You are on page 1of 70

‫ﺷﺒﻜﺔ‬

www.alukah.net

‫حماضرات‬
‫يف‬

‫القواعد األوصولة‬
‫هـ‬3444 = ‫هـ‬3419


‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫تعريف القاعدة األصولية ‪:‬‬

‫القاعدة األصولية هي حكم كلي تبنى عليه الفروع الفقهية ‪.‬‬

‫فهي عبارة عن قانون وضع ليمنع الفقيه من الخطأ في االستنباط‬

‫مثل قولهم ‪ :‬األمر في األصل يفيد الوجوب ‪.‬‬

‫الفرق بين القاعدة الفقهية والقاعدة األصولية ‪:‬‬

‫‪ )1‬القاعدة األصولية تتعلق باأللفاظ وداللتها على األحكام‬

‫والقاعدة الفقهية تتعلق باألحكام نفسها‬

‫‪ )2‬القاعدة األصولية كلية إذا اتفق على مضمونها ال يستثنى منها شيء ‪،‬‬
‫والقاعدة الفقهية أغلبية ‪ ،‬فهي وان اتفق على مضمونها فإنه يستثنى من كل قاعدة‬
‫منها مسائل تخالف حكم القاعدة بسبب النص أو اإلجماع أو الضرورة‪.‬‬

‫‪ )3‬قواعد األصول محصورة في أبواب األصول ومسائله ‪ ،‬أما قواعد الفقه فهي‬
‫ليست محصورة أو محدودة العدد بل هي كثيرة جدا منثورة في كتب الفقه والفتوى‪.‬‬

‫‪)4‬القواعد األصولية الهدف منها ضبط طرق االستنباط ومناهج االستدالل ‪،‬‬
‫والقواعد الفقهية الهدف منها ربط المسائل المختلفة األبواب برباط واحد وحكم واحد‬
‫‪ ،‬وهو الحكم الذي جاءت القاعدة ألجله‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫أهمية القواعد األصولية ‪:‬‬

‫‪ -1‬مساعدة الفقيه في استنباط األحكام ‪.‬‬

‫‪ -2‬ضبط الفروع الفقهية ‪.‬‬

‫‪ -3‬تنمية الملكة الفقهية ‪.‬‬

‫‪ -4‬تجنب الفقيه الخطأ في االستنباط ‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫نشأة القواعد األصولية ‪:‬‬

‫نزل القرآن الكريم بلغة العرب ‪ ،‬وبها بينته السنة ‪ ،‬وكان المفتون من الصحابة‬
‫وتابعيهم على علم بلغتهم ‪ ،‬ومعرفة بأسباب النزول ‪ ،‬ومقاصد التشريع وأس ارره ‪،‬‬
‫لصحبتهم لرسول اهلل ‪ ‬وقرب عهدهم بفجر الرسالة ‪ ،‬وكان لهم مع هذا حدة ذهن‬
‫‪ ،‬وذكاء قريحة وسرعة فهم ‪ ،‬وسالمة فطرة ‪ ،‬فلم يكونوا في حاجة إلى قواعد‬
‫يسيرون على ضوئها في استنباط األحكام من مصادرها ‪ ،‬كما لم يكونوا في حاجة‬
‫إلى قواعد لمعرفة لغتهم ‪.‬‬

‫فلما اتسع نطاق البالد اإلسالمية ‪ ،‬واختلط العرب بغيرهم تطرق الوهن إلى لغتهم‬
‫‪ ،‬واحتاجوا إلى وضع قواعد تحفظها لهم ‪ ،‬وتيسر تعلمها لغيرهم ‪.‬‬

‫وكذلك كثر تجدد الحوادث وتعقدت المسائل ؛ بسبب تنوع مسالك الحياة واشتباكها ‪ ،‬فاضطر‬
‫العلماء إلى استنباط أحكام لما جد من الحوادث ‪ ،‬واتجهت األذهان إلى وضع قواعد‬
‫لالستنباط ‪.‬‬

‫وقد بدأ هذا االتجاه أول ما بدأ فيما كانت تؤيد به األحكام المنقولة عن األئمة من وجوه‬
‫النظر‪ ،‬كالذي ورد فيما نقله أصحاب اإلمام أبي حنيفة عنه ‪ ،‬وفي موطأ اإلمام مالك ‪،‬‬
‫ولم يكن في ذلك رجوع إلى قواعد كلية مقررة ‪ ،‬أو أصول مضبوطة محررة ‪.‬‬

‫حتى جاء اإلمام الشافعي فكان أول من دون من بحوث هذا العلم وقواعده‬
‫مجموعة مستقلة قيمة تعد نواة لما جاء بعدها ‪ ،‬فوضع كتاب ( الرسالة ) وتكلم فيه‬
‫عن بيان القرآن ‪ ،‬و البيان بالقياس ‪،‬وغير ذلك من قواعد االستنباط ‪ .‬ثم تتابع‬
‫العلماء من بعده في التأليف في هذا العلم ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وبعد اإلمام الشافعي تتابع التأليف في هذا العلم فكتب اإلمام أحمد بن حنبل كتاب‬
‫طاعة الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وكتب داود الظاهري‪ :‬اإلجماع‪ ،‬وابطال‬
‫التقليد‪ ،‬وخبر الواحد‪ ،‬والخصوص والعموم‪ ،‬وكتب عيسى بن أبان كتابا في خبر‬
‫الواحد‪ ،‬وكتب الكرخي رسالة في أصول الفقه طبعت مع كتاب تأسيس النظر ألبي‬
‫زيد الدبوسي وهي تقع في ورقات قليلة أشبه بقواعد فقهية لعلماء الحنفية‪ ،‬ومن‬
‫أقدم كتب الحنفية الموجودة‪ :‬الفصول‪ ،‬ألبي بكر الجصاص‪ ،‬وهو مطبوع محقق‪.‬‬

‫وكان القرنان الخامس والسادس هما عصر ازدهار التأليف في أصول الفقه‪ ،‬حيث‬
‫ظهرت فيهما أهم كتب أصول الفقه مثل العمدة للقاضي عبد الجبار‪ ،‬والمعتمد‬
‫ألبي الحسين البصري‪ ،‬واللمع‪ ،‬والتبصرة كالهما ألبي إسحاق الشيرازي‪ ،‬والعدة‬
‫للقاضي أبي يعلى‪،‬والبرهان في أصول الفقه إلمام الحرمين الجويني ‪،‬‬
‫والمستصفى‪ ،‬والمنخول‪ ،‬وشفاء الغليل للغزالي‪ ،‬والواضح البن عقيل‪ ،‬والتمهيد ألبي‬
‫الخطاب الكلوذاني‪ ،‬وأصول السرخسي‪ ،‬وأصول البزدوي‪ ،‬واحكام الفصول‪،‬‬
‫واإلشارة‪ ،‬ألبي الوليد الباجي‪.‬‬

‫وجود قواعد األصول في عصر الصحابة والتابعين ‪:‬‬

‫وليس معنى ما سبق – إطالقًا ‪ -‬أن عصر الصحابة وتابعيهم خال من القواعد‬
‫األصولية ‪ ،‬فال شك أن الصحابة وتابعيهم قد طبقوا بعض قواعد أصول الفقه وان‬
‫لم يصرحوا بها ؛ ذلك ألن الفقه اإلسالمي عند التطبيق يحتاج إلى جهد عقلي ‪،‬‬
‫حتما‬
‫وهذا بدوره يحتاج إلى طريقة خاصة ومنهج محدد ‪ .‬وحيث كان المنهج يكون ً‬
‫أصول الفقه ‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ومما يدل على ذلك ما ذكره على بن أبي طالب في عقوبة شارب الخمر ‪ :‬أنه إذا‬
‫شرب هذي ‪ ،‬واذا هذي قذف فيجب حد القذف‪ .‬فنجد في ذلك أن اإلمام ًّ‬
‫عليا ينهج‬
‫منهاج الحكم بالمآل ‪ ،‬والحكم بالذرائع ‪ ،‬وعبد اهلل بن مسعود عندما قال في عدة‬
‫الحامل المتوفى عنها زوجها‪ :‬إن عدتها بوضع الحمل‪ ،‬واستدل بقوله تعالى ‪:‬‬
‫ض ْع َن َح ْملَه َّن ‪ [ ‬الطالق ‪ ] 4 :‬ويقول في ذلك ‪:‬‬ ‫َجله َّن أ ْ‬
‫َن َي َ‬ ‫َحم ِ‬
‫ال أ َ‬ ‫‪َ ‬وأ ْوَالت ْاأل ْ َ‬
‫أشهد أن سورة النساء الصغرى نزلت بعد سورة النساء الكبرى ‪ ،‬يقصد أن سورة‬
‫الطالق نزلت بعد سورة البقرة ‪ .‬وهو بذلك يشير إلى قاعدة من قواعد األصول‪،‬‬
‫أصوليا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وهي أن المتأخر ينسخ المتقدم أو يخصصه ‪ ،‬وهو يلتزم بهذا منهجاً‬
‫وكذلك كان التابعون ‪ ،‬فقد كان منهم من ينهج منهاج المصلحة إن لم يكن نص ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ومنهم من ينهج منهاج القياس‬

‫أهم المؤلفات في القواعد األصولية ‪:‬‬

‫‪ -1‬القواعد والفوائد األصولية البن اللحام ‪.‬‬

‫‪ -2‬تخريج الفروع على األصول للزنجاني ‪.‬‬

‫‪ -3‬تخريج الفروع على األصول لألسنوي ‪.‬‬

‫‪ -4‬مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على األصول‪ .‬لإلمام الشريف محمد بن أحمد‬
‫الحسني التلمساني ت‪ 771 :‬هـ‬

‫( ‪ ) 1‬أصول الفقه ألبي زهرة ص ‪ ، 9 ، 7‬وانظر ‪ :‬إعالم الموقعين ‪ 302 / 1‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة األولى‬

‫شرط التكليف العقل وفهم الخطاب‬

‫معنى القاعدة ‪:‬‬

‫أن من ال يعقل الخطاب وال يفهمه غير مكلف ‪.‬‬

‫دليل القاعدة ‪:‬‬

‫قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬رفع القلم عن ثالث ‪ :‬عن النائم حتى يستيقظ وعن‬
‫الصغير حتى يكبر وعن المجنون حتى يفيق " ‪.‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫المجنون والمغمى عليه والنائم غير مخاطبين بالتكليف‪.‬‬

‫وأما األحكام التي تثبت للمجنون فهي تختلف باختالف متعلقها على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أحكام أقواله‪.‬‬

‫فأما أقواله فهي لغو ال يؤاخذ عليها وال يترتب عليها حكم شرعي ال في الدنيا و ال‬
‫في اآلخرة‪ ،‬فلو قذف أو باع أو اشترى فال أثر لشيء من ذلك‪ ،‬وهو محل وفاق‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ب‪ -‬أحكام أفعاله‪.‬‬

‫وأما أفعاله‪ ،‬فإذا كانت عبادات‪ ،‬فهي لغو ال أثر لها‪ ،‬وان كانت تتعلق بالناس‬
‫وفيها ضرر بالغير فهو ال يؤاخذ عليها في اآلخرة‪ ،‬وأما في الدنيا فعليه ضمانها‬
‫إن ترتب عليها ضمان‪ ،‬فلو أتلف ماال أو قتل قتيال فال إثم عليه وال قصاص ولكن‬
‫الضمان يثبت في ماله أو على عاقلته؛ ألن الضمان ليس مشروطا بالتكليف‪.‬‬

‫ج‪ -‬أحكام تركه‪.‬‬

‫وأما الترك فإنه ال يؤاخذ عليه فيما يتعلق بحقوق اهلل‪ ،‬فال يطلب منه القضاء لو‬
‫أفاق من جنونه إال إذا كانت العبادة لم يذهب وقتها‪ .‬وهذا مذهب الجمهور‪.‬‬

‫وذهب أبو حنيفة وأبو يوسف إلى أنه لو أفاق في آخر اليوم لزمه قضاء صلوات‬
‫ذلك اليوم‪ .‬وذهب محمد بن الحسن إلى أنه إذا مرت عليه الصالة السادسة ولم‬
‫يفق سقط عنه صلوات اليوم السابق‪ ،‬واال قضاها‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الثانية‬

