You are on page 1of 31

‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫الحمد هلل رب العالمين وبه نستعين على أمور الدنيا والدين ‪.‬‬
‫والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين سيدنا وموالنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪.‬‬
‫تلخيص أصول الفقه‬
‫‪ :‬محمد داندي روكمانا عمران‬ ‫الملخص‬
‫‪ :‬فضيلة الدكتور أحمد علي‬ ‫المحاضر‬
‫الذي كتبتُه فى هذا الملخص هو شامل لجميع تحديد المقررات فى هذه المادة‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫مقدمات علم أصول الفقه (ص ‪)15-4‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف أصول الفقه و نشأته‬
‫أوال‪.‬التعريف‬
‫األول ‪ :‬مركب إضافي‬
‫تعريف أصول الفقه باعتبار اإلضافة يقتضي بيان و تعريف جزئي اإلضافة ‪ :‬وهما المضاف (أصول ) والمضاف إليه (الفقه)‬

‫‪ .1‬تعريف األصول‬
‫لغة ‪ :‬جمع "أصل" له عدة معان منها ‪:‬‬
‫منشأالشيء‬ ‫‪.1‬‬
‫ما يبنى عليه غيره حسيا ‪ :‬كبناء السقف على الجدار‬ ‫‪.2‬‬
‫ما يبنى عليه غيره عقليا ‪ :‬كبناء الحكم على الدليل‬ ‫‪.3‬‬
‫األساس‬ ‫‪.4‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬يطلق إلى عدة معان ‪:‬‬
‫ص ٰلوة َ َو ٰاتُوا‬
‫الدليل التفصيلي ‪ :‬دليل يختص بمسألة جزئية ‪ :‬كقولهم ‪ :‬األصل في وجوب الزكاة قوله تعالى ( َواَقِ ْي ُموا ال َّ‬ ‫‪.1‬‬
‫الز ٰكوة َ) عند الفقهاء‬
‫َّ‬
‫الدليل اإلجمالي ‪ :‬دليل ال يختص بمسألة جزئية ‪ :‬كقولهم ‪ :‬األصول التي يبنى عليها الفقه أربعة ‪ :‬الكتاب‪،‬السنة‪،‬اإلجماع‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫القياس‬
‫المقيس عليه ‪ :‬كقولهم ‪ :‬الخمر أصل في تحريم النبيذ‬ ‫‪.3‬‬
‫المستصحب (حكم ثبت في الماضي و استمر) ‪ :‬كقولهم ‪ :‬إباحة الميتة للمضطر على خالف األصل‬ ‫‪.4‬‬
‫الراجح ‪ :‬كقولهم ‪ :‬األصل في الكالم الحقيقة دون المجاز‬ ‫‪.5‬‬
‫القاعدة الكلية ‪ :‬كقولهم ‪ :‬بني اإلسالم على خمسة أصول‬ ‫‪.6‬‬
‫المعنى الثاني إلى السادس إطالقات عند األصوليين ولكن الراجح من هذه اإلطالقات إنما هو الدليل اإلجمالي‬

‫أصول الفقه | ‪1‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫‪ .2‬تعريف الفقه‬
‫لغة ‪ :‬الفهم‬
‫اصطالحا ‪ :‬ال علم باألحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية‬
‫شرح التعريف ‪:‬‬
‫(العلم) جنس في التعريف ‪،‬يشمل العلم باألحكام و العلم بغيرها‪ ،‬المراد بالعلم هنا هو اإلدراك يشمل الظن؛ألن غالب األحكام‬
‫اإلجتهادية مبنية على الظن‪.‬‬
‫(باألحكام) قيد ألول‪ ،‬خرج به ‪ :‬العل م بالذوات كزيد‪ ،‬العلم بالصفات كسواده‪ ،‬العلم باألفعال كقيامه‬
‫(الشرعية) قيد ثان‪ ،‬خرج به ‪ :‬العلم باألحكام العقلية كالهندسة‪،‬العادية كإحراق النار‪،‬اللغوية كالفاعل مرفوع‬
‫(العملية) قيد ثالث‪ ،‬خرج به ‪ :‬العلم باألحكام العلمية ‪ :‬أصول الدين (علم العقيدة) كالعلم بأن هللا تعالى واحد‬
‫(المكتسب) قيد رابع‪ ،‬خرج به ‪ :‬علم هللا تعالى فإنه ذاتي قديم‬
‫(من أدلتها) قيد خامس‪ ،‬خرج به ‪ :‬علم المالئكة‪ ،‬علم الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬الحاصل بطريق الوحي‬
‫(التفصيلية) قيد سادس‪ ،‬خرج به ‪ :‬علم المقلد فإنه يكتسب من دليل إجمالي‬
‫بعد الوقوف على معنى جزأي المركب و اإلضافي (أصول الفقه) يكون معناه ‪( :‬األدلة التي يبنى عليها العلم باألحكام‬
‫الشرعية العملية)‬

‫الثاني ‪ :‬لقب أو عَلَم‬


‫المراد باللقبي أو العلمي هنا ‪ :‬أن لفظ (أصول الفقه) بمجموعه اصبح لقبا و علما على هذا الفن‪.‬‬
‫التعريف للبيضاوي –رحمه هللا‪( : -‬معرفة دالئل الفقه إجماال‪ ،‬وكيفية اإلستفادة منها ‪ ،‬وحال المستفيد)‬

‫شرح التعريف ‪:‬‬


‫دالئل الفقه ‪ :‬األدلة اإلجمالية نحو ‪ :‬األمر للوجوب ‪ ،‬النهي للتحريم (القواعد األصولية)‬
‫كيفية اإلستفادة منها ‪ :‬معرفة كيفية إستخراج األحكام من األدلة‬
‫حال المستفيد ‪ :‬معرفة حال المستفيد‪ ،‬وهو المجتهد القادر على إستنباط األحكام الشرعية من األدلة‬

‫ثانيا‪ .‬نشأة علم أصول الفقه‬


‫نشأة علم أصول الفقه مع نشأة اإلسالم منذ زمان الصحابة بعد وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم ولكنه كقواعد معروفة في أذهان‬
‫اآلن‪،‬‬ ‫مثل‬ ‫ومدونة‬ ‫ومجردة‬ ‫مستقلة‬ ‫قواعد‬ ‫أو‬ ‫كعلم‬ ‫ال‬ ‫الصحابة‬
‫ب عدعصر التدوين وجد العلماء حاجة إلى قواعد في استنباط األحكام وذلك بسبب ضعف ملكتهم في علم اللغة‪،‬‬
‫ألن المسلمين اختلطوا بغير األعراب وأيضا ظهور بعض الزنادقة هموا على إفساد الشرعية اإلسالمية‪ ،‬فرأوا أنهم في حاجة في‬
‫هذا العلم‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪2‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬موضوع علم أصول الفقه و أركانه‬


‫أوال‪.‬موضوع علم أصول الفقه‬
‫موضوع علم أصول الفقه هو ما نص عليه تعريف البيضاوي صراحة ‪ :‬معرفة دالئل الفقه إجماال (األدلة)‪ ،‬وكيفية االستفادة منها‬
‫(الترجيح) وحال المستفيد(اإلجتهاد)‪.‬‬
‫عند مذهب الجمهور ‪ :‬األدلة الشرعية من حيث ثبوت األحكام الشرعية بها‪.‬‬

‫ثانيا‪.‬أركان أصول الفقه‬


‫األدلة الشرعية اإلجمالية (المثمر)‬ ‫‪.1‬‬
‫األحكام الشرعية (الثمرة)‬ ‫‪.2‬‬
‫إستخراج األحكام من األدلة (طرق اإلستثمار)‬ ‫‪.3‬‬
‫المجتهد (المستثمر)‬ ‫‪.4‬‬

‫وهذه األركان سماها حجة اإلسالم الغزالي‪-‬رحمه هللا‪" -‬األقطاب األربعة التي يدور عليها علم األصول”‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬إستمداد علم األصول‬


‫‪ .1‬علم الكالم ( من جهة ثبوت حجية األدلة)‬
‫‪ .2‬اللغة العربية ( من جهة داللة األلفاظ على األحكام من الكتاب و السنة و غيرهما)‬
‫‪ .3‬تصور األحكام الشرعية ( من جهة ما يدل به عليه؛ألنه إذا لم يتصورها لم يتمكن من إثباتها و ال من نفيها)‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬غاية علم األصول و ثمرته‬


‫أوال‪ .‬غاية علم األصول‬
‫غاية علم األصول هي العلم بأحكام هللا تعالى أو الظن بها و ما يستلزم ذلك من تعامل مع األدلة‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬ثمرته أو فائدته‬


‫علم األصول له فوائد عديدة ‪:‬‬
‫بالنسبة للمجتهد فهو آلة الستنباط األحكام‪( ،‬آلة توصل المجتهد إلى األحكام)‬ ‫‪.1‬‬
‫علم ي مكننا في دفع الشريعة اإلسالمية (دفع الشبهات التي يثيرها أعداء اإلسالم إزاء الشريعة اإلسالمية)‬ ‫‪.2‬‬
‫أن صالحية الشريعة لكل زمان و مكان تقتضي إستخراج األحكام الشريعة لمستجدات األمور وفق قواعد منضبطة و‬ ‫‪.3‬‬
‫ال يتحقق هذا المبدأ إال بعلم أصول الفقه‬
‫فهم األحكام الشرعية الت ي استنبطها المجتهدون‪،‬و التي توصلوا إليها وفق قواعد منضبطة ال من رأي شخصي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬فضل علم أصول الفقه و حكم تعلمه‬


‫أوال‪.‬فضل علم أصول الفقه‬
‫لما كانت غاية علم األصول هي العلم بأحكام هللا تعالى أو الظن بها و ما يستلزم ذلك من تعامل مع األدلة – وأفضلها على اإلطالق‬
‫كتاب هللا وسنة رسوله – فإن هذا العلم عال قدرا و سما شرفا بين العلوم الشرعية‪.‬‬

‫ثانيا‪.‬حكم تعلم أصول الفقه‬


‫ذهب جمهور العلماء ‪:‬‬

‫أصول الفقه | ‪3‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫‪ .1‬فروض الكفاية كعلم الفقه تماما‬


‫‪ .2‬فرض عين في حق المجتهد‬

‫المطلب السادس ‪ :‬أول من صنف في علم أصول الفقه (الواضع)‬


‫أول من حرر و صنف قواعد علم أصول الفقه هو محمد بن إدريس الشافعي –رحمه هللا‪ -‬بكتابه "الرسالة"‪.‬‬

‫طريقة التأليف في علم أصول الفقه ‪:‬‬


‫الطريقة األولى ‪ :‬طريقة المتكلمين‪/‬الشافعية ‪/‬الجمهور‬
‫سميت بذلك ألن أغلب كتبوا فيها كانوا من علماء الكالم‪ ،‬وقد قامت طريقتهم على تأصيل القواعد األصولية و تحريرها و كثرة‬
‫اإلستدالل العقلي و قلة الفروع الفقهية (تعتمد على تمحيص) ‪ .‬و من أشهر كتبهم ‪ :‬البرهان إلمام الحرمين الجويني‪،‬والمسطصفى‬
‫لحجة اإلسالم الغزالي‪ ،‬و المحصول للفخر الرازي‪.‬‬

‫الطريقة الثانية ‪ :‬طريقة الفقهاء‪/‬الحنفية‬


‫سميت ب "الفقهاء" ألنهم أكثروا من ال فروع الفقهية و قللوا من اإلستدالل العقلي(استنبطوا القوعد من فروع أئمتهم‪ ،‬ولذلك مليئة‬
‫بالفروع الفقهية)‪ .‬و من أشهر كتبهم ‪ :‬أصول السرخسي‪ ،‬ميزان األصول لعالء الدين السمرقندي‪ ،‬المنار لحافظ الدين النسفي‪.‬‬
‫الطريقة الثالثة ‪ :‬طريقة المتأخرين‬
‫طريقة التي جمعت بين طريق ة المتكلمين و طريقة الفقهاء؛فقررت القواعد األصولية و أقامت الدليل عليها‪ ،‬مع تطبيقاتها على‬
‫الفروع الفقهية من خالل ربطها بها‪ .‬ومن أشهر كتبهم ‪ :‬جمع الجوامع لتاج الدين السبكي‪ ،‬التحرير لكمال الدين بن الهمام‪ ،‬إرشاد‬
‫الفحول للشوكاني‪ .‬هذه الطريقة سار عليها المتأخرون من علماء أألأصول المعاصرين ‪ :‬الشيخ عبد الوهاب خالف‪ ،‬و الشيخ محمد‬
‫أبو زهرة‪.‬‬

‫المطلب السابع ‪ :‬الفرق بين علمي الفه و األصول و بين األصولي و الفقيه‬
‫أوال‪ .‬الفرق بين علمي األصول و علم الفقه‬
‫‪ .1‬من حيث التعريف ‪:‬‬
‫علم الفقه ‪ :‬العلم باألحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية‪.‬‬
‫علم أصول الفقه ‪ :‬العلم بالقواعد التي يتوصل بها إلى استنباط األجكام الشرعية الفرعية‪.‬‬
‫‪.2‬من حيث الموضوع ‪:‬‬
‫علم الفقه ‪ :‬فعل المكلف لبيان حكم الشرع فيه‪.‬‬
‫علم أصول الفقه ‪ :‬األدلة أو األحكام أو هما معا‪.‬‬

‫‪ .3‬من حيث النسبة إلى األحكام ‪:‬‬


‫علم الفقه ‪ :‬استخراج لألحكام من األدلة‬
‫علم أصول الفقه ‪ :‬قواعد تُستخرج األحكام على ضوئها‪.‬‬
‫ثانيا‪ .‬الفرق بين الفقيه و األصولي‬
‫الفقيه ‪ :‬المجتهد الذي ينتج الفروع الفقهيةعن أدلة صحيحة‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪4‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫األصولي ‪ :‬العالم بالقواعد التي يتوصل بها إلى إستنباط األحكام الشرعية الفرعية‬
‫و على ذالك قد يكون األصولي غير الفقيه‪ ،‬و قد يكون األصولي فقيها‬
‫و يلزم من كونه فقيها أن يكون أصوليا؛لتوقف معرفة األحكام من األدلة على معرفة أصولها‪.‬‬
‫وإذا تقرر ذلك كان كل فقيه أصوليا‪ ،‬وليس كل أصولي فقيها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الحاكم و الحكم ( ص ‪)45-16‬‬
‫إذا أردنا أن نتكلم عن الحكم الشرعي‪ ،‬ال بد وأن نتكلم عن‪ :‬الحاكم‪،‬الحكم الشرعي‪،‬المحكوم به‪،‬و المحكوم عليه‪ ،‬فوجب أن نبدأ‬
‫بأعالها و أشرفها وهو المش َِرع و مصدر الحكم؛ أال وهو الحاكم‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الحاكم‬


‫أوال‪.‬تعريف الحاكم‬
‫الحاكم ‪ :‬هو الذي شرع األحكام ‪ ،‬بمعنى أنه هو هللا سبحانه و تعالى‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬إن الحكم إال هلل}‪.‬‬
‫الحاكم هو هللا تعالى‪ ،‬و رسله –عليهم السالم‪ -‬يبلغون أحكامه إلى خلقه‪ ،‬والمجتهد وظيفته إستنباط الحكم و إظهاره‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬هل يدرك العقل بذاته األحكام الشرعية دون نبي مرسل عن رب جل و عال ؟ (التحسين و التقبيح)‬
‫نشأ الخالف في مسألة التحسين والتقبيح‪:‬‬
‫هل العقل يمكن أن يدرك أن األشياء حسنة وما دامت حسنة هل هي واجبة أو مندوبة؟ ويدرك أشياء قبيحة وما دامت قبيحة هل‬
‫هي محرمة أو مكروهة؟ وكذا األشياء التي لم يظهر قبحها وحسنها هل هي مباحة؟‬

