Professional Documents
Culture Documents
تأليـــف
أ .د .عمر عيسى عمران أ .د .عبد الكريم هجيج طعمة
أ .م .د .محسن قحطان حمدان أ .د .أحمد خزعل جاسم
أ .م .د .أحمد محمد رمضان
المراجعة اللغوية :همام طه
لطالب
المرحلة الخامسة -المدارس اإلسالمية
الطبعة األولى
6102م – 0341هـ
1
المقدمة
الحمد هلل الواحد األحد ،الفرد الصمد ،الذي لم يلد ولم يولد ،ال شريك
له وال مثيل وال ولد ،والصالة والسالم على هادي الناس ،والرحمة
المهداة ،سيدنا محمد ،وآله وصحبه ومن انتهج طريقه واتبع سنته
إلى يوم لقاه ،وسلم تسليما ً كثيراً.
وبعد:
2
وكان المبحث الثالث من الكتاب :مخصصا ً لبيان الواجب والجائز
والمستحيل في باب اإللهيات ،وكلف به األستاذ الدكتور عمر عيسى
عمران.
ثم إنه سيحشر في يوم ما إلى ربه فناظر ماذا عمل في دنياه وما
ادخره آلخرته.
3
وقد اعتمدنا في التأليف على إيراد األدلة العقلية والنقلية ،ليعلم
المسلم وطالب العلم أن عقيدتنا وديننا لم يأت بما تحار به العقول،
بل يؤيدها العقل ويثبتها النظر الصحيح ،والمتأمل في كتاب هللا –
تعالى – سيجد أنه سبحانه شرف العقل بالخطاب ،وجعله مناط
التكليف ،وندبه للبحث والنظر والتفكير.
المؤلفون
4
المبحث األول :مقدمات في العقيدة
5
المطلب األول :خصائص العقيدة اإلسالمية
أوالا :الربانية:
تعةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةالى :ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ
ﭮ ﭼ [النحل.]٤٤ :
-1ينظر المدخل إلى دراسة الشريعة اإلسالمية .د .عبدالكريم زيدان :ص 35مؤسسة
الرسالة – بيروت – ،1191الخصائص العامة لإلسالم د .يوسف القرضاوي ،مكتبة وهبة
– القاهرة – ط1191 ، 4م .
6
والنقص والزوال والتحريف ،وصةدق هللا العظةيم القائةل :ﭽ ﮗ ﮘ
ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ [الحجر.]٩ :
ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ
الخلقةةة والهيئةةة التةةي فةةي نفةةس الطفةةل مهيةةأة ومعةةدة ألن يميةةز بهةةا
مصنوعات هللا تعالى ،ويستدل بها على ربه تعةالى ويعةرف شةرائعه
ويؤمن به( ) ،وإلى هذه الحقيقة أشار نبينا األكرم ( )بقوله" ما من
()٠
مولود إال يولد على الفطرة فأبواه يهودانةه وينصةرانه ويمجسةانه"
فالحديث ذكةر التهويةد والتنصةير والتمجةيس ولةم يةذكر اإلسةالم ،فلةم
يقل :أو يسةلمانه ،وفةي ذلةك داللةة علةى أن اإلسةالم ديةن الفطةرة وال
-1ينظر العقيدة اإلسالمية ومذاهبها أ.د قحطان عبدالرحمن الدوري ص 19دار العلوم –
األردن ط2007 – 1م .
-2المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ،البن عطية ( )454-453/11مؤسسة دار
العلوم – قطر ،ط1192 -1م.
-3صحيح مسلم بشرح النووي كتاب القدر – باب :معنى كل مولود على الفطرة – ج16
ص 207دار الخير ،سنة الطبع .1116
7
يحتاج إلى تأثير من األبوين( ،)١وتتمثةل الفطةرة فةي االهتةداء لوجةود
هللا تعةةالى ووحدانيتةةه ،واإليمةةان باألنبيةةاء والرسةةل ( ،)والشةةعور
واإلحساس فطرة بقرارة النفس البشرية إلى وجود يوم آخر يحاسةب
فيه الناس ،وأن الدنيا حيةاة قصةيرة دار ابةتالء واآلخةرة دار السةعادة
والبقاء.
ثالثا ا :الشمول:
يراد بالشمول إذا أطلةق علةى العقيةدة اإلسةالمية :أنةه شةامل لجميةع
الجوانب فلم يترك اإلسالم زاوية من زوايا العقيدة التي يحتاجها بنةو
البشر إال وبينها ( ) ويتمثل ذلك الشمول بما يأتي-:
أ -أنهةةةا عقيةةةدة تفسةةةر كةةةل القضةةةايا الكبةةةر فةةةي هةةةذا الوجةةةود
كاإللوهية -النبوة – اإلنسان– الكون – المصير قةال تعةالى:
ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ
ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ [األنعةةةام ،] ٠٣ :وقةةةال
ب -أنها عقيدة ال تقبل التجزئة ،بل البد أن تؤخذ كلها دون إنكةار
لبعضها أو شك في أي جزء منها.
ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ
ﯔ ﯕ ﭼ [البقرة.] ٣٢ :
-1ينظر العقيدة اإلسالمية :أركانها وآثارها على الفرد والمجتمع أ .د أحمد محمد أحمد
الجلي :ص 32دار الكتاب الجامعي – دولة األمارات العربية المتحدة ،ط2010-1م.
1
زعةةم الةةةبعض فةةي أنبيةةةائهم ،فهةةم بشةةةر اصةةطفاهم هللا تعةةةالى
()١
وخصهم بالوحي وكلفهم بالرسالة
ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ [األحزاب.] ١ :
[البقرة]٠:
-1ينظر العقيدة اإلسالمية :أركانها وأثارها على الفرد والمجتمع أ.د أحمد محمد أحمد
الجلي ص .34-33
10
رابعا ا :الواقعية ومالءمتها للعقول السليمة:
12
األسئلة
13
المطلب الثاني
أوالً :فاألدلة النقلية :ما كان مصدرها القرآن الكريم والمتواتر( ) مةن
السنة النبوية المطهرة عن رسةول هللا ( ،)وكالهمةا قطعةي الثبةوت
عن رسول هللا (.)
)١فذهب البعض :أن أحاديث اآلحاد ال تثبت بها العقيةدة ،وهةي تفيةد
العمةةل بهةةا دون العلةةم ،أي :دون القطةةع ،وهةةو مةةذهب أكثةةر أهةةل
-1ينظر :شرح جوهرة التوحيد للباجوري :ص ،41-40والعقيدة اإلسالمية ومذاهبها ،أ.د.
قحطان الدوري ص.11
-2الحديث المتواتر :هو ما رواه عن رسول هللا ( )جمع يمتنع عادة أن يتواطأ أفراده على
الكذب ،لكثرتهم وأمانتهم ،ورواها عن هذا جمع مثله ،حتى وصلت إلينا بسند متصل .ينظر
المستصفى في علم األصول ألبي حامد محمد بن محمد الغزالي . 96/1 :
-3خبر اآلحاد :هو الذي يروينه راو أو أكثنر لنم يبلغنوا حند التنواتر – ينظنر نخبنة الفكنر فني
مصطلح أهل األثر للحافظ أحمند بنن علني بنن حجنر العسنقالني :تحقينق :عبند الحميند صنالح
قاسم :ص 2-1دار ابن حزم 2006-م.
14
العلةةم وجمهةةور أهةةل الفقةةه والمتكلمةةين( )١ومةةن أبةةرز حجةةج هةةذا
القول :لو أفاد خبر الواحد العلم (القطع) لوجب تصديق كةل خبةر
نسمعه ،لكنا ال نصدق كل خبر نسمعه ولو كان ناقله ثقةة ،فهةو ال
يفيد العلم( ).
) وذهب البعض :أن أخبار اآلحاد يحتج بهةا فةي المسةائل العقديةة ،
وأنهةةا تفيةةد القطةةع ،فهةةي تفيةةد العلةةم الظةةاهر والعمةةل مع ةا ً ،وهةةو
مذهب كثير من أهل األثر وبعض المتكلمين(. )٠
والذي يبدو :أن خبر اآلحاد ال يحتج به في مسائل العقيدة وهذا هو
رأي األكثرية من علماء المسلمين ،لذا متةى صةح سةند أخبةار اآلحةاد
-1ينظنننر لوامنننع األننننوار البهينننة وسنننواطع األسنننرار األثرينننة :لمحمننند بنننن أحمننند بنننن سنننالم
السفاريني:ص 20-17المكتب اإلسالمي -بيروت -ط1111-3م.
-2ينظر العقيدة اإلسالمية ومذاهبها أ.د.قحطان الدوري :ص.20-11
-3ينظر المصدر نفسه :ص. 20
-4المصدر السابق :ص.21-20
15
وكانت متونها غير مستحيلة في العقل ،كانت موجبةة للعمةل بهةا دون
العلم(.)١
أو نفيه -عنه -كنفي القدم عن العالم من غير توقف على تكرار أو
وضةةع واضةةع ،وينقسةةم الحكةةم العقلةةي علةةى ثالثةةة أقسةةام :واجةةب ،
وجائز ،ومستحيل ،أي أن كل ما حكم به العقل من إثبةات أو نفةي ال
يخرج عن اتصافه بواحد مةن هةذه الثالثةة ،وسةنبين ذلةك تفصةيالً فةي
مبحث الحكم( ).
ونخلص مما تقدم :أن أغلب علماء العقيدة وفقوا بين النقل والعقل
فةةي مسةةائل العقيةةدة كمصةةادر للتلقةةي واالسةةتدالل ،ومعلةةوم أن القةةرآن
أخبر بشرف العقل ،وجعله مناط التكليف ،وندبه إلةى البحةث والنظةر
-1ينظر أصول الدين ابو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت421/هن ) مكتبنة المثننى
-بغداد :ص.12
-2ينظر شرح جوهرة التوحيد للباجوري :ص ،42العقيدة اإلسالمية ومنذاهبها ،أ.د .قحطنان
الدوري :ص.11
16
على العقل فهمه إال ما أستأثره هللا تعالى في علم الغيب عنده ،فالعقل
مؤيد للعقائد اإلسالمية .
17
األسئلة
س :٠أذكر خالف العلماء في خبر اآلحاد ،وهل يعةد حجةة ومصةدراً
في العقيدة اإلسالمية.
19
المبحث الثاني :الحكم وأقسامه
11
المبحث الثاني :الحكم وأقسامه
يجةةدر بنةةا عنةةد الشةةروع فةةي بيةةان الحكةةم وأقسةةامه التطةةرق إلةةى
تعريةةةف االصةةةوليين مةةةن علمةةةاء أصةةةول الفقةةةه ،ثةةةم المتكلمةةةين مةةةن
علمةةةةاء العقيةةةةدة بهةةةةذا الخصةةةةوص ،وذلةةةةك للةةةةتالزم الحاصةةةةل بةةةةين
أصةةول الفقةةه واصةةول الةةدين فةةي هةةذا الخصةةوص ،وتوضةةيح ذلةةك
في المطالب اآلتية:
ثانياااا :تعريةةةف الحكةةةم فةةةي العةةةرف :إسةةةناد أمةةةر إلةةةى آخةةةر إيجابةةةا ً
أو سلبا ً(.) ١
-23ينظر :اإلحكام في أصول األحكام لسيف الدين علي بن أبي علي بن محمد اآلمدي
ت()631ه -135/1:طبعة الحلبي 1379-ه .
21
والغةةةةرض مةةةةن تعلةةةةق خطةةةةاب هللا تعةةةةالى بفعةةةةل المكلفةةةةين :تعلقةةةةه
ولةةةو بفعةةةل واحةةةد مةةةن أفعالةةةه ،وإال لتعةةةذر وجةةةود الحكةةةم أصةةةال ،إذ
ال خطاب يتعلق بجميع األفعال.
خامسةةا :تعريةةف الحكةةةم عنةةد المتكلمةةين :هةةةو إثبةةات أمةةر ألمةةةر أو
نفيه عنه.
-24ينظر :التلويح على التوضيح سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني ت(13/1: )713
دار الكتب العربية .
-25ينظر :الحقائق في تعريفات مصطلحات علماء الكالم لالمام أبي عبد هللا محمد بن
يوسف السنوسي التلمساني المالكي ت()915ه :ص 4-3اعتنى بها :ابو عبد الرحمن
المالكي المازري-نسخة مصورة عن نسخة من مقتنيات الحرم المدني .
22
أ .نسةةبة موجبةةة :وهةةي كةةل مةةا دلةةت علةةى االحاطةةة والشةةمول
سةةواء أكةةان لفظةةا أم غيةةره ،وألفاظةةه الدالةةة عليةةه هةةي :كةةل،
عامة ،جميع ،كافة.
مثال ذلك :كافة الخلق يحشرون ،جميع الناس ينامون.
ب .نسةةةبة سةةةالبة :وهةةةي مةةةا دلةةةت علةةةي نفةةةي ثبةةةوت المحمةةةول
عةةةن جميةةةع أفةةةراد الموضةةةوع ،وألفاظةةةه الدالةةةة عليةةةه هةةةي:
الشةةةئ ،وال واحةةةد ،وسةةةائر مةةةا يفيةةةد عمةةةوم النفةةةي ،مثةةةال
ذلك :ال أحد من المشركين بمسلم .
والشئ من الذهب بنبات(.) ٦
توضيح تعريف المتكلمين:
معنةةةى إثبةةةات األمةةةر :أي إثبةةةات شةةةيء لشةةةيء – كقولنةةةا:
الطير جميل ،الشجرة طويلة ،القلم جيد .
فهةةةةةذا كلةةةةةه حكةةةةةم – إذ أثبتنةةةةةا الجمةةةةةال للطيةةةةةر ،والطةةةةةول
للشةةجرة والجةةودة للقلةةم ،وتسةةمى فةةي علةةم المنطةةق :بالنسةةبة
الموجبة
ومعنةةةةى :نفةةةةي أمةةةةر ألمةةةةر :أي نفةةةةي شةةةةيء عةةةةن شةةةةيء،
كقولنةةةا :القلةةةم لةةةيس أسةةةود اللةةةون ،وكقولنةةةا :العصةةةير لةةةيس
بةةارداً ،فهةةذا حكةةةم أيضةةاً ،إذ نفينةةا عةةةن القلةةم السةةواد ،وعةةةن
العصةةةةير البةةةةرودة ،ويسةةةةةمى فةةةةي علةةةةةم المنطةةةةق :بالنسةةةةةبة
السالبة .
-26ينظر علم المنطق المفاهيم والمصطلحات أ.د .محمد حسن مهدي بخيت 16/2عالم
الكتب الحديث-اربد-االردن-الطبعة األولى. 2013
23
فالحكم إذاً :إثبات شيء لشيء أو نفيه عنه .
هو خطاب هللا تعالى المتعلق بأفعال المكلفين بالطلب أو اإلباحة أو
). (٥
الوضع لهما
فالسبب -:هو الذي يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم بالنظر
لذاته
الشرط -:هو الذي يلزم من عدمه العدم ،وال يلزم من وجوده وجود
وال عدم بالنظر لذاته .
-29ينظر نهاية السول شرح منهاج الوصول عبد الرحيم بن الحسن علي االسنوي ت
()772ه 30،40/1 :دار الكتب العلمية – بيروت ط1111-1م .
25
المانع -:هو الذي يلزم من وجوده العدم ،وال يلزم من عدمه ال
وجود وال عدم بالنظر لذاته .
() ٩
مثاله :كالحيض مانع من الصوم والصالة
ثانيا ً -:الحكم العادي :هو إثبات الرابط بين أمر وأمر وجوداً أو
عدما ً بواسطة تكرار بينهما على الحس ،وعدم تأثير أحدهما في
(.)١٠٠
اآلخر البتة
وانما يلتقي العلم بفاعل هذه اآلثار المقارنة لهذه االشياء من دليلي
العقل والنقل ،وقد أطبق العقل والشرع على انفراد هللا تعالى
-21ينظر نهاية السول ،لآلسنوي 54 / 1
.1ينظر االنوار اإللهية في شرح المقدمة السنونسية (عقيدة أهل التوحيد الصغرى
المعروف ب (أم البراهين) للسنوسي ،تأليف الشيخ عبد الغني بن اسماعيل الكناني
النابلسي ص 76
تحقيق :عمر بن محمد الشيخلي /دار الهدى والرشاد – سوريا ط 2013 - 1م
.2ينظر :شرح جوهرة التوحيد للشيخ إبراهيم بن محمد الباجوري ،تحقيق وتعليق :
أ.د .مصطفى ديب البغا ص ، 42دار المصطفى – دمشق – ط2010 - 1م
26
باختراع جميع الكائنات عموما ،وأنا ثبوت اإلحراق للنار من حيث
( .)١٠
إنها سبب عادي يخلق هللا تعالى عنده اإلحراق
تعريفه :هو إثبات أمر ألمر أو نفيه من غير توقف على تكرار أو
وضع واضع.
وبتعبير آخر :هو ما يدرك العقل ثبوته أو نفيه من ذات أو صفة أو
نسبة وال يتوقف على التكرار ،أي :غير متوقف على التجربة أو
العادة أو السبل الموصولة إليها ،ألننا إذا جربنا الشيء أو استنبطناه
سيكون حكما عاديا تجريبيا ً ومن صفاته أنه ال يقبل النقض ،إذ العقل
يقرر أن النقيضين ال يجتمعان وال يرتفعان.
مثاله :كإثبات القدم هلل تعالى ونفي القدم عن غيره ،وهكذا يوصف
الحكم العقلي /بأنه غير متوقف على وضع واضع.
مثاله :إذا اتفق الناس على أن الكل أكبر من الجزء فهذا ال ينطبق
على الحكم العقلي فالكل أكبر من الجزء والجزء أصغر من الكل
.1ينظر :شرح جوهرة التوحيد للباجوري ،تحقيق :أ .د مصطفى ديب البغا ص
.43
.1العقل :هو قوة روحانية ساكنة في الدماغ ،منبثة في مقدمة بالتخييل وفي وسطه
بالتفكر وفي مؤخرة بالحفظ ،ومن العلماء من قال :ومن العلماء من قال بانه القلب
ولم يفرق بينه وبين الروح ينظر االنوار االلهية للشيخ عبد الغني النابلسي ،ص
.77 – 76
.2ينظر :المقدمات في علم التوحيد لالمام السنونسي ،ص .33
27
سواء اتفق الناس أم لم يتفقوا فهذا حكم عقلي يقيني ال يقبل الشك أو
الخطأ.
وهو قسمان:
ومعنى الضروري :أي بديهي وهو الذي يدركه العقل بال تأمل :
كالواحد نصف االثنين ،واستحالة صنعة بال صانع.
.1ينظر حاشية الصاوي على شرح الخريدة البهية ،تأليف الشيخ أحمد بن محمد
الصاوي ...ص 31مكتبة محمد علي صبيح ،ط 1135 - 1م .
.2ينظر شرح جوهرة التوحيد للباجوري ،تحقيق :أ.د .مصطفى البغا ص . 44
.3ينظر شرح الصاوي :تحقيق :د .عبد الفتاح البزم ص 106دار ابن كثير –
دمشق ط ، 9سنة الطبع 2011م .
29
ومعنى النظري :هو الذي يدركه العقل بالتأمل ،كثبوت القِدم هلل
()٠٠٦
عز وجل وحدوث الكون
وهو قسمان-:
ت – المستحيل-:
() ٠٩
نظري :كالشريك هلل تعالى
30
األسئلة
31
المبحث الثالث :الحكم العقلي في مبحث
اإللهيات
مدخل:
المطلب األول :الواجب في حق هللا تعالى
المطلب الثاني :المستحيل في حق هللا
تعالى
المطلب الثالث :الجائز في حق هللا تعالى
المطلب الرابع :القضاء والقدر
32
مدخل
اإللهيات :هي المباحث التي ُتع َنةى بمعرفةة مةا يجةب هلل تعةالى،
ومةةا يجةةوز فةةي حقةةه ،ومةةا يسةةتحيل عليةةه جةةل شةةأنه ،ومةةع أن العقةةل
اإلنسةةةاني ال يةةةتمكن مةةةن إدراك حقيقةةةة الةةةذات اإللهيةةةة مهمةةةا حةةةاول
الوصول إليها؛ إال أن معرفة هللا تعالى من خالل آثاره وآثار صةفاته
العلية ،وبأنه صانع العالم ،وأنةه ) (قةديم ،وسةميع ،وبصةير،
وقدير ،وغير ذلك من الصفات التي سنفصل فيهةا الحقةا ً ستسةهم فةي
تحفيزنةةةا نحةةةو بةةةذل الطاعةةةة والعبةةةادة ،والتخلةةةق بةةةأخالق أهةةةل البةةةرِّ
والسيادة التي من شأنها أن تحقق لنا سعادة الفرد وطمأنينةة المجتمةع
والعيش الرغيد لهما.
