You are on page 1of 64

‫الباب األول‪ :‬أصول الفقه مفهومه ونشأته‬

‫الفصل األول‪ :‬تعريف أصول الفقه‬


‫تعريف أصول الفقه‬

‫‪ 1 .‬أصول الفقه باعتباره مركب إضايف ‪ :‬أدلة األحكام الشرعية العملية‬


‫● فقه مضاف إليه وأصول مضاف‬
‫● معىن "أصل‪ ":‬الدليل‪ ،‬أو القاعدة‪ ،‬أو مقابل للفرع‪ ،‬أو الراجح أو استصحاب األصل والتعريف األفضل هو األول "الدليل" وهو الدليل‬
‫اإلمجايل مثل القرآن والسنة واإلمجاع واالستحسان اليت عليها ينبين احلكم‬
‫● معىن "فقه‪ ":‬يف اللغة معناه الفهم و يف االصطالح العلم باألحكام الشرعية العملية املستنبطة من أدلتها التفصيلية‬
‫‪ o‬األحكام العملية هي اليت جائت من األدلة التفصيلية مثل آيات القرآن‪ 9‬واحلديث‬
‫‪ o‬الدليل اإلمجايل وهو الذي ال يتعلق مبسألة معينة مثل "النهي لتحرمي" و"األمر للوجوب" فهذه األدلة تنتج حكما عاما كليا ينطبق‬
‫على فروع أو مسائل كثرية‬
‫‪ o‬الدليل التفصيلي وهو يتعلق مبسألة خاصة مثل آيات القرآن واألحاديث مثل "وال تقتلوا النفس اليت حرم هلال إال باحلق" فهذا دليل‬
‫على حترمي القتل وهو حكم معني‬

‫‪ 2.‬أصول الفقه باعتباره لقب لعلم‪ :‬هو العلم بالقواعد اليت يتوصل هبا‬
‫إىل استنباط األحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية‬
‫‪ o‬القاعدة‪ :‬هي ما تعرف منها اجلزئيات املتدرجة حتتها أو املسائل املتفرعة منها‪ ،‬مثل‬
‫"األمر‪ 9‬يفيد الوجوب" تتفرع من هذه القاعدة أقيموا‬

‫الصالة وآتوا الزكاة‪ ،‬واجتنبوا قول الزور‬

‫‪ o‬عالقة أصول الفقه بالفقه‪ :‬عالقة الفقه وأصول الفقه كعالقة األصل والفرع‬
‫‪ o‬من خالل أصول الفقه يستطيع األصليون أن ي َك ِّونوا قواعد عامة هبا يستطيع الفقهاء أي يستخرجوا أحكام الفقه‬
‫‪ o‬مثال‪ :‬إذا وصل األصليون إىل أن "مطلق األمر‪ 9‬يفيد" وجوب فيعرف الفقيه أن "أقيموا الصالة" يفيد وجوب إقامة الصالة ألنه أمر‬
‫مطلق‬
‫مباحث أصول الفقه‬
‫● مباحث أصول الفقه عديدة و بعبارة وجيزة علم أصول الفقه هو املناهج اليت تبني للفقيه األدلة الشرعية وكيفية استنباط األحكام من األدلة‪،‬‬
‫واملخاطب هبذه األحكام‪ ،‬ومن له أهلية استنباط األحكام‬ ‫َ‬
‫‪ o‬األدلة ‪ :‬مثل القرآن والسنة واإلمجاع والقياس واالستحسان واالستصحاب وقول الصحايب وسد الذرائع‬
‫‪ o‬األحكام‪ :‬احلكم الشرعي واحالكم (هلال تعاىل) واحلمكوم عليه وهي‬
‫ّ‬ ‫املكل‬
‫َف واحملكوم فيه وهو املسألة أو فعل‬
‫ّ‬ ‫املكل‬
‫َف‬
‫‪ o‬كيفية استنباط األحكام‪ :9‬كيف نستخرج األحكام‪ 9‬مثل استخدام دااللت األلفاظ‪ 9‬وتفسري النصوص والقواعد األصولية اللغوية‬
‫‪ o‬املستنبِّط‪ :‬اجملتهد الذي يستنبط األحكام ( االجتهاد والتقليد واإلفتاء واالستفتاء)‬
‫العلوم اليت استمدت منها قواعد علم أصول الفقه‬

‫● أصول الفقه مستمد ومكون من العلوم األخرى لكنه يف النهاية علم مستقل‪ ،‬من هذه العلوم‪:‬‬
‫● اللغة العربية‪ :‬القرآن نزل بالعربية و ال بد من فهم اللغة العربية فهما تاما الستنباط األحكام مثل فهم معاين احلروف السبع واألمر والنهي واجململ‬
‫واملبني‬
‫● علم أصول الدين‪ :‬قبل فهم النصوص كالقرآن والسنة ال بد من االميان باهلل تعاىل الذي نزل القرآن ونبيه حممد (ص) الذي كالمه وأفعاله مصدر‬
‫للتشريع‬
‫● األحكام الشرعية‪ :‬وذلك الفروع واملسائل املختلفة وال بد أن يعرف هذه األحكام لكي يكون واعيا مبا أثبته من حترمي أو حتليل‬
‫فوائد علم أصول الفقه‬

‫● يساعد الفقيه على استنباط األحكام‪ 9‬ملسائل مستجدة من األدلة الشرعية ويساعد املتتبع أي يعرف أصول أئمة املذاهب لكي يرجح بينهم ويوازن‬
‫األراء ويساعد املقلد باطمئنان قلبه بأن احلكم الذي أثبته العلماء ليس مبجرد هواهم بل هو من خالل النصوص واألدلة‬
‫● يساعد علماء التفسري على فهم النصوص القرآنية واحلديثية وعلماء القانون (بالعربية) على فهم النصوص القانونية‬
‫العالقة بني الفقه وأصول الفقه‬

‫● العالقة من حيث التعريف‪ :‬أصول الفقه عبارة عن جمموعة من القواعد اليت يتوصل هبا إىل استنباط األحكام الشرعية من األدلة التفصيلية والفقه‬
‫هو العلم باألحكام الشرعية املستنبطة من أدلتها التفتصيلية‪9‬‬
‫● العالقة من حيث موضوع‪ :‬أصول الفقه يهتم باألدلة واألحكام‪ 9‬اليت من أجلها ميكن إثبات األحكام الشرعية وتطبيقها تطبيقا صحيحا والفقه‬
‫موضوعه أفعال العباد واحلكم الشرعي يف ذلك الفعل‬
‫● العالقة من حيث االستمداد‪ :9‬علم أصول الفقه يستمد من اللغة العربية وأصول الدين واألدلة الشرعية أما الفقه فيستمد من األحكام الشرعية‬
‫وأفعال املكلفني‬
‫● العالقة من حيث الغاية‪ :‬الغاية من علم أصول الفقه معرفة املناهج الصحيحة الستنباط األحكام الشرعية من األدلة التفصيلية أما الفقه فغايته‬
‫تطبيق هذه األحكام تطبيقا صحيحا لفوز املكلفني بسبب تطبيق هذه األحكام‬
‫العالقة بني الفقه والعلوم‪ 9‬األخرى‬
‫● يتعلق بعلوم القرآن‪ 9‬واحلديث ألن مها أهم دليلني من أدلة الشرع‬
‫● يستمد من علوم اللغة العربية وأصول الدين‬
‫● جمال الفقه هو أفعال العباد ويهتم بعالقة االنسان بربه وبغريه فهذه العالقات تتعلق بعلوم النفس واالجتماعىي والطب‬
‫● من ناحية املعامالت‪ 9‬يتعلق جمال األصول‬
‫‪ o‬باالقتصاد بالنسبة أللحكام اماللية‬
‫‪ o‬باملرافاعات بالنسبة للجنايات‬
‫‪ o‬بالعالقات اخالرجية بالنسبة لنظام العالقات الدولية‬

‫الفصل الثاين‪ :‬نشأة علم أصول الفقه‬


‫● ما دام الفقه موجود فأصول الفقه أيضا موجود حتما‬
‫● إال أن الفقه سبق أصول الفقه يف التدوين لكن ال يعين هذا أن العلماء‪ 9‬كانوا جيتهدون بدون قواعد‪ 9‬وضوابط‪ ،‬بل كانت مستقرة يف أنفسهم حىت لو‬
‫ما صرحوا هبا‬
‫حالة العرب قبل بعثة الرسول‬

‫● كانوا أمة أمية ليس لديهم تشريع يضبط تعاملهم إال ضوابط نادرة‬
‫● مما كان لديهم من شرع وقانون‬
‫‪ o‬ما ورثوا من شريعة أبيهم إبراهيم وإمساعيل عليهما السالم‪ 9‬مثل احلج واخلتان‬
‫‪ o‬وما تلقو عن أهل الكتاب مثل القصاص‬
‫‪ o‬وما عرفوا من أنظمة األمم اجمالورة كالفرس والروم مثل القراض والدينار‬
‫‪ o‬وما ورثوه ممن سبقهم من التقاليد والعادات‬
‫علم أصول الفقه ي‪9‬ف‪ 9‬عهد الرسول‬

‫● ما كان الصحابة حباجة إىل اصول الفقه ألن الوحي كان ينزل والرسول (ص) فيهم‬
‫● أما مصادر التشريع فالقرآن والسنة‬
‫● كان النيب يأذن للصحابة باالجتهاد وكان هونفسه (ص) جيتهد وهلال يقره والوحي أو يصوبه مثل ما حدث بأسرى بدر‬
‫علم أصول الفقه ي‪9‬ف‪ 9‬عهد الصحابة‬

‫تفرق الصحابة يف عهد أيب بكر (ر) يف حروب الردة ومسيلمة وكذلك‪ 9‬تفرقوا‪ 9‬يف عهد عمر(ر) إىل البالد‪ 9‬املفتوحة اجلديدة ليسوسوها‬ ‫●‬
‫عندما حدثت حادثة إن مل يكن لديهم شيء من القرآن والسنة يتكلم يف هذه املسألة استشاروا الصحابة اآلخرين حىت حصل إمجاع وإال‬ ‫●‬
‫فاجتهدوا بالقياس ومراعاة مصلحة الناس‬
‫مصادر التشريع يف هذا العصر كانت الكتاب والسنة واإلمجاع والقياس‬ ‫●‬
‫كان منهجهم يف االجتهاد مضبوط ألهنم كان هلم علم تام باللغة العربية وأساليب القرآن وأسباب نزول آياته وكانوا حفاظ للقرآن وكانوا محلة‬ ‫●‬
‫احلديث فال حاجة للجرح والتعديل بالنسبة للرواة وكانت هلم صحبة طويلة للنيب (ص) فما كانوا حباجة إال تدوين األصول الفقهية‬
‫علم أصول الفقه ي‪9‬ف‪ 9‬عهد التابعني‬
‫● سلك التابعون نفس املنهج الذي سلكه الصحابة يف استنباط األحكام ومع الرغم من ذلك فإن التابعني واجهوا حوادث جديدة التساع رقة الدولة‬
‫االسالمية‬
‫● أما بالنسبة ملصادر الشرع فهي األربعة يف عهد الصحابة‬

‫علم أصول الفقه ي‪9‬ف‪ 9‬عهد األئمة اجملتهدين‬

‫أسباب تدوين القواعد األصويل‪:‬‬


‫‪ 1 .‬اتساع رقة البالد املسلمة واختالط اللسان العجمي مع اللسان العريب األمر الذي أدى إىل صعبة استنباط األحكام وكثرة اللحن وكثرة الشبهات واالحتماالت يف فهم النصوص‬
‫(وإمنا أثار الشبهات أهل األهواء والبدع‪ ,‬واالحتمال كان لضعف العلماء من ناحية فهم النصوص على نفس‬
‫مستوى الصحابة ألهنم كان أعلم الناس بعد الرسول ص بالشرع)‪ 2. 9‬كثرة‬
‫املدارس الفقهية واالختالف األمر الذي أدى إىل تدوين القواعد اخالصة باملذهب اللستعانة هبا والرجوع إليها عند اخاللف‬
‫‪ 3 .‬كثرة الوقائع واحلوادث اجلديدة اليت حيتاج اجملتهد إىل معاجلتها فلصعبة هذا األمر‪ 9‬إهنم حباجة إىل وضع قواعد الستخراج األحكام‪ 9‬من تلك األدلة‬
‫‪ 4.‬وضع قواعد‪ 9‬لقبول احلديث لشيوع الوضع يف احلديث ‪ 5 .‬شيوع‬
‫اجملتهيدين الذين ليسوا أهال اللجتهاد وظهور طوائف تنكر االستدالل ببعض النصوص الشرعية‬
‫املطلب األول‪ :‬أول من دون علم أصول الفقه‬
‫● اختلف العلماء يف أول من وضع هذا العلم ومع أن كل إمام تكلم عن أصول الفقه فيما نقل عنه يف كتب أصحابه‪ ،‬ذهب األكثون إىل أنه اإلمام‬
‫الشافعي أول من وضع علم أصول الفقه مستقال يف كتابه الرسالة وحىت لو مل يكن هذا الكتاب مستوفيا لكل أصول الفقه فإنه يشمل املبادئ‬
‫االساسية‬
‫● تتابع التأليف يف هذا الفن مثل اإلمام أمحد الذي كتب يف السنة والناسخ واملنسوخ وعلل احلديث واإلمام‪ 9‬عيسى بن أبان الذي كتب يف خرب‬
‫اآلحاد وإثبات القياس‬
‫● يتبني من هذا أن علم أصول الفقه مل يدون إال يف أواخر القرن الثاين وال يعىن هذا أن االجتهاد كان مبنيا على هواهم بل كان استنباطهم أللحكام‬
‫وفق قواعد راسخة يف أنسهم وعقوهلم‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اإلمام الشافعي ومنهجه يف التأليف‪9‬‬
‫● كان كتاب الرسالة كتبه شافعي من طلب عبد الرمحن بن مهدي‬
‫● مجع فيه أهم حبوث يف أصول الفقه اليت حيتاج إليها اجملتهد مثل القرآن ومكانة السنة وعلل احلديث والقياس‬
‫● وقيل أنه كتب الرسالة يف مكة مث راجع أراءه يف بغداد واحلقيقة أن النسخة اليت هي موجودة لدينا اليت ألفها يف مصر‬
‫منهجه يف تأليف الرسالة‬
‫‪ 1.‬رسم خطة واضحة لكتابه فتكلم بالرتتيب عن القرآن‪ 9‬مث السنة مث اإلمجاع مث القياس فاالجتهاد فاالحسان ‪ 2.‬القواعد اليت‬
‫وضعها جائت من القرآن والسنة وبعضها ما نقلها عن السابقني وبعضها ما استقرأها من كالم العرب ومنها ما كانت من اجتهاداته ‪ 3.‬دعم الشافعي هذه القواعد اليت وضعها‬
‫باألدلة القرآنية واألحاديث النبوية وبالشواهد من اللغة العربية‬
‫‪ °‬نالحظ أن اإلمام‪ 9‬الشافعي كان يعتمد كثريا على استئصال القواعد‪ 9‬باألدلة وأنه ينتمي إىل مدرسة احلديث‬
‫‪ 4 .‬نرى أنه راعى املخالفني له ورد عليهم بأدب وبني لنا كيفية عرض األراء املختلفة وذلك‪ 9‬أنه مل يذكر أمسائهم وذكر أدلتهم بإنصاف‬
‫‪ 5.‬بني اجالنب التطبيقي لعلم أصول الفقه فتكلم عن املسائل الفقهية مطبقا قواعده عليها‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مناهج البحث والتأليف يف علم أصول الفقه‬


‫املناهج الرئيسية ي‪9‬ف‪ 9‬التأليف ي‪9‬ف‪ 9‬أصول الفقه‬

‫خاللصة هلذه املناهج راجع اجلدول ‪ 3‬ص ‪ 64‬يف كتاب حممد سواري‬
‫‪ °‬املناهج اليت كانت أكثر شهرة واتبعها أكثر العلماء وهي ثالثة أنواع‪ :‬طريقة الشافعية واحلنفية واملتأخرين‬
‫طريقة الشافعية‬
‫‪ °‬مفهومها‬
‫مييل إىل هذه الطريقة علماء الشافعية وهم األغلب واملتكلمون وكذلك‪ 9‬احلنابلة واماللكية تتميز هذه الطريقة‬ ‫✓‬
‫✓ بتحقيق األصول الفقهية دون التأثر بالفروع الفقهية فهي طريقة نظرية تتضمن افرتاضات كثرية وسبب هذا أهنم‬
‫يريدون وضع األصول من قبل الدخول يف املسائل الفقهية الفرعية والنطر الكلي إىل األدلة هذه الطريقة بعيدة من‬
‫✓‬
‫االنتماء اىل مذهب معني ألهنا تتعلق باألدلة فكل فقيه ألف هبذه الطريقة ضمن األدلة املعتربة يف مذهبهم من سلبيات هذه الطريقة أهنا تستثين حجما معقوال‬
‫✓‬
‫من املسائل ألهنا تركز على اجالنب النظري دون التطبيقي‬
‫‪ °‬املثال التطبيقي لطريقة الشافعية‬
‫✓ األصل يف األمر الوجوب‪...‬كيف وصلوا إىل هذه القاعدة‬
‫✓ رأو‪ :‬أن األمر يتضمن الطلب مث الطلب من الشارع‪ 9‬إلزام مث اإللزام أصال هو إجياب‬
‫✓ مث يؤيدوا أقواهلم باألدلة‪" :‬وأقيموا الصالة" جاء على صيغة األمر وهو أصال واجب بإمجاع العلماء وكذلك "آتوا الزكاة"‬
‫‪ °‬الكتب املؤلفة على طريقة الشافعية‬
‫من أمهها‪" :‬املعتمد" أليب احلسني البصري املعتزيل وكذلك كتاب "الربهان" للجوين وكتاب "املتستصفى" للغزايل أيضا‪" :‬احملصول" لفخر‬ ‫✓‬
‫الدين الرازي وكتاب "اإلحكام يف أصول األحكام" آللمدي و"املختصر" البن حاجب اماللكي‬ ‫✓‬
‫طريقة احلنفية‬
‫‪ °‬مفهومها‬
‫✓ تعرفت بالطريقة احلنفية ألهنم تفردوا باستعماهال وقد كثرت بينهم املناقشات وتدوين املسائل يف وقت مبكر من وقت حممد الشيباين وأيب‬
‫يوسف‬
‫✓‬
‫ما كان لديهم كتاب يف علم أصول الفقه وإمنا بدأ تدوين أصوهلم يف األجيال التالية اليت استنبطت األصول من الفروع‬
‫✓‬
‫كانت كتبهم مليئة باملسائل الفقهية ألهنا أصل قواعدهم‪ 9‬األصولية وكان هنجهم علمي حيث يرتبط اجالنب النظري (القواعد)‪ 9‬باجالنب‬
‫التطبيقي (الفروع) ونالحظ‬ ‫✓‬
‫أن منهج الشافعية يعاكس منهج احلنفية‬
‫‪ °‬املثال التطبيقي لطريقة احلنفية‬
‫✓ "العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب" هذه قاعدة أصولية وصلوا إليها من خالل حتليل اآليات الكثرية من القرآن‪ 9‬اليت نزلت على‬
‫صحايب خاص يف قضية خاص يف عهد النيب (ص) لكن حكمها شامل لكل من يكون يف تلك احاللة‪ ,‬مثل آية اللعان‪ ،‬فهي نزلت يف‬
‫صحايب واحد أو اثنني لكن حكمها يتحقق يف لكل مسلم مل جيد أربعة شهود‬
‫الكتب املؤلفة على طريقة احلنفية‬ ‫‪°‬‬
‫"أصول الكرخي" إللمام الكرخي و"األصول يف علم األصول" للجصاص و"تأسيس النظر" أليب زيد الدبوسي وهو من أوضح وأبسط‬ ‫✓‬
‫كتب مؤلة على طريقة احلنفية أيضا‬
‫"كنز الوصول إىل معرفة األصول" للبزدوي احلنفي من أوضح كتاب ألف على طريقة احلنفية وشرحه تلميذه عبد العزيز البخاري يف‬ ‫✓‬
‫"كشف األسرار"‬
‫✓‬
‫"متهيد الفصول يف األصول" للسرخسي احلنفي و"منار األنوار" للنَ‬
‫طريقة املتأخرين‬
‫َس‬
‫ّفي‬
‫‪ °‬مفهومها‬
‫✓ اجته بعض العلماء الشافعية واحلنفية املتأخرين إىل منهج وسط يف عرض قواعدهم وذلك بتحقيق القواعد األصولية باألدلة وتطبيقها على‬
‫الفروع‬
‫✓‬
‫ال خيلو هذا املسلك من التعصب التشدد ألن غرض هذا املنهج يف التأليف هو مقارنة االصول وترجيح أصول مذهب واحد على‬
‫أصول املذهب اآلخر‬
‫‪ °‬الكتب املؤلفة على هذا املنهج‬
‫✓ "بديع النظام اجالمع بني أصول البزدوي واإلحكام" البن الساعايت جممع ألصول البزدوي احلنفي وأصول اآلمدي الشافعي‪9‬‬
‫✓ "تنقيح األصول" إلمام صدر الشريعة احلنفي منت لطيف خلص فيه كتيب أصول البزدوي واحملصول للرازي‬
‫اهلمام و"إرشاد الفحول" للشوكاين‬
‫✓ "مجع اجلوامع" لتاج الدين السبكي و "التحرير" البن ُ‬