‫أطلق العلماء الحسن و القبح العقلي على ثالثة معان ‪:‬‬


‫‪ .1‬الحسن ما يالئم الطبع و القبح ما ينافر الطبع‪.‬‬
‫‪ .2‬الحسن صفة الكمال والقبح صفة النقص‪.‬‬
‫‪ .3‬الحسن ما يترتب عليه المدح في العاجل والثواب في اآلخر‪ ،‬والقبح ما يترتب عليه الذم في العاجل والعقاب في اآلخر ‪.‬‬

‫وال نزاع في اإلطالقين األولين عقليان‪ ،‬أما اإلطالق الثالث فهو محل النزاع‪ ،‬بمعنى هل يستقل العقل بمعرفة الحكم الشرعي دون‬
‫ورود الشرع؟‬

‫اختلف األصوليون على ثالثة مذاهب في ذالك ‪:‬‬


‫المذهب األول ‪ :‬الحسن و القبح شرعيان‬
‫األشاعرة يقولون‪ :‬ال يدرك العقل في األشياء حسنا وال قبحا بمعنى أن ما حسنه الشرع وأمر به فهو حسن‪ ،‬وأن ما قبحه الشرع‬
‫ونهى عنه فهو قبيح‪ ،‬فالحسن ما حسنه الشرع بأن يأمر به‪ ،‬والقبح ما قبحه الشرع بأن ينهى عنه‪ ،‬بمعنى ال حكم قبل ورود الشرع‪.‬‬
‫إذا كان الذي يحكم بالحسن والقبح هو الشرع‪ ،‬فما وظيفة العقل؟ قالوا العقل ليست وظيفته إال أن يدرك الحكم الشرعي‪.‬‬
‫المذهب الثاني ‪ :‬الحسن و القبح عقليان‬

‫أصول الفقه | ‪5‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫المعتزلة يقولون ‪ :‬العقل يمكنه أن يدرك في األشياء حسنا‪ ،‬كما يمكنه أن يدرك فيها قبحا‪ ،‬ألن األشياء إما أن تكون حسنة لذاتها‪،‬‬
‫أي أن فيها مصلحة فتكون حسنة‪ ،‬وإما أن تكون قبيحة لذاتها‪ ،‬بمعنى أنها تشتمل المفسدة فتكون قبيحة‪ ،‬بمعنى هناك حكم قبل ورود‬
‫الشرع ولكن ليس بمعنى أن العقل هو الموجب أو المحرم بل العقل أدرك أن هللا تعالى كلف بترك المفاسد و تحصيل المصالح‪.‬‬
‫والفرق بين هذا المذهب ومذهب األشاعرة؛ أن األشاعرة يقولون ال حكم إال بعد بعثة الرسول وبعد ورود الشرع‪ ،‬قال تعالى‪ :‬وما‬
‫كنا معذبين حتى نبعث رسوال‪.‬‬
‫المذهب الثالث ‪ :‬الحسن و القبح عقليان في مجال المدح و الذم و شرعيان في مجال الثواب و العقاب‬
‫الماتريدية يقولون ‪ :‬العقل يستطيع أن يحكم بحسن األشياء وقبحها كما يقول المعتزلة ولكن ما يدرك العقل حسنا يترتب عليه مدحا‬
‫في الدنيا‪ ،‬وما يدرك العقل أنه قبيحا يترتب عليه الذم في الدنيا‪ ،‬أما الثواب والعقاب فهذه ال نستطيع أن ندركها بعقلنا وإنما ندركها‬
‫فقط من جهة الشرع‪ ،‬وهذا هو المذهب الراجح عند العلماء‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الحكم الشرعي و أقسامه‬


‫أوال‪.‬تعريف الحكم الشرعي‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬القضاء‪،‬المنع‪ ،‬و الفصل‬
‫اصطالحا ‪ :‬تعريف ابن الحاجب ‪ :‬خطاب هللا تعالى المتعلق بأفعال المكلفين باإلقتضاء أو التخيير أو الوضع‪.‬‬

‫شرح التعريف ‪:‬‬


‫(خطاب) ما يقصد به إفهام من هو متهيء لفهمه‪ ،‬وهو جنس في التعريف‪ ،‬يشمل خطاب االشرع و خطاب غيره‪.‬‬
‫(هللا تعالى) لفظ الجاللة ‪ ،‬وهو قيد أول خرج به ‪ :‬خطاب غير هللا‪ ،‬و دخل به ‪ :‬خطاب هللا يشمل القرآن و السنة المطهرة و ما‬
‫يتفرع عنهما من األدلة‪.‬‬
‫(المتعلق بأفعال المكلفين) قيد ثان خرج به ‪ :‬خطاب هللا تعالى المتعلق بغير أفعال المكلفين كالخطاب المتعلق بذاته تعالى و صفاته‬
‫أو بذات المكلفين‪( .‬المتعلق) أي المرتبط (بأفعال) جمع "فعل" وهو ما يصدر عن اإلنسان و يدخل تحت قدرته ما يعتبر فعال عرفا‬
‫(المكلفين) جمع "مكلف" وهو البالغ العاقل‪.‬‬
‫(باإلقتضاء أو التخيير أو الوضع) قيد ثالث خرج به ‪ :‬خطاب هللا تعالى المتعلق بأفعال المكلفين ال على سبيل اإلقتضاء أو التخيير‬
‫أو الوضع‪( .‬باإلقتضاء) أي الطلب وهو قسمان ‪ :‬طلب الفعل و طلب الترك‪ ،‬و كل واحد منهما إما أن يكون جازما أو غير جازم‬
‫فيكون‪:‬‬

‫إما طلب الفعل طلبا جازما فهو اإليجاب‬ ‫‪.1‬‬


‫إما طلب الفعل طلبا غير جازم فهو الندب‬ ‫‪.2‬‬
‫إما طلب الترك طلبا جازما فهو التحريم‬ ‫‪.3‬‬
‫إما طلب الترك طلبا غير جازم فهو الكراهة‬ ‫‪.4‬‬
‫فهذه أحكام تكليفية أربعة شملتها كلمة اإلقتضاء‪( ،‬أو التخيير) أي المباح وهو الفعل الذي ُخيِر فيه بين الفعل و الترك‪( ،‬أو الوضع)‬
‫أي جعل الشارع الشيء على نحو خاص ‪ :‬كجعله الطهارة شرطا لصحة الصالة‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬أقسام الحكم الشرعي‪:‬‬
‫الحكم الشرعي ينقسم إلى قسمين ‪ .1 :‬حكم تكليفي ‪ .2‬حكم وضعي‬
‫األول ‪ :‬حكم تكليفي‬
‫تعريفه ‪ :‬خطاب الشرع المتعلق بأفعال المكلفين باإلقتضاء أو التخيير ‪ .‬سمي "تكليفا" ألنه إلزام ما فيه كلفة و مشقة‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪6‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫و لذا كان الحكم التكليفي شامال ‪ :‬اإليجاب‪ ،‬الندب‪ ،‬التحريم‪ ،‬الكراهة‪ ،‬و اإلباحة‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬حكم الوضعي‬


‫تعريفه ‪ :‬خطاب الشرع الذى اقتضى وضع شيء سببا لشيء آخر أو شرطا أو رخصة أو عزيمة أو مانعا ‪ .‬سمي "وضعيا" ألن‬
‫الشارع هو الذي وضع هذه األسباب للمسببات أو الشرط للمشروط و هكذا‪.‬‬

‫ثالثا‪.‬الفرق بين الحكم التكليفي و الحكم الوضعي و العالقة بينهما‪:‬‬


‫األول ‪ :‬الفوق بينهما ‪:‬‬
‫‪ . 1‬من حيث المقصود ‪ :‬التكليفي ‪ :‬طلب الفعل من المكلف أو تركه أو التخيير بينهما‪.‬‬
‫الوضعي ‪ :‬بيان أن الشيء سبب أو الشرط أو مانع و نحوها‪.‬‬
‫‪ .2‬من حيث مقدور المكلف أم ال ‪ :‬التكليفي ‪ :‬ال بد أن يكون في مقدور المكلف فعال أو تركا‪.‬‬
‫الوضعي ‪ :‬قد يكون م قدورا للمكلف كالسفر الذي هو سبب الرخصة‪ ،‬و قد يكون غير مقدور‬
‫كزوال الشمس‪.‬‬
‫و لذا كان الحكم الشرعي الوضعي أعم من الحكم الشرعي التكليفي ألن الحكم الوضعي يشمل أفعال هللا وأفعال العباد‪ ،‬وأما‬
‫التكليفي فال يتعلق إال بالمكلفين فقط‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬العالقة بينهما فلها صورتان‪:‬‬


‫الصورة األولى ‪ :‬إجتماعهما معا‪.‬‬
‫مث اله ‪ :‬السرقة‪ ،‬فإنها حرام وهو حكم تكليفي‪،‬و هي ذاتها سبب للحد و على هذا الوجه هو حكم وضعي‪ ،‬وكذا الزنا‪.‬‬
‫ولذلك أن الحكم الوضعي خادم للحكم التكليفي‬

‫الصورة الثانية ‪ :‬انفرادها معا‪.‬‬


‫مثال إنفراد خطاب الوضع ‪ :‬البلوغ شرطا للتكليف‪.‬‬
‫مثال إنفراد خطاب التكليف ‪ :‬ترك المنكرات و اجتناب المحرمات‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أقسام الحكم التكليفي‬


‫‪ ‬متعلقات الحكم الشرعي التكليفي‪:‬‬
‫يتعلق بأفعال المكلفين‬
‫‪ .1‬الفعل الذي طلبه الشارع طلبا جازما يسمى واجبا‬
‫‪ .2‬الفعل الذي طلبه الشارع طلبا غير جازما يسمى مندوبا‬
‫‪ .3‬الفعل الذي طلبه الشارع تركه طلبا جازما يسمى محرما‬
‫‪ .4‬الفعل الذي طلبه الشارع تركه طلبا غير جازم يسمى مكروها‬
‫‪ .5‬الفعل الذي خير فيه بين الفعل و الترك يسمى مباحا‬
‫القسم األول ‪ :‬الواجب‬
‫‪.1‬تعريف الواجب‬
‫لغة‪ :‬الساقط‪،‬الثابت‪،‬و الالزم‬
‫اصطالحا ‪ :‬الفعل الذي طلبه الشارع من المكلف على سبيل الحتم و اإللزام‪،‬‬
‫أو ما يثاب على فعله و يعاقب على تركه‪.‬‬

‫اإليجاب ‪ :‬خطاب الشارع الطالب للفعل طلبا جازما‬

‫أصول الفقه | ‪7‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫الوجوب ‪ :‬هو األثر المترتب على اإليجاب‬


‫‪ ‬س‪ :‬ما الفرق بين اإليجاب والواجب؟‬
‫جـ‪ :‬اإليجاب هو فعل هللا‪ ،‬والواجب هو فعل العبد‪.‬‬
‫‪ ‬س‪ :‬ما الفرق بين اإليجاب والوجوب؟‬
‫جـ‪ :‬اإليجاب قديم ألنه حصل في األزل‪ ،‬والوجوب حادث‪.‬‬
‫مثال بين اإليجاب و الوجوب و الواجب ‪:‬‬
‫ص ٰلوة َ) فهذا الخطاب الطالب إلقامة الصالة هو اإليجاب‪ ،‬واألثر المترتب على هذا اإليجاب هو وجوب‬
‫قوله تعالى ( َواَقِ ْي ُموا ال َّ‬
‫الصالة و فعلها من المكلف هو الواجب‪.‬‬
‫الفرق بين الواجب و الفرض‬
‫‪ .1‬عند الجمهور هما مترادفان‪ ،‬من أنكر الواجب أو الفرض يكفر‬
‫‪ .2‬عند الحنفية هما متغايران ‪ :‬الفرض ‪ :‬ما ثبت بدليل قطعي‪ ،‬من أنكر الفرض يكفر‬
‫الواجب ‪ :‬ما ثبت بدليل ظني‪ ،‬من أنكر الواجب ال يكفر‬
‫‪.2‬صيغ اإليجاب‬

‫ّٰللاَ َو َال ت ُ ْش ِركُ ْوا ِب ٖه َ‬


‫شيْـًٔا)‪.‬‬ ‫صيغة (افعل) قوله تعالى ‪َ ( :‬وا ْعبُد ُوا ه‬ ‫‪.1‬‬
‫المضارع المقترن بالم األمر‪ ،‬قول الرسول ‪( :‬من أم الناس فليخفف)‬ ‫‪.2‬‬
‫عش ََرةِ َمسٰ ِكيْنَ ) أي فكفروا‬ ‫ِطعَا ُم َ‬ ‫ارت ُ ٓٗه ا ْ‬
‫المصدر الدال على طلب الفعل‪ ،‬قوله تعالى ‪( :‬فَ َكفَّ َ‬ ‫‪.3‬‬
‫اسم فعل األمر‪ ،‬قوله تعالى ‪َ ( :‬مكَانَكُ ْم ا َ ْنت ُ ْم َوش َُرك َۤا ُؤكُ ْم) أي الزموا مكانكم‬ ‫‪.4‬‬
‫األلفاظ الموضوعة لإليجاب و اإللزام منها‪ :‬فرض‪،‬أوجب‪ ،‬لفظ األمر‪،‬كتب‬ ‫‪.5‬‬
‫س ِعي ًْرا)‬ ‫ٰ‬ ‫ْ‬
‫اّٰلل َو َرسُ ْول ِٖه فَ ِانَّا ٓٗ ا َ ْعت َ ْدنَا لِلكف ِِريْنَ َ‬ ‫الوعيد على ترك الفعل‪ ،‬قوله تعالى ‪َ ( :‬و َم ْن لَّ ْم يُؤْ ْۢ ْ‬
‫مِن بِ ه ِ‬ ‫‪.6‬‬

‫‪.3‬تقسيمات الواجب‬

‫التقسيم األول ‪ :‬باعتبار ذاته‬

‫‪ .1‬الواجب المعين ‪ :‬الفعل الذي طلبه الشارع بعينه طلبا جازما بال تخيير‪ .‬مثاله‪ :‬العبادات المفروضة‪.‬‬
‫‪ .2‬الواجب المخير ‪ :‬هو الذي طلبه الشارع مبهما ضمن أمور معينة‪ .‬مثاله ‪ :‬التخيير بين الخصال الثالث في كفارة‬
‫اليمين‪ ،‬والجمهور على أن الواجب واحد ال بعينه‪ ،‬و لذا كان المكلف مخيرا بينها‪.‬‬

‫التقسيم الثاني ‪ :‬باعتبار فاعله‬

‫‪ .1‬الواجب العيني ‪ :‬الفعل الذي طلبه الشارع طلبا جازما من كل مكلف بذاته بمعنى مقصوده هو الفاعل ذاته‪ .‬مثاله ‪:‬‬
‫أركان اإلسالم‪ .‬حكمه ‪ :‬الوجوب على جميع المكلفين‪ ،‬وال يسقط بفعل بعض المكلفين‪ ،‬و إذا تركه المكلف أثم‪.‬‬
‫‪ .2‬الواجب الكفائي ‪ :‬الفعل الذي طلبه الشارع طلبا جازما من غير نظر بالذات إلى فاعله بمعنى مقصوده هو حصول‬
‫الفعل‪ .‬مثاله ‪ :‬تجهيز الميت‪.‬حكمه‪ :‬الوجوب على جميع المكلفين‪ ،‬فإن فعله البعض أجزأ و سقط اإلثم عن الباقين‪،‬و‬
‫إن لم يفعله البعض أثم الكل‪.‬‬

‫وهناك أيضا سنة عينية و سنة كفائية ‪:‬‬


‫السنة العينية ‪ :‬الفعل الذي طلبه الشارع طلبا غير جازم من كل مكلف بذاته بمعنى مقصوده هو الفاعل ذاته‪.‬مثالها‪:‬سنن الوضوء‬
‫السنة الكفائية ‪ :‬الفعل الذي طلبه الشارع طلبا غير جازم من غير نظر بالذات إلى فاعله بمعنى مقصوده هو حصول الفعل‪.‬‬
‫مثالها‪ :‬ابتداء السالم‪.‬‬

