Professional Documents
Culture Documents
إعداد
Diterbitkan oleh:
Mohd Muhiden Abd Rahman
Akademi Pengajian Islam Universiti Malaya Nilam Puri
16010 Kota Bharu Kelantan
Tel: 013-9285075
Email: muhiden@um.edu.my
Hak Cipta terpelihara. Tiada bahagian daripada buku ini boleh disalin semula dalam
mana-mana cara tanpa kebenaran bertulis daripada penulis.
2
فهرس الموضوعات
3
المرفوع 32...............................................................
الموقوف 34..............................................................
المقطوع 36..............................................................
تقسيم الحديث بالنسبة إلى عدد الرواة أو باعتبار وصوله إلينا 37................
الحديث المتواتر38.......................................................
أشهر المصنفات فيه 40............................................
حديث اآلحاد 41.........................................................
المشهور 42........................................................
العـ ـزيز 45..........................................................
الغ ـ ـريب 46.........................................................
تقسيم الحديث بالنسبة إلى قبوله ورده 48.......................................
الحديث المقبول 49.......................................................
الصحيح 49........................................................
الحسن 55..........................................................
الصحيح لغيره 57...................................................
الحسن لغيره 58.....................................................
الحديث المردود 60.......................................................
الحديث الضعيف 61.....................................................
المردود بسبب سقط من اإلسناد 64........................................
المردود بسبب طعن في الراوي 66........................................
الموضوع 67.............................................................
أشهر كتب الحديث ومؤلفيها 72................................................
4
للاِِِِالرِِِح ِِنِِِِالرِِحِِِيِ
ِب ِِسِمِ ِ
المقدمة
الحمد هلل الذي من على المسلمين بإنزال القرآن الكريم ،وتكفل بحفظه في الصدور
والسطور إلى يوم الدين ،وجعل من تتمة حفظه حفظ سنة سيد المرسلين .والصالة
والسالم على سيدنا ونبينا محمد الذي أوكل هللا إليه تبيان ما أراده من التنزيل
الحكيم ،فقام صلى هللا عليه وسلم مبينا له بأقواله ،وأفعاله ،وتقريراته ،بأسلوب
واضح مبين.
أما بعد :فهذا الكتاب هو الكتاب المقرر على طلبة مركزاإلعدادي بأكاديمية
الدراسات اإلسالمية بنيالم فوري كلنتان دار النعيم لمادة المدخل إلى علوم
الحديث .فهي مادة من المواد األساسية التي قررت على الطلبة .ومن أهداف هذه
المادة ،هي:
وأعددتها من بعض كتب علوم الحديث المعتبرة وفق المنهج المقرر ،منها :السنة
ومكانتها في اإلسالم ،تعريفيات أولية لعلوم الحديث ،عالقة الحديث بالقرآن ،نبذة
تاريخية عن نشأة علوم الحديث وأشهرالمؤلفات فيها ،وتقسيم الحديث باعتبار قائله
فجاء الكتاب بحمد هللا تعالى – في نظري -مناسبا جيدا إن شاء هللا تعالى
بما هو مقرر على طلبة المرحلة التأهيلية ،والكمال هلل تعالى وحده.
وأسأله تعالى أن ينفع طلبة العلم به ،وأن يجعله في ميزان حسناتي وإنه
وكتبه العبد الفقير إلى عفو ربه محمد محي الدين بن عبدالرحمن األرشدي
6
السنة ومكانتها في اإلسالم
السنة لغة :السنة في اللغة مشتقة من فعل (سن) بفتح السين المهملة وتشديد النون،
أو من فعل (سنن) ،وهذه المادة تفيد أن الشيء تكرر حتى أصبح قاعدة .ولها عدة
تعريفها ،في علم الحديث ،أو األصول ،أو الفقه .ولكن التعريف المشهور هو :ما
أضيف إلى النبي صلى هللا عليه وسلم من قول أو فعل أو تقريرأو صفة خلقيا أو
مما يتعلق بالتشريع مثل ما روي أن رسول هللا قال " :إنما األعمال بالنيات وإنما
لكل امرىء ما نوى ،فمن كانت هجرته إلى هللا ورسوله فهجرته إلى هللا ورسوله،
ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
السنة الفعلية :وهي أفعاله التي نقلها لنا الصحابة ،مثل وضوءه وأدائه
7
السنة التقريرية :وهي سكوته عن فعل الغير أو عن قوله ،سواء أكان ذلك
بمحضر الرسول أو بمجلس آخر كما جاء عن أبي سعيد الخذري قال :خرج
وجدا الماء في الوقت .فأعاد أحدهما الصالة والوضوء ولم يعد اآلخر .ثم أتيا
رسول هللا ،فذكروا له ذلك .فقال للذي لم يعد" :أصبت السنة وأجازتك صالتك"وقال
وال تكون السنة مصد ار للتشريع إال إذا قصد بها ذلك .فعاداته من أكل وشرب
وما إلى ذلك .وسيرته الخاصة كقيامه الليل..وتزوجه أكثر من أربعة .وما صدر
عنه بحسب تجربته في شؤون الحياة كالتجارة وتنظيم الجيش ال يدخل بالضرورة
للسنة النبوية مكانة عظيمة في التشريع اإلسالمي ،فهي األصل الثاني بعد القرآن
الكريم ،والتطبيق العملي لما جاء فيه ،وهي الكاشفة لغوامضه ،المجلية لمعانيه،
الشارحة أللفاظه ،وإذا كان القرآن قد وضع القواعد واألسس العامة للتشريع
واألحكام ،فإن السنة قد عنيت بتفصيل هذه القواعد ،وبيان تلك األسس ،وتفريع
8
الجزئيات على الكليات ،ولذا فإنه ال يمكن للدين أن يكتمل وال للشريعة أن تتم إال
بأخذ السنة جنبا إلى جنب مع القرآن .وقد جاءت اآليات المتكاثرة واألحاديث
المتواترة آمرة بطاعة الرسول صلى هللا عليه وسلم ،واالحتجاج بسنته والعمل بها،
إضافة إلى ما ورد من إجماع األمة وأقوال األئمة في إثبات حجيتها ووجوب األخذ
بها.
-1أدلة الكتاب
دلت عدة آيات من القرآن الكريم على حجية السنة ،ووجوب متابعة النبي صلى
هللا عليه وسلم ،ومن ذلك
اآليات التي تصرح بوجوب طاعة الرسول صلى هللا عليه وسلم واتباعه ،
والتحذير من مخالفته وتبديل سنته ،وأن طاعته طاعة هلل ،كقوله سبحانه { :يـا
أيـها الذين آمـنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وال تبطلوا أعمالكم } (محمد ، )33
وقوله تعالى { :من يطع الرسول فقد أطاع هللا ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا
} (النساء ، )80وقوله {:وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ،واتقوا هللا
اآليات التي رتبت اإليمان على طاعة رسوله صلى هللا عليه وسلم والرضا
بحكمه ،والتسليم ألمره ونهيه كقوله تعالى { :وما كان لمؤمن وال مؤمنة إذا قضى
9
هللا ورسوله أم ار أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص هللا ورسوله فقد ضل
يحكموك فيما شجر بينهم ثم ال يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا
تسليما} (النساء ، )65وقوله {:إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى هللا ورسوله
اآليات التي تبين أن السنة في مجملها وحي من هللا عز وجل ،وأن الرسول
صلى هللا عليه وسلم ال يأتي بشيء من عنده فيما يتعلق بالتشريع ،وأن ما حرم
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بسنته ،مثل ما حرم هللا في كتابه ،كقوله سبحانه
{:ولو تقول علينا بعض األقاويل ألخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم
من أحد عنه حاجزين} (الحاقة ،)47-44وقوله جل وعال{ :قاتلوا الذين ال يؤمنون
باهلل وال باليوم اآلخر وال يحرمون ما حرم هللا ورسوله وال يدينون دين الحق من
الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } (التوبة، ) 29:
وقوله جل وعال { :الذين يتبعون الرسول النبي األمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم
في التوراة واإلنجيل ،يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات
10
ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم واألغالل التي كانت عليهم }
(األعراف.)157
اآليات الدالة على أن الرسول -صلى هللا عليه وسلم – مبين للكتاب وشارح
له ،وأنه يعلم أمته الحكمة كما يعلمهم الكتاب ،ومنها قوله تعالى {:وأنزلنا إليك
الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} (النحل ،)44وقوله { :وما أنزلنا
عليك الكتاب إال لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} (النحل
،)64وقوله { :لقد من هللا على المؤمنين إذ بعث فيهم رسوال من أنفسهم يتلو
عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ،وإن كانوا من قبل لفي ضالل
مبين} (آل عمران ، )164وقد ذهب أهل العلم والتحقيق إلى أن المراد بالحكمة
سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،كما يقول اإلمام الشافعي رحمه هللا تعالى
(الرسالة ص " : )78فذكر هللا الكتاب وهو القرآن ،وذكر الحكمة ،فسمعت من
أرضى -من أهل العلم بالقرآن -يقول :الحكمة سنة رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم وهذا يشبه ما قال -وهللا أعلم -ألن القرآن ذكر ،وأتبعته الحكمة ،وذكر
هللا منه على خلقه :بتعليمهم الكتاب والحكمة ،فلم يجز -وهللا أعلم -أن يقال
