You are on page 1of 232

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬

‫وبه نستعني‬
‫نظرية احلكم الشرعي‬
‫د‪ /‬أمين أحمد النهاري‬
‫د‪ /‬محمد حافظ جمال الدين‬
‫د‪ /‬سيد محمد جيفري سيد جعفر‬
‫د‪ /‬نورهداية فوزي‬
‫د‪ /‬علي ساجد‬
‫د‪ /‬محمد شهيد محمد نوح‬
‫د‪ /‬محمد سيف األنوار محمد ناوي‬
‫د‪ /‬محمدين عبد النيري‬
‫د‪ /‬محمد تقي الدين محمد‬

‫أكاديمية الدراسات اإلسالمية‬


‫جامعة ماليا‬
‫‪:‬أمور يجب االنتباه لها ومراعاتها•‬
‫‪.‬أوًال‪ :‬إخالص النية•‬
‫‪.‬ثانيًا‪ :‬فضل طلب العلم•‬
‫قال تعاىل( َفَلْوَال َنَف َر ِم ن ُك ِّل ِفْرَقٍة ِّم ْنُه ْم َطآِئَف ٌة ِّلَيَتَف َّقُه وْا يِف الِّديِن َو ِلُينِذُر ْاو‬
‫‪َ.‬قْو َم ُه ْم ِإَذا َرَج ُعوْا ِإَلْيِه ْم َلَعَّلُه ْم ْحَيَذ ُروَن )التوبة‪122 :‬‬
‫وعن معاوية رضي اهلل عنه قال‪ :‬مسعت الَّنَّيِب َص َّلى الَّلُه َعَلْيِه َو َس َّل‬
‫َم‬
‫‪َ.‬يُقوُل ‪َ (:‬مْن ُيِرْد الَّلُه ِبِه َخ ْيًرا ُيَف ِّق ْه ُه يِف الِّديِن ) رواه البخاري‬
‫‪.‬ثالثًا‪ :‬اللغة العربية وأهميتها في تعلم القرآن الكريم •‬
‫مل ينزل القرآُن إال باللغِة العربية؛ قال تعاىل‪ِ{ :‬إَّنا َأنَزْلَناُه ُقْرآنًا َعَرِبّيًا َّلَعَّلُك ْم َتْع ِق ُلوَن }يوسف‪1- 2‬‬
‫‪.‬وقال‪ِ ﴿ :‬بِلَس اٍن َعَر ٍّيِب ُمِبٍني ﴾ [الشعراء‪]195 :‬‬
‫»يقول عمُر بن اخلطاب ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪" :-‬تعَّلموا العربيَة؛ فإهنا من ديِنكم‬
‫‪:‬أن اعتياد التكلم باللغة العربية يؤِّثر يف العقِل واخللق والدين ‪2-‬‬
‫يقول ابن تيمَّية‪" :‬اعلم أَّن اعتياد اللغِة يؤثر يف العقِل واخللِق والِّديِن تأث ا قوًّيا بيًنا‪ ،‬ويؤثر أي ا يف مشاهبِة صدِر هذه األَّم ِة‬
‫ًض‬ ‫ِةًري‬
‫"من الَّص حاب والتابعني‪ ،‬ومشاهبتهم تزيد العقَل والديَن واخللَق‬
‫َجَعل علماُء أصوِل الفقه من شروط المجتهد أن يكون عالًم ا بأسراِر العربية‪ ،‬وبخاصة علم النحو؛ ألَّن الشريعَة •‬
‫ِم‬
‫عربية وال سبيل إلى فه ها إال بفهِم كالم العرب‪ ،‬وما ال يتُّم الواجُب إال به فهو واجب‪ ،‬كما ذكر ذلك صاحُب‬
‫" "المحصوِل في أصول الفقه‬
‫»يقول الشافعي‪« :‬ال ُأسأل عن مسألٍة من مسائل الفقه‪ ،‬إال أجبت عنها من قواعِد النحو •‬
‫"وقال أيًض ا‪" :‬ما أردت بها ‪ -‬يعني‪ :‬العربية ‪ -‬إال االستعانَة على الفقه •‬
‫‪.‬رابعًا‪ :‬االهتمام بأدوات التعلم •‬
‫سأنبيك عن تفصيلها ببيان‬ ‫أخي لن تنال العلم إال بستة‬
‫وصحبة أستاذ وطول زمان‬ ‫ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة‬
‫نظرية الحكم‬

‫أصول •الفقه‬
‫تعريفاصول الفقه‬
‫تعريف‬

‫ابعتباره َعَلمًا أو لقبًا‬ ‫ابعتباره مركبًا إ ضافيًا‬


‫عىل ِعٍمْل خمصوص‬ ‫يتكون من لكمتني‪:‬‬
‫‪-1‬لكمة أصول‬
‫‪ -2‬لكمة فقه‬
‫أصول الفقه باعتباره مركبا إضافيًا‬
‫‪ ‬معاني األصل‪:‬‬ ‫األصل•‬
‫األصل يف اللغة ما ينبين عليه غريه‪ ،‬ويطلق‬ ‫‪:‬وردت كلمة األصل في القرآن الكريم •‬
‫ويراد به معان عدة‪:‬‬ ‫} َك َش َج رٍة َطِّيَبٍة َأْص ُلَه ا َثاِبٌت َو َفْرُعَه ا يِف الَّس َم اء { •‬
‫‪.‬إبراهيم‪:‬آية‪24‬‬
‫‪ -1 ‬األصل مبعىن الدليل نقول (أصل‬ ‫الصافات‪:‬آية } ِإَّنَه ا َش َج َرٌة ْخَتُرُج يِف َأْص ِل اَجْلِح يِم { •‬
‫هذه املسألة اإلمجاع)‪.‬‬ ‫‪64.‬‬
‫‪ -2 ‬األصل مبعىن الراجح (األصل يف‬ ‫َم ا َقَطْع ُتم ِّم ن ِّليَنٍة َأْو َتَرْك ُتُم وَه ا َقاِئَم ًة َعَلى ُأُصوَهِلا{ •‬
‫‪.‬احلشر‪:‬آية‪َ } 5‬فِبِإْذِن الَّلِه‬
‫الكالم احلقيقة)‪.‬‬
‫‪ -3 ‬األصل مبعىن القاعدة (األصل أن‬
‫الفاعل مرفوع)‪.‬‬
‫‪ -4 ‬األصل مبعىن املستصحب (األصل‬
‫يف األشياء اإلباحة)‪.‬‬
‫الفقه ‪:‬يف اللغة العلم بالشيء والفهم له‪ ،‬ويستعمل يف •‬
‫‪،‬القرآن لدقة الفهم‬
‫•‬ ‫قال تعاىل‪َ { :‬فَم ا ـَهِلُؤالء اْلَق ْو ِم َال َيَك اُدوَن‬
‫‪َ.‬يْف َق ُه وَن َح ِد يثًا } النساء‪78 :‬‬
‫الفقه اصطالحا‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫•‬ ‫ورد الفقه أكثر من عشرين مرة يف القرآن الكرمي‬
‫قال تعالى‪َ {:‬فَلْوَال َنَف َر ِم ن ُك ِّل ِفْرَقٍة ِّم ْنُه ْم َطآِئَف ٌة‬
‫العلم باألحكام الشرعية‬ ‫‪‬‬ ‫‪ِّ.‬لَيَتَف َّق ُه وْا يِف الِّديِن } التوبة‪122:‬‬
‫وقال تعاىل‪َ{:‬قاُلوْا َيا ُش َعْيُب َم ا َنْف َق ُه َك ِثريًا َّمِّما‬
‫العملية املكتسب من‬ ‫‪َ.‬تُقوُل }هود‪:‬آية ‪91‬‬

‫أدلتها التفصيلية‬
‫تعريف أصول الفقه باعتباره َعَلما أو لقبًا‬
‫هو العلم بالقواعد واألدلة اإلجمالية التي يتوصل بها إلى استنباط األحكام الشرعية‬
‫‪.‬العملية من أدلتها التفصيلية‬
‫‪.‬أو هي القواعد نفسها‬
‫‪.‬فالقواعد هي الضوابط الكلية العامة التي تشتمل على أحكام جزئية‬
‫‪:‬أمثلة‬
‫قوله تعالى (وأقيموا الصالة وآتوا الزكاة) البقرة‪ .43 :‬فقوله «وأقيموأ – وآتوا»‪1- :‬‬
‫‪.‬صيغة أمر‪ ،‬واألمر يقتضي الوجوب‬
‫قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪(:‬ال تبع ما ليس عندك) ال تبع‪ :‬صيغة نهي‪ ،‬والنهي ‪2-‬‬
‫‪.‬يقتضي التحريم‬
‫قوله تعالى‪َ( :‬لْيَس َعَلى اَأْلْع َم ى َح َر ٌج ) النور‪ .61:‬فصيغة نفي الحرج تدل على ‪3-‬‬
‫‪.‬اإلباحة‬
‫الفرق بين الفقه وأصول الفقه‬
‫‪:‬ويتفق الفقه واألصول في الغرض •‬ ‫األصولي يبحث في األدلة الكلية أو •‬
‫وهو أن غرض كل منهما التوصل •‬ ‫‪.‬اإلجمالية‬
‫إلى األحكام الشرعية‬ ‫الفقيه يبحث في األدلة الجزئية •‬
‫الفقيه يسير في ضوء ما وضعه •‬
‫األصولي من القواعد والضوابط‬
‫‪.‬ويأخذ بها كقواعد مسلمة‬
‫مثال‪ :‬األمر للوجوب‪ ،‬والنهي‬
‫‪.‬للتحريم‬
‫نشأة علم أصول الفقه‬
‫الحاج• ••ة إلى الت• ••دوين ظه• ••رت بع • ••د انق • ••راض عص• ••ر •‬
‫‪.‬التابعين‬
‫ُوِج د أصول الفقه منذ أن ُوِج د الفقه‪• ،‬‬
‫أول من دّو ن علم أص••ول الفق••ه ه•و اإلم•ام محم••د بن •‬ ‫ولكن الفقه سبق علم األصول في‬
‫‪.‬إدريس الشافعي في كتاب الرسالة‬ ‫‪.‬التدوين‬
‫ق•ال الفخ•ر ال•رازي‪ « :‬اتف•ق الن•اس •‬ ‫كان الصحابة يعملون بالقواعد وكانت •‬
‫على أن أول من ص• • • •ّنف في ه • • ••ذا‬ ‫‪.‬حاضرة لديهم‬
‫العلم ه• ••و الش• ••افعي‪ ،‬وه• ••و ال• ••ذي‬ ‫فقاعدة الصحابة في البحث عن •‬
‫رّتب أبواب • ••ه‪ ،‬ومّي ز بعض أقس • ••امه‬ ‫‪:‬الحكم هي‬
‫عن بعض‪ ،‬وش • • • • • ••رح مراتب • • • • • ••ه في‬ ‫‪.‬الكتاب ثم السنة ثم االجتهاد‬
‫»الضعف والقوة‬ ‫وسار التابعون على نهج الصحابة في‬
‫‪.‬االستدالل‬
‫طرق التأليف بعد الشافعي‬

‫‪ .3‬طريقة المتأخرين‬ ‫‪ .2‬طريقة الفقهاء‬ ‫‪ .1‬طريقة المتكلمين‬


‫(الجمع بين الطريقتين)‬ ‫(الحنفية)‬ ‫(الجمهور أو الشافعية)‬

‫‪11‬‬
‫مناهج وطرق التدوين في أصول الفقه‬
‫‪:‬طريقة الفقهاء (الحنفية) ‪• 2-‬‬ ‫طريقة المتكلمين (الجمهور أو ‪• 1-‬‬
‫تقوم على تقرير القواعد األصولية على ضوء ما نقل عن •‬
‫‪.‬األئمة من الفروع الفقهية‬ ‫الشافعية)‬
‫تقوم على تقرير القواعد األصولية مدعومة باألدلة النصية وتكون القاعدة األصولية منسجمة مع الفرع الفقهي‪ ،‬بغض •‬
‫‪.‬النظر عن مجرد البرهان النظري‬ ‫واللغوية والكالمية والعقلية‪ ،‬دون النظر إلى فروع‬
‫المذاهب الفقهية (االقتصار على الفروع الفقهية لمجرد‬
‫‪.‬لذا كثر في كتبهم ذكر الفروع والقواعد المتفقة معها •‬ ‫‪.‬التوضيح والمثال)‬
‫)أصول الفقه تخضع للفروع(‬ ‫‪).‬فالقواعد األصولية حاكمة على الفروع الفقهية(‬
‫مناهج وطرق التدوين في أصول الفقه‬
‫‪:‬طريقة الفقهاء (الحنفية) ‪• 2-‬‬ ‫طريقة المتكلمين (الجمهور أو الشافعية) ‪• 1-‬‬
‫‪:‬من الكتب المؤلفة •‬ ‫‪:‬من الكتب المؤلفة فيه‬
‫كتاب ‪ :‬الفصول في األصول ألبي بكر ‪1-‬‬ ‫البرهان إلمام الحرمين عبد الملك الجويني ‪1-‬‬
‫‪.‬الجصاص (ت‪370‬هـ)‬ ‫(ت‪413‬هـ)‬
‫المستصفى‪ ،‬لإلمام أبي حامد الغزالي (ت‪505‬هـ) ‪2-‬‬
‫‪.‬تقويم األدلة ‪ ،‬ألبي زيد الدبوسي (ت‪430‬هـ) ‪2-‬‬
‫المحصول لإلمام فخر الدين الرازي (ت‪606‬هـ) ‪3-‬‬
‫أصول البزدوي ( كنز الوصول إلى معرفة ‪3-‬‬
‫األصول) لفخر اإلسالم البزدوي‬
‫‪).‬ت‪483‬هـ(‬
‫الجمع بين الطريقتين وذلك بتقرير القواعد األصولية المجردة التي يسندها ‪• 3-‬‬
‫الدليل‪ ،‬مع االلتفات إلى المنقول عن األئمة‪ .‬ظهرت هذه الطريقة قي القرن السابع‬
‫‪.‬الهجري‬
‫‪:‬من الكتب المؤلفة في ذلك‬
‫بديع النظام الجامع بين أصول البزدوي واألحكام لإلمام مظفر الدين بن الساعاتي ‪1-‬‬
‫‪(.‬ت‪649‬هـ)‬
‫‪.‬جمع الجوامع لإلمام السبكي الشافعي‪ ،‬المتوفى (‪771‬هـ) ‪2-‬‬
‫‪.‬التحرير لإلمام ابن الهمام الحنفي (ت‪861‬هـ) ‪3-‬‬
‫أبواب علم أصول الفقه‬
‫االجتهاد‬ ‫طرق االستنباط‬ ‫األدلة‬ ‫األحكام‬

‫الاجتهادية‬ ‫النصية‬ ‫الوضعية‬ ‫التكليفية‬


‫أركان نظرية الحكم‬

‫الركن الرابع‬ ‫الركن الثالث‬ ‫الركن الثاني‬ ‫الركن األول‬

‫المحكوم فيه‬ ‫الحاكم‬ ‫الحكم‬


‫المحكوم عليه‬
‫(نفس الفعل )‬ ‫وهو اهلل تعالى‬ ‫((التكليفي والوضعي)‬
‫(المكلف )‬
‫مثال تطبيقي (الصالة)‬

‫•‬ ‫(الوجوب‪ :‬حكم تكليفي) حكم الصالة‬


‫الحاكم •‬ ‫(اهلل تعالى وهو اآلمر بالصالة)‬
‫(المكلف‪ :‬المسلم البالغ العاقل)•‬ ‫المحكوم عليه‬
‫( نفس الفعل‪ :‬الصالة) المحكوم فيه •‬
‫الركن األول‪ :‬احلكم الشرعي‬
‫‪ .‬الحكم في اللغة‪ :‬المنع •‬
‫‪.‬في االصطالح‪ :‬هو خطاب اهلل المتعلق بأفعال المكلفين باالقتضاء‪ ،‬أو التخيير‪ ،‬أو الوضع •‬
‫شرح التعريف •‬
‫‪ :‬خطاب اهلل‪ :‬اي كالمه تعالى‪ ،‬ويعرف خطاب اهلل بأمرين •‬
‫‪ .‬إما بالمباشرة ‪ :‬وهو القرآن الكريم •‬
‫‪.‬أو بالواسطة كالسنة النبوية •‬
‫قال تعالى‪َ:‬و َم ا َينِط ُق َعِن اْلَه َو ى{‪ِ }3‬إْن ُه َو ِإاَّل َوْح ٌي ُيوَح ى{‪• }4‬‬
‫‪ .‬ثم بواسطة اإلجماع الذي مستنده الكتاب والسنة •‬
‫‪.‬ثم سائر األدلة الشرعية •‬
‫الركن األول‪ :‬احلكم الشرعي‬

‫‪،‬االقتضاء‪ :‬هو الطلب‪ ،‬منه قوله تعالى ‪َ{ :‬و َقَض ى َرُّبَك َأَّال َتْع ُبُد وْا ِإَّال ِإَّياُه َو ِباْلَو اِلَد ْيِن ِإْح َس انًا} اإلسراء‪• 23:‬‬
‫‪.‬أي طلب منكم أيها المكلفين أال تعبدوا إال اهلل وأن تبروا الوالدين •‬
‫‪.‬ويشمل طلب الفعل وطلب الترك تقول‪ :‬أقضي عليك أن تفعل هذا‪ ،‬وأن تترك ذلك •‬

‫‪.‬التخيير‪ :‬التسوية بين فعل الشيء وتركه ‪ ،‬وعدم ترجيح أحدهما على اآلخر •‬

‫‪.‬الوضع‪ :‬جعل شيء سببا آلخر ‪ ،‬أو شرطا له أو مانعا منه أو صحيحا أو فاسدا •‬
‫ينقسم الحكم الشرعي‬
‫إلى قسمين‬

‫احلكم الوضعي‪ :‬وهو ما‬ ‫‪:‬احلكم التكليفي‬


‫يقتضي جعل شيء سببًا‬ ‫فاألحكام الوضعية‬ ‫وهو ما يقتضي طلب‬
‫‪،‬لشيء آخر‬ ‫هي املوصلة‬ ‫‪،‬الفعل‬
‫أو شرطا فيه‪ ،‬أو مانعا‬ ‫ملعرفة األحكام‬ ‫‪،‬أو الكف عنه‬
‫منه‪.‬‬ ‫التكليفية‬
‫‪.‬‬
‫أو التخيري بني‬
‫• وسمي وضعيا‪ :‬ألنه‬ ‫‪.‬الفعل والرتك‬
‫ربط بين شيئين بوضع‬ ‫•وسمي تكليفيا‪ :‬ألنه‬
‫من الشارع‪.‬‬ ‫يتضمن التكليف بفعل‬
‫أو ترك فعل أو التخيير‬
‫بينهما‪.‬‬
‫أمثلة على احلكم الشرعي بنوعيه‬
‫‪:‬القسم الثاني‪ :‬الحكم الوضعي‬ ‫القسم األول‪ :‬الحكم التكليفي‬
‫بزوالِ الشمِس تجُب صالة الظهر •‬ ‫إقامةُ الصالة واجبة •‬
‫** السبب **‬ ‫** الواجب **‬
‫ال تصُّح الصالُة إال بالطهارة •‬ ‫أكل الميتةِ حرام •‬
‫** الشرط **‬ ‫** المحرم **‬
‫األمومة مانعٌة من صحِة الزواج •‬ ‫ركعتا الفجر مستحبتان •‬
‫** المانع**‬ ‫**المستحب**‬
‫بيُع اللبن صحيح •‬ ‫االلتفات في الصالة مكروه •‬
‫**الصحة **‬ ‫** المكروه **‬
‫بيع الخمر فاسد •‬ ‫األكل من الغنائم حالٌل •‬
‫** الفساد **‬ ‫** المباح **‬
‫الفرق بين األحكام التكليفية واألحكام الوضعية‬
‫‪:‬أن األحكام التكليفية تحت قدرة المكلف‪ ،‬جميعها أمر يستطيع المكلف فعله وتركه •‬
‫“ قال تعالى ‪ " :‬ال يكلف اهلل نفسا اال وسعها " وقال تعالى " وهلل على الناس حج بيت من استطاع إليه سبيال‬
‫‪:‬أما األحكام الوضعية قسمان •‬
‫منها ما يدخل في قدرة المكلف كبلوغ نصاب الزكاة أو السفر‪ ،‬أو السرقة‪ ،‬أو النكاح‪ ،‬أو القتل المانع من‪• 1:‬‬
‫‪.‬اإلرث‬
‫‪.‬ومنها ما ليس تحت قدرته واستطاعته كدخول أوقات الصالة‪ ،‬وشهر رمضان‪ ،‬والبلوغ‪• 2:‬‬
‫‪.‬األحكام الوضعية هي الموصلة لمعرفة األحكام التكليفية الخمسة •‬
‫أنواع األحكام التكليفية‬
‫‪:‬ينقسم األحكام التكليفية إلى خمسة أنواع •‬
‫‪.‬اإليجاب – الندب – التحريم – الكراهة – اإلباحة •‬
‫‪،‬ألن طلب الفعل إن كان جازما فهو اإليجاب •‬
‫‪.‬وإن كان طلب الفعل غير جازم فهو الندب •‬
‫‪،‬وطلب الكف إن كان جازما فهو التحريم •‬
‫‪.‬وإن كان طلب الكف غير جازم فهو الكراهة •‬
‫‪.‬وإن كان الخطاب على وجه التخيير فهو اإلباحة •‬
‫أنواع األحكام التكليفية‬
‫‪:‬فتكون األمور المطلوبة فعلها أو تركها أو المخير فيها خمسة أنواع •‬
‫الواجب •‬
‫الفعل الطلوب إيقاعه‬
‫المندوب •‬
‫الحرام •‬
‫الفعل الطلوب تركه‬
‫المكروه •‬
‫الفعل المخير بين الفعل والترك •‬ ‫المباح‬
‫الحكم األول‪ :‬الواجب‬
‫‪:‬تعريفه •‬
‫و ا َفُك ُلوا ِم ا) الحج‪• 36‬‬
‫ْنَه‬ ‫َوَجَبْت‬
‫ُج ُن ُبَه‬ ‫‪.‬الواجب لغة‪ :‬الساقط‪ .‬قال تعالى‪َ( :‬فِإ َذا‬
‫اصطالحًا‪ :‬هو ما طلب الشارع من المكلف فعله على وجه اللزوم ‪ ،‬بحيث ُيذُّم تارُك ه‪ ،‬ومع الذِّم العقاُب ‪ ،‬وُيمَدح‬
‫‪.‬فاعُله‪ ،‬ومع المدِح الثواُب‬
‫‪.‬حكم الواجب‪ :‬يثاب فاعله‪ ،‬ويعاقب تاركه‪ ،‬ويكفر من أنكره إذا ثبت بدليل قطعي‬
‫صيغ الواجب‬
‫‪:‬يستفاد الوجوب من صيغة الطلب وصيغ الوجوب على أنواع •‬

‫‪ :‬صيغ األمر‪ ،‬وهي ‪• 1-‬‬


‫‪ .‬أ_فعُل األمر‪ ،‬نحو (َوَأِقيُم وْا الَّصَالَة)‬
‫ب_ الفعل المضارع المقتـرن بـالم األمر ‪ ،‬نحو (َو ْلُيوُفوا ُنُذ وَرُه ْم ) (َو ْليَْع ُف وا َو ْليَْص َف ُح وا)‬
‫ج‪ -‬المصدر النائب عن فعله مثل (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) محمد‪4:‬‬

‫‪ :‬ألفاظ موضوعة في اللغة لإليجاب واإللزام ‪• 2-‬‬


‫أ_ فرض ‪ ،‬وما اشتق منها ‪ ،‬نحو ( خمُس صلوات افترضهَّن اهلل على العباد )‬
‫ب_ كتب ‪ ،‬وما اشتق منها ‪ ،‬نحو (َيا َأُّيَه ا اَّلِذ يَن آَمُنوْا ُك ِتَب َعَلْيُك ُم الِّص َياُم)‬
‫ج_ وجب‪ ،‬وما اشتّق منها ‪ ،‬نحو ( تعاّفوا الحدود فيما بينكم ‪ ،‬فما بلغني من حد فقد وجب‬
‫‪).‬‬
‫صيغ الواجب‬
‫‪ :‬ألفاظ موضوعة في اللغةِ لإليجاب واإللزام ‪• 2-‬‬

‫د_ األمر ‪ ،‬وما اشتق منه ‪ ،‬نحو (ِإَّن الّلَه َيْأُمُرُك ْم َأن ُتؤُّدوْا اَألَماَناِت ِإَلى َأْه ِلَه ا)‬
‫ه ـ ‪ -‬حرف «على»‪ ،‬نحو (وهلل على الناس حج البيت) آل عمران‪97 :‬‬

‫الوعيد على الترك‪ :‬نحو ‪َ{ :‬و َمن َّلْم ُيْؤ ِم ن ِبالَّلِه َوَرُس وِلِه َفِإ َّنا َأْع َتْدَنا ِلْلَك اِفِريَن َس ِعيرًا }‪• 3_ .‬‬
‫‪.‬الفتح‪ .13:‬فاآلية توجب اإليمان باهلل ورسوله‬
‫َو َمْن ُيَو ِّلِه ْم َيْوَمِئٍذ ُدُبَرُه ِإاَّل ُمَتَح ِّرًفا ِلِق َتاٍل َأْو ُمَتَح ِّيًزا ِإَلى ِفَئٍة َفَق ْد َباَء ِبَغَض ٍب ِم َن الَّلِه َو َمْأَواُه( •‬
‫األنفال‪َ) 16 :‬ج َه َّنُم َو ِبْئَس اْلَم ِص ُري‬
‫‪.‬واآلية توجب الثبات وتحرم الفرار عند لقاء العدو •‬
‫الفرق بين الواجب والفرض‬
‫الواجب هو الفرض عند الجمهور فهما سواء ال يختلفان في الحكم•‬
‫‪.‬وال في المعنى‬
‫‪:‬أما الحنفية فقد فرقوا بين الفرض والواجب من حيث الدليل•‬
‫فإذا كان الدليل قطعيًا ال ظنيًا فيسمى فرضا ال واجبا‪ .‬مثل أركان‬
‫‪.‬اإلسالم الخمسة‬
‫أما إذا كان الدليل ظنيًا مثل وجوب صدقة الفطر وصالة الوتر‪ ،‬فهما •‬
‫‪.‬واجبتان عندهم وليستا بفرضين‬
‫فالحنفية نظروا إلى دليل لزوم الفعل‪ ،‬والجمهور نظر إلى الفعل ذاته‪•،‬‬
‫‪.‬بغض النظر عن الدليل‬
‫تقسيمات الواجب‬
‫باعتبار‬ ‫باعتبار تعيين‬ ‫باعتبار تقديره‬ ‫باعتبار وقت‬
‫من يقوم به‬ ‫المطلوب وعدم‬ ‫األداء‬
‫وعدم تقديره‬
‫تعينه‬
‫واجب‬