‫املناهج الفرعية ي‪99‬ف‪ 9‬التأليف ي‪99‬ف‪ 9‬أصول الفقه‬

‫هذه املناهد أقل شهرة من املناهج الرئيسية وهي املناهج الظاهرية والشاطبية واملعاصرين‬
‫منهج الظاهرية‬
‫● أسسه داود الظاهري األصفهاين وهو مذهب يأخذ بالظواهر النصوص وال يتجاوز‪ 9‬القرآن والسنة وإمجاع الصحابة‬
‫● نفو االجتهاد بالرأي والقياس واالستحسان وكل نوع من أنواع االجتهاد إال االستصحاب فأقروا هذا املصدر‬
‫● من أهم املؤلفات يف هذا املذهب كتاب ابن حزم الظاهري "اإلحكام يف أصول األحكام"‬
‫منهج الشاطبية‬
‫● هي هتتم ببيان أسرار الشارع واحلقيقة أن الشريعة قائمة على درء املفاسد وجلب املنافع فسلكوا منهجا جديدا يف األصول له عنصران‪:‬‬
‫‪ 1.‬فهم قواعد اللغة فهما تاما لفهم القرآن والسنة ‪ 2.‬علم‬
‫أسرار الشريعة ومقاصدها وكل أمر فيه فائدة جملوب وكل أمر فيه مفسدة فهو مدفوع‬
‫● ويعترب الشاطيب مؤسس هذا املنهج و كتابه املوافقات من أهم املؤلفات ومنها أيضا "مقاصد الشريعة لطاهر بن عاشور و"مقاصد الشريعة‬
‫االسالمية ومكارمها" لعالل الفاسي‬
‫منهج املعاصرين‬
‫● طريقة املعاصرين هي منهج جيمع مناهج القدامى من الشافعية واحلنفية والشاطبية والظاهرية وميتاز تأليفهم ب‪:‬‬
‫سهولة األسلوب وتستخدم لغة معاصرة وتضرب أمثلة معاصرة ولو كانت األفكار حبد ذاهتا ليست كلها جديدة ‪ 2 .‬جودة الرتتيب والتبويب‬
‫ودقة وتسهل وتقرب العلم إىل الباحث والقارئ العادي‬
‫● أمثلة التآليف هبذا املنهج‪ :‬حممد حضري "أصول الفقه"‪ ،‬عبد الوهاب خالف "علم أصول الفقه"‪ ،‬حممد أبو زهرة "أصول الفقه" زكي الدين شعبان‬
‫"أصول الفقه االسالمي"‬

‫الباب الثاين‪ :‬االحكام الشرعية‬


‫معرفة األحكام‪ 9‬الشرعية هي غاية الفقه وأصول الفقه على حد سواء و تنقسم األحكام‪ 9‬الشرعية إىل احلكام واحملكوم عليه واحملكوم فيه واحلكم (راجع شكل‬
‫)ص ‪1066‬‬

‫الفصل األول‪ :‬احالكم‬


‫احالكم هو ه‪99‬ل‪99‬ال‪999‬‬
‫ال خالف بني املسلمني أن هلال تعاىل هو احالكم الوحيد الذي يعرف األحكام ويرتب على األفعال العقاب أو الثواب وهو الوحيد الذي يعلم ما يصلح هلم‬
‫وما ال يصلح هلم‬
‫● الدليل‪{ :‬إن احلكم إال هلال} و {وأن احكم بينهم مبا أنزل هلال وال تتبع اهلوى}‬
‫● أما النظام الدمقراطي الغريب فالبشر يضع احلكم حسب ما يراه قبيحا وحسنا عن طريقة جملس النواب املنتخبون من الشعب العام‪9‬‬
‫هل للعقل دور ي‪99‬ف‪ 9‬احلكم‪9‬‬
‫اختلف العلماء يف هل العقل يستطيع إدراك احلسن والقبح وترتتب العقاب أو الثواب إثر الفعل يف اآلخرة‪.‬‬
‫احلسن‪ :‬اتفق العلماء أنه من صفات الكمال وأنه يالءم طبع االنسان مثل إنقاذ الغريق والعدل بني الناس‬ ‫●‬
‫القبح‪ :‬اتفق العلماء أن من صفات النقص وأنه ينفر الطبع عنه مثل ترك الغريق يف غرقه حىت ميوت وظلم اآلخرين‬ ‫●‬
‫االختالف يرجع إىل هل العقل يستطيع إدراك‪ 9‬هذا ويثاب على فعله أم ال‬
‫● األشاعرة‪ :‬القعل ال يستطيع أن يكشف عن احلسن والقبح ومقياس القبح واحلسن الشرع وال يطالب بالفعل والرتك إال من أمر شرعي وال يرتتب‬
‫الثاوب أو العقاب إال من أمر شرعي (دليلهم‪{ :‬وما كنا معذبني حىت نبعث رسوال}‪9‬‬
‫● املعتزلة‪ :‬القعل وحده يستطيع إدراك القبيح واحلسن واالنسان مكلف بالرتك والفعل ويرتتب على األفعال الثواب والعقاب بدون رسالة وال شرع من‬
‫هلال تعاىل‬
‫● امالتريدية‪ :‬العقل يستطيع الكشف عن احلسن والقبح لكن ال يقتضي طلب الرتك أو الفعل إال من بعد ما جائت رسالة أو شرع فحينئذ يرتتب‬
‫الثواب والعقاب‬
‫كذلك اختالفهم يف أهل الفرتة (الذين هو بني رسالة ورسالة‪ ،‬أي مل تبلغهم رسالة)‬
‫األشاعرة‪ 9:‬أهل الفرتة غري مطالبني‪ ،‬فأفاعاهلم ال عقاب عليها وال ثواب‬ ‫●‬
‫املعتزلة‪ :‬قالوا أهل الفرتة مطالبون بفعل ما حيسن العقل وترك ما يقبحه ويرتتب على أفعاهلم الثواب والعقاب حىت بدون بلوغ الرسالة إليهم‬ ‫●‬
‫امالتريدية‪ :‬قالوا‪ 9‬أهل الفرتة غري مطالبني‪ ،‬فأفاعاهلم ال عقاب عليها وال ثواب ما داموا‪ 9‬ال يعبدون االصنام‪ ،‬أي هم مطالبون باإلميان باهلل وحده‬ ‫●‬
‫الرسول ليس حاكما‬

‫إمنا النيب (ص) مبني ومبلغ للقرآن واألحكام الشرعية‪.‬‬


‫● دليل‪{ :‬فإمنا عليك البالغ} {فذكر إمنا أنت مذكر ⊕ لسبت عليهم مبسيطر}‬
‫اجملتهد ليس حاكما‬

‫اجملتهد خمرب ومظهر ألحكام الشرع وليس له أن يشرع األحكام كما زعم بعض الديانات األخرى حيث أهنم أعطوا "رجال دينهم" والية وضع أحكام األمر‬
‫والنهي‬

‫الفصل الثاين‪ :‬احملكوم فيه‬


‫مهفوم احملكوم فيه‬
‫هو فعل املكلف الذي به يتعلق خطاب الشارع ويعترب واجبا أو حراما أو مباحا وهلم جرا‪.‬‬
‫شروط احملكوم فيه‬
‫من شروط التكليفات‪:‬‬
‫‪ 1.‬ال بد أن يكون معلوما للمكلف واألدلة على هذا‪:‬‬
‫‪ 1.‬اآلية{‪:‬وما كنا معذبني حىت نبعث رسوال}‪ ،‬الشارع ال يعذب إال من بعد بيان منه ‪ 2 .‬من‬
‫املعقول‪ ،‬أي ال يستطيع االنسان فعل ما أمر به إال بعد علم تام مبا كلف به وال عذر ملن يسكن بدار اإلسالم فله االمكانية‬
‫للحصول على العلم‬
‫‪ 2.‬أن يكون الفعل مقدورا للمكلف واألدلة على هذا‪:‬‬
‫اآلية‪{ :‬ال يكلف هلال نفسا إىل وسعها} دالة على أن هلال ال حيمل املكلف ما ليس يف إمكانه املعقول‪ ،‬املقصود‬ ‫‪.1‬‬
‫من التكليف هو االمتثال مبا أمر هلال وإذا‪ 9‬خرج عن حدود القدرة والطاقة فيتعذر املكلف‪ 9‬فعله‬ ‫‪.2‬‬
‫مسائل إضافية‪:‬‬
‫‪ 1.‬هل يصح شرعا التكليف باألفعال الفطرية‬
‫‪ -‬ال يصح شرعا ألن هذه االفعال طبيعية وليست من إرادة االنسان وال يتحكم عليها‬
‫‪ -‬لو ورد يف النصوص ما يدل على هذا فإمنا هو ذم ممارسة األفعال اليت تؤدي إىل الفعل الفطري أو األمر‪ 9‬بالسيطرة على أثاره‬
‫✓ مثال‪ :‬القاضي‪ 9‬ال يكلف بعدم الغضب لكنه ال يقضي يف أثناء الغضب‬
‫✓ مثال آخر‪ :‬يف قول رسول هلال (ص) يف القسم بني أزواجه "فال تلمين فيما متلك وال أملك"‪ 9‬وهو ميل القلب‪ 9‬ومن زيادة احملبة‬
‫إلحدى زوجاته‬
‫✓ ال يكلف اجلندي بعدم اخلوف يف مقابلة العدو لكنه يكلف بالثبات عند اللقاء‬
‫‪ 2.‬هل يصح شرعا التكليف بفعل الغري‬
‫‪ -‬ال يصح التكليف بفعل الغري مثل منع الغري عن القتل والسرقة{ال تزر وازرة وزر أخرى} وإمنا يطالب باألمر باملعروف والنهي عن املنكر‬
‫‪ 3.‬هل يصح شرعا التكليف باملستحيل‬
‫‪ -‬ال يكلف االنسان باملستحيل واملستحيل إما لذاته أو لغريه‬
‫✓ املستحيل لذاته ما هو أصال ال يتصور وجودخه‬
‫✓ املستحيل لغريه ما يتصور وجوده لكن العادة تقتضي أنه ال يوجد مثل جناح الطالب‪ 9‬الذي ال يذاكر الدروس‪( 9‬النجاح ممكن‪،‬‬
‫لكن بغري مراجعة مستحيل عادة)‬
‫‪ 4 .‬هل الكفار خماطبون بفروع الشريعة‬
‫‪ -‬القول األول‪ 9:‬وهو للحنفية وهو يقول بعدم وجوب الفروع الفقهية على الكفار ألنه تكليف باملستحيل وذلك‪ 9‬من شروط الصالة‬
‫اإلسالم وهذا مل يتوفر يف الكفار فصالهتم باطلة فيعاقبون عن ترك الصالة لو فعلوها أم ال‬
‫‪ -‬القول الثاين‪ :‬ذهب اجلمهور إىل أن اإلميان ليس شرطا للتوجيه اخلطاب بالفروع الفقهية واستدلوا‪{ 9‬ما سلككم يف سقر ⊕ قالوا مل نكن‬
‫من املصليني} فأخربنا سبحانه وتعاىل بأنه عذب الكفار‪ 9‬برتك الصالة‪ ،‬وكذلك‪ 9‬آية {الذين ال يدعون مع هلال إهال آخر واليقتلون }‬
‫ففيها يضاعف العذاب ملن أشرك باهلل وارتكب الزىن وجرمية القتل‬
‫‪ -‬القول الثالث‪ :‬ذهب بعض العلماء‪ 9‬إىل أن الكافر‪ 9‬خماطبون بالنواهي وليس باألوامر‪ 9‬حيث أن االنتهاء ممكن يف حالة الكفر‬

‫أقسام احملكوم فيه‬

‫هي أربعة أقسام‪9:‬‬


‫‪ 1.‬ما يتعلق ح‪9‬ب‪9‬ق‪ 9‬ه‪99‬ل‪9‬ال‪ 9 :999‬معناه أنه ما يتعلق به مصلحة عامة ونسب إىل هلال تعاىل لعظمة أمهيته ومشول نفعه ومسي حق اجملتمع واحلقوق العامة وال تعين‬
‫إضافته مباشرة إىل هلال عز وجل‬
‫‪ -‬يرتتب منه أنه حق هلال تعاىل أنه ال جيوز ألحد إسقاطه وال بد من تنفيذه إذا توفرت الشروط ومن أمثلته‪:‬‬
‫✓ العبادات‪ :‬كالصالة والزكاة {ما خلقت اجلن واالنس إال ليعبدون}‬
‫✓ العقوبات‪ :‬كاحلدود‬
‫✓ احلقوق املرتددة بني العبادة والعقوبات كالكفارات‬
‫✓ احلقوق اليت شرعها هلال ملصلحة العباد مثل والية األب على الصغري وحق االبن يف األبوة والنسب‪.‬‬
‫‪ 2.‬ما يتعلق ح‪9‬ب‪9‬ق‪ 9‬العباد‪ :‬هو ما يتعلق مبصلحة الفرد ومسي حبق الفرد واحلقوق اخالصة‬
‫‪ -‬يرتتب من أنه حق العبد أنه جيوز اسقاطه ما دام جائز التصرف وكان قابال اللسقاط ومل يكن هناك مانع اللسقاط‬
‫✓ مثاله‪ :‬حق امللكية وحق االنتاج الذهين والنشاط األديب ‪ <-‬جيوز اسقاط هذه احلقوق حبيث ميكن آللخرين أن ينتفعوا هبا‬
‫‪ 3.‬ما اجتمع فيه حق هلال والعبد‪ ،‬مع أن حق العبد غالب‬
‫‪ -‬من أحسن أمثلة حق القصاص فهو شرع ملصلحة عامة حفظ احلياة وإشاعة األمن بينهم‬
‫✓ يف جرمية القتل‪ ،‬يعاين أولياء املقتول أكثر من عوام الناس فلذلك جعل هلال تعاىل اخليار هلم يف حق القصاص فلهم احلق يف‬
‫رفع الدعوى‪ 9‬أو عدم رفعها ويف طلب امالل أو الصلح‪ 9‬بغري مال (لكن ال يعىن أن القاضي ال ميكن أن يعزر اجالين إذا رأى يف‬
‫ذلك مصلحة)‬
‫✓ وردت قاعدة "االضطرار ال يبطل حق الغري" فالذي اضطر إىل أكل طعام الغري ال بد من ضمانه‬
‫‪ 4.‬ما اجتمع فيه حق هلال والعبد‪ ،‬مع أن حق هلال غالب‬
‫‪ -‬من أحسن أمثلته القذف‪ ،‬فيجتمع فيه‪:‬‬
‫✓ حق العبد‪ :‬حق املتعدي عليه يف حفظ شرفه‬
‫✓ حق هلال‪ :‬حق اجملتمع وهو ألجل صيانة أعراض الناس ومنع الفساد‬
‫‪ -‬ال جيوز اسقاط احلد إن عفى املقذوف عن القاذف ألن حق هلال أغلب هنا‬
‫مالحظة‪ :‬مع أن احلقوق أقسام‪ ،‬قال العلماء أن يف كل حق هلل حق للعبد والعكس بالعكس فلذلك‪ 9‬ال جيوز لصاحب امالل أن ينتفع به كما شاء بشكل‬
‫يضر به حق اآلخرين‬

‫الفصل الثالث‪ :‬احملكوم عليه‬

‫مفهوم احملكوم عليه‬

‫املقصود‪ :‬املكلف‪ 9‬من الثقلني اجلن واالنس ألن اجلمادات واحليوانات ليست مكلفة‪ ،‬ولتحقيق التكليف الشرعي شرطان‪:‬‬
‫‪ 1 .‬العقل‪ :‬أن يفهم للمكلَّف خطاب الشارع‪ 9‬املوجه حنوه وذلك عند البلوغ فعندئذ يتحقق الكمال اجلسدي ومن أدلة ذلك حديث "رفع القلم" و‬
‫آية "وما كنا معذبني"‬
‫‪ 2 .‬حرية االختيار‪ :‬أي يكون قاردا‪ 9‬على االمتثال واالتيان باملكلف به‬
‫مفهوم أهلية التكليف‬
‫األهلية‪ :‬لغة الصالحية واصطالحا صالحية الشحص ألن تثبت له احلقوق الشرعية وتثبت عليه الواجبات وتصح تصرفاته وهي نوعان‪:‬‬
‫أهلية الوجوب‪ :‬صالحية الشخص ألن تكون له حقوق (مثل يف املرياث وحق النسبة إىل أبيه) وعليه واجبات (مثل ضمان االتالف وضرر أحلقه اآلخرين)‬
‫‪ -‬شرط‪ :‬وجود احلياة‪ ،‬أي لو كان حيا وجبت له احلقوق وعليه الواجبات‬
‫‪ 1 .‬أهلية الوجوب الناقصة‪ :‬هي تثبت للجنني يف بطن أمه ومسيت ناقصة اللحتمال أن يولد ميتا (تثبت له ما ال حتتاج إىل قبول مثل اإلرث والوقف‬
‫ونفي عنه ما حيتاج إىل قبول مثل البيع واهلبة) ‪ 2.‬أهلية‬
‫الوجوب الكاملة‪ :‬تثيت للطفل الذي ولد حىت موته فتثبت له كل احلقوق (ارث‪ ،‬وصية‪ ،‬وقف) وعليه الواجبات إىل أن الويل يؤدي الواجبات‬
‫نائبا عليه حىت يبلغ‬
‫أهلية األداء‪ :‬صالحية الشخص ملمارسة األفعال اليت يتوقف اعتبارها على العقل فيجب أداء العبادات‪ 9‬وإقامة احلد يف اجلنايات وهلم جرا‪.‬‬
‫‪ -‬شرط‪ :‬العقل‪ ،‬ما دام العقل موجودا صار مكلفا‬
‫‪ 1 .‬أهلية األداء املنعدمة‪ :‬هو الذي عقله منعدم مثل الصيب والعجوز أحيانا واجملنون فهم غري مميزين يف التصرفات وسقطت عنه أداء العبادات وال‬
‫قضاء هال‪ ،‬كذلك اجلنايات ال يعاقب وتبطل تصرافاته اماللية‬
‫‪ 2.‬أهلية األداء الناقصة‪ :‬مثاله الصيب املميز الذي ال يبلغ فهو يفهم اخلطاب لكن ال يشعر مبسؤولية أو حقيقة التكليف فتصرافاته كاآليت‬
‫‪ 1.‬العبادات‪ :‬ال يطالب بفعلها لكن تقبل أداءها ويثاب ‪2 .‬‬
‫املعامالت‪ 1. 9:‬الذي فيها نفع صحيحة (قبول اهلدية) ‪ 2.‬الذي فيها ضرر غري صحيحة (تربعاته من ماله) ‪ 3.‬الذي تردد بني النفع‬
‫والضرر تعتمد على وليه (البيع والشراء)‬
‫‪ 3.‬اجلنايات‪ :‬ال يعاقب على اجلرميات لكنه ي ََُؤدب (ويؤدي الدية وليه وضمان ما تلف)‬
‫‪ 3 .‬أهلية األداء الكاملة‪:‬وهي عند البلوغ وجيب عليه كل الواجبات وله كل احلقوق ويؤاخذ بأعماله ما مل يكن هناك عوارض‪ ،‬والبلوغ نوعان‪:‬‬
‫‪ 1 .‬الطبيعي‪ :‬خروج املين من الذكر‪ 9‬أو األنثى أو احليض للمرأة‬
‫‪ 2 .‬التقديري‪ :‬هو ‪ 15‬سنة قمرية (من حديث ابن عمر عندما أراد يقاتل يف غزوة بدر ومنعه النيب (ص))‬
‫مراحل األهلية‬
‫ترجع إىل جدول ‪6‬‬

