You are on page 1of 184

‫يحان‬‫ر‬ ‫و‬ ‫وح‬

‫َ ٌ ََ َ‬‫ر‬
‫وعات القُرآن ال َك ِريم‬ ‫ِ في َم ُ‬
‫وض َ‬
‫ُّو ِر )‬ ‫ِبمضم ِ‬ ‫طري ِ‬ ‫لتسهيل ِح ِ‬
‫ِ‬
‫ون الس َ‬ ‫ُ‬ ‫اإللمام‬
‫ق َ‬ ‫فظ القُرآن َعن َ‬ ‫( طريقةٌ‬

‫َأعـَـ َّـدتـ ــهُ‬

‫ندلي‬ ‫ُنور ُم َح َّمدـ ُمَؤ َّيد َ‬


‫الج َ‬
‫الع َّ‬
‫ربية‬ ‫إجازة في اللّغة َ‬
‫َ‬
‫وسلَّم‬ ‫ِ‬
‫صلّى اهلل علَيه َ‬
‫ال رسو ُل اهلل َ‬
‫قَ َ‬

‫رآن َو َعلَّ َمهُ ))‬ ‫( ( َخير ُكم من َّ‬


‫تعلم َالقُ َ‬
‫ُ َ َ‬

‫الب َخ ِار ّ‬
‫ي‬ ‫َر َواهُ ُ‬

‫‪2‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬وأشرف الصالة وأتم التسليم ‪ ،‬على المبعوث رحمة للعالمين ‪،‬‬
‫سيدنا محمد النبي األمي ‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم ‪،‬‬
‫أما بعد ‪..‬‬
‫فإن القرآن الكريم منبع علوم الشريعة وأهم أصولها ‪ ،‬وإ ليه يرجع المسلمون – مع سنة‬
‫المصطفى صلى اهلل عليه وسلم – في معرفة أحكام الدين االعتقادية منها والفقهية ‪ ،‬وفيـ‬
‫أمور السياسة واالقتصاد واألخالقـ وغير ذلك ‪.‬‬
‫ويعمل به ‪ ،‬كما قال تعالى ‪ ( :‬كتاب‬
‫ويتدبر ُ‬
‫وقدـ أنزل اهلل تعالى القرآن الكريم ليتلى ُ‬
‫ليدبروا آياته وليتذكر أولوا األلباب (‪ ] ( )29‬ص ‪[ 29 :‬‬
‫أنزلناه إليك مبارك ّ‬
‫وقال تعالى ‪ ( :‬أفال يتدبرون القرآن ) ] النساء ‪ ، 82 :‬محمد ‪[ 24 :‬‬
‫رغب نبينا الكريم صلى اهلل عليه وسلم بقراءة وتدبرـ القرآن الكريم فقال ‪( : :‬‬
‫وقدـ ّ‬
‫اقرؤوا القرآن فإن اهلل تعالى ال يعذب قلباً وعى القرآن وإ ن هذا القرآن مأدبة اهلل فمن‬
‫دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر ) رواه الدرامي بإسناده عن عبد اهلل بن‬
‫مسعودـ ‪ ،‬وانطالقا من اآليات الكريمة والحديث الشريفـ نرى معا ما للقرآن الكريم من‬
‫أهمية عظيمة في اإلسالم ‪ ،‬ونستشعرـ أيضا واجبنا تجاه تالوته ‪ ،‬و تدبره والعمل به ‪،‬‬
‫سيرا على خطى السلف الصالح الذين حفظوا لفظه وفهموا معناه واستقامواـ على العمل‬
‫به ‪ ،‬فترسختـ معانيه ومبادئه في صدورهم ‪،‬وشغلوا به أوقاتهمـ فأعطاهم اهلل من فضله‬
‫وواسعـ رحماته ‪ ،‬يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم في الحديث الشريفـ ‪ ( :‬يقول اهلل‬
‫سبحانه وتعالى من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين‬
‫وفضل كالم اهلل سبحانه وتعالى عن سائر الكالم كفضل اهلل تعالى على خلقه ) رواه‬
‫الترمذيـ ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وال يخفى على من سلك سبيل القرآن حفظا وتدبراـ ‪ ،‬ما للمعاني من أهمية في رسوخ‬
‫اللفظ في األذهان ‪ ،‬ففي إدراكها تكتمل الرؤى ‪ ،‬وينطلق المرء إلى آفاق رحيبة ينهل فيها‬
‫من كتاب اهلل ‪.‬‬
‫وتبين‬
‫وتقرب الصورـ ‪ّ ،‬‬
‫وقدـ اكتنـزت كتب التفسير بأروع المعاني التي تسهّل العسير ‪ّ ،‬‬
‫المبهم ‪ ،‬لكن الكثير من المسلمين في هذا العصر انشغلوا عن اإللمام بمعاني القرآن الكريم‬
‫رغم حاجتهم الماسة إليها ‪ ،‬إما لضيق الوقت أو لصعوبة تصفح المجلدات الكبيرة التي‬
‫توسعت في هذا المجال ‪ ،‬أو لعدم توافرها في متناول الجميع ‪.‬‬
‫ومن خالل اطالعي على كتب التفسير المختلفة ‪ ،‬وأساليب حفظ القرآن الكريم المتنوعة ‪،‬‬
‫أدركت أهمية المعنى وترابط األفكارـ في السور في تسهيل وتيسير الحفظ ‪ ،‬حيث أن‬
‫اإلنسان يبقى في ذهنه التصورـ العام لآليات مهما تمادى به الزمن وإ ن لم يراجعهاـ بإذن‬
‫اهلل تعالى ‪ ،‬فعكفت على جمع الموضوعاتـ األساسية لكل سورة على حدة مستعينة بكتب‬
‫القيمة ‪ ،‬وقمت بصياغتها بشكل متسلسل مترابط على شكل نقاط متتابعة وأفكارـ‬
‫التفاسير ّ‬
‫بجو السورة‬
‫مبسطة تعينه على اإللمام ّ‬
‫متكاملة ‪ ،‬تيسيراـ على المسلم الباحث عن وسيلة ّ‬
‫العام في وقت مقتضب ‪ ،‬وكذلك لمساعدة طالب حلقات القرآن الكريم على تثبيت‬
‫حفظهم للسورـ بمراجعتهمـ ألهم موضوعاتها ومعانيهاـ ‪ ،‬مما يعينهم على رسم هيكل‬
‫أساسي يسيرون عليه في السور الطوال ‪ ،‬واإللمام بالمعانيـ الهامة في قصار السورـ و‬
‫ّ‬
‫سورة الفاتحة‬

‫الطريقة التي انتهجتها في الكتاب ‪:‬‬


‫تحدثت في بداية كل سورة من السور عن جوها العام ‪ ،‬وأهم أهدافها ‪ ،‬بكلمات قالئل ‪-‬‬
‫تعرف القارئ بأهداف السورة على تنوعها من عقيدة أو تشريع أو عبادة ‪ ....‬إلى غير‬
‫ّ‬
‫جو السورة العام‬
‫‪ .‬ذلك لربط الهدف األساسي باألفكار ‪ ،‬ولتهيئة القارئ ووضعه في ّ‬
‫‪ -‬راعيت تسلسل األفكار في السورـ ككل ‪ ،‬وتناولت كل موضوع في السورة بالتبيان‬
‫الموجزـ لمعانيها ‪ ،‬مبينة المغزى والغرض من إدراج هذه األفكار في هذا المكان المحدد‬
‫من السورة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬استشهدت على كل موضوع باآليات الكريمات التي تخصه في سور القرآن الكريم ‪،‬‬
‫كل سورة على حدة ‪ ،‬عن طريق إدراج المقطع األول من بداية كل آية تبتدئ الموضوع‬
‫ونهاية كل آية تختتمه ‪ ،‬مراعية ترقيمـ آيات البدء والختام كي تتحدد بشكل دقيقـ وواضح‬
‫ويسهل بعد ذلك االطالع عليها وحفظها ‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للفاتحة وقصارـ السور ‪ ،‬فقد توسعت في الحديث عن موضوعاتهاـ ‪،‬وذلك‬
‫لمساعدة طالب حلقات القرآن من المبتدئين وصغارـ السن لفهمها فهما دقيقا وشامال ال‬
‫يقتصر على مجرد حفظ السورة لفظا فقط ‪ ،‬ولكن بالجمع بين اللفظ والمعنىـ فتتثبت في‬
‫الذهن وتتوضح معانيها‪.‬‬
‫وقدـ استعنت بباقة من كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم التي تطرقت لموضوعاتـ السور‬
‫‪ ،‬وعملت جاهدة أال يختل هيكل السورة بنقصان معنى من المعاني ‪.‬‬
‫أرجو أن أكون بذلك قد خدمت كتاب اهلل ‪ ،‬وقدمت مرجعا نافعا ومفيدا لطالب حلقات‬
‫ييسر عليهم فهم المعاني وربطـ األفكار ‪ ،‬فإن‬
‫القرآن الكريم ‪ ،‬الباحثين عن مرجع مبسط ّ‬
‫بلغت فذلك فضل من اهلل تعالى ‪ ،‬وإ ن قصرتـ فمن نفسي ‪ ،‬أسأل اهلل تعالى أن يتقبل عملي‬
‫وينفعنيـ به يوم ال ينفع مال وال بنون إال من أتى اهلل بقلب سليم وسالم على المرسلين‬
‫والحمد هلل رب العالمين ‪.‬‬
‫نور محمد مؤيد الجندلي‬

‫‪5‬‬
‫سورة الفاتحة‬

‫وتسمى أم الكتاب ألنها مفتتحه‪ C‬ومبدؤه وكأن منها أصله ومنشأه ‪.‬‬
‫سميت بالفاتحة ألنها مفتاح القرآن الكريم ‪ ،‬وقد اشتملت على كل معانيه‪C‬‬
‫‪،‬‬
‫وتدور سورة الفاتحة حول ثالثة محاور ‪ ،‬وهي المحاور العامة التي يدور‬
‫حولها القرآن الكريم ككل ‪:‬‬
‫الر ِح ِيم {‪َ }3‬م ِال ِك َي ْوِم‬
‫الر ْحم ِـن َّ‬
‫ين {‪َّ }2‬‬ ‫ِ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬ ‫العقيدة ‪( :‬اْل َح ْم ُد للّ ِه َر ِّ‬
‫ين {‪) }4‬‬ ‫ِّ‬
‫الد ِ‬
‫ين {‪) }5‬‬ ‫ِ‬ ‫العبادة ‪ِ ( :‬إَّي َ‬
‫اك َن ْعُب ُد وِإ َّيا َ‬
‫ك َن ْستَع ُ‬
‫مت َعلَي ِه ْم‬‫َأنع َ‬ ‫صرا َ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َ‬
‫ط الذ َ‬ ‫يم {‪َ }6‬‬ ‫المستَق َ‬
‫ط ُ‬ ‫ِّرا َ‬
‫منهج‪ C‬الحياة ‪( :‬اهدَنا الص َ‬
‫ين {‪)}7‬‬ ‫وب َعلَي ِهم والَ َّ ِّ‬ ‫غض ِ‬ ‫َغ ِ‬
‫الضال َ‬ ‫ْ َ‬ ‫الم ُ‬
‫ير َ‬
‫لنتأمل معا كيف تترابط السورة وتتناسق من معنى إلى معنى ومن مقصد‬
‫إلى مقصد ‪،‬‬
‫متوجة باسم اهلل تعالى اإلله المعبود المستحق إلفراده بالعبادة ‪.‬‬
‫لقد افتتحت ّ‬
‫وانتقلت لحمده تعالى ‪ ( ،‬الحمد هلل رب العالمين ) وهو الثناء على اهلل‬
‫بصفات الكمال ‪ ،‬فله الحمد الكامل بجميع الوجوه ‪ ،‬وهو تعالى المنفرد‬
‫بالخلق والتدبير لشؤون الخلق ‪.‬‬
‫ثم انتقلت إلى االستدالل بأن االستعانة إنما هي به تعالى وحده وذلك‬
‫بإضافة االسم إلى لفظ الجاللة الجامع لصفات الكمال وبوصفه تعالى أنه‬
‫الر ِح ِيم {‪، )}3‬‬
‫الر ْحم ِـن َّ‬
‫( َّ‬

‫‪6‬‬
‫وأنه تعالى ( المالك ) الذي اتصف بصفة الملك الذي يتصرف بمماليكه‬
‫ين‬ ‫الدين ‪َ (.‬م ِال ِك َي ْوِم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫بجميع أنواع التصرفات ‪ ،‬وأصناف الملك إلى يوم ّ‬
‫{‪)}4‬‬
‫وبينت اآليات وحدانيته تعالى في ألوهيته وربوبيته ‪ِ( :‬إَّيا َ‬
‫ك َن ْعُب ُد وِإ َّي َ‬
‫اك‬
‫عمن سواه ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ين {‪ )}5‬وفيها إثبات الحكم هلل تعالى ونفيه ّ‬ ‫َن ْستَع ُ‬
‫وانتقلت إلى بيان المطمح األعلى لإلنسان ‪ ،‬وأن هذا المطمح األعلى هو‬
‫يم {‪)}6‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المستَق َ‬
‫ط ُ‬ ‫ِّرا َ‬
‫الهداية إلى الصراط المستقيم ‪( :‬اهدَنا الص َ‬
‫وختمت ببيان الطريق الصحيح والصراط الواضحـ الموصل إلى اهلل وهو‬
‫صراط النبيين والصديقينـ والشهداء والصالحين ‪ ،‬وليس طريق الضالين من‬
‫اليهود والنصارى ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫سورة البقرة‬

‫هي أطول سور القرآن على اإلطالق وهي من السور التي تعنى بجانب‬
‫التشريع ‪ ،‬وتعالج النظم والقوانين التي يحتاجها المسلمون في حياتهم‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫ومن أهم أهدافها‪ :‬استخالف اإلنسان في األرض ‪.‬‬
‫بدأت السورة بالحروف المقطعة ( الم ) تـنبيهاً على إعجاز القرآن‬ ‫‪-1‬‬
‫الكريم ‪ ،‬وتحدياً للمشركين بأن يأتوا بمثله ‪ ،‬وتحدثت عن صفات‬
‫المؤمنين المتقين مقارنة إياها بصفات الكافرين الجاحدين ‪ ،‬من قوله‬
‫ِّ ِ‬ ‫ك اْل ِكتَاب الَ ر ْي ِ ِ‬‫تعالى ‪( :‬الم {‪َ }1‬ذِل َ‬
‫ين {‪ )}2‬إلى‬ ‫ب فيه ُه ًدى لْل ُمتَّق َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ص ِار ِه ْم‬ ‫ِ‬
‫هم َو َعلَى َس ْمع ِه ْم َو َعلَى َْأب َ‬‫ِ‬
‫قوله تعالى ‪َ ( :‬ختَ َم اللّهُ َعلَى ُقلُوب ْ‬
‫يم {‪)}7‬‬ ‫ِغ َشاوةٌ ولَهم ع َذ ٌ ِ‬
‫اب عظ ٌ‬ ‫َ َ ُْ َ‬
‫ثم تحدثت اآليات عن صفات المنافقين وبيان مدى زيغهم وضاللهم‬ ‫‪-2‬‬
‫وبعدهم عن الحق عبر أمثلة قرآنية متعددة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ِم َن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين {‪ )}8‬إلى قوله‬ ‫آمَّنا بِاللّه َوبِاْلَي ْوِم اآلخ ِر َو َما ُهم بِ ُمْؤ ِمن َ‬ ‫الن ِ‬
‫اس َمن َيقُو ُل َ‬ ‫َّ‬
‫ص ِار ِه ْم ِإ َّن اللَّه َعلَى ُك ِّل‬ ‫ِ‬
‫ب بِ َس ْمع ِه ْم َو َْأب َ‬
‫تعالى ( ‪َ ..‬ولَ ْو َشاء اللّهُ لَ َذ َه َ‬
‫َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {‪)}20‬‬
‫وبينت بعدها الدالئل والبراهين التي تدل على قدرة اهلل تعالى ووحدانيته‬ ‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫‪ ،‬مبرزة نعمة القرآن الكريم بأقوى بيان ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا‬
‫اعُب ُدوْا َرَّب ُك ُم ‪ }21{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَهُ ْم ِفيهَا َْأز َو ٌ‬
‫اج‬ ‫اس ْ‬
‫الن ُ‬‫َّ‬
‫ون {‪)}25‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طهََّرةٌ َو ُه ْم فيهَا َخال ُد َ‬
‫ُّم َ‬

‫‪8‬‬
‫رد اهلل تعالى بعد ذلك في اآليات على شبهة الكفار في قولهم حول ذكره‬
‫ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫‪،‬فبينت‬
‫تعالى النمل والبعوض ‪ ،‬وقولهم بأن ذلك ال يليق بكتاب سماوي ّ‬
‫أن صغر األشياء ال يقدح في فصاحة القرآن وال في إعجازه‬ ‫اآليات ّ‬
‫ويمتن تعالى في اآليات على‬ ‫ّ‬ ‫مادام يشتمل على حكم بالغة وعظيمة ‪،‬‬
‫العباد بنعمة الخلق واإليجاد ‪،‬من قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن اللَّهَ الَ َي ْستَ ْحيِي َأن‬
‫وضةً فَ َما فَ ْوقَهَا‪ )}26{ ..‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ب َمثَالً َّما َب ُع َ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫َي ْ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫يم {‪)}29‬‬ ‫اه َّن َس ْب َع َس َم َاوات َو ُه َو بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ‬
‫(‪...‬فَ َس َّو ُ‬
‫أخبرنا اهلل تعالى في اآليات التالية عن بدء خلق اإلنسان ‪ ،‬وتشريف آدم‬ ‫‪-5‬‬
‫قصة‬
‫عليه السالم وتكريمه بجعله خليفة في األرض ‪ ،‬ثم ذكر تعالى ّ‬
‫أمر المالئكة بالسجود آلدم ‪ ،‬وامتناع إبليس عن السجود ‪.‬‬
‫وعرضت اآليات قصة نزول آدم عليه السالم وزوجه من الجنة لالعتبار‬
‫اع ٌل ِفي‬ ‫ك ِلْلمالَِئ َك ِة ِإِّني ج ِ‬
‫َ‬ ‫وأخذ العظة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ْذ قَا َل َرُّب َ َ‬
‫ين َكفَروْا َو َك َّذُبوْا‬ ‫َِّ‬
‫ض َخليفَةً‪ )}30{ ...‬إلى قوله تعالى ( ‪َ ...‬والذ َ‬
‫اَألر ِ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ َآياتَِنا ُأولَـِئ َ‬
‫ون {‪)}39‬‬ ‫الن ِار ُه ْم فيهَا َخال ُد َ‬
‫اب َّ‬
‫َأص َح ُ‬
‫ك ْ‬
‫تـناولت السورة بعد ذلك الحديث بإسهاب عن أهل الكتاب ‪ ،‬و بوجه‬ ‫‪-6‬‬
‫خاص بني إسرائيل ( اليهود ) ‪ ،‬ألنهم كانوا مجاورين للمسلمين في‬
‫المدينة ‪،‬ف ّنبهت إلى مكرهم وخبثهم وما تـنطوي عليه نفوسهم الشريرة‬
‫من اللؤم والخبث والغدر و الخيانة ونقض العهود و المواثيق ‪ ،‬فيما‬
‫(َيا‬ ‫يقرب من جزء كامل وذلك لكشف خديعتهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ت َعلَْي ُك ْم َو َْأوفُوْا بِ َع ْه ِدي‪ }40{ ...‬إلى‬ ‫يل ا ْذ ُك ُروْا نِ ْع َمتِ َي الَّتِي َْأن َع ْم ُ‬
‫َبنِي ِإ ْس َراِئ َ‬
‫ون‬
‫ت َولَ ُكم َّما َك َس ْبتُ ْم َوالَ تُ ْسَألُ َ‬
‫ت لَهَا َما َك َسَب ْ‬ ‫ُأمةٌ قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫ك َّ‬‫قوله تعالى ‪( :‬تِْل َ‬
‫ون {‪}141‬‬
‫َع َّما َك ُانوْا َي ْع َملُ َ‬
‫‪9‬‬
‫ويتضمن الحديث عن بني إسرائيل الموضوعات التالية ‪:‬‬
‫أ) بدأت اآليات بدعوة بني إسرائيل إلى اإليمان بخاتم األنبياء والرسل‬
‫بأساليب وطرق مختلفة تتراوح بين المالطفة والتوبيخ ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫((َيا َبنِي ِإ ْس َراِئي َل ا ْذ ُك ُروْا نِ ْع َمتِ َي ‪ ) }40{ ..‬إلى قوله تعالى (‪َ ..‬والَ يُْؤ َخ ُذ ِم ْنهَا‬
‫ون {‪)}48‬‬ ‫نص ُر َ‬ ‫َع ْد ٌل َوالَ ُه ْم ُي َ‬
‫انـتقلت اآليات للحديث عن نعم اهلل تعالى على بني إسرائيل والتي تستدعي‬ ‫‪)2‬‬
‫شكر اهلل عليها ‪ ،‬كما بينت لهم ألوان طغيانهم وجحودهم وكفرهم باهلل‬
‫آل ِف ْر َع ْو َن‪ )}49{ ...‬إلى‬ ‫وعصيانهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬وِإ ْذ َن َّج ْيَنا ُكم ِّم ْن ِ‬
‫َ‬
‫َّماء بِ َما َك ُانوْا‬ ‫َِّ‬
‫ظلَ ُموْا ِر ْجزاً ِّم َن الس َ‬ ‫ين َ‬ ‫َأنزْلَنا َعلَى الذ َ‬
‫قوله تعالى ‪ ... ( :‬فَ َ‬
‫ون {‪)}59‬‬
‫َي ْف ُسقُ َ‬
‫وتحدثت عن معجزة السُّقيا كآية بارزة وظاهرة لسيدنا موسى عليه‬
‫ّ‬ ‫جـ)‬
‫وبينت كفر بني إسرائيل وجحودهم رغم إتيانهم بالمعجزات‬‫السالم ‪ّ ،‬‬
‫والدالئل التي تدل على وجود اهلل تعالى ‪ .‬كما ذ ّكرتهم اآليات بما حل باألمم‬
‫السابقة من عذاب عقابا لهم على كفرهم وعنادهم ‪ ،‬وذلك تحذيرا لهم كي ال‬
‫وسى ِلقَ ْو ِم ِه فَ ُقْلَنا‬
‫استَ ْسقَى ُم َ‬
‫ِ‬
‫يزيغوا عن الحق مثلهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ذ ْ‬
‫اها َن َكاالً لِّ َما َب ْي َن‬
‫ك اْل َح َج َر‪ )}60{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ َج َعْلَن َ‬ ‫صا َ‬ ‫اض ِرب ب َ‬
‫ِّع َ‬ ‫ْ‬
‫ي َد ْيها وما َخْلفَها ومو ِع َ ِّ ِ‬
‫ين {‪)}66‬‬ ‫ظةً لْل ُمتَّق َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ َ ََ‬
‫د) تطرقت اآليات من خالل الحديث عن بني إسرائيل لقصة ‪" :‬البقرة "‬
‫وشبهت قلوبهم بالحجارة ‪،‬‬
‫لتبين مدى جحودهم وكفرهم بآيات اهلل تعالى ‪ّ ،‬‬
‫محذرة لهم بأن اهلل تعالى رقيب عليهم وسيحاسبهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ال م َ ِ ِ ِ ِإ‬
‫َأن تَ ْذَب ُحوْا َبقَ َرةً‪ )}67{ ...‬إلى قوله‬ ‫وسى لقَ ْومه َّن اللّهَ َي ُ‬
‫ْأم ُر ُك ْم ْ‬ ‫( َوِإ ْذ قَ َ ُ‬

‫‪10‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تعالى ‪َ .... ( :‬وِإ َّن م ْنهَا لَ َما َي ْهبِطُ م ْن َخ ْشَية اللّه َو َما اللّهُ بِ َغاف ٍل َع َّما تَ ْع َملُ َ‬
‫ون‬
‫{‪)}74‬‬
‫هـ) ذكرت اآليات ببعض قبائح بني إسرائيل ‪ :‬من تحريفهم للكتب السماوية‬
‫وبينت أن النار مصيرهم وأن الجنة مصير‬ ‫ونكرانهم لعذاب اهلل تعالى ‪ّ ،‬‬
‫ان فَ ِر ٌ‬
‫يق ِّم ْنهُ ْم‬ ‫ون َأن يُْؤ ِمُنوْا لَ ُك ْم َوقَ ْد َك َ‬
‫ط َم ُع َ‬
‫المؤمنين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬أفَتَ ْ‬
‫ون َكالَ َم اللّ ِه‪)}75{ ..‬‬
‫َي ْس َم ُع َ‬
‫اب اْل َجَّن ِة ُه ْم‬ ‫ات ُأولَـِئ َ‬ ‫َّالح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫َأص َح ُ‬
‫ك ْ‬ ‫آمُنوْا َو َعملُوْا الص َ‬ ‫ين َ‬
‫إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬والذ َ‬
‫ون {‪) }82‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيهَا َخال ُد َ‬
‫و ) تحدثت اآليات عن قبائح بني إسرائيل من نقضهم الميثاق ‪،‬‬
‫واستباحتهم أموال الناس بالباطل ‪ ،‬وإ خراجهم إخوانهم في الدين من‬
‫ديارهم ‪ ،‬ومقابلتهم النعم باإلساءة ‪ ،‬وعبادتهم العجل ‪ ،‬وحرصهم على‬
‫َأخ ْذَنا ِميثَ َ‬
‫اق‬ ‫الحياة الدنيا ‪ ،‬ونبذهم كتب اهلل تعالى ‪،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ْذ َ‬
‫ون ِإالَّ اللّهَ َوبِاْل َو ِال َد ْي ِن ِإ ْح َساناً‪ )}83{ ...‬إلى قوله تعالى‬ ‫َبنِي ِإ ْس َراِئ َ‬
‫يل الَ تَ ْعُب ُد َ‬
‫اب اللّ ِه َو َراء ظُهُ ِ‬
‫ور ِه ْم َك ََّأنهُ ْم الَ‬ ‫يق ِّمن الَِّذين ُأوتُوْا اْل ِكتَ ِ‬
‫اب كتَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ... ( :‬نَب َذ فَ ِر ٌ َ‬
‫ون {‪)}101‬‬‫َي ْعلَ ُم َ‬
‫ز) وتحدثت عن اتَِّباعهم كتب الشياطين والسحرة ‪ ،‬ونسبتهم إياها لسليمان‬
‫عليه السالم وهو منها بريء ‪ ،‬وتحدثت عن حسدهم للمسلمين وحقدهم عليهم‬
‫ين‬ ‫وطعنهم في دين النصارى ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬واتَّبعوْا ما تَْتلُوْا َّ ِ‬
‫الشَياط ُ‬ ‫َ َُ َ‬
‫ان‪ )}102{ ...‬إلى قوله تعالى ‪... ( :‬‬ ‫ِ‬
‫ان َو َما َكفَ َر ُسلَْي َم ُ‬
‫َعلَى ُمْلك ُسلَْي َم َ‬
‫اعةٌ‬ ‫ِ‬ ‫واتَّقُوْا َي ْوماً الَّ تَ ْج ِزي َن ْف ٌس َعن َّن ْف ٍ‬
‫س َش ْيئاً َوالَ ُي ْقَب ُل م ْنهَا َع ْد ٌل َوالَ تَنفَ ُعهَا َشفَ َ‬ ‫َ‬
‫ون {‪)}123‬‬ ‫نص ُر َ‬ ‫َوالَ ُه ْم ُي َ‬

‫‪11‬‬
‫حـ) تطرقت اآليات لقصة إبراهيم عليه السالم و مآثره وبنائه للبيت الحرام ‪،‬‬
‫أعقبها توبيخ شديد للمخالفين لملّته من اليهود ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ِذ ْابتَلَى‬
‫اس ِإ َماماً‪ ) }124{ ...‬إلى قوله‬ ‫ك ِل َّلن ِ‬ ‫ال ِإِّني ج ِ‬
‫اعلُ َ‬ ‫َ‬
‫اهيم رُّبه بِ َكِلم ٍ‬
‫ات فََأتَ َّمهُ َّن قَ َ‬ ‫ْب َر َ َ ُ َ‬
‫ِإ ِ‬
‫ون َع َّما َك ُانوْا‬
‫ت َولَ ُكم َّما َك َس ْبتُ ْم َوالَ تُ ْسَألُ َ‬
‫ت لَهَا َما َك َسَب ْ‬ ‫ُأمةٌ قَ ْد َخلَ ْ‬
‫ك َّ‬ ‫تعالى ‪( :‬تِْل َ‬
‫ون {‪)}134‬‬ ‫َي ْع َملُ َ‬
‫تحدثت اآليات أن الدين الحق هو التمسك باإلسالم دين جميع األنبياء‬ ‫‪-7‬‬
‫والمرسلين ‪ ،‬وتحدثت عن تحويل القبلة ومعاناة النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم الشديدة وحيرته في هذا الموقف وردة فعل اليهود تجاه تحويلها ‪،‬‬
‫وعن االبتالءات التي قد يبتلى فيها المؤمن في حياته ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ص َارى تَ ْهتَ ُدوْا‪ ...}135{ ...‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ونوْا ُهوداً َْأو َن َ‬ ‫( َوقَالُوْا ُك ُ‬
‫ون {‪) }150‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫( َوُألت َّم ن ْع َمتي َعلَْي ُك ْم َولَ َعل ُك ْم تَ ْهتَ ُد َ‬
‫خاطبت اآليات المؤمنين ‪ ،‬وذكرتهم بنعمة اهلل تعالى عليهم ببعثة خاتم‬ ‫‪-8‬‬
‫المرسلين صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬ودعتهم لشكر اهلل تعالى واالستعانة‬
‫بالصبر والصالة على كافة االبتالءات ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ك َما َْأر َسْلَنا‬
‫ِفي ُك ْم َر ُسوالً ِّمن ُك ْم َي ْتلُو َعلَْي ُك ْم َآياتَِنا َوُي َز ِّكي ُك ْم‪}151{ ...‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬
‫ون {‬ ‫ات ِّمن َّرِّب ِه ْم َو َر ْح َمةٌ َوُأولَـِئ َ‬
‫ك ُه ُم اْل ُم ْهتَ ُد َ‬ ‫صلَ َو ٌ‬ ‫( ‪ُ ...‬أولَـِئ َ‬
‫ك َعلَْي ِه ْم َ‬
‫‪)}157‬‬
‫ّبينت اآليات أهمية الصفا والمروة ‪ ،‬وأنهما من شعائر اهلل تعالى ومن‬ ‫‪-9‬‬
‫واجب المسلمين تعظيم شعائره تعالى ‪ ،‬ثم نبهت لوجوب نشر العلم‬
‫وعدم كتمانه ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ِ ( :‬إ َّن الصَّفَا َواْل َم ْر َوةَ ِمن َش َعآِئ ِر اللّ ِه‬
‫اعتَ َم َر‪ )}158{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ لَـهُ ُك ْم ِإلَهٌ‬ ‫ت َِأو ْ‬ ‫فَ َم ْن َح َّج اْلَب ْي َ‬
‫الر ْحمن َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َّ‬
‫يم {‪)}163‬‬ ‫الرح ُ‬ ‫َواح ٌد ال ِإلَهَ ِإال ُه َو َّ َ ُ‬
‫‪12‬‬
‫ذكرت اآليات أدلة القدرة والوحدانية على وجود اهلل ‪ ،‬داعية لشكره‬ ‫‪-10‬‬
‫تعالى على نعمائه ‪،‬وتحدثت عن المشركين الذين يحبون شركائهم كحب‬
‫اهلل وعن حالهم يوم القيامة ‪ ،‬ودعت لألكل من الحالل الطيب ‪ ،‬ونهت‬
‫ض‬‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬ ‫عن كتمان العلم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن ِفي َخْل ِ‬
‫َّم َاوات َو ْ‬
‫ق الس َ‬
‫النهَ ِار َواْل ُفْل ِك ‪ ) }164{ ....‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ف اللَّْي ِل َو َّ‬
‫اختِالَ ِ‬
‫َو ْ‬
‫ق َب ِع ٍيد {‪)}176‬‬ ‫اب لَِفي ِشقَا ٍ‬
‫اختَلَفُوْا ِفي اْل ِكتَ ِ‬ ‫َِّ‬
‫ين ْ‬‫( ‪َ ...‬وِإ َّن الذ َ‬
‫انتقلت السورة إلى الحديث عن جانب األحكام التشريعية الفرعية‬ ‫‪-11‬‬
‫فتحدثت عن ‪:‬‬
‫(‪ )1‬أهمية البر والتقوى ‪ ،‬وانتقلت منه إلى حكم القصاص ‪ ،‬و حكم‬
‫الوصية للوالدين واألقربين ‪ ،‬ثم أحكام الصيام وتحدثت عن أهمية األهلّة‬
‫وه ُك ْم ِقَب َل اْل َم ْش ِر ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫ق‬ ‫في المواقيت ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬ل ْي َس اْلبَِّر َأن تَُولوْا ُو ُج َ‬
‫يل اللّ ِه َوالَ تُْلقُوْا بِ َْأي ِدي ُك ْم ِإلَى‬
‫َأنفقُوْا ِفي سبِ ِ‬
‫َ‬
‫واْلم ْغ ِر ِب‪)}177{ ...‬إلى قوله ‪( :‬و ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ين {‪)}195‬‬ ‫ِِ‬ ‫َأح ِسُن َوْا ِإ َّن اللّهَ ُي ِح ُّ‬
‫التَّ ْهلُ َك ِة َو ْ‬
‫ب اْل ُم ْحسن َ‬
‫(‪ )2‬كذلك تحدثت عن القتال وضوابطه في األشهر الحرم والمسجد الحرام‬
‫‪ ،‬وعن أحكام الحج والعمرة ‪ :‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وَأتِ ُّموْا اْل َح َّج َواْل ُع ْم َرةَ ِللّ ِه‬
‫ِ‬ ‫فَِإ ْن ْ ِ‬
‫استَْي َس َر م َن اْلهَ ْد ِي ‪}196{ ...‬إلى قوله ‪َ ( :‬واتَّقُوْا اللّهَ‬ ‫ُأحص ْرتُ ْم فَ َما ْ‬
‫ِ‬
‫ون {‪)}203‬‬ ‫اعلَ ُموا ََّأن ُك ْم ِإلَْيه تُ ْح َش ُر َ‬
‫َو ْ‬
‫‪-12‬وبينت السورة وجود فريقين اثنين ‪ :‬فريق الضاللة وفريق الهدى‬
‫مح ّذرةً من اتباع الضاللة ‪ ،‬وأنه ال بد من تنازع الخير والشر‪ ،‬لينتصر‬
‫ك قَ ْولُهُ ِفي‬
‫اس َمن ُي ْع ِجُب َ‬ ‫الخير في النهاية ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ِم َن َّ‬
‫الن ِ‬
‫ص ِام {‪ )}204‬إلى قوله‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْل َحَي ِاة ُّ‬
‫الد ْنَيا َوُي ْش ِه ُد اللّهَ َعلَى َما في َقْلبِه َو ُه َو َألَ ُّد اْلخ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم {‪) }215‬‬ ‫تعالى (‪َ ....‬و َما تَ ْف َعلُوْا م ْن َخ ْي ٍر فَِإ َّن اللّهَ بِه َعل ٌ‬
‫‪13‬‬
‫‪ -13‬ثم تطرقت اآليات لأحكام الجهاد في سبيل الله ردعاً للطغيان ومحاربة‬
‫ب َعلَْي ُك ُم اْل ِقتَا ُل َو ُه َو ُك ْرهٌ لَّ ُك ْم ‪ )}216{ ...‬إلى‬ ‫ِ‬
‫له ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ُ ( :‬كت َ‬
‫يل اللّ ِه ُْأولَـِئ َ‬
‫اه ُدوْا ِفي سبِ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫َِّ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫اج ُروْا َو َج َ‬
‫ين َه َ‬
‫آمُنوْا َوالذ َ‬‫ين َ‬ ‫قوله تعالى ‪ِ ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ت اللّه ِواهلل غفور رحيم{‪)} 218‬‬
‫ون َر ْح َم َ‬
‫َي ْر ُج َ‬
‫‪ -14‬تحدثت عن ضرورة إصالح المجتمع الداخلي ‪ ،‬وعن األمراض‬
‫االجتماعية التي تنخر جسم األمة‪ ،‬ثم انـنتقلت إلى شئون األسرة فبينت حكم‬
‫الخمر ‪ ،‬وأحكام النفقة ‪،‬و أحوال اليتامى ‪ ،‬وحكم نكاح المشركين‬
‫والمشركات ‪،‬وأحكام المحيض ‪ ،‬وأحكام حنث اليمين ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِإ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َع ِن اْل َخ ْم ِر َواْل َم ْيس ِر ُق ْل فيه َما ثٌْم َكب ٌير َو َمَنافعُ‬
‫ون َ‬
‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬ي ْسَألُ َ‬
‫َأِّلي َمانِ ُك ْم َأن تََب ُّروْا‬
‫ضةً ْ‬ ‫اس‪ )}219{.‬إلى قوله تعالى ‪َ :‬والَ تَ ْج َعلُوْا اللّهَ ُع ْر َ‬ ‫ِل َّلن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صِل ُحوْا َب ْي َن َّ‬
‫يم {‪}225‬‬ ‫اس َواللّهُ َسميعٌ َعل ٌ‬ ‫الن ِ‬ ‫َوتَتَّقُوْا َوتُ ْ‬
‫‪ -15‬استمرت اآليات تبين األحكام الشرعية للمسلمين ‪ ،‬فتحدثت عن أحكام‬
‫الطالق ‪ ،‬والرضاع ‪ ،‬وإ ذا حضر اإلنسان الموت ‪ ،‬وأحكام ِ‬
‫الخطبة ‪ ،‬من قوله‬
‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫تعالى ‪( :‬لِّلَِّذين ي لُ ِ‬
‫ص َْأرَب َعة َأ ْشهُ ٍر فَِإ ْن فَآُؤ وا فَِإ َّن اللّهَ َغفُ ٌ‬
‫ور‬ ‫ون من ِّن َسآ ِه ْم تََرُّب ُ‬
‫َ ُْؤ َ‬
‫ِ‬
‫ض َل َب ْيَن ُك ْم ِإ َّن اللّهَ بِ َما تَ ْع َملُ َ‬
‫ون‬ ‫نس ُوْا اْلفَ ْ‬
‫يم {‪ )}226‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬والَ تَ َ‬ ‫َّرح ٌ‬
‫ص ٌير {‪)}237‬‬ ‫ب ِ‬
‫َ‬
‫‪ -16‬تابعت اآليات تأمر بالمحافظة على الصلوات ووجوب القنوت فيها هلل‬
‫مبينة بعض األحكام عند الوصية ‪ ،‬وقدرة اهلل تعالى على‬
‫رب العالمين ‪ّ ،‬‬
‫اإلحياء ‪ ،‬وتابعت بدعوة للقتال في سبيل اهلل أعقبتها دعوة لإلنفاق في سبيل‬
‫وموْا ِللّ ِه‬‫طى َوقُ ُ‬ ‫والصالَ ِة اْل ُو ْس َ‬
‫َّ‬ ‫الصلَو ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬حافظُوْا َعلَى َّ َ‬
‫َِّ‬ ‫ِِ‬
‫ض اللّهَ قَ ْرضاً َح َسناً‬ ‫ين {‪ ) }238‬إلى قوله تعالى ‪َّ ( :‬من َذا الذي ُي ْق ِر ُ‬ ‫قَانت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَيض ِ‬
‫ون {‪)}245‬‬ ‫َأض َعافاً َكث َيرةً َواللّهُ َي ْقبِ ُ‬
‫ض َوَي ْب ُسطُ َوِإ لَْيه تُْر َج ُع َ‬ ‫اعفَهُ لَهُ ْ‬ ‫ُ َ‬

‫‪14‬‬
‫‪ّ -17‬بينت أحكام الجهاد وضربت األمثلة باألمم السابقة كيف جاهدت‬
‫لنصرة الحق مع االستشهاد بقصة اصطفاء طالوت على بني إسرائيل ‪ ،‬وعن‬
‫تفضيل داود عليه السالم عليهم بالملك والنبوة‪ ،‬كما تحدثت عن تفضيل بعض‬
‫األنبياء على بعض ورغم ذلك فقد جاءوا جميعاً بدعوة واحدة هي اإليمان باهلل‬
‫تعالى وحده ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ألَ ْم تََر ِإلَى اْل َمِإل ِمن َبنِي ِإ ْس َراِئي َل ِمن َب ْع ِد‬
‫وسى ِإ ْذ قَالُوْا ِلَنبِ ٍّي لَّهُم{‪ ، )ُ}246‬إلى قوله تعالى ‪ِّ .... ( :‬من قَْب ِل َأن َيْأتِ َي‬ ‫ُم َ‬
‫ون {‪)}254‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ون ُه ُم الظال ُم َ‬ ‫اعةٌ َواْل َكاف ُر َ‬ ‫َي ْو ٌم ال َب ْيعٌ فيه َوالَ ُخلةٌ َوالَ َشفَ َ‬
‫‪ -18‬انتقلت اآليات إلى آية عظيمة هي (آية الكرسي ) ‪ ،‬والتي هي من‬
‫أعظم آيات القرآن الكريم ‪ ،‬لما تحتويه من معاني التوحيد والعظمة للباري‬
‫سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫ثم بينت اآليات أن ال إكراه في الدين فالحق واضح واإلثم على من عرف‬
‫مبينة أن اهلل تعالى‬ ‫الحق ثم تركه ‪ ،‬وقارنت بين المؤمنين والكافرين ‪ّ ،‬‬
‫مرد الكافرين إلى عذاب اهلل ‪ ،‬من‬ ‫يتولى المؤمنين بواليته الخاصة ‪ ،‬وأن ّ‬
‫ْأخ ُذهُ ِسَنةٌ َوالَ َن ْو ٌم ‪{ ....‬‬ ‫ِإ ِإ َّ‬
‫قوله تعالى ‪( :‬اللّهُ الَ لَـهَ ال ُه َو اْل َح ُّي اْلقَُّي ُ‬
‫وم الَ تَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ )}255‬إلى قوله تعالى ‪ُْ ... ( :‬أولَـِئ َ‬
‫الن ِار ُه ْم فيهَا َخال ُد َ‬
‫ون {‬ ‫اب َّ‬‫َأص َح ُ‬
‫ك ْ‬
‫‪)}257‬‬
‫‪ -19‬ذكرت السورة قصصا ثالثا ‪ :‬األولى في بيان إثبات الخالق الحكيم ‪،‬‬
‫والثانية والثالثة في إثبات الحشر والبعث بعد الفناء وذلك ألخذ العظة‬
‫َأن‬ ‫اهيم ِفي ِرب ِ‬ ‫واالعتبار ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬ألَم تَر ِإلَى الَِّذي ح َّ ِإ ِ‬
‫ِّه ْ‬ ‫آج ْب َر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ك َس ْعياً‬ ‫ك‪ )}258{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ ... ( :‬ثَُّم ْاد ُعهُ َّن َيْأتِ َين َ‬ ‫آتَاهُ اللّهُ اْل ُمْل َ‬
‫ِ‬
‫يم {‪)}260‬‬ ‫َأن اللّهَ َع ِز ٌيز َحك ٌ‬‫اعلَ ْم َّ‬
‫َو ْ‬

‫‪15‬‬
‫مشجعة على‬ ‫‪ّ -20‬بينت اآليات ضرورة الصدقة واإلنفاق في سبيل اهلل ّ‬
‫يل اللّ ِه َك َمثَ ِل‬
‫ون َأموالَهم ِفي سبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫َ‬ ‫ين ُينفقُ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫الصدقات ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َّ ( :‬مثَ ُل الذ َ‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ٍ‬
‫َأم َوالَهُم‬
‫ون ْ‬
‫ين ُينفقُ َ‬ ‫ت َس ْب َع َسَنابِ َل‪ ..}261{.‬إلى قوله تعالى ‪( :‬الذ َ‬ ‫َحَّبة َ‬
‫َأنبتَ ْ‬
‫ف َعلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم‬ ‫َأج ُر ُه ْم ِع َ‬
‫ند َرِّب ِه ْم َوالَ َخ ْو ٌ‬ ‫بِاللَّْي ِل َو َّ‬
‫النهَ ِار ِس ّراً َو َعالَنَِيةً َفلَهُ ْم ْ‬
‫ون {‪)}274‬‬ ‫َي ْح َزُن َ‬
‫‪ -21‬ح ّذرت اآليات من جريمة الربا التي تهدد كيان المجتمع وتقوض بنيانه‬
‫َِّ‬
‫ين َيْأ ُكلُ َ‬
‫ون‬ ‫‪ ،‬وحملت حملة عنيفة شديدة على المرابين ‪،‬من قوله تعالى ( الذ َ‬
‫ان ِم َن اْل َم ِّس ‪)}275{ ...‬‬ ‫ط ُ‬ ‫ون ِإالَّ َكما َيقُوم الَِّذي َيتَ َخَّبطُهُ َّ‬
‫الش ْي َ‬ ‫وم َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الرَبا الَ َيقُ ُ‬‫ِّ‬
‫س َّما‬ ‫يه ِإلَى اللّ ِه ثَُّم تُوفَّى ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫إلى قوله تعالى ‪ ( :‬واتَّقُوْا يوماً تُرجعون ِف ِ‬
‫َْ ْ َ ُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ون {‪) }281‬‬ ‫ظلَ ُم َ‬
‫ت َو ُه ْم الَ ُي ْ‬‫َك َسَب ْ‬
‫الدين‬
‫‪ -22‬انتقلت اآليات إلى أطول آية في القرآن الكريم أال وهي ( آية ّ‬
‫) وذكرت السورة األحكام الخاصة به ‪ ،‬أتبعتها آية مكملة لها ألحكام الدين‬
‫آمُنوْا ِإ َذا تَ َد َاينتُم بِ َد ْي ٍن ِإلَى‬ ‫َِّ‬
‫في أحوال السفر ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ادةَ‬ ‫َأج ٍل ُّم َس ًّمى فَا ْكتُُبوهُ‪ }282{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ ... ( :‬والَ تَ ْكتُموْا َّ‬
‫الشهَ َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم {‪)}283‬‬ ‫َو َمن َي ْكتُ ْمهَا فَِإ َّنهُ آث ٌم َقْلُبهُ َواللّهُ بِ َما تَ ْع َملُ َ‬
‫ون َعل ٌ‬
‫‪ -23‬ختمت السورة بتمجيد اهلل تعالى وبيان قدرته وشمول علمه‬
‫وإ حاطته بما في النفوس ‪ ،‬وتحدثت عن إيمان الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫والمؤمنين باهلل تعالى وطاعتهم له ‪ ،‬وختمت بتوجيه المسلمين إلى التوبة و‬
‫اإلنابة ‪ ،‬والتضرع إلى اهلل تعالى برفع األغالل و اآلصار ‪،‬وطلب النصرة‬
‫على الكفار ‪ ،‬والدعاء لما فيه سعادة الدارين‪.‬‬
‫وهكذا بدأت السورة بأوصاف المؤمنين ‪ ،‬وختمت بدعاء المؤمنين ليتناسق‬
‫البدء مع الختام و يلتئم شمل السورة أفضل التـئام ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ ( :‬لِّلَّ ِه‬

‫‪16‬‬
‫ض ‪ }284{ ...‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّماوات َو َما في ْ‬ ‫ما في الس َ‬
‫ِ‬
‫انص ْرَنا َعلَى اْلقَ ْوِم اْل َكاف ِر َ‬
‫ين {‪. )}286‬‬ ‫( ‪...‬فَ ُ‬

‫‪17‬‬
‫سورة آل عمران‬

‫اشتملت هذه السورة على ركنين هامين هما ‪ :‬ركن العقيدة و إقامة األدلة‬
‫و البراهين على وحدانية اهلل جل وعال‪ ،‬وركن التشريع وخاصة ما يتعلق‬
‫بالمغازي و الجهاد في سبيل‪ C‬اهلل ‪.‬‬
‫‪ -1‬جاءت اآليات الكريمة في بدايتها إلثبات الوحدانية و النبوة و إثبات‬
‫صدق القرآن الكريم ‪ ،‬و الرد على الشبهات التي يثيرها أهل الكتاب حول‬
‫اإلسالم و حول القرآن الكريم ‪ ،‬كما تحدثت عن المؤمنين ودعائهم هلل تعالى‬
‫أن يثبتهم على اإليمان ‪ ،‬من قوله تعالى‪ ( :‬الم {‪ }1‬اللّهُ ال ِإلَـهَ ِإالَّ ُه َو‬
‫ص ِّدقاً لِّ َما َب ْي َن َي َد ْي ِه َو َ‬
‫َأنز َل‬ ‫ق ُم َ‬‫اب بِاْل َح ِّ‬ ‫اْلح ُّي اْلقَُّيوم {‪َ }2‬ن َّز َل علَْي َ ِ‬
‫ك اْلكتَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫الن ِ ِ‬ ‫كجِ‬ ‫التَّوراةَ واِإل ِ‬
‫اس لَي ْوٍم ال َر ْي َ‬
‫ب‬ ‫امعُ َّ‬ ‫يل {‪ ) }3‬إلى قوله ‪َ ( :‬رَّبَنا ِإَّن َ َ‬ ‫نج َ‬ ‫َْ َ‬
‫اد {‪) }9‬‬ ‫يع َ‬ ‫يه ِإ َّن اللّه الَ ي ْخِل ُ ِ‬
‫ِف ِ‬
‫ف اْلم َ‬ ‫َ ُ‬
‫وبينت أن سبب كفرهم هو اغترارهم بكثرة المال‬ ‫‪ -2‬تحدثت عن الكافرين ‪ّ ،‬‬
‫والبنين ‪،‬وضربت األمثال بغزوة بدر حين انتصر المسلمين على الكافرين‬
‫رغم قلتهم ‪ ،‬و أعقبت ذلك بالحديث عن شهوات الدنيا وأن ما عند اهلل خير‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫َأم َوالُهُ ْم َوالَ‬ ‫لألبرار ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ين َكفَ ُروْا لَن تُ ْغن َي َع ْنهُ ْم ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ِين‬
‫ين َواْلقَانـتـ َ‬‫ين َوالصَّادق َ‬ ‫َْأوالَ ُد ُهم‪ ) }10{ ...‬إلى قوله تعالى ‪( :‬الصَّابِ ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اَألس َح ِار {‪)}17‬‬ ‫ين بِ ْ‬
‫ين َواْل ُم ْستَ ْغف ِر َ‬
‫َواْل ُمنفق َ‬
‫‪ّ -3‬بينت اآليات أن دالئل اإليمان ظاهرة ‪ ،‬وأن اإلسالم هو الدين الحق‬
‫وذكرت ضالالت أهل الكتاب واختالفهم في دينهم تحذيرا من الوقوع في‬
‫غيهم وضاللهم ‪،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ش ِه َد اللّهُ ََّأنهُ الَ ِإلَـهَ ِإالَّ ُه َو‪{ ..‬‬
‫مثل ّ‬

‫‪18‬‬
‫ون {‬
‫ظلَ ُم َ‬
‫ت َو ُه ْم الَ ُي ْ‬ ‫ت ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫س َّما َك َسَب ْ‬ ‫‪ )}18‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و ُوفَِّي ْ‬
‫‪)}25‬‬
‫‪ -4‬لما ذكرت اآليات دالئل التوحيد وصحة دين اإلسالم ‪ ،‬أعقبته بذكر‬
‫البشائر التي تدل على قرب نصر اهلل لإلسالم والمسلمين‪ ،‬وأمر من اهلل‬
‫لرسوله بالدعاء واالبتهال هلل تعالى أن يعز جند الحق وينصر دينه المبين ‪،‬‬
‫ك‬ ‫ك َمن تَ َشاء َوتَ ِ‬
‫نزعُ اْل ُمْل َ‬ ‫من قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ِل اللَّهُ َّم َم ِال َ‬
‫ك اْل ُمْل ِك تُْؤ تِي اْل ُمْل َ‬
‫ول فِإن تََولَّ ْوْا‬ ‫الر ُس َ‬‫يعوْا اللّهَ َو َّ‬ ‫ِ‬
‫م َّمن تَ َشاء‪ )}26{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل َأط ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫فَِإ َّن اللّهَ الَ ُي ِح ُّ‬
‫ين {‪)}32‬‬ ‫ب اْل َكاف ِر َ‬
‫‪ّ -5‬بينت اآليات علو درجات الرسل وشرف مناصبهم ‪ ،‬فبدأت بآدم عليه‬
‫السالم ثم انتقلت إلى نوح ثم آل إبراهيم وآل عمران عليهم السالم ‪،‬‬
‫وأعقبت ذلك بذكر ثالث قصص ‪ :‬قصة والدة مريم ‪،‬وقصة والدة يحيى ‪،‬‬
‫وقصة والدة عيسى عليهم السالم ومعجزات عيسى الباهرة ‪ ،‬وكلها دالئل‬
‫آد َم َوُنوحاً‬‫طفَى َ‬ ‫تدل على قدرة اهلل تعالى ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ِ ( :‬إ َّن اللّهَ ْ‬
‫اص َ‬
‫ين {‪ )}33‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَِإن تََولَّ ْوْا‬ ‫ِ‬
‫ان َعلَى اْل َعالَم َ‬
‫اهيم و َ ِ‬
‫آل ع ْم َر َ‬
‫و َ ِإ ِ‬
‫آل ْب َر َ َ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين {‪)}63‬‬ ‫يم بِاْل ُم ْفسد َ‬
‫فَِإ َّن اللّهَ َعل ٌ‬
‫‪ -6‬دعت اآليات أهل الكتاب للتوحيد ‪ ،‬وتحدثت بعدها عن قبائح أهل الكتاب‬
‫وأوصاف اليهود وقبائحهم ‪ ،‬عندما حرفوا التوراة واستحلوا أموال الناس‬
‫بالباطل ‪ ،‬وجاء ضمن الرد إشارات وتقريعات لليهود وبيان لمصيرهم‬
‫وعذاب اهلل تعالى لهم ‪ ،‬وتحذير للمؤمنين من دسائسهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫اب تَ َعالَ ْوْا ِإلَى َكلَ َم ٍة َس َواء َب ْيَنَنا َوَب ْيَن ُك ْم‪ )}64{ ...‬إلى قوله‬ ‫َأه َل اْل ِكتَ ِ‬
‫( ُق ْل َيا ْ‬
‫ْأم ُر ُكم بِاْل ُك ْف ِر َب ْع َد‬ ‫تعالى ‪( :‬والَ َيْأمر ُكم َأن تَتَّ ِخ ُذوْا اْلمالَِئ َكةَ و ِّ ِ‬
‫النبي ِّْي َن َْأرَباباً ََأي ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ون {‪)}80‬‬ ‫ِإ ْذ َأنتُم ُّم ْسل ُم َ‬

‫‪19‬‬
‫‪ -7‬بينت بعثة اهلل تعالى للرسل الكرام لدعوة الناس إلى الحق ‪ ،‬وأن دعوة‬
‫األنبياء كلها واحدة ‪ ،‬محذرة من الزيغ واالنحراف عن دعوة اهلل مرغبة‬
‫بالتوبة واإلنفاق في سبيل اهلل ‪،‬ثم انتقلت للحديث عن الطعام الذي أحل لبني‬
‫َأخ َذ‬
‫إسرائيل محذرة من افتراء الكذب على اهلل تعالى من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ْذ َ‬
‫ى َعلَى اللّ ِه‬
‫النبِي ِّْي َن ‪ )}81{ ....‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ َم ِن ا ْفتََر َ‬ ‫اق َّ‬‫اللّهُ ِميثَ َ‬
‫ون {‪) }94‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ك فَ ُْأولَـِئ َ‬
‫ب ِمن َب ْع ِد َذِل َ‬ ‫ِ‬
‫ك ُه ُم الظال ُم َ‬ ‫اْل َكذ َ‬
‫‪ -8‬دعت اآليات التّباع دعوة إبراهيم عليه السالم وتحدثت عن بيت اهلل‬
‫الحرام ووجوب الحج إليه ‪ ،‬ثم جاء العتاب ألهل الكتاب لكفرهم وصدودهم‬
‫عن الحق ‪،‬كما دعت اآليات لالعتصام بحبل اهلل تعالى ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫اهيم حنِيفاً وما َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ين {‪)}95‬‬ ‫ان م َن اْل ُم ْش ِرك َ‬ ‫ق اللّهُ فَاتَّبِ ُعوْا ملةَ ِإ ْب َر َ َ َ َ َ‬ ‫ص َد َ‬
‫( ُق ْل َ‬
‫الن ِار فََأنقَ َذ ُكم ِّم ْنهَا َك َذِل َ‬
‫ك‬ ‫إلى قوله تعالى ‪َ ...( :‬و ُكنتُ ْم َعلَى َشفَا ُح ْف َر ٍة ِّم َن َّ‬
‫َ‬
‫ون {‪)}103‬‬ ‫ِ ِ َّ‬
‫ِّن اللّهُ لَ ُك ْم َآياته لَ َعل ُك ْم تَ ْهتَ ُد َ‬
‫ُيَبي ُ‬
‫‪ -9‬دعت اآليات المؤمنين لألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ ،‬وذكرت ما‬
‫ح ّل باليهود بسبب بغيهم ‪ ،‬ونهت عن اتخاذ أعداء الدين أولياء من دون اهلل ‪،‬‬
‫وف‪..‬‬ ‫ُأمةٌ ي ْدعون ِإلَى اْل َخ ْي ِر ويْأمرون بِاْلمعر ِ‬
‫َ َ ُُ َ َ ُْ‬ ‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬وْلتَ ُكن ِّمن ُك ْم َّ َ ُ َ‬
‫صبِ ُروْا َوتَتَّقُوْا الَ َي ُ‬
‫ض ُّر ُك ْم َك ْي ُد ُه ْم َش ْيئاً‬ ‫{‪ )}104‬إلى قوله تعالى ‪َ .. ( :‬وِإ ن تَ ْ‬
‫ون ُم ِحيطٌ {‪)}120‬‬ ‫ِإ َّن اللّهَ بِ َما َي ْع َملُ َ‬
‫‪ -10‬تحدثت اآليات بعدها عن الغزوات ‪ ،‬وبالتحديد غزوة أحد ‪ ،‬وتضمنت‬
‫اآليات دعوة للمسارعة إلى مغفرة اهلل وجنة عرضها السماوات واألرض‬
‫َأهِل َ‬
‫ك تَُب ِّوُئ‬ ‫ت ِم ْن ْ‬
‫كما بينت صفات المتقين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ْذ َغ َد ْو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم {‪ )}121‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬هـ َذا‬ ‫اْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫ين َمقَاع َد لْلقتَال َواللّهُ َسميعٌ َعل ٌ‬
‫اس و ُه ًدى ومو ِع َ ِّ ِ‬ ‫َبَي ٌ ِّ ِ‬
‫ين {‪)}138‬‬ ‫ظةٌ لْل ُمتَّق َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ان ل َّلن َ‬
‫‪20‬‬
‫‪ -11‬بينت اآليات أهمية الجهاد وأنه اختبار للمؤمنين ‪ ،‬داعية إياهم للقوة‬
‫وعدم االستسالم والوهن ‪ ،‬محذرة إياهم من اتخاذ الكافرين أولياء مبينة‬
‫اَألعلَ ْو َن ِإن‬
‫مصير الكافرين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬والَ تَ ِهُنوا َوالَ تَ ْح َزُنوا َوَأنتُُم ْ‬
‫الن ُار َوبِْئ َس َمثْ َوى‬ ‫ِ‬
‫اه ُم َّ‬
‫ين {‪ )}139‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َم َْأو ُ‬‫ُكنتُم ُّمْؤ ِمن َ‬
‫ين {‪)}151‬‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الظالم َ‬
‫‪ -12‬تابعت اآليات تتحدث عن غزوة أحد وما أصاب المؤمنين من غم ‪،‬‬
‫وشنعت بالمنافقين الذين كان همهم هزيمة المسلمين‬
‫وتلطف اهلل تعالى بهم ‪ّ ،‬‬
‫وفضحتهم وبينت أهدافهم ‪ ،‬وبينت أن النصر بيد اهلل تعالى وحده وأن الناس‬
‫ص َدقَ ُك ُم اللّهُ‬
‫درجات عنده على حسب أعمالهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اَألم ِر ‪ )}152{ ...‬إلى‬ ‫ُّونهُم بِِإ ْذنه َحتَّى ِإ َذا فَشْلتُ ْم َوتََن َاز ْعتُ ْم في ْ‬
‫َو ْع َدهُ ِإ ْذ تَ ُحس َ‬
‫ِ‬ ‫ات ِع َ ِ‬
‫ون {‪)}163‬‬ ‫ند اللّه واللّهُ َبص ٌير بِ َما َي ْع َملُ َ‬ ‫قوله تعالى ‪ُ ( :‬ه ْم َد َر َج ٌ‬
‫‪ -13‬تحدثت اآليات عن امتنان اهلل تعالى على عباده ببعثة محمد صلى اهلل‬
‫عليه وسلم نبيا لهم ورسوال من أنفسهم ‪ ،‬وبينت أن المصائب هي اختبار‬
‫لإليمان في القلوب ليظهر المؤمن وتتكشف حقيقة المنافق ‪ ،‬ثم بينت مصير‬
‫المتقين وحالهم وسعادتهم في الجنة ‪ ،‬وعذاب الكافرين في النار ‪ ،‬من قوله‬
‫ث ِفي ِه ْم َر ُسوالً ‪ )}164{ ...‬إلى‬ ‫ين ِإ ْذ َب َع َ‬ ‫ِ‬
‫تعالى ‪( :‬لَقَ ْد َم َّن اللّهُ َعلَى اْل ُمؤ ِمن َ‬
‫ون َخبِ ٌير {‬ ‫ِ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ...( :‬وِللّ ِه ِم َير ُ‬
‫ض َواللّهُ بِ َما تَ ْع َملُ َ‬
‫اَألر ِ‬
‫َّم َاوات َو ْ‬ ‫اث الس َ‬
‫‪)}180‬‬
‫‪ -14‬تحدثت عن دسائس اليهود ومؤامراتهم الخبيثة في محاربة الدعوة‬
‫اإلسالمية وحذرت منهم ومن مكرهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬لَّقَ ْد َس ِم َع اللّهُ قَ ْو َل‬
‫ب َما قَالُوْا‪ )}181{ ..‬إلى قوله‬ ‫الَِّذين قَالُوْا ِإ َّن اللّه فَِقير وَن ْحن ْ ِ‬
‫َأغنَياء َسَن ْكتُ ُ‬ ‫َ ٌ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ض َواللّهُ َعلَ َى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {‪)}189‬‬ ‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َاوات َو ْ‬ ‫ك الس َ‬ ‫تعالى ‪َ ( :‬وِللّ ِه ُمْل ُ‬

‫‪21‬‬
‫‪ -15‬ختمت بآيات التفكر والتدبر في ملكوت السماوات و األرض وما‬
‫فيهما من إتقان و إبداع وعجائب و أسرار تدل على وجود الخالق الحكيم ‪،‬‬
‫وقد ختمت بذكر الجهاد و المجاهدين في تلك الوصية الفذة الجامعة التي بها‬
‫يتحقق الخير ويعظم النصر و يتم الفالح و النجاح ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬‬
‫ض َواللّهُ َعلَ َى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {‪ }189‬إلى قوله‬ ‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َاوات َو ْ‬ ‫َوِللّ ِه ُمْل ُ‬
‫ك الس َ‬
‫صابِ ُروْا َو َرابِطُوْا َواتَّقُوْا اللّهَ لَ َعلَّ ُك ْم‬
‫اصبِ ُروْا َو َ‬
‫آمُنوْا ْ‬
‫َِّ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ون {‪. ) }200‬‬ ‫ِ‬
‫تُْفل ُح َ‬

‫سورة النسـاء‬

‫هي سورة مليئة باألحكام الشرعية التي تنظم الشئون الداخلية والخارجية‬
‫للمسلمين ‪ ،‬أتت سورة النسـاء لتتحدث عن نماذج للمستضعفين في‬
‫المجتمع ‪ ،‬ولتتحدث عن أمور هامة تخص المرأة والبيت واألسرة والدولة‬
‫والمجتمع ‪ ،‬لكن معظم األحكام فيها بحثت موضوع‬
‫( النساء) ولذلك سميت بهذا االسم ‪.‬‬
‫افتتح اهلل تعالى سورة النساء بخطاب الناس جميعا ودعوتهم لإليمان‬ ‫‪-1‬‬
‫باهلل وحده ‪.‬‬
‫ثم انتقلت اآليات لتوصي باأليتام والنساء خيراً ‪ ،‬وذكرت حق األقارب‬
‫اس اتَّقُوْا َرَّب ُك ُم الَِّذي َخلَقَ ُكم‬ ‫وأحكام المواريث ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬يا َُّأيهَا َّ‬
‫الن ُ‬
‫ق ِم ْنهَا َز ْو َجهَا‪ )}1{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬و َمن َي ْع ِ‬ ‫اح َد ٍة َو َخلَ َ‬
‫سو ِ‬ ‫ٍ‬
‫ص‬ ‫َ‬ ‫ِّمن َّن ْف َ‬
‫ين {‪) }14‬‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫ودهُ ُي ْد ِخْلهُ َناراً َخ ِالداً ِفيهَا َولَهُ َع َذ ٌ‬
‫اللّهَ َو َر ُسولَهُ َوَيتَ َع َّد ُح ُد َ‬

‫‪22‬‬
‫ّبينت الحدود المتوجب إقامتها على كل من الرجال والنساء إن ارتكبوا‬ ‫‪-2‬‬
‫الفاحشة ‪ ،‬وحذرت من عادات الجاهلية في ظلم النساء ‪ ،‬وأكل مهورهن‬
‫‪ ،‬وعدم معاملتهن المعاملة الحسنة ‪،‬وأعقبت ذلك بذكر المحرمات من‬
‫ين‬‫َّ ِ ِ‬
‫النساء اللواتي ال يجوز الزواج بهن ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬والالتي َيْأت َ‬
‫استَ ْش ِه ُدوْا َعلَْي ِه َّن َْأرَبعةً ِّمن ُك ْم‪ )}15{ ...‬إلى قوله‬ ‫ِ ِ‬
‫اْلفَاح َشةَ من نسائكم فَ ْ‬
‫تعالى ‪ِ ( :‬إن تَ ْجتَنُِبوْا كبائر َما تُْنهَ ْو َن َع ْنهُ ُن َكفِّ ْر َعن ُك ْم َسِّيَئاتِ ُك ْم َوُن ْد ِخْل ُكم‬
‫ُّم ْد َخالً َك ِريماً {‪)}31‬‬
‫خص اهلل به كال من الجنسين على اآلخر ألنه ذلك‬
‫نهت عن تمني ما ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫سبب للحسد والبغضاء ‪ ،‬وذكرت اآليات حقوق كل من الزوجين على‬
‫اآلخر‪ ،‬وأرشدت إلى الخطوات التي ينبغي التدرج بها في حالة النشوز‬
‫والعصيان ‪،‬كما حثت بعدها على اإلنفاق في سبيل اهلل ‪ ،‬من قوله تعالى‬
‫ال َن ِ‬
‫ض لِّ ِّلر َج ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ِّم َّما‬
‫ص ٌ‬ ‫ض ُك ْم َعلَى َب ْع ٍ‬‫ض َل اللّهُ بِه َب ْع َ‬
‫‪َ ( :‬والَ تَتَ َمَّن ْوْا َما فَ َّ‬
‫يب ِّم َّما ا ْكتَ َس ْب َن‪ ، )}32{ ...‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫ا ْكتَسبوْا وِل ِّلنساء َن ِ‬
‫َُ َ َ‬
‫َِّ‬ ‫ِئ ٍ‬
‫ض َوالَ‬ ‫الر ُسو َل لَ ْو تُ َس َّوى بِ ِه ُم ْ‬
‫اَألر ُ‬ ‫ص ُوْا َّ‬ ‫(َي ْو َم ذ َي َو ُّد الذ َ‬
‫ين َكفَ ُروْا َو َع َ‬
‫ون اللّهَ َح ِديثاً {‪)}42‬‬ ‫َي ْكتُ ُم َ‬
‫انتقلت للنهي عن الصالة بعد شرب الخمر ‪ ،‬وبينت نواقض الوضوء ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وضرورةـ التيمم في حالة عدم وجود الماء ‪ ،‬ثم انتقلت لتبين تحريف‬
‫اليهود للكتب السماوية ‪ ،‬ودعت لإليمان باهلل من قبل أن يحل العذاب‬
‫على الكافرين كما حل باألمم السابقة كما بينت أحوال الكفار في اآلخرة‬
‫وتمنيهم لو تسوى بهم األرض ‪ ،‬كما بينت عقائد أهل الكتاب الزائغة ‪،‬‬
‫َِّ‬
‫الصالَةَ َوَأنتُ ْم ُس َك َارى‪....‬‬
‫آمُنوْا الَ تَ ْق َرُبوْا َّ‬ ‫من قوله تعالى ‪َ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬

‫‪23‬‬
‫ِ‬
‫ان َعفُ ّواً َغفُوراً {‪ ، )}43‬إلى قوله‬ ‫ام َس ُحوْا بِ ُو ُجو ِه ُك ْم َو َْأيدي ُك ْم ِإ َّن اللّهَ َك َ‬
‫فَ ْ‬
‫طهََّرةٌ َوُن ْد ِخلُهُ ْم ِظـالًّ َ‬
‫ظِليالً {‪)}57‬‬ ‫تعالى ‪ .. ( :‬لَّهُ ْم ِفيهَا َْأز َو ٌ‬
‫اج ُّم َ‬
‫وجهت المؤمنين لطريق السعادة بطاعة اهلل ورسوله ‪ ،‬وأداء األمانة‬ ‫ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫والحكم بالعدل ثم ذكرت صفات المنافقين التي ينبغي الحذر منها ‪ ،‬من‬
‫َأهِلهَا‪)}58{ ..‬‬
‫ات ِإلَى ْ‬ ‫ؤدوْا اَألم َان ِ‬
‫َ‬ ‫ْأم ُر ُك ْم َأن تُ ُّ‬ ‫ِإ‬
‫قوله تعالى ‪َّ ( :‬ن اللّهَ َي ُ‬
‫ض ُل ِم َن اللّ ِه َو َكفَى بِاللّ ِه َعِليماً {‪)}70‬‬ ‫إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ذِل َ‬
‫ك اْلفَ ْ‬
‫من اإلصالح الداخلي انتقلت إلى االستعداد لألمن الخارجي الذي يحفظ‬ ‫‪-6‬‬
‫على األمة استقرارها وهدوءها ‪ ،‬فأمرت بأخذ العدة لمكافحة األعداء ‪،‬‬
‫وبينت حال المتخلفين عن الجهاد المثبطين للعزائم من المنافقين محذرة‬
‫آمُنوْا ُخ ُذوْا ِح ْذ َر ُك ْم‬ ‫َِّ‬
‫المؤمنين من شرهم ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فَانف ُروْا ثَُبات َِأو انف ُروْا َجميعاً {‪ ، )}71‬إلى قوله تعالى ‪( :‬اللّهُ ال ِإلَـهَ‬
‫ق ِم َن اللّ ِه َح ِديثاً‬‫َأص َد ُ‬ ‫ِإالَّ ُهو لَي ْجمعَّن ُكم ِإلَى يوِم اْل ِقيام ِة الَ ر ْي ِ ِ‬
‫ب فيه َو َم ْن ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ََ ْ‬
‫{‪)}87‬‬
‫أعقبت الحديث بذكر نوع آخر من المنافقين وهم ‪ :‬المظهرون إسالمهم‬ ‫‪-7‬‬
‫ولم يهاجروا مع كفرهم ‪ ،‬حيث وقع بين الصحابة رضوان اهلل عليهم في‬
‫قتالهم اشتباه فجاءت اآليات لتدفع ذلك االشتباه وتحذر منهم ‪ ،‬ثم ذكرت‬
‫حكم القتل الخطأ والقتل العمد وذكرت مراتب المجاهدين ومنازلهم‬
‫الرفيعة في اآلخرة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬فَما لَ ُكم ِفي اْلمَن ِاف ِق ِ‬
‫ين فَئتَْي ِن َواللّهُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ات ِّم ْنهُ َو َم ْغ ِف َرةً‬
‫َأر َكسهم بِما َكسبوْا‪ )}88{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬درج ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ْ َ ُ َ َُ‬
‫ان اللّهُ َغفُوراً َّر ِحيماً {‪)}96‬‬
‫َو َر ْح َمةً َو َك َ‬

‫‪24‬‬
‫ذكرت عقاب القاعدين عن الجهاد الذين سكنوا في بالد الكفر ‪ ،‬ثم رغبت‬ ‫‪-8‬‬
‫في الهجرة من دار الكفر إلى دار اإليمان ‪ ،‬وما يترتب عليها من سعة‬
‫وبينت كيفية صالة المسافر وطريقة صالة الخوف ‪.‬‬ ‫وأجر ‪ّ ،‬‬
‫ثم أتبعت ذلك بمثال رائع للعدالة بإنصاف يهودي اتهم ظلماً بالسرقة‬
‫ظ ِال ِمي‬
‫اه ُم اْل َمآلِئ َكةُ َ‬ ‫َِّ‬
‫ين تََوفَّ ُ‬
‫وإ دانة من تآمروا عليه ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫اَألر ِ‬ ‫ضع ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض‪ )}97{ ..‬إلى قوله‬ ‫ين في ْ‬ ‫يم ُكنتُ ْم قَالُوْا ُكَّنا ُم ْستَ ْ َ َ‬ ‫َْأنفُسه ْم قَالُوْا ف َ‬
‫ك َع ِظيماً {‪)}113‬‬ ‫ض ُل اللّ ِه َعلَْي َ‬
‫ان فَ ْ‬ ‫تعالى ‪َ ...( :‬و َعلَّ َم َ‬
‫ك َما لَ ْم تَ ُك ْن تَ ْعلَ ُم َو َك َ‬
‫تطرقت اآليات لموضوع النجوى وأنها ال تخفى على اهلل تعالى ‪ ،‬وأن‬ ‫‪-9‬‬
‫مخالفة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم جرم عظيم ‪،‬ثم حذرت ثانية من‬
‫ظلم النساء في ميراثهن ومهورهن ‪ ،‬وذكرت النشوز وطرق اإلصالح‬
‫اه ْم ِإالَّ َم ْن‬ ‫بين الزوجين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬الَّ َخ ْي َر ِفي َكثِ ٍ‬
‫ير ِّمن َّن ْج َو ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اس‪ ، )}114{ ..‬إلى قوله‬ ‫الن ِ‬ ‫ص َدقَة َْأو َم ْع ُروف َْأو ِإ ْ‬
‫صالَ ٍح َب ْي َن َّ‬ ‫َأم َر بِ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫الد ْنيا فَ ِع َ ِ‬
‫الد ْنَيا َواآلخ َر ِة َو َك َ‬
‫ان‬ ‫اب ُّ‬‫ند اللّه ثََو ُ‬ ‫اب ُّ َ‬ ‫ان ُي ِر ُ‬
‫يد ثََو َ‬ ‫تعالى ‪َّ ( :‬من َك َ‬
‫صيراً {‪)}134‬‬ ‫اللّه س ِميعاً ب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫أمر اهلل تعالى في اآليات بالعدل التام في جميع األحكام ‪ ،‬ودعت اآليات‬ ‫‪-10‬‬
‫ألداء الشهادة على الوجه األكمل وأعقبت ذلك ذكر أوصاف المنافقين‬
‫َِّ‬
‫المخزية ومالهم من عقاب وعذاب أليم ‪ ،‬من قوله تعالى ( َيا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين‬
‫ين بِاْل ِق ْس ِط ُشهَ َداء ِللّ ِه َولَ ْو َعلَى َأنفُ ِس ُك ْم‪ )}135{ ...‬إلى‬ ‫ِ‬
‫ونوْا قَ َّوام َ‬
‫آمُنوْا ُك ُ‬
‫َ‬
‫قوله تعالى ‪َّ ( :‬ما ي ْفع ُل اللّه بِع َذابِ ُكم ِإن َش َكرتُم وآمنتُم و َكان اللّه َش ِ‬
‫اكراً‬ ‫ْ ْ َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫َعِليماً {‪)}147‬‬
‫ضره‬
‫ذكرت اآليات أنه تعالى ال يحب إظهار القبائح إال في حق من زاد ّ‬ ‫‪-11‬‬
‫وعدد جرائمهم‬
‫‪ ،‬ثم تحدث عن اليهود وموقفهم من رسل اهلل الكرام ّ‬