‫واجب‬
‫واجبكفائي‬

‫واجب عيني‬

‫واجب‬ ‫واجب‬
‫واجب‬
‫واجب‬ ‫واجب‬
‫واجب‬ ‫مقيد‬ ‫مطلق‬
‫عيني‬
‫كفائي‬

‫مخير‬
‫مخير‬ ‫معين‬
‫معين‬
‫واجب‬
‫واجب‬ ‫واجب‬
‫واجب‬
‫غري‬
‫غير‬ ‫حمدد‬
‫محدد‬ ‫واجب‬ ‫واجب‬
‫حمدد‬
‫محدد‬ ‫مضيق‬ ‫موسع‬
‫أوًال‪ :‬الواجب باعتبار وقت أدائه‬
‫واجب مطلق‪ :‬هو ما طلب الشارع فعله ‪ ،‬دون أن يقيد أداءه بوقت ‪•1-‬‬
‫‪.‬معين‬

‫فللمكلف أن يفعله في أي وقت شاء‪ ،‬لكن ينبغي للمكلف المبادرة في•‬


‫‪.‬فعله مثل ‪ :‬الكفارة الواجبة في اليمين‬
‫فللمكلف أداؤها في أي وقت شاء‪ .‬فإذا شاء كّف ر بعد الحنث مباشرة‪•،‬‬
‫‪.‬وإن شاء كَّف ر بعد ذلك‬
‫ومثل‪ :‬قضاء صوم رمضان لمن أفطر بعذر‪ .‬فله أن يقضي متى شاء دون•‬
‫‪.‬تقيد بعام مخصوص عند الحنفية‬
‫أوًال‪ :‬الواجب باعتبار وقت أدائه‬
‫الواجب المقيد‪ :‬هو ما طلب الشارع فعله وعين ألدائه وقتا محددا‪•2- :‬‬
‫كالصلوات الخمس‪ ،‬وصوم رمضان‪ .‬فال يجوز أداؤه قبل وقته المحدد ‪،‬‬
‫‪.‬ويأثم بتأخيره بعد وقته من غير عذر‬

‫أنواع الواجب المقيد‪ :‬ينقسم الوجب المقيد إلى الواجب المضيق•‬


‫‪.‬والواجب الموسع‬
‫فالواجب المضيق هو أن يكون وقت الوجوب مقدرا بقدر الفعل ‪•.‬‬
‫‪.‬وذلك كاليوم بالنسبة للصوم‬
‫أوًال‪ :‬الواجب باعتبار وقت أدائه‬
‫والواجب الموسع هو أن يكون وقت الواجب أكثر من وقت فعله•‬
‫‪.‬كأوقات الصلوات‬
‫‪:‬الفروع•‬
‫‪.‬إن الصالة تجب بأول الوقت وجوبا موسعا إلى آخر الوقت•‬
‫إن تعجيل الصلوات في أوائل األوقات أفضل لئال يتعرض لخطر•‬
‫‪.‬العقاب‬
‫إن المسافر إذا سافر في أول الوقت أو حاضت المرأة بعد دخول•‬
‫الوقت‪ ،‬ومضى مقدار الفعل من الزمان‪ ،‬يجب اإلتمام على المسافر‪،‬‬
‫‪.‬ويجب القضاء على الحائض‪ ،‬ألنهما أدركا وقت الوجوب‬
‫‪.‬إن الحج يجب وجوبا موسعا يسوغ تأخيره مع القدرة عليه•‬
‫ثانيًا‪ :‬باعتبار تقديره وعدم تقديره‬
‫‪:‬الواجب باعتبار المقدار المطلوب منه(الكمية) ينقسم إلى•‬
‫الواجب المحدد‪ :‬هو ما عين الشارع منه مقدارا محددا‪•1- :‬‬
‫‪ .‬كمقادير الزكاة‪ ،‬والديات‪ ،‬وعدد الركعات في الصالة‬
‫‪.‬يثبت في ذمة المكلف وال تبرأ ذمته إال بأدائه •‬
‫الواجب غير المحدد‪ :‬هو الواجب الذي لم يحدد له ‪•2-‬‬
‫الشارع بمقدار‪ .‬كاإلنفاق في سبيل اهلل‪ ،‬والتعاون على البر‬
‫والتقوى‪ ،‬والتصدق على الفقراء إذا وجب بالنذر‪ ،‬وإطعام الجائع‬
‫‪.‬ال يثبت َدْينا في ذمة المكلف•‬
‫ثالثًا‪ :‬باعتبار تعين المطلوب وعدم تعينه‬
‫‪ :‬ينقسم بهذا االعتبار إلى قسمين •‬

‫الواجب المعين‪ :‬هو ما طلبه الشارع بعينه من غير تخيير للمكلف بين أمور مختلفة كالصالة‪• 1- ،‬‬
‫‪.‬والصيام‪ ،‬ورد المغصوب‪ ،‬ورد الَّد ين‬
‫‪.‬وال تبرأ الذمة إال بفعله بعينه •‬

‫الواجب المخير‪ :‬هو ما طلبه الشارع ال بعينه ‪ ،‬ولكن ضمن أمور معلومة وللمكلف أن يختار واحدا ‪•2-‬‬
‫‪.‬منها ألداء هذا الواجب‬
‫مثاله‪ :‬كفارة اليمين‪ ،‬فإن اهلل تعالي أوجب على من حنث في يمينه أن يأتي بواحد من أمور ثالثة‪ :‬إطعام عشر مساكين أو •‬
‫‪.‬كسوتهم أو عتق رقبة‪ .‬ففيه تخيير للمكلف‬
‫‪.‬مثال آخر (حَّتى ِإَذا َأْثَخ نُتُم وُه ْم َفُش ُّد وا اْلَو َثاَق َفِإ َّما َمّنًا َبْع ُد َو ِإَّما ِفَد اء) محمد‪• 4 :‬‬
‫رابعًا‪ :‬ابعتبار املطالبني بأدائه‬
‫‪:‬وهو بهذا االعتبار قسمين•‬

‫الواجب العيني‪ :‬ما طلب الشارع حصوله من كل واحد من ‪•1-‬‬


‫المكلفين‪ ،‬فال تبرأ ذمة المكلف منه إال بأدائه‪ ،‬وال يغني عنه قيام غيره‬
‫‪.‬به‬
‫فالمنظور إليه في هذا الواجب‪ ،‬الفعل نفسه والفاعل نفسه‪ .‬كالصالة•‬
‫‪.‬والصيام والوفاء بالعقود‬
‫رابعًا‪ :‬ابعتبار املطالبني بأدائه‬
‫واجب كفائي‪ :‬هو ما طلب الشارع حصوله من جماعة المكلفين ال ‪•2-‬‬
‫من كل فرد‪ ،‬إذا فعله البعض سقط عن الباقين‪ .‬وإذا لم يقم به أحد‪ ،‬أثم‬
‫‪.‬جميع القادرين‬
‫فالمقصود إيجاد الفعل ال ابتالء المكلف‪ .‬كاإلفتاء‪ ،‬والقضاء‪ ،‬وكصالة •‬
‫‪.‬الجنازة وطلب العلم الشرعي‬
‫وقد يصير الواجب الكفائي واجب عينا إذا لم يحصل المقصود إال به•‬
‫‪.‬كالشاهد على واقعة لم يحضرها إال هو‬
‫‪.‬وكالطبيب في القرية‪ ،‬إذا لم يكن غيره‪ ،‬تعَّين عليه إسعاف المرضى•‬
‫النوع الثاني من الحكم التكليفي‪ :‬المندوب‬
‫‪:‬تعريف المندوب •‬
‫‪.‬الندب لغة‪ :‬الدعاء إلى األمر المهم‪ ،‬والمندوب‪ :‬المدعو إليه •‬
‫‪.‬الندب اصطالحًا‪ :‬هو ما طلب الشارع فعله من غير إلزام بحيث ُيْم َدُح فاعُله وال ُيَذُّم تارُك ه •‬
‫كيف نعرف المندوب؟ •‬
‫نعرف المندوب من صيغة الطلب التي تدل على عدم اإللزام كقول النبي (ص)‪« :‬من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت‪1- ،‬‬
‫»ومن اغتسل فالغسل أفضل‬
‫صيغة األمر إذا اقترن بها ما يدل على إرادة الندب ال اإللزام‪ ،‬مثال‪ :‬قوله تعالى‪َ{:‬يا َأُّيَه ا اَّلِذ يَن آَمُنوْا ِإَذا َتَد اَينُتم ِبَد ْيٍن ِإَلى ‪2-‬‬
‫‪َ،‬أَج ٍل ُّمَس ًّم ى َفاْك ُتُبوُه} البقرة‪282:‬‬
‫‪.‬والقرينة الصارفة من اإللزام إلى الندب هي قوله تعالى{فِإ ْن َأِم َن َبْع ُضُك م َبْع ضًا َفْلُيَؤ ِّد اَّلِذ ي اْؤ ُتِم َن َأَم اَنَتُه} البقرة‪283‬‬
‫النوع الثاني من الحكم التكليفي‪ :‬المندوب‬
‫فهذا النص يدل على أن طلب كتابة الدين‪ ،‬إنما يراد به الندب ال اللزوم‪ ،‬فهو من قبيل اإلرشاد للعباد لما يحفظون به‬
‫‪.‬حقوقهم من الضياع‪ ،‬فإذا لم يأخذوا بهذا اإلرشاد تحملوا نتيجة إهمالهم‬
‫•‬
‫‪.‬وقوله تعالى‪ { :‬فاَك ِتُبوْمُه ْن َعِلْمْمُت ِف ِهي ْم َخ رْي ًا }‬
‫النور‪33‬‬
‫الشرعية «إن المالك حر في التصرف في ملكه‬ ‫‪».‬فالمكاتبة هنا مندوبة‪ ،‬والقرينة هنا هي القاعدة ِإ‬
‫وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪(:‬يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) فال يدل على وجوب النكاح بقرينة ما عرف‬
‫‪.‬بالتواتر عن النبي (ص) أنه لم يلزم كل مكلف بالنكاح‪ ،‬ولو مع قدرته عليه‬
‫‪.‬تسميات المندوب‪ :‬ويسمى أيضا بالسنة‪ ،‬والتطوع‪ ،‬والمستحب‪ ،‬والنافلة‪ ،‬واإلحسان‪ ،‬والرغيبة •‬
‫‪.‬وهذه األسماء مترادفة عند جمهور األصوليين من الشافعية‪ ،‬والحنابلة •‬
‫‪:‬والمندوب أو السنة ينقسم إلى ثالثة أنواع •‬
‫سنة مؤكدة‪ :‬وهي السنة التي الزم النبي على أدائها ولم يتركها إال نادرًا‪ .‬مثل صالة ركعتين قبل صالة فرض الفجر‪• 1-،‬‬
‫‪.‬واألذان واإلقامة‪ ،‬والمضمضة واالستنشاق‪ ،‬وقراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة‬
‫‪.‬وهذا النوع يستحق تاركه اللوم والعتاب دون العقاب‬
‫سنة غير مؤكدة‪ :‬هي السنة التي لم يداوم النبي على أدائها‪ .‬مثل صالة أربع ركعات قبل صالة الظهر‪ ،‬وصوم االثنين ‪• 2-‬‬
‫‪.‬والخميس‬
‫‪.‬وهذا ال يستحق تاركه اللوم وال العتاب •‬
‫‪.‬السنة الزائدة ‪ ،‬وهي تدل على حسن التأسي ومتابعة الرسول في عوائده كأكله وشربه‪ ،‬ولباسه‪ ،‬ومشيه ‪• 3-‬‬
‫وهذا النوع ال يستحق تاركه اللوم وال العتاب‪ .‬وفاعله يستحق الثواب إذا قصد بفعله التأسي واالقتداء بالرسول (ص) •‬

‫هل يلزم النفل بعد الشروع فيه أم ال؟ •‬


‫قال الشافعي‪ :‬ال يلزم النفل بعد الشروع فيه وال يؤاخذ في قطعه‪ ،‬ألن النفل شرع على هذا الوصف – وهو أنه غير الزم – •‬
‫‪.‬وما دام أنه شرع على هذا الوجه‪ ،‬فوجب أن يبقى كذلك بعد الشروع فيه‪ ،‬ألن حقيقة الشيء ال تتغير بالشروع‬
‫وقال الحنفية‪ :‬يلزم النفل بالشروع فيه لقوله تعالى (وال تبطلوا أعمالكم) •‬
‫وألن النفل ينقلب واجبا بالنذر‪ ،‬والنذر صار هلل تعالى بطريق القول‪ .‬أما النفل الذي يشرع فيه فإنه صار هلل •‬
‫تعالى بطريق الفعل‪ .‬وما صار بطريق الفعل أولى مما صار بطريق القول‪ .‬وما صار هلل تعالى فوجب صيانته‪،‬‬
‫‪.‬وال سبيل إلى صيانته إال بلزوم الباقي‬

‫وينبني على هذا الخالف‪ ،‬أن من شرع في نفل ثم أفسده‪ ،‬ال يجب عليه قضاؤه عند الشافعي‪ .‬أما عند •‬
‫‪.‬الحنفية فيجب عليه القضاء‬
‫النوع الثالث من الحكم التكليفي‪:‬‬
‫ام‬‫ر‬‫الح‬
‫‪:‬تعريف الحرام •‬
‫‪.‬الحرام لغة‪ :‬الممنوع‪ ،‬قال تعالى{َوَح َّرْم َنا َعَلْيِه اْلَم َراِض َع } أي منعناه مهنن•‬
‫اصطالحًا‪ :‬هو ما طلب الشارع الكَّف عن فعله على وجه الحتم•‬
‫‪.‬واإللزام‪ ،‬بحيث ُيذم فاعُله ويمدح تاركه‬
‫‪:‬كيف يعرف الحرام•‬
‫‪:‬يستفاد التحريم من استعمال لفٍظ يدل على التحريم‪ ،‬من ذلك ‪•1-‬‬
‫لفظ الحرمة‪ ،‬كقوله تعالى‪ُ{:‬ح ِّرَم ْت َعَلْي ْمُك ُأَّم َهاُتْمُك } النساء‪:‬آية ‪•23‬‬
‫هذه اآلية تدل عىل حرمة ناكح األّم هات‬
‫وقوهل تعاىل (وأحّل هللا البيع وحّر م الراب) البقرة‪( .275 :‬حرمة الراب)‬
‫النوع الثالث من الحكم التكليفي‪:‬‬
‫الحرام‬
‫نفي الحل‪ ،‬كقوله صلى اهلل عليه وسلم‪(:‬ال يحل مال امرئ مسلٍم إال بطيب من نفسه)•‬
‫هذه اآلية تدل على حرمة أخذ مال آخر بغير رضا مالِكه •‬

‫وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪(:‬ال يحل المرأةٍ تؤمن باهلل واليوم اآلخر أن تِح َّد على ميت فوق ثالث إال على زوج) رواه •‬
‫البخاري‬
‫هذه اآلية تدل على حرمة اإلحداد فوق ثالِث لياٍل لغير زوجة •‬
‫صيغة النهي "ال " {َو َال َتْقَر ُبوْا الِّز ىَن َّنُه اَك َن َفاِح َش ًة َو َس اء َس ِب يًال } ‪•2-‬‬
‫اإلرساء‪( 32‬حرمة الزان)‬ ‫ِإ‬

‫‪:‬صيغُة فعِل األمر الداِل على الرتك ‪•3-‬‬


‫اجتنبوا {َيا َأُّيَه ا اَّلِذيَن آَم ُنوْا ِإَمَّنا اَخْلْم ُر َواْلَم ْيِس ُر َواَألنَص اُب َواَألْزَالُم•‬
‫ِرْج ٌس ِّم ْن َعَم ِل الَّش ْيَطاِن فَاْج َتِنُبوُه} املائدة‪90:‬‬
‫ذروا {َيا َأُّيَه ا اَّلِذيَن آَم ُنوْا اَّتُقوْا الّلَه َو َذُروْا َم ا َبِق ِم َن الِّرَبا } •‬
‫َي‬
‫البقرة‪( 278‬حرمة الربا)‬
‫‪ .‬ترتيب العقاِب على فعل الشيء ‪•4-‬‬
‫كقوله تعاىل {َو الَّس اِرُق َو الَّس اِرَقُة َفاْقَط ُع وْا َأْيِد ُهَيَم ا} املائدة‪( .38 :‬حرمة الرسقة)•‬

‫} َّن اِذَّل يَن َيْأُلُكوَن َأْم َو اَل اْلَيَتاَم ى ُظ ْلًام َّنَم ا َيْأُلُكوَن يِف ُبُط وِهِن ْم اَن رًا َو َس َيْص َلْو َن َس ِع ريًا{•‬
‫النِإساء‪:‬آية ‪( .10‬حرمة ألك أموال اليتاىم بظمل)‬ ‫ِإ‬

‫النور‪} 4:‬واذلين يرمون احملصنات مث مل يأتوا بأربعة شهداء فاجدلومه مثانني جدلة{•‬
‫ُح رمة قذِف احملصنات بغري شهود‬
‫أقسام الحرام‬

‫‪ :‬ينقسم الحراُم إلى قسمين‬


‫‪.‬حراٌم لذاته‪ :‬وهو ما حّرمه الشارُع ابتداًء لما فيه من األضرار والمفاسد‪،‬كالزنا والسرقة‪• 1-‬‬
‫‪.‬وقد يباح بعُض أنواع المحرم لذاته عند الضرورة مثُل ِح ّل أكل المِّيتة وُش ْر ِب الخمر عند خوف الهالك •‬

‫‪ .‬حرام لغيره‪ :‬هو ما كان مشروعا في األصل‪ ،‬إذ ال ضرَر فيه وال مفسدَة ولكنه اقترن بما اقتضى تحريُم ه ‪• 2-‬‬
‫أقسام الحرام‬
‫‪:‬مثاله (حرام لغيره)‬
‫‪.‬الصالة في األرض المغصوبة‪ :‬الصالة بذاتها واجبٌة‪ ،‬ولكن اتصل بها عارٌض اقتضى تحريُم ه وهو الغصُب •‬
‫‪ .‬البيع وقَت نداِء الجمعة‪ :‬فالبيع بذاِته مباٌح ولكن وقوُعه وقَت النداء جعل فيه مفسدة التعويق عن السعِي إلى الصالة •‬
‫النكاح بغْر ض التحليل‪ :‬فالنكاح بذاته مندوب أو مباح‪ ،‬ولكن فيه مفسدة التالُعِب باألسباب الشرعية‪ ،‬واستعمالُه ا في •‬
‫‪.‬غير ما وضعت له‬
‫‪.‬والطالق البدعي‪ :‬فالطالق مباح أو مكروه ولكنه اتصل بها عاِرٌض وهو وقوع الطالق عند حيِض المرأة أو نفاسها •‬
‫‪:‬حكم الُم حرم لغيره‬
‫من الفقهاء من غلب أصَل المشروعية فاعتبره فعال صحيحا مع‬
‫وقوع اإلثم على الفعل‪ ،‬فالصالة في أرض المغصوبة صحيحيٌة مع‬
‫‪.‬وقوع اإلثم بالغصب‪ ،‬وكذلك البيع وقَت النداء صحيح مع اإلثم‬
‫ومنهم من غلب جهَة ما اتصل به من الفساد فاعتبَره فاسدا غيَر‬
‫‪.‬صحيح وفاعُله آثٌم بفعله‬
‫‪:‬تسمية الحرام والمكروه تحريما عند الحنفية•‬
‫األحناف ال ُيطلقون التحرَمي إال على ما كان مثبتا بدليل قطعي ال•‬
‫‪.‬شبهَة فيه كتحرمي الزنا والسرقة‬
‫أما إذا ثبت بدليٍل ظين فإهنم ُيطِلقون عليه مكروها كراهَة حترٍمي ‪ ،‬كما•‬
‫‪.‬سيأيت يف البحث عن املكروه‬

‫قال اإلمام فخر الدين الرازي في المحصول‪ :‬ويسمى احلرام أيضا•‬


‫‪.‬معصيًة وذنبًا وقبيحا ومزجورا عنه ومتوَّعدا عنه‬
‫النوع الرابع من الحكم التكليفي‪ :‬المكروه‬
‫تعريف المكروه‪ :‬هو ما طلب الشارع من المكلف ترَك ه ال على وجه•‬
‫‪.‬الحتم واإللزام‬
‫‪.‬حكم المكروه‪ :‬يمدح تاركه ويثاب‪ ،‬وال ُيذم فاعُله•‬
‫‪:‬الِص َيغ الدالة على المكروه•‬
‫صيغة الكراهة‪ ،‬مثل قوله عليه السالم " إن اهلل َيْك ره لكم قيل ‪•1-‬‬
‫‪".‬وقال وكثرَة السؤال وإضاعَة المال‬
‫أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم كان ُيكِره النوَم قبَل العشاِء •‬
‫والحديَث بعَد ها‬
‫)أبغُض الحالِل إلى اهلل الطالُق ( •‬
‫أَّن النَّيب صلى اهلل عليه وسلم بعث إليه بطعام مل يأكْل {•‬
‫منه النيب صلى اهلل عليه وسلم فذكر ذلك له ‪ ،‬فقال النيب‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬فيه الثوم‪ .‬فقال ‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أحراٌم‬
‫قال ‪ } .‬هو ؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكنين أكرهه من أجل رِحي ِه‬
‫صحي‬ ‫حس‬ ‫ٌث‬ ‫حدي‬ ‫هذا‬ ‫‪:‬‬ ‫مذي‬ ‫رِت‬ ‫ال‬
‫ٌح‬ ‫ٌن‬
‫الصيغ اليت تدل على النهي وقامت القرينُة على صرفها من ‪•2-‬‬
‫التحرمي إىل الكراهة‬
‫مثل قوله تعاىل {اَي َأَهُّيا اِذَّل يَن آَمُنوْا َال َتْس َأُلوْا َعْن َأْش َياء ن ُتْب َد َلْمُك •‬
‫ِإ‬
‫‪َ،‬تُس ْؤ ْمُك} املائدة‪101 :‬‬
‫والقرينُة الصارفُة عن التحرمي إىل الكراهة ما جاء يف نفس•‬
‫اآليِة وهو قوُله تعاىل { َو ن َتْس َأُلوْا َع َهْنا ِح َني ُيَّزَنُل اْلُقْر آُن ُتْب َد َلُكْم َع َفا‬
‫اُهّلل َع َهْنا َو اُهّلل َغُفوٌر َح ِلٌمي }‬ ‫ِإ‬
‫‪.‬المكروه عند الحنفية نوعان ‪ :‬المكروه تحريما والمكروه تنزيها•‬
‫األول‪ :‬المكروه تحريما‪ :‬وهو ما طلب الشارع من المكلف الكَّف عنه حتما بدليل ظني ال قطعي‪ :‬كالخطبة على خطبِة •‬
‫‪ .‬الغيِر والبيِع على بيِع الغير ‪ ،‬فقد َثَبت كل منهما بخبر اآلحاِد وهو دليٌل ظني‬
‫قال النبي (ص)‪ :‬وال يبيع الرجُل على بيِع أخيه وال َيخطب على خطبة أخيه (متفق عليه) •‬
‫أما الحرام عند الحنفيِة فهو ما ثبت النهُي عنه بدليٍل قطعٍي ‪ ،‬مثل ُح رمِة السرقة والربا والزنا وُش ْر ِب الخمر وُلْبِس الحرير •‬
‫‪.‬والذهب للرجل‬
‫‪.‬المكروُه عند الحنفية نوعان ‪ :‬المكروه تحريما والمكروه تنزيها•‬
‫الثاني‪ :‬المكروه تنزيها‪ :‬وهو ما طلب الشارع الكَّف عنه طلبا غيَر ُمْلِزٍم للمكلف‪ .‬مثل أكِل لحوِم الخيل للحاجة إليها في •‬
‫الحروب (عند الحنفية)‬
‫عن خالد بن الوليد أنه َس مع رسوَل اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول ال يحل أكُل لحوِم الخيل والبغال والحمير) سنن‬
‫‪.‬النسائي‬
‫وعن جابر قال أْطَعَم نا رسول اهلل لحوَم الخيِل ونهانا عن لحوم الُح مر‬
‫‪.‬وهذا النوع من المكروه‪ ،‬هو المكروه عند الجمهور •‬

‫الجمهور‬ ‫الحنفية‬
‫الحرام‬ ‫المكروه تحريما‬
‫المكروه‬ ‫المكروه تنزيها‬
‫‪:‬وعلى هذا تكون أقسام الحكم التكليفي عند الحنفية سبعة أقسام•‬

‫أقسام الحكم التكليفي‬


‫عند الحنفية‬

‫المكروه‬ ‫المكروه‬ ‫الفرض‬


‫المباح‬ ‫تنزيها‬ ‫تحريما‬ ‫الحرام‬ ‫المندوب‬ ‫الواجب‬ ‫(يساوي‬
‫(يساوي‬ ‫(يساوي‬ ‫الواجب‬
‫المكروه‬ ‫الحرام عند‬ ‫عند‬
‫عند‬ ‫الجمهور)‬ ‫الجمهور)‬
‫الجمهور)‬
‫الحكم التكليفي الخامس‪ :‬المباح‬

‫‪.‬المباح‪ :‬هو ما خَّير الشارُع المكلَف بين فعله وتركه بدون ترجيٍح •‬
‫‪.‬بحيث ال مْدحَ وال ذَّم على الفعل والترك ‪ ،‬ويقال له الحالُل •‬

