You are on page 1of 6

‫خالصة‬

‫كتاب المهذب في علم أصول الفقه المقارن‬

‫ق ّدمه الطالب ‪:‬‬


‫‪Zhafir rizqy mahardika‬‬
‫‪432022222130‬‬

‫كلّيّة أصول الدين‬


‫دراسة العقيدة والفلسفة اإلسالميّة‬
‫بجامعة دار السالم‬
‫كتاب المهذب في علم أصول الفقه المقارن‬

‫عبد الكريم النملة‬

‫الفروق بين القواعد األصولية والقواعد الفقهية‬ ‫‪‬‬

‫تبيَّن ‪ -‬فيما سبق ‪ -‬وجود ارتباط& وثيق بين أصول الفقه‪ ،‬والفقه‪ ،‬وهذا ال يعني أنهم&&ا علم واح&&د‪ ،‬ب&&ل إن كاًّل‬

‫منهما علم مستقل بحدذاته‪ ،‬ولكل منهما قواعده‪ ،‬ونظراً إلى أنه قد تختلط القواعد األصولية بالقواعد الفقهية‬

‫عند بعض طالب العلم ‪ -‬حيث إن لكل منهما قواع&&د تن&&درج تحته&&ا جزئي&&ات ‪ -‬ذك& ُ‬
‫&رت ه&&ذه الف&&روق& بينهم&&ا‬

‫وهي‪:‬‬

‫الف&&رق األول‪ :‬أن القواع&&د األص&&ولية عب&&ارة عن المس&&ائل ال&&تي تش&&ملها أن&&واع من األدل&&ة التفص&&يلية يمكن‬

‫استنباط التشريع منها‪.‬‬

‫أما القواعد الفقهية‪ :‬فهي عبارة عن المسائل التي تندرج تحتها أحكام الفقه‪ ،‬ليصل المجته&&د إليه&&ا بن&&اء على‬

‫تلك القضايا المبينة في أصول الفقه‪ ،‬ويلجأ الفقيه إلى تلك القواعد الفقهي&&ة تيس&&يراً ل&&ه في ع&&رض األحك&&ام‪،‬‬

‫فهو ‪ -‬مثالً ‪ -‬إذا قال‪ " :‬إن العبرة في العق&&ود بالمقاص&&د والمع&&اني " أغن&&اه عن أن يق&&ول في ك&&ل جزئي&&ة‪" :‬‬

‫البيع منعقد بلفظ كذا "‪ ،‬وأن يقول‪  :‬اإلجارة تنعقد بلفظ كذا‬

‫الفرق الثاني‪ :‬أن القواعد األصولية كلية تنطبق على جميع جزئياتها& وموضوعاتها‪ &،‬فكل نهي مطلق ‪ -‬مثالً‬

‫‪ -‬للتحريم‪ ،‬وكل‬

‫أمر مطلق للوجوب‪ .‬أما القواعد الفقهية فإنها أغلبية‪ ،‬يكون الحكم فيها على أغلب الجزئيات‪.‬‬

‫الفرق الثالث‪ :‬أن القواعد األصولية وس&&يلة الس&&تنباط& األحك&&ام الش&&رعية العملي&&ة‪ .‬أم&&ا القواع&&د الفقهي&&ة فهي‬

‫مجموعة من األحكام المتشابهة التي ترجع إلى ِعلَّة واحدة تجمعها‪ ،‬أو ض&&ابط فقهي يحي&&ط به&&ا‪ ،‬والغ&&رض‬

‫من ذلك هو‪ :‬تسهيل المسائل الفقهية وتقريبها‪&.‬‬


‫الفرق الرابع‪ :‬أن القواعد األصولية ضابط& وميزان الستنباط& األحكام الفقهية‪ ،‬ويُبين االستنباط الصحيح من‬

‫غيره‪ ،‬فهو بالنسبة‬

‫لعلم الفقه كعلم المنطق يضبط سائر العلوم الفلس&فية‪ ،‬وكعلم النح&و يض&بط النط&ق والكتاب&ة بخالف القواع&د‬

‫الفقهية‪.‬‬

‫الفرق الخامس‪ :‬أن القواعد األصولية قد وجدت قبل الفروع؟ حيث إنها القيود التي أخذ الفقيه نفسه بها عن&&د‬

‫االستنباط‪.‬‬

‫أما القواعد الفقهية فإنها قد وجدت بعد وجود الفروع ‪.‬‬

‫المبحث الرابع في موضوع أصول الفقه‬ ‫‪‬‬

‫لقد اختلف في موضوع علم أصول الفقه على مذهبين‪:‬‬

‫المذهب األول‪ :‬أن موضوع أصول الفقه هو‪ :‬األدلة اإلجمالية‪،‬‬

‫وهو مذهب الجمهور‪ ،‬أي‪ :‬أن موضوع علم أصول الفقه هو‪:‬‬

‫األدل&&ة الموص&&لة إلى األحك&&ام الش&&رعية العملي&&ة‪ ،‬وأقس&&امها‪ ،‬واختالف مراتبه&&ا‪ ،‬وكيفي&&ة اس&&تثمار األحك&&ام‬

