Professional Documents
Culture Documents
www.alukah.net
حماضرات
يف
القواعد األوصولة
هـ3444 = هـ3419
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
)2القاعدة األصولية كلية إذا اتفق على مضمونها ال يستثنى منها شيء ،
والقاعدة الفقهية أغلبية ،فهي وان اتفق على مضمونها فإنه يستثنى من كل قاعدة
منها مسائل تخالف حكم القاعدة بسبب النص أو اإلجماع أو الضرورة.
)3قواعد األصول محصورة في أبواب األصول ومسائله ،أما قواعد الفقه فهي
ليست محصورة أو محدودة العدد بل هي كثيرة جدا منثورة في كتب الفقه والفتوى.
)4القواعد األصولية الهدف منها ضبط طرق االستنباط ومناهج االستدالل ،
والقواعد الفقهية الهدف منها ربط المسائل المختلفة األبواب برباط واحد وحكم واحد
،وهو الحكم الذي جاءت القاعدة ألجله.
2
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
3
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
نزل القرآن الكريم بلغة العرب ،وبها بينته السنة ،وكان المفتون من الصحابة
وتابعيهم على علم بلغتهم ،ومعرفة بأسباب النزول ،ومقاصد التشريع وأس ارره ،
لصحبتهم لرسول اهلل وقرب عهدهم بفجر الرسالة ،وكان لهم مع هذا حدة ذهن
،وذكاء قريحة وسرعة فهم ،وسالمة فطرة ،فلم يكونوا في حاجة إلى قواعد
يسيرون على ضوئها في استنباط األحكام من مصادرها ،كما لم يكونوا في حاجة
إلى قواعد لمعرفة لغتهم .
فلما اتسع نطاق البالد اإلسالمية ،واختلط العرب بغيرهم تطرق الوهن إلى لغتهم
،واحتاجوا إلى وضع قواعد تحفظها لهم ،وتيسر تعلمها لغيرهم .
وكذلك كثر تجدد الحوادث وتعقدت المسائل ؛ بسبب تنوع مسالك الحياة واشتباكها ،فاضطر
العلماء إلى استنباط أحكام لما جد من الحوادث ،واتجهت األذهان إلى وضع قواعد
لالستنباط .
وقد بدأ هذا االتجاه أول ما بدأ فيما كانت تؤيد به األحكام المنقولة عن األئمة من وجوه
النظر ،كالذي ورد فيما نقله أصحاب اإلمام أبي حنيفة عنه ،وفي موطأ اإلمام مالك ،
ولم يكن في ذلك رجوع إلى قواعد كلية مقررة ،أو أصول مضبوطة محررة .
حتى جاء اإلمام الشافعي فكان أول من دون من بحوث هذا العلم وقواعده
مجموعة مستقلة قيمة تعد نواة لما جاء بعدها ،فوضع كتاب ( الرسالة ) وتكلم فيه
عن بيان القرآن ،و البيان بالقياس ،وغير ذلك من قواعد االستنباط .ثم تتابع
العلماء من بعده في التأليف في هذا العلم .
4
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
وبعد اإلمام الشافعي تتابع التأليف في هذا العلم فكتب اإلمام أحمد بن حنبل كتاب
طاعة الرسول صلى اهلل عليه وسلم ،وكتب داود الظاهري :اإلجماع ،وابطال
التقليد ،وخبر الواحد ،والخصوص والعموم ،وكتب عيسى بن أبان كتابا في خبر
الواحد ،وكتب الكرخي رسالة في أصول الفقه طبعت مع كتاب تأسيس النظر ألبي
زيد الدبوسي وهي تقع في ورقات قليلة أشبه بقواعد فقهية لعلماء الحنفية ،ومن
أقدم كتب الحنفية الموجودة :الفصول ،ألبي بكر الجصاص ،وهو مطبوع محقق.
وكان القرنان الخامس والسادس هما عصر ازدهار التأليف في أصول الفقه ،حيث
ظهرت فيهما أهم كتب أصول الفقه مثل العمدة للقاضي عبد الجبار ،والمعتمد
ألبي الحسين البصري ،واللمع ،والتبصرة كالهما ألبي إسحاق الشيرازي ،والعدة
للقاضي أبي يعلى،والبرهان في أصول الفقه إلمام الحرمين الجويني ،
والمستصفى ،والمنخول ،وشفاء الغليل للغزالي ،والواضح البن عقيل ،والتمهيد ألبي
الخطاب الكلوذاني ،وأصول السرخسي ،وأصول البزدوي ،واحكام الفصول،
واإلشارة ،ألبي الوليد الباجي.
وليس معنى ما سبق – إطالقًا -أن عصر الصحابة وتابعيهم خال من القواعد
األصولية ،فال شك أن الصحابة وتابعيهم قد طبقوا بعض قواعد أصول الفقه وان
لم يصرحوا بها ؛ ذلك ألن الفقه اإلسالمي عند التطبيق يحتاج إلى جهد عقلي ،
حتما
وهذا بدوره يحتاج إلى طريقة خاصة ومنهج محدد .وحيث كان المنهج يكون ً
أصول الفقه .
5
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
ومما يدل على ذلك ما ذكره على بن أبي طالب في عقوبة شارب الخمر :أنه إذا
شرب هذي ،واذا هذي قذف فيجب حد القذف .فنجد في ذلك أن اإلمام ًّ
عليا ينهج
منهاج الحكم بالمآل ،والحكم بالذرائع ،وعبد اهلل بن مسعود عندما قال في عدة
الحامل المتوفى عنها زوجها :إن عدتها بوضع الحمل ،واستدل بقوله تعالى :
ض ْع َن َح ْملَه َّن [ الطالق ] 4 :ويقول في ذلك : َجله َّن أ ْ
َن َي َ َحم ِ
ال أ َ َ وأ ْوَالت ْاأل ْ َ
أشهد أن سورة النساء الصغرى نزلت بعد سورة النساء الكبرى ،يقصد أن سورة
الطالق نزلت بعد سورة البقرة .وهو بذلك يشير إلى قاعدة من قواعد األصول،
أصوليا.
ً وهي أن المتأخر ينسخ المتقدم أو يخصصه ،وهو يلتزم بهذا منهجاً
وكذلك كان التابعون ،فقد كان منهم من ينهج منهاج المصلحة إن لم يكن نص ،
()1
ومنهم من ينهج منهاج القياس
-4مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على األصول .لإلمام الشريف محمد بن أحمد
الحسني التلمساني ت 771 :هـ
( ) 1أصول الفقه ألبي زهرة ص ، 9 ، 7وانظر :إعالم الموقعين 302 / 1وما بعدها .
6
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القاعدة األولى
قوله صلى اهلل عليه وسلم " :رفع القلم عن ثالث :عن النائم حتى يستيقظ وعن
الصغير حتى يكبر وعن المجنون حتى يفيق " .
وأما األحكام التي تثبت للمجنون فهي تختلف باختالف متعلقها على النحو
التالي:
فأما أقواله فهي لغو ال يؤاخذ عليها وال يترتب عليها حكم شرعي ال في الدنيا و ال
في اآلخرة ،فلو قذف أو باع أو اشترى فال أثر لشيء من ذلك ،وهو محل وفاق.
7
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
وأما أفعاله ،فإذا كانت عبادات ،فهي لغو ال أثر لها ،وان كانت تتعلق بالناس
وفيها ضرر بالغير فهو ال يؤاخذ عليها في اآلخرة ،وأما في الدنيا فعليه ضمانها
إن ترتب عليها ضمان ،فلو أتلف ماال أو قتل قتيال فال إثم عليه وال قصاص ولكن
الضمان يثبت في ماله أو على عاقلته؛ ألن الضمان ليس مشروطا بالتكليف.
