Professional Documents
Culture Documents
زبدة التحقيق
في التقليد و التلفيق
1
المقدمة .
بسم هللا الرحمن الرحيم
الحمد هلل رب العالمين وأفضل الصالة وأتم التسليم على سيدنا محمد المبعوث
هادياً ومعلماً ورحم ًة وكاف ًة للناس أجمعين وبعد :
وفي هذا البحث الذين بين أيدينا نتحدث عن موضوع مهم جداً وهو موضوع
كبير جداً في القديم والحديث بين
جدل ٌالتقليد والتلفيق ،وموضوع التقليد ثار حوله ٌ
مؤزد ومعارض ،وحال لبعضهم أن يقسم أهل السنة والجماعة إلى مذهبية و ال
مذهبية ،بل أبعد آخرون من هواة التفرزق بين المسلمين فذهب إلى أن أتباع
المذاهب من الفرق الضالة الخارجة عن أهل السنة والجماعة .
في المقابل ظهر من ينافح عن تقليد المذاهب ويعتبر الخروج عنها من أخطر
البدع التي تهدد الررزعة اإلسالمية .
وبعيداً عن الضوضاء التي أحدثها هؤالء أو هؤالء ارتأيت أن أضع القضية في
مييان علم األصول ،وأعتمد على آراء الفحول من األصوليين من كل المذاهب
المؤزدة لهذا الموضوع أو المحاربة له ،و أن أعرض آراء كل فرزق بموضوعية ،
ثم أقوم بالمقارنة والترجيح العلمي بعيداً عن التعصب ألحد .
2
متأخر ،اختلف فيه
ٌ أما بالنسبة للتلفيق بين المذاهب اإلسالمية فهو موضوعٌ
المتأخرون بين مبيح وحاظر ،والصحيح أن التلفيق ٌ
جائي بضوابط سنذكرها في
هذا البحث .
ومن الكتب المميية التي ناقرت الموضوع كتاب عمدة التحقيق في التقليد والتلفيق
للعالمة محمد سعيد الباني رحمه هللا ،وقد استفدت منه كثي اًر في هذا البحث ،
كما استفدت من إعالم الموقعين البن القيم و القول المفيد في أدلة االجتهاد
والتقليد للروكاني وهما من خصوم التقليد ،وعلى الجانب اآلخر رجعت إلى
الكثير من كتب األصول األمهات كالمستصفى للغيالي واإلحكام لآلمد والبحر
المحيط لليركري وغيرها ،ومن الكتب الحديثة كتاب أصول الفقه اإلسالمي
للدكتور وهبة اليحيلي ،وأصول الفقه للعالمة أبو يهرة ،والمهذب من علم أصول
3
عظيمة ،ونعتبر من دالئل نمو الفقه وحياته ،و دليل على سعة أفق علمائنا
العظام ،وتفانيهم في خدمة الررزعة الغراء .
كما أن على المقلد أن يطهر نفسه من التعصب الذميم للمذهب ،فليست المذاهب
تجيئ ًة لإلسالم ،وليست أدياناً ناسخ ًة له ،وانما هي وجو في تفسير الررزعة
وفهمها ،كما أن علينا احترام وتبجيل علماء المذاهب وتنيلهم منايلهم ونتأدب
معهم ،وندعو لهم ونعتقد أنهم مأجورون أخطؤوا أم أصابوا .
هذا وقد قسمت البحث الذ بين أيدينا إلى مبحثين :
في المبحث األول :تحدثت عن تعرزف التقليد واالتباع ،وعن تارزخ التقليد
ومتى ظهر ،و عن مجال التقليد ،ثم تحدثت عن مذاهب العلماء جواي التقليد
من عدمه ،كما تعرضت ألدلة خصوم التقليد ومؤزديه ،وخلصت إلى ترجيح
التفصيل في القضية ،ثم ذكرت أنواع التقليد ،و رروط المفتي المقَلد .
وفي المبحث الثاني :تحدثت عن التلفيق تعرزفه وتارزخه ومجاله وأدلة المجويزن
له ،ثم عرجت لضوابط جواي التلفيق وضوابط األخذ بأيسر المذاهب .
وفي الخاتمة ذكرت ملخصاً لما تم عرضه خالل هذا البحث .
هذا وأسأل هللا تعالى أن يعينني ويسدد خطا في هذا البحث ،وأن يجنبي اليلل
في القول والعمل ،إنه ولي ذلك والقادر عليه .
اإلمارات – العين
4
املبحث األول :تعريف التقليد واترخيه وجماله وحكمه وأنواعه
،ومذاهب العلماء فيه.
املطلب األول :تعريف التقليد واالتباع .
أو ًال :تعريف التقليد .
