،قال تعالى: -3
ور
يد {َ }13و ُه َو اْل َغفُ ُ يد {ِ }12إَّنهُ ُه َو ُي ْب ِدُئ َوُي ِع ُ ِّك لَ َش ِد ٌ
ط َش َرب َ ( ِإ َّن َب ْ
يد {)}16 يد { }15فَعَّا ٌل لِّ َما ُي ِر ُ ش اْل َم ِج ُ
ود {ُ }14ذو اْل َع ْر ِ اْل َو ُد ُ
ختمت بقصة الطاغية فرعون وهالكه مع قومه ،وذلك ليأخذ أهل مكة -4
ود ك َح ِد ُ
يث اْل ُجُن ِ من المشركين العظة واالعتبار ،قال تعالىَ ( :ه ْل َأتَا َ
َّ ين َكفَروا ِفي تَ ْك ِذ ٍ ِ َِّ {ِ }17ف ْر َع ْو َن َوثَ ُم َ
يب {َ }19واللهُ ود {َ }18بل الذ َ ُ
يد {ِ }21في لَ ْو ٍح َّم ْحفُوظ{ آن َّم ِج ٌِمن َو َراِئ ِهم ُّم ِحيطٌ {َ }20ب ْل ُه َو قُ ْر ٌ
. ) }22
سورة الطارق
16
أخبرت عن هتك األستار وكشف األسرار يوم القيامة حيث ال معين وال -3
نصير لإلنسان ،قال تعالىَ ( :ي ْو َم تُْبلَى الس ََّراِئ ُر { }9فَ َما لَهُ ِمن قُ َّو ٍة
اصر{) ٍ }10واَل َن ِ
َ
ختمت ببيان معجزة القرآن وصدقه و توعدت الكفرة بعذاب أليم ،قال -4
ض َذ ِ تعالى ( :والسَّماء َذ ِ
َّد ِع {ِ }12إَّنهُ
ات الص ْ اَأْلر ِالر ْج ِع {َ }11و ْ ات َّ َ َ
ون َك ْيداً {}15 ص ٌل {َ }13و َما ُه َو بِاْلهَ ْز ِل {ِ }14إَّنهُ ْم َي ِك ُ
يد َ لَقَ ْو ٌل فَ ْ
ِ وِ
َأم ِهْلهُ ْم ُر َو ْيداً {. )}17
ين ْيد َك ْيداً { }16فَ َمهِّ ِل اْل َكاف ِر َ
َأك ُ َ
سورة األعلى
16
وتيسيره أمور نبيه صلى اهلل عليه وسلم بقدرته ،قال تعالىَ ( :سُن ْق ِرُؤ َ
ك
َّ ِإ ِإاَّل
ك نسى {َ }6ما َشاء اللهُ َّنهُ َي ْعلَ ُم اْل َج ْه َر َو َما َي ْخفَى {َ }7وُنَيس ُ
ِّر َ فَاَل تَ َ
ِلْلُي ْس َرى {)}8
أمرت بالتذكير بهذا القرآن العظيم فيستفيد من نوره المؤمنون ويتعظوا -3
الذ ْك َرى {َ }9سَي َّذ َّك ُر َمن َي ْخ َشى { ،قال تعالى ( :فَ َذ ِّكر ِإن َّنفَع ِت ِّ
َ ْ
صلَى َّ َِّ
الن َار اْل ُك ْب َرى { }12ثَُّم اَل َ }10وَيتَ َجَّنُبهَا اَأْل ْشقَى { }11الذي َي ْ
وت ِفيهَا َواَل َي ْحَيى {)}13َي ُم ُ
ختمت ببيان فوز من طهر نفسه من األثام وزكاها بصالح األعمال ، -4
من قوله تعالى ( :قَ ْد َأ ْفلَ َح َمن تََز َّكى { ) }14إلى قوله تعالى { ( :
وسى {. )}19 ِ ِإ ِ
يم َو ُم َ
ص ُحف ْب َراه َ ُ }18
سورة الغاشية
16
وتختم بالتذكير برجوع الناس جميعا هلل تعالى للحساب والجزاء ،قال -3
تعالىِ ( :إ َّن ِإلَْيَنا ِإ َي َابهُ ْم { }25ثَُّم ِإ َّن َعلَْيَنا ِح َس َابهُ ْم {)}26
سورة الفجر
تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية :
تبدأ بذكر قصص بعض األمم المكذبة لرسل اهلل وتذكر عاقبتهم ،من -1
قوله تعالى ( :واْلفَ ْج ِر { }1ولََي ٍ
ال َع ْش ٍر { }2و َّ
الش ْف ِع َواْل َوتْ ِر {..) }3 َ َ َ
ص ِاد {) }14 إلى قوله تعالى ِ( :إ َّن رَّب َ ِ