وأما الترك فإنه ال يؤاخذ عليه فيما يتعلق بحقوق اهلل ،فال يطلب منه القضاء لو
أفاق من جنونه إال إذا كانت العبادة لم يذهب وقتها .وهذا مذهب الجمهور.
وذهب أبو حنيفة وأبو يوسف إلى أنه لو أفاق في آخر اليوم لزمه قضاء صلوات
ذلك اليوم .وذهب محمد بن الحسن إلى أنه إذا مرت عليه الصالة السادسة ولم
يفق سقط عنه صلوات اليوم السابق ،واال قضاها.
8
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القاعدة الثانية
قوله تعالى " :وما كنا معذبين حتى نبعث رسوالً "
والحكمة من بعثة الرسل تعليم الناس حكم اهلل تعالى ،ومفهوم الغاية في هذه اآلية
يدل على أنه بعد بعثة الرسل يمكن مؤاخذة المكلفين على تقصيرهم وتفريطهم ،
أما قبل البعثة فال يمكن مؤاخذة الناس وال تكليفهم.
وهي المعلوم من الدين بالضرورة مثل وجوب الصالة والزكاة والصوم والحج
وتحريم الزنا والقتل ونحو ذلك .
وهي األحكام غير المشهورة واألحكام الفرعية والتفصيلية مثل بعض أحكام
العبادات والمعامالت .
9
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
-1من لم يعلم أن لحم اإلبل ينقض الوضوء وصلى دون أن يتوضأ منه فصالته
صحيحة .
-2من تطيب وهو محرم ،وال يعلم أن الطيب من محظورات اإلحرام فال شيء
عليه.
-3من ارتكب شيئا من المحرمات وهو ال يعلم أنه محرم فال إثم عليه.
10
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القاعدة الثالثة
المذهب أنه ال تكليف على الناسي حال نسيانه ،خالفا ألبي حنيفة.
والمعنى :أن فعل الناسي والغافل ال يدخل تحت التكليف ،وأن الخطاب لم يتوجه
إليه ،وما ثبت له من األحكام المتعلقة به فبدليل خارج .واحتجوا في ذلك بأن
التكلف للفعل إنما يكلف إيقاعه أو اجتنابه على وجه التقرب إلى اهلل تعالى به،
والقصد إلى التقرب بفعل بعينه أو اجتنابه متضمن للعلم به حتى يصح القصد إليه
دون غيره ،وموقع الشيء مع السهو وعدم القصد ال يصح أن يكون في سهوه
ونسيانه عالما وقاصدا إليه بعينه فضال عن قصد التقرب به.
وذهب أصحاب أبي حنيفة إلى إن على الناسي والغافل تكليفا في أفعاله واحتجوا
في ذلك باستقرار العبادات في ذمته حال ذهوله وغفلته وكذا لزوم الغرامات وأرش
الجنايات
وقوله صلى اهلل عليه وسلم " :من أكل أو شرب ناسياً فليتم صومه إنما أطعمه
اهلل وسقاه "
11
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
-2إن لبس المحرم مخيطاً أو تطيب أو غطى رأسه ناسياً فال كفارة عليه في
المذهب خالفا ألبي حنيفة ،وان حلق أو قلم أظفاره أوقتل صيداً ناسياً وجبت عليه
الكفارة في ظاهر المذهب .
واختار ابن الجوزي أنه ال كفارة في الجميع وحكي رواية عن أحمد .
واختار بن تيمية وغيره عدم الحنث مطلقاً .أي ليس عليه شيء
-5كالم الناسي ال يبطل الصالة عند الشافعي؛ ألن الكالم إنما كان مفسدا
للصالة لكونه منهيا عنه ،والناسي ليس منهيا عنه لتعذر تكليفه فال تفسد الصالة.
وقال أبو حنيفة :تبطل ألن الكالم إنما كان منهيا عنه لكونه مفسدا والمفسد مفسد
بصورته فال يختلف بالسهو والنسيان؛ إذ اإلفساد في العبادات كاإلتالف في
المحسوسات ،واعتذروا عن األكل ناسيا في الصوم بأنه خولف فيه القياس
استحسانا.
-6إذا تمضمض فسبق الماء إلى حلقه من غير قصد وهو ذاكر للصوم ال قضاء
عليه عند الشافعي ،وعند أبي حنيفة يجب القضاء.
12
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القاعدة الرابعة
المعنى :
أنه مطالب بقضاء ما فاته قياساً على النائم .وهو مذهب اإلمام أحمد.
أنه غير مطالب بالقضاء قياساً على المجنون .وهو مذهب اإلمام الشافعي.
إن كانت مدة اإلغماء طويلة فإنه غير مطالب بالقضاء وان كانت قصيرة فإنه
مطالب بالقضاء .وهو مذهب الحنفية.
13
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
وما نقل عن الشافعي هو الراجح ،ألن المغمى عليه أقرب إلى المجنون من النائم،
والفرق بين النائم والمغمى عليه هو أن النوم فيه جانب تقصير من جهة العبد؛ إذ
كان ينبغي أن يحتاط لصالته فال ينام قرب وقتها ،أو ينام عند من يوقظه .وأما
اإلغماء فليس فيه تقصير من العبد ألبتة.
14
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القاعدة الخامسة
المعنى :هل السكران مؤاخذ بما يصدر منه من أقوال وأفعال وتصرفات أثناء
سكره أم ال ؟ وهل هو مخاطب بالتكاليف الشرعية أثناء سكره أم ال ؟
وهو رأي كثير من علماء األصول مثل الجويني وابن عقيل .
ودليلهم أن السكران مرتكب لمحرم ،فال يكون ذلك سببا في عذره ،واال لجعله
الناس ذريعة الرتكاب الجرائم ،فيسكر ثم يقتل ويزني أو يسرق.
أنه مكلف باألفعال دون األقوال فيؤاخذ على القتل والزنا واتالف المال ،وال يؤاخذ
على القذف والطالق واإلقرار وال تنفذ عقوده .وهو رأي بعض العلماء .
15
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
التفريق بين أن يكون السكر بقصد أو من غير قصد فإن كان قاصدا شرب
المسكر فيؤاخذ وان لم يقصد شرب المسكر فال يؤاخذ.
التفريق بين أن يكون السكر بعذر أو بدون عذر ،فإن كان بعذر مثل البنج فال
يؤاخذ ،وان كان بدون عذر فإنه يؤاخذ.
يرى الحنابلة أنه ال يقع إن كان السكر بعذر ويقع إن كان السكر بدون عذر ،
وذهب بعض العلماء أنه ال يقع في الحالين .
يحاسب باتفاق.
16
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القاعدة السادسة
إذا أكره شخص بقتل أو تعذيب شديد على قول أو فعل هل يكون مكلفاً أم ال ؟
وهل يؤاخذ على تصرفاته أم ال ؟
جمهور العلماء على أن المكره مكلف ،ولكنه غير مؤاخذ على أقواله وأفعاله ما
عدا القتل .
قوله صلى اهلل عليه وسلم " :إن اهلل تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما
استكرهوا عليه "
كره وكذلك -4إذا أكره على قتل معصوم فقتله فالقصاص على االثنين الم ِ
كره والم َ
إذا جرحه أو قطع طرفاً منه .فاإلكراه ال يبيح ذلك باتفاق .
17
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
َّ
فالمعين هو :ما طلبه الشرع بعينه من غير تخيير بينه وبين غيره .مثل الصالة
والصيام والحج والزكاة ونحو ذلك.