‫علم المكلف بما كلف به شرط في صحة التكليف‬

‫معنى القاعدة ‪:‬‬

‫أن من ال يعلم بالتكليف ال يعد مكلفاً ‪.‬‬

‫دليل القاعدة ‪:‬‬

‫قوله تعالى ‪ " :‬وما كنا معذبين حتى نبعث رسوالً "‬

‫والحكمة من بعثة الرسل تعليم الناس حكم اهلل تعالى‪ ،‬ومفهوم الغاية في هذه اآلية‬
‫يدل على أنه بعد بعثة الرسل يمكن مؤاخذة المكلفين على تقصيرهم وتفريطهم ‪،‬‬
‫أما قبل البعثة فال يمكن مؤاخذة الناس وال تكليفهم‪.‬‬

‫والتكاليف الشرعية من حيث العذر بالجهل نوعان ‪:‬‬

‫النوع األول ‪ :‬تكاليف ال يعذر أحد بالجهل فيها ‪.‬‬

‫وهي المعلوم من الدين بالضرورة مثل وجوب الصالة والزكاة والصوم والحج‬
‫وتحريم الزنا والقتل ونحو ذلك ‪.‬‬

‫النوع الثاني ‪ :‬تكاليف يعذر بالجهل فيها ‪.‬‬

‫وهي األحكام غير المشهورة واألحكام الفرعية والتفصيلية مثل بعض أحكام‬
‫العبادات والمعامالت ‪.‬‬

‫وكذلك من نشأ في بادية أو بالد بعيدة ولم يصله التكليف‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫من فروع القاعدة ‪:‬‬

‫‪-1‬من لم يعلم أن لحم اإلبل ينقض الوضوء وصلى دون أن يتوضأ منه فصالته‬
‫صحيحة ‪.‬‬

‫‪-2‬من تطيب وهو محرم ‪ ،‬وال يعلم أن الطيب من محظورات اإلحرام فال شيء‬
‫عليه‪.‬‬

‫‪-3‬من ارتكب شيئا من المحرمات وهو ال يعلم أنه محرم فال إثم عليه‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الثالثة‬

‫هل يكلف الناسي حال نسيانه‬

‫المذهب أنه ال تكليف على الناسي حال نسيانه ‪ ،‬خالفا ألبي حنيفة‪.‬‬

‫والمعنى ‪ :‬أن فعل الناسي والغافل ال يدخل تحت التكليف‪ ،‬وأن الخطاب لم يتوجه‬
‫إليه ‪ ،‬وما ثبت له من األحكام المتعلقة به فبدليل خارج ‪ .‬واحتجوا في ذلك بأن‬
‫التكلف للفعل إنما يكلف إيقاعه أو اجتنابه على وجه التقرب إلى اهلل تعالى به‪،‬‬
‫والقصد إلى التقرب بفعل بعينه أو اجتنابه متضمن للعلم به حتى يصح القصد إليه‬
‫دون غيره‪ ،‬وموقع الشيء مع السهو وعدم القصد ال يصح أن يكون في سهوه‬
‫ونسيانه عالما وقاصدا إليه بعينه فضال عن قصد التقرب به‪.‬‬

‫وذهب أصحاب أبي حنيفة إلى إن على الناسي والغافل تكليفا في أفعاله واحتجوا‬
‫في ذلك باستقرار العبادات في ذمته حال ذهوله وغفلته وكذا لزوم الغرامات وأرش‬
‫الجنايات‬

‫دليل القاعدة ‪:‬‬

‫قوله تعالى ‪ " :‬ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا "‬

‫وقوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬من أكل أو شرب ناسياً فليتم صومه إنما أطعمه‬
‫اهلل وسقاه "‬

‫من فروع القاعدة ‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا لمس ذكره ناسياً هل ينتقض وضوءه أم ال ؟ ‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫في المسألة روايتان ‪ :‬األولى ال ينتقض ‪ ،‬الثانية ينتقض ‪.‬‬

‫‪ -2‬إن لبس المحرم مخيطاً أو تطيب أو غطى رأسه ناسياً فال كفارة عليه في‬
‫المذهب خالفا ألبي حنيفة‪ ،‬وان حلق أو قلم أظفاره أوقتل صيداً ناسياً وجبت عليه‬
‫الكفارة في ظاهر المذهب ‪.‬‬

‫واختار ابن الجوزي أنه ال كفارة في الجميع وحكي رواية عن أحمد ‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا حلف ال يفعل شيئاً ففعله ناسياً ؛ فهل يحنث أم ال ؟‬

‫المذهب أنه ال يحنث في الطالق والعتاق دون غيرهما ‪.‬‬

‫واختار بن تيمية وغيره عدم الحنث مطلقاً ‪ .‬أي ليس عليه شيء‬

‫‪ -4‬إذا خرج المعتكف من المسجد ناسياً فال يبطل اعتكافه ‪.‬‬

‫‪ -5‬كالم الناسي ال يبطل الصالة عند الشافعي؛ ألن الكالم إنما كان مفسدا‬
‫للصالة لكونه منهيا عنه‪ ،‬والناسي ليس منهيا عنه لتعذر تكليفه فال تفسد الصالة‪.‬‬

‫وقال أبو حنيفة‪ :‬تبطل ألن الكالم إنما كان منهيا عنه لكونه مفسدا والمفسد مفسد‬
‫بصورته فال يختلف بالسهو والنسيان؛ إذ اإلفساد في العبادات كاإلتالف في‬
‫المحسوسات‪ ،‬واعتذروا عن األكل ناسيا في الصوم بأنه خولف فيه القياس‬
‫استحسانا‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا تمضمض فسبق الماء إلى حلقه من غير قصد وهو ذاكر للصوم ال قضاء‬
‫عليه عند الشافعي‪ ،‬وعند أبي حنيفة يجب القضاء‪.‬‬

‫‪12‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الرابعة‬

‫هل المغمى عليه مكلف أم ال ؟‬

‫المعنى ‪:‬‬

‫هل المغمى عليه مطالب بقضاء ما فاته من العبادات وقت إغمائه أم ال ؟‬

‫من فروع القاعدة ‪:‬‬

‫هل يقضي المغمى عليه ما فاته من الصالة أم ال ؟‬

‫اختلف العلماء في ذلك على ثالثة أقوال‪:‬‬

‫القول األول ‪:‬‬

‫أنه مطالب بقضاء ما فاته قياساً على النائم ‪ .‬وهو مذهب اإلمام أحمد‪.‬‬

‫القول الثاني ‪:‬‬

‫أنه غير مطالب بالقضاء قياساً على المجنون ‪.‬وهو مذهب اإلمام الشافعي‪.‬‬

‫القول الثالث ‪:‬‬

‫إن كانت مدة اإلغماء طويلة فإنه غير مطالب بالقضاء وان كانت قصيرة فإنه‬
‫مطالب بالقضاء ‪ .‬وهو مذهب الحنفية‪.‬‬

‫‪13‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القول الراجح ‪:‬‬

‫وما نقل عن الشافعي هو الراجح‪ ،‬ألن المغمى عليه أقرب إلى المجنون من النائم‪،‬‬
‫والفرق بين النائم والمغمى عليه هو أن النوم فيه جانب تقصير من جهة العبد؛ إذ‬
‫كان ينبغي أن يحتاط لصالته فال ينام قرب وقتها‪ ،‬أو ينام عند من يوقظه‪ .‬وأما‬
‫اإلغماء فليس فيه تقصير من العبد ألبتة‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الخامسة‬

‫هل السكران مكلف أم ال ؟‬

‫المعنى ‪ :‬هل السكران مؤاخذ بما يصدر منه من أقوال وأفعال وتصرفات أثناء‬
‫سكره أم ال ؟ وهل هو مخاطب بالتكاليف الشرعية أثناء سكره أم ال ؟‬

‫اختلف العلماء في ذلك على عدة أراء ‪:‬‬

‫الرأي األول ‪:‬‬

‫أنه غير مكلف ‪ ،‬ألنه كالمجنون ال يعقل الخطاب‪.‬‬

‫وهو رأي كثير من علماء األصول مثل الجويني وابن عقيل ‪.‬‬

‫الرأي الثاني ‪:‬‬

‫أنه مكلف ‪ .‬وهو رأي معظم الفقهاء ‪.‬‬

‫ودليلهم أن السكران مرتكب لمحرم ‪ ،‬فال يكون ذلك سببا في عذره ‪ ،‬واال لجعله‬
‫الناس ذريعة الرتكاب الجرائم ‪ ،‬فيسكر ثم يقتل ويزني أو يسرق‪.‬‬

‫الرأي الثالث ‪:‬‬

‫أنه مكلف باألفعال دون األقوال فيؤاخذ على القتل والزنا واتالف المال ‪ ،‬وال يؤاخذ‬
‫على القذف والطالق واإلقرار وال تنفذ عقوده ‪ .‬وهو رأي بعض العلماء ‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الرأي الرابع ‪:‬‬

‫التفريق بين أن يكون السكر بقصد أو من غير قصد فإن كان قاصدا شرب‬
‫المسكر فيؤاخذ وان لم يقصد شرب المسكر فال يؤاخذ‪.‬‬

‫الرأي الخامس ‪:‬‬

‫التفريق بين أن يكون السكر بعذر أو بدون عذر ‪ ،‬فإن كان بعذر مثل البنج فال‬
‫يؤاخذ ‪ ،‬وان كان بدون عذر فإنه يؤاخذ‪.‬‬

‫من فروع القاعدة ‪:‬‬

‫‪-1‬هل يقع طالق السكران أم ال ؟‬

‫يرى الحنابلة أنه ال يقع إن كان السكر بعذر ويقع إن كان السكر بدون عذر ‪،‬‬
‫وذهب بعض العلماء أنه ال يقع في الحالين ‪.‬‬

‫‪-2‬هل يقع بيع السكران ؟‬

‫ال يقع باتفاق‪.‬‬

‫‪-4‬هل يحاسب السكران على القتل والسرقة ؟‬

‫يحاسب باتفاق‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة السادسة‬

‫المكره ‪ :‬هل هو مكلف أم ال ؟‬


‫ُ‬

‫معنى القاعدة ‪:‬‬

‫إذا أكره شخص بقتل أو تعذيب شديد على قول أو فعل هل يكون مكلفاً أم ال ؟‬
‫وهل يؤاخذ على تصرفاته أم ال ؟‬

‫جمهور العلماء على أن المكره مكلف ‪ ،‬ولكنه غير مؤاخذ على أقواله وأفعاله ما‬
‫عدا القتل ‪.‬‬

‫دليل القاعدة ‪:‬‬

‫قوله تعالى ‪ " :‬إال من أكره وقلبه مطمئن باإليمان "‬

‫قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬إن اهلل تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما‬
‫استكرهوا عليه "‬

‫من فروع القاعدة ‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا أكره على البيع بغير حق فال يصح البيع ‪.‬‬

‫‪ -2‬جميع عقود المكره واق ارراته ال تصح ‪.‬‬

‫‪ -3‬طالق المكره بغير حق ال يقع ‪.‬‬

‫كره وكذلك‬ ‫‪ -4‬إذا أكره على قتل معصوم فقتله فالقصاص على االثنين الم ِ‬
‫كره والم َ‬
‫إذا جرحه أو قطع طرفاً منه ‪.‬فاإلكراه ال يبيح ذلك باتفاق ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الواجب المعين والواجب المخير‬

‫ينقسم الواجب بالنظر إلى ذاته قسمين‪ :‬معين‪ ،‬ومخير‪.‬‬

‫َّ‬
‫فالمعين هو‪ :‬ما طلبه الشرع بعينه من غير تخيير بينه وبين غيره‪ .‬مثل الصالة‬
‫والصيام والحج والزكاة ونحو ذلك‪.‬‬

‫والمخير هو‪ :‬الواجب الذي خيِّر فيه المكلف بين أشياء محصورة‪ .‬مثل كفارة‬
‫اليمين فإنها واجبة‪ ،‬ولكن المكلف مخير بين ثالثة أشياء‪ :‬العتق‪ ،‬أو إطعام عشرة‬
‫مساكين‪ ،‬أو كسوة عشرة مساكين‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة السابعة‬

‫إذا ظن المكلف أنه ال يعيش إلى آخر وقت العبادة الموسعة تضيقت عليه وال‬
‫يجوز تأخيرها ‪.‬‬