-3أو هو قبول قول القائل من غير معرفة من أين قاله من كتاب أو سنة أو
قياس. 3
-4قال أبو عبد هللا بن خواي منداد المالكي ( :التقليد معنا في الررع الرجوع
إلى قول ال حجة لقائله عليه ،وذلك ممنوعٌ منه في الررزعة ،واالتباع :ماثبت
عليه حجة) .4
-1ينظر :المستصفى من علم األصول :اإلمام الغزالي ،ج ، 2ص ، 462مؤسسة الرسالة ،ط1997 ، 1م .
-2ينظر :إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم األصول :محمد بن علي الشوكاني ،ج ، 2ص،1082دار الفضيلة ،
2000م .
-3البحر المحيط في أصول الفقه :بدر الدين الزركشي ،ج ، 6ص ، 270وزارة األوقاف ،الكويت ،ط1992 ، 2م.
-4ينظر :إعالم الموقعين عن رب العالمين :محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية ،تحقيق مشهور آل سلمان ،ج، 3
ص ، 464دار ابن الجوزي ،ط1423 ، 1هـ .
5
وقال في موضع آخر ( :كل من اتبعت قوله من غير أن يجب عليك قبوله بدليل
يوجب ذلك فأنت مقلد ،والتقليد في دين هللا غير صحيح ،وكل ما أوجب الدليل
عليك اتباع قوله فأنت متبعه ،واالتباع في دين هللا مسوغٌ ،والتقليد ممنوعٌ ). 5
و يقول اإلمام الغيالي رحمه هللا ( :وليس ذلك طرزقاً إلى العلم ال في األصول وال
في الفروع ). 6
مما سبق يمكننا أن نعرف التقليد كما يلي ( :التقليد هو أخذ قول القائل من
بناء على المصلحة
قياس أو ً
ٍ كتاب أو سن ٍة أو
غير معرفة من أين قاله من ٍ
المرسلة أو سداً للذريعة أو استصحاباً لألصل أو.....إلى غير ذلك من أدلة
األحكام ) .
من التعرزف السابق نستنتج أن األمور التالية تخرج عن حقيقة التقليد وهي:7
عمل مبني على الحجة ،وهي األدلة الدالة
-1العمل بقول هللا تعالى؛ ألنه ٌ
ٌ
على وجوب اإليمان به وبمالئكته وكتبه ورسله.
-2العمل بقول الرسول -صلى هللا عليه وسلم-؛ فإنه مبني على الحجة
ٌ
القاطعة ،وهي أمر هللا باتباع رسوله والعمل بما جاء به.
قائم على الحجة ،وهي داللة كتاب
عمل ٌ -3العمل بقول أهل اإلجماع؛ فإنه ٌ
هللا تعالى ،وسنة رسوله -عليه الصالة والسالم -على وجوب العمل بقولهم.
-4عمل القاضي برهادة الرهود والحكم بها؛ فإنه مبني على ما ورد في
الكتاب والسنة ،ودل عليه اإلجماع ،من وجوب الحكم بها إذا وقعت مستوفية
ألركانها ورروطها.
عرفنا قبل قليل أن التقليد هو قبول قول الغير من غير حجة ،
أما االتباع :فهو سلوك التابع طرزق المتبوع وأخذ الحكم من الدليل
بالطرزق التي أخذ بها متبوعه ، 8فاالتباع :هو أن تأخذ أو تعمل بقول أو عمل
أوجبه الدليل عليك ،وذلك كأن تأخذ بما جاء في القرآن الكرزم ،أو عن النبي
صلى هللا عليه وسلم ،وكأن يأخذ القاضي بقول الرهود العدول؛ فإن الدليل
أوجب العمل واألخذ بذلك ،فالتقليد واالتباع يتفقان في أن كل منهما أخذ وعمل
-8ينظر :أصول الفقه اإلسالمي :د وهبة الزحيلي ،ج ، 2ص ، 1121دار الفكر ،ط1986 ، 1م .