‫‪ :‬وُتْعَرف اإلباحة بأمور منها •‬


‫النص من الشارع بحل الشئ مثُل قوله تعالى ‪{ :‬اْلَيْو َم ُأِح َّل َلُك ُم الَّطِّيَباُت ‪• 1-‬‬
‫َو َطَعاُم اَّلِذ يَن ُأوُتوْا اْلِكَتاَب ِح ٌّل َّلُك ْم َو َطَعاُمُك ْم ِح ُّل َّلُه ْم } المائدة‪ :‬آية ‪5‬‬
‫وقال تعالى‪َ{ :‬وُأِح َّل َلُك ْم َما َوَراَء َذِلُك ْم }النساء‪( .24 :‬جواز نكاح من سواهن •‬
‫من المحرمات من النساء بسبب النسب والرضاعة والمصاحرة)‬
‫الحكم التكليفي الخامس‪ :‬المباح‬

‫‪ :‬النص من الشارع على نفي االثم أو الجناح أو الحرج ‪•2-‬‬

‫فمن نفي اإلثم‪ :‬قوله تعالى ‪َّ { :‬نَم ا َح َّر َم َعَلْي ُمُك اْلَم ْي َتَة َو اَّدل َم َو َلْح َم اْلِخ ِزْنيِر َو َم ا•‬
‫ُأِه َّل ِبِه ِلَغِرْي اِهَّلل َفَم ِن اْض ُط َّر َغَرْي اَب ٍغ َو َال ِإَعاٍد َفال َمْث َعَلْي ِه َّن اَهّلل َغُفوٌر َّر ِح ٌمي } البقرة‪:‬‬
‫‪173.‬‬ ‫ِإ‬ ‫ِإ‬
‫وهذا يقال مباح لغيره وهي حكم الضرورة وليس مباحا بأصله إذ أكل‬
‫‪.‬الميتة والخنزير محرم في الشريعة اإلسالمية‬
‫الحكم التكليفي الخامس‪ :‬المباح‬

‫ومن نفي الجناح ‪ :‬قوله تعالى {َو َال ُج َناَح َعَلْي ْمُك ِف َميا َع َّر ْض مُت ِبِه ِم ْن ِخ ْط َبِة •‬
‫الِّنَس اء} البقرة‪:‬آية ‪( .235‬جواز خطبة املرأة املعتدة ابلتعريض)‬

‫ومن نفي الحرج ‪ :‬قوله تعالى {َلْيَس َعىَل اَأْلَمْع ى َح َر ٌج َو اَل َعىَل اَأْلْع َرِج َح َر ٌج •‬
‫َو اَل َعىَل اْلَم ِريِض َح َر ٌج } النور‪ :‬آية ‪( .61‬جواز ترك اجلهاد وحنوه ألحصاب األعذار)‬
‫الحكم التكليفي الخامس‪ :‬المباح‬
‫‪• 3-‬‬ ‫التعبير بصيغة األمر مع وجود القرينة الصارفة عن الوجوب مثل قوله تعالى ‪(:‬و َذ ا َح َلْلْمُت َفاْص َط اُد وْا )‬
‫املائدة‪ :‬آية ‪( .2‬جواز الصيد بعد التحلل من اإلحرام) والقرينة ِإيه القاعدة األصولية بأن‬
‫‪.‬األمر بعد التحرمي يفيد اإلابحة‬

‫دليل االستصحاب ‪ :‬وهو دليل على إباحة األشياء‪ ،‬وسكوت الشارع عنه ما لم يِرْد دليٌل بالتحريم‪ ،‬وُيَعُّد دليال من ‪• 4-‬‬
‫‪.‬أدلة األحكام بمعنى كل األشياء التي لم يرد فيها دليل تحريم فهي مباحة استنادا إلى دليل االستصحاب‬
‫‪.‬فكُّل المأكوالِت والمشروباِت والمقتنياِت والتصرفات‪ ،‬التي لم يرد فيها دليل بالتحريم‪ ،‬مباحٌة •‬
‫‪:‬حكم المباح•‬
‫‪.‬ال ثواب فيه وال عتاب على فعله أو تركه•‬
‫ولكن يثاب فاعل املباح بالنية والقصد حلديث «إمنا األعمال بالنيات»‪•،‬‬
‫‪.‬كمن ميارس الرياضة البدنية بنية تقوية جسمه‬

‫‪:‬تنبيه•‬
‫املباح على ما سبق بالنسبة لبعض القضايا اجلزئية‪ ،‬وليس على سبيل‬
‫اإلمجال‪.‬‬
‫كالتمتع بالطيبات من مأكل ومشرب وملبس‪ ،‬فهو مباح من حيث اجلزء يف‬
‫‪.‬بعض احلاالت‪ ،‬ولكن لو تركه مجلة لكان على خالف املندوب شرعا‬
‫قال النيب (ص)‪ :‬إن اهلل حيب أن يرى أثر نعمته على عبده‪ .‬وقال (ص)‪•:‬‬
‫‪.‬إذا أوسع اهلل عليكم فأوسعوا على أنفسكم‬
‫فرتك الطيبات من حيث اجلملة مكروه‪ ،‬وأخذها من حيث اجلملة مندوب‪•،‬‬
‫‪.‬والتخيري يف جزئياهتا فعال وتركا ووقتا دون وقت مباح‬

‫واللعب املباح والسمع املباح‪ ،‬مباح باجلزء‪ .‬ولكن لو اختذ اللهو عادة له•‬
‫‪.‬وقضى أوقاته فيه‪ ،‬فصار مكروها‬
‫فالكراهة منصبة على الدوام واالستمرار باللهو وقضاء الوقت فيه‪ ،‬ال•‬
‫باعتبار اجلزء أي باعتبار مباشرته يف بعض األوقات ال على وجه العادة‬
‫‪.‬واالستمرار‬
‫وحكم األكل في األصل مباح‪ ،‬فللمكلف أن يتخير أنواع المطعومات•‬
‫المباحة‪ .‬فيأخذ منها ما يشاء ويترك ما يشاء‪ ،‬كما له أن يترك األكل‬
‫‪.‬في وقت من األوقات‬
‫ولكن أصل األكل مطلوب فعله من حيث الجملة‪ ،‬ألن فيه حياة•‬
‫‪.‬اإلنسان‪ ،‬وحفظ الحياة مطلوب من المكلف‬
‫العزيمة والرخصة‬
‫العزيمة لغة‪ :‬القصد على وجه التأكيد‪ .‬ومنه قوله تعالى {َو َلَقْد َعِهْد اَن ِإىَل آَدَم ِم ن•‬
‫َقْبُل َفَنَيِس َو َلْم ِجَنْد ُهَل َعْز مًا }طه ‪ ،115:‬أي لم يكن من آدم عليه السالم قصد مؤكد على‬
‫‪.‬عصيان أمر ربه‬
‫‪.‬في االصالح‪ :‬اسم لما طلبه الشارع أو أباحه على وجه العموم•‬
‫فالعزيمة هي جميع األحكام الشرعية التي شرعت لعموم المكلفين •‬
‫ابتداء في أحوالهم العادية غير متعلقة بالعوارض التي تطرأ على‬
‫المكلفين‬
‫ولم ينظر في تشريع العزيمة إلى ضرورة أو عذر كالصالة وسائر•‬
‫العبادات‬
‫وهي تتنوع إلى األحكام التكليفية الخمسة من وجوب وندب•‬
‫‪.‬وتحريم وكراهة وإباحة‬
‫ميت نطلق مسمى العزمية على األحكام التكليفية•‬
‫اخلمسة؟ نطلق مسمى العزمية على األحكام التكليفية‬
‫‪.‬اخلمسة يف حالة املقابلة مع الرخصة عادة‬
‫ومثال ذلك‪ :‬القول أن الصوم عزمية‪ ،‬والرخصة للمريض •‬
‫‪ .‬واملسافر اإلفطار‬
‫‪.‬فال نقول حكم الصوم عزمية بل نقول واجب أو فرض •‬
‫‪.‬والصالة عزمية والقصر واجلمع رخصة•‬
‫‪ .‬الرخصة لغة‪ :‬السهولة واليسر •‬
‫اصطالحًا‪ :‬اسم لما أباحه الشارع عند الضرورة تخفيفا عن المكلفين •‬
‫‪.‬ودفعا للحرج عنهم‬
‫فالرخصة‪ :‬حكم استثنائي من أصل كلي فلوال الرخصة لبقى الحكم •‬
‫‪.‬األصلي‬
‫‪:‬سبب االستثناء(الرخصة) •‬
‫مالحظة الضرورات‪َ( .‬فَم ِن اْض ُط َّر َغَرْي اَب ٍغ َو َال َعاٍد َفال َمْث َعَلْي ِه )البقرة ‪• 1- 173‬‬
‫ِإ‬
‫رفع الحرج والضيق عن المكلف‪ .‬ترخيص الفطر للمسافر ‪• 2-‬‬
‫‪.‬والمريض‬
‫تصحيح بعض العقود التي يحتاجها الناس‪ ،‬وإن لم تجر على ‪• 3-‬‬
‫‪.‬القواعد العامة‪ ،‬مثل مشروعية عقد السلم واالستصناع‬
‫حكم الرخصة‪ :‬األصل في الرخصة اإلباحة‪ ،‬فالرخصة‪ -‬في أكثر •‬
‫األحوال ‪ -‬تنقل الحكم األصلي من مرتبة اللزوم إلى مرتبة اإلباحة‪،‬‬
‫ولكن قد تأخذ الرخصة أحكاما تكليفية أخرى من الوجوب والندب‬
‫‪.‬ونحوها‬
‫هل العزيمة والرخصة من األحكام التكليفية أم الوضعية؟‬
‫اختلف األصوليون يف العزمية والرخصة هل تندرج يف األحكام التكليفية‪•،‬‬
‫أم يف األحكام الوضعية؟‬
‫والراجح أهنا من األحكام التكليفية ألهنا تتعلق بأفعال املكلفني‪ ،‬كما•‬
‫‪.‬تبنّي من التعريف‬
‫ففي العزم الطلب وهو حكم تكليفي ويف الرخصة األذن واإلباحة وهو•‬
‫‪.‬حكم تكليفي كذلك‬
‫أقسام الحكم الوضعي‬
‫الحكم األول‪ :‬السبب•‬
‫الحكم الثاني‪:‬الشرط•‬
‫الحكم الثالث‪ :‬المانع•‬
‫الحكم الرابع ‪ :‬الصحة والبطالن •‬
‫احلكم الوضعي األول‪ :‬السبب‬
‫‪.‬السبب لغة‪ :‬ما يتوصل به إلى مقصود ما•‬
‫اصطالحًا‪ :‬ما جعله الشرع معرفا لحكم شرعي بحيث يوجد هذا•‬
‫‪.‬الحكم عند وجوده وينعدم عند عدمه‬
‫)ما يلزم من وجوده وجود الحكم ويلزم من عدمه عدم الحكم (•‬
‫‪:‬أمثلة ذلك•‬
‫وجود الزنا سبب لوجوب الحد‪ ،‬فإذا انتفى الزنا انتفى وجوب•‬
‫الحد‬
‫وجود الجنون سبب لوجوب الحجر على التصرف‪ .‬وإذا انتفى•‬
‫‪.‬الجنون انتفى الحجر على المجنون‬
‫أقسام السبب‬

‫باعتبار ما‬ ‫باعتباره فعال للمكلف أو‬


‫يرتتب عليه‬ ‫ليس فعال له‬

‫سبب ليس فعًال للمكلف‬ ‫سبب هو فعل للمكلف‬


‫سبب إلثبات ملك أو‬ ‫سبب حلكم تكليفي‬ ‫وال مقدورا له‬ ‫وفي قدرته‬
‫حل أو إزالتهما‬ ‫كدلوك الشمس لوجوب‬ ‫كالسفر إلباحة الفطر‬
‫ملك النصاب لوجوب‬
‫كالبيع مللك املبيع‬ ‫الصالة‬
‫من قبل املشرتي‬
‫الزكاة‬
‫السبب باعتباره فعال للمكلف أو ليس فعال له ‪ ،‬ينقسم إلى‬
‫‪:‬قسمين‬
‫‪،‬القسم األول‪ :‬سبب هو فعل للمكلف وفي قدرته•‬
‫كالسفر إلباحة الفطر •‬
‫والقتل العمد العدوان لوجوب القصاص •‬
‫‪.‬و السرقة لقطع يد السارق و السارقة •‬
‫‪.‬و الزنا لوجوب الجلد أو الرجم •‬
‫وهذا النوع يدخل في خطاب التكليف باعتباره مطلوب الفعل•‬
‫أو مطلوب الترك‪ ،‬ويدخل في خطاب الوضع باعتباره سببا‬
‫‪.‬لحكم آخر‬
‫القسم الثاين‪ :‬سبب ليس فعال للمكلف وال مقدورا له‪ ،‬ومع هذا إذا وجد•‬
‫‪.‬وجد احلكم؛ ألن الشارع ربط احلكم به وجودا وعدما‬
‫‪.‬فهو أمارة لوجود احلكم وعالمة ظهوره‬
‫فدلوك الشمس سبب لوجوب الصالة لقوله تعاىل‪َ{ :‬أِقِم )كدخول الوقت( •‬
‫‪.‬الَّص َالَة ِلُد ُلوِك الَّش ْم ِس ِإَلى َغَس ِق الَّلْيِل } اإلسراء‪78:‬‬
‫ودخول شهر رمضان سبب لوجوب الصيام‪ .‬لقوله تعاىل‪َ{ :‬فَم ن َش ِه َد •‬
‫‪ِ.‬م نُك ُم الَّش ْه َر َفْلَيُصْم ُه} البقرة‪185 :‬‬
‫وكالهما ليس داخال في قدرة المكلف•‬
‫ينقسم السبب باعتبار ما يترتب عليه إلي قسمين‬
‫القسم األول‪ :‬سبب لحكم تكليفي •‬
‫‪.‬كملك النصاب فإنه سبب لوجوب الزكاة •‬
‫‪.‬وكالسفر فإنه سبب إلباحة الفطر في رمضان •‬
‫‪:‬القسم الثاني‪ :‬سبب إلثبات ملك أو حل أو إزالتهما •‬
‫‪.‬كالبيع فإنه سبب للملك وإزالته •‬
‫وكالوقف فإنه سبب إلزالة ملك المالك من الواقف •‬
‫‪.‬وعقد الزواج فإنه سبب للحل بين الزوجين •‬
‫‪.‬وكالطالق سبب إلزلة الحل بين الزوجين •‬
‫‪.‬والقرابة سبب الستحقاق اإلرث •‬
‫‪.‬وإتالف المال سبب الستحقاق الضمان •‬
‫‪:‬ربط األسباب بالمسببات‬
‫‪:‬المسببات تترتب على أسبابها إذا وجدت هذه األسباب وتحققت شرعا لترتيب األحكام عليها •‬
‫‪:‬مثال‪ :‬القرابة سبب لإلرث •‬
‫وشرط ذلك ‪ -1‬موت المورث ‪ -2‬وتحقق حياة الوارث •‬
‫‪.‬وعدم وجود المانع‪ :‬وهو القتل العمد أو اختالف الدين ‪• 3-‬‬
‫وال دخل لرضا المكلف في ربط األسباب بالمسببات •‬
‫فالشارع هو الذي جعل األسباب مفضية إلى مسبباتها ‪ ،‬فالزوجة ترث الزوج إذا كان عقد نكاح صحيح‪ ،‬سواء رضي‬
‫‪.‬المكلف أو لم يرض‬
‫‪.‬فالشارع هو الذي حكم بترتيب أثر التوريث من النكاح‬
‫العالقة بني السبب والعةل‬

‫إذا أدرك العقل وجه المناسبة بين السبب والحكم سمي•‬


‫‪.‬سببا وعلة كاإلسكار لتحريم الخمر‬
‫‪.‬وإن لم يدرك العقل وجه المناسبة سمي سببا فقط •‬
‫كغروب الشمس لوجوب صالة المغرب‪ ،‬أو شهود رمضان‬
‫‪.‬لوجوب الصيام‬
‫‪.‬فكل علة سببا وليس كل سبب علة•‬
‫‪.‬إذًا‪ ،‬فالسبب أعُّم والعلة أخُّص •‬
‫الحكم الوضعي الثاني‪ :‬الشرط‬
‫الشرط في اللغة‪ :‬العالمة الالزمة قال تعالى‪َ{:‬فَه ْل َينُظُروَن ِإاَّل •‬
‫الَّس اَعَة َأن َتْأِتَيُه م َبْغَتًة َفَق ْد َج اء أَْش َراُطَه ا}محمد ‪ .18‬أي‬
‫عالماتها‬
‫وفي االصطالح‪ :‬ما يتوقف وجود الشيء على وجوده‪ ،‬وكان•‬
‫خارجا عن حقيقته وال يلزم من وجوده وجود الشيء لكن يلزم من‬
‫‪.‬عدمه عدم ذلك الشيء‬
‫‪:‬شرح التعريف•‬
‫والمراد بوجود الشيء‪ :‬وجوده الشرعي الذي تترتب عليه آثاره•‬
‫الشرعية‪ :‬كالوضوء للصالة ‪ .‬فالوضوء شرط لصحة الصالة‬
‫الشرعية التي تترتب عليها آثارها من كونها صحيحة مجزئة مبرئة‬
‫‪.‬للذمة‬
‫الحكم الوضعي الثاني‪ :‬الشرط‬
‫‪.‬وقوله خارجا عن حقيقة الشيء‪ ،‬بمعنى أن الشرط ليس جزءا منها‪ .‬فالوضوء ليس جزءا من الصالة •‬

‫‪.‬وال يلزم من وجوده وجود‪ .‬فقد يوجد الوضوء وال توجد الصالة •‬
‫‪.‬ويلزم من عدمه عدم الحكم‪ .‬إذا عدم الشرط عدم المشروط فيه •‬
‫•‬ ‫‪).‬إذا عدم الوضوء عدم وجود الصالة(‬

‫‪.‬حضور الشاهدين شرط في عقد النكاح‪ ،‬وقد يحضر الشاهدان وال ينعقد النكاح •‬
‫الفرق بني الرشط والركن‬
‫‪:‬االختالف بين الشرط والركن •‬ ‫‪:‬االتفاق بين الشرط والركن•‬
‫يختلف الشرط عن الركن أن •‬
‫الركن جزء من حقيقة الشيء‬ ‫يتفق الشرط والركن في جهة أن•‬
‫‪.‬وماهيته‬ ‫كال منهما يتوقف عليه وجود‬
‫والشرط ليس جزءا من الشيء •‬ ‫‪.‬الشيء وجودا شرعيا‬
‫‪.‬ولكنه خارج عنها‬ ‫فال صالة بدون ركوع•‬
‫كالركوع والسجود في الصالة إذ •‬
‫هما جزء من الصالة وال تتحقق‬ ‫كما أنه ال صالة بدون وضوء•‬
‫‪ .‬الصالة بدونهما‬
‫والوضوء شرط لصحة الصالة إذ •‬
‫ال وجود لها بدونه ولكنه أمر‬
‫‪.‬خارج عن حقيقتها‬
‫الفرق بين الشرط والسبب‬
‫‪:‬االختالف بين الشرط والسبب •‬ ‫‪:‬االتفاق بين الشرط والسبب •‬
‫يختلف السبب عن الشرط في أن السبب يسلتزم •‬ ‫‪:‬يتفق السبب والشرط في شيئين •‬
‫وجود المسبب إال إذا وجد المانع‪ .‬فإذا وجد القتل‬
‫العمد وجد القصاص إال إذا وجد المانع وهي األبوة‬ ‫أن كال منهما مرتبط بشيء آخر‪• 1-‬‬
‫‪.‬للقاتل‬ ‫بحيث ال يوجد هذا الشيء بدونه‬
‫أما الشرط فإذا وجد ال يستلزم من وجوده وجود •‬
‫المشروط فيه كالوضوء فإذا وجد ال يسلتزم من‬
‫‪.‬فالوضوء شرط ال توجد الصالة بدونه‬
‫‪.‬وجوده وجود الصالة‬ ‫ودخول الوقت سبب ال تصح الصالة‬
‫‪.‬بدونه‬
‫فال توجد الصالة بدون الشرط كما ال‬
‫‪.‬توجد بدون السبب‬
‫أن الشرط والسبب ليس أحدهما ‪• 2-‬‬
‫‪.‬جزءا من حقيقته‬
‫السبب‪ :‬ما جعله الشرع معرفا لحكم شرعي بحيث يوجد هذا•‬
‫‪.‬الحكم عند وجوده وينعدم عند عدمه‬
‫العلة‪ :‬ما جعلها الشرع عالمة على الحكم وجودا وعدما وتكون•‬
‫مؤثرة للحكم بمعنى أن العقل يدرك وجه المناسبة بينها وبين‬
‫‪.‬الحكم‬
‫الشرط‪ :‬ما يتوقف وجود الشي على وجوده‪ ،‬وكان خارجا عن•‬
‫حقيقته وال يلزم من وجوده وجود الشيء لكن يلزم من عدمه عدم‬
‫‪.‬ذلك الشيء‬
‫الركن ‪ :‬هو ما توقف الشيء على وجوده وكان جزءا من حقيقته‪•،‬‬
‫‪.‬كالركوع في الصالة‬
‫أنواع الرشط‬
‫‪:‬ينقسم الشرط باعتبار مصدر اشتراطه إلى قسمين‬
‫‪:‬شرط مصدره الشرع ( شرط شرعي) ‪• 1-‬‬
‫‪.‬أي أن الشارع هو الذي اشترطه لتحقيق الشيء •‬
‫ومثاله‪ :‬بلوغ الصغير سن الرشد لتسليم المال إليه وكذلك سائر الشروط التي اشترطها الشارع في العقود‬
‫‪.‬والعبادات‬

‫‪ :‬شرط مصدره المكلف(شرط جعلي) ‪• 2-‬‬


‫‪.‬أي أن المكلف هو الذي اشترطه ال الشارع •‬
‫‪.‬مثل جعل اشتراط المرأة على زوجها أن ال تخرج من بلدها أو أن ال يتزوج عليها •‬
‫الحكم الثالث‪ :‬المانع‬

‫تعريف المانع لغة‪ :‬الحائل بين الشيئين•‬


‫تعريف المانع اصطالحا ‪ :‬هو ما يلزم من وجوده عدم الحكم‪•،‬‬
‫‪.‬أو بطالن السبب‬
‫أو هو االمر الذي رتب الشارع على وجوده عدم ترتيب•‬
‫‪.‬الحكم على السبب‪ ،‬او بطالن للسبب‬
‫‪:‬وهو نوعان •‬
‫مانع للحكم ‪•1-‬‬
‫‪.‬مانع للسبب ‪•2-‬‬
‫النوع األول‪ :‬مانع الحكم ‪ :‬وهو ما يترتب على وجوده عدم•‬
‫‪.‬وجود الحكم‪ ،‬بالرغم من وجود سببه المستوفي لشروطه‬

‫مثال‪ :‬األبوة مانعة من القصاص•‬


‫قال صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ال يقتل والد بولده)•‬
‫فاألب ال يقتل قصاصا إذا قتل ابنه عمدا وعدوانا‬
‫ألن حكمة القصاص‪ :‬الردع والزجر‪ ،‬وما في األبوة من حنان‬
‫يكفي لزجره‪ ،‬فالقصاص على األب ال يحقق الحكمة منه وهو‬
‫‪.‬الزجر‬
‫‪:‬قتل الوارث لمورثه عدوانا•‬
‫فإنه مانع من املرياث‪ ،‬مع وجود سببها وهو القرابة أو الزوجية •‬
‫وتوافر شروطه‪ ،‬وهى حتقق موت املورث قبل موت الوارث‪ ،‬و‬
‫‪.‬احتاد الِّد ْين‬

‫‪:‬وجود الحيض أو النفاس•‬


‫فإنه مانع من وجوب الصالة‪ ،‬وإن حتقق سببه وهو الوقت •‬
‫النوع الثاني‪ :‬مانع السبب‪ :‬وهو الذي يؤثر في السبب •‬
‫بحيث يبطل عمله ويحول دون اقتضائه للمسبب ألن في‬
‫‪.‬المانع معنى يعارض حكمة السبب‬
‫ومثاله‪ :‬وجود الَّد ْيِن على َمْن َم َلَك نصابا من األموال التي•‬
‫تجب فيها الزكاة‬
‫فالنصاب سبب لوجوب الزكاة‪ ،‬ألن ملكية النصاب مظنة •‬
‫الغني‪ ،‬والغني قادر على عون المحتاجين‪ ،‬لكن الَّد ْيُن ُيعاِرض‬
‫هذا المعنى الملحوظ في سبب الزكاة – وهو الغنى‪ -‬ويهدمه‪،‬‬
‫ألن ما يقابل الَّد ْين ِم ْن ماِل ماِلِك النصاب‪ ،‬ليس ملَك ه على‬
‫الحقيقة‪ ،‬وبالتالي ال يكون سببا مفضيا إلى مسببه وهو وجوب‬
‫‪.‬الزكاة‬
‫المانع من حيث هو مانع ‪ :‬ال يدخل في خطاب التكليف‪ ،‬فليس•‬
‫للشارع قصد في تحصيله وال في عدم تحصيله‪ ،‬وإنما مقصود‬
‫‪.‬الشارع‪ :‬بيان ارتفاع حكم السبب أو بطالن المسبب إذا وجد المانع‬
‫ولكن ال يجوز للمكلف أن يتقصد إيجاد المانع للتهرب من األحكام•‬
‫‪.‬الشرعية‪ .‬فهذا من باب الحيل الممنوعة شرعا ويأثم صاحبها‬
‫كالذي يهب بعض ماله لزوجته تنقيصا لنصاب الزكاة قبل مرور•‬
‫‪.‬الحول‪ ،‬ثم يسترده بعد الحول من زوجته هربا من الزكاة‬
‫الحكم الوضعي الرابع والخامس‪ :‬الصحة‬
‫والبطالن‬
‫‪ :‬معنى الصحة والبطالن•‬
‫أفعال المكلفيين إذا وقعت مستوفية أركانها وشروطها‪ ،‬حكم الشارع•‬
‫‪،‬بصحتها‬
‫وإذا لم تقع على هذا الوجه‪ ،‬حكم الشارع بعدم صحتها أي•‬
‫‪.‬ببطالنها‬

