You are on page 1of 12

‫الموضوع العاشر‬

‫التقليد‬
‫معنىا لتقليد ‪1.‬‬

‫• التقليد لغة‪:‬‬
‫– جع ل القالدة ف ي العنق‪ .‬ومن ه تقلي د الهدي ف ي الح ج‪ ،‬اي‪ :‬جع ل‬
‫القالدة في عنق ما يهدي الى الحرم من النعم‬
‫• وفي اصطالح األصوليين ‪:‬‬
‫– ه و أخ ذ قول الغي ر م ن غي ر معرف ة دليله‪ .‬اي محاكاة الغي ر ف ي‬
‫العم ل أ و الترك‪ ،‬كمس ح بع ض الرأ س تقليدا للشافع ي وترك‬
‫المقتدي قرآء ة الفاتح ة ف ي الص الة أخذا بقول أ بي حنيف ة‪ ،‬ونح و‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ت اريخ ا لتقليد )‪2‬‬
‫• حدثت ظاهرة التقليد في أوائل القرن الرابع الهجري‪.‬‬
‫– قال الشوكاني‪:‬‬
‫ان التقليد لم يحدث اال بعد انقراض خير القرون ثم الذين يلونهم ثم الذين‬ ‫•‬
‫يلونهم‪.‬‬
‫وأ ن حدوث التمذه ب بالمذاه ب األربع ة انم ا كان بع د انقراض عص ر‬ ‫•‬
‫االئمة االربعة‪،‬‬
‫وانه م كانوا عل ى نم ط م ن تقدمه م م ن الس لف ف ي هج ر التقلي د وعدم‬ ‫•‬
‫االعتداد به‬
‫وأن هذه المذاهب انما أحدثها عوام المقلدة ألنفسهم دون أن يأذن بها امام‬ ‫•‬
‫من ائمة المجتهدين‬
‫ا لفرقب ينا لتقليد وا التباع )‪3‬‬
‫• التقليد عند جماعة من العلماء غير االتباع‪.‬‬
‫ألن التقليد هو األخذ بقول الغير بغير حجة‪ ،‬كما بينا‬ ‫–‬
‫وأم ا االتباع فه و س لوك التاب ع طري ف المتبوع وأخ ذ الحك م م ن الدلي ل‬ ‫–‬
‫بالطريق التي أخذ بها متبوعه‪.‬‬
‫فهو اتباع للقائل على أساس ما اتضح له من دليل على صحة قوله‪.‬‬ ‫–‬
‫وهذا بخالف التقليد الذي يحاكى فيه الشخص قول غيره‬ ‫–‬
‫• وهللا تعال ى ذم التقليد ف ي آيات كثيرة ‪ ،‬منه ا قول ه تعال ى‪« :‬اتخذوا‬
‫أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون هللا»‪ -‬التوبة (‪31 :)9‬‬
‫– فيجب القول باتباع الحجة واالنقياد للدليل دون تقليد شخص بعينه‬
‫– قال الدكتور وهب ة الزحيل ي تعليق ا عل ى هذا‪ :‬ان من ع التقلي د انم ا ه و‬
‫بالنسبة للمجتهد‪ ،‬أما العامي فيجب عليه التقليد في العقائد‬
‫مجا ال لتقليد )‪4‬‬
‫األحكام الشرعية منها ما يتعلّق بالعقائد أو األصول ومنها ما يتعلّق باالعمال أو الفروع‬