‫المعنى ‪:‬‬

‫إذا ظن الشخص المكلف أنه ال يعيش إلى آخر وقت العبادة التي يتسع وقتها أو‬
‫أنه سيط أر عليه طارئ يمنعه من أدائها فإنه يلزمه أداؤها قبل هذا الوقت الذي‬
‫غلب على ظنه أنه ال يتمكن من أدائها بعده ‪.‬‬

‫من فروع القاعدة ‪:‬‬

‫‪-1‬إذا علمت المرأة أنها ستحيض قبل العصر وجب عليها أن تصلي الظهر قبل‬
‫أن تحيض وال يجوز لها تأخيره‪.‬‬

‫‪-2‬إذا علم المسافر أنه سيصل بعد غروب الشمس وجب عليه أن يصلي العصر‬
‫قبل ذلك ‪ ،‬وال يجوز له تأخيره حتى يصل‪.‬‬

‫‪-3‬إذا علم الطالب أنه سيخرج من االختبار بعد خروج وقت الصالة فعليه أن‬
‫يصليها في وقتها و ال يجوز تأخيرها‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الثامنة‬

‫الواو العاطفة ‪ :‬هل تفيد الترتيب أم ال ؟‬

‫مذهب جمهور الفقهاء والنحاة أن الواو لمطلق الجمع وأنها ال تفيد ترتيبا وال معية ‪.‬‬

‫من فروع القاعدة ‪:‬‬

‫ِ‬
‫وقعدت فأنت طالق ‪ .‬فال يقع الطالق إال بالقيام‬ ‫‪ -1‬إن قال لزوجته ‪ :‬إن ِ‬
‫قمت‬
‫والقعود ‪ ،‬وال يكفي أحدهما ‪ ،‬وال فرق بين أن يتقدم أحدهما على اآلخر ‪.‬‬

‫‪ -2‬إن قال لزوجته التي لم يدخل بها ‪ :‬أنت طالق وطالق وطالق ‪ .‬طلقت ثالثاً ‪.‬‬

‫القاعدة التاسعة‬

‫الفاء تقتضي تشريك ما بعدها لما قبلها في حكمه وتفيد الترتيب مع التعقيب أي‬
‫بال مهلة‪.‬‬

‫من الفروع‪:‬‬

‫إن قال لزوجته‪ :‬إن قمت فقعدت فأنت طالق‪ .‬لم تطلق إال بهما‬ ‫‪-1‬‬
‫مرتبين كما ذكر وأن يكون القعود بعد القيام مباشرة‪.‬‬
‫إن قال لزوجته قبل الدخول‪ :‬أنت طالق فطالق‪ .‬فإنها تطلق باألولى‬ ‫‪-2‬‬
‫فقط‪ ،‬وال يلحقها ما بعدها‪ ،‬ألنها تبين باألولى‪ ،‬فتقع الثانية على غير زوجة‬
‫فال يعتد بها‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة العاشرة‬

‫(ثم) من حروف العطف‪ ،‬تفيد الترتيب مع التراخي أي مع مهلة‪.‬‬

‫من الفروع‪:‬‬

‫إن قال لزوجته‪ :‬إن قمت ثم قعدت فأنت طالق‪ ،‬لم تطلق إال بهما‬ ‫‪-1‬‬
‫مرتبين وأن يكون القعود بعد القيام بمهلة‪.‬‬
‫إن قال لزوجته قبل الدخول‪ :‬أنت طالق ثم طالق ثم طالق‪ .‬طلقت‬ ‫‪-2‬‬
‫واحدة فبانت بها‪ ،‬ولم يقع غيرها‪.‬ألنها تبين منه بالطلقة األولى لعدم لزوم‬
‫العدة ‪ ،‬فتقع الطلقتان األخريان على أجنبية فال تحتسبان‪.‬‬

‫القاعدة الحادية عشرة‬

‫(الباء) ماذا تفيد؟‬

‫الباء عند سيبويه وجمهور أهل اللغة لإللصاق‪ ،‬وهو مذهب الحنابلة‪ .‬وقال بعض‬
‫العلماء هي للتبعيض‪ ،‬وقال ابن كيسان وبعض الشافعية‪ :‬إذا دخلت على فعل‬
‫متعد اقتضت التبعيض صونا للكالم عن العبث‪.‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫االختالف في مسح الرأس في الوضوء‪ ،‬فمن قال الباء لإللصاق قال بوجوب مسح‬
‫الرأس كله‪ ،‬ويؤيد ذلك فعل النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ومن قال الباء للتبعيض‬
‫قال‪ :‬إن مسح بعض الرأس يجزي‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الثانية عشرة‬

‫" إلى " تفيد انتهاء الغاية‬

‫وهل يدخل ما بعدها فيما قبلها أم ال؟‬

‫اختلف العلماء في ذلك على مذاهب أهمها مذهبان‪:‬‬

‫األول‪ :‬أنه ال يدخل‪ ،‬وهو مذهب الشافعي والجمهور‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬أن الغاية المحصورة تدخل‪ ،‬وعند اإلمام أحمد ما يدل عليه‪.‬‬

‫من فروع المسألة‪:‬‬

‫هل يجب إدخال المرفقين والكعبين في الوضوء أم ال؟‬ ‫‪-1‬‬

‫فمن قال ‪ :‬ما بعد (إلى) ال يدخل فيما قبلها‪ .‬قال‪ :‬ال يجب‪ .‬ومن قال‪ :‬يدخل ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬يجب‪.‬‬

‫إذا شرط العاقد أن الخيار في البيع أو غيره إلى الليل‪ ،‬لم يدخل الليل‬ ‫‪-2‬‬
‫فيه على القول األول‪ ،‬ويدخل فيه على القول الثاني‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الثالثة عشرة‬

‫القراءة الشاذة هي حجة أم ال؟‬

‫تعريف القراءة الشاذة ‪:‬‬

‫القراءة الشاذة هي ما نقلت إلينا آحادا ولم تنقل توات ار ولم تكتب في المصحف‬
‫العثماني‪.‬‬

‫مثل قراءة ابن مسعود في كفارة اليمين‪ " :‬فصيام ثالثة أيام متتابعات " فكلمة‬
‫(متتابعات) غير موجودة في المصحف العثماني‪.‬‬

‫حجية القراءة الشاذة‪:‬‬

‫اختلف العلماء في حجية القراءة الشاذة على قولين‪:‬‬

‫األول‪ :‬أنها حجة‪ :‬يجب العمل بها‪ .‬وهذا مذهب أبي حنيفة وأحمد‪.‬‬

‫ودليل هذا القول أن هذه القراءة نقلت عن الرسول صلى اهلل عليه عليه وسلم بسند‬
‫صحيح فال تخلو أن تكون قرآن أو سنة وعلى كال األمرين تكون حجة‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬ليست صحة‪ :‬وهو مذهب الشافعي ومالك‪.‬‬

‫ودليل هذا القول‪ :‬أن الصحابي نقلها على أنها قرآن ال على أنها سنة‪ ،‬وهي ال‬
‫تكون قرآنا‪ ،‬ألن القرآن ال بد أن يكون متوات ار وهي غير متواترة‪ .‬وألنه الظاهر أنها‬
‫تفسير من الصحابي‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫هل يشترط التتابع في صيام كفارة اليمين أم ال؟‬ ‫‪-1‬‬

‫على القول أن القراءة الشاذة حجة يجب‪ ،‬وعلى القول بأنها ليست حجة ال يجب‪.‬‬

‫المراد بالصالة الوسطى‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ورد في قراءة عائشة‪ " :‬حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى وصالة العصر"‬
‫فمن احتج بالقراءة الشاذة قال‪ :‬إن الصالة الوسطى ليست صالة العصر‪.‬‬

‫‪24‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الرابعة عشرة‬

‫األمر المجرد عن قرينة ‪ :‬هل يقتضي الوجوب أم ال؟‬

‫في المسألة مذاهب‪ ،‬أهمها مذهبان‪:‬‬

‫المذهب األول‪:‬‬

‫أنه يقتضي الوجوب ما لم توجد قرينة تصرفه إلى غيره‪ .‬وهو مذهب جمهور‬
‫الفقهاء واألصوليين‪.‬‬

‫واستدلوا بأدلة منها‪:‬‬

‫‪ -1‬قوله تعالى " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم‬
‫عذاب أليم"‬

‫فالوعيد بالعذاب ال يكون إال على ترك واجب‪.‬‬

‫‪-2‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك عند كل‬
‫صالة» متفق عليه‪.‬‬

‫وجه االستدالل أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم بين أن سبب عدم األمر بالسواك‬
‫هو خوفه المشقة على األمة‪ ،‬وال مشقة إال في ترك الواجب؛ ألنه هو الذي فيه‬
‫عقوبة‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫المذهب الثاني‪ :‬أنه يقتضي الندب‪.‬‬

‫وهو مذهب بعض الفقهاء واألصوليين وحكي قوال للشافعي ورواية عن أحمد‪.‬‬

‫واستدلوا بأن األمر طلب الفعل وهذا يتحقق بحمله على الندب فال يزاد عليه‪.‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫‪-1‬قوله تعالى في المطلقة ‪ " :‬ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره "‬

‫من حمل األمر على الوجوب قال ‪ :‬دفع المتعة للمطلقة واجب ‪ ،‬ومن حمل األمر‬
‫على الندب قال‪ :‬دفع المتعة للمطلقة مندوب‪.‬‬

‫‪-2‬قوله صلى اهلل عليه وسلم " اعفوا اللحى‪".....‬‬

‫فعلى القول بأن األمر المجرد عن قرينة يفيد الوجوب يكون إعفاء اللحية واجبا‪،‬‬
‫وعلى القول بأنه يفيد الندب يكون إعفاؤها مندوبا‪.‬‬

‫‪-3‬قوله صلى اهلل عليه وسلم لثابت بن قيس عندما طلبت زوجته الخلع ‪:‬‬

‫"خذ الحديقة وطلقها تطليقة"‬

‫فعلى القول بأن األمر يفيد الوجوب فإنه يجب على الزوج أن يقبل الخلع إذا طلبته الزوجة ‪،‬‬
‫وعلى القول بأن األمر يفيد الندب ال يجب على الزوج قبول الخلع إذا طلبته الزوجة‪.‬‬

‫‪-4‬قوله صلى اهلل عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف ‪ " :‬أولم ولو بشاة "‬

‫‪-5‬قوله صلى اهلل عليه وسلم مبينا حقوق المسلم‪« :‬واذا دعاك فأجبه»‬

‫‪ -6‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪«:‬أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغربال»‬

‫‪26‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الخامسة عشرة‬

‫األمر بعد الحظر‪ ،‬ماذا يقتضي‪.‬؟‬

‫اشتهر عند الفقهاء قولهم‪ :‬األمر بعد الحظر لإلباحة‪ ،‬واألصوليون اختلفوا في‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وصورة المسألة‪ :‬أن يرد حظر من الشارع لفعل ما‪ ،‬سواء فهم هذا الحظر من نهي‬
‫صريح‪ ،‬أم من غيره‪ ،‬ثم يرد أمر بذلك الفعل‪.‬‬

‫مثل األمر بعد الحظر الصريح‪ :‬قوله‪« :‬كنت نهيتكم عن زيارة القبور أال‬
‫فزوروها‪"..‬‬

‫هذا ‪ ،‬وقد اختلف العلماء في داللة األمر بعد الحظر إذا لم توجد قرينة تدل على‬
‫الوجوب أو الندب أو اإلباحة على ثالثة أقوال هي ‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أن األمر بعد الحظر يفيد اإلباحة‪.‬‬

‫وهو قول أكثر الفقهاء‪.‬وأدلة هذا القول ما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬العرف الشرعي في استعمال األمر بعد الحظر هو استعماله لإلباحة‪ ،‬ومن‬


‫ذلك‪:‬‬

‫اصطَادوا} [المائدة‪.]2‬‬
‫‪ -‬قوله تعالى‪َ { :‬وِا َذا َحلَْلت ْم فَ ْ‬

‫َّالة فَ ْانتَ ِشروا ِفي ْاأل َْر ِ‬


‫ض} [الجمعة‪ ،]11‬وليس‬ ‫ضَي ِت الص َ‬
‫‪ -‬وقوله تعالى‪{ :‬فَِإ َذا ق ِ‬

‫البيع والشراء واجبا بعد الجمعة باتفاق‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫َم َركم اللَّه} [البقرة‪ ]222‬وليس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ -‬وقوله تعالى‪{ :‬فَإ َذا تَطَهَّْرَن فَأْتوه َّن م ْن َح ْيث أ َ‬
‫إتيان النساء بعد الطهر واجباً بل مباحاً‪.‬‬