‫‪25‬‬
‫ب اللّه اْلجهر بِالسُّو ِء ِمن اْلقَو ِل ِإالَّ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ َ ْ‬ ‫الشنيعة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬ال ُيح ُّ ُ َ ْ َ‬
‫ان اللّهُ َس ِميعاً َعِليماً {‪ )}148‬إلى قوله تعالى ‪... ( :‬‬ ‫ِ‬
‫َمن ظُل َم َو َك َ‬
‫َأجراً َع ِظيماً {‪)}162‬‬ ‫اآلخ ِر ُْأولَـِئ َ‬
‫ك َسُنْؤ تِي ِه ْم ْ‬ ‫ون بِاللّ ِه واْليوِم ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َواْل ُمْؤ ِمُن َـ‬
‫ذكرت أن اإليمان بجميع الرسل شرط لصحة اإليمان وأنه تعالى أرسل‬ ‫‪-12‬‬
‫سائر الرسل مبشرين ومنذرين ‪ ،‬ثم دعت النصارى إلى عدم الغلو في‬
‫شأن المسيح باعتقادهم فيه فهو ليس ابن اهلل كما يزعمون ‪ ،‬ثم ختمت‬
‫بآية الكاللة التي تدعو لرعاية حقوق الورثة من األقرباء ‪ ،‬من قوله‬
‫ِّين ِمن َب ْع ِد ِه‪{ ...‬‬ ‫النبِي َ‬ ‫ك َك َما َْأو َح ْيَنا ِإلَى ُن ٍ‬
‫وح َو َّ‬ ‫تعالى ‪ِ( :‬إَّنا َْأو َح ْيَنا ِإلَْي َ‬
‫ضلُّوْا َواللّهُ بِ ُك ِّل‬
‫‪ ) }163‬إلى قوله تعالى ‪ ... ( :‬يبيِّن اللّه لَ ُكم َأن تَ ِ‬
‫َُ ُ ُ ْ‬
‫يم {‪}176‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫َش ْيء َعل ٌ‬

‫سورة المائدة‬

‫تناولت السورة موضوع التشريع بإسهاب ‪ ،‬إلى جانب موضوع العقيدة‬


‫وقصص أهل الكتاب ‪ ،‬وفيها التوصية بأهمية الوفاء بالعقود والمواثيق بكل‬
‫أنواعها ‪.‬‬
‫الشرعية وأهمها ‪ :‬أحكام‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬ابتدأت السورة بالحديث عن بعض األحكام‬
‫العقود والذبائح والصيد والوضوءـ ‪ ،‬وأمرت باالستقامة والعدل وذلك لبيان‬

‫‪26‬‬
‫الحالل والحرام ‪ ،‬مذكرة بنعم اهلل تعالى الجليلة على عباده بالهداية إلى‬
‫َِّ‬
‫آمُنوْا َْأوفُوْا‬
‫ين َ‬‫اإلسالم ودفع الشرور عنهم ‪،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫اَألن َع ِام ‪ ) }1{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬واتَّقُوْا اللّهَ‬
‫يمةُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ت لَ ُكم َبه َ‬ ‫ُأحلَّ ْ‬
‫ود ِ‬ ‫بِاْل ُعقُ ِ‬
‫ِ‬
‫ون {‪)}11‬‬‫َو َعلَى اللّه َفْلَيتََو َّك ِل اْل ُمْؤ ِمُن َ‬
‫أعقبت ذلك ببيان الميثاق الذي أخذه اهلل تعالى على أهل الكتاب ونقضهم‬ ‫‪-2‬‬
‫إياه ‪ ،‬ومعاقبة اهلل تعالى لهم بتسليط بعضهم على بعض ‪ ،‬وفي اآليات دعوة‬
‫اق َبنِي‬
‫َأخ َذ اللّهُ ِميثَ َ‬
‫إلى االهتداء بنور القرآن الكريم ‪،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َ‬
‫ِإ ْس َراِئي َل َوَب َعثَْنا ِمنهُ ُم اثَْن ْي َع َش َر َن ِقيـباً ‪ )}12{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ .. ( :‬فَقَ ْد‬
‫َجاء ُكم َب ِش ٌير َوَن ِذ ٌير َواللّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {‪)}19‬‬
‫ذكرت اآليات تمرد بني إسرائيل وعصيانهم ألمر اهلل لهم بالقتال في‬ ‫‪-3‬‬
‫سبيله ‪،‬وعقابه تعالى لهم بجعلهم يتيهون في األرض أربعين سنة ‪ ،‬من قوله‬
‫وسى ِلقَ ْو ِم ِه َيا قَ ْوِم ا ْذ ُك ُروْا نِ ْع َمةَ اللّ ِه َعلَْي ُك ْم ِإ ْذ َج َع َل ِفي ُك ْم‬
‫تعالى ‪َ ( :‬وِإ ْذ قَا َل ُم َ‬
‫ِِ‬
‫ين {‪)}26‬‬ ‫ْأس َعلَى اْلقَ ْوِم اْلفَاسق َ‬ ‫َأنبَِياء‪ )}20{ ...‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَالَ تَ َ‬
‫قصة ابني آدم قابيل وهابيل ‪ ،‬وعصيان ( قابيل ) وقتله النفس‬ ‫‪ -4‬ثم ذكرت ّ‬
‫الحق ‪ ،‬أعقبتها ببيان عاقبة اإلفساد في األرض‬
‫ّ‬ ‫البريئة التي حرمها اهلل بغير‬
‫حد‬
‫وبينت اآليات عقاب الضالين ‪ ،‬كما ّبينت ّ‬ ‫‪ ،‬وفتح باب التوبة للتائبين ّ‬
‫السرقة وأنه تعالى غفار لكل من آمن وتاب ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ْات ُل َعلَْي ِه ْم‬
‫اء َوَي ْغ ِف ُر ِل َمن‬ ‫ق‪ )}27{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ُ .. ( :‬ي َع ِّذ ُ‬
‫ب َمن َي َش ُ‬ ‫آد َم بِاْل َح ِّ‬
‫َنَبَأ ْابَن ْي َ‬
‫اء َواللّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {‪)}40‬‬ ‫َي َش ُ‬
‫‪ -5‬أعقبت ذلك بذكر أمر المنافقين و اليهود في حسدهم للنبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وتربصهم به وبأصحابه الدوائر‪َّ ،‬‬
‫وبينت اآليات أن اهلل تعالى سيعصم‬
‫شرهم وينجيه من مكرهم ‪ ،‬ثم ذكرت ما أنزل اهلل من أحكام‬
‫رسوله من ّ‬
‫‪27‬‬
‫نورانية في شريعة التوراة واإلنجيل والقرآن الكريم فكلها كتب سماوية فيها‬
‫حكم اهلل تعالى وقد نسخها القرآن الكريم وجاء األمر اإللهي باتِّباع أوامر‬
‫الرسو ُل الَ ي ْح ُزن َ َِّ‬
‫ين ُي َس ِار ُع َ‬
‫ون‬ ‫ك الذ َ‬ ‫َ‬ ‫اهلل تعالى فيه ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬يا َُّأيهَا َّ ُ‬
‫َأح َس ُن ِم َن‬
‫ون َو َم ْن ْ‬ ‫ِِ ِ‬
‫في اْل ُك ْف ِر ‪ )}41{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ( :‬أفَ ُح ْك َم اْل َجاهلَّية يـ َْب ُغ َ‬
‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫ون{‪)}50‬‬‫اللّه ُح ْكمـاً لقَ ْوٍم ُيو ِقُن َ‬
‫وعددت جرائم اليهود وما‬ ‫حذرت اآليات من مواالة اليهود والنصارى ‪ّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫اتهموا به الذات اإللهية المقدسة من شنيع األقوال وقبيح الفعال ‪ ،‬من قوله‬
‫ضهُ ْم َْأوِلَياء‬ ‫آمُنوْا الَ تَتَّ ِخ ُذوْا اْلَيهُ َ‬ ‫َِّ‬
‫ص َارى َْأوِلَياء َب ْع ُ‬ ‫الن َ‬ ‫ود َو َّ‬ ‫تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ص َدةٌ َو َكثِ ٌير ِّم ْنهُ ْم َساء َما‬
‫ُأمةٌ ُّم ْقتَ ِ‬
‫ض‪ )}51{ ..‬إلى قوله تعالى ‪ِّ ... ( :‬م ْنهُ ْم َّ‬ ‫َب ْع ٍ‬
‫ون {‪)}66‬‬ ‫َي ْع َملُ َ‬
‫‪ّ -7‬بينت أمر اهلل تعالى لرسوله صلى اهلل عليه وسلم بتبليغ الدعوة ووعده له‬
‫بالحفظ والنصرةـ ‪ ،‬ثم ّبينت تحريف أهل الكتاب لكتبهم السماوية وكفرهم‬
‫بالرسل الذين أرسلوا من اهلل إليهم ‪ ،‬واعتقادهم بألوهية عيسى عليه السالم‬
‫وبينت سخطه تعالى على أهل الكتاب ‪ ،‬فقد كانوا ال يتناهون عن المنكر‬ ‫‪ّ ،‬‬
‫فيما بينهم ‪ ،‬ويتخذون الكافرين أولياء ‪ ،‬فكانت عاقبتهم الخلود في نار جهنم‬
‫ك‪ )}67{ ..‬إلى‬ ‫ك ِمن َّرِّب َ‬ ‫الر ُسو ُل َبلِّ ْغ َما ِ‬
‫ُأنز َل ِإلَْي َ‬ ‫‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬يا َُّأيهَا َّ‬
‫ُأنز َل ِإلَْي ِه َما اتَّ َخ ُذ ُ‬
‫وه ْم َْأوِلَياء‬ ‫والنبِ ِّي َو َما ِ‬
‫ون بِاهلل َّ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْو َك ُانوا يُْؤ ِمُن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ون {‪)}81‬‬ ‫َولَـك َّن َكثيراً ِّم ْنهُ ْم فَاسقُ َ‬
‫وبينت أن النصارى ألين‬ ‫‪ -8‬ذكرت اآليات عداوة اليهود الشديدة للمسلمين ‪ّ ،‬‬
‫عريكة من اليهود في التعامل مع المسلمين ‪ ،‬ثم عادت إلى األحكام الشرعية‬
‫فذكرت منها ‪ :‬كفّارة اليمين ‪ ،‬وتحريم الخمر والميسر ‪ ،‬وجزاء قتل الصيد‬
‫آمُنوْا‬ ‫َِِّّ‬ ‫في حالة اإلحرام ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬لَتَ ِج َد َّن َأ َش َّد َّ‬
‫الن ِ‬
‫ين َ‬
‫اس َع َد َاوةً للذ َ‬
‫‪28‬‬
‫ص ْي ُد اْلَب ْح ِر‬ ‫ِ َّ‬ ‫اْليه َ َِّ‬
‫ين َأ ْش َر ُكوْا‪ )}82{ ..‬إلى قوله تعالى ‪ُ( :‬أحل لَ ُك ْم َ‬ ‫ود َوالذ َ‬ ‫َُ‬
‫َّ‬
‫امهُ َمتَاعاً ل ُك ْم َوِللسََّّي َار ِة َو ُح ِّر َم َعلَْي ُك ْم َ‬
‫ص ْي ُد اْلَب ِّر َما ُد ْمتُ ْم ُح ُرماً َواتَّقُوْا اللّهَ‬ ‫ط َع ُ‬
‫َو َ‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ون {‪)}96‬‬ ‫ي ِإلَْيه تُ ْح َش ُر َ‬
‫الذ َ‬
‫وأنه ركز في‬ ‫‪ -9‬ذكرت اآليات أن اهلل تعالى قد جعل الكعبة قياماً للناس ‪ّ ،‬‬
‫القلوب تعظيمها ‪.‬‬
‫وجاء في اآليات نهي الناس عن السؤال عن أشياء إن بدت لهم ساءتهم‬
‫كحال آباءهم في الجنة أم في النار ‪.‬‬
‫ذم للمشركين حين أحلّوا ما حرم اهلل تعالى ‪.‬‬
‫كما جاء في اآليات ٌّ‬
‫وتضمنت اآليات دعوة إلصالح النفس وتهذيبها ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ج َع َل‬
‫اس‪ )}97{ ..‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إلَى اللّ ِه‬ ‫ت اْل َح َر َام ِقَياماً لِّ َّلن ِ‬‫اللّهُ اْل َك ْعَبةَ اْلَب ْي َ‬
‫ِ‬
‫ون {‪)}105‬‬ ‫َم ْر ِج ُع ُك ْم َجميعاً فَُيَنِّبُئ ُكم بِ َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬
‫الوصية عند دنو األجل وأمر الناس بتقوى اهلل ‪ ،‬من قوله‬ ‫ّ‬ ‫‪ -10‬ذكرت أهمية‬
‫صَّي ِة‬
‫ت ِحين اْلو ِ‬ ‫تعالى ‪( :‬يِا َُّأيها الَِّذين آمُنوْا َشه َ ِ‬
‫َأح َد ُك ُم اْل َم ْو ُ َ َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ادةُ َب ْين ُك ْم ِإ َذا َح َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اد ِة َعلَى َو ْج ِههَا َْأو َي َخافُوْا‬ ‫ك َْأدَنى َأن َيْأتُوْا بِ َّ‬
‫الشهَ َ‬ ‫{‪ )}106‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ذِل َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين {‬ ‫ان َب ْع َد َْأي َمان ِه ْم َواتَّقُوا اللّهَ َو ْ‬
‫اس َم ُعوْا َواللّهُ الَ َي ْهدي اْلقَ ْو َم اْلفَاسق َ‬ ‫َأن تَُر َّد َْأي َم ٌ‬
‫‪)}108‬‬
‫‪ -11‬أخبرت اآليات عن يوم القيامة وأهواله ‪ ،‬وسؤال اهلل تعالى الرسل عن‬
‫أممهم ‪.‬‬
‫وانتقل الحديث في اآليات لإلخبار عن المعجزات التي أيد بها اهلل عبده‬
‫ورسوله عيسى عليه السالم ‪.‬‬
‫وذكرت معجزة المائدة التي أنزلها تعالى على بني إسرائيل من السماء ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وختمت السورة الكريمة ببراءة المسيح عيسى بن مريم عليه السالم من‬
‫الر ُس َل فََيقُو ُل ما َذا ِ‬
‫ُأج ْبتُ ْم‬ ‫دعوى األلوهية ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬ي ْو َم َي ْج َمعُ اللّهُ ُّ‬
‫َ‬
‫وب {‪ )}109‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬للّ ِه ُمْل ُ‬
‫ك‬ ‫َأنت َعالَّم اْل ُغُي ِ‬
‫ك َ‬ ‫قَالُوْا الَ ِعْل َم لََنا ِإَّن َ‬
‫ُ‬
‫ض َو َما ِفي ِه َّن َو ُه َو َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير {‪)}120‬‬
‫اَألر ِ‬ ‫َّم َاوات َو ْ‬
‫ِ‬
‫الس َ‬

‫سورة األنعام‬

‫من السور التي يدور محورها حول العقيدة وأصول اإليمان ‪ ،‬وإ لى توحيد‬
‫عز وجل وملكوته في‬
‫اهلل توحيداً خالصاً عن طريق النظر إلى قدرة اهلل ّ‬
‫ظ َمته‬
‫الكون ‪،‬فهي أكثر سورة تشعرك بمحبة‪ C‬اهلل من خالل استشعار ع َ‬
‫وقدرته في الكون ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وتتلخص قضاياها فيما يلي ‪ ( :‬قضية األلوهية ‪ ،‬قضية الوحي والرسالة ‪،‬‬
‫قضية البعث والجزاء ) ‪.‬‬
‫بدأت السورة الكريمة بإقامة الدالئل والبراهين على قدرة اهلل ووحدانيته‬ ‫‪-1‬‬
‫وتحدثت اآليات عن استهزاء األمم السابقة برسلهم وعقاب اهلل تعالى لهم‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬
‫تحذيراً للمستهزئين من الكفار برسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ووعيداً لهم‬
‫بأن عذاب اهلل آت ‪ ،‬ثم تبين قدرته تعالى ووحدانيته وعظمته ‪ ،‬من قوله‬
‫ور ثَُّم‬ ‫ات َو ُّ‬‫ات واَألرض وجع َل الظُّلُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعالى ‪( :‬اْل َح ْم ُد ِللّ ِه الَِّذي َخلَ َ‬
‫الن َ‬ ‫َ‬ ‫َّم َاو َ ْ َ َ َ َ‬ ‫ق الس َ‬
‫ق ِعَب ِاد ِه‬ ‫الَِّذين َكفَروْا بِرِّب ِهم يع ِدلُون {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪( :‬و ُهو اْلقَ ِ‬
‫اه ُر فَ ْو َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫يم اْل َخبِ ُير {‪)}18‬‬ ‫ِ‬
‫َو ُه َو اْل َحك ُ‬
‫ذكرت اآليات شهادة اهلل تعالى على صدق نبوة محمد عليه الصالة‬ ‫‪-2‬‬
‫والسالم ‪ ،‬ثم ذكر موقف الجاحدين المكذبين للقرآن والوحي وحسرتهم‬
‫الشديدة يوم القيامة‪ ،‬وتضمنت اآليات دعوة للنبي صلى اهلل عليه وسلم كي‬
‫َأي‬
‫وبينت أن أمر الهداية بيد اهلل تعالى ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل ُّ‬ ‫على األذى ّ‬
‫يد بِْينِي َوَب ْيَن ُك ْم‪ )}19{ ..‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬
‫َش ْي ٍء َأ ْكَب ُر َشهَادةً ُق ِل اللّ ِه َش ِه ٌ‬
‫ِِ‬ ‫( ‪ ...‬ولَو َشاء اللّه لَجمعهم علَى اْله َدى فَالَ تَ ُك َ ِ‬
‫ين {‪)}35‬‬ ‫ون َّن م َن اْل َجاهل َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ َ ُْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫‪ -3‬يبين تعالى سبب إعراض المشركين عن القرآن ‪ ،‬وذلك ألن القرآن‬
‫تحدثت‬
‫نور للمؤمن لكن الكافر بمنزلة الميت الذي ال يسمع أو يستجيب ‪ ،‬ثم ّ‬
‫عن عقاب اهلل تعالى لألمم السابقة ‪ ،‬تحذيراً للناس وإ نذاراً لهم من أن يتّبعوا‬
‫الغي والضالل ‪.‬‬ ‫سبيل ّ‬
‫ون َواْل َم ْوتَى َي ْب َعثُهُ ُم اللّهُ ثَُّم ِإلَْي ِه‬ ‫من قوله تعالى ‪ِ( :‬إَّنما يستَ ِج َِّ‬
‫ين َي ْس َم ُع َ‬
‫يب الذ َ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫ض َي‬ ‫َأن ِع ِندي ما تَستَع ِجلُون بِ ِه لَقُ ِ‬
‫َ ْ ْ َ‬ ‫ون {‪ }36‬إلى قوله تعالى ‪ُ ( :‬قل لَّ ْو َّ‬ ‫ُي ْر َج ُع َ‬
‫َّ ِ ِ‬ ‫اَألم ُر َب ْينِي َوَب ْيَن ُك ْم َواللّه ْ‬
‫ين {‪)}58‬‬ ‫َأعلَ ُم بِالظالم َ‬ ‫ْ‬
‫‪31‬‬
‫ذكرت األدلة على صفات اهلل القدسية ومنها ‪ :‬علمه ‪ ،‬وقدرته ‪ ،‬وعظمته‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ ،‬وجالله ‪ ،‬وسائر صفات الجالل والجمال ‪ ،‬ثم ذكرت نعمته تعالى على‬
‫العباد بإنقاذهم من الشدائد ‪ ،‬وقدرته على االنتقام ممن خالف وعصى أمره ‪،‬‬
‫داعية المؤمنين لتقواه والصالة له وحده سبحانه فإليه يحشر الناس وله الملك‬
‫ندهُ َمفَاتِ ُح اْل َغ ْي ِب الَ َي ْعلَ ُمهَا ِإالَّ ُه َو‬
‫وبيده علم الغيب ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ِع َ‬
‫َوَي ْعلَ ُم َما ِفي اْلَب ِّر َواْلَب ْح ِر‪ )}59{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬ولَهُ اْل ُمْل ُ‬
‫ك َي ْو َم‬
‫يم اْل َخبِ ُير {‪)}73‬‬ ‫ِ‬ ‫الشه َ ِ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ادة َو ُه َو اْل َحك ُ‬ ‫ُّو ِر َعال ُم اْل َغ ْيب َو َ‬
‫ُينفَ ُخ في الص َ‬
‫‪ -5‬ذكر ت قصة أب األنبياء ( إبراهيم ) عليه السالم إلقامة الحجج على‬
‫مشركي العرب في تقديس األصنام فقد جاء بالتوحيد الذي يتنافى مع‬
‫اإلشراك باهلل ‪ ،‬وذكرت شرف الرسل من أبناء إبراهيم وأمرت رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم باالقتداء بهديهم الكريم ‪ ،‬ثم انتقلت للحديث اليهود‬
‫والمشركين الذين حرفوا الكتاب وحالهم عند الموت ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ْذ‬
‫ضالَ ٍل ُّمبِ ٍ‬ ‫ك وقَوم َ ِ‬ ‫ِ ِإ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫ين‬ ‫ك في َ‬ ‫َأصَناماً آلهَةً ِّني ََأرا َ َ ْ َ‬ ‫يم َألبِيه َآز َر َأتَتَّخ ُذ ْ‬
‫قَا َل ْب َراه ُ‬
‫َّ‬
‫ون‬‫ض َّل َعن ُكم َّما ُكنتُ ْم تَْز ُع ُم َ‬
‫{‪ )}74‬إلى قوله تعالى ‪ ... ( :‬لَقَد تَّقَط َع َب ْيَن ُك ْم َو َ‬
‫{‪)}94‬‬
‫ذكرت األدلة الدالة على وجود الخالق وكمال علمه وقدرته وحكمته‬ ‫‪-6‬‬
‫تنبيهاً على أن المقصود األصلي إنما هو معرفة الخالق بذاته وصفاته‬
‫وأفعاله ‪،‬وجاء النهي عن سب الذين يعون من دون اهلل ألن ذلك يدعوهم‬
‫لسب اهلل جهال منهم ‪ ،‬كما ّبينت اآليات طغيان الكافرين وصعوبة إيمانهم‬
‫وعنادهم فال يستطيعون اتباع آيات اهلل ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن اللّهَ فَ ِال ُ‬
‫ق‬
‫ِّت ِم َن اْل َح ِّي َذِل ُك ُم اللّهُ فَ ََّأنى‬
‫ِّت وم ْخ ِرج اْلمي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الن َوى ُي ْخ ِر ُج اْل َح َّي م َن اْل َمي َ ُ ُ َ‬
‫ب َو َّ‬
‫اْل َح ِّ‬

‫‪32‬‬
‫ص َار ُه ْم َك َما لَ ْم يُْؤ ِمُنوْا بِ ِه‬ ‫تُ فَ ُكون {‪ )}95‬إلى قوله تعالى ‪( :‬وُن َقلِّ ِئ‬
‫ب َأ ْف َدتَهُ ْم َو َْأب َ‬
‫َ ُ‬ ‫ْؤ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪)}110‬‬ ‫ََّأو َل َم َّر ٍة َوَن َذ ُر ُه ْم في طُ ْغَيان ِه ْم َي ْع َمهُ َ‬
‫ذكرت أن رؤية المعجزات لن تفيد من عميت بصيرته ‪ ،‬وأنه لو أتاهم‬ ‫‪-7‬‬
‫باآليات التي اقترحوها من إنزال المالئكة ‪ ،‬وإ حياء الموتى حتى يكلموهم ‪،‬‬
‫وحشر السباع والدواب والطيور وشهادتهم بصدق الرسول ما آمنوا بمحمد‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وال بالقرآن الكريم لتأصلهم في الضالل ‪ ،‬ودعت‬
‫اآليات لألكل مما ذكر اسم اهلل عليه ‪ ،‬ثم ذكرت أن من البشر فريقان ‪:‬‬
‫فريق مهتد وآخر ضال ‪ ،‬داعية المؤمنين للثبات على صراط اهلل المستقيم ‪،‬‬
‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْو ََّأنَنا َن َّزْلَنا ِإلَْي ِه ُم اْل َمآلِئ َكةَ َو َكلَّ َمهُ ُم اْل َم ْوتَى َو َح َش ْرَنا َعلَْي ِه ْم‬
‫ُك َّل َش ْي ٍء قُُبالً َّما َك ُانوْا ِليُْؤ ِمُنوْا‪ )}111{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬لَهُ ْم َد ُار َّ‬
‫السالَِم‬
‫ون {‪)}127‬‬ ‫ِع َ‬
‫ند َرِّب ِه ْم َو ُه َو َوِلُّيهُ ْم بِ َما َك ُانوْا َي ْع َملُ َ‬
‫‪ّ -8‬بينت أنه سيحشر الخالئق جميعاً يوم الحساب لينال ك ّل الجزاء العادل‬
‫على ما قدم في الحياة ‪،‬وبينت جهل المشركين وخرافاتهم تحذيرا منهم وبيانا‬
‫أنه ال أهلية لهم في القدح بالحق ‪ ،‬وتصرفهم في كثير مما أحله اهلل لهم من‬
‫الحرث واألنعام ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وَي ْو َم يِ ْح ُش ُر ُه ْم َج ِميعاً َيا َم ْع َش َر اْل ِج ِّن‬
‫ين قَتَلُوْا‬ ‫ِ َِّ‬ ‫استَ ْكثَْرتُم ِّم َن اِإل ِ‬ ‫ِ‬
‫نس‪ )}128{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬قَ ْد َخس َر الذ َ‬ ‫قَد ْ‬
‫ضلُّوْا َو َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْأوالَ َد ُه ْم َسفَهاً بِ َغ ْي ِر عْلٍم َو َح َّر ُموْا َما َر َزقَهُ ُم اللّهُ ا ْفت َراء َعلَى اللّه قَ ْد َ‬
‫ين {‪)}140‬‬ ‫ِ‬
‫َك ُانوْا ُم ْهتَد َ‬
‫‪ -9‬ذكرت امتنانه تعالى على العباد بالرزق الذي تصرفوا فيه بغير إذنه‬
‫تعالى افتراء منهم عليه واختالقاً ‪ ،‬ثم أعقبته ببيان أن المشركين سيحتجون‬
‫على شركهم وتحريمهم ما أحل اهلل بالقضاء والقدر وأنهم سيجعلون ذلك‬
‫حجة لهم في دفع اللوم عنهم ‪ ،‬ثم جاءت اآليات ترد ليهم وتبطل شهادتهم ‪،‬‬

‫‪33‬‬
‫ات َو َّ‬‫ات و َغ ْير معرو َش ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َِّ‬
‫الن ْخ َل‬ ‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ُه َو الذي َأن َشَأ َجَّنات َّم ْع ُرو َش َ َ َ ْ ُ‬
‫ع ُم ْختَِلفاً ُأ ُكلُهُ‪ )}141{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬والَ تَتَّبِ ْع ْ‬
‫َأه َواء‬ ‫و َّ‬
‫الز ْر َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫َّ‬ ‫َِّ‬
‫ون {‪)}150‬‬ ‫ون بِاآلخ َر ِة َو ُهم بِ َرِّب ِه ْم َي ْعدلُ َ‬
‫ين الَ يُْؤ ِمُن َ‬ ‫ين َكذُبوْا بِ َآياتَنا َوالذ َ‬‫الذ َ‬
‫حر َمهُ تعالى على الكفار من األمور الضارة ‪ ،‬وذكرت‬ ‫‪ -10‬ذكرت ما َّ‬
‫الوصايا العشر التي اتفقت عليها الشرائع السماوية وبها سعادة البشرية ‪ ،‬من‬
‫قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل تَ َعالَ ْوْا َْأت ُل َما َح َّرم َُّب ُك ْم َعلَْي ُك ْم َأالَّ تُ ْش ِر ُكوْا بِ ِه َش ْيئاً‬
‫َوبِاْل َو ِال َد ْي ِن ِإ ْح َساناً‪ )}151{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ُه َو الَِّذي َج َعلَ ُك ْم َخالَِئ َ‬
‫ف‬
‫ك‬ ‫ات لَِّيْبلُ َو ُك ْم ِفي َما آتَا ُك ْم ِإ َّن َرَّب َ‬ ‫ض َدرج ٍ‬
‫ق َب ْع ٍ َ َ‬ ‫ض ُك ْم فَ ْو َ‬ ‫ض َو َرفَ َع َب ْع َ‬ ‫اَألر ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫َس ِريع اْل ِعقَ ِ‬
‫يم {‪)}165‬‬ ‫ور َّرح ٌ‬ ‫اب َوِإ َّنهُ لَ َغفُ ٌ‬ ‫ُ‬

‫سورة األعراف‬

‫هي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص األنبياء ‪ ،‬ومهمتها تقرير‪ C‬أصول‬
‫الدعوة اإلسالمية من توحيد اهلل وتقرير البعث والجزاء وتقرير‪ C‬الوحي‬
‫والرسالة ‪ ،‬وتتناول السورة تاريخ البشرية منذ البداية مع آدم عليه السالم‬
‫إلى النهاية في يوم القيامة وذلك من خالل الصراع بين الخير والشر ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫عرضت السورة الكريمة في بدايتها لمعجزة القرآن الكريم وقررت أن‬ ‫‪-1‬‬
‫هذا القرآن نعمة من الرحمن على اإلنسانية جمعاء ‪ ،‬ثم أتبعت اآليات‬
‫بالحديث عن حال األمم السابقة ‪،‬من قوله تعالى‪( :‬المص {‪ِ }1‬كتَ ٌ‬
‫اب‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين {‬‫ك َح َر ٌج ِّم ْنهُ لتُنذ َر بِه َو ِذ ْك َرى لْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫ص ْد ِر َ‬
‫ك فَالَ َي ُكن في َ‬ ‫ُأنز َل ِإلَْي َ‬
‫ِ‬
‫ض َو َج َعْلَنا لَ ُك ْم ِفيهَا‬‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫‪ ) }2‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َمكَّنا ُك ْم في ْ‬
‫ِ‬
‫ون {‪) }10‬‬ ‫َم َعايِ َش َقليالً َّما تَ ْش ُك ُر َ‬
‫تحدثت عن بدء الخليقة ‪ ،‬وقصة آدم عليه السالم وذكر ما امتن به اهلل‬ ‫‪-2‬‬
‫تعالى على بني آدم وما أنعم به عليهم ‪ ،‬وجاء األمر اإللهي لبني آدم‬
‫بالبعد عن الشيطان وفتنته واتّباع طريق اهلل تعالى طريق الحق والخير‬
‫اس ُج ُدوْا‬ ‫ِ ِئ ِ‬
‫ص َّو ْرَنا ُك ْم ثَُّم ُقْلَنا لْل َمآل َكة ْ‬
‫‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َخلَ ْقَنا ُك ْم ثَُّم َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين {‪ ) }11‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫يس لَ ْم َي ُكن ِّم َن السَّا ِجد َ‬ ‫آلد َم فَ َس َج ُدوْا ِإال ِإْبل َ‬
‫َ‬
‫ين َْأوِلَياء‬ ‫الضالَلَةُ ِإَّنهم اتَّ َخ ُذوا َّ ِ‬ ‫ق َعلَْي ِه ُم َّ‬ ‫( فَ ِريقاً َه َدى وفَ ِريقاً َح َّ‬
‫الشَياط َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫ِمن ُد ِ ِ‬
‫ون {‪)}30‬‬ ‫ون ََّأنهُم ُّم ْهتَ ُد َ‬ ‫ون اللّه َوَي ْح َسُب َ‬
‫ّبينت أمر اهلل تعالى بأخذ الزينة والتجمل في المناسبات ‪ ،‬وعند إرادة‬ ‫‪-3‬‬
‫الصالة ‪ ،‬ثم ذكرت أحوال اآلخرة وانقسام الناس إلى طوائف ( أهل‬
‫الجنة ‪ ،‬أهل النار ‪ ،‬وأهل األعراف ) ومآل كل فريق من سعادة أو‬
‫شقاء في الدار العدل والجزاء ‪.‬‬
‫ند ُك ِّل َم ْس ِج ٍد و ُكلُوْا َوا ْش َرُبوْا‬
‫آد َم ُخ ُذوْا ِز َينتَ ُك ْم ِع َ‬
‫من قوله تعالى ‪َ( :‬يا َبنِي َ‬
‫ين {‪ )}31‬إلى قوله تعالى ‪ ... ( :‬فَاْلَي ْو َم‬ ‫َوالَ تُ ْس ِرفُوْا ِإَّنهُ الَ ُي ِح ُّ‬
‫ب اْل ُم ْس ِر ِف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪)}51‬‬ ‫اه ْم َك َما َن ُسوْا لقَاء َي ْو ِم ِه ْم َهـ َذا َو َما َك ُانوْا بِ َآياتَنا َي ْج َح ُد َ‬ ‫نس ُ‬‫َن َ‬
‫ذكرت أنه ال حجة ألحد بعدم اإليمان ‪ ،‬فقد أرسل اهلل الرسل وأنزل‬ ‫‪-4‬‬
‫الكتب لهداية البشرية ‪ ،‬ثم ذكرت قصص بعض األنبياء فبدأت بنوح‬

‫‪35‬‬
‫عليه السالم ثم أعقبته بذكر هود عليه السالم ‪ ،‬وذكرت موقف‬
‫اهم‬ ‫المشركين من دعوة الرسل الكرام ‪،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد ِجْئ َن ُ‬
‫ِّ‬ ‫ٍِ‬ ‫بِ ِكتَ ٍ‬
‫ون {‪ )}52‬إلى قوله‬ ‫صْلَناهُ َعلَى عْلم ُه ًدى َو َر ْح َمةً لقَ ْوٍم يُْؤ ِمُن َ‬ ‫اب فَ َّ‬
‫ين َك َّذُبوْا‬ ‫َِّ‬
‫ط ْعَنا َدابِ َر الذ َ‬ ‫ين َم َعهُ بِ َر ْح َم ٍة ِّمَّنا َوقَ َ‬ ‫َِّ‬
‫َأنج ْيَناهُ َوالذ َ‬
‫تعالى ‪ .. ( :‬فَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين {‪)}72‬‬ ‫بِ َآياتَنا َو َما َك ُانوْا ُمْؤ ِمن َ‬
‫ثم أعقبت ذلك بذكر قصة صالح عليه السالم ‪ ،‬وموقف المعاندين‬ ‫‪-5‬‬
‫ص ِالحاً قَا َل َيا قَ ْوِم‬ ‫اه ْم َ‬ ‫َأخ ُ‬
‫ود َ‬ ‫للرسل الكرام ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ لَى ثَ ُم َ‬
‫اعُب ُدوْا اللّهَ َما لَ ُكم ِّم ْن ِإلَ ٍـه َغ ْي ُرهُ‪ )}73{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَتََولَّى‬ ‫ْ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫ت لَ ُك ْم َولَكن ال تُحُّب َ‬
‫ون‬ ‫ص ْح ُ‬ ‫ال َيا قَ ْوِم لَقَ ْد َْأبلَ ْغتُ ُك ْم ِر َسالَةَ َربِّي َوَن َ‬
‫َع ْنهُ ْم َوقَ َ‬
‫ين {‪) }79‬‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الناصح َ‬
‫ال ِلقَ ْو ِم ِه‬ ‫وقصة لوط عليه السالم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولُوطاً ِإ ْذ قَ َ‬ ‫‪-6‬‬
‫ين {‪ ) }80‬إلى قوله‬ ‫ِ‬ ‫اح َشةَ ما سبقَ ُكم بِها ِم ْن ٍ‬ ‫َأتَْأتُون اْلفَ ِ‬
‫َأحد ِّمن اْل َعالَم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ين {‬ ‫ان َعاقَبةُ اْل ُم ْج ِر ِم َ‬ ‫ف َك َ‬ ‫طراً فَانظُ ْر َك ْي َ‬ ‫ط ْرَنا َعلَْي ِهم َّم َ‬‫َأم َ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬و ْ‬
‫‪)}84‬‬
‫اه ْم‬
‫َأخ ُ‬‫وقصة شعيب عليه السالم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ لَى َم ْدَي َن َ‬ ‫‪-7‬‬
‫ال َيا قَ ْوِم لَقَ ْد‬‫ُش َع ْيباً‪ )}85{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ ( :‬فَتََولَّى َع ْنهُ ْم َوقَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين {‬ ‫آسى َعلَى قَ ْوٍم َكاف ِر َ‬ ‫ف َ‬ ‫ت لَ ُك ْم فَ َك ْي َ‬‫ص ْح ُ‬‫َْأبلَ ْغتُ ُك ْم ِر َساالَت َربِّي َوَن َ‬
‫‪)}93‬‬
‫ذكرت بعد قصص األنبياء سنته اإللهية في االنتقام ممن كذب أنبياءه ‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫وذلك بالتدرج معهم بالبأساء والضراءـ ‪ ،‬ثم بالنعمة والرخاء ‪ ،‬ثم‬
‫بالبطش بهم إن لم يؤمنوا باهلل وحده ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و َما َْأر َسْلَنا‬
‫ون {‬ ‫ض َّر ُع َ‬‫الض َّراء لَ َعلَّهُ ْم َي َّ‬ ‫َأهلَهَا بِاْلَب َ‬
‫ْأساء َو َّ‬ ‫ِفي قَ ْرَي ٍة ِّمن َّنبِ ٍّي ِإالَّ َ‬
‫َأخ ْذَنا ْ‬

‫‪36‬‬
‫‪ )}94‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َما َو َج ْدَنا َأل ْكثَِر ِهم ِّم ْن َع ْه ٍد َوِإ ن َو َج ْدَنا‬
‫ين {‪)}102‬‬ ‫ِِ‬
‫َأ ْكثََر ُه ْم لَفَاسق َ‬
‫ثم أعقبت ذلك بقصة موسى عليه السالم مع الطاغية فرعون وما فيها‬ ‫‪-9‬‬
‫وسى بِ َآياتَِنا‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫من عبر وعظات ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم َب َعثَْنا من َب ْعدهم ُّم َ‬
‫ين {‪}103‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ظلَ ُموْا بِهَا فَانظُ ْر َك ْي َ‬‫ِإلَى ِف ْر َع ْو َن َو َملَِئ ِه فَ َ‬
‫ان َعاقَبةُ اْل ُم ْفسد َ‬ ‫ف َك َ‬
‫ك َع ُد َّو ُك ْم َوَي ْستَ ْخِلفَ ُك ْم ِفي‬‫) إلى قوله تعالى ‪ .. ( :‬قَا َل َع َسى َرُّب ُك ْم َأن ُي ْهِل َ‬
‫ون {‪)}129‬‬ ‫ف تَ ْع َملُ َ‬‫ض فََينظَُر َك ْي َ‬ ‫اَألر ِ‬
‫ْ‬
‫استطردت اآليات بعدها لتحكي قصة موسى عليه السالم مع فرعون‬ ‫‪-10‬‬
‫عما ح ّل بقوم فرعون من الباليا‬
‫وما فيها من العبر ‪ ،‬وتحدثت ّ‬
‫والنكبات ‪ ،‬وما ابتالهم اهلل به من قحط وجدب وطوفان وجراد وغير‬
‫ذلك من المصائب نتيجة معصيتهم وإ صرارهمـ عليها ‪ ،‬ثم ذكرت أنواع‬
‫النعم التي أنعم اهلل بها على بني إسرائيل ومن أعظمها إهالك عدوهم‬
‫َأخ ْذَنا آ َل‬
‫وقطعهم البحر مع السالمة واألمان ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َ‬
‫َّ ِ َّ َّ‬ ‫ِفرع ِ ِ‬
‫ون {‪ )}130‬إلى قوله‬ ‫ص ِّمن الث َم َرات لَ َعلهُ ْم َيذ َّك ُر َ‬ ‫ين وَن ْق ٍ‬
‫ون بالسِّن َ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ضلُّوْا قَالُوْا لَِئن لَّ ْم َي ْر َح ْمَنا‬ ‫ِ‬ ‫تعالى ‪َ ( :‬ولَ َّما ُس ِق َ‬
‫ط فَي َْأيدي ِه ْم َو َر َْأوْا ََّأنهُ ْم قَ ْد َ‬
‫ِ‬ ‫رُّبَنا وي ْغ ِفر لََنا لََن ُك َ ِ‬
‫ين {‪)}149‬‬ ‫ون َّن م َن اْل َخاس ِر َ‬ ‫َ ََ ْ‬
‫ذكرت اآليات في الحديث عن بني إسرائيل قصة أصحاب القرية‬ ‫‪-11‬‬
‫واعتداءهم يوم السبت باالصطياد فيه ‪ ،‬وكيف أن اهلل تعالى مسخهم‬
‫وسى‬‫قردة وفي ذلك عبرة للمعتبرين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ َّما َر َج َع ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضب ِ‬ ‫ِ‬
‫ي ‪ )}150{ ..‬إلى‬ ‫ان َأسفاً قَا َل بِْئ َس َما َخلَ ْفتُ ُمونِي من َب ْعد َ‬‫ِإلَى قَ ْو ِمه َغ ْ َ َ‬
‫َأج َر‬
‫ضيعُ ْ‬ ‫الصالَةَ ِإَّنا الَ ُن ِ‬
‫اموْا َّ‬ ‫ين ُيم َّس ُك َ ِ ِ ِ‬ ‫َِّ‬
‫ون باْلكتَاب َوَأقَ ُ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ( :‬والذ َ َ‬
‫ين {‪)}170‬‬ ‫اْلم ِ ِ‬
‫صلح َ‬ ‫ُ ْ‬
‫‪37‬‬
‫تحدثت اآليات بعدها عن عاقبة بني إسرائيل نتيجة تمردهم وعصيانهم‬ ‫‪-12‬‬
‫باقتالع جبل الطور ‪ ،‬وسحقهم به إن لم يعملوا بأحكام التوراة ‪ ،‬ثم‬
‫ذكرت مثالً لعلماء السوء في قصة الذي انسلخ عن آيات اهلل طمعاً في‬
‫حطام الدنيا ‪ ،‬وضربت له مثالً بالكلب الالهث في حالتي التعب والراحة‬
‫! وكفى به مثال لتصوير نفسية اليهود في تكالبهم على الدنيا وعبادتهم‬
‫للمال ‪.‬‬
‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ذ َنتَ ْقَنا اْل َجَب َل فَ ْوقَهُ ْم َك ََّأنهُ ظُلَّةٌ َو َ‬
‫ظُّنوْا ََّأنهُ َو ِاقعٌ بِ ِه ْم ‪..‬‬
‫ي لَهُ َوَي َذ ُر ُه ْم ِفي‬ ‫ِ‬
‫ضلل اللّهُ فَالَ َهاد َ‬
‫{‪ )}171‬إلى قوله تعالى ‪( :‬من ُي ْ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ون {‪)}186‬‬ ‫طُ ْغَيان ِه ْم َي ْع َمهُ َ‬
‫لما ذكرت موقف المستهزئين من دعوة الرسول صلى اهلل عليه وآله‬ ‫‪-13‬‬
‫وسلم ذكرت هنا طرفاً من عنادهم واستهزائهم بسؤالهم الرسول صلى‬
‫اهلل عليه وسلم عن وقت قيام الساعة ‪ ،‬ثم ذكرت الحجج والبراهين‬
‫على بطالن عقيدة المشركين في عبادتهم األصنام ‪ ،‬وختمت السورة‬
‫ببيان عظمة شأن القرآن الكريم ووجوب االستماع واإلنصات عند‬
‫اها ُق ْل ِإَّن َما‬ ‫ك ع ِن الس ِ‬
‫ان ُم ْر َس َ‬ ‫َّاعة ََّأي َ‬
‫َ‬ ‫ون َ َ‬
‫تالوته ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ي ْسَألُ َ‬
‫ند َربِّي الَ ُي َجلِّيهَا ِل َو ْقتِهَا ِإالَّ ُه َو‪ )}187{ ..‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ِعْل ُمهَا ِع َ‬
‫ِّك الَ يستَ ْكبِرون ع ْن ِعب َ ِ ِ‬ ‫ين ِع َ‬ ‫َِّ‬
‫ون {‬ ‫ونهُ َولَهُ َي ْس ُج ُد َ‬
‫ِّح َ‬ ‫ادته َوُي َسب ُ‬ ‫ند َرب َ َ ْ ُ َ َ َ‬ ‫(ِإ َّن الذ َ‬
‫‪{ }206‬سجدة })‬
‫وهكذا ختمت السورة بالتوحيد كما بدأت بالتوحيد فكانت الدعوة إلى اإليمان‬
‫بوحدانية الرب المعبود في البدء و الختام ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫سورة األنفال‬

‫من السور التي عنيت بجانب التشريع وبخاصة فيما يتعلق بالغزوات‬
‫والجهاد في سبيل اهلل ‪ ،‬فقد عالجت النواحي الحربية التي ظهرت عقب‬
‫بعض الغزوات ‪ ،‬جوانب الحرب والسلم وأحكام األسر والغنائم ‪.‬‬
‫ابتدأت السورة بالحديث عن األنفال وهي الغنائم التي سأل عنها‬ ‫‪-1‬‬
‫أصحاب النبي صلى اهلل عليه وسلم رسول اهلل حين سألوه لمن هي ؟‬
‫وكيف تقسم ؟ فبينت أن الحكم فيها هلل ورسوله ‪ ،‬ثم ذكرت صفات‬
‫ال ُق ِل اَألنفَا ُل ِللّ ِه‬
‫ك َع ِن اَألنفَ ِ‬ ‫ون َ‬
‫المؤمن الحقيقي ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ي ْسَألُ َ‬
‫ات بِْينِ ُك ْم‪ )}1{ ..‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫َأصِل ُحوْا َذ َ‬ ‫ول فَاتَّقُوْا اللّهَ َو ْ‬ ‫الرس ِ‬
‫َو َّ ُ‬
‫يم {‬ ‫ق َك ِر ٌ‬‫ند َرِّب ِه ْم َو َم ْغ ِف َرةٌ َو ِر ْز ٌ‬
‫ات ِع َ‬ ‫ون َحقّاً لَّهُ ْم َد َر َج ٌ‬
‫ك ُه ُم اْل ُمْؤ ِمُن َ‬‫( ُْأولَـِئ َ‬
‫‪}4‬‬
‫أعقبتها بالحديث عن تفاصيل غزوة بدر وكيف نصر اهلل تعالى المؤمنين‬ ‫‪-2‬‬
‫فيها على الكافرين ‪ ،‬وتشبيه الكافرين باألنعام السارحة إلعراضهم عن‬
‫ق َوِإ َّن فَ ِريقاً‬‫ك بِاْل َح ِّ‬‫ك ِمن َب ْيتِ َ‬‫ك َرُّب َ‬ ‫َأخ َر َج َ‬
‫الدعوة ‪،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ك َما ْ‬
‫ون {‪ )}5‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْو َعِل َم اللّهُ ِفي ِه ْم‬ ‫ِ‬
‫ِّم َن اْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫ين لَ َك ِار ُه َ‬
‫َّ‬ ‫أَّل‬
‫ون {‪)}23‬‬ ‫ض َ‬ ‫َأس َم َعهُ ْم لَتََولوْا َّو ُهم ُّم ْع ِر ُ‬
‫َخ ْيراً ْس َم َعهُ ْم َولَ ْو ْ‬
‫أمرت المؤمنين باالستجابة هلل والرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وقبول‬ ‫‪-3‬‬
‫دعوته التي فيها حياة القلوب وبها السعادة الكاملة في الدنيا واآلخرة ‪،‬‬
‫استَ ِج ُيبوْا ِللّ ِه وِل َّلرس ِ‬
‫ول ِإ َذا َد َعا ُكم‬ ‫َِّ‬
‫َ ُ‬ ‫آمُنوْا ْ‬ ‫من قوله تعالى ‪َ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬

‫‪39‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِل َما ُي ْحيِي ُك ْم َو ْ‬
‫َي ُحو ُل َب ْي َن اْل َم ْر ِء َو َقْلبِه َو ََّأنهُ ِإلَْيه تُ ْح َش ُر َ‬
‫ون {‬ ‫اعلَ ُموْا َّ‬
‫َأن اللّهَ‬
‫َأن اللّهَ َم ْوالَ ُك ْم نِ ْع َم‬
‫اعلَ ُموْا َّ‬ ‫َوِإ ن تََولَّ ْوْا فَ ْ‬
‫‪)}24‬إلى قوله تعالى ‪( :‬‬
‫ص ُير {‪)}40‬‬ ‫الن ِ‬‫اْل َم ْولَى َونِ ْع َم َّ‬
‫عادت اآليات لتتحدث عن الغنائم ‪ ،‬وذكرت حكم الغنائم وكيفية قسمتها‬ ‫‪-4‬‬
‫بقية األحداث الهامة في غزوة بدر ودعت لإلنفاق في سبيل‬ ‫‪ ،‬ثم سردت ّ‬
‫اهلل ‪.‬‬
‫َأن ِللّ ِه ُخمسهُ وِل َّلرس ِ‬
‫ول‬ ‫اعلَ ُموْا ََّأن َما َغنِ ْمتُم ِّمن َش ْي ٍء فَ َّ‬
‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ْ‬
‫َُ َ ُ‬
‫يل‪ )}41{ ..‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫السبِ ِ‬
‫ين َو ْاب ِن َّ‬ ‫وِل ِذي اْلقُربى واْليتَامى واْلمس ِ‬
‫اك ِ‬ ‫َْ َ َ َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫ون {‪)}60‬‬ ‫ف ِإلَْي ُك ْم َوَأنتُ ْم الَ تُ ْ‬
‫ظلَ ُم َ‬ ‫يل اللّ ِه ُيو َّ‬
‫(‪...‬وما تُ ِنفقُوْا ِمن َشي ٍء ِفي سبِ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫لما أمرت بإعداد العدة إلرهاب األعداء ‪ ،‬أمرت هنا بالسلم شريطة‬ ‫‪-5‬‬
‫العزة والكرامة متى وجد السبيل إليه ‪ ،‬ألن الحرب ضرورة اقتضتها‬
‫الحياة لرد العدوان وحرية األديان وتطهير األرض من الظلم والطغيان‬
‫‪ ،‬ثم تناولت اآليات حكم األسرى ‪ ،‬وختمت بوجوب مناصرة المؤمنين‬
‫بعضهم لبعض بسبب الوالية الكاملة وأخوة اإليمان ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِإ‬ ‫َّ‬ ‫( َوِإ ن َجَن ُحوْا ِل َّ‬
‫لسْلِم فَ ْ‬
‫يم {‬ ‫اجَن ْح لَهَا َوتََوك ْل َعلَى اللّه َّنهُ ُه َو السَّميعُ اْل َعل ُ‬
‫اه ُدوْا َم َع ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫اج ُروْا َو َج َ‬
‫آمُنوْا من َب ْع ُد َو َه َ‬
‫ين َ‬ ‫‪ )}61‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬والذ َ‬
‫ض ِفي ِكتَ ِ ِ‬ ‫فَُأولَـِئ َ ِ‬
‫اب اللّه ِإ َّن اللّهَ‬ ‫ضهُ ْم َْأولَى بَِب ْع ٍ‬ ‫اَألر َح ِام َب ْع ُ‬
‫ك من ُك ْم َو ُْأولُوْا ْ‬ ‫ْ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِّ‬
‫يم {‪. ) }75‬‬ ‫بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ‬

‫‪40‬‬
‫سورة التوبة‬

‫عنيت هذه السورة بجانب التشريع ‪ ،‬وهي من آخر ما نزل على رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬
‫و لهذه السورة هدفان أساسيان إلى جانب األحكام األخرى ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬بيان القانون اإلسالمي في معاملة المشركين و أهل الكتاب‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬إظهار ما كانت عليه النفوس حينما استنفرهم الرسول لغزو الروم‬
‫‪.‬‬
‫ابتدأت السورة ببراءة من اهلل ورسوله من المشركين وعهودهم ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وامتدت اآليات بأسلوب تهكمي بتهديد المشركين وذكر قبائحهم آمرة‬ ‫ّ‬
‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المؤمنين بقتالهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬ب َراءةٌ ِّم َن اللّه َو َر ُسوِله ِإلَى الذ َ‬
‫ين‬
‫اهدتُّم ِّمن اْلم ْش ِر ِكين {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬خ ِال ِد ِ‬
‫ين فيهَا ََأبداً ِإ َّن اللّهَ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َع َ‬
‫يم {‪)}22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِع َ‬
‫َأجٌر َعظ ٌ‬ ‫ندهُ ْ‬
‫أثنت اآليات على المهاجرين المؤمنين الذين هجروا الديار واألوطان‬ ‫‪-2‬‬
‫حباً في اهلل ورسوله ‪ ،‬وحذر تعالى من والية الكافرين ذاكراً أن‬
‫االنقطاع عن األقارب واجب بسبب الكفر ‪ ،‬ثم استطردت إلى تذكير‬
‫المؤمنين بنصرهم في مواطن كثيرة ليعتزوا بدينهم ‪ ،‬وعادت اآليات‬
‫َِّ‬
‫للتحذير من أهل الكتاب ومواالتهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين‬
‫ِإل‬ ‫ِ‬
‫يم ِ‬
‫ان‬ ‫آمُنوْا الَ تَتَّخ ُذوْا َآباء ُك ْم َوِإ ْخ َو َان ُك ْم َْأوِلَياء َإ ِن ْ‬
‫استَ َحُّبوْا اْل ُك ْف َر َعلَى ا َ‬ ‫َ‬
‫ون {‪ )}23‬إلى قوله تعالى ‪ُ ( :‬ه َو الَِّذي‬ ‫َّ ِ‬ ‫َو َمن َيتََولَّهُم ِّمن ُك ْم فَ ُْأولَـِئ َ‬
‫ك ُه ُم الظال ُم َ‬
‫الد ِ ِّ ِ‬ ‫ق ِلُي ْ‬
‫ظ ِه َرهُ َعلَى ِّ‬ ‫ين اْل َح ِّ‬ ‫َْأر َس َل َر ُسولَهُ بِاْلهُ َدى َو ِد ِ‬
‫ين ُكله َولَ ْو َك ِرهَ‬
‫ون {‪)}33‬‬ ‫اْل ُم ْش ِر ُك َ‬

‫‪41‬‬
‫وصفت رؤساء اليهود والنصارى بالتكبر والجشع والحرص على أكل‬ ‫‪-3‬‬
‫أموال الناس ألنهم اتخذوا الدين مطية لنيل الدنيا وذلك نهاية الذل‬
‫والدناءة ‪،‬‬
‫ثم ذكرت قبائحهم وقبائح المشركين ‪ ،‬داعية للنفير العام ‪ ،‬ذاكرة موقف‬
‫َِّ‬
‫المنافقين المثبطين عن الجهاد في سبيل اهلل ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين‬
‫اط ِل‪)}34{ ..‬‬ ‫اس بِاْلب ِ‬ ‫آمُنوْا ِإ َّن َكثِيراً ِّم َن ْ‬
‫الن ِ َ‬ ‫َأم َوا َل َّ‬
‫ون ْ‬ ‫الر ْهَب ِ‬
‫ان لََيْأ ُكلُ َ‬ ‫اَألحَب ِار َو ُّ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ك الَِّذين الَ ي ِمُنون بِاللّ ِه واْليوِم ِ‬
‫اآلخ ِر َو ْارتَ َاب ْ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إَّن َما َي ْستَ ِْأذُن َ‬
‫َ َْ‬ ‫َ ُْؤ َ‬
‫ِ‬
‫ون {‪)}45‬‬ ‫وبهُ ْم فَهُ ْم في َر ْيبِ ِه ْم َيتََر َّد ُد َ‬
‫ُقلُ ُ‬
‫ذكرت بعض أعمال المنافقين القبيحة من الكيد والمكر وإ ثارة الفتن بين‬ ‫‪-4‬‬
‫المسلمين والفرح بأذاهم ‪ ،‬ومحاوالتهم تشتيت كلمة المسلمين ‪ ،‬وذكرت‬
‫ادوْا‬
‫كثيراً من مثالبهم وجرائمهم الشنيعة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْو ََأر ُ‬
‫طهُ ْم َو ِق َ‬
‫يل ا ْق ُع ُدوْا َم َع‬ ‫َألع ُّدوْا لَهُ ُع َّدةً َولَ ِـكن َك ِرهَ اللّهُ انبِ َعاثَهُ ْم فَثََّب َ‬
‫وج َ‬ ‫اْل ُخ ُر َ‬
‫ات ِلْلفُقَراء واْلمس ِ‬
‫اك ِ‬
‫ين‬ ‫ين {‪ ..)}46‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إَّن َما الص َ‬ ‫ِِ‬
‫َّدقَ ُ َ َ َ َ‬ ‫اْلقَاعد َ‬
‫يل اللّ ِه‬
‫ين و ِفي سبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وبهم و ِفي ِّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫الرقَاب َواْل َغ ِارم َ َ‬ ‫ين َعلَْيهَا َواْل ُمَؤ لفَة ُقلُ ُ ُ ْ َ‬ ‫َواْل َعامل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السبِ ِ‬
‫يم {‪)}60‬‬ ‫يم َحك ٌ‬ ‫يضةً ِّم َن اللّه َواللّهُ َعل ٌ‬ ‫يل فَ ِر َ‬ ‫َو ْاب ِن َّ‬
‫وذكرت اآليات إيذاء المنافقين للرسول صلى اهلل عليه وسلم وإ قدامهم‬ ‫‪-5‬‬
‫على حلف األيمان الكاذبة واستهزاءهم بآيات اهلل إلى غيرها من أفعال‬
‫منكرة شنيعة ‪،‬أهمها فرارهم من القتال في سبيل اهلل ‪ ،‬من قوله تعالى‬
‫ون ُه َو ُأ ُذ ٌن ُق ْل ُأ ُذ ُن َخ ْي ٍر لَّ ُك ْم‪)}61{ ..‬‬
‫النبِ َّي َويِقُولُ َ‬
‫ون َّ‬‫ين يُْؤ ُذ َ‬
‫َِّ‬
‫‪َ ( :‬و ِم ْنهُ ُم الذ َ‬
‫ك و ُهم ْ ِ‬ ‫ين َي ْستَ ِْأذُن َ‬ ‫َِّ‬
‫ضوْا‬
‫َأغنَياء َر ُ‬ ‫ون َ َ ْ‬ ‫السبِي ُل َعلَى الذ َ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إَّن َما َّ‬
‫ونوْا مع اْل َخو ِال ِ‬
‫ون {‪)}93‬‬ ‫طَب َع اللّهُ َعلَى ُقلُوبِ ِه ْم فَهُ ْم الَ َي ْعلَ ُم َ‬ ‫ف َو َ‬ ‫بَأن َي ُك ُ َ َ َ‬
‫ِ‬

‫‪42‬‬
‫تحدثت اآليات بعدها عن المنافقين الذين تخلفوا عن الجهاد وجاءوا‬ ‫‪-6‬‬
‫يؤكدون تلك األعذار باأليمان الكاذبة ‪ ،‬وقد ذكرت من مكائد المنافقين‬
‫( مسجد الضرار ) الذي بنوه ليكون وكراً للتآمر على اإلسالم‬
‫والمسلمين فجاءت اآليات تفضحهم وتشنع بأفعالهم أعظم تشنيع ‪ ،‬من‬
‫ِ‬ ‫ون بِاللّ ِه لَ ُك ْم ِإ َذا َ‬ ‫ِ‬
‫ضوْـا َع ْنهُ ْم‬ ‫انقلَْبتُ ْم ِإلَْي ِه ْم لتُ ْع ِر ُ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ( :‬سَي ْحلفُ َ‬
‫ِ‬
‫ون {‪)}95‬‬ ‫اه ْم َجهََّن ُم َج َزاء بِ َما َك ُانوْا َي ْكسُب َ‬ ‫ضوْا َع ْنهُ ْم ِإَّنهُ ْم ِر ْج ٌس َو َم َْأو ُ‬‫َأع ِر ُ‬
‫فَ ْ‬
‫إلى قوله تعالى ‪( :‬الَ َي َزا ُل ُب ْنَي ُانهُ ُم الَِّذي َبَن ْوْا ِر َيبةً ِفي ُقلُوبِ ِه ْم ِإالَّ َأن تَقَطَّ َع‬
‫يم {‪)}110‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم َحك ٌ‬ ‫وبهُ ْم َواللّهُ َعل ٌ‬
‫ُقلُ ُ‬
‫ذكرت صفات المؤمنين المجاهدين الذين باعوا أنفسهم هلل تعالى ‪ ،‬ثم‬ ‫‪-7‬‬
‫قصة الثالثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وتوبة اهلل عليهم ‪.‬‬
‫ذكرت ّ‬
‫وختمت السورة بتذكير المؤمنين بالنعمة الكبرى ببعثة السراج المنير‬
‫النبي العربي المرسل رحمة للعالمين ‪.‬‬
‫َأم َوالَهُم بِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأن لَهُ ُم‬ ‫من قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن اللّهَ ا ْشتََرى م َن اْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫ين َأنفُ َسهُ ْم َو ْ‬
‫ون‪ )}111{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَِإن‬ ‫الجَّنةَ يقَاتِلُون ِفي سبِ ِ ِ‬
‫ون َوُي ْقتَلُ َ‬‫يل اللّه فََي ْقتُلُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫َّ‬
‫ش اْل َع ِظ ِيم {‬
‫ب اْل َع ْر ِ‬
‫ت َو ُه َو َر ُّ‬‫تََولَّ ْوْا فَ ُق ْل َح ْسبِ َي اللّهُ ال ِإلَـهَ ِإال ُه َو َعلَْي ِه تََو َّكْل ُ‬
‫‪)}129‬‬

‫‪43‬‬
‫سورة يونس‬

‫من السور التي تعنى بأصول العقيدة اإلسالمية ‪ ( :‬اإليمان باهلل‬


‫تعالى ‪ ،‬واإليمان بالكتب ‪ ،‬والرسل ‪ ،‬والبعث والجزاء ) وتتميز‪ C‬بطابع‬
‫التوجيه إلى اإليمان بالرساالت السماوية وبوجه أخص (القرآن الكريم )‬
‫المعجزة الخالدة على مدى العصور‪.‬‬
‫تحدثت السورة في البدء عن الرسالة والرسول ‪ ،‬و ّبينت أن هذه‬ ‫‪-1‬‬
‫الرسالة سنة األولين فال داعي لعجب المشركين فما كان من أمة إال‬
‫اب اْل َح ِك ِيم {‪) }1‬‬ ‫ات اْل ِكتَ ِ‬ ‫وفيها نذير ‪ ،‬من قوله تعالى ‪{( :‬الر تِْل َ‬
‫ك َآي ُ‬
‫يم بِ َما َك ُانوْا‬ ‫اب ِّم ْن ح ِم ٍيم وع َذ ٌ ِ‬
‫اب َأل ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪ .... ( :‬لَهُ ْم َش َر ٌ‬
‫ون {‪)}4‬‬‫َي ْكفُُر َ‬
‫ثم انتقلت للحديث عن قدرة اهلل وعظمته في الخلق ‪ ،‬كما تحدثت عن‬ ‫‪-2‬‬
‫تكذيب األمم السابقة لدعوة اهلل وعن عبادتهم لألوثان وساقت األدلة على‬
‫الشمس ِ‬ ‫َِّ‬
‫ضَياء َواْلقَ َم َر‬ ‫فساد عبادتهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ُ ( ،‬ه َو الذي َج َع َل َّ ْ َ‬
‫ون ِلقَ َ‬
‫اءنا‬ ‫َِّ‬
‫ين الَ َي ْر ُج َ‬
‫ُنوراً‪ ، )}5{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ ... ( :‬فََن َذ ُر الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪)}11‬‬ ‫في طُ ْغَيان ِه ْم َي ْع َمهُ َ‬
‫انتقلت للحديث عن شبهات المشركين حول الرسالة والقرآن والرد عليها‬ ‫‪-3‬‬
‫ان ُّ‬
‫الض ُّر َد َع َانا‬ ‫بالحجج والبراهين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ َذا َم َّس اِإل َ‬
‫نس َ‬
‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ون لَ ْوالَ‬‫ل َجنبِه َْأو قَاعداً َْأو قَآ ماً‪ ، )}12{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وَيقُولُ َ‬

‫‪44‬‬
‫ب ِللّ ِه فَ ْانتَ ِظ ُروْا ِإِّني َم َع ُكم ِّم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُأنز َل َعلَْيه َآيةٌ ِّمن َّربِّه فَ ُق ْل ِإَّن َما اْل َغ ْي ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ين {‪)}20‬‬ ‫اْل ُمنتَظ ِر َ‬
‫ذكرت أن من عادة الكفار الجحود والعصيان في الشدة والرخاء ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وضربت المثل بالحياة الدنيا في الزوال والفناء ‪ ،‬ثم عادت إلى ذكر‬
‫األدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ َذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َّراء َمسَّتْهُ ْم ِإ َذا لَهُم َّم ْكٌر في َآياتَنا ُق ِل اللّهُ‬‫اس َر ْح َمةً ِّمن َب ْعد َ‬ ‫الن َ‬‫َأ َذ ْقَنا َّ‬
‫ون {‪ )}21‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ون َما تَ ْم ُك ُر َ‬ ‫َأس َرعُ َم ْكراً ِإ َّن ُر ُسلََنا َي ْكتُُب َ‬
‫ْ‬
‫ين {‪)}39‬‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان َعاقَبةُ الظالم َ‬ ‫ف َك َ‬ ‫(‪...‬فَانظُ ْر َك ْي َ‬
‫لما ذكرت اآليات طعن الكفار في أمر النبوة ‪ ،‬ذكرت تكذيب الكفار‬ ‫‪-5‬‬
‫وجحودهم باهلل تعالى وآياته ‪ ،‬ثم ردت عليهم بالحجج والبراهين وبينت‬
‫مآلهم وعذابهم يوم القيامة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ِمنهُم َّمن يُْؤ ِم ُن بِ ِه‬
‫ين {‪ )}40‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ِِ‬
‫َأعلَ ُم بِاْل ُم ْفسد َ‬
‫ك ْ‬ ‫َو ِم ْنهُم َّمن الَّ يُْؤ ِم ُن بِ ِه َو َرُّب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪....‬وما يع ُزب عن َّرب َ ِ‬
‫َّماء َوالَ‬‫ض َوالَ في الس َ‬ ‫اَألر ِ‬‫ِّك من ِّمثْقَال َذ َّر ٍة في ْ‬ ‫َ َ َْ ُ َ‬
‫ين {‪)}61‬‬ ‫ك وال َأ ْكَبر ِإالَّ ِفي ِكتَ ٍ‬
‫اب ُّمبِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َأص َغ َر من َذل َ َ‬ ‫ْ‬
‫تحدثت اآليات عن المؤمنين ترغيبا باإليمان وواست النبي صلى اهلل‬ ‫‪-6‬‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وتابعت الرد على المنكرين الجاحدين بالقرآن الكريم ‪ ،‬من‬
‫ون {‬ ‫ف َعلَْي ِه ْم َوالَ ُه ْم َي ْح َزُن َ‬ ‫قوله تعالى ‪َ( :‬أال ِإ َّن َْأوِلَياء اللّ ِه الَ َخ ْو ٌ‬
‫الد ْنَيا ثَُّم ِإلَْيَنا َم ْر ِج ُعهُ ْم ثَُّم ُن ِذيقُهُ ُم‬
‫‪ )}62‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬متَاعٌ ِفي ُّ‬
‫ون {‪) }70‬‬ ‫يد بِ َما َك ُانوْا َي ْكفُُر َ‬‫الش ِد َ‬
‫اب َّ‬
‫اْل َع َذ َ‬
‫ذكرت بعض قصص األنبياء تسلية للرسول صلى اهلل عليه وسلم لتهون‬ ‫‪-7‬‬
‫عليه الشدائد‬

‫‪45‬‬
‫السالم مع قومه ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ْات ُل‬ ‫قصة نوح عليه ّ‬ ‫ّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫امي‬ ‫وح ِإ ْذ قَا َل ِلقَو ِم ِه يا قَوِم ِإن َكان َكبر علَْي ُكم َّمقَ ِ‬ ‫َعلَْي ِه ْم َنَبَأ ُن ٍ‬
‫َ َُ َ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫ت ‪ ) )}71{ ..‬إلى قوله‬ ‫ات اللّ ِه فَ َعلَى اللّ ِه تََو َّكْل ُ‬ ‫يري بِآي ِ‬
‫َ‬ ‫َوتَ ْذ ِك ِ‬
‫ين {‪)}74‬‬ ‫ِ‬ ‫طَبع َعلَى ُق ِ‬ ‫تعالى ‪َ ...( :‬ك َذِل َ‬
‫لوب اْل ُم ْعتَد َ‬ ‫ك َن ْ ُ‬
‫قصة موسى وهارون عليهما السالم مع الطاغية فرعون ‪ ،‬من‬ ‫(‪)2‬‬
‫ون ِإلَى ِف ْر َع ْو َن‬ ‫وسى َو َه ُار َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم َب َعثَْنا من َب ْعدهم ُّم َ‬
‫ِئ ِ ِ‬
‫ين {‪ )}75‬إلى قوله‬ ‫استَ ْكَب ُروْا َو َك ُانوْا قَ ْوماً ُّم ْج ِر ِم َ‬‫َو َملَ ه بِ َآياتَنا فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يم {‪) }97‬‬ ‫اب اَألل َ‬‫تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْو َجاءتْهُ ْم ُك ُّل َآية َحتَّى َي َر ُوْا اْل َع َذ َ‬
‫قصة يونس عليه السالم مع قومه ‪ ،‬وفي كل قصة عبرة لمن‬ ‫(‪)3‬‬
‫ت قَ ْرَيةٌ‬ ‫اعتبر ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ :‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬فلَ ْوالَ َك َان ْ‬
‫َّ‬
‫ون َس‪ ) }98{ ...‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫يم ُانهَا ِإال قَ ْو َم ُي ُ‬ ‫ِإ‬
‫ت فََنفَ َعهَا َ‬ ‫آمَن ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫آمُنوْا َك َذِل َ‬ ‫َِّ‬
‫ين {‬ ‫نج اْل ُمْؤ ِمن َ‬ ‫ك َحقّاً َعلَْيَنا ُن ِ‬ ‫ين َ‬ ‫( ثَُّم ُنَنجِّي ُر ُسلََنا َوالذ َ‬
‫‪}103‬‬
‫ختمت السورة الكريمة ببيان حقيقة التوحيد ‪ ،‬وأن اإلنسان ال ينجيه عند‬ ‫‪-8‬‬
‫اس ِإن ُكنتُم ِفي َش ٍّ‬
‫ك‬ ‫الن ُ‬‫اهلل إال اإليمان ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل َيا َُّأيهَا َّ‬
‫ْ‬
‫ون اللّ ِه‪ )}104{ ..‬إلى قوله‬ ‫ون ِمن ُد ِ‬ ‫ِّمن ِدينِي فَالَ ْ َِّ‬
‫ين تَ ْعُب ُد َ‬
‫َأعُب ُد الذ َ‬
‫اصبِ ْر َحتَّ َى َي ْح ُك َم اللّهُ َو ُه َو َخ ْي ُر‬
‫ك َو ْ‬ ‫وحى ِإلَْي َ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬واتَّبِ ْع َما ُي َ‬
‫ين {‪) }109‬‬ ‫ِِ‬
‫اْل َحاكم َ‬

‫‪46‬‬
‫سـورة هود‬

‫تعنى هذه السورة بأصول العقيدة اإلسالمية ‪ ،‬وقد عرضت لقصص األنبياء‬
‫بالتفصيل ليتأسى بهم رسول اهلل بالصبر والثبات ‪.‬‬
‫ابتدأت السورة الكريمة بتمجيد القرآن العظيم المحكم اآليات‪ ،‬ثم انتقلت‬ ‫‪-1‬‬
‫للحديث عن عناد الكافرين من أهل مكة وتكذيبهم لرسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم واتهامهم له بافتراء القرآن خابوا وخسروا ‪ ،‬من قوله تعالى‬
‫ير {‪ )}1‬إلى‬ ‫ت ِمن لَّ ُد ْن َح ِك ٍيم َخبِ ٍ‬
‫صلَ ْ‬‫ت َآياتُهُ ثَُّم فُ ِّ‬ ‫ُأح ِك َم ْ‬
‫اب ْ‬ ‫‪( :‬الَر ِكتَ ٌ‬
‫يع َه ْل‬ ‫ير والس ِ‬
‫َّم ِ‬ ‫ِ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ( :‬مثَ ُل اْلفَ ِريقَْي ِن َك ْ‬
‫اَألص ِّم َواْلَبص ِ َ‬
‫اَألع َمى َو َ‬
‫ون {‪)}24‬‬ ‫ان َمثَالً َأفَالَ تَ َذ َّك ُر َ‬
‫َي ْستَِوَي ِ‬
‫بالقصة األولى ‪ :‬قصة نوح عليه‬ ‫ّ‬ ‫تحدثت عن الرسل الكرام مبتدئة‬ ‫‪-2‬‬
‫السالم ‪ ،‬للعظة والعبرة وتسلية لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬من‬
‫ين {‪) }25‬‬ ‫قوله تعالى‪َ ( :‬ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ُنوحاً ِإلَى قَ ْو ِم ِه ِإِّني لَ ُك ْم َن ِذ ٌير ُّمبِ ٌ‬
‫َأنت‬
‫نت تَ ْعلَ ُمهَا َ‬
‫ك َما ُك َ‬ ‫وحيهَا ِإلَْي َ‬ ‫ك ِم ْن َأنباء اْل َغ ْي ِب ُن ِ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪( :‬تِْل َ‬
‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫والَ قَوم َ ِ‬
‫ين {‪)}49‬‬ ‫ك من قَْب ِل َهـ َذا فَ ْ‬
‫اصبِ ْر ِإ َّن اْل َعاقَبةَ لْل ُمتَّق َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ثم ذكرت قصة هود عليه السالم مع قومه عاد ‪ ،‬والذي سميت السورة‬ ‫‪-3‬‬
‫القصة الثانية ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تخليدا لجهوده الكريمة في الدعوة إلى اهلل ‪ ،‬وهي‬
‫ً‬ ‫باسمه‬