‫فالصحيح من األفعال هو ما استوفى أركانه وشروطه الشرعية•‬


‫‪.‬وانعدمت الموانع‪ ،‬وتترتب عليه آثاره الشرعية‬
‫والباطل من األفعال هو ما فقد ركنا من أركانه أو شرطا من شروطه ‪•،‬‬
‫‪.‬أو وجد مانع من صحته‪ ،‬ولم تترتب عليه آثاره الشرعية‬
‫‪.‬معنى صحة األفعال ‪:‬أن تترتب عليها آثارها الشرعية•‬
‫فإذا كانت من العبادات‪ ،‬برئت ذمة المكلف منها كأداء المكلف •‬
‫‪.‬الصالة مستوفيا ألركانها وشروطها‬
‫وإن كانت في المعامالت كعقود البيع‪ ،‬استحق المشتري ملك •‬
‫‪.‬السلعة والتصرف فيها واستحق البائع الثمن‬
‫والنكاح يترتب على صحة العقد فيه اآلثار المقررة شرعا فيحل لكل•‬
‫من الزوجين التمتع‪ ،‬وتستحق المرأة النفقة والسكنى‪ ،‬ويثبت نسب‬
‫‪ .‬الولد من أبيه‪ ،‬ويثبت التوارث بينهما‬
‫معنى بطالن األفعال‪ :‬عدم ترتب آثارها الشرعية عليها ألن اآلثار•‬
‫الشرعية ترتتب على ما استوفت األركان والشروط اليت طلبها‬
‫الشارع‬
‫فإن كانت هذه األفعال من العبادات‪ ،‬مل تربأ ذمة املكلف منها‪• ،‬‬
‫فإن صلى بغري وضوء أو ركوع أو إىل غري القبلة‪ ،‬فصالته باطلة‬
‫‪.‬وظلت متعلقة يف ذمة املكلف‬
‫وإن كانت من العقود والتصرفات‪ ،‬مل يرتتب عليها آثار مقصودة•‬
‫‪.‬منها‪ ،‬مثل نقل امللكية‪ ،‬واستحقاق الثمن‪ ،‬وحل االنتفاع‬
‫‪.‬والزواج بغري شهود‪ ،‬أو بغري مهر‪ ،‬هو زواج باطل•‬
‫الصحة والبطالن من األحكام الوضعية‬

‫الصحيح أن الصحة والبطالن من األحكام الوضعية ألنه ليس•‬


‫في الصحة والبطالن فعل وال ترك وال تخيير‪ ،‬وإنما فيه وصف‬
‫الشارع للفعل المستوفي ألركانه وشروطه بالصحة‪ ،‬والفعل‬
‫الذي غير المستوفي ألركانه وشروطه بالبطالن‪ ،‬وما يتبع ذلك‬
‫‪.‬من ترتب اآلثار عليه وعدم ترتبها‬
‫وهذه المعاني (الوصف بالصحة أو البطالن وترتب اآلثار •‬
‫وعدم ترتبها) كلها تدخل في خطاب الوضع إذ هي من معاني‬
‫‪.‬السبب والسبب من أقسام الحكم الوضعي‬
‫‪:‬البطالن والفساد عند الجمهور والحنفية‬
‫البطالن والفساد بمعنى واحد عند الجمهور‪ ،‬فكل عبادٍة أو َعْق ٍد •‬
‫أو َتَص ُّرٍف ‪َ ،‬فَق َد بعُض أركانه أو بعُض شروطه‪ :‬باطٌل أو فاسٌد وال يترتب‬
‫‪.‬عليه أثٌر شرعٌّي‬
‫‪.‬فبيع المجنون‪ :‬باطل أو فاسد لخلل (عيب) في ركنه وهو العاقد •‬
‫‪.‬وبيع المعدوم‪ :‬باطل أو فاسد لخلل في ركنه وهو المعقود عليه •‬
‫فيسمى بيع المجنون والمعدوم باطال ‪،‬كما يسمى فاسدا أيضا عند •‬
‫‪.‬الجمهور وال فرق بينهما‬
‫والبيع بثمن غير معلوم يسمى أيضا بالباطل والفاسد‪ ،‬وإن كان الخلل •‬
‫‪.‬في بعض شروط البيع‪ ،‬أي في أوصافه دون أركانه‬
‫‪:‬مذهب الحنفية التفريق على النحو اآلتي•‬
‫في العبادات ‪ :‬ال فرق بين الباطل والفاسد عند الحنفية في ‪•1-‬‬
‫‪.‬العبادات‬
‫فإذا فقدت الصالة ركنا من أركانها كالسجود أو شرطا من •‬
‫شروطها كالوضوء‪ ،‬فالصالة تسمى باطلة أو فاسدة‪ ،‬وال يترتب‬
‫‪.‬عليها أثرها الشرعي‬
‫فاتفقت الحنفية مع الجمهور على التسوية بين الفاسد والباطل•‬
‫في العباداِت‬
‫‪ :‬في المعامالت‪ :‬وهي العقود والتصرفات ‪•2-‬‬
‫فإذا فقدت ركنا من أركانها سميت باطلة‪ ،‬كما في بيع المجنون‬
‫‪.‬أو بيع الميتة‪ ،‬فإنها تكون باطلة ال يترتب عليها أي أثر شرعي‬
‫أما إذا استوفت العقود أركانها وفقدت بعض شروطها‪ ،‬فإنها‬
‫تكون عقودا فاسدة كما في النكاح بغير شهود‬
‫فالنكاح بغير الشهود‪ -‬عند الحنفية ‪ -‬يثبت به المهر والنسب •‬
‫‪.‬والعدة للمرأة عند الفرقة‬
‫وأألمثلة األخرى هي البيع بثمن غير معلوم أو البيع بثمن مؤجل •‬
‫‪.‬إلى أجل مجهول أو البيع المقترن بشرط فاسد‬
‫‪:‬فالباطل عند الحنفية‪ :‬ما رجع فيه الخلل إلى أركان العقد•‬
‫‪.‬أي صيغة العقد أو العاقدين أو محل العقد‬
‫»وُعِّرف أيضا ب ــ‪« :‬ما كان غير مشروعا ال بأصله وال بوصفه‬

‫والفاسد عند الحنفية‪ :‬ما رجع فيه الخلل إلى أوصاف العقد•‬
‫(شروطه) ال إلى أركانه‪ ،‬فأركانه سليمة ولكن الخلل طرأ على‬
‫‪.‬بعض أوصافه‬
‫»وبعبارة أخرى «ما كان مشروعا بأصله ال بوصفه•‬
‫فالعقود الباطلة ال يترتب عليه أثر شرعي كبيع مجنون وزواج•‬
‫‪.‬المحارم‬
‫‪.‬أما العقود الفاسدة فإنه يترتب عليها بعض اآلثار إذا توافرت أركانها •‬
‫فالعقد الفاسد عند الحنفية كعقد النكاح بدون شهود يترتب بعض •‬
‫‪.‬اآلثار مثل المهر والعدة والنسب بالدخول في الزواج الفاسد‬
‫وكالبيع بثمن غير معلوم فإنه يفيد الملك الخبيث للمشتري‪ ،‬إذا •‬
‫اتصل به القبض بإذن البائع‪ ،‬ولكن ال يفيد تمامه‪ ،‬فلم ينقطع حق‬
‫‪.‬البائع من المبيع‪ ،‬وال المشتري من الثمن‪ ،‬إذ لكل منهما فسخه‬
‫‪.‬والعقود الباطلة عند الحنفية ال يمكن تصحيحها•‬
‫أما العقود الفاسدة فإنه يمكن تصحيحها من عقود فاسدة إلى عقود •‬
‫صحيحة‬
‫فعقد النكاح بدون شهود عند احلنفية ميكن أن ُيَص َّح َح من فاسد إىل •‬
‫‪.‬صحيح إذا ُأَيِت بالشهود‬
‫والبيع بثمن غري معلوم ميكن أن يصحح من فاسد إىل صحيح إذا ُعِلَم •‬
‫‪.‬الثمن للبائع واملشرتي‬
‫فإذا رفع سبب الفساد يف اجمللس بأن عني الثمن أو حددت املدة ترتبت•‬
‫على العقد كل آثاره عند احلنفية‬
‫خبالف بيع اجملنون ونكاح احملارم‪ ،‬فإهنما باطالن ال ميكن أن ُيَص َّح َح ا •‬
‫‪.‬مطلقًا‬
‫الركن الثاين‪ :‬احلاكم‬
‫‪.‬ال خالف بين علماء المسلمين‪ ،‬أن مصدر األحكام الشرعية جلميع أفعال املكلفني هو اهلل تعاىل‪‬‬

‫‪.‬وهلذا اتفقت كلمتهم على تعريف احلكم الشرعي بأنه‪ :‬خطاب اهلل تعاىل املتعلق بأفعال املكلفني اقتضاء أو ختيريا أو وضعًا‪‬‬

‫‪.‬فالحاكم‪ :‬هو اهلل تعالى‪ ،‬ومنه تصدر األحكام‪ ،‬قال تعاىل { ِإِن اْلُح ْك ُم ِإَّال ِلّلِه } يوسف‪ 67:‬‬
‫‪.‬وقال تعالى {ُثَّم ُرُّدوْا ِإَلى الّلِه َمْو َالُه ُم اْلَح ِّق َأَال َلُه اْلُح ْك ُم} األنعام‪62 :‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬الحاكم‬
‫‪،‬فقد أظهر اهلل حكمه في فعل المكلف مباشرة من النصوص القرآنية التي أوحى بها إلى رسله‪‬‬

‫‪،‬أو بواسطة لسان أنبيائه صلوات اهلل وسالمه عليه‪‬‬


‫‪‬‬
‫‪.‬أو بما اهتدى به المجتهدون بواسطة الدالئل واألمارات التي شرعها الستنباط أحكام اهلل تعالى‪‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬الحاكم‬
‫‪.‬وظيفة الرسل‪ :‬وظيفة الرسل هي تبليغ أحكام اهلل تعالى‪‬‬
‫‪.‬فالرسل ليسوا حباكمني‪ ،‬وإمنا وظيفتهم البالغ والنقل‬

‫قال تعاىل‪َ{:‬وَأِن اْح ُك م َبْيَنُه م َمِبا َأنَزَل الّلُه}املائدة‪: 49 :‬‬


‫‪.‬قال تعاىل {َّما َعَلى الَّرُس وِل ِإَّال اْلَبَالُغ} المائدة‪99 :‬‬
‫‪.‬وقال تعاىل‪ُ{:‬قْل َتَعاَلْو ْا َأْتُل َم ا َح َّرَم َرُّبُك ْم َعَلْيُك ْم }األنعام ‪151:‬‬
‫‪.‬وقال تعاىل{َيْس َأُلوَنَك َعِن اَخْلْم ِر َواْلَم ْيِس ِر ُقْل ِفيِه َم ا ِإٌمْث َك ِبٌري َو َم َناِفُع ِللَّناِس } البقرة‪219 :‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬الحاكم‬
‫‪.‬والعلماء المجتهدون هم المستنبطون لأحكام اهلل تعالى‪‬‬
‫قال تعاىل‪َ{:‬فاْس َأُلوْا َأْه َل الِّذْك ِر ِإن ُك نُتْم َال َتْع َلُم وَن }األنبياء‪ 7:‬‬

‫‪.‬ولم يختلف المسلمون في أن مصدر جميع األحكام التكليفية والوضعية هو اهلل تعالى بعد البعثة وبلوغ الدعوة‪‬‬

‫‪.‬وإنما الخالف في معرف أحكام اهلل وطريق إدراكه قبل بعثة الرسل‪‬‬
‫استقالل العقل بالتشريع‬
‫هل أحكام اهلل تعرف بواسطة رسله ؟ أم يمكن للعقل إدراكها؟ •‬
‫‪:‬اختلف العلماء ولهم أقوال ثالثة •‬
‫‪:‬القول األول وهو رأي المعتزلة (أتباع واصل بن عطاء ت ‪131‬ه) •‬
‫أن العقل يستقل بإدراك التشريع‪ ،‬ويمكن أن يقوم مقام الرسل‪ ،‬ألن العقل يمكن أن •‬
‫‪.‬يدرك قبح األفعال وحسنها‬
‫‪.‬وإن الشرع كاشف لما أدركه العقل قبل وروده •‬
‫‪.‬وذلك بناء على ما يوجد في األفعال من صفات نفع وضرر •‬
‫فالعقل يمكن أن يدرك أحكام اهلل تعالى بدون بيان الرسل فما كان حسنا وجب •‬
‫‪.‬فعله‪ ،‬وما كان قبيحا وجب تركه‬
‫استقالل العقل بالتشريع‬
‫القول الثاني‪ :‬رأي األشاعرة (أتباع أبي الحسن األشعري ت ‪324‬ه) •‬

‫وهو أن العقل ال يستقل بإدراك األحكام‪ ،‬وال يمكنه أن يدرك أحكام اهلل •‬
‫‪ .‬بدون الرسل‬
‫ألن العقول تختلف اختالفا بينا في األفعال‪ .‬فبعض العقول يستحسن بعض •‬
‫‪.‬األفعال وبعضها يستقبحها‬
‫‪.‬إذا‪ ،‬فالمعرف لألحكام هو الرسل خاصة‪ ،‬وال سبيل لدرك حكم اهلل بالعقل •‬
‫‪.‬وال يكون حكما شرعيا إال بواسطة الرسل •‬
‫استقالل العقل بالتشريع‬
‫القول الثالث‪ :‬رأي الماتريدية (أتباع أبي المنصور الماتريدي ت ‪333‬ه) وهو الصحيح ووسط المعتدل •‬
‫وهو أن العقل يمكن أن يدرك حسن األفعال‪ ،‬وقبحها ولكن ال يكون حكما شرعيا إال بواسطة الرسل‪ ،‬ألن العقول قد •‬
‫‪.‬تخطئ‬
‫‪.‬ولهذا‪ ،‬فإنهم اشترطوا بلوغ الدعوة في التكليف بخالف المعتزلة •‬
‫فإدراك العقل للحسن والقبح‪ ،‬ال يستلزم الحكم قبل ورود الشرع في •‬
‫‪.‬جميع األفعال‪ ،‬سواء في ذلك‪ ،‬ما ظهر حسنه وقبحه أو لم يظهر‬
‫‪:‬ثمرة الخالف وأثره‬
‫األثر األول‪ :‬هل يحاسب الناس قبل بعثة الرسل ؟ أو قبل بلوغ الدعوة؟‪‬‬
‫‪.‬على رأي المعتزلة يحاسبون ويعاقبون ألن العقل يمكن أن يدرك أحكام اهلل فيفعل الحسن‪ ،‬ويجتنب القبيح‬

‫فمن لم تبلغهم دعوة الرسل‪ ،‬فإنهم مكلفون من اهلل بفعل ما يهديهم عقلهم إلى أنهم حسن ويثابون من اهلل على فعله‪،‬‬
‫‪.‬وبترك ما يهديهم عقلهم إلى أنه قبيح ويعاقبون من اهلل على فعله‬

‫أما رأي األشاعرة وغيرهم " وهم جمهور األمة" فال حساب وال عقاب وال ثواب قبل بعثة الرسل‪ ،‬أو قبل بلوغ‬
‫الدعوة‪ ،‬ألن أحكام اهلل ال يمكن أن تدرك إال بالرسل لقوله تعالى ‪َ { :‬و َم ا ُك َّنا ُمَعِّذ ِبيَن َح َّتى َنْبَعَث َرُس وًال } اإلسراء‪:‬‬
‫‪15.‬‬
‫‪:‬ثمرة الخالف وأثره‬
‫‪:‬األثر الثاني بعد مجيء اإلسالم‪‬‬

‫فال خالف بين العلماء أن حكم اهلل إنما يدرك عن طريق ما جاء في كتابه وعلى لسان نبيه‪ ،‬وكالهما قام النبي‬
‫‪.‬بتبليغه‬
‫‪.‬فا تفق الجميع (المعتزلة واألشاعرة والماتريدية) أنه ال مكان للعقل مع ورود النص الشرعي من كتاب وسنة‬
‫‪.‬فمقياس الحسن والقبح بالنسبة لهم هو ما ورد في شريعتهم‪ ،‬ال ما تدركه عقولهم باتفاق‬
‫‪ .‬لكن إذا لم تكن في المسألة نص فرأي المعتزلة أن العقل يمكن أن يكون مصدرا من مصادر التشريع‬
‫الركن الثالث‪ :‬المحكوم فيه‬
‫‪ .‬المحكوم فيه ‪ :‬هو نفس الفعل المكلف به‪ ،‬أو هو ما تعلق به خطاب الشارع •‬
‫‪.‬وهو ال يكون إال فعال إذا كان خطاب الشارع حكما تكليفيا‬

‫قوله تعالى {َوَأِقيُم وْا الَّص َالَة َوآُتوْا الَّزَك اَة}البقرة‪ ،43‬فالمحكوم فيه هو إقامة الصالة وإيتاء الزكاة‪ ،‬وهو فعل •‬
‫‪.‬للمكلف فجعله واجبا‬
‫‪.‬وقوله تعالى‪َ{ :‬وَال َتْق َرُبوْا الِّزَنى}اإلسراء‪ ،32:‬فالمحكوم فيه هو الزنا وهو فعل للمكلف‪ ،‬فجعله الشرع محرما •‬
‫وقوله تعالى‪( :‬فإذا قضيت الصالة فانتشروا في األرض) فالمحكوم فيه هو االنتشار في األرض‪ .‬وهو فعل •‬
‫‪.‬للمكلف‪ ،‬فجعله الشرع مباحا‬
‫الركن الثالث‪ :‬المحكوم فيه‬

‫‪ :‬شروط صحة التكليف بالمحكوم فيه (شروط المحكوم فيه)•‬


‫‪:‬يشترط لصحة التكليف بالفعل شرطان هما‬
‫تاما فال يصح‪•1-‬‬‫علما ً‬
‫معلوما للمكلف ً‬
‫ً‬ ‫الشرط األول‪ :‬أن يكون‬
‫‪.‬التكليف بالمجهول‬
‫فال يكلف اإلنسان بالصالة حتى يعرف أركانها وشروطها وكيفية األداء•‬
‫‪.‬بها‬
‫‪.‬ألن األمر القرآني مجمل‪ ،‬فالبد من بيان المجمل من الرسول•‬

‫فلْو َج ِه ل إنساٌن كوَن الوضوء شرًطا لصَّح ِة الَّصالة وكان ُيصِّلي زماًنا بغيِر •‬
‫‪ُ.‬وضوٍء ‪ ،‬ثَّم علَم هذا الُح كَم ‪ ،‬فإَّنه ال ُيطالب بقضاِء ما صَّالُه بغير ُوضوء‬
‫الركن الثالث‪ :‬المحكوم فيه‬
‫وبعضهم فرق بين الجهل في دار اإلسالم والجهل في غير دار•‬
‫‪:‬اإلسالم‬
‫فلو أسلم شخص جديد في غير دار اإلسالم‪ ،‬وجهل وجوب‬
‫الصالة‪ ،‬لم يجب عليه قضاؤها إذا علم بعد ذلك بوجوبها‪ ،‬أو شرب‬
‫الخمر جاهال بالتحريم لم يعاقب على فعله إذا رجع إلى دار‬
‫‪.‬اإلسالم‬

‫إذا‪ ،‬فالمراد بالعلم هنا هو إمكان المكلف من العلم به والتعرف•‬


‫عليه‪ ،‬وذلك بوجوده في دار اإلسالم‪ .‬لذا قال الفقهاء‪ :‬ال يقبل في‬
‫دار اإلسالم االعتذار بالجهل باألحكام‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون الفعل المكلف به مقدورا‪ ،‬يمكن ‪• 2-‬‬
‫‪.‬للمكلف فعله‪ ،‬أو تركه‬
‫‪:‬ويترتب على هذا الشرط أمران •‬
‫‪:‬ال تكليف بالمستحيل ‪• 1-‬‬
‫سواء أكان المستحيل لذاته كالجمع بين النقضين أو أن يكون في •‬
‫مكانين في وقت واحد‪ ،‬مثل إيجاب الشيء وتحريمه على شخص‬
‫‪.‬واحد في وقت واحد‬
‫أم كان مستحيال لغيره كالطيران بال آلة‪ ،‬أو الصعود إلى السماء أو •‬
‫‪.‬حمل الجبل العظيم‬
‫ألن ما ال يتصور وجوده عقال أو عادة ال يمكن المكلف أن يفعله‪• ،‬‬
‫‪.‬وليس هو في وسعه مع أن التكليف بحسب الوسع‬
‫ال تكليف بما ال يدخل تحت إرادة اإلنسان‪ :‬كتكليف اإلنسان ‪• 2-‬‬
‫أن ال يتنفس‪ ،‬أو أن يفعل الغير فعال معينا‪ ،‬ومنه التكليف باألمور‬
‫‪.‬الوجدانية‪ ،‬كالحب والبغض‬
‫وإذا ورد نص يدل ظاهره على التكليف بمثل هذه األمور‪ ،‬فهو •‬
‫‪:‬مصروف عن ظاهره‪ ،‬مثل‬
‫قال تعالى‪( :‬وال تموتن إال وأنتم مسلمون) آل عمران‪ .102 :‬يراد به •‬
‫‪.‬الحث على اإلسالم‬
‫وقال النبي (ص)‪" :‬ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده •‬
‫‪.‬وولده والناس أجمعين‪ ".‬فالمراد الطاعة واالمتثال ال حقيقة الحب‬
‫وقال النبي (ص)‪" :‬ال تغضب‪ ".‬فالمراد االبتعاد عن أسباب الغضب •‬
‫‪.‬أو مجاهدة النفس حال الغضب ومنعها من االنتقام‬
‫‪:‬التكليف بالشاق من األعمال‬
‫س‪ :‬قلنا أن من شرط الفعل احملكوم فيه أن يكون مقدورا•‬
‫عليه‪ ،‬لكن هل يشرتط فيه أن ال يكون شاقا؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال خيلو أي فعل من األفعال من مشقة‪ ،‬فكل•‬
‫تكليف ال خيلو من مشقة‪ .‬لكن تفضل اهلل علينا‪ ،‬فرفع‬
‫عنا احلرج ووضع عنا املشقة غري احملتملة‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن‬
‫‪:‬املشقة نوعان‬
‫املشقة املعتادة ‪ )2‬املشقة غري املعتادة )‪•1‬‬
‫‪:‬التكليف بالشاق من األعمال‬
‫فالمشقة المعتادة هي المشقة التي يستطيع اإلنسان تحملها دون•‬
‫‪.‬إلحاق الضرر به‪ ،‬كالصوم والحج‬
‫وهذه المشقة لم يرفعها الشارع عنا‪ ،‬ألن التكليف هو طلب ما فيه•‬
‫‪.‬كلفة ومشقة مع أن هذه المشقة محتملة‬
‫غير أن المشقة ليست مقصودة للشارع الحكيم‪ ،‬بل المقصود•‬
‫‪.‬المصالح المترتبة عليها‬
‫فليس المقصود بالصيام إيالم النفس بالجوع والعطش بل المقصود•‬
‫‪.‬صفاء الروح وصحة الجسد وتنمية عاطفة الرحمة‬
‫‪:‬التكليف بالشاق من األعمال‬
‫المش••قة غ••ير المعت••ادة‪ :‬وهي المش••قة ال••تي ال يحتمله••ا إال بب••ذل•‬
‫أقص•ى الطاق•ة‪ ،‬وي•ؤدي التكلي•ف المس•تمر ب•ه إلى تل•ف النفس أو‬
‫‪.‬المال‬
‫‪:‬هذه المشقة أيضا على أنواع•‬
‫مش ••قة غ ••ير عادي ••ة بس ••بب ظ ••روف خاص ••ة ب ••المكلف‪ :‬مث ••ل ‪•1-‬‬
‫الص ••يام في حال ••ة الس ••فر والم ••رض‪ ،‬ومس ••ح الخفين ب ••دل غس ••ل‬
‫ال• ••رجلين‪ ،‬وال• ••تيمم عن• ••د ع• ••دم الم• ••اء أو الم• ••رض‪ ،‬وأك• ••ل الميت• ••ة‬
‫‪.‬وشرب الخمر في حال الضرورة‬
‫فه ••ذه المش ••قة غ ••ير العادي ••ة ق ••د رفعه ••ا اهلل ب ••الرخص ورغب في•‬
‫‪.‬األخذ بها‬
‫‪:‬التكليف بالشاق من األعمال‬
‫مشقة غير عادية ال بد من تحملها لضرورة القيام بالفروض ‪•2-‬‬
‫الكفائية كالجهاد وإن كان فيه قتل النفس ونحو ذلك من‬
‫‪.‬المشاق‬
‫وذلك ألن الجهاد ال بد منه لحماية البالد من األعداء‪ ،‬ولكن•‬
‫ليس كل الناس يحتملها‪ ،‬وليس كل الناس قادرا على االستمرار‬
‫‪.‬عليها‪ ،‬ولذا كان فرض كفاية على من يستطيعه‬
‫ومن أمثلة هذا النوع‪ ،‬الصبر عند اإلكراه على النطق بكلمة•‬
‫‪.‬الكفر‪ ،‬والجهر بكلمة الحق في وقت يسود فيه الظلم‬
‫‪:‬التكليف بالشاق من األعمال‬
‫مشقة غير عادية ال تتأتى من ذات الفعل وطبيعته وإنما بسبب ‪•3-‬‬
‫‪.‬المكلف نفسه بالتزامه األفعال الشاقة التي لم يأت بها الشرع‬
‫مثل أن ينذر أحد الصحابي على أن يصوم قائما في الشمس وال•‬
‫يقعد وال يستظل وال يتكلم ويصوم‪ .‬فقد نهاه النبي (ص) عن القيام‬
‫في الشمس‪ ،‬ألنه ليس طاعة‪ .‬وإنما أمره بما هو طاعة في النفس‬
‫‪:‬وهو الصيام‪ .‬فقال النبي (ص) لهذه الرجل‬
‫‪.‬مروه فليتكلم وليقعد وليتم صومه» رواه البخاري«•‬
‫‪:‬التكليف بالشاق من األعمال‬
‫ومن أمثلة هذا النوع‪ ،‬ما فعله بعض الصحابة بقيام الليل وصوم•‬
‫النهار في كل يوم وليلة‪ ،‬واعتزال النساء‪ ،‬وترك الزواج‪ .‬فقال النبي‬
‫‪(:‬ص) لهؤالء‬
‫أما واهلل وإني ألخشاكم وأتقاكم له‪ ،‬لكني أصوم وأفطر وأصلي«•‬
‫»وأرقد وأتزوج النساء‪ ،‬فمن رغب عن سنتي فليس مني‬
‫حكم هذا النوع من األفعال ال يجوز‪ ،‬ولم يقع التكليف بها‬
‫شرعا‪ ،‬ألن اهلل لم يقصد إيقاعنا في الحرج والعنت الشديد‪ ،‬وألن‬
‫تعذيب الجسد وتحميله المشاق بال غرض مشروع وال مصلحة‬
‫‪.‬يعد من العبث‬
‫‪:‬التكليف بالشاق من األعمال‬
‫قال تعالى‪ :‬وما جعل عليكم في الدين من حرج (الحج‪•)78 :‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬يريد اهلل أن يخفف عنكم وخلق اإلنسان ضعيفا•‬
‫(النساء‪)28 :‬‬
‫وقال النبي (ص)‪ :‬بعثت بالحنيفية السمحة•‬
‫وفي الحديث‪ :‬ما خّير النبي (ص) بين اإلثنين إال اختار•‬
‫‪.‬أيسرهما ما لم يكن مأثما‬
‫أنواع الفعل املكلف به باعتبار من ُيضاف إليـه (اجلهة)‬