ك لَبِاْلم ْر َ َ
تبين سنة اهلل في ابتالء عباده بالخير والشر والغنى والفقر وحب ّ -2
ان ِإ َذا َما ْابتَاَل هُ َرُّبهُ َأما اِإْل َ
نس ُ اإلنسان الشديد للمال ،من قوله تعالى ( :فَ َّ
ِ
َّمهُ فََيقُو ُل َربِّي َأ ْك َر َم ِن { ) }15إلى قوله تعالى َ ( :وتُحُّب َ
ون فََأ ْك َر َمهُ َوَنع َ
ال ُحّباً َج ّماً {)}20اْل َم َ
تنتقل للحديث عن اآلخرة و أهوالها وتبين مآل الكافر والمؤمن فيها ، -3
َّ ِ اَّل
ض َد ّكاً َد ّكاً { ، )}21إلى قوله من قوله تعالىَ ( :ك ِإ َذا ُدكت ْ
اَأْلر ُ
تعالى ( :فَ ْاد ُخِلي ِفي ِعَب ِادي {َ }29و ْاد ُخِلي َجَّنتِي {) }30
سورة البلد
سورة الشمس
16
ابتدأت بالقسم بمخلوقات اهلل على نجاح اإلنسان إن أطاع اهلل وعلى -1
اها {َ }1واْلقَ َم ِر
ض َح َ
س َو ُ هالكه إن عصاه ،من قوله تعالى ( :و َّ
الش ْم ِ
َ
َّاها {) }10
اب َمن َدس َِإ َذا تَاَل َها { ) }2إلى قوله تعالى َ ( :وقَ ْد َخ َ
ذكرت قصة ثمود قوم صالح الذين كذبوا وبغوا وعقروا الناقة حتى -2
اها { ود بِ َ
ط ْغ َو َ ت ثَ ُم ُأهلكهم اهلل وباتوا عبرة لمن يعتبر قال تعالىَ ( :ك َّذَب ْ
َّ ِ
وها
اها { ) }12إلى قوله تعالى ( :فَ َكذُبوهُ فَ َعقَ ُر َ ث َأ ْشقَ َ ِ }11إذ َ
انب َع َ
فَ َد ْم َد َم َعلَْي ِه ْم َرُّبهُم بِ َذنبِ ِه ْم فَ َس َّو َ
اها {)}14
ختمت ببيان أن اهلل تعالى ال يخاف عاقبة إهالكهم ،قال تعالى ( : -3
اها {. )}15
اف ُع ْقَب َ
َواَل َي َخ ُ
سورة الليل
16
ِّرهُ استَ ْغَنى { }8و َك َّذ َ ِ ِ
ب باْل ُح ْسَنى { }9فَ َسُنَيس ُ َ َأما َمن َبخ َل َو ْ
{َ }7و َّ
ِلْل ُع ْس َرى {)}10
ّنبهت الغترار الناس بأموالهم وثرواتهم وهي ال تنفعهم شيئا يوم القيامة -3
وذكرتهم بالحكمة من توضيح طريق الخير والشر ،قال تعالى َ ( :و َما ّ
ُي ْغنِي َع ْنهُ َمالُهُ ِإ َذا تََر َّدى {ِ }11إ َّن َعلَْيَنا لَْلهُ َدى {َ }12وِإ َّن لََنا لَآْل ِخ َرةَ
َواُأْلولَى{)}13
حذرت أهل مكة من عقاب اهلل وانتقامه من المكذبين بآياته ورسوله و ّ -4
أنذرتهم من النار وعذابها ،قال تعالى ( :فََأن َذ ْرتُ ُك ْم َناراً تَلَظَّى { }14اَل
ب َوتََولَّى{) }16 َّ َِّ
صاَل َها ِإاَّل اَأْل ْشقَى { }15الذي َكذ َ
َي ْ
ختمت بذكر نموذج المؤمن الصالح الذي ينفق في وجوه الخير ليزكي -5
نفسه ويصونها من عقاب اهلل ،وضربت مثال بأبي بكر رضي اهلل عنه
بالال و أعتقه في سبيل اهلل ،قال تعالىَ ( :و َسُي َجَّنُبهَا حين اشترى ً
ندهُ ِمن ِّن ْع َم ٍة َأِلح ٍد ِع َ َِّ
اَأْلتْقَى { }17الذي يُْؤ تِي َمالَهُ َيتََز َّكى {َ }18و َما َ
ضى {}21 تُ ْج َزى {ِ }19إاَّل ْابتِ َغاء و ْج ِه رب ِ
ف َي ْر َ اَأْلعلَى {َ }20ولَ َس ْو َ
ِّه ْ َ َ
).