‫‪47‬‬
‫اعُب ُدوْا اللّهَ َما لَ ُكم‬ ‫اه ْم ُهوداً قَا َل َيا قَ ْوِم ْ‬ ‫َأخ ُ‬ ‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ لَى َع ٍاد َ‬
‫ون{‪ )}50‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وُأتْبِ ُعوْا ِفي‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ِّم ْن ِإلَـه َغ ْي ُرهُ ِإ ْن َأنتُ ْم ِإال ُم ْفتَُر َ‬
‫ام ِة َأال ِإ َّن َعاداً َكفَ ُروْا َرَّبهُ ْم َأالَ ُب ْعداً لِّ َع ٍاد قَ ْوِم‬ ‫ِ‬ ‫َه ِـذ ِه ُّ‬
‫الد ْنَيا لَ ْعَنةً َوَي ْو َم اْلقَي َ‬
‫ُه ٍ‬
‫ود {‪)}60‬‬
‫تحدثت عن ثمود ونبيهم صالح عليه السالم وما آل إليه عنادهم وكفرهم‬ ‫‪-4‬‬
‫اه ْم‬
‫َأخ ُ‬
‫ود َ‬ ‫‪ ،‬وهي القصة الثالثة في السورة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ لَى ثَ ُم َ‬
‫اعُب ُدوْا اللّهَ َما لَ ُكم ِّم ْن ِإلَ ٍـه َغ ْي ُرهُ‪ )}61{ ..‬إلى قوله‬ ‫ص ِالحاً قَا َل َيا قَ ْوِم ْ‬ ‫َ‬
‫ود {‬‫فروْا َرَّبهُ ْم َأالَ ُب ْعداً لِّثَ ُم َ‬‫ود َك ُ‬‫تعالى ‪َ ( :‬كَأن لَّ ْم َي ْغَن ْوْا ِفيهَا َأالَ ِإ َّن ثَ ُم َ‬
‫‪)}68‬‬
‫تلتها قصة إبراهيم عليه السالم وبشارة المالئكة له بإسحاق ولدا له ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫يم‬ ‫ِإ ِ‬
‫اءت ُر ُسلَُنا ْب َراه َ‬ ‫وهي القصة الرابعة ‪،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬ولَقَ ْد َج ْ‬
‫ث َأن َجاء بِ ِع ْج ٍل َحنِ ٍيذ {‪ )}69‬إلى‬ ‫بِاْلُبـ ْش َرى قَالُوْا َسالَماً قَا َل َسالَ ٌم فَ َما لَبِ َ‬
‫َأه َل اْلَب ْي ِت ِإَّنهُ َح ِم ٌ‬
‫يد‬ ‫ت اللّ ِه َوَب َر َكاتُهُ َعلَْي ُك ْم ْ‬
‫قوله تعالى ‪َ ... ( :‬ر ْح َم ُ‬
‫يد {‪)}73‬‬ ‫َّم ِج ٌ‬
‫وال زالت اآليات تتحدث عن ضيوف إبراهيم عليه السالم ‪ ،‬وهم‬ ‫‪-6‬‬
‫المالئكة الذين مروا عليه وهم بطريقهم إلهالك قوم لوط وبشروه بوالدة‬
‫غالم له ‪ ،‬وذكرت اآليات مرورهم على لوط عليه السالم ‪ ،‬وما حل‬
‫بقومه من نكال ودمار وهي القصة الخامسة ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬فلَ َّما‬
‫وط {‪)}74‬‬ ‫الروعُ وجاءتْه اْلب ْشرى يج ِادلَُنا ِفي قَوِم لُ ٍ‬ ‫ِإ ِ‬
‫ْ‬ ‫يم َّ ْ َ َ ُ ُ َ ُ َ‬ ‫ب َع ْن ْب َراه َ‬
‫َذ َه َ‬
‫ين بَِب ِع ٍيد {‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪ُّ ( :‬م َس َّو َمةً ِع َ‬
‫ند َرِّب َ‬
‫ك َو َما ه َي م َن الظالم َ‬
‫‪)}83‬‬

‫‪48‬‬
‫ثم ذكرت قصة شعيب عليه السالم مع أهل مدين وهي القصة السادسة‬ ‫‪-7‬‬
‫اعُب ُدوْا اللّهَ َما‬‫ُش َع ْيباً قَا َل َيا قَ ْوِم ْ‬
‫اه ْم‬
‫َأخ ُ‬
‫‪،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ لَى َم ْدَي َن َ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬كَأن لَّ ْم َي ْغَن ْوْا ِفيهَا َأالَ‬
‫لَ ُكم ِّم ْن ِإلَ ٍـه َغ ْي ُرهُ‪ )}84{ ..‬إلى قوله‬
‫ود {‪)}95‬‬ ‫ت ثَ ُم ُ‬‫ُب ْعداً لِّ َم ْدَي َن َك َما َب ِع َد ْ‬
‫ذكرت اآليات القصة السابعة وهي قصة موسى عليه السالم مع فرعون‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ ،‬وفي جميع هذه القصص عبر وعظات ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد‬
‫ين {‪ )}96‬إلى قوله تعالى ‪( :‬وِإ َّن ُكـالًّ‬ ‫ان ُّمبِ ٍ‬
‫طٍ‬ ‫وسى بِ َآياتَِنا َو ُسْل َ‬
‫َ‬ ‫َْأر َسْلَنا ُم َ‬
‫ون َخبِ ٌير {‪)}111‬‬
‫َأع َمالَهُ ْم ِإَّنهُ بِ َما َي ْع َملُ َ‬
‫ك ْ‬ ‫لَّ َّما لَُي َوفَِّيَّنهُ ْم َرُّب َ‬
‫ذكرت العبرة من سرد القصص ‪ ،‬وهي أن تكون شاهدا على تعجيل‬ ‫‪-9‬‬
‫وتحدثت‬
‫ّ‬ ‫العقوبة للمكذبين وبرهاناً على تأييد اهلل ألوليائه الصالحين ‪،‬‬
‫اآليات عن يوم القيامة وانقسام الناس إلى فريقين ‪ :‬سعداء وأشقياء ‪.‬‬
‫وختمت السورة بأمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم بالصبر على األذى‬ ‫‪-10‬‬
‫ت َو َمن‬ ‫والتوكل على الحي القيوم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬فاستَِقم َكما ِ‬
‫ُأم ْر َ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ص ٌير {‪ )}112‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ط َغوْا ِإَّنه بِما تَعملُون ب ِ‬
‫ك َوالَ تَ ْ ْ ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫اب َم َع َ‬
‫تَ َ‬
‫اَألم ُر ُكلُّهُ فَ ْ‬
‫اعُب ْدهُ َوتََو َّك ْل‬ ‫ِ‬
‫ض َوِإ لَْيه ُي ْر َجعُ ْ‬‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َاوات َو ْ‬
‫ِ‬
‫( َوِللّه َغ ْي ُ‬
‫ب الس َ‬
‫علَْي ِه وما رُّب َ ِ‬
‫ون {‪ . ) }123‬وهكذا تختم السورة‬ ‫ك بِ َغاف ٍل َع َّما تَ ْع َملُ َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫بالتوحيد كما بدأت به ليتناسق البدء مع الختام‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫سورة يوسف‬

‫فذ فريد في ألفاظها وتعبيرها و أدائها وفي قصها‬


‫هذه السورة هي أسلوب ّ‬
‫الممتع اللطيف تسري مع النفس سريان الدم في العروق وقد جاءت طرية‬
‫ندية في سياق ممتع لطيف يحمل جو األنس والرحمة والرأفة والحنان ‪.‬‬
‫وبينت أن آياته عربية ليعقل‬ ‫ابتدأت السورة بتعظيم القرآن الكريم ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫ات اْل ِكتَ ِ‬
‫اب‬ ‫الناس أن ُمنزله إله قدير وعظيم ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬الر تِْل َ‬
‫ك َآي ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ َّ‬
‫ون {‪)}2‬‬ ‫َأنزْلَناهُ قُ ْرآناً َع َربِّياً ل َعل ُك ْم تَ ْعقلُ َ‬
‫ين {‪ِ }1‬إَّنا َ‬
‫اْل ُمبِ ِ‬
‫انتقلت اآليات بعدها لتبدأ الحديث عن قصة يوسف عليه السالم ورؤياه‬ ‫‪-2‬‬
‫التي رآها وقصها على أبيه يعقوب ‪ ،‬ثم انتقلت للحديث عن محنته‬
‫األولى عليه السالم وهي ‪ :‬تآمر إخوته عليه وكيدهم به بإلقائه في‬
‫ك‬‫ص َعلَْي َ‬ ‫الجب ليلتقطه بعض السيارة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ن ْح ُن َنقُ ُّ‬
‫نت ِمن قَْبِل ِه لَ ِم َن‬ ‫آن َوِإ ن ُك َ‬ ‫ص بِ َما َْأو َح ْيَنا ِإلَْي َ‬
‫ك َهـ َذا اْلقُ ْر َ‬ ‫ص ِ‬
‫َأح َس َن اْلقَ َ‬
‫ْ‬
‫يم بِ َما‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اعةً َواللّهُ َعل ٌ‬ ‫ض َ‬ ‫َأس ُّروهُ بِ َ‬
‫ين {‪ )}3‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و َ‬ ‫اْل َغافل َ‬
‫ون {‪)}19‬‬ ‫َي ْع َملُ َ‬

‫‪50‬‬
‫المحنة الثانية في حياته عليه السالم هي ‪ :‬محنة االسترقاق حيث باعوه‬ ‫‪-3‬‬
‫بثمن قليل ‪ ،‬وأقام بمصر في بيت عزيزها وأعطاه اهلل الحكمة والفقه‬
‫في الدين وتأويل األحاديث ‪ ،‬وتذكر اآليات محنـته في تعرضه ألنواع‬
‫الفتنة واإلغراء من زوجة العزيز‪ ،‬وصموده أمام تلك الفتنة حتى آثر‬
‫السجن على عمل الفاحشة ‪ ،‬وكفى بذلك برهاناً على طهارته ‪ ،‬من‬
‫يه ِم َن‬
‫ود ٍة و َك ُانوْا ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫قوله تعالى ‪َ ( :‬و َش َر ْوهُ بثَ َم ٍن َب ْخس َد َراه َم َم ْع ُد َ َ‬
‫اه ِدين {‪ )}20‬إلى قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم ب َدا لَهم ِّمن بع ِد ما رَأوْا اآلي ِ‬
‫ات‬ ‫َّ ِ‬
‫َْ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الز َ‬
‫ين {‪)}35‬‬ ‫لََي ْس ُجُنَّنهُ َحتَّى ِح ٍ‬
‫صاحبي السجن وتأويله لرؤياهما‬ ‫ّ‬ ‫ذكرت اآليات قصته عليه السالم مع‬ ‫‪-4‬‬
‫ِّج َن‬
‫ومكوثه في السجن بضع سنين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و َد َخ َل َم َعهُ الس ْ‬
‫ص ُر َخ ْمراً ‪ ) }36{ ..‬إلى قوله تعالى‬ ‫َأع ِ‬‫َأح ُد ُه َما ِإِّني ََأرانِي ْ‬
‫ال َ‬‫ان قَ َ‬
‫فَتََي َ‬
‫ين {‪)}42‬‬ ‫ِّج ِن بِ ْ ِ ِ‬‫ث ِفي الس ْ‬ ‫طان ِذ ْكر رب ِ‬
‫ِّه َفلَبِ َ‬ ‫َّ‬
‫ض َع سن َ‬ ‫َأنساهُ الش ْي َ ُ َ َ‬ ‫‪...( :‬فَ َ‬
‫انتقلت اآليات لتذكر الرؤيا التي رآها ملك مصر وتأويل يوسف عليه‬ ‫‪-5‬‬
‫السالم لها وخروجه من السجن وإ ظهار براءته وتمكين اهلل تعالى له في‬
‫ك ِإِّني ََأرى‬ ‫األرض بتوليه حكم مصر ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وقَا َل اْل َمِل ُ‬
‫َأَلجر ِ‬
‫اآلخ َر ِة َخ ْيٌر‬ ‫ات ِس َم ٍ‬ ‫س ْبع بقَر ٍ‬
‫ان‪ )}43{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ْ ُ‬ ‫َ َََ‬
‫َِِّّ‬
‫ون {‪)}57‬‬‫آمُنوْا َو َك ُانوْا َيتَّقُ َ‬
‫ين َ‬‫للذ َ‬
‫تحدثت اآليات التالية عن مجيء إخوة يوسف إلى مصر ليشتروا الطعام‬
‫ّ‬ ‫‪-6‬‬
‫نتيجة القحط ‪ ،‬وذكرت عدم معرفتهم ليوسف لما رأوه ‪ ،‬وتجهيزه لهم‬
‫وكانت هذه زيارتهم األولى‬ ‫وطلبه منهم أن يأتوا بأخيهم من أبيهم ‪،‬‬
‫ف فَ َد َخلُوْا َعلَْي ِه فَ َع َرفَهُ ْم َو ُه ْم‬
‫وس َ‬
‫ُي ُ‬ ‫لمصر ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و َجاء ِإ ْخ َوةُ‬

‫‪51‬‬
‫َّ‬
‫ون {‪ )}58‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ ِن اْل ُح ْك ُم ِإال ِللّ ِه َعلَْي ِه تََو َّكْل ُ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫لَهُ ُمنك ُر َ‬
‫ون {‪)}67‬‬ ‫َو َعلَْي ِه َفْلَيتََو َّك ِل اْل ُمتََو ِّكلُ َـ‬
‫انتقلت اآليات للزيارة الثانية إلخوة يوسف لمصر بعد إقناعهم ألبيهم‬ ‫‪-7‬‬
‫ثم ما كان من شأن أخوهم حين‬
‫بأخذ أخيهم (بنيامين) ووصيته لهم ‪َّ ،‬‬
‫الصواع في رحله واحتجاز يوسف عليه السالم له ‪.‬‬ ‫ظهر ّ‬
‫وأخيراً ما كان من تمام المحنة على يعقوب بفقده ولديه حتى ذهب الحزن‬
‫ان ُي ْغنِي‬
‫وهم َّما َك َ‬ ‫َأم َر ُه ْم َُأب ُ‬
‫ث َ‬ ‫ببصره ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ َّما َد َخلُوْا ِم ْن َح ْي ُ‬
‫َع ْنهُم ِّم َن اللّ ِه ِمن َش ْي ٍء‪ )}68{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وتََولَّى َع ْنهُ ْم َوقَا َل َيا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم {‪)}84‬‬ ‫ت َع ْيَناهُ م َن اْل ُح ْز ِن فَهُ َو َكظ ٌ‬ ‫ف َو ْابَي َّ‬
‫ضْ‬ ‫وس َ‬
‫َأسفَى َعلَى ُي ُ‬
‫َ‬
‫انتقلت اآليات لتتحدث عن إرسال يعقوب ألبنائه لمصر ‪ ،‬ومعرفتهم‬ ‫‪-8‬‬
‫ألخيهم يوسف وإ رساله قميصه ألبيه وارتداد بصره عليه السالم ‪.‬‬
‫بأسر ِهم إلى مصر ‪ ،‬ودخولهم على‬
‫ثم تحدثت عن مجيء أسرة يعقوب ِ‬
‫عز السلطان ‪ ،‬وتحقيق الرؤيا بسجود إخوته األحد عشر له‬ ‫يوسف وهو في ّ‬
‫مع أبيه وأمه واجتماع الشمل بعد الفرقة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬قَالُوْا تَاهلل تَ ْفتَُأ‬
‫ين {‪ )}85‬إلى قوله‬ ‫ِِ‬ ‫ف حتَّى تَ ُكون حرضاً َأو تَ ُك ِ‬
‫ون م َن اْلهَالك َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫وس َ َ‬‫تَ ْذ ُك ُر ُي ُ‬
‫ان َح ِديثاً ُي ْفتََرى‬
‫اب َما َك َ‬ ‫ص ِهم ِع ْبرةٌ ُأِّلوِلي اَألْلَب ِ‬
‫ص ْ َ ْ‬
‫تعالى ‪( :‬لَقَ ْد َكان ِفي قَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولَ ِـكن تَص ِد َ َِّ‬
‫ون‬‫يق الذي َب ْي َن َي َد ْيه َوتَ ْفصي َل ُك َّل َش ْيء َو ُه ًدى َو َر ْح َمةً لقَ ْوٍم يُْؤ ِمُن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫{‪ . ) }111‬وختمت السورة بتوجيه األنظار إلى عجائب الكون الدالة على‬
‫الوحدانية وما في قصص القرآن من عبر وعظات ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫سـورة الرعـد‬

‫الغرض من هذه السورة ‪ :‬تقرير الوحدانية والبعث والجزاء ‪ ،‬ودفع الشبه‬


‫التي يثيرها المشركون حول رسالة اهلل تعالى ‪.‬‬
‫ابتدأت السورة بقضية كبرى أال وهي اإليمان بوجود اهلل ووحدانيته للرد‬ ‫‪-1‬‬
‫على الجاحدين والمنكرين لذلك ‪ ،‬فجاءت اآليات تقرر كمال قدرته‬
‫تعالى وعجيب خلقه للسماوات واألرض والشمس والقمر والليل والنهار‬
‫ات‬
‫ك َآي ُ‬ ‫والزروع والثمار وسائر ما خلق ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ { :‬المر تِْل َ‬
‫ق َولَ ِـك َّن َأ ْكثََر َّ‬ ‫ك ِمن َّرِّب َ‬ ‫اْل ِكتَ ِ َِّ‬
‫ون {‬‫اس الَ يُْؤ ِمُن َ‬ ‫الن ِ‬ ‫ك اْل َح ُّ‬ ‫ُأنز َل ِإلَْي َ‬
‫ي ِ‬ ‫اب َوالذ َ‬
‫ض ِفي اُأل ُك ِل ِإ َّن ِفي‬
‫ضهَا َعلَى َب ْع ٍ‬ ‫‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪َ ...( :‬وُنفَ ِّ‬
‫ض ُل َب ْع َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِّ‬ ‫َذِل َ‬
‫ون {‪)}4‬‬ ‫ك آَل َيات لقَ ْوٍم َي ْعقلُ َ‬
‫انتقلت اآليات للحديث عن المشركين وإ نكارهم البعث والنشور وعن‬ ‫‪-2‬‬
‫كفرهم وعنادهم وإ نكارهم نبوة محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬من قوله‬
‫ب قَ ْولُهُ ْم َأِئ َذا ُكَّنا تَُراباً ‪ )}5{ ....‬إلى قوله‬
‫ب فَ َع َج ٌ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬وِإ ن تَ ْع َج ْ‬
‫َأنت ُم ِنذٌر‬ ‫ُأنز َل علَْي ِه آيةٌ ِّمن َّرب ِ‬
‫ِّه ِإَّن َما َ‬ ‫َِّ‬
‫َ‬ ‫ين َكفَ ُروْا لَ ْوال ِ َ‬‫تعالى ‪َ ( :‬وَيقُو ُل الذ َ‬
‫َوِل ُك ِّل قَ ْوٍم َه ٍاد {‪)}7‬‬

‫‪53‬‬
‫وردت على‬ ‫تحدثت عن دالئل وجود اهلل تعالى وقدرته في الكون ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫الجاحدين المكذبين بوجود اهلل بالحجج واألدلة القاطعة ‪ ،‬من قوله تعالى‬
‫اد َو ُك ُّل َش ْي ٍء‬
‫ام َو َما تَْز َد ُ‬
‫اَألر َح ُ‬
‫يض ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪( :‬اللّهُ َي ْعلَ ُم َما تَ ْحم ُل ُك ُّل ُأنثَى َو َما تَغ ُ‬
‫ث‬‫اس فََي ْم ُك ُ‬
‫الن َ‬ ‫ندهُ بِ ِم ْق َد ٍار {‪ )}8‬إلى قوله تعالى ‪َ .. ( :‬و َّ‬
‫َأما َما َينفَعُ َّ‬ ‫ِع َ‬
‫اَألمثَا َل {‪)}17‬‬
‫ب اللّهُ ْ‬ ‫ض ِر ُ‬ ‫ك َي ْ‬‫ض َك َذِل َ‬
‫اَألر ِ‬ ‫في ْ‬
‫ِ‬
‫ذكرت مثلين ضربهما للحق وأهله والباطل وأهله ‪ ،‬ليتضح الفرق بين‬ ‫‪-4‬‬
‫استَ َج ُابوْا ِل َرِّب ِه ُم اْل ُح ْسَنى‪..‬‬ ‫َِِّ‬
‫ين ْ‬
‫الهدى والضالل ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ ( :‬للذ َ‬
‫وبى لَهُ ْم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫آمُنوْا َو َعملُوْا الصَّال َحات طُ َ‬ ‫ين َ‬
‫{‪ )}18‬إلى قوله تعالى ‪( :‬الذ َ‬
‫آب {‪) }29‬‬ ‫و ُح ْس ُن م ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ببعثة الرسل الكرام وتكذيب أقوامهم لهم ‪ ،‬وعقاب اهلل الشديد لكل‬ ‫َّ‬
‫ذك َر ْ‬ ‫‪-5‬‬
‫مستهزئ بآيات اهلل تعالى ‪.‬‬
‫ُأم ٌم لِّتَْتلُ َو َعلَْي ِه ُم‬ ‫ُأم ٍة قَ ْد َخلَ ْ ِ ِ‬ ‫اك ِفي َّ‬ ‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬ك َذِل َ‬
‫ت من قَْبلهَا َ‬ ‫ك َْأر َسْلَن َ‬
‫اب ِفي اْل َحَي ِاة ُّ‬
‫الد ْنَيا‬ ‫ي َْأو َح ْيَنا ‪ )}30{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ ( :‬لَّهُ ْم َع َذ ٌ‬ ‫َِّ‬
‫الذ َ‬
‫ق {‪)}34‬‬ ‫ق و َما لَهُم ِّم َن اللّ ِه ِمن وا ٍ‬ ‫ولَ َع َذ ُ ِ ِ ُّ‬
‫َ‬ ‫اب اآلخ َرة َأ َش َ‬ ‫َ‬
‫ثم ذ ّكرت بسعادة المؤمنين في دار النعيم ومآل الكافرين في دار‬ ‫‪-6‬‬
‫وتوعدت اآليات المشركين بالعذاب األليم ‪ ،‬وختمت السورة‬ ‫ّ‬ ‫الجحيم‬
‫الكريمة ببيان رسالته عليه الصالة والسالم بشهادة اهلل تعالى وشهادة‬
‫المؤمنين من أهل الكتاب ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َّ ( :‬مثَ ُل اْل َجَّن ِة الَّتِي ُو ِع َد‬
‫اَألنهَ ُار ‪ )}35{ ...‬إلى قوله تعالى ‪( :‬‬ ‫ون تَ ْج ِري ِمن تَ ْحتِهَا ْ‬ ‫اْل ُمتَّقُ َ‬
‫ت ُم ْر َسالً ُق ْل َكفَى بِاللّ ِه َش ِهيداً َب ْينِي َوَب ْيَن ُك ْم َو َم ْن‬
‫ين َكفَ ُروْا لَ ْس َ‬ ‫َِّ‬
‫َوَيقُو ُل الذ َ‬
‫اب {‪. )}43‬‬ ‫ندهُ ِعْلم اْل ِكتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫عَ ُ‬

‫‪54‬‬
‫سـورة إبراهيم‬

‫تناولت موضوع العقيدة في أصولها الكبيرة ‪ ،‬ويكاد يكون محورها‬


‫الرئيسي ‪ ( :‬الرسالة والرسول ) فقد تناولت دعوة الرسل الكرام بشيء‬
‫وبينت وظيفة الرسول ووضحت معنى وحدة الرساالت‬ ‫من التفصيل ‪ّ ،‬‬
‫السماوية ‪ ،‬فاألنبياء صلوات اهلل عليهم أجمعين جاءوا لتشييد صرح اإليمان‬
‫وتعريف الناس باإلله الحق وإ خراج البشرية‪ C‬من الظلمات إلى النور‪.‬‬

‫ابتدأت السورة ببيان إعجاز القرآن ‪ ،‬ثم انتقلت لتهديد المشركين بالعذاب‬ ‫‪-1‬‬
‫األليم نتيجة عنادهم ‪ ،‬كما تحدثت اآليات عن استهزاء الكفار بالرسل ‪،‬‬
‫وما أعد اهلل تعالى لهم من نكال في اآلخرة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ ( :‬الَر‬
‫ور بِِإ ْذ ِن َرِّب ِه ْم ِإلَى‬ ‫الناس ِمن الظُّلُم ِ‬
‫ات ِإلَى ُّ‬
‫الن ِ‬ ‫َأنزْلَناه ِإلَْي َ ِ‬ ‫ِكتَ ٌ‬
‫َ‬ ‫ك لتُ ْخ ِر َج َّ َ َ‬ ‫اب َ ُ‬
‫ِّت َو ِمن‬ ‫يز اْلح ِم ِيد {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪..( :‬وما ُهو بِمي ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ََ َ َ‬ ‫ص َراط اْل َع ِز ِ َ‬
‫اب َغِليظٌ {‪)}17‬‬ ‫َو َرآِئ ِه َع َذ ٌ‬
‫ٍ‬
‫عاصف ‪،‬‬ ‫شبهت اآليات أعمال الكفار برماد اشتدت به الريح في ٍ‬
‫يوم‬ ‫ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫وذلك تبيانا على زوالها وضياعها ‪ ،‬وذكرت المناظرة بين الرؤساء‬

‫‪55‬‬
‫واألتباع ‪ ،‬وأعقبتها بالتذكير بنعم اهلل على العباد ليعبدوه ويشكروه ‪ ،‬من‬
‫يح‬ ‫ت بِ ِه ِّ‬‫َأع َمالُهُ ْم َك َر َم ٍاد ا ْشتَ َّد ْ‬
‫ين َكفَ ُروْا بِ َرِّب ِه ْم ْ‬ ‫َِّ‬
‫الر ُ‬ ‫قوله تعالى ‪َّ ( :‬مثَ ُل الذ َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫في َي ْوٍم َعاصف‪ )}18{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وآتَا ُكم ِّمن ُك ِّل َما َسَأْلتُ ُموهُ‬
‫وم َكفَّ ٌار {‪)}34‬‬ ‫وِإ ن تَع ُّدوْا نِعم َ ِ‬
‫ظلُ ٌ‬‫ان لَ َ‬ ‫نس َ‬‫وها ِإ َّن اِإل َ‬ ‫ص َ‬ ‫ت اللّه الَ تُ ْح ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫تحدثت اآليات عن أبي األنبياء إبراهيم عليه السالم ومبالغته في هدم‬ ‫‪-3‬‬
‫قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ْذ‬ ‫الشرك واألوثان لالقتداء به واقتفاء أثر خطاه ‪ ،‬من‬
‫اَألصَن َام {‬
‫ْ‬ ‫َأن َّن ْعُب َد‬ ‫اجُن ْبنِي َوَبنِ َّي‬ ‫اجع ْل َهـ َذا اْلبلَ َد ِ‬
‫آمناً َو ْ‬ ‫َ‬ ‫ب َْ‬ ‫يم َر ِّ‬ ‫قَ َ ِإ ِ‬
‫ال ْب َراه ُ‬
‫ِ‬ ‫اغ ِف ْر ِلي َوِل َو ِال َد َّ‬
‫وم‬ ‫ي َوِلْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫ين َي ْو َم َيقُ ُ‬ ‫‪ )}35‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬رَّبَنا ْ‬
‫اب {‪)}41‬‬ ‫ِ‬
‫اْلح َس ُ‬
‫ذكرت موقف الظالمين يوم الدين ‪ ،‬وما يعتريهم من ذل وهوان في يوم‬ ‫‪-4‬‬
‫الحشر األكبر ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬والَ تَ ْح َسَب َّن اللّهَ َغ ِافالً َع َّما َي ْع َم ُل‬
‫ص ُار {‪ )}42‬إلى قوله‬ ‫الظَّ ِالمون ِإَّنما ي ِّخر ُهم ِليوٍم تَ ْش َخص ِف ِ‬
‫اَألب َ‬‫يه ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ َُؤ ُ ْ َ ْ‬
‫اح ٌد َوِلَي َّذ َّك َر‬‫اس وِلين َذروْا بِ ِه وِليعلَموْا ََّأنما ُهو ِإلَـهٌ و ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫ِّ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬هـ َذا َبالَغٌ ل َّلن ِ َ ُ ُ‬
‫اب {‪)}52‬‬ ‫ُأولُوْا اَألْلَب ِ‬
‫ْ‬

‫‪56‬‬
‫سورة الحجر‬

‫تستهدف‪ C‬هذه السورة الكريمة‪ C‬المقاصد األساسية للعقيدة اإلسالمية (‬


‫الوحدانية و النبوة و البعث والجزاء ) ‪ ،‬ومحورها يدور حول ‪ :‬مصارع‬
‫الطغاة والمكذبين لرسل اهلل في شتى األزمان والعصور ‪..‬‬
‫ابتدأت باإلنذار والتهديد والتهويل والوعيد لكل الطغاة ‪،‬وبينت حالهم يوم‬ ‫‪-1‬‬
‫ك‬‫القيامة وعذابهم الشديد تخويفا وترهيبا ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬الَ َر تِْل َ‬
‫ِِ‬ ‫َِّ‬ ‫آن ُّمبِ ٍ‬ ‫ات اْل ِكتَ ِ‬
‫ين‬
‫ين َكفَ ُروْا لَ ْو َك ُانوْا ُم ْسلم َ‬ ‫ين {‪ُّ }1‬رَب َما َي َو ُّد الذ َ‬ ‫اب َوقُ ْر ٍ‬ ‫َآي ُ‬
‫ص ُارَنا َب ْل َن ْح ُن قَ ْو ٌم‬
‫ت َْأب َ‬‫{‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪( :‬لَقَالُوْا ِإَّن َما ُس ِّك َر ْ‬
‫ون {‪)}15‬‬ ‫ور َ‬
‫َّم ْس ُح ُ‬
‫تحدثت بعدها اآليات عن قدرته تعالى في الخلق وحفظه للسماء من‬ ‫‪-2‬‬
‫استراق السمع ويعدد تعالى نعمه الكثيرة على اإلنسان ليشكره تعالى‬
‫ِ‬
‫َّماء ُب ُروجاً َو َزَّيَّن َ‬
‫اها‬ ‫عليها ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َج َعْلَنا في الس َ‬
‫آن َخلَ ْقَناهُ ِمن قَْب ُل ِمن َّن ِار‬‫ين {‪ )}16‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬واْل َج َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ل َّلناظ ِر َ‬
‫وم {‪)}27‬‬‫َّم ِ‬
‫الس ُ‬
‫عرضت اآليات لقصة خلق آدم عليه السالم وسجود المالئكة له إال‬ ‫‪-3‬‬
‫إبليس وطرده من رحمة اهلل وتعهده بإضالل الناس إال عباد اهلل‬
‫المخلصين ‪ ،‬وتتوعده اآليات وأتباعه بالعذاب األليم في اآلخرة ‪ ،‬كما‬
‫ك ِلْل َمالَِئ َك ِة ِإِّني‬
‫تبشر المتقين بجنات النعيم ‪ ،‬من قوله ‪َ ( :‬وِإ ْذ قَا َل َرُّب َ‬
‫ون {‪ )}28‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ال ِّم ْن َح َمٍإ َّم ْسُن ٍ‬ ‫َ َ‬ ‫َخ ِال ٌ‬
‫ق َب َشراً ِّمن صْلص ٍ‬

‫‪57‬‬
‫(َنِّب ِعب ِادي َِّأني ََأنا اْل َغفُور َّ ِ‬
‫َأن َع َذابِي ُه َو اْل َع َذ ُ‬
‫اب‬ ‫يم {‪َ }49‬و َّ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْئ َ‬
‫يم {‪)}50‬‬ ‫ِ‬
‫اَألل َ‬
‫ومن قصة آدم تنتقل لقصص بعض األنبياء ‪ ،‬تسلية لرسول اهلل وتثبيتا‬ ‫‪-4‬‬
‫للمؤمنين فتذكر قصة إبراهيم و لوطا عليهما السالم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ف ِإ ْبراَ ِهيم {‪ )}51‬إلى قوله تعالى ‪( :‬وِإ َّنها لَبِسبِ ٍ‬
‫يل‬ ‫(وَنِّبْئ هم عن ض ْي ِ‬
‫َ ُْ َ َ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِّ ِ‬ ‫قيم {‪ِ }76‬إ َّن ِفي َذِل َ‬
‫ُّم ٍ‬
‫ين {‪)}77‬‬ ‫آليةً لْل ُمؤ ِمن َ‬
‫ك َ‬
‫ذكرت قصة شعيب وصالح عليهما السالم وما حلّ بأقوامهم المكذبين ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ين {‪ )}78‬إلى قوله‬ ‫اَألي َك ِة لَ َ ِ ِ‬
‫ظالم َ‬ ‫اب ْ‬ ‫َأص َح ُ‬
‫ان ْ‬ ‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ن َك َ‬
‫ون {‪)}84‬‬ ‫ِ‬
‫َأغَنى َع ْنهُم َّما َك ُانوْا َي ْكسُب َ‬
‫تعالى ‪( :‬فَ َما ْ‬
‫ختمت السورة بتذكير الرسول الكريم بكبرى نعم اهلل عليه وهي هذا‬ ‫‪-6‬‬
‫القرآن المجيد المعجز ‪ ،‬آمرة إياه بالصبر على المشركين وتبشره بقرب‬
‫ات واَألرض وما بينهما ِإالَّ‬‫ِ‬
‫َّم َاو َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫النصر‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و َما َخلَ ْقَنا الس َ‬
‫يل {‪ )}85‬إلى قوله تعالى‬ ‫الص ْف َح اْل َج ِم َ‬
‫اصفَ ِح َّ‬ ‫ِ‬ ‫بِاْل َح ِّ‬
‫ق َوِإ َّن الس َ‬
‫َّاعةَ آلتَيةٌ فَ ْ‬
‫ك حتَّى يْأتِي َ ِ‬
‫ين {‪)}99‬‬ ‫ك اْلَيق ُ‬ ‫اعُب ْد َرَّب َ َ َ َ‬ ‫‪َ ( :‬و ْ‬

‫‪58‬‬
‫سورة النحل‬
‫عالجت سورة النحل موضوعات العقيدة الكبرى ( األلوهية ‪ ،‬والوحي ‪،‬‬
‫والبعث والنشور ) وإ لى جانب ذلك تحدثت عن دالئل القدرة والوحدانية في‬
‫هذا العالم الفسيح‪ C‬وهي صور دالة على وحدانية اهلل تعالى وعظيم نعمه ‪.‬‬
‫تناولت في البدء الحديث عن قدرة اهلل تعالى وإ بداعه في خلق الكون‬ ‫‪-1‬‬
‫وتحدثت عن نعمه تعالى على اإلنسان التي ال تعد وال تحصى ‪ ،‬من‬
‫ِ‬
‫َأم ُر اللّه فَالَ تَ ْستَ ْع ِجلُوهُ ُس ْب َح َانهُ َوتَ َعالَى َع َّما ُي ْش ِر ُك َ‬
‫ون‬ ‫قوله تعالى ‪َ( :‬أتَى ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وها ِإ َّن اللّهَ‬
‫ص َ‬ ‫{‪ ) }1‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ن تَ ُع ُّدوْا ن ْع َمةَ اللّه الَ تُ ْح ُ‬
‫يم {‪. )}18‬‬ ‫ِ‬
‫ور َّرح ٌ‬
‫لَ َغفُ ٌ‬
‫استنكرت اآليات ضالل الكفرة واتباعهم للباطل رغم النعم العظيمة‬ ‫‪-2‬‬
‫التي أنعم بها تعالى عليهم ‪ ،‬وذ ّكرتهم بحال من قبلهم وعقابهم ‪،‬‬
‫وأنذرتهم بالعقاب الشديد في اآلخرة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬واللّهُ َي ْعلَ ُم َما‬
‫ون َش ْيئاً‬ ‫تُ ِس ُّرون وما تُعِلُنون {‪ }19‬والَِّذين ي ْدعون ِمن ُد ِ ِ‬
‫ون اللّه الَ َي ْخلُقُ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ‬ ‫َ ََ ْ َ‬
‫ِِ‬
‫اب َجهََّن َم َخالد َ‬
‫ين‬ ‫ون {‪ )}20‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ ْاد ُخلُوْا َْأب َو َ‬ ‫َو ُه ْم ُي ْخلَقُ َ‬
‫ِ‬
‫ين {‪)}29‬‬ ‫فيهَا َفلَبِْئ َس َمثْ َوى اْل ُمتَ َكب ِِّر َ‬
‫ذكرت اآليات ما أعده للمتقين من وجوه التكريم في دار النعيم ‪ ،‬ليظهر‬ ‫‪-3‬‬
‫الفارق بين حال أهل السعادة وحال أهل الشقاوة وبين األبرار والفجار‬
‫على طريقة القرآن في المقارنة بين الفريقين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ (:‬و ِقي َل‬
‫ين اتَّقَ ْوْا َما َذا َ‬
‫َأنز َل َرُّب ُك ْم قَالُوْا َخ ْيراً‪ )}30{ ...‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫َِِّ‬
‫للذ َ‬
‫ون {‪{ }50‬سجدة}‬ ‫ون َرَّبهُم ِّمن فَ ْو ِق ِه ْم َوَي ْف َعلُ َ‬
‫ون َما يُْؤ َم ُر َ‬ ‫(َي َخافُ َ‬

‫‪59‬‬
‫لما ذكرت اآليات أن الكون كله منقاد ألمر اهلل تعالى ‪ ،‬أمرت هنا‬ ‫‪-4‬‬
‫بإفراده بالعبادة ألنه الخالق الرازق ‪ ،‬ثم ضربت األمثال في ضالالت‬
‫أهل الجاهلية ‪ ،‬وذ ّكرت الناس بنعمه الجليلة ليعبدوه ويشكروه ‪ ،‬من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قوله تعالى ‪َ ( :‬وقَا َل اللّهُ الَ تَتَّخ ُذوْا ِإلـهَْي ِن اثَْن ْي ِن ِإَّن َما ُه َو ِإلهٌ َواح ٌد فَ َّإي َ‬
‫اي‬
‫ِِ‬
‫ال ِإ َّن اللّهَ‬ ‫ض ِرُبوْا للّه ْ‬
‫اَألمثَ َ‬ ‫ون {‪ )}51‬إلى قوله تعالى ‪ ( :‬فَالَ تَ ْ‬ ‫فَ ْار َهُب ِ‬
‫ون {‪)}74‬‬ ‫َي ْعلَ ُم َوَأنتُ ْم الَ تَ ْعلَ ُم َ‬
‫لما ذكرت سفاهة المشركين في عبادتهم لغير اهلل أعقبته بذكر مثلين‬ ‫‪-5‬‬
‫توضيحاً لبطالن عبادة األوثان ‪ ،‬ثم ذ ّكرت الناس ببعض النعم التي‬
‫أفاضها عليهم ليعبدوه ويشكروه ويخلصوا له العمل منيبين طائعين ‪ ،‬من‬
‫ب اللّهُ َمثَالً َع ْبداً َّم ْملُوكاً الَّ َي ْق ِد ُر َعلَى َش ْي ٍء‪{ ...‬‬ ‫ض َر َ‬‫قوله تعالى ‪َ ( :‬‬
‫ان َوِإ يتَاء ِذي‬ ‫ْأم ُر بِاْل َع ْد ِل َواِإل ْح َس ِ‬ ‫ِإ‬
‫‪ )}75‬إلى قوله تعالى ‪َّ ( :‬ن اللّهَ َي ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اْلقُ ْرَبى َوَي ْنهَى َع ِن اْلفَ ْح َشاء َواْل ُمن َك ِر َواْلَب ْغ ِي َيعظُ ُك ْم لَ َعل ُك ْم تَ َذ َّك ُر َ‬
‫ون {‬
‫‪)}90‬‬
‫ح ّذرت من نقض العهود والمواثيق وعصيان أوامر اهلل تعالى ‪ ،‬ألن‬ ‫‪-6‬‬
‫أعده ألهل اإليمان من‬
‫العصيان سبب للبالء والحرمان ‪ ،‬ثم ذكرت ما ّ‬
‫الحياة الطيبة الكريمة ‪.‬‬
‫ان َب ْع َد‬
‫اَألي َم َ‬
‫ضوْا ْ‬ ‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬و َْأوفُوْا بِ َع ْه ِد اللّ ِه ِإ َذا َع َ‬
‫اهدتُّ ْم َوالَ تَنقُ ُ‬
‫اج ُروْا ِمن َب ْع ِد َما‬ ‫تَو ِك ِيد َها‪ )}91{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم ِإ َّن رَّب َ َِِّ‬
‫ين َه َ‬
‫ك للذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يم {‪)}110‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ُدوْا وصبروْا ِإ َّن رَّب َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور َّرح ٌ‬ ‫ك من َب ْعد َها لَ َغفُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫فُتُنوْا ثَُّم َج َ َ َ َ ُ‬
‫‪ -7‬لما ذكرت حال من كفر بلسانه وحال من كفر بلسانه وجنانه ‪ ،‬ذكرت‬
‫أعده اهلل‬
‫هنا الجزاء العادل الذي يلقاه كل إنسان منهما في اآلخرة ‪ ،‬وما ّ‬
‫قصة إبراهيم‬
‫تعالى من العقاب العاجل في الدنيا لبعض المكذبين ‪ ،‬ثم ذكرت ّ‬

‫‪60‬‬
‫األواه المنيب ‪ ،‬آمرة الرسول صلى اهلل عليه وسلم باقتفاء أثره ‪ ،‬من قوله‬
‫س َّما َع ِملَ ْ‬
‫ت َو ُه ْم‬ ‫س تُ َج ِاد ُل َعن َّن ْف ِسهَا وتُوفَّى ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫َ َ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬ي ْو َم تَْأتِي ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫َِّ‬ ‫َِّ‬
‫ين ُهم‬ ‫ون {‪ ) }111‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن اللّهَ َم َع الذ َ‬
‫ين اتَّقَوْا َّوالذ َ‬ ‫ظلَ ُم َ‬
‫الَ ُي ْ‬
‫ون {‪.)}128‬‬ ‫ِ‬
‫ُّم ْحسُن َ‬

‫سورة اإلسراء‬

‫هي من السور التي تهتم بشؤون العقيدة وخاصة ‪ ( :‬الوحدانية‪ ، C‬الرسالة‬


‫‪ ،‬البعث ) لكن الموضوع البارز في السورة هو شخصية‪ C‬الرسول صلى اهلل‬
‫عليه وسلم وما أيده اهلل تعالى به من معجزات باهرة وحجج قاطعة دالة‬
‫على صدقه عليه الصالة والسالم‬
‫ابتدأت السورة بتنزيه هلل تعالى لنفسه ألن له األفعال العظيمة والمنن‬ ‫‪-1‬‬
‫الجسيمة التي من جملتها أنه أسرى بعبده ورسوله صلى اهلل عليه وسلم‬
‫من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى في ليلة واحدة وأراه آياته ‪ ،‬قال‬
‫َأس َرى بِ َع ْب ِد ِه لَْيالً ِّم َن اْل َم ْس ِج ِد اْل َح َر ِام ِإلَى اْل َم ْس ِج ِد‬ ‫تعالى ‪( :‬س ْبح َِّ‬
‫ان الذي ْ‬
‫ُ َ َ‬
‫َّميع الب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ص ُير {‬ ‫صى الذي َب َار ْكَنا َح ْولَهُ لُن ِرَيهُ م ْن َآياتَنا ِإَّنهُ ُه َو الس ُ َ‬ ‫اَأل ْق َ‬
‫‪)}1‬‬
‫ثم تحدثت اآليات عن التوراة كتاب بني إسرائيل وما جاء فيها من أن‬ ‫‪-2‬‬
‫اإلفساد في األرض واقع بسبب المعاصي ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وآتَْيَنا‬
‫اب َو َج َعْلَناهُ ُه ًدى لَِّبنِي ِإ ْس َراِئي َل َأالَّ تَتَّ ِخ ُذوْا ِمن ُدونِي َو ِكيالً {‬ ‫ِ‬
‫وسى اْلكتَ َ‬
‫ُم َ‬

‫‪61‬‬
‫‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ع َسى َرُّب ُك ْم َأن َي ْر َح َم ُك ْم َوِإ ْن ُعدتُّ ْم ُع ْدَنا َو َج َعْلَنا‬
‫صيراً {‪)}8‬‬ ‫جهَّنم ِلْل َك ِاف ِرين ح ِ‬
‫َ َ‬ ‫َََ‬
‫بينت اآليات شرف القرآن الكريم وجاللته فيه بشرى للمؤمنين وإ نذار‬ ‫‪-3‬‬
‫بالشر ‪ ،‬كما ّبينت‬
‫ّ‬ ‫للكافرين ‪ ،‬وأن من جهل اإلنسان الدعاء على نفسه‬
‫قدرة اهلل تعالى في خلق الليل والنهار ‪ ،‬وبينت قدرة اهلل تعالى على‬
‫إهالك القرى الظالمة وأن الجزاء من جنس العمل ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫(ِإ َّن هـ َذا اْلقُرآن يِه ِدي ِللَّتِي ِهي َأ ْقوم ‪ )}9{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ :‬الَّ‬
‫َ َُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫تَ ْج َعل َم َع اللّ ِه ِإلَـهاً َ‬
‫آخ َر فَتَ ْق ُع َد َم ْذ ُموماً َّم ْخ ُذوالً {‪)}22‬‬
‫ذكرت اآليات هنا طائفة من األوامر والزواجر التي يقوم عليها بنيان‬ ‫‪-4‬‬
‫المجتمع الفاضل ‪ ،‬ثم ذكر تعالى موقف المشركين المكذبين من القرآن‬
‫ك َأالَّ تَ ْعُب ُدوْا ِإالَّ ِإَّياهُ َوبِاْل َو ِال َد ْي ِن‬
‫ضى َرُّب َ‬
‫العظيم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وقَ َ‬
‫ال‬
‫اَألمثَ َ‬‫ك ْ‬ ‫ض َرُبوْا لَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ِإ ْح َساناً‪ )}23{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬انظُ ْر َك ْي َ‬
‫ون َسبِيالً {‪)}48‬‬ ‫ِ‬ ‫فَ ُّ‬
‫يع َ‬
‫ضلوْا فَالَ َي ْستَط ْ‬‫َ‬
‫وردت عليها‬
‫ذكرت شبهات المشركين في إنكار البعث والنشور ‪ّ ،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫باإلبطال والتفنيد ‪ ،‬ثم ذكرت قصة آدم وإ بليس للعظة واالعتبار ‪،‬‬
‫وأعقبتها بذكر نعم اهلل تعالى العظيمة على عباده ‪ ،‬ثم بالوعيد والتهديد‬
‫أصروا على الجحود والكفر ‪ ..‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وقَالُوْا َأِئ َذا ُكَّنا‬ ‫إن ّ‬
‫ون َخْلقاً َج ِديداً {‪ ، )}49‬إلى قوله تعالى‬ ‫ظاماً َو ُرفَاتاً َأِإَّنا لَ َم ْب ُعوثُ َ‬‫ِع َ‬
‫( ‪ ..‬ثَُّم الَ تَ ِج ُدوْا لَ ُك ْم َعلَْيَنا بِ ِه تَبِيعاً {‪)}69‬‬
‫لما ذكرت نعم اهلل تعالى على عباده من تسيـير السفن في البحر ومن‬ ‫‪-6‬‬
‫المنة بما أنعم به تعالى على اإلنسان‬
‫تممت ذكر ّ‬
‫تنجيتهم من الغرق ‪ّ ،‬‬
‫من تكريمه ورزقه له وتفضيله على غيره من سائر المخلوقات ثم ذكر‬

‫‪62‬‬
‫أحوال الناس ودرجاتهم في اآلخرة ‪ ،‬ثم حذرت الرسول صلى اهلل عليه‬
‫وسلم من اتباع أهواء المشركين ‪،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َك َّر ْمَنا َبنِي َ‬
‫آد َم‬
‫اهم ِّمن الطَّيِّب ِ‬ ‫وحمْلَن ُ ِ‬
‫ات‪ )}70{ ..‬إلى قوله‬ ‫َ‬ ‫اه ْم في اْلَب ِّر َواْلَب ْح ِر َو َر َز ْقَن ُ َ‬ ‫َ ََ‬
‫آن ِمن ُك ِّل َمثَ ٍل فَ ََأبى َأ ْكثَُر‬ ‫اس ِفي َهـ َذا اْلقُ ْر ِ‬
‫ص َّر ْفَنا ِل َّلن ِ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َ‬
‫اس ِإالَّ ُكفُوراً {‪)}89‬‬ ‫الن ِ‬
‫َّ‬
‫األمي ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لما ذكرت اآليات بالحجج والبراهين األدلة على صدق النبي‬ ‫‪-7‬‬
‫مادية غير‬
‫تعنت الكفار وضاللهم باقتراح خوارق ّ‬
‫ذكرت هنا نماذج من ّ‬
‫قصة موسى وتكذيب فرعون له مع كثرة‬
‫القرآن العظيم ‪ ،‬ثم ذكرت ّ‬
‫الخوارق والمعجزات التي ظهرت على يديه تسلية لرسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ‪.،‬‬
‫ختمت السورة بدالئل القدرة والوحدانية وتنـزيه اهلل تعالى عن كل نقص‬ ‫‪-8‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ..‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وقَالُوْا لَن ُّنْؤ ِم َن لَ َ‬
‫ض‬ ‫ك َحتَّى تَ ْف ُج َر لََنا م َن ْ‬
‫اَألر ِ‬
‫َي ُنبوعاً {‪ )}90‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ُق ِل اْل َح ْم ُد ِللّ ِه الَِّذي لَ ْم َيتَّ ِخ ْذ َولَداً‬
‫ك ِفي اْلمْل ِك ولَم ي ُكن لَّه وِل ٌّي ِّمن ُّ‬
‫الذ َّل َو َكب ِّْرهُ تَ ْكبِيراً {‬ ‫َولَم َي ُكن لَّهُ َش ِري ٌ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ َ ْ َ‬
‫‪)}111‬‬

‫‪63‬‬
‫سورة الكهـف‬

‫هذه السورة هي إحدى سور خمس بدئت بـ ( الحمد هلل ) واألربعة الباقية‬
‫هي ‪ :‬الفاتحة ‪ ،‬األنعام ‪ ،‬الكهف ‪ ،‬سبأ ‪ ،‬فاطر‪ ،‬وغرضها ‪ :‬ترسيخ العقيدة‬
‫واإليمان باهلل تعالى‬
‫‪ -1‬بدأت بتمجيد اهلل وتقديسه‪ ،‬وأنذرت الكافرين من عذاب اهلل إذا استمروا‬
‫اب َولَ ْم‬ ‫ِِ ِ‬ ‫بالعصيان ‪،‬من قوله تعالى ‪( :‬اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه الَِّذي َ‬
‫َأنز َل َعلَى َع ْبده اْلكتَ َ‬
‫ص ِعيداً‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َي ْج َعل لهُ ع َو َج{‪ ) }1‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ َّنا لَ َجاعلُ َ‬
‫ون َما َعلَْيهَا َ‬
‫ُج ُرزاً {‪)}8‬‬
‫‪ -2‬تعرضت لقصص عديدة من روائع القرآن في سبيل تقرير أهدافها‬
‫األساسية لتثبيت العقيدة و اإليمان بعظمة ذي الجالل ‪:‬‬
‫القصة األولى ‪:‬‬
‫قصة أصحاب الكهف وهي قصة التضحية في سبيل العقيدة‪ ،‬من قوله تعالى‬
‫‪:‬‬
‫الر ِق ِيم َك ُانوا ِم ْن َآياتَِنا َع َجباً ‪ )}9{ ..‬إلى‬ ‫َأن َأصحاب اْل َكه ِ‬
‫ف َو َّ‬ ‫ت َّ ْ َ َ ْ‬ ‫( َْأم َح ِس ْب َ‬
‫ِئ ِ ِ‬ ‫قوله تعالى ‪ُّ .. ( :‬متَّكِِئ ِ‬
‫ت ُم ْرتَفَقاً {‬ ‫اَأْلرا ك ن ْع َم الثََّو ُ‬
‫اب َو َح ُسَن ْ‬ ‫ين فيهَا َعلَى َ‬ ‫َ‬
‫‪)}31‬‬
‫القصة الثانية ‪:‬‬
‫‪64‬‬
‫قصة صاحب الجنتين ‪ ،‬وهي نموذج آخر للتضحية في سبيل العقيدة ممثلة‬
‫قصة األخوين من بني إسرائيل ‪ :‬المؤمن المعتز بإيمانه ‪ ،‬والكافر وهو‬
‫في ّ‬
‫صاحب الجنتين وما فيها من عبر وعظات وتوجيهات ‪ ،‬كما ضرب تعالى‬
‫المثل للحياة الدنيا ومتاعها الزائل بالماء المنزل بالسماء واختالطه بنبات‬
‫األرض ثم تحوله إلى الهشيم ‪ ،‬فالغاية من ذكر األمثال االتعاظ واالعتبار ‪،‬‬
‫َأِلح ِد ِه َما َجَّنتَْي ِن ِم ْن‬
‫ب لَهُم َّمثَالً َّر ُجلَْي ِن َج َعْلَنا َ‬ ‫اض ِر ْ‬
‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ْ‬
‫اه َما بَِن ْخ ٍل َو َج َعْلَنا َب ْيَنهُ َما َز ْرعاً {‪ )}32‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫َأعَن ٍ‬
‫اب َو َحفَ ْفَن ُ‬ ‫ْ‬
‫وها َولَ ْم َي ِج ُدوا َع ْنهَا َم ْ‬
‫ص ِرفاً {‬ ‫ظُّنوا ََّأنهُم ُّم َو ِاق ُع َ‬ ‫( َو َرَأى اْل ُم ْج ِر ُم َ‬
‫ون َّ‬
‫الن َار فَ َ‬
‫‪)}53‬‬
‫القصة الثالثة ‪:‬‬ ‫ّ‬
‫قصة موسى مع الخضر عليهما السالم ‪ ،‬وهي قصة التواضع في سبيل العلم‬
‫وما جرى من األخبار الغيبية التي أطلع اهلل عليها عبده الصالح الخضر ولم‬
‫اس ِمن ُك ِّل‬‫آن ِل َّلن ِ‬
‫ص َّر ْفَنا ِفي َه َذا اْلقُ ْر ِ‬
‫يعرفها موسى ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َ‬
‫ان َأ ْكثََر َش ْي ٍء َج َدالً {‪ )}54‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و َما‬ ‫َمثَ ٍل َو َك َ‬
‫ان اِإْل َ‬
‫نس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأم ِري َذِل َ‬
‫ص ْبراً {‪)}82‬‬ ‫ك تَ ِْأوي ُل َما لَ ْم تَ ْسطع َّعلَْيه َ‬ ‫فَ َعْلتُهُ َع ْن ْ‬
‫القصة ذاتها ما يلي ‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وتتضمن‬
‫( قصة السفينة وحادثة قتل الغالم و بناء الجدار)‬
‫القصة الرابعة ‪:‬‬
‫ّ‬
‫قصة ذي القرنين ورحالته إلى الغرب والشرق ‪ ،‬وبناؤه السد في وجه‬
‫ّ‬
‫يأجوج ومأجوج ‪ ،‬وترتبط القصة بالعقيدة واإليمان كالقصص التي سبقتها‬
‫ك َعن ِذي اْلقَ ْرَن ْي ِن ُق ْل َس َْأتلُو َعلَْي ُكم ِّم ْنهُ ِذ ْكراً {‬
‫ون َ‬
‫‪،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وَي ْسَألُ َ‬

‫‪65‬‬
‫ال َه َذا َر ْح َمةٌ ِّمن َّربِّي فَِإ َذا َجاء َو ْع ُد َربِّي َج َعلَهُ‬
‫‪ )}83‬إلى قوله تعالى ‪( :‬قَ َ‬
‫ان َو ْع ُد َربِّي َحقّاً {‪)}98‬‬ ‫َد َّكاء َو َك َ‬
‫‪ -3‬ختمت السورة الكريمة بالحديث عن يوم القيامة وأحوال الكافرين‬
‫وج ِفي‬ ‫ِئ ٍ‬
‫ضهُ ْم َي ْو َم ذ َي ُم ُ‬
‫والمؤمنين في اآلخرة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وت َر ْكَنا َب ْع َ‬
‫اه ْم َج ْمعاً {‪ )}99‬إلى قوله تعالى ‪...( :‬فَ َمن‬ ‫ض َوُن ِف َخ ِفي الص ِ‬
‫ُّور فَ َج َم ْعَن ُ‬ ‫َب ْع ٍ‬
‫َأحداً {‬ ‫ِّه َفْليعم ْل عمالً ص ِالحاً واَل ي ْش ِر ْك بِ ِعب َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ادة َربِّه َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ان َي ْر ُجو لقَاء َرب َ ْ َ َ َ‬ ‫َك َ‬
‫‪)}110‬‬

‫سورة مريـم‬

‫الغرض من هذه السورة ‪ :‬تقرير التوحيد ‪ ،‬وتنـزيه اهلل جل وعال عما ال‬
‫يليق به وتثبيت‪ C‬عقيدة اإليمان بالبعث والجزاء ‪.‬‬
‫ومحورها يدور حول ‪ :‬التوحيد ‪ ،‬واإليمان بوجود اهلل تعالى ووحدانيته‬
‫وبيان منهج‪ C‬المهتدين ومنهج الضالين ‪.‬‬
‫عرضت لقصص بعض األنبياء مبتدئة بنبي اهلل زكريا عليه السالم الذي‬ ‫‪-1‬‬
‫عاقرا فدعا اهلل تعالى دعاء الملهوف بأن يرزقه غالما‬
‫ً‬ ‫كانت امرأته‬
‫صالحا ‪ ،‬فاستجاب اهلل له ووهبه يحيى عليه السالم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ك َع ْب َدهُ َز َك ِرَّيا {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬‫(كهيعص {‪ِ }1‬ذ ْك ُر َر ْح َم ِة َرِّب َ‬
‫ث َحّياً {‪)}15‬‬ ‫( َو َساَل ٌم َعلَْي ِه َي ْو َم ُوِل َد َوَي ْو َم َي ُم ُ‬
‫وت َوَي ْو َم ُي ْب َع ُ‬

‫‪66‬‬
‫عرضت لقصة أعجب وأغرب تلك هي قصة مريم العذراء عليها‬ ‫‪-2‬‬
‫السالم ‪ ،‬و إنجابها لطفل من غير أب وذلك لتأكيد عظمة اهلل تعالى‬
‫ت ِم ْن‬ ‫اب َم ْرَي َم ِإ ِذ انتََب َذ ْ‬ ‫وإ عجازه في الخلق ‪ ،‬قال تعالى ‪ (:‬وا ْذ ُك ْر ِفي اْل ِكتَ ِ‬
‫َ‬
‫َأهِلها م َكاناً َشر ِقّياً {‪ )}16‬إلى قوله تعالى ‪( :‬و ِ‬
‫َأنذ ْر ُه ْم َي ْو َم اْل َح ْس َر ِة ِإ ْذ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪)}39‬‬ ‫اَأْلم ُر َو ُه ْم في َغ ْفلَة َو ُه ْم اَل يُْؤ ِمُن َ‬
‫قُض َي ْ‬
‫تحدثت عن قصة إبراهيم عليه السالم مع أبيه ‪ ،‬ثم أثنت على رسل اهلل (‬ ‫‪-3‬‬
‫إسحاق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس ونوحاً ) عليهم‬
‫السالم ‪ ،‬وذلك إلثبات وحدة الرسالة وتوحيد الدعوة إلى اهلل ‪ ،‬قال تعالى‬
‫ون {‪َ }40‬وا ْذ ُك ْر ِفي‬ ‫ض َو َم ْن َعلَْيهَا َوِإ لَْيَنا ُي ْر َج ُع َ‬‫اَأْلر َ‬
‫ث ْ‬ ‫‪ِ( :‬إَّنا َن ْح ُن َن ِر ُ‬
‫ص ِّديقاً َّنبِّياً {‪ )}41‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َو َه ْبَنا‬ ‫اهيم ِإَّنه َكان ِ‬
‫ِ‬ ‫اْل ِكتَ ِ‬
‫اب ِإ ْب َر َ ُ َ‬
‫ق َعِلّياً {‪)}50‬‬ ‫لَهم ِّمن َّر ْحمتَِنا وجعْلَنا لَهم ِلسان ِ‬
‫ص ْد ٍ‬ ‫َ َ َ َ ُْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫وذكرت قصة موسى عليه السالم ونداء اهلل تعالى كما تطرقت اآليات‬ ‫‪-4‬‬
‫للحديث عن بعض األنبياء وصفاتهم العظيمة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ان َر ُسوالً َّنبِّياً {‪ )}51‬إلى‬ ‫ان ُم ْخلَصاً َو َك َ‬ ‫وسى ِإَّنهُ َك َ‬ ‫اب ُم َ‬ ‫(وا ْذ ُك ْر ِفي اْل ِكتَ ِ‬
‫َ‬
‫الر ْح َمن َخ ُّروا‬ ‫ات َّ‬ ‫اجتََب ْيَنا ِإ َذا تُْتلَى َعلَْي ِه ْم َآي ُ‬
‫قوله تعالى ‪َ ( :‬و ِم َّم ْن َه َد ْيَنا َو ْ‬
‫ُس َّجداً َوُب ِكّياً {‪)}58‬‬
‫حذرت اآليات من إضاعة الصلواتـ واتباع الشهوات ورغبت بالتوبة‬ ‫‪-5‬‬
‫ف ِمن َب ْع ِد ِه ْم َخْل ٌ‬
‫ف‬ ‫وأن جزاء التائبين الجنة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬فَ َخلَ َ‬
‫ف َيْلقَ ْو َن َغّياً {‪ )}59‬إلى قوله‬ ‫ات فَ َس ْو َ‬ ‫الشهو ِ‬‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الصاَل ةَ َواتَب ُعوا َ َ‬ ‫اعوا َّ‬ ‫َأض ُ‬ ‫َ‬
‫ادتِ ِه‬
‫طبِ ْر ِل ِعَب َ‬
‫اص َ‬
‫اعُب ْدهُ َو ْ‬
‫ض َو َما َب ْيَنهُ َما فَ ْ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َاوات َو ْ‬ ‫ب الس َ‬ ‫تعالى ‪َ ( :‬ر ُّ‬
‫َه ْل تَ ْعلَ ُم لَهُ َس ِمّياً {‪. )}65‬‬

‫‪67‬‬
‫وردت عليها بالحجج‬ ‫تحدثت عن بعض شبهات المكذبين للبعث والنشور ّ‬ ‫‪-6‬‬
‫والبراهين ‪ ،‬وختمت السورة بمآل السعداء واألشقياء ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ُأخ َر ُج َحّياً {‪ )}66‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ف ْ‬ ‫ان َأِئ َذا َما ِم ُّ‬
‫ت لَ َس ْو َ‬ ‫( َوَيقُو ُل اِإْل َ‬
‫نس ُ‬
‫َأح ٍد َْأو تَ ْس َمعُ لَهُ ْم ِر ْكزاً {‬ ‫ِ ِ‬
‫َأهلَ ْكَنا قَْبلَهُم ِّمن قَ ْر ٍن َه ْل تُح ُّس م ْنهُم ِّم ْن َ‬
‫( َو َك ْم ْ‬
‫‪.)}98‬‬

‫سورة طـه‬

‫الغرض من هذه السورة ‪ :‬تثبيت وتركيز أصول الدين ‪ ( :‬التوحيد والنبوة‬


‫والبعث والنشور ) ‪.‬‬
‫ظهرت في السورة شخصية الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وجاءت‬ ‫‪-1‬‬
‫شد أزره وتقوّي روحه حتى ال يتأثر بما ُيلقى إليه من كيد وعناد‬
‫اآليات ت ّ‬
‫واستهزاء وتكذيب ‪ ،‬وإلرشاده أن وظيفته األساسية اإلرشاد والتبليغ ال‬
‫ك‬‫َأنزْلَنا َعلَْي َ‬
‫إجبار الناس على اإليمان ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬طه {‪َ }1‬ما َ‬
‫اَّل‬ ‫َّ‬ ‫اْلقُر ِ‬
‫آن لتَ ْشقَى {‪ ، )}2‬إلى قوله تعالى ‪( :‬اللهُ اَل ِإلَهَ ِإ ُه َو لَهُ ْ‬
‫اَأْلس َماء‬ ‫ْ َ‬
‫اْل ُح ْسَنى {‪. )}8‬‬

‫‪68‬‬
‫عرضت لقصص األنبياء فذكرت قصة موسى عليه السالم ونعمة اهلل‬ ‫‪-2‬‬
‫اك‬
‫عليه باستجابة دعائه وإ عطائه سؤله ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و َه ْل َأتَ َ‬
‫ت َناراً لَّ َعلِّي‬
‫ام ُكثُوا ِإِّني َآن ْس ُ‬ ‫ال ْ ِ ِ‬
‫َأِلهله ْ‬ ‫وسى {‪ِ }9‬إ ْذ َرَأى َناراً فَقَ َ‬ ‫يث ُم َ‬ ‫َح ِد ُ‬
‫الن ِار ُه ًدى{‪ ) }10‬إلى قوله تعالى ‪.. ( :‬‬ ‫س َْأو َأ ِج ُد َعلَى َّ‬ ‫آتِي ُكم ِّم ْنهَا بِقََب ٍ‬
‫وسى {‪. )}40‬‬ ‫ت َعلَى قَ َد ٍر َيا ُم َ‬ ‫ين ِفي ْ‬
‫َأه ِل َم ْدَي َن ثَُّم ِجْئ َ‬ ‫َفلَبِثْ َ ِ ِ‬
‫ت سن َ‬
‫ذكرت نعمة اهلل تعالى على موسى باختياره للذهاب مع أخيه إلى فرعون‬ ‫‪-3‬‬
‫لتبليغ الدعوة ‪ ،‬ثم ذكرت الحوار الذي دار بين موسى وفرعون ‪ ،‬وما‬
‫كان من أمر السحرة وسجودهم لرب العالمين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ات َع ْد ٍن تَ ْج ِري ِمن‬
‫ك ِلَن ْف ِسي {‪ )}41‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬جَّن ُ‬ ‫طَن ْعتُ َ‬
‫اص َ‬‫( َو ْ‬
‫ك َج َزاء َمن تََز َّكى {‪. )}76‬‬ ‫ين ِفيهَا َو َذِل َ‬ ‫ِِ‬ ‫تَ ْحتِهَا ْ‬
‫اَأْلنهَ ُار َخالد َ‬
‫ال تزال اآليات تتحدث عن قصة موسى وفرعون ‪ ،‬وتشير لعناية اهلل‬ ‫‪-4‬‬
‫تعالى بموسى وقومه وإ نقاذهم وإ هالك عدوهم ‪ ،‬وتذ ّكرهم بنعم اهلل‬
‫الكبرى ومننه عليهم ‪ ،‬حيث وصَّاهم بشكره عليها ‪.‬‬
‫الحق بعبادتهم العجل‬ ‫ّ‬ ‫ثم تذكر اآليات انتكاس بني إسرائيل‪ ،‬ورجوعهم عن‬
‫َأس ِر بِ ِعَب ِادي‪ )}77{ ...‬إلى‬ ‫َأن ْ‬ ‫وسى ْ‬ ‫‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َْأو َح ْيَنا ِإلَى ُم َ‬
‫قوله تعالى ‪ِ( :‬إَّن َما ِإلَهُ ُك ُم اللَّهُ الَِّذي اَل ِإلَهَ ِإاَّل ُه َو َو ِس َع ُك َّل َش ْي ٍء ِعْلماً {‬
‫‪)}98‬‬
‫ذكر اهلل تعالى هذه القصص للتأسي بها واالعتبار وهددت اآليات‬ ‫‪-5‬‬
‫الجاحدين المعاندين هلل تعالى بعذاب شديد يوم القيامة ‪ ،‬وجاءت اآليات‬
‫ك‬
‫ص َعلَْي َ‬ ‫بعدها لتتحدث عن أهوال القيامة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ك َذِل َ‬
‫ك َنقُ ُّ‬
‫ك ِمن لَّ ُدَّنا ِذ ْكراً {‪ .. ) }99‬إلى قوله تعالى‬
‫ق َوقَ ْد آتَْيَنا َ‬
‫َأنباء َما قَ ْد َسَب َ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َ‬

‫‪69‬‬
‫ضماً {‬ ‫َّالح ِ‬
‫ات َو ُه َو ُمْؤ ِم ٌن فَاَل َي َخ ُ‬
‫اف ظُْلماً َواَل َه ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪َ ( :‬و َمن َي ْع َم ْل م َن الص َ‬
‫‪. ) }112‬‬
‫تحدثت اآليات عن معجزة القرآن الكريم ‪ ،‬منبهة رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫‪-6‬‬
‫عليه وسلم بأالَّ يعجل ويشق على نفسه في حفظه من قبل انقضاء الوحي‬
‫‪ ،‬ثم تحدثت اآليات عن قصة سجود المالئكة آلدم عليه السالم وإ غواء‬
‫َأنزْلَناهُ قُ ْرآناً‬
‫ك َ‬ ‫إبليس له وهبوطه لألرض ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و َك َذِل َ‬
‫ث لَهُ ْم ِذ ْكراً {‪}113‬‬ ‫ون َْأو ُي ْح ِد ُ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ص َّر ْفَنا فيه م َن اْل َو ِعيد لَ َعلهُ ْم َيتَّقُ َ‬
‫َع َربِّياً َو َ‬
‫ض ُك ْم ِلَب ْع ٍ‬
‫ض َع ُد ٌّو فَِإ َّما‬ ‫ِ‬
‫طا م ْنهَا َجميعاً َب ْع ُ‬
‫اهبِ َ ِ‬ ‫) إلى قوله تعالى ‪( :‬قَا َل ْ‬
‫ض ُّل َواَل َي ْشقَى { ‪.)}123‬‬ ‫يْأتِيَّن ُكم ِّمِّني ُه ًدى فَم ِن اتَّبع ُه َداي فَاَل ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫ثم أتت‬ ‫ح ّذرت اآليات المعرضينـ عن ذكر اهلل بعذاب أليم يوم القيامة ‪ّ ،‬‬ ‫‪-7‬‬
‫تصبر رسول اهلل وتأمره بالتسبيح هلل في كل حين ‪ ،‬وأن يأمر‬ ‫اآليات ّ‬
‫أهله بالصالة ويصطبر عليها ‪ ،‬وختمت ببيان عاقبة األمم السابقة ‪ ،‬من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضنكاً َوَن ْح ُش ُرهُ‬‫ض َعن ذ ْك ِري فَِإ َّن لَهُ َمعي َشةً َ‬‫َأع َر َ‬
‫قوله تعالى ‪َ ( :‬و َم ْن ْ‬
‫َأع َمى {‪ )}124‬إلى قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل ُك ٌّل ُّمتََرب ٌ‬
‫ِّص‬ ‫ام ِة ْ‬ ‫ِ‬
‫َي ْو َم اْلقَي َ‬
‫اهتَ َدى {‪}135‬‬ ‫ي َو َم ِن ْ‬ ‫َّو ِّ‬ ‫فَتَرَّبصوا فَستَعلَمون م ْن َأصحاب الصِّر ِ‬
‫اط الس ِ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫)‪.‬‬

‫سـورة األنبيــاء‬

‫سورة تعالج موضوع العقيدة اإلسالمية في ميادينها الكبيرة ( الرسالة و‬


‫الوحدانية و البعث والجزاء ) وتتحدث عن الساعة وشدائدها ‪ ،‬والقيامة‬
‫وأهوالها ‪ ،‬وعن قصص األنبياء والمرسلين ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ابتدأت السورة بالحديث عن غفلة الناس وتكذيبهم باهلل تعالى وبالحساب‬ ‫‪-1‬‬
‫والعقاب بينما تلوح القيامة لهم وهم الهون عن ذلك اليوم الرهيب‪، ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫من قوله تعالى ‪( :‬ا ْقتَرب ِل َّلن ِ ِ‬
‫ون {‪)}1‬‬ ‫ض َ‬ ‫اس ح َس ُابهُ ْم َو ُه ْم في َغ ْفلَة َّم ْع ِر ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫اه ْم َحصيداً َخامد َ‬ ‫اه ْم َحتَّى َج َعْلَن ُ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ َما َزالَت تِّْل َ‬
‫ك َد ْع َو ُ‬
‫{‪)}15‬‬
‫أقامت األدلة والبراهين على وحدانية اهلل وبطالن تعدد اآللهة ‪ ،‬من قوله‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫ين {‪ )}16‬إلى قوله‬ ‫ض َو َما َب ْيَنهُ َما اَل عبِ َ‬ ‫اَأْلر َ‬
‫َّماء َو ْ‬ ‫تعالى ‪َ ( :‬و َما َخلَ ْقَنا الس َ‬
‫ون {‪)}24‬‬ ‫ض َ‬ ‫ق فَهُم ُّم ْع ِر ُ‬ ‫ون اْل َح َّ‬
‫تعالى ‪َ ...( :‬ب ْل َأ ْكثَُر ُه ْم اَل َي ْعلَ ُم َ‬
‫ذكرت أن دعوة الرسل جميعاً إنما جاءت لبيان التوحيد ‪ ،‬ثم ذكرت بقية‬ ‫‪-3‬‬
‫األدلة على قدرة اهلل ووحدانيته في هذا الكون العجيب ‪ ،‬من قوله تعالى‬
‫وحي ِإلَْي ِه ََّأنهُ اَل ِإلَهَ ِإاَّل ََأنا‬
‫ول ِإاَّل ُن ِ‬
‫ك ِمن َّرس ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪َ ( :‬و َما َْأر َسْلَنا ِمن قَْبِل َ‬
‫َأنزْلَناهُ َأفََأنتُ ْم لَهُ‬
‫ك َ‬ ‫ون {‪ )}25‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َه َذا ِذ ْكٌر ُّمَب َار ٌ‬ ‫اعُب ُد ِ‬
‫فَ ْ‬
‫ون {‪)}50‬‬ ‫ِ‬
‫ُمنك ُر َ‬
‫لما ذكرت اآليات الدالئل على التوحيد والنبوة ‪ ،‬أتبعت ذلك بذكر قصص‬ ‫‪-4‬‬
‫األنبياء وما نالهم من ابتالء ‪ ،‬تسلية للرسول صلى اهلل عليه وسلم ليتأسى‬
‫بهم في الصبر واحتمال األذى في سبيل اهلل ‪.‬‬
‫فذكرت اآليات قصص ( إبراهيم ونوح ولوط وداود وسليمان )عليهم‬
‫يم ُر ْش َدهُ ِمن قَْب ُل َو ُكَّنا بِه‬ ‫ِإ ِ‬
‫السالم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد آتَْيَنا ْب َراه َ‬
‫الشي ِ‬ ‫ِِ‬
‫ون‬
‫ون لَهُ َوَي ْع َملُ َ‬ ‫وص َ‬‫ين َمن َي ُغ ُ‬ ‫اط ِ‬ ‫ين {‪ )}51‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ِم َن َّ َ‬ ‫َعالم َ‬
‫ِِ‬ ‫ون َذِل َ‬
‫ين {‪)}82‬‬ ‫ك َو ُكَّنا لَهُ ْم َحافظ َ‬ ‫َع َمالً ُد َ‬
‫ذكرت اآليات محنة كل من يونس وزكريا وعيسى عليهم السالم ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تسلية لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كي يتأسى بهم في الصبر ‪ ،‬من‬