‫يتنوع المحكوم فيه من جهة من تضاف إليه الحقوق•‬


‫‪:‬إلى أربعة أنواع‬
‫‪.‬حقوق خالصة هلل تعالى ‪•1-‬‬
‫‪.‬حقوق خالصة للعباد ‪•2-‬‬
‫‪.‬ما اجتمع فيها الحقان وحق اهلل فيها أغلب ‪•3-‬‬
‫‪.‬ما اجتمع فيها الحقان وحق العبد فيها أغلب ‪•4-‬‬
‫النوع األول‪ :‬حقوق خالصة هلل تعالى‬

‫الحقوق الخالصة هلل‪ :‬هي وهي ما يتعلق بها النفع•‬


‫‪.‬العام من غير اختصاص بأحد‬
‫فينسب إلى اهلل لعظم خطره وشمول نفعه•‬
‫فحق اهلل هو حق للمجتمع‪ .‬فشرع اهلل حكمه•‬
‫‪.‬للمصلحة العامة‬
‫‪.‬فهو حق متعلق بالنظام العام دون مراعاة أفراد•‬
‫النوع األول‪ :‬حقوق خالصة هلل تعالى‬

‫‪:‬حكمه•‬
‫‪.‬ال يجوز إسقاطه أو التهاون في إقامته ‪•1-‬‬
‫‪.‬وال يحق ألحد التنازل عنه أو الخروج عنه ‪• 2-‬‬
‫أحكامه واجبة التنفيذ ألنه حق عام‪ ،‬غير ‪• 3-‬‬
‫‪.‬اختصاص بأحد‬
‫ما هي الحقوق الخالصة هلل تعالى؟•‬

‫‪:‬وجد باالستقراء أن الحقوق الخالصة هلل تعالى ثمانية أقسام‬

‫‪.‬القسم األول‪ :‬عبادات محضة•‬


‫كاإليمان والصالة والصيام والحج وغيرها من العبادات‬
‫الواجبة على المكلف‪ .‬فإن هذه العبادات مقصود بها إقامة‬
‫‪.‬الدين‪ ،‬وهو ضروري لحفظ نظام المجتمع‬
‫القسم الثاني ‪ :‬عبادات فيها معنى المؤونة•‬

‫المؤونة هي ما وجبت عليه بسبب الغير‪ ،‬وهي الضريبة التي•‬


‫‪.‬تؤدى إلى المحافظة على ما تؤدى عنه من نفس أو مال‬
‫مثل‪ :‬زكاة الفطر‪ ،‬فهي عبادة من جهة أنها تقرب إلى اهلل •‬
‫‪.‬بالتصدق على الفقراء والمساكين‪ ،‬فتشترط فيها النية‬
‫وهي مؤونة من جهة أنها وجبت على المكلف بسبب غيره •‬
‫كابنه الصغير‪ ،‬فال يشترط فيها كمال األهلية كالعبادات‬
‫‪.‬المحضة‪ ،‬فوجبت زكاة الفطر في مال الصبي والمجنون‬
‫‪.‬القسم الثالث‪ :‬مؤونة فيها معنى العبادة•‬
‫مثالها‪ :‬العشر أو نصف العشر على ما تنبته األرض من زرع أو •‬
‫‪،‬ثمر‬
‫وهي مؤونة ألنها ضريبة بسبب بقاء األرض في يد أهلها والمحافظة•‬
‫‪.‬عليها مستمرة من غير عدوان‬
‫وأما أن في العشر ونصفه معنى العبادة‪ ،‬فألنه زكاة‪ .‬فيصرف في•‬
‫‪.‬مصارف الزكاة‪ ،‬وهذه من المصالح العامة‬
‫‪.‬القسم الرابع‪ :‬مؤونة خالصة•‬
‫مثالها‪ :‬الخراج‪ ،‬وهو ضريبة تؤخذ على األرض التي تترك بأيدي أهلها•‬
‫‪.‬غير المسلمين بعد فتحها‪ ،‬تفرضها عليهم الدولة اإلسالمية‬
‫فإنه مؤونة باعتباره ضريبة على األرض في نظير بقاءها في أيدي•‬
‫‪.‬أهلها والمحافظة عليها من العدوان‬
‫القسم الخامس‪ :‬عقوبات كاملة مقدرة•‬
‫كحد الزنا والسرقة وغيرها‪ .‬فهذه عقوبات خالصة هلل‪ .‬فتشريعها•‬
‫‪.‬للمصلحة العامة‪ .‬واعتبرت لذلك من حق اهلل‬
‫فال تسقط بالتنازل عنها من أحد‪ ،‬أو التهاون في إقامتها‪•،‬‬
‫‪.‬ويقيمها الحاكم دون المجني عليه‬

‫القسم السادس‪ :‬عقوبات قاصرة (ليس فيها إيذاء بدني)•‬


‫مثل حرمان القاتل من اإلرث‪ ،‬فإنها عقوبة لم ترد عليه بأذى•‬
‫وألم في بدنه أو حريته أو ماله‪ .‬إنما غايتها أنه حرم ملكا‪ ،‬لوال‬
‫‪.‬القتل الستفاده‬
‫القسم السابع‪ :‬عقوبات فيها معنى العبادة•‬
‫‪،‬مثالها‪ :‬الكفارات‪ ،‬ككفارة اليمين والظهار والقتل•‬
‫واشتمالها على معنى العبادة ألنها تؤدى بما هو عبادة•‬
‫كالصوم واإلطعام وعتق الرقاب‪ ،‬ويؤديها الشخص بنفسه‬
‫‪.‬كما في العبادات‬
‫أما اشتمالها على معنى العقوبة‪ ،‬فألنها تجب جزاء للفعل•‬
‫‪.‬المحظور‪ ،‬ولهذا سميت كفارة أي ستارة لإلثم‬
‫القسم الثامن‪ :‬حق قائم بنفسه•‬
‫فإنه لم يتعلق بذمة المكلف ليؤديه طاعة هلل‪ ،‬وإنما وجب•‬
‫‪.‬هذا الحق بذاته‪ ،‬وابتداء هلل تعالى‪ ،‬فلم تشترط له النية‬
‫مثاله‪ :‬أداء الخمس من الغنائم‪ ،‬فتلك قسمة َح َك َم اُهلل•‬
‫عَّز وجَّل بها في الغنائم‪ ،‬ال رأي للمكلف فيها‪ ،‬ويصرف‬
‫‪.‬في المصالح العامة‬
‫وما يستخرج من معادن وكنوز األرض‪ ،‬يجب فيها•‬
‫‪.‬الخمس‬
‫ويستوي فيه بين أن يكون الواجد حرا أو عبدا‪ ،‬مسلما•‬
‫‪.‬أو ذميا‪ ،‬صغيرا أو كبيرا‪ ،‬ألن هؤالء من أهل الغنيمة‬
‫أنواع الفعل املكلف به باعتبار من‬
‫يضاف إليه‬
‫فيها‬ ‫مامااجتمع‬
‫اجتمع‬ ‫اجتمع‬
‫مامااجتمع‬ ‫حقوق‬
‫حقوق‬ ‫خالصة‬
‫حقوق‬ ‫حقوق‬
‫الحقان وحق‬
‫الحقان‬ ‫فيها‬ ‫فيها الحقان‬
‫الحقان‬ ‫فيها‬ ‫لعباد‬ ‫خالصة ل‬
‫خالصة ل‬
‫وحقاهللهللافيها‬
‫وحق‬
‫تعالىهلل‬
‫خالصة‬‫هلل‬
‫العبد فيها‬
‫العبد‬ ‫وحق‬ ‫فيهاأغلب‬
‫أغلب‬
‫فيهاأغلب‬
‫أغلب‬

‫مؤونة خالصة‬ ‫مؤونة فيها معنى‬ ‫عبادات فيها‬ ‫عبادات محضة‬


‫العبادة‬ ‫معنى المؤونة‬

‫حق قائم بنفسه‬ ‫عقوبات فيها‬ ‫عقوبات قاصرة‬ ‫عقوبات كاملة‬


‫معنى العبادة‬
‫‪:‬النوع الثاني‪ :‬الحق الخالص للعبد•‬
‫وهو ما يتعلق به مصلحة خاصة (فهو حق خاص)•‬
‫‪.‬فالمقصود منه صيانة مصلحة الفرد•‬
‫‪.‬فالمكلف صاحب القرار فيه مطالبة وإسقاطا•‬
‫وذلك مثل‪ :‬الَد ْين‪ ،‬حبس العين المرهونة‪ ،‬وبدل المتلفات‪•،‬‬
‫وملك المبيع والثمن‪ ،‬وحق الشفعة وسائر الحقوق المالية‬
‫‪.‬لألفراد‪ ،‬ألن لإلنسان أن يتصرف في حقه كما يشاء‬
‫‪.‬النوع الثالث‪ :‬ما اجتمع فيه الحقان وحق اهلل فيه غالب•‬
‫‪.‬مثاله ‪:‬حد القذف‬
‫فحق اهلل فيه من جهة أنه وقاية المجتمع من أن تشيع فيه الفاحشة‬
‫‪.‬وهتك أعراض الناس‪ ،‬وهذا ضرر عام‬
‫‪.‬وحق العبد من جهة ما فيه من إظهار عفته وبراءته‬
‫‪.‬فالضرر العام أغلب من الضرر الخاص‬
‫إذا‪ ،‬فإن حق اهلل فيها غالب‪ ،‬فال يجوز للعبد أن يسقطه بالتنازل‬
‫‪.‬عنه‬
‫‪.‬وعند الشافعية‪ ،‬حق العبد هو الغالب في حد القذف‬
‫‪.‬النوع الثالث‪ :‬ما اجتمع فيه الحقان وحق اهلل فيه غالب•‬
‫‪.‬ومثل ذلك‪ :‬العدة‬
‫‪.‬فإنها ال تسقط بإسقاط الزوج إياها‬
‫‪.‬وإن كانت العدة حق للزوج‪ ،‬فإنها حق اهلل أيضا‬
‫‪.‬وحق اهلل فيها غالب لحماية الناس من امتزاج النسبين‬
‫‪:‬النوع الرابع‪ :‬ما اجتمع فيه الحقان وحق العبد فيه غالب•‬
‫‪.‬مثاله‪ :‬القصاص من القاتل العمد‬
‫فحق اهلل باعتبار أن فيه مصلحة عامة‪ ،‬وهي صيانة الدماء‪ ،‬وحفظ‬
‫‪.‬األمن‪ ،‬وتقليل الجرائم‬
‫‪،‬أما حق العبد فألن القصاص يحقق مصلحة أولياء الدم‬
‫‪.‬فيشفي صدورهم‪ ،‬ويطفئ نار الثورة‪ ،‬ومنع الحقد على القاتل‬
‫فالقتل يمس أولياء المجني عليه أكثر مما يمس المجتمع‪ ،‬ولذلك‬
‫‪.‬كان حق الشخص هو الغالَب‬
‫إذًا‪ ،‬فال يقتص من القاتل إال بطلب ولي المقتول‪ .‬وله أن يتنازل عن‬
‫‪.‬القصاص‪ ،‬أو يعتاض عنه بالمال‬
‫الركن الرابع‪ :‬احملكوم عليه ( امللكف)‬
‫المحكوم عليه‪ :‬هو الشخص الذى تعلق خطاب الشارع‬
‫‪.‬بفعله‬
‫‪.‬ويسمى عند األصوليين بالمكلف‬
‫‪ :‬شرط صحة التكليف‬
‫‪:‬يشترط في االنسان حتى يصح تكليفه شرعا شرطان‬
‫‪.‬الشرط األول‪ :‬أن يكون قادرًا على فهم خطاب التكليف الموجه إليه بنفسه أو بواسطة غيره‬
‫‪.‬الشرط الثاني‪ :‬أن يكون أهال للتكليف‬
‫الركن الرابع‪ :‬احملكوم عليه ( امللكف)‬
‫‪.‬الشرط األول‪ :‬أن يكون قادرًا على فهم خطاب التكليف الموجه إليه بنفسه أو بواسطة غيره‬
‫‪.‬والسبب هو‪ :‬أن الغرض من التكليف الطاعة واالمتثال‪ ،‬ومن ال قدرة له على الفهم ال يمكنه االمتثال‬
‫‪.‬والقدرة على الفهم إنما تكون بالعقل‪ ،‬ويكون خطاب الشارع مما يمكن فهمه ومعرفة المراد منه‬
‫إقامة البلوغ مقام العقل( لما كان العقل أمرا باطنا ال يدرك بالحس‪ ،‬وغير منضبط ومتفاوتا في أفراد الناس‪ ،‬فقد)‬
‫أقام الشارع البلوغ الذي هو أمر منضبط مقام العقل ألن البلوغ مظنة العقل‪ ،‬وجعل مناط (متعلق) التكليف‬
‫‪.‬بلوغ االنسان عاقال‪ ،‬وحط عنه التكليف قبله تخفيفا عنه‬
‫ودليل ذلك‪ :‬قوله صلى اهلل عليه وسلم "رفع القلم عن ثالثة‪ :‬عن •‬
‫النائم حتى يستيقظ‪ ،‬وعن الصبي حتى يحتلم‪ ،‬وعن المجنون حتى‬
‫"‪.‬يعقل‬

‫‪.‬فنؤخذ من هذا الحديث أن المكلف هو البالغ العاقل•‬


‫اعتراض على شرط التكليف‬

‫قد يعترض بعض الناس‪ :‬بوجوب الزكاة في أموال الصبي‬


‫‪.‬والمجنون‬
‫‪:‬وجواب هذا االعتراض‬
‫أن تكليف وجوب الزكاة على المجنون والصبي قد جاء ألن •‬
‫‪.‬الزكاة تعلقت بها حق الغير وهو حق الفقراء‬
‫وألن الزكاة يخرجها عنه وليه‪ ،‬مثل لو أتلف المجنون والصبي •‬
‫‪.‬أموال الغير فإنه يضمنها ويخرجها عنه وليه‬
‫‪.‬وألنهما يملكان أهلية الوجوب‪ ،‬كما سيأتي بيان ذلك فيما بعد•‬
‫األهلية وعوارضها‬

‫‪.‬الشرط الثاني للمحكوم عليه‪ :‬أن يكون أهال للتكليف‬


‫األهلية في اللغة‪ :‬هي الصالحية يقال فالن أهل لعمل كذا إذا‬
‫‪.‬كان صالحا للقيام به‬
‫وفي اصطالح األصوليين هي‪ :‬صالحية اإلنسان الستحقاق‬
‫‪.‬الحقوق وأداء التصرفات‬
‫‪:‬وتنقسم األهلية إلى قسمين‬
‫‪.‬أهلية وجوب ‪1-‬‬
‫أهلية أداء ‪2-‬‬
‫أهلية الوجوب ‪1-‬‬

‫تعريف أهلية الوجوب‪ :‬هي صالحية اإلنسان لوجوب الحقوق‬


‫‪.‬المشروعة له أو عليه‬
‫‪.‬أي‪ :‬صالحيته ألن تثبت له الحقوق وتجب عليه الواجبات‬
‫‪.‬وتثبت أهلية الوجوب بناء على ثبوت الذمة له •‬
‫‪.‬فالذمة هي وصف شرعي يصير به اإلنسان أهال لما له وعليه •‬
‫‪.‬وهي وعاء اعتباري مقدر وجوده في كل إنسان •‬
‫أهلية الوجوب ‪1-‬‬

‫‪.‬وأساس ثبوت أهلية الوجوب لإلنسان هي الحياة •‬


‫‪.‬إذ بالحياة تكون لإلنسان ذمة‪ ،‬وعليها تنبني أهلية الوجوب‬
‫ولهذا تثبت هذه األهلية للجنين – وإن كانت ناقصة‪ -‬لوجود الحياة‬
‫‪ .‬فيه‬
‫‪.‬فحياة اإلنسان هي أساس ثبوت أهلية الوجوب •‬
‫‪.‬ولذلك‪ ،‬فهي تالزمه مدى الحياة وال تفارقه حتى الموت •‬
‫أهلية األداء ‪2-‬‬
‫‪.‬أهلية األداء ‪ :‬هي صالحية اإلنسان ألن يطالب باألداء‪ ،‬وألن تعتبر أقواله وأفعاله‪ ،‬وتترتب عليها اآلثار الشرعية‬
‫‪.‬بحيث إذا صدر منه تصرف كان معتدًا به شرعا‬
‫‪.‬وإذا أّد ى‪ ،‬عبادة كان أداؤه معتبرا ومسقطا للواجب‬
‫‪.‬وإذا صدر منه عقد أو تصرف‪ ،‬صح شرعا وترتبت عليه أحكامه‬
‫‪.‬وإذا جنى على غيره في نفس أو مال أو عرض‪ ،‬أخذ بجنايته وعوقب عليها بدنيا وماليا‬

‫‪.‬وأساس هذه األهلية‪ :‬هو التمييز•‬


‫أدوار األهلية الكاملة والناقصة‬

‫أهلية الوجوب وأهلية األداء‪ ،‬قد تكون ناقصة وقد تكون كاملة‪•،‬‬
‫نظرا لألدوار اليت ميّر هبا اإلنسان يف حياته‪ ،‬من مبدأ تكوينه إىل‬
‫‪.‬متام عقله مث موته‬
‫‪:‬وهذه األدوار(مراحل) هي‬
‫‪.‬أوال ‪ :‬دور اجلنني•‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬دور االنفصال إىل التمييز•‬
‫‪.‬ثالثا‪ :‬دور التمييز إىل البلوغ•‬
‫‪.‬رابعا‪ :‬دور ما بعد البلوغ•‬
‫الدور األول‪ :‬دور الجنين‬

‫‪ :‬الجنين ينظر إليه باعتبارين•‬


‫االعتبار األول‪ :‬أن اجلنني يف بطن أمه جزء منها يقر بإقرارها‪• ،‬‬
‫وينتقل بانتقاهلا فهو جزء من أمه‪ ،‬وبالتايل تنتفي عنه أهلية‬
‫‪.‬الوجوب‬
‫االعتبار الثاين‪ :‬أن اجلنني من جهة كونه نفسا مستقلة ومنفردا•‬
‫عن أمه باحلياة متهيأ لالنفصال عنها وصريورته إنسانا قائما‬
‫‪.‬بذاته‪ .‬فنحكم بوجود الذمة له وبالتايل ثبت له أهلية الوجوب‬
‫الدور األول‪ :‬دور الجنين‬

‫وقد الحظ الفقهاء هذين االعتبارين فلم يثبتوا للجنني ذمة كاملة•‬
‫‪–.‬كما‪ -‬مل ينفوا عنه الذمة مطلقا‪ .‬فأثبتوا للجنين ذمة ناقصة‬
‫فقالوا‪ :‬تثبت للجنني احلقوق اليت ال حيتاج فيها إىل القبول •‬
‫‪.‬كاملرياث والوصية‬
‫وال تثبت للجنني احلقوق اليت حتتاج إىل قبول كاهلبة وإن كانت•‬
‫‪.‬نفعا حمضا له‬
‫وأثبت الشارع احلكيم له حق احملافظة عليه من وجوب الدية•‬
‫‪.‬وعدم جواز اإلجهاض‬
‫‪:‬إذا‪ ،‬فأهلية األداء ال وجود لها بالنسبة للجنين‬
‫ألنه ال يصدر أي تصرف منه لعجزه الكامل ‪•1-‬‬
‫‪.‬ألن هذه األهلية أساسها التمييز بالعقل وال متييز مطلقا عند اجلنني ‪•2-‬‬
‫‪.‬ولكن يثبت للجنني أهلية الوجوب الناقصة بشرط أن ينفصل من أمه حيا‬
‫‪.‬ولو انفصل ميتا‪ ،‬مل يثبت له شيء من املرياث والوصية والوقف‬
‫‪.‬فأهلية الوجوب الناقصة هي صالحية اإلنسان ألن تثبت له احلقوق فقط‬
‫الدور الثاني‪ :‬دور االنفصال إلى التمييز•‬
‫إذا انفصل اجلنني حيا ثبتت له ذمة كاملة فتثبت له•‬
‫‪.‬أهلية وجوب كاملة فتجب احلقوق له وعليه‬
‫‪،‬فكل حق ميكن أداؤه عن الصيب جيب عليه•‬
‫وما ال ميكن أداؤه عنه ال جيب عليه‪ ،‬على التفصيل•‬
‫‪:‬التايل‬
‫القسم األول‪ :‬حقوق العباد‬
‫احلقوق املالية كضمان املتلفات‪ ،‬أو أجرة ‪• 1-‬‬
‫األجري فإهنا جتب على الصيب ألن املقصود منها هو‬
‫‪.‬املال وأداؤه حيتمل النيابة‪ ،‬فيؤديه الويل نيابة عنه‬
‫العقوبات كالقصاص ال جتب على الصيب ألنه ‪• 2-‬‬
‫‪.‬ال يصلح حلكمه‪ ،‬وهو املؤخذاة بالعقوبة‬
‫‪:‬القسم الثاين‪ :‬حقوق اهلل تعاىل وهي أنواع•‬
‫‪.‬العبادات اخلالصة‪ :‬ال جيب عليه شيء منها ‪•1-‬‬
‫•‬ ‫عبادات بدنية كالصالة‪ ،‬وعبادة مالية كزكاة الفطر‪.‬‬
‫‪.‬وعبادة مركبة من مالية وبدنية كاحلج‬
‫فهذه احلقوق ال جيب شئ منها على الصيب (إال على جهة‬
‫‪.‬التأديب والتهذيب)‬
‫وأما زكاة األموال فقد اختلف الفقهاء يف وجوهبا عليه‪ ،‬ألنه •‬
‫‪.‬تعلق هبا حق الفقراء‬
‫‪.‬العقوبات كاحلدود‪ :‬ال جتب عليه أيضًا ‪•2-‬‬
‫أما أهلية األداء فمنعدمة متاما (ال تثبت) يف حق الصيب يف هذا•‬
‫الدور (دور االنفصال إىل التمييز) لعدم تمييزه‬
‫والتمييز بالعقل أساس أهلية األداء‪ ،‬وما وجب عليه من حقوق‬
‫‪.‬بسبب أهلية الوجوب‪ ،‬قام وليه باألداء عنه فيما تصح النيابة فيه‬
‫ولعدم أهليته لألداء يف هذا الدور (دور االنفصال إىل بلوغ سن•‬
‫التمييز) فإنه ال يرتتب على أقواله وتصرفاته أي أثر شرعي‪ .‬وإن‬
‫حصلت منه عقود وتصرفات فهي باطلة‪ .‬ولكنه يضمن من ماله‬
‫‪.‬مايتلفه كما سبق‬
‫‪:‬الدور الثالث ‪ :‬دور التمييز إلى البلوغ•‬

‫ويبدأ هذا الدور ببلوغ الصغري السنة السابعة غالبا وينتهي•‬


‫بالبلوغ‪ .‬ويف هذا الدور‪ ،‬تثبت لإلنسان أهلية وجوب كاملة‪،‬‬
‫‪.‬ألهنا إذا ثبتت للصغري غري املميز‪ ،‬فثبوهتا للصغري أوىل‬

‫فتثبت احلقوق له وعليه كما سبق يف دور•‬


‫االنفصال إىل التمييز‬ ‫‪.‬‬
‫أهلية األداء تثبت للصغير في هذا الدور ناقصة‪• ،‬‬
‫‪.‬لنقصان عقله‬
‫فأهلية األداء الناقصة هي صالحية اإلنسان ألن•‬
‫تعترب بعض أقواله وأفعاله وترتتب عليها اآلثار الشرعية‬
‫‪.‬دون بعض‬
‫‪:‬ويرتتب على هذه األهلية الناقصة•‬
‫صحة األداء منه ال وجوب األداء بالنسبة ‪•-‬‬
‫لإلميان وسائر العبادات البدنية‪ ،‬ألن فيها نفعا حمضا‬
‫‪.‬للصغري‬
‫‪:‬أما تصرفاته املالية ففيها تفصيل على النحو التايل•‬

‫‪:‬تصرفات نافعة نفعا محضا للصغير ‪•1-‬‬


‫‪،‬كقبول اهلبة والصدقة والوصية‬
‫فهذه التصرفات تص••ح من الص••غير دون توقف على إجازة ال ويل أو‬
‫‪.‬الوصي‬