سورة الضحى
مكية تتناول شخصية Cالنبي األعظم صلى اهلل عليه وسلم وما حباه اهلل تعالى
به من فضل و إنعام في الدنيا واآلخرة ليشكر اهلل تعالى على هذه النعم
الجليلة .
ابتدأت بالقسم على جاللة قدر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم و أن ربه -1
الض َحى {َ }1واللَّْي ِل ِإ َذا
لم يهجره كما زعم كفار مكة ،قال تعالى َ ( :و ُّ
16
ك َو َما َقلَى {َ }3ولَآْل ِخ َرةُ َخ ْيٌر لَّ َ
ك ِم َن اُأْلولَى { َس َجى {َ }2ما َو َّد َع َ
ك َرُّب َ
)}4
أعده اهلل له من كرامات وبينت ما ّ بشرته بالعطاء الجزيل في اآلخرة ّ ، -2
ك {) }5 ك َرُّب َ ف ُي ْع ِطي َ
منها الشفاعة العظمى ،قال تعالىَ ( :ولَ َس ْو َ
ختمت بتوصيته صلى اهلل عليه وسلم بوصايا ثالث : -3
العطف على اليتيم والرحمة بالمحتاج و مسح دمعة البائس ،وشكر اهلل
َأما
يم فَاَل تَ ْقهَ ْر {َ }9و َّتعالى على نعمه العظيمة ،قال تعالى ( :فَ َّ ِ
َأما اْلَيت َ
ث {)}11 َأما بِنِ ْع َم ِة َرِّب َ
ك فَ َح ِّد ْ السَّاِئ َل فَاَل تَْنهَ ْر {َ }10و َّ
سورة الشرح
تحدثت السورة عن مكانة الرسول الجليلة ومقامه الرفيع ونعم اهلل تعالى
عليه ،
ومن هذه النعم شرح صدره باإليمان ،وتنوير قلبه بالرحمة ،وتطهيره -1
وتطيبا لخاطره ،لما يلقاه من أذى الفجار ،قال ً من الذنوب تسليةً له ،
ك { }2الَِّذي
ك ِو ْز َر َ
ض ْعَنا َعن َ
ك {َ }1و َو َ
ص ْد َر َ
ك َ
تعالىَ ( :ألَ ْم َن ْش َر ْح لَ َ
ك {)}3 ظ ْه َر َض ََأنقَ َ
وتحدثت عن إعالء منزلته عليه الصالة والسالم ،ورفع مقامه ،وقرن -2
ك {) }4 ك ِذ ْك َر َ
اسمه باسم اهلل تعالى ،قال تعالىَ ( :و َرفَ ْعَنا لَ َ
وآنسته بقرب الفرج والنصر على األعداء ،قال تعالى ( :فَِإ َّن َم َع -3
اْل ُع ْس ِر ُي ْسراً {ِ }5إ َّن َم َع اْل ُع ْس ِر ُي ْسراً {)}6
ثم ختمت بتذكيره بواجب التفرغ لعبادة اهلل بعد انتهائه من تبليغ الرسالة -4
شكرا هلل على نعمه الجليلة ،قال تعالى:
16
ب {. )}8 ب {َ }7وِإ لَى َرِّب َ
ك فَ ْار َغ ْ انص ْ ( فَِإ َذا فَ َر ْغ َ
ت فَ َ
سورة التين
سورة العلق
وتسمى سورة (اقرأ ) ،وهي أول السور القرآنية نزوال على رسول اهلل
النبوة إذ كان ال يدري مالكتاب
صلى اهلل عليه وسلم ،فقد نزلت في مبادئ ّ
وال اإليمان ،فجاءه جبريل عليه السالم بالرسالة وأمره بأن يقرأ فاعتذر
17
وقال ( :ما أنا بقارئ ) فلم يزل به حتى قرأ .فأنزل اهلل ( اقرأ باسم ربك
الذي خلق ) .