‫•حكم التقليد فى العقائد أو فى األصول العامة‬

‫–قال جمهور الفقهاء ال يجوز التقليد ‪ :‬إن مسائل العقائد أو االصول كمعرفة هللا تعالى‬
‫وصفاته والتوحيد ودالئل النبوة وما يلحق بها كاألخالق وكل ما علم من الدين بالضرورة‬
‫م ن جمي ع التكالي ف الشرعي ة م ن عبادات اومعامالت او عقوبات او محرمات كأركان‬
‫االسالم الخمسة وحرمة الربا والزنا وح ّل البيع والنكاح ونحوها مما هو ثابت قطعا ال‬
‫يجوز فيها التقليد عند جمهور الفقهاء‪ ،‬وانما يجب تكوينها باالعتماد على النظر والفكر ال‬
‫على مجرّ د المحاكاة والتشبه باآلخرين‬
‫–يجوز التقليد فيها‪ .‬وبه قال عبيد هللا بن الحسن العنبري‪ :‬والحشوية (وهو قوم تمسكوا‬
‫بظواهر آيات هللا فذهبوا الى التجسيم وغيره) والتعليمية (وهو قوم من الباطنية‪ ،‬قالوا بأن‬
‫في ك ّل عصر امام معصوم يعلم غيره ما بلغه من العلم)‬
‫–التقلي د واجب‪ .‬قال بعضه م‪ :‬ان التقلي د ه و الواج ب عل ى المكلّ ف وأ ن النظ ر واالجتهاد‬
‫فيها حرام‬
‫أدلة ا لمانعينل لتقليد )‪5‬‬
‫• استد ّل الجمهور المانعون للتقليد بأدلة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫– اوال‪ :‬انّ النظر واجب‪ ،‬وفي التقليد ترك الواجب فال يجوز‪.‬‬
‫• ودليل وجوب النظلر هو أنه لما نزل قوله تعالى «ان في خلق السموات‬
‫واألرض»‪ -‬البقرة (‪ 164:)2‬قال عليه الصالة والسالم «ويل لمن قرأها‬
‫ول م يتف ّكرفيه ا»‪ .‬فالرس ول تو ّع د عل ى ترك النظ ر والتفك ر ف ي آيات هللا ‪،‬‬
‫فد ّل على وجوب النظر‬
‫– ثانيا‪ :‬اجمعت األمة على وجوب معرفة هللا تعالى وما يجوز عليه‬
‫وم ا ال يجوز‪ ،‬وذل ك ال يحص ل بالتقليد‪ .‬أل ن المقل د لي س مع ه اال‬
‫األخذ بقول من يقلّده وال يدري أهو الصواب أم الخطأ‪ .‬وقد يكذب‬
‫المقلد فيض ّل مقلده‬
‫أدلّة ا لمجوزين)‪6‬‬
‫• أما المجوزون للتقليد فيستدلون بما يلي‪:‬‬
‫– اوال‪ :‬ل و كان النظ ر واجب ا لفعل ه الص حابة وأمروا به‪ .‬ولكنه م ل م‬
‫يفعلوا‪ ،‬ول و فعلوه لنق ل عنه م كم ا نق ل النظ ر ف ي المس ائل الفقهي ة‬
‫الفرعية‬
‫– ثاني ا‪ :‬ل و كان النظر ف ي معرفة هللا تعالى واجبا ألدى ال ى الدور ‪.‬‬
‫أل ن وجوب النظ ر ال ى المأمور ب ه م ن هللا تعال ى متوق ف عل ى‬
‫معرفة هللا‪ ،‬ومعرفة هللا متوقف على النظر‬
‫أدلة ا لمجيبينل لتقليد )‪7‬‬
‫• أما الذين أوجبوا التقليد وحرّ موا النظر فاحتجوا بما يلي‪:‬‬
‫– اوال‪ :‬ان النظ ر مظن ة الوقوع ف ي الشبهات والتردي ف ي الضالالت‬
‫واضطراب اآلراء‪ .‬بخالف التقلي د‪ ،‬فان ه آم ن م ن األوهام والضالالت ‪.‬‬
‫فكان س لوك م ا ه و أقرب ال ى الس المة أول ى فيج ب المص ير الي ه‪ ،‬اي‬
‫التقليد‬
‫– ثاني ا‪ :‬ان النظ ر منه ي عن ه بالكتاب والس نة‪ .‬قال تعال ى «وم ا يجادل ف ي‬
‫آيات هللا اال الذين كفروا»‪-‬غافر (‪ ، 4:)40‬والنظر يؤدي الى فتح باب‬
‫الجدال ‪ ،‬فكان منهيا عنه‪.‬‬
‫– والنبي صلى هللا عليه وس لّم نهى الصحابة لمّا رآهم يتكلمون في مسألة‬
‫القدر وقال‪ « :‬انم ا هل ك م ن كان قبلك م لخوضه م ف ي هذا»‪ -‬أخرج ه‬
‫الترمذي من حديث أبي هريرة‬
‫ا لتقليد ف يا لمسائلا لفرعية )‪8‬‬
‫أحكام القضايا العملية التي ثبتت بطريق ظ ّني هي المجال الذي يصح فيه االجتهاد والتقليد‪.‬‬ ‫•‬
‫وقد اختلف العلماء في حكم التقليد في الفروع على أقوال منها ما يأتي‪-:‬‬
‫–اولها‪ :‬قول الظاهرية ومعتزلة بغداد وجماعة من االمامية‪ :‬وهو أن االجتهاد الزم وأن التقليد‬