الحكمة هنا إال سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،وذلك أنها مقرونة بالكتاب،
11
وأن هللا افترض طاعة رسوله صلى هللا عليه وسلم ،وحتم على الناس اتباع أمره،
فال يجوز أن يقال لقول :فرض إال لكتاب هللا ثم سنة رسوله :لما وصفنا من أن هللا
-2أدلة السنة
وأما السنة فقد ورد فيها ما يفوت الحصر ،ويدل داللة قاطعة على حجية السنة
ولزوم العمل بها ومن ذلك :
األحاديث التي يبين فيها صلى هللا عليه وسلم بأنه قد أوحي إليه القرآن
وغيره ،وأن ما بينه وشرعه من األحكام فإنما هو بتشريع هللا تعالى له ،وأن العمل
بالسنة عمل بالقرآن ،وأن طاعته طاعة هلل ،ومعصيته معصية هلل جل وعال ،كقوله
صلى هللا عليه وسلم( :يوشك الرجل متكئا على أريكته ،يحدث بحديث من حديثي،
فيقول :بيننا وبينكم كتاب هللا عز وجل ،فما وجدنا فيه من حالل استحللناه ،وما
وجدنا فيه من حرام حرمناه ،أال وإن ما حرم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مثل
ما حرم هللا) رواه ابن ماجة ،وفي رواية أبي داود ( :أال إني أوتيت الكتاب ومثله
معه ،أال يوشك رجل شبعان على أريكته يقول :عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه
12
وقوله( :من أطاعني فقد أطاع هللا ،ومن عصاني فقد عصى هللا ،)...وفي
حديث آخر( :كل أمتي يدخلون الجنة إال من أبى ،قالوا :يا رسول هللا ومن يأبى؟
األحاديث التي يأمر فيها عليه الصالة والسالم بالتمسك بسنته ،وأخذ الشعائر
والمناسك عنه ،واستماع حديثه وحفظه وتبليغه إلى من لم يسمعه ،وينهى عن
الكذب عليه ،ويتوعد من فعل ذلك بأشد الوعيد ،كقوله( :تركت فيكم شيئين لن
ت ضلوا بعدهما كتاب هللا وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) رواه البيهقي
وغيره ،وقوله( :فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ،تمسكوا بها وعضوا
عليها بالنواجذ) رواه أبو داود .وقوله -كما في البخاري ( : -إن كذبا علي ليس
ككذب على أحد ،من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
عمل الصحابة
وعلى ذلك كان عمل الصحابة رضي هللا عنهم من االحتجاج بسنته صلى هللا عليه
وسلم واالقتداء بهديه ،وامتثال أوامره ،والرجوع إليه في الدقيق والجليل ،فكانوا
أحرص الخلق على مالحظة أقواله وأفعاله وحفظها والعمل بها ،وبلغ من اقتدائهم
أنهم كانوا يفعلون ما يفعل ويتركون ما يترك ،من دون أن يعلموا لذلك أي سبب أو
13
حكمة كما روى البخاري عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال" :اتخذ رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم خاتما من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب ،ثم نبذه النبي
صلى هللا عليه وسلم ،وقال( :إني لن ألبسه أبدا) فنبذ الناس خواتيمهم" .
وروى أبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال " :بينما رسول هللا
-صلى هللا عليه وسلم -يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره ،فلما
رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم ،فلما قضى صالته قال :ما حملكم على إلقائكم
نعالكم ،قالوا :رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا ،فقال رسول هللا صلى هللا عليه
إجماع األمة
ولو تتبعنا آثار السلف ومن بعدهم من األئمة ،لم نجد أحدا -في قلبه ذرة من
والعمل بمقتضاها ،بل على العكس من ذلك ال نجدهم إال متمسكين بها ،مهتدين
بهديها ،حريصين على العمل بها ،محذرين من مخالفتها ،وما ذاك إال ألنها أصل
من أصول اإلسالم وعليها مدار فهم الكتاب ،وثبوت أغلب األحكام ،فعلى حجية
السنة انعقد إجماعهم ،قال اإلمام الشافعي رحمه هللا (إعالم الموقعين ":)525/1
14
أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لم يكن
وقال اإلمام ابن حزم عند قوله تعالى {:فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا
والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر} (النساء " :)59األمة مجمعة على أن
هذا الخطاب موجه إلينا وإلى كل من يخلق ويركب روحه في جسده إلى يوم
القيامة من الجنة والناس ،كتوجهه إلى من كان على عهد رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم وكل من أتى بعده وال فرق" أهـ ( اإلحكام في أصول األحكام .)97/1
إن مهمة الرسول صلى هللا عليه وسلم األساسية التبليغ والبيان ،يقول هللا عز وجل:
﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته وّللا
15
لذا فكل ما قاله رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أو فعله يحمل على هاتين
المهمتين ،ومن هنا جاءت السنة إما كالمؤكدة للقرآن أو كالمبينة والمفسرة للقرآن أو
القرآن الكريم اشتمل ع لى العقائد (أركان اإليمان) وعلى العبادات (أركان اإلسالم)
فتأتي سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم تقرر ذلك وتؤكده فمثال :في قوله تعالى:
﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن باَّلل ومالئكته وكتبه ورسله
ال نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ﴾
[البقرة.]285 :
حيث وردت أركان اإليمان الستة نجد تقرير ذلك في حديث جبريل الذي رواه
عمر بن الخطاب رضي هللا عنه وفيه ..." :ثم قال :يا محمد أخبرني عن اإليمان؛
فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،اإليمان :أن تؤمن باهلل ومالئكته وكتبه ورسله
وباليوم اآلخر وبالقدر خيره وشره .فقال :صدقت ،فعجبنا له يسأله ويصدقه"...
الحديث.
16
وجاءت اآليات الكريمة تفرض على المسلمين العبادات في آيات متعددة كما
في قوله تعالى ﴿:إن الصالة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ﴾ [النساء،]103 :
﴿يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم
تتقون﴾ [البقرة ﴿ ،]183 :وَّلل على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيال﴾ [آل
عمران ﴿ ،]97 :خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن
وجاء تقرير هذه العبادات وتوكيدها في قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:
"بني اإلسالم على خمس :شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا وإقام
الصالة ،وإيتاء الزكاة ،والحج ،وصوم رمضان" إلى أحاديث كثيرة تؤكد كل عبادة
منها.
المطلب الثاني :السنة النبوية كالمفسرة والمبينة للقرآن وهي إما تفصل ما أجمله
القرآن أو تقيد مطلقه أو تخصص عامه.
لقد جاءت آيات القرآن في كثير من القضايا مجملة ،ففصلها رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم بقوله أو بتطبيقه العملي لما ورد في القرآن الكريم .فمثال في
17
قوله تعالى ﴿ :وأقيموا الصالة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ﴾
[النور.]56 :
قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يعلم الصحابي المسيء في صالته :-
"إذا قمت إلى الصالة فكبر ثم اق أر ما تيسر معك من القرآن ،ثم اركع حتى تطمئن
راكعا ،ثم ارفع حتى تعتدل قائما ،ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ،ثم ارفع حتى
كما أن الرسول صلى هللا عليه وسلم بين إقامة الصالة بفعله ،فصلى وقال:
"صلوا كما رأيتموني أصلي" .ففي هذا كله وغيره تفصيل لمجمل القرآن ،وهو نوع
ففي قوله تعالى ﴿ :يوصيكم ّللا في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين﴾ [النساء:
،]11جاء الحكم بأن األوالد جميعا يرثون من آبائهم وأمهاتهم ،ولكن السنة النبوية
خصصت هذا العموم (ال يتوارث أهل ملتين وال يرث مسلم كاف ار ،وال كافر مسلما).
فلو كان األب كاف ار واالبن مسلما أو العكس فال توارث بينهما ،وكذلك إذا كان
18
وفي قوله تعالى ﴿ :وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير
مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ﴾ [النساء ،]24 :أحل هللا
تعالى النكاح بالنساء غير الالتي ذكرن في آيات المحرمات من النساء ،وهذا
الحكم خصصته السنة النبوية .يقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :ال تنكح
وفي قوله تعالى ﴿ :حرمت عليكم الميتة والدم ﴾ [المائدة ،]3 :حيث جاء في
اآلية تحريم جميع الميتات وجميع الدماء .وخصص رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
هذا العموم بقوله" :أحلت لنا ميتتان ،ودمان ،فأما الميتتان فالحوت والجراد ،وأما
الدمان فالكبد والطحال" ،وقال عن البحر "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" .وهذا
ففي قوله تعالى ﴿ :والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكاال من ّللا
19
حيث جاءت اليد مطلقة ،واليد في اللغة تطلق على الطرف العلوي من
األصابع إلى الكتف ،فجاءت السنة النبوية القولية والفعلية بتقييد هذا اإلطالق
الكريم أحيانا:
فيجب على المسلمين أن يأخذوا بما شرعه لهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم
وتقدم معنا قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" :أال إني أوتيت القرآن ومثله معه".
وقوله تعالى ﴿ :وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ﴾ [الحشر:
،]7فوجب األخذ بما شرعه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم.