‫‪ -2‬العرف اللغوي‪:‬‬

‫فإن أهل اللغة متفقون على أن السيد لو قال لعبده‪ :‬ال تأكل هذا الطعام‪ ،‬ثم قال‬
‫له‪ :‬كل‪ ،‬لم يكن هذا إيجاباً يستحق على تركه العقوبة‪ ،‬وكذلك إذا قال لمن طرق‬
‫الباب‪ :‬ادخل‪ ،‬فإنه ليس إيجاباً للدخول‪ ،‬وانما هو إذن فيه‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه لالستحباب‪ ،‬وهو قول القاضي حسين من الشافعية‪.‬‬

‫القول الثالث‪ :‬أنه للوجوب‪ ،‬وهو قول فخر الدين الرازي‪.‬‬

‫وحجتهم أن األصل في األمر أنه يفيد الوجوب‪.‬‬

‫القول الرابع‪ :‬أن حكمه حكم ما كان قبل الحظر‪ ،‬وهو قول ابن تيمية‪.‬‬

‫القول الراجح‪ :‬هو القول األول لموافقته العرف الشرعي والعرف اللغوي‪.‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫‪-1‬ما جاء في حديث الرجل الذي قال للنبي صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬إني اكتتبت في‬
‫غزوة كذا وكذا‪ ،‬وان امرأتي ذهبت للحج‪ .‬فقال له النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫"انطلق وحج مع امرأتك"‬

‫فعلى القول األول يباح للزوج أن يخرج للحج مع زوجته وعلى الثاني يستحب‬
‫وعلى الثالث يجب‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اء ِفي‬ ‫اعتَِزلوا ِّ‬


‫الن َس َ‬ ‫‪-2‬قوله تعالى‪ ":‬فأتوهن من حيث أمركم اهلل" بعد قوله‪{ :‬فَ ْ‬
‫يض}‪ ،‬فاألمر باعتزال النساء في المحيض نهي عن الجماع واألمر‬ ‫اْل َم ِح ِ‬
‫بإتيانهن أمر بالجماع جاء بعد الحظر‪ ،‬فهل يمكن أن يستدل بقوله تعالى‪:‬‬
‫{فَأْتوه َّن} على وجوب الوطء؟‬

‫األكثر قالوا‪ :‬ال يجوز؛ ألنه أمر جاء بعد حظر فكان إذناً واباحة‪.‬‬

‫وقال بعضهم‪ :‬نعم يصلح دليالً؛ عمالً بالظاهر‪.‬‬

‫وقال ابن تيمية‪ :‬األمر رفع الحظر وعاد الحكم على ما كان عليه قبل ذلك‪،‬‬
‫اشروه َّن بِاْلمعر ِ‬
‫وف}‬ ‫والوطء واجب على الرجل مع القدرة بقوله تعالى‪{ :‬وع ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ‬
‫[النساء‪ ]11‬ونحوها من األدلة‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة السادسة عشرة‬

‫األمر المطلق هل يقتضي الفور أم ال؟‬

‫اتفق العلماء على أن األمر إذا صحبته قرينة تدل على الفور يحمل على ذلك‪،‬‬
‫واذا صحبته قرينة تدل على جواز التراخي حمل على ذلك‪ ،‬واذا حدد له وقت‬
‫معين حمل على ذلك‪.‬‬

‫واختلفوا في األمر الذي لم تصحبه قرينة تدل على فور وال على تراخ‪ ،‬ولم‬
‫يوقت بوقت معين عالم يحمل؟ على قولين ‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أن األمر المطلق المجرد عن قرينة يفيد الفور‪.‬‬

‫وهو قول جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة‪.‬‬

‫واستدلوا بما يأتي ‪:‬‬

‫‪-1‬قول اهلل تعالى‪َ { :‬و َس ِارعوا إِلَى َم ْغ ِف َرة ِم ْن َربِّك ْم} حيث أمر بالمسارعة إلى‬
‫المغفرة‪ ،‬والمقصود أسباب المغفرة‪ ،‬وامتثال أمر اهلل من أسباب المغفرة بال شك‪،‬‬
‫والمسارعة تعني‪ :‬المبادرة في أول أوقات اإلمكان‪.‬‬

‫‪-2‬أن األمر لو لم يكن للفور لجاز تأخيره‪ ،‬والتأخير إما أن يكون إلى أمد‬
‫محدد أو غير محدد بوقت‪ ،‬فإن قلتم يؤخر إلى زمن محدد كان التحديد تحكما‬
‫ال دليل عليه‪ ،‬وان قلتم يؤخر من غير تحديد بزمن معين أدى ذلك إلى ترك‬
‫الفعل‪ ،‬وهو ممنوع‪ ،‬فلم يبق إال أن نقول إن وقته هو أول أوقات التمكن من‬
‫الفعل‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪-3‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪ " :‬من أراد الحج فليتعجل‪"...‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه ال يقتضي الفور وال التراخي بل يدل على مجرد الطلب‪ ،‬وهو‬
‫قول الشافعي وأصحابه‪.‬‬

‫ومن أدلة هذا القول إن األمر ال داللة فيه على المكان باتفاق‪ ،‬فكذلك ينبغي‬
‫أال يكون فيه داللة على زمان الفعل‪.‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫‪-1‬من استطاع أن يحج‪ ،‬هل يجوز له تأخير الحج إلى العام القادم ونحوه أم‬
‫ال؟ على القول األول ال يجوز له‪ ،‬وعلى القول الثاني يجوز‪.‬‬

‫‪ -2‬إخراج الزكاة ودفعها إلى مستحقيها‪ ،‬هل يجوز التأخر فيها عن رأس‬
‫السنة؟ من قال‪ :‬إن األمر على الفور قال يحرم التأخير عن رأس الحول‪ ،‬ومن‬
‫قال‪ :‬ال يفيد الفور لم يؤثم المؤخر إذا فعل ولو بعد حين‪.‬‬

‫‪ - 3‬الكفارات والنذور غير المؤقتة بوقت‪ ،‬هل يجوز تأخيرها عن أول أوقات‬
‫اإلمكان؟ من قال‪ :‬بالفور‪ ،‬يقول‪ :‬ال يجوز بل يأثم بالتأخير‪ ،‬ومن لم يقل به‬
‫أجاز التأخير‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة السابعة عشرة‬

‫فرض العين وفرض الكفاية‬

‫فرض العين‪ :‬هو ما طلب الشرع فعله من كل مكلف بنفسه مثل الصالة والزكاة‬
‫والحج‪.‬‬

‫فرض الكفاية‪ :‬هو ما طلب الشرع حصوله من غير تعيين فاعله‪ .‬فإذا قام به‬
‫البعض سقط عن الكل‪ ،‬واذا لم يقم به أحد أثم الجميع مثل‪ :‬الجهاد في سبيل‬
‫اهلل واألذان وحفظ القرآن وتعلم الطب وجميع العلوم التي تحتاج إليها األمة‬
‫وتغسيل الميت وتكفينه والصالة عليه ودفنه‪.‬‬

‫أهم الفروق بين فرض العين وفرض الكفاية‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن الواجب العيني مطلوب من كل واحد من المكلفين بعينه‪ ،‬فال يقوم فعل‬
‫غيره مقام فعله‪ ..‬وأما الواجب الكفائي فال يطلب من كل واحد وال من واحد‬
‫معين‪ ،‬بل إذا قام به من يكفي أجزأ‪ ،‬وال يشترط فيه اإلذن‪ ،‬بل مهما فعل أج أز‬
‫عمن لم يفعل وسقط عنه اإلثم‪.‬‬

‫‪ - 2‬أن الواجب العيني مصلحته ترجع إلى فاعله‪ ،‬أما الواجب الكفائي‬
‫فمصلحته عامة‪.‬‬

‫‪ - 3‬الواجب الكفائي ينوب فيه البعض عن الكل‪ ،‬وأما الواجب العيني فال‬
‫يكفي فعل بعض المكلفين عن بعضهم اآلخر‪.‬‬

‫‪32‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ - 4‬األمر في الواجب العيني موجه لجميع المكلفين‪ ،‬أي‪ :‬لكل واحد‬


‫منهم‪،‬واألمر في الواجب الكفائي اختلف فيه‪ :‬فقيل‪ :‬إنه موجه للجميع لكن‬
‫يسقط بفعل البعض‪.‬وقيل‪ :‬موجه إلى بعض غير معين‪.‬‬

‫‪33‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الثامنة عشرة‬

‫النهي المجرد عن قرينة‪ ،‬ماذا يقتضي؟‬

‫تعريف النهي‪:‬‬

‫هى؛ ألن العقل يمنع‬


‫النهي في اللغة‪ :‬المنع‪ ،‬ومنه سمي العقل نهية‪ ،‬وجمعه‪ :‬ن ً‬
‫صاحبه من الخطأ غالباً‪.‬‬

‫وفي االصطالح‪ :‬هو طلب الترك بالقول ممن هو أعلى‬

‫صيغة النهي ‪:‬‬

‫للنهي صيغة واحدة متفق على كونها تفيد النهي‪ ،‬وهي صيغة‪( :‬ال تفعل)‬

‫الن ْف َس الَّتِي َح َّرَم اللَّه ِإ َّال بِاْل َح ِّ‬


‫ق}‬ ‫كقوله تعالى‪َ { :‬وَال تَ ْقتلوا َّ‬

‫داللة النهي ‪:‬‬

‫النهي إذا صحبته قرينة تدل على التحريم يحمل على التحريم باتفاق‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬

‫اء َسبِ ً‬ ‫ِ‬


‫يال} [اإلسراء‪ ،]32‬فوصفه بأنه فاحشة‬ ‫الزَنا إَِّنه َك َ‬
‫ان فَاح َشةً َو َس َ‬ ‫{ َوَال تَ ْق َربوا ِّ‬
‫وأنه طريق بلغ الغاية في السوء‪ ،‬دليل على تحريمه‪.‬‬

‫والنهي إذا صحبته قرينة تدل على أنه للكراهة يحمل على الكراهة مثل‪ :‬النهي عن‬
‫المشي بنعل واحدة‪ ،‬والنهي عن السآمة من كتابة الدين كما في قوله تعالى‪َ { :‬وَال‬
‫َجلِ ِه} [البقرة‪ ]282‬فالنهي عن المشي بنعل‬‫ير إِلَى أ َ‬ ‫ص ِغ ًا‬
‫ير أ َْو َكبِ ًا‬ ‫َن تَ ْكتبوه َ‬
‫تَ ْسأَموا أ ْ‬
‫واحدة حمل على التنزيه والكراهة ألنه إرشاد وتوجيه إلى األفضل واألكمل‪،‬‬

‫‪34‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وللمحافظة على سالمة الشخص من السقوط‪ ،‬والنهي عن ترك كتابة الدين‬


‫والسآمة منه للكراهة لكونه نهي إرشاد‪.‬‬

‫أما النهي المجرد عن قرينة فقد اختلفوا فيه على قولين ‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أن النهي المجرد عن قرينة يفيد التحريم‪.‬‬

‫وهذا مذهب جمهور العلماء‪.‬‬

‫واستدلوا بما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬بقوله تعالى‪ << :‬وما نهاكم عنه فانتهوا>> واألمر يفيد الوجوب‪.‬‬

‫‪-2‬أن أهل اللغة ال يفهمون من الصيغة عند اإلطالق إال المنع الجازم‪ ،‬ولهذا‬
‫إذا قال السيد لعبده‪ :‬ال تفعل كذا ثم فعله‪ ،‬استحق العقوبة‪ ،‬والقرآن والسنة جاءا‬
‫بلغة العرب‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه يفيد الكراهة‪ .‬ذكره الجويني في مسألة مفردة‪.‬‬

‫وبالغ الشافعي في إنكار هذا القول‪.‬‬

‫واستدلوا على ذلك بأن النهي إنما يدل على أولوية ترك المنهي عنه ‪ ،‬وهذا‬
‫معنى الكراهة‪.‬‬