ومما يجدر أن نشير إليه هنا :هو أن العقل اإلنسةاني مهمةا بلةغ
به الذكاء؛ فهو محدود وقاصر ،ولن يكون في مكنتةه يومةا أن يةدرك
جميع الحقائق وحده؛ بل البد من الوحي الذي هو قائد له يضيء له
معالم الطريق ،وينير له دربه ،وليس ذلك بقادح في العقل ومداركه-
كمةةا يتصةةور بعضةةهم -بةةل العقةةل ميةةزان صةةحيح؛ فأحكامةةه يقينيةةة ال
كةةذب فيهةةا غيةةر أنةةك ال تطمةةع أن تةةزن بةةه أمةةور التوحيةةد واآلخةةرة
وحقيقة النبةوة وحقةائق الصةفات اإللهيةة ،وكةل مةا وراء طةوره؛ فةإن
ذلةةك طمةةع فةةي محةةال ،ومثةةال ذلةةك مثةةال رجةةل رأ الميةةزان الةةذي
يوزن به الذهب؛ فطمع أن يةزن بةه الجبةال ،وهةذا ال يةدرك علةى أن
الميزان في أحكامه غير صادق؛ لكةن للعقةل حة دد قةد يقةف عنةده ،وال
33
يتعد طوره( .)٤٠والعقل في ذلك حال العين الباصةرة؛ فهةي تبصةر
األشياء بشرائط معينة أهمها وجود الضوء؛ فلو وجد أحد سليم العين
والباصرة في غرفة مظلمة؛ فلةن يةتمكن مةن الرؤيةة لغيةاب الضةوء،
وهكذا العقل حةين تغيةب عنةه أنةوار الةوحي ،ولعةل محدوديةة العقةل
ومحدوديةة صةفات البشةةر هةي مةةن رحمةة هللا تعةالى بهةةم؛ فلةو تعةةد
اإلنسةان طةةوره ،وتجةةاوز ح ة اده السةةتحال عليةةه أن يعةةيش علةةى وجةةه
األرض ،ولو تخيلنا أن بمكنة البشةر أن يشةموا الةروائح علةى مسةافة
عدة كيلومترات ،فلةن تسةتقيم حيةاتهم بوجةود الةروائح الكريهةة ،ولةن
تستقيم حياتهم ،وأبصارهم تدرك المناظر القبيحة على بعةد مسةافتها،
ولةةةن تسةةةتقيم حيةةةاتهم ،وآذانهةةةم تسةةةمع األصةةةوات الدقيقةةةة علةةةى بعةةةد
المسةةةافات ،وهكةةةذا فةةةي بقيةةةة الصةةةفات؛ وكةةةذلك الحةةةال فةةةي العقةةةل
اإلنساني حين يروم تقحم ميدان الربوبية والبحث عن الذات االلهية؛
فسةةيعود خائبةةا كسةةيرا معترفةةا بنقصةةه ،أو الوصةةول للجنةةون؛ فالعقةةل
جةز العشةبجز العشب إن أ ُحسِ َن استخدا ُمها وقيا ُدها أتت علةى ِّكرلة ِّ
ونفسةها مةن
َ اليابس والضار ،وأبقت ما هو صالح ونافع ،وإنت ُخلايةت
غيةةةر قائةةةد أو مةةةن غيةةةر حكةةةيم عةةةارف باسةةةتخدامها؛ فسةةةتأتي علةةةى
األخضةةر واليةةةابس؛ لتصةةبح األرض جةةةرداء قاحلةةة لةةةيس فيهةةا أثةةةر
للجمال والحياة.
( )٤١الصفة :تطلق على المعنى الوجودي القائم بالموصوف وعلى ما ليس بذات؛ فكل ما
ليس بذات وينسب إلى الذات؛ فهو صفة ،وهذا هو المراد هنا ليشمل النفسية والسلبية
والمعاني والمعنوية .ينظر :تهذيب واختصار شروح السنوسية (أم البراهين ،ألبي عبد هللا
محمد بن محمد بن يوسف السنوسي) ،وهو تهذيب لشرح العالمة احمد بن عيسى
االنصاري مع تعليقات من شروح كبار العلماء ،تهذيب واختصار :د،عمر عبد هللا كامل:
(ص. )٤٠
( )٤صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ،البن حبان( :ح ،) ٢٠/٠()٩٥ -قال شعيب
األرنؤوط :إسناده صحيح.
( )٤٠ينظر :شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل ،البن قيم الجوزية
(ت٥٢١ :هـ).) ٥٥/١( :
35
-0الصفة النفسية :وهي صفة واحدة وهي "الوجود".
وفيما يأتي تفصيل لما لهذه الصفات وما يتعلق بها من
مباحث:
( )٤٤الصفة الثبوتية تنقسم على قسمين ،القسم األول :ما يةدل علةى نفةس الةذات ،دون معنةى
زائد عليها ،وهي الوجود .والقسم الثةاني :مةا يةد ال علةى معنةى زائةد علةى الةذات ،وهةي
صفات المعاني والمعنوية ،إال أن هذا المعنى الزائد وجةودي فةي المعةاني ،وثبةوتي فةي
المعنوية ،وكالهمةا أربةع عشةرة صةفة .ينظةر :كشةاف اصةطالحات الفنةون ،التهةانوي:
.١٥٣٣/
36
معنةةةةى زائةةةةد عليهةةةةا ،ككةةةةون الجةةةةوهر جةةةةوهراً( ،)٤٢وذاتةةةةا ً وشةةةةيئا ً
موجوداً)(.)٤٦
-األدلة النقلية:
ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ [الطور] ٠٥ - ٠٢ :
( )٤٢الجوهر لغةة :الجةوهر معةروف ،والواحةد جةوهرة ،والجةوهر كةل حجةر يسةتخرج منةه
شيء ينتفع به .واصطالحا ً :الجوهر هو القائم بنفسةه ،وهةو حامةل لاعةراض ال تتغيةر
ذاتيتةةةةةه؛ موصةةةةةوف ال واصةةةةةف .ينظةةةةةر :مفةةةةةاتيح العلةةةةةوم ،الخةةةةةوارزمي :ص١٦٥؛
والتعريفات ،الجرجاني :ص٥٩؛ ولسان العرب ،ابن منظور ،١٢ /٤ :مادة (جهر).
( )٤٦ينظةةةر :تحفةةةة المريةةةد ،للبةةةاجوري ،ص ،٠٢وشةةةرح الصةةةاوي علةةةى الجةةةوهرة ،ل مةةةام
الصاوي ،ص.١٤٠
( )٤٥ينظر " :تهذيب السنوسية" ،سعيد فودة( :ص ٠٤من الهامش) .
37
ومن السنة قوله صلى هللا عليه وسلم (( :إن هللا خالق كل صانع
وصنعته))(.)٤٣
ووجه الداللة :من اآلية الكريمة والحديث الشريف تقوم على القول
باستحالة أن يكون الخلق من غير خالق ،إذ ال بد للمخلوق من
خالق ،وللمصنوع من صانع؛ فالعدم ال يخلق ،وزع ُم خالفِ ذلك
أمر مستحيل تنكره العقول؛ ففاقد الشيء ال يعطيه ،وهذا دليل غاية
في القوة والبيان ،ولذلك عندما سمعه جبير بن مطعم قال " :كاد
قلبي أن يطير"()٤٩؛ بل كان سماعه لهذه اآلية الدافع الرئيس
إلسالمه(.)٢٠
األدلة العقلية:
ومن الدالئل العقلية على كون هللا تعالى واجب الوجود ،هو أن لكل
جد بال وجود؛ أثر مؤثراً ،فالب َد إذن لهذا الوجود من مُو ِ
جد ،وال مُو ِ
( )٤٣المستدرك على الصحيحين ،للحاكم (ت٤٠٢ :هـ) ٣٢/١( :برقم ،)٣٢قال الحاكم:
هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه .
( )٤٩صحيح البخاري ،كتاب تفسير القرآن ،باب قوله {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس
وقبل الغروب}( :ح.)٤٣٢٤ -
( )٢٠جاء في فتح الباري( :قال الخطابي كأنه انزعج عند سماع هذه اآلية لفهمه معناها
ومعرفته بما تضمنته؛ ففهم الحجة فاستدركها بلطيف طبعه ،وذلك من قوله تعالى أم خلقوا
من غير شيء ،قيل معناه ليسوا أشد خلقا من خلق السموات واألرض ألنهما خلقتا من غير
شيء ،أي هل خلقوا باطال ال يؤمرون وال ينهون ؟ وقيل المعنى أم خلقوا من غير خالق ؟
وذلك ال يجوز فال بد لهم من خالق ،وإذا أنكروا الخالق فهم الخالقون ألنفسهم ،وذلك في
الفساد والبطالن أشد؛ ألن ما ال وجود له كيف يخلق ،وإذا بطل الوجهان قامت الحجة عليهم
بأن لهم خالقا .ثم قال :أم خلقوا السماوات واألرض أي إن جاز لهم أن يدعوا خلق
أنفسهم؛ فليدعوا خلق السماوات واألرض ،وذلك ال يمكنهم ،فقامت الحجة .ثم قال :بل ال
يوقنون فذكر العلة التي عاقتهم عن اإليمان وهو عدم اليقين الذي هو موهبة من هللا وال
يحصل إال بتوفيقه ،فلهذا انزعج جبير حتى كاد قلبه يطير ،ومال إلى اإلسالم .انتهى) فتح
الباري. )٦٠٠/٣( :
39
فثبت بذلك أن هللا تعالى موجود ،ويتميز هذا الوجود بالوجوب ،ألنه
الفتقر
َ لو كان حادثا ً الفتقر إلى مُحت دِث ،ولو افتقر إلى مُحت دِث،
مُحت د ُِثه إلى مُحت دِث؛ فيلزم الدور( )٢١والتسلسل( ،)٢وكالهما
باطل( ،)٢٠أما كون الدور والتسلسل باطلين؛ فلعلمنا بأننا موجودون
والكون من حولنا موجود ،وما دمنا والكون موجودين؛ فيقينا ً أن
الدور والتسلسل باطالن؛ إذ لو لم يبطال لما تحقق وجودنا ،ونظير
ذلك لو كان عند أحدهم معاملة يروم توقيعها من قبل أحد الموظفين،
ولنفرضه (أ)؛ فامتنع حتى يوقعها الموظف الثاني ،ولنفرضه(ب)
الذي امتنع بدوره حتى يوقعها الموظف(ج)؛ فيقينا ً أن المعاملة حينها
لن توقع؛ لكن إذا وقعت المعاملة؛ فسنقول حينها :أن التسلسل قد
بطل في هذه الحال ،وأما دليل بطالن الدور؛ فلنفرض االفتراض
السابق ،ونأتي بالمعاملة للموظف (ج) الذي امتنع من توقيعها حتى
يوقعها الموظف(أ) ،والذي بدوره لن يوقعها حتى يوقعها
الموظف(ب) ،والذي امتنع عن توقيعها أيضا حتى يوقعها
الموظف(ج) ،وهنا أيضا ً لن توقع المعاملة ،وسنقع في الدور ،ولن
يرفعه إال توقيع المعاملة.
( )٢١الدور :وهو توقةف كةل واحةد مةن الشةيئين علةى اآلخةر ،ينظةر :التعريفةات ،للجرجةاني،
ص.١٤٠
( )٢التسلسةةل :هةةو ترتيةةب أمةةور وتعاقبهةةا فةةي جانةةب األزل ال نهايةةة لهةةا ،ينظةةر التعريفةةات،
للجرجاني ،ص.٣٤
( )٢٠ينظةةر :وكتةةاب األربعةةين فةةي أصةةول الةةدين ،للةةرازي ،١ ٩/١ :وشةةرح الصةةاوي علةةى
الجوهرة ،ل مام الصاوي ،ص.١٤٢
31
أدلة وجود هللا -تعالى:-
لذا فاإليمان بوجود هللا تعالى أمر كان ينبغي أال يختلف
ِّ
المنظم، ال اناس فيه؛ ألن داللة األثر على المؤثر ،والنظام على
واإلحكام على الحكيم بدهية؛ بل قالوا :إن ذلك مماا يدركه الحيوان
من فضالً عن اإلنسان؛ فإنك إذا ضربت الحمار مثالً التفت لير
ضربه؛ ألنه مركوز في فطرته أن األثر ال يكون بال مؤثر ،والفعل
ال يكون بال فاعل؛ فإذا رأيت كلمة مركبة من ثالثة حروف لم تشك
في أن كاتبا ً كتبها ،وإن رأيت ساعة تشير إلى األوقات أيقنت أن لها
صانعا رتب أجزاءها ،وأع ادها لتلك الغاية( .)٢٢وقد أقام العلماء
الكثير من الدالئل على وجود هللا تعالى ،بيد أن ما قرره القرآن
الكريم يعد أقو الدالئل وأجالها وأوضحها لمن كان له قلب أو ألقى
السمع وهو شهيد ،ونشير هنا بإيجاز ألبرز هذه الدالئل:
( )٢٤البر دة شةرحا واعرابةا وبالغةة ،محمةد يحيةى حلةو ،مراجعةة محمةد علةي حميةد هللا ،دار
البيروتي ،دمشق ،ط١٤ ٦ ،٠هـ :ص. ١٤٢
( )٢٢ينظر :سبيل السعادة ،لشيخ األزهر يوسف الدجوي.) ١/١( :
40
.0دليل الخلق واالختراع:
()٢٦
ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ [األعراف]١٣٢ :
ومن نافلة القول نشير إلى أهم خصائص هذه الحياة الدنيا
وكونها فانية زائلة؛ لنخلص منها إلى افتقارها واحتياجها إلى الموجد
والخالق؛ فهذه الحياة الدنيا محكوم عليها بـ(الفناء) ،و(التغير)
و(الزوال) في كل وقت وحين؛ فالشمس تشرق على أقوام ،وتغيب
عن آخرين ،والليل والنهار يعمالن في ابن آدم ،ويصرخان في
صماخه ،يابن آدم إنما أنت أيام؛ فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ،وهكذا
تبدأ دورة الحياة لتنتهي بالموت؛ لتعود مرة ثانية؛ فتبدأ من جديد
دورة أخر ،وهكذا لتقرر في خلد اإلنسان بأن ثمة ر ًابا حكيما مدبِّرا
لهذا الكون ،يجازي باإلحسان إحسانا ،وبالسيئات عفوا وغفرانا،
وكل شيء عنده بمقدار ،وأن هذه الحياة ستؤول للزوال ،ويبقى
ﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ
ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ
من ناظريه- أهم الحقائق التي غفل عنها اإلنسان مع أنها -بمرأ
تحدث يوميا؛ إنها دورة الحياة والموت في الطبيعة ،حين ينزل ماء
الحياة في فصل الخريف وفصل الشتاء ،غيثا يبعث النبات من
أعشاب وزروع؛ فتبتهج األرض بالربيع الزاهر ،وتحتفل بموسم
الجمال أشجارا وأطيارا وأنهارا وزخرفة تعلو الروابي والبساتين
والسهول؛ فتكون أشبه ما تكون بالحسناء المتزينة بشتى التالوين
وفنون التقيين ،حتى تكون في أسحر أحوال اإلغواء واإلغراء ! ذلك
أن الزخرفة الصارخة تلقي على قلب اإلنسان شباكا سحرية؛
فتستوعب كل وجدانه وتفكيره؛ فال ير شيئا ً بعد ذلك إال من خاللها
حتى إذا جاء المصيف ،وأنضجت الزروع حبوبها كان الحصاد
مرلها؛ فال تر لها في األرض أثراً إال هشيما ً من حصيد ! تماما ً كما
تتناثر أوراق األشجار عند الخريف ،ل ًقى ذابالً ،تذروه الرياح بك ِّل
البطاح؛ فتعوي ريح الفناء بالوديان والقيعان ،لتكنس كل أثر للحياة،
وكأن األشجار المتحطمة األغصان ،ما أورقت قط وال أزهرت،
43
وكأن األطيار الراحلة في األفق البعيد ما عششت هاهنا ،وال
.6دليل الفطرة:
44
ثابةةت عنةةدهم مةةن مبةةدأ خلقهةةم ،وقةةد جبلةةت عليةةه عقةةولهم()٦١؛ فكةةانوا
يقةةرون بأنةةه الخةةالق والةةرازق ،وإنمةةا أمةةره أن يقةةول الحمةةد هلل علةةى
إقرارهم؛ ألنه في هذا اإلقرار إلزام الحجة؛ فيوجب علةيهم التوحيةد،
ولكن أكثرهم ال يعقلون توحيد هللا تعالى مةع إقةرارهم بةأن هللا تعةالى
هو الخالق والرازق( .)٦
فـ(الفطرة) إذن :حالة وهيئة دينية ُخل َِق عليها الناسُ ابتداءً ،ولكن
ما الذي تعنيه هذه الحالة الدينية؟ إن أول ما ينصرف إليه الذهن في
اإلجابة عن هذا التساؤل يكمن في الحديث المشهورَ (( :ما ِمنت
َم تولُود إِال يُولَ ُد َعلَى تالف تِط َرةَِ ،فأ َ َب َواهُ ُي َهوِّ دَانِ ِه َو ُي َنص َِّرانِ ِه َو ُي َمج َ
ِّسانِهِ،
َك َما ُت تن َت ُج تال َب ِهي َم ُة َب ِهي َم ًة َج َ
()٦٠
ُّون فِي َها ِمنت َج تد َعا َء؟))
حس َ متعا َءَ ،ه تل ُت ِ
( )٦١ينظر :المسامرة شرح المسايرة ،لمحمد بن أبي شريف المقدسي ،ص.٤١
( )٦ينظر :زاد المسير ،البن الجوزي.)٤١٠/٠( :
()٦٠
صحيح مسلم( :ح ،٤ص ، ٠٤٥رقم الحديث) ٦٢٣ :
45
أحدهما :أن يريد بها هذه الفطرة المذكورة؛ فهذه الفطرة ال تبديل
لها من جهة الخلق ،وال يجيء األمر على خالف هذا بوجه.
يقول :أقم وجهك للدين الذي من صفته كذا وكذا؛ فإن هؤالء الكفار
قد خلق هللا لهم الكفر ،وال تبديل لخلق هللا ،أي أنهم ال يفلحون؛
فالتعليل حينئذ من جهة أن سالمة الفطرة متحققة في كل أحد؛ فال بد
من لزومها بترتيب مقتضاها عليها وعدم اإلخالل به بما ذكر من
وخطوات الشيطان؛ فاألبوان لم ُي َغيرا فطرة ولدهما، اتباع الهو
ولم ينزعاها منه؛ وذلك ألن الفطرة أمر ثابت ال يستطيع أحد أن
يغيره ،أو أن يُب ِدلَه ،وإنما كان فع ُل األبوين مقتصراً على توجيه
ولدهما إلى الطريقة التي يريدان أنت يُشبعا ولدهما غريزة التديُّن
عنده بعد أن كبر؛ فاليهودي يزين لولده طريقة اإلشباع التي يشبع
بها اليهود هذه الغريزة .والنصراني يُحبِّبُ لولده الطريق التي يشبع
غريزة التديُّن عندهم .والمجوسي يوج ُه ولدَه إلى أن بها النصار
يشبع غريزة التدين عنده على وفق إشباع المجوس لها .وهكذا كل
ملة تزين ألبنائها طريقة اإلشباع الخاصة بها على وفق معتقدها.
46
يتغير ﭽ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ [الروم ] ٠٠ :وإنما يكون
ا
الشاذ، االنحراف قد حصل بسب اإلشباع الخاطئ أو اإلشباع
واإلشباع المحرم الذي أشبع اإلنسان غريزة التديُّن لديه.
ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ [الروم]٠٠ :
47
أما نحن المسلمين ال زالت الفطرة عندنا من هللا تعالى ،وال زال
التلوين على وفق الشريعة السمحة؛ فلم يطرأ عليها تبديل وتغيير،
وهي فطرة اإلسالم وصبغة اإلسالم؛ لكن يجب توخي الحذر في
خضم الواقع الذي نعيشه وفي ظل الواقع االفتراضي الذي تفرضه
مواقع التواصل االجتماعي من "فيسبوك" و"تويتر" و"التليغرام"
فضال عن برامج الفايبر والواتس آب وسناب شات ونحوها من
المواقع والمجاميع المشتركة فيها -من إثارة الشبه واالنسياق وراءها
والتعاطي مع األفكار الهدامة وآثارها السلبية في وعي النشء المسلم
وبخاصة إذا كان مفتقدا ألدوات المعرفة ،والضروري من
المعلومات الدينية ونحوها -وإسهاماتها السلبية في تشكيل العقل في
ضوء المدخالت الخاطئة لهذه المواقع مما يترك أثره السيء في بناء
الفرد وتعزيز قيم اإليمان والمواطنة.
49
األسئلة
س -١هلل تعالى عشرون صفة ،وتقع تحت أربعة عناوين ،أذكرها
بالتفصيل.
س -٠تكلم على دليل الخلق واالختراع وداللته على وجود هللا تعالى
بالتفصيل.
س -٢تكلم على دليل الفطرة وداللته على وجود هللا تعالى
بالتفصيل.
41
السلبية:
ثانيا :الصفات َ
وهي التي دلت على سةلب مةا ال يليةق بةه سةبحانه ،أي تسةلب
مةةن الةةذهن أضةةدادها ،فهةةي تنفةةي كةةل أمةةر ال يليةةق بةةه تعةةالى ،فالقةةدم
سلب ألولية الوجود ،والبقاء دل على نفي اآلخرية التي ال تليةق بةاهلل
تعالى وهكذا(.)٦٤
-0الوحدانية:
()٦٤
اليقينيات الكونية،
ينظر :حاشية العقباوي على شرحه لعقيدة الدردير :ص ،٠٤وكبر
للبوطي :ص .٩
()٦٢
ينظر :شرح الصاوي على جوهرة التوحيد ،ل مام الصاوي ،ص ،١٤٣وشرح جوهرة
التوحيد ،للباجوري ص.٣٢
50
ﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠ
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼ [األعةةةةةةةةةةراف:
51
ونحوه؛ فال يوجد لغير هللا فعل من األفعال على وجه اإليجاد ،وإنمةا
ينسب الفعل لغير هللا تعالى على وجه الكسب واإلختيار(.)٦٦
األدلة النقلية:
-١ﭽ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﭼ [البقةةةرة:
األدلة العقلية:
( )٦٦ينظر :المسامرة شرح المسايرة ،لمحمد بن أبي شريف المقدسي ،ص.٥ -٥١
( )٦٥ينظر :أنوار التنزيل وإسرار التأويل ،للبيضاوي.)١١٦/١( :
52
أمكن وجود إلهين ،لما وجد شيء من هذا العالم؛ ألنهما إمةا أن يتفقةا
على فعل الممكن ،أو يختلفا؛ فإنت اتفقةا علةى إيجةاده؛ فإمةا أن يوجةداه
معةاً؛ فيلةةزم اجتمةاع مةةؤثرين علةى أثةةر واحةد ،وهةةذا دليةل علةةى عة ِ
ةدم
إمكان قيةام أحةدهما بإيجةاده منفةردا ،فحينهةا يكةون االثنةان عةاجزين،
وال يصح أن يكةون العةاجز إلهةاً ،وإمةا أن يوجةداه مرتبةا ً بةأنت يوجةده
أحةةدهما أوال ،ثةةم يوجةةده اآلخةةر؛ فعنةةد ذلةةك يلةةزم أن يوجةةد أحةةدهما
بعضا ،واألخر يوجد بعضا آخةر؛ فيلةزم عجزهمةا حينئةذ أيضةا؛ ألن
أحةدهما لةةن يكةةون فةي مكنتةةه إنفةةاذ إرادتةه فةةي القسةةمين معةا؛ بةةل فةةي
واحةةد منهمةةا فقةةط ،وإن اختلفةةا فةةي وجةةوده وعدمةةه بةةأنت أراد أحةةدهما
إيجاده واآلخةر عدمةه؛ فإمةا أن تقةع اإلرادتةان معةا ،وهةذا محةال ،أن
يكون الشيء الواحد موجودا ومعدوما فةي آن وزمةان ومكةان واحةد،
وسةةيلزم اجتمةةاع الضةةدين ،وهةةو باطةةل أيضةةا ،وإمةةا أن ينفةةذ أحة ُدهما
إرادته دون األخر؛ فيلزم عجز من لم تنفذ إرادته ،وعجز من نفةذت
إرادته أيضاً؛ ألننا افترضناه مماثال له ،ومماثل العاجز عاجز(.)٦٣
()٦٣
ينظر :شرح المواقف ،المتن ل يجي ،والشرح للجرجاني ،)٦١/٠( :وشرح المقاصد،
للتفتازاني.)٠٢/٠( :
53
-6صفة القِدم:
والمراد بالقِدم في حقه تعالى القِدم الذاتي ،وهةو عةدم افتتةاح الوجةود
أو عدم األوليةة للوجةود ،وأمةا القِةدم فةي حةق الحةوادث؛ فةالمراد بةه
الدليل النقلي:
()٦٩
المسامرة شرح المسايرة ،البن أبي الشريف ،ص ،٤٢وشرح الصاوي على الجوهرة،
ل مام الصاوي ص.١٤٣
()٥٠
ينظر :شرح الجوهرة ،للباجوري ،ص ،٣٣والمسامرة شرح المسايرة ،البن أبي الشريف،
ص.٤٢
54
ووجاه الداللاة :مةةا قةرره ابةن جريةةر رحمةه هللا تعةالى بقولةةه:
(هو (األول) قبل كل شيء بغير حدٍّ ،و(اآلخر) بعةد كة ِّل شةيء بغيةر
نهاية ،وإنما قيل ذلك كذلك ،ألنه كان وال شيء موجوداً سةواه ،وهةو
كائن بعد فناء األشياء كلها ،كما قال جل ثنةاؤهُ " :كة ُّل َشةيت ء َهالِةك إِال
َوجت ه ُه")(.)٥١
-4صفة البقاء:
( )٥٠ينظر :طريق الهجرتين وباب السعادتين ،البن قيم الجوزية :ص.٤٠
( )٥٤ينظر :المسامرة شرح المسايرة ،البن أبي الشريف ،ص ،٤٣وشرح الصاوي على
الجوهرة ،ل مام الصاوي ،ص.١٢٠
56
األدلة النقلية:
ﭼ [الحديد.] ٠ :
األدلة العقلية:
إن مةةا ثبةةت قدمةةه اسةةتحال عدمةةه ،وإال لجةةاز عليةةه العةةةدم؛
()٥٦
فيحتاج إلى مرجح؛ فيكون حادثا ال قديما ،كيف وقد ثبت قدمه.
الدليل النقلي:
لو لم يكن الباري مخالفا للحوادث لكان مثلها ،ولو كان مثلهةا
لكان حادثاً ،إال أنةه قةد ثبةت بالةدليل القةاطع قدمةه؛ فثبةت أنةه سةبحانه
مخالف للحوادث(.)٣٠
الدليل النقلي:
( )٣٠ينظر :تحفة المريةد ،للبةاجوري :ص ،٠٥وشةرح الصةاوي علةى الجةوهرة ،ل مةام الصةاوي:
ص.١٢٠
( )٣١ينظر :حاشة العقباوي على شرحه لعقيدة الدردير ،لمصطفى العقباوي :ص. ٦
( )٣ينظر :حاشية العقباوي ،لمصطفى العقباوي :ص. ٥
51
وحاجتهم إلى فضله في جميةع أمةور الةدين والةدنيا؛ فهةم الفقةراء إلةى
هللا تعالى ،وهو الغني الحميد الذي ال يحتاج إلى أحد من خلقه(.)٣٠
األدلة العقلية:
-دليةةل عةةدم افتقةةاره إلةةى محةةل :لةةو افتقةةر إلةةى محةةل لكةةان
صفة ،ولو كان صفة لم يتصف بصفات المعاني ،وهي واجبةة القيةام
به تعالى ،لادلة الدالة على ذلك ،فثبت عدم افتقاره إلى محل(.)٣٢
س -١مما هلل تعالى صفة القدم ،اذكر دليله من النقل والعقل.
س -٢تكلم على صفة البقاء هلل تعالى ،مع ذكر الدليل النقلي
والعقلي عليها.
61
ثالثا ا :صفات المعاني وأدلتها
( )٣٦ينظةةةر :شةةةرح المواقةةةف المةةةتن ل يجةةةي ،والشةةةرح للجرجةةةاني ،)٦٣/٠( :والمسةةةامرة شةةةرح
المسايرة ،البن أبي الشريف ،ص.٩٠
62
-0صفة العلم:
األدلة النقلية:
ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ [البقرة] ٩ :
( )٣٥ينظةةةةر :حاشةةةةية العقبةةةةاوي ،لمصةةةةطفى العقبةةةةاوي ،ص ، ٥وشةةةةرح العقائةةةةد النسةةةةفية،
للتفتازاني ،ص.٣٢
( )٣٣ينظر :شرح العقائد النسفية ،للتفتازاني ،ص.٣٢
( )٣٩ينظر :كبر اليقينيات الكونية ،للبوطي ،ص.١٠٠
63
إال إذا كان عالما بهةا محيطةا بجزئياتهةا وكلياتهةا ،فةان إتقةان األفعةال
وإحكامها على هذا النسق العجيب ،والوجه األحسن واألنسب للخلةق
()٩٠
ال يتصور إال من عالم حكيم
األدلة العقلية:
إن هللا تعالى فاعل فعالً متق ًنا محكمًا ،وهذا ظةاهر لمةن نظةر
فةةي اآلفةةاق واألنفةةس واألحيةةاء ،ومةةن كةةان فعلةةه علةةى هةةذا اإلتقةةان ال
يكون إال عالما(.)٩١
-6صفة القدرة:
وهي صفة أزلية قائمة بذاته تعالى ،يتأتى بها إيجاد كل ممكن
وإعدامه على وفق اإلرادة( .)٩
وقةةد اسة ُتدل علةةى قدرتةةه تعةةالى باألدلةةة النقليةةة والعقليةةة وكمةةا
يأتي:
األدلة النقلية:
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ [البقرة] ٠ :
األدلة العقلية:
-4صفة اإلرادة:
األدلة العقلية:
لو لم يكن هللا تعالى مريداً لكان مكرهاً ،ولو كان مكرها ً لكان
عاجزاً ،ولو كان عاجزاً لما وجةد شةيء مةن هةذه المخلوقةات ،وعةدم
وجةةود شةةيء مةةن هةةذه المخلوقةةات باطةةل بالمشةةاهدة؛ فثبتةةت إرادتةةه
تعالى(.)٩٥
-3صفة الحياة:
صفة الحياة :هي صفة أزلية قائمة بذاته تعالى تقتضي صحة
العلم والقدرة واإلرادة والكالم والسمع والبصر(.)٩٣
ولقد اس ُتدل على صةفة الحيةاة بأدلةة نقليةة وعقليةة أجملهةا بمةا
يأتي :
وجه الداللة :هو أن هللا تعالى وصف نفسه بالحي الذي يصح
أن يعلم ويقدر وكل ما يصح له؛ فهو واجب ال يزول(.)٩٩
األدلة العقلية:
صفة السمع :هي صفة أزلية شةأنها إدراك كةل مسةموع ،وإن
خفي.
مبصر ،وإن
َ وصفة البصر :هي صفة أزلية شأنها إدراك كل
()١٠١
لطف
[المجادلة] ١ :
األدلة العقلية:
صفة الكالم :هي صفة أزلية قائمة بذاته تعالى ،وهو بها
آمر ،ناه ،ومخبر وعبر عنها بالنظم ،ما أوحاه هللا تعالى إلى رسله
( )١٠٤ينظةر :شةرح المواقةف ،الجرجةاني ،)٩ /١( :وشةرح العقائةد النسةفية ،للتفتةازاني :ص
.٣٥
( )١٠٢ينظر :شرح العقائد النسفية ،للتفتازاني :ص.٣٣
( )١٠٦ينظر :شرح المقاصد ،للتفتازاني.)١٤٤/٤( :
( )١٠٥ينظر :اإلنصاف ،للباقالني ،ص.١٦٠
61
ب -الكالم اللفظي :وهو الحروف واألصوات الحادثةة ،وهةي
غيةةر قائمةةة بذاتةةه تعةةالى لحةةدوثها ،ويمتنةةع أن يقةةال القةةرآن حةةادث،
ألنه ربما أوهم أن القرآن بمعنى كالمه تعالى النفسي حادث(.)١٠٣
( )١٠٣ينظر :وشرح الجوهرة ،للباجوري :ص ،١١٢وأصول الدين ،للغزنوي :ص.١٠١
70
األسئلة
س -١من صفات المعاني هلل تعالى صفة العلم تكلم على
إثباتها بالدليل النقلي والعقلي.
71
رابعا ا :الصفات المعنوية:
عالما وحقيقة العالم هو الذي انكشف لعلمه الواجب والجائز والمستحيل .ينظر :تهذيب
شرح السنوسية (ص.)٢٣
( )١١٠كونه حيا :هي حال واجبة للذات لما قامت الحياة بذات هللا وجب وصفه بكونه حيا .
ينظر :تهذيب شرح السنوسية (ص.)٢٣
()١١٤كونه سميعا :هي حال واجبة للذات لما قام السمع بذات هللا وجب وصفه بكونه
سميعا .ينظر :تهذيب شرح السنوسية (ص.)٢٣
()١١٢كونه بصيرا :هي حال واجبة للذات لما قام البصر بذات هللا وجب وصفه بكونه
بصيرا .ينظر :تهذيب شرح السنوسية (ص.)٢٣
( )١١٦كونه متكلما :هي حال واجبة للذات لما قام الكالم بذات هللا وجب وصفه بكونه
متكلما ينظر :تهذيب شرح السنوسية (ص.)٢٣
73
المطلب الثاني :المستحيل في حق هللا – تعالى -
( )١١٥ينظر :الرأي السديد في شرح جوهرة التوحيد ،د .ابراهيم محمد حريبه-٦٢/ ( :
.)٦٦
( )١١٣ينظر :تهذيب شرح السنوسية (ص. )٦٠
74
هللا تعالى حادثا ً بسبب حدوث شيء من ذلك له تعالى والحادث ال
يكون إلها ً .
والثالثة :طروء العدم :أي :لحوق العدم لذاته تعالى أو لصفة من
صفاته ،أو لفعل من أفعاله أو لحكم من أحكامه ،وذلك ضد البقاء
وهو الفناء والزوال فيستحيل على هللا تعالى ،وإال كان هللا تعالى
حادثا ً الن كل ما يقبل العدم يكون حادثا ً.
الصفة الخامسة :أن ال يكون قائما ً بنفسه :أي ال يكون ثابتا ً وموجوداً
بذاته ،وهو ضد القيام بالنفس ،والمراد أنه ليس بعرض ،أو يحتاج
إلى فاعل يخصصه بمكان عن مكان ،أو زمان عن زمان ،أو
مقدار عن مقدار ،أو صورة عن صورة ،ونحو ذلك من صفات
األجسام.
( )١١٩قال محمد الغزالي في معرض الرد عليهم :إن بعض الفالسفة الذين يقولون بأن العالم
معلول في وجوده بغيره ،ويسمون الخالق عله العلل أو مبدأ الوجود ،يعطى صورة مبهمة
عن هذا الوجود األعلى ،حتى لتحسب أن صدور الكائنات عن بارئها األعظم يشبه
التفاعالت الكيماوية التي ال روح فيها وال حياه معها ،وهذا ضالل .ينظر :عقيدة المسلم،
لمحمد الغزالي :ص .٣٣
( )١ ٠قال البيجوري في شرح جوهرة التوحيد :أي بان يكون الباري طبيعة تنشأ عنه
الخالئق من غير اختيار مع التوقف على وجود الشروط وانتفاء الموانع كالنار فإنها تؤثر
بطبعها عندهم في اإلحراق مع وجود شرط المماسة وانتفاء مانع البلل ،وأهل السنة يقولون:
المؤثر في اإلحراق هو هللا تعالى ،وال تأثير للنار أصال ،وهذا كله ضد االرادة .ينظر:
شرح جوهرة التوحيد ،للباجوري( :ص.)١٦٢
( )١ ١الطبائعيون :هم أصحاب الطبائع الذين قالوا بقدم العناصر االربعة :االرض ،الماء،
النار ،الهواء ،وقالوا :فيها اربع طبائع قديمة ،وهي :الحرارة ،البرودة ،الرطوبة ،اليبوسة،
وزعموا :أن جميع انواع الجواهر والنبات والحيوان مركب من هذه االصول االربعة،
76
اعتقادهم أن هللا تعالى يؤثر في العالم بطبعه المقتضي ل يجاد
واإلعدام ،وهو على هللا تعالى محال ،للزومه أن يدخل تعالى تحت
قدرة غيره وإرادة غيره.
ومنهم من قال :بقدم االفالك والعالم .ينظر :اصول الدين ،عبد القاهر البغدادي ،ص.٠٤٤
77
والخامسة عشرة :الكراهة ،وهو كونه يوجد شيئا ً من العالم مع
كراهته لوجوده كما سبق ،وضده كونه مريداً.
79
المطلب الثالث
ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ
71
] ،وقال تعالى :ﭽ ﯮ ﯯ ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ [آل عمران٥ - ٦ :
ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﭼ [األنبياءَ ،] ٠ :
فال َسائِل َيست أَل َربا تال َعرت ش
َعماا َي تف َعله ِب َخ تلقِ ِه ِمنت َتصت ِريفه تم فِي َما َشا َء ِمنت َح َياة َو َم توت َوإِعت َزاز
ِيه تم؛ ِألَن ُه تم َخ تلقه َو َع ِبيدهَ ،و َجمِيعه تم فِي
َوإِ تذ َالل َو َغيتر َذل َِك ِمنت ح تُكمه ف ِ
ضاؤُ هَُ ،ال َشيت ء َف توقه َيست أَل ُه
ضاء َق َ م تُلكه َوس تُل َطانهَ ،و تالح تُكم ح تُكمهَ ،و تال َق َ
َعما َي تف َعل؛ َف َيقُول :لَ ُه لِ َم َف َع تلت؟ َولِ َم لَ تم َت تف َعل؟
90
األسئلة
91
المطلب الرابع :القضاء والقدر
92
أوالا :تعريف القضاء والقدر لغة:
.١القضاء لغة :مصدر مأخوذ من قضى يقضي قضاءً ،وهو
الخلق ،وقضى الشيء قضاء ،صنعه وقدره ومنه قوله
تعالى :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ
ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ
ﭥ ﭼ [فصلت.]١ :
93
ثانيا ا :تعريف القضاء والقدر اصطالحا ا:
.١القضاء :وهو علم هللا في األزل باألشياء كلِّها علةى مةا
ستكون عليه في المستقبل( )١ ٦أي أن القضةاء يرجةع إلةى
ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ [الحجر:
)١ينظةةةةر :تحفةةةةة المريةةةةد ،للبةةةةاجوري :ص ،٥١وكبةةةةر اليقينيةةةةات الكونيةةةةة ،للبةةةةوطي: (٦
ص.١٠٠
)١مفاتح الغيب ،للرازي.)١٠٤/١٩( : (٥
)١ينظر :كتاب األربعين في أصول الدين ،للغزالةي :ص ،١٠وتحفةة المريةد ،للبةاجوري: (٣
95
-أفعال اضطرارية:
وهةةةي التةةةي ال قةةةدر َة ل نسةةةان وال اختية َ
ةةار لةةةه فيهةةةا كحركةةةة
المرتعش ،وحركة األمعاء والقلب وغيرهةا مةن األفعةال ،وقةد اتفقةت
()١ ٩
الفرق اإلسالمية على أنها مخلوقة هلل تعالى
-أفعال اختيارية:
ير فيها اإلنسان بين الفعل والترك،
وهي تلك األفعال التي خـ ُ َ
ويكةةةون ل نسةةةان فيهةةةا قةةةدرة واختيةةةار ،كالقيةةةام والسةةةير ،والكةةةالم
والقةةةراءة ،وغيرهةةةا( ،)١٠٠وهةةةذه األفعةةةال محةةةل خةةةالف بةةةين الفةةةرق
اإلسالمية ،هل هي مخلوقة هلل تعالى ،أو يُصدرها اإلنسان نفسه؟
وقةةد اسةةتطاع أهةةل الحةةق أن يكونةةوا مةةذهبا ً وسةةطا ً فةةي هةةذه
القضية بين من قال بالجبر ،وبين من قةال باالختيةار المطلةق ،وذلةك
من خالل نظرية الكسب ،التةي أنزلةت اإلنسةان إلةى واقعةه البشةري؛
فجعلةةوه كاسةةبا ً ألفعالةةه ال خالق ةا ً لهةةا ،عةةامالً بإرادتةةه ،ولكةةن فةةي ظةةل
إرادة هللا تعالى ومشيئته؛ فتوسط أهةل الحةق بةين القدريةة والجبريةة؛
فلم ينفوا االختيار عن أنفسهم بالكلية ،ولم ينفةوا القضةاء والقةدر عةن
هللا تعالى؛ بل قالوا :أفعال العباد من هللا تعالى مةن وجةه ،ومةن العبةد
من وجــه ،وللعــبد حرية االختــيار والكسب؛ فاهلل تعالى خالــق كةل
ةإن جميةةع الموجةةودات ،خلةةق لةةه تعةةالى؛
شةةيء ،وال خـةةـالق سةةواه؛ فة َ
ﭼ [الزمر.] ٦ :
األدلة العقلية:
إن العبةةد لةةةو كةةان موجةةةداً لاشةةياء لكةةةان عالمةةا ً بتفاصةةةيلها،
ضةةرورة أن إيجةةاد الشةةيء بالقةةدرة واالختيةةار ،ال يكةةون إال كةةذلك،
فإن النائم تصدر عنةه أفعةال
والالزم باطل ،أي الواقع أنه ال يعلمهاَ ،
اختيارية ال شعور له بتفاصيلها ،وكذلك الماشي انسانا ً كان أو غيةره
يقطةةع مسةةافة معينةةة فةةي زمةةان معةةين مةةن غيةةر شةةعور لةةه بتفاصةةيل
( )١٠٠ينظر :لمع األدلة ،للجويني :ص ،١٠٥وشرح العقائد النسفية للتفتازاني :ص.١٠٣
99
األسئلة
س -٠لقد استطاع أهل السنة أن يكونوا وسطا بين القدرية والجبرية
وضح ذلك.