والمخير هو :الواجب الذي خيِّر فيه المكلف بين أشياء محصورة .مثل كفارة
اليمين فإنها واجبة ،ولكن المكلف مخير بين ثالثة أشياء :العتق ،أو إطعام عشرة
مساكين ،أو كسوة عشرة مساكين.
18
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القاعدة السابعة
إذا ظن المكلف أنه ال يعيش إلى آخر وقت العبادة الموسعة تضيقت عليه وال
يجوز تأخيرها .
المعنى :
إذا ظن الشخص المكلف أنه ال يعيش إلى آخر وقت العبادة التي يتسع وقتها أو
أنه سيط أر عليه طارئ يمنعه من أدائها فإنه يلزمه أداؤها قبل هذا الوقت الذي
غلب على ظنه أنه ال يتمكن من أدائها بعده .
-1إذا علمت المرأة أنها ستحيض قبل العصر وجب عليها أن تصلي الظهر قبل
أن تحيض وال يجوز لها تأخيره.
-2إذا علم المسافر أنه سيصل بعد غروب الشمس وجب عليه أن يصلي العصر
قبل ذلك ،وال يجوز له تأخيره حتى يصل.
-3إذا علم الطالب أنه سيخرج من االختبار بعد خروج وقت الصالة فعليه أن
يصليها في وقتها و ال يجوز تأخيرها.
19
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القاعدة الثامنة
مذهب جمهور الفقهاء والنحاة أن الواو لمطلق الجمع وأنها ال تفيد ترتيبا وال معية .
ِ
وقعدت فأنت طالق .فال يقع الطالق إال بالقيام -1إن قال لزوجته :إن ِ
قمت
والقعود ،وال يكفي أحدهما ،وال فرق بين أن يتقدم أحدهما على اآلخر .
-2إن قال لزوجته التي لم يدخل بها :أنت طالق وطالق وطالق .طلقت ثالثاً .
القاعدة التاسعة
الفاء تقتضي تشريك ما بعدها لما قبلها في حكمه وتفيد الترتيب مع التعقيب أي
بال مهلة.
من الفروع:
إن قال لزوجته :إن قمت فقعدت فأنت طالق .لم تطلق إال بهما -1
مرتبين كما ذكر وأن يكون القعود بعد القيام مباشرة.
إن قال لزوجته قبل الدخول :أنت طالق فطالق .فإنها تطلق باألولى -2
فقط ،وال يلحقها ما بعدها ،ألنها تبين باألولى ،فتقع الثانية على غير زوجة
فال يعتد بها.
20
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القاعدة العاشرة
من الفروع:
إن قال لزوجته :إن قمت ثم قعدت فأنت طالق ،لم تطلق إال بهما -1
مرتبين وأن يكون القعود بعد القيام بمهلة.
إن قال لزوجته قبل الدخول :أنت طالق ثم طالق ثم طالق .طلقت -2
واحدة فبانت بها ،ولم يقع غيرها.ألنها تبين منه بالطلقة األولى لعدم لزوم
العدة ،فتقع الطلقتان األخريان على أجنبية فال تحتسبان.
الباء عند سيبويه وجمهور أهل اللغة لإللصاق ،وهو مذهب الحنابلة .وقال بعض
العلماء هي للتبعيض ،وقال ابن كيسان وبعض الشافعية :إذا دخلت على فعل
متعد اقتضت التبعيض صونا للكالم عن العبث.
االختالف في مسح الرأس في الوضوء ،فمن قال الباء لإللصاق قال بوجوب مسح
الرأس كله ،ويؤيد ذلك فعل النبي صلى اهلل عليه وسلم ،ومن قال الباء للتبعيض
قال :إن مسح بعض الرأس يجزي.
21
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
الثاني :أن الغاية المحصورة تدخل ،وعند اإلمام أحمد ما يدل عليه.
فمن قال :ما بعد (إلى) ال يدخل فيما قبلها .قال :ال يجب .ومن قال :يدخل ،
قال :يجب.
إذا شرط العاقد أن الخيار في البيع أو غيره إلى الليل ،لم يدخل الليل -2
فيه على القول األول ،ويدخل فيه على القول الثاني.
22
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القراءة الشاذة هي ما نقلت إلينا آحادا ولم تنقل توات ار ولم تكتب في المصحف
العثماني.
مثل قراءة ابن مسعود في كفارة اليمين " :فصيام ثالثة أيام متتابعات " فكلمة
(متتابعات) غير موجودة في المصحف العثماني.
األول :أنها حجة :يجب العمل بها .وهذا مذهب أبي حنيفة وأحمد.
ودليل هذا القول أن هذه القراءة نقلت عن الرسول صلى اهلل عليه عليه وسلم بسند
صحيح فال تخلو أن تكون قرآن أو سنة وعلى كال األمرين تكون حجة.
ودليل هذا القول :أن الصحابي نقلها على أنها قرآن ال على أنها سنة ،وهي ال
تكون قرآنا ،ألن القرآن ال بد أن يكون متوات ار وهي غير متواترة .وألنه الظاهر أنها
تفسير من الصحابي.
23
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
على القول أن القراءة الشاذة حجة يجب ،وعلى القول بأنها ليست حجة ال يجب.
ورد في قراءة عائشة " :حافظوا على الصلوات والصالة الوسطى وصالة العصر"
فمن احتج بالقراءة الشاذة قال :إن الصالة الوسطى ليست صالة العصر.
24
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
المذهب األول:
أنه يقتضي الوجوب ما لم توجد قرينة تصرفه إلى غيره .وهو مذهب جمهور
الفقهاء واألصوليين.
-1قوله تعالى " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم
عذاب أليم"
-2قوله صلى اهلل عليه وسلم« :لوال أن أشق على أمتي ألمرتهم بالسواك عند كل
صالة» متفق عليه.
وجه االستدالل أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم بين أن سبب عدم األمر بالسواك
هو خوفه المشقة على األمة ،وال مشقة إال في ترك الواجب؛ ألنه هو الذي فيه
عقوبة.
25
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
وهو مذهب بعض الفقهاء واألصوليين وحكي قوال للشافعي ورواية عن أحمد.
واستدلوا بأن األمر طلب الفعل وهذا يتحقق بحمله على الندب فال يزاد عليه.
-1قوله تعالى في المطلقة " :ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره "
من حمل األمر على الوجوب قال :دفع المتعة للمطلقة واجب ،ومن حمل األمر
على الندب قال :دفع المتعة للمطلقة مندوب.
فعلى القول بأن األمر المجرد عن قرينة يفيد الوجوب يكون إعفاء اللحية واجبا،
وعلى القول بأنه يفيد الندب يكون إعفاؤها مندوبا.
-3قوله صلى اهلل عليه وسلم لثابت بن قيس عندما طلبت زوجته الخلع :
فعلى القول بأن األمر يفيد الوجوب فإنه يجب على الزوج أن يقبل الخلع إذا طلبته الزوجة ،
وعلى القول بأن األمر يفيد الندب ال يجب على الزوج قبول الخلع إذا طلبته الزوجة.
-4قوله صلى اهلل عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف " :أولم ولو بشاة "
-5قوله صلى اهلل عليه وسلم مبينا حقوق المسلم« :واذا دعاك فأجبه»
26
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
اشتهر عند الفقهاء قولهم :األمر بعد الحظر لإلباحة ،واألصوليون اختلفوا في
ذلك.
وصورة المسألة :أن يرد حظر من الشارع لفعل ما ،سواء فهم هذا الحظر من نهي
صريح ،أم من غيره ،ثم يرد أمر بذلك الفعل.