‫وأجيب عن هذا االستدالل بعد التسليم بذلك ‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة التاسعة عشرة‬

‫هل النهي يقتضي الفساد أم ال؟‬

‫ينقسم النهي إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬النهي عن الشيء لعينه أو لذاته‪.‬‬

‫مثل النهي عن بيع الخمر والكلب والنجاسات‪.‬‬

‫والنهي في هذا النوع يقتضي الفساد باتفاق‪.‬‬

‫والمراد أن من باع شيئا من هذه األشياء فإن بيعه فاسد مع اإلثم‪.‬والعقد باطل‬
‫فال تترتب عليه آثاره ‪ ،‬أي ال يتملك البائع الثمن ‪ ،‬وال يتملك المشتري السلعة‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬النهي عن شيء لوصف مالزم له‪.‬‬

‫مثل النهي عن صوم يوم العيد وعن بيوع الربا‪ ،‬وعن بيع الغرر‪.‬‬

‫وهذا يقتضي الفساد عند جمهور العلماء‪.‬‬

‫وذهب بعض علماء الحنفية إلى أنه في هذا القسم يفرق بين العبادات وغيرها؛‬
‫ففي العبادات يقتضي الفساد‪ ،‬فصيام يوم النحر باطل باتفاق‪.‬‬

‫وأما المعامالت كبيع درهم بدرهمين‪ ،‬فهو عندهم بيع فاسد‪ ،‬ولكن يثبت به‬
‫الملك مع التقابض‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫النوع الثالث‪ :‬النهي المتعلق بأمر خارج عن المأمور به ولكن له صلة به‪.‬‬

‫مثل‪ :‬الصالة في األرض المغصوبة والوضوء بالماء المغصوب والصالة في‬


‫ثوب حرير‪ ،‬والبيع بعد األذان الثاني للجمعة‪.‬‬

‫وهذا النوع ال يقتضي الفساد عند جمهور العلماء‪ ،‬ويقتضي الفساد في رواية‬
‫عن اإلمام أحمد وعند الظاهرية‪.‬‬

‫رأي المالكية‪:‬‬

‫يقول اإلمام التلمساني في(مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على األصول)‪:‬‬
‫وتحقيق المذهب أن النهي عن الشيء إن كان لحق اهلل تعالى فإنه يفسد‬
‫المنهي عنه‪ ،‬وان كان لحق العبد فال يفسد المنهي عنه‪ ،‬أال ترى أن النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم نهي عن التصرية‪ ،‬فقال‪{ :‬ال تصروا اإلبل والغنم‪ ،‬فمن‬
‫ابتاعها فهو بخير النظرين‪ ،‬إن شاء أمسكها وان شاء ردها وصاعا من تمر}‪،‬‬
‫مفسوخا لم يجعل للمشتري‬
‫ً‬ ‫فلم يحكم صلى اهلل عليه وسلم بفسخ البيع‪ ،‬ولو كان‬
‫خيار في اإلمساك‪ ،‬فلما جعل له الخيار في اإلمساك دل على أنه لم يفسخه‪،‬‬
‫ًا‬
‫وذلك ألن الحق فيه للعبد إال هلل تعالى‪.‬‬

‫وان كان النهي فيه لحق اهلل تعالى فإنه فاسد‪ ،‬ولذلك قلنا‪ :‬إن البيع وقت النداء‬
‫للجمعة يفسخ‪ ،‬ألنه منهى عنه لحق اهلل تعالى‪ ،‬وهذا هو وجه تفرقة أكثر الرواة‬
‫بين ما يفسخ من النكاح المنهي عنه بطالق‪ ،‬وما يفسخ بغير طالق‪ ،‬فإنهم‬
‫قالوا‪ :‬كل نكاح كان للزوج أو للزوجة أو للولي إمضاؤه وفسخه فإنه يفسخ‬

‫‪37‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫بطالق‪ ،‬ألن النهي فيه ليس إال لحق من له الخيار فالنكاح في نفسه منعقد‬
‫ليس بفاسد‪.‬‬

‫وأما كل نكاح ال خيار فيه ألحد الثالثة‪ ،‬بل يجب فسخه على كل حال فإنه‬
‫يفسخ بغير طالق‪ ،‬ألن الفسخ فيه ليس لحق أحد منهم‪ ،‬ولو كان لحق أحد‬
‫منهم لسقط الفسخ بإسقاطه حقه‪ ،‬فلما لم يسقط الفسخ بإسقاط أحدهم علمنا أن‬
‫فاسدا غير منعقد‪ ،‬فال يحتاج في فسخه إلى طالق‪،‬‬
‫الحق فيه هلل تعالى فكان ً‬
‫ألن الطالق إنما هو حل العقد‪ ،‬فحيث ال عقد فال حل‪ ،‬فهذه قاعدة المذهب‪،‬‬
‫وما خرج عن هذا فإنما هو لدليل منفصل‪.‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫‪-1‬بيع الكلب والخمر فاسد باتفاق العلماء (عدا كلب الصيد ونحوه ففيه خالف)‬

‫‪-2‬البيع بعد أذان الجمعة‪ ،‬صحيح عند الجمهور‪ ،‬فاسد عند اإلمام أحمد‪.‬‬

‫‪-3‬الصالة في األرض المغصوبة‪ :‬صحيحة عند جمهور العلماء‪ ،‬فاسدة عند‬


‫الظاهرية وعند اإلمام أحمد في رواية‪.‬‬

‫‪-4‬الطالق في الحيض‪ .‬ال يقع عند بعض العلماء منهم ابن تيمية وابن القيم‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القواعد من العشرين إلى‪ -‬السابعة والعشرين‬

‫ألفاظ العموم‬

‫‪-1‬المحلى ب (أل)‬

‫المحلى ب (أل) يفيد العموم عند أكثر العلماء‪ ،‬بشرط أن تكون (أل) المقترنة‬
‫به للجنس ال للعهد‪.‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫أ‪-‬قوله تعالى‪ " :‬وأحل اهلل البيع"‬

‫يدل على أن األصل جواز البيع في كل ما ينتفع به ولم يرد نهي عنه‪ .‬فكلمة‬
‫(البيع) هنا معرفة بأل الجنسية فتفيد العموم‪.‬‬

‫ب‪-‬قوله تعالى ‪ " :‬حرمت عليكم الميتة‪"...‬‬

‫يدل على تحريم كل ميتة إال ما خصه الدليل ‪ ،‬وهي ميتة البحر والجراد‪.‬‬

‫ج‪-‬قوله تعالى‪" :‬والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء" فيشمل كل مطلقة إال‬
‫ما خصه الدليل‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪-2‬المفرد المضاف‪:‬‬

‫المفرد المضاف والجمع المضاف أيضا يفيدان العموم عند أكثر العلماء‬

‫والمفرد المضاف مثل‪ :‬زوجة محمد‪ ،‬زوجتي‪ ،‬كتابي‪ ،‬كتابك‬

‫والجمع المضاف مثل ‪ :‬أوالدكم ‪ ،‬أموالهم‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫أ‪-‬لو قال‪ :‬زوجتي طالق ولم ينوي معينا طلقت جميع زوجاته‪.‬‬

‫ب‪-‬قوله تعالى ‪ " :‬خذ من أموالهم صدقة ‪ "...‬يشمل جميع األموال‪.‬‬

‫ج‪-‬قوله تعالى ‪ " :‬يوصيكم اهلل في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين "‬

‫يشمل جميع األوالد ‪ ،‬إال ما خصه الدليل مثل القاتل والكافر‪ ،‬والرقيق‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪-3‬النكرة في سياق النفي‬

‫اتفق العلماء على أن النكرة في سياق النفي وما في معناه تفيد العموم‪.‬‬

‫مثل قوله صلى اهلل غليه وسلم‪ " :‬ال يدخل الجنة قاطع"‬

‫وما في معنى النفي مثل قوله تعالى‪ " :‬وال تدعوا مع اهلل أحدا"‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫ار فَ َال‬ ‫ان َزْوج َوآتَْيت ْم إِ ْح َداه َّن ِق ْن َ‬


‫ط ًا‬ ‫أ‪-‬قوله تعالى ‪ ":‬وِان أَرْدتم ِ‬
‫است ْب َدا َل َزْوج َم َك َ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫تَأْخذوا ِم ْنه َش ْيًئا‪"...‬‬

‫فكلمة " شيئا " هنا نكرة في سياق النفي فتفيد العموم أي عدم جواز أخذ أي‬
‫شيء من مهر الزوجة إال برضاها‪.‬‬

‫ب‪ -‬االستدالل على منع الحائض والجنب من قراءة القرآن ولو أقل من آية‬
‫بقوله صلى اهلل عليه وسلم‪ " :‬ال تق أر الحائض وال الجنب شيئا من القرآن" إذا‬
‫صح الحديث‪.‬فكلمة (شيئا) نكرة في سياق النفي فتفيد العموم‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪-4‬النكرة في سياق الشرط‬

‫النكرة في سياق الشرط تفيد العموم عند أكثر األصوليين كما ذكر ابن اللحام‬
‫في القواعد والفوائد األصولية‪.‬‬

‫مثل قوله تعالى ‪ " :‬وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه‪ "...‬فكلمة " شيء " نكرة في‬
‫سياق الشرط فتفيد العموم ‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ << :‬يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا>> فكلمة‬
‫(فاسق) نكرة في سياق الشرط فتفيد العموم ‪ ،‬ومثل حديث‪ << :‬من ستر مسلما‬
‫ستره اهلل >>‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫أ‪-‬قوله تعالى‪ " :‬فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف‪"...‬‬

‫كلمة (شيء) نكرة في سياق الشرط فتفيد العموم ولذلك إذا عفا أحد أولياء الدم‬
‫سقط القصاص‪.‬‬

‫ب‪-‬إذا قال‪ :‬من يأتيني بضب فله ألف لاير ‪،‬عم كل ضب‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪-5‬كل وجميع وما يلحق بهما‬

‫(كل وجميع وأجمعين وجميعا وعامة وقاطبة) ألفاظ تفيد العموم‪.‬‬

‫من الفروع‪:‬‬

‫لو قال‪ :‬كل نسائي طوالق‪ ،‬طلقهن كلهن‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫ب‪ -‬لو قال ‪ :‬جميع عبيدي أحرار ‪ ،‬حرر كل عبيده‪.‬‬
‫‪-6‬أسماء الشرط‬

‫من أسماء الشرط‪:‬‬

‫‪ -‬من (للعاقل)‬

‫‪ -‬ما (لغير العاقل)‬

‫‪ -‬إذا‪ ،‬متي (للزمان)‬

‫‪ -‬حيث‪ ،‬أين‪ ،‬أنى (للمكان)‬

‫مثل‪ :‬قوله تعالى‪ " :‬فمن يعمل مثقال ذرة خي ار يرى" من تتشمل كل عاقل‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪ ":‬وما تقدموا ألنفسكم من خير تجدوه عند اهلل " ما تشمل كل‬
‫شيء‪.‬‬

‫وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪ " :‬من بدل دينه فاقتلوه" فإن كلمة (من) اسم شرط‬
‫يفيد العموم فيشمل الرجل والمرأة‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
www.alukah.net

44


‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪-7‬األسماء الموصولة‬

‫من األسماء الموصولة‪:‬‬

‫من – ما – الذي – التي – اللذان ‪ -‬الذين – الالئي – الالتي‬

‫من الفروع‪:‬‬

‫قوله تعالى‪ " :‬فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر "‬

‫فكلمة " من " تفيد العموم فتشمل كل مريض‪.‬‬

‫‪45‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الثامنة والعشرون‬

‫هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب؟‬

‫إذا جاء نص شرعي بلفظ عام‪ ،‬وكان سبب مجيئه حدثا خاصا‪ ،‬فهل العبرة‬
‫بعموم لفظه أم بخصوص سببه؟‬

‫مثل قوله صلى اهلل عليه وسلم حين سئل عن بئر بضاعة‪ " :‬الماء طهور ال‬
‫ينجسه شيء " فهل يعم كل ماء أم يخص البئر فقط؟‬

‫اختلف العلماء في ذلك على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬أن العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب‪ .‬وهو مذهب جمهور‬
‫العلماء‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أن العبرة بخصوص السبب‪.‬‬