7
وعمل بغير حجة و دليل ،واالتباع أخذ
ٌ بقول الغير ،ويفترقان في أن التقليد أخ ٌذ
- 9ينظر :إعالم الموقعين :ج ، 3ص ،464و القول المفيد في أدلة االجتهاد و التقليد :محمد بن علي الشوكاني،
تحقيق محمد سعيد البدري ،ص ،33دار الكتاب اللبناني ،بيروت ،ط 1991 ، 1م ،والتقليد واإلفتاء واالستفتاء :
ص .12
- 10ينظر :مدخل لدراسة الفقه اإلسالمي للدكتور محمد سالم مدكور ص ، 56والتقليد واإلفتاء واالستفتاء :ص
.75
8
قال اإلمام الشوكاني رحمه هللا :إن التقليد لم يحدث إال بعد انقراض خير القرون
ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ،وان حدوث التمذهب بمذاهب األئمة األربعة إنما
كان بعد انقراض عصر األئمة األربعة إذ أنهم كانوا على نمط من تقدمهم من
السلف في هجر التقليد وعدم االعتداد به ،وان هذ المذاهب إنما أحدثها عوام
المقلدة ألنفسهم من دون أن يأذن بها إمام من األئمة المجتهدين.11
على أنه لم يكن ترك االجتهاد من الفقهاء في هذا العصر والركون إلى التقليد
طفرة واحدة ،بل كان على سبيل التدرزج ،فقد اتجه الفقهاء في الفترة األولى من
هذا العصر إلى التقليد؛ لقربهم من العهد األول ،الذ ايدهر فيه الفقه اإلسالمي،
واتصالهم به ولم تَ ِج َّد لهم حوادث ،ولم تتغير العادات -في الغالب -عما هي عليه
في العصر السابق ،ومما رجع على الوقوف من العلماء عند هذ المذاهب
المعروفة تعيين القضاة والمفتين من قبل الدولة في المذهب الحنفي في الررق،
والمذهب المالكي في األندلس وبالد المغرب ،كما أن العلماء أصدروا فتواهم بسد
باب االجتهاد؛ ليضعوا حدا لفوضى اإلفتاء ،إثر فقدان الدولة سيطرتها ،حتى على
الرؤون الدينية؛ لمنع الدخالء على اإلفتاء الذين َّ
تصد ْوا له ،وفي الفترة الثانية
من هذا العصر ،من وقت سقوط بغداد بأيد التتارُ ،س ِّمي الفقهاء بالمتأخرزن،
َ
وانتقلت حركة الثقافة ومراكي العلم من بغداد وبخارى ونيسابور إلى أماكن نـيح
إليها كثير من العلماء بسبب اضطهاد المغول لهم ،كمصر والرام والهند وغيرها،
واهتم الفقهاء في هذا العصر بتمييي األقوال الضعيفة من القوية في المذهب،
حد األلغاي ،ثم َّ
علقوا على ررحها ،ثم وتصنيف المختصرات التي وصلوا فيها إلى ّ
أيضا إلى جمع الفتاوى وتبوزبها
ررح الرروح التي وضعت عليها ،كما اتجهوا ً
وترتيبها حسب أبواب الفقه ،وركون الفقهاء إلى التقليد في هذا العصرُ ،
وعيوفهم
- 12ينظر :مدخل لدراسة الفقه اإلسالمي للدكتور محمد سالم مدكور ص ، 58والتقليد واإلفتاء واالستفتاء :ص
. 76
-13ينظر :عمدة التحقيق في التقليد والتلفيق :محمد سعيد عبد الرحمن الباني ،ص ، 121-120دار القادري ،
1997م .
10
ثاني ًا :مذاهب العلماء في التقليد في المسائل الفقهية الفرعية .
هناك ثالثة مذاهب في جواي التقليد في المسائل الفقهية الفرعية وهي: 14
.1مذهب الحشوية والتعليمية (اإلسماعيلية) :ذهب هؤالء إلى أن النظر
اجب بعد يمن األئمة المجتهدين ،وهذا
واالجتهاد غير جائي وأن التقليد و ٌ
باطل أبطله العلماء وناقروا حججه كما فعل الغيالي في المستصفى
ٌ المذهب
وغير ،ولن نطيل الكالم في بيان بطالن هذا المذهب .
.2ذهب الظاهرية على رأسهم ابن حزم ومعتزلة بغداد ،وعدد من علماء
المذاهب األربعة كالمزني الشافعي ،والقرافي وابن عبد البر وابن خواز
منداد المالكيين ،وأبو زيد الدبوسي الحنفي ،وابن تيمية وتلميذه ابن القيم
الحنبليان ،والشوكاني وصديق حسن خان ،وكثير من السلفية المعاصرين
إلى أن االجتهاد فيها اليم والتقليد غير جائي ،فعلى كل مكلف أن يجتهد
لنفسه في أمور دينه ويعمل لما أدا إليه اجتهاد ،ونقلوا أقواالً كثيرًة عن
السلف الصالح واألئمة األربعة في إبطال التقليد .
كثير من أتباع األئمة األربعة إلى أن االجتهاد ليس ممنوعاً وأن
.3ذهب ٌ
التقليد يحرم على المجتهد ،وزجب التقليد على العامي الذ لم تتوافر لديه
أهلية االجتهاد ،قال اإلمام الزركشي رحمه هللا ( :وهو الحق ،وعليه
األئمة األربعة وغيرهم يجب على العامي ،ويحرم على المجتهد ،وقول
الرافعي وغير :ال يحل تقليد أحد ،مرادهم على المجتهد ،قال عبد هللا
بن أحمد :سألت أبي :الرجل يكون عند الكتب المصنفة ،فيها قول
الرسول واختالف الصحابة والتابعين ،وليس له بصيرة بالحديث الضعيف
،أو المتروك وال اإلسناد القو من الضعيف ،هل يجوي له أن يعمل بما
-14ينظر :المستصفى :ج ، 2ص 462وما بعدها ،و إرشاد الفحول :ج ، 2ص ، 1089و أصول الفقه اإلسالمي :
ج ، 2ص 1122
11
راء ويفتي به ؟ قال :ال يعمل حتى يسأل أهل العلم عما يؤخذ به منها ،
قال القاضي أبو يعلى :هذا أن فرضه التقليد والسؤال إذا لم يكن له معرفة
بالكتاب والسنة). 15
املطلب الرابع :أدلة جواز التقليد .