‫‪:‬التصرفات الضارة بالصبي ضررا محضا ‪•2-‬‬


‫‪،‬وهي اليت يرتتب عليها خروج شئ من ملكه دون مقابل‬
‫كاهلبة الصادرة منه للغري والوقف وحنومها‬
‫وهذه التصرفات ال تص•ح من الص•غير‪ ،‬بل ال تنعقد أصال وال ميلك‬
‫‪.‬حىت إذا كان الويل يصححها‬
‫‪:‬التصرفات املرتددة بني النفع والضرر حبسب أصل وضعها ‪•3-‬‬
‫‪.‬كالبيع واإلجارة وسائر املعاوضات املالية‬
‫‪.‬فهذه التصرفات حتتمل الربح واخلسارة‬
‫‪.‬فإذا باشرها الصغري املميز‪ ،‬وقعت صحيحة‪ ،‬بإذن من الولي‬
‫فإذا لم ي••أذن ال••ولي تك ون موقوف••ة على إج••ارة ال••ولي لنقص‬
‫‪.‬أهليته‪ .‬فإذا أجازها الويل نفذت‪ ،‬وإن مل جيز بطلت‬
‫فاإلجازة من الويل جترب النقص واعترب التصرف كأنه صادر من‬
‫‪.‬ذي أهلية كاملة‬
‫الدور الرابع ‪ :‬دور ما بعد البلوغ حتى الموت •‬
‫إذا بلغ اإلنسان عاقال‪ ،‬ثبتت له أهلية أداء كاملة‪ ،‬وصار أهال لتوجيه •‬
‫اخلطاب إليه وتكليفه جبميع التكليفات الشرعية‪ ،‬وصحت منه مجيع‬
‫العقود والتصرفات‪ ،‬إذا مل يكن فيه أي من الع وارض السماوية‬
‫‪.‬واملكتسبة‬
‫ويؤاخذ على كل أفعاله‪ ،‬فإذا قتل اقتص منه‪ ،‬وإذا زىن أقيم عليه حد •‬
‫‪.‬الزنا‪ ،‬وهكذا‬
‫تلخيص ثبوت أهلية الوجوب واألداء‬
‫‪.‬تثبت للجنني‪ ،‬أهلية الوجوب ناقصة•‬
‫تثبت‪ ،‬بعد الوالدة للشخص وتالزمه مدى احلياة‪ ،‬أهلية•‬
‫‪.‬الوجوب كاملة‬
‫تثبت للصغري املمييز‪ ،‬أهلية الوجوب كاملة وأهلية األداء•‬
‫‪.‬ناقصة‬
‫تثبت للبالغ‪ ،‬أهلية الوجوب واألداء كاملة ما مل يعرض له•‬
‫‪.‬عارض‬
‫‪:‬عوارض األهلية‬
‫قد يع رض لإلنسان بع د كم ال أهليته ما يزيلها أو ينقصها أو‬
‫‪.‬يؤثر فيها بتغيري بعض األحكام بالنسبة ملن ُعرضت له‬
‫‪.‬وهذه األمور تسمى بعوارض األهلية‬
‫فع وارض األهلية هي‪ :‬ما يطرأ لإلنسان من األمور‪ ،‬فيزيل أهليته‬
‫‪.‬أو ينقصها أو يغري بعض أحكامها‬
‫‪:‬أنواع العوارض‬
‫األول‪ :‬عوارض مساوية‬
‫الثاين‪ :‬عوارض مكتسبة‬
‫الع وارض السماوية ‪ :‬هي األمور اليت تثبت من قبل صاحب ‪1-‬‬
‫‪.‬الشرع بدون اختيار اإلنسان‪ ،‬وهلذا نسبت إىل السماء‬
‫‪.‬مثل اجلنون والعته واملرض واملوت‬

‫العوارض املكتسبة‪ :‬هي ما كان لإلنسان فيها كسب واختيار ‪2-‬‬


‫‪:‬وهي نوعان‬
‫‪.‬األول ‪ :‬ما يكون من نفس اإلنسان كاجلهل والسكر واهلزل‬
‫‪.‬الثاين ‪ :‬ما يكون من غريه وهو اإلكراه‬
‫‪:‬العوارض السماوية‬
‫الجنون ‪1-‬‬
‫العته ‪2-‬‬
‫النسيان ‪3-‬‬
‫النوم واإلغماء ‪4-‬‬
‫المرض ‪5-‬‬
‫الموت ‪6-‬‬
‫اجلنون‪ :‬هو اختالل العقل حبيث مينع جريان األفعال واألقوال‪1-‬‬
‫‪.‬على هنج العقل إال نادرا‬
‫‪ :‬واجلنون نوعان‬
‫‪.‬أ‪ -‬جنون أصلي‪ :‬أن يبلغ اإلنسان جمنونا‬
‫‪.‬ب‪ -‬جنون طارئ‪ :‬أن يبلغ عاقال مث يطرأ عليه اجلنون‬
‫‪.‬وكل منهما إما ممتد أو غري ممتد‬
‫واجلنون بنوعيه ال يؤثر يف أهلية الوجوب ألهنا تثبت باحلياة‪• .‬‬
‫‪.‬فيضمن من ماله ما يتلفه‪ ،‬وجتب الزكاة يف ماله‬
‫اجلنون ي ؤثر يف أهلية األداء ويع دمها ألهنا تثبت بالعقل •‬
‫‪.‬والتمييز‬
‫أما يف العبادات‪ :‬فإن كان اجلنون ممتدا‪ ،‬فإنه يسقط العبادات‬
‫أي مينع وجوهبا أصال‪ ،‬لفوات القدرة على األداء يف احلال‬
‫لقيام اجلنون‪ .‬فال خياطب بالصالة وال ب احلج وال بالصوم‬
‫‪.‬وال بالكفارات‬
‫أما يف اجلنايات‪ :‬فإنه ال يسأل عن اجلنايات اليت يرتكبها إال‬
‫‪.‬يف ماله‪ .‬وال تقام عليه احلدود إذا ارتكب ما يوجبها‬
‫العت•ه‪ :‬ه•و اختالل في العق•ل يجع•ل ص•احبه قلي•ل الفهم‪ ،‬مختل•ط ‪2-‬‬
‫‪.‬الكالم‪ ،‬فاسد التدبير‬
‫‪:‬العته نوعان‬
‫‪.‬األول‪ :‬عته ال يبقى معه إدراك وال متييز وصاحبه يكون كاجملنون‬
‫‪.‬الثاين‪ :‬عته يبقى معه إدراك ومتييز‪ ،‬ولكن ليس كإدراك العقالء‬
‫‪.‬وهبذا العته يكون اإلنسان البالغ كالصيب املميز يف األحكام‬
‫‪.‬وكان أهلية األداء عنده ناقصة‬
‫فتقب ل منه التصرفات النافع ة نفع ا حمضا‪ .‬وال تقب ل تصرفاته الضارة‬
‫حمضا‪ .‬وتتوقف تصرفاته املرتددة بني النفع والضرر على اإلذن من‬
‫‪.‬الويل‬
‫النس•يان‪ :‬ه•و ع•ارض يع•رض لإلنس•ان فال يجعل•ه يت•ذكر م•ا كل•ف ‪3-‬‬
‫‪.‬به‬
‫وه•و ال ين•افي أهلي•ة الوج•وب وال أهلي•ة األداء‪ ،‬لبق•اء الق•درة بكم•ال‬
‫‪.‬العقل‬

‫فالنس•يان ال يك•ون ع•ذرا في س•قوط حق•وق العب•اد ألن حق•وق العب•اد‬


‫‪.‬ال تهدر‬
‫‪.‬فال يسقط حق لعبد بنسيان أدائه في وقته‬
‫‪.‬وال يعذر من يدعي أنه ارتكب جريمة ناسيا‬
‫‪.‬أما النسيان في حقوق اهلل‪ ،‬فإنه يعتبر عذرا بالنسبة الستحقاق اإلثم‪ ،‬ولكنه ال يسقط وجوبها‬
‫"فالناسي ال إثم عليه‪ ،‬لقول النبي "إن اهلل وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه‬
‫مث•ل من نس•ي إقام•ة الص•الة في وقته•ا‪ ،‬فق•د ق•ال الن•بي (ص) عن ه•ذا‪" :‬من ن•ام عن ص•الة أو نس•يها فليص•لها إذا‬
‫"‪.‬ذكرها‬
‫ومن أك•ل ناس•يا في نه•ار رمض•ان‪ ،‬فق•ال الن•بي (ص) عن•ه‪" :‬إذا أك•ل أح•دكم أو ش•رب ناس•يا فليتم ص•ومه فإنم•ا‬
‫‪.‬أطعمه اهلل وسقاه" ‪ -‬متفق عليه‬
‫‪:‬النوم واإلغماء ‪4-‬‬
‫‪.‬النوم هو عارض طبيعي يفعله اإلنسان بال اختيار منه‬
‫‪.‬وهو عارض مينع فهم اخلطاب‪ .‬فهو ال يزيل العقل وال يعطله‬
‫‪.‬واإلغماء هي مرض يضعف القوي وال يزيل العقل‬
‫‪.‬فهو عارض مينع فهم اخلطاب فوق منع النوم له‬
‫فالنوم واإلغم اء ينافيان أهلية األداء وي وجب تـأخري خط اب‬
‫‪.‬األداء‬
‫فم ••ا دام اإلنس ••ان نائم ••ا أو مغمى علي ••ه‪ ،‬فليس ••ت ل ••ه أهلي ••ة أداء‪،‬‬
‫ألنه•ا تق•وم على التمي•يز بالعق•ل‪ ،‬وال تمي•يز لإلنس•ان في حال•ة نوم•ه‬
‫‪.‬أو إغمائه‬
‫ولكن ال يس• ••قط عن• ••ه وج• ••وب العب• ••ادة الحتم• ••ال األداء باالنتب• ••اه‬
‫‪.‬واإلفاقة‪ ،‬أو القضاء بعد االنتباه واالفاقة‬
‫‪.‬فهذه هي بالنسبة لحقوق اهلل‬
‫‪.‬أما بالنسبة لحقوق العباد‪ ،‬فال يسقط بالنوم واإلغماء‬
‫فإذا انقلب الن••ائم على غ••يره فم••ات‪ ،‬فإن••ه يك••ون مؤاخ••ذا مؤاخ••ذة‬
‫‪.‬المخطئ‪ ،‬وتجب الدية‬
‫‪.‬وإذا أتلف مال الغير وهو مغمى عليه‪ ،‬وجب الضمان ما أتلف‬
‫‪.‬المرض‪ :‬المراد بالمرض هنا غير الجنون واإلغماء ‪5-‬‬
‫وه ••و ال ين ••افي األهل ••تين‪ ،‬أهلي ••ة الوج ••وب وأهلي ••ة األداء‪،‬‬
‫ألن ••ه ليس في الم ••رض خل ••ل في الذم ••ة والعق ••ل‪ ،‬إال أن ل ••ه‬
‫‪.‬تأثيرا في بعض األحكام‬
‫مث••ل أن الش••ارع قّي د بعض التص••رفات المالي••ة الص••ادرة من‬
‫الم •ريض م••رض الم••وت المتعلق••ة بحق••وق ال••وارثين وحق••وق‬
‫‪.‬الدائنين‪ ،‬حفاظا عليهم‬
‫وأم ••ا الم ••رض غ ••ير م ••رض الم ••وت فإن ••ه ش ••رعت للم• •ريض‬
‫ال••رخص ليس••هل لهم القي••ام بالواجب••ات ال••تي كلفت عليهم‬
‫‪.‬كاإلفطار والتيمم والمسح على الجبيرة وغير ذلك‬
‫الم•وت‪ :‬آخ•ر الع•وارض الس•ماوية ‪ ،‬وب•ه يك•ون االنس•ان ع•اجزا ‪6-‬‬
‫عج•زا تام•ا‪ .‬وي•ترتب علي•ه انع•دام أهلي•ة األداء فتس•قط عن•ه جمي•ع‬
‫‪:‬التكاليف‪ .‬ولكن هذا العارض فيه تفصيل على النحو التالي‬

‫‪.‬فاألحكام نوعان‪ ،‬أحكام الدنيا وأحكام اآلخرة‬


‫أم•ا أحك•ام اآلخ•رة‪ ،‬ف•إن الميت يعت•بر كاألحي•اء بالنس•بة له•ا‪ .‬فيجب‬
‫ل ••ه أو علي ••ه من الحق ••وق المالي ••ة والمظ ••الم‪ .‬ويس ••تحق الث ••واب‬
‫‪.‬والعقاب بما فعله في الدنيا من الطاعات والمعاصي‬
‫وذل• • ••ك ألن الق• • ••بر للميت كالمه• • ••د للطف• • ••ل من حيث إن• • ••ه وض• • ••ع‬
‫‪.‬للخروج‬
‫‪ :‬أما أحكام الدنيا‪ ،‬فكما يلي‬
‫ما ه••و من ب•اب التكلي••ف‪ ،‬يس•قط ب•الموت فيبط••ل وج••وب أداء الص••الة والزك••اة وس•ائر القرب•ات‪ ،‬ألن الغ••رض منه••ا )‪1‬‬
‫‪.‬األداء ليحصل االبتالء‪ .‬وهو قد زال بالموت‬
‫‪.‬ما شرع من األحكام لحاجة غير الميت )‪2‬‬
‫ف•إن ك•ان حق•ا متعلق•ا ب•العين كم•ا في المره•ون والم•أجور والودائ•ع‪ ،‬فإن•ه يبقى ببق•اء تل•ك العين‪ ،‬ألنه•ا ليس•ت متعلق•ة ‪-‬‬
‫‪.‬بفعل الميت‬
‫‪-‬‬ ‫أم•ا إن ك•ان الح•ق دين•ا‪ ،‬فإن•ه يبقى إذا ت•رك م•اال أو كفيال بال•دين قب•ل الم•وت‪ .‬ف•إن لم يكن لدي•ه فإنه•ا تبقى علي•ه‬
‫‪.‬ويطالب بها في اآلخرة إجماعا‬
‫‪.‬ما يحتاجه من مؤن التجهيز والدفن‪ ،‬ثم قضاء الديون‪ ،‬ثم تنفيذ الوصايا في حدود ثلث التركة الباقي )‪3‬‬
‫‪:‬العوارض المكتسبة‬
‫الجهل ‪1-‬‬
‫الخطأ ‪2-‬‬
‫الهزل ‪3-‬‬
‫السفه ‪4-‬‬
‫اإلكراه ‪5-‬‬
‫السكر ‪6-‬‬
‫‪.‬الجهل‪ :‬صفة تضاد العلم عند احتماله وتصوره‪• 1-‬‬
‫•‬ ‫الجهل ال ينافي األهلية وإنما قد يكون عذرا في بعض األحوال‬
‫•‬ ‫‪ -،‬في دار اإلسالم والجهل إما أن يكون‬
‫‪.‬أو في غير دار اإلسالم أي دار الحرب ‪-‬‬
‫•‬ ‫‪:‬الجهل في دار اإلسالم‬
‫الجهل ال يعد عذرا في دار اإلسالم •‬
‫‪.‬ألن العلم فيها مفروض على أهلها •‬
‫•‬ ‫‪.‬فال يعذر المسلم بجهله األحكام العامة الواضحة التي ال رخصة ألحد في جهلها‬
‫•‬ ‫وهي الثابت••ة بالكت••اب والس•نة وانعق••د اإلجم••اع‪ ،‬كوج••وب الص••الة والص••يام وتح•ريم الخم••ر وغيره••ا (من المعل••وم‬
‫‪.‬بالدين بالضرورة)‬
‫إال أن الجهل يكون عذرا في موضع االجتهاد الذي ال يخالف •‬
‫الكتاب أو السنة المشهورة أو اإلجماع كمسح جزء صغير من‬
‫‪.‬الرأس في الوضوء‪ ،‬وكالنكاح بال شهود اكتفاء باإلعالن‬

‫وكذلك يعتبر الجهل بالوقائع عذرا مقبوال‪ ،‬كمن نكح امرأة •‬


‫جاهال أنها محرمة عليه بسبب الرضاعة‪ ،‬أو كمن شرب عصير‬
‫العنب جاهال تخمره‪ ،‬فإن الجريمة تنتفي في الحالتين وال‬
‫‪.‬عقاب على الفاعل‬
‫‪:‬الجهل في دار الحرب •‬
‫الجه•ل يع•د ع•ذرا في دار الح•رب ألن العلَم فيه•ا ال ُيْف َتَرض •‬
‫•‬ ‫‪،‬إذ هي ليست دار علم باألحكام الشرعية‪ ،‬بل دار جهل بها‬
‫•‬ ‫‪.‬فلم تستفض فيها مصادر األحكام‪ ،‬ولم تشتهر‬
‫•‬ ‫‪.‬فكان الجهل جهال بالدليل‬
‫•‬ ‫والجه•ل بال•دليل يس•قط التكلي•ف‪ ،‬ألن من ش•رط الش•خص المحك•وم علي•ه‪ ،‬أن يك•ون ق•ادرا على فهم الخط•اب‬
‫‪.‬الموجه إليه‬
‫•‬ ‫وعلى ه••ذا‪ ،‬إذا أس••لم ش••خص هن••اك‪ ،‬ولم يعلم حقيق••ة وج••وب العب••ادات علي••ه‪ ،‬كالص••الة ونحوه••ا‪ ،‬فلم يؤده••ا‪،‬‬
‫‪.‬فإنها ال تلزمه قضاء إذا علمها‬
‫•‬ ‫‪.‬أما مع االشتهار‪ ،‬فال يقبل االعتذار‬
‫•‬ ‫الجهل و أثره في األحكام الشرعية‬
‫•‬ ‫‪.‬مثال‪ :‬من جهل غروب الشمس في الصيام فعليه القضاء‬
‫•‬ ‫‪.‬وذلك ألن اهلل أمر بإتمام الصيام في قوله تعالى (ثم أتموا الصيام إلى الليل) البقرة‪187:‬‬
‫•‬ ‫فإذا أك•ل أو ش•رب في نه•ار رمض•ان‪ ،‬فإن•ه لم يتم ص•ومه‪ ،‬فلم يص•ح‪ ،‬ألن•ه لم يفع•ل م•ا أم•ره اهلل ول•و ك•ان ج•اهال‪ ،‬ألن‬
‫‪.‬المأمورات ال يعذر بالجهل‬
‫•‬ ‫‪.‬مثال‪ :‬من جهل بحرمة الكالم في الصالة‪ .‬فال تبطل به إذا كان يسيرا‪ .‬أما إذا كان كثيرا فتبطل الصالة به‬
‫•‬ ‫وذل ••ك ألن الن ••بي (ص) ق ••ال لمن أج ••اب عطش الرج ••ل بقول ••ه يرحم ••ك اهلل وه ••و في الص ••الة‪« :‬إن ه ••ذه الص ••الة ال‬
‫يص•لح فيه•ا ش•يء من كالم الن•اس‪ ،‬إنم•ا ه•و التس•بيح والتكب•ير وق•راءة الق•رآن»‪ .‬فق•د نص•حه الن•بي (ص) ب•دون أن أم•ره‬
‫‪.‬بإعادة الصالة‬
‫الجهل و أثره في األحكام الشرعية •‬
‫‪.‬أثر الجهل بمحظورات اإلحرام في الحج •‬
‫أن•ه يع•ذر في اللب•اس والطيب والتغطي•ة والجم•اع مم•ا ه•و من قبي•ل •‬
‫الترف••ه والزين••ة‪ .‬واليع••ذر في الحل••ق والتقليم والص••يد مم••ا ه••و من‬
‫‪.‬قبيل اإلتالف‬
‫وذل•ك جمع•ا بين األدل•ة الدال•ة على ثب•وت الكف•ارة والفدي•ة بمج•رد •‬
‫واألذى ع•ذرا في• س•قوط الفدي•ة‬‫الف•ع•ل‪ ،‬أل •ن اهلل لم يجع•ل الم•ر•ض •‬
‫‪.‬م•ع أن صاحب•ها •معذور‪ •.‬فكذلك ا•لجهل بج•امع العذ•ر في• الكل‬
‫َأَتْيُت َرُس وَل الَّل ِه َص َّلى الَّل ُه َعَلْي ِه َو َس َّلَم َفَق اَل ‪ُ :‬اْد ُن َف َد َنْو ُت ‪• {،‬‬
‫َفَق اَل َأُيْؤ ِذ ي•َك َه َو اُّم َرْأِس َك ؟ َق اَل اْبُن َع ْو ٍف ‪َ :‬وَأُظُّن ُه َق اَل ‪َ :‬نَعْم ‪،‬‬
‫}َقاَل َفَأ ِني ِبِف ْد ٍة ِم ِص اٍم َأ َد َقٍة َأ ُن ٍك‬
‫َي ْن َي ْو َص ْو ُس‬ ‫َم َر‬
‫وح••ديث رج••ل أح••رم بعم••رة ولبس جب••ة م••ع الطيب‪ .‬ق••ال الن••بي •‬
‫‪(:‬ص)‬
‫أم • ••ا الطيب ال • ••ذي ب • ••ك فاغس • ••له ثالث م• • •رات وأم • ••ا الجب • ••ة« •‬
‫فانزعه••ا‪ ،‬ثم اص••نع في العم••رة ك••ل م••ا تص••نع في حج••ك»‪ .‬فلم‬
‫‪.‬يأمره (ص) بالفدية‬
‫الخطأ‪ :‬هو وقوع القول أو الفعل من اإلنسان على خالف ‪• 2-‬‬
‫‪.‬ما يريده‬
‫•‬ ‫‪.‬الخطأ ال ينافي األهلية بنوعيها ألن العقل قائم مع الخطأ‬
‫•‬ ‫‪:‬حكم الخطأ‬
‫•‬ ‫في حقوق اهلل‪ :‬يكون عذرا في سقوط حق اهلل تعالى ‪1-‬‬
‫•‬ ‫كخطاء المفتي والخطاء في القبلة‪ ،‬إذا حصل بعد اجتهاد فإنه‬
‫‪.‬يعتبر عذرا‪ ،‬وإال فال‬
‫•‬ ‫والخطاء يعتبر شبهة تدرأ العقوبات المقررة حقا هلل تعالى‬
‫‪.‬كالحدود‬
‫في حقوق العباد ‪ :‬الخطأ في حقوق العباد ينقسم إلى ‪• 2-‬‬
‫‪:‬قسمين‬
‫األول‪ :‬الخطأ في باب الجنايات‪ :‬إن كان الحق عقوبة •‬
‫كالقصاص ‪،‬لم يجب بالخطأ‪ ،‬ألن القصاص عقوبة كاملة‬
‫فال تجب على المخطئ‪ ،‬ألنه معذور وإنما تجب عليه‬
‫‪.‬الدية‬
‫الث•اني‪ :‬الخط•أ في حق•وق العب•اد المالي•ة‪ :‬ك•إتالف م•ال الغ•ير •‬
‫خط ••أ‪ ،‬ف ••إن الض ••مان يجب‪ ،‬وال يك ••ون الخط ••أ ع ••ذرا ل ••دفع‬
‫الض•مان‪ ،‬ص•يانة للم•ال من اإله•دار‪ ،‬وألن•ه ب•دل م•ال ال ج•زاء‬
‫‪.‬فعل‬
‫وأم••ا الخط••أ في المع••امالت ففي••ه خالف ف••البعض يعت••بر الخط••أ ع••ذرا يمن••ع من •‬
‫‪.‬انعقاد التصرف‪ ،‬والبعض ال يعتبره عذرا‬

‫والراجح عدم اعتبار أفعال وأقوال المخطئ •‬


‫كمن أراد أن يق• ••ول «اس• ••قني»‪ ،‬فج• ••رى لس• ••انه على «أنت ط• ••الق»‪ .‬فال يعت• ••بر •‬
‫ق الن•ائم والمغمى‬ ‫الطالق •ص•حيحا لع•دم •وج•ود ال•قص•د ا•لص•حيح ق•ياس•ا •على طال •‬
‫عليه‬
‫وال ينعق••د أيض••ا بي••ع المخطئ كم••ا إذا ج••رى على لس••انه لف••ظ ال••بيع خط••اء بال •‬
‫‪.‬قص•د فقبله ا•لمشتري•‪ .‬فال •ينعقد البيع و•ال ي•ترتب عليه• آثاره‬
‫‪.‬الهزل‪ :‬هو اللعب وهو أن يراد بالشيء ما لم يوضع له ‪•3-‬‬
‫‪.‬الهزل ال ينافي أهلية الوجوب أو األداء•‬
‫مث•ل النك•اح والطالق والرجع•ة‪ ،‬لق•ول الن•بي (ص) «ثالث ج•دهن ج•د•‬
‫وه••زلهن ج ••د‪ :‬النك ••اح والطالق والرجع ••ة» رواه أب ••و داود والترم ••ذي‬
‫‪.‬وابن ماجه‬
‫ومث••ل اله••زل ب••الردة‪ .‬ق••ال اهلل تع••الى‪« :‬ولئن س••ألتهم ليق••ولن إنم••ا كن••ا•‬
‫نخ • • ••وض ونلعب‪ .‬ق • • ••ل أباهلل وءايت • • ••ه ورس • • ••وله كنتم تس • • ••تهزءون؟ ال‬
‫‪،‬تعتذرون قد كفرتم بعد إيمانكم» (التوبة‪)66-65:‬‬
‫وألن••ه اس••تخفاف بال••دين وه••و كف••ر‪ .‬فيرت••د الش••خص بنفس اله••زل ال•‬
‫‪.‬بما هزل به‬
‫لكن••ه ي••ؤثر في بعض األحك••ام بالنس••بة لله••ازل (مث••ل التص••رفات•‬
‫المالي••ة)‪ .‬فليس ل••ه أي أث••ر في اإليج••اب والقب••ول النتف••اء أس••اس‬
‫االل • ••تزام وه • ••و القص • ••د واإلرادة‪ .‬فه • ••ذا ه • ••و رأي الجمه • ••ور من‬
‫‪.‬الحنفية والمالكية والحنابلة‬
‫أم••ا الش••افعية‪ ،‬ف••إنهم ق••الوا ب••أن اله••ازل يؤاخ••ذ بم••ا عق••د ب••ه من•‬
‫‪.‬البيع واإلجارة وغيرهما‬
‫وذل•ك أخ•ًذ ا بظ•اهر الكالم دون مراع•ات القص•د ال•ذي ال يعلم•ه•‬
‫إال ص • ••احبه‪ ،‬ح • ••تى ال يض• ••طرب أم • ••ر المع• ••امالت والعق• ••ود بين‬
‫‪.‬الناس‬
‫‪.‬السفه‪ :‬وهو في اللغة‪ :‬الخفة ‪• 4-‬‬
‫واص••طالحًا‪ :‬عب••ارة عن التص••رف في الم••ال على خالف مقتض••ى الش••رع •‬
‫‪.‬والعقل‪ ،‬مع قيام العقل‬
‫‪.‬فالسفه في اصطالح الفقهاء غلب على تبذير المال وإتالفه •‬
‫حكم الس•فه‪ :‬الس•فه ال ين•افي األهلي•ة وال يمن•ع ش•يئا من أحك•ام الش•رع‪• ،‬‬
‫‪.‬فيظل السفيه أهال لمباشرة التصرفات ومطالبا بأداء العبادات‬
‫إال أن•ه ي•ؤثر في بعض األحك••ام‪ ،‬ويظه•ر في مس••ألة دف••ع الم••ال لمن بل•غ •‬
‫‪.‬سفيها‪ ،‬وفي الحجر على السفيه‬
‫فق ••د أجم ••ع العلم ••اء أن الص ••بي إذا بل ••غ س ••فيها‪ُ ،‬يْم َن ُع من ••ه مال••ه‪ ،‬لقول••ه •‬
‫تع• • ••الى «وال تؤت• • ••وا الس• • ••فهاء أم• • ••والكم ال• • ••تي جع• • ••ل اهلل لكم قيام• • ••ا»‪.‬‬
‫النساء‪5:‬‬
‫وق••ال أب••و حنيف••ة‪ :‬ال يج••وز الحج••ر على الس••فيه إذا أص••بح راش••دا•‬
‫‪.‬ببلوغ خمس وعشرين سنة‪ .‬فيسقط حينئذ منع المال عنه‬
‫»لقوله تعالى‪« :‬فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم•‬
‫‪.‬وألنه إهداٌر ألهلية الحر وعبارته‪ ،‬وإلحاُقه بالبهائم•‬
‫وق • ••ال الجمه • ••ور يج • ••وز الحج • ••ر على الس • ••فيه رعاي • ••ة لمص • ••لحته•‬
‫ومحافظ••ة على م••اله‪ .‬ودليلهم قول••ه تع••الى «ف••إن ك••ان ال••ذي علي••ه‬
‫الح ••ق س ••فيها أو ض ••عيفا أو ال يس ••تطيع أن يم ••ل ه ••و فيمل ••ل ولي ••ه‬
‫بالعدل» البقرة‪282 :‬‬