‫عوارض األهلية‬

‫العوارض‪ :‬هي ما تؤثر على أهلية اإلنسان إما بالنقصان منها أو فقداهنا متاما‪ ،‬وذلك أهلية األداء ألن أهلية الوجوب قائمة ما دام حيا وتقسم باعتبارات‬
‫خمتلفة‪:‬‬
‫‪ 1.‬العوارض من حيث حدوثها ‪2 .‬‬
‫العوارض من حيث التأثري على أهلية األداء‬
‫العوارض من حيث حدوثها‬
‫هي نوعان‪ ،‬السماوية واملكتسبة‬
‫العوارض السماوية‪/‬اجلربية‪ :‬اليت ليس إللنسان دخل يف إحداثها‬
‫‪ 1.‬اجلنون‪ :‬اختالل يصيب العقل حبيث مينع العقل من جريان العقل جريانا صاحال مثل العته واجلنون فيعترب كالصيب‪:‬‬
‫‪ -‬تسقط عنه العبادات وال يلزم بقضائها‬
‫‪ -‬تبطل تصرقاته اماللية‬
‫‪ -‬ال ترتتب على جرائمه عمدا وتعترب خطأ فال يعاقب ولكن يدفع الدية‬
‫‪ 2.‬العته‪ :‬مرض يصيب االنسان حيث خيتلط كالمه فأحيانا يشبه العاقل وأحيانا يشبه اجملنون فهو نقصان العقل جزئيا واملعتوه نوعان‪:‬‬
‫‪ -‬املعتوه املميز‪ :‬حكمه الصيب املميز (أهلية األداء ناقصة)‬
‫‪ -‬املعتوه غري املميز‪ :‬حكمه الصيب غري املميز أو اجملنون‪ ،‬ال عقل له يف مرحلة العته (أهلية األداء منعدمة)‬
‫‪ 3.‬اإلغماء‪ :‬املغمى عليه فاقد لعقله فتصرفاته غري معتربة وال يرتتب أي شيء عليها (إال الضمان مال أتلف والدية لو قتل)‬
‫‪ 4 .‬النسيان‪ :‬غفلة العقل وهو ال ينايف خطاب الشارع لوجود العقل والتمييز (يعترب عذرا)‬
‫‪ -‬وجب القضاء العبادات‬
‫‪ -‬وجب أن ال يقصر فيكون حذرا حسب اخلواطر الصلبية يف أفعاله (مثل معاملة املسدس بتهاون)‬
‫‪ -‬إن مل يقصر فيعترب نسيانه عذرا (مثل األكل يف رمضان نسيانا ال يبطل الصوم)‬
‫‪ 5.‬املرض‪ :‬حالة تعرض إللنسان تؤثر يف القدرة على الفعل ‪ -‬املرض‪9‬‬
‫الذي يربأ منه‪ :‬فهذا‪ 9‬الذي ال يؤدي إىل املوت فهو ال ييقص أهلية األداء شيئا إال أنه يعترب عذر فتسقط بعض الواجبات اليت‬
‫ال يستطاع فعلها ‪-‬‬
‫مرض املوت‪ :‬املرض‪ 9‬املؤدي إىل املوت ألننا نرى معظم الناس الذين يقعون يف هذا املرض ال يربأون حىت موهتم‬
‫‪ -‬تبقى أهلية الوجوب والتكليف بالعبادات والعقوبات (ما يستطيع)‬
‫‪ -‬التصرفات الضارة بالغرماء‪ ،‬فيحجر بالنسبة لذلك حيث ال جيوز الوصية بأكثر من الثلث وترث منه الزوجة املطلقة‬
‫طالقا بائنا (لوجود التهمة)‬
‫العوارض املكتسبة‪ :‬هي اليت حتدث باختيار االنسان وتؤثر على قدراته املختلفة‬
‫‪ 1 .‬النوم‪:‬فتور عقلي حيث يفقد والوعي‪ 9‬واإلدراك‪ 9‬وال ينقص من أهليته شيء ألنه العقل ما زال موجودا إال أنه يعترب عذر فيبطل ما صدر منه من فعل‬
‫ويكلف بضمان االتالف ودية قتل اخلطأ ‪ 2.‬السكر‪:‬‬
‫وهو السكران املختلط يف كالمه ضد الصحو وهو نوعان‬
‫‪ -‬السكر بسبب مباح‪:‬هو أن يتناول شيئا مباحا فيسكره من دون قصد فال إمث عليه‬
‫✓ ال ينايف أهلية الوجوب فيلزمه الضمان يف االعتداء على الغري‬
‫✓ ينايف أهلية األداء فال جتب عليه الواجبات‪ ،‬لكن جيب القضاء حني يصحو‬
‫‪ -‬السكر بسبب غري مباح‪ :‬هذا آمث وأمر خطري أللسباب اآلتية‪:‬‬
‫✓ ال تزول أهلية الوجوب فتجب عليه الواجبات مثل الصالة والصوم‬
‫✓ تزول أهلية األداء فال تصح أداء الصالة أثناء السكر‬
‫✓ تصح تصرفاته يف العقود يف اإلقرار والعقود والطالق وما إىل ذلك‬
‫✓ ترتتب على أفعاله املؤولية اجلنائية فيجب عليه القصاص إذا قتل ولو غري متعمد‬
‫‪ 3.‬السفه‪ :‬نقص يف العقل‪ ،‬وشرعا هو التبذير يف امالل واإلسراف‪ ،‬وال يشبه املعتوه ألنه عقله سليم لكن يتبع أهواءه يف إنفاق ماله‬
‫‪ -‬له أهلية األداء والودوب لكن حيجر على تصرفاته اماللية مثل البيع والشراء واإلجارة‬
‫‪ 4 .‬اخلطأ‪ :‬ضد الصواب‪ 9،‬أي يفعل املرء من غري قصد تام وهو نوعان‪ 1) :‬ال يقصد املخطئ الفعل وال االنتيجة )‪ 2‬يقصد املخطئ الفعل وليس‬
‫النتيجة‬
‫يعترب عذرا وتسقط حقوق هلال عليه وال حقوق العباد يضمنها‪ ،‬مع أنه يستحق التعزير‬ ‫‪-‬‬
‫كذلك ال ينفي وجوب الكفارة (ألنه يعترب قاصرا)‬ ‫‪-‬‬
‫ال تقع التصرفات القولية مثل لو طلق زوجته خطأ (حسب قول اجلمهور)‬ ‫‪-‬‬
‫اإلكراه‪ :‬القهر ويف االصطالح هو محل الغري على ما ال يرغب فعله وهو نوعان‬ ‫‪5.‬‬
‫‪ -‬اإلكراه امللجئ ‪ /‬اإلكراه التام‪ 9:‬هو إكراه الغري بالتهديد حيث إن مل يفعل ما ُأِّمر به ي َُْقتل وخياف على سالمة النفس وهو مفسد‬
‫اللختيار‪ 9‬متاما ‪-‬‬
‫اإلكراه غري امللجئ‪ /‬اإلكراه الناقص‪ :‬ال ينايف التكاليف الشرعية وتقديره وأثاره ختتلف فيه العلماء‬
‫العوارض من حيث التأثري على أهلية األداء‬
‫‪ 1 .‬العوارض‪ 9‬اليت تزيل أهلية األداء كامال‪ :‬تنعدم أهلية األداء فال تكليف وال عقاب (كالصيب الطفل الصغري)‪ ،‬هي نوعان‪ ،‬الدائمة واملؤقتة‬
‫▪ الدائمة‪ :‬كاجلنون العقل يكون دائما مفقودا‪ ،‬لكن إذا عاد إليه عقله عادت الواجبات بدون وجوب القضاء‬
‫▪ املؤقتة‪ :‬كالنوم اإلغماء والنسيان‪ ،‬لكن يلزم القضاء عندما يذهب العارض‪ 9‬املؤق‪َّ9‬ت‬
‫‪ 2.‬العوارض اليت تزيل أهلية األداء جزئيا (أي تنقصها‪ ):‬هو كالعته‪ ،‬فتصح منه التصرفات النافعة دون غريها ‪ 3 .‬العوارض اليت ال‬
‫تزيل أهلية األداء لكن تتقيد بعض التصرفات‪ :‬وهي ليست لفقدان األهلية لكنها من أجل املصلحة تغري بعض‬
‫األحكام (مثل الذي هو سفيه وهو عالة على غريه‪ ،‬فيحجر عليه وتصح منه التصرفات التعويضية دون التربعات)‬

‫الفصل الرابع‪ :‬ماهية احلكم الشرعي‬

‫احلكم‪ :‬لغة هو القضاء وشرعيا واصطالحا هو خطاب الشارع املتعلق بأفعال املكلفني طلبا أو ختيريا أو وضعا‬
‫‪ o‬خطاب الشارع‪ :‬الكالم من الشارع املوجه إىل املكلفني‪ 9‬إما مباشر كالقرآن أوغري مباشر عن طريق رسوله وهو السنة النبوية‬
‫‪ o‬املتعلق بأفعال املكلفني‪ :‬األفعال اجلوارحية أوالقلبية الصادرة من املكلَّف والفعل يتعلق بالفعل اجلسدي والقول باللسان واالعتقاد‬
‫بالقلب‬
‫‪ o‬الطلب أو التخيري أو الوضع ‪:‬‬
‫▪ الطلب‪ :‬هو أن الشارع طلب فعله باجلزم (الواجب) أو غري اجلزم (املندوب) أو حرم فعله بطريقة اجلزم (احلرام) أو غري اجلزم‬
‫(املكروه)‬
‫▪ التخيري‪ :‬جوز الشارع التخيري بني الفعل والرتك (اإلباحة)‬
‫▪ الوضع‪ :‬وضع الشارع أمرين مرتبطني حيث أن األول يكون سببا آللخر أو شرطا أو مانعا له‬
‫● احلكم الشرعي قسمان‪ :‬التكليفي والوضعي‪9‬‬
‫احلكم التكليفي‬
‫● تعريف‪ :‬هو ما طلب الشارع فعله أو تركه أو خري بني الفعل والرت ومسي هبذه التسمية ألنه فيه نوع من الكلف واملشقة‬
‫‪ o‬أما التخيري فهو املباح وحىت لو مل تكن فيه معىن ال ُْكلف أو املشقة فإنه أدخل هنا تتميما للقسم ورعاية للرتتيب املنهجي‬
‫● أقسام احلكم التكليفي مخسة وهي‪:‬‬
‫‪ 1.‬اإلجياب هو طلب الفعل طلبا جازما ‪2.‬‬
‫الندب هو طلب الفعل طلبا غري جازم ‪3.‬‬
‫التحرمي هو ما طلب الرتك طلبا جازما ‪4.‬‬
‫الكراهة هو ما طلب الرتك طلبا غري جازم ‪5.‬‬
‫اإلباحة وهي التخيري بني الفعل والرتك‪9‬‬
‫أما احلنفية فقد قسموا احلكم إىل‪ :‬الفرض‪ ،‬اإلجياب‪ ،‬الندب‪ ،‬التحرمي‪ ،‬كراهة التحرمي‪ ،‬كراهة التنزيه‪ ،‬اإلباحة‬ ‫●‬
‫الواجب‬
‫التعريف اللغوي‪ :‬مبعىن الزم ‪ ،‬أي لزم املكلف أداؤه التعريف‬
‫االصطالحي‪ 9‬األلصويل‪ :‬ما طلب الشارع فعله طلبا جازما وإن ترك فعله يف وقته بال عذر فإنه موجب للعقاب‬
‫أمثلة الواجب‪ :‬الصالة والزكاة واحلج أمساء‬
‫الواجب‪ :‬الفرض‪ ،‬املفورض‪ 9،‬املكتوب وااللزم‬
‫حكم الواجب‪ :‬الزم أن يؤتى بالواجب ويثاب فاعله وميدح شرعا ويعترب مطيعا ألمر هلال والعكس ينطبق على تارك الواجب‬
‫الفرق بني الواجب واإلجياب والوجوب‪ :‬فيما يتعلق حبكم "واجب"‬
‫✓ اإلجياب هو نفس اخلطاب اخالص مثل إذا قلنا "إجياب الصالة ثابت بقوله تعاىل (وأقيموا‪ 9‬الصالة)‬
‫✓ الوجوب هو أثر اخلطاب مثل إذا قلنا "من أنكر وجوب احلج فقد كفر" فأثر خطاب بإجياب احلج أن هلال طلب منا أدائه طلبا جازما‬
‫✓ الواجب هو الفعل الذي يتعلق به اخلطاب مثل إذا قلنا "احلج واجب"‬
‫طرق معرفة الواجب‪ :‬اخلطاب الدال على واجب يعرف من النصوص تدل على وجه احلتم وااللزام‬
‫‪ 1 .‬النصوص اليت هي على صيغة الطلب‪9:‬‬
‫‪ a.‬فعل األمر مثل "السارق والسارقة فاقطعوا‪ b . "..‬فعل‬
‫مضارع مقرتن بالم أمر "وليوفوا نذورهم"‪...‬‬
‫‪ c .‬اسم فعل أمر "واحملصنات‪...‬كتا َب هلال عليكم"‪ ...‬فالعبارة املؤكدة معناها‪" :‬ألزموا كتاب هلال"‬
‫‪ 2 .‬األلفاظ املوضوعة يف اللغة إللجياب واإللزام‬
‫َب عليكم الصيام" "إن الصالة كانت على املؤمنني كتابا موقوتا"‬ ‫‪ a.‬منها فرض‪ ،‬ووجب‪ ،‬وكتب ومشتقاهتا مثل ‪"..‬‬
‫ُكت‬
‫ّ ‪ b.‬لفظ األمر ومشتقاته مثل "إن هلال يأمركم أن"‪9...‬‬
‫‪ c.‬لفظ احلق ومشتقاته مثل "وللمطلقات متاع باملعروف حقا على املتقني"‬
‫‪ 3 .‬نصوص التوعيد على تركه مثل "وأوفوا بالعهود إن العهد كان مسؤوال"‬
‫الفرق بني الفرض والواجب‪ :‬وهذا التفريق مهم عند احلنفية خبالف اآلخرين‬
‫✓ الواجب ما ورد بدليل قطعي الثبوت وقطعي الداللة مثل الصالة اليت وردت يف القرآن وال شك أن داللة "وأقيموا" تفيد األمر والوجوب‬
‫✓ الفرض ما ورد بدليل ظين الثبوت مثل سورة الفاحتة يف الصالة اليت وردت يف أحاديث آحادية‬
‫✓ أمهية التفريق بني الفرض والواجب‪:‬‬
‫‪ -‬أوال إذا ترك االنسان الفرض جحودا فهو كافر ولو ترك الواجب جحودا فهو غري كافر‬
‫‪ -‬ثانيا إذا ترك املكلف فرضا يف فعل شرعي بطل فعله ولو ترك واجبا مل يبطل فعله لكنه ناقص (أما عند اجلمهور الفعل باطل لو ترك‬
‫واجبا أو فرضا)‬
‫تقسيمات الواجب‪ :‬ينقسم إىل أربعة أقسام وهي ما يلي‬
‫‪ 1.‬الواجب حبسب تعيني من جيب عليه وهو العيين والكفائي‪ 2. 9‬الواجب‬
‫حبسب تقييد وقته وعدم التقييد وهو املطلق واملقيد‬
‫‪ 3.‬الواجب حبسب تعيني الفعل املطلوب وعدم تعيينه وهو املعني واملخري ‪ 4.‬الواجب‬
‫من جهة حتديد املطلوب منه وعدم التحديد وهو ال احملدد وغري احملدد‬

‫) ‪ 1‬الواجب العيين والكفائي‪ :‬العيين جيب على الفرد فعله وأمث إن تركه‪ ،‬أما الكفائي فيجب على اجلماعة فعله ولو كانت جمموعة منهم ولو ترك أمث‬
‫اجلميع‬
‫✓ اهلدف‪ 9‬من العيين مصلحة الفرد واختباره وأما الكفائي فهدفه حصول الفعل ومصلحة اجلميع‬
‫✓ الفردي يتكرر ويطالب به اجلميع وأما الكفائي فال يتكرر ويطالب به جمموعة فقط‬
‫)‪ 2‬الواجب املطلق واملقيد (بالنسبة للوقت‪ ):‬املطلق هو الذي ال حيدد هلال تعاىل وقتا لفعله مثل كفارة اليمني‪ ،‬أما املقيد فقد حدد هلال وقتا مثل الصالة‬
‫✓ الفائدة من التقسيم‪ :‬الذي يؤخر اللفعل أو يقدمه خارج وقته ففعله باطل وكذلك يكون آمثا إن مل يؤده يف وقته بغري عذر‬
‫‪ °‬املقيد املوسع‪ :‬الذي ما كان زمانه أوسع مما يقتضيه فعله ‪ ‬ومثاله الصلوات ولكن الوقت املتطلب لفعل الصالة قصري‬
‫‪ -‬ال بد من تعيني النية فإذا صلى ركعيتني يف وقت الفجر‪ 9‬ومل ينو نية الفريضة‪ 9‬فوقعت الركعتني باطلتني‬
‫‪ °‬املقيد املضيق‪ :‬الذي زمانه بقدر ما يقتضيه فعله ‪ ‬ومثاله صوم كل يوم من رمضان فزمن الصيام يبدأ من الفجر وينتهي عند‬
‫املغرب وكذلك وقت أدائه‬
‫‪ -‬ال بد من تعيني النية فإن صام طول اليوم ومل ينو صوم فريضة رمضان وقع صومه باطال‬
‫‪ °‬ذو الشبهني‪ :‬وهو الذي يظهر مضيق ويف نفس الوقت موسع مثل احلج فاحلج وقت أدائه مرة يف أي جزئ من حياة االنسان‬
‫ومن ناحية أخرى جيوز‪ 9‬أدؤه مرة يف أشهر احلج فمن هذه الناحية هو مضيق‬
‫ال داعي لتعيني النية ففي احلج لو عني نيته أداء الفريضة أم ال اعترب حجه‬ ‫‪-‬‬
‫) ‪ 3‬الواجب املعني واملخري‪:‬‬
‫املعني هو ما عني هلال شخصا خاصا يف أداء الفعل فال تربأ ذمة املكلَّ‪9‬ف حىت يؤديها إىل الشخص اخالص مثل رد املفصوب بعينه وأداء‬ ‫✓‬
‫الصلوات بكيفياهتا اخالصة وكذلك الصوم‬
‫✓ املخري هو ما مل يعني هلال فعله وتركه خمريا بني أمرين مثل كفارة اليمني فرتك لنا هلال خيارات كثرية يف كيفية كفارة اليمني ومثل أي شخص‬
‫نطعمه من املساطن‬
‫) ‪ 4‬الواجب احملدد وغري احملدد‪:‬‬
‫احملدد ما طلب هلال فعله طلبا جازما وحدد مقداره مثل عدد ركعات الصالة غري‬ ‫✓‬
‫احملدد هو ما طلب هلال تعاىل فعله طلبا جازما إال أنه مل حيدد املقدار مثل االنفاق يف سبيل هلال وإمنا ينفق املقدار الكايف لسد احالجة‬ ‫✓‬
‫املندوب‬
‫لغة‪ :‬الدعاء إىل الفعل والطلب‬
‫اصطالحا‪ :‬ما طلب هلال فعله طلبا غري جازم (من تسمياته األخرى عند الفقهاء املستحب‪ ،‬والسنة‪ ،‬والفضيلة‪ ،‬والتطوع‪ ،‬والنافلة‬
‫حكم املندوب‪ :‬يثاب فاعله على الفعل وال يعاقب على تركه‬
‫طريقة معرفة املندوب‪:‬‬
‫‪ 1.‬النصوص القيولية الدالة على الندب‬
‫‪ 1 .‬األمر الدال على الطلب ال إلزام فيه مقرتن مبا يوجب الرتخيص مثل يف القرآن "وهتجد به نافلة لك"‬
‫‪ 2.‬ترغيب يف فعله مثل يف احلديث "خريكم من تعلم القرآن وعلمه" ‪ 3.‬ذكر‬
‫الثواب عليه مثل يف احلديث "من بىن مسجدا بىن هلال له بيتا يف اجلنة"‬
‫‪ 2 .‬الذي فعله النيب ويتقرب به دون دليل على وجوب وال يواظب عليه وليس بشيء خاص به (ص) وهي على مراتب‬
‫‪ 1 .‬املسنة واملؤكدة – هي ما واظب النيب عليها مثل الوتر والركعتني قبل الفجر‬
‫✓ حكمها‪ :‬من تركها يستحق العتاب من هلال ومل يعاقب ومن الزمها يثاب‬
‫✓ سنة الكفاية‪ :‬هي السنة املؤكدة وهي ُم َك‬

‫َّملٌة‬
‫وُمت‬
‫ّ َمةٌ للفرائض مثل األذان واإلقامة ولو اتفق قوم على تركها وجب قتاهلم حىت‬
‫عادوا إليها‬
‫‪ 2 .‬السنة غري املؤكدة – اليت فعلها النيب (ص) ومل يالزمها دائما مثل الصدقة على الفقراء وسنن الرواتب وصوم االثنني واخلميس‬
‫✓ حكمها‪ :‬ال يستحق تاركها العقاب وال يالم من الشارع كما أنه يثاب فاعلها‬
‫‪ 3.‬السنة الزائدة‪ :‬ما فعله النيب بصفته كبشر وإنسان ومل يكن هال صلة بالتبليغ عن هلال تعاىل وبيان الشرع وذلك مثل طريقة أكله وشربه‬
‫ولبسه ونومه إال إذا ورد نص حيث على صفة معينة وأمر هبا (مثل " ُكل بيمينك و َس ِّ م هلال)"‬
‫✓ حكمها‪ :‬ميدح فاعلها من هلال وال يالم تاركها‬
‫احملرم‬
‫لغة‪ :‬املمنوع‬
‫اصطالحا‪ :‬ما ترك هلال تركه طلبا جازما‬
‫أمثلته‪ :‬القويل (الغيبة والقذف) الفعلي (كالسرقة والقتل) عمل القلب (احلسد) حكمة التحرمي‪ :‬حرم‬
‫هلال ما فيه مضرة للعباد وما مثل اآلية احملرمة جلميع الذنوب واألفعال القبيحة ويثاب لو كانت له فرصة وتركها وكان هذا الرتك من أجل‬
‫هلال تعاىل"(قل إمنا حرم ريب الفواحش ما ظهر منها وما بطن واإلمث‪ 9‬والبغي)"‪ 9...‬أمساء‬
‫احملرم‪ :‬احلرام‪ ،‬احملظور‪ ،‬املعصية‪ ،‬الذنب‪ ،‬املزجور‪ ،‬الفاحشة القبيحة‬
‫حكم احملرم‪ :‬يعاقب فاعله ويأمث ويذم ويعترب عاصيا ألمر هلال تعاىل و ميدح تاركه ويؤجر ويعترب مطيعا ألمر هلال‬
‫طرق معرفة احملرم‪ :‬يعرف بعدة طرق أمهها‬
‫‪ 1.‬النصوص باأللفاظ الدالة على التحرمي‬
‫‪ 1.‬لفظ احلرمة كاآلية "حرمت عليكم امليتة والدم "‪ 2. ...‬نفي‬
‫احل‬

‫ّل كاحلديث "ال حيل مال امرئ إال بطيب من نفسه"‬

‫‪ 2.‬نصوص جائت على صيغة من صيغ النهي وفيها دليل على احلتم وااللزام‪ 9‬مثل اآلية "يا أميها الذين آمنوا إمنا اخلمر و‪....‬فاجتنبوه لعلكم تفلحون" ‪ 3.‬يفهم التحرمي من ترتيب‬
‫العقوبة على الفعل مثل اآلية "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إمنا يأكلون يف بطوهنم نارا وسيصلون سعريا‬
‫أنواع احملرم‪ :‬هو نوعان وهو إما لذات األمر أو ألمر خارجي‬
‫‪ .1‬احلرام لذاته‪:‬هو ما كان سبب حترميه لذات األمر ال ألمر عارض خارجي مثل الزنا وشرب اخلمر وهو أصال حمرم ممنوع ألن الشارع منعه أصالة ومال‬
‫يرتتب عليه من مفاسد وإذا قيل "حرام" بإطالق فهو احلرام لذاته احلرام لغريه‪:‬‬
‫‪ .2‬هو ما كان حراما ألمر خارجي مثل الصالة يف أرض مغصوبة والبيع يوم اجلمعة بعد أذان اجلمعة‪ ،‬احلرام لغريه كان مشروعا أصال‬
‫وصار حراما ألنه اقرتن بأمر خارجي حرام فيصري فاعله آمثا إن كان عامال به (مثل إذا عرف أن األرض مغصوبة أو مسع أذان اجلمع وما زال يتجر)‬