مثل األمر بعد الحظر الصريح :قوله« :كنت نهيتكم عن زيارة القبور أال
فزوروها"..
هذا ،وقد اختلف العلماء في داللة األمر بعد الحظر إذا لم توجد قرينة تدل على
الوجوب أو الندب أو اإلباحة على ثالثة أقوال هي :
اصطَادوا} [المائدة.]2
-قوله تعالىَ { :وِا َذا َحلَْلت ْم فَ ْ
27
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
-2العرف اللغوي:
فإن أهل اللغة متفقون على أن السيد لو قال لعبده :ال تأكل هذا الطعام ،ثم قال
له :كل ،لم يكن هذا إيجاباً يستحق على تركه العقوبة ،وكذلك إذا قال لمن طرق
الباب :ادخل ،فإنه ليس إيجاباً للدخول ،وانما هو إذن فيه.
القول الرابع :أن حكمه حكم ما كان قبل الحظر ،وهو قول ابن تيمية.
القول الراجح :هو القول األول لموافقته العرف الشرعي والعرف اللغوي.
-1ما جاء في حديث الرجل الذي قال للنبي صلى اهلل عليه وسلم :إني اكتتبت في
غزوة كذا وكذا ،وان امرأتي ذهبت للحج .فقال له النبي صلى اهلل عليه وسلم
"انطلق وحج مع امرأتك"
فعلى القول األول يباح للزوج أن يخرج للحج مع زوجته وعلى الثاني يستحب
وعلى الثالث يجب.
28
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
األكثر قالوا :ال يجوز؛ ألنه أمر جاء بعد حظر فكان إذناً واباحة.
وقال ابن تيمية :األمر رفع الحظر وعاد الحكم على ما كان عليه قبل ذلك،
اشروه َّن بِاْلمعر ِ
وف} والوطء واجب على الرجل مع القدرة بقوله تعالى{ :وع ِ
َْ ََ
[النساء ]11ونحوها من األدلة.
29
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
اتفق العلماء على أن األمر إذا صحبته قرينة تدل على الفور يحمل على ذلك،
واذا صحبته قرينة تدل على جواز التراخي حمل على ذلك ،واذا حدد له وقت
معين حمل على ذلك.
واختلفوا في األمر الذي لم تصحبه قرينة تدل على فور وال على تراخ ،ولم
يوقت بوقت معين عالم يحمل؟ على قولين :
-1قول اهلل تعالىَ { :و َس ِارعوا إِلَى َم ْغ ِف َرة ِم ْن َربِّك ْم} حيث أمر بالمسارعة إلى
المغفرة ،والمقصود أسباب المغفرة ،وامتثال أمر اهلل من أسباب المغفرة بال شك،
والمسارعة تعني :المبادرة في أول أوقات اإلمكان.
-2أن األمر لو لم يكن للفور لجاز تأخيره ،والتأخير إما أن يكون إلى أمد
محدد أو غير محدد بوقت ،فإن قلتم يؤخر إلى زمن محدد كان التحديد تحكما
ال دليل عليه ،وان قلتم يؤخر من غير تحديد بزمن معين أدى ذلك إلى ترك
الفعل ،وهو ممنوع ،فلم يبق إال أن نقول إن وقته هو أول أوقات التمكن من
الفعل.
30
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
-3قوله صلى اهلل عليه وسلم " :من أراد الحج فليتعجل"...
القول الثاني :أنه ال يقتضي الفور وال التراخي بل يدل على مجرد الطلب ،وهو
قول الشافعي وأصحابه.
ومن أدلة هذا القول إن األمر ال داللة فيه على المكان باتفاق ،فكذلك ينبغي
أال يكون فيه داللة على زمان الفعل.
-1من استطاع أن يحج ،هل يجوز له تأخير الحج إلى العام القادم ونحوه أم
ال؟ على القول األول ال يجوز له ،وعلى القول الثاني يجوز.
-2إخراج الزكاة ودفعها إلى مستحقيها ،هل يجوز التأخر فيها عن رأس
السنة؟ من قال :إن األمر على الفور قال يحرم التأخير عن رأس الحول ،ومن
قال :ال يفيد الفور لم يؤثم المؤخر إذا فعل ولو بعد حين.
- 3الكفارات والنذور غير المؤقتة بوقت ،هل يجوز تأخيرها عن أول أوقات
اإلمكان؟ من قال :بالفور ،يقول :ال يجوز بل يأثم بالتأخير ،ومن لم يقل به
أجاز التأخير.
31
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
فرض العين :هو ما طلب الشرع فعله من كل مكلف بنفسه مثل الصالة والزكاة
والحج.
فرض الكفاية :هو ما طلب الشرع حصوله من غير تعيين فاعله .فإذا قام به
البعض سقط عن الكل ،واذا لم يقم به أحد أثم الجميع مثل :الجهاد في سبيل
اهلل واألذان وحفظ القرآن وتعلم الطب وجميع العلوم التي تحتاج إليها األمة
وتغسيل الميت وتكفينه والصالة عليه ودفنه.
- 1أن الواجب العيني مطلوب من كل واحد من المكلفين بعينه ،فال يقوم فعل
غيره مقام فعله ..وأما الواجب الكفائي فال يطلب من كل واحد وال من واحد
معين ،بل إذا قام به من يكفي أجزأ ،وال يشترط فيه اإلذن ،بل مهما فعل أج أز
عمن لم يفعل وسقط عنه اإلثم.
- 2أن الواجب العيني مصلحته ترجع إلى فاعله ،أما الواجب الكفائي
فمصلحته عامة.
- 3الواجب الكفائي ينوب فيه البعض عن الكل ،وأما الواجب العيني فال
يكفي فعل بعض المكلفين عن بعضهم اآلخر.
32
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
33
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
تعريف النهي:
للنهي صيغة واحدة متفق على كونها تفيد النهي ،وهي صيغة( :ال تفعل)
النهي إذا صحبته قرينة تدل على التحريم يحمل على التحريم باتفاق ،كقوله تعالى:
والنهي إذا صحبته قرينة تدل على أنه للكراهة يحمل على الكراهة مثل :النهي عن
المشي بنعل واحدة ،والنهي عن السآمة من كتابة الدين كما في قوله تعالىَ { :وَال
َجلِ ِه} [البقرة ]282فالنهي عن المشي بنعلير إِلَى أ َ ص ِغ ًا
ير أ َْو َكبِ ًا َن تَ ْكتبوه َ
تَ ْسأَموا أ ْ
واحدة حمل على التنزيه والكراهة ألنه إرشاد وتوجيه إلى األفضل واألكمل،
34
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
أما النهي المجرد عن قرينة فقد اختلفوا فيه على قولين :
-1بقوله تعالى << :وما نهاكم عنه فانتهوا>> واألمر يفيد الوجوب.
-2أن أهل اللغة ال يفهمون من الصيغة عند اإلطالق إال المنع الجازم ،ولهذا
إذا قال السيد لعبده :ال تفعل كذا ثم فعله ،استحق العقوبة ،والقرآن والسنة جاءا
بلغة العرب.
واستدلوا على ذلك بأن النهي إنما يدل على أولوية ترك المنهي عنه ،وهذا
معنى الكراهة.
35
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
والمراد أن من باع شيئا من هذه األشياء فإن بيعه فاسد مع اإلثم.والعقد باطل
فال تترتب عليه آثاره ،أي ال يتملك البائع الثمن ،وال يتملك المشتري السلعة.
مثل النهي عن صوم يوم العيد وعن بيوع الربا ،وعن بيع الغرر.