ومن أمثلة ذلك قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن الذهب والحرير حيث
أخذ الذهب بيمينه والحرير بشماله وقال" :إن هذين حرام على ذكور أمتي حل
إلناثها" ،كما ثبت عن ابن عمر -رضي هللا عنهما -أن رسول هللا صلى هللا
20
نبذة تاريخية عن نشأة علوم الحديث
يالحظ الباحث المتفحص أن األسس واألركان األساسية لعلم الرواية ونقل األخبار
موجودة في الكتاب العزيز والسنة النبوية .فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى " :
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا "(الحجرات . )6 :وجاء في السنة
قوله صلى هللا عليه وسلم " :نضر هللا ام أر سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب
مبلغ أوعى من سامع " رواه الترمذي .وفي رواية " فرب حامل فقه إلى من هو أفقه
منه ،ورب حامل فقه ليس بفقيه" رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة.
ففي هذا اآلية الكريمة وهذا الحديث الشريف مبدأ التثبت في أخذ األخبار
وامتثاال ألمر هللا تعالى ورسوله صلى هللا عليه وسلم فقد كان الصحابة
رضي هللا عنهم يثبتون في نقل األخبار وقبولها ،ال سيما إذا شكوا في صدق
الناقل لها ،فظهر بناء على هذا موضوع اإلسناد وقيمته في قبول األخبار أوردها
،فقد جاء في مقدمة صحيح مسلم عن ابن سيرين قال " : :لم يكونوا يسألون عن
اإلسناد ،فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم ،فينظر إلى أهل السنة ،فيؤخذ
حديثهم وينظر إلى أهل البدع فال يؤخذ حديثهم .وبناء على أن الخبر ال يقبل إال
21
بعد معرفة سنده فقد ظهر علم الجرح والتعديل ،والكالم على الرواة ،ومعرفة
الرواة لكن على قلة ،لقلة الرواة المجروحين في أول األمر .
ثم توسع العلماء في ذلك حتى ظهر البحث في علوم كثيرة تتعلق بالحديث
من ناحية ضبطه وكيفية تحمله وأدائه ،ومعرفة ناسخه من منسوخه وغريبه وغير
ثم تطور األمر وصارت هذه العلوم تكتب وتسجل ،لكن في أمكنة متفرقة
من الكتب ممزوجة بغيرها من العلوم األخرى كعلم األصول وعلم الفقه وعلم
وذلك في القرن الرابع الهجري ،أفرد العلماء علم المصطلح في كتاب مستقل ،
وكان من أول من أفرده بالتصنيف القاضي أبو محمد الحسن بن عبدالرحمن بن
خالد الرامهرمزي المتوفي سنة 360هـ في كتابه "المحدث الفاصل بين الراوي
22
تعريف علوم الحديث وأشهر المصنفات فيها
تشتمل علوم الحديث على علمين أساسيين ،وهما علم الحديث رواية وعلم الحديث
دراية.
علم الحديث رواية :هو علم يشتمل على أقوال النبي صلى هللا عليه وسلم
علم الحديث دراية :هو علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن
من حيث القبول والرد .وهو العلم الذي بين أيدينا اآلن وهو مشهور بعلم
موضوعها.
ثمرتها.
23
صنفه القاضي أبو محمد الحسن بن عبدالرحمن بن خالد الرامهرمزي
المتوفي في سنة 360هـ لكنه لم يستوعب أبحاث المصطلح كلها ،وهو أول
صنفه أبو عبدهللا محمد بن عبدهللا الحاكم النيسابوري المتوفي سنة 405هـ
صنفه أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب البغدادي المشهور المتوفي
سنة 463هـ ،وهو كتاب حافل بتحرير مسائل هذا الفن ،وبيان قواعد الرواية،
-4علوم الحديث
المتوفي سنة 643هـ وكتابه هذا مشهور بـ "مقدمة ابن الصالح" وهو من
24
الخطيب ومن تقدمه ،لكنه لم يرتبه على الوضع المناسب ألنه أماله شيئا
صنفه محيي الدين يحيي بن شرف النووي المتوفي سنة 676هـ ،وكتابه هذا
اختصار لكتاب "علوم الحديث" البن الصالح ،وهو كتاب جيد ،لكنه مغلق
صنفه جالل الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911هـ ،
وهو شرح لكتاب تقريب النووي كما هو واضح من اسمه ،جمع فيه مؤلفه من
صنفه محمد بن عبدالرحمن السخاوي المتوفى سنة 902هـ ،وهو شرح على
25
-8نخبة الفكر في مصطلح أهل األثر
صنفه الحافظ ابن حجر العسقالني المتوفى سنة 852هـ ،وهو جزء صغير
مختصر جدا ،لكنه من انفع المختصرات وأجودها ترتيبا ،ابتكر فيه مؤلفه
طريقة في الترتيب والتقسيم لم يسبق إليها ،وقد شرحه مؤلفه بشرح سماه "
-9المنظومة البيقونية
-10قواعد التحديث
صنفه محمد جمال الدين القاسمي المتوفى سنة 1332هـ وهو كتاب محرر
مفيد ،وهناك مصنفات أخرى كثيرة يطول ذكرها اقتصرت على ذكر المشهور
منها ،فجزي هللا الجميع عنا وعن المسلمين خير الجزاء .
26
تعريفات أولية في علوم الحديث
الحديث
لغة :الجديد والخبروالكالم .ويجمع على أحاديث على خالف القياس . -
اصطالحا :ما أضيف إلى النبي صلى هللا عليه وسلم من قول أو فعـل -
الخبر
)2مغاير له :فالحديث ما جاء عن النبـي صـلى هللا عليـه وسـلم .والخبـر مـا
)3أعم منه :أي إن الحديث ما جاء عن النبي صلى هللا عليه وسلم والخبر
األ ثر
27
اصطالحا :فيه قوالن هما: -
)2سلسلة الرجال الموصلة للمتن .وهو بهذا المعنى مرادف للسند .
-2السند:
لغة :المعتمد .وسمي كذلك ألن الحديث يستند إليه ويعتمد عليه . -
-3المتن:
لغة :اسم مفعول من أسند الشيء إليه بمعنى عزاه ونسبه له. -
28
)1كل كتاب جمع فيه مرويات كل صحابي على حدة .
)3إن يراد به " السند " فيكون بهذا المعنى مصد ار ميميا.
هــو مــن ي ــروي الحــديث بســنده .سـ ـواء أكــان عن ــده علــم بــه .أم ل ــيس لــه إال مج ــرد
الرواية
-6المحدث:
هــو مــن يشــتغل بعلــم الحــديث روايــة ود اريــة ويطلــع علــى كثيــر مــن الروايــات وأحـوال
رواتها.
)2وقيل هو أرفع درجة من المحدث .بحيث يكون مـا يعرفـه فـي كـل طبقـة
أكثر ممايجهله.
29
-11الحاكم:
هو من أحاط علما بجميع األحاديث حتى ال يفوته منها إال اليسير علـى رأي بعـض
أهل العلم.
ينقسم الحديث بالنسبة إلى قائله أو من أسند إليه إلى أربعة أقسام وهي:
-1الحديث القدسي
المرفوع -1
الموقوف -2
المقطوع -3
الحديث القدسي
-1تعريفه
لغة :القدسي نسبة إلـى " القـدس" أي الطهـر .أي الحـديث المنسـوب إلـى أ-
30
ب -اصطالحا :هو ما نقل إلينا عن النبي صلي هللا عليـه وسـلم مـع إسـناده
أن القـرآن لفظـه ومعنـاه مـن هللا تعــالى ،والحـديث القدسـي معنـاه مــن هللا، أ-
ج -القـرآن يشــترط فــي ثبوتــه التـواتر ،والحــديث القدســي ال يشــترط فــي ثبوتــه
التواتر.
واألحاديــث القدســية ليســت بكثيـرة بالنســبة لعــدد األحاديــث النبويــة وعــددها يزيــد علــى
المائتي حديث.
-4مثالههه :مــا رواه مســلم فــي صــحيحه عــن أبــي ذر رضــي هللا عنــه عــن النبــي
صلى هللا عليه وسلم فيما روي عن هللا تبـارك وتعـالى أنـه قـال" يـا عبـادي إنـي
حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فال تظالموا "...
31
-5صيغ روايته
لراوي الحديث القدسي صيغتان يروي الحديث بأيهما شاء ،وهما :
قال رسول هللا صلي هللا عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل. أ-
ب -قال هللا تعالى ،فيما رواه عنه رسول هللا صلي هللا عليه وسلم .
اإلتحاف ــات الس ــنية باألحادي ــث القدس ــية ،لعب ــدالرؤوف المن ــاوي جم ــع في ــه /272 /
حديثا.
المرفوع
-1تعريفه
لغة :اسم مفعول من فعل " رفـع " ضـد وضـع " كأنـه سـمي بـذلك لنسـبته أ-
إلى صاحب المقام الرفيع ،وهو النبي صلي هللا عليه وسلم.