س -٤استدل أهل السنة على أن ليس ل نسان إال الكسب وضح ذلك
مع ذكر الدالئل النقلية والعقلية.
91
المبحث الرابع
10
المبحث الرابع
أ -مِن ال َنبأ :وهو الخبر ،تقول :نـَ َبـأ َ ونـَبـا أي :أخبر ومنه قوله تعالى :ﭽ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭼ [النبأ.] - ١ :
ب -من النبوة والنباوة :وهي ما ارتفع من األرض وتحدب وظهر للعيةان
فيكةةةةون النبةةةةي هةةةةو المرتفةةةةع الشةةةةأن علةةةةى غيةةةةره وعلةةةةو ِه ومنزلتةةةةه
العظيمة(.)١٠٤
ت -من النبي :وهو الطريق الواضح ،وبذلك يكون النبي :هو السبيل الواضةح
()١٠٢
لهداية الناس من الضاللة.
( )2ينظر :لسان العرب ،ابن منظور محمد بن مكرم االفريقي المصري ت (711ه )
ط ، 1دار صادر – بيروت ،مادة (نبا) ، 301/15والقاموس المحيط مجد الدين ابو طاهر
محمد بن يعقوب ت (917ه ) ،تحقيق :مكتب التراث ،مؤسسة الرسالة بيروت – لبنان
،ط2005 ،9م1337/1 ،
( )١٠٢ينظر :العين ،أبو عبد الرحمن الخليل بن احمد الفراهيدي ت (١٥٢هـ) تحقيق ،د.مهدي
المخزومي ،د.ابراهيم السامرائي ،نشر وزارة الثقافة واالعالم ،بغداد ،دار الحرية للطباعة
. ٠٣ /٣ ، ١٩٣٢،
11
والمالحظ بأن هذه المعاني اللغوية كلها تجسدت في شةخص األنبيةاء
(عليهم الصالة والسالم) فإنهم طرق الهداية وهم أعلى رتبة من غيرهم
وهم من ينبأهم هللا تعالى فينبؤون غيرهم بما أنبأهم به هللا جل جالله.
-6الرسول ا
لغة:
هةةو الةةذي يتةةابع أخبةةار مةةن سةةبقه ،تقةةول :جةةاءت الخي ة ُل أرسةةاال أي
متتابعة ،وأرسلت فالنا في رسالة فهو مرسل ورسول ،والرسول أيضا
بمعنى الرسالة وسمي الرسول رسوال ألنةه ذو رسةالة ،ولفةظ (رسةول )
علةى وزن (فعةةول ) وهةي مثةةل فعيةل إذ يسةةتوي فيهةا المةةذكر والمؤنةث،
ﭽﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔﮕ
ينظر :العين للفراهيدي ، 06/2،والصحاح للجوهري باب رسل ،252/1،وتاج العروس ()١٠٦
من جواهر القاموس ،محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني أبو النبض الزبيدي ت(1265ه ـ)
تحقيق :مجموعة من المحققين ،دار الهداية47/22 ،
12
ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ
يقتضي المغايرة ،ولو كان النبي مساويا للرسول لمةا عُطةف عليةه وذلةك
ألن نفي أحد المتساويين يستلزم نفي اآلخر.
( )١٠٥اخرج ـ ـ ـ ابـ ـ ــن حب ـ ـ ــان فـ ـ ــي ص ـ ـ ــحيح ،محمـ ـ ــد ب ـ ـ ــن احمـ ـ ــد أب ـ ـ ــو حـ ـ ــات البس ـ ـ ــتي ت
(257ه ـ ـ ـ ـ) ،تحقي ـ ـ ــق :ش ـ ـ ــعيب االرنـ ـ ـ ـ و ،م سس ـ ـ ــة الرس ـ ـ ــالة – بي ـ ـ ــروت 1222، 2 ،
والنه ـ ــي ع ـ ــن المنكـ ـ ــر ، ،كت ـ ــاب الب ـ ــر واالحس ـ ــان ،ب ـ ــاب الص ـ ــدق واالم ـ ــر ب ـ ــالمعرو
جـ ــدا في ـ ـ اب ـ ـراهي بـ ــن ،40/2 ، 201قـ ــال شـ ــعيب االرن ـ ـ و :اسـ ــناد ضـ ــعي حـ ــدي
هشـ ــا ،وهـ ــو ك ـ ـ اب .والهيثمـ ــي فـ ــي م ـ ـوارد الضـ ــم ن إل ـ ـ زوائـ ــد ابـ ــن حبـ ــان – ابـ ــو
الحس ــن ن ــور ال ــدين عل ــي ب ــن اب ــي بك ــر الهيثم ــي ت (764ه ـ ـ) ،تحقي ــق :حس ــين س ــلي ،
دار الثقافـ ـ ـ ــة العربيـ ـ ـ ــة – دمشـ ـ ـ ــق ، 1226 ، 1 ،بـ ـ ـ ــاب الس ـ ـ ـ ـ ال للفائـ ـ ـ ــد ،حـ ـ ـ ــدي
،122/1 ،27وقال الهيثمي :في ابراهي بن هشا وهو ك اب .
13
السنة :أن البعثة :هي لطف من هللا تعالى على عباده وأنها من
()١٠٣
القضايا الجائزة ال الواجبة وال المستحيلة .
ﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ ﭸ
محمـ ــد بـ ــن عبـ ــد الك ـ ـري بـ ــن ابـ ــي بكـ ــر أحمـ ــد ( )١٠٣ينظـ ــر ::الملـ ــل والنحـ ــل ،ابـ ــو الفـ ــت
الشهرس ـ ــتاني ،ت(577ه ـ ـ ـ) ،تحقي ـ ــق :محم ـ ــد س ـ ــيد الكيالن ـ ــي ،دار المعرف ـ ــة – بي ـ ــروت
، 22 /1،وينظـ ـ ـ ــر ::نهايـ ـ ـ ــة االقـ ـ ـ ــدا فـ ـ ـ ــي عل ـ ـ ـ ـ الكـ ـ ـ ــال ،محمـ ـ ـ ــد بـ ـ ـ ــن عبـ ـ ـ ــد الك ـ ـ ـ ـري
الشهرس ـ ــتاني ،مكتب ـ ــة المثنـ ـ ـ – بغ ـ ــداد ،ص . 175وينظ ـ ــر ::االقتص ـ ــاد ف ـ ــي االعتق ـ ــاد
،ابـ ـ ـو حام ـ ــد محم ـ ــد ب ـ ــن محم ـ ــد الغ ازل ـ ــي ،ت( 565هـ ـ ـ ـ) ،وضـ ـ ـ حواش ـ ــي :عب ـ ــد اهلل
محمد الخليلي ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ،ص.167
14
وقوله تعالى :ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ
ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ
١ـــ إن األصل الذي بنوا عليةه هةذه المسةألة وهةو التحسةين والتقبةيح
العقليان أصل فاسد ،ألن العقل ال يدل على حسن شيء وال قبحه في
حكةةةم التكليةةةف وإنمةةةا يتلقةةةى التحسةةةين والتقبةةةيح مةةةن مةةةوارد الشةةةرع
وموجب السمع(. )١٠٩
األدلـة فـي أصـول االعتقـاد ،إمـا الحـرمين أبـو المعـالي عبـد ينظر :اإلرشاد إل قوا ()131
تحقيق :أسعد تمي ،م سسة الكتب الثقافية ،بيـروت ـ لبنـان، الملك الجويني (ت747هـ)،
: 1220 ،2ص. 227
15
ـــ إن تفاوت العقول وتباين األفكار واختالف األغراض والمنةازع
ينتج عنه تضارب اآلراء وتنةاقض المةذاهب وهةذا يفضةي إلةى سةفك
الدماء ونهب األموال واالعتةداء علةى األعةراض وانتهةاك الحرمةات
وبالجملة ينتهي األمةر إلةى تخريةب ال إلةى تنظةيم وال يرتفةع ذلةك إال
برسول يأتي ويفصل الخطاب ويقيم الحجة ويوضح المحجة(.)١٤٠
ينظر :الحكمة من إرسال الرسل ،الشيخ عبد الرزاق عفيفـي ،دار الصـميعي ،الريـاض ـ ()140
16
االسئلة
17
المطلب األول
ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ
ينظر :مختار الصحاح ،محمد بن أبي بكر بن عبـد القـادر الـرازي (ت000ه ـ) ،تقـدي ()141
:د .يحيـ ـ م ـ ـراد ،م سس ــة المختـ ــار -الق ــاهر 1727 ،1 ،هـ ـ ـ ،172/2ولس ــان العـ ــرب:
762/12و . 767
19
ب : -العصمة اصطالحا ا:
عرفها اإليجي بأنها :صفة لانبياء عليهم السالم وهةي بمعنةى أن
ال يخلق هللا تعالى فةيهم ذنبةا ً وهةي ملكةة تمنةع عةن الفجةور وتحصةل
بةةالعلم بمثالةةةب المعاصةةةي ومناقةةةب الطاعةةةات وتتأكةةةد بتتةةةابع الةةةوحي
باألوامر والنواهي واالعتراض علةى مةا يصةدر عةنهم مةن الصةغائر
( )١٤
وترك األولى
العصمة عن الكفر:
اتفةةةق علمةةةاء أهةةةل السةةةنة والجماعةةةة علةةةى أن األنبيةةةاء (علةةةيهم
الصالة والسالم) ،معصومون عن الكفةر قبةل النبةوة وبعةدها ،فةإنهم
11
(عليهم الصالة والسالم) ال يجوز عليهم الكفر في حال الصغر تبعا ً
للوالدين ،ألنهم مؤمنون بةاهلل تعةالى ،عةارفون بةه حقيقةة فةال يجةري
عليهم حكم الكفر تبعا ً للوالدين(.)١٤٤
العصمة عن الكذب:
ينظر :مجموع الفتاوى ،احمد بن عبـد الحلـي الح ارنـي ابـن تيميـة ،تحقيـق :أنـور البـاز ـ ()144
عامر الجزار ،دار الوفاء ،212/7 : 2665 ،2 ،لوامـ األنـوار البهيـة ،267/2 :العقيـد
اإلسـالمية ومـ اهبها ،الـدكتور قح ـان عبـد الـرحمن الـدوري ،كتـاب ناشـرون ،بيـروت ـ لبنـان،
: 2611 ،1ص706و . 701
100
األحكام ،فلو جاز الخلةف فةي ذلةك لكةان نقضةا ً لداللةة المعجةزة وهةو
ممتنع"(.)١٤٢
،725/2 :وينظ ــر :الوس ــيلة ف ــي ش ــرح الفض ــيلة ،الش ــيخ عب ــد الكـ ـري محم ــد المواقـ ـ ()145
101
يفرق العلماء في هذه المسألة بين نوعين مةن الصةغائر ،األولةى:
وهي صغائر الخسة التةي ُتلح ُ
ِةق صةاحبها بالرذائةل كةالتطفيف بتمةرة
أو سةةرقة حبةةةة أو لقمةةة ،والثانيةةةة :وهةةي الصةةةغائر التةةي ال تلحةةةق
صاحبها بالرذائل .
ينظر :شرح المقاصد ،216/2 :وعصمة األنبياء للرازي :ص. 76 ()149
102
والسةالم) قةةد وقعةةوا فةةي المعصةةية ،واقترفةةوا اآلثةةام واألخطةةاء ،ولقةةد
وجه العلماء هذه النصةوص بمةا يتفةق وعقيةدة المسةلمين فةي عصةمة
األنبيةةاء والمرسةةلين علةةيهم السةةالم ،فقةةالوا عنهةةا :إن مةةا نقةةل بطريةةق
خبر اآلحاد فمردود ألن نسبة الخطأ إلى الرواة أهون من نسبته إلةى
األنبيةاء (علةيهم الصةالة والسةةالم) ،وأمةا مةا نقةةل عةن طريةق التةةواتر
فيفسر على أنه نسيان أو أنه حدث قبةل البعثةة وأنةه مةن الصةغائر أو
أنه من قبيل ترك األولى واألفضل(. )١٤٩
العلماء هذه المعصية المنسوبة إلى سيدنا آدم بتوجيهات عدة منها:
ينظــر :أصــول الــدين اإلســالمي ،د .رشــدي محمــد عليــان و د .قح ــان عبــد الــرحمن، ()141
103
-أنها صدرت منه (عليه الصالة والسةالم) عةن نسةيان ودون قصةد
ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ [طه.)١٢٠(]١١٢ :
بالرسالة( .)١٢
ينظــر :الفــت المبــين ،ابــن حجــر الهيتمــي ،احمــد شــهاب الــدين (ت247هـ ـ) ،تحقيــق: ()150
ص. 05
ينظــر :تنزي ـ األنبيــاء عمــا نســب إلــيه حثالــة األءبيــاء ،للشــيخ علــي بــن احمــد الســبتي ()152
األمــوي (ابــن حميــر)(ت017ه ـ) ،تحقيــق :د .محمــد رضـوان الدايــة ،دار الفكــر المعاصــر ـ
بيروت : 1226 1 ،ص .00
104
فقةةد وردت نصةةوص كريمةةة مةةن آيةةات قرآنيةةة وأحاديةةث نبويةةة
توحي بظاهرهةا عةدم عصةمة سةيدنا إبةراهيم (عليةه السةالم) واكتفةي
ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ
ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ
سيدنا إبراهيم (عليه السالم) كان شاكا ً في قدرة هللا تعالى على إحياء
الموتى ،وهذا فهم غير سليم إذ كيف يصدر الشك في قدرة هللا تعالى
من قبله وهةو خليةل الةرحمن وهةو الةذي وضةع أسةس التوحيةد وبنةى
بيتةةه الحةةرام ،ولةةذا فةةإن سةةؤاله هةةذا كةةان لةةه سةةببه الةةذي ال يتعةةارض
وعصمة األنبياء (عليهم السالم)(. )١٢٠
وعلى هذا سار كثير من العلماء إذ يبين (ابن حجر الهيتمي) أن
ﭢﭣ ﭼ أي :بانضةةمام عةةين اليقةةين إلةةى علةةم اليقةةين ،وبةةذلك يتبةةين أن
ينظــر :الحجــاب فــي بيــان األســباب ،لشــهاب الــدين أبــي الفضــل احمــد بــن علــي (ابــن ()153
ـ الــدما 1 ، حجــر العســقالني) ،تحقيــق :عبــد الحكــي محمــد األنــيس ،دار ابــن الجــوزي
. 014/1 : 1224
105
إيمان سيدنا إبراهيم (عليه السالم) على أكمل وجوه اإليمةان وانةه لةم
يخالطةةه أدنةةى وهةةم وأنةةه لةةيس غرضةةه مةةن سةةؤاله عةةن ذلةةك إال ذلةةك
العيان الذي هو أعلى مقامات العرفان(.)١٢٤
ثانيا ا ـ الذكورة ـ
بعث رسوال إلةى الخلةق مةن النسةاء ،وال مةن المالئكةة وهةذا
ظاهر من سياق اآلية(.)١٢٢
106
الملةةك علةةةى هيكلةةةه األصةةةلي ،وفةةي هةةةذه اآليةةةة إشةةةعار بةةةأن
الرسول ال يكون امرأة(.)١٢٦
ثالثا ا :التبليغ
أ :التبليغ لغة من ( َبلَ َغ) وهو الوصول إلى الشةيء ،نقةول :بلغةت إذا
وصلت إليه(.)١٢٥
ب :التبليغ اصطالحا ً :هو إيصةال األحكةام التةي أمةر الرسةل (علةيهم
الصالة والسالم) بتبليغها إلى المرسل إليهم إذ هم مأمورون بالتبليغ،
:-6أقسام البالغ:
ينظر :معج مقاييس اللغة،ابو الحسين احمد بن فارس بن زكريا ،تحقيـق :عبـد السـال ()157
107
قسةةم العلمةةاء المةةوحى بةةه إلةةى رسةةل هللا تعةةالى علةةى ثالثةةة أقسةةام
وهي:
أ -البالغ الواجب :وهو ما أُمروا بتبليغه فلم يكتموا منه حرفا ً ويدل
على ذلك ما جاء في القرآن الكريم من اآليات الكثيرة والتي تبدأ
بكلمة " قل" وهو أمر موجه إلى النبي (عليه الصالة والسالم) بتبليغ
ما يوحى إليه بال زيادة أو نقصان(.)١٢٩
وهناك أدلة عدة تشير إلى أن األنبياء (عليهم الصةالة والسةالم) قةد
بلغوا ما أُمروا بتبليغه بال نقصان ومن هذه األدلة:
ـــ ما جاء عن السيدة عائشة الطهر (رضةي هللا عنهةا وعةن أبيهةا)
أنها قالت ":ولو كان محمداً( )كاتما ً شيئا ً مما أنزل عليةه لكةتم هةذه
اآليةةةةةةةةةةةةةةةة :ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ
ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿﮀﮁ
ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ
ينظر :حاشية البيجوري المسم :تحفة المريد عل جـوهر التوحيـد ،ابـراهي بـن محمـد ()151
بــن احمــد الشــافعي البيجــوري ت()1244ه ،تحقيــق :عبــد اهلل محمــد الخليلــي ،دار الكتــب
االول (1722ه : ) 2661-ص .262 العلمية ،بيروت لبنان،
109
ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ
[األحزاب.)١٦٠(]٠٥ :
ب -الاابالغ االختياااري :وهةةو مةةا ُخ ايةةر فيةةه األنبيةةاء (علةةيهم الصةةالة
والسةةالم) بةةين التبليةةغ وعدمةةه فبلغةةوا بعضةةه وكتمةةوا الةةبعض اآلخةةر
بحسب ما تقتضيه أهلية المبلغ(.)١٦١
(: )0277 أخرجـ البخــاري ،كتــاب التوحيـد ،بــاب :و كــان عرشـ علـ المــاء" ،حــدي ()160
،2022/0ومسـل ،كتــاب اإليمــان ،بــاب معنـ قـول اهلل عــز وجــل ( :ولقــد رآ نزلــة أخــرى)،
(. 152/1 : )144 حدي
ينظــر :تحفــة المريــد ،اب ـراهي بــن محمــد بــن احمــد الشــافعي البيجــوري ،ت ()1244ه، ()161
االول ـ (1722ه- تحقيــق :عبــد اهلل محمــد الخليلــي ،دار الكتــب العلميــة ،بيــروت لبنــان،
. 262 : ) 2661
(،1672/2 ،)2461 أخرج البخاري ،كتاب الجهاد والسير ،باب اسـ الفـرس ،حـدي ()162
ومسل ،كتاب اإليمان ،باب الدليل عل ان من مات عل التوحيد دخـل الجنـة ق عـحا ،حـدي
(. 57/1 ،)26
101
االسئلة
س /٠تكلم على بعض النصوص الموهمة بما يخةرم عصةمة الرسةل
واألنبياء عليهم السالم.