استدل العلماء القائلون بجواي التقليد بالعديد األدلة سأذكرها و أعقبها بتعليقات
خصوم التقليد عليها لنتوصل في النهاية إلى ال أر الراجح في هذ المسألة ،وهذ
األدلة هي على النحو التالي :
َهل ِّ
الذ ْك ِّر ِّإن ُك ُ
نت ْم الَ َت ْعَل ُمو َن﴾ اسأَُلوْا أ ْ َ
-1من القرآن الكرزم قوله تعالىَ ﴿:ف ْ
(النحل ، )43:فأمر سبحانه وتعالى من ال علم له أن يسأل من هو أعلم منه ،
وأجيب عن هذا االستدالل :بأن هذ اآلية الررزفة واردة في سؤال خاص حيث
أنها نيلت على رد المرركين لما أنكروا الرسول بر ار ،وعلى فرض أن المراد
السؤال العام فالمأمور بسؤالهم هم أهل الذكر والذكر هو كتاب هللا وسنة رسوله
صلى هللا عليه وسلم ال غيرهما ،واذا كان المأمور بسؤالهم هم أهل القرآن فليس
المراد السؤال عن أقوال الرجال من دون سؤال عن الدليل. 16
يقول اإلمام الشوكاني رحمه هللا ( :السؤال الذ ررع هللا هو السؤال عن الحجة
الررعية وطلبها من العالم فيكون راوياً وهذا السائل مستروياً والمقلد يقر على نفسه
بأنه يقبل قول العالم وال يطالبه بالحجة ،فاآلية هي دليل االتباع ال دليل التقليد
وقد أوضحنا الفرق بينهما فيما سلف هذا على فرض أن المراد بها السؤال
العام).17
.2قوله تعالى ( :ولو ردوه إلى الرسول والى أولي األمر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم ) ( النساء ، )83 :وجه الداللة :أن هذا دل على أنه يرد
-18المهذب في علم أصول الفقه المقارن :د عبد الكريم النملة ،ج ، 5ص ، 2393مكتبة الرشد ،الرياض 1999 ،م.
-19ينظر :القول المفيد :ص 30وما بعدها .
- . 20سنن أبي داود :كتاب الطهارة ،باب في المجروح يتيمم ،رقم الحديث ، 336بيت األفكار الدولية .
13
والجواب :أنه لم يرردهم صلى هللا عليه وسلم في حديث صاحب الرجة إلى السؤال
عن آراء الرجال بل أرردهم إلى السؤال عن الحكم الررعي الثابت عن هللا ورسوله
صلى هللا عليه وسلم ولهذا دعا عليهم لما أفتوا بغير علم ،فقال صلى هللا عليه
وسلم قتلو قتلهم هللا مع أنهم قد أفتوا بآرائهم .21
.5ومن األدلة أيضاً أن الصحابة والتابعين كانوا يفتون العوام الذين يسألونهم
عن حكم حادثة من الحوادث دون نكير منهم على ذلك وال نهياً لهم عن
السؤال وال أمر لهم بتحصيل رتبة االجتهاد ،وهذا أمر معلوم ومتواتر بين
العلماء والعوام.22
وقد يجاب على ذلك بأن الصحابة كانوا يرردون المستفتين إلى أجوبة
أسئلتهم من الكتاب والسنة وادلة الررع ،ولم يكونوا يأمروهم بتقليد أقوالهم من
غير دليل ،بل ثبت عن السلف خالف ذلك .