ب -اصطالحا :ما أضيف إلى النبي صـلي هللا عليـه وسـلم مـن قـول أو فعـل
-2شرح التعريف :أي هو ما نسب أو مـا أسـند إلـى النبـي صـلي هللا عليـه وسـلم
سواء كان هذا المضاف قـوال للنبـي صـلي هللا عليـه وسـلم أو فعـال أو تقريـ ار أو
32
صفة وسواء كان المضيف هو الصـحابي أو مـن دونـه ،متصـال كـان اإلسـناد
أو منقطعا ،فيدخل فيـه المرفـوع الموصـول والمرسـل والمتصـل والمنقطـع ،هـذا
-3أنواعه
-4أمثلة
مثــال المرفــوع القــولي :أن يقــول الصــحابي أو غي ـره " :قــال رســول هللا أ-
ب -مثــال المرفــوع الفعلــي :أن يقــول الصــحابي أو غي ـره " :فعــل رســول هللا
33
ج -مثال المرفوع التقريري :أن يقول الصحابي أو غيره " فعـل بحضـرة النبـي
صلي هللا عليه وسلم كذا " وال يروي إنكاره لذلك الفعل.
د -مثال المرفوع الوصفي :أن يقول الصـحابي أو غيـره " :كـان رسـول هللا
الموقوف
-1تعريفه
لغـ ــة :اسـ ــم مفعـ ــول مـ ــن " الوقـ ــف " كـ ــأن ال ـ ـراوي وقـ ــف بالحـ ــديث عنـ ــد أ-
-2شرح التعريف
أي ه ــو م ــا نس ــب أو أس ــند إل ــى ص ــحابي أو جم ــع م ــن الص ــحابة سـ ـواء ك ــان ه ــذا
المنسوب إليهم قوال أو فعال أو تقري ار ،وسواء كان السند إليهم متصال أو منقطعا.
34
-3أمثلة:
مثال الموقوف القولي :قول الراوي ،قال على بـن أبـي طالـب رضـي هللا أ-
عنه " :حدثوا الناس بما يعرفون ،أتريـدون أن يكـذب هللا ورسـوله " رواه
البخاري
ب -مثال الموقوف الفعلي :قول البخاري " :وأم ابن عباس وهـو متـيمم " رواه
البخاري
ج -مثـال الموقـوف التقريـري :كقـول بعـض التـابعين مـثال " :فعلـت كـذا أمـام
الموقــوف كمــا عرفــت قــد يكــون صــحيحا أو حســنا أو ضــعيفا ،لكـن حتــى ولــو ثبتــت
صــحته فهــل يحــتج بــه؟ والجـواب عــن ذلــك أن األصــل فــي الموقــوف عــدم االحتجــاج
ب ــه .ألن ــه أقـ ـوال وأفع ــال ص ــحابة .لكنه ــا إن ثبت ــت فأنه ــا تق ــوي بع ــض األحادي ــث
الضعيفة كمـا فـي المرسـل ـ ألن حـال الصـحابة كـان هـو العمـل بالسـنة ،وهـذا إذا لـم
يكن له حكم المرفوع ،أما إذا كان من الذي له حكم المرفوع فهو حجة كالمرفوع .
35
المقطوع
-1تعريفه
-2شرح التعريف
أي هو ما نسب أو أسند إلى التابعي أو تـابع التـابعي فمـن دونـه مـن قـول أو فعـل ،
والمقطــوع غيــر المنقطــع ،ألن المقطــوع مــن صــفات المــتن ،والمنقطــع مــن صــفات
اإلســناد ،أي أن الحــديث المقطــوع مــن كــالم التــابعي فمــن دونــه ،وقــد يكــون الســند
متصال إلى ذلك التابعي ،على حين أن المنقطع يعني أن إسناد ذلك الحـديث غيـر
-3أمثلة
مثال المقطوع القولي :قول الحسن البصري في الصالة خلف المبتدع" :صـل وعليـه
بدعت ــه" -مثـ ــال المقطـ ــوع الفعلـ ــي :قـ ــول إب ـ ـراهيم بـ ــن محمـ ــد بـ ــن المنتشـ ــر" :كـ ــان
مسروق يرخي الستر بينه وبين أهله ،ويقبل على صالته ويخليهم ودنياهم "
المقطوع ال يحتج به في شـيء مـن األحكـام الشـرعية ،أي ولـو صـحت نسـبته لقائلـه
،ألنــه كــالم أو فعــل أحــد المســلمين ،لكــن أن كانــت هنــاك قرينــة تــدل علــى رفعــه ،
كقــول بعــض الــرواة :ـ عنــد ذكــر التــابعي ـ " يرفعــه " مــثال فيعتبــر عندئــذ لــه حكــم
أطلق بعض المحـدثين كالشـافعي والطب ارنـي لفـظ " المقطـوع " وأرادوا بـه " المنقطـع "
أي الذي لم يتصل إسناده ،وهو اصطالح غير مشهور .وقـد يعتـذر للشـافعي بأنـه
قال ذلك قبل استقرار االصطالح أما الطبراني فإطالقه ذلك تجو از عن االصطالح.
ج -تفاسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر .
الحديث المتواتر
-1تعريفه
لغة :هو اسم فاعـل مشـتق مـن المتـواتر أي التتـابع ،تقـول تـواتر المطـر -
اصــطالحا :مــا رواه عــدد كثيــر تحيــل العــادة تواطــؤهم علــى الكــذب .أي -
هــو الحــديث أو الخبــر الــذي يرويــه فــي كــل طبقــة مــن طبقــات ســنده رواة
كثيرون يحكم العقل عادة باستحالة أن يكون أولئـك الـرواة قـد اتفقـوا علـى
-2شروطه
أن يرويه عدد كثير .وقد اختلف في أقل الكثرة على أقوال المختـار أنـه أ-
عشرة أشخاص
38
ب -أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند.
د -أن يكون مستند خبرهم الحس .كقولهم سمعنا أو رأينـا أو لمسـنا أو ....
أم ــا إن ك ــان مس ــتند خب ــرهم العق ــل .ك ــالقول بح ــدوث الع ــالم م ــثال .ف ــال
-3حكمه
المتـواتر يفيــد العلــم الضــروري ،أي اليقينــي الــذي يضــطر اإلنســان إلــى التصــديق بــه
تصــديقا جازمــا كمــن يشــاهد األمــر بنفســه كيــف ال يتــردد فــي تصــديقه ،فكــذلك الخبــر
المتواتر .لذلك كان المتواتر كله مقبوال وال حاجة إلى البحث عن أحوال رواته.
-4أقسامه
المت ـواتر اللفظــي :هــو مــا ت ـواتر لفظــه ومعنــاه .مثــل حــديث " مــن كــذب أ-
على معتمدا فليتبوأ مقعده من النار " رواه بضعة وسبعون صحابيا .
1وذلك كأن يكونوا من بالده مختلفة .وأجناس مختلفة .ومذاهب مختلفة وما شابه ذلك .وبناء على ذلك فقد يكثر
عدد المخبرين وال يثبت للخبر حكم المتواتر .وقد يقل العدد نسبيا ً ويثبت للخبر حكم المتواتر .وذلك حسب
أحوال الرواة.
39
مثــل :أحاديــث رفــع الي ـدين فــي الــدعاء .فقــد ورد عنــه صــلى هللا عليــه وســلم نحــو
مائة حديث .كل حديث منها فيه أنه رفع يديه في الـدعاء .لكنهـا فـي قضـايا مختلفـة
فكــل قضــية منهــا لــم تتـواتر ،والقــدر المشــترك بينهــا ـ وهــو الرفــع عنــد الــدعاء ـ تـواتر
1
باعتبار مجموع الطرق.
-5وجوده
يوج ــد ع ــدد ال ب ــأس ب ــه م ــن األحادي ــث المتـ ـواترة ،منه ــا ح ــديث الح ــوض ،وح ــديث
المس ــح عل ــى الخف ــين ،وح ــديث رف ــع اليـ ـدين ف ــي الص ــالة وح ــديث نض ــر هللا أمـ ـ ار،
وغيرها كثير ،لكن لو نظرنا إلى عدد أحاديث اآلحاد لوجدنا أن األحاديـث المتـواترة
لقد اعتني العلماء بجمع األحاديث المتواترة وجعلها في مصنف مسـتقل ليسـهل علـى
األزهــار المتنــاثرة فــي األخبــار المت ـواترة :للســيوطي .وهــو مرتــب علــى أ-
األبواب.
ب -قطف األزهار للسيوطي أيضا .وهو تلخيص للكتاب السابق .
حديث اآلحاد
-1تعريفه
لغة :اآلحاد جمع أحد بمعني الواحد ،وخبر الواحد هو مـا يرويـه شـخص -
واحد.
1
اصطالحا :هو ما لم يجمع شروط المتواتر -
-2حكمه
يفيد العلم النظري ،أي العلم المتوقف على النظر واالستدالل .
مشهور. -
عزيز. -
غريب. -
-1تعريفه:
لغــة :هــو اســم مفعــول مــن " شــهرت األمــر " إذا أعلنتــه وأظهرتــه وســمى -
1
-2مثاله :حديث " أن هللا ال يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس" .....
-3المستفيض:
لغــة :اســم فاعــل مــن " اســتفاض " مشــتق مــن فــاض المــاء وســمى بــذلك -
النتشاره.
oهو أخص منه ،ألنه يشترط فـي المسـتفيض أن يسـتوي طرفـا إسـناده
مشــهور بــين أهــل الحــديث خاصــة :ومثالــه حــديث أنــس " أن رســول هللا أ-
1
صلي هللا عليه وسلم قنت شه ار بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان "
ب -مش ــهور ب ــين أه ــل الح ــديث والعلم ــاء والعـ ـوام :مثال ــه " المس ــلم م ــن س ــلم
2
المسلمون من لسانه ويده"
3
ج -مشهور بين الفقهاء :مثاله حديث " أبغض الحالل إلى هللا الطالق "
1أخرجه الشيخان
2متفق عليه .