اسِم َرِّب َ
ك ابتدأت بفضل اهلل تعالى بإنزاله القرآن ،قال تعالى ( :ا ْق َرْأ بِ ْ -1
ك اَأْل ْك َر ُم {}3 ان ِم ْن َعلَ ٍ
ق { }2ا ْق َرْأ َو َرُّب َ نس َق اِإْل َق {َ }1خلَ َ الَِّذي َخلَ َ
َّ ِ َّ َِّ
ان َما لَ ْم َي ْعلَ ْم{) }5
نس َ الذي َعل َم بِاْل َقلَم {َ }4عل َم اِإْل َ
تحدثت عن طغيان اإلنسان في هذه الحياة بالقوة والثراء وتمرده على -2
أوامر اهلل بسبب الغنى ،بينما كان عليه أن يشكر النعمة ال أن يجحدها ،
استَ ْغَنى {ِ }7إ َّن ِإلَى اَّل
ط َغى {َ }6أن َّرآهُ ْ
ان لََي ْ قال تعالىَ ( :ك ِإ َّن اِإْل َ
نس َ
الر ْج َعى{) }8
ِّك ُّ
َرب َ
تناولت قصة ( أبي جهل ) الذي كان يتوعد الرسول عليه الصالة -3
ت الَِّذي َي ْنهَى {َ }9ع ْبداً والسالم وينهاه عن الصالة ،قال تعالىََ ( :أر َْأي َ
َأم َر بِالتَّ ْق َوى { ان َعلَى اْلهُ َدى {َْ }11أو َ ت ِإن َك َصلَّى {ََ }10أر َْأي َ ِإ َذا َ
َأن اللَّهَ َي َرى {)}14 ب َوتََولَّى {َ }13ألَ ْم َي ْعلَ ْم بِ َّ َّ
ت ِإن َكذ َ ََ }12أر َْأي َ
تابعت اآليات بوعيد ذلك الكافر بأشد العقاب إن استمر على ضالله كما -4
أمرت الرسول الكريم بعدم اإلصغاء له ،قال تعالىَ ( :كاَّل لَِئن لَّ ْم َينتَ ِه
اطَئ ٍة {َ }16فْلَي ْدعُ َن ِادَيه {}17 اصي ٍة َك ِاذب ٍة َخ ِ
َ
ِ
الناصَية {َ }15ن َ
لََنسفَعاً بِ َّ ِ ِ
ْ
الزَبانَِيةَ {) }18 َسَن ْدعُ َّ
ختمت بالدعوة للصالة والعبادة ليتناسق البدء مع الختام ،قال تعالى( : -5
ب {{ )}19سجدة} اس ُج ْد َوا ْقتَ ِر ْ ِ اَّل
َك اَل تُط ْعهُ َو ْ
سورة القدر
17
تحدثت السورة عن بدء نزول القرآن العظيم ،وعن فضل ليلة القدر عن -1
سائر األيام والشهور لما فيها من تجليات ونفحات ربانية ،تلك النفحات
التي يفيض بها اهلل تعالى على عباده المؤمنين تكريما لنزول القرآن
َأنزْلَناهُ ِفي لَْيلَ ِة اْلقَ ْد ِر {َ }1و َما َْأد َرا َ
ك َما لَْيلَةُ الكريم ،قال تعالى ِ ( :إَّنا َ
ف َش ْه ٍر {) }3 اْلقَ ْد ِر { }2لَْيلَةُ اْلقَ ْد ِر َخ ْير ِّم ْن َأْل ِ
ٌ
وتحدثت عن المالئكة األبرار ونزولهم في هذه الليلة على األرض -2
حتى طلوع الشمس ،وعن سالم هذه الليلة من كل آفة وشر ،قال
ِّ الر ِ ِئ
وح فيهَا بِِإ ْذ ِن َرِّب ِهم ِّمن ُكل ْ
َأم ٍر {}4 تعالى ( :تََن َّز ُل اْل َماَل َكةُ َو ُّ ُ
َساَل ٌم ِه َي َحتَّى َم ْ
طلَ ِع اْلفَ ْج ِر {.) }5
سورة البينةC
سورة الزلزلة
بدأت السورة بالحديث عن الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة -1
دك معه كل صرح شامخ ،وكل جبل راسخ ،وتخرج األرض ما فيها في ّ
ِ
ض ِزْل َزالَهَا { من موتى وكنوز ثمينة ،قال تعالى ِ ( :إ َذا ُزْل ِزلَت ْ
اَأْلر ُ
}1و ْ ِ
ان َما لَهَا {) }3 نس ُ ض َأثْقَالَهَا {َ }2وقَا َل اِإْل َ اَأْلر ُ َأخ َر َجت ْ َ