‫التقسيم الثالث ‪ :‬باعتبار وقت أدائه‬

‫أصول الفقه | ‪8‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫‪ .1‬الواجب المطلق ‪ :‬هو الذي طلب الشارع فعله بغير تحديد وقت ألدائه‪،‬ويبرأ المكلف بفعله‪ .‬مثاله ‪ :‬كفارة اليمين‪.‬‬
‫‪ .2‬الواجب المقيد ‪ :‬هو الذي طلب الشارع فعله في وققت محدد‪ ،‬فإن خرج عنه بغير عذر كان آثما‪.‬‬
‫قد يوصف بالتعجيل‪ ،‬أو األداء‪ ،‬أو القضاء‪ ،‬أو اإلعادة‪ ،‬نفصلها فيما يلي ‪:‬‬
‫األول‪ :‬التعجيل ‪ :‬وقوع الواجب قبل وقته‪ ،‬حيث جوزه الشرع ‪ .‬مثاله ‪ :‬جمع الصالة تقديما فيم رخصه الشارع‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬األداء ‪ :‬الواجب الذي فعله المكلف في وقته المقدر له شرعا‪ ،‬ووقت األداء قسمان ‪ :‬مضيق و موسع‬
‫فالواجب المضيق ‪ :‬الفعل الذي طلبه الشارع طلبا جازما في وقت ال يسع غيره من جنسه‪ .‬مثاله ‪:‬‬
‫صوم شهر رمضان؛ فإن شهر رمضان ال يسع صياما آخر‪ ،‬ولذا كان مضيقا‪.‬‬
‫والواجب الموسع ‪ :‬الفعل الذي طلبه الشارع طلبا جازما في وقت يسع الفعل و يسع غيره من جنسه‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬أداء الصلوات في أوقاتهاالمحددة ببداية و نهاية‪.‬‬
‫وعند الحنفية زادوا قسما ثالثا ‪ :‬الواجب ذو الشبهين ‪ :‬الواجب يشبه المضيق من جهة‪ ،‬و يشبه‬
‫الموسع من جهة أخرى‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬الحج؛ فإنه يشبه المضيق من جهة أنه ال يصح في العام إال‬
‫حجا واحدا‪ ،‬ويشبه الموسع في أن أداء أركان الحج ال تستغرق‬
‫كل أوقاته‪،‬بل الوقت يسعها و يسع غيرها‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬اإلعادة ‪ :‬إيقاع العبادة في وقتها بعد تقدم إيقاعها على خلل في األجزاء أو في الكمال‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬كمن صلى بدون ركن و كصالة المنفرد ثم أعادها مع الجماعة‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬القضاء ‪ :‬فعل العبادة بعد خروج وقتها‪.‬‬
‫هل الخطاب موجب للقضاء هو نفس الخطاب الموجب لألداء‪ ،‬أم أن إيجاب القضاء بخطاب جديد ؟‬
‫ذهب أكثر العلماء ‪ :‬أن إيجاب القضاء بخطاب جديد‪ .‬فقضاء الصيام واجب بمقتضى قوله تعالى (فعدة من أيام آخر)‬
‫وليس واجبا بمقتضى األمر بوجوب الصيام في قوله تعالى (كتب عليكم الصيام) وقوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر‬
‫فاليصمه)‪.‬‬

‫‪. 4‬مقدمة الواجب (ما ال يتم به الواجب إال به فهو واجب)‬

‫األول ‪ :‬تعريف مقدمة الواجب‬


‫مقدمة الواجب ‪ :‬األمور التي تلزم لتحقيق الواجب قبل الدخول في حقيقته‪.‬‬
‫المقدمة قد تكون سببا أو شرطا؛ السبب مقدمة للمسبب‪ ،‬و الشرط مقدمة للمشروط‪.‬‬
‫ذهب الجمهور ‪ :‬أن مقدمة الواجب واجبة سواء كانت سببا شرعيا أو عقليا أو عاديا‪ ،‬و سواء كانت شرطا شرعيا أو عقليا أو‬
‫عاديا‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أقسام مقدمة الواجب‬


‫القسم األول ‪ :‬ما يتوقف عليها وجود الواجب في الخارج شرعا (كتوقف الصالة على الطهارة) أو عقال(كتوقف الحج على‬
‫السفر إلى مكة)‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬ما يتوقف عليها العلم بحصول الواجب‪.‬‬
‫لها صورتان ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون الواجب ملتبسا أو مختلطا بغيره‪ ،‬فيجب اإلتيان ذالك الغير ليحصل العلم بحصول الواجب‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬من ترك الصالة من الخمس و لم يدر عينها؛ فإنه يجب عليه اإلتيان بالصلوات الخمس؛ليتحقق‬
‫اإلتيان بالصالة المتروكة‪ .‬فالواجب هنا الصالة المتروكة‪ ،‬و مقدمته اإلتيان بالصلوات الخمس‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون الواجب مميزا عن غيره‪ ،‬لكن يمتنع اإلتيان بالواجب عادة إال مع اإلتيان بذالك الغير التصاله به‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬ستر الفخذ فإنه واجب ‪ ،‬و ال يمكن اإلتيان به إال بستر شيء من الركبة‪ ،‬فوجب ستر شيء منها‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪9‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫الثالث ‪ :‬الفرق بين مقدمة الواجب و مقدمة الوجوب‬


‫من حيث المفهوم ‪:‬‬
‫مقدمة الواجب ‪ :‬األمور التي تلزم لتحقيق الواجب قبل الدخول في حقيقته‪.‬‬
‫مقدمة الوجوب ‪ :‬األمور التي يتعلق بها التكليف بالواجب‪ .‬مثاله ‪ :‬دخول الوقت بالنسبة للصالة‪ ،‬أو حوالن الحول لوجوب الزكاة‪.‬‬
‫و هذه المقدمة غير واجبة على المكلف باتفاق؛ ألنها ليست في مقدوره‪.‬‬

‫القسم الثاني ‪ :‬المندوب‬


‫‪.1‬تعريف المندوب‬
‫لغة ‪ :‬المطلوب و الدعاء إلى الفعل‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬الفعل الذي طلبه الشارع طلبا غير جازم أو ما يثاب على فعله و ال يعاقب على تركه‪.‬‬

‫الندب ‪ :‬خطاب الشارع الطالب للفعل طلبا غير جازم‪.‬‬


‫يسمى المندوب ‪ :‬سنة‪،‬نافلة‪ ،‬تطوعا‪ ،‬مستحبا‪،‬مرغبا فيه وكلها مترادفة عند جمهور األصوليين‪.‬‬

‫قال القاضي حسين و البغوي –رحمهما هللا‪ -‬من الشافعية‪:‬‬


‫‪ .1‬السنة ‪ :‬ما واظب عليه النبي –صلى هللا عليه و سلم‪-‬‬
‫‪ .2‬المستحب‪ :‬ما فعله مرة أو مرتين‪.‬‬
‫‪ .3‬التطوع ‪ :‬ما ينشئه اإلنسان باختياره‪ ،‬ولم يرد فيه نقل‪.‬‬

‫مفهوم السنة ‪:‬‬


‫عند الفقهاء ‪ :‬النافلة و المندوب ‪ :‬ما ثبت عن النبي من غير وجوب‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عند األصوليين ‪ :‬ما ثبت عن النبي قوال أو فعال أو تقريرا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عند المحدثين ‪ :‬ما أثر عن النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة أو سيرة‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مقابل البدعة ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪.2‬صيغ الندب‬
‫الترغيب في الفعل‪ ،‬قول الرسول (خيركم من تعلم القرآن و علمه)‬ ‫‪.1‬‬
‫ذكر الثواب عليه‪ ،‬قول الرسول (من بنى هلل مسجدا بنى هللا له بيتا في الجنة)‬ ‫‪.2‬‬
‫األمر مع قرينة صارفة له عن الوجوب‪ ،‬قول الرسول ( صلوا قبل المغرب ركعتين) ثم قال (لمن شاء)‬ ‫‪.3‬‬
‫فعل النبي لما يتقرب به دون دليل يدل على الوجوب‪ :‬كصومه يوم اإلثنين و الخميس‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪.4‬أثر المندوب في األحكام‬
‫هل يلزم بالشروع فيه أو ال؟‬
‫قوالن للعلماء في ذلك ‪:‬‬
‫األول‪ :‬الجمهور‬
‫قالوا ‪ :‬أنه ال يلزم‪ ،‬وال يؤاخذ بقطعه‪ ،‬وال قضاء عليه إذا أفسده‪.‬‬
‫حجتهم ‪ :‬حديث ( الصائم المتطوع أمير نفسه ‪ :‬إن شاء صام‪ ،‬و إن شاء أفطر)‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬الحنفية‬
‫قالوا ‪ :‬أن النفل يكون الزما بالشروع فيه و عليه‪ ،‬فمن شرع في نفل ثم أفسده يجب عليه القضاء‪.‬‬
‫حجتهم ‪ :‬قوله تعالى ‪ ( :‬وال تبطلوا أعمالكم)‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪10‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫والراجح ‪ :‬أن المندوب ال يلزم بالشروع فيه؛ لقوة الدليل فيه‪ ،‬ألن المراد بالبطالن في حجة القول الثاني هو الردة‪ ،‬أو ال تبطلوها‬
‫بالرياء‪.‬‬

‫القسم الثالث ‪ :‬المباح‬


‫‪.1‬تعريف المباح‬

‫لغة ‪ :‬اإلتساع‪،‬اإلذن‪ ،‬و اإلعالن‪.‬‬


‫اصطالحا ‪ :‬الفعل الذي خير الشارع المكلف فيه بين الفعل و الترك أو ما ال يثاب على فعله و ال يعاقب على تركه‪.‬‬

‫اإلباحة ‪ :‬خطاب الشارع المخير للمكلف بين الفعل و الترك‪ .‬و أثر اإلباحة هو المباح‪.‬‬
‫يسمى المباح ‪ :‬جائزا‪،‬حالل طلق‪،‬المطلق‪ ،‬و المطلوب‪.‬‬

‫إطالقات كلمة الجائز ‪:‬‬


‫‪ .1‬ما ال يمتنع شرعا فيعم غير الحرام‪.‬‬
‫‪ .2‬المباح‪.‬‬
‫‪ .3‬ما ال يمتنع عقال‪.‬‬
‫‪ .4‬ما استوى فيه األمران‪.‬‬
‫‪ .5‬المشكوك فيه فيهما باإلعتبارين‪.‬‬
‫وعلى ذالك كل مباح جائز‪ ،‬و ليس كل جائز مباح‪.‬‬

‫مثال المباح في العبادت ‪ :‬الوضوء من أكل الغنم في حديث (إن شئت فتوضأ‪ ،‬وإن شئت فال تتوضأ) حينما سئل النبي‬
‫عن الوضوء من أكل لحم الغنم‪.‬‬
‫مثال المباح في العادات ‪ :‬أكل المباحات إال ما حرمه هللا تعالى منها‬

‫س‪ :‬هل اإلباحة حكم شرعي أم ال ؟‬


‫ج ‪ :‬قال الجمهور ‪ :‬أن اإلباحة حكم شرعي‬
‫قال المعتزلة ‪ :‬ليست حكما شرعيا‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬الجمهور‬
‫س‪ :‬هل المباح مأمور به أم ال ؟‬
‫ج ‪ :‬قال الجمهور ‪ :‬أن المباح غير مأمور به‪.‬‬
‫قال الكعبي ‪ :‬أنه مأمور به‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬الجمهور‬

‫‪.2‬صيغ اإلباحة‬
‫‪ .1‬لفظ الحل ‪ :‬قوله تعالى (أحل لكم صيد البحر و طعامه)‬
‫‪ .2‬نفي الجناح أو اإلثم‪ ،‬قوله تعالى ( فإن أراد فصاال عن تراض منهما و تشاور فال جناح عليهما)‬
‫‪ .3‬سكوت الشرع عن الفعل‪ ،‬قول الرسول (و سكت عن أشياء من غير نسيان‪ ،‬فال تكلفوها رحمة من ربكم‪،‬فاقبلوها)‬

‫القسم الرابع ‪ :‬الحرام‬

‫‪.1‬تعريف الحرام‬

‫لغة ‪ :‬المنع‪ ،‬و ضد الحالل‬


‫اصطالحا ‪ :‬الفعل الذي طلب الشارع تركه طلبا جازما أو ما يثاب على تركه و يعاقب على فعله‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪11‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫التحريم ‪ :‬خطاب الشارع الطالب لترك الفعل طلبا جازما‪.‬‬


‫يسمى الحرام ‪ :‬محظورا‪،‬ممنوعا‪،‬مزجورا‪ ،‬معصية‪ ،‬ذنبا‪ ،‬قبيحا‪ ،‬سيئة‪،‬فاحشة‪ ،‬إثما‪ ،‬عقوبة‪.‬‬

‫‪.2‬صيغ التحريم‬
‫‪ .1‬صيغة (ال تفعل)‪ ،‬قوله تعالى ‪( :‬وال تقتلوا النفس التي حرم هللا إال بالحق)‬
‫‪ .2‬صيغة (حرم)‪ ،‬قوله تعالى ‪( :‬إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير هللا)‬
‫‪ .3‬صيغة (نهي)‪ ،‬قوله تعالى ‪( :‬وينهى عن الفحشاء و المنكر)‬
‫‪ .4‬صيغة نفي الحل‪ ،‬قوله تعالى ‪( :‬يأيها الذين آمنوا ال يحل لكم أن ترثوا النساء كرها)‬

‫‪.3‬أقسام الحرم‬
‫األول ‪ :‬حرام لذاته أو لعينه ‪ :‬الفعل الذي حرمه الشارع ابتداء؛ الشتماله على مفسدة راجعة لذاته‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬شرب الخمر و أكل الميتة‪.‬‬
‫ألثاني ‪ :‬حرام لغيره ‪ :‬الفعل الذي كان مشروعا في أصله ثم حرمه الشارع لعارض اقتضى تحريمه‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬أكل مال الغير ظلما‪.‬‬

‫القسم الخامس ‪ :‬المكروه‬

‫‪.1‬تعريف المكروه‬

‫لغة ‪ :‬ضد المحبوب‪ ،‬و ما نفر منه الطبع و الشرع‪.‬‬


‫اصطالحا ‪ :‬الفعل الذي طلب الشارع تركه طلبا غير جازم أو ما يثاب على تركهو ال يعاقب على فعله‪.‬‬

‫الكراهة ‪ :‬خطاب الشارع الطالب لترك الفعل طلبا غير جازم‪.‬‬

‫‪.2‬صيغ الكراهة‬
‫‪ .1‬مادة (كره)‪ ،‬قول الرسول ‪ ( :‬و كره لكم ثالثا ‪ :‬قيل و قال و كثرة السؤال و إضاعة المال)‬
‫‪ .2‬صيغة النهي المقترنة بقرينة تدل على أنه للكراهة ‪ :‬نحو ‪ :‬النهي عن صيام يوم الجمعة؛فإنه لم يكن للحرمة؛ ألن األيام‬
‫التي حرمها هللا تعالى صيامها هي ‪ :‬يوم عيد الفطر‪،‬و يوم عيد األضحى‪ ،‬و أيام التشريق الثالثة‪.‬‬