‫املكروه‬
‫لغة‪ :‬عكس احملب‪999999‬وب‬
‫اصطالحا‪ :‬ما طلب الش‪99‬ارع تركه طلبا غ‪9‬ري ج‪99‬ازم حكم‬
‫املكروه‪ :‬ال يعاقب فاعله ويثاب من تركه أن‪99‬واع املك‪99‬روه‪:‬‬
‫وهو أنواع ثالثة تقابل أنواع املندوب‬
‫● عند احلنفية أنواع خاصة للمكروه واحملرم‬
‫احملرم‪ :‬ما طلب الشارع تركه طلبا جازما وجاء بنص قطعي املكروه‬ ‫‪o‬‬
‫‪ o‬كراهة حترمي‪ :‬ما طلب الشارع تركه طلبا جازما وجاء بنص ظين املكروه كراهة‬
‫‪ o‬تنزيه‪ :‬ما طلب الشارع تركه طلبا غري جازم‬
‫طرق معرفة املكروه ‪:‬‬
‫النصوص اليت جائت مبادة الكراهة مثل احلديث "إن هلال‬ ‫‪.1‬‬
‫َكِ‬
‫‪.2‬‬
‫ّرَه لكم ثالثا‪ :‬قيل وقال وإضاعة امالل وكثرة السؤال" النصوص اليت جائت بصيغة النهي ولكن اقرتنت مع قرينة تصرف احلرمة مثل يف اآليتني‪" :‬يا أيها الذين آمنوا ال تسألوا عن‬
‫أشياء"‪ ...‬وقد قال يف‬
‫املباح‬
‫آية آخرى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون" فاآلية األوىل حترم السؤال والثانية تبيحه فيصري التساؤل مكروها‬
‫لغة‪ :‬من أباح الشيء أحله وأطلقه‬
‫اصطالحا‪ :‬ما خ ري الشارع فيه بني الفعل والرتك وال عاقب على فعله أو تركه‬
‫أمثلة الباح‪ :‬الشرب واالغتسال للتربد ما مل ختل النية فإن نوى بفعل املباح االستعانة على القيام بالواجبات مثل الرياضة للمحافظة على صحة اجلسم ألداء‬
‫العبادات‬
‫أمساء املباح‪ :‬احاللل‪ ،‬اجالئز‪" ،‬ال ضرر على فعله"‬
‫طرق معرفة املباح‪:‬‬
‫احلِّل ‪" :‬اليوم أحل لكم الطيبات"‪...‬‬
‫✓ النصوص الدالة على ِّ‬
‫✓ النصوص اليت فيها نفي االمث أو نفي احلرج أو نفي اجلناح‪:‬‬
‫‪ 1.‬نفي اجلناح‪" :‬وال جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء" ‪ 2 .‬نفي‬
‫احلرج‪" :‬ليس على األعمى حرج وال على األعرج حرج"‪...‬‬
‫‪ 3 .‬نفي االمث‪".. 9:‬فمن اضطر غري باغ وال عاد فال إمث عليه"‪..‬‬
‫✓ نصوص بصيغة األمر مع القرينة دالة على اإلباحة‬
‫✓ "وإذا‪ 9‬حللتم فاصطادوا" و"فإذا‪ 9‬قضيت الصالة فانتشروا يف األرض" ‪ ‬كان االصطياد ممنوعا يف اإلحرام لكن بعد أن فرغ من اإلحرام‪9‬‬
‫جاء االصطياد وكذلك‪ 9‬كان االنتشار أثناء اجلمعة حرام حىت بعد الصالة فجاز اخلروج واالنتشار‬
‫✓ ما مل يرد النص على حترميه‪ :‬ما مل يرد النص يف حرمته أو فرضه أو كرهه أو ندبه فهو أصال حالل وذلك القاعد "األصل يف األشياء اإلباحة" وأحد‬
‫أصول الفقه "االستصحاب"‬
‫مالحظة‪ :‬قد يكون املباح فرضا مثل األكل‪ ،‬فهو مباح لنا وخنتار ما نشاء من احاللل‪ ،‬فقد يكون األكل واجبا ألنا إن مل نأكل منوت‬

‫العزمية والرخصة‬

‫ذهب البعض إىل وضع العزمية والرخصة حتت احلكم الوضعي واجلمهور إىل وضعها حتت احلكم التكليفي وهو األرجح‪ ،‬اتفقوا من ناحية النظر إىل التعريف‬
‫العزمية‬
‫لغة‪ :‬إذا قصد أن يفعل شيء قصدا مؤكدا‪ 9‬فعزم عليه اصطالحا‪:‬‬ ‫✓‬
‫✓ ما شرع هلال جلميع املكلفني يف أحوال عادية‬
‫الرخصة‬
‫لغة‪ :‬التيسري‪ 9‬والتسهيل‬ ‫✓‬
‫✓ اصطالحا‪ :‬ما شرعها هلال من أحكام اليت قصدها هبا التخفيف يف أحوال خاصة فهي استثناء حكم جزئي من حكم أصلي كلي‬
‫✓‬
‫أمثلة الرخصة‪ :‬الفطر للمسافر يف رمضان ألن يف السفر مشقة وكذلك رخصة قصر الصالة الرباعية للمسافر إىل ركعتني لنفس السبب وهو أن‬
‫السفر فيه مشقة‬
‫✓‬
‫كيفية معرفة الرخصة‪:‬‬
‫‪ 1 .‬مادة الرخصة مثل "رخص" ومشتقاهتا مثل احلديث "رخص النيب (ص) للزبري وعبد الرمحن يف لبس احلرير حلكة هبما"‬
‫‪ 2.‬نفي اجلناح واإلمث مثل ما ورد يف املباح‬
‫‪ 3 .‬االستثناء من حكم عام مثل اآلية‪" :‬من كفر باهلل من بعد إميانه إال من ُأ‬
‫ْكِ‬
‫ّرَه وقلبه مطمئن باإلميا ‪ ...‬فعليهم غضب من هلال\"‪.‬‬

‫اجتماع الرخصة مع العزمية‪ :‬هذا ما خيتص باحلنفية وعندهم يف اجتماع الرخصة العزمية حالتان‬
‫‪ 1 .‬بقاء الرخصة والعزمية معا‪ :‬مع أن الرخصة مشروعة للمضطر فله أن يأخذ بالعزمية أو بالرخصة‬
‫✓ مثل عمار بن يسار عندما أخذ برخصة وسب حممدا إال أن قلبه كان مطمئن باإلميان وكان له أن يصرب على العذاب حىت وموته ويعترب‬
‫شهيدا‬
‫✓ وأنواعه‪:‬‬
‫ختفيف إبدال {فعدة من أيام أخر} ختفيف‬ ‫‪.i‬‬
‫‪ .ii‬تقدمي وختفيف تأخري مثل يف صالة السفر‬
‫‪ .iii‬ختفيف تغيري {فمن مل جيد فصيام ثالثة أيام يف احلج وسبعة إذا رجعتم}‬
‫‪ 2 .‬تفرد الرخصة مع زوال حكم الرخصة‪ :‬وهي أن يسقط متاما احلكم واألصلي وال يبقى إال املرخص‬
‫✓ مثال ذلك‪ 9‬أكل امليتة عند االضطرار فهو واجب عليه وإن مل يفعل ميوت وألقى‪ 9‬نفسه إىل التهلكة‬
‫احلكم الوضعي‬

‫خطاب الشارع املتعلق بأفعال املكلفني‪ 9‬الذي اقتضى جعل الشيء سببا لشيء آخر‪ ،‬أو شرطا له‪ ،‬أو مانعا له‪ .‬ال بد من اثبات سببية أو‬ ‫●‬
‫شرطية أو مانعية احلكم الوضعي ألنه حيقق حكم تكليفي ولوجوب حكم تكليفي ال بد من دليل ثابت‬ ‫●‬
‫السبب‬
‫ما جعله الشارع عالمة على وجود حكم شرعي حبيث يلزم من وجوده وجود احلكم ومن عدمه عدم احلكم‬
‫‪ -‬مثال‪ :‬زوال الشمس سبب لوجوب صالة الظهر وعدم وجود الزوال يلزم عدم ودوب الظهر ودليل ذلك ((أقم الصالة لدلوك الشمس))‬
‫‪ -‬مثال‪ :‬السرقة‪ 9‬حرام (حكم تكليفي) > السرقة سبب لقطع يد السارق (حكم وضعي) > وجوب قطع اليد السارق حد (حكم تكليفي)‬
‫السبب نوعان‪:‬‬
‫‪ .1‬املقدور‪ :‬للمكلف‪ 9‬مثل التلفظ بألفاظ الطالق اليت تسبب الطالق‪ ،‬والعدة‪ 9‬والنفقة‪ ،‬وكذلك السرقة اليت تسبب قطع اليد (كالمها مقدور للمكلف)‪9‬‬
‫‪ .2‬غري املقدور عليه‪ :‬مثل زوال الشمس الذي يسبب وجوب صالة الظهر‪ ،‬وكذلك املوت سبب للتوارث (كالمها ال يستطاع التحكم عليهما)‬
‫الشرط‬
‫ما جعله الشارع عالمة لوجود احلكم الشرعي حبيث يلزم من عدمه عدم احلكم وال يلزم من وجوده وجود احلكم‬
‫‪ -‬مثال‪ :‬الوضوء شرط لصحة الصالة فال صالة بال وضوء‪ ،‬أما الوضوء قال جيب بوجوده ووجوب الصالة حبيث ميكن يكون الوضوء للطواف‪ 9‬يف‬
‫احلج والعمرة‬
‫الشرط والركن‪:‬‬
‫الشرط‪ :‬ما يتوقف على وجوده وجود احلكم وهو خارج عن حقيقة الشيء مثل الوضوء‪ ،‬فهو خارج الصالة وال تصح الصالة إال به الركن ‪ :‬ما يتوقف‬ ‫‪.1‬‬
‫على وجوده وجود احلكم وهو داخل يف حقيقة الشيء مثل الركوع‪ ،‬فهو يقع يف أثناء الصالة وال تصح الصالة إىل به‬ ‫‪.2‬‬

‫امالنع‬
‫ما جعله الشارع عالمة على عدم وجود احلكم الشرعي‪ ،‬حبيث يلزم يوجوده عدم وجود احلكم الشرعي أو السبب‬
‫‪ 1.‬امالنع للحكم‪:‬وجوده يقتضي عدم وجود احلكم‬
‫✓ وجود احليض > عدم وجود الصالة‬
‫مورثه > عدم وجود التوارث بينهما‬
‫✓ قتل الوارث َ‬
‫‪ 2.‬امالنع للسبب‪:‬وجوده يقتضي عدم وجود احلكم‬
‫وجود ال َْدين > عدم وجود النصاب الكايف للزكاة > عدم وجوب الزكاة (والنصاب هو السبب‪ ،‬وألنه ليس كافيا فال جتب الزكاة)‬ ‫✓‬
‫الفاسد والصحيح‬
‫‪ 1 .‬الصحيح‪ :‬ما يقره الشارع من أفعال املكلفني إذا جاء به على الوجه املشروع تام الشروط واألركان‪ ،‬وانتفاء املوانع‬
‫✓ مثال‪ :‬لو صلى الصالة بكل الشروط‪ 9‬واألركان وعقد العقد بكل الشروط‪ 9‬واألركان الصحيحة‪ ،‬مع عدم وجود موانع‬
‫‪ 1 .‬الفاسد‪ 9:‬ما ال يقره الشارع من أفعال املكلفني حبيث جاء به على غري الوجه املشروع ألنه فقد ركنا أو شرطا أو وجد مانعا‬
‫✓ مثال‪ :‬لو صلى بدون ركوع (فقدان ركن) أو صلى نافلة يف وقت حمرم (مانع)‪ ،‬وكذلك لو عقد بيعا بعد األذان الثاين للجمعة (مانع)‬
‫أثر الصحة‬
‫‪ 1.‬العبادات‪ :‬ترتتب من صحة فعل العبادات أنه‬
‫ُجم‬
‫ّز ٌئ ومربئ لذمة املكلف ‪ 2.‬املعامالت‪ :‬ترتتب من صحة فعل املعامالت أن أثر العقد مثل أثر عقد البيع انتقال امللكية للمشرتي واستحقاق الثمن للبائع‬
‫الفاسد والباطل‬
‫مل يفرق اجلمهور بني الفاسد والباطل يف العبادات واملعامالت‪ ،‬إال احلنفية‪ ،‬عندهم يف‪:‬‬
‫‪ 1.‬العبادات‪ :‬الفاسد والباطل مبعىن واحد وال ترتتب أثر الفعل‪ ،‬يوافقون اجلمهور‬
‫‪ -‬الباطل‪ :‬الصالة بدون ركوع أو األركان األخرى‪ ،‬ال تصح وجيب اإلعادة‬
‫‪ -‬الفاسد‪ :‬الصالة بدون وضوء أو شرط آخر‪ ،‬ال تصح وجيب اإلعادة‬
‫‪ 2 .‬املعامالت‪ :‬يفرق احلنفية بني الفاسد والباطل‪ ،‬حبيث الباطل الذي اختل فيه ركن‪ ،‬والفاسد‪ ،‬إمنا فقد شرط منه‬
‫‪ -‬الباطل‪ :‬لو عقد عقد النكاح بدون إجياب (أي يقول "قبلت)"‪9‬‬
‫‪ -‬الفاسد‪ :‬ما فقد أحد الشروط‪ ،‬فترتتب عليه بعض أثر العقد مثل عقد بيع بدون تعيني الثمن (أي يقول "بعتك هذه البضاعة)"‬

‫العالقة والفرق بني احلكم‪ 9‬التكليفي‪ 9‬واحلكم الوضعي‬

‫العالقة‪ :‬األحكام الوضعية عالمات على وجود هذه األحكام التكليفية وعدمها‬
‫الفرق‪:‬‬
‫احلكم التكليفي‬ ‫احلكم الوضعي‬
‫‪ 1.‬املقصود من احلكم ‪ :‬طلب الفعل من املكلف أو طلب الرتك‬ ‫بيان ما جعله الشارع سببا لوجود شيء أو شرطا له أو مانعا منه‬
‫أو التخيري بني الفعل والرتك‬

‫قد يتعلق بفعل املكلف ‪ ،‬قد ال يتعلق بفعل املكلف (مثل غروب‬ ‫‪ 2 .‬احملكوم فيه (فعل املكلف) ‪ :‬ال يتعلق إال بفعل املكلف ‪.‬‬
‫الشمس)‬

‫يتعلق باملكلف وغري املكلف ‪ ،‬كالصيب واجملنون‬ ‫‪ 3 .‬احملكوم عليه (املكلف) ‪ :‬ال يتعلق إال باملكلف ‪ ،‬العاقل البالغ‬
‫‪.‬‬

‫ال يشرتط فيه قدرة املكلف ‪ :‬قد يكون داخال يف قدرته ‪ ،‬وقد يكون‬ ‫‪ 4 .‬دخول القدرة ‪ :‬يشرتط فيه قدرة املكلف (مثل الصالة)‬
‫خارجا (مثل الصالة داخلة‪ ،‬وغروب الشمس غري جاخلة)‬

‫الباب الثالث‪ :‬األدلة الشرعية‬


‫األدلة الشرعية ‪ :‬تطلق أيضا مبصطلح ‪ :‬أدلة األحكام ‪ ،‬وأصول األحكام ‪ ،‬مصادر األحكام وأصول الشريعة‪ ،‬ومصادر التشريع‪.‬‬

‫تقسيم األدلة الشرعية‪:‬‬


‫التقسيم األول ‪:‬‬
‫‪ 1 .‬النص (النصوص الشرعية من القرآن والسنة)‬
‫‪ 2.‬ما دعا إليه النص ( ما أشار إليه النص‪/‬فهم النص ‪ :‬االجتهاد)‬
‫التقسيم الثاين ‪:‬‬
‫‪ 1.‬النقلية ( ما مصدرها الوحي مث نقل إلينا ‪:‬تشمل القرآن ‪ ،‬والسنة ‪ ،‬وشرع من قبلنا ) ‪ 2 .‬العقلية ( ما‬
‫مصدرها االجتهاد ‪ :‬اإلمجاع ‪ ،‬القياس‪ ،‬االستحسان ‪ ،‬مصلحة املرسلة ‪ ،‬سد الذرائع ‪ ،‬قول الصحايب‬
‫التقسيم الثالث ‪ :‬حسب استقالهال باحلكم‬
‫‪ 1 .‬املصادر األساسية (أساس التشريع ‪ :‬القرآن والسنة)‬
‫‪ 2.‬املصادر التبعية (تابعة للمصادر األساسية‪/‬النصوص‪ ،‬أو مبينة هال)‬
‫التقسيم الرابع ‪ :‬حسب مدى األخذ هبا‬
‫‪ 1 .‬األدلة‪/‬املصادر املتفق عليها ‪ ،‬نوعان ‪:‬‬
‫‪ -‬املتفق عليها مجيع العلماء ‪( :‬القرآن والسنة)‬
‫‪ -‬املتفق عليها اجلمهور ‪( :‬اإلمجاع والقياس)‬
‫‪ 2.‬األدلة‪/‬املصادر املختلف فيها ‪- :‬‬
‫االستحسان‪ ،‬املصلحة املرسلة‪ ،‬سد الذرائع ‪ ،‬العرف‬

‫الرقم‬ ‫املصدر‬ ‫اماللكي‬ ‫احلنفي‬ ‫الشافعي‬ ‫احلنبلي‬


‫‪1‬‬ ‫القرآن‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪2‬‬ ‫السنة‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫اإلمجاع‬ ‫‪3‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫القياس‬ ‫‪4‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫االستحسان‬ ‫‪5‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫املصاحل املرسلة‬ ‫‪6‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫سد الذرائع‬ ‫‪7‬‬

‫½‬ ‫½‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫العرف‬ ‫‪8‬‬

‫إمجاع أهل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪9‬‬
‫املدينة‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫قول الصحايب‬ ‫‪10‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫½‬ ‫‪‬‬ ‫شرع من قبلنا‬ ‫‪11‬‬

‫½‬ ‫½‬ ‫‪‬‬ ‫½‬ ‫االستصحاب‬ ‫‪12‬‬

‫‪ ‬اعترب هذا املذهب هبذا املصدر‬ ‫‪ ‬عدم اعتبار هذا املذهب هبذا املصدر‬
‫½ أخذ هذا املذهب هبذا املصدر إال أنه ال يعده من‬ ‫‪ ‬عدم اعتبار هذا املذهب هبذا املصدر‪ ،‬مع‬
‫املصادر‬ ‫التفصيل يف ذلك‬

‫الفصل األول‪ :‬القرآن‬


‫تعريف القرآن‬

‫اصطالحا‪ :‬كالم هلال املنزل على رسول هلال ﷺ‪ ،‬باللفظ‪ 9‬العريب‪ ،‬املنقول‪ 9‬إلينا‪ 9‬نقال متواترا‪ ،‬املتعبد بتالوته‪ ،‬املعجز بلفظه ومعناه‪ ،‬املكتوب بني دفيت املصحف‪9،‬‬
‫املبدوء بسورة الفاحتة واملختوم بسورة الناس‬
‫خصائص القرآن‬

‫‪ 1 .‬إ ن القرآن‪ 9‬الكرمي كالم هلال‪ ،‬املوحى به إىل رسوله حممد ﷺ‪ ،‬وليس هو من صياغة البشر‪.‬‬
‫‪ 2 .‬إ ن القرآن الكرمي نزل باللفظ العريب‪ ،‬وليس فيه لفظ عجمي‬
‫((إِ‬
‫ّّن‬
‫َا َأ َنزلَْنُاه ُق ْرآناً‬
‫َعِرب‬
‫ّي ًا‬
‫لّ‬
‫ََّعل‬
‫َ ُك ْم َت‬
‫عِ‬
‫ْ‬
‫ّقلُو َن)) يوسف ‪ 3 . 2 :‬إ ن القرآن الكرمي ألفاظه ومعانيه من هلال تعاىل‪ ،‬وهبذا ميتاز القرآن من األحاديث القدسية‪ ،‬واألحاديث النبوية‬
‫‪ 4.‬إ ن القرآن الكرمي نقل إلينا بطريق التواتر ‪ ،‬مبعىن أنه نقله إلينا مجع كثري عن مجع كثري‪ ،‬منذ أن نزل يف زمن الرسول ﷺ‪ ،‬إىل يومنا هذا‪ ،‬حبيث يستحيل‬
‫عقال احتمال اتفاقهم على الكذب ‪.‬‬
‫‪ 5 .‬إ ن القرآن الكرمي متعبد بتالوته مبجرد قراءته‪ ،‬سواء كان ذلك بفهم أو بغري فهم‪.‬‬
‫‪ 6.‬إ ن القرآن الكرمي معجز بلفظه ومعناه حبيث عجز البشر مجيعا عن اإلتيان مبثله‪ .‬قال تعاىل‪﴿ُ :‬ق ل َلئِّ‬
‫ْ‬
‫ّن ا ْ َ‬
‫جت َم َع‬
‫ّت ا‬
‫ّألنْ ُس َوا‬
‫ّْجل‬

‫ّن َعَلى َأ ْن َيُْأتوا ِّمبِّْثِّل َه َذا‬


‫ْاُلْقرآ‬

‫ّن ال َيأُْتو َن‬

‫ّمب‬
‫ّثل‬

‫ّه َ لَْوو َ اك َن َب ْع ُض ُه ْم‬


‫ل‬
‫ّب ْع ٍض‬
‫ظ‬
‫ّهرياً﴾ اإلسراء ‪:88‬‬
‫حجية القرآن‬

‫حجية القرآن‪ :‬إمجاع العلماء على أن القرآن حجة ‪.‬‬


‫إعجاز القرآن ‪:‬‬
‫✓ اإلعجاز اللفظي – هي بالغة وفصاحة وقوة لغة القرآن ولد حتدى العرب على اإلتيان مبثل القرآن على ‪ 3‬مراحل (مثله‪ ،‬عشر سور‪ ،‬سورة‬
‫واحدة) ومل يستطيعوا‬
‫✓ اإلعجاز املعنوي – وهو من ناحية املعاين يف القرآن كالتشريع الشامل لكل احلياة‪ ،‬واإلخبار عن امالضي واملستقبل‪ ،‬واحلقائق الكونية‬

‫طريقة القرآن ي‪9‬ف‪ 9‬عرض األحكام‬

‫طريقة القرآن يف عرض األحكام‪ :‬بني القرآن األحكام بشكل إمجايل ‪ ،‬وليس فيه لفصيل اجلزئيات ‪ ،‬مثل املرياث‪ ،‬وبعض أحكام احلدود‪ ،‬والنساء احمالرم يف‬
‫النكاح‬
‫﴿يُو‬ ‫✓‬