‫‪71‬‬
‫َأنت َْأر َح ُم‬
‫الض ُّر َو َ‬ ‫ادى َرَّبهُ َِّأني َمسَّنِي ُّ‬
‫وب ِإ ْذ َن َ‬
‫قوله تعالى ‪َ ( :‬و َُّأي َ‬
‫َ‬
‫اح ُكم بِاْل َح ِّ‬
‫ق َو َرُّبَنا‬ ‫ال َر ِّ‬
‫ب ْ‬ ‫ين {‪ )}83‬إلى قوله تعالى ‪( :‬قَ َ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الراحم َ‬
‫ون {‪)}112‬‬ ‫ِ‬
‫ان َعلَى َما تَصفُ َ‬ ‫الر ْح َم ُن اْل ُم ْستَ َع ُ‬
‫َّ‬

‫سـورة الحـج‬

‫هي سورة تتـناول جوانب التشريع ‪ ،‬وموضوعها هو موضوع اإليمان‬


‫والتوحيد واإلنذار والتخويف والبعث والجزاء ومشاهد القيامة وأهوالها ‪،‬‬
‫وقد ذكرت السورة بعض المواضيع التشريعية كاإلذن بالقتال ‪ ،‬وأحكام‬
‫الحج ‪ ،‬والهدي ‪ ،‬واألمر بالجهاد‪.‬‬
‫ابتدأت السورة بمطلع عنيف مخيف بالحديث عن يوم القيامة ‪ ،‬ثم‬ ‫‪-1‬‬
‫انتقلت لتقيم البراهين على البعث بعد الفناء ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا‬

‫‪72‬‬
‫ِ‬ ‫الناس اتَّقُوا رَّب ُكم ِإ َّن َزْل َزلَةَ الس ِ‬
‫يم {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫َّاعة َش ْي ٌء َعظ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ ُ‬
‫ور {‪)}7‬‬ ‫ث َمن ِفي اْلقُُب ِ‬ ‫َأن اللَّهَ َي ْب َع ُ‬
‫ب ِفيهَا َو َّ‬ ‫ِ‬
‫َّاعةَ آتَيةٌ اَّل َر ْي َ‬
‫َأن الس َ‬‫( َو َّ‬
‫انتقلت اآليات لتتحدث عن أهل السعادة وأهل الشقاوة ‪،‬من قوله تعالى ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اب ُّمنِ ٍ‬ ‫اس من ُي َج ِاد ُل ِفي اللَّ ِه بِ َغ ْي ِر ِعْلٍم واَل ُه ًدى واَل ِكتَ ٍ‬ ‫( َو ِم َن َّ‬
‫ير {‪}8‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الن ِ َ‬
‫) إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َمن ُي ِه ِن اللَّهُ فَ َما لَهُ ِمن ُّم ْك ِرٍم ِإ َّن اللَّهَ َي ْف َع ُل َما‬
‫اء {‪{ }18‬سجدة})‬ ‫َي َش ُ‬
‫تحدثت اآليات عما دار بين أهل السعادة والشقاء من الخصومة في دينه‬ ‫‪-3‬‬
‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫ين‬‫ص ُموا في َرِّب ِه ْم فَالذ َ‬
‫اختَ َ‬
‫ان ْ‬ ‫ص َم ِ‬ ‫وعبادته ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ه َذ ِ‬
‫ان َخ ْ‬
‫يم {‪)}19‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ب ِمن فَ ْو ِ‬
‫ق ُرُؤ وسه ُم اْل َحم ُ‬ ‫ص ُّ‬ ‫َكفَ ُروا قُطِّ َع ْ‬
‫ت لَهُ ْم ثَِي ٌ‬
‫اب ِّمن َّن ٍار ُي َ‬
‫اط اْل َح ِم ِيد‬‫صر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِإ‬
‫إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ُه ُدوا لَى الطيِّب م َن اْلقَ ْول َو ُه ُدوا لَى َ‬
‫{‪) }24‬‬
‫ذكرت عظم حرمة البيت العتيق وبناء الخليل إبراهيم له ‪ ،‬وتحدثت عن‬ ‫‪-4‬‬
‫عظم كفر هؤالء المشركين الذين يصدون الناس عن المسجد الحرام ‪،‬‬
‫يل اللَّ ِه َواْل َم ْس ِج ِد‬
‫ون َعن سبِ ِ‬
‫َ‬ ‫ص ُّد َ‬ ‫ين َكفَ ُروا َوَي ُ‬
‫َِّ‬
‫من قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ك‬‫اس َس َواء‪ )}25{ ....‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ك َذِل َ‬ ‫اْل َح َر ِام الَِّذي َج َعْلَناهُ ِل َّلن ِ‬
‫ِِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ين {‪)}37‬‬ ‫َس َّخ َر َها لَ ُك ْم لتُ َكب ُِّروا اللهَ َعلَى َما َه َدا ُك ْم َوَب ِّش ِر اْل ُم ْحسن َ‬
‫لما بينت اآليات مناسك الحج وما فيها من منافع في الدنيا واآلخرة وأن‬ ‫‪-5‬‬
‫الكفار صدوا عن المسجد الحرام ‪ ،‬ذكرت هنا أنه تعالى يدافع عن الذين‬
‫آمنوا ‪ ،‬وذكرت حكمة مشروعية القتال ومنها ‪ :‬الدفاع عن المقدسات ‪،‬‬
‫وحماية المستضعفين ‪ ،‬وتمكين المؤمنين من عبادة اهلل ‪،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ور {‪)}38‬‬ ‫آمُنوا ِإ َّن اللَّهَ اَل ُي ِح ُّ‬
‫ب ُك َّل َخ َّو ٍ‬
‫ان َكفُ ٍ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫(ِإ َّن اللهَ ُي َدافعُ َع ِن الذ َ‬
‫ين َ‬

‫‪73‬‬
‫ون ِمن ُدونِ ِه ُه َو‬ ‫َأن اللَّهَ ُهو اْل َح ُّ‬
‫ق َو َّ‬
‫َأن َما َي ْد ُع َ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ذِل َ‬
‫ك بِ َّ‬
‫َ‬
‫َأن اللَّهَ ُه َو اْل َعِل ُّي اْل َكبِ ُير { ‪)}62‬‬ ‫اْلب ِ‬
‫اط ُل َو َّ‬ ‫َ‬
‫لما ذكرت اآليات ما يد ّل على قدرته الباهرة من إيالج الليل في النهار‬ ‫‪-6‬‬
‫والنهار في الليل وبين نعمه ‪ ،‬أتبعته هنا بأنواع الدالئل على قدرة اهلل‬
‫تعالى وحكمته وجعلها كالمقدمة إلثبات البعث والمعاد ‪.‬‬
‫ختمت السورة بدعوة المؤمنين إلى عبادة اهلل الواحد األحد ‪ ،‬من قوله‬ ‫‪-7‬‬
‫ض َّرةً‬
‫ض ُم ْخ َ‬ ‫صبِ ُح ْ‬
‫اَأْلر ُ‬ ‫اء فَتُ ْ‬
‫َّماء َم ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأن اللَّهَ َ‬
‫َأنز َل ِمن الس ِ‬ ‫تعالى ‪َ( :‬ألَ ْم تََر َّ‬
‫ص ُمواـ بِاللَّ ِه ُه َو‬
‫اعتَ ِ‬
‫يف َخبِ ٌير {‪ )}63‬إلى قوله تعالى ( ‪َ ...‬و ْ‬ ‫ِإ َّن اللَّهَ لَ ِط ٌ‬
‫ص ُير {‪.)}78‬‬‫الن ِ‬
‫َم ْواَل ُك ْم فَنِ ْع َم اْل َم ْولَى َونِ ْع َم َّ‬

‫سـورة المؤمنون‬

‫من السور التي تعالج أصول الدين ( من التوحيد ‪ ،‬والرسالة والبعث )‬


‫سميت باسم ( المؤمنون ) تخليدا لهم وإ شادة بمآثرهم وفضائلهم الكريمة‬
‫التي استحقوا بها ميراث الفردوس األعلى في الجنة ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ابتدأت السورة باإلشادة بصفات المؤمنين وفضائلهم الكريمة التي‬ ‫‪-1‬‬
‫ون {‪}1‬‬ ‫استحقوا بها جنات النعيم ‪ ..،‬من قوله تعالى ‪ (:‬قَ ْد َأ ْفلَ َح اْل ُمْؤ ِمُن َ‬
‫ون {‪ ) }2‬إلى قوله تعالى ‪ُْ ( :‬أولَِئ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ك ُه ُم‬ ‫صاَل ت ِه ْم َخاش ُع َ‬
‫ين ُه ْم في َ‬
‫الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ون {‪)}11‬‬ ‫ين َي ِرثُ َ‬
‫ون اْلف ْر َد ْو َس ُه ْم فيهَا َخال ُد َ‬ ‫ون {‪ }10‬الذ َ‬ ‫اْل َو ِارثُ َـ‬
‫عرضت السورة الكريمة لدالئل القدرة والوحدانية مصورة في هذا‬ ‫‪-2‬‬
‫الكون العجيب في اإلنسان والحيوان والنبات ثم في خلق السماوات‬
‫البديعة وفي اآليات الكونية في العالم المنظور والتي تدل على وجود اهلل‬
‫ين {‬‫ان ِمن ُساَل لَ ٍة ِّمن ِط ٍ‬ ‫نس َ‬‫جل وعال ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َخلَ ْقَنا اِإْل َ‬
‫ون {‪)}22‬‬ ‫ِ‬
‫‪ )}12‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َعلَْيهَا َو َعلَى اْل ُفْلك تُ ْح َملُ َ‬
‫عرضت قصص بعض األنبياء تسلية لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫‪-3‬‬
‫عما يلقاه من أذى المشركين فذكرت قصة نوح عليه السالم ‪ ،‬من قوله‬
‫اعُب ُدوا اللَّهَ َما لَ ُكم ِّم ْن‬
‫تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ُنوحاً ِإلَى قَ ْو ِم ِه فَقَا َل َيا قَ ْوِم ْ‬
‫ك آَل ي ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ات َوِإ ن‬ ‫ون {‪ )}23‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن في َذل َ َ‬ ‫ِإلَه َغ ْي ُرهُ َأفَاَل تَتَّقُ َ‬
‫ِ‬
‫ين {‪)}30‬‬ ‫ُكَّنا لَ ُم ْبتَل َ‬
‫ذكرت قصة هود عليه السالم ألخذ العظة واالعتبار وبينت عاقبة‬ ‫‪-4‬‬
‫الجحود والكفر برسل اهلل وآياته ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم َأن َش َْأنا ِمن‬
‫ين {‪ )}31‬إلى قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم َْأر َسْلَنا ُر ُسلََنا تَتْ َرا ُك َّل‬ ‫َب ْع ِد ِه ْم قَ ْرناً َ‬
‫آخ ِر َ‬
‫َأح ِاد َ‬
‫يث فَُب ْعداً‬ ‫َّ‬
‫اه ْم َ‬
‫ضهُم َب ْعضاً َو َج َعْلَن ُ‬
‫ُأمةً َّر ُسولُهَا َكذُبوهُ فََأتَْب ْعَنا َب ْع َ‬
‫َما َجاء َّ‬
‫ِّ اَّل‬
‫ون {‪)}44‬‬ ‫لقَ ْوٍم يُْؤ ِمُن َ‬
‫ذكرت اآليات قصة موسى عليه السالم داعية الرسل لعمل الصالحات‬ ‫‪-5‬‬
‫ون‬
‫َأخاهُ َه ُار َ‬
‫وسى َو َ‬
‫فهم المثل والقدوة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم َْأر َسْلَنا ُم َ‬

‫‪75‬‬
‫ُأمةً‬ ‫ين {‪ )}45‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ َّن َه ِذ ِه َّ‬
‫ُأمتُ ُك ْم َّ‬ ‫ان ُّمبِ ٍ‬ ‫طٍ‬ ‫بِ َآياتَِنا َو ُسْل َ‬
‫ون {‪)}52‬‬ ‫و ِ‬
‫اح َدةً َو ََأنا َرُّب ُك ْم فَاتَّقُ ِ‬ ‫َ‬
‫عرضت لكفار مكة وعنادهم ومكابرتهم للحق وتفرقهم واختالفهم ‪ ،‬وذلك‬ ‫‪-6‬‬
‫َأم َر ُهم‬ ‫َّ‬
‫ليجتنب اإلنسان طرق أهل الضالل ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬فَتَقَط ُعوا ْ‬
‫ِ‬
‫ون {‪ )}53‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ َّن‬ ‫َب ْيَنهُ ْم ُزُبراً ُك ُّل ح ْز ٍب بِ َما لَ َد ْي ِه ْم فَ ِر ُح َ‬
‫ون {‪)}74‬‬ ‫الَِّذين اَل ي ِمُنون بِاآْل ِخر ِة ع ِن الص ِ ِ‬
‫ِّراط لََناكُب َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُْؤ َ‬
‫ذكر ت بعدها سبب إعراض المشركين عن اهلل تعالى واتباع أوامره‬ ‫‪-7‬‬
‫والسبب هو العناد والطغيان من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْو َر ِح ْمَن ُ‬
‫اه ْم َو َك َش ْفَنا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ون {‪ )}75‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ضٍّر للَ ُّجوا في طُ ْغَيان ِه ْم َي ْع َمهُ َ‬ ‫َما بِ ِهم ِّمن ُ‬
‫(لَقَ ْد و ِع ْدَنا َن ْحن وآبا َنا َه َذا ِمن قَْب ُل ِإ ْن َه َذا ِإاَّل َأس ِ‬
‫ين {‪) }83‬‬ ‫اَأْلوِل َ‬
‫اط ُير َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ُؤ‬ ‫ُ‬
‫أقامت األدلة على التوحيد ‪ ،‬ثم ذكرت أحوال اآلخرة وانقسام الناس إلى‬ ‫‪-8‬‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫ون {‪) }84‬‬ ‫ض َو َمن فيهَا ِإن ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫سعداء وأشقياء ‪ُ ( ،‬قل ل َم ِن ْ‬
‫اَأْلر ُ‬
‫ون {‪)}98‬‬ ‫ض ُر ِ‬‫ب َأن َي ْح ُ‬ ‫ك َر ِّ‬ ‫َأعو ُذ بِ َ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ُ‬
‫ختمت السورة ببيان حال العصاة وتمنيهم العودة لعمل الخير وبيان‬ ‫‪-9‬‬
‫عذابهم في جهنم ‪ ،‬كما ذكرت جزاء المؤمنين وفوزهم برضوان اهلل‬
‫تعالى وذلك بهدف الدعوة للتوبة قبل انقضاء األجل ‪،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ب ْار ِج ُع ِ‬
‫ون {‪ )}99‬إلى قوله تعالى‬ ‫ال َر ِّ‬
‫ت قَ َ‬ ‫( َحتَّى ِإ َذا َجاء َ‬
‫َأح َد ُه ُم اْل َم ْو ُ‬
‫ين {‪)}118‬‬ ‫َأنت َخ ْير َّ ِ ِ‬ ‫ب ِْ‬
‫‪َ ( :‬و ُقل َّر ِّ‬
‫الراحم َ‬ ‫اغف ْر َو ْار َح ْم َو َ ُ‬

‫النـور‬
‫سورة ّ‬

‫‪76‬‬
‫من السور التي تتـناول األحكام التشريعية وتعنى بأمور األخالق وتهتم‬
‫بالقضايا العامة والخاصة التي ينبغي أن يربى عليها المسلمون أفرادا‬
‫وجماعات ‪.‬‬
‫ذكرت بعض الحدود الشرعية التي فرضها اهلل تعالى على الناس ‪ ،‬كحد‬ ‫‪-1‬‬
‫الزنى وحد القذف وحد اللعان ‪ ،‬التي شرعت تطهيرا للمجتمع من الفساد‬
‫وحفظا لألمة من‬
‫ً‬ ‫والفوضىـ واختالط األنساب واالنحالل الخلقي ‪،‬‬
‫اها‬
‫َأنزْلَن َ‬
‫ورةٌ َ‬ ‫عوامل التردي واالنحالل ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ُ ( :‬س َ‬
‫الزانِي‬ ‫الزانَِيةُ و َّ‬ ‫ٍ َّ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫اها و َ ِ‬
‫َ‬
‫ون {‪َّ }1‬‬ ‫َأنزْلَنا فيهَا َآيات َبيَِّنات ل َعل ُك ْم تَ َذ َّك ُر َ‬ ‫ضَن َ َ‬‫َوفَ َر ْ‬
‫اح ٍد ِّم ْنهُ َما ِمَئةَ َجْل َد ٍة ‪ ) }2{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْواَل‬ ‫اجِل ُدوا ُك َّل و ِ‬
‫َ‬ ‫فَ ْ‬
‫َأن اللَّه تََّو ٌ ِ‬ ‫فَ ْ َّ ِ‬
‫يم {‪)}10‬‬ ‫اب َحك ٌ‬ ‫ض ُل الله َعلَْي ُك ْم َو َر ْح َمتُهُ َو َّ َ‬
‫وردة فعل كل من المؤمنين‬ ‫ـتحدث عن (حادثة اإلفك ) ّ‬ ‫انتقلت اآليات لت ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫وشددت الوعيد والتهديد لمن يحب أن يشيع الفاحشة بين الناس‬ ‫والمنافقين ّ‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫صَبةٌ ِّمن ُك ْم ‪{ ...‬‬ ‫ين َجاُؤ وا بِاِإْل ْفك ُع ْ‬ ‫دون دليل ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫َأن اللَّه‬
‫ض ُل اللَّ ِه َعلَْي ُك ْم َو َر ْح َمتُهُ َو َّ‬ ‫‪ ،) }11‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْواَل فَ ْ‬
‫يم {‪)}20‬‬ ‫ر ٌ ِ‬
‫وف َرح ٌ‬ ‫َ ُؤ‬
‫أعقبت ذلك التحذير من سلوك طريق الشيطان الذي يدعو اإلنسان للشر‬ ‫‪-3‬‬
‫والفساد ‪ ،‬ثم ذكرت آداب االستئذان والزيارة ‪ ،‬و أتبعتها بآيات غض‬
‫ات‬‫البصر ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬يا َُّأيها الَِّذين آمُنوا اَل تَتَّبِعوا ُخطُو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ات ُّمبيَِّن ٍ‬
‫ات‬ ‫َأنزْلَنا ِإلَْي ُكم آي ٍ‬
‫ان‪ )}21{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َ‬ ‫طِ‬ ‫َّ‬
‫الش ْي َ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ومثَالً ِّمن الَِّذين َخلَوا ِمن قَْبِل ُكم ومو ِع َ ِّ ِ‬
‫ين {‪.)}34‬‬ ‫ظةً لْل ُمتَّق َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬

‫‪77‬‬
‫لما وصفت اآليات بأنه تعالى قد أنزل آيات مبينات ‪ ،‬وأقام الدالئل على‬
‫ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫وحدانيته واختصاصه بتشريع األحكام التي فيها سعادة المجتمع أعقبته‬
‫بذكر مثالين ‪:‬‬
‫أحدهما في بيان أن دالئل الوحدانية واإليمان في غاية الظهور‪.‬‬
‫والثاني ‪ :‬في بيان أن أديان الكفرة في نهاية الظلمة والخفاء ‪.‬‬
‫ور ِه َك ِم ْش َك ٍاة ِفيهَا‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫ض َمثَ ُل ُن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َّم َاوات َو ْ‬
‫ور الس َ‬
‫من قوله تعالى ‪( :‬اللهُ ُن ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫اح‪ )}35{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َمن ُيط ِع اللهَ َو َر ُسولَهُ َوَي ْخ َش اللهَ‬ ‫صَب ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ون {‪)}52‬‬ ‫ِئ‬ ‫َوَيتَّ ْق ِه فَ ُْأولَِئ َ‬
‫ك ُه ُم اْلفَا ُز َ‬
‫لما ذكرت اآليات صفات المنافقين القبيحة ‪ ،‬أعقبت ذلك بذكر ما انطوت‬ ‫‪-5‬‬
‫كاذب بأغلظ األيمان ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وحلف‬ ‫ٍ‬
‫واحتيال‬ ‫عليه نفوسهم من ٍ‬
‫مكر‬
‫ختمت السورة الكريمة بالتحذير من سلوك طريق المنافقين ‪ ،‬من قوله‬ ‫‪-6‬‬
‫تعالى ‪( :‬وَأ ْقسموا بِاللَّ ِه َجه َد َْأيمانِ ِهم لَِئ ْن َأمرتَهم لََي ْخر ُج َّن ُقل اَّل‬
‫َ ْ ُْ ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ َُ‬
‫ون ِإلَْي ِه فَُيَنِّبُئهُم بِ َما‬
‫تُ ْقس ُموا‪ )}53{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وَي ْو َم ُي ْر َج ُع َ‬
‫ِ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫يم {‪. )}64‬‬ ‫َعملُوا َواللهُ بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ‬

‫‪78‬‬
‫سـورة الفرقـان‬

‫تتضمن‪ C‬السورة الحديث عن أشياء ثالثة ‪ :‬التوحيد والنبوة والمعاد ‪.‬‬


‫ابتدأت السورة بالحديث عن القرآن الذي تفنن المشركون بالطعن فيه و‬ ‫‪-1‬‬
‫التكذيب له فجاء الرد عليهم باألدلة والبراهين أنه تنـزيل رب العالمين‪،‬‬
‫ين َن ِذيراً {‬ ‫ك الَِّذي َن َّز َل اْلفُرقَان علَى ع ْب ِد ِه ِلي ُك ِ ِ‬
‫ون لْل َعالَم َ‬‫ْ َ َ َ َ َ‬ ‫قال تعالى ‪( :‬تََب َار َ‬
‫استَ ْكَب ُروا ِفي َأنفُ ِس ِه ْم َو َعتَ ْو ُعتُّواً َكبِيراً {‬ ‫ِ‬
‫‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪ .. ( :‬لَقَد ْ‬
‫‪)}21‬‬
‫تحدثت عن بعض جرائم المشركين ‪ ،‬ثم ذكرت قصص بعض األنبياء‬ ‫ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫وما ح ّل بأقوامهم المكذبين ‪ ،‬وذلك تسلية للرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬‬
‫ِئ ٍ ِّ‬ ‫ِئ‬
‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬ي ْو َم َي َر ْو َن اْل َماَل َكةَ اَل ُب ْش َرى َي ْو َم ذ لْل ُم ْج ِر ِم َ‬
‫ين‬
‫ون ِح ْجراً َّم ْح ُجوراً {‪ )}22‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َأتَ ْوا َعلَى‬ ‫َوَيقُولُ َ‬
‫ون‬ ‫ط َر الس َّْو ِء َأ َفلَ ْم َي ُك ُ‬ ‫ُأم ِط َر ْ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫ونوا َي َر ْوَنهَا َب ْل َك ُانوا اَل َي ْر ُج َ‬ ‫ت َم َ‬ ‫اْلقَ ْرَية التي ْ‬
‫ُن ُشوراً {‪)}40‬‬
‫ذكرت اآليات طرفاً من استهزاء المشركين وسخريتهم بالرسول صلى‬ ‫‪-3‬‬
‫اهلل عليه وسلم ‪ ،‬فلم يقتصروا على تكذيبه فحسب ‪ ،‬بل زادوا عليه‬
‫باالستهزاء واالحتقار ‪ ،‬وذكرت األدلة على وحدانيته وقدرته جل جالله‬
‫ث‬‫َأه َذا الَِّذي َب َع َ‬
‫ك ِإاَّل ُه ُزواً َ‬ ‫ون َ‬ ‫ك ِإن َيتَّ ِخ ُذ َ‬
‫‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ َذا َر َْأو َ‬
‫ْأم ُرَنا َو َز َاد ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اللهُ َر ُسوالً {‪ )}41‬إلى قوله تعالى ‪ََ ...( :‬أن ْس ُج ُد ل َما تَ ُ‬
‫ُنفُوراً {‪{ }60‬سجدة})‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫تحدثت عن دالئل قدرة اهلل تعالى ووحدانيته و آثار خلقه في الكون‬
‫ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫البديع ‪.‬‬

‫ختمت ببيان صفات عباد الرحمن وما أكرمهم اهلل به من صفات حميدة‬ ‫‪-5‬‬
‫ك‬
‫استحقوا عليها عظيم األجر في جنات النعيم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬تََب َار َ‬
‫َّماء ُب ُروجاً َو َج َع َل ِفيهَا ِس َراجاً َوقَ َمراً ُّمنِيراً {‪)}61‬‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫الذي َج َع َل في الس َ‬
‫ف‬‫إلى قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل َما َي ْعَبُأ بِ ُك ْم َربِّي لَ ْواَل ُد َعاُؤ ُك ْم فَقَ ْد َك َّذ ْبتُ ْم فَ َس ْو َ‬
‫ون ِل َزاماً {‪. )}77‬‬ ‫َي ُك ُ‬

‫سـورة الشـعراء‬

‫عالجت السورة أصول الدين من ( التوحيد ‪ ،‬والرسالة ‪ ،‬والبعث ) ‪.‬‬


‫ابتدأت السورة بموضوع القرآن العظيم الذي أنزله تعالى هداية للخلق ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وذكرت موقف المشركين منه فقد كذبوا به مع وضوح آياته وسطوع‬
‫عنادا واستكباراً‪ ،‬قال‬
‫ً‬ ‫براهينه وطلبوا معجزة أخرى غير القرآن الكريم‬
‫ين {‪ }2‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ات اْل ِكتَ ِ‬
‫اب اْل ُمبِ ِ‬ ‫ك َآي ُ‬‫تعالى ‪( :‬طسم {‪ }1‬تِْل َ‬
‫ك لَهو اْلع ِز ُيز َّ ِ‬
‫يم {‪)}9‬‬ ‫الرح ُ‬ ‫( َوِإ َّن َرَّب َ ُ َ َ‬
‫تحدثت السورة عن سبع قصص من قصص الرسل الكرام الذين بعثهم‬ ‫‪-2‬‬
‫اهلل لهداية البشرية فبدأت بقصة موسى مع فرعون الجبار وانتهت ببيان‬
‫ادى‬
‫العظة والعبرة من قصص األمم الغابرة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ (:‬وِإ ْذ َن َ‬
‫ين {‪ )}10‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن ِفي‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ك موسى ِ ِ‬
‫َأن اْئ ت اْلقَ ْو َم الظالم َ‬ ‫َرُّب َ ُ َ‬

‫‪80‬‬
‫ك لَهو اْلع ِز ُيز َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َذِل َ‬
‫يم {‬
‫الرح ُ‬ ‫ان َأ ْكثَُر ُهم ُّمْؤ ِمن َ‬
‫ين {‪َ }67‬وِإ َّن َرَّب َ ُ َ َ‬ ‫ك آَل َيةً َو َما َك َ‬
‫‪)}68‬‬
‫تناولت قصة إبراهيم الخليل عليه السالم وموقفه من أبيه وقومه حيث‬ ‫‪-3‬‬
‫أقام لهم األدلة على وحدانية اهلل تعالى فكذبوه وجحدوا بها ‪ ،‬من قوله‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫ال َأِلبِيه َوقَ ْو ِمه َما تَ ْعُب ُد َ‬
‫ون {‬ ‫يم {‪ِ }69‬إ ْذ قَ َ‬ ‫ِ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬و ْات ُل َعلَْيه ْم َنَبَأ ْب َراه َ‬
‫ِ‬ ‫‪ )}70‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن ِفي َذِل َ‬
‫ين {‬‫ان َأ ْكثَُر ُهم ُّمْؤ ِمن َ‬
‫ك آَل َيةً َو َما َك َ‬
‫ك لَهو اْلع ِز ُيز َّ ِ‬
‫يم {‪)}104‬‬ ‫الرح ُ‬ ‫‪َ }103‬وِإ َّن َرَّب َ ُ َ َ‬
‫تتابعت اآليات في ذكر قصص األنبياء نوح و هود و صالح ولوط‬ ‫‪-4‬‬
‫وشعيب عليهم السالم وبينت سنة اهلل في معاملة المكذبين لرسله ‪ ،‬من‬
‫وح‬
‫وه ْم ُن ٌ‬
‫َأخ ُ‬ ‫ين {‪ِ }105‬إ ْذ قَا َل لَهُ ْم ُ‬ ‫ِ‬
‫وح اْل ُم ْر َسل َ‬‫ت قَ ْو ُم ُن ٍ‬‫قوله تعالى ‪َ ( :‬ك َّذَب ْ‬
‫َُّّ ِ‬ ‫ون ) إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ َك َّذُبوهُ فَ َ‬
‫اب َي ْوِم الظلة ِإَّنهُ َك َ‬
‫ان‬ ‫َأخ َذ ُه ْم َع َذ ُ‬ ‫َأاَل تَتَّقُ َ‬
‫ِ‬ ‫اب َي ْوٍم َع ِظ ٍيم {‪ِ }189‬إ َّن ِفي َذِل َ‬
‫ين {‬‫ان َأ ْكثَُر ُهم ُّمْؤ ِمن َ‬ ‫ك آَل َيةً َو َما َك َ‬ ‫َع َذ َ‬
‫ك لَهو اْلع ِز ُيز َّ ِ‬
‫يم {‪)}191‬‬ ‫الرح ُ‬ ‫‪َ }190‬وِإ َّن َرَّب َ ُ َ َ‬
‫وبيانا لمصدره‪ ،‬قال‬ ‫ً‬ ‫تفخيما لشأنه‬
‫ً‬ ‫عادت اآليات للتنويه بشأن كتاب اهلل‬ ‫‪-5‬‬
‫ين {‬ ‫ِ‬ ‫ين {‪َ }192‬ن َز َل بِ ِه ُّ‬ ‫ِ‬ ‫تعالى ‪َ ( :‬وِإ َّنهُ لَتَنـ ِزي ُل َر ِّ‬
‫وح اَأْلم ُ‬ ‫الر ُ‬ ‫ب اْل َعالَم َ‬
‫ون {‪}202‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ) }193‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فََيْأتَيهُم َب ْغتَةً َو ُه ْم اَل َي ْش ُع ُر َ‬
‫ون {‪}203‬‬ ‫ظ ُر َ‬ ‫فََيقُولُوا َه ْل َن ْح ُن ُمن َ‬
‫ختمت السورة بالرد على افتراءات المشركين في زعمهم أن الشياطين‬ ‫‪-6‬‬
‫تنـزل القرآن وهكذا تناسق البدء مع الختام ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬أفَبِ َع َذابَِنا‬
‫ت ِإن َّمتَّعَن ُ ِ ِ‬
‫ين {‪ )}205‬إلى قوله تعالى‬ ‫اه ْم سن َ‬ ‫ْ‬ ‫ون {‪َ }204‬أفَ َر َْأي َ‬ ‫َي ْستَ ْع ِجلُ َ‬
‫ص ُروا ِمن‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّل َِّ‬
‫آمُنوا َو َعملُوا الصَّال َحات َو َذ َك ُروا اللهَ َكثيراً َوانتَ َ‬ ‫ين َ‬‫‪ِ( :‬إ الذ َ‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪. )}227‬‬ ‫َأي ُم َنقلَ ٍب َي َنقلُب َ‬
‫ظلَ ُموا َّ‬
‫ين َ‬
‫َب ْعد َما ظُل ُموا َو َسَي ْعلَ ُم الذ َ‬

‫‪81‬‬
‫ســورة النمـل‬

‫اهتمت السورة بأصول الدين من ( التوحيد والرسالة والبعث )‪.‬‬


‫ّ‬
‫‪ -1‬تناولت الحديث عن القرآن الكريم معجزة محمد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫تحدثت عن قصص األنبياء‬ ‫الكبرى فوضحت أنه تنـزيل من حكيم عليم ‪ ،‬ثم ّ‬
‫ات اْلقُ ْر ِ‬
‫آن‬ ‫ك َآي ُ‬ ‫وبدأت بقصة موسى عليه السالم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪(:‬طس تِْل َ‬
‫ين {‪ ) }1‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َج َح ُدوا بِهَا َو ْ‬
‫استَْيقََنتْهَا َأنفُ ُسهُ ْم ظُْلماً‬ ‫و ِكتَ ٍ‬
‫اب ُّمبِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ين {‪)}14‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ان َعاقَبةُ اْل ُم ْفسد َ‬
‫ف َك َ‬
‫َو ُعلُ ّواً فَانظُ ْر َك ْي َ‬
‫‪ -2‬تحدثت عن قصة سليمان عليه السالم الذي جمع اهلل تعالى له الملك‬
‫وسخر له اإلنس والجن ‪ ،‬وعلمه منطق الطير وتذكر اآليات قصته‬ ‫ّ‬ ‫والنبوة‬
‫مع بلقيس ملكة سبأ وما كان من أمور عجيبة حصلت في زمانه مما يرسخ‬
‫ال َما ِل َي اَل ََأرى‬ ‫اإليمان باهلل تعالى ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬وتَفَقَّ َد َّ‬
‫الط ْي َر فَقَ َ‬ ‫َ‬

‫‪82‬‬
‫ب ِإِّني‬ ‫ِئ‬ ‫اْله ْد ُه َد َأم َك ِ‬
‫ت َر ِّ‬
‫ين {‪ )}20‬إلى قوله تعالى ‪ ..( :‬قَالَ ْ‬ ‫ان م َن اْل َغا بِ َ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ين {‪)}44‬‬ ‫ِ‬ ‫ان ِللَّ ِه َر ِّ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬ ‫ت َم َع ُسلَْي َم َ‬ ‫َأسلَ ْم ُ‬ ‫ظلَم ُ ِ‬
‫ت َن ْفسي َو ْ‬ ‫َْ‬
‫‪ -3‬ذكرت قصة النبي صالح وأعقبها بقصة لوط عليهما السالم ‪ ،‬وكل هذه‬
‫القصص غرضها التذكير واالعتبار ‪ ،‬وبيان سنة اهلل تعالى في إهالك‬
‫ص ِالحاً ِ‬
‫َأن‬ ‫اه ْم َ‬
‫َأخ ُ‬ ‫المكذبين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ِإلَى ثَ ُم َ‬
‫ود َ‬
‫ط ْرَنا‬
‫َأم َ‬
‫ون {‪ )}45‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ْ‬
‫ِ‬
‫ان َي ْختَص ُم َ‬‫اعُب ُدوا اللَّهَ فَِإ َذا ُه ْم فَ ِريقَ ِ‬
‫ْ‬
‫ين {‪)}58‬‬ ‫ط ُر اْل ُمن َذ ِر َ‬
‫طراً فَ َساء َم َ‬‫َعلَْي ِهم َّم َ‬
‫‪ -4‬ثم ذكرت بعد ذلك البراهين الدالة على وحدانية اهلل تعالى ‪ ،‬من قوله‬
‫طفَى آللَّهُ َخ ْيٌر َّ‬
‫َأما‬ ‫اص َ‬ ‫ين ْ‬
‫ِ ِ ِ َِّ‬ ‫َِّ ِ‬
‫تعالى ‪ُ ( :‬ق ِل اْل َح ْم ُد لله َو َساَل ٌم َعلَى عَباده الذ َ‬
‫ك ِعْل ُمهُ ْم ِفي اآْل ِخ َر ِة َب ْل ُه ْم ِفي‬ ‫ون {‪ )}59‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ب ِل َّ‬
‫اد َار َ‬ ‫ُي ْش ِر ُك َ‬
‫ون {‪)}66‬‬ ‫ِ‬ ‫َش ٍّ‬
‫ك ِّم ْنهَا َب ْل ُهم ِّم ْنهَا َعم َ‬
‫‪ -5‬ذكرت اآليات شبهات المشركين في اإليمان باآلخرة والبعث والنشور‬
‫وأردفتها بذكر الدالئل القاطعة وذكر بعض األهوال التي تكون بين يدي‬
‫ين َكفَ ُروا َأِئ َذا ُكَّنا تَُراباً َو َآباُؤ َنا َأِئَّنا‬ ‫الساعة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬وقَ َ َِّ‬
‫ال الذ َ‬ ‫َ‬
‫ون {‪}67‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ُق ِل اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه َسُي ِري ُك ْم َآياتِ ِه فَتَ ْع ِرفُ َ‬
‫ونهَا‬ ‫لَ ُم ْخ َر ُج َ‬
‫وما رُّب َ ِ‬
‫ون {‪. )}93‬‬ ‫ك بِ َغاف ٍل َع َّما تَ ْع َملُ َ‬ ‫ََ َ‬

‫سورة القصـص‬

‫‪83‬‬
‫اهتمت السورة بأصول الدين من ( التوحيد والرسالة والبعث ) وتتفق في‬
‫ّ‬
‫أهدافها مع سورتي‪ C‬النمل والشعراء وهي تكمل أو تفصل ما ِ‬
‫ُأجمل في‬
‫السورتين قبلها‬
‫ابتدأت السورة بالحديث عن قصة موسى عليه والسالم ‪،‬وطغيان‬ ‫‪-1‬‬
‫فرعون وعلوّه وفساده في األرض ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬طسم {‪ }1‬تِْل َ‬
‫ك‬
‫يد ِإاَّل َأن‬
‫ين {‪ )..}2‬إلى قوله تعالى ‪ِ ... ( :‬إن تُِر ُ‬ ‫ات اْل ِكتَ ِ‬
‫اب اْل ُمبِ ِ‬ ‫َآي ُ‬
‫يد َأن تَ ُكون ِمن اْلم ِ ِ‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫ض َو َما تُِر ُ‬ ‫ِ‬
‫ين {‪)}19‬‬ ‫صلح َ‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫ون َجَّباراً في ْ‬ ‫تَ ُك َ‬
‫انتقلت للحديث عن والدة موسى عليه السالم وخوف أمه عليه من بطش‬ ‫‪-2‬‬
‫مكرما في حجر‬
‫ً‬ ‫يم ليعيش معززاً‬
‫فرعون و إلهام اهلل لها بإلقائه في ال ّ‬
‫فرعون ‪،‬و بلوغ موسى عليه السالم سن الرشد وقتله للقبطي ‪ ،‬ثم‬
‫هجرته ألرض مدين وزواجه بابنة شعيب عليه السالم ‪،‬وتكليف اهلل‬
‫تعالى له بالعودة لدعوة فرعون ‪.‬‬
‫وتفصل األحداث مع فرعون إلى أن أغرقه اهلل تعالى في البحر عقابا له ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وسى‪{ ..‬‬ ‫ِ ِ‬
‫صى اْل َمد َينة َي ْس َعى قَا َل َيا ُم َ‬ ‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬و َجاء َر ُج ٌل ِّم ْن َأ ْق َ‬
‫ام ِة ُهم ِّم َن‬ ‫ِ‬ ‫اه ْم ِفي َه ِذ ِه ُّ‬
‫الد ْنَيا لَ ْعَنةً َوَي ْو َم اْلقَي َ‬ ‫‪ )}20‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وَأتَْب ْعَن ُ‬
‫ين {‪)}42‬‬ ‫ِ‬
‫اْل َم ْقُبوح َ‬
‫ذكرت نعمة اهلل تعالى على موسى كليم اهلل من إنزال التوراة من بعد ما‬ ‫‪-3‬‬
‫أهلك فرعون وقومه ‪ ،‬ثم ذكرت نعمته تعالى على العرب بإنزال القرآن‬
‫يوبخ به تعالى المشركين يوم‬ ‫العظيم خاتم الكتب السماوية‪ .‬وأخبرت عما ّ‬
‫اب ِمن َب ْع ِد َما ْ‬
‫َأهلَ ْكَنا‬ ‫ِ‬
‫وسى اْلكتَ َ‬ ‫القيامة ‪،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد آتَْيَنا ُم َ‬
‫اْلقُرون اُأْلولَى َبصاِئر‪ )}43{ ...‬إلى قوله تعالى (و ُهو اللَّهُ اَل ِإلَهَ ِإاَّل‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪)}70‬‬ ‫ُه َو لَهُ اْل َح ْم ُد في اُأْلولَى َواآْل خ َر ِة َولَهُ اْل ُح ْك ُم َوِإ لَْيه تُْر َج ُع َ‬
‫‪84‬‬
‫لما ذكرت اآليات بعض األدلة على عظمة اهلل تعالى وسلطانه تذكيرا‬ ‫‪-4‬‬
‫لعباده بوجوب شكر النعم ‪ ،‬وانتقلت اآليات للحديث عن قصة قارون‬
‫واختياله وفخره على قومه وبغيه عليهم ‪ ،‬ثم عقب ذلك بأنه خسف به‬
‫وبداره األرض ‪ .‬كما أخبرت اآليات أن الدار اآلخرة ونعيمها جعلها اهلل‬
‫لعباده المؤمنين المتواضعين ‪.‬‬
‫ختمت السورة بأمر الرسول صلى اهلل عليه وسلم بإبالغ الرسالة‬ ‫‪-5‬‬
‫وبإخباره أنه سيرده إلى معاد وهو يوم القيامة وسيسأله عما استرعاه من‬
‫أعباء النبوة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل ََأر َْأيتُ ْم ِإن َج َع َل اللَّهُ َعلَْي ُك ُم اللَّْي َل‬
‫ام ِة‪ )}71{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬واَل تَ ْدعُ َم َع اللَّ ِه ِإلَهاً‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫َس ْر َمداً لَى َي ْوِم اْلقَي َ‬
‫ِ‬ ‫آخر اَل ِإلَهَ ِإاَّل ُهو ُك ُّل َشي ٍء َه ِال ٌ اَّل‬
‫ون {‬ ‫ك ِإ َو ْجهَهُ لَهُ اْل ُح ْك ُم َوِإ لَْيه تُْر َج ُع َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫‪)}88‬‬

‫سـورة العنكبوت‬

‫‪85‬‬
‫وموضوعها ‪ :‬العقيدة في أصولها الكبرى ( الوحدانية والرسالة و البعث‬
‫والجزاء ) ومحورها يدور حول ‪ :‬اإليمان و سنة االبتالء في هذه الحياة ‪،‬‬
‫ألن المسلمين في مكة كانوا في أقسى أنواع المحنة والشدة ‪.‬‬
‫ابتدأت اآليات بالحديث عن فريق من الناس يحسبون اإليمان كلمة تقال‬ ‫‪-1‬‬
‫باللسان فإذا نزلت بهم المحنة انتكسوا إلى جحيم الضالل وارتدوا عن‬
‫اإلسالم ‪ ،‬وتَ ِع ُد المؤمنين باهلل بتكفير ذنوبهم ومضاعفة حسناتهم ‪،‬‬
‫وتأمر اآليات المؤمنين باإلحسان للوالدين كسبيل لكسب الحسنات ومحو‬
‫اس َأن ُيتْ َر ُكوا َأن َيقُولُوا‬ ‫ب َّ‬ ‫الذنوب ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ (:‬الم {‪ِ }1‬‬
‫الن ُ‬ ‫َأحس َ‬
‫َ‬
‫آمُنوا َو َع ِملُوا‬ ‫َِّ‬
‫ين َ‬‫ون {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬والذ َ‬ ‫آمَّنا َو ُه ْم اَل ُي ْفتَُن َ‬
‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين {‪)}9‬‬‫الصَّال َحات لَُن ْدخلََّنهُ ْم في الصَّالح َ‬
‫انتقلت اآليات لتتحدث عن صفات المكذبين وعن كفار قريش الذين‬ ‫‪-2‬‬
‫قالوا للمؤمنين ارجعوا عن دينكم وسنحمل خطاياكم‪ ،‬وبينت عاقبتهم‬
‫آمَّنا‬‫اس َمن َيقُو ُل َ‬ ‫الن ِ‬‫تحذيرا من اتباع خطاهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ِم َن َّ‬
‫بِاللَّ ِه ‪ ) }10{ ....‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولََي ْح ِملُ َّن َأثْقَالَهُ ْم َوَأثْقَاالً َّم َع َأثْقَ ِال ِه ْم‬
‫ون {‪)}13‬‬ ‫ولَيسَألُ َّن يوم اْل ِقي ِ‬
‫امة َع َّما َك ُانوا َي ْفتَُر َ‬
‫َ ُ ْ َْ َ َ َ‬
‫تحدثت عن محنة األنبياء وما القوه من شدائد في سبيل تبليغ رسالة اهلل‬ ‫‪-3‬‬
‫فتتحدث عن قصة نوح وخليل الرحمن إبراهيم عليهما السالم ‪ ،‬وما في‬
‫القصتين من عبر وعظات ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ُنوحاً ِإلَى‬
‫َأخ َذ ُهم الطُّوفَان و ُهم َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِفي ِهم َأْل َ ٍ اَّل‬ ‫ِِ ِ‬
‫ون‬
‫ظال ُم َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ين َعاماً فَ َ ُ‬ ‫ف َسَنة ِإ َخ ْمس َ‬ ‫قَ ْومه َفلَب َ ْ‬
‫الد ْنَيا َوِإ َّنهُ ِفي اآْل ِخ َر ِة لَ ِم َن‬
‫َأج َرهُ ِفي ُّ‬
‫{‪ )}14‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وآتَْيَناهُ ْ‬
‫ين {‪)}27‬‬ ‫ِِ‬
‫الصَّالح َ‬

‫‪86‬‬
‫استمرت اآليات بالحديث عن قصص األنبياء فذكرت قصة لوط ‪ ،‬شعيب‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ ،‬هود ‪ ،‬صالح عليهم السالم ‪ ،‬على سبيل االختصار لتبين عاقبة اهلل‬
‫سنة كونية ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولُوطاً‬ ‫للمكذبين ‪ ،‬وأكدت أن االبتالء ّ‬
‫ين {‬ ‫ِ‬ ‫اح َشةَ ما سبقَ ُكم بِها ِم ْن ٍ‬ ‫ال ِلقَو ِم ِه ِإَّن ُكم لَتَْأتُون اْلفَ ِ‬ ‫ِإ‬
‫َأحد ِّم َن اْل َعالَم َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْذ قَ َ ْ‬
‫ون {‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫صَن ُع َ‬
‫‪ )}28‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬ولَذ ْك ُر الله َأ ْكَب ُر َواللهُ َي ْعلَ ُم َما تَ ْ‬
‫‪)}45‬‬
‫لما ّبين تعالى ضالل من اتخذ من دون اهلل أولياء وضرب المثل ببيت‬ ‫‪-5‬‬
‫العنكبوت ‪ ،‬أمر هنا في اآليات بالتلطف في دعوة أهل الكتاب لإليمان ‪،‬‬
‫ثم ذكر البراهين القاطعة على صدق محمد صلى اهلل عليه وسلم وصحة‬
‫اب ِإاَّل بِالَّتِي ِه َي ْ‬
‫َأح َس ُن‬ ‫َأه َل اْل ِكتَ ِ‬
‫القرآن ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬واَل تُ َج ِادلُوا ْ‬
‫ق‬ ‫ظلَ ُموا ِم ْنهُ ْم‪ )}46{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬اللَّهُ َي ْب ُسطُ ِّ‬
‫الر ْز َ‬ ‫ين َ‬ ‫اَّل َِّ‬
‫ِإ الذ َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِلمن ي َش ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫يم {‪) }62‬‬ ‫اء م ْن عَباده َوَي ْقد ُر لَهُ ِإ َّن اللهَ بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ‬
‫َ َ ُ‬
‫ختمت السورة الكريمة ببيان اغترار المشركين بالدنيا الفانية ‪ ،‬وتوعدهم‬ ‫‪-6‬‬
‫بالعقاب األليم ‪ ،‬ووعد المؤمنين بتبصيرهم سبل اهلل في الدنيا واآلخرة ‪،‬‬
‫َأحَيا بِ ِه‬
‫اء فَ ْ‬ ‫من قوله تعالى ‪( :‬ولَِئن سَأْلتَهم َّمن َّن َّز َل ِمن الس ِ‬
‫َّماء َم ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫اه ُدوا ِف َينا لََن ْه ِدَيَّنهُ ْم‬ ‫َِّ‬
‫ين َج َ‬‫ض‪ ) }63{ ....‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬والذ َ‬ ‫اَأْلر َ‬
‫ْ‬
‫ِِ‬ ‫َّ‬
‫ين {‪)}69‬‬ ‫ُسُبلََنا َوِإ َّن اللهَ لَ َم َع اْل ُم ْحسن َ‬

‫ســورة الـروم‬

‫تعالج السورة قضايا العقيدة اإلسالمية في إطارها العام وميدانها الفسيح (‬


‫الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء ) ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ابتدأت السورة بالتنبؤ بحدث غيـبـي هام أخبر عنه القرآن الكريم قبل‬ ‫‪-1‬‬
‫حدوثه أال وهو ‪ :‬انتصار الروم على الفرس في الحرب التي ستقع‬
‫بينهما قريبا ‪ ،‬وقد تحققت النبوءة وظهر صدق الوحي ‪ ،‬وهذا من أعظم‬
‫وم {‪)..}2‬‬ ‫الر ُ‬ ‫معجزات القرآن‪ ، ،‬من قوله تعالى ‪ ( :‬الم {‪ُ }1‬غِلَب ِت ُّ‬
‫الد ْنَيا َو ُه ْم َع ِن اآْل ِخ َر ِة ُه ْم‬
‫اهراً ِّم َن اْل َحَي ِاة ُّ‬
‫ظِ‬ ‫ون َ‬‫إلى قوله تعالى ‪َ( :‬ي ْعلَ ُم َ‬
‫ون {‪)}7‬‬ ‫ِ‬
‫َغافلُ َ‬
‫انتقلت اآليات بعدها لتتحدث عن أحوال الناس في اآلخرة وعن قدرة اهلل‬ ‫‪-2‬‬
‫ات‬‫ق اللَّه السَّماو ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫تعالى على البدء ( ََأولَ ْم َيتَفَك ُروا في َأنفُسه ْم َما َخلَ َ ُ َ َ‬
‫ض َب ْع َد َم ْوتِهَا‬ ‫ض‪ ، )}8{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ..( :‬وُي ْحيِي ْ‬
‫اَأْلر َ‬ ‫اَأْلر َ‬
‫َو ْ‬
‫ون {‪)}19‬‬ ‫ك تُ ْخ َر ُج َ‬‫َو َك َذِل َ‬
‫الربوبية والوحدانية في خلق البشر ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ذكرت اآليات األدلة على‬ ‫‪-3‬‬
‫واختالف األلسنة والصورـ ‪ ،‬وإ حياء األرض بالمطر ‪ ،‬وفي قيام الناس‬
‫اب ثَُّم ِإ َذا َأنتُم‬ ‫َ‬ ‫ومنامهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ِم ْن َآياتِ ِه ْ‬
‫َأن َخلَقَ ُكم ِّمن تُر ٍ‬
‫اَأْلعلَى ِفي‬
‫ون {‪ )}20‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَهُ اْل َمثَ ُل ْ‬ ‫ِ‬
‫َب َشٌر تَنتَش ُر َ‬
‫ِ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬
‫يم {‪)}27‬‬ ‫ض َو ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ‬ ‫َّم َاوات َو ْ‬‫الس َ‬
‫ثم وبخت للمشركين لعبادتهم غير اهلل مع أنه هو وحده الخالق والرازق‬ ‫‪-4‬‬
‫ت‬‫ب لَ ُكم َّمثَالً ِم ْن َأنفُ ِس ُك ْم َهل لَّ ُكم ِّمن َّما َملَ َك ْ‬‫ض َر َ‬‫‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬‬
‫َْأي َم ُان ُكم ِّمن ُش َر َكاء‪ )}28{ ...‬إلى قوله تعالى ( ‪َ ..‬ه ْل ِمن ُش َر َكاِئ ُكم َّمن‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ون {‪)}40‬‬ ‫َي ْف َع ُل من َذل ُكم ِّمن َش ْيء ُس ْب َح َانهُ َوتَ َعالَى َع َّما ُي ْش ِر ُك َ‬
‫شنع تعالى في اآليات الكريمة على المشركين في عبادتهم لغير اهلل ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫وذكر في هذه اآليات األسباب الموجبة للمحنة واالبتالء وهي ‪ :‬الكفر ‪،‬‬
‫وانتشار المعاصي ‪ ،‬وكثرة الفجور ‪ ،‬والتي بسببها تقل الخيرات وترتفع‬

‫‪88‬‬
‫ت‬‫اد ِفي اْلَب ِّر َواْلَب ْح ِر بِ َما َك َسَب ْ‬
‫ظهَ َر اْلفَ َس ُ‬‫البركات ‪ ، ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫الن ِ ِ ِ‬
‫َْأي ِدي َّ‬
‫ون {‪ )}41‬إلى قوله‬ ‫ض الذي َعملُوا لَ َعلهُ ْم َي ْر ِج ُع َ‬ ‫اس لُيذيقَهُم َب ْع َ‬
‫ضِل ِه ِإَّنهُ اَل ُي ِح ُّ‬
‫ب‬ ‫ات ِمن فَ ْ‬ ‫َّالح ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعالى ‪ِ( :‬لي ْج ِز َِّ‬
‫آمُنوا َو َعملُوا الص َ‬ ‫ين َ‬
‫ي الذ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ين {‪) }45‬‬ ‫اْل َكاف ِر َ‬
‫ضرب تعالى في اآليات األمثال بهالك األمم السابقة ‪ ،‬تنبيها لقريش‬ ‫‪-6‬‬
‫وأمرا لهم باالعتبار بمن سبقهم من أمم كافرة ‪ ،‬وألمرهم أيضا‬
‫باالستقامة في طاعة اهلل والمبادرة إلى الخيرات ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ات ‪ ) }46{ ...‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫الرياح مب ِّشر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫( َوم ْن َآياته َأن ُي ْرس َل ِّ َ َ ُ َ َ‬
‫ق واَل يستَ ِخفََّّن َ َِّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ون {‪)}60‬‬ ‫ين اَل ُيو ِقُن َ‬
‫ك الذ َ‬ ‫اصبِ ْر ِإ َّن َو ْع َد الله َح ٌّ َ َ ْ‬
‫(فَ ْ‬

‫سورة لقمان‬

‫تعالج هذه السورة موضوع العقيدة بالتركيز على أصولها ‪ ( :‬الوحدانية‬


‫والنبوة والبعث والنشور) ‪.‬‬
‫ابتدأت اآليات بذكر القرآن الكريم الذي جعله اهلل تعالى هدى وشفاء‬ ‫‪-1‬‬
‫ورحمة للمحسنين‪ ،‬وذكرت حال السعداء الذين اهتدوا بالقرآن الكريم‬
‫وحال األشقياء الذين أعرضواـ عنه ‪ ،‬كما بينت قدرة اهلل العظيمة على‬
‫خلق السماوات واألرض وما فيهما وما بينهما ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬الم {‬
‫ين {‪ ) }3‬إلى‬ ‫ِّ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ات اْل ِكتَ ِ‬ ‫‪ }1‬تِْل َ‬
‫اب اْل َحكيم {‪ُ }2‬ه ًدى َو َر ْح َمةً لْل ُم ْحسن َ‬ ‫ك َآي ُ‬
‫ين ِمن ُدونِ ِه َب ِل‬ ‫ق اللَّ ِه فََأرونِي ما َذا َخلَ َ َِّ‬
‫ق الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ( :‬ه َذا َخْل ُ‬
‫ين {‪)}11‬‬ ‫ضاَل ٍل ُّمبِ ٍ‬ ‫الظَّ ِالم ِ‬
‫ون في َ‬ ‫ُ َ‬

‫‪89‬‬
‫اشتملت على مواعظ لقمان الحكيم ووصاياه البنه ‪ ،‬وقد ذكره تعالى‬ ‫‪-2‬‬
‫بأحسن الذكر وهو يوصي ولده ويمنحه أفضل ما يعرف من الحكمة‬
‫والدعوة للرشاد والتحذير من الشرك ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد آتَْيَنا‬
‫َأن ا ْش ُك ْر ِللَّ ِه َو َمن َي ْش ُك ْر فَِإ َّن َما َي ْش ُك ُر ِلَن ْف ِس ِه َو َمن َكفَ َر فَِإ َّن‬‫ان اْل ِح ْك َمةَ ِ‬‫لُ ْق َم َ‬
‫ض‬
‫ض ْ‬ ‫اغ ُ‬‫ك َو ْ‬ ‫ص ْد ِفي َم ْشيِ َ‬ ‫يد {‪ )}12‬إلى قوله تعالى ‪( :‬وا ْق ِ‬
‫َ‬ ‫اللَّهَ َغنِ ٌّي َح ِم ٌ‬
‫ير {‪)}19‬‬ ‫ت اْل َح ِم ِ‬ ‫ص ْو ُ‬ ‫ِ‬
‫اَأْلص َوات لَ َ‬
‫ْ‬ ‫ك ِإ َّن َأن َك َر‬
‫ص ْوتِ َ‬
‫من َ‬
‫ِ‬
‫ختمت السورة ببيان نعم اهلل تعالى ودالئل قدرته في الكون محذرة‬ ‫‪-3‬‬
‫المشركين من ذلك اليوم الذي ال ينفع فيه مال وال بنون ‪ ،‬مخبرة عن‬
‫جالل اهلل وعظمته وكبريائه وجالله وأسمائه الحسنى وصفاته العال‬
‫َأن اللَّهَ َس َّخ َر لَ ُكم‬
‫وعلمه بمفاتيح الغيب ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ( :‬ألَ ْم تََر ْوا َّ‬
‫ض) إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و َما تَ ْد ِري‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َاوات َو َما في ْ‬ ‫َّما في الس َ‬
‫يم َخبِ ٌير {‪)}34‬‬ ‫َّ ِ‬
‫وت ِإ َّن اللهَ َعل ٌ‬ ‫َن ْف ٌس بِ ِّ‬
‫َأي َْأر ٍ‬
‫ض تَ ُم ُ‬

‫ســورة السـجدة‬

‫تعالج السورة موضوع العقيدة ‪ ( :‬اإليمان باهلل واليوم اآلخر والكتب‬


‫والرسل والبعث والجزاء والمحور الذي تدور حوله هو موضوع ( البعث‬
‫بعد الفناء ) الذي جادل المشركون حوله واتخذوه ذريعة لتكذيب الرسول‬
‫عليه الصالة والسالم ‪.‬‬
‫ابتدأت السورة الكريمة بدفع الشك واالرتياب عن القرآن العظيم بروائع‬ ‫‪-1‬‬
‫الحجة والبرهان‪،‬وتحدثت عن دالئل قدرة اهلل تعالى في الكون ‪ ،‬من‬
‫ِ‬ ‫يه ِمن َّر ِّ‬
‫اب اَل ر ْيب ِف ِ‬ ‫ِ‬
‫ين {‬
‫ب اْل َعالَم َ‬ ‫نزي ُل اْلكتَ ِ َ َ‬
‫قوله تعالى ‪ ( :‬الم {‪ }1‬تَ ِ‬

‫‪90‬‬
‫َّم َع‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫‪) }2‬إلى قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم َس َّواهُ َوَنفَ َخ فيه من ُّروحه َو َج َع َل لَ ُك ُم الس ْ‬
‫ون {‪)}9‬‬ ‫ِئ ِ‬
‫ص َار َواَأْل ْف َدةَ َقليالً َّما تَ ْش ُك ُر َ‬
‫اَأْلب َ‬
‫َو ْ‬
‫ذكرت شبهة المشركين السخيفة في إنكار البعث والنشور ‪ ،‬وردت عليها‬ ‫‪-2‬‬
‫بالحجج القاطعة واألدلة الساطعة التي تهزم الخصم أمام روائع الحجة‬
‫ق‬‫ض َأِئَّنا لَِفي َخْل ٍ‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬
‫ضلَْلَنا في ْ‬
‫ِئ‬
‫والبيان‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وقَالُوا َأ َذا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ون {‪ )}10‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و ُذوقُوا‬ ‫َجديد َب ْل ُهم بِلقَاء َرِّب ِه ْم َكاف ُر َ‬
‫ِ‬
‫ون {‪)}14‬‬ ‫اب اْل ُخْلد بِ َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬
‫َع َذ َ‬
‫انتقلت للحديث عن صفات المؤمنين المتقين ‪ ،‬و ذكرت أنه ال يتساوى‬ ‫‪-3‬‬
‫فريق األبرار وفريق الفجار ألن عدالة اهلل تقتضي التمييز بين الفريقين‬
‫ين ِإ َذا ُذ ِّك ُروا بِهَا‪ )}15{ ...‬إلى‬ ‫ِ َِّ‬
‫‪،‬من قوله تعالى ‪ِ( :‬إَّن َما يُْؤ ِم ُن بِ َآياتَنا الذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪)}30‬‬ ‫ض َع ْنهُ ْم َوانتَظ ْر ِإَّنهُم ُّمنتَظ ُر َ‬ ‫َأع ِر ْ‬ ‫قوله تعالى ‪( :‬فَ ْ‬

‫سـورة األحــزاب‬

‫وتتناول‪ C‬جوانب التشريع وتتناول‪ C‬حياة المسلمين الخاصة والعامة وخاصة‬


‫أمر األسرة ‪ ،‬فقد شرع القرآن الكريم من األحكام ما يكفل لها الهناء ‪،‬‬
‫وأبطل بعض التقاليد الموروثة مثل ‪ :‬التبني والظهار واعتقاد وجود قلبين‬
‫لكل إنسان وطهر المجتمع من رواسب التخلف الجاهلي ‪.‬‬
‫بدأت السورة بدعوة النبي للتقوى والتوكل على اهلل واتباع تعاليم القرآن‬ ‫‪-1‬‬
‫لتحرم الظهار ونفي أن يكون األدعياء من‬
‫الكريم ‪ ،‬ثم انتقلت اآليات ّ‬
‫األبناء ‪ ،‬وبينت أن النبي صلى اهلل عليه وسلم أقرب للمؤمن من نفسه‬
‫وزوجاته أمهاتهم في المحبة واالحترام وانتقلت اآليات لتبين أن اهلل‬
‫‪91‬‬
‫تعالى أخذ الميثاق من كل األنبياء والرسل على القيام بدنه وسيسألون‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫النبِ ُّي اتَّ ِ َّ‬
‫ق اللهَ َواَل تُط ِع اْل َكاف ِر َ‬
‫ين‬ ‫عنه ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا َّ‬
‫ان َعِليماً َح ِكيماً {‪ ، )}1‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬لَي ْسَأ َل‬ ‫َّ‬ ‫ِِ‬
‫ين ِإ َّن اللهَ َك َ‬
‫َواْل ُمَنافق َ‬
‫ين َع َذاباً َِأليماً {‪)}8‬‬ ‫ص ْد ِق ِهم و ِ ِ‬
‫َأع َّد لْل َكاف ِر َ‬
‫ْ َ َ‬
‫َّاد ِقين عن ِ‬
‫الص َ َ‬
‫ِ‬
‫تحدثت اآليات بالتفصيل عن غزوة الخندق ( غزوة األحزاب )‬ ‫‪-2‬‬
‫وصورتها بدقة ‪ ،‬وكشفت خفايا المنافقين وحذرت منهم و كشفت كل‬
‫آمُنوا ا ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ اللَّ ِه‬ ‫َِّ‬
‫ستر عنهم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ون َع ْن‬ ‫ود ‪ )}9{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬ي ْسَألُ َ‬ ‫َعلَْي ُك ْم ِإ ْذ َجاءتْ ُك ْم ُجُن ٌ‬
‫َأنباِئ ُك ْم َولَ ْو َك ُانوا ِفي ُكم َّما قَاتَلُوا ِإاَّل َقِليالً {‪)}20‬‬
‫َ‬
‫أمرت المؤمنين باالقتداء برسولهم الكريم في دروس التضحية والفداء ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ثم جاء الحديث عن زوجات النبي صلى اهلل عليه وسلم في زهدهن‬
‫وعدم التطلع إلى زهرة الدنيا ألنهن قدوة لسائر نساء المؤمنين ‪،‬كما ذكر‬
‫تعالى صفات المؤمنين وما نالوه من درجات رفيعة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ان َي ْر ُجو اللَّهَ َواْلَي ْو َم‬ ‫ِّ‬
‫ُأس َوةٌ َح َسَنةٌ ل َمن َك َ‬
‫(لَقَ ْد َكان لَ ُكم ِفي رس ِ َّ ِ‬
‫ول الله ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين اللهَ‬ ‫اآْل خ َر َو َذ َك َر اللهَ َكثيراً {‪ )}21‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬والذاك ِر َ‬
‫َأجراً َع ِظيماً {‪)}35‬‬ ‫َأع َّد اللَّهُ لَهُم َّم ْغ ِف َرةً َو ْ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َكثيراً َوالذاك َرات َ‬
‫أعقبها تعالى ببيان أن طاعة الرسول صلى اهلل عليه وسلم من طاعة اهلل‬ ‫‪-4‬‬
‫ثم بينت اآليات قصة زيد بن حارثة رضي اهلل عنه وبينت جواز زواج‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم من زينب بنت جحش بعد أن طلقها زيد بن‬
‫حارثة ليكون صلى اهلل عليه وسلم قدوة للمسلمين في جواز الزواج‬
‫الدعي ‪ ،‬فقطعت اآليات أبوة النبي بزيد وبقية المسلمين في‬ ‫ّ‬ ‫بزوجة‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫النسب ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬وما َك ِ‬
‫ان ل ُمْؤ ِم ٍن َواَل ُمْؤ ِمَنة ِإ َذا قَ َ‬
‫ضى اللهُ‬ ‫ََ َ‬
‫‪92‬‬
‫ان‬ ‫ِ‬
‫ون لَهُ ُم اْلخَي َرةُ‪ )}36{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َّ ( :‬ما َك َ‬ ‫َأمراً َأن َي ُك َ‬
‫َو َر ُسولُهُ ْ‬
‫ان اللَّهُ بِ ُك ِّل‬ ‫َأح ٍد ِّمن ِّر َج ِال ُك ْم َولَ ِكن َّر ُسو َل اللَّ ِه َو َخاتَ َم َّ‬
‫النبِي َ‬
‫ِّين َو َك َ‬ ‫ُم َح َّم ٌد ََأبا َ‬
‫َش ْي ٍء َعِليماً {‪)}40‬‬
‫ثم دعت اآليات لذكر اهلل تعالى وتسبيحه وبينت سبب إرسال الرسل و‬ ‫‪-5‬‬
‫ذ ّكرتهم بنعمته تعالى عليهم بإرساله المبعوث رحمة للعالمين محمد صلى‬
‫اهلل عليه وسلم إليهم ‪ ،‬و ذكر ت حاله صلى اهلل عليه وسلم مع أزواجه‬
‫َّ‬ ‫َِّ‬
‫آمُنوا ا ْذ ُك ُروا اللهَ‬ ‫ين َ‬ ‫للتأسي بهم واالقتداء ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ان‬
‫ك َو َك َ‬‫ت َي ِم ُين َ‬‫ِذ ْكراً َكثِيراً {‪ )}41‬إلى قوله تعالى ‪ِ ... ( :‬إاَّل َما َملَ َك ْ‬
‫اللَّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َّر ِقيباً {‪)}52‬‬
‫ذكرت اآليات اآلداب التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمنون عند دخولهم‬ ‫‪-6‬‬
‫بيوت النبي صلى اهلل عليه وسلم من االستئذان وعدم اإلثقال ‪ ،‬ثم ّبين‬
‫شرف الرسول صلى اهلل عليه وسلم بصالة اهلل والمالئكة عليه ‪ ،‬من‬
‫النبِ ِّي ِإاَّل َأن يُْؤ َذ َن‬
‫وت َّ‬ ‫َِّ‬
‫آمُنوا اَل تَ ْد ُخلُوا ُبُي َ‬
‫ين َ‬ ‫قوله تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫لَ ُكم‪ )}53{ ...‬إلى قوله تعالى ‪( :‬والَِّذين ي ُذون اْلم ِمنِين واْلم ِمَن ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ ُْؤ َ ُ ْؤ َ َ ُ ْؤ‬ ‫ْ‬
‫بِ َغ ْي ِر َما ا ْكتَ َسُبوا فَقَ ِد ْ‬
‫احتَ َملُوا ُب ْهتَاناً َوِإ ثْماً ُّمبِيناً {‪)}58‬‬
‫أمر اهلل تعالى نساء المؤمنين في اآليات التي تليها بالحجاب ‪ ،‬ثم بينت‬ ‫‪-7‬‬
‫اآليات لعنة اهلل للمنافقين إن لم ينتهوا عن مؤامراتهم الخبيثة ‪ ،‬وختمت‬
‫السورة بالحديث عن الساعة وأهوالها وحال أهل السعادة والشقاء فيها ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ك َوَبَناتِ َ‬
‫َأِّلز َوا ِج َ‬
‫ك َونِ َساء اْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫ين‬ ‫النبِ ُّي ُقل ْ‬‫من قوله تعالى ‪َ( :‬يا َُّأيهَا َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َعلَْي ِه َّن من َجاَل بِيبِ ِه َّن‪ )}59{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬وَيتُ َ‬
‫وب‬ ‫ُي ْدن َ‬
‫ان اللَّهُ َغفُوراً َّر ِحيماً {‪. )}73‬‬ ‫ِ‬
‫ين َواْل ُمْؤ ِمَنات َو َك َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اللهُ َعلَى اْل ُمْؤ ِمن َ‬

‫‪93‬‬
‫سـورة سبـأ‬

‫تهتم السورة بموضوع العقيدة اإلسالمية وتتناول‪ C‬أصول الدين من إثبات‬


‫الوحدانية والنبوة والبعث والنشور ‪.‬‬
‫ابتدأت اآليات بتمجيد اهلل جل وعال الذي أبدع الخلق و أحكم شؤون‬ ‫‪-1‬‬
‫العالم فهو الخالق المبدع الذي ال يغيب عن علمه مثقال ذرة وهذا أعظم‬
‫برهان على وحدانيته ‪ ،‬و تحدثت عن قضية هامة هي إنكار المشركين‬
‫لآلخرة وتكذيبهم بالبعث والموت فأمرت الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أن يقسم بربه العظيم على وقوع المعاد بعد فناء األجساد ‪ ،‬من قوله‬
‫ض َولَهُ اْل َح ْم ُد‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ َِّ‬
‫َّم َاوات َو َما في ْ‬ ‫تعالى ‪( :‬اْل َح ْم ُد لله الذي لَهُ َما في الس َ‬
‫يم اْل َخبِ ُير {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪ِ ... ( :‬إن َّن َشْأ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫في اآْل خ َرة َو ُه َو اْل َحك ُ‬
‫ك آَل َيةً‬‫اء ِإ َّن ِفي َذِل َ‬
‫ط علَْي ِهم ِكسفاً ِّمن السَّم ِ‬
‫َ‬ ‫ض َْأو ُن ْسق ْ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫ف بِ ِه ُم ْ‬
‫اَأْلر َ‬ ‫َن ْخ ِس ْ‬
‫يب {‪)}9‬‬ ‫لِّ ُك ِّل َع ْب ٍد ُّمنِ ٍ‬
‫تناولت قصص بعض الرسل فذكرت داود وولده سليمان عليهما السالم‬ ‫‪-2‬‬
‫وما سخر لهما من أنواع النعم ‪،‬كتسخير الريح والطير إظهارا لفضل اهلل‬
‫تعالى عليهما ‪ ،‬ولبيان حال الشاكرين للنعم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد‬
‫يد {‪)}10‬‬ ‫ضالً َيا ِجَبا ُل َِّأوبِي َم َعهُ َوالطَّ ْي َر َوَألََّنا لَهُ اْل َح ِد َ‬ ‫ود ِمَّنا فَ ْ‬
‫آتَْيَنا َد ُاو َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬فلَ َّما َخ َّر تََبَّيَنت اْل ِج ُّن َأن ل ْو َك ُانوا َي ْعلَ ُم َ‬
‫ون اْل َغ ْي َ‬
‫ين {‪)}14‬‬ ‫ما لَبِثُوا ِفي اْل َع َذ ِ‬
‫اب اْل ُم ِه ِ‬ ‫َ‬
‫ذكرت اآليات ( قصة سبأ ) موعظة لقريش وتحذيرا مما جرى من‬ ‫‪-3‬‬
‫مصائب ونكبات لمن كفر بأنعم اهلل ‪ ،‬ثم ذكرت كفار مكة بنعمه تعالى‬
‫ان ِل َسَبٍإ ِفي َم ْس َكنِ ِه ْم‬
‫عليهم ليعبدوه ويشكروه ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬لَقَ ْد َك َ‬

‫‪94‬‬
‫ال ُكلُوا ِمن ِّر ْز ِ‬
‫ق َرِّب ُك ْم َوا ْش ُك ُروا لَهُ َبْل َدةٌ َ‬
‫طيَِّبةٌ‬ ‫ين و ِشم ٍ‬ ‫ِ‬
‫ان َعن َيم ٍ َ َ‬ ‫َآيةٌ َجَّنتَ ِ‬
‫ق‬ ‫اَأْلغاَل َل ِفي ْ‬
‫َأعَنا ِ‬ ‫ور {‪ )}15‬على قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و َج َعْلَنا ْ‬ ‫ب َغفُ ٌ‬ ‫َو َر ٌّ‬
‫اَّل‬ ‫َِّ‬
‫ون {‪)}33‬‬ ‫ين َكفَ ُروا َه ْل ُي ْج َز ْو َن ِإ َما َك ُانوا َي ْع َملُ َ‬ ‫الذ َ‬
‫ذكرت اغترار المشركين بالمال والبنين وتكذيبهم لرسول اهلل صلى اهلل‬ ‫‪-4‬‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وختمت السورة ببيان مصرع الغابرين تسلية لرسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وتخويفا وتحذيرا للمشركين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫( َو َما َْأر َسْلَنا ِفي قَ ْرَي ٍة ِّمن َّن ِذ ٍ‬
‫ير ِإاَّل قَا َل ُمتْ َرفُ َ‬
‫وها ِإَّنا بِ َما ُْأرسْلتُم بِه َكاف ُر َ‬
‫ون‬
‫ون َك َما فُ ِع َل‬ ‫ِ‬
‫{‪ ) }34‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وحي َل َب ْيَنهُ ْم َوَب ْي َن َما َي ْشتَهُ َ‬
‫يب {‪. )}54‬‬ ‫ك ُّم ِر ٍ‬ ‫اع ِهم ِّمن قَْب ُل ِإَّنهم َك ُانوا ِفي َش ٍّ‬ ‫بَِأ ْشي ِ‬
‫َ‬
‫ُْ‬