‫‪.3‬أقسام المكروه عند الحنفية‬


‫قسمان ‪:‬‬
‫األول‪ :‬المكروه تحريما ‪ :‬ما كان إلى الحرمة أقرب‪ ،‬وهو ما ثبت بدليل ظني‪ .‬وهو مقابل للواجب؛لثبوته بدليل ظني‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬البيع على البيع‪ ،‬المنهي عنه في قول الرسول (ال يبع أحدكم على بيع أخيه)‪.‬‬
‫الفرق بين الحرام و المكروه تحريما ‪ :‬الحرام ‪ :‬ثبت بدليل قطعي‪ ،‬و منكره كافر‪.‬‬
‫المكروه تحريما ‪ :‬ثبت بدليل ظني‪ ،‬و منكره ال يكفر‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬يستحق فاعله العقاب و الذم‪ ،‬ولكن العقاب ليس بالنار بل بمحذور ‪ :‬كحرمان الشفاعة‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬المكروه تنزيها ‪ :‬ما كان إلى الحل أقرب‪.‬‬


‫مثاله ‪ :‬أكل لحوم الخيل‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬ال يستحق فاعله الذم و ال العقاب‪ ،‬ولكنه خالف األولى‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬أقسام الحكم الوضعي‬


‫قسم بعض األصوليين الحكم الوضعي أقساما ستة‪،‬وهي‪:‬‬

‫أصول الفقه | ‪12‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫‪.1‬السبب ‪.2‬الشرط ‪ .3‬المانع ‪.4‬الصحة ‪.5‬الفساد ‪.6‬الرخصة و العزيمة‪.‬‬

‫ونفصل القول في كل قسم منها فيما يلي ‪:‬‬

‫القسم األول ‪ :‬السبب‬


‫‪.1‬تعريف السبب‬
‫لغة ‪ :‬الحبل‪،‬و كل شيء يتوصل به إلى غيره‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬وصف ظاهر منضبط دل الدليل السمعي على كونه معرفا لحكم شرعي ال مؤثرا فيه‪.‬‬
‫ما يلزم من وجوده الوجود‪ ،‬و من عدمه العدم لذاته‪.‬‬
‫‪ .2‬أقسام السبب ‪:‬‬
‫التقسيم األول ‪ :‬باعتبار المشروعية و عدمها‬
‫‪ .1‬األسباب المشروعة ‪ :‬هي التي وضعها الشارع لتحقيق مصالح العباد أو دفع المفاسد عنهم‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬األمر بالمعروف و النهي عن المن كر؛فإنه أمر مشروع؛ ألنه سبب إلقامة الدين و إخماد الباطل‪.‬‬
‫‪ .2‬األسباب الممنوعة ‪ :‬هي التي ينشئها المكلف باختياره مخالفة ألمرالشارع‪ .‬وهذه األسباب ال أثر لها شرع‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬العاصي بسفره ال يقصر و ال يفطر؛ ألن المشقة كأنها واقعة بفعله؛ ألنها ناشئة عن سببه‪.‬‬

‫التقسيم ألثاني ‪ :‬باعتبار القدرة للمكلف و عدمها‬


‫‪ .1‬أسباب غير المقدور ‪ :‬أسباب خارجة عن مقدور المكلف‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬زوال الشمس أو غروبها‪ ،‬أو طلوع الفجر؛ فإنه سبب في إيجاب الصلوات في تلك األوقات‪.‬‬
‫‪ .2‬أسباب المقدور ‪ :‬أسباب داخلة تحت مقدور المكلف‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬السفر يعد سببا إلباحة القصر و الفطر‪.‬‬

‫‪ .3‬العلة‬
‫أوال‪ .‬تعريف العلة‬
‫لغة ‪ :‬المرض‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬وصف ظاهر منضبط الذي بني عليه الحكم و ربط به وجودا و عدما‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬الفرق بين السبب و العلة‪.‬‬


‫‪ .1‬ذهب بعض األصوليين ‪ :‬ال فرق بين العلة و السبب؛ فكل منهما عالمة على الحكم‪ ،‬وبني عليه الحكم و ربط به وجودا‬
‫و عدما‪ ،‬و كل منهما للشارع حكمة في ربط الحكم به و بنائه عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬ذهب أكثر أألصوليين ‪ :‬هناك فرق بين السبب و العلة مع أن كال منهما عالمة على الحكم و مرتبط به وجودا و عدما‪،‬‬
‫و للشارع حكمة في ربط الحكم به وبنائه عليه‪.‬‬
‫و الفرق بينهما هو ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت المناسبة في هذا الربط مما تدركه عقولنا سمي الوصف "علة" و سمي أيضا "سببا"‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬السفر يعد علة و سببا لقصر الصالة‪.‬‬
‫‪ -‬و إن كان الوصف مما ال تدركه عقولنا سمي "سببا" فقط‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬غروب الشمس يعد سببا إليجاب صالة المغرب‪.‬‬
‫و على ذالك تكون كل علة سببا‪ ،‬و ليس كل سبب علة‪.‬‬

‫القسم الثاني ‪ :‬الشرط‬


‫‪.1‬تعريف الشرط‬
‫لغة ‪ :‬العالمة‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬ما يلزم عن عدمه العدم‪ ،‬و ال يلزم من وجوده وجود و ال عدم لذاته‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬الحول في الزكاة يلزم من عدمه عدم وجوب الزكاة‪ ،‬وال يلزم من وجوده وجوبها؛ الحتمال عدم النصاب‪،‬‬
‫و ال عدم وجوبها؛ الحتمال وجود النصاب‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪13‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫‪ .2‬أقسام الشرط‬

‫ا لشرط باعتبار الشرعية و عدمها ينقسم إلى أربعة أقسام ‪:‬‬

‫شرط شرعي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫مثاله ‪ :‬الطهارة شرط في صحة الصالة‪.‬‬
‫شرط عقلي‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مثاله ‪ :‬الحياة شرط لقيام العلم و وجوده‪.‬‬
‫شرط عادي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مثاله ‪ :‬الغذاء شرط لحياة الحيوان‪.‬‬
‫شرط لغوي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مثاله ‪ :‬إن دخلت الدار فأنت طالق‪.‬‬

‫القسم الثالث ‪ :‬المانع‬


‫‪.1‬تعريف المانع‬
‫لغة ‪ :‬الحائل من المنع‪ ،‬ضد اإلعطاء‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬ما يلزم من وجوده عدم وجود الحكم‪ ،‬و ال يلزم من عدمه وجود و ال عدم لذاته‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬العدة للنكاح يلزم من وجود العدة عدم جواز النكاح‪ ،‬و ال يلزم من عدمها جواز النكاح؛ الحتمال من محرمات‪،‬‬
‫و ال عدم جواز النكاح؛ الحتمال ليس من محرمات‪.‬‬

‫‪ .2‬أقسام المانع‬
‫‪ .1‬مانع للحكم ‪ :‬الوصف الذي يقتضي وجوده معنى ينافي الحكم‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬وجود النجاسة المجمع عليها في بدن المصلي أو ثوبه؛ فإنها وصف يقتضي وجوده معنى وهو‬
‫عدم الطهارة‪ ،‬وهذا المعنى ينافي الحكم وهو صحة الصالة أي عدم صحة الصالة‪.‬‬
‫‪ .2‬مانع للسبب ‪ :‬الوصف الذي يقتضي وجوده معنى ينافي حكمة السبب‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬الدين باعتباره مانعا من وجوب الزكاة‪ ،‬فإن السبب في وجوب الزكاة هو ملك النصاب‪،‬و حكمة‬
‫جعل ملك النصاب سببا للوجوب ‪ :‬هي أنه قرينة على الغنى‪ ،‬ووجود الدين ينافي هذه الحكمة‪،‬‬
‫ألنه يتضمن معنى الفقر و الحاجة‪.‬‬
‫القسم الرابع ‪ :‬الصحة‬
‫‪.1‬تعريف الصحة‬
‫لغة ‪ :‬ضد السقم‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬موافقة الفعل ذي الوجهين وقوعا الشرع‪.‬‬
‫الوجهين ‪ :‬موافقة الشرع الستجماعه ما يعتبر فيه شرعا‪ ،‬ومخالفة الشرع النتفاء ما يعتر فيه شرعا‪.‬‬
‫الصحيح ‪ :‬الفعل الذي اس توفى أركانه و شروطه الشرعية‪ ،‬و تترتب عليه اآلثار المقصودة شرعا‪.‬‬

‫القسم الخامس ‪ :‬الفساد‬


‫‪.1‬تعريف الفساد‬
‫لغة ‪ :‬الفساد ‪ :‬مأخوذ من "فسد اللحم" إذا أنتن و يمكن اإلنتفاع به‪.‬‬
‫الباطل ‪ :‬مأخوذ من " بطل اللحم" إذا دود و سوس و صار بحيث ال يمكن اإلنتفاع به‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬مخالفة الفعل ذي الوجهين وقوعا الشرع‪( .‬عند المتكلمين)‬
‫عدم سقوط القضاء (عند الفقهاء)‬
‫الفاسد ‪ :‬الفعل الذي لم يستوف أركانه و شروطه‪ ،‬فال تترب عليه آثار شرعية‪.‬‬

‫‪.2‬الفرق بين الفاسد و الباطل‬


‫‪ .1‬عند الجمهور ‪ :‬مترادفان في العبادات و المعامالت بمعنى ما لم يستوف أركانها أو شروطها‪.‬‬
‫أصول الفقه | ‪14‬‬
‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫‪ .2‬عند الحنفية ‪ :‬مترادفان في العبادات بمعنى ما لم يستوف أركانها أو شروطها‪ ،‬و متغايران في المعامالت ‪:‬‬
‫الفاسد ‪ :‬ما شرع بأصله دون وصفه‪ .‬مثاله ‪ :‬بيع صاع من قمح بصاعين منه؛ فالبيع مشروع‬
‫وهو األصل ولكن الزيادة أي الربا غير مشروع وهو الوصف‪ .‬فإن طرح الزيادة صح البيع‪.‬‬
‫الباطل ‪ :‬ما لم يشرع بأصله و ال بوصفه‪ .‬مثاله ‪ :‬بيع المالقيح (وهو ما في بطن الناقة)‪.‬‬

‫القسم السادس ‪ :‬الرخصة و العزيمة‬

‫أوال‪ .‬الرخصة‬
‫‪ .1‬تعريف الرخصة‬
‫لغة ‪ :‬التيسير و التسهيل‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬ما شرع من األحكام لعذر خالف حكم سابق مع قيام السبب المحرم‪.‬‬

‫‪ .2‬أقسام الرخصة‬
‫‪ .1‬رخصة واجبة‬
‫مثالها ‪ :‬أكل الميتة للمضطر‪.‬‬
‫‪ .2‬رخصة مندوبة‬
‫مثالها ‪ :‬قصر الصالة في السفر بشروطه‪.‬‬
‫‪ .3‬رخصة مباحة‬
‫مثالها ‪ :‬تعجيل الزكاة‬
‫‪ .4‬رخصة خالف األولى‬
‫مثالها ‪ :‬اإلفطار في السفر عند عدم التضرر بالصوم‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬العزيمة‬
‫‪ .1‬تعريف العزيمة‬
‫لغة ‪ :‬القصد المؤكد‪.‬‬
‫يعارض بدليل شرعي آخر‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬الحكم الشرعي الثابت بدليل لم َ‬

‫‪.2‬أقسام العزيمة‬
‫‪ .1‬فريضة إن كان الدليل مقطوعا به‬
‫مثالها ‪ :‬ترك أكل الميتة‪.‬‬
‫‪ .2‬واجب إن دخل في الدليل شبهة‬
‫مثالها ‪ :‬ترك أكل الضب‬
‫‪ .3‬سنة و نفل إن كان الدليل دون الواجب‬
‫مثالها ‪ :‬ترك ما قيل فيه ‪ :‬ال بأس به‬

‫‪ .3‬أقسام العزيمة عند البيضاوي‪.‬‬


‫‪ .1‬اإليجاب‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬وجوب الصالة و الزكاة‪.‬‬
‫‪ .2‬الندب‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬صالة الضحى‪.‬‬
‫‪ .3‬التحريم‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬تحريم الزنا و شرب الخمر‪.‬‬
‫‪ .4‬الكراهة‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬الصالة في مرابض اإلبل‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلباحة‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬الاألكل و الشرب‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪15‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫المحكوم به و المحكوم عليه (ص ‪)39 -46‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المحكوم به‬
‫‪.1‬مفهوم المحكوم به‬
‫المحكوم به ‪ :‬هو الفعل المكلف به‪ ،‬أي الذي تعلق به حكم الشارع‪.‬‬
‫يسمي أيضا "المحكوم فيه"‬

‫‪.2‬شروط المحكوم به‬


‫‪ .1‬أن يكون معلوم الحقيقة للمكلف؛ حتى يأتي به على وجه المطلوب‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون معدوما من حيث هو يمكن حدوثه ؛ ألن إيجاد الموجود تحصيل الحاصل‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون حاصال بكسب العبد‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يكون تكليفا بالفعل‪.‬‬
‫‪ .5‬أن يكون مقدورا للمكلف ‪ ،‬فال يصح التكليف بما ليس مقدورا له أي التكليف بالمحال أو التكليف بما ال يطاق‪.‬‬

‫‪.3‬الفرق بين التكليف با لمحال و التكليف المحال‬


‫التكليف بالمحال ‪ :‬ما كان التكليف فيه راجعا إلى الفعل المأمور به‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬حمل الجبل أو صوم دهر‬
‫التكليف المحال ‪ :‬ما كان التكليف فيه راجعا إلى المكلف نفسه‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬تكفيل الغافل و المجنون‪ ،‬و هذا ال يجوز التكليف به‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المحكوم عليه‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم المحكوم عليه‬


‫المحكوم عليه ‪ :‬المكلف الذي تعلق به التكليف‪.‬‬

‫‪ .2‬شروط المحكوم عليه‬


‫‪ .1‬الحياة ‪ ،‬فالميت ال يكلف‪.‬‬
‫‪ .2‬كونه من الثقلين (اإلنس و الجن) و المالئكة‪ ،‬فال تكليف على البهائم و الجمادات‪.‬‬
‫‪ .3‬البلوغ‪ ،‬فالصبي ال يكلف؛ لقصور فهمه عن إدراك معانى الخطاب‪.‬‬
‫‪ .4‬العقل‪ ،‬فالمجنون ال يكلف إجماعا‪.‬‬
‫‪ .5‬الفهم‪ ،‬فاإلتيان بالفعل على سبيل القصد و اإلمتثال يتوقف على على العلم به‪،‬وال يتحقق ذلك إال بالفهم‪.‬‬
‫و لذا يمتنع تكليف الغافل ‪ :‬كالنائن و الناسي و السكران‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلختيار‪ ،‬فيمتنع تكليف الملجأ‪.‬‬
‫‪ .7‬علم المخاطب بكونه مأمورا قبل زمان اإلمتثال‪.‬‬

‫‪.3‬تكليف الكفار‬
‫تحرير محل النزاع ‪:‬‬
‫محل اإلتفاق ‪ :‬ال خالف بين العلماء في أن الكفار مخاطبون بأصول الشريعة أي بأمر اإليمان‪.‬‬
‫محل اإلختالف ‪ :‬هل مخاطبون بفروع الشريعة كالصلة و الصيام و الزكاة ؟‬
‫أصول الفقه | ‪16‬‬
‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫‪ -‬اتفق األصوليون على جوازه عقال‪.‬‬