3صححه الحاكم في المستدرك وأقره الذهبي لكن بلفظ " ما أحل هللا شيئا أبغض إليه من
الطالق.
43
د -مشــهور بــين األصــوليين :مثالــه حــديث " رفــع عــن أمتــي الخطــأ والنســيان
ه -مشهور بين النحاة :مثاله حديث " نعم العبد صهيب لو لم يخف هللا لـم
و -مشـ ــهور بـ ــين العامـ ــة :مثالـ ــه حـ ــديث " العجلـ ــة مـ ــن الشـ ــيطان" أخرجـ ــه
-6حكم المشهور
المشـ ــهور االصـ ــطالحي وغيـ ــر االصـ ــطالحي ال يوصـ ــف بكونـ ــه صـ ــحيحا أو غيـ ــر
صـحيح ،بــل منــه الصــحيح ومنــه الحسـن والضــعيف بــل والموضــوع ،لكــن إن صــح
44
ب -كشف الخفاء ومزيل اإللباس فيما اشتهر من الحديث علـى السـنة النـاس
للعجلوني .
ج -تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث البـن
الديبغ الشيباني
العهههزيز
-1تعريفه
لغــة :هــو صــفة مشــبهة مــن " عـز يعــز" بالكســر أي قــل و نـدر ،أو مــن -
"عز يعز" بـالفتح ،أي قـوي واشـتد ،وسـمي بـذلك إمـا لقلـة وجـوده وندرتـه.
-2شرح التعريف
يعني أن ال يوجد في طبقة مـن طبقـات السـند أقـل مـن اثنـين أمـا إن وجـد فـي بعـض
طبقــات الســند ثالثــة فــأكثر فــال يضــر ،بشــرط أن تبقــي ولــو طبقــة واحــدة فيهــا اثنــان،
45
هذا التعريف هو الراجح كما حرره الحافظ ابن حجر 1وقـال بعـض العلمـاء:
إن العزيز هو رواية اثنين أو ثالثة ،فلم يفصلوه عن المشهور في بعض صوره.
-3مثاله:
ما رواه الشيخان من حديث أنس ،والبخاري من حديث أبي هريرة أن رسول
صلي هللا عليه وسلم قال " :ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده
2
والناس أجمعين"
ورواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب ،ورواه عن قتادة شعبة وسعيد
لم يصنف العلماء مصنفات خاصة للحديث العزيز ،والظاهر أن ذلك لقلته ولعدم
حصول فائدة مهمة .من تلك المصنفات:
الغههههريب
-1تعريفه
لغة :هو صفة مشبهة ،بمعنى المنفرد ،أو البعيد عن أقاربه. -
أي هــو الحــديث الــذي يســتقل بروايتــه شــخص واحــد ،إمــا فــي كــل طبقــة مــن طبقــات
السند .أو في بعض طبقات السند ولو فـي طبقـة واحـدة ،وال تضـر الزيـادة عـن واحـد
-3مثاله
حديث " إنما األعمال بالنيات " 1تفرد به عمر بـن الخطـاب رضـي هللا عنـه :هـذا
وقد يستمر التفرد إلى آخر السند وقد يرويه عن ذلك المتفرد عـدد مـن الـرواة .مثـال
آخر :حديث " مالك عن الزهري عن أنس رضي هللا عنه أن النبي صـلي هللا عليـه
وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر " . 2تفرد به مالك عن الزهري .
ج -السنن التي تفرد بكل سنة منها أهل بلدة ألبي داود السجستاني .
ينقســم حــديث اآلحــاد -مــن مشــهور وعزيــز وغريــب -بالنســبة إلــى قبولــه ورده أو
مقبــول :وهــو مــا تــرجح صــدق المخبــر بــه ،وحكمــه :وجــوب االحتجــاج والعمــل أ-
به.
ب -مــردود :وهــو مــا لــم يتــرجح صــدق المخبــر بــه ،وحكمــه :أنــه ال يحــتج بــه وال
يجــب العمــل بــه ،ولكــل مــن المقبــول والمــردود أقســام وتفاصــيل وسـيأتي بيانهــا
وتفصيلها كاتالية:
48
الحديث المقبول
يقسم المقبول بالنسـبة إلـى تفـاوت مراتبـه إلـى قسـمين رئيسـيين همـا :صـحيح وحسـن.
وكل منهما يقسـم إلـى قسـمين همـا ،لذاتـه ولغيـره ،فتئـول أقسـام المقبـول فـي النهايـة
-3صحيح لغيره.
الصحيح
-1تعريفه:
لغــة :الص ــحيح ض ــد الس ــقيم ،وه ــو حقيق ــة ف ــي األجس ــام مج ــاز ف ــي الح ــديث
وسائر المعاني.
اصــطالحا :مــا اتصــل ســنده بنقــل العــدل الضــابط عــن مثلــه إلــى منتهــاه م ـن
49
-2شرح التعريف :
اشـ ــتمل التعريـ ــف السـ ــابق علـ ــى أمـ ــور يجـ ــب توفرهـ ــا حتـ ــى يكـ ــون الحـ ــديث
اتصال السـند :ومعنـاه أن كـل راو مـن رواتـه قـد أخـذه مباشـرة عمـن فوقـه أ-
ب -عدالة الرواة :أي أن كل راو من رواته اتصـف بكونـه مسـلما بالغـا عـاقال
تعريــف العدالــة :هــي صــفة أو ملكــة تحمــل صــاحبها علــى التقــوى وفعــل
ج -ضــبط الــرواة :أي أن كــل راو مــن رواتــه كــان تــام الضــبط ،أمــا ضــبط
د -عــدم الشــذوذ :أي أن ال يكــون الحــديث شاذا،والشــذوذ هــو مخالفــة الثقــة
ه -عــدم العلــة :أي أن ال يكــون الحــديث معلـوال ،والعلــة ســبب غــامض خفــي
50
-3شروطه
يتبـين مــن شـرح التعريــف أن شـروط الصــحيح التـي يجــب توفرهـا حتــى يكــون
الحديث صحيحا خمسة وهي { :اتصال السند ـ عدالة الـرواة ـ ضـبط الـرواة ـ
عـدم العلـة ـ عـدم الشـذوذ } فـإذا اختـل شـرط واحـد مـن هـذه الشـروط الخمســة
-4مثاله
مــا أخرجــه البخــاري فــي صــحيحه قــال " :حــدثنا عبــدهللا بــن يوســف قــال أخبرنــا
مالــك عــن اب ـن شــهاب عــن محمــد بــن جبيــر بــن مطعــم عــن أبيــه قــال ســمعت
صحيح ألن:
سـنده متصــل :إذ أن كــل راو مـن رواتــه ســمعه مـن شــيخه .وأمــا عنعنــة أ-
مال ــك واب ــن ش ــهاب واب ــن جبي ــر فمحمول ــة عل ــى االتص ــال ألنه ــم غي ــر 2
مدلسين .
ب -وألن رواته عدول ضابطون :وهذا أوصافهم عند علماء الجرح والتعديل.
-3ابن شهاب الزهري :فقيه حافظ متفق على جاللته وإتقانه .
-5حكمه
وجــوب :العمــل بــه بإجمــاع أهــل الحــديث ومــن يعتــد بــه مــن األصــوليين والفقهــاء ،
فهو حجة من حجج الشرع ،ال يسع المسلم ترك العمل به .
أول مصــنف فــي الصــحيح المجــرد صــحيح البخــاري ،ثــم صــحيح مســلم .وهمــا أصــح
الكتب بعد القرآن ،وقد أجمعت األمة على تلقي كتابيهما بالقبول .
صحيح البخاري:ألبي عبد هللا محمد بـن اسـماعيل الجعفـي مـوالهم البخـاري المتـوفي
52
صــحيح مســلم :ألبــي الحســن مســلم بــن الحجــاج القشــيري النيســابوري المتــوفي ســنة
-1البخـ ــاري :جملـ ــة مـ ــا فيـ ــه 7275حـ ــديثا بـ ــالمكررة ،وبحـ ــذف المكـ ــررة 4000
تقريبا.
نجدها في الكتب المعتمدة المشهورة كصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان
ومستدرك الحاكم والسنن األربعة وسنن الدارقطني والبيهقي وغيرها .
وال يكفي وجود الحديث في هذه الكتب ،بل ال بد من التنصيص على
صحته ،إال في كتاب من شرط اال قتصار على إخراج الصحيح ،كصحيح ابن
خزيمة.
مر بنا أن البخاري ومسلما ً لم يدخال في صحيحيهما إال ما صح وأن األمة تلقت
كتابيهما بالقبول .فما هي األحاديث المحكوم بصحتها والتي تلقتها األمة بالقبول يا
تري؟
53
والجواب هو :أن ما روياه باإلسناد المتصل فهو المحكوم بصحته .وأما ما
حذف من مبدأ إسناده راو أو أكثر ـ ويسمي المعلق 1وهو في البخاري كثير ،لكنه
في تراجم األبواب ومقدمتها ،وال يوجد شيء منه في صلب األبواب البته ،أما في
مسلم فليس فيه من ذلك إال حديث واحد في باب التيمم لم يصله في موضع آخر ـ
فما كان منه بصيغة الجزم :كقال وأمر وذكر ،فهو حكم بصحته عن
المضاف إليه.