وذهب بعض علماء الحنفية إلى أنه في هذا القسم يفرق بين العبادات وغيرها؛
ففي العبادات يقتضي الفساد ،فصيام يوم النحر باطل باتفاق.
وأما المعامالت كبيع درهم بدرهمين ،فهو عندهم بيع فاسد ،ولكن يثبت به
الملك مع التقابض.
36
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
النوع الثالث :النهي المتعلق بأمر خارج عن المأمور به ولكن له صلة به.
وهذا النوع ال يقتضي الفساد عند جمهور العلماء ،ويقتضي الفساد في رواية
عن اإلمام أحمد وعند الظاهرية.
رأي المالكية:
يقول اإلمام التلمساني في(مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على األصول):
وتحقيق المذهب أن النهي عن الشيء إن كان لحق اهلل تعالى فإنه يفسد
المنهي عنه ،وان كان لحق العبد فال يفسد المنهي عنه ،أال ترى أن النبي
صلى اهلل عليه وسلم نهي عن التصرية ،فقال{ :ال تصروا اإلبل والغنم ،فمن
ابتاعها فهو بخير النظرين ،إن شاء أمسكها وان شاء ردها وصاعا من تمر}،
مفسوخا لم يجعل للمشتري
ً فلم يحكم صلى اهلل عليه وسلم بفسخ البيع ،ولو كان
خيار في اإلمساك ،فلما جعل له الخيار في اإلمساك دل على أنه لم يفسخه،
ًا
وذلك ألن الحق فيه للعبد إال هلل تعالى.
وان كان النهي فيه لحق اهلل تعالى فإنه فاسد ،ولذلك قلنا :إن البيع وقت النداء
للجمعة يفسخ ،ألنه منهى عنه لحق اهلل تعالى ،وهذا هو وجه تفرقة أكثر الرواة
بين ما يفسخ من النكاح المنهي عنه بطالق ،وما يفسخ بغير طالق ،فإنهم
قالوا :كل نكاح كان للزوج أو للزوجة أو للولي إمضاؤه وفسخه فإنه يفسخ
37
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
بطالق ،ألن النهي فيه ليس إال لحق من له الخيار فالنكاح في نفسه منعقد
ليس بفاسد.
وأما كل نكاح ال خيار فيه ألحد الثالثة ،بل يجب فسخه على كل حال فإنه
يفسخ بغير طالق ،ألن الفسخ فيه ليس لحق أحد منهم ،ولو كان لحق أحد
منهم لسقط الفسخ بإسقاطه حقه ،فلما لم يسقط الفسخ بإسقاط أحدهم علمنا أن
فاسدا غير منعقد ،فال يحتاج في فسخه إلى طالق،
الحق فيه هلل تعالى فكان ً
ألن الطالق إنما هو حل العقد ،فحيث ال عقد فال حل ،فهذه قاعدة المذهب،
وما خرج عن هذا فإنما هو لدليل منفصل.
-1بيع الكلب والخمر فاسد باتفاق العلماء (عدا كلب الصيد ونحوه ففيه خالف)
-2البيع بعد أذان الجمعة ،صحيح عند الجمهور ،فاسد عند اإلمام أحمد.
-4الطالق في الحيض .ال يقع عند بعض العلماء منهم ابن تيمية وابن القيم.
38
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
ألفاظ العموم
-1المحلى ب (أل)
المحلى ب (أل) يفيد العموم عند أكثر العلماء ،بشرط أن تكون (أل) المقترنة
به للجنس ال للعهد.
يدل على أن األصل جواز البيع في كل ما ينتفع به ولم يرد نهي عنه .فكلمة
(البيع) هنا معرفة بأل الجنسية فتفيد العموم.
يدل على تحريم كل ميتة إال ما خصه الدليل ،وهي ميتة البحر والجراد.
ج-قوله تعالى" :والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء" فيشمل كل مطلقة إال
ما خصه الدليل.
39
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
-2المفرد المضاف:
المفرد المضاف والجمع المضاف أيضا يفيدان العموم عند أكثر العلماء
أ-لو قال :زوجتي طالق ولم ينوي معينا طلقت جميع زوجاته.
ج-قوله تعالى " :يوصيكم اهلل في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين "
يشمل جميع األوالد ،إال ما خصه الدليل مثل القاتل والكافر ،والرقيق.
40
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
اتفق العلماء على أن النكرة في سياق النفي وما في معناه تفيد العموم.
مثل قوله صلى اهلل غليه وسلم " :ال يدخل الجنة قاطع"
وما في معنى النفي مثل قوله تعالى " :وال تدعوا مع اهلل أحدا"
فكلمة " شيئا " هنا نكرة في سياق النفي فتفيد العموم أي عدم جواز أخذ أي
شيء من مهر الزوجة إال برضاها.
ب -االستدالل على منع الحائض والجنب من قراءة القرآن ولو أقل من آية
بقوله صلى اهلل عليه وسلم " :ال تق أر الحائض وال الجنب شيئا من القرآن" إذا
صح الحديث.فكلمة (شيئا) نكرة في سياق النفي فتفيد العموم.
41
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
النكرة في سياق الشرط تفيد العموم عند أكثر األصوليين كما ذكر ابن اللحام
في القواعد والفوائد األصولية.
مثل قوله تعالى " :وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه "...فكلمة " شيء " نكرة في
سياق الشرط فتفيد العموم .
وقوله تعالى << :يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا>> فكلمة
(فاسق) نكرة في سياق الشرط فتفيد العموم ،ومثل حديث << :من ستر مسلما
ستره اهلل >>
كلمة (شيء) نكرة في سياق الشرط فتفيد العموم ولذلك إذا عفا أحد أولياء الدم
سقط القصاص.
ب-إذا قال :من يأتيني بضب فله ألف لاير ،عم كل ضب.
42
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
من الفروع:
-من (للعاقل)
مثل :قوله تعالى " :فمن يعمل مثقال ذرة خي ار يرى" من تتشمل كل عاقل.
وقوله تعالى ":وما تقدموا ألنفسكم من خير تجدوه عند اهلل " ما تشمل كل
شيء.
وقوله صلى اهلل عليه وسلم " :من بدل دينه فاقتلوه" فإن كلمة (من) اسم شرط
يفيد العموم فيشمل الرجل والمرأة.
43
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
44
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
-7األسماء الموصولة
من الفروع:
قوله تعالى " :فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر "
45
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
إذا جاء نص شرعي بلفظ عام ،وكان سبب مجيئه حدثا خاصا ،فهل العبرة
بعموم لفظه أم بخصوص سببه؟
مثل قوله صلى اهلل عليه وسلم حين سئل عن بئر بضاعة " :الماء طهور ال
ينجسه شيء " فهل يعم كل ماء أم يخص البئر فقط؟
القول األول :أن العبرة بعموم اللفظ ال بخصوص السبب .وهو مذهب جمهور
العلماء.
-1االختالف في حكم الذبيحة التي لم بذكر اسم اهلل عليها ،حيث ذهب الحنفية
والحنابلة إلى تحريم أكلها استدالال بقوله تعالي " :وال تأكلوا مما لم يذكر اسم
اهلل عليه " عمال بعموم اآلية السابقة .واستثنى الحنابلة ما تركت التسمية عليه
للعذر.
46
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
وذهب الشافعي إلى حل متروك التسمية عمدا ،وقصر اآلية على سبب
نزولها ،فإنها نزلت فيما يذكر عليه اسم غير اهلل.