س /٢تكلةةم علةةى صةةفة التبليةةغ ووجوبهةةا فةةي حةةق الرسةةل واألنبيةةاء
عليهم السالم باألدلة النقلية والعقلية.
110
رابعا ا :الصدق
-0األدلة النقلية:
ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ [يونس.]٠٥ :
فهةةذا نفةةي لقةةول مةةن قةةال مةةن قةةريش ":إن محمةةداً يفتةةري القةةرآن
وينسةةبه إلةةى هللا تعةةالى" ،وهةةو تشةةنيع لقةةولهم وإعظةةام لامةةر ،فةةإن
القةرآن الكةةريم هةو المعجةةزة الباقيةة الخالةةدة الدالةة علةةى صةدق النبةةي
( ،)وهو كالم هللا قطعا ً ،وإعجةازه وتحةدي العةرب بةه دليةل علةى
ينظر :العين ،50/5 :ولسان العرب ،122/16 :ومختار الصحاح :ص. 212 ()163
111
ذلك .فمعنى اآلية :ما من شأن القرآن أن يُختلق ويُصاغ من غير هللا
تعالى ألن تميزه بأرقى درجات البالغة والفصاحة وأحكةام تشةريعية
وأخباره من المغيبات وإعجازه العلمي ،كل ذلةك برهةان قةاطع علةى
أن القرآن من هللا تعالى جاء به النبةي ( )الةذي لةم يُعةرف عنةه أنةه
كذب على بشر قط فكيف يُعقل أن يكذب على هللا تعالى؟(.)١٦٤
:-6األدلة العقلية:
أ -إن هللا تعالى إذا اصطفى إنسانا ً بالوحي إليه وكلفه بتبليةغ رسةالته
للناس وزوده بالمعجزة التي تةدل علةى صةدقه وبأنةه رسةول هللا حقةا ً
ومبلغ عنه ،فهل يمكن أن يقبل العقةل أن يكةون قةد اصةطفى لرسةالته
من يكذب عليه بتبليغ أشياء مخالفة لما أمره بتبليغه ،فيحةرف فيةه أو
يبدل؟ وهل يمكن أن يقبل العقل أنه لو كذب هةذا الرسةول علةى ربةه
قبل تأييده بالمعجزة أن يجري هللا تعالى بعد ذلك هذه المعجةزة علةى
يديه ويشهد له بالصدق؟ وهل يُعقل أن يتركه هللا تعالى بعد أن كةذب
هذا الرسول من غير أن يفضح أمره ويبين كذبه؟
ب -علةى فرضةية أنهةم كةذبوا وعةرف النةاس مةنهم ذلةك فنتيجةة ذلةك
انتفاء فائدة الرسالة.
ينظــر :التفســير الوســي ،د .وهبــة بــن مص ـ ف الزحيل ـي ،دار الفكــر ـ دمشــق،1 ، ()164
112
ج -إن الكذب معصةية وهةم معصةومون عنهةا فةإنهم إذا لةم يصةدقوا
للزم الكذب في كالمه تعالى(.)١٦٢
وقد اختص األنبياء (عليهم الصالة والسالم) بهذه الصةفة ألنةه ال
يمكةةةن أن تكةةةون فةةةيهم عيةةةوب َخلقيةةةة أو ُخلقيةةةة تنفةةةر النةةةاس عةةةنهم
واالجتمةةاع بهةةةم أو اتبةةةاعهم والسةةماع لةةةدعوتهم ،كمةةةا إن األمةةةراض
المنفرة كالبرص والجذام وغيرها مةن التشةويه الجسةدي ال يمكةن أن
يكون في أحد من األنبيةاء علةيهم السةالم فةإنهم وإن كةانوا مةن البشةر
تصيبهم العوارض التي تصيب البشر إال أن هللا تعالى قد صانهم من
ينظــر :لوام ـ األن ـوار البهيــة ،264/2 :والعقيــد اإلســالمية وأسســها ،276 :وأصــول ()165
الــدين اإلســالمي ،د .رشــدي عليــان و د .قح ــان الــدوري ،275 :وشــرح النســفية ،د .عبــد
الملك السعدي ،دار األنبار1726 ،2 ،هـ . 105 :
ينظـ ــر :شـ ــرح المقاصـ ــد ،214/2 :والمسـ ــامر شـ ــرح المسـ ــاير :ص ،125والعقيـ ــد ()166
113
العيوب المنفرة وسلمهم من كل األمراض الشائنة التي تجعل النفوس
تنفر عنهم(.)١٦٥
سادسا ا :الفطانـــــــة
: -0تعريف الفطانة ا
لغة واصطالحا ا:
أ : -الفطنة ا
لغة :كالفهم ،تقول :فطن للشيء يفطنُ ف ً
ِطنةة ،وهةي
ضد الغباوة ،ورجل َفطِ ن ،بيان الفطنة ،وقد فطن لهةذا األمةر
يفطن فطنة(.)١٦٣
ب : -الفطنااة اصااطالحا ا :سةةرعة إدراك مةةا يةةراد تعريضةةه علةةى
السةةةةامع وهةةةةي التةةةةيقظ إللةةةةزام الخصةةةةوم وإبطةةةةال دعةةةةاويهم
الباطلةة( . )١٦٩والفطنةةة صةةفة الزمةةة لانبيةةاء (علةةيهم الصةةالة
والسالم) لما يقتضةيه اختصةاص النبةوة بإشةرف أفةراد النةوع
اإلنساني من كمال العقل والذكاء والفطنة وقوة الرأي ولو في
حةةال الصةةبا كعيسةةى ويحيةةى (عليهمةةا السةةالم)( . )١٥٠وبهةةذه
عرف الرسو ُل ما يُلقى إليه مةن الةوحي وبهةا يسةتطيع الصفة َي ِ
أن يحفظ ة ُه وال ينسةةاه ،وبهةةا يسةةتطيع بعةةد ذلةةك أن يبلغةةه كمةةا
أُوحةةي إليةةه وبهةةا يسةةتطيع بعةةد ذلةةك أن يعةةالج أمتةةه بالتربيةةة
الحكيمة والقيادة السليمة على وفق أطباعهم وأخالقهم ،ولذلك
ينظر :لوام األنوار البهية ،204/2 :والنبو واألنبياء ،للصابوني :ص . 56 ()167
ينظر :المواق ،لإليجي ،212/2 :وتحفة المريد ،للبيجوري :ص . 120 ()161
114
فإن هللا تعالى ال يصطفي لرسالته إال من يتمتع بصفة الفطانة
التامةةة والعقةةل الةةراجح ،فلةةو كةةان الرسةةول ناقص ةا ً فةةي عقلةةه
وفطنته مع تكليفه بالرسالة لكان ذلك متنافيا ً مع مبدأ الرسالة،
إذ هي أعفت ناقص العقل عن التكليف ،فكيف يكون الرسول
()١٥١
مكلفا ً بإداء الرسالة؟
وفطانة كبيرة حتى يستطيع بها أن يعرا ف مجادليه بالحق ويقبض في
جدالهم على مغةامز الشةبهات مةنهم ،ثةم يقةنعهم بةأقرب طريةق وألةين
حوار( .)١٥
ينظر :العقيد اإلسالمية وأسسـها ،د .عبـد الـرحمن حبنكـة :ص ،227شـرح النسـفية، ()171
115
ب :-األدلة العقلية:
ــــ ألنهم أرسلوا إللزام الخصوم وإبطال دعاويهم الباطلة ،وال يكون
ذلك من أبله أو مغفل(.)١٥٤
ــــ ألننا مأمورون باالقتداء بهم في األقوال واألفعال والمقتد بةه ال
يكون بليداً (.)١٥٢
116
االسئلة
117
المطلب الثاني
ال تخفى الحكمة العظيمة فةي أن الرسةل مةن البشةر بحيةث تجتمةع
فيهم صفات اإلنس وغرائزهم ليكون في دعوتهم وأفعالهم وأخالقهةم
حجة على المرسل إليهم وليؤكدوا على استطاعة البشر تطبيق أوامر
هللا تعالى واجتناب نواهيه ولو كان الرسل (علةيهم الصةالة والسةالم)
من جةنس المالئكةة لمةا اسةتطاع البشةر أن يأخةذوا عةنهم أو يجتمعةوا
بهم ولكان للناس حجة في عدم االتباع وهو أن يقولوا :هةؤالء الةذين
بعثهم هللا تعالى إلينةا وأُمرنةا بإتبةاعهم ليسةوا مةن جنسةنا إنمةا هةم مةن
جةةنس المالئكةةة وطبيعتنةةا تختلةةف عةةن طبيعةةتهم فهةةم أسةةمى منةةا ُخلقةا ً
وأطهر منا عمالً ،وأكةرم مقامةا ً فةإنهم ال يةأكلون وال يشةربون ولةيس
لهم ميل إلى المعصية ألنهم عباد مكرمون(.)١٥٥
ينظ ــر :النب ــو واألنبي ــاء ،للص ــابوني :ص ،21والعقي ــد اإلس ــالمية ،د .عب ــد ال ــرحمن ()177
119
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ
ﭯ ﭼ [إبراهيم.]١١ :
ومن حكمة هللا تعالى في هذه الصةفة مةا ورد فةي قولةه تعةالى :ﭽ
ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﭼ [األنعام:
ينظـر :شـفاء العليـل فــي مسـائل القضـاء والقــدر والحكمـة والتعليـل ،محمــد بـن أبـي بكــر ()179
بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن القي الجوزية (ت451ه ـ) ،تحقيـق :محمـد بـدر الـدين أبـو
فراس الحلبي ،دار الفكر ـ بيروت1227 ،هـ ،120/1 ،وينظر :شرح النسفية ،د .عبـد الملـك
السعدي :ص. 106
111
بعد أن تعرفنا أن أنبيةاء هللا تعةالى مةن جةنس البشةر فةال بةد مةن أن
يطرأ عليهم ما يطرأ على باقي البشةر مةن العةوارض والتةي ال تخةل
بمنصبهم وال تحط من قدرهم وعلو منزلتهم وعظةيم كةرامتهم ،ومةن
أهم هذه العوارض ما يأتي:
اإلمةةةام اآللوسةةةي :أن النبةةةي ( )قةةةد أُري مةةةا أري فةةةي النةةةوم وإن
الروايات في ذلك كثيرة مشهورة ال يعارضها شيء(.)١٥٩
وقد جاءت آيات عدة تشير إلى أن النبي ( )كان يعتريه بعةض
ﭼ [يس ،]٥٦ :ويذكر اإلمةام اآللوسةي أن المةراد مةن اآليةة نهيةه ()
ينظر :الصحاح ،للجوهري ،240/0 :ومختار الصحاح ،للرازي :ص . 72 ()190
120
عةةن التةةأثر مةةن الحةةزن ،فيكةةون المعنةةى :أنةةه إذا كةةان هةةذا حةةالهم مةةع
ربهم فال تحزن بسبب قولهم على هللا تعالى وعليك ما ال يليق بشةأنه
تعالى وشأنك ،وهذا من باب التسلية له ( )وليس في ذلةك مةا يخةل
بمرتبة النبوة(.)١٣١
الصالة والسالم) وقد ذكةر القةرآن الكةريم ذلةك كقولةه تعةالى :ﭽ ﭑ
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ
)٤السهو والنسيان:
السةةةهو :هةةةو الغفلةةةة والةةةذهول عةةةن الشةةةئ ،يقةةةال :افعةةةل ذلةةةك سةةةهوا
وعفوا)١٣ (.
أما النسيان :فهةو الغفلةة عةن معلةوم فةي غيةر حالةة السةنة( ،)١٣٠وقةد
جاءت النصوص مؤكدة إضافتها لانبياء والمرسلين (عليهم الصةالة
وسلم) عند سهوه في الصالة " :إنما أنا بشةر أنسةى كمةا تنسةون فةإذا
نسيت فذكروني"(.)١٣٤
وقد فرق العلمةاء بةين السةهو والنسةيان فةي حةق األنبيةاء (علةيهم
الصةةالة والسةةالم) فةةإن السةةهو ممتنةةع علةةيهم فةةي األخبةةار البالغيةةة
كقةةولهم :الجنةةة أعةةدت للمتقةةين ،وغيةةر البالغيةةة كقةةام زيةةد ،وجةةائز
علةةيهم فةةي األفعةةال البالغيةةة وغيرهةةا كالسةةهو فةةي الصةةالة ،وأمةةةا
النسةيان فهةو ممتنةةع فةي البالغيةةات قبةل تبليغهةا قوليةةة كانةت ،كالجنةةة
أعدت للمتقين أو فعلية كصالة الضحى ،إذا أمةرهم هللا تعةالى بفعلهةا
ليُقتةةد بهةةم فيهةةا فيجةةوز نسةةيان مةةا ذكةةر مةةن هللا تعةةالى ،وأمةةا نسةةيان
الشةةيطان فمسةةتحيل علةةيهم( .)١٣٢وفةةي ذلةةك يةةذكر اإلمةةام اآللوسةةي أن
النسةةيان الةةذي يكةةون منشةةؤه اشةةتغال السةةر بالوسةةاوس والخطةةرات
الشيطانية فةإن ذلةك ممةا ال يرتةاب مةؤمن فةي اسةتحالته علةى رسةول
هللا( ،)أما في أحكام الشرع فجائز ولكن ال ُي َقرُّ عليه بةل يُعلِمُةه هللا
تعالى به(.)١٣٦
(،150/1 : )222 أخرج ـ البخــاري ،كتــاب الصــال ،بــاب التوج ـ نحــو القبلــة ،حــدي ()194
ومســل ،كتــاب المســاجد ومواض ـ الصــال ،بــاب الســهو فــي الصــال والســجود ل ـ ،حــدي
(. 766/1 : )542
ينظر :تحفة المريد ،للبيجوري :ص . 122 ()195
122
االسئلة
س :٠ما أهم العوارض البشرية التي وقعةت للرسةل واألنبيةاء فصةل
القول فيها.
123
المطلب الثالث
األولى :الكذب :وهو ضد الصدق وهو عدم المطابقة للواقع قوالً أو
فعالً أو اعتقاداً فيستحيل صدور الكذب عن األنبياء ( عليهم الصالة
والسالم ) على سبيل العمد كما أجمع أهل الملل والشرائع كلها،
ويستحيل صدوره على سبيل السهو والنسيان عند أكثر األئمة
األعالم ،وهو المعتمد على ما أفاده المحققون(.)١٣٥
124
وإنما اقتضت ترك سنة كترك التسبيحات في الركوع والسجود(،)١٣٩
ولم يرد عنه صلى هللا عليه وسلم أنه فعل شيئا ً من ذلك إال أن
المكروه تنزيها ً ربما فعله صلى هللا عليه وسلم تعليما ً للجواز كشرب
الماء قائما( )١٩٠ونحوه.
( )١٣٩ترك التسبيح في الركوع والسجود اصال أو نقصه عن الثالثة مكروه كراهة تنزيهة
عند االحناف ،قال االمام زين الدين ابن نجيم الحنفي في كتابه البحر الرائق " فالمراد من
الكراهة في قولهم لو ترك التسبيحات اصال أو نقص عن الثالث فهو مكروه كراهة التنزيه؛
النها في مقابلة المستحب " ا،هـ ،وهذا مما يؤكد على تمسك االمام النابلسي – رحمه هللا
تعالى – بالمذهب الحنفي واعتماده عليه في استدالالته ،اما عند الشافعية فقال الدمياطي
صاحب اعانة الطالبين " واألقرب أنه إن ترك بعض التسبيح حصل له أصل سنتها وإن
ترك الكل وقعت له نفال مطلقا " ا،هـ ؛ واما حكم تركها عند االمام احمد فقوله " :إذا عمد
لشيء من تركها أعاد الصالة وإن كان ساهيا فأرجو " .ينظر :مسائل اإلمام أحمد بن حنبل
رواية ابن أبي الفضل صالح [ ٠٠هـ ٦٦ -هـ] ،أبو عبد هللا أحمد بن محمد بن حنبل بن
هالل بن أسد الشيباني (ت ٤١ :هـ)،الدار العلمية ،الهند (د،ط)(د،ت) ( ،)١٠١ /البحر
الرائق شرح كنز الدقائق ،زين الدين ،المعروف بابن نجيم المصري (ت٩٥٠ :هـ) ،دار
الكتاب اإلسالمي ،ط (د،ت) ( ،)٠٠٠ /١اعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين (هو
حاشية على فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين) ،أبو بكر (المشهور بالبكري)
الدمياطي (ت :بعد ١٠٠هـ) دار الفكر ،ط ١٤١٣ (،١هـ ) (. )٠٠١ / ١
( )١٩٠صح عن النبي صلى هللا عليه وسلم انه نهى عن الشرب قائما ،وصح عنه انه أمر
الذي شرب قائما ان يستقيء ،وصح عنه انه شرب قائما ،والمقصود من الشرب قائما عند
الفقهاء هو لتعلم الجواز كما قال النابلسي -رحمه هللا تعالى -وال بأس ان نوضح رأي كل
مذهب من المذاهب في المسألة ،أما رأي األحناف في الشرب قائما فعدم الكراهة ال دخوله
تحت االستحباب ،أما عند الشافعية فعندهم الشرب قائما بال عذر خالف االولى ،وصوبه
االمام النووي وحمله على كراهة التنزيه ،وعند المالكية ال بأس بالشرب قائما ،وعند
الحنابلة ال يكره الشرب قائما على الصحيح من المذهب .ينظر :اإلنصاف في معرفة
الراجح من الخالف ،علي بن سليمان المرداوي الدمشقي الحنبلي (ت٣٣٢ :هـ) ،دار إحياء
التراث العربي ،ط (د،ت) ( .)٠٠٠ / ٣أسنى المطالب في شرح روض الطالب ،زكريا بن
محمد األنصاري ،زين الدين أبو يحيى السنيكي (ت٩ ٦ :هـ) دار الكتاب اإلسالمي (د،ط)
(د،ت)( ،) ٣ / ٠رد المحتار على الدر المختار ،ابن عابدين ،محمد أمين بن عمر بن
عبد العزيز عابدين الدمشقي الحنفي (ت١ ٢ :هـ) ،دار الفكر،بيروت،ط ( ١٤١هـ )
( ،)١ ٩ / ١الثمر الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني ،اآلبي األزهري (ت:
١٠٠٢هـ) المكتبة الثقافية ،بيروت (د،ط)(د،ت).)٦٩٠ / ( ،
125
والثالثة :كتمان شيء مما أمروا بتبليغه للخلق :أي ألممهم وذلك
ضد تبليغهم لجميع ذلك.
126
األسئلة
127
المبحث الخامس :األحكام المتعلقة بالسمعيات
تمهيد
129
المبحث الخامس :األحكام المتعلقة بالسمعيات
تمهيد
والنقلية ،فهو عالم الغيب الذي يرد أمره إلى هللا تعالى :ﭽ ﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ
ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ
واإلحيةةاء واإلماتةةة ومةةا توعةةد بةةه العصةةاة ومةةا أعةةده ألهةةل طاعتةةه
لتتضح دالالتها في المبحث الخاص باليوم اآلخةر والةذي سةنبينه فةي
مطالب هذا المبحث.
والسةةةةةمعيات مبحةةةةةث يجةةةةةري الحةةةةةديث فيةةةةةه عةةةةةن منةةةةةازل
اآلخةةةرة والتةةةي تبةةةدأ مةةةن عةةةالم البةةةرز وهةةةو منةةةزل اإلنسةةةان بعةةةد
موتةةةه فةةةي قبةةةره وهةةةو مةةةا يسةةةمى بالقيامةةةة الصةةةغر فاإلنسةةةان إذا
مةةا مةةات فقةةد قامةةت قيامتةةه ،وكةةذلك الحةةديث عةةن عالمةةات القيامةةة
121
الكبةةةةةر وأشةةةةةراطها وأهوالهةةةةةا والبعةةةةةث والنشةةةةةور ثةةةةةم العةةةةةرض
والحسةةةاب ثةةةم وزن األعمةةةةال ثةةةم ختةةةام ذلةةةةك بمسةةةتقر النةةةاس فةةةةي
الجنة أو النار.
