You are on page 1of 8

‫الموضوع الحادي عشر‬

‫شرط التزام المقلد بمذهب واحد‬


‫مقدمة )‪1‬‬

‫• اذا كان طريق العامي وغير المتأهل لالجتهاد هو التقليد‬


‫لمعرفة االحكام الشر(عية‪ ،‬كما قرر جمهور العلماء‪ ،‬فهل‬
‫يجب حينئذ على المقلّد التز(ام مذهب معيّن في ك ّل واقعة؟‬
‫اختالف لفقهاء )‪2‬‬
‫ا‬
‫• اختلف هؤالء الجمهور المتفقون على وجوب التقليد على‬
‫العامي ومن ليس أهال لالجتهاد على مذاهب‪.‬‬
‫• ومح ّل الخالف‪:‬‬
‫– في رأي بعضهم‪ ،‬ومن بينهم اآلمدي وابن الحاجب‪:‬‬
‫• هو فيما اذا لم يعمل العامي برأي مجتهد في حكم حادثة من الحوادث‪.‬‬
‫• فاذا كان قد عمل فليس له الرجوع عن تقليده واتباع غيره باالتفاق‪.‬‬
‫– وفي رآي غيرهما‪:‬‬
‫• ان الخالف يجري بعد العمل أيضا‬
‫أقوا ال لفقهاء )‪3‬‬
‫اختلف الفقهاء‪ ،‬كما قلنا في هذه المسألة‪:‬‬ ‫•‬
‫– فقال بعضهم‪ :‬يجب التزام مذهب امام معيّن ‪،‬‬
‫• ألنه اعتقد أ ّنه حق فيجب عليه العمل بمقتضى اعتقاده‬
‫– وقال آخرون‪ :‬ال يج(ب تقلي(د امام مع ّي(ن ف(ي ك ّل( المس(ائل والحوادث الت(ي تعرض‪ ،‬ب(ل يجوز أ(ن يقلّ(د أ(ي مجته(د‬
‫شاء ‪ .‬فل(و التزم مذهب(ا معين(ا ‪ ،‬كمذه(ب أ(بي حنيف(ة اوالشافع(ي أ(و غيرهم(ا ال يلزم(ه االس(تمرار علي(ه‪ ،‬ب(ل يجوز‬
‫له االنتقال كليا ّ منه الى مذهب آخر ولو بعد العمل ‪.‬‬
‫• اذ أنه ال واج(ب اال ما أوجبه هللا ورس(وله‪ .‬وقد التزم بشيء لم يلزمه به هللا وال رسوله‪ .‬فانّ هللا تعالى لم‬
‫يوجب عليه اتباع مذهب معيّن‪.‬‬
‫• ولي(س التزام(ه للمذه(ب نذرا علي(ه حت(ى يج(ب الوفاء ب(ه وانم(ا أوج(ب هللا اتباع العلماء من غي(ر تخص(يص‬
‫بعالم دون آخر‪ .‬فقال سبحانه وتعالى « فسألوا أهل الذكر ان كنتم ال تعلمون»‪ -‬النحل (‪42:)16‬‬
‫• وأل(ن المس(تفتين ف(ي عص(ر الص(حابة والتابعي(ن ل(م يكونوا ملتزمي(ن بمذه(ب مع ّي(ن‪ ،‬ب(ل كانوا يس(ألون م(ن‬
‫تهي(أ له(م دون تقي(د بواح(د دون آخ(ر‪ ،‬ول(م ينك(ر علي(ه أحد‪ .‬فكان هذا اجماع(ا منه(م عل(ى عدم وجوب تقلي(د‬
‫امام أو اتباع مذهب معيّن في ك ّل المسائل‬
‫• وأيضا فان القول بالتزام مذهب يؤدي الى الحرج والضيق‪ ،‬مع أن المذهب نعمة وفضيلة ورحمة لألمة‬
‫أقوا ال لفقهاء (ت ابع) )‪4‬‬