‫ســورة فاطر‬

‫وتتحدث عن قضايا العقيدة الكبرى‪( :‬الدعوة إلى توحيد اهلل وإ قامة‬


‫البراهين على وجوده ‪ ،‬وهدم قواعد الشرك ‪ ،‬والحث على تطهير القلوب‬
‫من الرذائل والتحلي بمكارم األخالق ) ‪.‬‬
‫تحدثت في البدء عن الخالق المبدع الذي فطر األكوان وخلق المالئكة‬ ‫‪-1‬‬
‫واإلنس والجن ‪،‬وتحدثت عن رحمة اهلل تعالى بالناس ‪ ،‬ونعمته عليهم ‪،‬‬
‫وعن تكذيب المشركين وكفرانهم بالنعم ‪ ،‬فتوعدتهم بعذاب شديد وبشرت‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ ِ‬
‫ض‬ ‫َّم َاوات َو ْ‬ ‫المؤمنين بالجنة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬اْل َح ْم ُد لله فَاط ِر الس َ‬
‫ق َما‬ ‫يد ِفي اْل َخْل ِ‬
‫اع َي ِز ُ‬
‫ث َو ُرَب َ‬‫َأجنِ َح ٍة َّمثَْنى َوثُاَل َ‬
‫اع ِل اْل َماَل ِئ َك ِة ُر ُسالً ُأوِلي ْ‬
‫ج ِ‬
‫َ‬
‫ب‬‫اء ِإ َّن اللَّهَ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير{‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪ ...( :‬فَاَل تَ ْذ َه ْ‬ ‫َي َش ُ‬
‫َّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ون {‪)}8‬‬ ‫صَن ُع َ‬‫يم بِ َما َي ْ‬
‫ك َعلَْي ِه ْم َح َس َرات ِإ َّن اللهَ َعل ٌ‬ ‫َن ْف ُس َ‬

‫‪95‬‬
‫تابعت اآليات تتحدث نعم اهلل تعالى على الناس من إرسال الرياح‬ ‫‪-2‬‬
‫ونزول الغيث وعن خلق اإلنسان من تراب وخلق البحار والليل والنهار‬
‫وسخرت من أولئك الذين يعبدون غير اهلل تعالى رغم كل هذه الدالئل‬
‫ِ‬
‫اح فَتُث ُير َس َحاباً فَ ُس ْقَناهُ‬ ‫والنعم ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬واللَّهُ الَِّذي َْأر َس َل ِّ‬
‫الرَي َ‬
‫ون‬ ‫ِّت‪ )}9{ ...‬إلى قوله تعالى ‪.. ( :‬ويوم اْل ِقي ِ‬ ‫ِإلَى بلَ ٍد َّمي ٍ‬
‫امة َي ْكفُُر َ‬
‫َ َْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ير {‪)}14‬‬ ‫ك ِمثْ ُل َخبِ ٍ‬
‫بِ ِش ْر ِك ُك ْم َواَل ُيَنِّبُئ َ‬
‫ذ ّكر اهلل تعالى عباده في اآليات بحاجتهم إليه واستغنائه جل وعال عن‬ ‫‪-3‬‬
‫جميع الخلق ‪ ،‬وضرب األمثال للتفريق بين المؤمن والكافر باألعمى‬
‫والبصيرـ والظالم والنور ‪ ،‬وتابعت اآليات تذكر نعم اهلل تعالى وحثت‬
‫على تالوة كتابه الكريم مرغبة لهم بالجزاء المقيم لهم في الجنة ‪ ،‬من‬
‫اس َأنتُُم اْلفُقَ َراء ِإلَى اللَّ ِه َواللَّهُ ُه َو اْل َغنِ ُّي اْل َح ِم ُ‬
‫يد‬ ‫قوله تعالى ‪َ( :‬يا َُّأيهَا َّ‬
‫الن ُ‬
‫اب ُهو اْل َح ُّ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ك ِم َن اْل ِكتَ ِ‬ ‫{‪ )}15‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬والَِّذي َْأو َح ْيَنا ِإلَْي َ‬
‫ص ٌير {‪)}31‬‬ ‫مص ِّدقاً لِّما ب ْين ي َد ْي ِه ِإ َّن اللَّه بِ ِعب ِاد ِه لَ َخبِير ب ِ‬
‫ٌ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫لما أثنى تعالى على عباده الذين يتلون القرآن ‪ ،‬ذكر هنا انقسام األمة‬ ‫‪-4‬‬
‫اإلسالمية أمام هذا الكنـز العظيم لثالثة أقسام ‪ :‬الظالم لنفسه ‪ ،‬والمقتصد‬
‫‪ ،‬والسابق بالخيرات ‪ ،‬ثم ذكر مآل األبرار والفجار ليظل العبد بين‬
‫اب‬ ‫ِ‬
‫الخوف والرجاء والرغبة والرهبة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم َْأو َرثَْنا اْلكتَ َ‬
‫طفَْيَنا ِم ْن ِعَب ِادَنا فَ ِم ْنهُ ْم‪ )}32{ ...‬إلى قوله تعالى ‪... ( :‬‬ ‫اص َ‬ ‫َِّ‬
‫ين ْ‬ ‫الذ َ‬
‫ان بِ ِعَب ِاد ِه‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َأج ٍل ُّم َس ًّمى فَِإ َذا َجاء َ‬
‫َأجلُهُ ْم فَِإ َّن اللهَ َك َ‬ ‫َولَكن ُيَؤ ِّخ ُر ُه ْم ِإلَى َ‬
‫صيراً {‪)}45‬‬ ‫ب ِ‬
‫َ‬

‫سورة يس‬

‫‪96‬‬
‫تتناول السورة مواضيعا أساسية ثالثة وهي ‪ ( :‬اإليمان بالبعث والنشور ‪،‬‬
‫قصة أهل القرية ‪ ،‬األدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ) ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم بالقرآن الكريم على صحة الوحي ‪ ،‬ثم تحدثت عن كفار‬ ‫‪-1‬‬
‫قريش وتكذيبهم بدين اهلل تعالى مما استحقوا عليه غضب اهلل ‪ ،‬ثم تحدثت‬
‫عن قدرة اهلل تعالى قي اإلحياء واإلماتة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬يس {‪}1‬‬
‫ِ‬ ‫آن اْلح ِك ِيم {‪ِ }2‬إَّن َ ِ‬
‫ين {‪ ) }3‬إلى قوله تعالى ‪...( :‬‬
‫ك لَم َن اْل ُم ْر َسل َ‬ ‫َواْلقُ ْر ِ َ‬
‫ين {‪)}12‬‬ ‫ص ْيَناهُ ِفي ِإ َم ٍام ُمبِ ٍ‬ ‫َو ُك َّل َش ْي ٍء ْ‬
‫أح َ‬
‫ساقت قصة أهل القرية ( إنطاكية ) الذين ك ّذبوا الرسل لتحذر من‬ ‫‪-2‬‬
‫اب اْلقَ ْرَي ِة ِإ ْذ‬
‫َأص َح َ‬ ‫ب لَهُم َّمثَالً ْ‬ ‫اض ِر ْ‬
‫التكذيب وترهب منه ‪ ،‬قال تعالى ( َو ْ‬
‫طاِئ ُر ُك ْم َم َع ُك ْم َأِئن‬
‫ون {‪ )}13‬إلى قوله تعالى ‪( :‬قَالُوا َ‬ ‫اءها اْل ُم ْر َسلُ َ‬‫َج َ‬
‫ون {‪)}19‬‬ ‫ُذ ِّك ْرتُم َب ْل َأنتُ ْم قَ ْو ٌم ُّم ْس ِرفُ َ‬
‫ذكرت موقف الداعية المؤمن ( حبيب النجار ) الذي نصح قومه فقتلوه‬ ‫‪-3‬‬
‫فأدخله اهلل الجنة و أخذ قومه بالصيحة التي أهلكتهم ‪ ،‬قال تعالى ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صى اْل َمد َينة َر ُج ٌل َي ْس َعى قَا َل َيا قَ ْوِم اتَّبِ ُعوا اْل ُم ْر َسل َ‬
‫ين {‬ ‫( َو َجاء م ْن َأ ْق َ‬
‫ِ َّ‬ ‫َّ‬
‫ون {‪)}32‬‬ ‫ض ُر َ‬ ‫‪ )}20‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ن ُك ٌّل ل َّما َجميعٌ ل َد ْيَنا ُم ْح َ‬
‫بدء من‬
‫تحدثت عن دالئل القدرة و الوحدانية في هذا الكون العجيب ً‬ ‫‪-4‬‬
‫مشهد األرض الجرداء تدب فيها الحياة إلى مشهد الفلك المشحون ‪،‬‬
‫ض‬ ‫َّ‬
‫اَأْلر ُ‬
‫وكلها دالئل باهرة على قدرة اهلل تعالى ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َآيةٌ لهُ ُم ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪ )}33‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫َأخ َر ْجَنا م ْنهَا َحّباً فَم ْنهُ َيْأ ُكلُ َ‬
‫اها َو ْ‬
‫َأحَي ْيَن َ‬
‫اْل َم ْيتَةُ ْ‬
‫ين {‪)}44‬‬ ‫(ِإاَّل َر ْح َمةً ِّمَّنا َو َمتَاعاً ِإلَى ِح ٍ‬

‫‪97‬‬
‫تحدثت عن استكبار المشركين بغير حق ‪ ،‬تنديدا بهم وتحذيرا من اتباع‬ ‫‪-5‬‬
‫طريقهم ‪ ،‬أعقبتها بالحديث عن القيامة و أهوالها والبعث والنشور‬
‫واستقرار السعداء في الجنة و األشقياء في النار‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬وِإ َذا ِق َ‬
‫يل‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪ )}45‬إلى قوله‬ ‫لَهُ ُم اتَّقُوا َما َب ْي َن َْأيدي ُك ْم َو َما َخْلفَ ُك ْم لَ َعل ُك ْم تُْر َح ُم َ‬
‫ون {‪)}68‬‬ ‫ِ‬ ‫تعالى ‪( :‬و َم ْن ُن َع ِّم ْرهُ ُنَن ِّك ْسهُ ِفي اْل َخْل ِ‬
‫ق َأفَاَل َي ْعقلُ َ‬ ‫َ‬
‫ختمت بالحديث عن البعث والجزاء ‪ ،‬و أقامت األدلة والبراهين على‬ ‫‪-6‬‬
‫حدوثه‪،‬مبينة قدرة اهلل تعالى في الكون وموضحة إعجاز القرآن الكريم‬
‫الشعر وما َي َنب ِغي لَهُ ِإ ْن ُهو ِإاَّل‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫وصدقه ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و َما َعل ْمَناهُ ْ َ َ َ‬
‫ان الَِّذي بَِي ِد ِه َملَ ُك ُ‬
‫وت‬ ‫ين {‪ )}69‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ ُس ْب َح َ‬ ‫آن ُّمبِ ٌ‬ ‫ِذ ْكٌر َوقُ ْر ٌ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ون {‪)}83‬‬ ‫ُك ِّل َش ْيء َوِإ لَْيه تُْر َج ُع َ‬

‫ســورة الصافات‬

‫سورة تعنى بأصول العقيدة اإلسالمية ‪ ( :‬التوحيد ‪ ،‬الوحي ‪ ،‬البعث‬


‫والجزاء ) وتثبت دعائم اإليمان ‪.‬‬
‫ابتدأت بالحديث عن المالئكة األبرار ‪ ،‬الصافات قوائمها في الصالة أو‬ ‫‪-1‬‬
‫أجنحتها في ارتقاب أمر اهلل ‪ ،‬الزاجرات للسحاب يسوقونه حيث شاء اهلل‬
‫‪ ،‬ثم تحدثت عن الجن وتعرضهم للرجم بالشهب الثاقبة وعن البعث‬
‫صفّاً {‪}1‬‬ ‫َّ ِ‬
‫والجزاء و إنكار المشركين له‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬والصَّافات َ‬
‫ات ِذ ْكراً {‪ ) }3‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إاَّل َم ْن‬
‫ات َز ْجراً {‪ }2‬فَالتَّ ِالي ِ‬
‫َ‬
‫الزا ِجر ِ‬
‫فَ َّ َ‬
‫ب {‪)}10‬‬ ‫اب ثَ ِاق ٌ‬
‫طفَةَ فََأتَْب َعهُ ِشهَ ٌ‬ ‫َخ ِط َ‬
‫ف اْل َخ ْ‬

‫‪98‬‬
‫بينت جحود المشركين وعنادهم واستكبارهم وأن العذاب الشديد ينتظرهم‬ ‫‪-2‬‬
‫استَ ْفتِ ِه ْم ُ‬
‫َأه ْم َأ َش ُّد َخْلقاً َأم َّم ْن َخلَ ْقَنا ِإَّنا‬ ‫يوم القيامة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬فَ ْ‬
‫اهم ِّمن ِط ٍ اَّل‬
‫ون‬
‫اص ُر َ‬ ‫ين ِز ٍب {‪ )}11‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ما لَ ُك ْم اَل تََن َ‬ ‫َخلَ ْقَن ُ‬
‫ون {‪)}26‬‬ ‫ِ‬
‫{‪َ }25‬ب ْل ُه ُم اْلَي ْو َم ُم ْستَ ْسل ُم َ‬
‫تأكيدا لعقيدة اإليمان بالبعث ذكرت قصة المؤمن والكافر والحوار الذي‬ ‫‪-3‬‬
‫دار بينهما في الدنيا ‪ ،‬ثم العاقبة ‪ :‬بخلود المؤمن في الجنة والكافر في‬
‫ون {‪) }27‬‬ ‫ضهُ ْم َعلَى َب ْع ٍ‬
‫ض َيتَ َساءلُ َ‬ ‫النار‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وَأ ْقَب َل َب ْع ُ‬
‫إلى قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم ِإ َّن َم ْر ِج َعهُ ْم ِإَل لَى اْل َج ِح ِيم {‪)}68‬‬
‫بدء بنوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل ثم‬
‫استعرضت قصص بعض األنبياء ً‬ ‫‪-4‬‬
‫موسى وهارون ثم إلياس ولوط عليهم السالم ‪ ،‬وذكرت بالتفصيل قصة‬
‫اإليمان و االبتالء في حادثة الذبيح إسماعيل عليه السالم ‪ ،‬تعليما‬
‫للمؤمنين كيفية االنقياد واالستسالم ألمر اهلل تعالى ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫اءهم َ ِّ‬
‫ون {‪ )}70‬إلى‬‫ين {‪ }69‬فَهُ ْم َعلَى آثَ ِار ِه ْم ُي ْه َر ُع َ‬ ‫ضال َ‬ ‫ِإ‬
‫( َّنهُ ْم َأْلفَ ْوا َآب ُ ْ‬
‫ين {‪)}148‬‬ ‫اه ْم ِإلَى ِح ٍ‬
‫آمُنوا فَ َمتَّ ْعَن ُ‬
‫قوله تعالى ‪( :‬فَ َ‬
‫بينت بالحجة والبراهين عناد الكافرين بتمييزهم البنات على البنين‬ ‫‪-5‬‬
‫وردت عليهم ‪ ،‬تُك ّذبهم وتستنكر قولهم ‪ ،‬ثم ختمت‬ ‫وقولهم ولد اهلل ‪ّ ،‬‬
‫ببيان نصرة اهلل ألنبيائه و أوليائه في الدنيا واآلخرة فالعاقبة للمتقين ‪،‬‬
‫ون {‪ )}149‬إلى قوله‬ ‫ات َولَهُ ُم اْلَبُن َ‬
‫ك اْلَبَن ُ‬‫استَ ْفتِ ِه ْم َِأل َرِّب َ‬
‫من قوله تعالى ‪( :‬فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِّك ر ِّ ِ‬
‫ون {‪َ }180‬و َساَل ٌم َعلَى‬ ‫ب اْلع َّز ِة َع َّما َيصفُ َ‬ ‫ان َرب َ َ‬‫تعالى ‪ُ ( :‬س ْب َح َ‬
‫ين {‪)}182‬‬ ‫ِ‬ ‫ين {‪َ }181‬واْل َح ْم ُد ِللَّ ِه َر ِّ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬
‫ِ‬
‫اْل ُم ْر َسل َ‬

‫ســورة ص‬

‫‪99‬‬
‫تعالج هذه السورة أصول العقيدة اإلسالمية ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم بالقرآن المعجز المنـزل على النبي األمي صلى اهلل عليه‬ ‫‪-1‬‬
‫وسلم ‪ ،‬المشتمل على المواعظ البليغة على أن القرآن الكريم هو حق ‪،‬‬
‫وأن محمدا نبي مرسل ‪،‬كما تحدثت عن الوحدانية و إنكار المشركين لها‬
‫‪ ،‬ومبالغتهم في العجب من دعوة الرسول صلى اهلل عليه وسلم لهم إلى‬
‫َِّ‬ ‫ِّ‬ ‫توحيد اهلل ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ ( :‬ص واْلقُر ِ ِ‬
‫آن ذي الذ ْك ِر {‪َ }1‬ب ِل الذ َ‬
‫ين‬ ‫َ ْ‬
‫وم‬ ‫ند َّما ُهَن ِال َ‬
‫ك َم ْه ُز ٌ‬ ‫ق {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪ُ ( :‬ج ٌ‬‫َكفَ ُروا ِفي ِع َّز ٍة و ِشقَا ٍ‬
‫َ‬
‫اب {‪)}11‬‬‫اَأْلح َز ِ‬
‫ِّم َن ْ‬
‫انتقلت لتضرب األمثال لكفار مكة بمن سبقهم من الطغاة الذين كذبوا ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وما حل بهم من عذاب بسبب إجرامهم فتناولت قصص بعض الرسل‬
‫الكرام تسلية للرسول الكريم وتخفيفا عن آالمه ‪ ،‬فذكرت قصة داود‬
‫وسليمان ثم أيوب و إسحاق ويعقوب و إسماعيل وذا الكفل عليهم السالم‬
‫في عرض سريع ‪ ،‬لبيان ابتالء اهلل ألنبيائه وصبرهم على ذلك االبتالء ‪،‬‬
‫اد َو ِف ْر َع ْو ُن‬‫وح َو َع ٌ‬ ‫وللتأسي بهم ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬ك َّذَب ْ‬
‫ت قَْبلَهُ ْم قَ ْو ُم ُن ٍ‬
‫اعي َل َواْلَي َس َع َو َذا اْل ِك ْف ِل‬
‫ُذو اَأْلوتَ ِاد {‪ )}12‬إلى قوله تعالى ‪( :‬وا ْذ ُكر ِإسم ِ‬
‫َ ْ َْ‬ ‫ْ‬
‫َو ُك ٌّل ِّم ْن ْ‬
‫اَأْلخَي ِار {‪)}48‬‬
‫ّبينت جزاء المتقين في جنات النعيم ‪ ،‬وعاقبة المشركين نار الجحيم ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وذكرت تخاصم أهل النار في جهنم ترهيبا وتخويفا ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫اب‬ ‫ات َع ْد ٍن ُّمفَتَّ َحةً لَّهُ ُم ْ‬
‫اَأْلب َو ُ‬
‫آب {‪ }49‬جَّن ِ‬
‫َ‬ ‫ين لَ ُح ْس َن م ٍ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫( َه َذا ذ ْكٌر َوِإ َّن لْل ُمتَّق َ‬
‫الن ِار {‪)}64‬‬ ‫َأه ِل َّ‬‫اص ُم ْ‬
‫ق تَ َخ ُ‬ ‫{‪ )}50‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن َذِل َ‬
‫ك لَ َح ٌّ‬

‫‪10‬‬
‫ذكرت قصة إبليس وامتناعه عن السجود آلدم عليه السالم وتعهده‬ ‫‪-4‬‬
‫بإغواء الخلق إال المخلصين من عباد اهلل ووعد اهلل له بأن يمأل جهنم منه‬
‫َّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ومن أتباعه ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل ِإَّن َما ََأنا ُمنذٌر َو َما م ْن ِإلَه ِإاَّل اللهُ‬
‫ك‬‫ك َو ِم َّمن تَبِ َع َ‬‫َأَلن َجهََّن َم ِمن َ‬
‫َأَلم َّ‬ ‫ِ‬
‫اْل َواح ُد اْلقَهَّ ُار {‪ )}65‬إلى قوله تعالى ‪ْ ( :‬‬
‫ين {‪)}85‬‬ ‫ِم ْنهم ْ ِ‬
‫َأج َمع َ‬ ‫ُْ‬
‫ختمت ببيان أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم يبلغ دعوة اهلل وال يبتغي‬ ‫‪-5‬‬
‫لعمله هذا أجرا ‪ ،‬فهذه مهمته التي وكل بها ‪ ،‬فالدين للجميع ‪ ،‬دين اهلل‬
‫الحق حيث سيعلم المعاندون بأنه حق ولكن بعد فوات األوان ‪ ،‬قال‬
‫ين {‪ِ }86‬إ ْن ُه َو‬ ‫ِِّ‬ ‫ِ‬ ‫َأسَألُ ُك ْم َعلَْي ِه ِم ْن ْ‬
‫َأج ٍر َو َما ََأنا م َن اْل ُمتَ َكلف َ‬ ‫تعالى‪ُ ( :‬ق ْل َما ْ‬
‫ين {‪.) }88‬‬ ‫ين {‪َ }87‬ولَتَ ْعلَ ُم َّن َنَبَأهُ َب ْع َد ِح ٍ‬ ‫اَّل ِ ِّ ِ‬
‫ِإ ذ ْكٌر لْل َعالَم َ‬

‫سـورة الـزمر‬

‫تتحدث السورة عن عقيدة التوحيد بإسهاب حتى لتكاد تكون المحور‬


‫الرئيسي للسورة الكريمة ألنها أصل اإليمان وأساس العقيدة السليمة وأصل‬
‫كل عمل صالح ‪.‬‬
‫ابتدأت بالحديث عن القرآن المعجزة الكبرى ‪ ،‬و أمرت رسول اهلل صلى‬ ‫‪-1‬‬
‫اهلل عليه وسلم بإخالص الدين هلل تعالى ‪ ،‬وردت على شبهة المشركين‬
‫في عبادتهم لألوثان بالدليل القاطع ‪،‬كما ذكرت األدلة والبراهين على‬
‫وحدانية رب العالمين في إبداعه لخلق السماوات و األرض قال تعالى‪:‬‬
‫يز اْل َح ِك ِيم {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪َ ....( :‬ذِل ُك ُم‬ ‫اب ِم َن اللَّ ِه اْل َع ِز ِ‬ ‫نزي ُل اْل ِكتَ ِ‬ ‫(تَ ِ‬
‫ون {‪)}6‬‬ ‫اَّل‬
‫ك اَل ِإلَهَ ِإ ُه َو فَ ََّأنى تُ ْ‬
‫ص َرفُ َ‬ ‫اللَّهُ َرُّب ُك ْم لَهُ اْل ُمْل ُ‬

‫‪10‬‬
‫تناولت موضوع العقيدة بوضوح وجالء وكشفت عن مشهد الخسران‬ ‫‪-2‬‬
‫المبين للكفار يوم القيامة‪ ،‬قال تعالى‪ِ( :‬إن تَ ْكفُُروا فَِإ َّن اللَّهَ َغنِ ٌّي َعن ُك ْم ‪..‬‬
‫َأنت تُ ِنق ُذ َمن ِفي‬
‫اب َأفَ َ‬ ‫ق َعلَْي ِه َكِلمةُ اْل َع َذ ِ‬
‫َ‬ ‫{‪ )}7‬إلى قوله تعالى ‪َ( :‬أفَ َم ْن َح َّ‬
‫الن ِار {‪)}19‬‬
‫َّ‬
‫بينت حال المتقين في الجنة وحذرت اآليات من اتباع سبيل الجاحدين‬ ‫‪-3‬‬
‫المعاندين لدين اهلل ‪ ،‬وبينت أن في القرآن الكريم موعظة وذكرى‬
‫ف ِّمن فَ ْو ِقهَا‬
‫ين اتَّقَ ْوا َرَّبهُ ْم لَهُ ْم ُغ َر ٌ‬ ‫ِ َِّ‬
‫للذاكرين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬لَك ِن الذ َ‬
‫ف َّم ْبنَِّيةٌ‪ )}20{ ...‬إلى قوله تعالى ‪( :‬قُرآناً َع َربِّياً َغ ْي َر ِذي ِع َو ٍج‬ ‫ُغ َر ٌ‬
‫َّ َّ‬
‫ون {‪)}28‬‬‫ل َعلهُ ْم َيتَّقُ َ‬
‫ذكرت السورة مثال يوضح الفارق الكبير بين من يعبد إلها واحدا ومن‬ ‫‪-4‬‬
‫يعبد آلهة متعددة ال تسمع وال تستجيب ‪ ،‬فهو مثل العبد الذي يملكه‬
‫شركاء متخاصمون والعبد الذي يملكه سيد واحد ثم ذكرت حالة‬
‫المشركين النفسية عندما يسمعون توحيد اهلل فتنقبض قلوبهم و إذا سمعوا‬
‫ذكر الطواغيت هشوا وبشوا ‪ ،‬وقارنت اآليات بين فريق اإليمان وفريق‬
‫الكفر والطغيان فهما ال يتساويان أبدا عند اهلل تعالى ‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬
‫ون َو َر ُجالً َسلَماً لِّ َر ُج ٍل َه ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫(ضر َّ‬
‫ب اللهُ َمثَالً َّر ُجالً فيه ُش َر َكاء ُمتَ َشاك ُس َ‬ ‫ََ َ‬
‫َأن اللَّهَ َي ْب ُسطُ‬
‫ان َمثَالً ‪ )}29{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ََ ( :‬أولَ ْم َي ْعلَ ُموا َّ‬ ‫َي ْستَِوَي ِ‬
‫ٍ ِّ‬ ‫اء َوَي ْق ِد ُر ِإ َّن ِفي َذِل َ‬ ‫الر ْز َ ِ‬
‫ون {‪)}52‬‬ ‫ك آَل َيات لقَ ْوٍم يُْؤ ِمُن َ‬ ‫ق ل َمن َي َش ُ‬ ‫ِّ‬
‫ثم جاءت اآليات طريّة ندية تدعو العباد إلى اإلنابة لربهم والرجوع إليه‬ ‫‪-5‬‬
‫من قبل أن يداهمهم الموت بغتة ‪ ،‬أو يفاجئهم العذاب من حيث ال‬
‫يشعرون وعندها يتوبون إلى اهلل في وقت ال ينفع فيه الندم‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫َأس َرفُوا َعلَى َأنفُ ِس ِه ْم اَل تَ ْقَنطُوا ِمن َّر ْح َم ِة اللَّ ِه‪{ ...‬‬
‫ين ْ‬
‫( ُق ْل يا ِعب ِاد َِّ‬
‫ي الذ َ‬
‫َ َ َ‬
‫‪10‬‬
‫ط ِوَّي ٌ ِ ِ ِ‬
‫ات بَِيمينه ُس ْب َح َانهُ‬ ‫ات َم ْ‬
‫َّماو ُ‬
‫‪ )}53‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬والس َ‬
‫ون {‪)}67‬‬‫َوتَ َعالَى َع َّما ُي ْش ِر ُك َ‬
‫‪-6‬ختمت بذكر نفخة الصعق ثم نفخة البعث والنشور في الصور ‪ ،‬وما‬
‫يعقبهما من أهوال ‪ ،‬وتحدثت عن يوم الحشر األكبر حيث يساق األبرار إلى‬
‫الجنة زمرا ‪ ،‬األشرار إلى جهنم زمرا في مشهد هائل يحضره األنبياء‬
‫والصديقونـ واألبرار والشهداء ‪ ،‬فيتوجه الوجود كلّه هلل تعالى في خشوع‬
‫ق من ِفي السَّماو ِ‬ ‫ُّور فَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات َو َمن‬ ‫ََ‬ ‫صع َ َ‬‫واستسالم ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬وُنف َخ في الص ِ َ‬
‫ض ِإاَّل َمن َشاء اللَّهُ‪ )}68{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وتََرى اْل َماَل ِئ َكةَ‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫في ْ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِّح َ ِ ِ ِّ ِ‬ ‫ين ِم ْن َح ْو ِل اْل َع ْر ِ‬
‫ق َو ِقي َل اْل َح ْم ُد‬ ‫ضي َب ْيَنهُم بِاْل َح ِّ‬
‫ون ب َح ْمد َربه ْم َوقُ َ‬ ‫ش ُي َسب ُ‬ ‫َحافِّ َ‬
‫ين {‪. ) }75‬‬ ‫ِ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬‫ِللَّ ِه َر ِّ‬

‫سورة غافر‬

‫وتعنى بأصول العقيدة ‪ ،‬وموضوعها البارز هو ‪ :‬المعركة بين الحق‬


‫جو السورة مشحونا بطابع العنف‬
‫والباطل والهدى والضالل ‪ ،‬ولهذا جاء ّ‬
‫والشدة وكأنه جو معركة رهيبة‪ C‬يكون بها النـزال محتدما ‪ ،‬ثم تسفر أخيرا‬
‫عن مصارع الطغاة فإذا هم حطام ‪.‬‬
‫ابتدأت باإلشادة بصفات اهلل الحسنى و آياته العظمى ‪ ،‬ثم عرضت‬ ‫‪-1‬‬
‫نزي ُل اْل ِكتَ ِ‬
‫اب‬ ‫لمجادلة الكافرين في آيات اهلل ‪ ،‬من قوله تعالى‪( :‬حم {‪ }1‬تَ ِ‬
‫ك تََقلُُّبهُ ْم‬ ‫ِم َن اللَّ ِه اْل َع ِز ِ‬
‫يز اْل َعِل ِيم {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪ ... ( :‬فَاَل َي ْغ ُر ْر َ‬
‫ِفي اْلبِاَل ِد {‪)}4‬‬
‫عرضت لمصارع الغابرين وقد أخذهم اهلل أخذ عزيز مقتدر‪ ،‬كما‬ ‫‪-2‬‬
‫عرضت لمشهد حملة العرش في دعائهم الخاشع المنيب ‪ ،‬من قوله‬
‫‪10‬‬
‫ُأم ٍة‬
‫ت ُك ُّل َّ‬ ‫اب ِمن َب ْع ِد ِه ْم َو َه َّم ْ‬
‫اَأْلح َز ُ‬
‫وح َو ْ‬ ‫ت قَْبلَهُ ْم قَ ْو ُم ُن ٍ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬ك َّذَب ْ‬
‫َِّ‬
‫ت‬‫اد ْو َن لَ َم ْق ُ‬
‫ين َكفَ ُروا ُيَن َ‬ ‫بِ َر ُسوِل ِه ْم ‪ ) }5{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ون {‪)}10‬‬ ‫يم ِ‬ ‫ِإ ِإْل‬ ‫ِإ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ان فَتَ ْكفُُر َ‬ ‫الله َأ ْكَب ُر من َّم ْقت ُك ْم َأنفُ َس ُك ْم ْذ تُ ْد َع ْو َن لَى ا َ‬
‫تحدثت عن بعض مشاهد اآلخرة ‪ ،‬ووقوف العباد للحساب‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اعتََر ْفَنا بِ ُذُنوبَِنا ‪ )}11{ ...‬إلى‬ ‫َأمتََّنا اثَْنتَْي ِن َو ْ‬
‫َأحَي ْيتََنا اثَْنتَْي ِن فَ ْ‬ ‫(قَالُوا َرَّبَنا َ‬
‫ِ‬ ‫ق والَِّذين ي ْدع ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ون‬
‫ض َ‬‫ون من ُدونِه اَل َي ْق ُ‬
‫قوله تعالى ‪َ ( :‬واللهُ َي ْقضي بِاْل َح ِّ َ َ َ ُ َ‬
‫َّميع اْلب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ص ُير {‪) }20‬‬ ‫بِ َش ْيء ِإ َّن اللهَ ُه َو الس ُ َ‬
‫تحدثت عن قصة اإليمان والطغيان ‪ ،‬ممثلة في دعوة موسى لفرعون‬ ‫‪-4‬‬
‫الطاغية الجبار والتي انتهت بغرقه‪،‬وذلك ألخذ العظة واالعتبار ‪ ،‬من‬
‫ين ‪)}21{ ...‬‬ ‫ان ُّمبِ ٍ‬
‫طٍ‬ ‫وسى بِ َآياتَِنا َو ُسْل َ‬ ‫قوله تعالى‪َ ( :‬ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ُم َ‬
‫آل ِف ْر َعو َن َأ َش َّد اْل َع َذ ِ‬
‫اب‬ ‫َّاعةُ َْأد ِخلُوا َ‬
‫وم الس َ‬
‫ْ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬وَي ْو َم تَقُ ُ‬
‫{‪)}46‬‬
‫ذكرت اللّوم الذي يوجهه أصحاب النار لبعضهم في جهنم ‪ ،‬وذلك عاقبة‬ ‫‪-5‬‬
‫الن ِار فََيقُو ُل ُّ‬
‫الض َعفَاء‬ ‫ون ِفي َّ‬ ‫اج َ‬ ‫كل مستكبر ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ ْذ َيتَ َح ُّ‬
‫استَ ْكَب ُروا ِإَّنا ُكَّنا لَ ُك ْم تََبعاً‪ ) }47{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ِ .. ( :‬إ َّن‬ ‫َِِّ‬
‫ين ْ‬
‫للذ َ‬
‫ِ‬ ‫الَِّذين يستَ ْكبِرون ع ْن ِعب َ ِ‬
‫ين {‪)}60‬‬ ‫ون َجهََّن َم َداخ ِر َ‬ ‫ادتي َسَي ْد ُخلُ َ‬ ‫َ َْ ُ َ َ َ‬
‫عرضت بعض اآليات الكونية الشاهدة على عظمة اهلل تعالى ‪ ،‬من قوله‬ ‫‪-6‬‬
‫النهار م ْب ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ َِّ‬
‫صراً‪)}61{ ...‬‬ ‫تعالى‪( :‬اللهُ الذي َج َع َل لَ ُك ُم اللْي َل لتَ ْس ُكُنوا فيه َو َّ َ َ ُ‬
‫ون {‪)}81‬‬ ‫إلى قوله تعالى ‪( :‬وي ِري ُكم آياتِ ِه فَ َّ ِ َّ ِ ِ‬
‫َأي َآيات الله تُنك ُر َ‬ ‫َُ ْ َ‬
‫ختمت بالحديث عن مصارع المكذبين ‪ ،‬ومشهد العذاب لهم ‪ ،‬من قوله‬ ‫‪-7‬‬
‫ين ِمن‬ ‫ِ َِّ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان َعاقَبةُ الذ َ‬
‫ف َك َ‬‫ض فََينظُُروا َك ْي َ‬ ‫تعالى‪َ( :‬أ َفلَ ْم َيس ُيروا في ْ‬

‫‪10‬‬
‫ت اللَّ ِه الَّتِي قَ ْد َخلَ ْ‬
‫ت ِفي ِعَب ِاد ِه‬ ‫قَْبِل ِه ْم‪ )}82{ ...‬إلى قوله تعالى ( ‪ُ ..‬سَّن َ‬
‫ون {‪)}85‬‬ ‫و َخ ِسر ُهَن ِال َ ِ‬
‫ك اْل َكاف ُر َ‬ ‫َ َ‬

‫سورة فصلت‬

‫تتناول جوانب العقيدة اإلسالمية ( الوحدانية ‪ ،‬الرسالة ‪ ،‬البعث والجزاء )‬


‫وتهتم بأركان اإليمان ‪.‬‬
‫ابتدأت بالحديث عن القرآن الكريم وأنه ُمنـّزل من اهلل تعالى وأنه معجز‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ ،‬واستدلّت على إعجازه بالحجج والبراهين الواضحة فهو معجزة نبي‬
‫والرسالة فقررت حقيقة الرسول‬
‫تحدثت عن أمر الوحي ّ‬
‫اهلل الخالدة ‪ ،‬كما ّ‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬و أنه بشر خصه اهلل تعالى بالوحي والنبوّة ‪ ،‬قال‬
‫ت َآياتُهُ‬
‫صلَ ْ‬ ‫الر ِح ِيم {‪ِ }2‬كتَ ٌ‬
‫اب فُ ِّ‬ ‫الر ْح َم ِن َّ‬
‫نزي ٌل ِّم َن َّ‬ ‫تعالى‪( :‬حم {‪ }1‬تَ ِ‬
‫آمُنوا َو َع ِملُوا‬ ‫َِّ‬ ‫ِّ‬
‫ين َ‬ ‫قُ ْرآناً َع َربِّياً لقَ ْوٍم َي ْعلَ ُمون{‪ )}3‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ون {‪)}8‬‬ ‫َأجٌر َغ ْي ُر َم ْمُن ٍ‬ ‫َّالح ِ‬
‫ات لَهُ ْم ْ‬ ‫ِ‬
‫الص َ‬
‫انتقلت للحديث عن مشهد الخلق األول للحياة ‪ :‬خلق السماوات‬ ‫‪-2‬‬
‫واألرض بذلك الشكل المحكم المتقن ‪ ،‬وذلك للتفكر والتدبر في الكون‬
‫ون بِالَِّذي‬ ‫ِئ‬
‫وعظمة الخالق جل وعال ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل َأ َّن ُك ْم لَتَ ْكفُُر َ‬
‫ِ‬ ‫َأنداداً َذِل َ‬ ‫ق اَأْلر ِ‬
‫ين {‪ )}9‬إلى‬ ‫ب اْل َعالَم َ‬ ‫ك َر ُّ‬ ‫ون لَهُ َ‬ ‫ض في َي ْو َم ْي ِن َوتَ ْج َعلُ َ‬‫َخلَ َ ْ َ‬
‫ك تَ ْق ِد ُير اْل َع ِز ِ‬
‫يز‬ ‫يح َو ِح ْفظاً َذِل َ‬‫صابِ َ‬ ‫الد ْنَيا بِ َم َ‬
‫َّماء ُّ‬
‫قوله تعالى ‪َ .. ( :‬و َزَّيَّنا الس َ‬
‫اْل َعِل ِيم {‪)}12‬‬
‫ذكرت بمصارع المكذبين وضربت مثاال لهم قوم عاد وثمود‪،‬وذكرت‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫حال الكافرين في النار وعذابهم فيها ‪ ،‬وندمهم على ما فعلوا من جحود‬

‫‪10‬‬
‫ضواـ فَ ُق ْل َأن َذ ْرتُ ُك ْم‬
‫َأع َر ُ‬‫وعصيان هلل تعالى ‪ ،‬من قوله تعالى‪( :‬فَِإ ْن ْ‬
‫ين‬ ‫َِّ‬ ‫اعقَ ِة َع ٍاد َوثَ ُم َ‬
‫اعقَةً ِّم ْث َل ص ِ‬‫ص ِ‬
‫ود {‪ )}13‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وقَا َل الذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َأ ْق َد ِ‬ ‫َأضاَّل َنا ِم َن اْل ِج ِّن واِإْل ِ‬ ‫َّ‬
‫امَنا‬ ‫نس َن ْج َعْلهُ َما تَ ْح َ‬ ‫َ‬ ‫َكفَ ُروا َرَّبَنا َِأرَنا ال َذ ْي ِن َ‬
‫ين {‪)}29‬‬ ‫ِ‬ ‫ِلي ُك َ ِ‬
‫اَأْلس َفل َ‬
‫ونا م َن ْ‬ ‫َ‬
‫تحدثت عن المؤمنين المتقين و إكرام اهلل لهم بالجنان مع النبيين‬ ‫‪-4‬‬
‫َّ‬ ‫َِّ‬
‫ين قَالُوا َرُّبَنا اللهُ‬ ‫والصديقينـ والشهداء والصالحين‪ ،‬قال تعالى‪ِ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫اموا تَتََن َّز ُل َعلَْي ِه ُم اْل َماَل ِئ َكةُ ‪ )}30{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ َّما‬ ‫استَقَ ُ‬‫ثَُّم ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان َن ْزغٌ فَ ْ ِ ِ َّ ِ ِإ‬
‫طِ‬ ‫ك ِم َن َّ‬
‫يم {‪)}36‬‬ ‫استَع ْذ بالله َّنهُ ُه َو السَّميعُ اْل َعل ُ‬ ‫الش ْي َ‬ ‫َي َنز َغَّن َ‬
‫تحدثت عن اآليات الكونية المعروضة لألنظار في الكون الفسيح ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫النهار و َّ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫الش ْم ُس‬ ‫وموقف الملحدين منه ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬وم ْن َآياته اللْي ُل َو َّ َ ُ َ‬
‫َواْلقَ َم ُر ‪ )}37{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ( :‬أاَل ِإَّنهُ ْم ِفي ِم ْرَي ٍة ِّمن لِّقَاء َرِّب ِه ْم‬
‫َأاَل ِإَّنهُ بِ ُك ِّل َش ْي ٍء ُّم ِحيطٌ {‪)}54‬‬

‫سورة الشورى‬

‫تتناول جوانب العقيدة اإلسالمية ( الوحدانية ‪ ،‬الرسالة ‪ ،‬البعث والجزاء )‬


‫وتهتم بأركان اإليمان والمحور الذي تدور عليه السورة هو محور ‪ :‬الوحي‬
‫والرسالة وهو الهدف األساسي للسورة ‪.‬‬
‫ابتدت بتقرير مصدر الوحي ومصدر الرسالة ‪ ،‬ثم عرضت لحالة بعض‬ ‫‪-1‬‬
‫المشركين حين نسبوا هلل تعالى الذرية والولد ‪ ،‬حتى إن السماوات ليكدن‬
‫يتفطرن من هول تلك المقالة الشنيعة ‪ ،‬وبينما يتخبط المشركون في‬
‫ّ‬
‫ضاللهم إذا بالمأل األعلى في تسبيحهم وتمجيدهم هلل يستغرقون ‪ ،‬قال‬

‫‪10‬‬
‫ين ِمن قَْبِل َ‬
‫ك‬ ‫َِّ‬ ‫كي ِ‬
‫وحي ِإلَْي َ‬ ‫ِ‬
‫ك َوِإ لَى الذ َ‬ ‫تعالى‪( :‬حم {‪ }1‬عسق {‪َ }2‬ك َذل َ ُ‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم{‪ )}3‬إلى قوله تعالى ‪( :‬لَهُ َمقَ ِال ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ض‬ ‫َّم َاوات َو ْ‬‫يد الس َ‬ ‫اللهُ اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الر ْز َ ِ‬
‫يم {‪)}12‬‬ ‫اء َوَي ْقد ُر ِإَّنهُ بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ‬
‫ق ل َمن َي َش ُ‬ ‫َي ْب ُسطُ ِّ‬
‫الدين واحد و أن شرائع األنبياء و إن اختلفت إال أن دينهم‬ ‫قررت أن ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫هو اإلسالم‪ ،‬و تنتقل للحديث عن المكذبين بالقرآن المنكرين للبعث‬
‫ع لَ ُكم‬
‫والجزاء وتنذرهم بالعذاب الشديد يوم القيامة ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ش َر َ‬
‫ك‪ )}13{ ...‬إلى قوله‬ ‫ين َما َوصَّى بِ ِه ُنوحاً َوالَِّذي َْأو َح ْيَنا ِإلَْي َ‬ ‫ِّم َن ِّ‬
‫الد ِ‬
‫يص {‪)}35‬‬ ‫ون ِفي َآياتَِنا َما لَهُم ِّمن َّم ِح ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ين ُي َجادلُ َ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬وَي ْعلَ َم الذ َ‬
‫ّبينت اآليات صفات المؤمنين المتقين الذين استحقوا رضوان اهلل تعالى‬ ‫‪-3‬‬
‫وتقارنهم بالمستكبرين وتبين حالهم يوم العرض األكبر على اهلل تعالى ‪،‬‬
‫كما تبين اآليات عظمة اهلل وقدرته في الكون ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬فَ َما‬
‫َِِّ‬ ‫الد ْنيا وما ِع َ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫آمُنوا‬ ‫ين َ‬ ‫ند الله َخ ْيٌر َو َْأبقَى للذ َ‬ ‫ُأوتيتُم ِّمن َش ْيء فَ َمتَاعُ اْل َحَياة ُّ َ َ َ‬
‫ون {‪ )}36‬إلى قوله تعالى ‪َْ ( :‬أو ُي َز ِّو ُجهُ ْم ُذ ْك َراناً‬ ‫َو َعلَى َرِّب ِه ْم َيتََو َّكلُ َ‬
‫يم قَ ِد ٌير {‪)}50‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َعقيماً ِإَّنهُ َعل ٌ‬
‫َوِإ َناثاً َوَي ْج َع ُل َمن َي َش ُ‬
‫ختمت بالحديث عن الوحي وعن القرآن ليتناسق البدء مع الختام ‪ ،‬قال‬ ‫‪-4‬‬
‫اب‪{ ..‬‬ ‫ان ِلَب َش ٍر َأن ُي َكلِّمهُ اللَّهُ ِإاَّل و ْحياً َأو ِمن وراء ِح َج ٍ‬
‫تعالى‪َ ( :‬و َما َك َ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ات َو َما ِفي‬‫اط اللَّ ِه الَِّذي لَه ما ِفي السَّماو ِ‬
‫صر ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪ )}51‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬‬
‫ور {‪. )}53‬‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِإ‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫األم ُ‬
‫ض َأاَل لَى الله تَص ُير ُ‬ ‫ْ‬

‫سورة الزخرف‬

‫‪10‬‬
‫وتتناول‪ C‬جوانب العقيدة اإلسالمية ( الوحدانية‪ ، C‬الرسالة ‪ ،‬البعث والجزاء‬
‫) وتهتم بأركان اإليمان كبقية السور المكية ‪.‬‬
‫عرضت السورة إلثبات مصدر الوحي والقرآن الذي أنزله اهلل تعالى‬ ‫‪-1‬‬
‫على نبيه بأفصح لسان ليكون معجزته الباهرة‪،‬كما عرضت لدالئل قدرة‬
‫اهلل تعالى في الكون الفسيح ونعمه العظيمة على اإلنسان‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َّ َّ‬ ‫(حم {‪ }1‬واْل ِكتَ ِ‬
‫ين {‪ِ }2‬إَّنا َج َعْلَناهُ قُ ْرآناً َع َربِّياً ل َعل ُك ْم تَ ْعقلُ َ‬
‫ون {‬ ‫اب اْل ُمبِ ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ون {‪)}14‬‬ ‫‪ )}3‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ َّنا ِإلَى َربَِّنا لَ ُم َنقلُب َ‬
‫تناولت ما كان عليه المجتمع الجاهلي من الخرافات والوثنيات ‪ ،‬فقد‬ ‫‪-2‬‬
‫وفضلوا البنين‬‫ّ‬ ‫كانوا يكرهون البنات لذلك اختاروا البنات هلل جهال وسفها‬
‫عليهم ونسبوهم ألنفسهم ‪ ،‬فجاءت اآليات لتصحيح تلك االنحرافات‬
‫ور ُّمبِ ٌ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ين‬ ‫ان لَ َكفُ ٌ‬ ‫الباطلة ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬و َج َعلُوا لَهُ م ْن عَباده ُج ْزءاً ِإ َّن اِإْل َ‬
‫نس َ‬
‫ان َع ِاقَبةُ‬‫ف َك َ‬‫{‪ ) }15‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَانتَقَ ْمَنا ِم ْنهُ ْم فَانظُ ْر َك ْي َ‬
‫ِّ‬
‫ين {‪)}25‬‬ ‫اْل ُم َكذبِ َ‬
‫تحدثت عن دعوة الخليل إبراهيم عليه السالم ‪ ،‬وأنه هو أول من تبرأ‬ ‫‪-3‬‬
‫من األوثان ‪ ،‬ثم انتقلت لشبهة الكفار حين كذبوا بالحق وقالوا أن الرسالة‬
‫كان يجب أن تنـزل على رجل غني ال فقير يتيم ‪ ،‬فقررت اآليات أن‬
‫المال والجاه ليسا ميزانا لكرامة اإلنسان ‪ ،‬ودعت للتمسك بالقرآن الكريم‬
‫يه َوقَ ْو ِم ِه‬
‫اهيم َأِلبِ ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫َوِإ ْذ قَا َل ْب َر ُ‬ ‫وتعاليمه العظيمة ‪،‬من قوله ‪(:‬‬
‫ِ‬
‫َأل َم ْن‬
‫اس ْ‬‫ون {‪، ) }26‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ْ‬ ‫ِإَّنني َب َراء ِّم َّما تَ ْعُب ُد َ‬
‫ِ‬ ‫َأج َعْلَنا ِمن ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأرسْلَنا ِمن قَْبِل َ ِ‬
‫ون {‪)}45‬‬ ‫الر ْح َم ِن آلهَةً ُي ْعَب ُد َ‬
‫ون َّ‬ ‫ك من ُّر ُسلَنا َ‬ ‫ْ َ‬
‫ذكرت قصة موسى عليه السالم مع الطاغية فرعون لتأكيد أن المال‬ ‫‪-4‬‬
‫ليس هو األساس في الدعوة‪ ،‬كما ذكرت قصة عيسى عليه السالم‬

‫‪10‬‬
‫وسى بِ َآياتَِنا ِإلَى‬
‫ودعوته لبني إسرائيل ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ولَقَ ْد َْأر َسْلَنا ُم َ‬
‫ين ‪ )}46{ ...‬إلى قوله تعالى‬ ‫ِ‬ ‫ِف ْر َع ْو َن َو َملَِئ ِه فَقَا َل ِإِّني َر ُسو ُل َر ِّ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬
‫ِ‬ ‫اَّل‬ ‫ضهُ ْم ِلَب ْع ٍ‬ ‫ِئ ٍ‬
‫ين {‪)}67‬‬ ‫ض َع ُد ٌّو ِإ اْل ُمتَّق َ‬ ‫‪( :‬اَأْلخِاَّل ء َي ْو َم ذ َب ْع ُ‬
‫ختمت ببيان أحوال اآلخرة ‪ ،‬وحال المتقين في جنات النعيم وحال‬ ‫‪-5‬‬
‫األشقياء المجرمين في الجحيم ‪ ،‬مبينة عظمة اهلل تعالى الذي له ملك‬
‫آمُنوا بِ َآياتَِنا َو َك ُانوا‬ ‫َِّ‬
‫ين َ‬ ‫السماوات واألرض ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬الذ َ‬
‫ف‬‫اصفَ ْح َع ْنهُ ْم َو ُق ْل َساَل ٌم فَ َس ْو َ‬ ‫ِِ‬
‫ين {‪ )}69‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ ْ‬
‫ُم ْسلم َ‬
‫ون {‪. )}89‬‬
‫َي ْعلَ ُم َ‬

‫سورة الدخان‬

‫وتتناول‪ C‬جوانب العقيدة اإلسالمية ( الوحدانية‪ ، C‬الرسالة ‪ ،‬البعث والجزاء‬


‫) لترسيخ العقيدة وتثبيت دعائم اإليمان‬
‫ابتدأت السورة بالحديث عن القرآن العظيم المعجزة الخالدة ‪ ،‬وتحدثت‬ ‫‪-1‬‬
‫عن إنزال اهلل تعالى له في ليلة مباركة من أفضل الليالي وهي ‪ (( :‬ليلة‬
‫القدر )) وبينت شرفها و أن فيها تفصل أمور الخلق ‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬
‫ين {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪( :‬اَل ِإلَهَ ِإاَّل ُه َو ُي ْحيِي‬ ‫(حم {‪ }1‬واْل ِكتَ ِ‬
‫اب اْل ُمبِ ِ‬ ‫َ‬
‫ين {‪)}8‬‬ ‫ب َآباِئ ُك ُم َّ‬
‫اَأْلوِل َ‬ ‫َوُي ِم ُ‬
‫يت َرُّب ُك ْم َو َر ُّ‬
‫تحدثت عن موقف المشركين من القرآن العظيم ‪ ،‬وأنهم في شك‬ ‫‪-2‬‬
‫وارتياب من أمره مع وضوح آياته وسطوع براهينه و أنذرتهم بالعذاب‬
‫ون {‪ }9‬فَ ْارتَِق ْ‬
‫ب‬ ‫الشديد يوم القيامة ‪ ،‬قال تعالى ‪َ( :‬ب ْل ُهم ِفي َش ٍّ‬
‫ك َيْل َعُب َ‬ ‫ْ‬

‫‪10‬‬
‫ين {‪ )}10‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ي ْو َم َن ْب ِط ُ‬
‫ش‬ ‫ان ُّمبِ ٍ‬
‫َّماء بِ ُد َخ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َي ْو َم تَْأتي الس َ‬
‫ِ‬
‫ط َشةَ اْل ُك ْب َرى ِإَّنا ُمنتَق ُم َ‬
‫ون {‪)}16‬‬ ‫اْلَب ْ‬
‫تحدثت عن قوم فرعون وما حل بهم من عذاب شديد نتيجة الطغيان و‬ ‫‪-3‬‬
‫اإلجرام ‪ ،‬وعن اآلثار التي تركوها بعد هالكهم ‪ ،‬وعن ميراث بني‬
‫إسرائيل لهم ‪ ،‬ثم ما حدث لهم من تشرد وضياع‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ولَقَ ْد‬
‫يم {‪ ) }17‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫فَتََّنا قَْبلَهُ ْم قَ ْو َم ِف ْر َع ْو َن َو َج ُ‬
‫اءه ْم َر ُسو ٌل َك ِر ٌ‬
‫ين {‪)}33‬‬ ‫ات ما ِف ِ‬
‫يه َباَل ء ُّمبِ ٌ‬ ‫ِ‬
‫اهم ِّم َن اآْل َي َ‬ ‫( َوآتَْيَن ُ‬
‫تناولت مشركي قريش و إنكارهم للبعث والنشور واستبعادهم للحياة مرة‬ ‫‪-4‬‬
‫أخرى ولذلك كذبوا الرسل ‪ ،‬وبينت أن سنة اهلل ال تتخلف في إهالك‬
‫الطغاة المشركين‪ ،‬قال تعالى‪ِ ( :‬إ َّن َه اَل ء لََيقُولُون {‪ِ }34‬إ ْن ِهي ِإاَّل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُؤ‬
‫ين {‪ )}35‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إاَّل َمن َّر ِح َم‬ ‫َم ْوتَتَُنا اُأْلولَى َو َما َن ْح ُن بِ ُمن َش ِر َ‬
‫يم {‪)}42‬‬ ‫اللَّه ِإَّنه ُهو اْلع ِز ُيز َّ ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ ُ َ َ‬
‫ختمت ببيان مصير األبرار ومصير الفجار بطريق الجمع بين الترغيب‬ ‫‪-5‬‬
‫وم {‪}43‬‬ ‫الزقُّ ِ‬‫والترهيب والتبشير و اإلنذار‪ ،‬قال تعالى‪ِ( :‬إ َّن َش َج َرةَ َّ‬
‫ك لَ َعلَّهُ ْم‬
‫ام اَأْلثِ ِيم {‪ ) }44‬إلى قوله تعالى ‪ ( :‬فَِإ َّن َما َيس َّْرَناهُ بِِل َسانِ َ‬ ‫ط َع ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ون {‪ }58‬فَ ْارتَِق ْ‬
‫ون {‪. )}59‬‬ ‫ب ِإَّنهُم ُّم ْرتَقُب َ‬ ‫َيتَ َذ َّك ُر َ‬

‫سورة الجاثية‬

‫تتناول جوانب العقيدة اإلسالمية ( الوحدانية ‪ ،‬الرسالة ‪ ،‬البعث والجزاء )‬


‫والمحور الذي تدور حوله السورة هو إقامة األدلة والبراهين على وحدانية‬
‫رب العالمين ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ابتدأت بالحديث عن القرآن الكريم ‪ ،‬ومصدره ‪ ،‬وهو اهلل العزيز‬ ‫‪-1‬‬
‫الحكيم الذي أنزل كتابه رحمة بعباده ليكون نبراسا ينير للبشرية طريق‬
‫الخير والسعادة ‪،‬و ذكرت اآليات الكونية اإللهية في هذا العالم الفسيح ‪،‬‬
‫ففي السماوات واألرض آيات ناطقة بعظمته تعالى ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬حم {‬
‫َأي‬ ‫اب ِم َن اللَّ ِه اْل َع ِز ِ‬
‫يز اْل َح ِك ِيم {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَبِ ِّ‬ ‫‪ }1‬تَنـ ِزي ُل اْل ِكتَ ِ‬
‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ون {‪)}6‬‬ ‫َحديث َب ْع َد الله َو َآياته يُْؤ ِمُن َ‬
‫تحدثت عن المجرمين المكذبين بالقرآن الكريم والمعرضين عن‬
‫ثم ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫اإليمان به و أنذرتهم بالعذاب األليم يوم القيـامة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫َِّ‬ ‫ٍ ٍِ‬ ‫ِّ‬
‫( َوْي ٌل ل ُك ِّل َأفَّاك َأثيم {‪ )}7‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ه َذا ُه ًدى َوالذ َ‬
‫ين َكفَ ُروا‬
‫ِ‬ ‫ات َرِّب ِه ْم لَهُ ْم َع َذ ٌ‬‫بِآي ِ‬
‫يم {‪)}11‬‬ ‫اب َّمن ِّر ْج ٍز َأل ٌ‬ ‫َ‬
‫تحدثت عن نعم اهلل الجليلة على عباده ليشكروه ويتفكروا في آالئه‬ ‫‪-3‬‬
‫ويعلموا أن اهلل وحده هو مصدر النعم ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬اللَّهُ الَِّذي َّ‬
‫سخ َر‬
‫ضِل ِه ‪ )}12{ ..‬إلى‬ ‫َأم ِر ِه َوِلتَْبتَ ُغوا ِمن فَ ْ‬ ‫لَ ُكم اْلب ْحر ِلتَ ْج ِري اْل ُفْل ُ ِ ِ‬
‫ك فيه بِ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫َأساء فَ َعلَْيهَا ثَُّم ِإلَى َرِّب ُك ْم‬ ‫قوله تعالى ‪( :‬م ْن ع ِم َل ِ ِ ِ ِ‬
‫صالحاً َفلَن ْفسه َو َم ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ون {‪)}15‬‬ ‫تُْر َج ُع َ‬
‫وتحدثت عن إكرام اهلل تعالى لبني إسرائيل بأنواع التكريم ومقابلتهم‬ ‫‪-4‬‬
‫ذلك الفضل و اإلحسان بالجحود والعصيان ‪ ،‬وبينت أن األبرار ال‬
‫الفجار ‪ ،‬وّبينت أن سبب ضالل المشركين هو إجرامهم‬ ‫يتساوون مع ّ‬
‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫واتخاذهم الهوى إلها ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَقَ ْد آتَْيَنا َبني ِإ ْس َرا ي َل اْلكتَ َ‬
‫اب‬
‫صاِئ ُر ِل َّلن ِ‬
‫اس َو ُه ًدى َو َر ْح َمةٌ‬ ‫َواْل ُح ْك َم‪ )}16{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ه َذا َب َ‬
‫ِّ‬
‫ون {‪)}20‬‬‫لقَ ْوِم ُيو ِقُن َ‬

‫‪11‬‬
‫تحدثت عن المستكبرين المعاندين آليات اهلل وردت عليهم بالحجج‬ ‫‪-5‬‬
‫القاطعة على وجود اهلل تعالى وعظيم قدرته ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ًْ ( :‬أم‬
‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ح ِس َِّ‬
‫آمُنوا‪ )}21{ ...‬إلى‬ ‫ين َ‬ ‫اجتََر ُحوا السَِّّيَئات ّأن َّن ْج َعلَهُ ْم َكالذ َ‬
‫ين ْ‬
‫ب الذ َ‬‫َ َ‬
‫ان ُح َّجتَهُ ْم ِإاَّل َأن قَالُوا اْئ تُوا بِ َآباِئَنا ِإن ُكنتُ ْم‬
‫قوله تعالى ‪َّ .. ( :‬ما َك َ‬
‫ين {‪)}25‬‬ ‫ِِ‬
‫صادق َ‬
‫َ‬
‫ختمت بذكر الجزاء العادل يوم الدين حين تنقسم اإلنسانية لفريقين فريق‬ ‫‪-6‬‬
‫في الجنة وفريق في السعير‪ ،‬قال تعالى‪ُ ( :‬ق ِل اللَّهُ ُي ْحيِي ُك ْم ثَُّم ُي ِميتُ ُك ْم ثَُّم‬
‫ي ْجمع ُكم ِإلَى يوِم اْل ِقيام ِة اَل ر ِ ِ‬
‫يب فيه‪ )}26{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَهُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬ ‫َ َُ ْ‬
‫ِ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم {‪. )}37‬‬ ‫ض َو ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ‬ ‫َّم َاوات َو ْ‬ ‫اْلك ْب ِرَياء في الس َ‬

‫ســورة األحقاف‬

‫وتتناول‪ C‬جوانب العقيدة اإلسالمية ( الوحدانية‪ ، C‬الرسالة ‪ ،‬البعث والجزاء‬


‫)‪.‬‬
‫ويدور محورها حول إثبات صحة رسالة محمد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وصدق القرآن الكريم ‪.‬‬
‫تحدثت السورة في البدء عن القرآن العظيم المنـّزل من عند اهلل تعالى‬ ‫‪-1‬‬
‫فبينت‬
‫‪ ،‬ثم تحدثت عن األوثان التي عبدها المشركون وزعموا أنها آلهة ّ‬
‫ضاللهم ‪ ،‬ثم تحدثت عن شبهة المشركين حول القرآن الكريم وإ نكارهم‬
‫بالحجة الدامغة والبرهان الساطع ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬‬ ‫ّ‬ ‫له ‪ ،‬فردت على ذلك‬
‫يز اْل َح ِك ِيم {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪( :‬‬ ‫اب ِم َن اللَّ ِه اْل َع ِز ِ‬
‫حم {‪ }1‬تَْن ِزي ُل اْل ِكتَ ِ‬
‫ك َأصحاب اْلجَّن ِة َخ ِال ِد ِ‬ ‫ِئ‬
‫ون {‪)}14‬‬ ‫ين فيهَا َج َزاء بِ َما َك ُانوا َي ْع َملُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْأولَ َ ْ َ ُ َ‬

‫‪11‬‬
‫تناولت نموذجين من نماذج البشرية في هدايتها وضاللها فذكرت نموذج‬ ‫‪-2‬‬
‫ّ‬
‫الشقي‬ ‫الولد الصالح المستقيم في فطرته البار بوالديه ‪ ،‬ونموذج الولد‬
‫المنحرف عن الفطرة العاق لوالديه الذي َيسخَُر باإليمان والبعث والنشور‬
‫ان بِ َو ِال َد ْي ِه ِإ ْح َساناً ‪ ) }15{ ...‬إلى قوله‬ ‫َّيَنا اِإْل َ‬
‫نس َ‬ ‫‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬و َوص ْ‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫ون بِما ُكنتُم تَستَ ْكبِر ِ‬
‫ض‬ ‫ون في ْ‬‫ْ ْ ُ َ‬ ‫اب اْلهُ ِ َ‬ ‫تعالى ‪...( :‬فَاْلَي ْو َم تُ ْج َز ْو َن َع َذ َ‬
‫ون {‪)}20‬‬ ‫ق َوبِ َما ُكنتُ ْم تَ ْف ُسقُ َ‬‫بِ َغ ْي ِر اْل َح ِّ‬
‫ثم تحدثت عن قصة هود عليه السالم مع القوم الطاغين ‪ ،‬وعن قوم‬ ‫‪-3‬‬
‫عاد وكيف أهلكهم اهلل تعالى بالريح العقيم تحذيرا ألهل مكة بأن اهلل‬
‫َأخا َع ٍاد ِإ ْذ‬‫َ‬ ‫تعالى قادر على عقابهم وإ هالكهم ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬وا ْذ ُك ْر‬
‫ضلُّوا‬
‫َ‬ ‫اف‪ ) }21{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬ب ْل‬ ‫اَأْلحقَ ِ‬
‫َأن َذ َر قَ ْو َمهُ بِ ْ‬
‫ون {‪)}28‬‬ ‫َع ْنهُ ْم َو َذِل َ‬
‫ك ِإ ْف ُكهُ ْم َو َما َك ُانوا َي ْفتَُر َ‬
‫الجن الذين استمعوا القرآن و آمنوا به ثم رجعوا‬
‫ّ‬ ‫وختمت السورة بقصة‬ ‫‪-4‬‬
‫دعاة منذرين إلى قومهم ‪ ،‬وذلك تذكيرا للمعاندين من اإلنس بسبق الجن‬
‫لهم إلى اإلسالم حتى يتوبوا ويعودوا إلى اهلل تعالى ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬وِإ ْذ‬
‫ِ‬
‫آن ‪ )}29{ ...‬إلى قوله تعالى‬ ‫ون اْلقُ ْر َ‬‫ك َنفَراً ِّم َن اْل ِج ِّن َي ْستَم ُع َ‬ ‫ص َر ْفَنا ِإلَْي َ‬
‫َ‬
‫ون لَ ْم َيْلَبثُوا ِإاَّل َس َ‬
‫اعةً ِّمن َّنهَ ٍار َباَل غٌ‬ ‫‪َ ... ( :‬ك ََّأنهُ ْم َي ْو َم َي َر ْو َن َما ُي َ‬
‫وع ُد َ‬
‫ِ‬ ‫فَه ْل ُيهلَ ُ اَّل‬
‫ون {‪. )}35‬‬ ‫ك ِإ اْلقَ ْو ُم اْلفَاسقُ َ‬ ‫َ ْ‬

‫سورة محمَّـد‬

‫‪11‬‬
‫التشريعية ‪ ،‬وقد تناولت أحكام القتال‬
‫ّ‬ ‫وتعنى هذه السورة باألحكام‬
‫واألسرى والغنائم وأحوال المنافقين ‪ ،‬والمحور الذي تدور حوله هو‬
‫موضوع الجهاد في سبيل اهلل‪.‬‬
‫ابتدأت السورة الكريمة بإعالن حرب سافرة على الكفار أعداء اهلل‬ ‫‪-1‬‬
‫ورسوله الذين حاربوا دينه وذلك للتحذير من اتباع سبيلهم ولالعتبار من‬
‫َأض َّل‬ ‫قصصهم ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬الَِّذين َكفَروا وص ُّدوا عن سبِ ِ َّ ِ‬
‫يل الله َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫َأمثَالَهُ ْم {‬
‫اس ْ‬‫ب اللَّهُ ِل َّلن ِ‬
‫ض ِر ُ‬ ‫َأع َمالَهُ ْم {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪َ ...( :‬ك َذِل َ‬
‫ك َي ْ‬ ‫ْ‬
‫‪)}3‬‬
‫ثم أمرت المؤمنين بقتال الكافرين وحصدهم بسيوف المجاهدين لتطهير‬ ‫‪-2‬‬
‫قوة ‪ ،‬ودعت إلى‬
‫األرض من رجسهم حتى ال تبقى لهم شوكة وال ّ‬
‫أسرهم ‪ ،‬ثم ّبينت طريق العزة والنصر ووضعت الشروط لنصرة اهلل‬
‫لعباده المؤمنين وذلك بالتمسك بشريعته ونصرة دينه ‪ ،‬وضربت لكفار‬
‫مكة األمثال بالطغاة المتجبرين من األمم السابقة وكيف دمر اهلل عليهم‬
‫الرقَ ِ‬ ‫ِ َِّ‬
‫اب‬ ‫ب ِّ‬‫ض ْر َ‬ ‫بسبب طغيانهم ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَِإذا لَقيتُُم الذ َ‬
‫ين َكفَ ُروا فَ َ‬
‫اءه ْم {‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َأم َع ُ‬
‫‪ )}4{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ .. ( :‬و ُسقُوا َماء َحميماً فَقَط َع ْ‬
‫‪)}15‬‬
‫وتحدثت السورة عن الجنة ونعيمها ثم تحدثت بإسهاب عن صفات‬ ‫‪-3‬‬
‫المنافقين باعتبارهم الخطر الداهم على اإلسالم والمسلمين ‪ ،‬فكشفت عن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليحَذرهم الناس ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬وم ْنهُم َّمن َي ْستَمعُ‬ ‫مساوئهم ومخازيهم َ‬
‫ين ُأوتُوا اْل ِعْل َم‪)}16{ ...‬إلى‬ ‫َِِّ‬ ‫ك َحتَّى ِإ َذا َخ َر ُجوا ِم ْن ِع ِند َ‬ ‫ِإلَْي َ‬
‫ك قَالُوا للذ َ‬
‫يل اللَّ ِه ثَُّم َماتُوا َو ُه ْم ُكفَّ ٌار‬
‫ين َكفَروا وص ُّدوا َعن سبِ ِ‬
‫َ‬
‫َِّ‬
‫قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن الذ َ ُ َ َ‬
‫َفلَن َي ْغ ِف َر اللَّهُ لَهُ ْم {‪)}34‬‬

‫‪11‬‬
‫وختمت السورة الكريمة بدعوة المؤمنين إلى سلوك طريق العزة والنصر‬ ‫‪-4‬‬
‫بالجهاد في سبيل اهلل ‪ ،‬وعدم الضعف أمام قوى البغي والشر ‪ ،‬محذرة‬
‫من الدعوة إلى الصلح مع األعداء ‪ ،‬فالدنيا زائلة وما عند اهلل خير و‬
‫َّ‬ ‫السْلِم َوَأنتُُم ْ‬
‫أبقى ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَاَل تَ ِهُنوا َوتَ ْد ُعوا ِإلَى َّ‬
‫اَأْلعلَ ْو َن َواللهُ‬
‫َأع َمالَ ُك ْم {‪ )}35‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬وِإ ن تَتََولَّ ْوا‬ ‫َم َع ُك ْم َولَن َيتِ َر ُك ْم ْ‬
‫َأمثَالَ ُك ْم {‪)}38‬‬
‫ونوا ْ‬ ‫َي ْستَْب ِد ْل قَ ْوماً َغ ْي َر ُك ْم ثَُّم اَل َي ُك ُ‬

‫ســورة الفتــح‬

‫تعنى بأصول التشريع في العبادات والمعامالت واألخالق والتوجيه ‪.‬‬


‫تحدثت السورة عن صلح الحديبية الذي تم بين الرسول صلى اهلل عليه‬ ‫‪-1‬‬
‫وسلم وبين المشركين ‪ 6‬هـ والذي كان بداية للفتح األعظم فتح مكة وبه‬
‫تم العز للمسلمين ودخل الناس دين اهلل أفواجا ‪ ،‬قال تعالى‪ِ( :‬إَّنا فَتَ ْحَنا‬
‫ِ ِ‬ ‫ك و َما تَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ك فَتْحاً ُّمبِيناً {‪ِ }1‬لي ْغ ِفر لَ َ َّ‬
‫َأخ َر َوُيت َّم ن ْع َمتَهُ‬ ‫ك اللهُ َما تَقَد َم من َذنب َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫لَ َ‬
‫ص َراطاً ُّم ْستَِقيماً {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َم ْن َْأوفَى بِ َما‬ ‫ك ِ‬
‫ك َوَي ْه ِدَي َ‬
‫َعلَْي َ‬
‫َأجراً َع ِظيماً {‪)}10‬‬ ‫يه ْ‬‫اه َد علَْيه اللَّه فَسي تِ ِ‬
‫َع َ َ ُ َ َ ُْؤ‬
‫وتحدثت عن الذين تخلفوا عن الخروج مع رسول اهلل صلى اهلل عليه‬ ‫‪-2‬‬
‫وسلم من األعراب الذين في قلوبهم مرض ومن المنافقين الذين ظنوا‬
‫الظنون السيئة برسول اهلل وبالمؤمنين فلم يخرجوا معهم ففضحتهم‬
‫َأم َوالَُنا‬ ‫ون ِم َن ْ ِ‬ ‫َّ‬
‫اَأْلع َراب َش َغلَتَْنا ْ‬ ‫ك اْل ُم َخلفُ َ‬
‫اآليات ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬سَيقُو ُل لَ َ‬
‫ات تَ ْج ِري ِمن‬ ‫ونا ‪ ) }11{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ ... ( :‬ي ْد ِخْله جَّن ٍ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫َأهلُ َ‬
‫َو ْ‬
‫اَأْلنهَ ُار َو َمن َيتََو َّل ُي َع ِّذ ْبهُ َع َذاباً َِأليماً {‪)}17‬‬
‫تَ ْحتِهَا ْ‬

‫‪11‬‬
‫ثم تحدثت السورة عن جهاد المسلمين وعن بيعة الرضوانـ التي بايع فيها‬ ‫‪-3‬‬
‫الصحابة رضوان اهلل عليهم رسول اهلل حتى الموت ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬لَقَ ْد‬
‫الش َج َر ِة ‪ ) }18{ ..‬إلى قوله‬ ‫ت َّ‬ ‫ين ِإ ْذ ُيَبايِ ُع َ‬‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ك تَ ْح َ‬
‫ون َ‬ ‫َرض َي اللهُ َع ِن اْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫ان اللَّهُ بِ ُك ِّل‬ ‫ق بِهَا َو ْ‬
‫َأهلَهَا َو َك َ‬
‫ِ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬وَأْل َز َمهُ ْم َكل َمةَ التَّ ْق َوى َو َك ُانوا َ‬
‫َأح َّ‬
‫َش ْي ٍء َعِليماً {‪)}26‬‬
‫وختمت بالحديث عن الرؤيا التي رآها صلى اهلل عليه وسلم في منامه‬ ‫‪-4‬‬
‫في المدينة المنورة ففرحوا واستبشروا وهي دخول مكة آمنين ‪ ،‬وقد‬
‫تحققت الرؤيا فدخلوها في العام التالي معتمرين آمنين ‪ ،‬وختمت السورة‬
‫ق‬
‫ص َد َ‬
‫بالثناء على الرسول الكريم وصحابته األطهار‪ ،‬قال تعالى‪( :‬لَقَ ْد َ‬
‫َّ ِ ِ‬ ‫اللَّهُ َر ُسولَهُ ُّ‬
‫ين ‪{ ...‬‬‫ق لَتَ ْد ُخلُ َّن اْل َم ْس ِج َد اْل َح َر َام ِإن َشاء اللهُ آمن َ‬
‫الرْؤ َيا بِاْل َح ِّ‬
‫َّالح ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َِّ‬
‫آمُنوا َو َعملُوا الص َ‬
‫ين َ‬ ‫‪ )}27‬إلى قوله تعالى ‪َ .. ( :‬و َع َد اللهُ الذ َ‬
‫َأجراً َع ِظيماً {‪. )}29‬‬ ‫ِم ْنهُم َّم ْغ ِف َرةً َو ْ‬