‫‪ -‬اختلفوا في جوازه شرعا ‪:‬‬
‫‪ .1‬ذهب لجمهور ‪ :‬أنهم مخاطبون بفروع الشريعة مطلقا في األوامر و النواهي بشرط تقدم بخطاب اإليمان‪.‬‬
‫‪ .2‬بعض الحنفية و المعتزلة ‪ :‬أنهم غير مكلفين بها‪.‬‬
‫‪ .3‬قوم ‪ :‬فرق بين األمر و النهي‪ ،‬و قالوا ‪ :‬إنهم مكلفون بالنواهي دون األوامر‪.‬‬
‫أثر تكليف الكفار في األحكام ‪:‬‬
‫إذا جوزنا للكافر دخول المساجد ‪-‬إما مطلقا‪ ،‬أو لمصلحة‪ ،‬أو بإذن مسلم‪ ،‬أو بإذن مسلم لمصلحة‪ -‬فلو كان جنبا فهل يجوز ؟‬
‫في المسألة وجهان بناهما بعضهم على المخاطبة بالفروع و عدمها‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫داللة األلفاظ على الحكم (ص ‪)83-60‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬داللة الخطاب على الحكم عند غير الحنفية‬
‫أوال‪ .‬تقسيم اللفظ المفرد‬
‫التقسيم األول ‪ :‬ماتحد اللفظ و المعنى‬
‫‪ -‬إما أن يمنع الشركة فيه (ال َعلم) كزيدز‬
‫‪ -‬إن لم يمنع الشركة فيه و يستوي في محاله (المتواطئ) كالرجل فهو متوافق في زيد و عمرو‪.‬‬
‫‪ -‬إن لم يمنع الشركة فيه و لم يستو في محاله (المشكك) كالنور إلى السراج و الشمس‪.‬‬
‫التقسيم الثاني ‪ :‬ما تعدد اللفظ و تعدد المعنى‬
‫‪ -‬األلفاظ المتباينة (المتباينة) كاإلنسان و الفراس‪.‬‬
‫التقسيم الثالث ‪ :‬ما تعدد اللفظ و اتحد المعنى‬
‫‪ -‬األلفاظ المترادفة (المترادفة) كالقمح و البر و الحنطة‪.‬‬
‫التقسيم الرابع ‪ :‬ما اتحد اللفظ و تعدد المعنى‬
‫باعتبار وضع اللفظ للمعنى و استعماله‬
‫‪ -‬ما وضع لكل معانيه (المشترك) كالعين تقال للعين الباصرة‪ ،‬و العين الجارية‪ ،‬و على الجاسوس‪.‬‬
‫‪ -‬ما وضع لمعنى (الحقيقة) كاألسد بمعنى حيوان مفترس‬
‫‪ -‬ما وض ع لمعنى ثم استعمل في غيره و لم يترك األول أي الحقيقة (المجاز) كاألسد بمعنى رجل شجاع‬
‫‪ -‬ما وضع لمعنى ثم استعمل في غيره و يترك األول أي الحقيقة (المنقول) كالصيام لغة بمعنى اإلمساك‬
‫(المنقول عنه) و نقله الشرع بمعنى اإلمساك عن شهواتى البطن و الفرج (المنقول إليه)‪.‬‬
‫باعتبار داللته على كل واحد من المعاني‬
‫‪ -‬داللته على كل واحد من المعاني على السوية (المجمل)‬
‫‪ -‬داللته على بعض المعاني أرجح فالطرف الراجح ( ظاهر) و الطرف المرجوح (مؤول)‬
‫فالمشترك بين المجمل و المؤول ( المتشابه ) ‪ :‬داللته لم تتضح على معناه‪.‬‬
‫والتقسيملت الثالثة األول تسمى (نصوصا) ‪ :‬ألن لكل لفظ منها فردا معينا ال يحتمل غيره‪.‬‬
‫فالمشترك بين النص و الظاهر (المحكم) ‪ :‬داللته تتضح على معناه‪.‬‬
‫خالصة التعريف كل مصطلح من مصطالحات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬المشترك ‪ :‬اللفظ الموضوع لكل واحد من معنيين فأكثر‪ ،‬نحو ‪ :‬العين‪.‬‬
‫‪ .2‬المتواطئ ‪ :‬اللفظ الموضوع لمعنى كلي مستو في محله‪ ،‬نحو ‪ :‬الرجل‪.‬‬
‫‪ .3‬المشكك ‪ :‬اللفظ الموضوع لمعنى كلي مختلف في محاله‪ ،‬نحو ‪ :‬النور‪.‬‬
‫‪ .4‬المترادفة ‪ :‬األلفاظ الكثيرة لمعنى واحد‪ ،‬نحو ‪ :‬القمح و البر و الحنطة‪.‬‬
‫‪ .5‬المتباينة ‪ :‬األلفاظ الموضوع كل واحد منها لمعنى‪ ،‬نحو ‪ :‬اإلنسان و الفرس‪.‬‬
‫‪ .6‬النص ‪ :‬قيل ‪ :‬ما دل على معنى قطعا و ال يحتمل غيره قطعا ‪ :‬أسماء األعداد‪( .‬عند األصوليين)‪.‬‬
‫قيل ‪ :‬ما دل على معنى قطعا و إن حتمل غيره ‪ :‬صيغ الجموع في العموم‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪17‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫قيل ‪ :‬ما دل على معنى كيف كان (عند الفقهاء)‪.‬‬


‫‪ .7‬الظاهر ‪ :‬المتردد بين احتمالين فأكثر و هو في أحدهما أرجح‪.‬‬
‫‪ .8‬المحكم ‪ :‬هو الذي تتضح داللته على معناه‪.‬‬
‫‪ .9‬المتشابه ‪ :‬هو اللفظ الذي لم تتضح داللته على معناه‪.‬‬
‫‪ .10‬المجمل ‪ :‬المتردد بين احتمالين على السواء‪ ،‬نحو ‪ :‬القرء‪.‬‬
‫‪ .11‬المؤول ‪ :‬هو المتردد بين احتمالين و هو في أحدهما مرجوح‪.‬‬
‫ثانيا‪.‬المنطوق و المفهوم‪.‬‬
‫األول‪.‬المنطوق‬
‫‪ .1‬تعريف المنطوق‬
‫لغة ‪ :‬اسم مفعول من "نطق" أي تكلم‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬ما دل عليه اللفظ في محل النطق‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى (فال تقل لهما عف)؛ فإن اللفظ في محل النطق يدل على تحريم التأفيف في حق الوالدين‪.‬‬
‫‪.2‬أقسام المنطوق‬
‫‪ .1‬المنطوق الصريح‬
‫ما وضع اللفظ له‪ ،‬فيدل عليه بالمطابقة (داللة اللفظ على مسماه) أو التضمن (داللة اللفظ على جزء مسماه)‪.‬‬
‫‪ .2‬المنطوق غير الصريح‬
‫ما لم يوضع اللظ له‪ ،‬بل ما يلزم مما وضع له‪ ،‬فيدل على اإللتزام (داللة اللفظ على الزم مسماه)‪.‬‬
‫ينقسم المنطوق غير الصريح إلى ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬داللة إقتضاء‬
‫اقتضاء الكالم تقدير كلمة في الكالم تصحيحا لمعناه شرعا أو عقال‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قول الرسول (رفع عن أمتي الخطأ و النسيان و ما ستكرهوا عليه) أي رفع المؤاخذةعلى ذلك؛‬
‫الن رفع الثالث لحقيقة ال يقع‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬داللة إيماء و تنبيه‬
‫أن يكون الكالم داال على علة الحكم كما يدل على المعنى صريحا‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬حديث (من مس ذكره فاليتوضأ) لمس الذكر من علة نواقض الوضوء‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬داللة إشارة‬
‫داللة اللفظ على الزم ما وضع له لكن غير مقصود ألن حصوله بالتبعية‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى (وحمله و فصاله ثالثون شهرا) مع قوله تعالى (وفصاله في عامين) إشارة إلى أن‬
‫أقل مدةالحمل ستة أشهر‪.‬‬
‫الثاني‪ .‬المفهوم‬

‫‪.1‬تعريف المهوم‬
‫لغة ‪ :‬اسم مفعول من "فهم" أي الصورة الذهنية‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬ما دل عليه اللفظ ال في محل النطق‪.‬‬

‫‪.2‬أقسام المفهوم‬
‫‪ .1‬مفهوم المواقة‬
‫أن يكون المسكوت موافقا للمنطوق في الحكم‪.‬‬
‫ينقسم مفهوم الموافقة إلى قسمين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬فحوى الخطاب‬
‫إذا كان المسكوت أولى بالحكم من المنطوق‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى (فال تقل لهما أف و ال تنهرهما)‪ ،‬فإنه دل على تحريم الضرب؛ ألنه أولى بالحكم‬
‫من المنطوق‪ ،‬وهو من قبيل التنبيه با األدنى إلى األعلى‪ ،‬وما يفهم منه قطعا (دل على تحريم التأفيف)‬
‫يسمى "فحوى الكالم"‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬لحن الخطاب‬

‫أصول الفقه | ‪18‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫إذا كان المسكوت مساويا للحكم في المنطوق‪.‬‬


‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا)‬
‫فإن إحراق مال اليتيم مساو ألخذه و أكله و إتالفه‪.‬‬
‫‪ .2‬مفهوم المخالفة‬
‫أن يكون المسكوت عنه مخالفا للمنطوق في الحكم إثباتا و نفيا‪ ،‬و يسمى "دليل الخطاب"‪.‬‬
‫ينقسم مفهوم المخالفة إلى عشرة أنواع ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬مفهوم الصفة‬
‫مثاله ‪ :‬قول الرسول ‪( :‬في سائمة الغنم زكاة) فإنه يفيد إثبات الزكاة في السائمة مطلقا منطوقا‪ ،‬كما ينفي إثباتها‬
‫عن المعلوفة مفهوما للمخالفة‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬مفهوم الغاية‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى ‪( :‬ثم أتموا الصيام إلى الليل) و لذا ال يكون الصوم تاما إال باإلمساك إلى غروب الشمس‪،‬‬
‫فإن أفطر قبله فال صيام له‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬مفهوم العدد‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى ‪( :‬فاجلدوهم ثمانين جلدة)‪ ،‬فال يجوز الزيادة عن هذا العدد أو نقصانه‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬مفهوم الشرط‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى ‪( :‬و إن كن أولت حمل فأنفقوا عليهن) وعليه فغير الحامل ال يجب اإلنفاق عليها‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬مفهوم الحصر‬
‫مثاله ‪ :‬قول الرسول ( إنما المء من ماء) يجب الغسل عند رؤية المني‪ ،‬فإذا لم ير الماء أي المني فال غسل‬
‫عليه‪.‬‬
‫السادس ‪ :‬مفهوم اإلستثتاء‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى ‪( :‬إال الذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا فإن هللا غفور رحيم) فإذا لم يتوبوأ فال يكونون‬
‫أهال للعفو و المغفرة‪.‬‬
‫السابع ‪ :‬مفهوم العلة‬
‫مثاله ‪:‬قول الرسول ‪ ( :‬كل مسكر حرام) تحليل غير المسكر‪.‬‬
‫الثامن ‪ :‬مفهوم المكان‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى ‪ ( :‬و أنتم عاكفون في المساجد)‪ ،‬فال يجوز اإلعتكاف في غير المسجد‪.‬‬
‫التاسع ‪ :‬مفهوم الزمان‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى (قم الليل) فال يكون قياما بالنهار‪.‬‬
‫العاشر ‪ :‬مفهوم اللقب‬
‫مثاله ‪ :‬قول الرسول (في البر صدقة)‪ ،‬ويفهم منه مخالفة أنه ال صدقة في الشعير و الذرة و غيرهما من‬
‫الحبوب‪ ،‬و هذا لم يقله أحد من الفقهاء‪ ،‬و لذا اتفقوا على عدم اإلحتجاج بمفهوم المخالفة في اللقب؛‬
‫ألنه ال يقصد بذكره تقييد و ال تخصيص و ال احتراز عما عداه‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬داللة الخطاب على الحكم عند الحنفية‬

‫التقسيم ااألول ‪ :‬تقسيم اللفظ من حيث ظهور معناه و وضوح داللته‬


‫أن اللفظ إن دل على المراد منه بنفس صيغته من غير توقف على أمر خارجي‪:‬‬
‫‪ -‬إن كان يحتمل التأويل والمراد منه ليس هو المقصود أصالةً من سياقه سمي ( الظاهر)‬
‫‪ -‬إ ن كان يحتمل التأويل والمراد منه هوالمقصود أصالةً من سياقه سمي (النص)‬
‫‪ -‬إن كان ال يحتمل التأويل ويقبل حكمه النسخ سمي (المفسر)‬
‫‪ -‬إ ن كان ال يحتمل التأويل وال يقبل حكمه النسخ سمي (المحكم)‬
‫التأويل ‪ :‬صرف اللفظ عن ظاهره بدليل‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬تخصيص العموم ‪ ،‬وتقييد المطلق ‪ ،‬ودخول االستثناء ‪.‬‬
‫أما تخصيص العموم ‪ :‬قوله تعالى ‪( :‬والمطلقت يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء) ؛‬
‫فهذا عام في كل مطلقة أن تعتد بثالثة قروء‪ ،‬مع قوله تعالى‬
‫(وأولت االحمال أجلهن أن يضعن حملهن)؛ فهذا خاص باحامل‪،‬‬

‫أصول الفقه | ‪19‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫فعدتها وضع حملها‪ ،‬وهذا تخصيص لعموم اآلية األولى‪.‬‬


‫أما تقييد المطلق ‪ :‬قوله تعالى (حرمت عليكم الميتة و الدم ‪)...‬؛ فهذا مطلق الدم يحرم ‪،‬‬
‫مع قوله تعالى (أو دما مسفوحا) ؛ فهذا تقييد إلطالق الدم ؛ فيحرم الدم المسفوح‪.‬‬
‫أما اإلستثناء ‪ :‬قوله تعالى (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إال ما اضطررتم إليه) ؛ فهذا االستثناء أباح‬
‫أكل الميتة للمضطر‪.‬‬

‫خالصة التعريف كل قسم مع التمثيل ‪:‬‬


‫الظاهر ‪ :‬وهو اسم لكل كالم ظهر المراد به للسامع بصيغته‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى (وأحل هللا البيع و حرم الربا) ؛ فهو ظاهر في إحالل كل بيع وتحريم كل ربا‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬وجوب العمل بالذي ظهر منه‪.‬‬
‫النص ‪ :‬ما ازداد وضوحا على الظاهر بمعنى من المتكلم ال من نفس الصيغة‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى ‪( :‬وأحلل هللا البيع و حرم الربا) فهو نص على نفي المماثلة بين البيع والربا ‪،‬‬
‫وهو المقصود أصالةً من النص‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬وجوب العمل بما وضح على احتمال تأويل هو في حيز المجاز‪.‬‬
‫المفسر ‪ :‬ما ظهر المراد به من اللفظ ببيان من قبل المتكلم بحيث ال يبقى معه احتمال التأويل والتخصيص ‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى (فسجد المالئكة كلهم أجمعون) فالمالئكة اسم ظاهر عام ‪ ،‬ولكنه يحتمل التخصيص وهو سجود‬
‫بعض المالئكة‪ ،‬ولما فسر بقوله تعالى (كلهم) انقطع هذا اإلحتمال‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬وجوب العمل به على احتمال النسخ ‪.‬‬
‫المحكم ‪ :‬ما أحكم المراد به عن إحتمال النسخ و التأويل‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى (وهللا بكل شيء عليم) النه نص في مضمونه لم يحتمل التأويل والنسخ ؛ إذ هو من باب العقائد‬
‫في بيان التوحيد والصفات‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬وجوب العمل به من غير احتمال التأويل و النسخ‪.‬‬
‫أثر هذا التقسيم‬
‫يظهر أثر هذا التقسيم عند التعارض بين هذه األقسام األربعة ؛ ليترجح األقوى على غيره‪:‬‬
‫‪ .1‬المحكم يقدم على الجميع‬
‫‪ .2‬المفسر يقدم على النص و الظاهر‬
‫‪ .3‬النص يقدم على الظاهر‬
‫‪ .4‬الظاهر‬