‫غير جائز‪ .‬فعلى ك ّل مكلّف أن يجتهد لنفسه في أمور دينه ويعمل بما أداه اليه اجتهاده‬
‫• قال ابن حزم في كتابه النبذ الكافية في علم األصول‪ :‬التقليد حرام وال يح ّل ألحد أن‬
‫يأخذ قول أحد غير رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم بال برهان لقوله تعالى «اتبعوا ما‬
‫أنزل اليكم من ربّكم وال تتبعوا من دونه اولياء»‪ -‬األعراف (‪3:)7‬‬
‫• وقال ف ي اإلحكام‪ :‬التقلي د كل ه حرام ف ي جمي ع الشرائ ع ‪ ،‬اوله ا ع ن آخره ا م ن التوحي د‬
‫والنبوة والقدر وااليمان والوعيد واالمامة والمفاضلة وجميع العبادات واالحكام‬
‫• وقال ابن عربي‪ :‬التقليد في دين هللا ال يجوز عندنا‪ ،‬ال تقليد حيّ وال ميّت ‪ .‬ويتعيّن على‬
‫السائل اذا سئل العالم أن يقول له‪ :‬أريد حكم هللا أو حكم رسوله في هذه المسألة‪.‬‬
‫ا لتقليد ف يا لمسائلا لفرعية (ت ابع) )‪9‬‬
‫– ثانيها‪ :‬قول الحشوية والتعليمية (كما أشرنا آنفا)‪:‬‬
‫• ان النظرواالجتهاد غير جائز ‪،‬‬
‫• وأن التقليد واجب بعد زمن األئمة المجتهدين ‪.‬‬
‫– ثالثها‪ :‬مذهب التفصيل‪ :‬وهو قول كثير من أتباع االئمة االربعة ‪.‬‬
‫ومقتضاه‪:‬‬
‫• ان االجتهاد جائز‪،‬‬
‫• وأن التقليد يحرم على المجتهد ويجب على العامي الذي لم يتوفر لديه‬
‫أهلية االجتهاد ولو كان عالما‪.‬‬
‫• واختار هذا المذهب كثير من المحققين‪.‬‬
‫مذهب لتفصيل)‪10‬‬
‫ا‬ ‫أدلة‬
‫استد ّل مذهب التفصيل بما يلي‪:‬‬ ‫•‬
‫– الكتاب‪ :‬وهو قوله تعالى «فاسألوا أهل الذكر ان كنتم ال تعلمون» – النحل (‪43 :)16‬‬
‫• فهذا النص عام لك ّل المخاطبين وفي ك ّل أمر ال يعلم‬
‫• أل ن األم ر مقي د بس بب (وه و عدم العل م) يتكرر بتكرره‪ .‬فكلم ا وج د عدم العل م أم ر الشخ ص‬
‫بالسؤال‬
‫• وأدنى درجات األمر فى قوله تعالى «فاسئلوا» الجواز‪ ،‬كما قال اآلمدي‬
‫– اجماع الصحابة والتابعين‪ :‬فانهم كانوا يفتون العوام الذين يسألونهم عن حكم حادثة من الحوادث دون‬
‫نكي ر منه م ذل ك وال نه ي له م ع ن الس ؤال وال أم ر له م بتحص يل درج ة االجتهاد‪ ،‬وه و أم ر معلوم‬
‫بالضرورة والتواتر من العلماء والعوام‬
‫– المعقول‪:‬‬
‫• وهو أن االجتهاد ملكة ال تحصل اال لنفر قليل من الناس‪ .‬فاذا كلف بها جميع الناس كان تكليفا‬
‫بما ال يطاق‪ ،‬وهو ممنوع شرعا لقوله تعالى «ال يكلف هللا نفسا اال وسعها»‬
‫• وم ن جه ة أخرى ه ي أ ن العام ي مكلّ ف باألحكام الشرعي ة وتكليف ه تحص يل رتب ة االجتهاد في ه‬
‫حرج ومشقة‪ ،‬وهللا تعالى قال «وما جعل عليكم في الدين من حرج» ‪-‬الحج(‪78:)22‬‬
‫أقسام ا لتقليد )‪11‬‬
‫• وقد ترتب على القول بالتفصيل في حكم التقليد ان التقليد قسمان‪:‬‬
‫محمود ومذموم‬
‫– فالتقلي د المحمود‪ :‬ه و تقلي د العاج ز ع ن االجتهاد‪ ،‬ألن ه ل م يقدر عل ى‬
‫ص ل الى الحكم الشرعي بنفسه‪ .‬فلم يبق امامه اال اتباع من يرشده‬ ‫التو ّ‬
‫من اهل النظر واالجتهاد الى ما يجب عليه من التكاليف‬
‫– وأما التقليد المذموم أو المحرّ م فهو ثالثة أنواع‪-:‬‬
‫• االول‪ :‬م ا تضم ن االعراض عم ا أنزل هللا وعدم االلتفات الي ه كتقلي د اآلباء‬
‫والرؤساء‬
‫• الثاني‪ :‬تقليد من ال يعلم المقلد أنه أهل ألن يؤخذ بقوله‬
‫• الثالث‪ :‬التقليد بعد ظهور الحجة وقيام الدليل عند شخص على خالف قول المقلد‬
‫وهذه األنواع الثالثة هي التي يحمل عليها ما ورد من آيات وأحاديث في ذم التقليد‪،‬‬
‫كما يحمل عليها كل ما نقل عن العلماء في ذ ّم التقليد ‪.‬‬
‫فقد نهي األئمة األربعة عن تقليدهم وذموا من أخذ أقوالهم بغير حجة‬

You might also like