‫فه••ذا نص على إثب••ات الوالي••ة على الس••فيه‪ .‬وذل••ك ال يتص••ور إال•‬


‫‪.‬بعد الحجر عليه‬
‫‪.‬اإلكراه‪ :‬اإلكراه من العوارض المكتسبة ال من فعل اإلنسان بنفسه ولكن من فعل الغير به ‪• 5-‬‬
‫‪.‬وهو حمل الغير على أن يفعل ما ال يرضاه وال يختار مباشرته لو خلى نفسه •‬
‫اإلكراه نوعان‪ -1 :‬اإلكراه الملجئ (كامل) •‬
‫اإلكراه غير الملجئ (ناقص) ‪2-‬‬
‫‪.‬الفرق بين اإلكراه الملجئ والغير الملجئ •‬
‫اإلك•راه الملجئ‪ :‬وه•و ال•ذي يك•ون التهدي•د ب•إتالف النفس أو بعض•و منه•ا‪ .‬ومن•ه التهدي•د ب•إتالف جمي•ع الم•ال أو •‬
‫‪.‬بقتل من يهم اإلنسان أمره‬
‫‪.‬وسمي هذا اإلكراه ملجئا ألنه يلجئ المكره إلى مباشرة الفعل خوفا من فوات النفس أو العضو •‬
‫‪.‬وهو يفسد االختيار ويعدم الرضا‬
‫اإلك •راه غ ••ير الملجئ‪ :‬وه ••و ال ••ذي ال يك ••ون بتهدي ••د اتالف النفس أو عض ••وا •‬
‫‪.‬منها‬
‫‪.‬ومثال•ه الض•رب ال•ذي ال يخ•اف على نفس•ه التل•ف‪ ،‬أو القي•د أو الحبس لمدة •‬
‫‪.‬وهو ال يفسد االختيار ولكن يعدم الرضا‬
‫حكم اإلك •راه‪ :‬اإلك •راه ال ين••افي األهلي••ة بنوعيه••ا‪ ،‬ألنه••ا ثابت••ة بالذم••ة والعق••ل •‬
‫‪.‬والبلوغ‪ ،‬ولكنه يغّير بعض أحكامه‬
‫‪.‬فاإلكراه غير الملجئ ال يمنع التكليف عند الجمهور •‬
‫‪.‬أم•ا اإل •كراه الملجئ‪ ،‬ف•اتفقوا على أن•ه يمن•ع التكلي•ف بفع•ل األم•ر المك•ره عليه •‬
‫فل•و أك•ره ش•خص على على ش•رب الخم•ر‪ ،‬فإن•ه يف•ترض علي•ه اإلق•دام على م•ا •‬
‫ب عل•ي•ه‪• ،‬ل•ثب•وت •اإلباح•ة‬‫أ•ك•ره• •عليه‪ .‬ح•ت•ى •ل• •و ص•بر •ولم ي•ش•رب •ح•ت •ى •قت•ل ي•ع•ا •ق •‬
‫‪.‬ف •ي ح •ق •ه ف •ي ه•ذه• ا•لحال•ة‪ .‬وك•ذلك• اإل •كراه ع•لى •أك•ل ا•لميت• •ة والخ •م •ر والخنز•ير‬
‫ولكن ال يج••وز اإلق••دام بالقت••ل أو الج••رح أو اإلتالف بم••ال المس••لم أو الزن••ا •‬
‫‪.‬وإن أكره عليه بفعل هذه األشياء‬
‫‪.‬وإن ص•بر الش•خص على اإل •كراه بكلم•ة الكف•ر‪ ،‬وُقِتَل‪ ،‬ص•ار شهيدا •‬
‫وك••ذلك إن ص••بر على اإلك •راه بالقت••ل أو الج••رح أو اإلتالف أو الزن••ا‪ ،‬وُقِت َل‪• ،‬‬
‫‪.‬صار شهيدا‬
‫‪.‬السكر‪ :‬وهو زوال العقل بتناول الخمر‪ ،‬وما يلحق بها‪ ،‬بحيث ال يدري السكران بعد إفاقته ما كان صدر منه حال سكره ‪6-‬‬

‫‪:‬قسم الفقهاء السكر إلى قسمين‬


‫)‪1‬‬ ‫السكر بطريق مباح‬
‫)‪2‬‬ ‫السكر بطريق محظور‬

‫‪.‬القسم األول‪ :‬ما كان بطريق مباح‪ ،‬اضطرارا‪ ،‬او إكراها‪ ،‬أو أو غيره‬
‫فه••ذا حكم••ه حكم المغمى علي••ه‪ ،‬يمن••ع ص••حة جمي••ع التص••رفات ح••تى‬
‫‪.‬الطالق والعتاق‬
‫‪.‬القسم الثاني‪ :‬السكر بطريق محظور‬
‫‪:‬وهذا اختلف العلماء في تصرفاته‬

‫‪.‬فمنهم من اعتبرها ساقطة كالنوع السابق وال يعتد بها‬


‫‪.‬مثل طالق السكران‪ ،‬فإنه ال يعتد بطالقه‬
‫‪.‬ومنهم من اعتد بأفعاله وأقواله‪ ،‬واعتبرها صحيحة‬
‫ويل• ••زم الس• ••كران بك• ••ل األحك• ••ام الش• ••رعية‪ .‬وتص• ••ح عبارت• ••ه كله• ••ا‪ ،‬ألن‬
‫الس ••كر• ال يع• •د•م العق ••ل وإ•نم ••ا •يف• •ّو ت ق ••درة فه•م الخ•ط ••اب •بس ••بب •ه ••و‬
‫معص •ي•ة‪ ،‬فيجع ••ل في حك•م المو•ج ••ود‪• ،‬زج •را علي ••ه وعقوب ••ة على س ••كره•‪،‬‬
‫‪.‬وهو قول الجمهور‬
‫وال• •راجح ه ••و الق ••ول األول بع ••دم االعت ••داد بجمي ••ع أق ••وال الس ••كران‬
‫‪.‬بطريق محظور‪ ،‬مع مؤاخذته على جرائمه‬
‫ألن الس•كر ي•ذهب ب•اإلرادة والقص•د ك•الجنون‪ ،‬فتبط•ل مع•ه العب•ارة وال‬
‫‪.‬يترتب عليها التزام‬
‫أهلية األداء‬ ‫أهلية الوجوب‬ ‫أدوار األهلية‬ ‫الدور‬
‫×‬ ‫ناقصة‬ ‫دور الجنين‬ ‫الدور األول‬
‫×‬ ‫كاملة‬ ‫دور االنفصال إلى التمييز‬ ‫الدور الثاني‬
‫ناقصة‬ ‫كاملة‬ ‫من التمييز إلى البلوغ‬ ‫الدور الثالث‬
‫كاملة‬ ‫كاملة‬ ‫ما بعد البلوغ‬ ‫الدور الرابع‬
‫)عوارض األهلية(‬
‫أهلية األداء‬ ‫أهلية الوجوب‬ ‫نوعه‬ ‫العارض‬ ‫الرقم‬
‫×‬ ‫كاملة‬ ‫سماوي‬ ‫الجنون‬ ‫‪1‬‬

‫ناقصة‬ ‫كاملة‬ ‫سماوي‬ ‫العته‬ ‫‪2‬‬

‫كاملة‬ ‫كاملة‬ ‫سماوي‬ ‫النسيان‬ ‫‪3‬‬

‫×‬ ‫كاملة‬ ‫سماوي‬ ‫النوم واإلغماء‬ ‫‪4‬‬

‫كاملة‬ ‫كاملة‬ ‫سماوي‬ ‫المرض‬ ‫‪5‬‬

‫×‬ ‫×‬ ‫سماوي‬ ‫الموت‬ ‫‪6‬‬

‫كاملة‬ ‫كاملة‬ ‫مكتسب‬ ‫الجهل‬ ‫‪7‬‬

‫كاملة‬ ‫كاملة‬ ‫مكتسب‬ ‫الخطأ‬ ‫‪8‬‬

‫كاملة‬ ‫كاملة‬ ‫مكتسب‬ ‫الهزل‬ ‫‪9‬‬

‫كاملة‬ ‫كاملة‬ ‫مكتسب‬ ‫السفه‬ ‫‪10‬‬


‫مصادر التشريع المتفق عليها‬
‫‪ )١‬القرآن‬
‫‪ )٢‬السنة‬
‫‪ )٣‬اإلمجاع‬
‫‪ )٤‬القياس‬
‫القرآن‬

‫‪.‬الكتاب لغة‪ :‬يطلق على المكتوب وعلى الكتابة‪ .‬والقرآن مصدر بمعنى القراءة •‬
‫فالقرآن في االص••طالح ه••و كالم اهلل تع••الى‪ ،‬الم••نزل على س••يدنا محَّم د ص••لى اهلل علي••ه وس••لم‪ ،‬باللف••ظ الع •ربي‪• ،‬‬
‫‪.‬المنقول إلينا بالتواتر‪ ،‬المكتوب بالمصاحف‪ ،‬المتعبد بتالوته‪ ،‬المبدوء بسورة الفاتحة‪ ،‬المختوم بسورة الناس‬
‫‪.‬واتفق المسلمون قاطبة على حجية الكتاب الكريم •‬
‫حجية القرآن‬
‫‪:‬والدليل على ذلك ما يلي •‬
‫الكت•اب منق•ول إلين•ا ب•التواتر‪ ،‬فه•و ث•ابت قطًعا إلى رس•ول اهلل ص•لى اهلل علي•ه وس•لم عن جبري•ل عن الل•وح المحف•وظ‪• 1 - ،‬‬
‫‪.‬والتواتر يفيد العلم اليقيني القطعي الذي ال يحتمل غيره‬
‫جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تنطق أن هذا الكتاب من عند اهلل تعالى ‪• 2 -‬‬
‫قال تعالى‪{ :‬الَّلُه اَّلِذ ي َأْنَزَل اْلِكَتاَب ِباْلَح ِّق َواْلِم يَزاَن } [الشورى‪• ]17 :‬‬
‫‪.‬وقال تعالى‪ِ{ :‬إَّنا َنْح ُن َنَّزْلَنا َعَلْيَك اْلُقْر آَن َتْنِزياًل (‪[ })23‬اإلنسان‪• ]23 :‬‬
‫وقال تعالى‪ِ{ :‬إَّنا َأْنَزْلَنا ِإَلْيَك اْلِكَتاَب ِباْلَح ِّق} [النساء‪• ]105 :‬‬
‫‪.‬إعجاز القرآن الكريم‪ .‬وقد أعجز البشر على أن يأتوا بمثله ‪• 3 -‬‬
‫واإلعجاز هو قصد إظهار صدق النبي في دعوى الرسالة •‬
‫‪.‬وإعجاز القرآن ارتقاؤه في البالغة إلى حد خارج عن طوق البشر‪ ،‬ولهذا عجزوا عن معارضته عند تحديهم •‬
‫واإلعجاز في الكالم هو أن يؤدى المعنى بطريق هو أبلغ من جميع ما عداه من الطرق •‬
‫بيان الكتاب لألحكام‬

‫‪.‬القرآن الكريم أساس الشريعة ومصدرها األول‪ ،‬وقد بّين القرآن الكريم أحكامه بإحدى طريقتين •‬

‫األولى‪ :‬البي•ان التفص•يلي لبعض األحك•ام‪ ،‬وذل•ك في نط•اق مح•دود‪ ،‬مث•ل بح•وث العقي•دة وأحك•ام الم•واريث •‬
‫‪.‬وأحكام األسرة والحدود والكفارات‬

‫الثاني••ة‪ :‬البي••ان اإلجم••الي لبقي••ة األحك••ام الش••رعية مث••ل أحك••ام العب••ادات في الص••الة والزك••اة والص••وم والحج •‬
‫وكذلك أحكام المعامالت المدنية والدولية والجنائية‬
‫داللة آيات القرآن على األحكام‬
‫‪:‬دل النص القرآني على الحكم بطريقين •‬
‫‪.‬نص قطعي الداللة ‪• 1-‬‬
‫‪.‬ونص ظني الداللة ‪• 2-‬‬
‫فالنص قطعي الدالل••ة ه و ما دل على مع ىن متعني فهم ه منه‪ ،‬وال حيتم ل ت أوياًل •‬
‫آخر معه‪ ،‬وذلك مثل النصوص اليت وردت فيها أعداد معينة أو أنصبة حمددة يف‬
‫املواريث واحلدود قال تع اىل‪َ« :‬ف ِإْن ُكَّن ِنَس اًء َفْو َق اْثَنَتِنْي َفَلُه َّن ُثُلَث ا َم ا َتَرَك َو ِإْن‬
‫َك اَنْت َواِح َد ًة َفَلَه ا الِّنْص ُف َوَأِلَبَوْيِه ِلُك ِّل َواِح ٍد ِم ْنُه َم ا الُّس ُد ُس َّمِما َتَرَك ِإْن َك اَن ُهَل‬
‫ُل‬
‫ُّث‬‫ال‬ ‫ِه‬
‫»‪َ...‬و َلٌد َفِإْن ْمَل َيُك ْن َلُه َو َلٌد َوَوِرَثُه َأَبَواُه َفُأِلِّم ُث‬
‫داللة آيات القرآن على األحكام‬
‫أم•ا النص ظ•ني الدالل•ة فه•و م•ا ي•دل على ع•دة مع•ان‪ ،‬أو ه•و م•ا ي•دل على مع•نى‪ ،‬ولكن•ه •‬
‫‪.‬يحتمل معاني أخرى‪ ،‬بأن يحتمل التأويل والصرف عن معنى إلى غيره‬
‫مث••ل لف••ظ الي••د في آي••ة الس••رقة‪ { :‬الَّس اِرُق الَّس اِرَقُة َف اْقَط وا َأ ِد ا} [المائ••دة‪ ]38 :‬فالي••د •‬
‫ُع ْي َيُه َم‬ ‫َو‬ ‫َو‬
‫لف•ظ مش•ترك لليم•نى واليس•رى‪ ،‬وتحتم•ل كاًّل منهم•ا‪ ،‬كم•ا يحتم•ل أن ي•راد منه•ا األص•ابع‬
‫‪.‬إلى الرسغ أو إلى المرفق أو إلى اإلبط‪ ،‬فجاءت السنة وبينت ذلك‬
‫َّبْص ِبَأ ُف ِس ِه َّن َثاَل َث َة وٍء } [البق ••رة‪• :‬‬ ‫ُت‬ ‫ا‬ ‫َق‬‫ومث ••ل لف ••ظ الق ••رء في قول ••ه تع ••الى‪َ{ :‬واْلُم َطَّل‬
‫ُق‬
‫ُر‬ ‫ْن‬ ‫َن‬ ‫َت‬
‫َر‬ ‫َي‬
‫‪ ،]228‬فلف• ••ظ الق• ••رء في اللغ• ••ة لف• ••ظ مش• ••ترك بين معن• ••يين‪ :‬الطه• ••ر والحيض‪ ،‬والنص‬
‫الق•رآني يحتم•ل أن ي•راد من•ه ثالث•ة أطه•ار‪ ،‬كم•ا ق•ال الش•افعي وغ•يره‪ ،‬ويحتم•ل أن ي•راد من•ه‬
‫‪،‬ثالث حيضات‪ ،‬كما قال اِإل مام أبو حنيفة ومن معه‬
‫فه••ذا النص ال•ذي ي•دل على ع•دة مع•ان‪ ،‬أو يحتم•ل أك•ثر من مع•نى‪ ،‬تك•ون داللت••ه على •‬
‫‪.‬المعنى ظنية‬
‫السنة النبوية‬
‫السنة لغة‪ :‬هي الطريقة والعادة‪ ،‬حسنة كانت أم سيئة•‬
‫الس••نة في االص••طالح‪ :‬م••ا نق••ل عن رس••ول ص••لى اهلل علي••ه وس••لم من•‬
‫‪.‬قول أو فعل أو تقرير‬

‫أقسام السنة من حيث الماهية•‬


‫أواًل ‪ :‬الس ••نة القولي ••ة‪ :‬هي األح ••اديث ال ••تي نط ••ق به ••ا رس ••ول اهلل وهي•‬
‫تش• ••كل الس• ••واد األعظم من الس• ••نة‪ ،‬مث• ••ل ح• ••ديث‪" :‬إنم• ••ا األعم• ••ال‬
‫‪".‬بالنيات‬
‫السنة النبوية‬
‫ثانًيا‪ :‬الس•نة الفعلي•ة‪ :‬وهي األفع•ال والتص•رفات ال•تي ك•ان رس•ول اهلل ‪•-‬‬
‫ص ••لى اهلل علي ••ه وس ••لم ‪ -‬يق ••وم به ••ا في دائ ••رة العم ••ل والتش •ريع‪ ،‬مث ••ل‬
‫»قوله‪َ" :‬ص ُّلوا كما رأيتموني أصلي"‪ ،‬وقوله‪ُ" :‬خ ُذ وا عني مناسككم‬

‫ثالًثا‪ :‬الس•نة التقريري•ة‪ :‬هي م•ا أق•ره رس•ول اهلل ‪ -‬ص•لى اهلل علي•ه وس•لم•‬
‫‪ -‬مم•ا ص•در عن الص•حابة من أق•وال وأفع•ال‪ ،‬بس•كوته وع•دم إنك•اره‪،‬‬
‫أو بموافقته وإظهار استحسانه ورضاه‬
‫مث•ل إق•راره لمن تيمم من الص•حابة للص•الة لع•دم وج•ود الم•اء ثم وج•ده•‬
‫‪.‬بعد الصالة‪ ،‬ولم يعد صالته‬
‫السنة النبوية‬
‫ومث•ل إق•راره لمن أك•ل لحم حم•ار ال•وحش والَّض ب‪ ،‬واستحس•انه لق•ول•‬
‫مع ••اذ في كيفي ••ة القض ••اء بكت ••اب اهلل ثم بس ••نة رس ••وله ثم باالجته ••اد‪،‬‬
‫وإق•راره لص•الة العص•ر في غ•زوة ب•ني قريظ•ة‪ ،‬وإق•راره لق•ول الق•ائف في‬
‫‪،‬نسب أسامة بن زيد‪ ،‬وإقراره األذان الذي رآه عبد اهلل بن زيد‬
‫والعل••ة في ذل••ك أن رس••ول اهلل ‪ -‬ص••لى اهلل علي••ه وس••لم ‪ -‬ال يس••كت•‬
‫على باط•ل‪ ،‬ف•إن ص•در أمام•ه ق•ول أو فع•ل وس•كت عن•ه فه•ذا ي•دل على‬
‫‪.‬قبوله شرًعا‬
‫حجية السنة‬
‫اتف••ق العلم••اء على أن الس••نة الص••حيحة الثابت••ة ال••تي ص••درت عن رس••ول اهلل ص••لى اهلل علي••ه وس••لم بقص••د التش••ريع •‬
‫واالقت•داء حج•ة على المس•لمين‪ ،‬ومص•در تش•ريعي لهم م•تى ثبتت بس•ند ص•حيح إم•ا بطري•ق القط•ع‪ ،‬أو غلب•ة الظن‪،‬‬
‫‪:‬واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة واضحة بينة‬
‫‪.‬أواًل ‪ :‬القرآن الكريم •‬
‫فق•د أم•ر اهلل تع•الى بطاع•ة رس•وله في قول•ه تع•الى‪َ{ :‬وَأِقيُم وا الَّص اَل َة َوآُتوا الَّزَك اَة َوَأِط يُع وا الَّرُس وَل َلَعَّلُك ْم ُتْرَح ُم وَن } •‬
‫‪.‬النور‪56 :‬‬
‫وق•رن اهلل تع•الى طاعت•ه بطاع•ة رس•وله في آي•ات كث•يرة‪ ،‬فق•ال تع•الى‪َ{ :‬يا َأُّيَه ا اَّلِذ يَن آَم ُنوا َأِط يُعوا الَّلَه َوَأِط يُعوا الَّرُس وَل •‬
‫‪َ.‬وُأوِلي اَأْلْم ِر ِم ْنُك ْم } النساء‪59 :‬‬
‫حجية السنة‬
‫‪.‬ثانًيا‪ :‬إجماع الصحابة •‬
‫أجمع أصحاب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على وجوب اتباع سنته في حياته وبعد وفاته‪ ،‬والعمل بها وااللتزام بما •‬
‫‪،‬ورد فيها من أحكام‪ ،‬وتنفيذ ما فيها من أوامر‪ ،‬واالنتهاء عما فيها من نواٍه‬
‫فكانوا ال يفرقون بين األحكام المنزلة في القرآن الكريم‪ ،‬وبين األحكام الصادرة عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم •‬
‫حجية السنة‬
‫ثالًثا‪ :‬المعقول •‬
‫إن الق••رآن الك •ريم ف••رض على الن••اس ف •رائض مجمل••ة‪ ،‬وش••رع لهم أحكاًم ا عام••ة‪• ،‬‬
‫وأخ• ••برهم عن واجب• ••ات كث• ••يرة‪ ،‬ولم ي• ••بين الق• ••رآن الك • •ريم تفص• ••يل ه• ••ذه الف • •رائض‬
‫‪،‬واألحكام والواجبات‬
‫كم ••ا في قول ••ه تع ••الى‪َ{ :‬وَأِقيُم وا الَّص اَل َة َوآُت وا الَّزَك اَة}‪ُ{ ،‬ك ِتَب َعَلْيُك ُم الِّص َياُم}‪• ،‬‬
‫{َو ِلَّل ِه َعَلى الَّن اِس ِح ُّج اْلَبْيِت }‪َ{ ،‬وَأَح َّل الَّل ُه اْلَبْي َع َوَح َّرَم الِّرَب ا}‪َ{ ،‬وَج اَه ُد وا ِفي‬
‫َس ِبيِل الَّلِه}‬
‫فج••اء الرس••ول الك•ريم ف••بّين ه••ذا اإلجم••ال بالس••نة القولي••ة والعملي••ة‪ ،‬لم••ا منح••ه اهلل •‬
‫ِّي‬ ‫تع••الى من س••لطة البي••ان‪ ،‬بقول••ه تع••الى‪ِ{ :‬باْل ِّيَن اِت الُّز ِر َأ ْلَن ا ِإَل َك ال•ِّذْك ِل‬
‫َر ُتَب َن‬ ‫َو ُب َو ْنَز ْي‬ ‫َب‬
‫‪ِ.‬للَّناِس َما ُنِّزَل ِإَلْيِه ْم َو َلَعَّلُه ْم َيَتَف َّك ُروَن (‪[ })44‬النحل‪]44 :‬‬
‫اإلجماع‬
‫‪.‬اإلجماع لغة العزم على األمر والقطع به واالتفاق •‬
‫‪.‬وفي االصطالح هو‪" :‬اتفاق مجتهدي عصر من أمة محَّم د ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬على أمر شرعي •‬
‫‪.‬ومثال اإلجماع االتفاق على خالفة أبي بكر‪ ،‬وتوريث الجدات السدس‪ ،‬وحجب ابن االبن من اإلرث باالبن •‬
‫واإلجماع ال بد له من دليل كآية أو حديث ظاهر الداللة‪ ،‬أو محل االجتهاد‪ ،‬وعند اإلجماع يصبح األمر حكًم ا •‬
‫‪.‬قطعًّيا ال مجال الحتمال غيره‬
‫حجية اإلجماع‬
‫قال اهلل تعالى‪َ{ :‬و َمْن ُيَش اِقِق الَّرُس وَل ِم ْن َبْع ِد َم ا َتَبَّيَن َلُه اْلُه َد ى َو َيَّتِبْع َغْيَر َس ِبيِل اْلُم ْؤ ِم ِنيَن ُنَو ِّلِه َم ا َتَو َّلى َو ُنْص ِلِه َج َه َّنَم •‬
‫‪َ.‬وَس اَءْت َم ِص يًرا [النساء‪]115 :‬‬
‫فاآلية الكريمة تحرم مخالفة الطريق التي سلكها المؤمنون؛ ألنها توعدت المخالف بالتخلي عنه في الدنيا‪ ،‬والعذاب •‬
‫باآلخرة‪ ،‬وجمعت اآلية بين مخالفة المؤمنين ومخالفة الرسول ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬في الوعيد‪ ،‬مما يدل على‬
‫‪،‬أنهما بمرتبة واحدة‬
‫فكما يجب على المسلم اتباع الرسول وعدم مخالفته‪ ،‬وكذلك يجب عليه متابعة سبيل المؤمنين واتفاقهم في •‬
‫األحكام‪ ،‬وعدم مخالفتهم فيها‬
‫حجية اإلجماع‬
‫أحاديث عن رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬تدل على عصمة األمة عن الخطأ والضاللة‪ ،‬وأن المعنى المشترك •‬
‫بين هذه األحاديث بلغ حد التواتر‪ ،‬من ذلك قوله ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪" :-‬لن تجمع أمتي على الضاللة"‪،‬‬
‫"أمتي ال تجتمع على الخطأ"‪" ،‬أمتي ال تجتمع على الضاللة"‪" ،‬ولم يكن اهلل بالذي يجمع أمتي على الضاللة‪،‬‬
‫‪".‬وسألت اهلل أن ال يجمع أمتي على الضاللة فأعطانيه‬
‫فاألحاديث تدل على قصد الرسول ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬بتعظيم هذه األمة وعصمتها من الخطأ‪ ،‬وأن اهلل تعالى •‬
‫ال يجمع هذه األمة على الخطأ والضاللة‪ ،‬وأن ما اتفقوا عليه فهو حجة شرعية يجب على المسلمين األخذ به‪،‬‬
‫وااللتزام بأحكامه‪ ،‬وأن اإلجماع مصدر من مصادر التشريع اإلسالمي‬
‫حجية اإلجماع‬
‫‪:‬المعقول •‬
‫وهو أن أهل الحل والعقد من مجتهدي األمة كثيرون‪ ،‬وإذا اتفقوا على الحكم في قضية ما‪ ،‬وجزموا بها جزًم ا •‬
‫قاطًع ا‪ ،‬فالعادة تحيل هذا الحكم القاطع الجازم لو لم يستندوا إلى سند قوي قاطع‪ ،‬وإال تنبه إلى الخطأ في القطع‬
‫أحدهم‪ ،‬فاتفاق جميع المجتهدين مع اختالف أنظارهم وبيئاتهم وتوافر األسباب الختالفهم‪ ،‬دليل على أن وحدة‬
‫الحق والصواب هي التي جمعْتهم على الحكم‬
‫شروط اإلجماع‬