‫التقسيم الثاني ‪ :‬تقسيم اللفظ من حيث خفاء معناه‬


‫أن اللفظ غير الواضح ‪:‬‬
‫‪ -‬إن كان يزال خفاؤه بالبحث واإلجتهاد فهو (الخفي) أو (المشكل)‬
‫‪ -‬إن كان ال يزال خفاؤه إال با إلستفسار من الشارع نفسه فهو (المجمل)‬
‫‪ -‬إ ن كان ال سبيل إلى إزالة خفائه أصال فهو (المتشابه)‬
‫خالصة التعريف كل قسم مع التمثيل ‪:‬‬
‫الخفي ‪ :‬اسم لما اشتبه معناه وخفي المراد منه بعارض في الصيغة يمنع نيل المراد بها إال بالطلب‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬انطباق لفظ السارق على الطرار (من يأخذ المال من اليقظان في غفلة منه ) والنباش‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬النظر فيه ليعلم أن اختفاءه لمزية أو نقصان ‪ ،‬فيظهر المراد ‪ :‬كآية السرقة في حق الطرار والنباش‬
‫المشكل ‪ :‬اسم لما يشتبه المراد منه بدخوله في أشكاله على وجه ال يعرف المراد إال بدليل يتميز به من بين سائر األشكال‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى (والمطلقت يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء) فإن القرء يحتمل الطهر والحيض‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬اعتقاد الحقية فيما هو المراد به ‪ ،‬ثم اإلقبال على الطلب ‪ ،‬والتأمل فيه إلى أن يتبين المراد‪.‬‬
‫المجمل ‪ :‬ما ازدحمت فيه المعاني واشتبه المراد اشتباها ال يدرك بنفس العبارة‪ ،‬بل الرجوع إلى اإلستفسار ثم الطلب ثم التأمل‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬ألفاظ الصالة والزكاة والصيام ونحوها‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬اعتقاد الحقية فيما هو المراد ‪ ،‬والتوقف فيه إلى أن يتبين المراد ببيان المجمل ‪.‬‬
‫المتشابه ‪ :‬اسم لما انقطع رجاء معرفة المراد منه لمن اشتبه فيه عليه‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬أوائل السور (الحروف المقطعة)‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪20‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫حكمه ‪ :‬اعتقاد الحقية والتسليم بترك الطلب‪.‬‬


‫الخفاء على المراتب ‪:‬‬
‫‪ .1‬الخفي‬
‫‪ .2‬المشكل‬
‫‪ .3‬المجمل‬
‫‪ .4‬المتشابه‬

‫وأقسام دال لة اللفظ باعتبار الخفاء تقابل أقسام اللفظ من حيث الظهور‬
‫‪ .1‬الخفي يقابل الظاهر‬
‫‪ .2‬المشكل يقابل النص‬
‫‪ .3‬المجمل يقابل المفسر‬
‫‪ .4‬المتشابه يقابل المحكم‬

‫التقسيم الثالث ‪ :‬تقسيم اللفظ من حيث استعماله في المعنى‬


‫األول ‪ :‬الحقيقة‬
‫كل لفظ أريد به ما وضع له‪.‬‬
‫أقسامها ثالثة ‪:‬‬
‫‪ -‬حقيقة شرعية ‪ :‬استعمال اللفظ في المعنى الموضوع له في الشرع‬
‫مثالها ‪ :‬الصالة ‪ ،‬وهي األقوال واألفعال المفتتحة بالتكبير‪ ،‬و المختتمة بالتسليم بشرائط‬
‫مخصوصة‪.‬‬
‫حقيقة لغوية ‪ :‬استعمال اللفظ في المعنى الموضوع له لغة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مثالها ‪ :‬الصالة لغة بمعنى الدعاء‪.‬‬
‫حقيقة عرفية ‪ :‬استعمال اللفظ في المعنى المستعمل في أعراف كل فن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مثالها ‪ :‬الرفع و النصب عند النحاة‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬المجاز‬
‫استعمال اللفظ في غير ما وضع له مع العالقة أو المناسبة بينهما‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬رأيت أسدا في الفصل‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬الصريح‬
‫ما ظهر المراد به ظهورا بينا‪ ،‬حقيقة كان أو مجازا‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬أنت حر و أنت طالق‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬الكناية‬
‫اللفظ الذي يكون المراد به مستورا إلى أن يثبت بالدليل ‪.‬‬
‫وال يثبت حكم الكناية إال بالنية أو ما يقوم مقامها من داللة الحال‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬قوله لزوجته "أنت حرام علي" أو "أنت بائن"‪.‬‬

‫التقسيم الرابع ‪ :‬تقسيم اللفظ باعتبار داللة النص على الحكم‬


‫األول ‪ :‬عبارة النص‬
‫ما سيق الكالم له و أريد به قصدا‪.‬‬
‫مثالها‪ :‬قوله تعالى (و أحل هللا البيع و حرم الربا) فالمقصود أصالة من النص بيان أت البيع ليس مثل الربا‪ ،‬ردا على‬
‫قولهم (إنما البيع مثل الربا) والمقصود تبعا إحالل البيع و تحريم الربا‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬إشارة النص‬
‫العمل بما ثبت بنظم الكالم ‪ ،‬لكنه غير مقصود وال سيق الكالم له‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬قوله تعالى ( وعلى المولود له رزقهن و كسوتهن بالمعروف) فالمفهوم من عبارة النص أن النفقة واجبة على‬
‫األباء ‪ ،‬والمفهوم من إشارته أن األب ال يشاركه أحد في وجوب النفقة لولده عليه‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬داللة النص‬
‫المعنى الذي يفهم من روح اللفظ و معقوله‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬قوله تعالى (فال تقل لهما أف) فعبارة النص حرمت التأفيف‪ ،‬ومعقوله و روحه يدل على تحريم ما هو أكثر من‬
‫أصول الفقه | ‪21‬‬
‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫التأفيف ‪ :‬كالضرب من باب أولى‪.‬‬


‫الرابع ‪ :‬اقتضاء النص‬
‫داللة المنطوق على ما يتوقف صحته عليه عقال أو شرعا ‪ ،‬أي المعنى الذي ال يستقيم الكالم إال بتقديره‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى (حرمت عليكم أمهتكم) أي زواجهن‪.‬‬
‫مراتب أقوى الدالالت في هذا التقسيم ‪:‬‬
‫‪ .1‬عبارة النص ‪ .2‬إشارة النص ‪ .3‬داللة النص ‪ .4‬اقتضاء النص‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬األمر و النهي‬


‫أوال‪ .‬األمر‬
‫‪.1‬تعريف األمر‬
‫لغة ‪ :‬ما يطلب به حصول شيء بعد زمان التكلم‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬طلب الفعل بالقول على سبيل االستعالء‪.‬‬

‫‪.2‬صيغ األمر‬
‫‪ .1‬صيغة (افعل)‪ ،‬قوله تعالى (يايها الذين ءامنوا اركعوا و اسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)‪.‬‬ ‫ْ‬
‫‪ .2‬المضارع المقترن بالم األمر‪ ،‬قوله تعالى ( ِليُ ْنف ِْق ذ ُ ْو َ‬
‫سعَ ٍة م ِْن سَعَت ِٖه(‪.‬‬
‫‪ .3‬اسم فعل األمر‪ ،‬قوله تعالى ( َمكَانَكُ ْم ا َ ْنت ُ ْم َوش َُرك َۤا ُؤكُ ْم) أي الزموا مكانكم‪.‬‬
‫ب) أي فاضربوا القاب ضربا‪.‬‬ ‫الر َقا ِ‬
‫ب ِ‬ ‫ض ْر َ‬ ‫‪ .4‬المصدر الدال على الطلب‪ ،‬قوله تعالى (فَ ِاذَا لَ ِق ْيت ُ ُم الَّ ِذيْنَ َكف َُر ْوا فَ َ‬
‫ضعْنَ ا َ ْو َالدَه َُّن) أي ليرضعن أوالدهن‪.‬‬ ‫‪ .5‬الجملة الخبرية التي تضمنت أمرا‪ ،‬قوله تعالى ( َو ْال َوا ِل ٰدتُ ي ُْر ِ‬

‫‪.3‬موجب ضيغة األمر‬


‫األول ‪ :‬تعريف موجب صيغة األمر‬
‫موجب صيغة األمر‪/‬مقتضى األمر ‪ :‬ما تستلزمه ضيغة األمر ألواردة من الشرع في الكتاب أو السنة‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أنواع موجب صيغة األمر‬


‫محل اإلتفاق بين العلماء على موجب صيغة األمر ‪:‬‬
‫‪ .1‬إذا ورد األمر ومعه قرينة على الوجوب حمل على الوجوب‪ ،‬قوله ‪" :‬اكتب و إال عاقبتك" ؛ فالكتابة هنا واجبة ؛ ألن‬
‫العقاب على الترك أمارة الوجوب‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا ورد األمر ومعه قرينة على الندب حمل على الندب ‪ ،‬قوله ‪" :‬اكتب فالكتابة خير لك" فالكتابة هنا مندوبة؛لقرينة‬
‫الخير‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا ورد األمر ومعه قرينة على اإلباحة حمل على اإلباحة‪ ،‬قوله ‪" :‬اكتب إن شئت" فالكتابة هنا مباحة ؛ لقرينة‬
‫"إن شئت" الدالة على التخيير و اإلباحة‪.‬‬

‫محل اإلختالف بين العلماء على موجب صيغة األمر ‪:‬‬


‫ٰ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ٰ‬ ‫ٰ‬
‫صلوة َ َواتوا الزكوة َ) فهل‬ ‫في األمر المطلق عن القرائن ‪ -‬نحوقوله ‪ ":‬اكتب هذا الدرس "‪ ،‬و من هذا القبيل قوله تعالى ( َواَقِ ْي ُموا ال َّ‬
‫يحمل على الوجوب أم الندب أم غيرهما ؟‬
‫‪ .1‬المذهب األول ‪ :‬الجمهور‬
‫أنه حقيقة في الوجوب ‪ ،‬مجاز فيما عداه‪.‬‬
‫‪ .2‬المذهب الثاني ‪ :‬عامة المعتزلة‬
‫أنه حقيقة في الندب‪.‬‬
‫‪ .3‬المذهب الثالث ‪ :‬اإلمام الماتريدي‬
‫أنه حقيقة في القدر المشترك بين الوجوب والندب ‪ ،‬وهو الطلب‪.‬‬

‫والراجح ‪ :‬أن األمر المطلق مقتضاه أو موجبه هو الوجوب ‪ ،‬وهو ما على أصحاب المذهب األول وهم الجمهور‪.‬‬
‫أدلتهم ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬الدليل األول ‪ :‬قوله تعالى ( َما َمنَعَكَ اال ت َ ْس ُجدَ اذ ا َم ْرتكَ )‬

‫أصول الفقه | ‪22‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫وجه الداللة ‪ :‬أن إبليس لما رفض امتثال األمر بالسجود و نجاه ربه و طرده من الجنة‪،‬‬
‫فدل ذلك على أن األمر للوجوب؛وإال لما استحق إبليس العقوبة بتركه اإلمتثال‪.‬‬
‫الدليل الثاني ‪ :‬قوله تعالى ( َواِذَا قِيْلَ لَ ُه ُم ْ‬
‫ار َكعُ ْوا َال َي ْر َكع ُ ْونَ )‬ ‫‪-‬‬
‫وجه الداللة ‪ :‬أن هللا تعالى ذم غير المتمثلين لألمر بالركوع الذي هو جزء من‬
‫الصالة‪،‬فهو من باب إطالق الجزء و إرادة الكل‪ ،‬و الذم ال يكون إال على ترك‬
‫واجب ‪ ،‬فدل ذلك على أن األمر بالركوع واجب‪ ،‬ولواله لما استحقوا الذم‪.‬‬

‫‪.4‬األمر بعد الحظرأو التحريم‬


‫اختلف األلصوليون في األمر الوارد بعد الحظر‪.‬‬
‫غي َْر‬
‫طاد ُْوا) ورد بصيغة األمر لإلصطياد بعد تحريم اإلصطياد قبل التحلل بمقتضى قوله ( َ‬ ‫ص َ‬‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى ( َواِذَا َحلَ ْلت ُ ْم فَا ْ‬
‫ص ْي ِد َوا َ ْنت ُ ْم ُح ُرم )‪ ،‬فهل يكون واجبا أم غيره ؟ اختلف األصوليون ‪:‬‬ ‫ُمحِ لِى ال َّ‬
‫‪ .1‬المذهب األول ‪ :‬أكثر المتكلمين ‪ ,‬بعض الحنفية‪.‬‬
‫أنه للوجوب‪.‬‬
‫‪ .2‬المذهب الثاني ‪ :‬أكثر الفقهاء و الشافعي ‪ ،‬و مالك و أحمد و جمهور الحنابالة‪.‬‬
‫أنه لإلباحة‪.‬‬
‫‪ .3‬المذهب الثالث ‪ :‬قوم‬
‫أنه للندب‪.‬‬
‫‪ .4‬المذهب الرابع ‪ :‬فريق‬
‫أن األ مر يرجع إلى ما كان عليه قبل الحظر ‪ :‬فإن كان قبله واجبا كان بعد الحظر واجبا‪ ،‬وإن كان مندوبا فهو فهو‬
‫كذلك‪ ،‬أو مباحا فكذلك‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬أن األمر يرجع إلى ما كان عليه قبل الحظر وهو المذهب الرابع‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬في المثال الذي معنا كان صيد البر حاالل قبل اإلحرام ‪ ،‬ولذا فإنه بعد التحلل يعود إلى ما كان عليه‬
‫من اإلباحة و الحل‪.‬‬
‫‪.5‬األمر المعلق على شرط أو صفة‬
‫هل يتكرر األمر بتكرره أم ال؟‬
‫محل اإلتفاق بين األصوليين ‪:‬‬
‫األمر المعلق على شرط أو صفة إذا ثبت أنهما علة في األمر فإن األمرحينئذ يتكرر بتكرره ‪.‬‬
‫ط َّه ُر ْوا ) فالجنابة شرط للطهارة‪ ،‬فتكرر الطهارة بتكرر الجنابة‪.‬‬ ‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى ( َوا ِْن كُ ْنت ُ ْم ُجنُبًا فَا َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الزان ِْي َفاجْ ِلد ُْوا ك َواحِ ٍد مِ ن ُه َما مِائَة َجلدَةٍ)فالزنا صفة يقوم عليها الحكم‪ ،‬ويتكرر الجلد بتكررها‪.‬‬
‫لَّ‬ ‫لزانِيَةُ َو َّ‬ ‫قوله تعالى (ا َ َّ‬
‫محل اإلختالف بين األصوليين ‪:‬‬
‫األمر المعلق على شرط أو صفة إذا لم يثبت كون الشرط أو الصفة علة في نفس األمر أو الحكم‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬اإلستطاعة للحج ؛ فإنها شرط فيه ‪ -‬فهل يتكرر الحج بتكررها ؟ فاختلف األصوليون ‪:‬‬
‫‪ .1‬المذهب األول ‪ :‬الفقهاء و األصوليون‬
‫أنه ال يقتضي التكرار ال لفظا و ال قياسا‪.‬‬
‫‪ .2‬المذهب الثاني ‪ :‬اإلمام الرازي‬
‫ال يقتضي التكرار من جهة اللفظ و يقتضيه قياسا‪.‬‬
‫‪ .3‬المذهب الثالث ‪ :‬فرق بعضهم بين الشرط و الصفة؛ فجعله مقتضيا للتكرار إذا كان األمر المعلق بالشرط و ال يكون‬
‫مقتضيا للتكرار إذا كان األمر المعلق بالصفة‪.‬‬

‫‪.6‬أثر األوامر في األحكام‬


‫القواعد األصولية في االمر تفرع فروع كثيرة‪ ،‬نكتفي منها بهذا الفرع ‪:‬‬

‫النظر إلى المخطوبة‬


‫هذا الفرع مبني على قاعدة األمر بعد الحظر‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪23‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫أصله ‪ :‬حديث عن جابر (إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل) فاألمر الوارد في‬
‫النص هو (فليفعل) أي فالينظر‪ ،‬وهو أمر بالنظر إلى المخطوبة‪ ،‬وهو ورد بعد حظر؛ ألن المخطوبة بالنسبة للخاطب تعد‬
‫أجنبية‪ ،‬و النظر إليها حرام بمقتضى قوله تعالى (قُلْ ِلِّ ْل ُمؤْ مِ نِيْنَ يَغُض ُّْوا مِ ْن ا َ ْب َ‬
‫ص ِار ِه ْم)‪.‬‬