.6وقالوا :االجتهاد ملك ٌة ال تحصل إال لنفر قليل من الناس فإذا َّ
كلف بها جميع
الناس كان تكليفاً بما ال يطاق وهو ممنوعٌ ررع ًا ، 23فإن الطباع البررزة متفاوتة
قاصر عن ذلك ،وهو
ٌ قابل للعلوم االجتهادية ،ومنها ما هو
فمنها ما هو ٌ
غالب الطباع ،وعلى فرض إنها قابلة له جميعها فوجوب تحصيله على كل فرد
يؤد إلى تبطيل المعايش التي ال يتم بقاء النوع بدونها ،فإنه ال يظفر برتبة
االجتهاد إال من جرد نفسه للعلم في جميع أوقاته على وجه ال يرتغل بغير
فحينئذ يرتغل الحراث واليراع والنساج والعمار ونحوهم بالعلم ،وتبقى هذ
األعمال راغرة معطلة فتبطل المعايش بأسرها ويفضي ذلك إلى إنحيام نظام
كان محصال لبعض العلوم المعتبرة في االجتهاد -يليمه اتباع قول المجتهدين،
واألخذ بفتوا عند المحققين من األصوليين) (.)47
ويقول العالمة الباني في عمدة التحقيق ( :والمعتمد الذ عليه أكثر العلماء هو
التفصيل :وهو أنه يحرم على المجتهد وزجب على العامي ،كما صرح بذلك
علماء مذاهب األئمة في كتب األصول ،حيث قالوا بأنه يجب على العامي
الرجوع إلى العلماء واستفتائهم لقوله تعالى ( :فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال
تعلمون ) ( النحل ، )43 :وإلجماع الصحابة رضي هللا عنهم على هذا ،فإنهم
معلوم بالضرورة
ٌ كانوا يفتون العوام ،وال يأمرونهم بنيل رتبة االجتهاد ،وذلك
مكلف باألحكام الررعية ،وتكليفه السعي وراء رتبة
ٌ والتواتر .... ،كما أن العامي
ضرب من المحال ،ألنه يؤد إلى انقطاع الحرث والنسل ،وتعطيل
ٌ االجتهاد
الحرف والصنائع ،وجميع أنواع الكسب ،وهذا يؤد بالضرورة إلى خراب
أما بالنسبة للمجتهد فيحرم عليه التقليد إذا كان قاد اًر على االجتهاد في المسائل
المعروضة عليه ،أما إذا عجي عن االجتهاد لضيق الوقت أو عدم ظهور الدليل
له فله التقليد ،وفي ذلك يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية -رحمه هللا ( :-فأما
القادر على االجتهاد فهل يجوي له التقليد ؟ ،هذا فيه خالف ،والصحيح أنه
يجوي حيث عجي عن االجتهاد ،إما لتكافؤ األدلة ،واما لضيق الوقت عن
االجتهاد ،واما لعدم ظهور دليل له ،فإنه حيث عجي سقط عنه وجوب ما عجي
عنه ،وانتقل إلى بدله ،وهو التقليد كما لو عجي عن الطهارة بالماء)(.)49
-78ينظر :إرشاد الفحول :ج ، 2ص ، 1082وأصول الفقه اإلسالمي :ج ، 2ص .1156
32
واقعة وقعت وزتعرف الفقيه حكمها ،79ويشترط في الفتوى عدا توافر رروط
االجتهاد ما يلي:80
.1معرفة واقعة االستفتاء.
.2دراسة نفسية المستفتي والجماعة التي يعيش فيها ليعرف مدى أثر
الفتوى سلباً أو إيجاباً.
إال أن لفظ المفتي أصبح أخي اًر يطلق على متفقة المذاهب الذين يقتصر
عملهم على نقل نصوص كتب الفقه واطالق لفظ المفتي عليهم هو من باب
المجاي أو الحقيقة العرفية لعرف العوام واصطالح الحكومات.
هذا وقد ارترط العلماء في المفتي الذ يجوي تقليد العقل والبلوغ والحرزة والعدالة
والعلم والحياة ،باإلضافة إلى الررطين السابقين ،وهذ الرروط منها ماهو موضع
منحصر في (الحياة؛األعلمية؛
ٌ اتفاق ومنها ماهو موضع خالف ،والخالف
العدالة).
أو ًال :اشتراط الحياة في المفتي َّ
المقلد .81
ذهب أكثر العلماء من المتأخرزن جواي تقليد الميت مطلقاً ،وذلك لبقاء
أقواله ،وذلك بررط صحة النقل عنه ،ألن المذاهب ال تموت بموت
أصحابها ،وحياة المذاهب بقيام الدليل الذ دل عليها .
وقال آخرون بعدم الجواي مطلقاُ وهو قول الرازي ألنه ال بقاء لقول الميت ،بدليل
انعقاد اإلجماع بعد موت المخالف ،أما تصنيف الكتب في المذاهب بعد موت
أصحابها فالستفادة طرزق االجتهاد من تصرفهم في الحوادث ،وكيفية بناء
بعضها على بعض ،وهو يرى عدم خلو الدهر من مجتهد .
-88ينظر :عمدة التحقيق ، 183 :و أصول الفقه اإلسالمي :ج ، 2ص ، 1142وتحفة الرأي السديد :أحمد
الحسيني ،ص ، 79 ، 5مطبعة كردستان العلمية بمصر 1326 ،هـ .
-88ينظر :عمدة التحقيق :ص ، 183وأصول الفقه اإلسالمي :ج ، 2ص .1143
-89ينظر :أصول الفقه اإلسالمي :ج ، 2ص .1142
36
املطلب الثالث :جمال التلفيق.