‫ّصي ُك ُم ا ّ ُلل‬

‫ّيف‬
‫أ‬
‫َْلاو‬
‫ُّدك ْم‬
‫ل‬
‫ّل‬

‫ََذك‬
‫ّر‬

‫ّمُْثل َح‬

‫ّظ ا‬
‫لأ ُ‬
‫َنث َي ْ‬

‫ّني ‪،‬‬
‫َفإ‬
‫ّن ُك‬

‫َن‬
‫ن‬
‫ّ َساء َف ْو َق ْاث‬
‫ن‬
‫َت ْ‬

‫ّني َف َُله‬

‫َن ث َُُلثا َما َت ََرك ‪،‬‬


‫َوإ‬
‫ّن َكانَ ْت َوا‬

‫ّح ًَدة َف ََلها‬


‫الن‬
‫ّ ْص ُف ‪َ .‬وأ َلب‬
‫َ يو‬
‫ّه‬
‫َّم ْل َي ُكن‬ ‫لِ‬
‫ّ ُك‬
‫ل‬ ‫ِ‬
‫َُه َو ٌَل‪9‬د ََوِوّرَثهُ َأَب‪9‬واُه فَأُلِّ مِ‪ّ9‬ه‬ ‫ّل َوا‬
‫ِ‬
‫ا لث‬
‫ّح ٍد‬
‫ّ لُ ُث ‪ ،‬فَِّإن َكا َن َلهُ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ّ ْمن ُه َما ال‬
‫ّ ْ َخ‪9‬وٌة فَأُلِّ مِ‪ّ9‬ه ال ُّس ُد ُس ِّمن َب ْع ِّد َو‬ ‫ُ‬
‫ّس ُد ُس‬
‫ِّصي‬ ‫ِ‬
‫ٍَ‪9‬ة‬ ‫ّّمم‬
‫َا َت ََرك‬
‫إِ‬
‫ّن َ اك َن َلُه َ لٌَود ‪،‬‬
‫فَِ‬
‫ّإن‬
‫ُِيو‬
‫ِّصي‬
‫دي ٍن ﴾ النساء ‪11‬‬ ‫ّ َأ‬
‫َبها ْو َ ْ‬
‫ُت اأَل ِّخ َو َب نا ُت اأُل ْخ ِّت َوَُّأم َهاُت ُك ُم‬ ‫✓ ﴿ ُح‬
‫الال‬ ‫ر‬
‫َّم ْت َ لَْعي ُك ْم‬
‫ُأ‬
‫ّيت َْأر َض ْعَن ُك ْم َوَأ َ َخ‪9‬واُت ُكم ِّ م َن ا ّلَ‪9‬ر َضا‬
‫َعة‬ ‫ات ُك ْم َوَأ َخَو ُات ُك ْم َو َع‬
‫وب َن ُ‬
‫ات ُك ْم َ َ‬
‫َم َه ُ‬
‫ّ‬
‫ات ُك ْم َو َخالَُت ُك ْم َوبَ نَا‬
‫َم ُ‬
‫ُت‬ ‫وُأ‬
‫ّن‬ ‫َ‬
‫َسآئ‬ ‫َم َها‬
‫ّ ُك ْم‬
‫ََورَبائ‬
‫ُّب ُك ُم‬
‫الال‬
‫ّيت ِّيف ُح ُجِّورُكم ِّ من‬
‫ّن‬
‫َسآئ‬
‫ّ ُك ُم ال َّاِّليت َد َ ْخ‪ُ9‬لتم‬
‫ِّهب‬
‫ّ َّن َفِّإن َّم ْل َت ُكوُنوْا َد َخْ‪ُ 9‬ل‪9‬تم‬
‫ِّهب‬
‫ّ َّن َفاَل ُجَنا َح َعَْلي ُك ْم َو‬
‫َحَالئ‬
‫ُّل أَْب‬
‫َنائ‬
‫ّ ُك ُم‬
‫ِّ ال‬
‫َ ذي َ ن‬
‫ِّم ْن أَ‬
‫ْصَالب‬
‫ّ ُك ْم َوأَن َج ْت َمُعواْ َبْ‪َ 9‬ني اأُل َْختْ‪ِّ 9‬ني‬
‫إَال‬
‫َ َما قَ ْد َسلَ َف‬
‫إ‬
‫ّ َّن ا ّللَ َكا َن َغُ‪9‬فوراً َّرِ‪ّ9‬حيمًا﴾ (النساء ‪) 23 :‬‬
‫بني هلال تعاىل األشياء إمجاال ‪ ،‬ما حيتج به الناس ويطبقونه على اجلزئيات‬
‫ون‬
‫✓ َ﴿ َ‬

‫َزلَْنا ََعليْ َك‬


‫ْالك‬
‫ّتَا َب‬
‫ت‬
‫ّْب َيًانا ل‬

‫ّ ُك‬

‫ّل َش ْيٍء َوُه ًدى َوَْرَمحًة َوبُ َْشرى‬


‫ل‬
‫ّْل ُم‬
‫ْسل‬
‫ّ‬

‫ّم َني﴾ النحل ‪89 :‬‬

‫ثبوت القرآن وداللته على األحكام‬

‫ثبوت القرآن‪ :‬القرآن قطعي الثبوت مبعىن ال شك يف كيفية وصوله إلينا‪ ،‬متواترا متصل السند إىل الرسول صلى هلال عليه وسلم داللة القرآن‪ :‬أي كيف يدل‬
‫القرآن على األحكام‪ ،‬كيف يعرضها‪ ...‬بطريقة واضحة أو مبهمة؟ هذا املراد بداللة القرآن على األحكام‪ ،‬وهو نوعان من هذه‬
‫الزاوية‬
‫✓ قطعي الداللة‪ :‬لفظ قي القرآن حيتمل معىن واحدة مثل ﴿مئة جلدة﴾ فال يفهم من مئة إىل الرقم ‪ 100‬وكذلك آيات املواريث‬
‫✓ ظين الداللة‪ :‬لفظ يف القرآن حيتمل عدة معاين مثل اآلية املشهورة ﴿ثالثة قروء﴾ فالَْقرأ قد يعىن الطهر واحليض‬
‫✓‬
‫الفصل الثاين السنة النبوية‬

‫تعريف السنة‬
‫لغة‪ :‬السرية والطريقة املعتادة ‪ ،‬سواء كانت من األمور‪ 9‬احلميدة أو غريها‬
‫اصطالحا‪« :‬ما صدر عن النيب ﷺ‪ ،‬غري القرآن‪ ،‬من قول أو فعل أو تقرير»‬
‫‪ 1.‬السنة القولية‪ :‬هي األحاديث النبوية اليت فيها كالم النيب‬
‫‪ 2.‬السنة الفعلية‪ :‬هي أفعاله ﷺ‪ ،‬فرياد هبا ما كان يفعله من أعمال مما له صلة باألحكام‪ ،‬مثل صالته ﷺ وصومه وحجه (أي عمل النيب يوصف يف احلديث)‬
‫ل بعض الناس ممن آمنوا به وصدقوه قوال أو يفعلون فعال أمام النيب ﷺ أو أمام غريه‪ ،‬فرياه أو يسمع به فيسكت عنه وال ينكر عليه‪ .‬فسكوته ﷺ إقرارا مبشروعيته وكأنه‬
‫قال‪( :‬هذا حالل أو هذا مشروع)‪ ،‬أل ن النيب مبلغ الرسالة‪ ،‬وال يسكت على منكر‬

‫حجية السنة‬
‫حجية السنة ‪ :‬أمجع العلماء على حجية السنة وهي مصدر من مصادر التشريع على املرتبة الثانية بعد القرآن‬
‫الدليل على حجية السنة‪ :‬كل من األدلة التالية تدل على حجية السنة‬
‫‪ 1.‬الكتاب – قد أمر هلال بطاعته ورسوله‪ ، 9‬منها ‪:‬‬
‫✓ ﴿يَا َأي‬
‫ُ‬
‫َّها‬
‫ّال‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ّذي ن آمنُواْ َأ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ّط ُيعواْ ا ّ َلل َ َأو‬
‫ِ‬
‫ّط ُيعو ْا‬
‫ا ّل‬
‫َر ُسوَل‬
‫ْوُأوِ‬
‫َ‬
‫ّيل‬
‫اأَْلمِ‬
‫ّر‬
‫ِ‬
‫ّمن ُك ْم﴾‬
‫✓‬
‫ّ﴿‬
‫َم ْن ُي‬
‫ِ‬
‫ّطِّع‬
‫ا ّل‬
‫اع ا ّ َلل﴾‬ ‫ط‬ ‫َأ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫سو‬ ‫ر‬
‫ََ ْ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫✓ ﴿قُ ْل إن ُك ُنت ْم‬
‫ُِ‬
‫ّ ُبتح‬
‫ّو َن ا ّ َلل‬
‫َفاتّ‬
‫َبِ‬
‫ُّعوِ‬
‫ّين‬
‫ُ ْيحبِ‬
‫ّ‬
‫ْب ُك ُم ا ّ ُلل َويَ‬
‫ْغِ‬
‫وب ُك ْم﴾‬ ‫ّ‬
‫ْفر َل ُك ْم ُذُن َ‬
‫✓ ﴿ََوما آ َتا ُك ُم َش‬
‫ال ِ‬
‫نت هوا‬‫ف ُخ ُذوه وما َن ها ُك م َْعنه َفا َ‬
‫سول َ‬
‫َر ُ ُ‬
‫ُ َ َ َ ْ ُ ُ ّدي ُد‬
‫وات‬
‫َ ْالعِ‬
‫َ ُقوا ا‬
‫َقاّ‬
‫َّ َلل إ ن ا ِ‬
‫ّب﴾‬
‫َّ َلل‬
‫‪ 2 .‬السنة ‪« -‬تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما متسكتم هبما‪ ،‬كتاب هلال وسنيت»‬
‫‪ 3 .‬اإلمجاع ‪ -‬أمجع الصحابة على وجوب اتباع السنة النبوة‪ .‬الصحابة إذا مل جيدوا احلكم يف القرآن يرجعون إىل السنة ‪ ،‬كما أشار حديث معاذ بن جبل ‪.‬‬
‫وإمجاع الصحابة أعلى مراتب اإلمجاع فال جيوز خمالفته‬
‫‪ 4 .‬املعقول ‪ -‬بيان القرآن على األحكام الشرعية امجاال ‪ ،‬حتتاج إىل الشرح والتوضيح ‪ .‬لو ال البيان من السنة النبوية ‪ ،‬فكيف نصلي ‪ ،‬وحنج ؟‬
‫ثبوت السنة وداللتها على احلكم‬

‫ثبوت السنة وداللتها على األحكام يهتم بأمرين مهمني‬


‫‪ 1.‬النظر من حتقيق ثبوت السنة (علم الرواية‪ ):‬بتحقيق ثبوهتا من ناحية اإلسناد واملنت معا‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلسناد‪ :‬من حيث اتصاله أو انقطاعه‪ ،‬ووصله أو إرساله‪ ،‬ومن حيث عدالة الراوي ووثوقهم أو ضعفهم وجرحهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬املنت‪ :‬من حيث نقد املنت على ضوء النصوص األخرى‪ ،‬وما إذا كان يف احلديث شذوذ أو علة قادحة‪.‬‬
‫‪ 2 .‬النظر من حتقيق داللة السنة (علم الدراية‪ ):‬إي كيف تد ل السنة على األحكام‪ ،‬وهل هذه الداللة قطعية أو ظنية‪.‬‬

‫‪ 1.‬ثبوت السنة وأثرها على األحكام عند األصليني‬


‫✓ ال يقبل منها يف تشريع األحكام‪ 9‬الفقهية إال ما كان صحيح الثبوت بشروط معينة شديدة‬
‫✓ أشهر كتب السنة املعتمدة‪ :‬صحيح البخاري وصحيح مسلم‪ ،‬السنن األربعة‪ :‬سنن أيب داود والنسائي والرتمذي وابن ماجة‪ ،‬كتب أخرى ‪ :‬املوطأ‬
‫إلمام مالك ومسند أمحد بن حنبل‬
‫تقسيم احملدثني للسنة ‪:‬‬
‫‪ 1 -‬صحيح وحسن (ومها يقبالن يف تشريع األحكام )‬
‫‪ 2 -‬ضعيف وموضوع (ومها غري مقبولني )‬

‫تقسيم األصوليني للسنة‪ :‬قسموها إىل قسمني‬

‫أوال السنة اليت يتصل سندها‪:‬‬


‫‪ 1 .‬السنة املتواترة‪ :‬السنة اليت رواها مجع عن مجع يستحيل عقال اجتماعهم على الكذب على رسول هلال ﷺ لكثرهتم‬
‫✓ القولية‪«َ :‬م ْن َك َذ َب َعَل‬

‫مت َع‬
‫َي ُ َ‬

‫ّ م ًدا َف ْليَتَب‬

‫َ أْو َْمق َع َُده‬

‫ّم َن ال َّنا‬

‫ّر»‪ ،‬وهي قليلة الوجود‬


‫✓ الفعلية‪ :‬كيفية أداء الصالة ‪ ،‬واألذان ‪ ،‬واحلج‪ ،‬وهي كثرية الوجود‬
‫✓ حكمها‪ :‬تفيد العلم اليقيين‪ ،‬فهي قطعية الثبوت من حيث االحتجاج كالقرآن الكرمي‪ 9،‬وجيب العمل هبا‪ ،‬وإنكارها كفر‬
‫‪ 2.‬السنة املشهورة‪ :‬السنة اليت رواها واحد أو اثنان أو مجع قليل يف عصر الصحابة عن النيب ﷺ‪ ،‬مث يشتهر بعد ذلك‪ ،‬حبيث تنقلها أعداد يستحيل‬
‫اجتماعهم على الكذب‬
‫✓ مثال‪ :‬حديث عن قنوت النازلة‪ ،‬وحديث ال يرث القاتل‬
‫✓ حكمها‪ :‬تفيد ظنا قريبا من العلم اليقيين‪ ،‬فيجب العمل هبا‪ ،‬إال أنه ال يكفر جاحدها بسبب عدم تواترها (أعلى درجة من حديث اآلحاد‪،‬‬
‫وأقل درجة من احلديث‬
‫املتواتر)‬
‫‪ 3 .‬سنة اآلحاد‪ :‬السنة اليت رواها واحد أو اثنان يف كل طبقة من طبقات الرواية‪ ،‬ومل يصل إىل مستوى املشهور‬
‫✓ مثال‪ :‬حديث «إمنا األعمال بالنيات»‪ ،‬فاحلديث ال يرويه يف طبقة الصحابة إال راو واحد‬
‫✓ حكمها‪ :‬يفيد الظن عند مجهور العلماء‪ ،‬وجيب العمل به إذا ثبت‪ .‬غري أن احلنفية اشرتطوا لعمل به بعض الشروط‪ ،‬واشرتط اإلمام‪ 9‬مالك يف‬
‫ذلك أن ال خيالف عمل أهل املدينة‬

‫ثانيا السنة اليت مل يتصل سندها‪:‬‬


‫✓ اتفق مجهور العلماء على أهنا ضعيفة‪ ،‬ال حيتج هبا يف استنباط األحكام‪ ،‬إال احلديث املرسل (فاختلفوا فيه‬
‫✓ احلديث املرسل‪ :‬احلديث الذي رفعه أحد التابعني إىل النيب ﷺ ومل يذكر الواسطة بينه وبني النيب ﷺ‪ ،‬أي مل يذكر الصحايب‬
‫✓ حجية احلديث املرسل‪ :‬اختلف العلماء يف االحتجاج باحلديث املرسل‬
‫✓ ‪ 1-‬ال يأخذ باحلديث املرسل ‪ ،‬فإنه ضعيف مردود ‪ ،‬مثل اإلمام‪ 9‬مسلم ‪ ،‬الرتمذي وغريمها من احملدثني ‪ ،‬وبعض األصوليني والفقهاء‪. 9‬‬
‫✓ ‪ 2-‬يعترب احلديث املرسل صحيح ُحيتج به ‪ ،‬وهو رأي اإلمام أبو حنيفة ومالك ‪ ،‬وأمحد يف القول املشهور عنه ‪ ،‬بشرط أن يكون املرِّسل‬
‫ثقة‪.‬‬
‫‪ 3-‬من أخذ احلديث املرسل بشروط‪ 9‬مثل اإلمام الشافعي ‪ ،‬وأن يكون هذا من مراسيل كبار التابعني بأحد الشروط‪ 9‬اآلتية ‪:‬‬ ‫✓‬
‫أ‪ -‬أن يقوي هذا احلديث املرسل حبديث آخر متصل السند أو مرسال‪.‬‬ ‫▪‬
‫ب‪ -‬أن يوافق هذا احلديث املرسل قول بعض الصحابة‪.‬‬ ‫▪‬
‫ج – أن يتقبل هذا احلديث املرسل بعض أهل العلم‪ 9‬ويفيت به‬ ‫▪‬
‫د‪ -‬أن يرويه من كبار التابعني الذي يكثر من الرواية عن الصحابة‬ ‫▪‬

‫‪ 2.‬ثبوت السنة وأثرها على األحكام عند األصوليني‬

‫أوال ‪ -‬قسم تشريعي‪ :‬األفعال اليت فعلها الرسول ﷺ ‪ ،‬وكان القصد منها بيان حلكم شرعي‬
‫✓ هذا القسم يدخل فيه كل ما يتعلق باألحكام واحاللل واحلرام لذلك‪ 9‬يعد مصدرا أصليا للشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫✓ مثال ‪ :‬قطعه ﷺ يد السارق من الكوع ‪ ،‬فهذا بيان جململ القرآن وهو قوله تعاىل ‪﴿َ :‬وال‬

‫َ اس‬

‫ُّرق َوال‬

‫َ اس‬

‫ّرقَُة َفاقَْطُعْوا َأ ْي‬

‫َّدي ُه َما﴾‪ ،‬فيجب األخذ هبا‪.‬‬


‫ثانيا ‪ -‬قسم غري تشريعي‪:‬كل األمور اخالصة به النيب اليت مبناها على اجلبلة والطبيعة البشرية‪ ،‬وخربته اإلنسانية غري املعتمدة على الوحي‪ ،‬زيادة على األمور‬
‫اخالصة بالنيب ﷺ‪ .‬ثالثة أمور ‪:‬‬
‫✓ أ‪ -‬ما صدر عن النيب بصفته بشر‪ :‬وذلك مثل طعامه وشرابه وقيامه وقعوده ومشيته ولباسه‪ ،‬فال يد ل على شيء من األحكام‪ .‬ميكن فعله وميكن‬
‫تركه‪ ،‬ألنه يفعله من حيث هو بشر‪ ،‬قال تعاىل‪ ﴿ُ :‬ق ْل‬
‫إ‬

‫ََمنا َأ َنا َب َشٌر‬

‫ّ ْ‬
‫مث لُ ُك ْم﴾ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ما صدر عن النيب مبقتضى خربته اإلنسانية غري املعتمدة على الوحي وغري املتصلة باألمور التشريعية‪ :‬وذلك مثل تنظيم النيب ﷺ صفوف‬ ‫✓‬
‫اجليش‪ ،‬وطبخ الطعام وغريه‪ ،‬وكذلك قول النيب ﷺ ‪«ْ :‬أَن ُت ْم َأ ْعلَ ُم‬
‫ب‬
‫َّْأمو‬
‫ّر ُْدن َيا ُك ْم» يف مسألة تنقيح النحل‬
‫✓ ج‪ -‬ما صدر عن النيب ﷺ وقام دليل خاص على اعتباره خاصا بالنيب ﷺ ال يعم غريه‪ :‬فإنه ال يعترب تشريعا لعامة املسلمني هلذا الدليل‪ ،‬مثل‬
‫إباحة هلال له التزوج بأكثر من أربع نسوة مع حترمي ذلك على املؤمنني بنص القرآن الكرمي‪.‬‬

‫عالقة السنة بالقرآن‬

‫أوال ‪ :‬السنة مفسرة للقرآن‪ :‬ويدخل حتت معىن التفسري الوظائف التالية ‪ 1.‬السنة مفصلة‬
‫َّصالََة﴾ جممال‪ ،‬مث جاء البيان من الرسول ﷺ بالفعل والقول‪ ،‬وقال‪َ « :‬صل وا َك َما‬ ‫جململ القرآن ‪ .‬مثال قوله تعاىل‪:‬‬
‫َ﴿وَأق‬

‫ّي ُ ْ‬
‫موا ال‬
‫َأ‬
‫َريْ ُُتمو‬
‫ّين ُأ‬
‫َصل‬
‫ّ ي‪» .‬‬
‫َح َّىت َي تَب ّ ََ‪99‬ني َل ُك ُم ا لَْْخي ُط اأ ْل‪9‬بَ َي ُض ِّم َن ا لَْْخي ِّط اأَل‬ ‫‪ 2 .‬السنة مبينة ملبهم القرآن‪ ،‬مثل قوله تعاىل‪َُ ﴿ :‬وكلُواْ َوا َْش ُبر اْو‬
‫واخليط األسود بأنه سواد الليل وبياض النهار‪.‬‬
‫ْ َس‪9‬وِ‪ّ9‬د ِّم َن اْلَ‪9‬ف ْجِ‪ّ9‬ر﴾‪ ،‬اخليط األبيض‬
‫‪ 3.‬السنة مقيدة ملطلق القرآن‪ ،‬مثل ‪﴿َ :‬وال‬
‫ّ‬
‫َ اس‬
‫ِ‬
‫ُّرق َوال‬
‫ّ‬
‫َ اس ِّرقَُة فَاقَْطُعواْ َأ ْي‬
‫ِ‬
‫َّدي ُه َما﴾ ُبالر ْسغ ‪ .‬السنة قيدت "أيديهم" بأن املراد هو إىل الكوع‪.‬‬
‫‪ 4 .‬السنة خ‪9‬م‪9‬ص‪9‬ص‪9‬ة‪ 9‬لعام القرآن‪ ،‬مثل‪ :‬ختصيص حترمي أكل امليتة بإباحة ميتة البحر‪ .‬وردحديث على حيل ميتة البحر‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬السنة مؤ كِّدة مال قد ثبت يف القرآن‪ :‬قد تأيت السنة موافقة للقرآن يف الداللة على احلكم‪ ،‬فهي تأيت حينئذ مورد التأكيد ‪.‬‬
‫✓ مثال ‪ :‬قول النيب ﷺ‪ « :‬ال‬

‫ّحيل‬
‫ّ َما ُل‬
‫اْم‬
‫ّر ٍ ئ‬
‫إ‬
‫ّ‬
‫ََال‬
‫َ‬
‫ب‬
‫ّ‬

‫ّطي‬

‫ّب َن ْف ٍس‬

‫ّْمُنه»‪ ،‬فإنه تأكيدا لقوله تعاىل‪﴿َ :‬وال َتْأ ُكلُوا َْأَموالَ ُك ْم َب ْي َن ُك ْم‬
‫ب‬
‫ّا ْل َبا‬

‫ّط‬

‫ّل ) ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬السنة جاءت حبكم جديد‪ :‬قد تأيت السنة بأحكام جديدة ليس هبا أصل يف القرآن‪ 9‬الكرمي ‪.‬‬
‫✓ مثال ‪ :‬سباع البهائم‪ ،‬وسباع الطري‪ ،‬وحلوم احلمار األهلي‪ ،‬وطهور ماء البحر وحل ميتته « َُهو‬
‫الط‬
‫هور َُماُؤه ا‬ ‫َ‬
‫ُ ُ‬
‫ْ لح‬
‫ّل‬
‫ّ َْميتَُتُه »‬