‫الشرعية منها على وجه كلي‪ ،‬وهو الصحيح عندي‪ ،‬ألن األحكام الشرعية ثمرة األدلة وثمرة الشىء تابع&&ة‬

‫له‪.‬‬

‫فاألصولي& يبحث في حجية األدلة اإلجمالية‪ ،‬ثم يبحث عن العوارض الالحقة لهذه األدلة من كونه&&ا عام&&ة‪،‬‬

‫أو خاصة‪ ،‬أو مطلقة أو مقيدة‪ ،‬أو مجمل&ة‪ ،‬أو مبين&ة‪ ،‬أو ظ&اهرة‪ ،‬أو نص&اً‪ ،‬أو منطوق&اً‪ ،‬أو مفهوم&اً‪ ،‬وك&ون‬

‫اللفظ أمراً‪ ،‬أو نهياً‪ ،‬ومعرفة هذه األمورهي&‬

‫مسائل أصول الفقه‪.‬‬

‫فمثالً الكتاب‪ ،‬وهو دليل سمعي كلي لم ترد نصوصه على َحالة واحدة‪ ،‬بل منها م&&ا ه&&و بص&&يغة األم&&ر‪ ،‬أو‬

‫النهي‪ ،‬أو العام‪ ،‬أو‬

‫الخاص ‪ ،-‬أو المطلق‪ ،‬أو المقيد إلى آخره‪ ،‬فهذه األمور ‪ -‬وهي‪:‬‬
‫األمر والنهي‪ ،‬والعام& والخاص‪ ،‬والمجمل‪ ،‬والمطلق& والمقي&&د‪ ،‬وغيره&&ا‪ ،‬تعت&&بر من أن&&واع ال&&دليل الش&&رعي‬

‫العام الذي هو الكتاب‪،‬‬

‫فيبحث األصولي هذه األمور وما تفيده‪ ،‬فبعد& بحثه وتمحيصه يتوصل إلى أن األمر يفيد الفور أو التك&&رار‪،‬‬

‫ويتوص&&ل إلى أن النهي يفي&&د التح&&ريم‪ ،‬وأن الع&&ام ي&&دل دالل&&ة ظني&&ة‪ ،‬وهك&&ذا‪ .‬فه&&ذه كله&&ا وج&&وه االس&&تدالل‬

‫بالكتاب‪ ،‬والدليل واحد‪ ،‬وهو نفس‬

‫الكتاب‪.‬‬

‫ْ والفقيه يأخذ الدليل اإلجمالي‪ ،‬أو القاعدة الكلية التي توصل& إليها األصولي‪ ،‬فيجعلها مقدمة كبرى‪ ،‬بعد أن‬

‫يقدم لها بمقدمة‬

‫صغرى موضوعها& جزئي من جزئيات تلك القاعدة‪ ،‬ودليل تفصيل يعرفه الفقيه‪ ،‬كاألمر بالص&&الة في قول&&ه‬

‫تعالى‪( :‬أقيموا& الصالة) فيك&&ون عن&دنا مق&دمتان ونتيج&&ة‪ :‬المقدم&&ة الص&غرى‪ &:‬الص&الة م&&أمور به&&ا في قول&&ه‬

‫تعالى‪( :‬وأقيموا الصالة) ‪ ،‬وهذا دليل تفصيلي‪.‬‬

‫المقدمة الكبرى‪ :‬وكل مأمور& به ‪ -‬إذا تجرد عن القرائن – فهو& واجب‪ ،‬وهذه قاع&&دة أص&&ولية‪ ،‬أو دلي&&ل كلي‬

‫إجمالي‪.‬‬

‫فتكون النتيجة‪ :‬الصالة واجبة‪.‬‬

‫المذهب الثاني‪ :‬أن موضوع علم أص&&ول الفق&&ه ه&&و‪ :‬األدل&&ة واألحك&&ام& مع&اً‪ ،‬وذهب إلى ذل&&ك بعض العلم&&اء‬

‫كصدر الشريعة‪،‬‬

‫وسعد الدين التفتازاني‪ ،‬وبعض العلماء‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬إنه يبحث فيه عن العوارض الذاتية لألدلة الشرعية‪،‬‬

‫وهي‪ :‬إثباتها لألحكام‪ ،‬وعن العوارض الذاتية لألحكام وهي‪:‬‬


‫ثبوتها بتلك األدلة‪ ،‬وعلَّلوا قولهم ه&&ذا‪ :‬بأن&&ه لم&&ا ك&&انت بعض مب&&احث األص&&ول ناش&&ئة عن األدل&&ة ك&&العموم‬