‫سـورة الحجرات‬

‫تتضمن‪ C‬حقائق التربية وأسس األدب الرفيع والمجتمع الفاضل الذي تأدب‬
‫به المؤمنون‬
‫ورسخت قواعد اإليمان في الصدور‪.‬‬
‫ابتدأت السورة باألدب الرفيع الذي أدب اهلل به المؤمنين تجاه شريعة اهلل‬ ‫‪-1‬‬
‫حكما‬
‫ً‬ ‫رأيا أو يقضوا‬
‫و أوامر رسوله وهو ‪ :‬أال يبرموا أمراً و ال يبدوا ً‬
‫في حضرة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حتى يستشيروه ويستمسكوا‬
‫بإرشاداته الحكيمة ‪ ،‬ثم انتقلت إلى أدب آخر وهو‪ :‬خفض الصوت إذا‬

‫‪11‬‬
‫ً‬
‫واحتراما‬ ‫تعظيما لقدره الشريف‬
‫ً‬ ‫تحدثوا مع الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫له فهو ليس كعامة الناس ومن واجبهم التأدب معه في الخطاب مع‬
‫آمُنوا اَل تُقَ ِّد ُموا‬ ‫َِّ‬
‫ين َ‬‫( َيا َُّأيهَا الذ َ‬ ‫التوقير و اإلجالل‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يم {‪ ) }1‬إلى قوله‬ ‫َب ْي َن َي َد ِي الله َو َر ُسوِله َواتَّقُوا اللهَ ِإ َّن اللهَ َسميعٌ َعل ٌ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ان َخ ْيراً لهُ ْم َواللهُ‬ ‫صَب ُروا َحتَّى تَ ْخ ُر َج ِإلَْي ِه ْم لَ َك َ‬
‫تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْو ََّأنهُ ْم َ‬
‫يم {‪)}5‬‬ ‫ِ‬
‫ور َّرح ٌ‬
‫َغفُ ٌ‬
‫قررت السورة دعائم المجتمع الفاضل ‪ ،‬فأمرت المسلمين بعدم السماع‬ ‫‪-2‬‬
‫لإلشاعات والتثبت من األخبار وخصوصا إن جاء نبأ من فاسق ‪ ،‬و‬
‫دعت السورة إلى اإلصالح بين المتخاصمين ودفع عدوان الباغين ‪ ،‬قال‬
‫ق بَِنَبٍأ فَتََبَّيُنوا ‪ ) }6{ ...‬إلى‬ ‫تعالى‪ ( :‬يا َُّأيها الَِّذين آمُنوا ِإن جاء ُكم فَ ِ‬
‫اس ٌ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫َأخ َو ْي ُك ْم َواتَّقُوا اللَّهَ لَ َعلَّ ُك ْم‬
‫َأصِل ُحوا َب ْي َن َ‬
‫ون ِإ ْخ َوةٌ فَ ْ‬
‫قوله تعالى ‪ِ( :‬إَّن َما اْل ُمْؤ ِمُن َ‬
‫ون {‪)}10‬‬‫تُْر َح ُم َ‬
‫حذرت السورة من السخرية والهمز واللّمز ونفّرت من الغيبة والتجسّس‬ ‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫والظن السيئ بالمؤمنين ‪ ،‬ودعت إلى مكارم األخالق ‪ ،‬وجاء التعبير عن‬
‫ّ‬
‫الغيـبة رائعا بتصوير رجل يأكل لحم أخيه الميت ‪ ،‬وياله من تنفير‬
‫وم ِّمن قَ ْوٍم‬ ‫َِّ‬
‫آمُنوا اَل َي ْس َخ ْر قَ ٌ‬ ‫عجيب !! ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ونوا َخ ْيراً ِّم ْنهُ ْم‪ )}11{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن َأ ْك َر َم ُك ْم‬ ‫َع َسى َأن َي ُك ُ‬
‫يم َخبِ ٌير {‪)}13‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِع َ َّ ِ‬
‫ند الله َأتْقَا ُك ْم ِإ َّن اللهَ َعل ٌ‬
‫ختمت السورة بالحديث عن األعراب الذين ظنوا اإليمان كلمة تقال‬ ‫‪-4‬‬
‫باللسان وجاءوا يمنون على الرسول إيمانهم ‪ ،‬والمؤمن الكامل هو من‬
‫جمع اإليمان و اإلخالص والجهاد والعمل الصالح ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ِ ِإْل‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫(قَالَ ِت ْ‬
‫ان‬
‫يم ُ‬ ‫آمَّنا ُقل ل ْم تُْؤ ِمُنوا َولَكن قُولُوا ْ‬
‫َأسلَ ْمَنا َولَ َّما َي ْد ُخل ا َ‬ ‫اب َ‬
‫اَأْلع َر ُ‬

‫‪11‬‬
‫ِفي ُقلُوبِ ُكم‪ )}14{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن اللَّه يعلَم َغ ْيب السَّماو ِ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ْ‬
‫واَأْلر ِ َّ ِ‬
‫ون {‪. )}18‬‬ ‫ض َواللهُ َبص ٌير بِ َما تَ ْع َملُ َ‬ ‫َ ْ‬

‫سـورة ق‬

‫تتناول جوانب العقيدة اإلسالمية ( الوحدانية ‪ ،‬الرسالة ‪ ،‬البعث والجزاء )‬


‫وتدور حول محور البعث والنشور حتى ليكاد يكون طابعها الخاص ‪ ،‬وقد‬
‫عالجه القرآن بالبرهان القاطع والحجة الدامغة ‪ ،‬وهذه السورة شديدة‬
‫الحس تهز القلب هزاً وتثير روعة اإلعجاب ورعشة الخوف‬
‫ّ‬ ‫الوقع على‬
‫من اهلل تعالى بما فيها من ترغيب وترهيب ‪.‬‬
‫كفار قريش وتعجبوا منها‬
‫ابتدأت السورة بالقضية األساسية التي أنكرها ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫غاية العجب وهي قضية الحياة بعد الموت والبعث بعد الفناء ‪ ،‬قال‬
‫اءه ْم ُم ِنذٌر ِّم ْنهُ ْم فَقَ َ‬
‫ال‬ ‫آن اْل َم ِج ِيد {‪َ }1‬ب ْل َع ِجُبوا َأن َج ُ‬
‫تعالى‪ ( :‬ق َواْلقُ ْر ِ‬
‫يب {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪َ( :‬ب ْل َك َّذُبوا بِاْل َح ِّ‬
‫ق لَ َّما‬ ‫ون َه َذا َش ْي ٌء َع ِج ٌ‬ ‫ِ‬
‫اْل َكاف ُر َ‬
‫يج {‪)}5‬‬ ‫َأم ٍر َّم ِر ٍ‬ ‫ِ‬
‫اءه ْم فَهُ ْم في ْ‬
‫َج ُ‬
‫لفتت أنظار المشركين المنكرين للبعث إلى قدرة اهلل العظيمة المتجلية‬ ‫‪-2‬‬
‫في صفحات هذا الكون المنظور في السماء و األرض والماء والنبات‬
‫والثمر والطلع والنخيل والزرع وكلها براهين ساطعة على قدرته تعالى‬
‫اها َو َزَّيَّن َ‬
‫اها‬ ‫ف َبَن ْيَن َ‬
‫َّماء فَ ْوقَهُ ْم َك ْي َ‬ ‫ِإ‬
‫‪ ،‬من قوله تعالى‪َ( :‬أ َفلَ ْم َينظُُروا لَى الس َ‬
‫َأحَي ْيَنا بِ ِه َبْل َدةً‬
‫وج {‪ )}6‬إلى قوله تعالى ‪ِ ( :‬ر ْزقاً لِّْل ِعَب ِاد َو ْ‬ ‫َو َما لَهَا ِمن فُُر ٍ‬
‫وج {‪)}11‬‬ ‫َّم ْيتاً َك َذِل َ‬
‫ك اْل ُخ ُر ُ‬

‫‪11‬‬
‫حل بهم من كوارث‬
‫انتقلت للحديث عن المكذبين من األمم السالفة وما ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫حل بغيرهم ‪ ،‬ثم انتقلت‬
‫يحل بهم ما ّ‬
‫وعذاب ‪ ،‬تحذيرا لكفار مكة أن ّ‬
‫للحديث عن سكرة الموت ووهلة الحشر وهول الحساب ‪ ،‬وما يلقاه‬
‫المجرم يومها من أهوال وشدائد تنتهي به بإلقائه في الجحيم ‪ ،‬من قوله‬
‫ود {‪ ) }12‬إلى‬ ‫الر ِّس َوثَ ُم ُ‬
‫اب َّ‬
‫َأص َح ُ‬
‫وح َو ْ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬ك َّذَب ْ‬
‫ت قَْبلَهُ ْم قَ ْو ُم ُن ٍ‬
‫ْأَلت َوتَقُو ُل َه ْل ِمن َّم ِز ٍيد {‬
‫قوله تعالى ‪( :‬يوم َنقُو ُل ِلجهَّنم َه ِل امتَ ِ‬
‫ْ‬ ‫َََ‬ ‫َْ َ‬
‫‪. )}30‬‬
‫انتقلت للحديث عن حال المتقين المؤمنين في جنات النعيم ‪ ،‬وختمت‬ ‫‪-4‬‬
‫السورة بالحديث عن صيحة الحق التي يخرج بها الناس من قبورهم‬
‫كأنهم جراد منتشر ويساقون للجزاء ‪ ،‬وفيه إثباتا للبعث والنشور الذي‬
‫ين َغ ْي َر َب ِع ٍيد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫كذب به المشركون ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ُْأزِلفَت اْل َجَّنةُ لْل ُمتَّق َ‬
‫َأنت َعلَْي ِهم بِ َجَّب ٍار‬
‫ون َو َما َ‬ ‫َأعلَ ُم بِ َما َيقُولُ َ‬
‫{‪ )}31‬إلى قوله تعالى ‪َ( :‬ن ْح ُن ْ‬
‫اف َو ِع ِيد {‪. )}45‬‬ ‫فَ َذ ِّك ْر بِاْلقُ ْر ِ‬
‫آن َمن َي َخ ُ‬

‫ســورة الذاريات‬

‫تقوم على تشييد دعائم اإليمان وتوجيه األبصار إلى قدرة الواحد القهار‬
‫وبناء العقيدة الراسخة على أسس التقوى واإليمان ‪.‬‬
‫وتسير‬
‫ّ‬ ‫ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن الرياح التي تذرو الغبار‬ ‫‪-1‬‬
‫المراكب ‪ ،‬وعن السحب التي تحمل مياه األمطار ‪ ،‬وعن السفن الجارية‬
‫على سطح الماء بقدرة اهلل تعالى ‪ ،‬وعن المالئكة المكلفين بتدبير شؤون‬
‫الخلق ‪ ،‬و أقسمت بهذه األمور على أن الحشر كائن ال محالة وال بد منه‬
‫اماَل ِت ِو ْقراً {‪}2‬‬
‫ات َذرواً {‪ }1‬فَاْلح ِ‬ ‫َّ‬
‫الذ ِاري ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬و َ‬
‫‪11‬‬
‫ات يسراً {‪ }3‬فَاْلمقَس ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬
‫َأمراً {‪ ) }4‬إلى قوله تعالى ‪( :‬يُْؤ فَ ُ‬
‫ِّمات ْ‬
‫ُ َ‬ ‫فَاْل َج ِارَي ُ ْ‬
‫ك {‪. )}9‬‬ ‫َع ْنهُ َم ْن ُِأف َ‬
‫فبينت‬
‫انتقلت للحديث عن كفار مكة المكذبين بالقرآن والدار اآلخرة ‪ّ ،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حالهم في الدنيا و مآلهم في اآلخرة ‪،‬ثم تحدثت بعدها عن المؤمنين‬
‫المتقين وما أعد اهلل لهم في دار الكرامة في اآلخرة ‪ ،‬و تحدثت عن‬
‫دالئل القدرة والوحدانية في هذا الكون الفسيح وكلها دالئل قدرة رب‬
‫ين ُه ْم ِفي‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫اصون {‪ }10‬الذ َ‬ ‫العالمين ‪ ،‬من قوله تعالى‪ ( :‬قُت َل اْل َخ َّر ُ‬
‫ض ِإَّنهُ‬
‫اَأْلر ِ‬
‫َّماء َو ْ‬ ‫ون {‪ ) }11‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ َو َر ِّ‬
‫ب الس َ‬ ‫اه َ‬‫َغ ْم َر ٍة َس ُ‬
‫ِ‬ ‫لَ َح ٌّ‬
‫ق ِّمثْ َل َما ََّأن ُك ْم تَنطقُ َ‬
‫ون {‪. )}23‬‬
‫تحدثت بعدها عن قصص الرسل الكرام ‪ ( :‬إبراهيم وموسى ولوط و‬ ‫‪-3‬‬
‫صالح عليهم السالم ) ‪ ،‬وموقف األمم الطاغية من أنبيائها ‪ ،‬وما حل بهم‬
‫من عذاب ‪ ،‬وذلك تسلية للرسول صلى اهلل عليه وسلم وعبرة ألولي‬
‫ِ ِإ ِ‬ ‫اك َح ِد ُ‬
‫ين {‪}24‬‬ ‫يم اْل ُم ْك َر ِم َ‬‫ض ْيف ْب َراه َ‬ ‫يث َ‬ ‫األبصار‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ه ْل َأتَ َ‬
‫وم {‪َ }54‬و َذ ِّك ْر فَِإ َّن‬ ‫) إلى قوله تعالى ‪( :‬فَتََو َّل َع ْنهُ ْم فَ َما َ‬
‫َأنت بِ َملُ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫ين {‪. )}55‬‬ ‫الذ ْك َرى تَنفَعُ اْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫ختمت السورة ببيان الغاية من خلق الجن و اإلنس وهي معرفة اهلل جل‬ ‫‪-4‬‬
‫وعال وعبادته وتوحيده والتوجّه له بأنواع القربات والعبادات ‪ ،‬من قوله‬
‫تعالى ‪:‬‬
‫نس ِإاَّل ِلَي ْعُب ُد ِ‬
‫ون‪ ) }56{ ...‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ َوْي ٌل‬ ‫ت اْل ِج َّن َواِإْل َ‬
‫( َو َما َخلَ ْق ُ‬
‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫َِِّّ‬
‫ون {‪. )}60‬‬
‫وع ُد َ‬ ‫ين َكفَ ُروا من َي ْو ِم ِه ُم الذي ُي َ‬ ‫للذ َ‬

‫سورة الطور‬

‫‪12‬‬
‫تتـناول جوانب العقيدة اإلسالمية ( الوحدانية ‪ ،‬الرسالة ‪ ،‬البعث والجزاء )‬
‫وتهتم بأركان اإليمان كباقي السور المكية ‪.‬‬
‫ابتدأت بالحديث عن أهوال اآلخرة ‪ ،‬وما يلقاه الكافرون في موقف‬ ‫‪-1‬‬
‫الحساب ‪ ،‬وكان القسم بخمسة أمور على ذلك تنبيها على أهمية‬
‫ور {‪ِ }2‬في‬ ‫اب َّم ْسطُ ٍ‬ ‫ور {‪ }1‬و ِكتَ ٍ‬
‫َ‬ ‫الموضوع‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬والطُّ ِ‬
‫وع {‪َ }5‬واْلَب ْح ِر‬‫ف اْل َم ْرفُ ِ‬‫الس ْق ِ‬
‫ور {‪َ }4‬و َّ‬ ‫ور {‪َ }3‬واْلَب ْي ِت اْل َم ْع ُم ِ‬ ‫َر ٍّ‬
‫ق َّمن ُش ٍ‬
‫صبِ ُروا‬
‫اصبِ ُروا َْأو اَل تَ ْ‬
‫اصلَ ْو َها فَ ْ‬
‫ور {‪ ) }6‬إلى قوله تعالى ‪ْ ( :‬‬ ‫اْل َم ْس ُج ِ‬
‫ون {‪)}16‬‬ ‫َس َواء َعلَْي ُك ْم ِإَّن َما تُ ْج َز ْو َن َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬
‫تناولت الحديث عن المتقين وحالهم في اآلخرة في جنات النعيم ‪ ،‬من‬ ‫‪-2‬‬
‫ات َوَن ِع ٍيم {‪ ) }17‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ِ( :‬إ َّن اْلمتَِّقين ِفي جَّن ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫يم {‪. )}28‬‬ ‫(ِإَّنا ُكَّنا ِمن قَْب ُل َن ْدعوه ِإَّنه ُهو اْلب ُّر َّ ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ ُ ُ َ َ‬
‫تحدثت عن رسالة صلى اهلل عليه وسلم و أمرته بالتذكير واإلنذار للكفرة‬ ‫‪-3‬‬
‫فهو ليس بكافر أو مجنون أو ساحر‪ ،‬و أنكرت السورة على المشركين‬
‫مزاعمهم الباطلة بشأن نبوة محمد صلى اهلل عليه وسلم وردت عليهم‬
‫بالحجج الدامغة و أقامت دالئل صدق نبوته‪ ،‬قال تعالى‪( :‬فَ َذ ِّك ْر فَ َما َ‬
‫َأنت‬
‫َِِّ‬ ‫ِّك بِ َك ِ‬
‫اه ٍن َواَل َم ْجُن ٍ‬
‫ين‬‫ون {‪ )}29‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وِإ َّن للذ َ‬ ‫بنعمة َرب َ‬
‫ظلَموا ع َذاباً ُدون َذِل َ ِ‬
‫ون {‪. )}47‬‬ ‫ك َولَك َّن َأ ْكثََر ُه ْم اَل َي ْعلَ ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫ختمت بأمر النبي صلى اهلل عليه وسلم بالصبر على الكافرين الذين‬ ‫‪-4‬‬
‫جهلوا فعبدوا أوثانهم ‪ ،‬وأمرنه بالتسبيح هلل تعالى في كل وقت وحين‬
‫ين‬ ‫ِّح بِحم ِد رِّب َ ِ‬ ‫ك بِ ْ ِ‬ ‫اصبِ ْر ِل ُح ْكِم َرِّب َ‬
‫ك فَِإ َّن َ‬
‫كح َ‬ ‫َأعُينَنا َو َسب ْ َ ْ َ‬ ‫‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬و ْ‬
‫وم {‪. ) }49‬‬ ‫الن ُج ِ‬
‫ِّحهُ َوِإ ْدَب َار ُّ‬‫وم {‪َ }48‬و ِم َن اللَّْي ِل فَ َسب ْ‬
‫تَقُ ُ‬

‫‪12‬‬
‫سورة النجم‬

‫تبحث موضوع الرسالة في إطارها العام وعن موضوع اإليمان بالبعث‬


‫والنشور ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم بالنجم على صدق محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬و تحدثت‬ ‫‪-1‬‬
‫عن موضوع المعراج الذي كان معجزة لرسول اإلنسانية محمد عليه‬
‫الصالة والسالم والذي رأى فيه عجائب وغرائب في ملكوت اهلل ‪،‬‬
‫وذكرت الناس بما يجب على الخلق من إيمان وتصديق باهلل تعالى وحده‬ ‫ّ‬
‫الن ْجِم ِإ َذا َهوى {‪ }1‬ما ض َّل ص ِ‬
‫احُب ُك ْم َو َما َغ َوى {‬ ‫‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬و َّ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِّه اْل ُك ْب َرى {‪. )}18‬‬‫ات رب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪( :‬لَقَ ْد َرَأى م ْن َآي َ‬
‫تالها الحديث عن األوثان التي عبدها المشركون من دون اهلل ‪ ،‬وبينت‬ ‫‪-2‬‬
‫بطالن تلك اآللهة وكل آلهة من دون اهلل تعالى ‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬
‫اُأْلخ َرى {‪ ) }20‬إلى قوله‬ ‫ت َواْل ُع َّزى {‪َ }19‬و َمَناةَ الثَّ ِالثَةَ ْ‬ ‫(َأفَ َر َْأيتُُم الاَّل َ‬
‫ض َّل َعن َسبِ ِيل ِه‬
‫َأعلَ ُم بِ َمن َ‬
‫ك ُه َو ْ‬‫ك َمْبلَ ُغهُم ِّم َن اْل ِعْلِم ِإ َّن َرَّب َ‬‫تعالى ‪َ ( :‬ذِل َ‬
‫َأعلَ ُم بِ َم ِن ْ‬
‫اهتَ َدى {‪. )}30‬‬ ‫َو ُه َو ْ‬
‫تحدثت عن الجزاء العادل يوم الدين حيث تجزى كل نفس بما كسبت ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫و ذكرت آثار قدرة اهلل تعالى في اإلحياء و اإلماتة والبعث بعد الفناء‬
‫واإلغناء واإلفقار وخلق الزوجين الذكر و األنثى ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬وِللَّ ِه َما‬
‫ِ‬ ‫ض ِلي ْج ِز َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأساُؤ وا بِ َما َعملُوا َوَي ْج ِز َ‬
‫ي‬ ‫ين َ‬
‫ي الذ َ‬‫اَأْلر ِ َ َ‬‫َّم َاوات َو َما في ْ‬ ‫في الس َ‬
‫َأح َسُنوا بِاْل ُح ْسَنى {‪ )}31‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ََّأنهُ ُه َو ْ‬
‫َأغَنى َوَأ ْقَنى‬ ‫ين ْ‬ ‫َِّ‬
‫الذ َ‬
‫ب ِّ‬
‫الش ْع َرى {‪)}49‬‬ ‫{‪َ }48‬و ََّأنهُ ُه َو َر ُّ‬

‫‪12‬‬
‫ختمت بما يحل باألمم الطاغية كقوم عاد وثمود وقوم نوح ولوط من‬ ‫‪-4‬‬
‫أنواع العذاب والدمار تذكيرا لكفار مكة بالعذاب الذي ينتظرهم إن‬
‫ك َعاداً اُأْلولَى {‪}50‬‬ ‫استمروا في طغيانهم ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬و ََّأنهُ ْ‬
‫َأهلَ َ‬
‫ون {‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ود فَ َما َْأبقَى {‪ ) }51‬إلى قوله تعالى ‪َ( :‬أفَم ْن َه َذا اْل َحديث تَ ْع َجُب َ‬ ‫َوثَ ُم َ‬
‫اس ُج ُدوا ِللَّ ِه‬
‫ون {‪ }61‬فَ ْ‬
‫ِ‬
‫ون {‪َ }60‬وَأنتُ ْم َسام ُد َ‬ ‫ون َواَل تَْب ُك َ‬
‫ض َح ُك َ‬
‫‪َ }59‬وتَ ْ‬
‫اعُب ُدوا {‪{) }62‬سجدة} ‪.‬‬
‫َو ْ‬

‫سورة القمر‬

‫تعالج أصول العقيدة وتحمل حملة عنيفة على المكذبين بآيات القرآن‬
‫وطابعها الخاص هو التهديد والوعيد مع مشاهد شتى للدمار والعذاب ‪.‬‬
‫ابتدأت بالمعجزة الكونية معجزة انشقاق القمر وذلك حين طلب‬ ‫‪-1‬‬
‫المشركون منه معجزة جلية تدل على صدقه ‪ ،‬وخصصوا بالذكر أن‬
‫يشق لهم القمر ومع ذلك عاندوا وكابروا ‪ ،‬و انتقلت للحديث عن أهوال‬
‫ّ‬
‫القيامة وشدائدها بأسلوب مخيف يهز المشاعر ويحرك الرعب في النفس‬
‫َّاعةُ وان َش َّ‬
‫ق اْلقَ َم ُر {‪َ }1‬وِإ ن َي َر ْوا َآيةً‬ ‫ِ‬
‫‪ ،‬من قوله تعالى‪( :‬ا ْقتََرَبت الس َ َ‬
‫ين ِإلَى‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوا َوَيقُولُوا س ْحٌر ُّم ْستَمٌّر {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪ُّ ( :‬م ْهطع َ‬ ‫ُي ْع ِر ُ‬
‫ون َه َذا َي ْو ٌم َع ِسٌر {‪. )}8‬‬ ‫ِ‬
‫اع َيقُو ُل اْل َكاف ُر َ‬ ‫َّ‬
‫الد ِ‬
‫بعد الحديث عن كفار مكة يأتي الحديث عن مصارع المكذبين وما نالهم‬ ‫‪-2‬‬
‫من ضروب العذاب والدمار عقابا لهم على كفرهم وجحودهم ‪ ،‬من قوله‬
‫ون َو ْاز ُد ِج َر {‬‫وح فَ َك َّذُبوا َع ْب َدَنا َوقَالُوا َم ْجُن ٌ‬ ‫تعالى ‪َ ( :‬ك َّذَب ْ‬
‫ت قَْبلَهُ ْم قَ ْو ُم ُن ٍ‬
‫يز ُّم ْقتَِد ٍر {‬
‫َأخ َذ َع ِز ٍ‬
‫اه ْم ْ‬ ‫‪ )}9‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ك َّذُبوا بِ َآياتَِنا ُكلِّهَا فَ َ‬
‫َأخ ْذَن ُ‬
‫‪. )}42‬‬
‫‪12‬‬
‫وحذرتهم مصرعا كمصرع هؤالء بل ما هو أشد‬
‫خاطبت السورة قريش ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫من ذلك‪ ،‬وختمت ببيان مآل المتقين في الجنة ‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬
‫الزُب ِر {‪ ) }43‬إلى قوله‬ ‫(َأ ُكفَّ ُار ُك ْم َخ ْيٌر ِّم ْن ُْأولَِئ ُك ْم َْأم لَ ُكم َب َراءةٌ ِفي ُّ‬
‫ند مِل ٍ‬ ‫ص ْد ٍ ِ‬
‫ات وَنه ٍر {‪ِ }54‬في م ْقع ِد ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تعالى ‪ِ( :‬إ َّن اْلمتَِّق ِ‬
‫يك‬ ‫قعَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ين في َجَّن َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ُّم ْقتَِد ٍر {‪. )}55‬‬

‫الرحمن‬
‫سورة ّ‬

‫تعالج أصول العقيدة اإلسالمية وتتحدث عن نعم اهلل وقدرته ‪ ،‬وتخاطب‬


‫العقل كي يعي آالء اهلل ‪ ،‬مستنكرة‪ C‬تكذيب المشركين وعنادهم هلل تعالى رغم‬
‫نعمائه‪.‬‬
‫ابتدأت بتبيان آالء اهلل الباهرة ونعمه الكثيرة على العباد وفي مقدمتها‬ ‫‪-1‬‬
‫المنة الكبرى على اإلنسان ‪،‬و فتحت صحائف‬
‫نعمة تعليم القرآن بوصفه ّ‬
‫الوجود الناطقة بآالء اهلل الجليلة و آثاره العظمى التي ال تحصى ‪،‬من‬
‫َّ‬
‫ان {‪ )}3‬إلى‬ ‫نس َ‬‫ق اِإْل َ‬‫آن {‪َ }2‬خلَ َ‬‫قوله تعالى‪ ( :‬ال َّر ْح َم ُن {‪َ }1‬عل َم اْلقُ ْر َ‬
‫ب اْل َم ْغ ِرَب ْي ِن {‪ }17‬فَبِ ِّ‬
‫َأي آاَل ء َرِّب ُك َما‬ ‫ب اْل َم ْش ِرقَْي ِن َو َر ُّ‬
‫قوله تعالى ( َر ُّ‬
‫ان {‪)}18‬‬ ‫تُ َك ِّذَب ِ‬
‫تحدثت عن دالئل القدرة الباهرة في تسيير األفالك وتسخير السفن كي‬ ‫‪-2‬‬
‫ان {‪}19‬‬ ‫تجري في عباب الماء‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬م َر َج اْلَب ْح َر ْي ِن َيْلتَِقَي ِ‬

‫َب ْيَنهُ َما َب ْر َز ٌخ اَّل َي ْب ِغَيان {‪ )}20‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَهُ اْل َج َو ِار اْل ُمن َش ُ‬
‫آت‬
‫ان {‪)}25‬‬ ‫َأي آاَل ء َرِّب ُك َما تُ َك ِّذَب ِ‬ ‫ِفي اْلَب ْح ِر َك ْ‬
‫اَأْلعاَل ِم {‪ }24‬فَبِ ِّ‬

‫‪12‬‬
‫تحدثت عن فناء كل شيء في الكون ‪ ،‬وأنه ال يبقى إال الحي القيوم‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وقد تناولت اآليات أهوال القيامة وحال األشقياء يومها ‪ ،‬من قوله‬
‫ك ُذو اْل َجاَل ِل‬ ‫ان {‪َ }26‬وَي ْبقَى َو ْجهُ َرِّب َ‬ ‫تعالى‪ُ ( :‬ك ُّل َم ْن َعلَْيهَا فَ ٍ‬
‫آن {‬ ‫ون َب ْيَنهَا َوَب ْي َن َح ِم ٍيم ٍ‬ ‫َواِإْل ْك َرام{‪ ) }27‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬يطُوفُ َ‬
‫ِ‬
‫ان {‪)}45‬‬ ‫َأي آاَل ء َرِّب ُك َما تُ َك ِّذَب ِ‬ ‫‪ }44‬فَبِ ِّ‬
‫تناولت مشهد النعيم للمتقين في الجنان‪،‬وختمت بتمجيد اهلل تعالى على‬ ‫‪-4‬‬
‫ان {‪ ) }46‬إلى‬ ‫اف مقَام رب ِ‬
‫ِّه َجَّنتَ ِ‬ ‫ِ‬
‫نعمه ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬ول َم ْن َخ َ َ َ َ‬
‫ان {‪ }76‬فَبِ ِّ‬
‫َأي‬ ‫ي ِح َس ٍ‬ ‫ض ٍر َو َع ْبقَ ِر ٍّ‬ ‫ف ُخ ْ‬ ‫قوله تعالى ‪( :‬متَّكِِئين علَى ر ْفر ٍ‬
‫ُ َ َ َ َ‬
‫ك ِذي اْل َجاَل ِل َواِإْل ْك َر ِام {‪)}78‬‬ ‫اس ُم َرِّب َ‬
‫ك ْ‬ ‫ان {‪ }77‬تََب َار َ‬ ‫آاَل ء َرِّب ُك َما تُ َك ِّذَب ِ‬

‫سورة الواقعة‬

‫تشتمل السورة على أحوال القيامة وأهوالها وانقسام الناس إلى طوائف‬
‫ثالث هم ‪ :‬أصحاب اليمين ‪ ،‬أصحاب الشمال ‪ ،‬السابقون ‪.‬‬
‫اشتملت على أحوال يوم القيامة و أهوالها‪ ،‬وتحدثت عن مآل كل فريق‬ ‫‪-1‬‬
‫وما أعده اهلل لكل فريق من جزاء عادل ‪ ،‬من قوله تعالى‪ِ( :‬إ َذا َوقَ َع ِت‬
‫اْل َو ِاق َعةُ {‪ }1‬لَْي َس ِل َو ْق َعتِهَا َك ِاذَبةٌ {‪ ) }2‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ه َذا ُن ُزلُهُ ْم‬
‫ين {‪. )}56‬‬ ‫َي ْو َم ِّ‬
‫الد ِ‬
‫أقامت الدالئل على وجوده تعالى وأنه سبب لكل موجود ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ون {‪َ }58‬أَأنتُ ْم‬ ‫ون {‪َ }57‬أفَ َر َْأيتُم َّما تُ ْمُن َ‬ ‫ص ِّدقُ َ‬
‫(َن ْح ُن َخلَ ْقَنا ُك ْم َفلَ ْواَل تُ َ‬
‫اها تَ ْذ ِك َرةً‬
‫ون {‪ )}59‬إلى قوله تعالى ‪َ( :‬ن ْح ُن َج َعْلَن َ‬ ‫ِ‬
‫ونهُ َْأم َن ْح ُن اْل َخالقُ َ‬ ‫تَ ْخلُقُ َ‬
‫ك اْل َع ِظ ِيم {‪. )}74‬‬ ‫اسِم َرِّب َ‬
‫ِّح بِ ْ‬
‫ين {‪ }73‬فَ َسب ْ‬ ‫ِّ‬
‫َو َمتَاعاً لْل ُم ْق ِو َ‬

‫‪12‬‬
‫نوهت بذكر القرآن العظيم‪،‬وبينت أهميته وعظمته واستنكرت ممن ال‬ ‫‪-3‬‬
‫آن َك ِريم {‪ِ }77‬في ِكتَ ٍ‬
‫اب‬ ‫يؤمنون به‪ ..‬من قوله تعالى‪ِ( :‬إَّنهُ لَقُ ْر ٌ‬
‫ٌ‬
‫ِّ‬
‫ون ِر ْزقَ ُك ْم ََّأن ُك ْم تُ َكذُب َ‬
‫ون {‬ ‫َّم ْكُن ٍ‬
‫ون {‪ ) }78‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وتَ ْج َعلُ َ‬
‫‪. )}82‬‬
‫ّبينت ما يلقاه اإلنسان عند االحتضار وذكرت الطوائف الثالث وهم أهل‬ ‫‪-4‬‬
‫السعادة ‪ ،‬و أهل الشقاوة ‪ ،‬والسابقون إلى الخيرات وبيّنت عاقبة كل‬
‫وم {‪َ }83‬وَأنتُ ْم ِح َينِئ ٍذ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫منهم ‪ ،‬من قوله تعالى (فل ْواَل َذا َبلَ َغت اْل ُحْلقُ َ‬
‫ِّح‬
‫ين {‪ }95‬فَ َسب ْ‬ ‫ق اْلَي ِق ِ‬
‫ون {‪ )}84‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن َه َذا لَهُو َح ُّ‬
‫َ‬ ‫تَنظُُر َ‬
‫ِّك اْل َع ِظ ِيم {‪. )}96‬‬
‫اسِم َرب َ‬
‫بِ ْ‬

‫سورة الحديد‬

‫تعنى بالتشريع والتربية‪ C‬والتوجيه وتبني المجتمع على أساس العقيدة‬


‫الصافية والخلق الكريم والتشريع الحكيم ‪.‬‬
‫ابتدأت بالحديث عن اهلل جل وعال وعظمته وتسبيح الكون بما فيه له‬ ‫‪-1‬‬
‫تعالى ‪،‬و ذكرت صفات اهلل الحسنى و أسماءه العليا ‪ ،‬وبينت عظمة‬
‫خلقه تعالى في الكون ‪ ،‬من قوله تعالى‪( :‬سَّبح ِللَّ ِه ما ِفي السَّماو ِ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يم {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪ُ( :‬يوِل ُج اللَّْي َل ِفي‬ ‫ِ‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫ض َو ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ‬ ‫َو ْ‬
‫ُّد ِ‬ ‫النهار ِفي اللَّْي ِل و ُهو عِليم بِ َذ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور {‪)}6‬‬ ‫ات الص ُ‬ ‫َ َ َ ٌ‬ ‫النهَ ِار َوُيول ُج َّ َ َ‬
‫َّ‬
‫دعت المسلمين للبذل والسخاء و اإلنفاق في سبيل اهلل لينال سعادة الدنيا‬ ‫‪-2‬‬
‫آمُنوا بِاللَّ ِه ورسوِل ِه و ِ‬
‫َأنفقُوا ِم َّما َج َعلَ ُكم‬ ‫ومثوبة اآلخرة ‪ ،‬قال تعالى‪ِ ( :‬‬
‫ََ ُ َ‬
‫َّ‬ ‫َِّ‬ ‫ُّمستَ ْخلَِف ِ ِ‬
‫ض اللهَ‬ ‫ين فيه‪ )}7{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬من َذا الذي ُي ْق ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫قَرضاً حسناً فَيض ِ‬
‫يم {‪)}11‬‬ ‫َأجٌر َك ِر ٌ‬
‫اعفَهُ لَهُ َولَهُ ْ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫‪12‬‬
‫تحدثت عن أهل اإليمان و أهل النفاق فالمؤمنون يسعى نورهم بين‬ ‫‪-3‬‬
‫أيديهم والمنافقون يتخبطون في ظلمات الضالل ‪ ،‬قال تعالى‪َ( :‬ي ْو َم تََرى‬
‫ور ُهم َب ْي َن َْأي ِدي ِه ْم‪ )}12{ ..‬إلى قوله تعالى‬ ‫ِ ِ‬
‫ين َواْل ُمْؤ مَنات َي ْس َعى ُن ُ‬
‫ِ‬
‫اْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫اب اْل َج ِح ِيم {‪)}19‬‬ ‫َأص َح ُ‬
‫ك ْ‬ ‫ين َكفَ ُروا َو َك َّذُبوا بِ َآياتَِنا ُْأولَِئ َ‬ ‫َِّ‬
‫‪َ ...( :‬والذ َ‬
‫تحدثت عن حقيقة الدنيا وحقيقة اآلخرة وصورتهما أدقّ تصوير‪ ،‬قال‬ ‫‪-4‬‬
‫اخٌر َب ْيَن ُك ْم َوتَ َكاثٌُر‬ ‫ب َولَ ْه ٌو َو ِز َينةٌ َوتَفَ ُ‬‫الد ْنَيا لَ ِع ٌ‬
‫اعلَ ُموا ََّأن َما اْل َحَياةُ ُّ‬ ‫تعالى‪ْ ( :‬‬
‫اَأْلواَل ِد‪ )}20{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ .. ( :‬و َمن َيتََو َّل فَِإ َّن‬ ‫ِ‬
‫اَأْلم َوال َو ْ‬ ‫في ْ‬
‫ِ‬
‫يد {‪)}24‬‬ ‫اللَّهَ ُه َو اْل َغنِ ُّي اْل َح ِم ُ‬
‫ختمت بالغاية من بعثة الرسل الكرام واألمر بتقوى اهلل تعالى واالقتداء‬ ‫‪-5‬‬
‫َأنزْلَنا‬
‫ات َو َ‬ ‫بهدي رسله الكرام ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬لَقَ ْد َأرسْلَنا رسلََنا بِاْلبيَِّن ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ ُ ُ‬
‫ض َل‬ ‫َأن اْلفَ ْ‬ ‫ان ‪ ) }25{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َواْلم َيز َ‬ ‫َم َعهُ ُم اْلكتَ َ‬
‫ض ِل اْل َع ِظ ِيم {‪. )}29‬‬ ‫اء َواللَّهُ ُذو اْلفَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫بَِيد الله يُْؤ تِيه َمن َي َش ُ‬

‫سورة المجادلة‬

‫تناولت أحكاما تشريعية‪ C‬كثيرة كأحكام الظهار‪ ،‬والكفارة التي تجب على‬
‫المظاهر‪ ،‬وحكم التناجي ‪،‬وآداب المجالس ‪،‬وتقديم الصدقة عند مناجاة‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم وعدم مودة أعداء اهلل ‪ ،‬إلى غير ذلك كما‬
‫تحدثت عن المنافقين واليهود محذرة منهم ‪.‬‬
‫ادَلة ( خولة بنت ثعلبة )التي ظاهر منها زوجها‬
‫مج ِ‬
‫ابتدأت ببيان قصة ال ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫على عادة الجاهلية ‪ ،‬فجاءت تشتكي إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ظلم زوجها وتدعو هلل ‪ ،‬فاستجاب اهلل تعالى لها ونزلت اآليات في أحكام‬

‫‪12‬‬
‫ك ِفي َز ْو ِجهَا‬ ‫الظهار ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬قَ ْد َس ِم َع اللَّهُ قَ ْو َل الَّتِي تُ َج ِادلُ َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون ُمن َكراً‬ ‫َوتَ ْشتَكي ِإلَى الله‪ )}1{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬وِإ َّنهُ ْم لََيقُولُ َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ور {‪)}2‬‬ ‫ِّم َن اْلقَ ْول َو ُزوراً َوِإ َّن اللهَ لَ َعفٌُّو َغفُ ٌ‬
‫ون ِمن ِّن َساِئ ِه ْم‬ ‫تناولت حكم كفارة الظهار‪ ،‬قال تعالى‪( :‬والَِّذين ي َ ِ‬
‫ظاه ُر َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫َّ‬ ‫ون ِل َما قَالُوا‪ )}3{ ...‬إلى قوله تعالى ‪ْ .. ( :‬‬
‫صاهُ اللهُ َوَن ُسوهُ‬ ‫َأح َ‬ ‫ود َ‬
‫ثَُّم َي ُع ُ‬
‫يد {‪. )}6‬‬ ‫َواللَّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِه ٌ‬
‫سرا بين اثنين فأكثر ‪ ،‬وهذا‬ ‫تحدثت عن موضوع التناجي وهو‪ :‬الكالم ً‬ ‫‪-3‬‬
‫دأب اليهود والمنافقين للتآمر على اإلسالم‪ ،‬قال تعالى‪َ( :‬ألَم تَر َّ َّ‬
‫َأن اللهَ‬ ‫ْ َ‬
‫ون ِمن َّن ْج َوى ثَاَل ثَ ٍة‪{ ...‬‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫ض َما َي ُك ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َاوات َو َما في ْ‬
‫ِ‬
‫َي ْعلَ ُم َما في الس َ‬
‫‪)}7‬‬
‫تحدثت عن اليهود اللعناء الذين كانوا يحضرون مجلس رسول اهلل‬ ‫‪-4‬‬
‫المسبة‬
‫فيحيونه بتحية ظاهرها السالم وباطنها ّ‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ّ‬
‫والشتيمة فيقولون ‪ :‬السام عليك يا محمد ‪ ،‬يعنون الموت‪ ،‬و تناولت‬
‫الحديث عن المنافقين بإسهاب وفضحتهم ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ( :‬ألَ ْم تََر‬
‫اج ْو َن بِاِإْل ثِْم‬ ‫ود ِ‬ ‫َِّ‬
‫ون ل َما ُنهُوا َع ْنهُ َوَيتََن َ‬ ‫ين ُنهُوا َع ِن َّ‬
‫الن ْج َوى ثَُّم َي ُع ُ َ‬ ‫ِإلَى الذ َ‬
‫ض ِّار ِه ْم َش ْيئاً ِإاَّل بِِإ ْذ ِن‬
‫ان ‪ )}8{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ..( :‬ولَْي َس بِ َ‬ ‫َواْل ُع ْد َو ِ‬
‫َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ون {‪. )}10‬‬ ‫الله َو َعلَى الله َفْلَيتََو َّك ِل اْل ُمْؤ ِمُن َ‬
‫تحدثت بعدها عن آداب مناجاة النبي صلى اهلل عليه وسلم وآداب‬ ‫‪-5‬‬
‫المجلس وحثت على اإلنفاق في سبيل اهلل وحذرت بشدة من اليمين‬
‫َّحوا ِفي‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫آمُنوا ِإ َذا قي َل لَ ُك ْم تَفَس ُ‬ ‫الكاذبة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ب اللَّهُ ْ‬
‫َأَلغِلَب َّن ََأنا‬ ‫س فَا ْف َس ُحوا‪ )}11{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬كتَ َ‬ ‫اْل َم َج ِال ِ‬
‫ي َع ِز ٌيز {‪)}21‬‬ ‫َو ُر ُسِلي ِإ َّن اللَّهَ قَ ِو ٌّ‬

‫‪12‬‬
‫ختمت ببيان حقيقة الحب في اهلل والبغض فيه الذي هو أصل اإليمان ‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ون َم ْن َح َّ‬
‫اد‬ ‫اد َ‬ ‫ون بِاللَّ ِه واْلَي ْوِم اآْل ِخ ِر ُيو ُّ‬
‫قال تعالى‪( :‬اَل تَ ِج ُد قَ ْوماً يُْؤ ِمُن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب اللَّ ِه َأاَل ِإ َّن‬ ‫اءهم ‪ُ ..‬أولَِئ َ ِ‬
‫ك ح ْز ُ‬ ‫ْ‬ ‫اءه ْم َْأو َْأبَن ُ ْ‬
‫َّ‬
‫اللهَ َو َر ُسولَهُ َولَ ْو َك ُانوا َآب ُ‬
‫ون {‪. )}22‬‬ ‫ِ‬ ‫ِح ْز َّ ِ‬
‫ب الله ُه ُم اْل ُم ْفل ُح َ‬
‫َ‬

‫سورة الحشر‬

‫تعنى بجانب التشريع ‪ ،‬ويدور محور الحديث فيها عن غزوة (بني النضير‬
‫) ‪ ،‬وهم اليهود الذين نقضوا العهد مع الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫فأجالهم عن المدينة المنورة ‪ ،‬كما تحدثت عن المنافقين وفضحت فعائلهم‬
‫وحذرت منهم ‪.‬‬
‫وهي بإيجاز سورة ( الغزوات والجهاد ) والفيء والغنائم ‪.‬‬
‫ابتدأت بتنـزيه اهلل وتمجيده فالكون كله ينطق بعظمته ‪ ،‬و ذكرت بعض‬ ‫‪-1‬‬
‫آثار قدرته تعالى بإجالء اليهود عن ديارهم وقالعهم ‪،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ض َو ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َح ِكيم {‪)}1‬‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ ِ‬
‫َّم َاوات َو َما في ْ‬ ‫( َسَّب َح لله َما في الس َ‬
‫ُأصوِلهَا‬ ‫طعتُم ِّمن لِّ َين ٍة َأو تَر ْكتُم َ ِئ‬
‫وها قَا َمةً َعلَى ُ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ما قَ َ ْ‬
‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ين {‪. )}5‬‬ ‫ي اْلفَاسق َ‬ ‫فَبِِإ ْذ ِن الله َوِلُي ْخ ِز َ‬
‫وضحت الحكمة من الفيء لمساعدة الفقراء والتعادل في طبقات‬ ‫‪-2‬‬
‫المجتمع‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬و َما َأفَاء اللَّهُ َعلَى َر ُسوِل ِه ِم ْنهُ ْم فَ َما َْأو َج ْفتُ ْم َعلَْي ِه‪..‬‬
‫اب {‪. )}7‬‬ ‫يد اْل ِعقَ ِ‬‫{‪ )}6‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬واتَّقُوا اللَّهَ ِإ َّن اللَّهَ َش ِد ُ‬
‫ونوهت بفضائل المهاجرين‬ ‫تناولت أصحاب رسول اهلل بالثناء العاطر ‪ّ ،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ُأخ ِر ُجوا ِمن‬ ‫ين ْ‬ ‫واألنصار ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ِ( :‬لْلفُقَراء اْلمها ِج ِر َِّ‬
‫ين الذ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬

‫‪12‬‬
‫َأم َو ِال ِه ْم‪ )}8{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ .. ( :‬واَل تَ ْج َع ْل ِفي ُقلُوبَِنا‬ ‫ِد ِ‬
‫يار ِه ْم َو ْ‬
‫كر ٌ ِ‬ ‫ِ َِِّّ‬
‫يم {‪. )}10‬‬‫وف َّرح ٌ‬ ‫آمُنوا َرَّبَنا ِإَّن َ َ ُؤ‬
‫ين َ‬‫غاّلً للذ َ‬
‫ذكرت المنافقين األشرار الذين تحالفوا مع اليهود ضد المسلمين ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫بتذكر‬
‫ومثلتهم بالشيطان الذي يغري اإلنسان بالكفر ‪ ،‬ووعظت المؤمنين ّ‬
‫ون ِإِل ْخ َوانِ ِه ُم‬ ‫َِّ‬
‫يوم القيامة ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ( :‬ألَ ْم تَر ِإلَى الذ َ‬
‫ين َنافَقُوا َيقُولُ َ‬
‫َِّ‬
‫اب‬
‫َأص َح ُ‬‫الن ِار َو ْ‬
‫اب َّ‬‫َأص َح ُ‬‫ين‪ )}11{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬اَل َي ْستَِوي ْ‬ ‫الذ َ‬
‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪. )}20‬‬ ‫اب اْل َجَّنة ُه ُم اْلفَا ُز َ‬ ‫اْل َجَّنة ْ‬
‫َأص َح ُ‬
‫ختمت بذكر عظمة القرآن الكريم و ذكرت أسماء اهلل الحسنى وصفاته‬ ‫‪-5‬‬
‫َأنزْلَنا َه َذا‬
‫العليا ونزهته تعالى عن كل نقص ‪ ،‬من قوله تعالى‪( :‬لَ ْو َ‬
‫ص ِّدعاً ‪ )}21{ ..‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ َّ‬
‫آن َعلَى َجَبل ل َر َْأيتَهُ َخاشعاً ُّمتَ َ‬ ‫اْلقُ ْر َ‬
‫ِّح لَهُ َما ِفي‬
‫اَأْلس َماء اْل ُح ْسَنى ُي َسب ُ‬
‫ص ِّو ُر لَهُ ْ‬ ‫ق اْلَب ِارُئ اْل ُم َ‬‫( ُه َو اللَّهُ اْل َخ ِال ُ‬
‫ِ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬
‫يم {‪.)}24‬‬ ‫ض َو ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ‬ ‫َّم َاوات َو ْ‬ ‫الس َ‬

‫سورة الممتحنة‬

‫وتهتم بجانب التشريع ‪ ،‬ومحورها يدور حول فكرة الحب والبغض في اهلل‬
‫الذي هو أوثق عرى اإليمان واشتملت على كثير جدا من األحكام التشريعية‪C‬‬
‫‪.‬‬
‫ابتدأت بالتحذير من مواالة أعداء اهلل الذين آذوا المسلمين واضطروهم‬ ‫‪-1‬‬
‫آمُنوا اَل تَتَّ ِخ ُذوا َع ُد ِّوي‬ ‫َِّ‬
‫للهجرة عن ديارهم ‪ ،‬قال تعالى‪َ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ون ِإلَْي ِهم بِاْل َم َو َّد ِة ‪ )}1{ ...‬إلى قوله تعالى ‪.. ( :‬‬
‫َو َع ُد َّو ُك ْم َْأوِلَياء تُْلقُ َ‬
‫ون {‪. )}2‬‬ ‫َو َو ُّدوا لَ ْو تَ ْكفُُر َ‬

‫‪13‬‬
‫ّبينت أن النسب والقرابة والصداقة لن تنفع يوم القيامة فال ينفع وقتها إال‬ ‫‪-2‬‬
‫ام ُك ْم َواَل َْأواَل ُد ُك ْم َي ْو َم‬
‫(لَن تَنفَ َع ُك ْم َْأر َح ُ‬
‫العمل الصالح ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ص ٌير {‪. )}3‬‬ ‫تَعملُون ب ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫ص ُل َب ْيَن ُك ْم َواللَّهُ بِ َما‬
‫اْل ِقيام ِة ي ْف ِ‬
‫ََ َ‬
‫ضربت المثل في إيمان إبراهيم عليه السالم و أتباعه المؤمنين ليكونوا‬ ‫‪-3‬‬
‫ين َم َعهُ ِإ ْذ قَالُوا‬ ‫َِّ‬ ‫ِ ِإ ِ‬
‫يم َوالذ َ‬
‫ُأس َوةٌ َح َسَنةٌ في ْب َراه َ‬ ‫ت لَ ُك ْم ْ‬ ‫للمؤمنين قدوة (قَ ْد َك َان ْ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪ )}4‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ع َسى اللهُ‬ ‫لقَ ْو ِم ِه ْم ِإَّنا ُب َرءاؤا من ُك ْم َو ِم َّما تَ ْعُب ُد َ‬
‫َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َِّ‬
‫اد ْيتُم ِّم ْنهُم َّم َو َّدةً َواللهُ قَد ٌير َواللهُ َغفُ ٌ‬
‫ور‬ ‫ين َع َ‬ ‫َأن َي ْج َع َل َب ْيَن ُك ْم َوَب ْي َن الذ َ‬
‫يم {‪. )}7‬‬ ‫ِ‬
‫َّرح ٌ‬
‫تحدثت عن حكم الذين لم يعادوا المسلمين ولم يقاتلوهم ‪ ،‬وحكم الذين‬ ‫ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫َِّ‬ ‫َّ‬
‫آذوا المؤمنين وقاتلوهم ‪ ،‬من قوله تعالى‪( :‬اَل َي ْنهَا ُك ُم اللهُ َع ِن الذ َ‬
‫ين‬
‫ين َولَ ْم ُي ْخ ِر ُجو ُكم ِّمن ِدَي ِار ُك ْم ‪ )}8{ ...‬إلى قوله تعالى‬ ‫لَ ْم ُيقَاتِلُو ُك ْم ِفي ِّ‬
‫الد ِ‬
‫ون {‪)}9‬‬ ‫َّ ِ‬ ‫‪َ ... ( :‬و َمن َيتََولَّهُ ْم فَ ُْأولَِئ َ‬
‫ك ُه ُم الظال ُم َ‬
‫ّبينت وجوب امتحان المؤمنات عند الهجرة وعدم ردهن للكفار إن ثبت‬ ‫‪-5‬‬
‫إيمانهن ‪ ،‬وحكم مبايعة النساء لرسول الله صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫آمُنوا ِإ َذا َجاء ُك ُم‬ ‫َِّ‬
‫وشروط البيعة‪ ،‬من قوله تعالى‪َ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫يمانِ ِه َّن ‪ )}10{ ...‬إلى قوله‬ ‫وه َّن اللَّهُ ْ ِِإ‬
‫امتَ ِحُن ُ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫اْل ُمْؤ ِمَن ُ‬
‫َأعلَ ُم ب َ‬ ‫ات ُمهَاج َرات فَ ْ‬
‫َأص َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬
‫اب اْلقُُب ِ‬
‫ور‬ ‫تعالى ‪ ... ( :‬قَ ْد َي ُسوا م َن اآْل خ َر ِة َك َما َي َس اْل ُكفَّ ُار م ْن ْ‬
‫{‪. )}13‬‬

‫سورة الصفّ‬

‫‪13‬‬
‫وتعنى باألحكام التشريعية‪ ، C‬وتتحدث عن موضوع القتال وجهاد أعداء اهلل‬
‫‪،‬وعن التجارة الرابحة التي بها سعادة المؤمن في الدنيا واآلخرة ‪ ،‬وسميت‪C‬‬
‫الصف ألن محورها يدور حول القتال ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بسورة‬
‫ابتدأت بعد تسبيحه تعالى بتحذير المؤمنين من إخالف الوعد ‪،‬كما‬ ‫‪-1‬‬
‫تحدثت عن قتال أعداء اهلل حثّاً للمؤمنين على القتال بشجاعة وبسالة‬
‫َِّ‬
‫ألنهم يقاتلون في سبيل إعالء كلمة اهلل ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين‬
‫ب‬‫ون ‪ )}1{ ..‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن اللَّهَ ُي ِح ُّ‬ ‫ون َما اَل تَ ْف َعلُ َ‬
‫ِ‬
‫َآمُنوا ل َم تَقُولُ َ‬
‫َ‬
‫ِِ‬ ‫الَِّذين يقَاتِلُ ِ‬
‫وص {‪)}4‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫ان َّم ْر ُ‬ ‫ون في َسبِيله َ‬
‫صفّاً َك ََّأنهُم ُب َني ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫تناولت موقف اليهود من دعوة موسى وعيسى عليهما السالم ‪ ،‬و ما‬ ‫‪-2‬‬
‫أصابهما من أذى تسلية لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيما ناله من‬
‫وننِي‪{ ...‬‬ ‫وسى ِلقَ ْو ِم ِه َيا قَ ْوِم ِل َم تُْؤ ُذ َ‬
‫كفار مكة ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬وِإ ْذ قَا َل ُم َ‬
‫‪ )}5‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و ُه َو ُي ْد َعى ِإلَى اِإْل ْساَل ِم َواللَّهُ اَل َي ْه ِدي اْلقَ ْو َم‬
‫ين {‪. )}7‬‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الظالم َ‬
‫تحدثت عن سنـته تعالى في نصرة دينه ‪ ،‬و مثلت المشركين بمن يريد‬ ‫‪-3‬‬
‫إطفاء نور الشمس بفمه ‪ ،‬واهلل متم نوره رغما عنهم ‪ ،‬من قوله تعالى‬
‫ون‬ ‫ِ‬ ‫اه ِه ْم َواللَّهُ ُمتِ ُّم ُن ِ‬
‫ور ِه َولَ ْو َك ِرهَ اْل َكاف ُر َ‬
‫ط ِف وا ُنور اللَّ ِه بَِأ ْفو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يد ِ‬
‫‪ُ( :‬ي ِر ُ َ‬
‫ون لُي ْ ُؤ‬
‫ين ُكلِّ ِه‬ ‫ظ ِه َرهُ َعلَى ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫ق ِلُي ْ‬
‫ين اْل َح ِّ‬‫{‪ُ }8‬ه َو الَِّذي َْأر َس َل َر ُسولَهُ بِاْلهُ َدى َو ِد ِ‬
‫ون {‪. )}9‬‬ ‫َولَ ْو َك ِرهَ اْل ُم ْش ِر ُك َ‬
‫دعت المؤمنين للتجارة الرابحة وحرضتهم على الجهاد في سبيل اهلل‬ ‫‪-4‬‬
‫َِّ‬
‫َآمُنوا‬
‫ين َ‬ ‫بالنفس والنفيس لينالوا السعادة الدائمة ‪ ،‬قال تعالى‪َ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫اب َِأل ٍيم ‪ )}10{ ...‬إلى قوله تعالى‬ ‫َأدلُّ ُكم َعلَى تِ َجار ٍة تُن ِجي ُكم ِّم ْن َع َذ ٍ‬
‫َ‬ ‫َه ْل ُ ْ‬
‫ين {‪)}13‬‬ ‫ِ‬ ‫صٌر ِّم َن اللَّ ِه َوفَتْ ٌح قَ ِر ٌ‬
‫يب َوَب ِّش ِر اْل ُمْؤ ِمن َ‬ ‫ُأخ َرى تُ ِحُّب َ‬
‫ونهَا َن ْ‬ ‫‪َ ( :‬و ْ‬

‫‪13‬‬
‫ختمت بدعوة أهل اإليمان إلى نصرة دين الرحمن كما فعل الحوارييون‬ ‫‪-5‬‬
‫َِّ‬
‫َآمُنوا‬
‫ين َ‬ ‫عندما نصروا عيسى عليه السالم‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫َأنص ِاري ِإلَى‬ ‫ِ‬ ‫ُكونوا َأنصار اللَّ ِه َكما قَ َ ِ‬
‫ِّين َم ْن َ‬ ‫يسى ْاب ُن َم ْرَي َم لْل َح َو ِاري َ‬
‫ال ع َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫َآمَنت طَّاِئفَةٌ ِّمن َبنِي ِإ ْس َراِئي َل‬ ‫َّ ِ‬
‫َأنص ُار الله فَ َ‬
‫ون َن ْح ُن َ‬
‫َّ ِ‬
‫الله قَا َل اْل َح َو ِارُّي َ‬
‫و َكفَرت طَّاِئفَةٌ فَ ََّأي ْدَنا الَِّذين َآمُنوا علَى ع ُد ِّو ِهم فََأصبحوا َ ِ‬
‫ين {‬ ‫ظاه ِر َ‬ ‫َ َ ْ َْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫‪.)}14‬‬

‫سورة الجمعة‬

‫وتتناول‪ C‬جوانب التشريع ‪ ،‬وتدور حول محور بيان أحكام صالة الجمعة التي‬
‫فرضها اهلل على المؤمنين ‪.‬‬
‫تناولت بعثة خاتم الرسل صلى اهلل عليه وسلم و ّبينت أنه الرحمة المهداة‬ ‫‪-1‬‬
‫ِّح ِللَّ ِه َما ِفي‬
‫إلنقاذ البشرية من الضالل ‪،‬من قوله تعالى‪ُ( :‬ي َسب ُ‬
‫يز اْل َح ِك ِيم {‪ )}1‬إلى قوله‬ ‫ض اْل َمِل ِك اْلقُ ُّد ِ‬
‫وس اْل َع ِز ِ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َاوات َو َما في ْ‬
‫الس َ‬
‫ض ِل اْل َع ِظ ِيم {‪)}4‬‬‫اء َواللَّهُ ُذو اْلفَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ك فَ ْ َّ ِ‬
‫ض ُل الله يُْؤ تِيه َمن َي َش ُ‬ ‫تعالى ‪َ ( :‬ذِل َ‬
‫تحدثت عن اليهود وانحرافهم عن شرع اهلل ومثلت لهم بالحمار الذي‬ ‫‪-2‬‬
‫كتبا نافعة وال يناله منها سوى التعب ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬مثَ ُل‬ ‫يحمل ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫َأسفَاراً ‪)}5{ ...‬‬ ‫ين ُح ِّملُوا التَّْو َراةَ ثَُّم لَ ْم َي ْح ِملُ َ‬
‫وها َك َمثَ ِل اْلح َم ِار َي ْحم ُل ْ‬ ‫الذ َ‬
‫اد ِة فَُيَنِّبُئ ُكم بِ َما‬ ‫ون ِإلَى َع ِالِم اْل َغ ْي ِب و َّ‬
‫الشهَ َ‬ ‫َ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪ ... ( :‬ثَُّم تَُر ُّد َ‬
‫ون {‪. )}8‬‬‫ُكنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬
‫تناولت أحكام صالة الجمعة ‪ ،‬ودعت المسلمين للمسارعة إليها ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وحرمت البيع وقت األذان والنداء لها وختمت بالتحذير من االنشغال عن‬
‫ين آمُنوا ِإ َذا ُن ِ‬ ‫َِّ‬
‫ودي‬ ‫الصالة بالتجارة واللهو ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ َ‬
‫‪13‬‬
‫اس َع ْوا ِإلَى ِذ ْك ِر اللَّ ِه‪ )}9{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِل َّ ِ ِ‬
‫لصاَل ة من َي ْوِم اْل ُج ُم َعة فَ ْ‬
‫ند اللَّ ِه َخ ْيٌر ِّم َن اللَّ ْه ِو َو ِم َن التِّ َج َار ِة َواللَّهُ َخ ْي ُر َّ‬
‫الر ِاز ِق َ‬
‫ين {‬ ‫‪ُ ...‬ق ْل َما ِع َ‬
‫‪. )}11‬‬

‫سورة المنافقون‬

‫وتتناول‪ C‬جوانب التشريع واألحكام وتتحدث عن اإلسالم من زاويته‪ C‬العملية‬


‫وهي القضايا التشريعية‪. C‬‬
‫تناولت صفات المنافقين وأخالقهم الذميمة كالكذب والتآمر‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ك لَ َر ُسو ُل اللَّ ِه ‪ )}1{ ...‬إلى قوله‬ ‫ون قَالُوا َن ْشهَ ُد ِإَّن َ‬ ‫ِ‬ ‫(ِإ َذا َجاء َ‬
‫ك اْل ُمَنافقُ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ َّ‬
‫ين {‪)}6‬‬‫تعالى ‪ ... ( :‬لَن َي ْغف َر اللهُ لَهُ ْم ِإ َّن اللهَ اَل َي ْهدي اْلقَ ْو َم اْلفَاسق َ‬
‫تحدثت عن مقاالتهم الشنيعة في حق رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫‪-2‬‬
‫واعتقادهم أن دعوته ستتالشى‪ -‬خابوا وخسروا ‪ ، -‬من قوله تعالى‪:‬‬
‫ول اللَّ ِه‪ )}7{ ..‬إلى قوله‬ ‫ند رس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون اَل تُنفقُوا َعلَى َم ْن ع َ َ ُ‬ ‫ين َيقُولُ َ‬
‫َِّ‬
‫( ُه ُم الذ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ون {‬
‫ين اَل َي ْعلَ ُم َ‬ ‫تعالى ‪َ ...( :‬وِلله اْلع َّزةُ َوِل َر ُسوِله َوِلْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫ين َولَك َّن اْل ُمَنافق َ‬
‫‪. )}8‬‬
‫ختمت بتحذير المؤمنين من أن ينشغلوا بزينة الدنيا ولهوها ومتاعها عن‬ ‫‪-3‬‬
‫عبادة اهلل تعالى وطاعته ‪ ،‬شأن المنافقين ‪ ،‬وأمرت باإلنفاق في سبيل‬
‫َِّ‬
‫آمُنوا اَل تُْل ِه ُك ْم ْ‬
‫َأم َوالُ ُك ْم‬ ‫اهلل قبل فوات األوان ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫َواَل َْأواَل ُد ُك ْم َعن ِذ ْك ِر اللَّ ِه‪ ، )}9{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ .. ( :‬ولَن ُيَؤ ِّخ َر‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ون {‪.)}11‬‬ ‫َأجلُهَا َواللهُ َخبِ ٌير بِ َما تَ ْع َملُ َ‬
‫اللهُ َن ْفساً ِإ َذا َجاء َ‬
‫‪13‬‬
‫سورة التغابن‬

‫وتعنى بالتشريع ‪ ،‬لكن جوها جو السور المكية التي تعالج أصول العقيدة‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫تحدثت عن جالل اهلل وعظمته ‪ ،‬وتناولت موضوع اإلنسان المعترف‬ ‫‪-1‬‬
‫ِّح ِللَّ ِه َما ِفي‬
‫بربه واإلنسان الكافر الجاحد باهلل ‪ ،‬قال تعالى‪ُ ( :‬ي َسب ُ‬
‫ك َولَهُ اْل َح ْم ُد َو ُه َو َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير‬ ‫اَأْلر ِ‬
‫ض لَهُ اْل ُمْل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َاوات َو َما في ْ‬ ‫الس َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َواللهُ‬‫ون َو َما تُ ْعلُن َ‬
‫‪ )}1{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬وَي ْعلَ ُم َما تُس ُّر َ‬
‫ور {‪. )}4‬‬ ‫ُّد ِ‬ ‫عِليم بِ َذ ِ‬
‫ات الص ُ‬ ‫َ ٌ‬
‫ضربت األمثال بالقرون الماضية واألمم الخالية التي كذبت رسل اهلل وما‬ ‫‪-2‬‬
‫ين َكفَ ُروا ِمن‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫حل بهم من عقاب ودمار ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ألَ ْم َيْأت ُك ْم َنَبُأ الذ َ‬
‫َّ‬
‫استَ ْغَنى اللهُ‬ ‫َأم ِر ِه ْم ‪ )}5{ ..‬إلى قوله تعالى ‪َّ ... ( :‬و ْ‬ ‫قَْب ُل فَ َذاقُوا َوَبا َل ْ‬
‫يد {‪. )}6‬‬ ‫َواللَّهُ َغنِ ٌّي َح ِم ٌ‬
‫أقسمت على أن البعث حق البد منه أقر به المشركون أو أنكروه‪ ،‬قال‬ ‫‪-3‬‬
‫ين َكفَ ُروا َأن لَّن ُي ْب َعثُوا‪ )}7{ ..‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫َِّ‬
‫تعالى‪َ ( :‬ز َع َم الذ َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫يم {‪)}11‬‬ ‫( ‪َ ...‬و َمن يُْؤ ِمن بِالله َي ْهد َقْلَبهُ َواللهُ بِ ُكل َش ْيء َعل ٌ‬
‫أمرت بطاعة اهلل ورسوله وحذرت من اإلعراض عن دعوة اهلل ‪ ،‬قال‬ ‫‪-4‬‬
‫الر ُسو َل فَِإن تََولَّْيتُ ْم فَِإ َّن َما َعلَى َر ُسوِلَنا‬ ‫يعوا َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫يعوا اللهَ َوَأط ُ‬
‫ِ‬
‫تعالى‪َ ( :‬وَأط ُ‬
‫َّ ِ‬ ‫اَّل‬ ‫َّ‬
‫ون {‬ ‫ين {‪ }12‬اللهُ اَل ِإلَهَ ِإ ُه َو َو َعلَى الله َفْلَيتََو َّك ِل اْل ُمْؤ ِمُن َ‬ ‫اْلَباَل غُ اْل ُمبِ ُ‬
‫‪)}13‬‬
‫حذرت من عداوة بعض الزوجات واألوالد فإنهم كثيرا ما يمنعون من‬ ‫ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫ين آمُنوا ِإ َّن ِم ْن َْأزو ِ‬ ‫َِّ‬
‫اج ُك ْم‬ ‫َ‬ ‫الجهاد والهجرة‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ َ‬
‫‪13‬‬
‫َو َْأواَل ِد ُك ْم َع ُد ّواً لَّ ُك ْم‪ )}14{ ...‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و َمن ُي َ‬
‫وق ُش َّح‬
‫ون {‪)}16‬‬ ‫ِ‬ ‫َن ْف ِس ِه فَ ُْأولَِئ َ‬
‫ك ُه ُم اْل ُم ْفل ُح َ‬
‫ختمت باألمر باإلنفاق في سبيل اهلل إلعالء دينه وحذرت من الشح‬ ‫‪-6‬‬
‫والبخل ‪ ،‬قال تعالى‪ِ( :‬إن تُ ْق ِرضوا اللَّه قَرضاً حسناً يض ِ‬
‫اع ْفهُ لَ ُك ْم َوَي ْغ ِف ْر‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫الشه َ ِ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ادة اْل َع ِز ُيز اْل َحك ُ‬
‫يم {‬ ‫يم {‪َ }17‬عال ُم اْل َغ ْيب َو َ‬
‫ور َحل ٌ‬
‫لَ ُك ْم َواللهُ َش ُك ٌ‬
‫‪. )}18‬‬

‫سورة الطالق‬

‫و تعنى باألحكام التشريعية‪ C‬المتعلقة بأحوال الزوجين كبيان أحكام الطالق‬


‫وكيفيته‪ C‬وما يترتب عليه من أحكام ‪.‬‬
‫تناولت أحكام الطالق ‪ ،‬وأمرت المؤمنين بسلوك أفضل الطرق عند‬ ‫‪-1‬‬
‫تعذر استمرار الحياة الزوجية ‪ ،‬ودعت إلى تطليق الزوجة على الوجه‬
‫وه َّن ِل ِع َّدتِ ِه َّن‬
‫طلِّقُ ُ‬ ‫طلَّ ْقتُُم ِّ‬
‫الن َساء فَ َ‬ ‫النبِ ُّي ِإ َذا َ‬
‫المشروع ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬يا َُّأيهَا َّ‬
‫صوا اْل ِع َّدةَ َواتَّقُوا اللَّهَ ‪)}1{ ..‬‬
‫َأح ُ‬
‫َو ْ‬
‫دعت الرجال للتمهل وعدم التسرع في االنفصال ‪ ،‬فهو أبغض الحالل‬ ‫‪-2‬‬
‫العدة لضبط انتهائها لئال تختلط األنساب ‪،‬‬
‫عند اهلل ‪ ،‬كما دعت إلحصاء ّ‬
‫وكي ال يلحق المطلقة الضرر ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ ( :‬فَِإ َذا َبلَ ْغ َن َ‬
‫َأجلَهُ َّن‬
‫وه َّن بِمعر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َأم ِس ُك ُ ِ‬
‫وف ‪ )}2{ ..‬إلى قوله تعالى ‪( :‬‬ ‫وه َّن ب َم ْع ُروف َْأو فَ ِارقُ ُ َ ْ ُ‬ ‫فَ ْ‬
‫َأم ِر ِه قَ ْد َج َع َل اللَّهُ ِل ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ْدراً {‪. )}3‬‬ ‫َّ ِ‬
‫‪ِ ...‬إ َّن اللهَ َبالغُ ْ‬

‫‪13‬‬
‫عدة اليائس وعدة الصغيرة وعدة الحامل ‪ ،‬كما‬
‫تناولت أحكام العدّة فبينت ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫تكررت الدعوة لتقوى اهلل ترغيـًبا تارة وترهيـًبا تارة أخرى لكي ال يظلم‬
‫أحد الزوجين ‪ ،‬وبينت أحكام السكنى والنفقة ‪ ،‬من قوله تعالى‪( :‬‬
‫يض ِمن ِّن َساِئ ُك ْم ِإ ِن ْارتَْبتُ ْم فَ ِع َّدتُهُ َّن ثَاَل ثَةُ َأ ْشهُ ٍر ‪..‬‬
‫والاَّل ِئي َيِئ ْس َن ِم َن اْل َم ِح ِ‬
‫َ‬
‫{‪ )}4‬إلى قوله تعالى ‪َ .. ( :‬سَي ْج َع ُل اللَّهُ َب ْع َد ُع ْس ٍر ُي ْسراً {‪. )}7‬‬
‫ختمت بالتحذير من تعدي حدود اهلل ‪ ،‬وضربت األمثلة باألمم الباغية وما‬ ‫‪-4‬‬
‫حل بها ‪ ،‬وأشارت لقدرة اهلل في الخلق وبراهين وحدانيته ‪ ،‬من قوله‬
‫اها ِح َساباً‬ ‫ِِ‬
‫َأم ِر َربِّهَا َو ُر ُسله فَ َح َ‬
‫اس ْبَن َ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬و َكَأيِّن ِّمن قَ ْرَي ٍة َعتَ ْ‬
‫ت َع ْن ْ‬
‫َأن اللَّهَ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء‬
‫َش ِديداً ‪ ، )}8{ ..‬إلى قوله تعالى ( ‪ِ ..‬لتَ ْعلَ ُموا َّ‬
‫ط بِ ُك ِّل َش ْي ٍء ِعْلماً {‪. )}12‬‬ ‫َأحا َ‬ ‫قَ ِدير و َّ َّ‬
‫َأن اللهَ قَ ْد َ‬ ‫ٌ َ‬
‫سورة التحريم‬

‫تتناول السورة الشئون التشريعية‪ ، C‬وتعالج قضايا وأحكاما تتعلق ببيت‬


‫النبوة وبأمهات المؤمنين الطاهرات في إطار تهيئة البيت المسلم والنموذج‬
‫األكمل لألسر السعيدة‪.‬‬
‫حرم على‬
‫ابتدأت بعتاب للنبي صلى اهلل عليه وسلم عتاباً رقيقاً حين ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫نفسه سريته ( مارية ) أو شرب العسل مراعاة لخاطر بعض زوجاته‬
‫وقد شرع اهلل للمسلمين ككل ما تنحل به األيمان قبل الحنث وما تكفر به‬
‫َّ‬ ‫بعد الحنث ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ ( :‬يا َُّأيها َّ ِ‬
‫َأح َّل اللهُ‬
‫النبِ ُّي ل َم تُ َح ِّر ُم َما َ‬ ‫َ َ‬
‫يم{‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫اج َ َّ‬ ‫ك تَْبتَ ِغي مرضاة َْأزو ِ‬
‫ور َّرح ٌ‬
‫ك َواللهُ َغفُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫لَ َ‬
‫يم {‪)}2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫يم اْل َحك ُ‬
‫(‪َ ...‬واللهُ َم ْواَل ُك ْم َو ُه َو اْل َعل ُ‬