تنتقل اآليات للحديث عن شهادة األرض على اإلنسان بأمر من اهلل تعالى -2
ك َْأو َحى لَهَا {) }5 َأخَب َار َها { }4بِ َّ
َأن َرَّب َ ث ْ ،قال تعالى َ ( :ي ْو َمِئ ٍذ تُ َح ِّد ُ
ثم تحدثت عن انصراف كل إنسان ليلقى مصيره من خير أو شر ، -3
اس َأ ْشتَاتاً لُِّي َر ْوا ْ
َأع َمالَهُ ْم { }6فَ َمن َي ْع َم ْل ص ُد ُر َّ ِئ ٍ
الن ُ قال تعالىَ ( :ي ْو َم ذ َي ْ
ال َذ َّر ٍة َخ ْيراً َي َرهُ {َ }7و َمن َي ْع َم ْل ِمثْقَ َ
ال َذ َّر ٍة َش ّراً َي َرهُ {. ) }8 ِمثْقَ َ
سورة العاديات
17
يقسم اهلل تعالى في بداية السورة الكريمة بالخيل التي تغير على األعداء
والتي تعدو عدواً قويا يصدر عنه الضبح وهو صوت نفسها في صدرها عند
اشتداد عدوها ،وتنقدح النار من صالبة حوافرها وقوتها ،وتثير الغبار
حولها ،والتي توسط براكبها جموع األعداء ،قال تعالى ( :واْلع ِادي ِ
ات َ َ َ
ص ْبحاً { }3فََأثَْر َن بِ ِه َن ْقعاً { ِ ِ
ورَيات قَ ْدحاً { }2فَاْل ُمغ َيرات ُ
ض ْبحاً { }1فَاْلم ِ ِ
ُ َ
ط َن بِ ِه َج ْمعاً { ، )}5و أقسمت بها على جحود اإلنسان لنعم اهلل }4فَ َو َس ْ
كود {َ }6وِإ َّنهُ َعلَى َذِل َ ِّه لَ َكُن ٌوحبه للمال ،قال تعالى ِ( :إ َّن اِإْل نسان ِلرب ِ
َ َ َ
يد { ، ) }8وختمت بأن مرجع الخالئق ب اْل َخ ْي ِر لَ َش ِد ٌيد {َ }7وِإ َّنهُ ِل ُح ِّ لَ َش ِه ٌ
هلل تعالى عندما يبعث من في القبور ،قال تعالىَ ( :أفَاَل َي ْعلَ ُم ِإ َذا ُب ْعثِ َر َما ِفي
ور {ِ }10إ َّن َرَّبهُم بِ ِه ْم َي ْو َمِئ ٍذ لَّ َخبِ ٌير { ُّد ِص َل َما ِفي الص ُ ور {َ }9و ُح ِّ اْلقُُب ِ
.) }11
سورة القارعة
17
ُأمهُ َه ِاوَيةٌ
ت َم َو ِاز ُينهُ { }8فَ ُّ اضَي ٍة {َ }7و َّ
َأما َم ْن َخفَّ ْ { }6فَهو ِفي ِعي َش ٍة َّر ِ
َُ
امَيةٌ {.) }11 اك ما ِهي ْه {َ }10نار ح ِ
ٌ َ {َ }9و َما َْأد َر َ َ َ
سورة التكاثر
تتحدث السورة عن انشغال الناس بمغريات الحياة وجمعهم لحطام الدنيا حتى
ُز ْرتُُم اْل َمقَابِر{ يباغتهم الموت فجأة ،قال تعالىَ ( :أْلهَا ُك ُم التَّ َكاثُُر {َ }1حتَّى
ون ، ) }2و تكرر الزجر للتخويف واإلنذار ،قال تعالىَ ( :كاَّل
ف تَ ْعلَ ُم َ
َس ْو َ
ون { ، )}4وتختم ببيان أهوال القيامة التي ال { }3ثَُّم َكاَّل َس ْو َ
ف تَ ْعلَ ُم َ
ينجو منها إال المؤمن وتبين أن اإلنسان سيحاسبون عن النعيم الذي كانوا
يتقلبون فيه في الدنيا ،قال تعالى:
يم { }6ثَُّم لَتََر ُوَّنهَا َع ْي َن اْلَي ِق ِ
ين ِ
ين { }5لَتََر ُو َّن اْل َجح َون ِعْل َم اْلَي ِق ِ
( َك لَ ْو تَ ْعلَ ُم َ
اَّل
الن ِع ِيم {. )}8 { }7ثَُّم لَتُ ْسَألُ َّن َي ْو َمِئ ٍذ َع ِن َّ
سورة العصر
هذه السورة جاءت في غاية اإليجاز والبيان لتوضيح سبب سعادة اإلنسان
أو شقاوته ونجاحه في الحياة أو خسرانه ودماره .