‫والخصوص واالشتراك‪ &،‬وبعضها ناشئا ً عن األحكام ككون الحكم متعلق&ا ً بفع&&ل ه&&و عب&&ادة أو معامل&&ة‪ ،‬وال‬

‫رجحان ألحدهما على اآلخر‪ ،‬فالحكم على أحدهما بأنه موضوع‪ ،‬وعلى اآلخر بأنه تابع تحبهم وهو باطل‪.‬‬

‫جوابه‪:‬‬

‫أقول ‪ -‬في الجواب عنه ‪ :-‬إن موضوع& أصول الفقه هو‪ :‬األدل&&ة اإلجمالي&&ة‪ ،‬وغ&&ير األدل&&ة ي&&أتي ب&&التبع‪ ،‬وال‬

‫تحكم في ذلك " ألنه كما قلنا‪ :‬إن األحكام الشرعية ثمرة األدلة‪ ،‬وثمرة الشيء تابعة له‪.‬‬

‫بيان نوع الخالف‪:‬‬

‫الخالف هنا لفظي‪ ،‬ألن كاًّل من الفريقين قد ذكر األدلة واألحكام& وبحثهما في أصول الفق&&ه‪ ،‬ولكن أص&&حاب‬

‫المذهب األول قد بحثوا األحكام على أنها تابعة‪ ،‬وأصحاب المذهب الثاني قد بحثوها على أنها أصلية‪.‬‬

‫المبحث الخامس في حكم تعلم أصول الفقه‬

‫إن تعلم أص&&ول الفق&ه يختل&ف ب&&اختالف المتعلمين‪ ،‬ف&&إن ك&ان الش&&خص ‪ -‬يه&يئ نفس&ه للوص&&ول إلى درج&&ة‬

‫االجتهاد في هذه الشري& اإلسالمية‪ ،‬ويريد رفع الجهل عن نفسه ورفع& الجهل عن غ&&يره‪ ،‬ف&&إن تعلم أص&&ول‬

‫الفقه بالنسبة إليه فرض عين‪ ،‬ألنه ال يمكن ل&&ه أن يتوص&&ل إلى درج&&ة االجته&&اد ب&&دون تعلم&&ه‪ ،‬ب&&ل ه&&و أهم‬

‫العلوم التي يجب‬

‫تحصيلها والوقوف& عليها حتى يكون مجتهداً وقادراً على استنباط& األحكام الشرعية من أدلتها‪.‬‬

‫المبحث السادس في فوائد علم أصول الفقه‬


‫لقد بيَنت في مقدمتي لهذا الكتاب فضل علم أصول الفقه‪ ،‬وأهميته‪ ،‬ومنزلت&&ه من بين العل&&وم‪ ،‬وه&&ذا المبحث‬

‫يزيد من أهميته وفضله‪ ،‬حيث إن األهمي&&ة والفض&&ل ال يتض&&حان لعلم من العلم إذا ك&&ان ل&&ه فوائ&&د عظيم&&ة‪،‬‬

‫لذلك عقدت هذا المبحث لبيان ماله من فوائد‪ ،‬وإليك بيان تلك الفوائد‪:‬‬

‫الفائدة األولى‪ :‬إنه يُبين المناهج واألسس والطرق التي يستطيع‬

‫الفقيه عن طريقها استنباط األحكام الفقهية للحوادث المتجددة‪ ،‬فإن المجتهد إذا كان عالما ً بتلك الطرق ‪ -‬من‬

‫أدلة إجمالية وقواعد أصولية ‪ -‬فإنه يستطي َع إيجاد حكم ألي حادثة تحدث‪ .‬وهذا موضوع‬

‫أصول الفقه‪ ،‬وقد& سبق بيان ذلك‪.‬‬

‫الفائدة الثانية‪ :‬إن طالب العلم الذي لم يبلغ درجة االجتهاد يستفيد من دراسة أصول الفقه‪ ،‬حيث يجعل&&ه على‬

‫بينة مما فعله إمامه عند استنباطه لألحكام‪ ،‬فمتى ما وقف& ذلك الطالب للعلم على‬

‫طرق األئمة‪ ،‬وأصولهم‪ ،‬وما ذهب إليه كل منهم من إثبات تلك‬

‫القاعدة‪ ،‬أو نفيها‪ ،‬فإنه تطمأن نفسه إلى مدرك ذلك اإلمام الذي قلَّده في عين ذلك الحكم أو ذاك‪ ،‬فهذا يجعله‬

‫يمتثل عن اقتناع‪ ،‬وهذا يفضي إلى أن يكون عنده القدرة التي تمكنه من الدفاع عن وجه‬

‫نظر إمامه‪.‬‬

You might also like