‫‪13‬‬
‫ً‬
‫مثاال‬ ‫خطيرا أال وهو إفشاء السر بين الزوجين وضربت‬
‫ً‬ ‫تناولت أمراً‬ ‫‪-2‬‬
‫بالسيدة حفصة التي أفشت سر رسول اهلل لعائشة حتى هم بتطليق‬
‫ض َْأز َوا ِج ِه َح ِديثاً َفلَ َّما‬
‫النبِ ُّي ِإلَى َب ْع ِ‬
‫َأس َّر َّ‬
‫أزواجه ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬وِإ ْذ َ‬
‫ض َفلَ َّما َنَّب َ‬
‫َأها‬ ‫ض َعن َب ْع ٍ‬ ‫َأع َر َ‬
‫ضهُ َو ْ‬ ‫ف َب ْع َ‬ ‫ظهَ َرهُ اللَّهُ َعلَْي ِه َع َّر َ‬
‫َأت بِ ِه َوَأ ْ‬
‫َنَّب ْ‬
‫يم اْل َخبِ ُير {‪)}3‬‬ ‫ِ‬ ‫َأك َه َذا قَ َ ِ‬ ‫بِ ِه قَالَ ْ‬
‫ال َنَّبَأن َي اْل َعل ُ‬ ‫َأنب َ‬
‫ت َم ْن َ‬
‫وجهت اآليات الخطاب للزوجتين الكريمتين ‪ :‬حفصة ‪ ،‬وعائشة رضي‬ ‫‪-3‬‬
‫اهلل عنهما ‪ ،‬فعرضت عليهما التوبة وعاتبهما اهلل تعالى في اآليات‬
‫وحذرهما من التعاون على ما يشق على النبي صلى اهلل عليه وسلم فاهلل‬
‫تعالى ومالئكته والمؤمنين هم أعوان لرسول اهلل ‪ ،‬وحذرتهما من‬
‫الطالق واستبدال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بأزواج خيرا منهن ‪،‬‬
‫َّ ِ‬
‫وب ُك َما ‪ )}4{ ....‬إلى‬‫ت ُقلُ ُ‬ ‫وبا ِإلَى الله فَقَ ْد َ‬
‫ص َغ ْ‬ ‫من قوله تعالى ‪ِ( :‬إن تَتُ َ‬
‫ات ساِئح ٍ‬
‫ات‬ ‫ات عابِ َد ٍ‬‫ات تَاِئب ٍ‬ ‫ات قَانِتَ ٍ‬
‫ات ُّم ِمَن ٍ‬
‫قوله تعالى ‪ .... ( :‬مسِلم ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْؤ‬ ‫ُْ َ‬
‫ثَيِّب ٍ‬
‫ات َو َْأب َكاراً {‪)}5‬‬ ‫َ‬
‫حذرت اآليات المؤمنين من النار وصورتها تصويراً مرعباً ‪ ،‬وبينت‬ ‫‪-4‬‬
‫للكافرين أن ال فائدة من اعتذرهم عندما يحل العذاب ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫َأهِلي ُك ْم َناراً‪ )}6{ ...‬إلى قوله تعالى‬ ‫َِّ‬
‫آمُنوا قُوا َأنفُ َس ُك ْم َو ْ‬‫ين َ‬‫( َيا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ين َكفَ ُروا اَل تَ ْعتَذ ُروا اْلَي ْو َم ِإَّن َما تُ ْج َز ْو َن َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬
‫ون {‬ ‫‪َ( :‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫‪)}7‬‬
‫رغبت المؤمنين بالتوبة النصوح وبينت لهم النعيم في الجنة ترغيباً لهم ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وأمرت النبي صلى اهلل عليه وسلم بجهاد الكافرين ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫َّ ِ‬ ‫َِّ‬
‫وبوا ِإلَى الله تَ ْوَبةً َّن ُ‬
‫صوحاً‪ )...‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬يا‬ ‫آمُنوا تُ ُ‬ ‫(َيا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬

‫‪13‬‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫اه ْم َجهََّن ُم َوبِْئ َس‬
‫ظ َعلَْي ِه ْم َو َم َْأو ُ‬
‫اغلُ ْ‬ ‫النبِ ُّي َجاهد اْل ُكفَّ َار َواْل ُمَنافق َ‬
‫ين َو ْ‬ ‫َُّأيهَا َّ‬
‫ص ُير {‪)}9‬‬ ‫اْلم ِ‬
‫َ‬
‫ختمت بضرب مثلين ‪ :‬األول للزوجة الكافرة في عصمة الرجل الصالح‬ ‫‪-6‬‬
‫المؤمن ‪ ،‬ومثال للزوجة المؤمنة في عصمة الرجل الكافر ‪ ،‬تنبيها أنه‬
‫ب اللَّهُ َمثَالً‬
‫ض َر َ‬
‫في اآلخرة ال يغني أحد عن أحد ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬‬
‫وط‪ ، )}10{ ..‬إلى قوله تعالى ‪..( :‬‬ ‫وح وِامرَأةَ لُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َِِّّ‬
‫ين َكفَ ُروا ا ْم َرَأةَ ُن ٍ َ ْ َ‬
‫للذ َ‬
‫ين {‪. )}12‬‬ ‫ِِ‬ ‫ات ربِّها و ُكتُبِ ِه و َك َان ْ ِ‬
‫وص َّدقَ ْ ِ ِ ِ‬
‫ت م َن اْلقَانت َ‬ ‫َ‬ ‫ت ب َكل َم َ َ َ‬ ‫َ َ‬

‫سورة الملك‬

‫مكية تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى وقد تناولت أهدافاً رئيسية‬
‫ثالثة وهي ‪ ( :‬إثبات عظمة اهلل وقدرته على اإلحياء واإلماتة ‪ ،‬وإ قامة‬
‫األدلة والبراهين على وحدانية رب العالمين ‪ ،‬ثم بيان عاقبة المكذبين‬
‫الجاحدين بالبعث والنشور ) ‪.‬‬
‫ابتدأت بتوضيح الهدف األول وهو أن اهلل بيده الملك وهو المهيمن‬ ‫‪-1‬‬
‫ك َو ُه َو َعلَى‬‫ك الَِّذي بَِي ِد ِه اْل ُمْل ُ‬
‫المتصرفـ في األكوان ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬تََب َار َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِّ‬
‫ور {‪)}2‬‬ ‫ُكل َش ْيء قَد ٌير {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و ُه َو اْل َع ِز ُيز اْل َغفُ ُ‬
‫تحدثت عن خلق السماوات السبع والنجوم التي تزينها ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ات ِطَباقاً {‪ )}3‬إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و ْ‬
‫َأعتَ ْدَنا لَهُ ْم‬ ‫ق س ْبع سماو ٍ‬ ‫َِّ‬
‫الذي َخلَ َ َ َ َ َ َ‬
‫ير {‪)}5‬‬ ‫ع َذاب الس ِ‬
‫َّع ِ‬ ‫َ َ‬
‫تحدثت عن المجرمين بإسهاب وحالهم في جهنم ‪ ،‬وقارنتهم بالمؤمنين‬ ‫‪-3‬‬
‫على سبيل الترغيب والترهيب محذرة إياهم من غضب اهلل ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫ص ُير {‪ )}6‬إلى قوله تعالى‬ ‫(وِللَِّذين َكفَروا بِرِّب ِهم ع َذاب جهَّنم وبِْئ س اْلم ِ‬
‫َ َ ُ َ ْ َ ُ َََ َ َ َ‬
‫ور {‪)}15‬‬ ‫اكبِهَا َو ُكلُوا ِمن ِّر ْز ِق ِه َوِإ لَْي ِه ُّ‬
‫الن ُش ُ‬
‫‪ ... ( :‬فَام ُشوا ِفي مَن ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫أنذرت وحذرت المكذبين لرسول اهلل بحلول العذاب عليهم ودعت للتأمل‬ ‫‪-4‬‬
‫في حالة الطير أثناء التحليق وقدرته تعالى في خلقها ‪،‬كما تعقد مقارنة‬
‫بين التائه في الضالل والسائر على صراط مستقيم ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬‬
‫ِإ ِ‬ ‫َّماء َأن َي ْخ ِس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور {‪ )}16‬إلى‬ ‫ض فَ َذا ه َي تَ ُم ُ‬‫اَألر َ‬‫ف بِ ُك ُم ْ‬ ‫َأَأمنتُم َّمن في الس َ‬
‫َأمن َي ْم ِشي َس ِوّياً َعلَى‬ ‫قوله تعالى ‪َ( :‬أفَ َمن َي ْم ِشي ُم ِكّباً َعلَى َو ْج ِه ِه ْ‬
‫َأه َدى َّ‬
‫اط ُّم ْستَِق ٍيم {‪)}22‬‬‫صر ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بينت نعم اهلل تعالى على العباد في خلق السمع والبصر والفؤاد ‪ ،‬وفي‬ ‫‪-5‬‬
‫تيسير السكنى في أرجاء األرض مما يستحق شكره تعالى على نعمه‬
‫العظيمة هذه وبعد هذا يعاند المعاندون وينكرون البعث والنشور ‪ ،‬من‬
‫ص َار َواَأْل ْفِئ َدةَ‬ ‫َِّ‬
‫اَأْلب َ‬
‫َّم َع َو ْ‬ ‫قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل ُه َو الذي َأن َشَأ ُك ْم َو َج َع َل لَ ُك ُم الس ْ‬
‫ند اللَّ ِه َوِإ َّن َما‬
‫ون {‪ )}23‬إلى قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل ِإَّن َما اْل ِعْل ُم ِع َ‬ ‫ِ‬
‫َقليالً َّما تَ ْش ُك ُر َ‬
‫ين {‪)}26‬‬ ‫ََأنا َن ِذ ٌير ُّمبِ ٌ‬
‫بينت حال الكافرين وفزعهم وتغير وجوههم عند رؤيتهم للعذاب ‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫وختمت السورة ببيان انفراده تعالى بالنعم وخصوصا الماء فإن جعله‬
‫غائرا فال أحد سواه يقدر على اإلتيان بماء يشرب الناس منه‬
‫ويستخدمونه لمنافعهم ‪.‬‬
‫ين َكفَ ُروا َو ِقي َل َه َذا الَِّذي‬ ‫َِّ‬
‫ت ُو ُجوهُ الذ َ‬ ‫من قوله تعالى ‪َ ( :‬فلَ َّما َر َْأوهُ ُزْلفَةً ِسيَئ ْ‬
‫ِ‬
‫ون {‪ )}27‬إلى قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل ََأر َْأيتُ ْم ِإ ْن ْ‬
‫َأصَب َح َماُؤ ُك ْم‬ ‫ُكنتُم بِه تَ َّد ُع َ‬
‫ين {‪. ) }30‬‬ ‫َغ ْوراً فَ َمن َيْأتِي ُكم بِ َماء َّم ِع ٍ‬
‫سورة القلم‬

‫‪14‬‬
‫وتعنى بأصول العقيدة واإليمان وقد تناولت ثالثة مواضيع أساسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬موضوع الرسالة ُّ‬
‫والشَبه التي أثارها كفار مكة حول دعوة محمد بن عبد‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وقصة أصحاب الجنة لبيان نتيجة الكفر بنعم اهلل ‪.‬‬
‫ب – اآلخرة وأهوالها وشدائدها وما أعد اهلل للفريقين ‪ :‬المسلمين‬
‫والمجرمين فيها ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ولكن المحور الذي تدور حوله السورة هو إثبات نبوة محمد صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم على رفعة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وشرفه‬ ‫‪-1‬‬
‫وبراءته مما اتهمه به المشركون وبينت مناقبه و أخالقه السامية ‪ ،‬من‬
‫ون‬ ‫َأنت بِنِ ْع َم ِة َرب َ‬
‫ِّك بِ َم ْجُن ٍ‬ ‫ون {‪َ }1‬ما َ‬ ‫ِ‬
‫قوله تعالى‪ ( :‬ن َواْل َقلَم َو َما َي ْسطُُر َ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫{‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَاَل تُط ِع اْل ُم َكذبِ َ‬
‫ين {‪. )}8‬‬
‫تناولت موقف المجرمين من دعوة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وما‬ ‫‪-2‬‬
‫أعد اهلل لهم من عذاب ونكال ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬و ُّدوا لَ ْو تُ ْد ِه ُن‬
‫ين {‪ ) }10‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫فَي ْد ِهُنون {‪ }9‬واَل تُ ِطع ُك َّل حاَّل ٍ‬
‫ف َّم ِه ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وم {‪. )}16‬‬ ‫( َسَن ِس ُمهُ َعلَى اْل ُخ ْرطُ ِ‬
‫ضربت لكفار مكة مثال للمكذبين وعاقبتهم بأصحاب الجنة عندما جحدوا‬ ‫‪-3‬‬
‫حقوق الفقراء والمساكين فأحرق اهلل حديقتهم وجعلها عبرة للمعتبرين‪،‬‬
‫اب اْل َجَّن ِة ِإ ْذ َأ ْق َس ُموا‬
‫َأص َح َ‬ ‫من قوله تعالى‪ِ ( :‬إَّنا َبلَ ْوَن ُ‬
‫اه ْم َك َما َبلَ ْوَنا ْ‬
‫ين ِع َ‬
‫ند َرِّب ِه ْم‬ ‫ِ ِ‬
‫ين {‪ )}17‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن لْل ُمتَّق َ‬
‫لَيص ِرمَّنها م ِ‬
‫صبِح َ‬
‫َ ْ ُ َ ُ ْ‬
‫الن ِع ِيم {‪. ) }34‬‬ ‫جَّن ِ‬
‫ات َّ‬ ‫َ‬

‫‪14‬‬
‫قارنت بين المؤمنين والمجرمين على سبيل الترغيب والترهيب ‪ ،‬قال‬ ‫‪-4‬‬
‫ِِ‬
‫ين {‪ )}35‬إلى قوله تعالى ‪َْ ( :‬أم‬ ‫ين َكاْل ُم ْج ِر ِم َ‬‫تعالى‪َ ( :‬أفََن ْج َع ُل اْل ُم ْسلم َ‬
‫ين {‪. )}41‬‬ ‫لَهم ُشر َكاء َفْليْأتُوا بِ ُشر َكاِئ ِهم ِإن َك ُانوا ِ ِ‬
‫صادق َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ‬
‫تناولت القيامة و أهوالها وحال المشركين حين يكلفون بالسجود هلل فال‬ ‫‪-5‬‬
‫ُّج ِ‬
‫ود‬ ‫ق َوُي ْد َع ْو َن ِإلَى الس ُ‬ ‫ف َعن َسا ٍ‬ ‫يستطيعون ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ي ْو َم ُي ْك َش ُ‬
‫ون‬
‫ب فَهُ ْم َي ْكتُُب َ‬ ‫ون {‪ ) }42‬إلى قوله تعالى ‪َْ ( :‬أم ِع َ‬
‫ند ُه ُم اْل َغ ْي ُ‬ ‫يع َ‬
‫ِ‬
‫فَاَل َي ْستَط ُ‬
‫{‪. )}47‬‬
‫ختمت بأمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بالصبر على أذى المشركين‬ ‫‪-6‬‬
‫وعدم التضجر من الدعوة هلل كما فعل يونس حينما ترك دعوة قومه ‪،‬‬
‫اح ِب اْلح ِ‬
‫وت ِإ ْذ َن َ‬
‫ادى َو ُه َو‬ ‫ِّك واَل تَ ُكن َكص ِ‬ ‫قال تعالى‪ ( :‬فَ ِ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اصب ْر ل ُح ْكم َرب َ َ‬
‫ْ‬
‫اَّل ِ ِّ ِ‬
‫ين {‪. )}52‬‬ ‫وم {‪ )}48‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َما ُه َو ِإ ذ ْكٌر لْل َعالَم َ‬
‫َم ْكظُ ٌ‬

‫سورة الحاقة‬

‫تتـناول السورة أمور العقيدة ‪ ،‬وتتحدث عن القيامة وأهوالها ‪ ،‬وعن عاقبة‬


‫المكذبين ‪ ،‬وتذكر السعداء واألشقياء وحالهم ‪ ،‬لكن المحور الرئيسي‪ C‬الذي‬
‫تتناوله هو ( إثبات صدق القرآن الكريم ) ‪.‬‬
‫ابتدأت ببيان أهوال القيامة والمكذبين بها وعقاب اهلل تعالى لهم ‪،‬من‬ ‫‪-1‬‬
‫ك َما اْل َحاقَّةُ {‪(}3‬‬
‫قوله تعالى‪ ( :‬اْل َحاقَّةُ {‪َ }1‬ما اْل َحاقَّةُ {‪َ }2‬و َما َْأد َرا َ‬
‫اعَيةٌ {‪. )}12‬‬ ‫‪ ،‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬لَن ْجعلَها لَ ُكم تَ ْذ ِكرةً وتَ ِعيها ُأ ُذ ٌن و ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ََ‬
‫تناولت الوقائع والفجائع التي تكون عند النفخ في الصور من خراب‬ ‫‪-2‬‬
‫العالم واندكاك الجبال واألرض د ّكةً واحدة ‪ ،‬من قوله تعالى‪ ( :‬فَِإ َذا‬

‫‪14‬‬
‫اح َدةٌ {‪ ) }13‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ي ْو َمِئ ٍذ‬ ‫ُّور َن ْف َخةٌ و ِ‬
‫َ‬ ‫ُن ِف َخ ِفي الص ِ‬
‫ون اَل تَ ْخفَى ِمن ُك ْم َخ ِافَيةٌ {‪. )}18‬‬ ‫ض َ‬ ‫تُ ْع َر ُ‬
‫ذكرت حال السعداء و األشقياء في ذلك اليوم المفزع ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يه {‪ ) }19‬إلى قوله‬ ‫َأما َم ْن ُأوتِ َي ِكتَ َابهُ بَِي ِمينِ ِه فََيقُو ُل َهاُؤ ُم ا ْق َرُؤ وا ِكتَابِ ْ‬
‫فَ َّ‬
‫ِ‬ ‫اَّل‬
‫ون {‪. )}37‬‬ ‫تعالى ‪( :‬اَل َيْأ ُكلُهُ ِإ اْل َخاطُؤ َ‬
‫جاء بعدها القسم بصدق الرسول وصدق ما جاء به من اهلل ‪ ،‬وردّ‬ ‫‪-4‬‬
‫افتراءات المشركين حين قالوا أن القرآن سحر وكهانة ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون {‪ ) }39‬إلى قوله تعالى‬
‫ون {‪َ }38‬و َما اَل تُْبص ُر َ‬ ‫فَاَل ُأ ْقس ُم بِ َما تُْبص ُر َ‬
‫ين {‪)}43‬‬ ‫ِ‬ ‫‪( :‬تَنـ ِزي ٌل ِّمن َّر ِّ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬
‫ذكرت البرهان القاطع على صدق القرآن في تصوير يهز القلوب ً‬
‫هزا‬ ‫‪-5‬‬
‫ويثير في النفس الفزع من هول الموضوع ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ولَ ْو تَقَ َّو َل‬
‫ين {‪ ، ) }45‬إلى قوله‬ ‫َأَلخ ْذَنا ِم ْنهُ بِاْلَي ِم ِ‬
‫يل {‪َ }44‬‬ ‫ض اَأْلقَ ِاو ِ‬ ‫َعلَْيَنا َب ْع َ‬
‫تعالى ‪( :‬فَما ِمن ُكم ِّم ْن ٍ‬
‫ين {‪. )}47‬‬ ‫َأحد َع ْنهُ َحا ِج ِز َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وحسرة على الكافرين‪ ،‬قال‬ ‫ً‬ ‫رحمة للمؤمنين‬ ‫ً‬ ‫‪ -6‬ختمت بتمجيد القرآن و أنه‬
‫ِّ‬ ‫تعالى‪( :‬وِإ َّنه لَتَ ْذ ِكرةٌ لِّْلمتَِّقين {‪ }48‬وِإ َّنا لََنعلَم َّ ِ‬
‫ين {‪}49‬‬ ‫َأن من ُكم ُّم َكذبِ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫اسِم َرِّب َ‬
‫ك‬ ‫ِّح بِ ْ‬‫ين {‪ }51‬فَ َسب ْ‬ ‫ق اْلَي ِق ِ‬ ‫ين {‪ }50‬وِإ َّنهُ لَ َح ُّ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َوِإ َّنهُ لَ َح ْس َرةٌ َعلَى اْل َكاف ِر َ‬
‫اْل َع ِظ ِيم {‪.)}52‬‬

‫سورة المعارج‬

‫تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية ‪ ،‬وقد تناولت القيامة وأهوالها‬


‫واآلخرة وما فيها من سعادة وشقاء ‪ ،‬والمحور الذي تدور حوله هو‬

‫‪14‬‬
‫الحديث عن كفار مكة وإ نكارهم للبعث والنشور واستهزاؤهم بدعوة‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬
‫ابتدأت بالحديث عن طغيان أهل مكة وتمردهم على رسول اهلل‬ ‫‪-1‬‬
‫واستهزائهم به وبما جاء به من الحق وضربت مثال لذلك بـ ( النضر بن‬
‫الحارث ) حين دعا أن ينـزل اهلل عليه وعلى قومه العذاب العاجل‬
‫اب َو ِاق ٍع {‪}1‬‬‫َأل َساِئ ٌل بِ َع َذ ٍ‬
‫مكابرة وجحودا ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬س َ‬
‫ص ْبراً َج ِميالً {‬
‫اصبِ ْر َ‬
‫ِ‬
‫رين لَْي َس لَهُ َدافعٌ {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ ْ‬
‫ِّ ِ‬
‫لْل َكاف َ‬
‫‪. )}5‬‬
‫تحدثت عن المجرمين يوم القيامة وبينت هول عذابهم وعقابهم ‪ ،‬من‬ ‫‪-2‬‬
‫قوله تعالى‪:‬‬
‫( ِإَّنهُ ْم َي َر ْوَنهُ َب ِعيداً {‪َ }6‬وَن َراهُ قَ ِريباً {‪ ) }7‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َج َم َع‬
‫فَ َْأو َعى {‪)}18‬‬
‫ذكرت طبيعة اإلنسان فهو يجزع عند الشدة ويبطر عند النعمة ‪ ،‬من‬ ‫‪-3‬‬
‫الش ُّر َج ُزوعاً {‬ ‫َ‬ ‫ان ُخِل َ‬
‫ق َهلُوعاً {‪ِ }19‬إ َذا مسَّهُ َّ‬ ‫قوله تعالى‪ِ ( :‬إ َّن اِإْل َ‬
‫نس َ‬
‫‪َ }20‬وِإ َذا َمسَّهُ اْل َخ ْي ُر َمُنوعاً {‪. ) }21‬‬
‫تحدثت عن المؤمنين وما اتصفوا به من جالئل الصفات وفضائل‬ ‫‪-4‬‬
‫األخالق وبينت لهم ما أعد اهلل لهم من عظيم األجر في جنان الخلد ‪،‬‬
‫ِئ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫صلِّ َـ‬ ‫اَّل‬
‫صاَل ت ِه ْم َدا ُم َ‬
‫ون‬ ‫ين ُه ْم َعلَى َ‬
‫ين {‪ }22‬الذ َ‬ ‫من قوله تعالى‪ِ ( :‬إ اْل ُم َ‬
‫ين {‪َ }36‬ع ِن‬ ‫ال الَِّذين َكفَروا ِقبلَ َ ِ ِ‬‫{‪ )}23‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَم ِ‬
‫ك ُم ْهطع َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫الشم ِ ِ‬
‫ِّ‬ ‫اْلَي ِم ِ‬
‫ين {‪. )}37‬‬ ‫ال ع ِز َ‬ ‫ين َو َع ِن َ‬

‫‪14‬‬
‫تحدثت عن الكافرين وطمعهم في دخول جنات النعيم ‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ام ِرٍئ ِّم ْنهُ ْم َأن ُي ْد َخ َل َجَّنةَ َن ِع ٍيم {‪ )}38‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫ط َمعُ ُكل ْ‬ ‫( ََأي ْ‬
‫َِّ‬
‫ون {‪. )}42‬‬ ‫وضوا َوَيْل َعُبوا َحتَّى ُياَل قُوا َي ْو َمهُ ُم الذي ُي َ‬
‫وع ُد َ‬ ‫(فَ َذ ْر ُه ْم َي ُخ ُ‬
‫ختمت بالقسم الجليل برب العالمين على أن البعث والجزاء حق ال ريب‬ ‫‪-6‬‬
‫خيرا منهم ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ي ْو َم‬
‫ً‬ ‫فيه ‪ ،‬وأن اهلل تعالى قادر على أن يخلق‬
‫اش َعةً‬‫اث ِسراعاً َك ََّأنهم ِإلَى ُنص ٍب يو ِفضون {‪َ }43‬خ ِ‬ ‫اَأْلج َد ِ‬
‫ون ِم َن ْ‬
‫ُ ُ ُ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬ ‫َي ْخ ُر ُج َ‬
‫ون {‪. )}44‬‬ ‫َِّ‬ ‫ص ُار ُه ْم تَْر َهقُهُ ْم ِذلَّةٌ َذِل َ‬
‫وع ُد َ‬
‫ك اْلَي ْو ُم الذي َك ُانوا ُي َ‬ ‫َْأب َ‬

‫سورة نوح‬

‫تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية ‪ ،‬وقد تناولت تفصيال قصة نبي اهلل‬
‫نوح عليه السالم ‪ ،‬وفي السورة بيان لسنة اهلل تعالى في األمم التي‬
‫انحرفت عن دعوة اهلل وعقابه الشديد لهم في اآلخرة ‪.‬‬
‫ابتدأت بالحديث عن إرسال اهلل تعالى لنوح عليه السالم وتكليفه بتبليغ‬ ‫‪-1‬‬
‫الدعوة و إنذار قومه من عذاب اهلل تعالى ‪ ،‬من قوله تعالى‪ِ ( :‬إَّنا‬
‫َأن ِ‬
‫ك ‪ )}1{ ...‬إلى قوله تعالى ‪.. ( :‬‬ ‫َأنذ ْر قَ ْو َم َ‬ ‫َْأر َسْلَنا ُنوحاً ِإلَى قَ ْو ِم ِه ْ‬
‫َّ ِ‬
‫َأج َل الله ِإ َذا َجاء اَل ُيَؤ َّخ ُر لَ ْو ُكنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬
‫ون {‪. )}4‬‬ ‫ِإ َّن َ‬
‫ذكرت بعد ذلك جهاد نوح عليه السالم وصبره في سبيل تبليغ الدعوة‬ ‫‪-2‬‬
‫ت قَ ْو ِمي لَْيالً َوَنهَاراً {‪ ) }5‬إلى‬‫ب ِإِّني َد َع ْو ُ‬ ‫‪ ،‬من قوله تعالى‪ ( :‬قَا َل َر ِّ‬
‫ت لَهُ ْم ِإ ْس َراراً {‪)}9‬‬ ‫َأس َر ْر ُ‬
‫نت لَهُ ْم َو ْ‬ ‫قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم ِإِّني ْ‬
‫َأعلَ ُ‬

‫‪14‬‬
‫ليجدوا في طاعة اهلل ‪،‬‬
‫ذكرت قومه بإنعام اهلل عليهم وعظيم فضائله ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ان َغفَّاراً {‪ ) }10‬إلى‬ ‫ِ‬
‫استَ ْغف ُروا َرَّب ُك ْم ِإَّنهُ َك َ‬
‫ت ْ‬‫من قوله تعالى‪ ( :‬فَ ُقْل ُ‬
‫قوله تعالى ‪َ ( :‬و َم َك ُروا َم ْكراً ُكَّباراً {‪. )}22‬‬
‫تحدثت عن تمادي قومه عليه وإ هلاك اهلل تعالى لهم بالطوفان ‪ ،‬من‬ ‫‪-4‬‬
‫قوله تعالى‪َ ( :‬وقَالُوا اَل تَ َذ ُر َّن ِآلهَتَ ُك ْم َواَل تَ َذ ُر َّن َو ّداً َواَل ُس َواعاً ‪{ ...‬‬
‫َأنصاراً {‬ ‫‪ ، )}23‬إلى قوله تعالى ‪َ .. ( :‬فلَم ي ِج ُدوا لَهم ِّمن ُد ِ َّ ِ‬
‫ون الله َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫‪. )}25‬‬
‫ختمت بدعاء نوح على قومه بالهالك ألن قلوبهم لم تلين وال انتفعوا‬ ‫‪-5‬‬
‫ض ِم َن‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ب اَل تَ َذ ْر َعلَى ْ‬ ‫وح َّر ِّ‬
‫ال ُن ٌ‬‫بالتذكير ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬وقَ َ‬
‫ي َوِل َمن‬‫اغ ِف ْر ِلي َوِل َو ِال َد َّ‬
‫ب ْ‬‫ين َدَّياراً {‪ )}26‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ر ِّ‬ ‫ِ‬
‫اْل َكاف ِر َ‬
‫ين ِإاَّل تََباراً {‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َواْل ُمْؤ ِمَنات َواَل تَ ِز ِد الظالم َ‬‫َد َخ َل َب ْيت َي ُمْؤ ِمناً َوِلْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫‪. )}28‬‬

‫سورة الجن‬

‫تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية (الوحدانية – الرسالة – البعث‬


‫والجزاء ) ‪.‬‬
‫ويدور محورها حول الجن وما يتعلق بهم من أمور خاصة بدءا من‬
‫استماعهم القرآن وحتى دخولهم في اإليمان ‪ ،‬وتناولت بعض األحداث‬
‫العجيبة الخاصة بهم كاستراقهم السمع ورميهم بالشهب المحرقة إلى غير‬
‫ذلك من أخبار ‪.‬‬
‫ابتدأت باإلخبار عن استماع الجن للقرآن وتأثرهم بروعة بيانه حتى‬ ‫‪-1‬‬
‫آمنوا فور استماعهم له ودعوا قومهم لإليمان ‪ ،‬من قوله تعالى‪ُ ( :‬ق ْل‬

‫‪14‬‬
‫استَ َم َع َنفٌَر ِّم َن اْل ِج ِّن فَقَالُوا ِإَّنا َس ِم ْعَنا قُ ْرآناً َع َجباً {‪}1‬‬ ‫ِ‬
‫ُأوح َي ِإلَ َّي ََّأنهُ ْ‬
‫َأحداً {‪. )}2‬‬ ‫ك بِ َربَِّنا َ‬ ‫آمَّنا بِ ِه َولَن ُّن ْش ِر َ‬ ‫يه ِدي ِإلَى ُّ ِ‬
‫الر ْشد فَ َ‬ ‫َْ‬
‫تحدثت عن تمجيدهم هلل تعالى و إفرادهم له بالعبادة ‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫(و ََّأنه تَعالَى ج ُّد ربَِّنا ما اتَّ َخ َذ ص ِ‬
‫احَبةً َواَل َولَداً {‪ ) }3‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ظَننتُم َأن لَّن ي ْبع َ َّ‬
‫َأحداً {‪)}7‬‬
‫ث اللهُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ظُّنوا َك َما َ ْ‬ ‫( َو ََّأنهُ ْم َ‬
‫تحدثت عن استراق الجن للسمع و إحاطة السماء بالحرس من المالئكة و‬ ‫‪-3‬‬
‫إرسال الشهب عليهم بعد بعثة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وتعجبهم‬

‫من قوله تعالى‪َ ( :‬و ََّأنا لَ َم ْسَنا الس َ‬


‫َّماء‬ ‫من ذلك ‪،‬‬
‫ت َح َرساً َش ِديداً َو ُشهُباً {‪ ، )}8‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ََّأنا اَل‬ ‫اها ُمِلَئ ْ‬
‫فَ َو َج ْدَن َ‬
‫ض َْأم ََأر َاد بِ ِه ْم َرُّبهُ ْم َر َشداً {‪) }10‬‬ ‫ِ‬
‫يد بِ َمن في ْ‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫َن ْد ِري َأ َشٌّر ُِأر َ‬
‫ثم تحدثت على انقسام الجن لفريقين ‪ :‬مؤمنين وكافرين ومآل كل منهما‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ق ِق َدداً {‬
‫ط َراِئ َ‬ ‫ون َذِل َ‬
‫ك ُكَّنا َ‬ ‫ون َو ِمَّنا ُد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من قوله تعالى‪َ ( :‬و ََّأنا مَّنا الصَّال ُح َ‬
‫َّ ِ‬ ‫َأن اْلمس ِ َِّ ِ‬
‫َأحداً {‬‫اج َد لله فَاَل تَ ْد ُعوا َم َع الله َ‬ ‫‪ )}11‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َّ َ َ‬
‫‪. )}18‬‬
‫وانتقلت للحديث عن دعوة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم والتفاف‬ ‫‪-5‬‬
‫الجن حوله حينما سمعوه يتلو القرآن ‪ ،‬من قوله تعالى ‪َ ( :‬و ََّأنهُ لَ َّما قَ َام‬
‫ون َعلَْي ِه ِلَبداً {‪. )}19‬‬
‫ون َ‬ ‫َع ْب ُد اللَّ ِه َي ْد ُعوهُ َك ُ‬
‫ادوا َي ُك ُ‬
‫أمرت الرسول عليه السالم أن يعلن استسالمه وخضوعه هلل وأن‬ ‫‪-6‬‬
‫يخلص عمله كله هلل تعالى ‪ ،‬من قوله تعالى‪ُ ( :‬ق ْل ِإَّن َما َْأد ُعو َربِّي َواَل‬
‫َأحداً {‪ )}20‬إلى قوله تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل ِإ ْن َْأد ِري َأقَ ِر ٌ‬ ‫ُأ ْش ِر ُ ِ‬
‫يب َّما‬ ‫ك بِه َ‬
‫َأمداً {‪. )}25‬‬
‫ون َْأم َي ْج َع ُل لَهُ َربِّي َ‬
‫وع ُد َ‬
‫تُ َ‬

‫‪14‬‬
‫ختمت باختصاص اهلل تعالى بمعرفة الغيب و إحاطته بمعرفة جميع ما‬ ‫‪-7‬‬
‫ِ‬ ‫في الكائنات ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬ع ِال ُم اْل َغ ْي ِب فَاَل ُي ْ‬
‫ظ ِه ُر َعلَى َغ ْيبِه َ‬
‫َأحداً‬
‫صى ُك َّل َش ْي ٍء َع َدداً {‬ ‫ط بِ َما لَ َد ْي ِه ْم َو ْ‬
‫َأح َ‬ ‫َأحا َ‬
‫{‪ ) }26‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َ‬
‫‪.)}28‬‬

‫سورة المزمل‬

‫تتناول السورة جانبا من حياة الرسول األعظم صلى اهلل عليه وسلم في‬
‫تبتله وطاعته وقيامه الليل وتالوته لكتاب اهلل تعالى ‪ ،‬ومحورها يدور حول‬
‫ذلك ولهذا سميت بالمزمل ‪.‬‬
‫لطيفا رحيما بعبده الذي‬
‫ً‬ ‫ابتدأت بنداء الرسول صلى اهلل عليه وسلم ً‬
‫نداء‬ ‫‪-1‬‬
‫كان يجهد نفسه في عبادته ابتغاء مرضاته ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬يا َُّأيهَا اْل ُم َّز ِّم ُل‬
‫ص ِم ْنهُ َقِليالً {‪َْ }3‬أو ِز ْد َعلَْي ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ اَّل ِ‬
‫صفَهُ َِأو انقُ ْ‬ ‫{‪ }1‬قُم اللْي َل ِإ َقليالً {‪ }2‬ن ْ‬
‫ك قَ ْوالً ثَِقيالً {‪. )}5‬‬
‫آن تَْرتِيالً {‪ِ }4‬إَّنا َسُنْل ِقي َعلَْي َ‬
‫َو َرتِّ ِل اْلقُ ْر َ‬
‫تناولت موضوع ثقل الوحي الذي كلف اهلل به رسوله ليقوم بتبليغه‬ ‫‪-2‬‬
‫اشَئةَ اللَّْي ِل ِه َي َأ َش ُّد َو ْ‬
‫طءاً َوَأ ْق َو ُم‬ ‫( ِإ َّن َن ِ‬ ‫للناس ‪ ،‬من قوله تعالى ‪:‬‬
‫ق َواْل َم ْغ ِر ِب اَل ِإلَهَ ِإاَّل ُه َو‬ ‫ِقيالً{‪ )}6‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ر ُّ‬
‫ب اْل َم ْش ِر ِ‬
‫فَاتَّ ِخ ْذهُ َو ِكيالً {‪. )}9‬‬
‫جميال ‪،‬‬
‫ً‬ ‫أمرت الرسول بالصبر على أذى المشركين وهجرهم هجراناً‬ ‫‪-3‬‬
‫اه ُج ْر ُه ْم َه ْجراً َج ِميالً {‪}10‬‬ ‫اصبِ ْر َعلَى َما َيقُولُ َ‬
‫ون َو ْ‬ ‫قال تعالى‪َ ( :‬و ْ‬
‫الن ْع َم ِة َو َمهِّْلهُ ْم َقِليالً {‪. )}11‬‬
‫ين ُأوِلي َّ‬ ‫ِّ‬
‫َو َذ ْرنِي َواْل ُم َكذبِ َ‬

‫‪14‬‬
‫تحدثت عن وعيد اهلل تعالى للمشركين بالعذاب والنكال يوم القيامة ‪ ،‬من‬ ‫‪-4‬‬
‫( ِإ َّن لَ َد ْيَنا َأن َكاالً َو َج ِحيماً {‪ )}12‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬
‫(ِإ َّن َه ِذ ِه تَ ْذ ِكرةٌ فَمن َشاء اتَّ َخ َذ ِإلَى رب ِ‬
‫ِّه َسبِيالً {‪. )}19‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ختمت بتخفيف اهلل تعالى عن رسوله صلى اهلل عليه وسلم والمؤمنين‬ ‫‪-5‬‬
‫في قيام الليل في ظروف خاصة رحمة بهم ‪ ،‬ليتفرغوا لبعض شئون‬
‫وم َْأدَنى ِمن ثُلُثَ ِي اللَّْي ِل‬‫ك تَقُ ُ‬ ‫ك َي ْعلَ ُم ََّأن َ‬‫الحياة ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ِ ( :‬إ َّن َرَّب َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ )}20{ ..‬إلى قوله تعالى ‪ ( :‬و ِ‬
‫يم {‬ ‫ور َّرح ٌ‬ ‫استَ ْغف ُروا اللهَ ِإ َّن اللهَ َغفُ ٌ‬ ‫َ ْ‬
‫‪. )}20‬‬

‫سورة المدثر‬

‫تتحدث هذه السورة عن جوانب من شخصية‪ C‬الرسول األعظم صلى اهلل‬


‫عليه وسلم ولهذا سميت بالمدثر ‪.‬‬
‫ابتدأت بتكليف الرسول الكريم بالنهوض بأعباء الدعوة و القيام بمهمة‬ ‫‪-1‬‬
‫التبليغ بجد ونشاط و إنذار الكفار من عذاب اهلل ‪ ،‬والصبر على الفجار‬
‫‪ ،‬من قوله تعالى‪ ( :‬يا َُّأيها اْلم َّدثِّر {‪ }1‬قُم فَ ِ‬
‫َأنذ ْر {‪ )}2‬إلى قوله‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ ُ‬
‫اصبِ ْر {‪)}7‬‬ ‫تعالى ‪َ ( :‬وِل َرِّب َ‬
‫ك فَ ْ‬
‫توالت آيات السورة تهدد المجرمين بيوم عصيب شديد ال راحة فيه ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ك َي ْو َمِئ ٍذ َي ْو ٌم َع ِس ٌير {‪}9‬‬
‫ور {‪ }8‬فَ َذِل َ‬ ‫في قوله تعالى‪ ( :‬فَِإ َذا ُن ِق َر ِفي َّ‬
‫الناقُ ِ‬
‫{‪. )}10‬‬ ‫ير‬ ‫ين َغ ْي ُر َي ِس ٍ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى اْل َكاف ِر َ‬
‫تحدثت عن ( الوليد بن المغيرة ) ذلك الفاجر الذي سمع كالم اهلل ورق‬ ‫‪-3‬‬
‫قلبه له ولكنه لحبه للزعامة أنكره وقال عنه أنه سحر ‪ ،‬من قوله‬

‫‪14‬‬
‫ت َو ِحيداً {‪َ }11‬و َج َعْل ُ‬
‫ت لَهُ َماالً َّم ْم ُدوداً {‬ ‫تعالى‪َ ( :‬ذ ْرنِي َو َم ْن َخلَ ْق ُ‬
‫‪ ) }12‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ ْن َه َذا ِإاَّل قَ ْو ُل اْلَب َش ِر {‪)}25‬‬
‫تحدثت عن النار التي وعدها اهلل للكفار وخزنتها وزبانيتها وعددهم ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ك َما َسقَ ُر {‪) }27‬‬
‫يه َسقَ َر {‪َ }26‬و َما َْأد َرا َ‬‫من قوله تعالى‪ ( :‬سُأصِل ِ‬
‫َ ْ‬
‫إلى قوله تعالى ‪َ ... ( :‬و َما ِه َي ِإاَّل ِذ ْك َرى ِلْلَب َش ِر {‪. )}31‬‬
‫أقسم اهلل تعالى بالقمر وضيائه والصبح وبهائه على أن جهنم إحدى‬ ‫‪-5‬‬
‫الباليا العظام ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬كاَّل َواْلقَ َم ِر {‪َ }32‬واللَّْي ِل ِإ ْذ َْأدَب َر {‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َأسفَ َر {‪ ) }34‬إلى قوله تعالى ‪( :‬في َجَّنات َيتَ َساءلُ َ‬
‫ون‬ ‫ُّب ِح ِإ َذا ْ‬ ‫‪َ }33‬والص ْ‬
‫ين {‪.)}41‬‬ ‫{‪َ }40‬ع ِن اْل ُم ْج ِر ِم َ‬
‫تحدثت اآليات عن الحوار الذي يدور بين المسلمين والمجرمين في سبب‬ ‫‪-6‬‬
‫دخولهم الجحيم ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬ما َسلَ َك ُك ْم ِفي َسقَ َر {‪ }42‬قَالُوا‬
‫اعةُ‬
‫ين {‪ ) }43‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ َما تَنفَ ُعهُ ْم َشفَ َ‬ ‫ك ِمن اْلم ِّ‬
‫صل َ‬‫لَ ْم َن ُ َ ُ َ‬
‫ين {‪. )}48‬‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الشافع َ‬
‫ختمت ببيان سبب إعراض المشركين عن اإليمان ‪ ،‬من قوله تعالى‪( :‬‬ ‫‪-7‬‬
‫ين {‪َ }49‬ك ََّأنهُ ْم ُح ُمٌر ُّم ْستَ ِنف َرةٌ {‪ ) }50‬إلى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَ َما لَهُ ْم َع ِن التَّ ْذك َر ِة ُم ْع ِرض َ‬
‫اء اللَّهُ ُه َو ْ‬
‫َأه ُل التَّ ْق َوى َو ْ‬
‫َأه ُل‬ ‫قوله تعالى ‪( :‬وما َي ْذ ُكر اَّل‬
‫ون ِإ َأن َي َش َ‬‫ُ َ‬ ‫ََ‬
‫اْل َم ْغ ِف َر ِة {‪. )}56‬‬
‫سورة القيامة‬

‫تعالج موضوع البعث والجزاء والذي هو أحد أركان اإليمان ‪ ،‬وتر ّكز خاصة‬
‫على القيامة وأهوالها ‪ ،‬والساعة وشدائدها ‪ ،‬وحالة اإلنسان عند االحتضار‬
‫سميت بسورة القيامة ‪.‬‬
‫‪ ،‬وما يلقاه الكافر من مصاعب ومتاعب ‪ ،‬ولذلك ّ‬

‫‪15‬‬
‫ابتدأت بالقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوامة على أن البعث قريب ‪ ،‬من‬ ‫‪-1‬‬
‫ام ِة {‪}2‬‬ ‫الن ْف ِ َّ‬
‫ام ِة {‪َ }1‬واَل ُأ ْق ِس ُم بِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س الل َّو َ‬ ‫قوله تعالى‪ ( :‬اَل ُأ ْقس ُم بَي ْوِم اْلقَي َ‬
‫ام ِة {‪)}6‬‬ ‫ِ‬
‫) ‪ ،‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ي ْسَأ ُل ََّأي َ‬
‫ان َي ْو ُم اْلقَي َ‬
‫ذكرت طرفا من عالمات ذلك اليوم المهول ‪ ،‬من قوله تعالى‪ ( :‬فَِإ َذا‬ ‫‪-2‬‬
‫ف اْلقَ َم ُر {‪ ) }8‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ولَ ْو َأْلقَى‬
‫ص ُر {‪َ }7‬و َخ َس َ‬ ‫َب ِر َ‬
‫ق اْلَب َ‬
‫َم َع ِاذ َيرهُ {‪. )}15‬‬
‫تحدثت عن اهتمام الرسول صلى اهلل عليه وسلم بضبط القرآن عند تالوة‬ ‫‪-3‬‬
‫جبريل عليه ‪ ،‬فقد كان يجهد نفسه بالمتابعة ‪ ،‬ويحرك لسانه معه ليسرع‬
‫في الحفظ ‪ ،‬فأمره باالستماع دون تحريك اللسان ‪ ،‬من قوله تعالى‪ ( :‬اَل‬
‫ك ِلتَ ْع َج َل بِ ِه {‪ِ }16‬إ َّن َعلَْيَنا َج ْم َعهُ َوقُ ْر َآنهُ {‪ ) }17‬إلى‬ ‫تُ َح ِّر ْك بِ ِه ِل َس َان َ‬
‫ون اآْل ِخ َرةَ {‪. )}21‬‬ ‫ون اْل َعا ِجلَةَ {‪َ }20‬وتَ َذ ُر َ‬
‫ِ‬ ‫اَّل‬
‫قوله تعالى ‪َ ( :‬ك َب ْل تُحُّب َ‬
‫ذكرت انقسام الناس في اآلخرة إلى سعداء و أشقياء و أحوالهم في ذلك‬ ‫‪-4‬‬
‫اض َرةٌ {‪ِ }22‬إلَى‬ ‫اليوم العصيب ‪ ،‬من قوله تعالى‪ ( :‬وجوه يومِئ ٍذ َّن ِ‬
‫ُ ُ ٌ َْ َ‬
‫اس َرةٌ {‪ }24‬تَظُ ُّن َأن ُي ْف َع َل بِهَا فَ ِاق َرةٌ‬‫اظرةٌ {‪ }23‬ووجوه يومِئ ٍذ ب ِ‬
‫َ ُ ُ ٌ َْ َ َ‬
‫ِ‬
‫َربِّهَا َن َ‬
‫{‪) }25‬‬
‫تحدثت عن حال المرء وقت االحتضار ‪ ،‬حيث يلقى من الكرب‬ ‫‪-5‬‬
‫ت التََّر ِاق َي‬ ‫والضيق ما لم يكن بالحسبان ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬كاَّل ِإ َذا َبلَ َغ ْ‬
‫ك فَ َْأولَى {‬ ‫ق {‪ ) }27‬إلى قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم َْأولَى لَ َ‬ ‫يل َم ْن َرا ٍ‬ ‫{‪َ }26‬و ِق َ‬
‫‪)}35‬‬
‫ختمت بإثبات الحشر والمعاد باألدلة والبراهين القاطعة ‪ ،‬من قوله‬ ‫‪-6‬‬
‫ك ُس ًدى {‪ ) }36‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬
‫ان َأن ُيتْ َر َ‬ ‫ب اِإْل َ‬
‫نس ُ‬ ‫تعالى‪ََ ( :‬أي ْح َس ُ‬
‫ك بِقَ ِاد ٍر َعلَى َأن ُي ْحيِ َي اْل َم ْوتَى {‪. )}40‬‬‫(َألَْي َس َذِل َ‬

‫‪15‬‬
‫سورة اإلنسان‬

‫تعالج هذه السورة أموراً تتعلق باآلخرة وتتحدث عن نعيم المتقين األبرار‬
‫في دار الخلد في جنات النعيم ‪.‬‬
‫ابتدأت ببيان قدرة اهلل في خلق اإلنسان في أطوار ‪ ،‬وتهيئته ليقوم‬ ‫‪-1‬‬

‫بأنواع العبادة المكلف بها ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬ه ْل َأتَى َعلَى اِإْل َ‬
‫نس ِ‬
‫ان‬
‫الد ْه ِر لَ ْم َي ُكن َش ْيئاً َّم ْذ ُكوراً {‪ )}1‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إَّنا ْ‬
‫َأعتَ ْدَنا‬ ‫ِح ٌ‬
‫ين ِّم َن َّ‬
‫َأغاَل الً َو َس ِعيراً {‪)}4‬‬
‫ين َساَل ِساَل َو ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫لْل َكاف ِر َ‬
‫ون ِمن‬ ‫تحدثت عن نعيم أهل الجنة ‪ ،‬في قوله تعالى‪ِ ( :‬إ َّن ْ‬
‫اَأْلب َر َار َي ْش َرُب َ‬ ‫‪-2‬‬
‫ْأس َكان ِم َزاجها َكافُوراً {‪ }5‬ع ْيناً ي ْشرب بِها ِعب ُ َّ ِ‬
‫ونهَا‬
‫ِّر َ‬
‫اد الله ُيفَج ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َك ٍ َ‬
‫تَ ْف ِجيراً {‪)}6‬‬
‫ون بِ َّ‬
‫الن ْذ ِر‬ ‫ذكرت أوصاف السعداء بإسهاب ‪ ،‬من قوله تعالى‪ُ ( :‬يوفُ َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ط ِعمون الطَّعام علَى حب ِ‬
‫ِّه‬ ‫ِ‬
‫ََ َ ُ‬ ‫ان َش ُّرهُ ُم ْستَطيراً {‪َ }7‬وُي ْ ُ َ‬ ‫ون َي ْوماً َك َ‬
‫َوَي َخافُ َ‬
‫يد ِمن ُك ْم َج َزاء‬ ‫ط ِع ُم ُك ْم ِل َو ْج ِه اللَّ ِه اَل ُن ِر ُ‬
‫َأسيراً {‪ِ }8‬إَّن َما ُن ْ‬ ‫ِمس ِكيناً ويتِيماً و ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫ط ِريراً {‪.)}10‬‬ ‫اف ِمن َّربَِّنا َي ْوماً َعُبوساً قَ ْم َ‬ ‫َواَل ُش ُكوراً {‪ِ }9‬إَّنا َن َخ ُ‬
‫أشادت بما لهم عند اهلل في دار الكرامة من نعيم مقيم ‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ض َرةً َو ُس ُروراً {‪}11‬‬ ‫اه ْم َن ْ‬ ‫ك اْلَي ْوِم َولَقَّ ُ‬ ‫اه ُم اللَّهُ َش َّر َذِل َ‬
‫قال تعالى‪ ( :‬فَ َوقَ ُ‬
‫صَب ُروا َجَّنةً َو َح ِريراً {‪)}12‬‬ ‫اهم بِ َما َ‬
‫َو َج َز ُ‬
‫سردت نعيم أهل الجنة في المأكل والمشرب والملبس ومن يخدمهم ‪،‬من‬ ‫‪-5‬‬
‫اَأْلراِئ ِك اَل َي َر ْو َن ِفيهَا َش ْمساً َواَل‬ ‫ين فيهَا َعلَى َ‬
‫قوله تعالى‪ ( :‬متَّكِِئ ِ‬
‫ُ َ‬
‫ان َس ْعُي ُكم‬ ‫ان لَ ُك ْم َج َزاء َو َك َ‬ ‫َز ْمهَ ِريراً {‪ )}13‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن َه َذا َك َ‬
‫َّم ْش ُكوراً {‪)}22‬‬

‫‪15‬‬
‫ختمت بأن هذا القرآن هو تذكرة لمن له قلب يعي أو فكر ثاقب‬ ‫‪-6‬‬
‫نزيالً‬ ‫آن تَ ِ‬ ‫يستضيء بنوره ‪ ،‬من قوله تعالى‪ِ ( :‬إَّنا َن ْح ُن َن َّزْلَنا َعلَْي َ‬
‫ك اْلقُ ْر َ‬
‫َأع َّد‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫{‪ ) }23‬إلى قوله تعالى ‪( :‬ي ْد ِخ ُل من ي َش ِ‬
‫ين َ‬ ‫اء في َر ْح َمته َوالظالم َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫لَهُ ْم َع َذاباً َِأليماً {‪. ) }31‬‬

‫سورة المرسالت‬

‫تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية وتبحث عن شؤون اآلخرة ودالئل‬


‫القدرة والوحدانية وسائر األمور الغيبية‪. C‬‬
‫ابتدأت بالقسم بأنواع المالئكة المكلّفين بتدبير شؤون الكون على أن‬ ‫‪-1‬‬
‫القيامة حق ‪ ،‬وأن العذاب واقع بالكافرين‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬واْل ُم ْر َساَل ِت‬
‫ات َن ْشراً {‪ }3‬فَاْلفَ ِارقَ ِ‬
‫ات‬ ‫اشر ِ‬
‫ات عصفاً {‪ }2‬و َّ ِ‬ ‫اصفَ ِ‬
‫عرفاً {‪ }1‬فَاْلع ِ‬
‫الن َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫ات ِذ ْكراً {‪)}5‬‬
‫فَرقاً {‪ }4‬فَاْلمْل ِقي ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬
‫وتحدثت عن يوم القيامة وأهواله وعن ذلك العذاب الذي وعد به‬ ‫‪-2‬‬
‫المجرمون في ذلك اليوم ‪ ،‬قال تعالى‪ُ ( :‬ع ْذراً َْأو ُن ْذراً {‪ِ }6‬إَّن َما‬
‫ت {‪ )}8‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ك َذِل َ‬
‫ك‬ ‫وم طُ ِم َس ْ‬‫الن ُج ُ‬‫ون لَ َو ِاقعٌ {‪ }7‬فَِإ َذا ُّ‬ ‫وع ُد َ‬‫تُ َ‬
‫ِئ ٍ ِّ ِّ‬
‫ين {‪)}19‬‬ ‫ين {‪َ }18‬وْي ٌل َي ْو َم ذ لْل ُم َكذبِ َ‬ ‫َن ْف َع ُل بِاْل ُم ْج ِر ِم َ‬
‫تناولت دالئل قدرة اهلل تعالى على إعادة اإلنسان بعد الموت ‪ ،‬وقدرته‬ ‫‪-3‬‬
‫قكم ِّمن‬ ‫في الخلق ونعمه الكثيرة على البشر ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬ألَم َن ْخلُ ُّ‬
‫ْ‬
‫ين {‪ ) }21‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ين {‪ }20‬فَ َج َعْلَناهُ ِفي قَ َر ٍار َّم ِك ٍ‬ ‫َّماء َّم ِه ٍ‬
‫َأسقَْيَنا ُكم َّماء فَُراتاً {‪َ }27‬وْي ٌل ْيو َمِئ ٍذ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( َو َج َعْلَنا فيهَا َر َواس َي َشام َخات َو ْ‬
‫ِّ ِّ‬
‫ين {‪) }28‬‬ ‫لْل ُم َكذبِ َ‬

‫‪15‬‬
‫وتحدثت عن مآل المجرمين في اآلخرة وما يلقون من عقاب ونكال ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ ِّ‬ ‫من قوله تعالى‪ ( :‬ان َِ‬
‫ون {‪ ) }29‬إلى قوله‬ ‫طلقُوا ِإلَى َما ُكنتُم بِه تُ َكذُب َ‬
‫ِئ ٍ ِّ ِّ‬ ‫ان لَ ُك ْم َك ْي ٌد فَ ِك ُ‬
‫ين {‪)}40‬‬‫ون {‪َ }39‬وْي ٌل َي ْو َم ذ لْل ُم َكذبِ َ‬ ‫يد ِ‬ ‫تعالى ‪( :‬فَِإن َك َ‬
‫تحدثت بعدها عن المؤمنين المتقين وما أعده اهلل لهم من إكرام ‪ ،‬من‬ ‫‪-5‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ين ِفي ِظاَل ٍل َو ُعُي ٍ‬ ‫ِ‬
‫ون‬
‫ون {‪َ }41‬وفَ َواكهَ م َّما َي ْشتَهُ َ‬ ‫قوله تعالى‪ِ ( :‬إ َّن اْل ُمتَّق َ‬
‫ِ‬ ‫{‪ )}42‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إَّنا َك َذِل َ‬
‫نين {‪)}44‬‬ ‫ك َن ْج ِزي اْل ُم ْحس َ‬
‫ختمت ببيان سبب امتناع الكفار عن عبادة اهلل الواحد القهار ‪ ،‬وهو‬ ‫‪-6‬‬
‫الطغيان واإلجرام ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬وْي ٌل َي ْو َمِئ ٍذ لِّْل ُم َك ِّذبِين{‪ُ }45‬كلُوا‬
‫ون {‪ ) }46‬إلى قوله تعالى ‪ }49{ ( :‬فَبِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫َأي‬ ‫َوتَ َمتَّ ُعوا َقليالً ِإَّن ُكم ُّم ْج ِر ُم َ‬
‫ِ ٍ‬
‫ون {‪.)}50‬‬ ‫َحديث َب ْع َدهُ يُْؤ ِمُن َ‬

‫سورة النبأ‬

‫وسميت‪ C‬بهذا االسم ألن فيها الخبر الهام عن القيامة والبعث والنشور ‪،‬‬
‫ومحورها يدور حول عقيدة البعث التي طالما أنكرها المشركون ‪.‬‬
‫ابتدأت باإلخبار عن موضوع القيامة والبعث والجزاء الذي تساءل عنه‬ ‫‪-1‬‬
‫النَبِإ اْل َع ِظ ِيم {‪}2‬‬
‫ون {‪َ }1‬ع ِن َّ‬ ‫كفار مكة ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ع َّم َيتَ َساءلُ َ‬
‫ون {‪)}5‬‬ ‫اَّل‬ ‫اَّل‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َِّ‬
‫ون {‪ }4‬ثَُّم َك َسَي ْعلَ ُم َ‬ ‫ون {‪َ }3‬ك َسَي ْعلَ ُم َ‬ ‫الذي ُه ْم فيه ُم ْختَلفُ َ‬
‫أقامت البراهين على قدرة اهلل تعالى في الخلق ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ( :‬ألَ ْم‬ ‫‪-2‬‬
‫ض ِمهَاداً {‪َ }6‬واْل ِجَبا َل َْأوتَاداً {‪ )}7‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫اَأْلر َ‬ ‫ِ‬
‫َن ْج َعل ْ‬
‫(ِلُن ْخ ِرج بِ ِه حّباً وَنباتاً {‪ }15‬وجَّن ٍ‬
‫ات َأْلفَافاً {‪)}16‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬

‫‪15‬‬
‫ص ِل‬ ‫ذكرت البعث وحددت وقته وميعاده ‪ ،‬من قوله تعالى‪ِ( :‬إ َّن َي ْو َم اْلفَ ْ‬ ‫‪-3‬‬
‫ت َس َراباً {‬ ‫ان ِميقَاتاً {‪ )}17‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ُسي َِّر ِت اْل ِجَبا ُل فَ َك َان ْ‬ ‫َك َ‬
‫‪)}20‬‬
‫المعدة للكافرين وحالهم فيها ‪ ،‬من قوله تعالى‪ِ( :‬إ َّن‬ ‫ّ‬ ‫تحدثت عن جهنم‬ ‫ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫يد ُكم ِإاَّل‬ ‫جهَّنم َك َان ْ ِ‬
‫صاداً {‪ )}21‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ ُذوقُوا َفلَن َّن ِز َ ْ‬ ‫ت م ْر َ‬ ‫َََ‬
‫َع َذاباً {‪)}30‬‬
‫تحدثت عن المتقين والنعيم الذي ينعم اهلل تعالى به عليهم في الجنة ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ِ ِ‬
‫ين َمفَازاً {‪ ) }31‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ر ِّ‬
‫ب‬ ‫من قوله تعالى‪ِ ( :‬إ َّن لْل ُمتَّق َ‬
‫طاباً {‪)}37‬‬ ‫ون ِم ْنهُ ِخ َ‬ ‫ِ‬
‫الرح َم ِن اَل َي ْمل ُك َ‬
‫ض َو َما َب ْيَنهُ َما ْ‬ ‫اَأْلر ِ‬ ‫ِ‬
‫َّم َاوات َو ْ‬
‫الس َ‬
‫ختمت بالحديث عن يوم القيامة حين يخضع الكون بكل ما فيه هلل تعالى‬ ‫‪-6‬‬
‫وحده ‪ ،‬ويلقى كل امرئ جزاء عمله ويتمنى الكافر لو يموت ويفنى من‬
‫وح واْلماَل ِئ َكةُ صفّاً اَّل‬
‫َ‬ ‫الر ُ َ َ‬ ‫وم ُّ‬‫شدة الحسرة والندم ‪ ،‬قال تعالى‪َ( :‬ي ْو َم َيقُ ُ‬
‫ق فَ َمن‬ ‫ص َواباً {‪َ }38‬ذِل َ‬
‫ك اْلَي ْو ُم اْل َح ُّ‬ ‫ون ِإاَّل َم ْن َِأذ َن لَهُ ْ‬ ‫َّ‬
‫الرح َم ُن َوقَا َل َ‬ ‫َيتَ َكل ُم َ‬
‫َشاء اتَّ َخ َذ ِإلَى رب ِ‬
‫ِّه َمآباً {‪ِ }39‬إَّنا َأن َذ ْرَنا ُك ْم َع َذاباً قَ ِريباً َي ْو َم َينظُُر اْل َم ْر ُء‬ ‫َ‬
‫ت َي َداهُ َوَيقُو ُل اْل َك ِاف ُر َيا لَْيتَنِي ُك ُ‬
‫نت تَُراباً {‪. )}40‬‬ ‫َما قَ َّد َم ْ‬
‫سورة النازعات‬

‫تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية ‪ ،‬ومحورها يدور حول القيامة‬


‫وأهوالها ‪ ،‬وعن مآل المتقين ومآل المجرمين ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم بالمالئكة األبرار وهم يدبرون شؤون الخلق بأمر اهلل‬ ‫‪-1‬‬
‫الن ِازع ِ‬
‫ات‬ ‫تعالى ‪ ،‬وينـزعون األرواح كل بحسب عمله ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َّ َ‬

‫‪15‬‬
‫ات س ْبحاً {‪ }3‬فَالسَّابِقَ ِ‬
‫ات‬ ‫ات َن ْشطاً {‪ }2‬والسَّابِح ِ‬
‫ط ِ‬ ‫الن ِ‬
‫اش َ‬ ‫َغ ْرقاً {‪َ }1‬و َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َأمراً {‪)}5‬‬ ‫ِ‬
‫َس ْبقاً {‪ }4‬فَاْل ُم َدب َِّرات ْ‬
‫صورت يوم القيامة وحال المشركين يوم البعث والنشور ‪ ،‬من قوله‬ ‫ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫الر ِادفَةُ {‪ )}7‬إلى قوله تعالى‬ ‫الر ِ‬
‫اجفَةُ {‪ }6‬تَتَْب ُعهَا َّ‬ ‫ف َّ‬‫تعالى‪َ ( :‬ي ْو َم تَْر ُج ُ‬
‫اح َدةٌ {‪ }13‬فَِإ َذا ُهم بِالس ِ‬
‫َّاه َر ِة {‪)}14‬‬ ‫‪( :‬فَِإ َّنما ِهي َز ْجرةٌ و ِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫تناولت الحديث عن قصة موسى عليه السالم مع فرعون الطاغية وكيف‬ ‫‪-3‬‬
‫وسى‬ ‫ك َح ِد ُ‬
‫يث ُم َ‬ ‫كان عقابه وذلك لالعتبار ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬ه ْل أتَا َ‬
‫س طُ ًوى {‪ ) }16‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن‬ ‫اداهُ َرُّبهُ بِاْلو ِاد اْل ُمقَ َّد ِ‬
‫{‪ِ }15‬إ ْذ َن َ‬
‫َ‬
‫ك لَ ِع ْب َرةً لِّ َمن َي ْخ َشى {‪)}26‬‬ ‫ِفي َذِل َ‬
‫تحدثت عن طغيان أهل مكة وذكرتهم أنهم أضعف من كثير من‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ‬
‫اها {‪}27‬‬ ‫مخلوقات اهلل ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬أَأنتُ ْم َأ َش ُّد َخْلقاً َأم الس َ‬
‫َّماء َبَن َ‬
‫ام ُك ْم {‪) }33‬‬ ‫َأِلنع ِ‬ ‫َّ‬
‫) إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬متَاعاً ل ُك ْم َو ْ َ‬
‫تنتقل للحديث عن أهوال القيامة وحال الكافر ومصيره ‪ ،‬وحال المؤمن‬ ‫‪-5‬‬
‫اءت الطَّ َّ‬
‫امةُ اْل ُك ْب َرى {‪ ) }34‬إلى‬ ‫ومصيره ‪ ،‬من قوله تعالى ‪( :‬فَِإ َذا ج ِ‬
‫َ‬
‫قوله تعالى ‪ ( :‬فَِإ َّن اْل َجَّنةَ ِه َي اْل َم َْأوى {‪)}41‬‬
‫ختمت ببيان وقت الساعة الذي استبعده المشركون ‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫اها {‪ ) }42‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ك ََّأنهُ ْم‬ ‫ك ع ِن الس ِ‬
‫َّاعة ََّأي َ‬
‫ان ُم ْر َس َ‬ ‫َ‬ ‫ون َ َ‬ ‫(َي ْسَألُ َ‬
‫ِ‬
‫اها {‪. )}46‬‬ ‫َي ْو َم َي َر ْوَنهَا لَ ْم َيْلَبثُوا ِإاَّل َعشَّيةً َْأو ُ‬
‫ض َح َ‬

‫سورة عبس‬

‫‪15‬‬
‫تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية ‪ ،‬كما تتحدث عن دالئل القدرة‬
‫والوحدانية في خلق اإلنسان والنبات والطعام ‪ ،‬وفيها الحديث عن القيامة‬
‫وأهوالها ‪.‬‬
‫ابتدأت بذكر قصة الصحابي األعمى ( عبد اهلل بن أم مكتوم ) رضي اهلل‬ ‫‪-1‬‬
‫عنه ‪ ،‬مع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬حينما أتاه يطلب العلم بينما‬
‫كان عليه السالم مشغولا مع كبار قريش فعبس في وجهه ‪ ،‬فأتاه‬
‫العتاب رقيقا من اهلل تعالى على ذلك ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬عَب َس َوتََولَّى‬
‫اَأْلع َمى {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪( :‬بِ َْأي ِدي َسفَ َر ٍة {‪}15‬‬ ‫{‪َ }1‬أن َجاءهُ ْ‬
‫ِك َر ٍام َب َر َر ٍة {‪)}16‬‬
‫تحدثت عن جحود وكفر اإلنسان بربه مع كثرة النعم ‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫َأي َش ْي ٍء َخلَقَهُ {‪ )}18‬إلى قوله‬ ‫ان َما َأ ْكفَ َرهُ {‪ِ }17‬م ْن ِّ‬ ‫نس ُ‬
‫ِ‬
‫( قُت َل اِإْل َ‬
‫َأم َرهُ {‪)}23‬‬ ‫ض َما َ‬ ‫تعالى ‪َ ( :‬كاَّل لَ َّما َي ْق ِ‬
‫تناولت دالئل قدرة اهلل تعالى في هذا الكون ‪ ،‬من قوله تعالى‪( :‬‬ ‫‪-3‬‬
‫َفْلينظُ ِر اِإْل نسان ِإلَى َ ِ ِ‬
‫صّبا ً {‪ ) }25‬إلى‬ ‫ط َعامه {‪ََّ }24‬أنا َ‬
‫صَب ْبَنا اْل َماء َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫َأِلنع ِ‬
‫ام ُك ْم {‪. )}32‬‬ ‫َّ‬
‫( َّمتَاعاً ل ُك ْم َو ْ َ‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬
‫ختمت ببيان أهوال القيامة وفرار اإلنسان حتى من أقاربه فزعا وخوفا‬ ‫‪-4‬‬
‫َأخ ِ‬
‫يه {‪3‬‬ ‫َّاخةُ {‪ }33‬يوم ي ِف ُّر اْلمرء ِم ْن ِ‬ ‫اءت الص َّ‬ ‫‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَِإ َذا ج ِ‬
‫َْ ُ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪ )}4‬إلى قوله تعالى ‪ُْ ( :‬أولَِئ َ‬
‫ك ُه ُم اْل َكفَ َرةُ اْلفَ َج َرةُ {‪. )}42‬‬

‫سورة التكوير‬

‫‪15‬‬
‫تعالج السورة حقيقتين هامتين هما ‪ ( :‬حقيقة القيامة ) ‪ ،‬وحقيقة (‬
‫الوحي والرسالة ) وكالهما من لوازم اإليمان ‪.‬‬
‫ابتدأت بذكر االنقالب الكوني الهائل الذي يحدث يوم القيامة فيتغير كل‬ ‫‪-1‬‬
‫ت {‪َ }1‬وِإ َذا‬ ‫شيء في الكون ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ِ ( :‬إ َذا َّ‬
‫الش ْم ُس ُك ِّو َر ْ‬
‫اَأْلب َر َار لَِفي َن ِع ٍيم {‪}13‬‬
‫ت {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن ْ‬ ‫وم ان َك َد َر ْ‬
‫الن ُج ُ‬‫ُّ‬
‫َوِإ َّن اْلفُ َّج َار لَِفي َج ِح ٍيم {‪)}14‬‬
‫تناولت حقيقة الوحي وصفة النبي الذي يتلقاه وشأن المخاطبين فيه حيث‬ ‫‪-2‬‬
‫يخرجهم من الظلمات إلى النور ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ ( :‬فَاَل ُأ ْق ِس ُم بِاْل ُخَّن ِ‬
‫س‬
‫طٍ‬
‫ان‬ ‫س {‪ )}16‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و َما ُه َو بِقَ ْو ِل َش ْي َ‬ ‫{‪ }15‬اْل َجو ِار اْل ُكَّن ِ‬
‫َ‬
‫َر ِج ٍيم {‪)}25‬‬
‫ختمت ببيان بطالن مزاعم المشركين حول القرآن العظيم ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ين {‪ِ }27‬ل َمن َشاء ِمن ُك ْم َأن‬ ‫اَّل ِ ِّ ِ‬
‫ون {‪ِ }26‬إ ْن ُه َو ِإ ذ ْكٌر لْل َعالَم َ‬ ‫( فَ َْأي َن تَ ْذ َهُب َ‬
‫ين {‪. ) }29‬‬ ‫ِ‬ ‫اء اللَّهُ َر ُّ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬
‫اَّل‬
‫ون ِإ َأن َي َش َ‬‫يم {‪َ }28‬و َما تَ َشاُؤ َ‬
‫ِ‬
‫َي ْستَق َ‬

‫سورة االنفطار‬

‫تعالج السورة االنقالب الكوني الذي يصاحب قيام الساعة ‪ ،‬وما يحدث فيه‬
‫من أحداث جسام ‪ ،‬ثم تبين حال األبرار والفجار يوم البعث والنشور ‪.‬‬
‫ابتدأت السورة ببيان مشاهد االنقالب الكوني الرهيب الذي يحدث يوم‬ ‫‪-1‬‬
‫ت {‪}1‬‬ ‫ط َر ْ‬
‫َّماء انفَ َ‬ ‫ِإ‬
‫القيامة وتأثيره على كل شيء ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ذا الس َ‬
‫ت‬‫ور ُب ْعثِ َر ْ‬
‫ت {‪َ }3‬وِإ َذا اْلقُُب ُ‬ ‫ِّر ْ‬ ‫ِ‬
‫ت {‪َ }2‬وِإ َذا اْلب َح ُار فُج َ‬ ‫ب انتَثََر ْ‬ ‫ِ‬
‫َوِإ َذا اْل َك َواك ُ‬
‫ت {‪)}5‬‬ ‫ت و َّ‬
‫َأخ َر ْ‬ ‫َّ‬
‫ت َن ْف ٌس َّما قَد َم ْ َ‬‫{‪َ }4‬عِل َم ْ‬

‫‪15‬‬
‫ثم تحدثت عن جحود اإلنسان وكفرانه بنعمة ربه وعدم شكره للخالق‬ ‫‪-2‬‬
‫ك اْل َك ِر ِيم {‪}6‬‬‫ك بِ َرِّب َ‬
‫ان َما َغ َّر َ‬ ‫على النعم ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬يا َُّأيهَا اِإْل َ‬
‫نس ُ‬
‫ك {‪) }8‬‬ ‫ور ٍة َّما َشاء َر َّكَب َ‬ ‫ص َ‬ ‫ك {‪ِ }7‬في ِّ‬
‫َأي ُ‬ ‫ك فَ َع َدلَ َ‬ ‫الَِّذي َخلَقَ َ‬
‫ك فَ َس َّوا َ‬
‫وذكرت علّة الجحود واإلنكار ‪ ،‬ووضحت أن لكل إنسان مالئكة‬ ‫‪-3‬‬
‫ين {‪َ }9‬وِإ َّن َعلَْي ُك ْم‬ ‫الد ِ‬‫ون بِ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اَّل‬
‫يتعقبون أعماله‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ك َب ْل تُ َكذُب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ون {‪)}12‬‬ ‫ون َما تَ ْف َعلُ َ‬‫ين {‪َ }11‬ي ْعلَ ُم َ‬ ‫ين {‪ }10‬ك َراماً َكاتبِ َ‬ ‫لَ َحافظ َ‬
‫ذكرت انقسام الناس لقسمين ‪ ،‬أبرار وفجار وبينت عاقبة كال الفريقين ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اَأْلب َر َار لَِفي َن ِع ٍيم {‪َ }13‬وِإ َّن اْلفُ َّج َار لَِفي َج ِح ٍيم {‪}14‬‬ ‫قال تعالى‪ِ ( :‬إ َّن ْ‬
‫ِئ‬
‫ين {‪)}16‬‬ ‫ين {‪َ }15‬و َما ُه ْم َع ْنهَا بِ َغا بِ َ‬ ‫صلَ ْوَنهَا َي ْو َم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫َي ْ‬
‫وختمت بتصوير هول القيامة وتفرد اهلل تعالى بالحكم والسلطان ‪ ،‬قال‬ ‫‪-5‬‬
‫ين {‬ ‫ك َما َي ْو ُم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫ين {‪ }17‬ثَُّم َما َْأد َرا َ‬‫الد ِ‬‫اك َما َي ْو ُم ِّ‬
‫تعالى‪َ ( :‬و َما َْأد َر َ‬
‫اَأْلم ُر َي ْو َمِئ ٍذ ِللَّ ِه {‪. )}19‬‬ ‫‪َ }18‬ي ْو َم اَل تَ ْمِل ُ‬
‫ك َن ْف ٌس لَِّن ْف ٍ‬
‫س َش ْيئاً َو ْ‬

‫سورة المطففين‬

‫تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية ‪ ،‬وتتحدث عن الدعوة اإلسالمية في‬


‫مواجهة خصومها األلداء ‪.‬‬
‫تبتدئ السورة بإعالن الحرب على المطففين في الكيل والوزن ‪ ،‬من‬ ‫‪-1‬‬
‫َِّ‬ ‫قوله تعالى‪ ( :‬وْي ٌل لِّْلم َ ِ‬
‫ون‬
‫اس َي ْستَ ْوفُ َ‬ ‫ين ِإ َذا ا ْكتَالُوْا َعلَى َّ‬
‫الن ِ‬ ‫ين {‪ }1‬الذ َ‬ ‫طفِّف َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ين {‪)}6‬‬ ‫ِ‬ ‫اس ِل َر ِّ‬ ‫وم َّ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬ ‫الن ُ‬ ‫{‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪َ( :‬ي ْو َم َيقُ ُ‬