‫• وفصّل بعضهم كاآلمدي والكمال ابن الهمام‪ ،‬فقالوا‪:‬‬


‫• ان عمل بما التزمه في بعض المسائل بمذهب معيّن فال يجوز له تقليد الغير‬
‫فيها‪.‬‬
‫• وان لم يعمل في بعضها اآلخر جاز له اتباع غيره فيها‪.‬‬
‫– اذ أنه لم يوجد في الشرع ما يوجب عليه اتباع ما التزمه‪ ،‬وانما أوجب الشرع عليه‬
‫اتباع العلماء دون تخصيص عالم على آخر‪ ،‬على ما سبق بيانه‬
‫مخا لفة ا لملتزم امامه جزئيا )‪5‬‬
‫اذا التزم العام(ي مذهب(ا معين(ا فه(ل يجوز ل(ه ان يخال(ف امام(ه ف(ي بع(ض المس(ائل ويأخ(ذ بقول غيره؟‪ .‬وبعبارة‬ ‫•‬
‫أخرى‪ :‬هل يلزمه االستمرار على ذلك المذهب‪ ،‬فال يعدل عنه الى غيره في مسألة من المسائل؟‬
‫للعلماء فيه خالف‪:‬‬ ‫•‬
‫– قيل‪ :‬اليجوز مطلقا‬
‫– وقيل‪ :‬يجوز مطلقا‬
‫– وقيل‪ :‬بالتفصيل بين أن‪:‬‬
‫• يكون قد عمل بالمسألة فال يجوز له االنتقال‬
‫• اوال يكون‪ ،‬فيجوزله ذلك‪.‬‬
‫– وقيل بتفصيل آخر بين أن‪:‬‬
‫• يكون بعد حدوث الحادثة‪ ،‬فال يجوز‬
‫• واالّ‪ ،‬جاز‬
‫وق(د علّ(ق الدكتور الزحيل(ي عل(ى هذا الخالف بقول(ه ‪« :‬واألص(ح ه(و القول بجواز مخالف(ة امام المذه(ب جزئي(ا‪،‬‬ ‫•‬
‫واألخ(ذ بغيره‪ .‬أل(ن التزام المذه(ب غي(ر ملزم‪ ،‬اذ ال واج(ب اال م(ا أوجب(ه هللا( ورس(وله‪ ,‬ول(م يوج(ب هللا( ورس(وله‬
‫على أحد من الناس أن يتمذهب بمذهب رجل من األئمة‪ ,‬مما يدل على ان ايجاب التقليد تشريع شرع جديد»‬
‫ت قليد غير ا الئمة ا الربع ة )‪6‬‬
‫هل ينح(صر جواز التقلي(د في دائرة المذاهب األربعة فقط‪ ،‬أم يجوز تقلي(د غيرهم‪ ،‬كمذاهب أعيان الص(حابة أو‬ ‫•‬
‫مذهب الظاهرية أو مذهب الليث أو األوزاعي او ابن جرير الطبري أو غيرهم؟‬
‫اخ(تلف العلماء فيه‪:‬‬ ‫•‬
‫– ‪ . 1‬فقال أكثر المتأخرين‪ :‬ال يجوز تقليد غير األئمة المجتهدين‬
‫الن مذاهبهم غير مدوّ نة وال مضبوطة‪ ،‬مما يجعل المقلد المقتدى بها عرضة للخطأ والتأويل فيها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫•‬
‫• بخالف مذاه(ب األئم(ة االربع(ة‪ ،‬فانه(ا منقح(ة معروف(ة مضبوط(ة وعناي(ة تالميذه(م بتوضي(ح الخ(ف(ي‬
‫منه(ا‪ ،‬وتخ(ص(يص عامه(ا وتقيي(د مطلقها‪ .‬وهذا يوج(ب اطمئنان النف(س ال(ى األخ(ذ به(ا لقربه(ا م(ن الح(ق‬
‫وبعدها عن الخ(طأ‬
‫• قال امام الحرمي(ن‪« :‬أجم(ع المحققون عل(ى أ(ن العوام لي(س له(م أ(ن يتعلقوا بمذاه(ب أعيان الص(حابة‬
‫رض(ي هللا( عنه(م‪ ،‬ب(ل عليه(م أ(ن يتبعوا مذه(ب األئم(ة الذي(ن س(بروا فنظروا وبوبوا األبواب وذكروا‬
‫أوضاع المسائل‪ ،‬ألنهم أوضحوا طرق النظر وهذبوا المسائل وبينوها وج(معوها‬
‫• وقال اب(ن الص(الح « يتعي(ن تقلي(د األئم(ة األربع(ة م(ن المجتهدي(ن دون غيرهم‪ .‬أل(ن مذاه(ب االربع(ة‬
‫قد انتشرت وعلم تقييد مطلقها وتخصيص عامها ونشرت فروعها‪ ،‬بخالف مذاهب غيره»‬
‫ت قليد غير ا الئمة ا الربع ة (ت ابع) )‪7‬‬
‫– ‪ .2‬وأجاز بع(ض العلماء تقلي(د غيراألئم(ة ف(ي غي(ر االفتاء‪ .‬قال الشي(خ س(ليمان‬
‫البجرمي الشافعي «ال يجوز تقليد غير األئمة االربعة في افتاء أو قضاء»‬

‫– ‪ .3‬وقال الع(ز ب(ن عب(د الس(الم‪ :‬ان المدار عل(ى ثبوت المذه(ب عن(د المقل(د‪ ,‬وغلب(ة‬
‫الظ(ن عل(ى ص(حته عنده‪ .‬فحي(ث ثب(ت عنده مذه(ب م(ن المذاه(ب ص( ّح ل(ه أ(ن يقلّده‬
‫ولو كان صاحب المذهب من غير األئمة االربعة‬

‫– ‪ .4‬وهناك رأ(ي لبع(ض المحدثي(ن‪ ،‬ملخص(ه‪ :‬ان العام(ي ال مجال ل(ه ف(ي قضي(ة‬
‫تقلي(د غي(ر األربع(ة‪ ،‬أل(ن مذهب(ه مذه(ب مفتيه‪ .‬وانم(ا المجال لم(ن كان م(ن أه(ل‬
‫الترجي(ح والنظر‪ .‬فهؤالء اذا ظفروا بقول ألح(د األئم(ة غي(ر األربع(ة عرضوه‬
‫عل(ى أدل(ة الشريع(ة ‪ .‬فاذا وجدوا دليل(ه م(ن الكتاب والس(نة الص(حيحة أقوى م(ن‬
‫دلي(((ل غيره ينبغ(((ي أ(((ن يذهبوا الي(((ه ويرجحوه بتحكي(((م قواع(((د االس(((تنباط‬
‫والمعارض والترجيح المعتبرة في علم األصول‬

You might also like