‫الفصل الثالث‪ :‬اإلمجاع‬


‫تعريف اإلمجاع‬
‫اإلمجاع يف اللغة‪ :‬لفظ مشرتك بني العزم واالتفاق‬
‫‪ 1 .‬العزم‪ :‬قال هلال تعاىل‪﴿َ :‬فَأ‬

‫ّمج ُع ْاو‬
‫أ‬
‫ََْمرُك ْم َو ُشََركاءُك ْم﴾ سورة يونس‪ ،71 :‬أي اعزموا عليه‪ .‬وبناء على هذا فاإلمجاع متصور من الفرد الواحد‪.‬‬
‫‪ 2 .‬االتفاق‪ :‬يقال أمجع القوم على األمر‪ ،‬إذا اتفقوا عليه‪ .‬وبناء على هذا فاإلمجاع غري متصور إال من االثنني فما فوقها‪.‬‬
‫ولعل هذا املعىن هو املختار‪.‬‬
‫اإلمجاع يف االصطالح‪ :‬اتفاق اجملتهدين من األمة اإلسالمية‪ ،‬يف عصر من العصور‪ ،‬بعد وفاة الرسول ﷺ‪ ،‬على حكم شرعي‪ ،‬يف واقعة من الوقائع‪ .‬شروط‬
‫اإلمجاع كالتايل‪:‬‬
‫‪ 1 .‬أن يكون هناك اتفاق‪ :‬أي االشرتاك يف االعتقاد أو القول أو الفعل‪.‬‬
‫‪ 2.‬أن يكون االتفاق من مجيع اجملتهدين‪ :‬بال استثناء‪ ،‬فإن خالف البعض ولو كان واح ًدا‪ ،‬فال عربة هبذا اإلمجاع‪ 3 . .‬أن يكون‬
‫اجملمعون من اجملتهدين‪ :‬واجملتهد هو من ميلك القدرة على استنباط األحكام من األدلة الشرعية‪ .‬فيخرج من هذا القيد اتفاق العوام‪ ،‬فإنه‬
‫ال عربة باتفاقهم وال خبالفهم‪.‬‬
‫‪ 4.‬أن يكون اجملتهدون من األمة اإلسالمية‪ :‬فيخرج من هذا القيد‪ ،‬اتفاق األمم السابقة‪ ،‬واتفاق غري املسلمني‪ 5. .‬أن يكون‬
‫اإلمجاع يف عصر من العصور‪ :‬ال مجيع العصور ‪ .‬واملراد بالعصر هنا‪ ،‬عصر َمنكان ِّمن أهل االجتهاد يف الوقت الذي ظهرت فيه‬
‫املسألة‪.‬‬
‫‪ 6 .‬أن يكون اإلمجاع بعد وفاة الرسول‪ :‬فلو حصل اإلمجاع يف عصره ﷺ‪ ،‬فال عربة هلذا اإلمجاع‪ ،‬ألن العربة حينئذ بقول النيب ﷺ وموافقته‪ 7 . .‬أن يكون األمر‪ 9‬اجملمع‬
‫عليه حكما شرعيا‪ :‬لذلك ال عربة باتفاق العلماء‪ 9‬على مسألة ال عالقة هال بالتشريع من األمور‪ 9‬الدنيوية‪ ،‬كمسألة متعلقة‬
‫باللغة أو الطب أو العلوم‪ ،‬وال يكفر جاحده‪.‬‬
‫حجية اإلمجاع‬
‫املصدر الثالث اليت يعتمد عليها الفقيه يف استنباط األحكام الشرعية ‪ .‬وداللة اإلمجاع داللة قطعية ‪ ،‬وهو يفيد علم اليقني ‪ .‬فهو حجة ملزمة للمسلمني ‪،‬‬
‫وال جيوز املخالفة‬
‫األدلة على حجية اإلمجاع ‪:‬‬
‫ج ْ ت َم‬ ‫َسب‬ ‫َو‬
‫َ‬
‫َهن ِّصرًيا﴾‬ ‫ّي‬ ‫َىل َونُ‬
‫َ َ م َ و َس ا ء‬ ‫ْ لص‬
‫ّل ْال‬
‫ُْمؤ‬
‫ّه‬
‫ّمن‬
‫ّ َني ن َُول‬

‫ّه َما َت‬


‫‪ 1 .‬الكتاب‪ :‬ومنه قوله‬ ‫ّق‬ ‫ّمن ب َْع‬ ‫ََني َلُه ا ْ ُلَهدى َوي‬
‫تعاىل‪َ﴿َ :‬ومن ُي‬ ‫ال‬ ‫َت‬
‫َ قاش‬ ‫َر ُس َول‬ ‫َب‬
‫ّد َما َت َب‬
‫ّ ْع َْغي َر‬
‫سورة النساء‪115 :‬‬
‫‪ 2 .‬السنة‪ :‬قال الرسول ﷺ ‪« :‬‬
‫إ‬
‫ّ‬

‫َن‬
‫أ‬

‫َم‬
‫ّيت ال َتْجَت‬

‫ّم ُع عَلى َضا ٍَلة‪،‬‬


‫ف‬
‫َّإذا َرَأيْ ُت ُم ا‬
‫ْخت‬
‫ّالفًا َف َعلَْي ُك ْم‬
‫ب‬
‫ّال‬

‫ََس او‬

‫ّد اأ َل‬
‫ْعظ‬
‫ّم «‬
‫✓ قال الرسول ﷺ ‪«َ :‬ف َع ْلَي ُك ْم‬
‫ب‬
‫ّا ْ َلجام‬
‫َع‬
‫ّة‪،‬‬
‫َف‬
‫ّإ‬
‫َن ا‬

‫َّ َلل‬
‫ع‬
‫َز َو‬
‫َجل‬
‫جي َم َع‬
‫َ َل ْن َ ْ‬
‫أ‬

‫َم‬
‫ّيت‬

‫ّإال ََعلى ُه ًدى«‬


‫ِ‬
‫سي‬ ‫✓ قال ﷺ ‪ « :‬ما َرأى الْ م‬
‫َ َ ُ َ‬
‫ْسل ّ ٌئ ‪».‬‬
‫ّ ُمو َن َح َسنًا َف َُهو‬

‫ّْعن َد ا‬

‫َّلل‬
‫ّ‬
‫َح َس ٌن‪َ ،‬وَما َْرَأوا َ ً‬
‫سي‬

‫ّئا َف َُهو‬

‫ّْعن َد ا‬

‫َّلل‬
‫ّ‬
‫‪ 3.‬املعقول‪ :‬احلكم الذي اتفق عليه مجيع جمتهدي األمة اإلسالمية مع اختالف أنظارهم والبيئات احمليطة هبم‪ ،‬دليل على أن وحدة احلق والصواب هي‬
‫اليت مجعت كلمتهم‪.‬‬

‫أنواع اإلمجاع‬
‫اإلمجاع الصريح‪ :‬وهو أن يتفق اجملتهدون يف عصر من العصور على حكم واقعة من الوقائع‪ ،‬وذلك بإبداء كل واحد من اجملتهدين رأيه صراحة‬
‫هذا اإلمجاع احلقيقي وهو حجة شرعية عند اجلمهور وإمجاع الصحابة أعلى مراتب اإلمجاع‪ ،‬يكفر جاحده‬ ‫✓‬
‫مثل‪ :‬إمجاع الصحابة على تأخري دفن النيب (ص) ثالثة أيام الختيار اخلليفة‬ ‫✓‬
‫اإلمجاع السكويت‪ :‬وهو أن ي ُْب‬

‫ّد َي بعض اجملتهدين يف عصر من العصور‪ 9‬على حكم واقعة‪ ،‬ويسكت باقيهم عن إبداء رأيهم فيها مبوافقة ما أبدي فيها أو‬
‫‪،‬مسي أيضا باإلمجاع الضمين‬ ‫خمالفته‬
‫حجيته اإلمجاع الصريح اختلف فيه‪:‬‬ ‫✓‬
‫قال البعض‪ :‬حجة قطعية مثل الصريح ألن السكوت دليل على املوافقة‬ ‫✓‬
‫قال البعض‪ :‬حجة ظنية دون الصريح‬ ‫✓‬
‫قال كثري‪ :‬بعدم حجيته أخذا بالقاعدة "ال ينسب إىل الساكت قول‪ ،‬ولقائل أن يقول" لعدة أسباب‬ ‫✓‬
‫‪ o‬عدم اطالع اجملتهد على القول املذكور ‪o‬‬
‫توقف يف احلكم‪ ،‬عدم اختاذ رأي يف املسألة ‪ o‬يريد أن‬
‫ينكر مث ميوت قبل ذلك‬
‫‪ o‬خوف من تسبيب فتنة يف اجملتمع لو صرح برأيه‪ ،‬خوف هالك النفس لو صرح برأيه حيث هناك واحد يهدده‬

‫مستند اإلمجاع‬
‫املراد‪ :‬الدليل الذي يستند إليه اإلمجاع‪ ،‬فال بد إللمجاع أن يكون مبنيا على حكم شرعي‪ ،‬والدليل يكون ظنيا أو قطعيا‬
‫‪ 1 .‬املستند القطعي‪ :‬ال خالف أن املستند يكون مستند قطعيا مثل القرآن والسنة املتواترة؛ ومن أمثلته إمجاع على حترمي الزواج باجلدة للدليل (حرمت‬
‫عليكم أمهاتكم) فاألمهات تشمل األم واجلدة وجدة األم وهلم جرا‪.‬‬
‫‪ 2 .‬املستند الظين‪ :‬جيوز اجلمهور بأن يستند اإلمجاع على دليل ظين مثل السنة اآلحادية والقياس؛ من أمثلة ذلك‪ 9‬إمجاع الصحابة على إعطاء اجلدة‬
‫السدس يف املرياث و مستندهم خرب واحد أن النيب (ص) أعطى اجلدة السدس وإمجاع على حترمي شحم اخلنزير قياسا على حلمه‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬ما الفائدة من اإلمجاع إذ أن هناك حكم موجود (مستند)‪ ،‬فاإلجابة هي لو‬
‫ُو‬
‫ّج َد إمجاع على هذا الدليل‪:‬‬
‫‪ 1.‬يسقط البحث عن دليل آخر يف القضية اجملمع عليها ‪ 2.‬حرام‬
‫أن ختالف هذا اإلمجاع عن هذا الدليل‬
‫ا كان السمتند أو الدليل طنيا (مثل خرب الواحد) فيصري قطعيا (بعد اإلمجاع عليه) ‪ 4.‬إذا كان‬
‫املستند قطعيا فاإلمجاع عليه يفيد التأكيد وعدم املخالفة‬
‫إمكانية وقوع اإلمجاع وهل وقع فعال‬
‫اإلمجاع ينقسم إىل نوعان من ناحية إمكانية وقوعه‪:‬‬
‫✓ النوع األول‪ 9:‬اإلمجاع على األمور‪ 9‬املعروفة من الدين بالضرورة من النصوص القطعية‪ ،‬وال حتتاج إىل النظر واالجتهادا‬
‫‪ o‬حجة بال خالف ميكن وقوعه‬
‫من أنكره فقد كفر‬ ‫‪o‬‬
‫مثاله األمول اإلميان‪ ،‬الصلوات هي مخس ومناسك احلج ما هي‪ ..‬كلها من نصوص قطعية معروفة‪ 9‬بالضرورة‬ ‫‪o‬‬
‫✓ النوع الثاين ‪:‬اإلمجاع مستفاد عن طريق النظر واالجتهاد يف األدلة اليت تستفاد من النصوص الظنية أو جمرد االجتهاد بالرأي‬
‫إمجاع الصحابة‪ :‬ممكن وقوعه بال خالف وهو حجة ألنه وقع يف احلقيقة عندما كان مجيعا يف املدينة‬ ‫‪o‬‬
‫إمجاع ما بعد الصحابة‪ :‬اجلمهور جييزون وقوع هذا اإلمجاع‪ ،‬أما الظاهرية واإلمام أمحد بن حنبل فيقصرون اإلمجاع على الصحابة فقط‬ ‫‪o‬‬

‫إمكانية اإلمجاع ي‪9‬ف‪ 9‬عصرنا هذا وأمهيته‬


‫نرى أن اإلمجاع يف عصرنا هذا ممكن ذلك نظرا إىل ما حدث يف يومنا هذا من سرعة االتصاالت وسهولة املوصالت جممع فقهي‬
‫عاملي‪ :‬العلماء املربزون يف العلوم اإلسالمية من بالد العامل اإلسالمي كما يضم فيه بعض الرجال املتخصصني يف شىت ميادين العلوم مثل‬
‫االقتصاديني واملهندسني واألطباء‪ ،‬حلل مشكالت املسلمني بنهج شرعي‪.‬‬
‫ومن أجل حتقيق هذا اهلدف‪ ،‬قد أنشئ‬
‫‪ 1.‬جممع الفقه اإلسالمي التابع ملنظمة املؤمتر اإلسالمي‪ 9‬يف جدة ‪ 2 . .‬اجملمع‬
‫الفقهي لرابطة العامل اإلسالمي مبكة املكرمة‬
‫يقدم علماؤه فيها األحباث ‪ ‬املناقشة العلمية على مستوى عاملي ‪ ‬نشر البحوث ‪ ‬جيب العمل به إذا اتفقوا على نتائج البحث يف املسألة اخالصة‬
‫املؤلفات واملسائل اجملمع عليها‬
‫‪ 1.‬كتاب" اإلمجاع " حملمد بن إبراهيم بن املنذر ‪2 .‬‬
‫كتاب " مراتب اإلمجاع" اعلي بن أمحد بن حزم الظاهري‬

‫الفصل الرابع‪ :‬القياس‬


‫تعريف القياس‬
‫لغة‪:‬‬
‫تقدير الشيء بشيء‪ :‬يقال‬ ‫‪.1‬‬
‫(ق‬ ‫‪.2‬‬
‫ّ ْست األرض باملرت) أي ق درهتا به مقارنة شيء بغريه‪ :‬مث شاع استعمال القياس‬
‫يف التسوية بني شيئني‬

‫اصطالحا‪ :‬تسوية واقعة مل يرد نص حبكمها‪ ،‬بواقعة ورد النص حبكمها‪ ،‬للمساواة بني الواقعتني يف علة احلكم‬
‫‪( -‬بعبارة أخرى‪ ،‬إعطاء الشيء حكم نظريه لعلة مشرتكة بينهما)‬
‫أركان القياس‪9‬‬
‫‪ .1‬األصل‪ :‬وهو ما ورد النص حبكمه (ويسمى أيضا باملِّقيس عليه)‬
‫َ‬
‫حكم األصل‪ :‬وهو احلكم الشرعي الذي ورد به النص يف األصل‬ ‫‪.2‬‬
‫العلة‪ :‬هي الوصف املوجود يف األصل‪ ،‬والذي من أجله شرع احلكم‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ .4‬الفرع‪ :‬وهو ما مل يرد النص حبكمه (ويسمى أيضا‬
‫باملِ‬
‫ّقيس)‬
‫َ‬ ‫مثال‬
‫‪ -‬أما حكم الفرع‪ :‬هو نتيجة عملية القياس فال يعترب ركنا‬
‫تدل اآلية على حترمي اخلمر ‪ .‬يقاس عليه‬ ‫َع َم ِّل ال َّشْيَطا ِّن فَا‬ ‫قال تعاىل‪﴿َ :‬يا َأي ُب َواأ َْل‪9‬ز َُال‪9‬م ٌس‬
‫َ‬
‫ْجَتن‬ ‫ِّر ْج ِّ م ْن‬ ‫ص‬
‫َّها ا‬
‫ُّبوُه ﴾>‬ ‫ال‬
‫َ‬

‫ّذي َن آَُمنواْ‬
‫إ‬

‫ََمنا ا ْ َْلخُمر َوالْ َْمي‬

‫ُّسر َواألَن‬
‫حترمي املخدرات الشرتاكهما يف العلة وهي اإلسكار‬
‫األصل‪ :‬اخلمر‬ ‫‪-‬‬
‫حكم األصل‪ :‬حترمي اخلمر‬ ‫‪-‬‬
‫العلة‪ :‬اإلسكار‬ ‫‪-‬‬
‫الفرع‪ :‬املخدرات (فحكم الفرع يكون حترمي الشرتاك العلة وهي اإلسكار)‬ ‫‪-‬‬

‫شروط أركان القياس‬


‫هناك شروط لكل ركن من أركان القياس‬

‫شروط األصل‬
‫‪ 1 .‬الشرط الوحيد أللصل أن يكون ثابتا بالنص (القرآن‪ / 9‬السنة) أو إمجاع ألن ال ميكن أن يكون األصل من قياس ألن ال قياس على قياس‬
‫شروط حكم األصل‬
‫‪ 1.‬حكما عمليا‪ :‬ال بد أن يكون عمليا وليس يف احلقيدة أو األخالق ‪ 2.‬معقول‬
‫املعىن‪ :‬أي ميكن إدراك‪ 9‬العلة اليت شرع احلكم ألجلها‪ ،‬فال قياس يف العبادات ألهنا غري معقولة املعىن ‪ 3.‬يكون حلكم األصل علة‬
‫م‪9‬ي‪9‬ك‪9‬ن‪ 9‬حتقيقها ي‪9‬ف‪ 9‬الفرع (فعدم‪ 9‬الصيام يف السفر خمصوص للسفر فقط‬
‫‪ 4 .‬أن ال يكون حكم األصل خمتصا باألصل (فإباحة الزواج بأكثر من ‪ 4‬أزواج حالل للنيب فقط وليس ملن سواه وكذلك حرمة نكاح زوجات النيب‬
‫(ص) بعد وفاته فهذا‪ 9‬خاص به فقط)‬
‫الشرطان الثالث والرابع يبدوان متشاهبان إال أن الشرط الثالث يركز على احلكم والشرط الرابع يركز على العلة‬
‫شورط الفرع‬
‫‪ 1 .‬أن ال يكون منصوصا عليه‪ ،‬أي جيب أال يكون هذا الفرع ما ورد فيه حكم يف النص‬
‫‪ 2 .‬أن تكون علة األصل موجودة متساوية يف الفرع‬
‫شروط العلة‬
‫نستكشف أربعة موضوعات العلة‬
‫هي أهم أركان القياس وهي ختتلف من‬
‫احل‬
‫ّ ْك َمة حيث أن‬
‫احل‬
‫ّ َكم مرتبطة بأمر ظاهر منضبط (العلة) وليس بأمر قد خيفى أو قد يظهر (احلكمة)‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪{ 1 .‬ولكم يف القصاص‪ 9‬حياة يا أويل األلباب لعلكم‪ 9‬تتقون}‪ ،‬فعلة القصاص وجود عملية القتل عمدا عدوانا‪ ،‬أما احلكمة فهي حفظ النفوس يف‬
‫مصرح هبا وخمتلفة من العلة‪9...‬‬
‫اجملتمع من اإلزهاق‪ 9‬بغري احلق‪ ،‬فهنا احلكمة َّ‬
‫‪ 2 .‬كذلك رخصة القصر يف السفر‪ ،‬فهي علتها السفر وهو أمر ظاهر وال ميكن العلة أن تكون "املشقة" ألن املشقة أمر خفي غري موضوعي‪ 9‬خيتلف‬
‫من شخص إىل شخص‬
‫أ‪ .‬املوضوع األول‪ :‬مفهوم العلة‬
‫‪ -‬العلة هي الوصف الظاهر املنضبط الذي جعله الشارع‪ 9‬عالمة على وجود احلكم مع مناسبته له‬
‫ب‪ .‬املوضوع الثاين‪ :‬شروط العلة‬
‫‪ 1 .‬أن تكون وصفا ظاهرا‪ :‬أي أن ال تكون العلة خفية ال تدرك باحلواس‬
‫‪ -‬مثال يف صحة عقد البيع ال جيوز أن تكون العلة الرتاضي بني الطرفني ألنه أمر خفي وإمنا العلة وجود اإلجياب والقبول)‬
‫‪ 2.‬أن تكون وصفا منضبطا‪ :‬أي ال ختتلف العلة باختالف األشخاص واألحوال واألماكن‬
‫‪ -‬مثال إباحة األكل يف هنار رمضان‪ ،‬العلة هي وجود السفر‪ ،‬وليس املشقة ألن املشقة ختتلف من شخص إىل شخص‪ ،‬فاملشقة ليست‬
‫وصفا منضبطا)‬
‫‪ 3 .‬أن تكون وصفا مناسبا للحكم ‪ :‬أي مناسبا لبناء احلكم عليه‪ ،‬أي يوافق مقاصد الشرع‬
‫‪ -‬مثال حترمي اخلمر‪ ،‬علته اإلسكار‪ ،‬وهو مناسب ألن هلال تعاىل قصد حفظ العقول من حترمي املسكرات‪ ،‬وال جيوز أن تكون العلة لون‬
‫املشروب‪ ،‬أي نقول حرم ألنه أمحر أو أخضر فهذا وصف غري مناسب‪ ،‬ال عالقة له مبقاصد الشرع‪9‬‬
‫‪ 4 .‬أن تكون وصفا متعديا‪ :‬أي أن العلة غري مقصورة على األصل‬
‫‪ -‬مثال إحباة األكل يف هنار رمضان‪ ،‬العلة هي وجود السفر وال تتعدى لغري املسافر‪ 9‬مثل العامل يف املنجم فهو يتحمل مشعة عظيمة‬
‫ولكن ال جيوز له األكل يف هنار رمضان‬
‫‪ 5 .‬أن تكون وصفا معتربا شرعا‪ :‬أي ال خيالف مع الشرع‬
‫‪ -‬تسوية املرياث بني البنت واالبن لعلة البُ ُن‬

‫َوة‬
‫ّ‪ ،‬هذه العلة خاطئة ألن هلال تعاىل بني واضحا أن اجلنسية هي العلة إلعطاء الذكر مثل حظ‬
‫األنثيني‬
‫ج‪ .‬املوضوع الثالث‪ :‬طرق معرفة العلة (مسالك‪ 9‬العلة)‬
‫‪ 1 .‬الكتاب‪ :‬مثل قوله تعاىل‪﴿َ :‬وال‬