أقسم اهلل تعالى بالعصر وهو الزمان الذي ينتهي به عمر اإلنسان على أن
ص ِر {ِ }1إ َّن
جنس اإلنسان في هالك وخسران ،يقول تعالى َ ( :واْل َع ْ
ان لَِفي ُخ ْس ٍر {) }2 اِإْل َ
نس َ
ويستثنى من الخسران كل اتصف بهذه الصفات وهي:
17
اإليمان والعمل الصالح والتواصيـ بالحق واالعتصام بالصبر ،
َّالح ِ
ِ ِ اَّل َِّ
ات آمُنوا َو َعملُوا الص َ وهي أسس الفضيلة والدين ،قال تعالىِ ( :إ الذ َ
ين َ
اص ْوا بِالص ْ
َّب ِر {. )}3 اص ْواـ بِاْل َح ِّ
ق َوتََو َ َوتََو َ
سورة الهمزة
سورة الفيل
تتحدث السورة عن قصة أصحاب الفيل حين قصدوا هدم الكعبة ،فرد اهلل
كيدهم في نحورهم ،و أرسل عليهم طيرا حملت حجارة أهلكتهم .وهذا
الجيش المعتدي هو ( :جيش أبرهة األشرم ) ليكون بمن فيه عظة وعبرة
لغيرهم من الكفار .فقد أرادوا أن يكيدوا قريشا بالقتل والسبي ،والبيت
بالتخريب والهدم ،فجعلهم تعالى عبرة لكل معتبر ،قال تعالىَ ( :ألَ ْم تََر
يل {َ }2و َْأر َس َلضِل ٍ
يل {َ }1ألَ ْم َي ْج َع ْل َك ْي َد ُه ْم ِفي تَ ْ
اب اْل ِف ِ
َأص َح ِ
ك بِ ْ
ف فَ َع َل َرُّب َ
َك ْي َ
17
ِّيل { }4فَجعلَهم َكعص ٍ
ف َّمْأ ُك ٍ
ول ط ْيراً ََأبابِي َل { }3تَر ِمي ِهم بِ ِح َجار ٍة ِّمن ِسج ٍ
َعلَْي ِه ْم َ
َ َ ُْ َ ْ َ ْ
{) }5
سورة قريش
تحدثت السورة عن نعم اهلل تعالى على أهل مكة حيث كانت لهم رحلة في
الشتاء إلى اليمن ،ورحلة في الصيف للشام للتجارة .
َّي ِ
ف {، )}2 ش {ِ }1إياَل ِف ِهم ِر ْحلَةَ ِّ
الشتَاء َوالص ْ قال تعالى ِ (( :إِل ياَل ِ
ف قَُر ْي ٍ
ْ
وتأمرهم اآليات بعبادة اهلل وحده ألنه تعالى أكرمهم بنعمة األمن فكانت
قريش تخرج في تجارتها فال يتعدى أحد عليها ،والنعمة الثانية على قريش
هي نعمة الغنى لبيان ضرورة اإليمان باهلل تعالى وشكره على نعمائه ،ونعم
اهلل ال تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لشأن هذه الواحدة ،يقول
آمَنهُم ِّم ْن
وع َو َ ب َه َذا اْلَب ْي ِت { }3الَِّذي َأ ْ
ط َع َمهُم ِّمن ُج ٍ اهلل تعالى ( َفْلَي ْعُب ُدوا َر َّ
ف {.) }4َخو ٍ
ْ
سورة الماعون
17
والفريق الثاني :هم المصلونـ الذين إن صلّوا لم يرجوا ثوابا وإ ن تركوا
الصالة لم يخشوا عقابا ،أولئك هم المنافقون الذين يؤخرون الصالة عن
أوقاتها تهاوناً ،وهم الذين يتركون الصالة سراً ويصلونها عالنية ،
ويمنعون عن الناس الزكاة وكل خير .
فتوعدتهم السورة بالويل والهالك وشنعت عليهم أعظم تشنيع ،قال تعالى( :
َِّ َِّ
ون {}6
ين ُه ْم ُي َراُؤ َ
ون { }5الذ َ صاَل تِ ِه ْم َس ُ
اه َ ين ُه ْم َعن َ صلِّ َـ
ين { }4الذ َ
ِّ
فَ َوْي ٌل لْل ُم َ
ون {. ) }7
اع َ
ون اْل َم ُ
َوَي ْمَن ُع َ
سورة الكوثر
تحدثت هذه السورة عن فضل اهلل العظيم على نبيه الكريم بإعطائه نهر
الكوثر في الجنة ،
اك اْل َك ْوثََر { ، )}1ودعته إلقامة الصالة المفروضة ط ْيَن َ قال تعالى ِ (( :إَّنا ْ
َأع َ
ص ِّل ِل َرِّب َ
ك َو ْان َح ْر {)}2 عليه ونحر النسك تقربا هلل ،قال تعالى ( :فَ َ
وختمت السورة ببشارة للنبي صلى اهلل عليه وسلم بخزي عدوه المبغض له
،ووصفته بأنه سيقطع ذكره من خير الدنيا واآلخرة .