‫‪15‬‬
‫ثم تتحدث عن األشقياء الفجار وتصور جزاءهم يوم القيامة ‪ ،‬من قوله‬ ‫‪-2‬‬
‫اب الفُ َّج ِار لَِفي ِسج ٍ‬
‫ِّين {‪ ) }7‬إلى قوله تعالى ‪( :‬ثَُّم‬ ‫ِ‬
‫تعالى‪َ ( :‬كاَّل ِإ َّن كتَ َ‬
‫ِ ِّ‬ ‫َِّ‬
‫ون {‪)}17‬‬ ‫ُيقَا ُل َه َذا الذي ُكنتُم بِه تُ َكذُب َ‬
‫وتحدث عن المتقين ومالهم من نعيم في اآلخرة ‪ ،‬من قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ِ ِّ‬ ‫ِ ِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫( َكاَّل ِإ َّن كتَ َ‬
‫ون {‪)}19‬‬ ‫اك َما علُّي َ‬ ‫ِّين {‪َ }18‬و َما َْأد َر َ‬ ‫اَأْلب َر ِار لَفي علي َ‬
‫اب ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بِهَا اْل ُمقََّرُب َ‬
‫ون‬ ‫اجهُ من تَ ْسن ٍيم {‪َ }27‬ع ْيناً َي ْش َر ُ‬ ‫إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬و ِم َز ُ‬
‫{‪)} 28‬‬
‫تختم السورة ببيان مواقف األشقياء من األبرار وسخريتهم منهم ‪ ،‬من‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ َِّ‬ ‫َِّ‬
‫ون {‬ ‫ض َح ُك َ‬ ‫آمُنوا َي ْ‬ ‫ين َ‬ ‫َأج َر ُموا َك ُانوْا م َن الذ َ‬ ‫قوله تعالى ‪ِ ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ين ْ‬
‫ون {‪. )}36‬‬ ‫ب اْل ُكفَّ ُار َما َك ُانوا َي ْف َعلُ َ‬
‫‪ ) }29‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬ه ْل ثُِّو َ‬

‫سورة االنشقاق‬

‫تتحدث السورة عن أهوال القيامة كشأن السور المكية التي تعالج أصول‬
‫العقيدة اإلسالمية‬
‫َّماء‬ ‫ِإ‬
‫تبتدئ السورة بذكر بعض مشاهد اآلخرة ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ذا الس َ‬ ‫‪-1‬‬
‫ت‬
‫ت {‪َ }3‬وَأْلقَ ْ‬‫ض ُم َّد ْ‬
‫اَأْلر ُ‬
‫ت {‪َ }2‬وِإ َذا ْ‬ ‫ت ِل َربِّهَا َو ُحقَّ ْ‬
‫ت {‪َ }1‬و َِأذَن ْ‬ ‫ان َشقَّ ْ‬
‫ت {‪)}5‬‬ ‫ت ِل َربِّهَا َو ُحقَّ ْ‬
‫ت {‪َ }4‬و َِأذَن ْ‬ ‫َما ِفيهَا َوتَ َخلَّ ْ‬
‫يكد في سبيل عيشه ليقدم آلخرته ما يشتهي‬ ‫ثم تتحدث عن اإلنسان الذي ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ان ِإَّن َ‬
‫ك‬ ‫من صالح أو طالح فيحاسب عليه ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬يا َُّأيهَا اِإْل َ‬
‫نس ُ‬
‫َأما َم ْن ُأوتِ َي ِكتَ َابهُ بَِي ِمينِ ِه {‪}7‬‬ ‫ِّك َك ْدحاً فَماَل ِق ِ‬
‫يه {‪ }6‬فَ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َك ِاد ٌح ِإلَى َرب َ‬
‫ب ِح َساباً َي ِسيراً {‪)}8‬‬‫اس ُ‬
‫ف ُي َح َ‬‫فَ َس ْو َ‬

‫‪16‬‬
‫وتتناول موقف المشركين من القرآن و تقسم أنهم سيالقون األهوال‬ ‫‪-3‬‬
‫ق {‪َ }16‬واللَّْي ِل َو َما َو َس َ‬
‫ق{‬ ‫لتكذيبهم ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَاَل ُأ ْق ِسم بِ َّ‬
‫الشفَ ِ‬ ‫ُ‬
‫ق {‪)}19‬‬ ‫طَب ٍ‬ ‫ق {‪ }18‬لَتَْر َكُب َّن َ‬
‫طَبقاً َعن َ‬ ‫‪َ }17‬واْلقَ َم ِر ِإ َذا اتَّ َس َ‬
‫تختم بتوبيخ المشركين على عدم إيمانهم باهلل مع وضوح اآليات‬ ‫‪-4‬‬
‫ون {‪َ }20‬وِإ َذا‬ ‫وبشرتهم بعذاب أليم ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَ َما لَهُ ْم اَل يُْؤ ِمُن َ‬
‫ِّ‬ ‫َِّ‬
‫ون {‬ ‫ون {‪{ }21‬س} َب ِل الذ َ‬
‫ين َكفَ ُروْا ُي َكذُب َ‬ ‫قُ ِرَئ َعلَْي ِه ُم اْلقُ ْر ُ‬
‫آن اَل َي ْس ُج ُد َ‬
‫اَّل َِّ‬ ‫وعون {‪ }23‬فََب ِّشر ُهم بِع َذ ٍ ِ ٍ‬ ‫‪َ }22‬واللَّهُ ْ‬
‫اب َأليم {‪ِ }24‬إ الذ َ‬
‫ين‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َأعلَ ُم بِ َما ُي ُ َ‬
‫ون {‪. ) }25‬‬ ‫َأجٌر َغ ْي ُر َم ْمُن ٍ‬ ‫َّالح ِ‬
‫ات لَهُ ْم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمُنوْا َو َعملُوْا الص َ‬ ‫َ‬
‫سورة البروج‬

‫مكية تعالج أصول العقيدة اإلسالمية يدور محورها حول حادثة ( أصحاب‬
‫األخدود ) وهي قصة التضحية بالنفس في سبيل العقيدة واإليمان ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم بالسماء ذات النجوم الهائلة وبالرسل والخالئق وبيوم‬ ‫‪-1‬‬
‫ات‬‫القيامة على هالك كل المجرمين ‪،‬من قوله تعالى‪ ( :‬والسَّماء َذ ِ‬
‫َ َ‬
‫ود {‪ ) }2‬إلى قوله تعالى ( َو ُه ْم َعلَى َما‬ ‫وج {‪ }1‬واْلَيوِم اْلمو ُع ِ‬ ‫اْلُب ُر ِ‬
‫َ ْ َْ‬
‫ِ‬
‫ود {‪) }7‬‬ ‫ين ُشهُ ٌ‬ ‫ون بِاْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫َي ْف َعلُ َ‬
‫أصروا على أفعالهم الشنيعة ‪،‬‬ ‫توعدت وأنذرت الكفرة الفجرة الذين ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫َِّ‬
‫وبينت مصير المتقين في جنات النعيم ‪ ،‬من قوله تعالى‪ِ ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ين‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبوا ‪ ) }10{ ...‬إلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫ين َواْل ُمْؤ ِمَنات ثَُّم لَ ْم َيتُ ُ‬‫فَتَُنوا اْل ُمْؤ ِمن َ‬
‫اَأْلنهَ ُار َذِل َ‬
‫ك اْلفَ ْو ُز اْل َكبِ ُير {‪)}11‬‬ ‫( ‪ ...‬تَ ْج ِري ِمن تَ ْحتِهَا ْ‬

‫‪16‬‬
‫ّبينت قدرة اهلل على االنتقام من أعدائه الذين فتنوا عباده ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ور‬
‫يد {‪َ }13‬و ُه َو اْل َغفُ ُ‬ ‫يد {‪ِ }12‬إَّنهُ ُه َو ُي ْب ِدُئ َوُي ِع ُ‬ ‫ِّك لَ َش ِد ٌ‬
‫ط َش َرب َ‬ ‫( ِإ َّن َب ْ‬
‫يد {‪)}16‬‬ ‫يد {‪ }15‬فَعَّا ٌل لِّ َما ُي ِر ُ‬ ‫ش اْل َم ِج ُ‬
‫ود {‪ُ }14‬ذو اْل َع ْر ِ‬ ‫اْل َو ُد ُ‬
‫ختمت بقصة الطاغية فرعون وهالكه مع قومه ‪ ،‬وذلك ليأخذ أهل مكة‬ ‫‪-4‬‬
‫ود‬ ‫ك َح ِد ُ‬
‫يث اْل ُجُن ِ‬ ‫من المشركين العظة واالعتبار ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ه ْل َأتَا َ‬
‫َّ‬ ‫ين َكفَروا ِفي تَ ْك ِذ ٍ‬ ‫ِ َِّ‬ ‫{‪ِ }17‬ف ْر َع ْو َن َوثَ ُم َ‬
‫يب {‪َ }19‬واللهُ‬ ‫ود {‪َ }18‬بل الذ َ ُ‬
‫يد {‪ِ }21‬في لَ ْو ٍح َّم ْحفُوظ{‬ ‫آن َّم ِج ٌ‬‫ِمن َو َراِئ ِهم ُّم ِحيطٌ {‪َ }20‬ب ْل ُه َو قُ ْر ٌ‬
‫‪. ) }22‬‬

‫سورة الطارق‬

‫تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية ‪،‬ويدور محورها حول البعث‬


‫والنشور ‪ ،‬وتتضمن البراهين واألدلة على قدرة اهلل تعالى على إمكان‬
‫البعث ‪ ،‬فمن خلق اإلنسان من عدم قادر على إعادته ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم بالسماء ونجومها على أن كل إنسان قد وكل به من‬ ‫‪-1‬‬
‫َّماء والطَّ ِار ِ‬
‫ق‬ ‫يحرسه ويتعهده من المالئكة األبرار ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬والس َ َ‬
‫س لَّ َّما‬ ‫ِ‬
‫الن ْج ُم الثَّاق ُ‬
‫ب {‪ِ }3‬إن ُك ُّل َن ْف ٍ‬ ‫ك َما الطَّ ِار ُ‬
‫ق {‪َّ }2‬‬ ‫{‪َ }1‬و َما َْأد َرا َ‬
‫َعلَْيهَا َح ِافظٌ{‪) }4‬‬
‫ساقت األدلة على قدرة اهلل تعالى على إعادة اإلنسان بعد فنائه ‪ ،‬قال‬ ‫‪-2‬‬
‫ق {‪َ }6‬ي ْخ ُر ُج‬‫ق ِمن َّماء َد ِاف ٍ‬‫ق {‪ُ }5‬خِل َ‬ ‫ان ِم َّم ُخِل َ‬ ‫تعالى‪َ ( :‬فْلَينظُ ِر اِإْل َ‬
‫نس ُ‬
‫الصْل ِب َوالتََّراِئ ِب {‪ِ }7‬إَّنهُ َعلَى َر ْج ِع ِه لَقَ ِادر{‪) ٌ }8‬‬‫ِمن َب ْي ِن ُّ‬

‫‪16‬‬
‫أخبرت عن هتك األستار وكشف األسرار يوم القيامة حيث ال معين وال‬ ‫‪-3‬‬
‫نصير لإلنسان ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ي ْو َم تُْبلَى الس ََّراِئ ُر {‪ }9‬فَ َما لَهُ ِمن قُ َّو ٍة‬
‫اصر{‪) ٍ }10‬‬‫واَل َن ِ‬
‫َ‬
‫ختمت ببيان معجزة القرآن وصدقه و توعدت الكفرة بعذاب أليم ‪ ،‬قال‬ ‫‪-4‬‬
‫ض َذ ِ‬ ‫تعالى‪ ( :‬والسَّماء َذ ِ‬
‫َّد ِع {‪ِ }12‬إَّنهُ‬
‫ات الص ْ‬ ‫اَأْلر ِ‬‫الر ْج ِع {‪َ }11‬و ْ‬ ‫ات َّ‬ ‫َ َ‬
‫ون َك ْيداً {‪}15‬‬ ‫ص ٌل {‪َ }13‬و َما ُه َو بِاْلهَ ْز ِل {‪ِ }14‬إَّنهُ ْم َي ِك ُ‬
‫يد َ‬ ‫لَقَ ْو ٌل فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫وِ‬
‫َأم ِهْلهُ ْم ُر َو ْيداً {‪. )}17‬‬
‫ين ْ‬‫يد َك ْيداً {‪ }16‬فَ َمهِّ ِل اْل َكاف ِر َ‬
‫َأك ُ‬ ‫َ‬

‫سورة األعلى‬

‫تعالج السورة باختصار الموضوعات اآلتية ‪:‬‬


‫العلية وبعض صفات اهلل جل وعال والدالئل على القدرة‬
‫‪ )1‬الذات ّ‬
‫والوحدانية ‪.‬‬
‫‪ )2‬الوحي والقرآن المن ّـزل على خاتم الرسل صلى اهلل عليه وسلم وتيسير‬
‫حفظه عليه ‪.‬‬
‫‪ )3‬الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أصحاب القلوب الحية ويستفيد منها أهل‬
‫اإليمان‬
‫ابتدأت بتنزيه اهلل تعالى الذي أبدع الخلق وخلق فأحسن ‪ ،‬رحمة بالعباد‬ ‫‪-1‬‬
‫اَأْلعلَى {‪ }1‬الَِّذي َخلَ َ‬
‫ق فَ َس َّوى {‪}2‬‬ ‫ك ْ‬ ‫اس َم َرِّب َ‬
‫ِّح ْ‬
‫‪ ،‬قال اهلل تعالى‪َ ( :‬سب ِ‬
‫َأح َوى {‬ ‫َوالَِّذي قَ َّد َر فَهَ َدى {‪َ }3‬والَِّذي ْ‬
‫َأخ َر َج اْل َم ْر َعى {‪ }4‬فَ َج َعلَهُ ُغثَاء ْ‬
‫‪)}5‬‬
‫تحدثت عن الوحي والقرآن الكريم ‪ ،‬و بشرت رسول اهلل عليه الصالة‬ ‫‪-2‬‬
‫والسالم ببشارة حفظه فال ينساه أبداً ‪،‬وبينت علم اهلل تعالى للغيب‬

‫‪16‬‬
‫وتيسيره أمور نبيه صلى اهلل عليه وسلم بقدرته ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬سُن ْق ِرُؤ َ‬
‫ك‬
‫َّ ِإ‬ ‫ِإاَّل‬
‫ك‬ ‫نسى {‪َ }6‬ما َشاء اللهُ َّنهُ َي ْعلَ ُم اْل َج ْه َر َو َما َي ْخفَى {‪َ }7‬وُنَيس ُ‬
‫ِّر َ‬ ‫فَاَل تَ َ‬
‫ِلْلُي ْس َرى {‪)}8‬‬
‫أمرت بالتذكير بهذا القرآن العظيم فيستفيد من نوره المؤمنون ويتعظوا‬ ‫‪-3‬‬
‫الذ ْك َرى {‪َ }9‬سَي َّذ َّك ُر َمن َي ْخ َشى {‬ ‫‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَ َذ ِّكر ِإن َّنفَع ِت ِّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫صلَى َّ‬ ‫َِّ‬
‫الن َار اْل ُك ْب َرى {‪ }12‬ثَُّم اَل‬ ‫‪َ }10‬وَيتَ َجَّنُبهَا اَأْل ْشقَى {‪ }11‬الذي َي ْ‬
‫وت ِفيهَا َواَل َي ْحَيى {‪)}13‬‬‫َي ُم ُ‬
‫ختمت ببيان فوز من طهر نفسه من األثام وزكاها بصالح األعمال ‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫من قوله تعالى‪ ( :‬قَ ْد َأ ْفلَ َح َمن تََز َّكى {‪ ) }14‬إلى قوله تعالى ‪{ ( :‬‬
‫وسى {‪. )}19‬‬ ‫ِ ِإ ِ‬
‫يم َو ُم َ‬
‫ص ُحف ْب َراه َ‬ ‫‪ُ }18‬‬

‫سورة الغاشية‬

‫تتناول السورة أصول العقيدة اإلسالمية‬


‫تبدأ بالحديث عن القيامة و أحوالها و أهوالها وجزاء الكافر والمؤمن‬ ‫‪-1‬‬
‫اشَي ِة {‪ُ }1‬و ُجوهٌ َي ْو َمِئ ٍذ‬
‫يث اْل َغ ِ‬
‫ك َح ِد ُ‬ ‫وقتها ‪ ،‬من قوله تعالى‪َ ( :‬ه ْل َأتَا َ‬
‫صفُوفَةٌ {‪َ }15‬و َز َرابِ ُّي‬ ‫اش َعةٌ {‪ )}2‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وَن َم ِار ُ‬ ‫َخ ِ‬
‫ق َم ْ‬
‫َم ْبثُوثَةٌ {‪)}16‬‬
‫ثم تسوق األدلة والبراهين على وحدانيته تعالى وقدرته على الخلق ‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ت {‪ ) }17‬إلى‬ ‫ف ُخِلقَ ْ‬ ‫ون ِإلَى اِإْل بِ ِل َك ْي َ‬ ‫من قوله تعالى‪َ ( :‬أفَاَل َينظُُر َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫قوله تعالى ‪ِ }22{( :‬إاَّل َمن تََولى َو َكفَ َر {‪ }23‬فَُي َع ِّذُبهُ اللهُ اْل َع َذ َ‬
‫اب‬
‫اَأْل ْكَب َر{‪)}24‬‬

‫‪16‬‬
‫وتختم بالتذكير برجوع الناس جميعا هلل تعالى للحساب والجزاء ‪ ،‬قال‬ ‫‪-3‬‬
‫تعالى‪ِ ( :‬إ َّن ِإلَْيَنا ِإ َي َابهُ ْم {‪ }25‬ثَُّم ِإ َّن َعلَْيَنا ِح َس َابهُ ْم {‪)}26‬‬

‫سورة الفجر‬
‫تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية ‪:‬‬
‫تبدأ بذكر قصص بعض األمم المكذبة لرسل اهلل وتذكر عاقبتهم ‪ ،‬من‬ ‫‪-1‬‬
‫قوله تعالى‪ ( :‬واْلفَ ْج ِر {‪ }1‬ولََي ٍ‬
‫ال َع ْش ٍر {‪ }2‬و َّ‬
‫الش ْف ِع َواْل َوتْ ِر {‪..) }3‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ِاد {‪) }14‬‬ ‫إلى قوله تعالى ‪ِ( :‬إ َّن رَّب َ ِ‬
‫ك لَبِاْلم ْر َ‬ ‫َ‬
‫تبين سنة اهلل في ابتالء عباده بالخير والشر والغنى والفقر وحب‬ ‫ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ان ِإ َذا َما ْابتَاَل هُ َرُّبهُ‬ ‫َأما اِإْل َ‬
‫نس ُ‬ ‫اإلنسان الشديد للمال ‪،‬من قوله تعالى‪ ( :‬فَ َّ‬
‫ِ‬
‫َّمهُ فََيقُو ُل َربِّي َأ ْك َر َم ِن {‪ ) }15‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وتُحُّب َ‬
‫ون‬ ‫فََأ ْك َر َمهُ َوَنع َ‬
‫ال ُحّباً َج ّماً {‪)}20‬‬‫اْل َم َ‬
‫تنتقل للحديث عن اآلخرة و أهوالها وتبين مآل الكافر والمؤمن فيها ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫َّ ِ‬ ‫اَّل‬
‫ض َد ّكاً َد ّكاً {‪ ، )}21‬إلى قوله‬ ‫من قوله تعالى‪َ ( :‬ك ِإ َذا ُدكت ْ‬
‫اَأْلر ُ‬
‫تعالى ‪ ( :‬فَ ْاد ُخِلي ِفي ِعَب ِادي {‪َ }29‬و ْاد ُخِلي َجَّنتِي {‪) }30‬‬

‫سورة البلد‬

‫تعالج السورة أصول العقيدة اإلسالمية ‪ ،‬وتركز على اإليمان بالحساب‬


‫والجزاء والتمييز‪ C‬بين األبرار والفجار ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم بالبلد الحرام الذي هو سكن الرسول عليه السالم تعظيما‬ ‫‪-1‬‬
‫لشأنه ‪ ،‬وبيانا للمشركين أن إيذاؤه فيه من أكبر الكبائر عند اهلل تعالى ‪،‬‬
‫َأنت ِح ٌّل بِهَ َذا اْلَبلَ ِد {‪َ }2‬و َو ِال ٍد‬
‫قال تعالى‪ ( :‬اَل ُأ ْق ِس ُم بِهَ َذا اْلَبلَ ِد {‪َ }1‬و َ‬
‫‪16‬‬
‫ب َأن لَّن َي ْق ِد َر َعلَْي ِه‬ ‫ٍ‬ ‫وما ولَ َد {‪ }3‬لَقَ ْد َخلَ ْقَنا اِإْل نس ِ‬
‫ان في َكَبد {‪ََ }4‬أي ْح َس ُ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫َأح ٌد {‪)}5‬‬
‫َ‬
‫اغتروا بقوتهم ‪ ،‬و أنفقوا أموالهم في‬
‫ّ‬ ‫كفار مكة الذين‬
‫تحدثت عن ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫وردت على إنكارهم‬
‫المفاخرة ‪ ،‬ظنا أن إنفاق المال يدفع عذاب الله ‪ّ ،‬‬
‫لوجود اهلل تعالى بالبراهين وبالحجج القاطعة ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬يقُو ُل‬
‫َأحد{‪َ}7‬ألَ ْم َن ْج َعل لَّهُ َع ْيَن ْي ِن {‬ ‫َّ‬
‫ب َأن ل ْم َي َرهُ َ‬
‫ُّ‬
‫ت َماالً لَبداً {‪ََ }6‬أي ْح َس ُ‬
‫َأهلَ ْك ُ‬
‫ْ‬
‫‪َ }8‬وِل َساناً َو َشفَتَْي ِن {‪َ }9‬و َه َد ْيَناهُ َّ‬
‫الن ْج َد ْي ِن {‪) }10‬‬
‫تناولت أهوال القيامة وشدائدها وعقباتها التي ال يمكن أن تجتاز إال‬ ‫‪-3‬‬
‫اك َما‬
‫‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَاَل ا ْقتَ َح َم اْل َعقََبةَ {‪َ }11‬و َما َْأد َر َ‬ ‫بالعمل الصالح‬
‫ام ِفي َي ْوٍم ِذي َم ْس َغَبة ٍ {‪}14‬‬ ‫ك َرقََب ٍة {‪َْ }13‬أو ِإ ْ‬
‫ط َع ٌ‬
‫فَ ُّ‬ ‫اْل َعقََبةُ {‪}12‬‬
‫{‪َْ }15‬أو ِم ْس ِكيناً َذا َمتْ َرَب ٍة {‪)}16‬‬ ‫َيتِيماً َذا َم ْق َرَب ٍة‬
‫ختمت بالتفريق بين المؤمنين والكافرين يوم القيامة ومآل السعداء ومآل‬ ‫‪-4‬‬
‫اص ْوا بِالص ْ‬
‫َّب ِر‬ ‫األشقياء ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬ثَُّم َك ِ َِّ‬
‫آمُنوا َوتََو َ‬
‫ين َ‬ ‫ان م َن الذ َ‬ ‫َ‬
‫ين َكفَ ُروا‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫اص ْواـ بِاْل َم ْر َح َم ِة {‪ُْ }17‬أولَِئ َ‬
‫اب اْل َم ْي َمَنة {‪َ }18‬والذ َ‬‫َأص َح ُ‬ ‫ك ْ‬ ‫َوتََو َ‬
‫بِآياتَِنا ُهم َأصحاب اْلم ْش ِ‬
‫ص َدةٌ {‪. )}20‬‬ ‫َأمة {‪َ }19‬علَْي ِه ْم َن ٌار ُّمْؤ َ‬ ‫ْ َْ ُ َ َ‬ ‫َ‬

‫سورة الشمس‬

‫تناولت السورة موضوعين اثنين هما ‪:‬‬


‫‪ )1‬موضوع النفس اإلنسانية وما جبلها اهلل تعالى عليه من خير وشر‬
‫وهدى وضالل‬
‫‪ )2‬موضوع الطغيان ممثال في ( ثمود ) الذين عقروا الناقة فأهلكهم اهلل ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ابتدأت بالقسم بمخلوقات اهلل على نجاح اإلنسان إن أطاع اهلل وعلى‬ ‫‪-1‬‬
‫اها {‪َ }1‬واْلقَ َم ِر‬
‫ض َح َ‬
‫س َو ُ‬ ‫هالكه إن عصاه ‪ ،‬من قوله تعالى ‪ ( :‬و َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫َ‬
‫َّاها {‪) }10‬‬
‫اب َمن َدس َ‬‫ِإ َذا تَاَل َها {‪ ) }2‬إلى قوله تعالى ‪َ ( :‬وقَ ْد َخ َ‬
‫ذكرت قصة ثمود قوم صالح الذين كذبوا وبغوا وعقروا الناقة حتى‬ ‫‪-2‬‬
‫اها {‬ ‫ود بِ َ‬
‫ط ْغ َو َ‬ ‫ت ثَ ُم ُ‬‫أهلكهم اهلل وباتوا عبرة لمن يعتبر قال تعالى‪َ ( :‬ك َّذَب ْ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫وها‬
‫اها {‪ ) }12‬إلى قوله تعالى ‪( :‬فَ َكذُبوهُ فَ َعقَ ُر َ‬ ‫ث َأ ْشقَ َ‬ ‫‪ِ }11‬إذ َ‬
‫انب َع َ‬
‫فَ َد ْم َد َم َعلَْي ِه ْم َرُّبهُم بِ َذنبِ ِه ْم فَ َس َّو َ‬
‫اها {‪)}14‬‬
‫ختمت ببيان أن اهلل تعالى ال يخاف عاقبة إهالكهم ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اها {‪. )}15‬‬
‫اف ُع ْقَب َ‬
‫َواَل َي َخ ُ‬

‫سورة الليل‬

‫تتحدث السورة عن سعي اإلنسان وعمله وكفاحه في الحياة ‪ ،‬ثم تتحدث‬


‫عن نهايته‪ C‬إما إلى النعيم أو إلى الجحيم ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم بالليل إذا غشي الخالئق ‪ ،‬وبالنهار إذا أنار الوجود ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وبالخالق العظيم للذكر و األنثى ‪ ،‬أن عمل الخالئق مختلف ‪ ،‬وطريقهم‬
‫النهَ ِار ِإ َذا تَ َجلَّى {‪}2‬‬
‫متباين ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬واللَّْي ِل ِإ َذا َي ْغ َشى {‪َ }1‬و َّ‬
‫ق َّ‬
‫الذ َك َر َواُأْلنثَى {‪ِ }3‬إ َّن َس ْعَي ُك ْم لَ َشتَّى {‪)}4‬‬ ‫َو َما َخلَ َ‬
‫وضحت سبيل السعادة وسبيل الشقاء ‪ ،‬وبيّنت طريق طالب النجاة و‬
‫ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ّبينت أوصاف األبرار والفجار و أهل الجنة و أهل النار ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬‬
‫ِّرهُ ِلْلُي ْس َرى‬ ‫ص َّد َ ِ‬
‫ق باْل ُح ْسَنى {‪ }6‬فَ َسُنَيس ُ‬ ‫طى َواتَّقَى {‪َ }5‬و َ‬
‫َأع َ‬
‫َأما َمن ْ‬
‫فَ َّ‬

‫‪16‬‬
‫ِّرهُ‬ ‫استَ ْغَنى {‪ }8‬و َك َّذ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب باْل ُح ْسَنى {‪ }9‬فَ َسُنَيس ُ‬ ‫َ‬ ‫َأما َمن َبخ َل َو ْ‬
‫{‪َ }7‬و َّ‬
‫ِلْل ُع ْس َرى {‪)}10‬‬
‫ّنبهت الغترار الناس بأموالهم وثرواتهم وهي ال تنفعهم شيئا يوم القيامة‬ ‫‪-3‬‬
‫وذكرتهم بالحكمة من توضيح طريق الخير والشر ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬و َما‬ ‫ّ‬
‫ُي ْغنِي َع ْنهُ َمالُهُ ِإ َذا تََر َّدى {‪ِ }11‬إ َّن َعلَْيَنا لَْلهُ َدى {‪َ }12‬وِإ َّن لََنا لَآْل ِخ َرةَ‬
‫َواُأْلولَى{‪)}13‬‬
‫حذرت أهل مكة من عقاب اهلل وانتقامه من المكذبين بآياته ورسوله و‬ ‫ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫أنذرتهم من النار وعذابها ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فََأن َذ ْرتُ ُك ْم َناراً تَلَظَّى {‪ }14‬اَل‬
‫ب َوتََولَّى{‪) }16‬‬ ‫َّ‬ ‫َِّ‬
‫صاَل َها ِإاَّل اَأْل ْشقَى {‪ }15‬الذي َكذ َ‬
‫َي ْ‬
‫ختمت بذكر نموذج المؤمن الصالح الذي ينفق في وجوه الخير ليزكي‬ ‫‪-5‬‬
‫نفسه ويصونها من عقاب اهلل ‪ ،‬وضربت مثال بأبي بكر رضي اهلل عنه‬
‫بالال و أعتقه في سبيل اهلل ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬و َسُي َجَّنُبهَا‬ ‫حين اشترى ً‬
‫ندهُ ِمن ِّن ْع َم ٍة‬ ‫َأِلح ٍد ِع َ‬ ‫َِّ‬
‫اَأْلتْقَى {‪ }17‬الذي يُْؤ تِي َمالَهُ َيتََز َّكى {‪َ }18‬و َما َ‬
‫ضى {‪}21‬‬ ‫تُ ْج َزى {‪ِ }19‬إاَّل ْابتِ َغاء و ْج ِه رب ِ‬
‫ف َي ْر َ‬ ‫اَأْلعلَى {‪َ }20‬ولَ َس ْو َ‬
‫ِّه ْ‬ ‫َ َ‬
‫)‪.‬‬

‫سورة الضحى‬

‫مكية تتناول شخصية‪ C‬النبي األعظم صلى اهلل عليه وسلم وما حباه اهلل تعالى‬
‫به من فضل و إنعام في الدنيا واآلخرة ليشكر اهلل تعالى على هذه النعم‬
‫الجليلة ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم على جاللة قدر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم و أن ربه‬ ‫‪-1‬‬
‫الض َحى {‪َ }1‬واللَّْي ِل ِإ َذا‬
‫لم يهجره كما زعم كفار مكة ‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬و ُّ‬

‫‪16‬‬
‫ك َو َما َقلَى {‪َ }3‬ولَآْل ِخ َرةُ َخ ْيٌر لَّ َ‬
‫ك ِم َن اُأْلولَى {‬ ‫َس َجى {‪َ }2‬ما َو َّد َع َ‬
‫ك َرُّب َ‬
‫‪)}4‬‬
‫أعده اهلل له من كرامات‬ ‫وبينت ما ّ‬ ‫بشرته بالعطاء الجزيل في اآلخرة ‪ّ ،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ك {‪) }5‬‬ ‫ك َرُّب َ‬ ‫ف ُي ْع ِطي َ‬
‫منها الشفاعة العظمى ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ولَ َس ْو َ‬
‫ختمت بتوصيته صلى اهلل عليه وسلم بوصايا ثالث ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫العطف على اليتيم والرحمة بالمحتاج و مسح دمعة البائس ‪ ،‬وشكر اهلل‬
‫َأما‬
‫يم فَاَل تَ ْقهَ ْر {‪َ }9‬و َّ‬‫تعالى على نعمه العظيمة ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَ َّ ِ‬
‫َأما اْلَيت َ‬
‫ث {‪)}11‬‬ ‫َأما بِنِ ْع َم ِة َرِّب َ‬
‫ك فَ َح ِّد ْ‬ ‫السَّاِئ َل فَاَل تَْنهَ ْر {‪َ }10‬و َّ‬
‫سورة الشرح‬

‫تحدثت السورة عن مكانة الرسول الجليلة ومقامه الرفيع ونعم اهلل تعالى‬
‫عليه ‪،‬‬
‫ومن هذه النعم شرح صدره باإليمان ‪ ،‬وتنوير قلبه بالرحمة ‪ ،‬وتطهيره‬ ‫‪-1‬‬
‫وتطيبا لخاطره ‪ ،‬لما يلقاه من أذى الفجار ‪ ،‬قال‬ ‫ً‬ ‫من الذنوب تسليةً له ‪،‬‬
‫ك {‪ }2‬الَِّذي‬
‫ك ِو ْز َر َ‬
‫ض ْعَنا َعن َ‬
‫ك {‪َ }1‬و َو َ‬
‫ص ْد َر َ‬
‫ك َ‬
‫تعالى‪َ ( :‬ألَ ْم َن ْش َر ْح لَ َ‬
‫ك {‪)}3‬‬ ‫ظ ْه َر َ‬‫ض َ‬‫َأنقَ َ‬
‫وتحدثت عن إعالء منزلته عليه الصالة والسالم ‪ ،‬ورفع مقامه ‪ ،‬وقرن‬ ‫‪-2‬‬
‫ك {‪) }4‬‬ ‫ك ِذ ْك َر َ‬
‫اسمه باسم اهلل تعالى ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬و َرفَ ْعَنا لَ َ‬
‫وآنسته بقرب الفرج والنصر على األعداء ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَِإ َّن َم َع‬ ‫‪-3‬‬
‫اْل ُع ْس ِر ُي ْسراً {‪ِ }5‬إ َّن َم َع اْل ُع ْس ِر ُي ْسراً {‪)}6‬‬
‫ثم ختمت بتذكيره بواجب التفرغ لعبادة اهلل بعد انتهائه من تبليغ الرسالة‬ ‫‪-4‬‬
‫شكرا هلل على نعمه الجليلة ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫ب {‪. )}8‬‬ ‫ب {‪َ }7‬وِإ لَى َرِّب َ‬
‫ك فَ ْار َغ ْ‬ ‫انص ْ‬ ‫( فَِإ َذا فَ َر ْغ َ‬
‫ت فَ َ‬

‫سورة التين‬

‫تعالج هذه السورة موضوعين بارزين هما ‪:‬‬


‫تكريم اهلل تعالى للنوع البشري ‪ ،‬وموضوع اإليمان بالحساب والجزاء ‪.‬‬
‫ابتدأت بالقسم بالبقاع المقدسة واألماكن المشرفة التي خصت بإنزال‬ ‫‪-1‬‬
‫الوحي على األنبياء وهي ‪ :‬بيت المقدس ‪ ،‬جبل الطور ‪ ،‬مكة المكرمة ‪،‬‬
‫على أن اهلل تعالى كرم اإلنسان فخلقه في أجمل صورة وإ ذا لم يشكر‬
‫ون {‪ }1‬وطُ ِ ِ ِ‬ ‫ين و َّ‬
‫الز ْيتُ ِ‬ ‫ِّ‬
‫ين‬
‫ور سين َ‬ ‫َ‬ ‫فسيرد إلى الجحيم ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬والت ِ َ‬
‫ين{‪) }3‬‬ ‫{‪ }2‬و َه َذا اْلبلَ ِد ِ‬
‫اَأْلم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وبخت الكافر على إنكار البعث والنشور ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬لَقَ ْد َخلَ ْقَنا‬ ‫ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ان ِفي ْ‬
‫ين{‪) }5‬‬ ‫َأح َس ِن تَ ْق ِويم {‪ }4‬ثَُّم َر َد ْدَناهُ ْ‬
‫َأس َف َل َسافل َ‬ ‫اِإْل َ‬
‫نس َ‬
‫ختمت بعدل اهلل في إثابة المؤمنين وعقاب الكافرين ‪ ،‬وفيها تقريراً‬ ‫‪-3‬‬
‫َّالح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّل َِّ‬
‫ات‬ ‫آمُنوا َو َعملُوا الص َ‬ ‫ين َ‬ ‫للجزاء وإ ثباتاً للمعاد ‪ ،‬قال تعالى‪ِ ( :‬إ الذ َ‬
‫ين {‪َ }7‬ألَْي َس اللَّهُ بِ ْ‬
‫َأح َكِم‬ ‫ون {‪ }6‬فَ َما ُي َك ِّذُب َ‬
‫ك َب ْع ُد بِ ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫َأجٌر َغ ْي ُر َم ْمُن ٍ‬
‫َفلَهُ ْم ْ‬
‫ين {‪) }8‬‬ ‫ِِ‬
‫اْل َحاكم َ‬

‫سورة العلق‬

‫وتسمى سورة (اقرأ ) ‪ ،‬وهي أول السور القرآنية نزوال على رسول اهلل‬
‫النبوة إذ كان ال يدري مالكتاب‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬فقد نزلت في مبادئ ّ‬
‫وال اإليمان ‪ ،‬فجاءه جبريل عليه السالم بالرسالة وأمره بأن يقرأ فاعتذر‬

‫‪17‬‬
‫وقال ‪ ( :‬ما أنا بقارئ ) فلم يزل به حتى قرأ ‪ .‬فأنزل اهلل ( اقرأ باسم ربك‬
‫الذي خلق ) ‪.‬‬
‫اسِم َرِّب َ‬
‫ك‬ ‫ابتدأت بفضل اهلل تعالى بإنزاله القرآن ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬ا ْق َرْأ بِ ْ‬ ‫‪-1‬‬
‫ك اَأْل ْك َر ُم {‪}3‬‬ ‫ان ِم ْن َعلَ ٍ‬
‫ق {‪ }2‬ا ْق َرْأ َو َرُّب َ‬ ‫نس َ‬‫ق اِإْل َ‬‫ق {‪َ }1‬خلَ َ‬ ‫الَِّذي َخلَ َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َِّ‬
‫ان َما لَ ْم َي ْعلَ ْم{‪) }5‬‬
‫نس َ‬ ‫الذي َعل َم بِاْل َقلَم {‪َ }4‬عل َم اِإْل َ‬
‫تحدثت عن طغيان اإلنسان في هذه الحياة بالقوة والثراء وتمرده على‬ ‫‪-2‬‬
‫أوامر اهلل بسبب الغنى ‪ ،‬بينما كان عليه أن يشكر النعمة ال أن يجحدها ‪،‬‬
‫استَ ْغَنى {‪ِ }7‬إ َّن ِإلَى‬ ‫اَّل‬
‫ط َغى {‪َ }6‬أن َّرآهُ ْ‬
‫ان لََي ْ‬ ‫قال تعالى‪َ ( :‬ك ِإ َّن اِإْل َ‬
‫نس َ‬
‫الر ْج َعى{‪) }8‬‬
‫ِّك ُّ‬
‫َرب َ‬
‫تناولت قصة ( أبي جهل ) الذي كان يتوعد الرسول عليه الصالة‬ ‫‪-3‬‬
‫ت الَِّذي َي ْنهَى {‪َ }9‬ع ْبداً‬ ‫والسالم وينهاه عن الصالة ‪ ،‬قال تعالى‪ََ ( :‬أر َْأي َ‬
‫َأم َر بِالتَّ ْق َوى {‬ ‫ان َعلَى اْلهُ َدى {‪َْ }11‬أو َ‬ ‫ت ِإن َك َ‬‫صلَّى {‪ََ }10‬أر َْأي َ‬ ‫ِإ َذا َ‬
‫َأن اللَّهَ َي َرى {‪)}14‬‬ ‫ب َوتََولَّى {‪َ }13‬ألَ ْم َي ْعلَ ْم بِ َّ‬ ‫َّ‬
‫ت ِإن َكذ َ‬ ‫‪ََ }12‬أر َْأي َ‬
‫تابعت اآليات بوعيد ذلك الكافر بأشد العقاب إن استمر على ضالله كما‬ ‫‪-4‬‬
‫أمرت الرسول الكريم بعدم اإلصغاء له ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬كاَّل لَِئن لَّ ْم َينتَ ِه‬
‫اطَئ ٍة {‪َ }16‬فْلَي ْدعُ َن ِادَيه {‪}17‬‬ ‫اصي ٍة َك ِاذب ٍة َخ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الناصَية {‪َ }15‬ن َ‬
‫لََنسفَعاً بِ َّ ِ ِ‬
‫ْ‬
‫الزَبانَِيةَ {‪) }18‬‬ ‫َسَن ْدعُ َّ‬
‫ختمت بالدعوة للصالة والعبادة ليتناسق البدء مع الختام ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ب {‪{ )}19‬سجدة}‬ ‫اس ُج ْد َوا ْقتَ ِر ْ‬ ‫ِ‬ ‫اَّل‬
‫َك اَل تُط ْعهُ َو ْ‬

‫سورة القدر‬

‫‪17‬‬
‫تحدثت السورة عن بدء نزول القرآن العظيم ‪ ،‬وعن فضل ليلة القدر عن‬ ‫‪-1‬‬
‫سائر األيام والشهور لما فيها من تجليات ونفحات ربانية ‪ ،‬تلك النفحات‬
‫التي يفيض بها اهلل تعالى على عباده المؤمنين تكريما لنزول القرآن‬
‫َأنزْلَناهُ ِفي لَْيلَ ِة اْلقَ ْد ِر {‪َ }1‬و َما َْأد َرا َ‬
‫ك َما لَْيلَةُ‬ ‫الكريم ‪ ،‬قال تعالى ‪ِ ( :‬إَّنا َ‬
‫ف َش ْه ٍر {‪) }3‬‬ ‫اْلقَ ْد ِر {‪ }2‬لَْيلَةُ اْلقَ ْد ِر َخ ْير ِّم ْن َأْل ِ‬
‫ٌ‬
‫وتحدثت عن المالئكة األبرار ونزولهم في هذه الليلة على األرض‬ ‫‪-2‬‬
‫حتى طلوع الشمس ‪ ،‬وعن سالم هذه الليلة من كل آفة وشر ‪ ،‬قال‬
‫ِّ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِئ‬
‫وح فيهَا بِِإ ْذ ِن َرِّب ِهم ِّمن ُكل ْ‬
‫َأم ٍر {‪}4‬‬ ‫تعالى‪ ( :‬تََن َّز ُل اْل َماَل َكةُ َو ُّ ُ‬
‫َساَل ٌم ِه َي َحتَّى َم ْ‬
‫طلَ ِع اْلفَ ْج ِر {‪.) }5‬‬

‫سورة البينة‪C‬‬

‫وتسمى سورة ( لم يكن ) وتعالج القضايا اآلتية ‪:‬‬


‫‪ -‬موقف أهل الكتاب من رسالة محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ -‬موضوع إخالص العبادة هلل تعالى ‪.‬‬
‫‪ -‬مصير السعداء واألشقياء في اآلخرة ‪.‬‬
‫ابتدأت بالحديث عن اليهود والنصارى وتكذيبهم لدعوة الرسول عليه‬ ‫‪-1‬‬
‫َِّ‬
‫الصالة والسالم مع علمهم بصدق نبوته ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬لَ ْم َي ُك ِن الذ َ‬
‫ين‬
‫ين َحتَّى تَْأتَِيهُ ُم اْلَبيَِّنةُ {‪َ }1‬ر ُسو ٌل‬
‫ين ُمنفَ ِّك َ‬
‫ِ‬
‫اب َواْل ُم ْش ِرك َ‬‫َأه ِل اْل ِكتَ ِ‬
‫َكفَ ُروا ِم ْن ْ‬
‫ِّمةٌ {‪)}3‬‬ ‫طهََّرةً {‪ِ }2‬فيهَا ُكتُ ٌ‬ ‫َّ ِ‬
‫ب قَي َ‬ ‫ص ُحفاً ُّم َ‬‫ِّم َن الله َي ْتلُو ُ‬
‫تحدثت عن إخالص العبادة هلل الذي أمر به جميع األديان و إفراده تعالى‬ ‫‪-2‬‬
‫ين ُأوتُوا‬ ‫والتوجه له بكافة األقوال واألفعال ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬وما تَفََّر َ َِّ‬
‫ق الذ َ‬ ‫ََ‬
‫‪17‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب ِإاَّل من َب ْعد َما َجاءتْهُ ُم اْلَبيَِّنةُ {‪َ }4‬و َما ُأم ُروا ِإاَّل لَي ْعُب ُدوا اللهَ‬ ‫اْلكتَ َ‬
‫ِّم ِة‬
‫ين اْلقَي َ‬ ‫كد ُ‬
‫الز َكاةَ و َذِل َ ِ‬
‫َ‬
‫الصاَل ةَ ويُْؤ تُوا َّ‬
‫يموا َّ َ‬
‫ِ‬
‫ين ُحَنفَاء َوُيق ُ‬ ‫ين لَهُ ِّ‬
‫الد َ‬
‫ِ ِ‬
‫ُم ْخلص َ‬
‫{‪)}5‬‬
‫تحدثت عن مصير أهل الكتاب والمشركين وخلودهم في نار جهنم‬ ‫‪-3‬‬
‫َِّ‬
‫ين َكفَ ُروا‬ ‫ومصير المؤمنين وخلودهم في الجنة ‪ ،‬قال تعالى‪ِ ( :‬إ َّن الذ َ‬
‫ك ُه ْم َش ُّر‬ ‫ين ِفيهَا ُْأولَِئ َ‬ ‫ِِ‬ ‫اب واْلم ْش ِر ِك ِ‬
‫ين في َن ِار َجهََّن َم َخالد َ‬ ‫َ‬ ‫ِم ْن ْ ِ ِ ِ‬
‫َأهل اْلكتَ َ ُ‬
‫ك ُه ْم َخ ْي ُر اْلَب ِرَّي ِة {‬ ‫ات ُْأولَِئ َ‬
‫َّالح ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫آمُنوا َو َعملُوا الص َ‬ ‫ين َ‬ ‫اْلَب ِرَّية {‪ِ }6‬إ َّن الذ َ‬
‫ين‬ ‫ِِ‬ ‫ات َع ْد ٍن تَ ْج ِري ِمن تَ ْحتِهَا ْ‬ ‫‪َ }7‬ج َزاُؤ ُه ْم ِع َ‬
‫ند َرِّب ِه ْم َجَّن ُ‬
‫اَأْلنهَ ُار َخالد َ‬
‫ك ِل َم ْن َخ ِش َي َرَّبهُ {‪. )}8‬‬ ‫ضوا َع ْنهُ َذِل َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيهَا ََأبداً َّرض َي اللهُ َع ْنهُ ْم َو َر ُ‬

‫سورة الزلزلة‬

‫بدأت السورة بالحديث عن الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة‬ ‫‪-1‬‬
‫دك معه كل صرح شامخ ‪ ،‬وكل جبل راسخ ‪ ،‬وتخرج األرض ما فيها‬ ‫في ّ‬
‫ِ‬
‫ض ِزْل َزالَهَا {‬ ‫من موتى وكنوز ثمينة ‪ ،‬قال تعالى ‪ِ ( :‬إ َذا ُزْل ِزلَت ْ‬
‫اَأْلر ُ‬
‫‪ }1‬و ْ ِ‬
‫ان َما لَهَا {‪) }3‬‬ ‫نس ُ‬ ‫ض َأثْقَالَهَا {‪َ }2‬وقَا َل اِإْل َ‬ ‫اَأْلر ُ‬ ‫َأخ َر َجت ْ‬ ‫َ‬
‫تنتقل اآليات للحديث عن شهادة األرض على اإلنسان بأمر من اهلل تعالى‬ ‫‪-2‬‬
‫ك َْأو َحى لَهَا {‪) }5‬‬ ‫َأخَب َار َها {‪ }4‬بِ َّ‬
‫َأن َرَّب َ‬ ‫ث ْ‬ ‫‪ ،‬قال تعالى ‪َ ( :‬ي ْو َمِئ ٍذ تُ َح ِّد ُ‬
‫ثم تحدثت عن انصراف كل إنسان ليلقى مصيره من خير أو شر ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اس َأ ْشتَاتاً لُِّي َر ْوا ْ‬
‫َأع َمالَهُ ْم {‪ }6‬فَ َمن َي ْع َم ْل‬ ‫ص ُد ُر َّ‬ ‫ِئ ٍ‬
‫الن ُ‬ ‫قال تعالى‪َ ( :‬ي ْو َم ذ َي ْ‬
‫ال َذ َّر ٍة َخ ْيراً َي َرهُ {‪َ }7‬و َمن َي ْع َم ْل ِمثْقَ َ‬
‫ال َذ َّر ٍة َش ّراً َي َرهُ {‪. ) }8‬‬ ‫ِمثْقَ َ‬

‫سورة العاديات‬

‫‪17‬‬
‫يقسم اهلل تعالى في بداية السورة الكريمة بالخيل التي تغير على األعداء‬
‫والتي تعدو عدواً قويا يصدر عنه الضبح وهو صوت نفسها في صدرها عند‬
‫اشتداد عدوها ‪ ،‬وتنقدح النار من صالبة حوافرها وقوتها ‪ ،‬وتثير الغبار‬
‫حولها ‪ ،‬والتي توسط براكبها جموع األعداء ‪ ،‬قال تعالى ‪ ( :‬واْلع ِادي ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ َ‬
‫ص ْبحاً {‪ }3‬فََأثَْر َن بِ ِه َن ْقعاً {‬ ‫ِ ِ‬
‫ورَيات قَ ْدحاً {‪ }2‬فَاْل ُمغ َيرات ُ‬
‫ض ْبحاً {‪ }1‬فَاْلم ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ط َن بِ ِه َج ْمعاً {‪ ، )}5‬و أقسمت بها على جحود اإلنسان لنعم اهلل‬ ‫‪ }4‬فَ َو َس ْ‬
‫ك‬‫ود {‪َ }6‬وِإ َّنهُ َعلَى َذِل َ‬ ‫ِّه لَ َكُن ٌ‬‫وحبه للمال ‪ ،‬قال تعالى ‪ِ( :‬إ َّن اِإْل نسان ِلرب ِ‬
‫َ َ َ‬
‫يد {‪ ، ) }8‬وختمت بأن مرجع الخالئق‬ ‫ب اْل َخ ْي ِر لَ َش ِد ٌ‬‫يد {‪َ }7‬وِإ َّنهُ ِل ُح ِّ‬ ‫لَ َش ِه ٌ‬
‫هلل تعالى عندما يبعث من في القبور ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬أفَاَل َي ْعلَ ُم ِإ َذا ُب ْعثِ َر َما ِفي‬
‫ور {‪ِ }10‬إ َّن َرَّبهُم بِ ِه ْم َي ْو َمِئ ٍذ لَّ َخبِ ٌير {‬ ‫ُّد ِ‬‫ص َل َما ِفي الص ُ‬ ‫ور {‪َ }9‬و ُح ِّ‬ ‫اْلقُُب ِ‬
‫‪.) }11‬‬

‫سورة القارعة‬

‫تتحدث السورة عن القيامة و أهوالها الشديدة محذرة ومخوفة منها ‪ ،‬حيث‬


‫ينتشر الناس كالفراش المتطاير والجراد المنتشر الذي يموج بعضه في‬
‫بعض من شدة الفزع والهول ‪.‬‬
‫اك َما اْلقَ ِار َعةُ {‪}3‬‬
‫قال تعالى‪ ( :‬اْلقَ ِار َعةُ {‪َ }1‬ما اْلقَ ِار َعةُ {‪َ }2‬و َما َْأد َر َ‬
‫اش اْلم ْبثُ ِ‬
‫وث{‪ ، ) }4‬ثم تتحدث عن نسف الجبال‬ ‫اس َكاْلفَ َر ِ َ‬ ‫ون َّ‬
‫الن ُ‬ ‫َي ْو َم َي ُك ُ‬
‫وش {‪ ، ) }5‬وتذكر‬ ‫ون اْل ِجَبا ُل َكاْل ِع ْه ِن اْل َمنفُ ِ‬
‫وتطايرها ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬وتَ ُك ُ‬
‫بالموازين التي تزن أعمال العباد وانقسام الخلق لسعداء و أشقياء ‪،‬‬
‫ت َم َو ِاز ُينهُ‬
‫َأما َمن ثَُقلَ ْ‬
‫ومصيرهم إما إلى جنة وإ ما إلى نار ‪ ،‬قال تعالى‪ ( :‬فَ َّ‬

‫‪17‬‬
‫ُأمهُ َه ِاوَيةٌ‬
‫ت َم َو ِاز ُينهُ {‪ }8‬فَ ُّ‬ ‫اضَي ٍة {‪َ }7‬و َّ‬
‫َأما َم ْن َخفَّ ْ‬ ‫{‪ }6‬فَهو ِفي ِعي َش ٍة َّر ِ‬
‫َُ‬
‫امَيةٌ {‪.) }11‬‬ ‫اك ما ِهي ْه {‪َ }10‬نار ح ِ‬
‫ٌ َ‬ ‫{‪َ }9‬و َما َْأد َر َ َ َ‬

‫سورة التكاثر‬

‫تتحدث السورة عن انشغال الناس بمغريات الحياة وجمعهم لحطام الدنيا حتى‬
‫ُز ْرتُُم اْل َمقَابِر{‬ ‫يباغتهم الموت فجأة ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬أْلهَا ُك ُم التَّ َكاثُُر {‪َ }1‬حتَّى‬
‫ون‬ ‫‪ ، ) }2‬و تكرر الزجر للتخويف واإلنذار ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬كاَّل‬
‫ف تَ ْعلَ ُم َ‬
‫َس ْو َ‬
‫ون {‪ ، )}4‬وتختم ببيان أهوال القيامة التي ال‬ ‫{‪ }3‬ثَُّم َكاَّل َس ْو َ‬
‫ف تَ ْعلَ ُم َ‬
‫ينجو منها إال المؤمن وتبين أن اإلنسان سيحاسبون عن النعيم الذي كانوا‬
‫يتقلبون فيه في الدنيا ‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫يم {‪ }6‬ثَُّم لَتََر ُوَّنهَا َع ْي َن اْلَي ِق ِ‬
‫ين‬ ‫ِ‬
‫ين {‪ }5‬لَتََر ُو َّن اْل َجح َ‬‫ون ِعْل َم اْلَي ِق ِ‬
‫( َك لَ ْو تَ ْعلَ ُم َ‬
‫اَّل‬
‫الن ِع ِيم {‪. )}8‬‬ ‫{‪ }7‬ثَُّم لَتُ ْسَألُ َّن َي ْو َمِئ ٍذ َع ِن َّ‬

‫سورة العصر‬

‫هذه السورة جاءت في غاية اإليجاز والبيان لتوضيح سبب سعادة اإلنسان‬
‫أو شقاوته ونجاحه في الحياة أو خسرانه ودماره ‪.‬‬
‫أقسم اهلل تعالى بالعصر وهو الزمان الذي ينتهي به عمر اإلنسان على أن‬
‫ص ِر {‪ِ }1‬إ َّن‬
‫جنس اإلنسان في هالك وخسران ‪ ،‬يقول تعالى ‪َ ( :‬واْل َع ْ‬
‫ان لَِفي ُخ ْس ٍر {‪) }2‬‬ ‫اِإْل َ‬
‫نس َ‬
‫ويستثنى من الخسران كل اتصف بهذه الصفات وهي‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫اإليمان والعمل الصالح والتواصيـ بالحق واالعتصام بالصبر ‪،‬‬
‫َّالح ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّل َِّ‬
‫ات‬ ‫آمُنوا َو َعملُوا الص َ‬ ‫وهي أسس الفضيلة والدين ‪ ،‬قال تعالى‪ِ ( :‬إ الذ َ‬
‫ين َ‬
‫اص ْوا بِالص ْ‬
‫َّب ِر {‪. )}3‬‬ ‫اص ْواـ بِاْل َح ِّ‬
‫ق َوتََو َ‬ ‫َوتََو َ‬

‫سورة الهمزة‬

‫تحدثت السورة عن الذين يعيبون الناس ويأكلون أعراضهم بالسخرية‬


‫والطعن ‪ ،‬وذمت من يشتغلون يجمع المال وتكديس الثروات وكأنهم مخلدون‬
‫في الدنيا ‪ ،‬وذكرت عاقبتهم بدخولهم النار‪ ،‬وبينت اآليات عظم النار وشدتها‬
‫على كل من يكفر باهلل تعالى وينسى شكر نعمه فيترك اإلنفاق في سبيله ‪،‬‬
‫َِّ‬ ‫ُّ‬
‫َأن‬‫ب َّ‬ ‫قال تعالى‪َ ( :‬وْي ٌل لِّ ُك ِّل ُه َم َز ٍة ل َم َز ٍة {‪ }1‬الذي َج َم َع َماالً َو َع َّد َدهُ {‪َ }2‬ي ْح َس ُ‬
‫ط َمةُ {‪َ }5‬ن ُار اللَّ ِه‬ ‫ك َما اْل ُح َ‬ ‫ط َم ِة {‪َ }4‬و َما َْأد َرا َ‬
‫َأخلَ َدهُ {‪َ }3‬كاَّل لَُي َنب َذ َّن ِفي اْل ُح َ‬
‫َمالَهُ ْ‬
‫ص َدةٌ {‪ِ }8‬في َع َم ٍد ُّم َم َّد َد ٍة‬ ‫ِئ ِ‬ ‫َّ ِ َِّ‬
‫اْل ُموقَ َدةُ {‪ }6‬التي تَطلعُ َعلَى اَأْل ْف َدة {‪ِ }7‬إَّنهَا َعلَْي ِهم ُّمْؤ َ‬
‫{‪. )}9‬‬

‫سورة الفيل‬

‫تتحدث السورة عن قصة أصحاب الفيل حين قصدوا هدم الكعبة ‪،‬فرد اهلل‬
‫كيدهم في نحورهم ‪ ،‬و أرسل عليهم طيرا حملت حجارة أهلكتهم ‪ .‬وهذا‬
‫الجيش المعتدي هو ‪ ( :‬جيش أبرهة األشرم ) ليكون بمن فيه عظة وعبرة‬
‫لغيرهم من الكفار ‪ .‬فقد أرادوا أن يكيدوا قريشا بالقتل والسبي ‪ ،‬والبيت‬
‫بالتخريب والهدم ‪ ،‬فجعلهم تعالى عبرة لكل معتبر ‪ ،‬قال تعالى‪َ ( :‬ألَ ْم تََر‬
‫يل {‪َ }2‬و َْأر َس َل‬‫ضِل ٍ‬
‫يل {‪َ }1‬ألَ ْم َي ْج َع ْل َك ْي َد ُه ْم ِفي تَ ْ‬
‫اب اْل ِف ِ‬
‫َأص َح ِ‬
‫ك بِ ْ‬
‫ف فَ َع َل َرُّب َ‬
‫َك ْي َ‬

‫‪17‬‬
‫ِّيل {‪ }4‬فَجعلَهم َكعص ٍ‬
‫ف َّمْأ ُك ٍ‬
‫ول‬ ‫ط ْيراً ََأبابِي َل {‪ }3‬تَر ِمي ِهم بِ ِح َجار ٍة ِّمن ِسج ٍ‬
‫َعلَْي ِه ْم َ‬
‫َ َ ُْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫{‪) }5‬‬

‫سورة قريش‬

‫تحدثت السورة عن نعم اهلل تعالى على أهل مكة حيث كانت لهم رحلة في‬
‫الشتاء إلى اليمن ‪ ،‬ورحلة في الصيف للشام للتجارة ‪.‬‬
‫َّي ِ‬
‫ف {‪، )}2‬‬ ‫ش {‪ِ }1‬إياَل ِف ِهم ِر ْحلَةَ ِّ‬
‫الشتَاء َوالص ْ‬ ‫قال تعالى ‪ِ (( :‬إِل ياَل ِ‬
‫ف قَُر ْي ٍ‬
‫ْ‬
‫وتأمرهم اآليات بعبادة اهلل وحده ألنه تعالى أكرمهم بنعمة األمن فكانت‬
‫قريش تخرج في تجارتها فال يتعدى أحد عليها ‪ ،‬والنعمة الثانية على قريش‬
‫هي نعمة الغنى لبيان ضرورة اإليمان باهلل تعالى وشكره على نعمائه ‪ ،‬ونعم‬
‫اهلل ال تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لشأن هذه الواحدة ‪ ،‬يقول‬
‫آمَنهُم ِّم ْن‬
‫وع َو َ‬ ‫ب َه َذا اْلَب ْي ِت {‪ }3‬الَِّذي َأ ْ‬
‫ط َع َمهُم ِّمن ُج ٍ‬ ‫اهلل تعالى ( َفْلَي ْعُب ُدوا َر َّ‬
‫ف {‪.) }4‬‬‫َخو ٍ‬
‫ْ‬

‫سورة الماعون‬

‫تحدثت اآليات عن فريقين ‪ :‬الفريق األول ‪ :‬فريق الكافر الجاحد المكذب‬


‫بالجزاء والحساب في اآلخرة ‪،‬وذكرت صفات أصحاب هذا الفريق فهم ال‬
‫يعطون اليتامى حقوقهم ويزجرونهم وال يفعلون الخير ‪ ،‬فيبخلون عن إطعام‬
‫ك الَِّذي‬
‫ين {‪ }1‬فَ َذِل َ‬
‫الد ِ‬ ‫الطعام ‪ ،‬فيقول اهلل تعالى فيهم ‪َ (( :‬أر َْأي َ َِّ‬
‫ت الذي ُي َك ِّذ ُ‬
‫ب بِ ِّ‬ ‫َ‬
‫ين {‪)}3‬‬ ‫ط َع ِام اْل ِم ْس ِك ِ‬ ‫يم {‪َ }2‬واَل َي ُح ُّ‬
‫ض َعلَى َ‬ ‫ِ‬
‫َي ُدعُّ اْلَيت َ‬

‫‪17‬‬
‫والفريق الثاني ‪ :‬هم المصلونـ الذين إن صلّوا لم يرجوا ثوابا وإ ن تركوا‬
‫الصالة لم يخشوا عقابا ‪ ،‬أولئك هم المنافقون الذين يؤخرون الصالة عن‬
‫أوقاتها تهاوناً ‪ ،‬وهم الذين يتركون الصالة سراً ويصلونها عالنية ‪،‬‬
‫ويمنعون عن الناس الزكاة وكل خير ‪.‬‬
‫فتوعدتهم السورة بالويل والهالك وشنعت عليهم أعظم تشنيع ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬‬
‫َِّ‬ ‫َِّ‬
‫ون {‪}6‬‬
‫ين ُه ْم ُي َراُؤ َ‬
‫ون {‪ }5‬الذ َ‬ ‫صاَل تِ ِه ْم َس ُ‬
‫اه َ‬ ‫ين ُه ْم َعن َ‬ ‫صلِّ َـ‬
‫ين {‪ }4‬الذ َ‬
‫ِّ‬
‫فَ َوْي ٌل لْل ُم َ‬
‫ون {‪. ) }7‬‬
‫اع َ‬
‫ون اْل َم ُ‬
‫َوَي ْمَن ُع َ‬
‫سورة الكوثر‬

‫تحدثت هذه السورة عن فضل اهلل العظيم على نبيه الكريم بإعطائه نهر‬
‫الكوثر في الجنة ‪،‬‬
‫اك اْل َك ْوثََر {‪ ، )}1‬ودعته إلقامة الصالة المفروضة‬ ‫ط ْيَن َ‬ ‫قال تعالى ‪ِ (( :‬إَّنا ْ‬
‫َأع َ‬
‫ص ِّل ِل َرِّب َ‬
‫ك َو ْان َح ْر {‪)}2‬‬ ‫عليه ونحر النسك تقربا هلل ‪ ،‬قال تعالى ‪( :‬فَ َ‬
‫وختمت السورة ببشارة للنبي صلى اهلل عليه وسلم بخزي عدوه المبغض له‬
‫‪ ،‬ووصفته بأنه سيقطع ذكره من خير الدنيا واآلخرة ‪.‬‬
‫اَأْلبتَُر {‪) }3‬‬ ‫قال تعالى‪ِ( :‬إ َّن َشانَِئ َ‬
‫ك ُه َو ْ‬

‫سورة الكافرون‬

‫هي سورة البراءة من الشرك والضالل ‪ ،‬عندما دعا المشركون رسول اهلل‬
‫عليه السالم للمهادنة وطلبوا عبادة إلهه سنة و آلهتهم سنة ‪ ،‬ففصلت اآليات‬
‫وقطعت أطماعهم ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫توجه الخطاب لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أن قل يا محمد للذين كفروا‬
‫ال أعبد األصنام التي تعبدونها ‪ ،‬وال أنتم عابدون اهلل عز وجل الذي أعبده‬
‫إلشراككم به ‪ ،‬فإن زعمتم أنكم تعبدونه فأنتم كاذبون ‪ ،‬ألنه تعبدونه مشركين‬
‫‪ .‬فأنا ال أعبد ما عبدتم ‪ ،‬أي مثل عبادتكم وال أنتم عابدون مثل عبادتي التي‬
‫هي توحيد ‪،‬‬
‫ِ‬
‫ون {‪َ }2‬واَل َأنتُ ْم َعابِ ُد َ‬
‫ون‬ ‫َأعُب ُد َما تَ ْعُب ُد َ‬ ‫قال تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل َيا َُّأيهَا اْل َكاف ُر َ‬
‫ون {‪ }1‬اَل ْ‬
‫َأعُب ُد {‪)}5‬‬ ‫َأعُب ُد {‪َ }3‬واَل ََأنا َعابِ ٌد َّما َعَبدتُّ ْم {‪َ }4‬واَل َأنتُ ْم َعابِ ُد َ‬
‫ون َما ْ‬ ‫َما ْ‬
‫وتختم السورة بمعنى التهديد بمعنى ‪ :‬إن رضيتم بدينكم فقد رضينا بديننا ‪.‬‬
‫قال تعالى‪( :‬لَ ُك ْم ِد ُين ُك ْم َوِلي ِد ِ‬
‫ين {‪. ) }6‬‬ ‫َ‬

‫سورة النصر‬

‫تحدثت هذه السورة عن فتح مكة ‪،‬حيث أعز اهلل تعالى اإلسالم ونصر‬
‫المسلمين وانتشر اإلسالم ‪ ،‬ودخل الناس دين اهلل أفواجا وارتفعت راية‬
‫ص ُر اللَّ ِه َواْلفَتْ ُح {‪َ }1‬و َر َْأي َ‬
‫ت‬ ‫الحق عالية شامخة ‪ ،‬قال تعالى ‪ِ (( :‬إ َذا َجاء َن ْ‬
‫ين اللَّ ِه َأ ْف َواجاً {‪ ، )}2‬وفيها أمر بتسبيح اهلل وشكره‬ ‫ون ِفي ِد ِ‬
‫اس َي ْد ُخلُ َ‬ ‫َّ‬
‫الن َ‬
‫واستغفاره وبيان أنه يتوب على كل من تاب من المسبحين المستغفرين ‪،‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫ِّك و ِ‬ ‫ِ‬
‫استَ ْغف ْرهُ ِإَّنهُ َك َ‬
‫ان تََّواباً {‪) }3‬‬ ‫ِّح بِ َح ْمد َرب َ َ ْ‬
‫( فَ َسب ْ‬

‫سورة المسد‬

‫‪17‬‬
‫وتسمى سورة ( اللهب ) وسورة ( تبت )‬
‫تحدثت عن هالك وخسارة ( أبي لهب ) عدو اهلل ورسوله ‪،‬الذي كان شديد‬
‫العداء هلل ورسوله ‪ ،‬فما دفع عنه عذاب اهلل ما جمع من المال وال ما كسب‬
‫من جاه ‪،‬‬
‫ب {‪)}2‬‬
‫َأغَنى َع ْنهُ َمالُهُ َو َما َك َس َ‬ ‫ت َي َدا َأبِي لَهَ ٍب َوتَ َّ‬
‫ب {‪َ }1‬ما ْ‬ ‫قال تعالى ‪ ( :‬تََّب ْ‬
‫وتوعدته السورة بنار ذات اشتعال وتلهّب ‪ ،‬وامرأته التي كانت تمشي‬
‫بالنميمة بين الناس وتؤذي رسول اهلل صلى اهلل عليه ‪ ،‬وكانت تضع في‬
‫الدنيا في عنقها حبالً من ليف تحتطب فيه سيكون في اآلخرة حبالً من نار‬
‫‪ ،‬زيادة في التنكيل والدمار‪.‬‬
‫ط ِب {‪ِ }4‬في‬
‫ام َرَأتُهُ َح َّمالَةَ اْل َح َ‬ ‫صلَى َناراً َذ َ ٍ‬
‫ات لَهَب {‪َ }3‬و ْ‬ ‫قال تعالى‪َ ( :‬سَي ْ‬
‫ِج ِيد َها َحْب ٌل ِّمن َّم َس ٍد {‪. )}5‬‬

‫سورة اإلخالص‬

‫اشتملت هذه السورة على توحيد اهلل تعالى في األسماء والصفات ‪.‬‬
‫تحدثت هذه السورة عن صفات اهلل جل وعال الواحد األحد الذي ال شبيه له‬
‫وال نظير وال صاحبة له وال ولد وال شريك ‪ ،‬الذي يصمد إليه ويفتقر في‬

‫‪18‬‬
‫كل الحاجات ‪ ،‬الدائم الباقي الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له شبيه وال عدل‬
‫وليس كمثله شيء ‪.‬‬
‫َّم ُد {‪ }2‬لَ ْم َيِل ْد َولَ ْم ُيولَ ْد {‪َ }3‬ولَ ْم َي ُكن‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َأح ٌد {‪ }1‬اللهُ الص َ‬
‫قال تعالى‪ُ ( :‬ق ْل ُه َو اللهُ َ‬
‫َأح ٌد {‪. )}4‬‬ ‫َّ‬
‫لهُ ُكفُواً َ‬

‫سورة الفلق‬

‫في هذه السورة تعليم للعباد أن يلجئوا هلل ويستعيذوا بجالله وهو رب‬
‫الصبح الذي ينفلق عنه الظالم ‪ ،‬من شر إبليس وذريته ‪ ،‬ومن شر كل ذي‬
‫شر خلقه ‪ ،‬ومن شر الليل المظلم ووحشته ‪ ،‬ومن شر السواحر ‪ ،‬الالتي‬
‫يستعن على سحرهن بالنفث في العقد التي يعقدنها على السحر ‪ ،‬ومن شر‬
‫كل حاسد يتمنى زوال النعمة عن المحسود ويسعى لزوالها ‪.‬‬
‫وقد دلت السورة أن السحر له حقيقة ‪ ،‬يخشى من ضرره ‪ ،‬ويستعاذ باهلل منه‬
‫ومن أهله‬
‫وهي من المعوذات التي كان يعوذ بهما رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫نفسه ‪.‬‬
‫ق {‪ }2‬و ِمن َش ِّر َغ ِ‬
‫اس ٍ‬
‫ق‬ ‫ق {‪ِ }1‬من َش ِّر َما َخلَ َ‬
‫ب اْل َفلَ ِ‬‫َأعو ُذ بِ َر ِّ‬
‫َ‬ ‫قال تعالى‪ُ ( :‬ق ْل ُ‬
‫اس ٍد ِإ َذا َح َس َد {‪) }5‬‬
‫ات ِفي اْلعقَ ِد {‪ }4‬و ِمن َش ِّر ح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫النفَّاثَ ِ‬
‫ب {‪َ }3‬و ِمن َش ِّر َّ‬‫ِإ َذا َوقَ َ‬

‫سورة الناس‬

‫‪18‬‬
‫هي ثاني المعوذتين ‪ ،‬وفيها االستجارة واالحتماء باهلل تعالى مالك الناس‬
‫ومصلح أمورهم ‪ ،‬وإ لههم ومعبودهم الذي يجب أن يستعاذ به ويلجأ إليه‬
‫دون الملوك والعظماء ‪،‬‬
‫اس {‪) }3‬‬ ‫اس {‪ِ }2‬إلَ ِه َّ‬
‫الن ِ‬ ‫اس {‪َ }1‬مِل ِك َّ‬
‫الن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫َأعو ُذ بِ َر ِّ‬
‫ب َّ‬ ‫يقول اهلل تعالى ‪ُ ( :‬ق ْل ُ‬
‫هذه االستعاذة تكون من شر الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم ‪،‬‬
‫وتكون هذه الوسوسة من شيطانين ‪ :‬شيطان اإلنس ‪ ،‬وشيطان الجن ‪ ،‬أما‬
‫شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ‪ ،‬وأما شيطان اإلنس فيأتي عالنية‬
‫‪ ،‬لذلك وجبت االستعاذة من الصنفين ‪ ،‬قال تعالى‪ِ ( :‬من َش ِّر اْلو ْسو ِ‬
‫اس‬ ‫َ َ‬
‫اس {‪ِ }5‬م َن اْل ِجَّن ِة َو َّ‬
‫الن ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫اس {‪. ) }6‬‬ ‫اس {‪ }4‬الذي ُي َو ْس ِو ُس في ُ‬
‫ص ُد ِ‬
‫ور َّ‬ ‫اْل َخَّن ِ‬

‫الخاتمة‬
‫في موضوعات سور‬ ‫تم بحمد اهلل وتوفيقه إتمام هذا العمل المتواضع‬
‫وتحري‬ ‫القرآن الكريم ‪ ،‬حاولت فيه جاهدة التبسيط في األسلوب‬
‫‪18‬‬
‫الدقة في الطرح‪ ،‬وحرصت على التسلسل في السرد ‪ ،‬تسهيال على‬
‫‪،‬‬ ‫كل حافظ للقرآن الكريم يستعين بحفظه على فهم المعاني وتسلسلها‬
‫أسأل العلي القدير أن ينفع به أهل القرآن وسائر المسلمين ‪ ،‬وأن‬
‫يجعله فاتحة للخير ومعينا على التقدم في مضمار حفظ وفهم كتاب اهلل‬
‫الكريم ‪،‬‬
‫والحمد هلل حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده ‪ ،‬وصالته وسالمه‬
‫األتمان على سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين إلى يوم‬
‫ّ‬ ‫األكمالن‬
‫الدين ‪.‬‬

‫تم تحريره في يوم الجمعة الموافق ‪ 5 /2004/ 29‬م‬

‫المصادر و المراجع‬

‫القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪18‬‬
‫تفسير السعدي‬ ‫‪)2‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن ‪ /‬لإلمام أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري‬ ‫‪)3‬‬
‫القرطبي‬
‫مناهل العرفان في علوم القرآن ‪/‬لألستاذ الشيخ محمد عبد العظيم‬ ‫‪)4‬‬
‫الزرقاني ‪.‬‬
‫فني الرواية والدراية من علم التفسير ‪ /‬لمحمد‬
‫فتح القدير الجامع بين ّ‬ ‫‪)5‬‬
‫بن علي بن محمد الشوكاني ‪.‬‬
‫صفوة التفاسير‪ /‬للشيخ محمد علي الصابوني‬ ‫‪)6‬‬
‫مختصر تفسير ابن كثير‪ /‬للشيخ محمد علي الصابوني ‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫التبيان في آداب حملة القرآن ‪ /‬ألبي زكريا يحيى بن شرف الدين‬ ‫‪)8‬‬
‫النووي الشافعي ‪.‬‬
‫خواطر قرآنية ‪ /‬للداعية عمرو خالد‬ ‫‪)9‬‬
‫كيف تحفظ القرآن الكريم ‪ /‬د‪ .‬يحيى الغوثاني‬ ‫‪)10‬‬

‫‪18‬‬

You might also like