مجال التلفيق هو المسائل االجتهادية الظنية ،أما ما علم من الدين بالضرورة
من متعلقات الحكم الررعي وهو ما أجمع عليه المسلمون ويكفر جاحد ،فال
يصح فيه التقليد فضالً عن القول بالتلفيق وعليه فال يجوي التلفيق المؤد إلى
إباحة المحرم كالنبيذ والينا مثالً .90
املطلب الرابع :حكم التلفيق.
افترق العلماء المتأخرون في حكم التلفيق إلى فرزقين:91
عدد من الفقهاء المتأخرزن هؤالء ذهبوا إلى عدم جواي
الفريق األول :ويمثله ٌ
التلفيق واستدلوا بما يلي:
أ .التلفيق من المسائل المحدثة التي لم تكن معهودة عند السلف ليقروا أحكامها
كما أن األئمة وأصحابهم لم يدرجو في مدوناتهم وأمهات كتبهم ،بل قد وقع
االختالف بين الصحابة وتعددت آراءهم في المسائل االجتهادية ولم ينقل عنهم
أنهم قالوا بالتلفيق مع تباين اجتهاداتهم.
من الثابت عند علماء األصول في اإلجماع منع إحداث قول ثالث إذا ب.
افترق العلماء فرقتين في حكم المسألة إذا كان هذا القول ينقض ماكان محل
اتفاق والتلفيق من هذا الباب.
ت .اتفاق العالمين َّ
المقلدين الملفق بين مذهبيهما على بطالن الصورة التي جاء
بها الملفق.
أجمع العلماء على منع التلفيق كما نقل بعض متأخرو الحنفية وابن حجر ث.
الهيثمي وغيرهم.
-90ينظر :عمدة التحقيق :ص ، 233وأصول الفقه اإلسالمي :ج ، 2ص .1144
،وعمدة -91ينظر :التلفيق في الفتوى :د سعد العنزي ،مجلة الشريعة والدراسات اإلسالمية جامعة الكويت
التحقيق :ص . 183
37
الفريق الثاني :وهو قول طائفة كبيرة من المتأخرزن مثل العالمة
الطرسوسيالحنفي وابن عابدين وشيخ اإلسالم أبو السعود في فتاويه وابن نجيم
والباجي والكمال بن الهمام وابن أمير حاجهؤالء جميعاً ذهبوا إلى جواي التلفيق .
موجود في كل المذاهب اإلسالمية
ٌ يقول الدكتور سعد العني ( :إن جواي التلفيق
وما ادعا البعض من قيام اإلجماع على منع التلفيق فهو إما باعتبار اتفاق أهل
المذهب أو باعتبار األكثر والغالب أو باعتبار السماع أو بالنسبة للظن).92
وهذا القول هو الصحيح الراجح ررط عدم تتبع الرخص المؤدية إلى محظور ،
مارجحه الدكتور الزحيلي والدكتور القرضاوي والعلماء الذين قاموا بكتابة
ّ وهو
قوانين األحوال الرخصية في كثير البالد اإلسالمية ومن أدلتهم ما يلي:93
رجحنا أن التقليد
أ .إن من منع التلفيق أراد من ذلك أال تذهب فائدة التقّليد وقد َّ
غير مليم وأن العوام مذهبهم مذهب من يفتيهم وأن المتخصص مذهبه ما
ترجح عند من األدلة.ّ
ب .القول بأن اإلمامين اتفقا على بطالن عمل الملفق غير صحيح ألن المقلد
لم يقلد كالً منهما في مجموع عمله وانما َّقلد كالً منهما في مسألة معينة غير
التي َّقلد فيها غير وال حرج عليه في هذا.
ت .إن دين هللا يسر ال عسر والقول بجواي التلفيق من باب التيسير على
الناس.
ث .إن يعم اإلجماع غير صحيح فقد يكون المقصود اتفاق أهل المذهب أو
باعتبار الظن وهذا ال يسمى إجماعاً ،كما أنه نقل فيه الخالف عن العلماء
-92ينظر :التلفيق في الفتوى :سعد العنزي ،مجلة الشريعة والدراسات اإلسالمية .
-93ينظر :التلفيق في الفتوى :سعد العنزي ،وأصول الفقه اإلسالمي :ج ، 2ص 1146وما بعدها .
38
ج .إن التلفيق كان موجوداً بداهة ذلك أن المستفتي يأخذ بقول الصحابي في
مسألة ويأخذ بقول اآلخر في مسألة أخرى فينتج عند حقيقة مركبة من رأيين
وهذا عين التلفيق.
ح .لم ينقل عن أحد من األئمة المنع من العمل بمذهب غير وهذا يدل على أن
المستفتي يأخذ بأقوال العلماء في مسألتين أو أكثر واليقال إنه وصل إلى
حقيقة لم يقل بها المفتون وانما بعد هذا من تداخل أقوال المفتين.