‫َ اس‬

‫ُّرق َوال‬

‫َ اس‬

‫َّرقُة َفاقَْطُعواْ َأ ْي‬

‫َّدي ُه َما﴾‪ .‬فاآلية تشري إىل أن علة قطع اليد هي السرقة‪.‬‬


‫‪ 2 .‬السنة‪ :‬مثل حديث رواه ابن مسعود ‪َ :‬أ‬

‫َن َر ُسوَل ا‬

‫َّلل‬
‫ّ ﷺ َس َها‬

‫ّيف ال‬

‫َصالة‬
‫ّ فَ َس َج َد َس ْج َد َِّيت ال‬
‫َس ْه‬

‫ّو َب ْع َد ا ْل‬
‫َكال‬
‫ّم‪ .‬فقد رتب احلكم على حدث حبرف‬
‫"فاء"‪ ،‬أي أن الرسول ﷺ سجد بسبب سهوه‪ ،‬فالسهو علة لسجود السهو‪.‬‬
‫صغريا‪ ،‬فالعلة هنا صغره‪ ،‬مث قاس عليها العلماء‪ 9‬يف حق األب الوالية على النفس‪ 4. .‬املناسبة‪ :‬أي ما يستطيع‬
‫ً‬ ‫‪ 3.‬اإلمجاع‪ :‬مثل األب له حق يف الوالية على مال الصغري لكونه‬
‫العقل إدراك صالحيتها لربط احلكم هبا وبناء احلكم عليها لتحقيق املصلحة املقصودة‪ .‬وذلك بعدم تثبوت العلة بالنص –‬
‫من الكتاب أو السنة‪ -‬أو باإلمجاع‪.‬‬
‫✓ نكاح البكر والوالية عليها ثابت‪ ،‬لكن بعضهم رأوا العلة البكارة (ال تعرف أمور الزواج)‪ 9‬ورأى بعضهم أن العلة يف الصغر (تعجز عن‬
‫القرار الصحيح)‪...‬‬
‫د‪ .‬املوضوع‪ 9‬الرابع‪ :‬جم‪9‬ا‪9‬ل‪ 9‬االجتهاد ي‪9‬ف‪ 9‬العلة‬
‫‪ 1.‬االجتهاد يف استنباط العلة‪ ،‬إذا مل تكن العلة منصوصة‪ ،‬ويسمى هذا النوع من االجتهاد بتخريج املناط‪( .‬مثل اجتهاد يف حترمي الربا يف البُ ر) ‪ 2 .‬االجتهاد يف ختليص‬
‫العلة مما قد يشوهبا من أوصاف‪ 9‬أخرى ليس هال أثر يف احلكم‪ ،‬ويسمى هذا النوع من االجتهاد بتنقيح املناط‪( .‬مثال حترمي‬
‫اخلمر لسبب إسكاره وليس لسبب لونه أو رائحته)‬
‫‪ 3 .‬االجتهاد يف الفرع ملعرفة حتقيق العلة أو عدم حتقييقها‪ ،‬ويسمى هذا النوع من االجتهاد بتحقيق املناط‪( .‬حبث يف النبيذ‪ ،‬هل هو مسكر أم ال)‬

‫حجية القياس‪9‬‬
‫اجلمهور‪ :‬العلماء إىل أن القياس حجة شرعية‪ ،‬أدلتهم‬
‫‪ 1.‬الكتاب‪:‬‬
‫رُّدوه‬ ‫ٍ‬ ‫قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬يا َأي‬ ‫✓‬
‫فُ ُ‬ ‫َش ْيء َ‬
‫إ‬ ‫َّها‬
‫َّىل ا‬
‫ال‬
‫ّلل‬ ‫َ‬
‫ّ‬
‫َوال‬ ‫ّذي ن آم ُنواْ َأ‬
‫َ َ‬
‫َر‬
‫ُسو‬ ‫ّطيعو ْا ا ّلل وَأ‬
‫ُ ََ‬
‫ّل﴾ "التنازع" هو‬
‫ّط ُيعو ْا‬
‫ال‬
‫َر ُسوَل‬
‫َ ُْأو‬
‫ّيل‬
‫اأَْلم‬ ‫ف‬
‫ّر‬ ‫ّإن َت َنَاْز ُ‬
‫عت ْم‬

‫ّمن ُك ْم‬ ‫ّيف‬


‫االختالف‪ ،‬و"الرد" هو القياس بالكتاب والسنة‬
‫َفا‬ ‫﴿ ُهو الَّ‬ ‫✓‬
‫َ‬
‫ْعت‬ ‫‪ 2.‬املسنة‪:‬‬
‫ُّربوا َيا‬
‫ّذي َأ ْخرج الَّ‬
‫ُأو‬ ‫ََ‬
‫ّيل اأ َل ْب َ اص‬
‫ّذي َن ََكُفراو‬
‫ّر﴾ "فاعتربوا"‪ ،‬أي فقايسوا أنفسكم هبم‬
‫ّم ْن َْأه‬

‫ّل ْالكَِّتا‬

‫ّب ‪...‬‬
‫✓ حديث معاذ بن جبل "أجتهد رأيي وال آلو"‬
‫✓ حديث املرأة اليت أرادت قضاء نذر أمها املتوفية بالصوم ‪ ،‬وقياس الرسول ﷺ النذر بالدين‬
‫ِّْعرق نزعه)"‬ ‫حديث املرأة اليت أرادت قضاء نذر أمها املتوفية بأداء احلج ‪ ،‬وقياس الرسول ﷺ النذر بالدين‬ ‫✓‬
‫حديث الرجل اليت أجنبت زوجته ولدا أسود وقياس النيب ذلك على إبل احلمر وأحدهم أورق "( لعل هذا‬ ‫✓‬
‫‪ 3.‬اإلمجاع‪ :‬الصحابة اتفقوا على استعمال القياس يف الوقائع الكثرية اليت ال ن ص فيها مع سكوت الباقينمثل قول عمر أيب موسى األشعري (ر) ‪:‬‬
‫«أعرف األشباه واألمثال وقس األمور‪».‬‬
‫‪ 4.‬املعقول‪ 9:‬هلال تعاىل شرع األحكاًم ملصاحل‪ ،‬فإذا ساوت الواقعة املسكوت عنها الواقعة املنصوص عليها يف علة احلكم اليت هي مظنة املصلحة‪ ،‬فتساويها يف احلكم من‬
‫أجل حتقيق املصلحة (مثال‪ :‬ليس من العدل أن حيرم اخلمر ‪ ،‬وال حترم املخدرات مع أهنما متساويان يف العلة وهي‬
‫االسكار)‬
‫الظاهرية‪ :‬عدم حجية القياس‪ ،‬أدلتهم هي‬
‫‪ 1 .‬إن القياس اتباع للظن‪ ،‬والظن ال تثبت به األحكام الشرعية‪ ،‬قال تعاىل ‪َْ ( :‬شيئاً) النجم ‪ > ،28 :‬الرد‪ :‬وردت هذا‬
‫َوإ‬
‫ّ‬

‫َن‬
‫الظ‬
‫َ‬

‫َن ال ي‬
‫ُغ‬
‫ّين‬

‫ّم َن ا‬
‫ْحل‬
‫ّق‬
‫اآلية هذا يف الظن يف العقيدة‬
‫‪ 2.‬ورد عن الصحابة بعض اآلثار الدالة على ذم الرأي والعمل به‪ ،‬والقياس هو الرأي‪ .‬قال عمر(‪ :‬إياكم وأصحاب الرأي فإهنم أعداء السنن أعيتهم األحاديث ان حيفظوها‬
‫فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا) > الرد‪ :‬الرأي املراد هنا الرأي املذموم اتباعا للهوى وليس املتبع للقواعد الثابتة‬
‫‪ 3 .‬إن الدين قد كمل يف وقت الرسول ﷺ {اليوم أكملت لكم دينكم}‪ ،‬فال حتتاج البشرية ألكثر مما جاء به الشرع‪ > .‬الرد‪ :‬اكتمل الشرع لكن ال‬
‫ميكن حيصر كل الوقائع غري املتناهية فال بد من قياس ملسايرة املستجدات‬

‫الفصل اخالمس‪ :‬االستحسان‬


‫تعريف االستحسان‬
‫حسنا (معنويا أو حمسوسا)‬
‫لغة‪ :‬يع د شيء ً‬
‫اصطالح‪ :‬أن ينتقل اجملتهد من حكم عام يف مسألة ما إىل حكم استثنائي‪ ،‬من أجل حتقيق املصلحة أو درء املفسدة‪ ،‬وذلك بسبب وجود ضرورة أو عرف‬
‫أو مصلحة أو قياس خفي أو دليل آخر يقتضي هذا االنتقال‬
‫أنواع االستحسان‬
‫النوع األول ‪ :‬استثناء مسألة جزئية‪ 9‬من قاعدة عامة لدليل (من النص ‪ /‬إمجاع‪ /‬عرف‪ /‬مصلحة‪/‬ضرورة)‬
‫‪ 1 .‬القرآن‪ :‬الوصية بالقاعدة العامة ال جتوز ألهنا انتقال ملكية‪ ،‬وانتقال امللكية ال تكون إال يف حياة الرجل‪ ،‬إال أن هناك استثناء يف القرآن‬
‫﴿‬
‫ّم ْن َب ْع‬

‫ّد َو‬

‫ّ يص‬
‫ٍَة‬
‫ُيو‬

‫ّصي‬

‫دي ٍن﴾‪ ،‬فالوصية ثابتة استحسانا بالنص والدليل من القرآن‬ ‫ّ َأ‬


‫بَها ْو َ ْ‬
‫‪ 2.‬السنة‪ :‬األكل يف هنار رمضان نسيانا يف القاعدة‪ 9‬العمة يبطل الصوم‪ ،‬لكن ورد احلديث «من أكل أو شرب ناسيا فال يفظر‪ ،‬فإمنا هو رزق رزقه هلال»‪ ،‬فاستحسانا بالسنة يواصل الصوم‪9،‬‬
‫كذل بيع السلم‪ ،‬القاعدة‪ 9‬العامة تقول أن بيع املعدوم‪ 9‬ال جيوز وبيع السلم‪ 9‬بيع شيء معدوم‪ ،‬لكن جنيزه استحسانا‬
‫بالسنة‪،‬‬
‫‪ 3.‬اإلمجاع‪ :‬عقد االستحمام أصال غري جائز لعد حتديد املبيع (امالء‪ ،‬مدة املكث) القاعدة العامة تقول أن البيع بعدم حتديد املبيع عقد باطل‪ ،‬لكن هو عرف عند الناس وال ينكر أحد‬
‫اجملتهديد فهو إمجاع‪ ،‬فاستحسانا‪ 9‬باإلمجاع عقد االستحمام جائز‪ ،‬كذلك عقد االستصناع‪ 9،‬أصال هو بيع معدوم‬
‫أن بيع املعدوم باطل‪ ،‬لكن هذا عرف عند الناس أمجع عليه العلماء فاستحسانا‪ ،‬فأجيز عقد االستصناع استحسانا باإلمجاع ‪ 4.‬العرف‪ :‬جواز الوقف باملنقول من العادة‬
‫‪ ،‬لكن القاعدة تقتضي التأبيد يف الوقف‪ ،‬فاستحسانا بالعرف جنيز وقف املنقول‬
‫‪ 5 .‬الضرورة‪ :‬اإلطالع على عورة املريض يف العملية‪ ،‬القاعدة تقتضي التحرمي االطالع على عورة الغري أصال‪ ،‬لكن هذا واجب استحسانا بالضرورة لتنفيذ‬
‫العملية‬
‫‪ 6 .‬املصلحة‪ :‬األجري املشرتك الذي يعمل جلماعة مباهلم‪ ،‬لو أتلف ماهلم‪ ،‬يضمن‪ ،‬والقاعدة أصال عدم ضمان األجري املشرتك‪ ،‬لكن استحسانا باملصلحة‪،‬‬
‫وصيانة أموال الناس أوجبنا الضمان‬
‫النوع الثاين ‪ :‬ترجيح قياس خفي على قياس جلي‬
‫‪ -‬قياس جلي وهو قياس ظاهر وأثره متبادر إىل الذهن؛ والثاين‪ :‬قياس خفي وهو قياس خفي وأثره دقيق غري متبادر إىل الذهن‪ ،‬ولكن الثاين أقوى‬
‫من األول ويأخذ باخلفي دون اجللي ‪ -‬مثال‪:‬‬
‫سؤر سباع البهائم أصال حرام ألهنم جنس ويشربون من لساهنم املتولد‪ 9‬من حلمهم‪ ،‬وميكن يقيس سباع الطري على سباع البهائم‪ ،‬ألهنما‬
‫جنس‪ ،‬لكن سباع الطري تشرب من منقارها واملنقار من العظم وليس اللحم فليس متولد من حلمها‪ ،‬فليس جنس‪ ،‬فسؤر سباع الطري مباح‬
‫استحسانا (ترجيح اخلفي على اجللي)‬
‫حجية االستحسان‬

‫هو حجة عند املذاهب الثالثة سوى الشافعية‪ ،‬والظاهرية أنكروه متاما مع القياس أيضا‬
‫‪ -‬نعرف أن الشافعي قال "من استحسن فقد شرع"‪ ،‬كذلك كان يقصد االستحسان املبين على اهلوى (وذلك أن الشافعي أدرك الناس يستحسنون‬
‫على أساس ال يستطعون أن يصفوه‪ ،‬أي كأن يوقل قائل‪" :‬أنا أبيح هذا استحسانا بكذا‪ ،‬لكن ال استطيع أن أعرب على ما يف داخلي وكيف‬
‫وصلت إىل هذا احلكم)" ‪-‬‬
‫لكن االختالف كان لفظيا إذ أن بعد ما اتضح مراد االستحسان‪ ،‬وهو املبين على النصوص واألدلة الثابتة‪ ،‬قبله معظم أصحاب الشافعي‬
‫‪ -‬أخريا‪ :‬إن االستحسان من األدلة االستثنائية‪ ،‬غرضه رفع احلرج واملشقة يف تعميم النصوص‬

‫الفصل السادس‪ :‬املصلحة‬


‫تعريف املصلحة املرسلة‬
‫اللغة ‪ :‬ما حيمل على الصالح ‪ ،‬أو احلسنة ‪ ،‬أو املنفعة ‪ ،‬أو اخلري‬
‫االصطالح ‪ :‬هي عبارة عن جلب املنفعة ودفع املضرة (يقال أيضا باالستصالح)‬
‫● املرسلة ‪ :‬املطلقة ‪ ،‬أي غري مقيدة بشيء ‪ ،‬يعىن بنص خاص‬
‫املصلحة املرسلة ‪ :‬املصلحة اليت مل يقيد اعتبارها أو إلغاءها بورود نص خاص بعينه‬
‫أنواع املصاحل‬
‫عان حسب اعتباره وعدم اعتبارها ومن حيث ضررورهتا النوع‬
‫األول‪ :‬من حيث اعتبارها وعدم اعتبارها‬
‫‪ 1.‬املصاحل املعتربة‪ :‬أي املصاحل اليت اعتربها الشارع‪ ،‬وقام الدليل منه على رعايتها‪ ،‬فهي حجة بال نزاع‬
‫مثال ‪ :‬حكم القصاص( ولكم يف القصاص حياة ) فيه مصلحة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2 .‬املصاحل امللغاة‪ :‬املصاحل اليت مل يعتربها الشارع‪ ،‬بل ألغاها الشارع ور دها‪ ،‬هي مردودة بال خالف‬
‫‪ -‬مثال ‪ :‬وذلك مثل منع تعدد الزوجات‪ ،‬مصلحة الزوجة وعدم مصلحة اجملتمع‬
‫‪ 3 .‬املصاحل املرسلة‪ :‬املصاحل اليت ال يوجد من الشرع ما يدل على اعتبارها وال على إلغائها‪ ،‬فأرسلها مع أهنا من مقاصد الشرع‬
‫‪ -‬مثال ‪ :‬اشرتاط توثيق عقود الزواج ‪ ،‬أو تسجيل املمتلكات كالسيارة واألرض‬
‫النوع الثاين‪ :‬من حيث ضرورهتا‬
‫‪ 1 .‬الضروريات‪ 9:‬ال ب د منها لقيام مصاحل الدين والدنيا‪ ،‬فو فقد احتلت احلياة وهي يف خسمة أشياء حفظ الدين والنفس والعقل والنسل وامالل‬
‫‪ -‬كمشروعية الشهادتني وعقوبة الردة‪/‬كتحرمي قتل النفس بغري احلق ومشروعية القصاص‪/‬كتحرمي الزنا ووضع احلدود عليها‪/‬كتحرمي‬
‫املسكرات والعقوبة عليها‪ /‬كتحرمي السرقة والعقوبة عليها‬
‫‪ 2.‬احالجيات ‪ :‬هي املصاحل اليت حيتاج إليها الناس للتيسري عليهم ورفع احلرج عنهم‪ ،‬إذا فقدت مل ختتل احلياة لكن يلحقهم احلرج واملشقة‬
‫‪ -‬مشروعية البيع والشراء يف املعامالت‪ /‬مشروعية أنواع الرخص يف العبادات‬
‫‪ 3 .‬التحسينيات‪ :‬وهي املصاحل اليت تقتضيها املروءة‪ ،‬ويقصد هبا األخذ مبحاسن العادات ومكارم‪ 9‬األخالق‬
‫إباحة الزينة من اللباس وحماسن اهليئات واألخالق واآلداب الشرعية‬ ‫‪-‬‬
‫حجية املصاحل املرسلة‬
‫األراء الثالثة‪:‬‬
‫‪ 1.‬ذهب مجهور العلماء‪ ،‬من احلنفية والشافعية والظاهرية إىل أن املصاحل املرسلة ليست حجة مطلقا ‪ 2 .‬ذهب اإلمام مالك‬
‫وأمحد ومن تبعهما إىل أن املصاحل املرسلة معتربة من أدلة األحكام بالشروط‬
‫‪ 1 .‬أن تكون املصلحة حقيقة ال ومهية‬
‫‪ 2 .‬أن ال تعارض نصا‪ ،‬أو اإلمجاع (تكون حيئذ ملغاة)‬
‫‪ 3 .‬أن تكون املصلحة عامة ال خاصة (مصلحة عامة مقدمة على مصلحة خاصة)‬
‫‪ 4 .‬أن تكون املصلحة معقولة يف ذاهتا (ففي العبادات ليس هناك اجتهاد باملصلحة ألهنا غري معقولة املعىن)‬
‫‪ 3 .‬ذهب اإلمام الغزايل والبيضاوي من الشافعية إىل أن املصاحل املرسلة معتربة شرعا بشروط أن تكون املصلحة‪:‬‬
‫‪ 1.‬ضرورية‬
‫‪ 2.‬قطعية‬
‫‪ 3.‬كلية‬
‫‪ -‬ويف احلقيقة ال عربة هال حيث أن الضرورة أصال تبيح األشياء مهما كانت وال داعي أن نسميها استصالحا‪ ،‬كذلك‪ 9‬جيوز األخذ بالنصوص‬
‫الظنية وال حاجة أن تكون قطعية‪ ،‬وأخريا‪ ،‬هناك مصاحل جزئية ال بد منها فال اتعبار الشرتاط املصاحل كوهنا كلية‬
‫أدلة حجية االستصالح‪:‬‬
‫‪ 1 .‬أعمال واجتهادات الصحابة‪ :‬مال حدثت حادثة ال نص فيها دار الصحابة إىل املصلحة (مثل مجع القرآن‪ ،‬والطالق البائن بتلفظ واحد‪ ،‬ومجع‬
‫الناس على مصحف واحد‪ ،‬واحل د على اجلماعة بقتل الواحد‪ ،‬وعدم القطع يف عام اجمالعة)‬
‫‪ 2 .‬االستقراء من النصوص الشرعية‪ :‬وذلك أن األحكام كل واحد منها شرعت جللب املصاحل ودفع املفاسد‪ ،‬فهي قاعدة معتربة يف النصوص آية ((إن‬
‫هلال يأمر بالعدل واإلجسان))‪ ،‬وحديث "ال ضرر وال ضرار"‬
‫‪ 3.‬املعقول‪ :‬احلوادث تتجدد يوميا‪ ،‬فلو مل يفتح للمجتهدين بابا اجلتهاد باملصاحل املرسلة لضاقت الشريعة اإلسالمية عن مصاحل العباد‪ ،‬ومل تكن‬
‫صاحلة لكل زمان ومكان‬

‫الفصل السابع‪ :‬سد الذرائع‬


‫تعريف سد الذرائع‬

‫الوسيلة لغة‪ :‬الوسيلة اليت يتوصل هبا إىل الشيء سواء أكان هذا الشيء مفسدة أو مصلحة‬
‫الوسيلة اصطالحا‪ :‬الوسائل اليت تتوصل هبا إىل األشياء املمنوعة املشتملة على املفسدة‬

‫سد الذرائع ‪:‬منع الوسائل املؤدية إىل املفسدة بإغالق باهبا‬

‫مثال‪ :‬بيع العنب ملن يتخذه مخرا‪ ،‬ممنوع ألنه مفضي إىل ح‪99‬رام ولو ك‪99‬ان بيع العنب أص‪99‬له حال‪99‬ل ‪ -‬مثال‪ :‬ش‪9‬هادة‬
‫أحد الزوجني غري مقبولة لتهمة وجود املصلحة للزوج اآلخ‪9‬ر ‪ -‬مث‪99‬ال‪ :‬قض‪99‬اء القاضي‬
‫ألصوله أو فروعه أو زوجته ممن ال جتوز شهادته هلم‬
‫‪ -‬مثال‪ :‬قضاء القاضي بعلمه غري جائز عند كثري من العلماء ‪ ،‬بل ال بد من اإلقرار‪ 9‬أو البينة‬

‫أقسام سد الذرائع‬

‫‪ 1 .‬األفعال احملرمة املؤدية إىل مفاسد بذاهتا‪ :‬هذا القسم ممنوع بداية األمر‪ 9‬ليس من باب سد الذرائع‬
‫✓ مثل وضع السم يف أكل شخص آخر بغرض قتله ‪ ،‬أو طلب املساعدة من الكاهن ليضر أو يسيء أو ليقتل الغري‬