‫وهو قول بعض الشافعية‪ ،‬ونسب إلى الشافعي وأبي حنيفة‪.‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫‪-1‬االختالف في حكم الذبيحة التي لم بذكر اسم اهلل عليها‪ ،‬حيث ذهب الحنفية‬
‫والحنابلة إلى تحريم أكلها استدالال بقوله تعالي‪ " :‬وال تأكلوا مما لم يذكر اسم‬
‫اهلل عليه " عمال بعموم اآلية السابقة‪ .‬واستثنى الحنابلة ما تركت التسمية عليه‬
‫للعذر‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وذهب الشافعي إلى حل متروك التسمية عمدا ‪ ،‬وقصر اآلية على سبب‬
‫نزولها‪ ،‬فإنها نزلت فيما يذكر عليه اسم غير اهلل‪.‬‬

‫‪-2‬ومن فروع هذه القاعدة أيضا أن الحنابلة ذهبوا إلى أن األفضل في السفر‬
‫الفطر مطلقا‪ ،‬عمال بعموم حديث‪ " :‬ليس من البر أن تصوموا في السفر "‬
‫وذهب آخرون إلى أن األفضل هو األيسر ألن هذا الحديث له سبب خاص‬
‫يحمل عليه وأن الرسول صلى اهلل عليه وسلم قاله لمن أجهده الصوم في‬
‫السفر‪.‬‬

‫تنبيه‪:‬‬

‫أجاب الجمهور عن الحديث السابق بأنه قال ذلك في حق من شق عليه‬


‫الصوم‪ ،‬حتى كانوا يظللون عليه واذا قيل‪ :‬إن العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص‬
‫السبب فقد قال اإلمام ابن دقيق العيد‪ :‬ينبغي أن يتنبه للفرق بين داللة السبب‬
‫والسياق والقرائن على تخصيص العام وعلى مراد المتكلم‪ ،‬وبين مجرد ورود‬
‫احدا لم‬
‫اضحا‪ ،‬ومن أجراهما مجرى و ً‬
‫العام على سبب‪ ،‬فإن بين المقامين فرقًا و ً‬
‫يصب‪ ،‬فإن مجرد ورود العام على سبب ال يقتضي التخصيص به‪ ،‬كنزول آية‬
‫السرقة في قصة رداء صفوان(‪)2‬‬

‫‪- 3‬انظر‪ :‬نيل األوطار ‪ .207 - 203 / 4‬و( اإلحكام شرح عمدة األحكام)‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة التاسعة والعشرون‬

‫خبر اآلحاد فيما تعم به البلوى‬

‫تعريف خبر الواحد‪:‬‬

‫خبر الواحد أو اآلحاد هو الحديث الذي رواه واحد أو أكثر ولم يبلغوا حد‬
‫التواتر‪.‬‬

‫المراد بـ (ما تعم به البلوى)‪:‬‬

‫ما تعم به البلوى هو ما يحتاج إليه أكثر الناس ويكثر وقوعه مثل الوضوء‬
‫والصالة ونحو ذلك‪.‬‬

‫وقد اختلف العلماء في العمل بخبر الواحد فيما تعم به البلوى على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬وجوب العمل به‪:‬‬

‫وهو مذهب جمهور العلماء‪ ،‬قالوا‪ :‬إذا صح الحديث وجب قبوله والعمل به‬
‫سواء أكان مما تعم به البلوى أم ال‪.‬‬

‫القول الثاني‪ :‬أنه ال يعمل بخبر الواحد فيما تعم به البلوى‪.‬‬

‫وهو مذهب الحنيفة ‪.‬‬

‫قالوا‪ :‬ألن ما يحتاج إليه الناس ويتكرر ينبغي أن يرويه عدد كبير وأن يذكره‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم ألكثر من واحد ألهميته وشدة الحاجة إليه‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫‪-1‬لم يعمل الحنفية بحديث بسرة رضي اهلل عنها عن الرسول صلى اهلل عليه‬
‫وسلم أنه قال‪ " :‬من مس ذكره فليتوضأ " ألنه خبر واحد وارد فيما تعم به‬
‫البلوى‪ .‬وأخذ به جمهور العلماء‪ ،‬ولكن منهم من حمله على الوجوب‪ ،‬ومنهم‬
‫من حمله على االستحباب‪.‬‬

‫‪-2‬وكذلك لم يأخذ الحنفية بحديث جابر في الوضوء من لحوم اإلبل ‪ ،‬لكونه‬


‫حديث آحاد فيما تعم به البلوى‪.‬‬

‫القول الراجح ‪:‬‬

‫هو قول جمهور العلماء القائل بالعمل بما ثبت عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وان كان فيما تعم به البلوى‪.‬‬

‫‪49‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الثالثون‬

‫عمل الراوي بخالف ما روى‬

‫إذا روى الصحابي حديثاً ثم عمل بخالفه ‪ ،‬فهل يعمل بهذا الحديث أم ال ؟‬
‫اختلف العلماء في ذلك على قولين ‪:‬‬

‫القول األول ‪ :‬ال يعمل بالحديث إذا عمل الراوي بخالفه وهذا مذهب الحنفية ‪.‬‬

‫وحجتهم أن عمل الراوي بخالف ما رواه يعد دليالً على نسخ الحديث ؛ ألن‬
‫الصحابي عدل ‪ ،‬والعدل ال يترك العمل بالحديث دون مبرر ‪.‬‬

‫القول الثاني ‪ :‬يعمل بالحديث وان عمل الراوي بخالفه‪.‬‬

‫وهذا مذهب جمهور العلماء وحجتهم أن العبرة بما ثبت عن رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ال بما فعله الصحابي ‪ ،‬ألن الصحابي قد يكون ترك العمل بالحديث‬
‫اجتهاداً منه أو نسياناً ‪.‬‬

‫القول الراجح‪:‬‬

‫هو قول جمهور العلماء القائل بالعمل بالحديث وان عمل الراوي بخالفه‪.‬‬

‫من فروع القاعدة ‪:‬‬

‫لم يأخذ الحنفية بحديث أبي هريرة مرفوعاً ‪ " :‬إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم‬
‫فليغسله سبعاً ‪" ....‬‬

‫وعللوا ذلك بأن أبا هريرة راوي الحديث كان يغسل اإلناء ثالثاً فقط ‪.‬‬

‫‪50‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الواحدة والثالثون‬

‫االستثناء الوارد بعد الجمل المتعاطفة‬

‫اختلف العلماء في االستثناء الوارد بعد الجمل المتعاطفة ‪ ،‬هل يعود إلى الجميع‬
‫أو إلى الجملة األخيرة فقط‪.‬‬

‫اجلِدوه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫صَنات ث َّم لَ ْم َيأْتوا بِأ َْرَب َعة شهَ َد َ‬
‫اء فَ ْ‬ ‫ون اْلم ْح َ‬ ‫ين َي ْرم َ‬
‫َِّ‬
‫مثل قوله تعالى ‪َ ":‬والذ َ‬
‫ين تَابوا ِم ْن َب ْع ِد‬ ‫َّ َِّ‬
‫ون إِال الذ َ‬
‫ِ‬
‫ك هم اْلفَاسق َ‬ ‫ادةً أََب ًدا َوأولَئِ َ‬
‫ين َجْل َدةً َوَال تَ ْقَبلوا لَه ْم َشهَ َ‬ ‫ِ‬
‫ثَ َمان َ‬
‫َصلَحوا فَِإ َّن اللَّهَ َغفور َر ِحيم"‬ ‫َذلِ َ‬
‫ك َوأ ْ‬

‫اختلف العلماء في ذلك على مذهبين ‪:‬‬

‫المذهب األول ‪ :‬يعود إلى جميعها ما لم يخصه دليل‬

‫وهو مذهب جمهور العلماء ‪.‬‬

‫واستدل أصحاب هذا المذهب بأن الجمل إذا تعاطفت صارت كالجملة الواحدة ‪،‬‬
‫إجماعا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫قالوا ‪ :‬بدليل الشرط واالستثناء بالمشيئة ‪ ،‬فإنهما يرجعان إلى ما تقدم‬

‫المذهب الثاني ‪ :‬يعود إلي الجملة األخيرة إال أن يقوم دليل على التعميم ‪.‬‬

‫وهو مذهب أبي حنيفة وجمهور أصحابه ‪.‬‬

‫واستدلوا بأن رجوع االستثناء إلى ما يليه من الجمل هو الظاهر ‪ ،‬فال يعدل عنه‬
‫إال بدليل ‪ ،‬وأجيب عنه بمنع دعوى الظهور ‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫من فروع القاعدة‪:‬‬

‫‪-1‬القاذف المجلود إذا تاب هل تقبل شهادته؟‪:‬‬

‫ذهب الحنفية إلى رد شهادته‪ ،‬والجمهور إلى قبولها‪ ،‬وبني ذلك على الخالف في‬
‫قوله تعالى‪{ :‬والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين‬
‫جلدة وال تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إال الذين تابوا} [النور‪،]5 - 4‬‬
‫هل يعود االستثناء إلى وصفهم بالفسق ورد شهادتهم؟‬

‫قال الجمهور‪ :‬نعم؛ ألن االستثناء المتعقب للجمل يعود للجميع‪ ،‬ولم يقولوا‪ :‬إنه‬
‫يعود أيضا إلى األمر بالجلد؛ ألن الجلد حق آلدمي فال يسقط بالتوبة‪.‬‬

‫والحنفية قالوا‪ :‬يرجع إلى الجملة األخيرة وهي قوله‪{ :‬وأولئك هم الفاسقون}‪ ،‬فأما‬
‫الجلد ورد الشهادة فال استثناء منهما‪.‬‬

‫‪ – 2‬عقوبة المحاربين إذا تابوا‪:‬‬

‫قال تعالى‪{ :‬إنما جزاء الذين يحاربون اهلل ورسوله ويسعون في األرض فسادا أن‬
‫يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا من األرض ذلك لهم‬
‫خزي في الدنيا ولهم في اآلخرة عذاب عظيم إال الذين تابوا} [المائدة‪،]34 - 33‬‬
‫فاالستثناء في قوله‪{ :‬إال الذين تابوا} هل يرجع إلى كل الجمل السابقة؟‬

‫على القول بعوده إلى الكل فإن من تاب من المحاربين قبل التمكن منه فال حد‬
‫عليه وال إثم يوم القيامة وال يؤاخذ بشيء‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وعلى القول بعوده إلى الجملة األخيرة تكون التوبة مانعة من عذاب اآلخرة‪ ،‬وأما‬
‫الحد في الدنيا فيقام عليه‪.‬‬

‫وهذا القول ليس له قائل من العلماء المشهورين‪ ،‬وانما اتفقوا على أنهم إذا تابوا قبل‬
‫أن يؤخذوا سقط عنهم الحد‪ ،‬وبقي حق العباد في المال والقصاص‪ ،‬وهو مذهب‬
‫أحمد‪ ،‬وقال المقدسي في العدة‪ :‬ال نعلم فيه خالفا‪ .‬وقال ابن كثير‪ :‬ال خالف في‬
‫سقوط القتل وقطع الرجل وأما قطع اليد ففيه خالف‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا قال الرجل في وصيته‪ :‬أوقفت على بني زيد داري‪ ،‬وأوقفت على أقاربي‬
‫مزرعتي إال من فسق‪ .‬فهل يعود االستثناء إلى الكل؟‬

‫إن قلنا نعم‪ ،‬فالفاسق من بني زيد ال يستحق شيئا‪ ،‬والفاسق من أقاربه كذلك‪ ،‬وان‬
‫قلنا يعود إلى الجملة األخيرة فالفاسق من بني زيد يعطى‪ ،‬والفاسق من أقاربه ال‬
‫شيء له‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الثانية والثالثون‬

‫عموم المشترك‬

‫تعريفه وحكمه ‪:‬‬

‫المشترك لفظ يطلق على معنيين أو أكثر ‪ ،‬كلفظ ( القرء ) ‪ :‬يطلق على الحيض ‪،‬‬
‫ويطلق على الطهر ‪ ،‬ولفظ ( المولى ) ‪ :‬يطلق على السيد ‪ ،‬وعلى العبد ‪ .‬أو‬
‫مجاز في اآلخر ‪ ،‬كالنكاح ‪ :‬يطلق على العقد ‪ ،‬وعلى‬
‫ًا‬ ‫يكون حقيقة في أحدهما‬
‫الوطء ‪.‬‬