-2ومن فروع هذه القاعدة أيضا أن الحنابلة ذهبوا إلى أن األفضل في السفر
الفطر مطلقا ،عمال بعموم حديث " :ليس من البر أن تصوموا في السفر "
وذهب آخرون إلى أن األفضل هو األيسر ألن هذا الحديث له سبب خاص
يحمل عليه وأن الرسول صلى اهلل عليه وسلم قاله لمن أجهده الصوم في
السفر.
تنبيه:
- 3انظر :نيل األوطار .207 - 203 / 4و( اإلحكام شرح عمدة األحكام).
47
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
خبر الواحد أو اآلحاد هو الحديث الذي رواه واحد أو أكثر ولم يبلغوا حد
التواتر.
ما تعم به البلوى هو ما يحتاج إليه أكثر الناس ويكثر وقوعه مثل الوضوء
والصالة ونحو ذلك.
وقد اختلف العلماء في العمل بخبر الواحد فيما تعم به البلوى على قولين:
وهو مذهب جمهور العلماء ،قالوا :إذا صح الحديث وجب قبوله والعمل به
سواء أكان مما تعم به البلوى أم ال.
قالوا :ألن ما يحتاج إليه الناس ويتكرر ينبغي أن يرويه عدد كبير وأن يذكره
الرسول صلى اهلل عليه وسلم ألكثر من واحد ألهميته وشدة الحاجة إليه.
48
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
-1لم يعمل الحنفية بحديث بسرة رضي اهلل عنها عن الرسول صلى اهلل عليه
وسلم أنه قال " :من مس ذكره فليتوضأ " ألنه خبر واحد وارد فيما تعم به
البلوى .وأخذ به جمهور العلماء ،ولكن منهم من حمله على الوجوب ،ومنهم
من حمله على االستحباب.
هو قول جمهور العلماء القائل بالعمل بما ثبت عن النبي صلى اهلل عليه وسلم
وان كان فيما تعم به البلوى.
49
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
القاعدة الثالثون
إذا روى الصحابي حديثاً ثم عمل بخالفه ،فهل يعمل بهذا الحديث أم ال ؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين :
القول األول :ال يعمل بالحديث إذا عمل الراوي بخالفه وهذا مذهب الحنفية .
وحجتهم أن عمل الراوي بخالف ما رواه يعد دليالً على نسخ الحديث ؛ ألن
الصحابي عدل ،والعدل ال يترك العمل بالحديث دون مبرر .
وهذا مذهب جمهور العلماء وحجتهم أن العبرة بما ثبت عن رسول اهلل صلى اهلل
عليه وسلم ال بما فعله الصحابي ،ألن الصحابي قد يكون ترك العمل بالحديث
اجتهاداً منه أو نسياناً .
القول الراجح:
هو قول جمهور العلماء القائل بالعمل بالحديث وان عمل الراوي بخالفه.
لم يأخذ الحنفية بحديث أبي هريرة مرفوعاً " :إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم
فليغسله سبعاً " ....
وعللوا ذلك بأن أبا هريرة راوي الحديث كان يغسل اإلناء ثالثاً فقط .
50
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
اختلف العلماء في االستثناء الوارد بعد الجمل المتعاطفة ،هل يعود إلى الجميع
أو إلى الجملة األخيرة فقط.
واستدل أصحاب هذا المذهب بأن الجمل إذا تعاطفت صارت كالجملة الواحدة ،
إجماعا .
ً قالوا :بدليل الشرط واالستثناء بالمشيئة ،فإنهما يرجعان إلى ما تقدم
المذهب الثاني :يعود إلي الجملة األخيرة إال أن يقوم دليل على التعميم .
واستدلوا بأن رجوع االستثناء إلى ما يليه من الجمل هو الظاهر ،فال يعدل عنه
إال بدليل ،وأجيب عنه بمنع دعوى الظهور .
51
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
ذهب الحنفية إلى رد شهادته ،والجمهور إلى قبولها ،وبني ذلك على الخالف في
قوله تعالى{ :والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين
جلدة وال تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إال الذين تابوا} [النور،]5 - 4
هل يعود االستثناء إلى وصفهم بالفسق ورد شهادتهم؟
قال الجمهور :نعم؛ ألن االستثناء المتعقب للجمل يعود للجميع ،ولم يقولوا :إنه
يعود أيضا إلى األمر بالجلد؛ ألن الجلد حق آلدمي فال يسقط بالتوبة.
والحنفية قالوا :يرجع إلى الجملة األخيرة وهي قوله{ :وأولئك هم الفاسقون} ،فأما
الجلد ورد الشهادة فال استثناء منهما.
قال تعالى{ :إنما جزاء الذين يحاربون اهلل ورسوله ويسعون في األرض فسادا أن
يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خالف أو ينفوا من األرض ذلك لهم
خزي في الدنيا ولهم في اآلخرة عذاب عظيم إال الذين تابوا} [المائدة،]34 - 33
فاالستثناء في قوله{ :إال الذين تابوا} هل يرجع إلى كل الجمل السابقة؟
على القول بعوده إلى الكل فإن من تاب من المحاربين قبل التمكن منه فال حد
عليه وال إثم يوم القيامة وال يؤاخذ بشيء.
52
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
وعلى القول بعوده إلى الجملة األخيرة تكون التوبة مانعة من عذاب اآلخرة ،وأما
الحد في الدنيا فيقام عليه.
وهذا القول ليس له قائل من العلماء المشهورين ،وانما اتفقوا على أنهم إذا تابوا قبل
أن يؤخذوا سقط عنهم الحد ،وبقي حق العباد في المال والقصاص ،وهو مذهب
أحمد ،وقال المقدسي في العدة :ال نعلم فيه خالفا .وقال ابن كثير :ال خالف في
سقوط القتل وقطع الرجل وأما قطع اليد ففيه خالف.
-3إذا قال الرجل في وصيته :أوقفت على بني زيد داري ،وأوقفت على أقاربي
مزرعتي إال من فسق .فهل يعود االستثناء إلى الكل؟
إن قلنا نعم ،فالفاسق من بني زيد ال يستحق شيئا ،والفاسق من أقاربه كذلك ،وان
قلنا يعود إلى الجملة األخيرة فالفاسق من بني زيد يعطى ،والفاسق من أقاربه ال
شيء له.
53
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
عموم المشترك
المشترك لفظ يطلق على معنيين أو أكثر ،كلفظ ( القرء ) :يطلق على الحيض ،
ويطلق على الطهر ،ولفظ ( المولى ) :يطلق على السيد ،وعلى العبد .أو
مجاز في اآلخر ،كالنكاح :يطلق على العقد ،وعلى
ًا يكون حقيقة في أحدهما
الوطء .
معا أم
وقد اختلف العلماء في حكم المشترك :هل يجوز أن يراد به كال المعنيين ً
ال ؟
فذهب الشافعي ،وجمهور الشافعية ،وبعض المعتزلة إلى أنه إذا تجرد هذا اللفظ
عن قرينة صارفة له إلى أحد معنييه ،وجب حمله على المعنيين متى أمكن
الجمع بينهما .
54
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
عموم المقتضى
المقتضى هو اللفظ الطالب لإلضمار .بمعنى أن اللفظ ال يستقيم إال بإضمار شيء ،
وهناك مضمرات متعددة ،فهل يقدر جميعها ،أو يكتفى بواحد منها ،وذلك التقدير هو
المقتضى .
مثل قوله صلى اهلل عليه وسلم " :رفع عن أمتي الخطأ والنسيان " ..فإن هذا الكالم
ال يستقيم بدون تقدير كالم آخر ،لوقوعهما من األمة .فقدروا في ذلك لفظ ( حكم ) .
وهو لفظ عام يشمل الحكم الدنيوي والحكم األخروي .