فاإليمةةةةةةان بةةةةةةاآلخرة أصةةةةةةل إثباتةةةةةةه السةةةةةةمعيات ،كمةةةةةةا إن
الفطةةةر السةةةليمة تشةةةهد بةةةه فهةةةو حقيقةةةة مسةةةتقرة فةةةي نفةةةوس البشةةةر
أجمعةةةةةين مةةةةةا لةةةةةم تحةةةةةرفهم عةةةةةن الفطةةةةةرة السةةةةةليمة الشةةةةةبهات أو
الشةةةةهوات ،والعقةةةةل لةةةةم يحكةةةةم باسةةةةتحالة شةةةةيء مةةةةن تفصةةةةيالت
اليةةةةوم اآلخةةةةر لكنةةةةه قةةةةد يعجةةةةز عةةةةن تصةةةةورها أو إدراك حقيقتهةةةةا
،ومةةةن حكمةةةة هللا تعةةةالى ووحدانيتةةةه أن يتوافةةةق صةةةحيح النقةةةل مةةةن
الوحي مع المنظور في كونه ودالئل قدرته تعالى.
130
المطلب األول :عالم البرزخ ( التعريف -حكم اإليمان به وأدلته).
أوالا :التعريف:
اار َز ُ
خ :حةةةاجز بةةةين شةةةيئين بصةةةورة يمنةةةع اختالطهمةةةا أو ال َبا خ
اندماجهما ويحقق بينهما التمايز ،والميت فةي عةالم ال َبةرت َز ِ فةي حيةاة
بين الحياة الدنيا والحياة اآلخرة ،وهي مدة من الةزمن مةا بعةد مةوت
المخلوق إلى يُبعث الناسُ ليوم الحساب.١٩١
ويعةةد البةةرز اللفةةظ األعةةم فلةةيس كةةل ميةةت يةةدفن فةةي قبةةره،
فيكون عالم البرز تعبيراً عن مدة المكث بين الةدنيا واآلخةرة ،وأمةا
القبةةةر :فهةةةو موضةةةع دفةةةن جسةةةم اإلنسةةةان تحةةةت التةةةراب أو غيةةةره،
وكالهمةةا يعبةةران هةةذه المرحلةةة مةةن حيةةاة اإلنسةةان ،وقةةد ورد ذكةةر
البةرز فةي القةةرآن الكةريم بهةذا المعنةةى عنةد قولةه تعةةالى ،فةي تمنةةي
ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ
وتأكدت الداللة فةي تفسةير هةذه اآليةة الكريمةة حيةث جةاء فةي
معناها :أن البرز عالم يشرف أَهله فِي ِه على ال ُّد تن َيا َواآلخرة ،وسمي
:١٩١ينظر :العين .أبةو عبةد الةرحمن الخليةل بةن أحمةد الفراهيةدي (ت١٥٠ :هةـ) تحقيةق :د
مهدي المخزومي .دار الهالل.)٠٠٣/٤(.
131
بع َذاب تال َقبتر ونعيمه َوأَنه َر تو َ
ضة الجنةة أو ُح تف َةرة َنةار ِباعت تِ َبةار َغالةب َ
تالخلق ،فالمصلوب وميت الحريق َو تال َغريق وأكيل السة َباع والطيةور
لَ ُه من َع َذاب البرز ونعيمه قسطه الذ َت تق َتضِ يه أَعماله َوإِن تنوعت
أَس َباب النعيم َو تال َع َذاب وكيفياتهما .١٩
:٢ال يوجد فيه خلود ،وانما حياة مؤقتة يبعث الناس منها إلى
يوم الحساب.
:١٩ينظةةر :الةةروح .محمةةد بةةن أبةةي بكةةر بةةن أيةةوب ابةةن قةةيم الجوزيةةة (ت٥٢١ :هةةـ).دار
الكتب العلمية – بيروت(.ص.)٥٠
132
ثانيا ا :حكم اإليمان به وأدلته:
اآليةةة الكريمةةة النةةار التةةي يعةةرض عليهةةا أتبةةاع فرعةةون فةةي الصةةباح
والمساء في عالم البرز ،ثم يوم القيامة يدخلوا إلى أشد العذاب في
نار جهنم.
:١٩٠الةروح .محمةد بةن أبةي بكةر بةن أيةوب بةن سةعد شةمس الةدين ابةن قةيم الجوزيةةة (ت:
٥٢١هـ) .دار الكتب العلمية – بيروت.)٥٤/١(.
133
ب آ َبةائ ِِه تمَ ،فأَحت َيةا ُه ُم هللاُ فِةي الة ُّد تن َياُ ،ثةم أَ َمةا َت ُه ُم تال َمو َتة َة التِةي َال بُةدأَصت َال ِ
ان.١٩٤ ان َو َم تو َت َت ِ ِم تن َهاُ ،ثم أَحت َيا ُه تم ل تِل َبعت ِ
ث َي تو َم تالقِ َيا َمةَِ ،ف ُه َما َح َيا َت ِ
وأما السنة النبوية فقد وردت فيها من األخبةار مةا يثبةت عةالم
البرز وأن العبد يكون في هذه الحياة في نعيم أو عذاب لمدة الزمن
جةةةةزا ًء علةةةةى أعمالةةةةه فةةةةي الةةةةدنيا حتةةةةى يبعثةةةةه هللا إلةةةةى الحسةةةةاب
يوم القيامة ،وتضمنت األخبار مسائل متعددة ،وهي كما يأتي:
١٤هةـ - :١٩٤ينظر :تفسير الطبري .محمد بن جرير (ت٠١٠ :هةـ) دار هجةر .ط،١
٠٠١م.) ٩٠/ ٠(.
:١٩٢ينظةةر :المحةةرر الةةوجيز فةةي تفسةةير الكتةةاب العزيةةز .بةةن عطيةةة األندلسةةي .دار الكتةةب
العلمية .ط١٤١٠ .١هـ ـ ١٩٩٠م.)٤٣٩/٢( .
غَريةب الَ َ
:١٩٦الترمذي.) ٠/٤(.رقم الحديث . ٤٦٠:قةال عنةه الترمةذيَ « :هةذا َحةدِيث ِ
َنعت ِرفُ ُه إِال مِنت َه َذا َ
الوجت ِه».
134
ب :وصف سؤال منكر ونكير وفتنة القبرَ :عةنت أَ َنةس َرضِ َ
ةي
العبتة ُد إذا وُ ضِ َةع فِةي صلى هللاُ َعلَيتة ِه َو َسةل َم َقةا َلَ ( : هللاُ َع تنهَُ ،ع ِن الن ِبيِّ َ
ةحا ُب ُه َحتةةى إِن ة ُه لَ َيست ة َم ُع َقةةرت َع ن َِعةةال ِِه تم ،أَ َتةةاهُ ةب أَصت ة َ َق تبة ِةرهَِ ،و ُتةةوُ لِّ َي َو َذ َهة َ
ةل م َُحمةةد ةت َتقُةةو ُل فِةةي َهة َةذا الر ُجة ِ ةانَ ،فأ َ تق َعةةدَ اهَُ ،ف َيقُةةوالَ ِن لَة ُهَ :مةةا ُك تنة َ
َملَ َكة ِ
صلى هللاُ َعلَ تي ِه َو َسل َم؟ َف َيقُو ُل :أَ تش َه ُد أَن ُه َع تب ُد هللاِ َو َرسُولُهَُ ،ف ُي َقا ُل :ا تن ُ
ظرت َ
صةلى الجنةةَِ ،قةا َل الن ِبةيُّ َ ار أَبتدَ لَ َك هللاُ ِب ِه َم تق َع ًدا مِة َن َ
ِك م َِن الن ِ إلى َم تق َعد َ
هللاُ َعلَ تي ِه َو َسل َمَ " :ف َي َرا ُه َما َجمِيعًاَ ،وأَما ال َكةافِ ُر -أو ال ُم َنةاف ُِق َ -ف َيقُةو ُل:
تةت،١٩٥ تةت َوالَ َتلَي َت أَقُو ُل َما َيقُو ُل النةاسُ َ ،ف ُي َقةا ُل :الَ دَ َري َ الَ أَ تد ِريُ ،ك تن ُ
ضةةرت َب ًة َب ةي َتن أ ُ ُذ َن تي ةهَِ ،فيَصِ ةةي ُح َ
ص ةي َتح ًة ُثةةم يُضت ة َةربُ ِبم ت
ِط َر َقةةة ِمةةنت َحدِيةةد َ
تن .١٩٩)١٩٣وأمةةا وجةةه االسةةتدالل بالحةةديث َيست ة َم ُع َها َمةةنت َيلِية ِه إِال الث َق َل ةي ِ
ةةةو َمة ت
ةةةذ َهب أهةةةةل ال اسةةةةنة ةةةذاب تال َق تبةةةةرَ ،و ُهة َ
الشةةةةريف هةةةةو إثبةةةةات َعة َ
َو تال َج َم َ
٠٠
. اعة
:4األدلاااة علاااى وجاااود عاااالم البااارزخ مااان اجمااااع علمااااء
المسلمين:
وأما ما ورد في اإلجماع فمنها ما يأتي:
أ :ما أثبته اإلمام األعظم أبو حنيفاة النعماان بان ثابات رحماه تعاالى
بسؤاله واختباره ل إثبات اإليمان أو عدمه لكل انسانَ ( :فقةل أتةؤمن
َ (:١٩٥تلَيتتَ :أَصت لُ ُه َتلَ توتَ أي َال َف ِه تمتَ َو َال َق َرأتتَ القرآن َوا تل َمعت َنى َال د ََريتتَ َو َال ات َبعت ةتَ مةن
تيد ِري) .فتح الباري شرح صحيح البخاري .أحمد بن علي بن حجةر أبةو الفضةل العسةقالني.
دار المعرفةة -بيةروت١٠٥٩ ،هةـ.رقةم كتبةه وأبوابةه وأحاديثةه :محمةد فةؤاد عبةد البةاقي/٠(.
.) ٠٩
(:١٩٣الثقلين :األنس والجن).المصدر نفسه.
:١٩٩صحيح البخاري.)٩٠/ (.رقم الحديث.١٠٠٣:
: ٠٠عمةدة القةاري شةةرح صةحيح البخةةاري .بةدر الةدين العينةةي (ت٣٢٢ :هةـ) .دار إحيةةاء
التراث العربي -بيروت .)١٤٢/٣(.
135
ِب َع َذاب تال َقبتةر َوم َنكِةر َو َنكِيةر وبالقةدر َخيةره وشةره مةن هللا َت َعةالَى َفةإِن
َقا َل نعم َفقل لَة ُه أمةؤمن أَ تنةت َفةإِن َقةا َل َال أَ تد ِري َفقةل لَة ُه َال دَ ريةت َو َال
٠١
فهمت َو َال أفلحت)
ب :ما أورده اإلمام الغزالي رحمه تعالى من إجماع في إثبات
عذاب القبر ،فقال في ذلك( :وأما عذاب القبر فقد دلت عليه قواطع
الشرع إذ تواتر عن النبي صلى هللا عليه وسلم وعن الصحابة
رضي هللا عنهم باالستعاذة منه في األدعية واشتهر قوله عند
ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ
ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ
: ٠١الفقةةه األكبةةر .أبةةي حنيفةةة النعمةةان بةةن ثابةةت (ت١٢٠ :هةةـ) .دار الفرقةةان -اإلمةةارات
العربية.ط١٤١٩ ،١هـ ١٩٩٩-م(.ص.)١٢٥
: ٠االقتصاد في االعتقاد .أبو حامد الغزالةي (ت٢٠٢ :هةـ).دار الكتةب العلميةة ،بيةروت.
ط ١٤ ٤ ،١هـ ٠٠٤ -م(.ص.)١١٥
136
ألنه ال عهد له به في هذه الدار ،والشرع ال يأتي بما يحيله المعقول،
ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول ،فإن عود الروح إلى الجسد ليس
على الوجه المعهود في الدنيا ،بل تعاد الروح إليه إعادة غير اإلعادة
٠٠
.وكل هذه األدلة ظاهرة في وجود عالم البرز المألوفة في الدنيا
وإثباته باألدلة القطعية والواردة الينا بتواتر األخبار التي جاءت في
القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وما ظهر لنا من إجماع
العلماء بعدهما بما سمعوا من األدلة الواردة في الوحي.
: ٠٠شةةرح العقيةةدة الطحاويةةة .محمةةد ابةةن أبةةي العةةز الحنفةةي (ت٥٩ :هةةـ).تحقيةةق :أحمةةد
شاكر.ط ١٤١٣ ١هـ.)٢٥٣/ ( .
137
االسئلة
س :٢ما العالمات التي امتاز بها عالم البرز عن عالمي الدنيا
واآلخرة.
139
المطلب الثاني :أشراط الساعة
ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ
ﰈﰉﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏﰐﰑ ﰒ
131
اس إلى
ُوق الن َ عِيسىَ ،و َنار َتس ُ
َ َوال ُّد َخانُ َ ،والدجالَُ ،والداب ُةَ ،و ُن ُزو ُل
ير ِة تال َع َر ِ
ب). ٠٤ ج َيأتجُو َج َو َمأتج َ
ُوجَ ،و َخست ف فِي َج ِز َ تال َمحت َ
ش ِرَ ،و ُخرُو ُ
ت َغيتر ال َمأتلُو َف ًةة ،منهةا ُ
س ِمةنت َم تغ ِر ِب َهةا، طل ُ َ
ةوع الشةمت ِ فهذه تاآل َيا ِ ِ
اوي ِة. َعلَى خ َِالفِ َعادَ تِ َها تال َمأتلُو َف ِة م َِن تاآل َيا ِ
ت الس َم ِ
عِيسى َعلَ تي ِه الس َالمُ م َِن الس َما ِء َ ،و َك َذل َِك َ َواما الدجالُ َو ُن ُزو ُل
ج الداب ِة ِب َش تكل َغ ِريب َغي ِتر َمأتلُوف، ُوجَ ،،و ُخرُو ُ ُوج َو َمأتج َ
ُخرُو ُج َيأتج َ
َ ُثم م َُخ َ
ارج َعنت ان أو تال ُك تف ِر َفأمت ر َخ ِ اس َو َوست ُم َها إِيا ُه تم ِب ت ِ
اإلي َم ِ اط َب ُت َها الن َ
ت تاألَرت ضِ ي ِة. ٠٢ ت .وهذه م َِن تاآل َيا ِ اري تال َعادَ ا َِم َج ِ
والصنف الثاني :الفتن التي تسبق قيام الساعة وال تتوقف
معها التوبة:
ومنها هذا الصنف في وقوع القتل وانتشاره وبيع اآلخرة
صلى هللا ُ َعلَ تي ِه َو َسل َم أنه قال: بعرض قليل من الدنياَ ،عنت َرسُولُ هللاِ َ
اع ِة أَيامُ تال َهرت ِج ،أَيام َي ُزولُ فِي َها تالع تِل ُمَ ،و َي تظ َه ُر فِي َها ( َبي َتن َيدَ يِ الس َ
ش :تال َق تت ُل)، ٠٦ ان تال َح َب ِ ُوسى " :تال َهرت ُج ِبل َِس ِ تال َج ته ُل " َف َقا َل أَبُو م َ
ات َعالِم َي تنقُصُ تالع تِلمُ و( َمعت َناه أَن تالع تِل َم َيرت َتفِ ُع ِب َم تو ِ
ت تال ُعلَ َما ِء َف ُكل َما َم َ
ِبال ِّنست َب ِة إلى َف تق ِد َحا ِملِ ِه َو َي تن َشأ ُ َعنت َذل َِك تال َج تهلُ بِ َما َك َ
ان َذل َِك تال َعالِ ُم
: ٠٤الجةامع .معمةر بةن أبةةي عمةرو األزدي(ت١٢٠ :هةـ)(.منشةةور كملحةق بمصةنف عبةةد
الرزاق) المكتب اإلسالمي بيروت .ط ١٤٠٠،هـ.)٠٥٥/١١(.رقم الحديث. ٠٥٩١ :
: ٠٢شرح العقيدة الطحاوية .مصدر سابق.)٥٢٣ / (.
: ٠٦مسند أحمةد بةن حنبةل( .ت ٤١ :هةـ) .تحقيةق :شةعيب األرنةاؤوط .مؤسسةة الرسةالة.
ط ١٤ ١ ،١هةةةـ ٠٠١ -م .) ٤٤ /٥(.رقةةةم الحةةةديث .٤١٣٤ :قةةةال شةةةعيب األرنةةةاؤوط :
(إسناده صحيح على شرط الشيخين).
140
َي تن َف ِر ُد ِب ِه َعنت َبقِي ِة تال ُعلَ َما ِء) ،وكذلك َقا َل َرسُولُ هللاِ َ
٠٥
صلى هللاُ َعلَ تي ِه
َو َسل َمَ ( :بي َتن َيدَيِ السا َع ِة فِ َتن َكق َِط ِع اللي ِتل تالم تُظل ِِم ،يُمت سِ ي الر ُج ُل فِي َها
م تُؤ ِم ًنا َويُصت ِب ُح َكافِرً اَ ،ويُصت ِب ُح م تُؤ ِم ًنا َويُمت سِ ي َكافِرً اَ ،ي ِبي ُع أَ َح ُد ُه تم دِي َن ُه
ِب َع َرض م َِن ال ُّد تن َيا َقلِيل). ٠٣
: ٠٥تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي .أبةو العةال محمةد عبةد الةرحمن بةن عبةد الةرحيم
المباركفور (.ت١٠٢٠ :هـ).دار الكتب العلمية – بيروت.)٠٦٣ /٦(.
: ٠٣كتاب الفتن .أبو عبد هللا نعيم بن حماد (ت ٣ :هةـ) .تحقيةق :سةمير أمةين الزهيةري.
مكتبة التوحيد – القاهرة.ط١٤١ ،١هـ(.)٠١/١(.رقم الحديث.)١٠:
141
األسئلة
142
المطلب الثالث :الساعة والبعث والحشر والنشر
هذا المطلب توجد فيه مسائل متعددة كلها محددة بيوم القيامة وأهواله
الكبر ،وهي كاآلتي:
:١الساعة :هي اليوم الرهيب الذي يشهد فيه العالم اضطرابا ً كبيراً
وتغيرات كونية ويهلك هللا تعالى كل مخلوق خلقه وصوره ،وال
ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ
ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ
: ٠٩تفسير مقاتل بن سليمان .أبو الحسن مقاتل بةن سةليمان (ت١٢٠ :هةـ)تحقيةق :عبةد هللا
محمود شحاته .دار إحياء التراث – بيروت.ط ١٤ ٠ .١هـ.)٥١٣ /٠(.
143
ﮌﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗﮘ
: ١٠التفسةةير الحةةديث [حسةةب ترتيةةب النةةزول] .دروزة محمةةد عةةزت .دار إحيةةاء الكتةةب
العربية – القاهرة.ط١٠٣٠ :هـ.) ٦٢ /٤(.
: ١١ينظر :بحةر العلةوم .أبةو الليةث نصةر بةن محمةد بةن إبةراهيم السةمرقندي .دار الفكةر–
بيروت.) ٠ /٠( .
144
.٥الصةةةاخة ﭽ ﯶ ﯷ ﯸ ﭼ [عةةةبس .]٠٠ :فهةةةذه أبةةةرز أسةةةمائها
ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ
ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ
لحكمة هللا تعالى ،ليبقى العبد دائم التوبة واإلنابة إلى ربه ،ولذلك ال
ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ
: ١٦سنن أبي داود( .ت ٥٢ :هـ) تحقيق :محمد محيي الدين عبد الحميد .المكتبة
العصرية ،بيروت.) ٠٦/٤(.رقم الحديث.٤٥٤ :
: ١٥النكت والعيون .أبو الحسن علي بن محمد الماوردي (ت٤٢٠ :هـ).تحقيق :السيد
ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم .دار الكتب العلمية -بيروت /لبنان.)١٠٢/٢(.
147
ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ [النمل ،]٣٥ :قال المفسارون:
[المؤمنونَ .]١٦ :و َي توم تال َبعت ث :هو َي توم تال ِق َيا َمةة ِألَن النةاس يبعثةون مةن
قبةةةورهم ،وينتقلةةةون مةةةن علةةةم البةةةرز إلةةةى الةةةدار اآلخةةةرة للجةةةزاء
١
والحساب.
ونجةةد أن القةةرآن الكةةريم قةةد رد علةةى الكةةافرين زعمهةةم بعةةدم
ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﭼ [التغابن.] ٥ :
: ٠جامع البيان في تأويل القرآن .محمد بن جرير أبو جعفر الطبري (ت:
٠١٠هـ).تحقيق :أحمد محمد شاكر .مؤسسة الرسالة
ط ١٤ ٠ ،١هـ ٠٠٠ -م.)72/11(.