يقول العالمة الباني ( :في عصر الصحابة والتابعين رضي هللا عنهم ... ،كان
المرء يستفتي بعضهم في مسألة ،ثم يستفتي غير في غيرها ،وهلم ج ار ،و لم
ينقل عن أحد منهم مع ردة ورعهم ،وعلمهم بأسرار الررزعة ،وكثرة ترعب
مذاهبهم أنه قال لمستفتيه :يجب عليك مراعاة أحكام مذهب من قلدته ،لئال تلفق
عبادتك مثالً بين مذهبين فأكثر ،بل كل من سئل منهم عن مسألة أفتى السائل
بما ي ار من كتاب أو سنة ،مجي اًي له العمل من غير فحص وال تفصيل ،
.....كما أن ذلك لم يؤثر عن األئمة األربعة وغيرهم من المجتهدين ،بل نقل
عنهم ما يرير إلى خالف ذلك ). 94
وزذكر في ذلك عدة أمثلة منها :95
-من ذلك أن اإلمام أحمد كان يرى الوضوء من الفصد والرعاف ،فقيل له :إن
حصل ذلك لإلمام وصلى ولم يتوضأ فهل تصلي خلفه ،فقال :كيف ال أصلي
خلف اإلمام مالك وسعيد بن المسيب .
-و كان اإلمام مالك أفتى الرريد بأنه ال وضوء عليه من الحجامة ،وصلى خلفه
أبو يوسف ولم يعد صالته .
45
الخاتمة ( وتتضمن أهم نتائج البحث )
الحمد هلل الذ بنعمته تتم الصالحات ،هاقد وصلنا إلى نهاية هذا البحث الريق ،
وفي ختامه يطيب لي أن أذكر أهم ما توصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل إليه البحث من نتائج وهي على
الركل التالي :
-1التقليد هو :أخذ قول القائل من غير معرفة من أين قاله من كتاب أو سنة
بناء على المصلحة المرسلة أو سداً للذرزعة أو استصحاباً لألصل
أو قياس أو ً
أو.....إلى غير ذلك من أدلة األحكام .
-3إن التقليد لم يحدث إال بعد انقراض خير القرون ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم ،وان حدوث التمذهب بمذاهب األئمة األربعة إنما كان بعد انقراض
عصر األئمة األربعة إذا أنهم كانوا على نمط من تقدمهم من السلف في هجر
التقليد وعدم االعتداد به .
-5العوام البد لهم من تقليد علمائهم ألنهم ال يهتدون إلى األدلة الررعية بأنفسهم
فوجب أن يسترردوا بالعلماء الذين ينيرون لهم طرزق المعرفة ،وزبينوا لهم أحكام
46
هللا تعالى ،أما بالنسبة للمجتهد فيحرم عليه التقليد إذا كان قاد اًر على االجتهاد
في المسائل المعروضة عليه ،أما إذا عجي عن االجتهاد لضيق الوقت أو عدم
ظهور الدليل له فله التقليد ،أما إذا كان العالم يعرف بعد األدلة دون بعض ،فله
بناء على تجيؤ االجتهاد ،ويقلد بعض األئمة فيما لم
أن يجتهد فيما عرف دليله ً
يعرف دليله .
-6قسم العلماء التقليد إلى قسمين وهما التقليد المذموم والتقليد المحمود ،والتقليد
المذموم هو تقليد اآلباء واألسياد فيما يخالف ررع هللا ،و تقليد من لم يكن من
أهل العلم ،والتقليد بعد ظهور الحجة على خالف قول المقَلد .
أما التقليد المحمود فهو تقليد العامي العاجي عن االجتهاد الغير قادر على
التوصل إلى الحكم الررعي بنفسه ،للعلماء المجتهدين .
-8ال فرق بين األخذ بقول أحد من األئمة األربعة ،وبين األخذ بقول غيرهم من
بقية األئمة المجتهدين مادامت الرواية صحيح ًة .
-9ارترط العلماء في المفتي الذ يجوي تقليد العقل والبلوغ والحرزة والعدالة ،
ومعرفة واقعة االستفتاء ،ودراسة نفسية المستفتي والجماعة التي يعيش فيها
ليعرف مدى أثر الفتوى سلباً أو إيجاباً ،واختلفوا في تقليد المجتهد الميت والراجح
جواي تقليد ألن المذاهب ال تموت بموت أصحابها .
47
مجتهد ،وذلك بأن يلفق في ٌ -10التلفيق :هو اإلتيان بكيفية ال يقول بها
قضية واحدة بين أكثر من قول من أقوال العلماء ،فتتكون حقيق ٌة مركب ٌة لم يقل
أحد من العلماء.
بها ٌ
-11ظهرت مسألة التلفيق بعد فرو التقليد ،ولم يتكلم فيها غيما نعلم قبل القرن
السابع الهجر .