فإذا فهم المقتضى بدليل أو بقرينة فإنه يتعين للتقدير بال خالف ،مثل قوله تعالى :
ت َعلَ ْيك ْم أ َّمهَاتك ْم " [
ت َعلَ ْيكم اْل َم ْيتَة " [ المائدة . ] 3 :وقوله تعالى " :حِّرَم ْ
" حِّرَم ْ
النساء ] 23 :فإنه قام الدليل على أن المراد في اآلية األولى تحريم األكل ،وفي
الثانية التزوج بهن .
أما إذا لم يفهم المقتضى بدليل يدل على تعيينه ،مثل المقتضى في قوله صلى اهلل
عليه وسلم " :رفع عن أمتي الخطأ والنسيان " فإن العلماء قد اختلفوا في ذلك على
النحو اآلتي :
ذهب بعض أهل العلم إلى إبقاء هذا المقدر على عمومه ،يعني المراد رفع الحكم
فيشمل الحكم الدنيوي واألخروي ،وذهب الجمهور إلى أن المقتضى ال عموم له ،
وأنه يجب حمله على أحد التقديرات ،كاللفظ المجمل ،فيحمل هنا على رفع اإلثم.
55
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
وهو مذهب جمهور العلماء ،واستدلوا بأدلة كثيرة منها عمل الصحابة .ويدل
على ذلك وقائع كثيرة منها:
- 1أن فاطمة طلبت ميراثها من رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،فبين لها أبو
بكر أنها ال تستحق شيئا؛ لقوله صلى اهلل عليه وسلم « :نحن معاشر األنبياء ال
نورث ما تركنا صدقة» (متفق عليه) وهذا مخصص لعموم قوله تعالى{ :ي ِ
وصيكم
لذ َك ِر ِم ْثل َحظِّ ْاأل ْنثََي ْي ِن} [النساء.]11
اللَّه ِفي أَوَال ِدكم لِ َّ
ْ ْ
– 2تخصيص آيات المواريث بقوله صلى اهلل عليه وسلم« :ال يرث المسلم
الكافر» (متفق عليه).
القول الثاني :أن تخصيص عموم القرآن بخبر الواحد غير جائز .
وحجتهم أن عمر رضى اهلل عنه رد حديث فاطمة بنت قيس " أن النبي صلى اهلل
عليه وسلم لم يجعل لها سكنى وال نفقة حين طلقت ثالثاً ،وقال " :ال ندع كتاب
ربنا لقول امرأة ال ندري لعلها حفظت أو نسيت "
56
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
وهذا يعني تقديم قوله تعالى " أسكنوهن من حيث سكنتم " ....وعدم تخصيصه
بخبر الواحد.
وقالوا أيضا :القرآن قطعي ،وخبر الواحد ظني ،فال يخصص القطعي بالظني.
بحديث " :ال صالة لمن لم يق أر بفاتحة الكتاب واشترطوا لصحة الصالة قراءة
الفاتحة واعتبروها ركناً من أركان الصالة .
ولم يخصص الحنفية اآلية السابقة بهذا الحديث ألنه خبر آحاد ولم يعتبروا الفاتحة
ركناً من أركان الصالة ،وأجازوا الصالة بأي شيء من القرآن .
-2تخصيص آية{ :وال تأكلوا مما لم يذكر اسم اهلل عليه} [األنعام ،]121بحديث:
«سموا أنتم وكلوه» [رواه البخاري] فالحنفية قالوا ال نخصص عموم النهي المذكور
في اآلية بخبر اآلحاد؛ ألنه لم يسبق تخصيصه بقطعي ،ولذا لم يجيزوا األكل من
متروك التسمية ،والجمهور خصصوا اآلية بالحديث فأجازوا أكل متروك التسمية
بشروط وقيود اختلفوا فيها.
-3تخصيص عموم قوله تعالى ":أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من
األرض" وعموم قوله صلى اهلل عليه وسلم":فيما سقت السماء العشر"
بقوله صلى اهلل عليه وسلم " :ليس فيما خمسة أوسق صدقة"
57
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
تعريف المطلق:
المطلق هو اللفظ الدال على الحقيقة بال قيد .مثل كلمة ( الدم ) في قوله تعالى :
" حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير "...فهي تشمل كل دم بدون قيد.
تعريف المقيد:
َجد ِفي ما أ ِ
وح َي والمقيد هو ما دل على الحقيقة بقيد ،مثل قوله تعالى " :ق ْل َال أ ِ
َ
وحا أ َْو لَ ْح َم ِخ ْن ِزير
ون َم ْيتَةً أ َْو َد ًما َم ْسف ً ط َعمه إِ َّال أ ْ
َن َيك َ
ط ِ
اعم َي ْإِلَ َّي م َح َّرًما َعلَى َ
فَِإَّنه ِر ْجس "....فهنا قيد الدم المحرم بأن يكون مسفوحاً .
حمل المطلق على المقيد ،معناه :فهم الدليل المطلق لفظا على ما يقتضيه الدليل
المقيد له فيكون المعنى الشرعي المقصود من المطلق هو المعنى المقصود من
المقيد.
فإذا جاء اللفظ مطلقا في موضع مقيدا في موضع آخر ،هل يحمل المطلق على
المقيد ،ويجعل الحكم الثابت بهما مقيدا أم ال؟
58
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
ورود اللفظ مطلقا مرة ومقيدا مرة أخرى له أحوال ،أهمها حالتان :
في هذه الحالة يحمل المطلق على المقيد بال خالف .
مثل " الدم " في اآليتين السابقتين فإنه ورد في األولى مطلقا وفي الثانية مقيدا ،
واتحد النصان في السبب وهو ذكر المحرمات وفي الحكم وهو تحريم الدم ،فهنا
يحمل المطلق على المقيد باتفاق ويصير الدم المحرم هو الدم المسفوح فقط.
وقوله تعالى في كفارة قتل الخطأ " :فتحرير رقبة مؤمنة" .
فكلمة " رقبة " في اآلية األولى وردت مطلقة ،وفي اآلية الثانية وردت مقيدة
باإليمان .والنصان متحدان في الحكم وهو عتق رقبة ،ولكنهما مختلفان في
السبب ،ففي األولى السبب هو الظهار ،وفي الثانية السبب هو القتل.
اختلف العلماء في حمل المطلق على المقيد في هذه الحالة على مذهبين :
المذهب األول :يحمل المطلق على المقيد،وهو مذهب الحنابلة وبعض الشافعية .
المذهب الثاني:ال يحمل المطلق على المقيد ويعمل بكل لفظ في موضعه كما
ورد .وهو مذهب الحنفية .
59
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
أصحاب المذهب األول الذين قالوا بحمل المطلق على المقيد وهم الحنابلة وبعض
الشافعية اشترطوا اإليمان في الرقبة في كفارة الظهار.
وقال أصحاب المذهب الثاني الين قالوا بعدم حمل المطلق على المقيد وهم الحنفية
ال يشترط اإليمان في الرقبة في كفارة الظهار.
قال صلى اهلل عليه وسلم " :ثالثة ال يكلمهم اهلل يوم القيامة وال ينظر إليهم وال
يزكيهم ولهم عذاب أليم :المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب "
وجاءت في حديث آخر مقيدة بالكبر ،وهو ما رواه البخاري عن عبد اهلل بن عمر
عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه قال " :من جر ثوبه خيالء؛ لم ينظر اهلل
إليه يوم القيامة" .فقال أبو بكر :إن أحد شقي ثوبي يسترخي؛ إال أن أتعاهد ذلك
منه .فقال رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم ":-إنك لست تصنع ذلك خيالء".