‫‪1.‬‬ ‫‪.‬أن ال يعارضه نص من القرآن أو السنة أو إجماع سابق‬


‫‪2.‬‬ ‫‪.‬أن يكون اإلجماع مستنًد ا إلى دليل شرعي‬
‫‪3.‬‬ ‫‪.‬أن يوجد عدد من المجتهدين في عصر واحد‪ ،‬يؤمن تواطؤهم على الكذب‬
‫‪4.‬‬ ‫‪.‬أن يكون االتفاق من جميع المجتهدين‬
‫‪5.‬‬ ‫‪.‬أن ينقرض العصر ويموت جميع المجتهدين حتى ال يرجع أحدهم عن رأيه‬
‫القياس‬
‫‪.‬القياس في اللغة‪ :‬التقدير •‬
‫‪:‬أما القياس في االصطالح فهو •‬
‫» مساواة فرع ألصل في علة حكمه «‬
‫ومث••ال القي••اس‪ :‬أن يقيس المجته••د األرز‪ ،‬وه••و ف••رع‪ ،‬على ال••بر‪ ،‬وه••و أص••ل الش••تراكهما في عل••ة الطعم‪ ،‬وينق••ل •‬
‫‪.‬حكم البر وهو الحرمة في الربا إلى االرز‪ ،‬فيكون األرز حراًم ا في الربا‬
‫)الخطبة على الخطبة – االستئجار على االستئجار – إيذاء المسلم وإثارة حقده وتوريث عداوته – الحرمة( •‬
‫)البيع وقت النداء – أي عمل آخر – التشاغل عن الصالة – الحرمة( •‬
‫حجية القياس‬
‫أواًل ‪ :‬القرآن الكريم •‬
‫‪.‬قال اهلل تعالى‪َ{ :‬فاْع َتِبُروا َيا ُأوِلي اَأْلْبَص اِر } [الحشر‪• ]2 :‬‬
‫االعتب•ار ه•و القي•اس‪ ،‬واآلي•ة أم•رت باالعتب•ار‪ ،‬واألم•ر يفي•د الوج•وب‪ ،‬فيك•ون القي•اس واجًب ا على المجته•د وأن•ه ه•و •‬
‫‪.‬حكم اهلل تعالى في اعتقاده‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬قياس رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في أمور كثيرة •‬
‫منه•ا أن عم•ر س•أل عن الُقبل•ة ه•ل تفط•ر الص•ائم؟ فق•ال‪" :‬أرأيَت إن تمضمض•ت‪ ،‬أكنت تفط•ر؟ " ق•ال‪ :‬ال‪ ،‬ق•ال علي•ه •‬
‫الص•الة والس•الم‪" :‬فَم ه؟ "‪ ،‬أي‪ :‬فم•ا الف•رق؟ وهن•ا ق•اس الُقبل•ة على المضمض•ة في ع•دم اإلفط•ار‪ ،‬والعل•ة المش•تركة‬
‫‪.‬بينهما أن كاًّل منهما مقدمة لإلفطار‬
‫حجية القياس‬
‫ومنه•ا أن رجال من خثعم ج•اء إلى الرس•ول ص•لى اهلل علي•ه وس•لم فق•ال‪ :‬إن أبي أدرك•ه اإلس•الم‪ ،‬وه•و ش•يخ كب•ير‪ ،‬ال •‬
‫يس•تطيع رك•وب الرح•ل‪ ،‬والحج مكت•وب علي•ه‪ ،‬أف•أحج عن•ه؟ ق•ال‪ :‬أنت أك•بر ول•ده؟ ق•ال‪ :‬نعم‪ ،‬ق•ال‪:‬أرأيت ل•و ك•ان‬
‫‪.‬على أبيك دين‪ ،‬فقضيته عنه‪ ،‬أكان يجزئ ذلك عنه؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال فاحجج عنه‬
‫‪.‬فهذا قياس من الرسول لَد ين اهلل على َد ين العباد في وجوب أدائه •‬
‫حجية القياس‬
‫اإلجم ••اع‪ :‬ثبت عن ص ••حابة رس••ول اهلل ‪ -‬ص ••لى اهلل علي••ه وس••لم ‪ -‬أنهم اجته ••دوا رأيهم‪ ،‬وقاس••وا األم ••ور على أمثاله ••ا‪• ،‬‬
‫‪.‬وتكرر ذلك وشاع ولم ينكر عليهم أحد‪ ،‬فكان إجماًعا منهم على حجية القياس‬
‫قال ابن عقيل الحنبلي‪ :‬وقد بلغ التواتر المعنوي عن الصحابة باستعماله وهو قطعي •‬
‫)قاسوا الخالفة على إمامة الصالة – رضيه رسول اهلل لديننا أفال نرضاه لدنيانا( •‬
‫)قتل الجماعة بالواحد قياسا على قطع الجماعة إذا اشتركوا في سرقة واحدة( •‬

‫‪.‬المعقول‪ :‬إن الحوادث ال تنتهي‪ ،‬والنصوص محصورة‪ ،‬فال بَّد من القياس •‬


‫أركان القياس‬

‫‪.‬أركان القياس أربعة‪ ،‬وهي‪ :‬أصل‪ ،‬وفرع‪ ،‬وحكم األصل‪ ،‬والعلة •‬


‫األصل‪ :‬وهو محل الحكم الُم َش َّبه به مثل (الخمر) ‪• 1 -‬‬
‫الفرع‪ :‬وهو الواقعة أو الحادثة التي نريد معرفة حكمها (النبيذ) ‪• 2 -‬‬
‫حكم األصل‪ :‬وهو الحكم الشرعي‪ ،‬ويشترط فيه أن يكون ثابًتا بنص أو بإجماع (حرام) ‪• 3 -‬‬
‫العلة‪ :‬وهي الوصف الجامع بين األصل والفرع (اإلسكار) ‪• 4 -‬‬
‫حكم القياس ومرتبته‬

‫أما حكم القياس فإنه يفيد الظن وليس القطع؛ ألنه بذل•‬
‫‪،‬الجهد من المجتهد‪ ،‬والمجتهد قد يصيب وقد يخطئ‬
‫وإن الحكم الثابت بالقياس هو حكم شرعي ديني؛ ألنه•‬
‫مأمور به باآلية السابقة‪ ،‬وهو طريق لمعرفة األحكام‬
‫‪.‬الشرعية‪ ،‬ومصدر من مصادر التشريع يجب العمل به‬
‫فيأتي القياس في المرتبة الرابعة بعد القرآن والسنة•‬
‫‪.‬واإلجماع‬
‫مصادر التشريع المختلف فيها‬
‫‪ )١‬االستحسان‬
‫‪ )٢‬المصالح المرسلة‬
‫‪ )٣‬االستصحاب‬
‫‪ )٤‬قول الصحابي‬
‫‪ )٥‬شرع من قبلنا‬
‫‪ )٦‬سد الذرائع‬
‫االستحسان‬
‫االستحسان لغة‪ :‬عُّد الشيء واعتقاده حسًنا •‬
‫وفي االصطالح هو‪ :‬عدول المجتهد عن مقتضى قياس جلي إلى مقتضى قياس خفي‪ ،‬أو عن حكم كلي إلى حكم •‬
‫‪.‬استثنائي‪ ،‬لدليل انقدح في عقله رجح هذا العدول‬
‫مثل اختالف البائع والمشتري في مقدار الثمن‪ ،‬فإن العاقدان يتحالفان استحسانا‪ .‬والقياس أال يحلف البائع ألنه •‬
‫واالستحسان أن يحلف اإلثنان ألن ‪ (RM90).‬والمشتري ينكرها وأن الثمن تسعون )‪ (RM100‬يدعي الزيادة‬
‫‪.‬البائع مدع الزيادة ومنكر تسلم المبيع‪ ،‬والمشتري منكر الزيادة ومدع حق تسلم المبيع بعد دفع الثمن‬
‫‪.‬مثل الحكم بصحة السلم واالستصناع استثناء من حكم بطالن عقد المعدوم •‬
‫االستحسان‬

‫حجية االستحسان•‬
‫‪:‬اختلف األئمة في حجية االستحسان على قولين •‬
‫القول األول‪ :‬أنه حجة شرعية ومصدر من مصادر التشريع‪ ،‬ذهب إلى ذلك الحنفية‪ ،‬وينسب إلى الحنابلة •‬
‫القول الثاني‪ :‬أن االستحسان ليس حجة شرعية وال مصدًرا وال دلياًل من أدلة الشرع وهو مذهب الشافعية والمالكية •‬
‫االستحسان‬

‫حجية االستحسان•‬
‫واستدلوا على حجية بقوله تعالى‪َ{ :‬واَّتِبُعوا َأْح َس َن َم ا ُأْنِزَل ِإَلْيُك ْم ِم ْن َرِّبُك ْم } [الزمر‪ ]55 :‬وقوله تعالى‪{ :‬اَّلِذ يَن •‬
‫َيْس َتِم ُعوَن اْلَق ْو َل َفَيَّتِبُعوَن َأْح َس َنُه} [الزمر‪ ]18 :‬فاآليتان تبينان أن المؤمن يتبع األحسن‪ ،‬أي‪ :‬يتبع ما يستحسنه‪ ،‬وقال‬
‫‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪" :-‬ما رآه المسلمون حسًنا فهو عند اهلل حسن" أي‪ :‬ما يستحسنه المسلمون فهو حسن‬
‫"ومقبول عند اهلل تعالى‬
‫االستحسان‬

‫حجية االستحسان•‬
‫واستدل الشافعي على عدم حجية االستحسان بأن االستحسان إن كان مع وجود نص فهو معارض للنص‪ ،‬وإن لم •‬
‫يكن نص في المسألة فهو تعطيل للقياس‪ ،‬وكال األمرين غير جائز‪ ،‬فالحكم الشرعي يكون بنص أو إجماع أو اجتهاد‪،‬‬
‫‪.‬واالجتهاد هو القياس‪ ،‬وإذا تعطل القياس جاز ألهل العقول أن يشرعوا من عندهم بما تستحسنه عقولهم‬
‫المصلحة المرسلة (االستصالح)‬
‫‪:‬تعريفها •‬
‫‪ .‬هي المنفعة التي ال يشهد لها دليل خاص باإللغاء أو اإلثبات‪ ،‬وتكون متفقة مع مقاصد الشريعة العامة •‬
‫‪.‬كجمع القرآن وكتابته وقتل الجماعة بالواحد •‬
‫‪.‬ومثل المصلحة المترتبة على االلتزام بإشارات المرور المتمثلة في حفظ األنفس واألموال •‬
‫ومثل المصلحة التي شرع ألجلها عمر رضي الَّله عنه اتخاُذ السجون وتدوين الدواوين للجند‪ ،‬وهي مصلحة لم يرد فيها •‬
‫‪.‬دليل شرعي بالتأييد واالعتبار أو باإللغاء واإلبطال‬
‫حجية المصالح المرسلة‬
‫‪.‬القول األول‪ :‬المصالح المرسلة ليست دلياًل مستقاًل ‪ ،‬وهو مذهب الشافعية والحنفية •‬
‫القول الثاني‪ :‬المصالح المرسلة دليل شرعي مستقل ومصدر من مصادر التشريع التي يرجع إليها المجتهد‪• ،‬‬
‫وحجة تبنى عليها األحكام دون أن تتوقف على دليل شرعي آخر‪ ،‬وهو مذهب المالكية والحنابلة‬
‫حجية المصالح المرسلة‬
‫واستدلوا على حجية المصالح المرسلة بأن مصالح العباد كثيرة جًّد ا‪ ،‬وأنها تتجدد مع تجدد الحوادث وتطور •‬
‫الزمان‪ ،‬والشرع إنما جاء لتحقيق المصالح الحقيقية في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وذلك بجلب المصالح لهم ودفع‬
‫المفاسد عنهم‪ ،‬فال بد من إقراراها‪ ،‬وإال تعطلت مصالح الناس‪ ،‬ووقفت األحكام عن مواكبة التطور والتغيير‪،‬‬
‫‪.‬وهذا يخالف مقاصد الشريعة‬
‫كما استدلوا على ذلك بأعمال الصحابة الذين شرعوا أحكاًم ا كثيرة لتحقيق مصالح العباد المتجددة مع عدم •‬
‫وجود دليل شرعي عليها‪ ،‬مثل جمع المصحف في عهد أبي بكر رضي الَّله عنه وعهد عثمان‪ ،‬واستخالف‬
‫عمر‪ ،‬ووضع الخراج وتدوين الدواوين واتخاذ السجون‪ ،‬وهي مصالح عامة‪ ،‬وال دليل من الشارع على إقرارها‪،‬‬
‫‪.‬وال إلغائها‬
‫شروط العمل بالمصالح المرسلة‬
‫الشرط األول‪ :‬أن تكون المصلحة مالئمة لمقاصد الشارع‪ ،‬وال تعارض نصا أو دليال من األدلة القطعية‪ .‬فال •‬
‫يجوز إفتاء غني جامع امرأته في نهار رمضان بإلزامه بصيام شهرين متتابعين أوال وعدم السماح له بعتق رقبة‪،‬‬
‫‪.‬ألن ذلك يخالف نصا (الحديث رواه الشيخان) في الكفارة‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن تكون معقولة المعنى حقيقة ال وهمية‪ .‬مثل تسعير السلع عند الحاجة يأتي بفائدة محققة منعا •‬
‫‪.‬للغبن الزائد في األثمان ودفعا للحرج والضرر على الناس‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن تكون مصلحة عامة وليست مصلحة شخصية‪ .‬فال يصح األخذ بأي حكم يقصد به رعاية •‬
‫‪.‬مصلحة شخص بعينه كأمير أو رئيس أو أسرة له‬
‫االستصحاب‬

‫االستصحاب في اللغة‪ :‬المالزمة •‬


‫وفي االصطالح هو‪ :‬الحكم بثبوت أمر في الزمان الثاني بناء على أنه كان ثابتا في الزمان األول •‬
‫فما ثبت في الزمن الماضي فاألصل بقاؤه في الزمن المستقبل حتى يثبت ما يغيره كاستصحاب الوضوء‪• ،‬‬
‫‪.‬واستصحاب البكارة‬
‫‪.‬وقال الجمهور بحجية االستصحاب مطلقا لتقرير الحكم الثابت حتى يقوم الدليل على تغييره •‬
‫المفقود يثبت له سائر الحقوق فيرث وتثبت له الوصايا وتظل حقوقه •‬
‫‪.‬السابقة على ملكه استصحابا لحياته إلى أن يثبت موته‬
‫العرف‬
‫العرف‪ :‬ما استقر في النفوس من جهة العقول وتلقته الطباع السليمة بالقبول •‬
‫‪.‬العرف نوعان‪ :‬قولي وعملي‪ ،‬وكل منهما قد يكون عاًّما وقد يكون خاًّصا •‬
‫العرف العملي‪ :‬وهو التعارف بين الناس على أمر عملي معين ‪• 1 -‬‬
‫كأكل لحم الضأن في بلد‪ ،‬أو لحم البقر أو لحم الجاموس في بلد آخر‪• ،‬‬
‫‪.‬والعرف العملي في بيع التعاطي‪ ،‬والعرف في تقسيم المهر إلى معجل ومؤجل‬
‫العرف القولي‪ :‬وهو التعارف بين الناس على إطالق لفظ على معنى معين ‪• 2 -‬‬
‫‪،‬بحيث ال يتبادر إلى الذهن عند سماعه غيره‬
‫‪.‬كالعرف بإطالق لفظ اللحم على الحيوان وعدم إطالقه على السمك والطير •‬
‫العرف‬
‫قال الفقهاء‪ :‬كل ما ورد به الشرع مطلقا‪ ،‬وال ضابط له فيه وال في اللغة‪ ،‬يرجع فيه إلى العرف‪ ،‬كالحرز في السرقة‪• ،‬‬
‫‪.‬والتفرق في البيع‪ ،‬والقبض‪ ،‬ووقت الحيض وقدره ونحو ذلك‬
‫فيصح اشتراط إصالح بعض اآلالت الحديثة كالثالجة والغسالة على حساب البائع مجانا حين العطب مدة معينة‪• ،‬‬
‫‪.‬عمال بالعرف‪ ،‬مع وجود النهي الشرعي عن بيع وشرط‬
‫‪.‬ويجوز وقف المنقول مستقال عن العقار‪ ،‬عمال بعرف الناس‪ ،‬مع أن مقتضى الوقف التأبيد‪ ،‬وهو يالئم العقار فقط •‬
‫قول الصحابي‬
‫المقصود بالصحابي عند األصوليين‪ :‬هو من لقي النبي عليه الصالة والسالم مؤمنا به والزمه مدًة تكفي عرًفا لوصفه •‬
‫‪.‬بالصحبة ومات على ذلك‬
‫‪.‬والمراد بقوله‪ :‬مذهبه الذي قاله أو فعله ولم يروه عن النبي صلى اهلل عليه وسلم •‬
‫‪:‬اختلف األئمة على االحتجاج به على قولين •‬
‫‪.‬أ ‪ -‬مذهب الجمهور‪ ،‬ومنهم الحنفية والمالكية والحنابلة وهو االحتجاج به وتقديمه على القياس إذا عارضه •‬
‫‪.‬ب ‪ -‬مذهب الشافعي‪ ،‬وهو عدم االحتجاج بقول الصحابي‪ ،‬إال لالستئناس به فإنه معتبر عنده من غير إلزام •‬
‫شرع من قبلنا‬
‫وهو األحكام التشريعية الثابتة في تشريع األمم السابقة كشرائع إبراهيم ونوح وموسى •‬
‫‪.‬وعيسى وغيرهم من األنبياء ‪ ،‬وهي أنواع‬
‫وسنتعرض لموضع الخالف وهو ما قصه اهلل علينا من غير إلزام لنا بها أو نسخ لها‪ ،‬مثل •‬
‫قوله تعالى‪َ( :‬وَك َتْبَنا َعَلْيِه ْم ِفيَه ا َأَّن الَّنْف َس ِبالَّنْف ِس َواْلَعْيَن ِباْلَعْيِن َواَألْنَف ِباَأْلْنِف َواُألُذَن‬
‫ِباُألُذِن َوالِّس َّن ِبالِّس ِّن َواْلُج ُروَح ِقَص اٌص َفَم ْن َتَص َّد َق ِبِه َفُه َو َك َّف اَرٌة َلُه َو َمْن َلْم َيْح ُك ْم ِبَم ا‬
‫‪َ.‬أْنَزَل الَّلُه َفُأوَلِئَك ُه ُم الَّظاِلُم وَن ) (المائدة‪ )45:‬وهذا هو موضع الخالف بين الفقهاء‬
‫فقد ذهب جمهور الحنفية وبعض الشافعية والمالكية والحنابلة في الرواية الراجحة‪ ،‬إلى •‬
‫‪.‬أن شرع من قبلنا‪ ،‬الذي قصه الكتاب علينا دون بيان لنسخه‪ ،‬شرٌع لنا‬
‫وذهب الشافعية في الراجح عندهم والحنابلة في رواية إلى أنه ليس شرعًا لنا‪ ،‬وهو ما •‬
‫اختاره الغزالي واآلمدي والرازي وابن حزم الظاهري‬
‫سد الذرائع‬
‫‪.‬تعريفها‪ :‬هو منع الوسائل المؤدية إلى مفاسد غالبًا •‬
‫‪.‬فالطريق إلى الحرام حرام‪ ،‬مثل النظر إلى عورة المرأة‪ ،‬فإنه وسيلة إلى الزنا‪ ،‬وكالهما حرام •‬
‫ومثل منع القاضي من أخذ الهدية لئال يكون ذريعة إلى أخذ الرشوة‪ ،‬وذلك في حديث‪" :‬هدايا العمال •‬
‫غلول" رواه أحمد‬
‫وسد الذرائع أصل من أصول الفقه عند المالكية والحنابلة‪ .‬وأخذ به الشافعي وأبو حنيفة في بعض •‬
‫‪.‬الحاالت وأنكر العمل به في حاالت أخرى‬
‫سد الذرائع‬
‫وبيع العينة هو أن يبيع البائع سلعة إلى أجل بعشرة دراهم مثال‪ ،‬ثم يشتريها البائع من المشتري مرة أخرى •‬
‫‪.‬في الحال بخمسة دراهم‬
‫فالمالكية والحنابلة يبطلون بيع العينة ألن العقد نفسه يحمل الدليل على قصد الربا‪ ،‬ألن مآل هذا العقد •‬
‫‪.‬هو بيع خمسة نقدا بعشرة إلى أجل‪ ،‬والسلعة فيما بين ذلك لغو ال معنى لها‬
‫‪.‬وأبو حنيفة يمنع هذا البيع على أساس آخر‪ ،‬وهو التصرف في شيء قبل القبض وقبل تمام التملك فاسد •‬
‫‪.‬وأما الشافعي فيصحح هذا البيع ويترك القصد الباطن إلى اإلثم والعقاب األخروي •‬
‫نموذج األسئلة‬
‫‪:‬استخرج األحكام التكليفية فيما يأتي مع بيان مع بيان صيغة كل حكم •‬
‫قال تعالى‪ِ { :‬إَّن اَّلِذ يَن َيْأُك ُلوَن َأْم َو اَل اْلَيَتاَم ى ُظْلمًا ِإَّنَم ا َيْأُك ُلوَن ِفي ُبُطوِنِه ْم َنارًا َو َسَيْص َلْو َن َس ِعيرًا } النساء‪• 10‬‬

‫‪:‬الجواب •‬
‫الصيغة‪ :‬ترتيب العقاب على الفعل (ِإَّنَم ا َيْأُك ُلوَن ِفي ُبُطوِنِه ْم َنارًا َو َسَيْص َلْو َن َس ِعيرًا) •‬
‫الحكم‪ :‬حرمة أكل أموال الناس بالباطل •‬
‫نموذج األسئلة‬
‫ضع عالمة(√ ) صح‪ ،‬أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وعالمة (×) خطأ‪ ،‬أمام العبارة الخاطئة مع تصحيح الخطأ إن •‬
‫‪:‬وجد‬
‫) ( ال فرق بين الباطل والفاسد عند األحناف في المعامالت •‬

‫‪:‬الجواب •‬
‫) × ( ال فرق بين الباطل والفاسد عند األحناف في المعامالت •‬
‫التصحيح‪ :‬ال فرق بين الباطل والفاسد عند الجمهور •‬
‫نموذج األسئلة‬
‫‪:‬صحيح أو خطاء •‬
‫الفرض يساوي الواجب عند الحنفية •‬
‫كراهة التنزيه عند الحنفية يساوي الكراهة عند الجمهور •‬

‫‪:‬أجب األسئلة التالية باختصار •‬


‫اذكر دليال واحدا على حجية السنة •‬
‫نموذج األسئلة‬
‫‪:‬بّين حكم التصرفات اآلتية مع بيان الدليل أو العلة لكل حكم •‬
‫‪.‬سكر رجل بسبب شربه خمرا لضرورة العطش ثم طلق زوجته أثناء سكره •‬

‫‪:‬الجواب •‬
‫الحكم‪ :‬حكم طالقه بسبب شربه خمرا لضرورة العطش ال يصح ‪ /‬باطل •‬
‫‪.‬العلة‪ :‬ألنه سكر بطريق مباح‪ ،‬فيمنع منه صحة جميع التصرفات •‬
‫هذا وباهلل التوفيق‬
‫وما توفيقي إال باهلل‬
‫بالتوفيق والنجاح لكم في االمتحان المقبل‬

You might also like