‫معا أم‬
‫وقد اختلف العلماء في حكم المشترك ‪ :‬هل يجوز أن يراد به كال المعنيين ً‬
‫ال ؟‬

‫فذهب الشافعي ‪ ،‬وجمهور الشافعية ‪ ،‬وبعض المعتزلة إلى أنه إذا تجرد هذا اللفظ‬
‫عن قرينة صارفة له إلى أحد معنييه ‪ ،‬وجب حمله على المعنيين متى أمكن‬
‫الجمع بينهما ‪.‬‬

‫وقال الحنفية وبعض الشافعية ‪ :‬ال يستعمل المشترك في كل معانيه في إطالق‬


‫واحد ‪ ،‬فإذا وقع المشترك في الكالم البليغ ‪ ،‬فال بد أن يقع معه من القرائن ما يدل‬
‫على المراد منه ‪ ،‬وعلى المجتهد أن يتأمل ويبحث عن القرينة ‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الثالثة والثالثون‬

‫عموم المقتضى‬

‫تعريفه وحكمه ‪:‬‬

‫المقتضى هو اللفظ الطالب لإلضمار ‪ .‬بمعنى أن اللفظ ال يستقيم إال بإضمار شيء ‪،‬‬
‫وهناك مضمرات متعددة ‪ ،‬فهل يقدر جميعها ‪ ،‬أو يكتفى بواحد منها ‪ ،‬وذلك التقدير هو‬
‫المقتضى ‪.‬‬

‫مثل قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ‪ " ..‬فإن هذا الكالم‬
‫ال يستقيم بدون تقدير كالم آخر ‪ ،‬لوقوعهما من األمة ‪ .‬فقدروا في ذلك لفظ ( حكم ) ‪.‬‬
‫وهو لفظ عام يشمل الحكم الدنيوي والحكم األخروي ‪.‬‬

‫فإذا فهم المقتضى بدليل أو بقرينة فإنه يتعين للتقدير بال خالف‪ ،‬مثل قوله تعالى ‪:‬‬
‫ت َعلَ ْيك ْم أ َّمهَاتك ْم " [‬
‫ت َعلَ ْيكم اْل َم ْيتَة " [ المائدة ‪ . ] 3 :‬وقوله تعالى ‪" :‬حِّرَم ْ‬
‫" حِّرَم ْ‬
‫النساء ‪ ] 23 :‬فإنه قام الدليل على أن المراد في اآلية األولى تحريم األكل ‪ ،‬وفي‬
‫الثانية التزوج بهن ‪.‬‬

‫أما إذا لم يفهم المقتضى بدليل يدل على تعيينه ‪ ،‬مثل المقتضى في قوله صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ‪ " :‬رفع عن أمتي الخطأ والنسيان " فإن العلماء قد اختلفوا في ذلك على‬
‫النحو اآلتي ‪:‬‬

‫ذهب بعض أهل العلم إلى إبقاء هذا المقدر على عمومه ‪ ،‬يعني المراد رفع الحكم‬
‫فيشمل الحكم الدنيوي واألخروي ‪ ،‬وذهب الجمهور إلى أن المقتضى ال عموم له ‪،‬‬
‫وأنه يجب حمله على أحد التقديرات ‪ ،‬كاللفظ المجمل ‪ ،‬فيحمل هنا على رفع اإلثم‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الرابعة والثالثون‬

‫تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد‬

‫اختلف العلماء في ذلك على قولين ‪:‬‬

‫القول األول ‪ :‬أن تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد جائز‪.‬‬

‫وهو مذهب جمهور العلماء ‪ ،‬واستدلوا بأدلة كثيرة منها عمل الصحابة ‪ .‬ويدل‬
‫على ذلك وقائع كثيرة منها‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن فاطمة طلبت ميراثها من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فبين لها أبو‬
‫بكر أنها ال تستحق شيئا؛ لقوله صلى اهلل عليه وسلم‪ « :‬نحن معاشر األنبياء ال‬
‫نورث ما تركنا صدقة» (متفق عليه) وهذا مخصص لعموم قوله تعالى‪{ :‬ي ِ‬
‫وصيكم‬
‫لذ َك ِر ِم ْثل َحظِّ ْاأل ْنثََي ْي ِن} [النساء‪.]11‬‬
‫اللَّه ِفي أَوَال ِدكم لِ َّ‬
‫ْ ْ‬

‫‪ – 2‬تخصيص آيات المواريث بقوله صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ال يرث المسلم‬
‫الكافر» (متفق عليه)‪.‬‬

‫القول الثاني ‪ :‬أن تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد غير جائز ‪.‬‬

‫وهذا مذهب بعض علماء الحنفية ‪.‬‬

‫وحجتهم أن عمر رضى اهلل عنه رد حديث فاطمة بنت قيس " أن النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم لم يجعل لها سكنى وال نفقة حين طلقت ثالثاً ‪ ،‬وقال‪ " :‬ال ندع كتاب‬
‫ربنا لقول امرأة ال ندري لعلها حفظت أو نسيت "‬

‫‪56‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وهذا يعني تقديم قوله تعالى " أسكنوهن من حيث سكنتم ‪ " ....‬وعدم تخصيصه‬
‫بخبر الواحد‪.‬‬

‫وقالوا أيضا ‪ :‬القرآن قطعي ‪ ،‬وخبر الواحد ظني ‪ ،‬فال يخصص القطعي بالظني‪.‬‬

‫من فروع القاعدة ‪:‬‬

‫‪-1‬خصص الجمهور قوله تعالى " فاقرءوا ما تيسر من القرآن "‬

‫بحديث ‪ " :‬ال صالة لمن لم يق أر بفاتحة الكتاب واشترطوا لصحة الصالة قراءة‬
‫الفاتحة واعتبروها ركناً من أركان الصالة ‪.‬‬

‫ولم يخصص الحنفية اآلية السابقة بهذا الحديث ألنه خبر آحاد ولم يعتبروا الفاتحة‬
‫ركناً من أركان الصالة ‪ ،‬وأجازوا الصالة بأي شيء من القرآن ‪.‬‬

‫‪ -2‬تخصيص آية‪{ :‬وال تأكلوا مما لم يذكر اسم اهلل عليه} [األنعام‪ ،]121‬بحديث‪:‬‬
‫«سموا أنتم وكلوه» [رواه البخاري] فالحنفية قالوا ال نخصص عموم النهي المذكور‬
‫في اآلية بخبر اآلحاد؛ ألنه لم يسبق تخصيصه بقطعي‪ ،‬ولذا لم يجيزوا األكل من‬
‫متروك التسمية‪ ،‬والجمهور خصصوا اآلية بالحديث فأجازوا أكل متروك التسمية‬
‫بشروط وقيود اختلفوا فيها‪.‬‬

‫‪-3‬تخصيص عموم قوله تعالى‪ ":‬أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من‬
‫األرض" وعموم قوله صلى اهلل عليه وسلم‪":‬فيما سقت السماء العشر"‬

‫بقوله صلى اهلل عليه وسلم‪ " :‬ليس فيما خمسة أوسق صدقة"‬

‫‪57‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة الخامسة والثالثون‬

‫حمل المطلق على المقيد‬

‫تعريف المطلق‪:‬‬

‫المطلق هو اللفظ الدال على الحقيقة بال قيد ‪ .‬مثل كلمة ( الدم ) في قوله تعالى ‪:‬‬
‫" حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير‪ "...‬فهي تشمل كل دم بدون قيد‪.‬‬

‫والقاعدة أن "المطلق يحمل على إطالقه ما لم يرد ما يقيده"‬

‫تعريف المقيد‪:‬‬

‫َجد ِفي ما أ ِ‬
‫وح َي‬ ‫والمقيد هو ما دل على الحقيقة بقيد‪ ،‬مثل قوله تعالى ‪ " :‬ق ْل َال أ ِ‬
‫َ‬
‫وحا أ َْو لَ ْح َم ِخ ْن ِزير‬
‫ون َم ْيتَةً أ َْو َد ًما َم ْسف ً‬ ‫ط َعمه إِ َّال أ ْ‬
‫َن َيك َ‬
‫ط ِ‬
‫اعم َي ْ‬‫إِلَ َّي م َح َّرًما َعلَى َ‬
‫فَِإَّنه ِر ْجس ‪ "....‬فهنا قيد الدم المحرم بأن يكون مسفوحاً ‪.‬‬

‫حمل المطلق على المقيد ‪:‬‬

‫حمل المطلق على المقيد‪ ،‬معناه‪ :‬فهم الدليل المطلق لفظا على ما يقتضيه الدليل‬
‫المقيد له فيكون المعنى الشرعي المقصود من المطلق هو المعنى المقصود من‬
‫المقيد‪.‬‬

‫فإذا جاء اللفظ مطلقا في موضع مقيدا في موضع آخر‪ ،‬هل يحمل المطلق على‬
‫المقيد‪ ،‬ويجعل الحكم الثابت بهما مقيدا أم ال؟‬

‫للجواب عن هذا نقول‪:‬‬

‫‪58‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ورود اللفظ مطلقا مرة ومقيدا مرة أخرى له أحوال‪ ،‬أهمها حالتان ‪:‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬أن يتحد النصان في الحكم والسبب ‪:‬‬

‫في هذه الحالة يحمل المطلق على المقيد بال خالف ‪.‬‬

‫مثل " الدم " في اآليتين السابقتين فإنه ورد في األولى مطلقا وفي الثانية مقيدا ‪،‬‬
‫واتحد النصان في السبب وهو ذكر المحرمات وفي الحكم وهو تحريم الدم ‪ ،‬فهنا‬
‫يحمل المطلق على المقيد باتفاق ويصير الدم المحرم هو الدم المسفوح فقط‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪:‬أن يتحد النصان في الحكم ويختلفان في السبب‪:‬‬

‫مثل قوله تعالى في كفارة الظهار ‪ " :‬فتحرير رقبة "‬

‫وقوله تعالى في كفارة قتل الخطأ ‪" :‬فتحرير رقبة مؤمنة" ‪.‬‬

‫فكلمة " رقبة " في اآلية األولى وردت مطلقة ‪ ،‬وفي اآلية الثانية وردت مقيدة‬
‫باإليمان‪ .‬والنصان متحدان في الحكم وهو عتق رقبة ‪ ،‬ولكنهما مختلفان في‬
‫السبب ‪ ،‬ففي األولى السبب هو الظهار ‪ ،‬وفي الثانية السبب هو القتل‪.‬‬

‫فهل يحمل المطلق على المقيد هنا أم ال ؟‬

‫اختلف العلماء في حمل المطلق على المقيد في هذه الحالة على مذهبين ‪:‬‬

‫المذهب األول ‪ :‬يحمل المطلق على المقيد‪،‬وهو مذهب الحنابلة وبعض الشافعية ‪.‬‬

‫المذهب الثاني‪:‬ال يحمل المطلق على المقيد ويعمل بكل لفظ في موضعه كما‬
‫ورد‪ .‬وهو مذهب الحنفية ‪.‬‬

‫‪59‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫من فروع القاعدة ‪:‬‬

‫‪-1‬اشتراط اإليمان في الرقبة في كفارة الظهار‪:‬‬

‫أصحاب المذهب األول الذين قالوا بحمل المطلق على المقيد وهم الحنابلة وبعض‬
‫الشافعية اشترطوا اإليمان في الرقبة في كفارة الظهار‪.‬‬

‫وقال أصحاب المذهب الثاني الين قالوا بعدم حمل المطلق على المقيد وهم الحنفية‬
‫ال يشترط اإليمان في الرقبة في كفارة الظهار‪.‬‬

‫‪-2‬حكم اإلسبال دون خيالء‪:‬‬

‫قال صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬ثالثة ال يكلمهم اهلل يوم القيامة وال ينظر إليهم وال‬
‫يزكيهم ولهم عذاب أليم ‪ :‬المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب "‬