‫‪ 2 .‬األفعال املباحة واملشروعة بذاهتا‪ ،‬إال أهنا تؤدي إىل حمرم‪ :‬هذا هو النوع املهم يف موضوع سد الذرائع وهو ثالثة أقسام‬
‫) ‪ 1‬ما يؤدي إىل املفسدة نادرا‪ :‬مثل سياقة السيارة‪ ،‬فأحيانا حتدث حادثة مرور لكن نادرا ما حيدث هذا والشرع يعترب األغلب وليس النادر‪ ،‬فهذه‬
‫األفعال حالل‬
‫) ‪ 2‬ما يؤدي إىل املفسدة كثريا‪ :‬مثل بيع العنب للخامرين‪ ،‬فمعظم األحيان اخالمر سوف يستخدم العنب لصناعة اخلمر وليس أللكل‪ ،‬فهذا‪ 9‬النوع ال‬
‫ينبغي أن يكون هناك خالف فيه بني العلماء‪9‬‬
‫)‪ 3‬ما هو جائز ومباح أصال‪ ،‬لكن اختذ وسيلة إىل غري مشروع‪ :‬هو كالسابق إىل إنه يؤدي إىل شيء غري مشروع مثل‬
‫‪ -‬أمثلة ‪:‬‬
‫✓ عقد التحليل‪ ،‬فهو الذي يتزوج املرأة ولكن غرضه أن يطلقها مباشرة بعد الزواج فبعد ذلك تكون حاالل لزوجها األول و عقد بيع العينة‪ ،‬وهو بيع‬
‫✓ السلعة ملن اشرتيتها منه بثمن آجل بأكثر مما اشرتيتها نقدا‪ ،‬مثال لو دفعت الثمن اآلن بالنقود‬
‫سيكون ‪ 50‬رجنيتا‪ ،‬ولو دفع بعد شهر يكون ‪ 60‬رجنيتا‪ ،‬فهذا بال شك ربا‬
‫‪ -‬أراء العلماء ‪:‬‬
‫✓ الشافعية واحلنفية‪ :‬عدم اعتبار الذريعة يف هذا النوع ألنه أصال مباح ويستويف كل الشروط واألركان مع أن الفاعل آمث (العربة‬
‫باأللفاظ واملباين)‬
‫✓ اماللكية واحلنابلة‪ :‬يعتربون هذه الذريعة ألنه يفضي إىل حرام ولو كان أصال يف نفسه حالل (العربة باملقاصد واملعاين)‬
‫حجية سد الذرائع‬
‫أراء العلماء‪:‬‬
‫اماللكية واحلنابلة ومن تبعهم‪ :‬قد أخذوا مببدأ سد الذرائع‪ ،‬وأنه حجة ودليل تبين عليه الفروع‪ .‬احلنفية والش‪9‬افعية ومن‬
‫تبعهم‪ :‬مل يأخذوا مببدأ سد الذرائع كمصدر من مصادر التشريع‪ ،‬وإن كان استقراء فروعهم الفقهية يدل على األخذ به ← القول مبشروعية سد الذرائع ق‪99‬ول خمت‪99‬ار وينس‪99‬جم مع‬
‫العقل والنقل فاحلقيقة أن االختالف بني العلماء‪ 9‬يرجع إىل مد األخذ بسد الذرائع‬
‫األدلة على حجية سد الذرائع‪ :‬هناك أدلة دالة على حجية سد الذرائع‬

‫﴿َوال َي‬ ‫‪ 1 .‬الكتاب‪﴿َ :‬والَ َت‬


‫َع ْدً‪9‬وا ِّْعل‬
‫ْض‬ ‫ب ٍم﴾‬ ‫ُسب‬
‫ّْرب َن‬ ‫ّ َْغِ‪ّ99‬ري‬ ‫ّواْ‬
‫ب‬ ‫ال‬
‫َّْأر‬ ‫َ‬
‫ُ لج‬
‫ّذي َن َْيدعُو َن‬
‫ّه‬
‫ّمن ُدو‬
‫َن‬
‫ل‬ ‫ّن ا‬
‫ُّي ْعلَ َم َما‬
‫ّلل‬
‫ُ يخ‬ ‫ّ َف َي‬
‫ّف َني‬ ‫ُسب‬
‫ّواْ ا ّ َلل‬
‫ّمن‬

‫ّزي َنت‬

‫ّه‬

‫َ ﴾ن‬

‫‪ 2.‬السنة‪ :‬أن النيب ﷺ امتنع عن قتل املنافقني «(أخشى أن يتحدث الناس أ ن حمم ًدا يقتل أصحابه)»‪ ،‬كذلك قوله ﷺ «ال َْحي ُك ْم َأ َح ٌد ب َْ َني ْ‬
‫اث َن ْ‬

‫ّني َوَُهو‬
‫َغ ْضَبا ُن »‪ 9،‬لئال جيور يف احلكم‪ ،‬كذلك قوله ﷺ «ال ُتْ‪9‬قَط ُع اأَلْي ِّدي ِّيف اْل َْغ‪ِ9‬زّو» حىت ال يلتحق جبيش‬
‫العدو‬
‫فتح الذرائع‬

‫فتح الذرائع‪ :‬يرى بعض العلماء ‪ ،‬كما أنه جيب سد الذريعة اليت تؤدي إىل مفسدة ‪ ،‬جيب كذلك فتح الوسيلة أو الذريعة اليت تؤدي إىل مصلحة وأقسامها‪3 9‬‬
‫‪ 1.‬الوسيلة املباحة ‪ -‬املؤدية إىل واجب ‪2.‬‬
‫الوسيلة غري املباحة – املؤدية إىل واجب ‪ /‬املصلحة ‪ 3.‬الوسيلة‬
‫احملرمة – املؤدية إىل املصلحة‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫جواز دخول منزل الغري بدون إذنه إلطفاء حريق أو منع جرمية جيوز‬ ‫✓‬
‫دفع مال لدولة حماربة لدفع أذاها وخطرها إذا مل يستطع املسلمون الدفاع عن مجيع البالد‬ ‫✓‬

‫الفصل الثامن‪ :‬العرف‬


‫العرف لغة‪ :‬املعروف‪ ،‬خالف املنكر‪ ،‬العادة اجالرية بني الناس‬
‫مجيعا‬
‫العرف اصطالحا‪ :‬جمموعة أفعال وأقوال ألفها الناس فيما بينهم‪ ،‬تعارفوا عليها‪ ،‬وفعلوها ً‬
‫حجية العرف‬

‫اعترب العلماء‪ 9‬العرف الصحيح حجة شرعية ودليال من أدلة التشريع‪ ،‬إ ن مل خيالف دليال شرعيا‪ ،‬وال‬

‫حي‬ ‫ّ‬
‫حيل حراما وال ُ َ‬

‫ّرم حاالل‪ ،‬وال ي ُْب‬

‫ّطل واجبا‬
‫‪ -‬هناك القاعدة‪« :‬العادة حمكمة»‪ ،‬فالعادة املوافقة للشرع معتربة الستقرار مصلحتها يف الناس ومناسبتها لضروفهم‬

‫األدلة على حجية العرف‪:‬‬

‫‪ 1 .‬الكتاب‪ُ ﴿ :‬خ‬

‫ّذ الَْْعَفو َ اُْوْمر‬


‫ب‬
‫ّالُْْعر‬

‫ّف ﴾ تدل على وجوب الرجوع إىل ما تعارف عليه الناس والعادة السليمة املتفقة بالشرع‬
‫✓ َ﴿وعلَى ا ْل‬
‫َْم لُوو‬
‫ّد لَُه‬

‫ّْرُزق ُه‬
‫َن‬
‫َوك‬
‫ّ َْسوتُ ُه‬

‫َن ِّبا ْل َم ُْعرو‬

‫ّف﴾ املراد‪ ،‬ما تعارف عليه الناس من نفقة املطلقة اليت هال ابن‬
‫‪ 2 .‬السنة‪ :‬قول ابن مسعود "ما رآه املسلمون حسنا فهو عند هلال حسن‪ ".‬فإذا رأى املسلمون شيئاً حسناً أو فاسدا أقره هلال احلكم عليه‪.‬‬
‫✓ لذا هناك قاعدتان‪ « :‬املعروف عرفا كاملشروط شرطا » « العادة حمكمة »‬
‫‪ 3 .‬املعقول‪ :‬الشريعة جاءت لتحقيق مصاحل العباد فإن كانت حاجاهتم وأساليبهم متفقة مع مصلحتهم مما ال خيالف الشرع جيب مراعاته‬
‫شروط العمل بالعرف‪:‬‬

‫‪ 1 .‬الشرط األول‪ :‬أن ال يعارض نصاً شرعياً يف القرآن‪ 9‬أو يف السنة‪ .‬لذلك ق سم العلماء العرف‪ 9‬من حيث مشروعيته إىل نوعني‪:‬‬
‫‪ 1.‬عرف صحيح موافق للشريعة فيؤخذ به ‪2 .‬‬
‫عرف فاسد خمالف للشريعة فال يؤخذ به‬

‫مطردا‪ ،‬أي‪ :‬مستمراً العمل فيه ويقع يف أغلب األحيان‪ ،‬هناك القاعدتان‬
‫ً‬ ‫‪ 2.‬الشرط الثاين‪ :‬أن يكون‬
‫✓ «إمنا تعترب العادة إذا اطردت أو غلبت»‬
‫✓ «العربة للغالب الشائع ال للنادر» أوالقليل)‬

‫أقسام العرف‬
‫العرف ينقسم حسب عمومه‪ ،‬أو حسب عملي أو قويل‪ ،‬أو حسب صحته‬
‫‪ 1 .‬العرف العام واخالص‬
‫‪ 1.‬العام‪ :‬يشرتك فيه الناس يف مجيع البالد اإلسالمية على اختالف أزمنتهم وبيئاهتم وثقافاهتم مثل التعارف على عقد االستصناع‪،‬‬
‫واالستحمام‪.‬‬
‫‪ 2 .‬اخالص‪ :‬خيتص بإقليم أو بلدة أو طائفة معنية من الناس مثل بعض األماكن عرفهم‪ 9‬أهنم يسجلون الديون يف دفرت خاص دون شهود‪.‬‬
‫‪ 2 .‬العرف العملي والقويل‬
‫‪ 1 .‬العملي‪ :‬هو ما اعتاده الناس من أعمال مثل البيع بالتعاطي بدون إجياب وقبول‪.‬‬
‫‪ 2 .‬القويل‪ :‬وهو ما تعارف عليه الناس يف بعض ألفاظه‪ ،‬مثل لفظ ولد خاص بالذكر دون األنثى‪ ،‬واللحم يطلق على كل اللحوم‪9.‬‬
‫‪ 3 .‬العرف الصحيح والفاسد‪9‬‬
‫‪ 1 .‬الصحيح ‪:‬العرف الذي ال خيالف دليال شرعيا مثل وقف بعض املنقوالت كالكتب مع أن األصل الوقف‪ 9‬يف األشياء غري املنقولة فهذا‪9‬‬
‫موافق ملقاصد الشرع‪.‬‬
‫‪:‬العرف الذي خيالف الشرع‪ ،‬مثل التعارف على بعض البيوع الربوية وشرب اخلمر فهي ضد مقاصد الشرع‪.‬‬ ‫‪ 2.‬الفاسد‬

‫الباب الرابع‪ :‬طرق استنباط األحكام‬

‫الفصل األول‪ :‬داللة األلفاظ على املعىن من ناحية مشوهال‬

‫العام‬ ‫كيفية داللة اللفظ على املعىن قسمان‪ ،‬العام‪ 9‬واخالص‬

‫لغة‪ :‬الشامل‬
‫اصطالحا‪ :‬لفظ واحد يدل على ُم َس‬
‫َميَ ْني أو أكثر ‪ /‬اللفظ الذي يندرج حتته كثري من األفراد اليت تصلح له ‪ /‬اللفظ الواحد الذي يستغرق كثريا من األفراد‬
‫املناسبة له‬
‫مثال‪" :‬قوم" لفظ عام يشمل النساء والرجال‪ ،‬واألطفال‪ ،‬فهذه األجناس كلها تصلح له يستغرقها بلفظ واحد‬ ‫‪-‬‬

‫صيغ العموم‬
‫الطرق الىت تدل على العموم عدة أنواع‬
‫‪ 1 .‬ألفاظ أصال موضوعة للداللة على العموم مثل "كل‪ ،‬مجيع‪ ،‬عامة‪ ،‬سائر‪ ،‬كافة" وكل هي أقوى الصيغ اليت تدل على العموم{كل نفس ذائقة‬
‫املوت}‬
‫املعرف "ال" {يا أيها ا إلنسان}‪ ،‬كل إنسان ألنه فيه ال املعرفة (وهو يشمل املفرد واجلمع مثل االنسان والرجال) ‪ 3.‬أمساء‬
‫االسم َّ‬
‫املوصول مثل الذي‪ ،‬من‪ ،‬ما‪ ،‬أي‪{ ،‬والذين يرمون احملصنات} تدل على كل من يرمي احملصنات ‪ 4.‬أدوات الشرط مثل‬
‫{فمن شهد منكم الشهر فليصمه} أي كل من شهد الشهر‬

‫حكم العام‬
‫ما هو حكم العام‪ ،‬وما داللته‬

‫‪ 1 .‬حكم العام‪ 9:‬أصال‪ ،‬العام يثبت جلميع ما يتناوله‪ ،‬فيحمل على عمومه مثل قول القائل "أوصيت أوالد فالن" فالوصية لكل أوالده فهم شركاء يف‬
‫الوصية‬
‫‪ 2 .‬داللة العام‪:‬‬
‫‪ 1 .‬اجلمهور‪ :‬قالوا‪ 9‬أن العام‪ 9‬ظين الداللة الحتمال وجود استثناء أو ختصيص مل يصل إىل علمنا‬
‫‪ 2 .‬احلنفية‪ :‬قالوا أن العام قطعي الداللة ما مل يدخله ختصيص‬

‫أثر اخاللف ي‪99‬ف‪ 9‬خ‪9‬ت‪9‬ص‪9‬ي‪9‬ص‪ 9‬العام‬


‫الفائدة من االختالف يف داللة العام هي يف ختصيصه‪ ،‬يعين هل جيوز أن خنصصه خبرب متواتر‪ ،‬أو آحاد‪ ،‬أو قياس‪9...‬‬
‫‪ 1 .‬قال اجلمهور‪ :‬ألن العام ظين الداللة جيوز أن ُخنَ ِّ صصه بدليل ظين (مثل اخلرب الواحد‪ ،‬والقياس)‬
‫‪ 2.‬قال احلنفية‪ :‬ألن العام قطعي الداللة‪ ،‬ال جيوز أن ُخنَ ِّ صصه إال بدليل قطعي (القرآن واخلرب املتواتر)‬

‫وال َتْأ ُكلُواْ‬


‫مثال هذا الختالف يف جواز أكل ما مل يذكر اسم هلال عليه وذلك يف اآلية َ{ َ‬

‫ّمم‬
‫َا َْمل‬
‫ُْي َذك‬
‫ّر ا ْس ُم ا‬
‫ّلل‬
‫ّ‬
‫َعلَي‬
‫ّه‬
‫َوإ‬
‫ّن‬
‫َُه‬
‫ل‬
‫ّف ْس ٌق}‪ ،‬فلو ترك التسمية (أي‬
‫"بسم هلال)" نسيانا‪ ،‬ال بأس‪ ،‬جاز أكل هذا اللحم ألن النسيان عذر‪ ،‬لكن لو تركها عمدا‪ ،‬اختالفوا‬
‫‪ 1 .‬اجلمهور‪ :‬قالوا‪ 9‬باجلواز حلديث النيب ص(خرب من اآلحاد)‪« 9‬ذبيحة املسلم حالل ذكر اسم هلال عليها أو مل يذكر» ألن جيوز خرب الواحد‪ 9‬أن خيصص‬
‫عام القرآن‬
‫‪ 2.‬احلنفية‪ :‬قالوا بعدم اجلواز‪ ،‬ألن اخلرب الواحد (ظين الثبوت) ال جيوز ختصبص عام القرآن (قطعي الداللة)‬

‫اخالص‬
‫َعلَما)‬
‫اصطالحا‪ :‬عكس العام‪ ،‬لفظ يدل على مسم ى واح ٍد (سواء كان امسا‪ /‬عددا‪/‬‬
‫ً‬
‫حكمه‪ :‬هو قطعي الداللة باالتفاق‬
‫ْض َن} فثالثة أشهر عدة للحائض وغري احالئض‬ ‫مثال‪:‬‬
‫ِّض ِّمن َملْ‬
‫َ{واالل‬
‫ن َِّحي‬
‫ّ‬ ‫َئ‬
‫ّي‬
‫َسائ‬
‫َيئ‬
‫ّ ُك ْم إن اْ‪9‬رَت ْبُت ْم‬
‫ّ ْس َن‬
‫َفع‬
‫ّ َّدُت ُه َّن َثالَثةُ َأ ْش ُهٍ‪9‬ر‬
‫ّم َن ْال َم‬
‫َوالال‬
‫َئ‬
‫ّحي‬
‫ّي‬

‫املطلق املقيد‬
‫اصطالحا‪ :‬تعريف‬
‫‪ 1.‬املطلق‪ :‬اللفظ الدال على معناه بدون قيد ‪2 .‬‬
‫املقيد‪ :‬اللفظ الدال على معناه بقيد‬

‫احلكم‪:‬‬
‫‪ .1‬املطلق‪ :‬يبقى على اطالقه وال جيوز تقييده إال بدليل {فتحرير رقبة} لكفارة الظهار‪ ،‬فالرقبة تكون أي شخص عبيد مسلم أو غري مسلم املقيد‪ :‬وجب التقييد أينما وجد‬
‫‪{ .2‬فتحرير رقبة مؤمنة} لكفارة القتل اخلطأ‪ ،‬فيجب حترير عبيد مؤمن وكذلك {فمن مل جيد فصيام شهرين‬
‫متتابعني} فكفارة الظهار ملن مل يستطع حترير الرقبة فوجب الصوم شهرين متتاليني‬
‫األمر والنهي‬

‫األمر‪ :‬طلب الفعل من جهة االستعالء من أعلى إىل أدىن (الدعاء‪ :‬طلب الشيء من أدىن إىل أعلى)‬
‫صيغ األمر‬
‫‪ 1 .‬فعل األمر {وأطيعوا هلال وأطيعوا الرسوا}‬
‫‪ 2 .‬فعل مضارع مقرتن بالم أرم {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}‬
‫‪ 3 .‬مصدر نائب عن فعل أمر {فإذا‪ 9‬لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب}‬
‫‪ 4 .‬لفظ "أمر" ومشتقاته {إن هلال يأمركم أن تؤدوا األمانات إىل أهلها}‬
‫هل األمر‪ 9‬يقتضي الوجوب‬

‫هو واجب ألنه لطلب الفعل‪ ،‬إال بقرينة تدل على عدم الوجوب‬
‫‪{ -‬وأفيموا الصالة} هذا للوجوب وال قرينة دالة على غري ذلك‬
‫‪{ -‬فكاتبوهم إن علمتم فيه خريا} فمكاتبة العبيد هي استئجاره للعمل‪ ،‬فلو كان صاحال لذلك العمل‪ ،‬ميكن نستأجره‪ ،‬وهذا بدل على الندب‬
‫لوجود {إن عملتم فيهم خريا} ‪-‬‬
‫{فكلوا واشربوا} يف ليلة رمضان‪ ،‬فهو يف احلقيقة إللباحة ألن األكل والشرب معروف أنه من الضروريات‪ ،‬فاألمر يفيد اإلباحة وليس الوجوب‬

‫هل األمر يقتذي الفور‬

‫أي هل جيب أداءه مىت ما توفرت األسباب‬


‫‪ -‬قال اجلمهور أن األمر ال يقتضي الفور‪ ،‬وإمنا هو طلب وجود الفعل‬
‫‪ -‬قالت مجاعة أنه يدل على الفور‪ 9‬مثل احلج ملن استطاع إليه سبيال‪ ،‬فحينما تكون له القردة وجب عليه‬
‫هل األمر يقتضي التكرار‬
‫‪ -‬أصال األمر‪ 9‬ال يقتضي التكرار إال بدليل‪ ،‬والدليل حديث احلج حينما سئل النيب (ﷺ) هل يف كل عام حيج‪ ،‬وأجاب ال‬
‫‪ -‬أما مثال لدليل يقتضي التكرار‪ ،‬الصالة‪ ،‬فالصالة أمرنا بإقامتها عند دلوك‪ 9‬الشمس وغسق اليل فكلما‪ 9‬غسق الليل ودلكت الشمس وجبت‬
‫الصالة‬

‫النهي‪ :‬طلب الكف عن الفعل من جهة االستعالء من أعلى إىل أدىن (الدعاء‪ :‬طلب الشيء من أدىن إىل أعلى)‬

‫صيغ النهي‬
‫‪ 1 .‬فعل مضارع مقرتن بالم ناهية {وال تقربوا الزنا}‬
‫‪ 2 .‬فعل أمر دال على الك ف {واجتنبوا قول الزور}‪9‬‬
‫‪ 3 .‬لفظ "هنى" و"ح رم" ومشتقاهتما {إن هلال يأمر بالعدل‪....‬وينهى عن الفحشاء}‪{ 9،...‬حرمت عليكم امليتة الدم وحلم اخلنزير}‬
‫‪ 4 .‬التحذير "إياك" وحنو ذلك مثل قوله (ص) «إياكم والكذب»‬

‫هل األمر يقتضي التحرمي‬

‫النهي أصال للتحرمي ألنه وضع لطلب الك ف عن الفعل‪ ،‬إال لقرينة دالة على غري ذلك‬
‫‪{ -‬ال تشرك باهلل} هذا ال يدل إال على النهي‬
‫‪{ -‬ال تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} فهي للكراهة للقرينة {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون}‬
‫‪{ -‬ربنا ال تزغ قلوبنا} القرينة هنا أن املخاطَب هو هلال تعاىل‪ ،‬فهو دعاء وليس هنيا‬

‫هل النهي يقتضي الفور‪9‬‬

‫ال شك أن النهي يقتضي الفور يف احالل‪ ،‬ألن وجود املنهي عنه يعترب خمالفة‬

‫أثر النهي على األفعال‬


‫‪ 1.‬النهي عن الفعل لذاته وحقيقته‪ ،‬مثل حتيم بيع النجسات‪ ،‬فهو أصال حرام ‪ 2 .‬النهي عن‬
‫الفعل ألمر مقارن خارجي‪ ،‬مثل حترمي البيع بعد نداء اجلمعة‪ ،‬ألنه يؤدي إىل التأخر‬
‫‪ 3.‬النهي عن الفعل لوصف الزم للفعل‪ ،‬مثل الصوم يف يوم العيد‬

You might also like