اَأْلبتَُر {) }3 قال تعالىِ( :إ َّن َشانَِئ َ
ك ُه َو ْ
سورة الكافرون
هي سورة البراءة من الشرك والضالل ،عندما دعا المشركون رسول اهلل
عليه السالم للمهادنة وطلبوا عبادة إلهه سنة و آلهتهم سنة ،ففصلت اآليات
وقطعت أطماعهم .
17
توجه الخطاب لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أن قل يا محمد للذين كفروا
ال أعبد األصنام التي تعبدونها ،وال أنتم عابدون اهلل عز وجل الذي أعبده
إلشراككم به ،فإن زعمتم أنكم تعبدونه فأنتم كاذبون ،ألنه تعبدونه مشركين
.فأنا ال أعبد ما عبدتم ،أي مثل عبادتكم وال أنتم عابدون مثل عبادتي التي
هي توحيد ،
ِ
ون {َ }2واَل َأنتُ ْم َعابِ ُد َ
ون َأعُب ُد َما تَ ْعُب ُد َ قال تعالى ُ ( :ق ْل َيا َُّأيهَا اْل َكاف ُر َ
ون { }1اَل ْ
َأعُب ُد {)}5 َأعُب ُد {َ }3واَل ََأنا َعابِ ٌد َّما َعَبدتُّ ْم {َ }4واَل َأنتُ ْم َعابِ ُد َ
ون َما ْ َما ْ
وتختم السورة بمعنى التهديد بمعنى :إن رضيتم بدينكم فقد رضينا بديننا .
قال تعالى( :لَ ُك ْم ِد ُين ُك ْم َوِلي ِد ِ
ين {. ) }6 َ
سورة النصر
تحدثت هذه السورة عن فتح مكة ،حيث أعز اهلل تعالى اإلسالم ونصر
المسلمين وانتشر اإلسالم ،ودخل الناس دين اهلل أفواجا وارتفعت راية
ص ُر اللَّ ِه َواْلفَتْ ُح {َ }1و َر َْأي َ
ت الحق عالية شامخة ،قال تعالى ِ (( :إ َذا َجاء َن ْ
ين اللَّ ِه َأ ْف َواجاً { ، )}2وفيها أمر بتسبيح اهلل وشكره ون ِفي ِد ِ
اس َي ْد ُخلُ َ َّ
الن َ
واستغفاره وبيان أنه يتوب على كل من تاب من المسبحين المستغفرين ،
قال تعالى:
ِّك و ِ ِ
استَ ْغف ْرهُ ِإَّنهُ َك َ
ان تََّواباً {) }3 ِّح بِ َح ْمد َرب َ َ ْ
( فَ َسب ْ
سورة المسد
17
وتسمى سورة ( اللهب ) وسورة ( تبت )
تحدثت عن هالك وخسارة ( أبي لهب ) عدو اهلل ورسوله ،الذي كان شديد
العداء هلل ورسوله ،فما دفع عنه عذاب اهلل ما جمع من المال وال ما كسب
من جاه ،
ب {)}2
َأغَنى َع ْنهُ َمالُهُ َو َما َك َس َ ت َي َدا َأبِي لَهَ ٍب َوتَ َّ
ب {َ }1ما ْ قال تعالى ( :تََّب ْ
وتوعدته السورة بنار ذات اشتعال وتلهّب ،وامرأته التي كانت تمشي
بالنميمة بين الناس وتؤذي رسول اهلل صلى اهلل عليه ،وكانت تضع في
الدنيا في عنقها حبالً من ليف تحتطب فيه سيكون في اآلخرة حبالً من نار
،زيادة في التنكيل والدمار.
ط ِب {ِ }4في
ام َرَأتُهُ َح َّمالَةَ اْل َح َ صلَى َناراً َذ َ ٍ
ات لَهَب {َ }3و ْ قال تعالىَ ( :سَي ْ
ِج ِيد َها َحْب ٌل ِّمن َّم َس ٍد {. )}5
سورة اإلخالص
اشتملت هذه السورة على توحيد اهلل تعالى في األسماء والصفات .
تحدثت هذه السورة عن صفات اهلل جل وعال الواحد األحد الذي ال شبيه له
وال نظير وال صاحبة له وال ولد وال شريك ،الذي يصمد إليه ويفتقر في
18
كل الحاجات ،الدائم الباقي الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له شبيه وال عدل
وليس كمثله شيء .