‫فكلمة المسبل هنا مطلقة ‪.‬‬

‫وجاءت في حديث آخر مقيدة بالكبر‪ ،‬وهو ما رواه البخاري عن عبد اهلل بن عمر‬
‫عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال ‪" :‬من جر ثوبه خيالء؛ لم ينظر اهلل‬
‫إليه يوم القيامة"‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬إن أحد شقي ثوبي يسترخي؛ إال أن أتعاهد ذلك‬
‫منه‪ .‬فقال رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪":-‬إنك لست تصنع ذلك خيالء"‪.‬‬

‫ومن هنا حمل أكثر العلماء المطلق على المقيد وقالوا ‪ :‬إن اإلسبال المحرم هو ما‬
‫يكون كب اًر وخيالء ‪ ،‬وما عدا ذلك يكره لمخالفة السنة ‪.‬‬

‫‪60‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
www.alukah.net

61


‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة السادسة والثالثون‬

‫داللة المفهوم‬

‫تعريف المفهوم ‪:‬‬

‫المفهوم هو داللة اللفظ على حكم شيء لم يذكر في الكالم ‪.‬‬

‫فاأللفاظ إن دلت على المعاني من جهة النطق والتصريح تسمى داللة منطوق ‪،‬‬
‫وان دلت على المعاني من جهة الفهم والتلويح تعد داللة مفهوم ‪.‬‬

‫أنواع المفهوم ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬مفهوم الموافقة ‪:‬‬

‫مفهوم الموافقة هو ثبوت حكم المذكور للمسكوت عنه ‪ ،‬لكون المسكوت عنه أولى‬
‫بالحكم من المذكور أو مساوياً له ‪.‬‬

‫ويسمى أيضاً فحوى الخطاب ‪.‬‬

‫مثل قوله تعالى ‪ " :‬فال تقل لهما أف " فإنه يدل على تحريم الضرب والسب من‬
‫باب أولى‬

‫حجية مفهوم الموافقة ‪:‬‬

‫مفهوم الموافقة حجة عند جميع العلماء إال الظاهرية ‪.‬‬

‫‪62‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ثانياً ‪ :‬مفهوم المخالفة ‪:‬‬

‫مفهوم المخالفة هو ثبوت نقيض حكم المذكور للمسكوت عنه ويسمى دليل‬
‫الخطاب ‪ .‬وهو أنواع‪:‬‬

‫أنواع مفهوم المخالفة ‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم اللقب ‪:‬‬

‫هو انتفاء الحكم المتعلق باللقب عن غيره وثبوت نقيضه له ‪ ،‬واللقب هو االسم‬
‫الذي عبر به عن الذات َعلماً كان أو وصفاً أو اسم جنس ‪.‬‬

‫مثل ‪ :‬قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر‬
‫اء بسواء "‬
‫والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثالً بمثل سو ً‬

‫فإن تعلق الحكم بهذه األصناف يفهم منه أن الربا ال يجري في غيرها ‪.‬‬

‫لكن مفهوم اللقب لم يقل به أحد من العلماء إال الدقاق‪ ،‬وبعض الحنابلة‪ .‬كما ذكر‬
‫التلمساني‪.‬‬

‫‪ -2‬مفهوم الصفة ‪:‬‬

‫هو ثبوت نقيض الحكم المقيد بصفة لمن انتفت عنه هذه الصفة ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬في سائمة الغنم إذا كانت أربعين ففيها شاه "‬

‫فتخصيص السائمة بالذكر يدل على أن المعلوفة ال زكاة فيها ‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ -3‬مفهوم الشرط ‪:‬‬

‫هو ثبوت نقيض الحكم المقيد بشرط عند عدم هذا الشرط ‪.‬‬

‫ومثاله‪ :‬االحتجاج على أن واجد الطول ال يحل له نكاح األمة‪ ،‬بقوله سبحانه‪:‬‬
‫{ومن لم يستطع منكم طوالً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن مما ملكت أيمانكم من‬
‫فتياتكم المؤمنات} فإن مفهوم هذا الشرط‪ :‬أن من استطاع الطول فليس له نكاح الفتيات‪.‬‬

‫‪ -4‬مفهوم الغاية ‪:‬‬

‫هو انتفاء الحكم المقيد بغاية وثبوت نقيضه بعد هذه الغاية ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬قوله تعالى ‪ " :‬فإن طلقها فال تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره "‬

‫فإنه يدل على انتفاء تحريم الزوجة المطلقة ثالثاً عن زوجها األول إذا تزوجت‬
‫بزوج آخر ثم طلقت " ‪.‬‬

‫ومثل احتجاج المالكية وغيرهم على أن الغسل يجزيء عن الوضوء‪ ،‬بقوله تعالى‪:‬‬
‫{حتى تغتسلوا} فإن مفهومه‪ :‬إن اغتسلتم فلكم أن تقربوا الصالة‪ ،‬فلوال أن الغسل‬
‫يجزيء عن الوضوء لم يكن للمغتسل أن يقرب الصالة‪.‬‬

‫‪ -5‬مفهوم العدد ‪:‬‬

‫هو انتفاء الحكم المقيد بعدد ما عن غير هذا العدد ‪.‬‬

‫ومثاله‪ :‬احتجاج الشافعي على أن النجاسة إذا أصابت ما دون القلتين نجسته‪،‬‬
‫بقوله صلى اهلل علي وسلم‪« :‬إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث»‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حجية مفهوم المخالفة ‪:‬‬

‫جميع مفهوم المخالفة حجة عند الجمهور‪ ،‬إال مفهوم اللقب‪،‬وأنكر أبو حنيفة‬
‫الجميع ‪.‬‬

‫شروط العمل بمفهوم المخالفة عند القائلين به‪:‬‬

‫اشترط القائلون بمفهوم المخالفة للعمل به خمسة شروط‪ ،‬هي‪)3(:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬أن ال يخرج مخرج الغالب‪ :‬كقوله تعالى‪{ :‬وال كرهوا فتياتكم على‬
‫البغاء إن أردن تحصنا}‪ ،‬والبغاء‪ :‬الزنا‪ ،‬ومفهومه أن الفتيات يكرهن عليه إن لم‬
‫يردن تحصنا‪ ،‬لكن يقال‪ :‬هذا خرج مخرج الغالب‪ ،‬فإن من لم ترد التحصن من‬
‫الفتيات‪ ،‬فمن شأنها أن التحتاج إلى إكراه‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أن ال يخرج عن سؤال معين كقوله صلى اهلل عليه وسلم‪{ :‬صالة‬
‫الليل مثنى مثنى} فإن هذا الحديث خرج عن سؤال سائل عن صالة الليل‪ ،‬فقد‬
‫روى في الحديث أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن صالة الليل‪ ،‬فقال‪ :‬صالة‬
‫الليل مثنى مثنى‪ ،‬فإذا خشي أحدكم الصبح فليركع ركعة توتر له‪.‬‬

‫ما قد صلى‪ ،‬واذا كان هذا الحديث وقع فيه التخصيص بالليل ألجل وقوعه في‬
‫السؤال فال مفهوم له في صالة النهار‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬أن ال يقصد الشارع تهويل الحكم وتفخيم أمره‪ ،‬كما في قوله تعالى‪:‬‬
‫{حقا على المحسنين}‪{ ،‬حقا على المتقين} فإن ذلك ال يشعر بسقوط الحكم عمن‬
‫ليس بمحسن وال بمتق‪.‬‬
‫‪- 2‬مفتاح الوصول إلى تخريج الفروع على األصول للتلمساني ص ‪335‬‬

‫‪65‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫قالت الحنفية‪ :‬ولذلك خص رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم اإلحداد في الذكر‬
‫بالمؤمنات‪ ،‬فقال‪{ :‬ال يحل المرأة تؤمن باهلل واليوم اآلخر أن تحد على ميت فوق‬
‫ثالث ليال إال عن زوج أربعة أشهر وعش ار} فلذلك أوجبوا اإلحداد على الذمية‬
‫المتوفي عنها زوجها‪ ،‬وهذا عندهم كقوله صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬ال يحل المرأة‬
‫تؤمن باهلل واليوم اآلخر تسافر مسيرة يوم وليلة إال ومع ذي محرم عليها‪ ،‬وكقوله‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ال يحل لمسلم يؤمن باهلل واليوم اآلخر أن يهجر أخاه فوق‬
‫ثالث ليال‪.‬‬

‫الشرط الرابع‪ :‬أن ال يكون المنطوق محل إشكال في الحكم‪ ،‬فيزال بالتنصيص‬
‫عليه‪ ،‬كما يقول أصحاب أبي حنيفة‪ ،‬إن الكفارة إنما نص فيها على قتل الخطأ‬
‫رفعا لنزاع من يتوهم أنها ال تجب على القاتل خطأ‪ ،‬نظ أر منه أن الخطأ معفو عنه‬
‫فرفع الشرع‪ ،‬هذا الوهم بالنص عليه‪ ،‬وليس القصد المخالفة بين العمد والخطأ في‬
‫الكفارة‪.‬‬

‫حدا محصو ار للقياس عليه ال للمخالفة بينه‬


‫الشرط الخامس‪ :‬أن يكون الشارع ذكر ً‬
‫وبين غيره‪ ،‬كقوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم‪:‬‬
‫العقرب‪ ،‬والفأرة والحدأة‪ ،‬والغراب والكلب العقور"‪ ،‬فإن مفهوم هذا العدد أن ال يقتل‬
‫ما سواهن‪ ،‬لكن الشارع إنما ذكرهن لينظر إلى إذايتهن فيلحق بهن ما في معناهن‪،‬‬
‫وهذا كقوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬اجتنبوا السبع الموبقات‪ :‬الشرك باهلل‪ ،‬والسحر‬
‫وقتل النفس التي حرم اهلل إال بالحق‪ ،‬وأكل مال اليتيم‪ ،‬وأكل الربا‪ ،‬والتولي يوم‬
‫الزحف وقذف المحصنات الغافالت المؤمنات"‪ ،‬فإنه صلى اهلل عليه وسلم لم يقصد‬
‫حصر الكبائر فيهن‪ ،‬وانما ذكرهن ليلحق بهن ما في معناهن‪.‬‬

‫‪66‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وكأن هذا الشرط‪ ،‬والذي قبله يرجع عندهما بالمفهوم إلى القسم الخفي من قسمي‬
‫مفهوم الموافقة‪ ،‬ولذلك قال بعضهم‪ :‬من شرط مفهوم المخالفة أن ال تظهر أولوية‬
‫وال مساواة في المسكوت فيصير موافقة‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫القاعدة السابعة والثالثون‬

‫الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً‬

‫المراد بالحكم هو الحكم التكليفي من وجوب وحرمة وندب وكراهة واباحة‪.‬‬

‫والمراد بالعلة هي الوصف الظاهر المنضبط الذي بني عليه الحكم أو كان سبباً‬
‫في إثبات الحكم ‪ .‬مثل كون السكر علة تحريم الخمر ‪.‬‬

‫معنى القاعدة ‪:‬‬

‫أنه إذا وجدت العلة و ِج َد الحكم واذا انتفت العلة انتفى الحكم ‪ .‬فإذا وجد الس ْكر في‬
‫شراب ح ِرم‪ ،‬واذا انتفى السكر انتفت الحرمة ‪.‬‬

‫من تطبيقات القاعدة ‪:‬‬

‫‪ -1‬العلة من حكم اإليالء هي إضرار الزوجة بترك الجماع ‪ ،‬فإذا ترك الجماع أربعة‬
‫أشهر دون إيالء ثبت حكم اإليالء ‪.‬‬

‫‪ -2‬العلة من تحريم اإلسبال الخيالء والكبر فإذا انتفت هذه العلة انتفى التحريم ‪.‬‬

‫‪ -3‬العلة من كراهية أكل البصل رائحته فإذا انتفت هذه العلة انتفت الكراهة ‪.‬‬

‫‪-4‬العلة من أحقية األم بالحضانة هي الشفقة والرعاية ‪ ،‬فإذا انتفت هذه العلة انتفت‬
‫أحقية األم في الحضانة‪.‬‬

‫‪-5‬العلة من والية األب على ابنته الرعاية واختيار األصلح لها فإذا انتفت العلة‪،‬‬
‫وعضل األب ابنته انتفى الحكم ‪ ،‬وانتقلت الوالية إلى من بعده من األولياء‪.‬‬

‫واهلل ولى التوفيق‬


‫‪68‬‬

‫‪‬‬

You might also like