-12مجال التلفيق هو المسائل االجتهادية الظنية ،أما ما علم من الدين
بالضرورة من متعلقات الحكم الررعي وهو ما أجمع عليه المسلمون ويكفر
جاحد ،فال يصح فيه التقليد فضالً عن القول بالتلفيق.
-13لجواز التلفيق ضوابط :
-أال يكون فيه تتبع الرخص عمداً بقصد الترهي من غير عذر والضرورة ألن
هذا محظور سداً لذرائع الفساد واالنحالل من التكاليف الررعية.
-أال يؤد التلفيق إلى اإلتيان بمحظور.
-أال يستليم التلفيق نقض حكم الحاكم ألن حكمه يرفع الخالف درءاً للفوضى.
-14والتلفيق الجائي يكون عند الحاجة و الضرورة وليس من أجل العبث أو تتبع
األيسر واألسهل عمداً بدون مصلحة ررعية .
هذ أهم النتائج التي توصلت إليها من هذا البحث أرجو هللا أن يتقبل منا هذا
مجيب .
ٌ زب
سميع قر ٌ
ٌ العمل وزجعله في مييان حسناتنا إنه
اإلمارات – العين
48
المصادر والمراجع .
-1القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم .
-2إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر وجنة المناظر :ابن قدامة
المقدسي ،بشرح الدكتور عبد الكريم النملة ، ،دار العاصمة ،ط، 1
1996م .
-3اإلحكام في أصول األحكام :سيف الدين اآلمدي ،تحقيق عبد الرزاق
عفيفي ،دار الصميعي،ط2003 ، 1م .
-4إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم األصول :محمد بن علي الشوكاني
،دار الفضيلة 2000 ،م .
-5أصول الفقه اإلسالمي :د وهبة الزحيلي ،دار الفكر ،ط1986 ، 1م .
-6أصول الفقه :محمد الخضري ،دار الحديث .
-7أصول الفقه :محمد أبو زهرة ،دار الفكر العربي .
-8إعالم الموقعين عن رب العالمين :محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية،
تحقيق مشهور آل سلمان ،دار ابن الجوزي ،ط1423 ، 1هـ .
-9البرهان في أصول الفقه :عبد الملك الجويني ،د عبد العظيم الديب ،قطر
،ط1399 ، 1هـ .
-10البحر المحيط في أصول الفقه :بدر الدين الزركشي ،وزارة األوقاف ،
الكويت ،ط1992 ، 2م.
-11تحفة الرأي السديد :أحمد الحسيني ،مطبعة كردستان العلمية بمصر ،
1326هـ .
-12التقليد واإلفتاء واالستفتاء :عبد العزيز الراجحي .
49
-13تقويم األدلة في أصول الفقه :أبو زيد الدبوسي ،دار الكتب العلمية ،
ط2001 ، 1م .
-14التلفيق في الفتوى :د سعد العنزي ،مجلة الشريعة والدراسات اإلسالمية ،
جامعة الكويت .
-15جامع لبيان العلم وفضله :يوسف بن عبد البر ،تحقيق أبي األشبال
الزهيري ،دار ابن الجوزي ،الرياض ،ط 1994 ، 1م .
عصر فرض:
ٍ -16الرد على من أخلد إلى األرض وجهل أن االجتهاد في كل
جالل الدين السيوطي ،مكتبة الثقافة الدينية ،بورسعيد .
-17سنن أبي داود :اإلمام أبو داود السجستاني ،بيت األفكار الدولية .
-18شرح البدخشي ( منهاج العقول ) :محمد بن الحسن البدخشي ،مطبعة
محمد علي صبيح بمصر .
-19عمدة التحقيق في التقليد والتلفيق :محمد سعيد عبد الرحمن الباني ،دار
القادري 1997 ،م .
-20فتح القدير :الكمال بن الهمام الحنفي .
-21قواعد األحكام في مصالح األنام :العز بن عبد السالم ،دار المعرفة ،
بيروت .
-22القول المفيد في أدلة االجتهاد و التقليد :محمد بن علي الشوكاني،
تحقيق محمد سعيد البدري ،دار الكتاب اللبناني ،بيروت ،ط 1991 ، 1م .
-23مدخل لدراسة الفقه اإلسالمي للدكتور محمد سالم مدكور
-24مجموع فتاوى شيخ اإلسالم :أحمد بن عبد الحليم ،عبد الرحمن بن
القاسم ،السعودية .
-25المستصفى من علم األصول :اإلمام الغزالي ،مؤسسة الرسالة ،ط، 1
1997م .
50
-26المنخول من تعليقات األصول :أبو حامد الغزالي ،تحقيق محمد حسن
. هيتو
-27المهذب في علم أصول الفقه المقارن :د عبد الكريم النملة ،مكتبة
الرشد ،الرياض 1999 ،م.
-28الوجيز في أصول الفقه :د عبد الكريم زيدان ،مؤسسة قرطبة .
51