‫اختلف الفقهاء في حكم النظر إلى المخطوبة على أقوال ‪:‬‬


‫‪ .1‬القول األول ‪ :‬الجمهور‬
‫أن النظر إليها مباح‪.‬‬
‫‪ .2‬القول الثاني ‪ :‬المالكية و الصحيح عند الشافعية‬
‫أن النظر إليها إلى المندوب‪.‬‬
‫‪ .3‬القول الثالث ‪ :‬الطحاوي‬
‫أن النظر إلى المخطوبة ال يجوز‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬أن النظر إليها مندوبة و هو القول الثاني ؛ لوجود القرينة المرغبة للنظر إلى المخطوبة في حديث آخر (انظر‬
‫إليها ؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) أي دوام العشرة و األلفة بين الزوجين‪.‬‬

‫موضع النظر ‪:‬‬


‫‪ .1‬ذهب الجمهور ‪ :‬جواز النظر إلى الوجه ألنه يدل على الجمال و الكفين ألنهما يدل على خصوبة البدن‪.‬‬
‫‪ .2‬ذهب أبو حنيفة ‪ :‬جواز النظر إلى القدمين مع الوجه و الكفين‪.‬‬
‫‪ .3‬ذهب األوزاعي ‪ :‬ينظر إلى مواضع اللحم‪.‬‬
‫‪ .4‬ذهب داود ‪ :‬ينظر إلى جميع بدنها‪.‬‬
‫‪ .5‬رواية عن اإلمام أحمد ‪ :‬ينظر إلى الوجه‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬النهي‬
‫‪.1‬تعريف النهي‬
‫لغة ‪ :‬الزجر والتحريم والمنع‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬استدعاء الترك بالقول ممن هو دونه على سبيل الوجوب‪.‬‬

‫‪.2‬صيغ النهي‬
‫الز ٰن ٓٗى)‪.‬‬
‫صيغة (ال تفعل)‪ ،‬قوله تعالى ‪َ ( :‬و َال ت َ ْق َربُوا ِ‬ ‫‪.1‬‬
‫الر ٰبوا)‪.‬‬ ‫ّٰللاُ ْالبَ ْي َع َو َح َّر َم ِ‬
‫صيغة (حرم)‪ ،‬قوله تعالى ( َوا َ َحلَّ ه‬ ‫‪.2‬‬
‫الدي ِْن)‪.‬‬ ‫ع ِن الَّ ِذيْنَ قَاتَلُ ْوكُ ْم فِى ِ‬ ‫صيغة (نهي)‪ ،‬قوله تعالى (اِنَّ َما يَ ْنهٰ ىكُ ُم ه‬
‫ّٰللا ُ َ‬ ‫‪.3‬‬
‫الر ٰب ٓٗوا)‪.‬‬ ‫صيغة األمر باالجتناب‪ ،‬ومنه (دع‪ ،‬وذر‪،‬وأعرض) قوله تعالى ( َوذَ ُر ْوا َما َبق َ‬
‫ِي مِنَ ِ‬ ‫‪.4‬‬
‫صيغة نفي الحل‪ ،‬قوله تعالى ( َو َال يَحِ ُّل لَ ُه َّن ا َ ْن يَّ ْكت ُ ْمنَ َما َخلَقَ ه‬
‫ّٰللاُ ف ِْٓٗي ا َ ْر َحامِ ِه َّن)‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫طـًٔا )‪.‬‬‫مِن ا َ ْن يَّ ْقتُلَ ُمؤْ مِ نًا ا َِّال َخ َ‬
‫صيغة الجملة المنفية‪ ،‬قوله تعالى ( َو َما َكانَ ِل ُمؤْ ٍ‬ ‫‪.6‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ّٰللا ال يُحِ بُّ ال ُم ْعت ِديْنَ ) أفاد النهي التعدي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الجملة الخبرية التي تفيد النهي‪ ،‬قوله تعالى (ا َِّن ه َ‬ ‫‪.7‬‬

‫‪.3‬موجب صيغة النهي‬


‫األول‪ :‬تعريف موجب صيغة النهي‬
‫موجب النهي أو مقتضي النهي ‪ :‬ما تستلزمه ضيغة النهي الواردة من الشرع في الكتاب أو السنة‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أنواع موجب صيغة النهي‬


‫اختلف ااأل صوليون في مقتضى النهي هل يقتضي التحريم ؟ أم الكراهة ؟‬
‫‪ .1‬فالجمهور واألئمة األربعة ‪ :‬أنه يقتضي التحريم ما لم ترد قرينة تصرفه عنه إلى غيره‪.‬‬
‫‪ .2‬بعض األصوليين ‪ :‬أنه يقتضي الكراهة‪.‬‬
‫‪ .3‬بعض األصوليين ‪ :‬أنه مشترك بين التحريم و الكراهة‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ما عليه المذهب األول القائل بأن مقتضى النهي التحريم‪.‬‬
‫أدلتهم ‪:‬‬

‫أصول الفقه | ‪24‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫ع ْنهُ فَا ْنت َ ُه ْوا)‪.‬‬ ‫الدليل األول ‪ :‬قوله تعالى ( َو َما ٓٗ ٰا ٰتىكُ ُم َّ‬
‫الرسُ ْو ُل فَ ُخذ ُ ْوهُ َو َما نَهٰ ىكُ ْم َ‬ ‫‪-‬‬
‫وجه الداللة ‪ :‬أن هللا أمرنا باإلنتهاء عن المنهي عنه‪ ،‬فيكون اإلنتهاء واجبا؛ ألن األمر‬
‫للوجوب‪ ،‬و إذا ثبت وجوبه ثبتت حرمة قيضه‪ ،‬فدل ذلك على أن النهي يقتضي التحريم‪.‬‬
‫الدليل الثاني (دليل عقلي) ‪ :‬أن السيد إذا نهى عبده عن فعل شيء و قال له "ال تفعله" فإن فعله بعد‬ ‫‪-‬‬
‫ذلك مخالفا نهي سيده استحق الذم و التوبيخ‪ ،‬فاستحق العبد المخالف الذم و التوبيخ يدل على أن النهي‬
‫بقتضي التحريم‪.‬‬

‫‪.4‬أثر النهي‬
‫محل اإلتفاق بين األصوليين ‪:‬‬
‫‪ -‬أن النهي يدل على الفساد إذا اقترن به قرينة تدل على الفساد‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬حديث (ال تزوج المرأة المرأة‪ ،‬وال تزوج المرأة نفسها؛ فإن الزانية هي التى تنكح نفسها)‪.‬‬
‫‪ -‬أن النهي ال يدل على الفساد إذا اقترنت به قرينة تدل على عدم الفساد‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬طالق الحائض حين ما أمر النبي ابن عمر أن يراجع زوجته التي طلقها وهي حائض؛ فاألمر‬
‫بالمراجعة دليل على صحته و عدم فساده‪.‬‬

‫محل اإلختالف بين األصوليين ‪:‬‬


‫واختلفوا في مطلق النهي الذي لم يقترن بقرينة تدل على الفساد أو عدمه ‪ :‬هل يقتضي الفساد أم ال ؟‬
‫‪ .1‬مذهب الجمهور‬
‫األول‪ .‬أن مطلق النهي يدل على الفساد (سواء كان المنهي عنه عبادة أو معاملة)‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان تعلق النهي بعين المنهي عنه أو بجزئه؛ بأن يكون ذلك الشيء مستقبحا لذاته‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬النهي عن الزنا و شرب الخمر‪.‬‬
‫الثاني‪ .‬أن مطلق النهي ال يدل على الفساد (سواء كان المنهي عنه عبادة أو معاملة)‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان تعلق النهي بوصف مقارن خارج عن شيء غير الزم‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬في العبادة ‪:‬النهي عن الصالة في الدار المغصوبة و الثوب الحرير‪.‬‬
‫في المعاملة ‪ :‬النهي عن البع يوم الجمعة وقت النداء و البيع على بيع أخيه‪.‬‬

‫ذهب الحنابلة ‪ :‬أنه يدل على الفساد في هذه الحالة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ذهب الحنفية ‪ :‬أنه يفيد الصحة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .2‬عامة الحنفية و األشعري و بعض المعتزلة‬


‫أن النهي ال يدل على الفساد بذاته بل ال بد من داللته على الفساد من دليل آخر غير النهي‪.‬‬

‫‪ .3‬قول الرازي والغزالي واآلمدي‬


‫أن النهي يد ل على الفساد في العبادات دون المعامالت‪.‬‬

‫الراجح ‪ :‬ما عليه الجمهور‪.‬‬

‫‪ .5‬أثر النهي في األحكام‬


‫‪ ‬البيع وقت النداء‬
‫‪ ‬البيع على بيع أخيه و شرائه‪.‬‬
‫عند الجمهور ‪ :‬صحتهما لكونه مقارنا غير الزم‪.‬‬
‫عند الحنابلة ‪ :‬فالبيع فاسد وباطل‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪25‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫المبحث السادس‬
‫األدلة المتفق عليها (ص ‪)118 – 105‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف األدلة و أقسامها‬


‫أوال‪.‬تعريف األدلة‬
‫لغة ‪ :‬جمع " دليل " ‪ ،‬وهو المرشد والكاشف‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬ما يمكن أن يتصل بصحيح النظر فيه إلى حكم شرعي‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬أقسام األدلة‬


‫التقسيم األول ‪ :‬باعتبار القطع و الظن‬

‫‪ .1‬الدليل القطعي‬
‫األول ‪ :‬دليل قطعي الثبوت ‪ :‬وهو الدليل الذي ورد إلينا بطريق التواتر‪.‬‬
‫متحقق في الكتاب و السنة المطهرة‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬دليل قطعي الداللة على الحكم ‪ :‬وهو الدليل الذي ال يحتمل تأويال وال تخصيصا‪.‬‬

‫ّٰللا َو َال ت ُ ْش ِركُ ْوا بِ ٖه َ‬


‫شيْـًٔا) فهذا النص القرآني وهو الدليل قطعي الثبوت ألنه ثابت بالتواتر‪،‬‬ ‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى ( َوا ْعبُد ُوا ه َ‬
‫و قطعي الداللة على الحكم ألنه ال يحتمل تأويال و ال تأخصيصا‪.‬‬

‫‪ .2‬الدليل الظني‬
‫األول ‪ :‬دليل ظني الثبوت ‪ :‬وهو الدليل الذي ورد إلينا بغير طريق التواتر‪.‬‬
‫متحقق في الحديث المشهور و خبر الواحد‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬دليل ظني الداللة على الحكم ‪ :‬وهو الدليل الذي احتمل التأويل أو التخصيص‪.‬‬

‫مثاله ‪ :‬من السنة (ال صالة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) فهذا الدليل ظني الثبوت ألنه خبر واحد‪ ،‬و ظني الداللة على‬
‫الحكم ألنه يحتمل التأويل على معنيين ‪ :‬نفي الصحة (ال صالة صحيحة) أو نفي الكمال (ال صالة كاملة)‪.‬‬

‫التقسيم الثاني ‪ :‬باعتبار النقل و العقل‬


‫‪ .1‬دليل نقلي‬
‫وهو الدليل الذي نقل إلينا‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬الكتاب‪ ،‬و السنة‪ ،‬واإلجماع‪ ،‬و قول الصحابي‪ ،‬و العرف‪ ،‬و شرع من قبلنا إن نقل إلينا نقال صحيحا‪.‬‬
‫‪ .2‬دليل عقلي‬
‫وهو ما يستخرجه العقل بواسطة النظر في المقدمات العقلية‪.‬‬
‫متحقق في القياس‪،‬و المصلحة ‪،‬و اإلستحسان‪ ،‬و اإلستصحاب‪،‬و سد الذرائع‪.‬‬
‫‪ ‬األدلة الن قلية تحتاج إلى عمل العقل في فهمها و استنباط األحكام منها‪.‬‬
‫‪ ‬واألدلة العقلية ال تعتبر شرعا إال إذا استندت إلى الدليل النقلي‪.‬‬

‫التقسيم الثالث ‪ :‬باعتبار اإلجمال و التفصيل‬


‫‪ .1‬أدلة إجمالية‬
‫وهي األدلة الكلية التي ال تتعلق بمسألة بخصوصها وال تدل على حكم بعينه‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬مصادر األحكام الشرعية األربعة (الكتاب والسنة واإلجماع و القياس)‬
‫ما يبنى عليها من قواعد أصولية ‪ :‬قولنا "األمر للوجوب"‪.‬‬
‫‪ .2‬أدلة تفصيلية‬
‫وهي األدلة الجزئية التي تتعلق بمسألة بخصوصها ويدل كل واحد منها على حكم بعينه‪.‬‬
‫ص ٰلوة َ) فهذا دليل جزئي دل على وجوب إقامة الصالة المفروضة‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬قوله تعالى ( َواَقِ ْي ُموا ال َّ‬

‫أصول الفقه | ‪26‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫التقسيم الرابع ‪ :‬باعتبار الحجية و عدمها‬

‫الحجية معناها ‪ :‬اإللزام ووجوب اإلتباع‪.‬‬


‫‪ .1‬أدلة متفق على حجيتها‬
‫مثاله ‪ :‬الكتاب و السنة و اإلجماع و القياس‪.‬‬
‫‪ .2‬أدلة مختلف في حجيتها‬
‫مثاله ‪ :‬شرع من قبلنا و العرف و اإلستحسان و المصلحة المرسلة و اإلستصحاب و قول الصحابي‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الكتاب‬


‫أوال‪ .‬تعريف الكتاب‬
‫الكتاب لغة ‪ :‬يطلَق على كل كتابة ومكتوب ‪ ،‬ثم غلب في عرف أهل الشرع على القرآن‪.‬‬
‫القرآن لغة ‪ :‬مصدر بمعنى القراءة‪.‬‬
‫القرآن اصطالحا ‪ :‬كالم هللا منزل على سيدنا محمد لإلعجاز ولو بسورة منه‪ ،‬المتعبد بتالوته‪ ،‬المنقول إلينا تواترا‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬داللة آياته‬


‫من ناحية األحكام‬
‫‪ .1‬نص قطعي الداللة‬
‫ْف َما ت ََركَ ا َ ْز َوا ُجكُ ْم ا ِْن لَّ ْم َيكُ ْن لَّ ُه َّن َولَد)‪.‬‬
‫ما لم يحتمل التأويل‪ ،‬قوله تعالى ( َولَكُ ْم نِص ُ‬
‫‪ .2‬نص ظني الداللة‬
‫طلَّ ٰقتُ يَت ََربَّصْنَ ِبا َ ْنفُ ِس ِه َّن ث َ ٰلثَةَ قُ ُر ۤ ْوءٍ )؛ فالقرء في اللغة يطلق على الطهر و الحيض ‪.‬‬
‫ما احتمل التأويل‪ ،‬قوله تعالى ( َو ْال ُم َ‬
‫من ناحية الورود‬
‫قطعية الورود و الثبوت و النقل‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬مرتبته بين األدلة‬