: ١ينظر :جمهرة اللغةة .أبةو بكةر األزدي (ت٠ ١ :هةـ) .دار العلةم للماليةين – بيةروت.
ط١٩٣٥ ،١م.) ٦٠/١(.
141
البعةةةث كةةةائن ال محالةةةة ،وأقسةةةم هللا تعةةةالى الةةةذي بةةةرأ الخلةةةق
وأنشأهم من العدم على ذلةك ،وليحاسةبن العبةاد علةى أعمةالهم الكثيةر
. والقليل ،وذلك هين عليه يسير
والسنة النبوية المطهرة بينت البعث وذكرت في ذلةك فائةدتين
وهما اآلتي:
:0النبي صالى هللا علياه وسالم أول مان ينشاق عناه القبار:
جاء عن أَبُي ه َُري َتر َة رضي هللا عنةهَ ،قةا َلَ :قةا َل َرسُةو ُل هللاِ َ
صةلى هللاُ
َعلَ تي ِه َو َسل َم« :أَ َنا َس ِّي ُد َولَ ِد آدَ َم َي تو َم تال ِق َيا َمةَِ ،وأَو ُل َمنت َي تن َش ُّق َع تن ُه تال َق تبرُ،
ث َمنت َقب ِتر ِه َو َيحت ض َُر َوأَو ُل َشافِع َوأَو ُل ُم َشفع»( . ٠أَيت :أَو ُل َمنت ُيب َتع َ
فِي تال َمحت َش ِر). ٤
:6القرآن الكريم يكون شافعا ا ألهله في يوم البعث :عن َعبتد
صلى هللاُ َعلَ تي ِه ت َجالِسًا عِ تندَ الن ِبيِّ َ هللاِ بتن ب َُريتدَ َةَ ،عنت أَ ِبي ِه َقا َلُ :ك تن ُ
ُور َة تال َب َق َرةِ؛ َفإِن أَ تخ َذ َها َب َر َكة َو َترت َك َها
َو َسل َم َف َس ِمعت ُت ُه َيقُو ُلَ « :ت َعلمُوا س َ
اع ًةُ ،ثم َقا َل" : ت َس ََحست َرةَ ،و َال َيست َتطِ ي ُع َها تال َب َطلَ ُة»َ .قا َل :ثُم َس َك َ
ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ
: ٢مسةند أحمةةد بةةن حنبةةل( .ت ٤١ :هةةـ) مؤسسةةة الرسةةالة.ط ١٤ ١ ،١هةةـ ٠٠١ -م.
( .)٤١/٠٣رقم الحديث. ٩٢٠ :
ان :المنيرتانُ .ي َقال لكل ُمنِير َزاهِر .والزهرة :ا تلب َياض هتر َ ِ
او ( : ٦البطلة :الس َح َرة)( .الز َ
َ َ
النير)( .الغمامة والغمام :ا تلغَ يتم تاأل تب َيضَ ،وسمي غماما ِألن ُه يغم الس َماء)( .الغياية :كل َشيت ء
قطعة من الشيت ء " ،فرقان " أظل اإلنسان َفوق َرأسه مثل السحابة والغبرة)( .ا تلفرق :ا تل َ
ت ُ ت
ارئ َها) (.أَظ َمأت َ
ت
ك فِي ال َه َوا ِج ِر :شدة قطعتان) ( .صواف :أي مصطفة متضامه لتظلل َق ِ
عطش الصائم وقت الظهيرة)* كشف المشكل من حديث الصحيحين .جمال الدين أبو الفرج
عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (ت٢٩٥ :هـ) .تحقيق :علي حسين البواب .دار
الوطن – الرياض.)١٢٠ /٤(.
: ٥تاج العروس من جواهر القاموس .محماد بن محماد مرتضى ،الزبيدي (ت:
١ ٠٢هـ).) ٠/١١(.
: ٣االقتصاد في االعتقاد .أبو حامد الغزالي (ت٢٠٢ :هـ) ..دار الكتب العلمية ،لبنان.
ط ١٤ ٤ ،١هـ ٠٠٤ -م(.ص.)١١٦
151
ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ
ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ [مريم:
: ٩ينظر :بحر العلوم .أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (ت:
٠٥٠هـ).)٠٣٥ / (.
: ٠٠الكشف والبيان عن تفسير القرآن .الثعلبي (ت٤ ٥ :هـ).إحياء التراث العربي،
لبنان.ط ،١٤ . ١هـ ٠٠ -م.) ٠١/٦(.
: ٠١صحيح مسلم.) ١٢٠/٤(.رقم الحديث. ٥٩٠:
152
ةاض مائلةة إلةى يصف الحةديث أرض المحشةر بأنهةا َغيتة ُر َشةدِيدَ ِة تال َب َي ِ
ِيق تال َم تن ُخةو ُل تال ُم َنظةفُ َو تالقُرت َ
صة ُة لَةي َ
تس فِي َهةا َعلَةم تالحُمت َرةَِ ،و النقِيِّ الةدق ُ
ِألَ َحد ،فليس فيها أَ تبنِ َي َة أو عالمات . ٠
ب :وصف الناس في أرض المحشر :عن اب َتن َعباس رضي
صلى هللاُ َعلَ تي ِه َو َسل َم َيقُو ُل« :إِن ُك تم ُمالَقُو هللا عنهما ،قال َس ِمعت ُ
ت الن ِبي َ
.يحشر الناس ُح َفاة ِب َال نعل َو َال خةف هللاِ ُح َفا ًة ع َُرا ًة ُم َشا ًة ُغرت ًال»
٠٠
َو َال َشيت ء بأَرجُلهم ،و ع َُرا ًة وال ثوب يسترهم ،و ُم َشا ًة ُغرت ًال الذِي لم
يختنَ ،و تال َم تقصُود :أَنهم يحشرون َك َما خلقُوا أول مرا ة ،ويعةادون َك َمةا
َكا ُنوا فِي ِاال تبتِدَ اء َال يفقةد َشةيت ء مِة تنهُمَ ،حتةى الغرلةةَ :وه َُةو َمةا يقطعة ُه
خ َتان من ذكر الص ِبي. ٠٤ تال ِ
:٢العرض والحساب :هو عرض األعمال على العباد فيقرره هللا
تعالى بها ،على صورة مفردة عن بقية العباد ،ثم يحاسبه هللا تعالى
على عمله ويجزيه عنها.
وقد بين القرآن الكريم هذه الصورة الرهيبة من انفرادية
ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ
ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ
: ٠ينظر :مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح .المال علي القاري (.)٠٢١٠ /٣
: ٠٠صحيح البخاري.)١٠٩/٣(.رقم الحديث.٦٢ ٤ :
: ٠٤ينظر :عمدة القاري شرح صحيح البخاري .بدر الدين العيني(ت٣٢٢ :هـ).دار
إحياء التراث العربي -بيروت (.)١٠٦ / ٠
153
ﰎ ﰏ ﭼ [األنعام ،] ٩٤ :وثبتت المالئكة أعمال العباد فتعرض
ﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊﮋ
ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﭼ
: ٠٢ينظةةر :الوسةةيط فةةي تفسةةير القةةرآن المجيةةد .أبةةو الحسةةن الواحةةدي ،النيسةةابوري (ت:
٤٦٣هـ).تحقيق :الشيخ عادل أحمد عبد الموجود .دار الكتب العلميةة ،بيةروت – لبنةان.ط،١
١٤١٢هـ ١٩٩٤ -م.)١٢ /٠(.
: ٠٦الترمذي(. )٦١٥/٤(.رقم الحديث.) ٤ ٢:
154
وتوبيخ واعتراف ،وأما الثالثة :ففيها تنشر الكتب فيأخذ الفائز كتابه
ﮑ ﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ
ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﭼ [االنشقاق.] ١٢ - ٦ :
: ٠٥الكشةةاف .أبةةةو القاسةةم محمةةةود بةةن عمةةةر الزمخشةةري .دار إحيةةةاء التةةراث العربةةةي –
بيروت .تحقيق :عبد الرزاق المهدي.)٦٠٦/٤(.
155
األسئلة
س :١عرف الساعة وبين أهم ما ورد في إثباتها في القرآن الكريم.
156
المطلب الرابع :بعض أحوال يوم القيامة
في هذا المطلب نتعرف أبرز أحوال يوم القيامة وأحداثها
والذي تظهر فيها كرامة المؤمن وتتضح فيه عقوبة الكافر والمنافق،
وبتسلسل االحداث ندرس هذا المطلب وهي كاآلتي:
:0الحوض
الحوض حق ثابت في الكتاب والسنة النبوية المطهرة ،حيث
جاء في السنة النبوية ما يشير إلى أن الكوثر الوارد ذكره في القرآن
فعنت أَ َنس رضي هللا عنهَ ،قا َلَ ( :ب تي َنا َرسُولُ ِ
هللا الكريم هو الحوضَ ،
ات َي توم َبي َتن أَ تظه ُِر َنا إذ أَ تغ َفى إِ تغ َفا َء ًة ُثم َر َف َع صلى هللاُ َعلَ تي ِه َو َسل َم َذ َ َ
ت َعلَي آنِ ًفا هللا َقا َل« :أ ُ تن ِزلَ تك َيا َرسُو َل ِ َر تأ َس ُه ُم َت َب ِّسمًاَ ،فقُ تل َناَ :ما أَضت َح َك َ
ص ِّل اك تال َك تو َث َرَ .ف َ ُورة» َف َق َرأَِ :بست ِم هللاِ الرحت َم ِن الرح ِِيم {إِنا أَعت َط تي َن َ س َ
ِّك َوا تن َحرت .إِن َشانِ َئ َك ه َُو تاألَ تب َت ُر} ُ ،ثم َقا َل« :أَ َت تدر َ
٠٣
ُون َما ل َِرب َ
تال َك تو َثرُ؟» َفقُ تل َنا هللاُ َو َرسُولُ ُه أَعت لَ ُمَ ،قا َلَ " :فإِن ُه َنهتر َو َعدَ نِي ِه َربِّي َعز
َو َجلَ ،علَ تي ِه َخيتر َكثِير ،ه َُو َح توض َت ِر ُد َعلَ تي ِه أُمتِي َي تو َم تالقِ َيا َمةِ ،آنِ َي ُت ُه
ُوم. ٠٩)..... َعدَ ُد ال ُّنج ِ
صةةلى هللاُ َعلَيتةة ِه َو َسةةل َم: هللا بتةةنُ َعمتةةروَ :قةةا َل الن ِبةةيُّ ََقةةا َل َعبتةة ُد ِ
ِةن اللة َب ِنَ ،و ِري ُحة ُه أَ تط َيةبُ ِمة َةن ةيرةُ َشةهترَ ،مةاؤُ هُ أَ تبة َيضُ م َ
« َح توضِ ةي مَسِ َ
. ٤
ب ِم تن َها َفالَ َي تظ َمأ ُ أَ َب ًدا»
ُوم الس َما ِءَ ،منت َش ِر َِيزا ُن ُه َك ُنج ِ
ال ِمست كِ َ ،وك َ
: ٤٠أيلة :هي مدينة العقبة اليوم (األردن) .وفي تبوك ورد صاحب أيلة على رسول هللا،
وأعطةةاه الجزيةةة ..المعةةالم األثيةةرة فةةي السةةنة والسةةيرة .محمةةد بةةن محمةةد حسةةن ُشةةراب .دار
القلم ،الدار الشامية -دمشق -بيروت.ط ١٤١١ .١هـ(.ص.)٤٠:
: ٤١صحيح مسلم(.)١٥٩٣/٤(.رقم الحديث.) ٠٠٠:
: ٤صةحيح البخةاري .محمةد بةن إسةماعيل أبةو عبةدهللا البخةاري الجعفةي .المحقةق :محمةد
زهيةةر بةةن ناصةةر الناصةةر .دار طةةوق النجةةاة .الطبعةةة :األولةةى١٤ ،هةةـ ()١١٩/٣رقةةم
الحديث.٦٢٥٩:
: ٤٠مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح.)٠٢٠٦ /٣(.
159
:6الشفاعة
والشةةةفاعة مةةةن أعظةةةم َمةةةا احت ةةةتج ب َهةةةا َوقةةةد َجةةةا َء اثباتهةةةا فةةةي
واآل َثةةةةار َعةةةن َرسُةةةول هللا والشةةةةفاعة فِةةةي تال َمعت ُهةةةةود
القةةةرآن الكةةةريم ت
والمتعةةةةالم مةةةةن األمةةةةر تكةةةةون عِ تنةةةةد زالت يست ةةةة َت توجب ب َهةةةةا المقةةةةت
والعقوبةةةةةةةة فيعفةةةةةةةى َعةةةةةةةن مرتكبهةةةةةةةا بشةةةةةةةفاعة األخيةةةةةةةار َوأهةةةةةةةل
٤٤
. ضا
الرِّ َ
ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ
: ٤٤ينظر :التوحيد .محمةد بةن محمةد بةن محمةود ،أبةو منصةور الماتريةدي (ت٠٠٠ :هةـ)
المحقق :د .فتح هللا خليف .دار الجامعات المصرية – اإلسكندرية(.ص.)٠٦٢
: ٤٢التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج .د .وهبة الزحيلةي .دار الفكةر المعاصةر
– دمشق.ط ١٤١٣ ،هـ.)١٩/ ٤(.
: ٤٦صحيح مسلم (.)١٣٩/١(.رقم الحديث.)١٩٩:
151
أن جعل له أن يدعوه فيما أحبا من األمور ويبلغه أمنيته ،فيدعو في
٤٥
ذلك وهو عالم بإجابة هللا له.
ةةول هللاِ
ةةع َر ُسة ِةةجعِيِّ َ ،قةةةا َلُ :كنةةةا َمة َ ةةن َمالِةةةك تاألَ تشة َ
َعةةةنت َعة تةةوفِ تبة ِ
ةةت أَ تطلُةةبُ الن ِبةةةي صةةلى هللاُ َعلَيتةة ِه َو َسةةةل َم فِةةي َسةةة َفرَ ،ف َن َز تل َنةةا لَ تيلَ ً
ةةةَ ،فقُمت ة ُ َ
ةةن َج َبةةةلَ ،وأَ َبةةةا ةةاذ تبة َت م َُعة َ صةةةلى هللاُ َعلَ تيةةة ِه َو َسةةةل َم َفلَةةة تم أَ ِ
جة تةةدهَُ ،و َو َجة تةةد ُ َ
تةةةةن َرسُةةةةو ُل هللاِ ةةةةت :أَي َ ةةةةك؟ َفقُ تل ُ
اج ُت َ ةةةةاالَ :مةةةةا َح َ ةةةةع ِري َف َق َ ُوسةةةةى تاألَ تش َم َ
ةةك إذ صةةةلى هللاُ َعلَ تيةةة ِه َو َسةةةل َم؟ َف َقةةةا َلَ :ال َنة تةةد ِريَ ،ف َب تي َنةةةا َنحت ةةةنُ َعلَةةةى َذلِة َ َ
ةث أَنت َجةةا َء ِير الر َحةةاَ ،فلَةة تم َن تل َبة ت َ
َس ة ِمعت َنا فِةةي أعت لَةةى تال َةةوادِي َه ة ِديرً ا َك َهةةد ِ
اك الل تيلَةةة َة، صةةةلى هللاُ َعلَ تيةةة ِه َو َسةةل َمَ ،فقُ تل َنةةةاَ :يةةةا َرسُةةو َل ِ
هللاَ ،ف َقة تةةد َن َ الن ِبةةيُّ َ
ةةةون أُمتِةةةةيَف َقةةةةا َل« :إِنةةةة ُه أَ َتةةةةانِي آت ِمةةةةنت َر ِّبةةةةي َف َخي َرنِةةةةي َبةةةةي َتن أَنت َت ُكة َ
اع َة» َ ،فقُ تل َنةةاَ :يةةات الش ة َف َ اعةَِ ،ف ت
ةةاخ َترت ُ ةط َر أهةةل تال َجن ةةَِ ،و َبةةي َتن الش ة َف ََشة ت
اعةَِ ،ف َقةةةةةا َل« :الل ُهةةةةةم هللا أَنت َيجت َعلَ َنةةةةةا ِمةةةةةنت أهةةةةةل الشةةةةة َف َ
َن ِبةةةةةي هللاِ تاد ُع َ
اجت َع تل ُه ة تم ِمةةنت أَهت لِ َهةةا» ُ ،ثةةم أَ َت تي َنةةا تال َق تةةو َم َفأ َ تخ َبرت َنةةا ُه تم َف َقةةالُواَ :يةةا َرسُةةو َل
اعت َِكَ ،ف َقةةةا َل« :الل ُهةةةم اجت َع تل ُهةةة تمهللا أَنت َيجت َعلَ َنةةةا ِمةةةنت أهةةةل َشةةة َف َ هللاِ ،تاد ُع َ
ُ ِمةةةنت أَهت لِ َهةةةا» ُثةةةم َقةةةا َل َر ُسةةةو ُل هللاِ َ
صةةةلى هللاُ َعلَ تيةةة ِه َو َسةةةل َم« :أ تشة ِ
ةةه ُد ُك تم
ك ِباهللِ َش تي ًئا». ٤٣ ات َال ُي تش ِر ُ
اعتِي لِ ُك ِّل َمنت َم َ أَن َش َف َ
اختار رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الشفاعة ألمته يوم
القيامة ،وادخر تلك الدعوة لهم ،وذلك من عظيم رحمته بهذه األمة
: ٤٥شةةرح صةةحيح البخةةاري .ابةةن بطةةال أبةةو الحسةةن علةةي بةةن خلةةف بةةن عبةةد الملةةك (ت:
٤٤٩هةةـ) .تحقيةةق :أبةةو تمةةيم ياسةةر بةةن إبةةراهيم .مكتب ةة الرشةةد .الريةةاض.ط ١٤ ٠ ،هةةـ -
٠٠٠م.)٥٤/١٠(.
: ٤٣الجةةةةةامع .معمةةةةةر بةةةةةن أبةةةةةي عمةةةةةةرو األزدي(.منشةةةةةور كملحةةةةةق بمصةةةةةنف عبةةةةةةد
الرزاق)(. )٤١٠/١١(..رقم الحديث.) ٠٣٦٢ :
160
،وهي الشفاعة العظمى التي يبدأ بعدها الحساب ،ثم شفاعته ألمته
في أن يشملهم هللا تعالى بعفوه ومغفرته لكل من مات ولم يشرك باهلل
شيئا ً ،وكل ذلك من فضله هللا تعالى ومنته.
:4وزن األعمال
أعمال العباد توزن يوم القيامة لتكتسب بها درجات في الجنة
بهم بدركات في النار للعصاة والكفار للمؤمنين ،أو تترد
والمنافقين ،وهذا الميزان يضبطه عدل هللا تعالى على المجرمين
ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ
تعالى :ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ
ﮭ ﭼ [األعراف.] ٩ :
161
بعالمةةةةةات يراهةةةةةا النةةةةةاس يةةةةةوم القيامةةةةةة .والثالاااااث :أنةةةةةه موازنةةةةةة
الحسنات والسيئات بميزان له كفتان ،قاله الحسن وطائفة.
واختلةةةةف مةةةةن قةةةةال بهةةةةذا فةةةةي الةةةةذي يةةةةوزن علةةةةى ثالثةةةةة
أقوال:
أحااادها :أن الةةةذي يةةةوزن هةةةو الحسةةةنات والسةةةيئات بوضةةةع
إحةةةةداهما فةةةةي كفةةةةة واألخةةةةر فةةةةي كفةةةةة ،قالةةةةه الحسةةةةن والسةةةةدي.