ومـا لـم يكـن فيـه جـزم :كيــروى ويـذكر ويحكـي ،وروي وذكــر فلـيس فيــه أ-
حك ــم بصـ ــحته عـ ــن المضـ ــاف إليـ ــه ،ومـ ــع ذلـ ــك فلـ ــيس فيـ ــه حـ ــديث واه
إذا قــال علمــاء الحــديث عــن حــديث " متفــق عليــه " فم ـرادهم اتفــاق الشــيخين ،أي
اتفاق الشيخين على صحته ،ال اتفاق األمة إال أن ابن الصـالح قـال " :لكـن اتفـاق
1
بالقبول
الحسن
-1تعريفه
لغة :هو صفة مشبهة من " الحسن " بمعنى الجمال. -
اصطالحا :اختلفت أقوال العلماء فـي تعريـف الحسـن نظـ ار ألنـه متوسـط -
بين الصحيح والضعيف ،وألن بعضـهم عـرف أحـد قسـميه ،ولكـن تعريفـه
المختار " :هو ما اتصل سنده بنقـل العـدل الـذي خـف ضـبطه عـن مثلـه
-2حكمه
هــو كالصــحيح فــي االحتجــاج بــه ،وان كــان دونــه فــي القــوة لــذلك احــتج بــه جميــع
الفقهاء ،وعملـوا بـه ،وعلـى االحتجـاج بـه معظـم المحـدثين واألصـوليين إال مـن شـذ
من المتشددين " وقد أدرجه بعض المتساهلين في نوع الصحيح كالحـاكم وابـن حبـان
مــا أخرجــه الترمــذي قــال" :حــدثنا قتيبــة حــدثنا جعفــر بــن ســليمان الضــبعي عــن أبــي
عم ـران الجــوني عــن أبــي بكــر بــن أبــي موســي األشــعري قــال :ســمعت أبــي بحض ـرة
العــدو يقــول :ق ـال رســول هللا صــلي هللا عليــه وســلم :إن أب ـواب الجنــة تحــت ظــالل
السـ ــيوف ...الحـ ــديث ،1فهـ ــذا الحـ ــديث قـ ــال عنـ ــه الترمـ ــذي " :هـ ــذا حـ ــديث حسـ ــن
غريب".
وكان هذا الحديث حسنا ألن رجال إسناده األربعة ثقات إال جعفر بن سليمان
الضبعي فإنه حسن الحديث 2لذلك نزل الحديث عن مرتبة الصحيح إلى الحسن.
لم يفرد العلماء كتبا خاصة بالحديث الحسن المجرد كما افردوا الصحيح المجـرد فـي
كتــب مســتقلة لكــن هنــاك كتبــا يكثــر فيهــا وجــود الحــديث الحســن .فمــن أشــهر هــذه
الكتب:
جــامع الترمــذي :المشــهور بـ ـ " ســنن الترمــذي " فهــو أصــل فــي معرفــة أ-
1الترمذي ـ أبواب فضائل الجهاد ـ جـ 5ـ ص 300من الترمذي مع شرحه تحفة األحوذي
2كما نفل الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 96/2ذلك عن أبي احمد
56
لك ــن ينبغ ــي التنب ــه إل ــى أن نس ــخه تختل ــف ف ــي قول ــه " حس ــن ص ــحيح "
ب -س ــنن أب ــي داود :فق ــد ذك ــر ف ــي رس ــالته إل ــى أه ــل مك ــة :أن ــه ي ــذكر في ــه
الصــحيح ومــا يشــبهه ويقاربــه ،ومــا كــان فيــه وهــن شــديد بينــه ،ومــا لــم
يــذكر فيــه شــيئا فهــو صــالح .فبنــاء علــى ذلــك ،إذا وجــدنا فيــه حــديثا لــم
يبــين هــو ضــعفه ،ولــم يصــححه أحــد مــن األئمــة المعتمــدين فهــو حســن
ج -سنن الدار قطني :فقد نص الدارقطني على كثير منه في هذا الكتاب.
الصحيح لغيره
-1تعريفه
هـ ــو الحسـ ــن لذاتـ ــه إذا روي مـ ــن طريـ ــق آخـ ــر مثلـ ــه أو أقـ ــوى منـ ــه .وسـ ــمى
صـ ــحيحا لغي ـ ـره ألن الصـ ــحة لـ ــم تـ ــأت مـ ــن ذات السـ ــند ،وإنمـ ــا جـ ــاءت مـ ــن
57
-2مرتبته
-3مثاله
حديث "محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول هللا صـلي هللا عليـه
1
وسلم قال :لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك عند كل صالة"
والصيانة ،لكنه لم يكن من أهل اإلتقان حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه
،ووثقه بعضهم لصدقه وجاللته ،فحديثه من هذه الجهة حسن ،فلما انضم إلى
ذلك كونه روي من أوجه أخر زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من جهة سوء حفظه ،
2
وانجبر به ذلك النقص اليسير ،فصح هذا اإلسناد ،والتحق بدرجة الصحيح
الحسن لغيره
-1تعريفه
هو الضعيف إذا تعددت طرقه ،ولم يكن سبب ضعفه فسـق الـراوي أو كذبـه .يسـتفاد
من هذا التعريف أن الضعيف يرتقى إلى درجة الحسن لغيره بأمرين هما:
1أخرجه الترمذي في كتاب الطهارة ،وأخرجه الشيخان من طريق أبي الزناد عن األعرج عن أبي هريرة .
2علوم الحديث ص 32-31
58
أن يروي من طريق آخر فأكثر ،على أن يكـون الطريـق اآلخـر مثلـه أو أ-
أقوى منه
ب -أن يكون سبب ضعف الحديث إما سوء حفظ راويه أو انقطاع فـي سـنده
-2مرتبته
الحســن لغيـ ـره أدنــي مرتب ــة مــن الحس ــن لذاتــه .وينبنـ ـي علــى ذل ــك أنــه ل ــو تع ــارض
-3حكمه
-4مثاله
" ما رواه الترمذي وحسنه من طريق شعبة عن عاصم بن عبيد هللا عن عبدهللا بن
عامر بن ربيعة عن أبيه أن امرأة من بني فزارة تزوجت على نعلين فقال رسول هللا
صلي هللا عليه وسلم " :أرضيت من نفسك ومالك بنعلين ؟ قالت :نعم ،فأجاز "
1
قال الترمذي " :وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وأبي حدرد "
1الترمذي .
59
فعاصم ضعيف لسوء حفظه ،وقد حسن له الترمذي هذا الحديث لمجيئه
الحديث المردود
-1تعريفه:
هو الـذي لـم يتـرجح صـدق المخبـر بـه .وذلـك بفقـد شـرط أو أكثـر مـن شـروط القبـول
لقــد قســم العلمــاء الخبــر المــردود إلــى أقســام كثي ـرة ، 1وأطلق ـوا علــى كثيــر مــن تلــك
األقسـام أســماء خاصـة بهــا ،ومنهـا مــا لـم يطلقـوا عليهـا اســما خاصـا بهــا بـل ســموها
باسم عام هو "الضـعيف" .أمـا أسـباب رد الحـديث فكثيـرة ،لكنهـا ترجـع بالجملـة إلـى
هللا تعالى مبتدئا ببحث " الضعيف " الذي يعتبر هو االسم العام لنوع المردود .
الحديث الضعيف
-1تعريفه
لغة :ضد القوى ،والضعف حسي ومعنوي ،والمراد به هنا الضعف -
المعنوي.
-2مراتبه
وتتفــاوت م ارتــب الضــعف بحســب شــدة ضــعف رواتــه وخفتــه كمـا يتفــاوت الصــحيح ،
فمنــه الضــعيف ،ومن ــه الضــعيف جــدا ومنـ ـه ال ـواهي ،ومنــه المنك ــر ،وشــر أنواع ــه
1
الموضوع
مــا أخرجــه الترمــذي مــن طريــق " حكــيم األثــرم " عــن أبــي تميمــة الهجيمــي عــن أبــي
هريرة عن النبي صلي هللا عليه وسلم قال " :من أتي حائضا أو امـرأة فـي دبرهـا أو
الحــديث إال مــن حــديث حكــيم األثــرم عــن أبــي تميم ـة الهجيمــي عــن أبــي هري ـرة " ثــم
األثــرم ،وقــد ضــعفه العلمــاء ،فقــد قــال عنــه الحــافظ ابــن حجــر فــي تقريــب التهــذيب "
فيه لين".
يجــوز عنــد أهــل الحــديث وغيــرهم روايــة األحاديــث الضــعيفة والتســاهل فــي أســانيدها
من غير بيان ضـعفها ـ بخـالف األحاديـث الموضـوعة فأنـه ال يجـوز روايتهـا إال مـع
ب -أن ال تكون في بيان األحكام الشرعية مما يتعلق بالحالل والحرام .
5أي البخاري.
