Professional Documents
Culture Documents
التقليد
معنىا لتقليد 1.
• التقليد لغة:
– جع ل القالدة ف ي العنق .ومن ه تقلي د الهدي ف ي الح ج ،اي :جع ل
القالدة في عنق ما يهدي الى الحرم من النعم
• وفي اصطالح األصوليين :
– ه و أخ ذ قول الغي ر م ن غي ر معرف ة دليله .اي محاكاة الغي ر ف ي
العم ل أ و الترك ،كمس ح بع ض الرأ س تقليدا للشافع ي وترك
المقتدي قرآء ة الفاتح ة ف ي الص الة أخذا بقول أ بي حنيف ة ،ونح و
ذلك.
ت اريخ ا لتقليد )2
• حدثت ظاهرة التقليد في أوائل القرن الرابع الهجري.
– قال الشوكاني:
ان التقليد لم يحدث اال بعد انقراض خير القرون ثم الذين يلونهم ثم الذين •
يلونهم.
وأ ن حدوث التمذه ب بالمذاه ب األربع ة انم ا كان بع د انقراض عص ر •
االئمة االربعة،
وانه م كانوا عل ى نم ط م ن تقدمه م م ن الس لف ف ي هج ر التقلي د وعدم •
االعتداد به
وأن هذه المذاهب انما أحدثها عوام المقلدة ألنفسهم دون أن يأذن بها امام •
من ائمة المجتهدين
ا لفرقب ينا لتقليد وا التباع )3
• التقليد عند جماعة من العلماء غير االتباع.
ألن التقليد هو األخذ بقول الغير بغير حجة ،كما بينا –
وأم ا االتباع فه و س لوك التاب ع طري ف المتبوع وأخ ذ الحك م م ن الدلي ل –
بالطريق التي أخذ بها متبوعه.
فهو اتباع للقائل على أساس ما اتضح له من دليل على صحة قوله. –
وهذا بخالف التقليد الذي يحاكى فيه الشخص قول غيره –
• وهللا تعال ى ذم التقليد ف ي آيات كثيرة ،منه ا قول ه تعال ى« :اتخذوا
أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون هللا» -التوبة (31 :)9
– فيجب القول باتباع الحجة واالنقياد للدليل دون تقليد شخص بعينه
– قال الدكتور وهب ة الزحيل ي تعليق ا عل ى هذا :ان من ع التقلي د انم ا ه و
بالنسبة للمجتهد ،أما العامي فيجب عليه التقليد في العقائد
مجا ال لتقليد )4
األحكام الشرعية منها ما يتعلّق بالعقائد أو األصول ومنها ما يتعلّق باالعمال أو الفروع
–قال جمهور الفقهاء ال يجوز التقليد :إن مسائل العقائد أو االصول كمعرفة هللا تعالى
وصفاته والتوحيد ودالئل النبوة وما يلحق بها كاألخالق وكل ما علم من الدين بالضرورة
م ن جمي ع التكالي ف الشرعي ة م ن عبادات اومعامالت او عقوبات او محرمات كأركان
االسالم الخمسة وحرمة الربا والزنا وح ّل البيع والنكاح ونحوها مما هو ثابت قطعا ال
يجوز فيها التقليد عند جمهور الفقهاء ،وانما يجب تكوينها باالعتماد على النظر والفكر ال
على مجرّ د المحاكاة والتشبه باآلخرين
–يجوز التقليد فيها .وبه قال عبيد هللا بن الحسن العنبري :والحشوية (وهو قوم تمسكوا
بظواهر آيات هللا فذهبوا الى التجسيم وغيره) والتعليمية (وهو قوم من الباطنية ،قالوا بأن
في ك ّل عصر امام معصوم يعلم غيره ما بلغه من العلم)
–التقلي د واجب .قال بعضه م :ان التقلي د ه و الواج ب عل ى المكلّ ف وأ ن النظ ر واالجتهاد
فيها حرام
أدلة ا لمانعينل لتقليد )5
• استد ّل الجمهور المانعون للتقليد بأدلة ،منها:
– اوال :انّ النظر واجب ،وفي التقليد ترك الواجب فال يجوز.