والثاااااني :أن الةةةةذي يةةةةوزن صةةةةحائف األعمةةةةال ،فأمةةةةا الحسةةةةةنات
والسةةةيئات فهةةةي أعمةةةال ،والةةةوزن إنمةةةا يكمةةةن فةةةي األجسةةةام ،قالةةةه
عبةةةد هللا بةةةن عمةةةر .والثالاااث :أن الةةةذي يةةةوزن هةةةو اإلنسةةةان ،قالةةةه
٤٩
. عبيد بن عمير
وقةةةد بينةةةت السةةةنة النبويةةةة المطهةةةرة فضةةةل هللا تعةةةالى علةةةى
ةةاص رضةةةي هللا
العة ِ
ةةن َ عبةةةاده المةةةؤمنين ،عةةةن َع تبةةةد هللاِ تبةةةن َعمت ة ِ
ةةرو تبة ِ
صةةةةلى هللاُ َعلَ تيةةةة ِه َو َسةةةةل َم " :إِن َ
هللا عنهمةةةةاَ ،يقُةةةةو ُلَ :قةةةةا َل َر ُسةةةةو ُل هللاِ َ
ُ َسةةةةي َُخلِّصُ َر ُجة ً
الخ َالئِة ِ
ةةةق َية ت
ةةةو َم القِ َيا َمةةةة ِة ُوس َ ةةةال ِمةةةةنت أمتِةةةةي َعلَةةةةى ُرء ِ
صة ِةرُ ،ثةةم ج ٍّل م تِث ة ُل َم ة ِّد ال َب َ ِين سِ ة ً ش ة ُر َعلَ تي ة ِه تِست ة َةع ًة َوتِست ةع َ
ج اال ُك ة ُّل سِ ة ِ ِ َف َي تن ُ
ون؟ َف َيقُةةو ُلَ :ال ِظ َ الحةةاف ُ ةةك َك َت َبتِةةي َ َيقُةةو ُل :أَ ُت تنكِةة ُر ِمةةنت َه َةةذا َش ة تي ًئا؟ أَ َظلَ َم َ
ةةك ُعةةة تذر؟ َف َيقُةةةو ُلَ :ال َيةةةا َربِّ َ ،ف َيقُةةةو ُلَ :بلَةةةى إِن َيةةةا َربِّ َ ،ف َيقُةةةو ُل :أَ َفلَة َ
تةةك ال َي تةةو َمَ ،ف َت تخةة ُر ُج بِ َطا َقةةة فِي َهةةةا: ةةك عِ تنةةدَ َنا َح َسةة َن ًةَ ،فإِنةة ُه َال ُ
ظ تلةة َم َعلَي َ لَ َ
أَ تشةةة َه ُد أَنت َال إِلَةةة َه إِال هللاُ َوأَ تشةةة َه ُد أَن م َُحمة ًةةدا َع تبةةة ُدهُ َو َر ُسةةةولُهَُ ،ف َيقُةةةو ُل:
الب َطا َقةةةةة ُة َمة َ
ةةةةع َهةةةةة ِذ ِه ضةةةةةرت َو تز َنة َ
ةةةةكَ ،ف َيقُةةةةةو ُلَ :يةةةةةا َربِّ َمةةةةةا َهةةةةة ِذ ِه ِ احت ُ
:3الصراط :جسر ممدود على نار جهنم يمر فوقه الناس أجمعين
فيسقط الظالم لنفسه ويتجاوزه المقتصد بالطاعات مع تعثره ،ويفوز
ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ [مريم- ٥١ :
،] ٥جاء َعنت أَبِي َسعِيد تال ُخ تد ِريِّ رضي هللا عنه أنه قالُ ( :ثم
ون :اللهُم َسلِّ تمَ ،سلِّ تم
اع ُةَ ،و َيقُول ُ َ يُضت َربُ تال ِ
جست ُر َعلَى َج َهن َمَ ،و َت ِ
ح ُّل الش َف َ
جست رُ؟ َقا َل " :دَحت ض َم ِزلة ،فِي ِه هللاَ ،و َما تال ِ " قِي َلَ :يا َرسُو َل ِ
ش َو تي َكة يُ َقا ُل لَ َها
َو َك َاللِيبُ َو َح َسك َت ُكونُ ِب َنجت د فِي َها ُ َخ َطاطِ يفُ
الرِّيح،
ِ تنَ ،و َك تال َبرت ِقَ ،و َك
ون َك َطرت فِ تال َعي ِ
َف َي ُم ُّر تالم تُؤ ِم ُن َ السعت دَ انُ ،
اوي ِد تال َخي ِتل َوالرِّ َكابَِ ،ف َناج م َُسلمَ ،و َم تخ ُدوش مُرت َسل، َو َكأ َ َج ِ َو َكالطي ِتر،
َو َم تك ُدوس فِي َن ِ
٢١
. ار َج َهن َم)
ةةةو تال َم توضِ ةةةة ُع الةةةةذِي
َوالةةةةدحت ضُ َو تال َم َزلةةةة ُة ِب َمعت ًنةةةةى َواحِةةةةد َو ُهة َ
ةةز ُّل فِيةةة ِه تاألَ تقةةةدَ ا ُم َو َال َتست ةةة َتقِرُّ ،أَمةةةا تال َخ َطةةةاطِ يفُ َف َجمت ةةة ُع ُخطةةةاف مةةةن
َتة ِ
: ٢٠سةنن الترمةذي .محمةد بةن عيسةى بةن َس تةورة بةن موسةى بةن الضةحاك ،الترمةذي ،أبةو
عيسةى (ت ٥٩ :هةـ).تحقيةق وتعليةق :أحمةد محمةد شةاكر .شةركة مكتبةة ومطبعةة مصةطفى
البةةةةةابي الحلبةةةةةي – مصةةةةةر .ط ١٠٩٢ ،هةةةةةـ ١٩٥٢ -م.) ٤/٢(.رقةةةةةم الحةةةةةديث. ٦٠٩:
قال الترمذيَ « :ه َذا َحدِيث َح َسن غ َِريب»
: ٢١صحيح مسلم.)١٦٥/١(.رقم الحديث.١٣٠:
163
الخطةةةف واألخةةةذ بشةةةدة َو تال َك َاللِيةةةبُ ِب َمعت َنةةةاهُ َوأَمةةةا تال َح َسةةة ُ
ك َف ِب َفةةة تت ِح َ ُهة َةةو
صةةةلى هللاُ َعلَ تيةةة ِه َو َسةةةل َمَ ( :ف َنةةةاج صة تةةلب ِمةةةنت َحدِيةةةد وأمةةةا َق تولُةةة ُه ََشة تةةوك ُ
ةةةار َج َهةةةن َم) َمعت َنةةةاهُ أَنهُةةة تم
م َُسةةةلم َو َم تخةةة ُدوش مُرت َسةةةل َو َم تكةةة ُدوس فِةةةي َن ِ
ةةال َوقِست ةةةم ي تُخةةةدَ شُ ُثةةةم ثالثةةةة أقسةةةام قسةةةم يسةةةلم فةةةال ينالةةةه شةةةيء أَصت ة ً
يُرت َسةةة ُل َفةةةي َُخلصُ َوقِست ةةةم ُي َكةةةرت دَ سُ َوي تُل َقةةةى َف َيست ةةةقُ ُ
ط فِةةةي َج َهةةةن َم ،فهةةةةو
صةةةةةراط علةةةةةى جهةةةةةنم تكةةةةةون الكالليةةةةةب علةةةةةى جانبيةةةةةه تضةةةةةرب
العصةةةةاة فيتسةةةةاقطون فةةةةي نةةةةار جهةةةةنم ،ويمةةةةر المؤمنةةةةون كطةةةةرف
العةةةةةين بسةةةةةرعتهم أي كغمضةةةةةة عةةةةةين وانفتاحهةةةةةا ،أو كاإلضةةةةةاءة
فةةةةةةي السةةةةةةماء بةةةةةةالبرق ،وكةةةةةةالريح وهكةةةةةةذا كمةةةةةةا بينةةةةةةه الحةةةةةةديث
٢
. الشريف
:الجزاء :هو مقام الناس لالقتصاص بينهم في المظالم والحقوق
التي لهم أو عليهم ،فبعد تجاوزهم الصراط ونجاتهم من السقوط في
نار جهنم ،تأتي مرحلة دفع المظالم ،ألن هللا تعالى اشترط أن ال
يدخل الجنة اال الطيب ،والمظالم تمنع وتحجب هذا الوصف عن
ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ
: ٢ينظر :المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج .أبو زكريا محيي الدين يحيى بن
شرف النووي (ت٦٥٦ :هـ) .دار إحياء التراث العربي – بيروت.ط ١٠٩ ،هـ/٠(.
.) ٩
164
ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﭼ [الزمر .]٥٠ :حشروا إلى
٢٠
. دخول الجنة جماعة جماعة
َسعِيد ال ُخ تد ِري رَضِ َي هللاُ َع تنهُ، وجاء في السنة النبوية أَن أَ َبا
ون م َِن َو َسل َمَ « :ي تخلُصُ الم تُؤ ِم ُن َ صلى هللاُ َعلَ تي ِهَقا َلَ :قا َل َرسُو ُل هللاِ َ
ارَ ، ٢٤ف ُي َقصُّ لِ َبعت ضِ ِه تم الجن ِة َوالن ِ ُون َعلَى َق تن َط َرة َبي َتن َ ارَ ،فيُحت َبس َ الن ِ
ت َب تي َن ُه تم فِي ال ُّد تن َياَ ،حتى إذا ه ُِّذبُوا َو ُنقُّوا أُذ َِن لَهُ تم
ِمنت َبعت ض َم َظالِ ُم َكا َن ت
الجنةَِ ،ف َو الذِي َن تفسُ م َُحمد ِب َي ِدهَِ ،ألَ َح ُد ُه تم أَهت َد ِب َم تن ِزلِ ِه فِي ول َ فِي ُد ُخ ِ
ان فِي ال ُّد تن َيا». ٢٢
الجن ِة ِم تن ُه ِب َم تن ِزلِ ِه َك َ
َ
:2الجنة والنار
أ :الجنة....
الجنة منزل الفائزين في عبادة رب العالمين ،فهي أمل العباد
أن يكرمهم هللا تعالى بدار الخلد في الجنة قال تعالى :ﭽ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ
ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ آل[عمران:
: ٢٠ينظر :الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره ،وأحكامةه ،وجمةل مةن
فنون علومه .أبو محمد مكي بن أبي طالب َحماةوش بةن محمةد بةن مختةار القيسةي القيروانةي
ثةم األندلسةي القرطبةي المةالكي (ت ٤٠٥ :هةةـ) .تحقيةق :جامعةة الشةارقة.ط ١٤ ٩ ، ١هةةـ -
٠٠٣م.)٦٠٣٩ /10(.
ُصرح ِبأَن تِ تل َ
ك القنطرة َبين ا تلجنة َوالنار ،مُست َتقلة غير مُتصِ ةلَة بالصةراط). الحدِيث م َ
َ ( : ٢٤
عمدة القاري.) ٣٢ /١ (.
: ٢٢صحيح البخاري .)١١١/٣(.رقم الحديث.٦٢٠٢:
165
ار َوأ ُ تد ِ
خ َل ،]١٣٢ظفر بالخير ونجا من الشرِّ ( َمنت ُزحت ِز َح َع ِن الن ِ
ُور) ألن العيش في هذه فازَ ،و َما تال َحياةُ ال ُّد تنيا إِال َمتا ُع تال ُغر ِ
تال َجن َة َف َق تد َ
الدار الفانية ،يغرُّ اإلنسان بما يُم ِّنيه من طول البقاء وهو ينقطع عن
قريب ،6 2وهناك بعض المسائل التي ترسم لنا صورة واضحة
عنها نعرف بها وهي:
-أبوابها....
بين القرآن الكريم العديد من أوصافها وأن أبوابها مفتحة لمن
ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﭼ [ص.] ٢٠ :
ت َع تدن
قال الرازي رحمه هللا تعالى في معنى قوله تعالىَ { :جنا ِ
ُم َفت َح ًة لَهُ ُم تاألَب َتوابُ } ،ثالثة وُ جُوه:
ان إذا َرأَ توا ج َن ِِين ِب تال ِ ون تال َمعت َنى أَن تال َم َالئِ َك َة تالم َُوكل َ خاألَ َّول ُ :أَنت َي ُك َ
ِب تال َجن ِة َف َتحُوا لَ ُه أَب َتوا َب َها َو َحي توهُ ِبالس َال ِمَ ،ف َي تد ُخ ُل َك َذل َِك َمحت فُو ًفا
صاح َ َ
ِب تال َم َالئِ َك ِة َعلَى أَ َع ِّز َحال َوأَجت َم ِل َه تي َئة.
اب ُكل َما أَ َرا ُدوا ا تنفِ َت َ
اح َها ا تن َف َت َح ت
ت لَهُ تمَ ،و ُكل َما ال َّثانِي :أَن ت تِل َك تاألَب َتو َ
أَ َرا ُدوا ا تنغ َِال َق َها ا تن َغلَ َق ت
ت لَهُ تم.
: ٢٦الوجيز في تفسير الكتاب العزيز .أبو الحسن علي الواحدي ( ،ت٤٦٣ :هـ) .دار
القلم ،بيروت.ط ١٤١٢ ،١هـ(.ص.) ٤٥:
166
ك تال َم َساك ِِن ِبالس َِّعةَِ ،وم َُسا َف َرةُ ِث :تالم َُرا ُد ِمنت َه َذا تال َف تت ِحَ ،وصت فُ ت تِل َ
ال َّثال ُ
: ٢٥مفاتيح الغيب .فخر الدين الرازي (ت٦٠٦ :هـ) .دار إحياء التراث العربي –
بيروت.ط ١٤ ٠ - ٠هـ.)٤٠ / ٦(.
: ٢٣صحيح مسلم.)٥١١/ ( .رقم الحديث.١٠ ٥ :
167
-وصفها....
كذلك رسم القرآن الكريم صورة واضحة عن وراثة الجنة
تكون لمن كان من أهل اإليمان وتقو هللا ،قال تعالى :ﭽ ﯼ ﯽ
لفظ تقواهم كما يبقى على الوارث مال مورثه ،والوراثة أقو
يستعمل في التملك واالستحقاق من حيث إنها ال تعقب بفسخ وال
استرجاع ،وال تبطل برد وال إسقاط .وقيل يورث المتقون من الجنة
٢٩
المساكن التي كانت ألهل النار لو أطاعوا زيادة في كرامتهم)
وجاء وصف أنهارها ومائها وظلها في اآليات الكريمة:
ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ [الرعد:
: ٢٩أنةوار التنزيةةل وأسةةرار التأويةةل .ناصةر الةةدين أبةةو سةةعيد عبةد هللا بةةن عمةةر بةةن محمةةد
الشةةيرازي البيضةةاوي (ت٦٣٢ :هةةـ).تحقيةةق :محمةةد عبةةد الةةرحمن المرعشةةلي .دار إحيةةاء
التراث العربي – بيروت.ط١٤١٣ -١هـ.)١٢/٤(.
: ٦٠ينظر :زاد المسير في علم التفسير .جمال الدين أبو الفةرج عبةد الةرحمن بةن علةي بةن
محمةةد الجةةوزي (المتةةوفى٢٩٥ :هةةـ).تحقي ةق :عبةةد الةةرزاق المهةةدي .دار الكتةةاب العربةةي –
بيروت.ط ١٤ -١هـ.)٤٩٣ / (.
169
ﭽ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ
ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ
[محمد.] ١٢ :
ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ يعنةةةي :غيةةةر
متغير وال منتن ،أسن المةاء وأجةن إذا تغيةر طعمةه وريحةه ،ﭽ ﮒ
يعني :لةيس فيهةا حموضةة وال مةرارة ولةم تدنسةها األرجةل بالةدوس
وال األيةةدي بالعصةةر ولةةيس مةةن شةةرابها ذهةةاب عقةةل وال صةةداع وال
ليس فيه شمع كعسل الدنيا ولم يخرج مةن بطةون النحةل حتةى يمةوت
فيةةه بعةةض نحلةةه بةةل هةةو خةةالص صةةاف مةةن جميةةع شةةوائب عسةةل
٦١
. الدنيا)
: ٦١لبةةاب التأويةةل فةةي معةةةاني التنزيةةل .عةةالء الةةةدين الخةةازن (ت٥٤١ :هةةـ).دار الكتةةةب
العلمية – بيروت.ط١٤١٢ - ١هـ.)١٤٠ /٤(.
161
-بيوتها ،طعامها ،شرابها ،خزنتها ،أبوابها.....
القرآن الكريم بين منازل المؤمنين ووضح وصفها بطريقة
مشوقة ،وذكر أصناف طعامهم وشرابهم ونعيمهم الجنة ،وذلك في
مواضع متعددة في القرآن الكريم ،ولخصوصية سورة الواقعة التي
بينت منازل المؤمنين على درجتين ،وهما السابقون ثم من بعدهم
أ صحاب اليمين وكرامتهم عند هللا تعالى في الجنة عظيمة لحسن
عملهم ومسابقتهم إلى األعمال الصالحة ،فالصنف األول :السابقون
٦
. إلى اإليمان ،والجهاد ،والطاعات الس ِابقُ َ
ون إلى الجنة
ﯭﯮﯯ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ
ﭚ ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤ ﭥﭦﭧ
ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳﭴ
ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ [الواقعة١٠ :
ﮟﮠﮡ ﮢﮣ ﮤﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪﮫ
ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ [الواقعة.] ٤٠ - ٥ :
ب :النار....
النار منزل العصاة والكفار والمنافقين توعدهم هللا تعالى بها
لذنوبهم ،فهي منزلهم عقوبة جزا ًء بمعصيتهم وكفرهم باهلل تعالى،
-أبوابها ....ب اين القرآن الكريم العديد من أوصافها وان أبوابها
الضاللة ،ثم الكفر ملل مختلفة ،ثم يجتمعون غدا في العقوبة وهم
٦٤
. زمر مختلفون ،لك ال دركة من دركات جهنم قوم مخصاون
ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬﯭ ﯮﯯ
ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯﯰﯱ ﯲﯳ ﯴﯵ ﯶﯷ
ﯸﯹﯺﯻ ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄ
ﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍ ﭑﭒ ﭓﭔ
ﭕ ﭖﭗﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ [الواقعة.] ٢٦ - ٤١ :
أحدهما :منعمون.
الثاني :مشركون .
174
الثاني :أنها اإلبل التي يواصلها الهيام وهو داء يحدث
عطشا ً فال تزال اإلبل تشرب الماء حتى تموت .
الثالث :أن الهيم اإلبل الضوال ألنها تهيم في األرض ال تجد
ما ًء فإذا وجدته فال شيء أعظم منها شربا ً .الرابع :أن شرب الهيم
هو أن تمد الشرب مرة واحدة إلى أن تتنفس ثالث مرات ،فوصف
شربهم الحميم بأنه كشرب الهيم ألنه أكثر شربا ً فكان أزيد عذابا ً.
175
األسئلة
176
ثبت المصادر والمراجع
190
-٩شرح جوهرة التوحيد ،للشيخ ابراهيم بن محمد الباجوري،
تحقيق :عبدالسالم عبدالهادي شنار ،دار البيروتي ،دمشق،
ط ٠٠ ،١م.
شرح تنقيح الفصول ،البن حلول أحمد بن -١٠
عبدالرحمن ،طبعة تونس.
شرح الصاوي على جوهرة التوحيد ،للشيخ أحمد بن -١١
محمد المالكي الصاوي.
صحيح مسلم بشرح النووي ،دار الخير١٩٩٦ ،م. -١
العقيدة اإلسالمية :أركانها – حقائقها – مفسداتها ،د. -١٠
مصطفى سعيد الخن ،و د .محمد الدين مستو ،دار ابن كثير،
دمشق ،ط ٠٠٠ ،٤م.
العقيدة اإلسالمية :أركانها وآثارها على الفرد -١٤
والمجتمع ،أ .د .أحمد محمد أحمد الحلبي ،دار الكتاب
الجامعي ،دولة اإلمارات العربية المتحدة ،ط ٠١٠ ،١م.
العقيدة اإلسالمية الميسرة ،د .محمد عياش الكبيسي، -١٢
دار السالم ،دمشق ،ط ٠٠٩ ،١م.
علم المنطق :المفاهيم والمصطلحات ،أ .د .محمد -١٦
حسن مهدي بخيت ،عالم الكتاب الحديث ،األردن ،ط،١
٠١٠م.
العقيدة اإلسالمية ومذاهبها ،أ .د .قحطان عبدالرحمن -١٥
الدوري ،دار العلوم ،األردن ،ط ٠٠٥ ،١م.
191
لسان العرب ،ابن منظور ،دار صادر ،بيروت. -١٣
لوامع األنوار البهية وسواطع األسرار األثرية ،محمد -١٩
بن أحمد السفاريني ،المكتب اإلسالمي ،بيروت ،ط،٠
١٩٩١م.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ،ابن عطية، - ٠
مؤسسة دار العلوم ،قطر ،ط١٩٣ ،١م.
المدخل إلى دراسة الشريعة اإلسالمية ،د .عبدالكريم - ١
زيدان ،مؤسسة الرسالة ،بيروت.
نهاية السول شرح منهاج الوصول ،عبدالرحيم بن -
الحسن االسنوي ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،ط١٩٩٩ ،١م.
192