6الترمذي مع شرحه – جـ – 1ص 420 - 419
62
يعني يجوز روايتها في مثل المواعظ والترغيب والترهيب والقصص وما أشبه
ذلك ،وممن روي عنه التساهل في روايتها سفيان الثوري وعبدالرحمن بن مهدي
1
وأحمد بن حنبل
وينبغي التنبه إلى أنك إذا رويتها من غير إسناد فال تقل فيها :قال رسول
هللا صلى هللا عليه وسلم كذا ،وإنما تقول :روي عن رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم كذا ،أو بلغنا عنه كذا وما أشبه ذلك لئال تجزم بنسبة ذلك الحديث للرسول
اختل ــف العلم ــاء ف ــي العم ــل بالح ــديث الض ــعيف ،وال ــذي علي ــه جمه ــور العلم ــاء أن ــه
يســتحب العمــل بــه فــي فضــائل األعمــال لكــن بشــروط ثالثــة ،أوضــحها الحــافظ ابــن
حجر 2وهي:
1انظر علوم الحديث ص 93والكفاية ص 134 - 133باب التشدد في أحاديث األحكام والتجوز في فضائل األعمال.
2انظر تدريب الراوي جـ 1ـ ص 298ـ 299وفتح المغيث جـ 1ـ ص. 268
63
الكتب التي صـنفت فـي بيـان الضـعفاء :ككتـاب الضـعفاء البـن حبـان ، أ-
ب -الكتـ ــب التـ ــي صـ ــنفت فـ ــي أن ـ ـواع مـ ــن الضـ ــعيف خاصـ ــة :مثـ ــل كتـ ــب
الم ارســيل والعلــل والمــدرج ،غيرهــا ككتــاب الم ارســيل ألبــي داود ،وكتــاب
الم ـراد بالس ـقط مــن اإلســناد انقطــاع سلســلة اإلســناد بســقوط راو أو أكثــر عمــدا مــن
بعــض الــرواة أو عــن غيــر عمــد ،مــن أول الســند أو مــن آخـره أو مــن أثنائــه ،ســقوطا
ظاه ار أو خفيا.
يتنوع السقط من اإلسناد بحسب ظهور ،وخفائه إلى نوعين هما :
ســقط ظــاهر :وهــذا النــوع مــن الســقط يشــترك فــي معرفتــه األئمــة وغيــرهم أ-
من المشتغلين بعلوم الحديث ،ويعرف هذا السقط من عـدم التالقـي بـين
64
ال ـراوي وشــيخه ،إم ـا ألنــه لــم يــدرك عص ـره ،أو أدرك عص ـره لكنــه لــم
يجتمع به ( وليست له منه إجازة وال وجاده ) 1لذلك يحتـاج الباحـث فـي
األســانيد إلــى معرفــة تــارير الــرواة ألنــه يتضــمن بيــان مواليــدهم ووفيــاتهم
ب -وقــد اصــطلح علمــاء الحــديث علــى تســمية الســقط الظــاهر بأربعــة أســماء
بحسب مكان السقط أو عدد الرواة الذين أسقطوا .وهذه األسماء هي:
-1المعلق.
-2المرسل.
-3المعضل.
-4المنقطع.
ج -س ــقط خف ــي :وه ــذا ال يدرك ــه إال األئم ــة الح ــذاق المطلع ــون عل ــى طـ ـرق
-1المدلس.
-2المرسل الخفي.
1اإلجازة :اإلذن بالرواية ،وقد يحصل الراوي عليها من شيخ لم يلتق به ،كأن يقول الشيخ أحيانا ً أجزت رواية
مسموعاتي ألهل زماني ،والوجادة بكسر الواو :أن يجد الراوي كتابا ً لشيخ من الشيوخ يعرف خطه ،فيروي ما في ذلك
الكتاب عن الشيخ ،وسيأتي تفصيل بحث اإلجازة والوجادة في باب طرق التحمل وصيغ األداء .
65
وإليك بحث هذه المسميات الستة مفصلة على التوالي.
المـراد بـالطعن فـي الـراوي جرحـه باللسـان ،والــتكلم فيـه مـن ناحيــة عدالتـه ودينـه ومــن
أســباب الطعــن فــي الـراوي عش ـرة أشــياء ،خمســة منهــا تتعلــق بالعدالــة ،وخمســة منهــا
تتعلق بالضبط.
الكذب. -1
الفسق. -3
البدعة. -4
الجهالة. -5
66
-1فحش الغلط .
-3الغفلة.
-4كثرة األوهام.
والتــالي بيــان عــن أن ـواع الحــديث المــردود بســبب مــن هــذه األســباب مبتــدئا بالســبب
األشد طعنا.
الموضوع
إذا كــان ســبب الطعــن فــي الـراوي هــو الكــذب علــى رســول هللا صــلي هللا عليــه وســلم،
-1تعريفه
لغــة :هــو اســم مفعــول مــن " وض ـع الشــيء " أي " حط ـه " س ـمي بــذلك -
النحطاط رتبته.
اصطالحا :هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول هللا صـلي -
67
-2رتبته
هــو شــر األحاديــث الضــعيفة وأقبحهــا .وبعــض العلمــاء يعتب ـره قســما مســتقال ولــيس
-3حكم روايته
أجمــع العلمــاء علــى أنــه ال تحــل روايتــه ألحــد علــم حالــه فــي أي معنــى كــان إال مــع
بي ــان وض ــعه ،لح ــديث مس ــلم" :م ــن ح ــدث عن ــي بح ــديث يـ ـرى أن ــه ك ــذب فه ــو أح ــد
1
الكاذبين"
إق ـرار الواضــع بالوضــع :كــإقرار أبــي عصــمة نــوح بــن أبــي م ـريم بأن ــه أ-
وضع حديث فضائل سور القرآن سورة سورة عن ابن عباس .
ب -أو مــا يتنــزل منزلــة إقـ ارره :كــأن يحــدث عــن شــير ،فيســأل عــن مولــده ،
فيــذكر تاريخــا تكــون وفــاة ذلــك الشــير قبــل مولــده هــو ،وال يع ـرف ذلــك
أهل البيت.
د -أو قرينـة فــي المــروي :مثــل كــون الحـديث ركيــك اللفــظ ،أو مخالفــا للحــس
التقــرب إلــى هللا تعــالى :بوضــع أحادي ــث ترغــب الن ـاس فــي الخيـ ـرات ، أ-
ثقــة به ــم ،ومــن هـ ـؤالء ميســرة ب ــن عبــد رب ــه ،فقــد روي اب ــن حبــان ف ــي
الضعفاء عن ابن مهدي قال :قلت لميسرة بن عبد ربه :من أين جئـت
1
بهذه األحاديث ،من ق أر كذا فله كذا ؟ قال :وضعتها أرغب الناس "
ب -االنتصــار للمــذهب :ال ســيما مــذاهب الفــرق السياســية بعــد ظهــور الفتنــة
وظهــور الفــرق السياســية كــالخوارج والشــيعة ،فقــد وضــعت كــل فرقــة مــن
األحاديـث مــا يؤيــد مــذهبها ،كحــديث " علـى خيــر البشــر ،مــن شــك فيــه
كفر "
لإلســالم جهــا ار ،فعمــدوا إلــى هــذا الطريــق الخبيــث ،فوضــعوا جملــة مــن
األحاديــث بقصــد تشــويه اإلســالم والطعــن فيــه ،ومــن ه ـؤالء محمــد بــن
ســعيد الشــامي المص ـلوب فــي الزندقــة ،فقــد روى عــن حميــد عــن أنــس
مرفوعــا " أنــا خــاتم النبيــين ال نبــي بعــدي إال أن يشــاء هللا " 1ولقــد بــين
د -التزلف إلى الحكام :أي تقرب بعض ضعفاء اإليمان إلى بعض الحكـام
بوض ــع أحادي ــث تناس ــب م ــا علي ــه الحك ــام م ــن االنحـ ـراف ،مث ــل قص ــة
غيــاث بــن إب ـراهيم النخعــي الكــوفي مــع أميــر المــؤمنين المهــدي ،حــين
دخــل عليــه وهــو يلعــب بالحمــام ،فســاق بســنده علــى التــوالي إلــى النبــي
صلي هللا عليه وسلم أنه قال " :ال سبق إال فـي نصـل أو خـف أو حـافر
أو جن ــاح" فـ ـزاد كلم ــة "أو جن ــاح" ألج ــل المه ــدي ،فع ــرف المه ــدي ذل ــك،
و -قصد الشهرة :وذلك بإيراد األحاديث الغريبة التي ال توجـد عنـد أحـد مـن
شــيول الح ــديث ،فيقبل ــون ســند الح ــديث ليس ــتغرب ،فيرغــب ف ــي س ــماعه
1
منهم ،كابن أبي دحية وحماد النصيبي"
كتاب الموضوعات :البـن الجـوزي ،وهـو مـن أقـدم مـا صـنف فـي هـذا أ-
الف ــن ،لكن ــه متس ــاهل ف ــي الحك ــم عل ــى الح ــديث بالوض ــع ،ل ــذا انتق ــده
ب -الآللـ ـ ــيء المصـ ـ ــنوعة فـ ـ ــي األحاديـ ـ ــث الموضـ ـ ــوعة :للسـ ـ ــيوطي ،هـ ـ ــو
اختصــار لكتــاب ابــن الجــوزي وتعقيــب عليــه ،وزيــادات لــم يــذكرها ابــن
الجوزي .