• ودليل وجوب النظلر هو أنه لما نزل قوله تعالى «ان في خلق السموات
واألرض» -البقرة ( 164:)2قال عليه الصالة والسالم «ويل لمن قرأها
ول م يتف ّكرفيه ا» .فالرس ول تو ّع د عل ى ترك النظ ر والتفك ر ف ي آيات هللا ،
فد ّل على وجوب النظر
– ثانيا :اجمعت األمة على وجوب معرفة هللا تعالى وما يجوز عليه
وم ا ال يجوز ،وذل ك ال يحص ل بالتقليد .أل ن المقل د لي س مع ه اال
األخذ بقول من يقلّده وال يدري أهو الصواب أم الخطأ .وقد يكذب
المقلد فيض ّل مقلده
أدلّة ا لمجوزين)6
• أما المجوزون للتقليد فيستدلون بما يلي:
– اوال :ل و كان النظ ر واجب ا لفعل ه الص حابة وأمروا به .ولكنه م ل م
يفعلوا ،ول و فعلوه لنق ل عنه م كم ا نق ل النظ ر ف ي المس ائل الفقهي ة
الفرعية
– ثاني ا :ل و كان النظر ف ي معرفة هللا تعالى واجبا ألدى ال ى الدور .
أل ن وجوب النظ ر ال ى المأمور ب ه م ن هللا تعال ى متوق ف عل ى
معرفة هللا ،ومعرفة هللا متوقف على النظر
أدلة ا لمجيبينل لتقليد )7
• أما الذين أوجبوا التقليد وحرّ موا النظر فاحتجوا بما يلي:
– اوال :ان النظ ر مظن ة الوقوع ف ي الشبهات والتردي ف ي الضالالت
واضطراب اآلراء .بخالف التقلي د ،فان ه آم ن م ن األوهام والضالالت .
فكان س لوك م ا ه و أقرب ال ى الس المة أول ى فيج ب المص ير الي ه ،اي
التقليد
– ثاني ا :ان النظ ر منه ي عن ه بالكتاب والس نة .قال تعال ى «وم ا يجادل ف ي
آيات هللا اال الذين كفروا»-غافر ( ، 4:)40والنظر يؤدي الى فتح باب
الجدال ،فكان منهيا عنه.
– والنبي صلى هللا عليه وس لّم نهى الصحابة لمّا رآهم يتكلمون في مسألة
القدر وقال « :انم ا هل ك م ن كان قبلك م لخوضه م ف ي هذا» -أخرج ه
الترمذي من حديث أبي هريرة
ا لتقليد ف يا لمسائلا لفرعية )8
أحكام القضايا العملية التي ثبتت بطريق ظ ّني هي المجال الذي يصح فيه االجتهاد والتقليد. •
وقد اختلف العلماء في حكم التقليد في الفروع على أقوال منها ما يأتي-:
–اولها :قول الظاهرية ومعتزلة بغداد وجماعة من االمامية :وهو أن االجتهاد الزم وأن التقليد
غير جائز .فعلى ك ّل مكلّف أن يجتهد لنفسه في أمور دينه ويعمل بما أداه اليه اجتهاده
• قال ابن حزم في كتابه النبذ الكافية في علم األصول :التقليد حرام وال يح ّل ألحد أن
يأخذ قول أحد غير رسول هللا صلى هللا عليه وسلّم بال برهان لقوله تعالى «اتبعوا ما
أنزل اليكم من ربّكم وال تتبعوا من دونه اولياء» -األعراف (3:)7
• وقال ف ي اإلحكام :التقلي د كل ه حرام ف ي جمي ع الشرائ ع ،اوله ا ع ن آخره ا م ن التوحي د
والنبوة والقدر وااليمان والوعيد واالمامة والمفاضلة وجميع العبادات واالحكام
• وقال ابن عربي :التقليد في دين هللا ال يجوز عندنا ،ال تقليد حيّ وال ميّت .ويتعيّن على
السائل اذا سئل العالم أن يقول له :أريد حكم هللا أو حكم رسوله في هذه المسألة.