َّم ُد { }2لَ ْم َيِل ْد َولَ ْم ُيولَ ْد {َ }3ولَ ْم َي ُكن َّ َّ
َأح ٌد { }1اللهُ الص َ
قال تعالىُ ( :ق ْل ُه َو اللهُ َ
َأح ٌد {. )}4 َّ
لهُ ُكفُواً َ
سورة الفلق
في هذه السورة تعليم للعباد أن يلجئوا هلل ويستعيذوا بجالله وهو رب
الصبح الذي ينفلق عنه الظالم ،من شر إبليس وذريته ،ومن شر كل ذي
شر خلقه ،ومن شر الليل المظلم ووحشته ،ومن شر السواحر ،الالتي
يستعن على سحرهن بالنفث في العقد التي يعقدنها على السحر ،ومن شر
كل حاسد يتمنى زوال النعمة عن المحسود ويسعى لزوالها .
وقد دلت السورة أن السحر له حقيقة ،يخشى من ضرره ،ويستعاذ باهلل منه
ومن أهله
وهي من المعوذات التي كان يعوذ بهما رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
نفسه .
ق { }2و ِمن َش ِّر َغ ِ
اس ٍ
ق ق {ِ }1من َش ِّر َما َخلَ َ
ب اْل َفلَ َِأعو ُذ بِ َر ِّ
َ قال تعالىُ ( :ق ْل ُ
اس ٍد ِإ َذا َح َس َد {) }5
ات ِفي اْلعقَ ِد { }4و ِمن َش ِّر ح ِ
َ َ ُ
النفَّاثَ ِ
ب {َ }3و ِمن َش ِّر َِّإ َذا َوقَ َ
سورة الناس
18
هي ثاني المعوذتين ،وفيها االستجارة واالحتماء باهلل تعالى مالك الناس
ومصلح أمورهم ،وإ لههم ومعبودهم الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه
دون الملوك والعظماء ،
اس {) }3 اس {ِ }2إلَ ِه َّ
الن ِ اس {َ }1مِل ِك َّ
الن ِ الن ِ َأعو ُذ بِ َر ِّ
ب َّ يقول اهلل تعالى ُ ( :ق ْل ُ
هذه االستعاذة تكون من شر الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم ،
وتكون هذه الوسوسة من شيطانين :شيطان اإلنس ،وشيطان الجن ،أما
شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ،وأما شيطان اإلنس فيأتي عالنية
،لذلك وجبت االستعاذة من الصنفين ،قال تعالىِ ( :من َش ِّر اْلو ْسو ِ
اس َ َ
اس {ِ }5م َن اْل ِجَّن ِة َو َّ
الن ِ الن ِ ِ َِّ
اس {. ) }6 اس { }4الذي ُي َو ْس ِو ُس في ُ
ص ُد ِ
ور َّ اْل َخَّن ِ
الخاتمة
في موضوعات سور تم بحمد اهلل وتوفيقه إتمام هذا العمل المتواضع
وتحري القرآن الكريم ،حاولت فيه جاهدة التبسيط في األسلوب
18
الدقة في الطرح ،وحرصت على التسلسل في السرد ،تسهيال على
، كل حافظ للقرآن الكريم يستعين بحفظه على فهم المعاني وتسلسلها
أسأل العلي القدير أن ينفع به أهل القرآن وسائر المسلمين ،وأن
يجعله فاتحة للخير ومعينا على التقدم في مضمار حفظ وفهم كتاب اهلل
الكريم ،
والحمد هلل حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده ،وصالته وسالمه
األتمان على سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين إلى يوم
ّ األكمالن
الدين .
المصادر و المراجع
18
تفسير السعدي )2
الجامع ألحكام القرآن /لإلمام أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري )3
القرطبي
مناهل العرفان في علوم القرآن /لألستاذ الشيخ محمد عبد العظيم )4
الزرقاني .
فني الرواية والدراية من علم التفسير /لمحمد
فتح القدير الجامع بين ّ )5
بن علي بن محمد الشوكاني .
صفوة التفاسير /للشيخ محمد علي الصابوني )6
مختصر تفسير ابن كثير /للشيخ محمد علي الصابوني . )7
التبيان في آداب حملة القرآن /ألبي زكريا يحيى بن شرف الدين )8
النووي الشافعي .
خواطر قرآنية /للداعية عمرو خالد )9
كيف تحفظ القرآن الكريم /د .يحيى الغوثاني )10
18