الكناني ،وهو كتاب تلخيص لسابقيه ،وهو كتاب حافل مهذب مفيد .
نتعرف من خالل هذه الفقرة على أشهر كتب الحديث ومؤلفيها ،وهي:
-1صحيح البخاري -2صحيح مسلم -3سنن أبي داود -4سنن الترمذي -5
سنن النسائي -6سنن ابن ماجة -7سنن الدارمي -8موطأ مالك -9مسند
أحمد
-1صحيح البخاري تأليف :أبو عبد هللا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة
اإلمام البخاري :وولد سنة 194هـ في البخارى وتوفي سنة 256هـ ،ووهبه
هللا منذ طفولته قوة في الذكاء ،والحفظ من خالل ذاكرة قوية تحدى بها أقوى
االختبارات ،التي تعرض لها في عدة مواقف .وارتحل بين عدة بلدان؛ طلبا
وكان يحفظ مائة ألف حديث صحيح ،ومائتي ألف حديث غير صحيح.
72
من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وسننه وأيامه" ،وهو أصح الكتب
( 204-261هـ )
اإلمام مسلم :ولد سنة 204هـ بنيسابور ،وتوفي سنة 261هـ .رحل إلى
بعض شيوخه ،وروى عن البخاري والزمه ودافع عنه ،وحذا حذوه .وكان شديد
صحيح مسلم :كتاب نفيس جمع فيه مؤلفه 3033حديثا ،واشترط فيها
صحيحا فقط ،أجمعت األمة على صحته وهو ثاني الصحيحين ،ورتبه على
73
اإلمام أبو داود :ولد في إقليم متاخم سجستان بالهند سنة 202هـ وتوفي سنة
275ه ،رحل إلى الشام ،ومصر ،وبغداد ،والحجاز ،وكان ورعا تقيا .قال
عنه إبراهيم الحربي "ألين ألبي داود الحديث كما ألين لداود عليه السالم
الحديد ".
سنن أبي داود :كتاب جمع أبو داود فيه السنن واألحكام ،ولما صنفه عرضه
على أحمد بن حنبل فاستحسنه .ولم يقصر أبو داود سننه على الصحيح ،بل
خرج فيه الصحيح ،والحسن ،والضعيف ،والمحتمل ،وما لم يجمع على تركه.
وكان يري العمل بالضعيف في فضائل األعمال ،إذا لم يكن هناك غيره.
سنن الترمذي تأليف :أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن
اإلمام الترمذي :ولد سنة 209هـ ،في مدينة ترمذ ،وبها توفى سنة 279هـ .
رحل إلى الحجاز ،والعراق ،وخراسان ،وجمع وصنف ودرس ،ثم رجع إلى
74
سنن الترمذي :يعد الكتاب كتاب فقه وحديث ،ولم يقصره على الصحيح ،بل
فيه الصحيح وغيره ،واشترط على نفسه أن ال يخرج حديثا ،إال وقد عمل به
-4سنن النسائي تأليف :أبو عبد الرحمن أحمد بن على بن شعيب بن على بن
اإلمام النسائي :ولد في مدينة نساء سنة 215هـ وتوفي سنة 303ه .حفظ
القرآن صغيرا ،ولما بلغ ارتحل في طلب ،واختلفوا في موطن دفنه :فقالوا:
بين الصفا والمروة ،وقيل:بالرملة بفلسطين ،وقيل :بيت المقدس .وكان رحمه
هللا فقيها ،ورعا ،قال الدراقطني :كان النسائي أفقه مشاير مصر ،وكان
سنن النسائي :ألف النسائي كتاب السنن الكبرى ،وجمع فيه الصحيح،
والحسن ،وما يقاربه ،ثم اختصره في كتاب سماه المجتبى من السنن (السنن
الصغرى) ورتبه على الموضوعات ،واألبواب الفقهية .قال بعض العلماء :إن
درجة كتاب النسائي بعد الصحيحين؛ ألنها أقل السنن ضعيفا .وانتقد ابن
75
الجوزي عليها عشرة أحاديث وليس حكمه مسلما به ،ففيها الصحيح،
-5سنن ابن ماجه تأليف:أبو عبد هللا محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني
(273-209ه)
اإلمام ابن ماجة :ولد في سنة 209ه في قزوين ونشأ محبا للعلم ،شغوفا
فسمع من أصحاب مالك ،والليث بن سعد ،وسمع من أبي بكر بن أبي شيبة،
وكان ذا علم ،وفقه ،وفضل ،وتوفى رحمه هللا تعالى في 273هـ .
سنن ابن ماجه :من أجل كتبه ،وأعظمها وأبقاها على الزمان ،وبها عرف
واشتهر ،وقد رتبها على الكتب واألبواب ،وقد اختلف العلماء حول منزلتها
من كتب السنة .وقد أحسن وأجاد حينما بدأ كتابه بباب اتباع سنة رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم وساق فيه األحاديث الدالة على حجية السنة ،ووجوب
اتباعها والعمل بها .وفي سنن ابن ماجه :الصحيح ،والحسن ،والضعيف ،بل
قليلة بالنسبة إلى جملة أحاديث الكتاب ،التي تزيد عن أربعة آالف حديث،
76
فهي لم تغض من قيمة الكتاب ،وسنن ابن ماجه أصل من أصول السنة،
-6موطأ مالك تأليف :أبو عبد هللا مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن
المدني (179-93ه)
اإلمام مالك :ولد بالمدينة في سنة 93ه وهو شير اإلسالم ،إمام دار الهجرة،
وصاحب أحد المذاهب الفقهية األربعة ،ومات فى صفر سنة 179ه .قال
محمد بن سعد :وكان مالك ثقة ،مأمونا ،ثبتا ورعا ،فقيها ،عالما ،حجة .وقال
الحافظ أبو بكر الخطيب :حدث عنه الزهرى ،وزكريا بن دويد الكندى ،وبين
وفاتهما مئة و سبع وثالثون سنة أو أكثر من ذلك .وروى له الجماعة .
موطأ مالك :خير كتاب أخرج للناس في عهده .قال فيه الشافعي ـ رحمه هللا ـ
":ما ظهر على األرض كتاب بعد كتاب هللا ،أصح من كتاب مالك" .وقال
وقال اإلمام مالك نفسه عن كتابه هذا" :عرضت كتابي هذا على سبعين
77
أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد -7مسند أحمد تأليف:
الشيبانى(241-164ه)
اإلمام أحمد :ولد ببغداد سنة 164ه ونشأ بها ومات بهاسنة 241ه ،وطاف
البالد فى طلب العلم ،ودخل الكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام
والجزيرة .وقال ابن حبان فى "الثقات" :كان حافظا متقنا فقيها مالزما للورع
الخفى .وقال محمد بن إبراهيم البوشنجى :ما رأيت أجمع فى كل شىء من
مسند أحمد :هو كتاب نفيس ،وكان القصد من تدوينه تقييد األحاديث
وتدوينها حرصا عليها من الضياع بموت الحفاظ ،فجمع فيه اإلمام أحمد ما
يزيد على ثمانمائة من الصحابة ،وقد اتبع اإلمام أحمد في كتابه الترتيب
العشرة المبشرين بالجنة ،وبعض من يتعلق بهم ،وكان من منهجه الذي اتبعه
في اختيار األحاديث هو األخذ عمن يثبت عنده صدقه وديانته ،والمشهور
78
أن أحمد انتقى أحايث المسند من بين سبعمائة ألف حديث وخمسين ألفا
-8سنن الدارمي تأليف :أ بو محمد عبد هللا بن عبد الرحمن بن برهام الدارمي
السمرقندي (255-181ه)
اإلمام الدارمي :ولد في سنة 181هـ في سمرقند ،ثم شد الرحال فطاف بالبالد
طوال وعرضا ،فسمع بخراسان والعراق والبصرة وواسط والكوفة وغيرها .ومات
بعد صالة العصر ،يوم التروية من سنة 255هـ عن خمسة وسبعين سنة.
سنن الدارمي :عده ابن الصالح ،في المسانيد ،فوهم في ذلك؛ ألنه مرتب
على األبواب ،ال على المسانيد .قال ابن حجر :وأما كتاب (السنن)،
المسمى( :بمسند الدارمي) فإنه ليس دون (السنن) في المرتبة ،بل لو ضم
إلى الخمسة ،لكان أولى من ابن ماجة ،فإنه أمثل منه بكثير .قال العراقي في
79
المصادروالمراجع
الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير ،للدكتور أحمد
تدريب الراوي في شرح تقريب النووي ،للحافظ السيوطي ،دار الكتب الحديثية،
فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي للحافظ السخاوي ،دار الكتب العلمية،
الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ،المكتبة العلمية ،المدينة المنورة (بدون
تارير)
80
قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث لجمال الدين القاسمي ،دار إحياء
( 1404ه1984/م)
ملخص علوم الحديث 1للمستوى الثالث لجامعة الملك الفيصل المملكة العربية
السعودية
المنهاج الحديث في علوم الحديث للدكتور شرف محمود القضاة ،كواال لمبور
(2003م)
مدخل الحديث النبوي للدكتور عبدهللا كارينا البنداري ،كلية الداسات اإلسالمية
نزهة النظر شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل األثر للحافظ ابن حجر العسقالني،
81