ا لتقليد ف يا لمسائلا لفرعية (ت ابع) )9
– ثانيها :قول الحشوية والتعليمية (كما أشرنا آنفا):
• ان النظرواالجتهاد غير جائز ،
• وأن التقليد واجب بعد زمن األئمة المجتهدين .
– ثالثها :مذهب التفصيل :وهو قول كثير من أتباع االئمة االربعة .
ومقتضاه:
• ان االجتهاد جائز،
• وأن التقليد يحرم على المجتهد ويجب على العامي الذي لم يتوفر لديه
أهلية االجتهاد ولو كان عالما.
• واختار هذا المذهب كثير من المحققين.
مذهب لتفصيل)10
ا أدلة
استد ّل مذهب التفصيل بما يلي: •
– الكتاب :وهو قوله تعالى «فاسألوا أهل الذكر ان كنتم ال تعلمون» – النحل (43 :)16
• فهذا النص عام لك ّل المخاطبين وفي ك ّل أمر ال يعلم
• أل ن األم ر مقي د بس بب (وه و عدم العل م) يتكرر بتكرره .فكلم ا وج د عدم العل م أم ر الشخ ص
بالسؤال
• وأدنى درجات األمر فى قوله تعالى «فاسئلوا» الجواز ،كما قال اآلمدي
– اجماع الصحابة والتابعين :فانهم كانوا يفتون العوام الذين يسألونهم عن حكم حادثة من الحوادث دون
نكي ر منه م ذل ك وال نه ي له م ع ن الس ؤال وال أم ر له م بتحص يل درج ة االجتهاد ،وه و أم ر معلوم
بالضرورة والتواتر من العلماء والعوام
– المعقول:
• وهو أن االجتهاد ملكة ال تحصل اال لنفر قليل من الناس .فاذا كلف بها جميع الناس كان تكليفا
بما ال يطاق ،وهو ممنوع شرعا لقوله تعالى «ال يكلف هللا نفسا اال وسعها»
• وم ن جه ة أخرى ه ي أ ن العام ي مكلّ ف باألحكام الشرعي ة وتكليف ه تحص يل رتب ة االجتهاد في ه
حرج ومشقة ،وهللا تعالى قال «وما جعل عليكم في الدين من حرج» -الحج(78:)22
أقسام ا لتقليد )11
• وقد ترتب على القول بالتفصيل في حكم التقليد ان التقليد قسمان:
محمود ومذموم
– فالتقلي د المحمود :ه و تقلي د العاج ز ع ن االجتهاد ،ألن ه ل م يقدر عل ى
ص ل الى الحكم الشرعي بنفسه .فلم يبق امامه اال اتباع من يرشده التو ّ
من اهل النظر واالجتهاد الى ما يجب عليه من التكاليف
– وأما التقليد المذموم أو المحرّ م فهو ثالثة أنواع-:
• االول :م ا تضم ن االعراض عم ا أنزل هللا وعدم االلتفات الي ه كتقلي د اآلباء
والرؤساء
• الثاني :تقليد من ال يعلم المقلد أنه أهل ألن يؤخذ بقوله
• الثالث :التقليد بعد ظهور الحجة وقيام الدليل عند شخص على خالف قول المقلد
وهذه األنواع الثالثة هي التي يحمل عليها ما ورد من آيات وأحاديث في ذم التقليد،
كما يحمل عليها كل ما نقل عن العلماء في ذ ّم التقليد .
فقد نهي األئمة األربعة عن تقليدهم وذموا من أخذ أقوالهم بغير حجة