ومن هنا حمل أكثر العلماء المطلق على المقيد وقالوا :إن اإلسبال المحرم هو ما
يكون كب اًر وخيالء ،وما عدا ذلك يكره لمخالفة السنة .
60
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
61
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
داللة المفهوم
فاأللفاظ إن دلت على المعاني من جهة النطق والتصريح تسمى داللة منطوق ،
وان دلت على المعاني من جهة الفهم والتلويح تعد داللة مفهوم .
مفهوم الموافقة هو ثبوت حكم المذكور للمسكوت عنه ،لكون المسكوت عنه أولى
بالحكم من المذكور أو مساوياً له .
مثل قوله تعالى " :فال تقل لهما أف " فإنه يدل على تحريم الضرب والسب من
باب أولى
62
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
مفهوم المخالفة هو ثبوت نقيض حكم المذكور للمسكوت عنه ويسمى دليل
الخطاب .وهو أنواع:
هو انتفاء الحكم المتعلق باللقب عن غيره وثبوت نقيضه له ،واللقب هو االسم
الذي عبر به عن الذات َعلماً كان أو وصفاً أو اسم جنس .
مثل :قوله صلى اهلل عليه وسلم " :الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر
اء بسواء "
والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثالً بمثل سو ً
فإن تعلق الحكم بهذه األصناف يفهم منه أن الربا ال يجري في غيرها .
لكن مفهوم اللقب لم يقل به أحد من العلماء إال الدقاق ،وبعض الحنابلة .كما ذكر
التلمساني.
هو ثبوت نقيض الحكم المقيد بصفة لمن انتفت عنه هذه الصفة .
مثال :قوله صلى اهلل عليه وسلم " :في سائمة الغنم إذا كانت أربعين ففيها شاه "
63
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
هو ثبوت نقيض الحكم المقيد بشرط عند عدم هذا الشرط .
ومثاله :االحتجاج على أن واجد الطول ال يحل له نكاح األمة ،بقوله سبحانه:
{ومن لم يستطع منكم طوالً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن مما ملكت أيمانكم من
فتياتكم المؤمنات} فإن مفهوم هذا الشرط :أن من استطاع الطول فليس له نكاح الفتيات.
هو انتفاء الحكم المقيد بغاية وثبوت نقيضه بعد هذه الغاية .
مثال :قوله تعالى " :فإن طلقها فال تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره "
فإنه يدل على انتفاء تحريم الزوجة المطلقة ثالثاً عن زوجها األول إذا تزوجت
بزوج آخر ثم طلقت " .
ومثل احتجاج المالكية وغيرهم على أن الغسل يجزيء عن الوضوء ،بقوله تعالى:
{حتى تغتسلوا} فإن مفهومه :إن اغتسلتم فلكم أن تقربوا الصالة ،فلوال أن الغسل
يجزيء عن الوضوء لم يكن للمغتسل أن يقرب الصالة.
ومثاله :احتجاج الشافعي على أن النجاسة إذا أصابت ما دون القلتين نجسته،
بقوله صلى اهلل علي وسلم« :إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث».
64
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
جميع مفهوم المخالفة حجة عند الجمهور ،إال مفهوم اللقب،وأنكر أبو حنيفة
الجميع .
الشرط األول :أن ال يخرج مخرج الغالب :كقوله تعالى{ :وال كرهوا فتياتكم على
البغاء إن أردن تحصنا} ،والبغاء :الزنا ،ومفهومه أن الفتيات يكرهن عليه إن لم
يردن تحصنا ،لكن يقال :هذا خرج مخرج الغالب ،فإن من لم ترد التحصن من
الفتيات ،فمن شأنها أن التحتاج إلى إكراه.
الشرط الثاني :أن ال يخرج عن سؤال معين كقوله صلى اهلل عليه وسلم{ :صالة
الليل مثنى مثنى} فإن هذا الحديث خرج عن سؤال سائل عن صالة الليل ،فقد
روى في الحديث أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن صالة الليل ،فقال :صالة
الليل مثنى مثنى ،فإذا خشي أحدكم الصبح فليركع ركعة توتر له.
ما قد صلى ،واذا كان هذا الحديث وقع فيه التخصيص بالليل ألجل وقوعه في
السؤال فال مفهوم له في صالة النهار.
الشرط الثالث :أن ال يقصد الشارع تهويل الحكم وتفخيم أمره ،كما في قوله تعالى:
{حقا على المحسنين}{ ،حقا على المتقين} فإن ذلك ال يشعر بسقوط الحكم عمن
ليس بمحسن وال بمتق.
- 2مفتاح الوصول إلى تخريج الفروع على األصول للتلمساني ص 335
65
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
قالت الحنفية :ولذلك خص رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم اإلحداد في الذكر
بالمؤمنات ،فقال{ :ال يحل المرأة تؤمن باهلل واليوم اآلخر أن تحد على ميت فوق
ثالث ليال إال عن زوج أربعة أشهر وعش ار} فلذلك أوجبوا اإلحداد على الذمية
المتوفي عنها زوجها ،وهذا عندهم كقوله صلى اهلل عليه وسلم :ال يحل المرأة
تؤمن باهلل واليوم اآلخر تسافر مسيرة يوم وليلة إال ومع ذي محرم عليها ،وكقوله
صلى اهلل عليه وسلم ال يحل لمسلم يؤمن باهلل واليوم اآلخر أن يهجر أخاه فوق
ثالث ليال.
الشرط الرابع :أن ال يكون المنطوق محل إشكال في الحكم ،فيزال بالتنصيص
عليه ،كما يقول أصحاب أبي حنيفة ،إن الكفارة إنما نص فيها على قتل الخطأ
رفعا لنزاع من يتوهم أنها ال تجب على القاتل خطأ ،نظ أر منه أن الخطأ معفو عنه
فرفع الشرع ،هذا الوهم بالنص عليه ،وليس القصد المخالفة بين العمد والخطأ في
الكفارة.
66
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
وكأن هذا الشرط ،والذي قبله يرجع عندهما بالمفهوم إلى القسم الخفي من قسمي
مفهوم الموافقة ،ولذلك قال بعضهم :من شرط مفهوم المخالفة أن ال تظهر أولوية
وال مساواة في المسكوت فيصير موافقة.
67
ﺷﺒﻜﺔ
www.alukah.net
والمراد بالعلة هي الوصف الظاهر المنضبط الذي بني عليه الحكم أو كان سبباً
في إثبات الحكم .مثل كون السكر علة تحريم الخمر .
أنه إذا وجدت العلة و ِج َد الحكم واذا انتفت العلة انتفى الحكم .فإذا وجد الس ْكر في
شراب ح ِرم ،واذا انتفى السكر انتفت الحرمة .
-1العلة من حكم اإليالء هي إضرار الزوجة بترك الجماع ،فإذا ترك الجماع أربعة
أشهر دون إيالء ثبت حكم اإليالء .
-2العلة من تحريم اإلسبال الخيالء والكبر فإذا انتفت هذه العلة انتفى التحريم .
-3العلة من كراهية أكل البصل رائحته فإذا انتفت هذه العلة انتفت الكراهة .
-4العلة من أحقية األم بالحضانة هي الشفقة والرعاية ،فإذا انتفت هذه العلة انتفت
أحقية األم في الحضانة.
-5العلة من والية األب على ابنته الرعاية واختيار األصلح لها فإذا انتفت العلة،
وعضل األب ابنته انتفى الحكم ،وانتقلت الوالية إلى من بعده من األولياء.