‫القرآن الكريم هو أول االدلة الشرعية و مدرها‪،‬و إليه ترجع‪.‬‬
‫الرسُ ْولَ َواُولِى ْ َ‬
‫اال ْم ِر مِ ْنكُ ْم فَا ِْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِ ْي َ‬
‫ش ْيءٍ فَ ُرد ُّْوهُ‬ ‫وقال الفخر الرازي في قوله تعالى ( ٰيٓٗاَيُّ َها الَّ ِذيْنَ ٰا َمنُ ْٓٗوا اَطِ ْيعُوا ه َ‬
‫ّٰللا َواَطِ ْيعُوا َّ‬
‫س ْو ِل) اعلم أن هذه األية آية شريفة مشتملة على أكثر علم أصول الفقه؛ وذلك ألن الفقهاء زعموا أن أصول الشريعة‬ ‫الر ُ‬ ‫اِلَى ه ِ‬
‫ّٰللا َو َّ‬
‫أربعة ‪ :‬الكتاب و السنة و اإلجماع و القياس‬
‫س ْو َل)‪.‬‬ ‫الر‬
‫َّ ُ‬ ‫وا‬‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫طِ‬‫َ‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ّٰللا‬
‫ُ هَ َ‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫طِ‬ ‫َ‬ ‫ا‬‫(‬ ‫تعالى‬ ‫بقوله‬ ‫إليهما‬ ‫اإلشارة‬ ‫‪ ‬أما الكتاب و السنة ‪ :‬فقد وقعت‬
‫اال ْم ِر ِم ْنكُ ْم ) أهل الحل و العقد من األمة‪ ،‬وذلك يوجب القطع بأن إجماع األمة حجة‪.‬‬ ‫ْ‬
‫‪ ‬أما اإلجماع ‪ :‬قوله تعالى ( َواُولِى َ‬
‫الرسُ ْو ِل) يدل عندنا على أن القياس حجة‪.‬‬ ‫ّٰللا َو َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬أما القياس ‪ :‬قوله تعالى (فَا ِْن تَنَازَ ْعت ْم فِ ْي َ‬
‫ش ْيءٍ ف ُرد ُّْوهُ الى ه ِ‬ ‫ُ‬

‫رابعا‪ .‬أنواع أحكام القرآنية‬


‫الجانب التشريعي في القرآن من أهم مقاصده‪.‬‬
‫وقد قسم بعض المتأخرين هذه األحكام القرآنية إلى أنواع ‪ ،‬ومنهم‪:‬‬

‫الشيخ عبد الوهاب خال ف ‪ ،‬والذي حصر ها في ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫األول ‪ :‬أحكام اعتقادية ‪ :‬أحكام تتعلق بما يجب على المكلف اعتقاده في هللا تعالى ومالئكته وكتبه ورسله واليوم‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أحكام خلقية ‪ :‬أحكام تتعلق بما يجب على المكلف أن يتحلى به من الفضائل و أن يتخلى عنه من الرذائل‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أحكام عملية (فقه القرآن)‪ :‬أحكام تتعلق بما يصدر عن المكلف من أقوال و أفعال و عقود و تصرفات‪..‬‬

‫الشيخ محمد أبو زهرة‬ ‫‪‬‬


‫األول ‪ :‬العبادات‬
‫الثاني ‪ :‬الكفارات‬
‫الثالث ‪ :‬المعامالت‬

‫أصول الفقه | ‪27‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫الرابع ‪ :‬األسرة‬
‫الخامس ‪ :‬العقوبة الزاجرة‬
‫السادس ‪ :‬العالقة بين الحاكم و المحكوم‬
‫السابع ‪ :‬معاملة المسلمين لغيرهم‬

‫وهذه التقسيمات التي ذهب إليها الشيخان الفاضالن يمكن ً ردها جميعا إلى قسمين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫القسم االول ‪ :‬ما كان طلبا لفعل إيجابا كان أم ندبا‪ ،‬أو كان طلبا لترك فعل تحريما كان أم كراهة‪.‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬ما ال طلب فيه ‪ :‬كاإلباحة‪ ،‬ونصب األسباب و الشرائط و الموانع و الصحة و الفسد‪.‬‬

‫المختار ‪ :‬التقسيم اآلخر و هو ما ارتضاه العز بن عبد السالم في كتابه "اإلمام"‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬السنة‬


‫أوال‪ .‬تعريف السنة‬
‫لغة ‪ :‬السيرة والعادة والطريقة المحمودة المستقيمة‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬عند افقهاء ‪ :‬اسم لما شرع زيادة على الفرض والواجب‪.‬‬
‫عند المحدثين ‪ :‬كل ما أثر عن النبي من قول أو فعل أو تقرير أو صفة‪.‬‬
‫عند األصوليين ‪ :‬ما ثبت عن النبي من قول أو فعل أو تقرير‪.‬‬
‫تطلق السنة على مقابل البدعة‪ ،‬و تطلق على ما يقابل القرآن‪.‬‬

‫ثانيا‪ .‬حجية السنة و نسبتها إلى القرآن الكريم من جهة اإلحتجاج بها‬
‫‪ ‬السنة حجة بإجماع المسلمين‪.‬‬
‫‪ ‬أنها تعد في المرتية الثانية من جهة اإلحتجاج بها و الرجوع إليها في استنباط األحكام الشرعية‪.‬‬
‫دليل ذلك ‪ :‬حديث معاذ عندما أرسله النبي إلى اليمن قاضيا و سأله (بما تقضى) قال "بكتاب هللا"‪ ،‬قال (فإن لم تجد)‬
‫قال "بسنة رسول هللا" ‪ ،‬قال (فإن لم تجد) قال "أجتهد رأيي و ال آلو" ‪ ،‬فضرب رسول هللا على صدره و قال (الحمد‬
‫هلل الذي وفق رسول رسول هللا لما يرضي رسول هللا)‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬منزلة السنة من القرآن الكريم باعتبار ما ورد فيها من األحكام‬


‫ذكر اإلمام الشافعي أن السنة مع الكتاب – من حيث داللة األحكام فيها – ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫‪ .1‬سنة موافقة للقرآن (من حيث اإلجمال و البيان) فهي مقررة و مؤكدة لحكم ورد في القرآن الكريم‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬حديث (بني الغسالم على خمس ‪ :‬شهادة أن ال إله إال هللا و أن محمدا رسول هللا‪،‬و إقام الصالة‪ ،‬و إيتاء‬
‫ص ٰلوة َ َو ٰاتُوا َّ‬
‫الز ٰكوة َ) وقوله‬ ‫الزكاة‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬وحج البيت لمن استطاع إليه سبيال) مع قوله تعالى ( َواَقِ ْي ُموا ال َّ‬
‫سبِي ًْال)‪ ،‬من حيث‬‫ع اِلَ ْي ِه َ‬‫طا َ‬‫ت َم ِن ا ْست َ َ‬ ‫اس حِ ُّج ْالبَ ْي ِ‬
‫علَى النَّ ِ‬
‫ّٰلل َ‬ ‫علَ ْيكُ ُم ِ‬
‫الصيَا ُم) وقوله تعالى ( َو ِ ه ِ‬ ‫( ٰيٓٗاَيُّ َها الَّ ِذ ْينَ ٰا َمنُ ْوا كُت َ‬
‫ِب َ‬
‫الداللة على وجوب كل من ذلك مع عدم بيان كيفيتها‪.‬‬

‫‪ .2‬سنة مبينة للقرآن‪.‬‬


‫لها صور ‪:‬‬
‫‪ ‬سنة مفصلة لمجمل القرآن‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬السنة العملية في كيفية الصالة و مناسك الحج‪.‬‬
‫‪ ‬سنة مخصصة لعموم القرآن‪.‬‬
‫ّٰللا ُ فِ ْٓٗي‬ ‫م‬
‫ْ ِ ُ ه‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ص‬‫ُو‬ ‫ي‬‫(‬ ‫تعالى‬ ‫لقوله‬ ‫مخصص‬ ‫فهو‬ ‫يرث)‬ ‫ال‬ ‫(القاتل‬ ‫قوله‬ ‫في‬ ‫الميراث‬ ‫مثالها ‪ :‬منع القاتل من‬
‫ا َ ْو َال ِدكُ ْم لِلذَّك َِر مِثْ ُل َح ِظ االنثيَي ِْن )‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫‪ ‬سنة مقييدة لمطلق القرآن‪.‬‬
‫مثالها ‪ :‬تقييد الوصية بالثلث في الحديث (الثلث‪،‬و الثلث كثير) فقد قيد مطلق الوصية في قوله تعالى (مِ ْۢنْ‬
‫ص ْي بِ َها ٓٗ ا َ ْو دَي ٍْن ) بعدم الزيادة على ثلث التركة‪.‬‬
‫صيَّ ٍة ي ُّْو ِ‬
‫بَ ْع ِد َو ِ‬

‫أصول الفقه | ‪28‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫سنة ناسخة للقرآن‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ض َر ا َ َحدَكُ ُم ْال َم ْوتُ ا ِْن ت ََركَ‬
‫علَ ْيكُ ْم اِذَا َح َ‬ ‫ِب‬
‫َ َ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫ك‬ ‫(‬ ‫تعالى‬ ‫لقوله‬ ‫ناسخ‬ ‫فإنه‬ ‫لوارث)‬ ‫وصية‬ ‫مثالها ‪ :‬حديث (ال‬
‫صيَّةُ ل ِْل َوا ِلدَي ِْن َواالق َربِيْنَ ) ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َخي ًْرا ۖ ْۨال َو ِ‬

‫‪ .3‬سنة واردة بأحكام سكت عنها القرآن‪.‬‬


‫مثالها ‪ :‬تحريم كل ذي ناب‪ ،‬و تحريم لبس الذهب و الحرير على الرجال‪ ،‬و توريث الجدة‪.‬‬
‫رابعا‪ .‬أقسام السنة باعتبار سندها‬
‫ذهب الجمهور ‪:‬‬
‫‪ .1‬المتواتر‪.‬‬
‫ما رواه عن النبي جمع أحالت العادة أن يتواطؤوا على الكذب حتى وصل إلينا‪.‬‬
‫قسمان ‪:‬‬
‫‪ ‬متواتر لفظي‪ :‬ما اشترك عدد رواته في لفظ بعينه‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬حديث (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)‪.‬‬
‫‪ ‬متواتر معنوي ‪ :‬ما تغايرت فيه االلفاظ مع اإلشتراك في معنى كلي‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬حديث الحوض‪ ،‬و منه ما رواه أبو هريرة أن رسول هللا قال ( ما بين بيتي و منبري‬
‫روضة من رياض الجنة‪ ،‬و منبري على حوضي)‪.‬‬
‫‪ .2‬اآلحاد‬
‫ما رواه عن النبي واحد أو اثنان أو جمع لم يبلغ حد التواتر‪.‬‬
‫قسمان ‪:‬‬
‫‪ ‬المشهور ‪ :‬ما رواه بعد الراوي األول جمع من الرواة بلغوا حد التواتر عن مثلهم حتى وصل إلينا‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬حديث (إنما األعمال بالنيات)‪.‬‬
‫‪ ‬خبر الواحد ‪ :‬ما رواه عن الراوي األول راو واحد أو اثنان أو جمع لم يبلغ حد التواتر‪.‬‬
‫مثاله ‪ :‬حديث (اإليمان بضع و ستون شعبة و الحياء شعبة من اإليمان)‪.‬‬

‫ذهب الحنفية ‪ .1 :‬المتواتر ‪.2‬المشهور ‪ .3‬اآلحاد‬


‫و إن كان الجصاص يرى أن المشهور من المتواتر‪.‬‬

‫حكم جاحد السنة ‪:‬‬


‫‪ .1‬اتفق جمهور العلماء على أن جاحد المتواتر كافر‬
‫‪ .2‬اختلف الجمهور في حكم جاحد المشهور‪.‬‬
‫‪ .3‬اتفق األكثرون على أن جاحد اآلحاد ال يكفر‪.‬‬

‫خامسا‪ .‬قطعية السنة و ظنيتها‬


‫السنة من جهة ورودها إلينا ‪:‬‬
‫‪ .1‬تكون قطعية الورود عن الرسول إذا كانت متواترة و قطعية الورود عن الصحابي إذا كانت المشهورة‪.‬‬
‫‪ .2‬تكون ظنية الورود في خبر األحاد‪.‬‬
‫السنة من جهة داللتها على األحكام ‪:‬‬
‫‪ .1‬تكون قطعية إذا كان نصها ال يحتمل التأويل‪.‬‬
‫‪ .2‬تكون ظنية إذا كان نصها يحتمل التأويل‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬اإلجماع‬


‫أوال‪.‬تعريف اإلجماع‬
‫لغة ‪ :‬العزم التام على الشيء ‪ ،‬كما يطلق على اإلتفاق ‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬اتفاق المجتهدين من أمة محمد بعد وفاته في عصر من العصور على حكم شرعي‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪29‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫ثانيا‪ .‬حجية اإلجماع‬


‫‪ ‬اتفق العلماء على أن اإلجماع حجة شرعية وهو ممكن في نفسه‪ ،‬و اإلطالع عليه و العمل به‪.‬‬
‫‪ ‬وجمهور العلماء على أنه حجة قطعية في الصريح ‪ ،‬وحجة ظنية في السكوتي‪.‬‬
‫‪ ‬إجماع الصحابة حجة باإلجماع‪.‬‬
‫‪ ‬إجماع أهل المدينة حجة عند اإلمام مالك‪.‬‬

‫ثالثا‪.‬أنواع اإلجماع‬
‫نوعان ‪:‬‬
‫‪ .1‬الصريح ‪ :‬اتفاق جميع المجتهدين في عصر على الواقعة بعد وفاة النبي اتفاقا صريحا‪.‬‬
‫هذا النوع حجة باإلجماع‪.‬‬
‫‪ .2‬السكوتي ‪ :‬إبداء بعض المجتهدين رأيهم في واقعة بعد عصر النبوة و سكوت البعض اآلخر‪.‬‬
‫اختلفوا في حجية هذا النوع ‪:‬‬
‫‪ ‬الجمهور ‪ :‬أنه ليس حجة‬
‫‪ ‬الحنفية ‪ :‬إنه حجة‪.‬‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬القياس‬


‫أوال‪ .‬تعريف القياس‬
‫لغة ‪ :‬المساوة و التقدير‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬مساواة فرع ألصل في علة حكمه‪.‬‬
‫وظيفة القياس ‪ :‬إظهار لحكم هللا تعالى في هذه الواقعة التي لم يرد فيها نص و يتوصل إليه المجتهد على ما يغلب على ظنه‪.‬‬

‫ثانيا‪.‬حجية القياس و مرتبته بين األدلة‬


‫‪ ‬القياس حجة وواجب العمل به في األمور الدنيوية‪.‬‬
‫‪ ‬القياس الشرعي حجة وواجب العمل به عند كافة األئمة و العلماء‪.‬‬
‫‪ ‬القياس يأتى في المرتبة الرابعة من االدلة الشرعية‪.‬‬
‫‪ ‬األكثرون قالوا ‪ :‬إنه قطعي الداللة على الحكم‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬أركان القياس‬


‫‪ ‬أركان القياس أربعة ‪ :‬أصل ‪ ،‬فرع ‪ ،‬حكم األصل‪ ،‬و علة‪.‬‬
‫‪ ‬تطبق األركان في قياس ضرب الوالدين على التأفيف‪.‬‬
‫‪ -‬األصل هو التأفيف‬
‫‪ -‬الفرع هو الضرب‬
‫‪ -‬حكم األصل هو التحريم‬
‫‪ -‬العلة هي اإليذاء‬
‫‪ -‬وحيث إن العلة متحققة في الفرع فإنا ننقل حكم األصل (التحريم) إلى الفرع (وهو الضرب) ليصبح‬
‫حكم ضرب الوالدين هو الحرمة قياسا على تحريم التأفيف في حقهما ‪ ،‬بل الحرمة فيه من باب أولى‪.‬‬
‫‪ -‬التوصل إلى حكم الفرع هو ثمرة القياس أو نتيجته‪ ،‬ولذا ال يعد ركنا من أركان القياس‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬شروط حكم األصل‬


‫‪ .1‬أن يكون حكما شرعيا‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ال يكون ثابتا بالقياس‪ ،‬أي أن يكون ثابتا بالنص كتابا أو سنة‪.‬‬
‫اختلفوا إذا ثبت باإلجماع بين جوازه و عدم جوازه‪.‬‬
‫‪ .3‬أن ال يكون شامال لحكم الفرع‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يكون حكم األصل غير مختص به‪.‬‬
‫‪ .5‬أن ال يكون منسوخا‪.‬‬

‫أصول الفقه | ‪30‬‬


‫الفرقة الرابعة قسم العقيدة والفلسفة كلية أصول الدين بالقاهرة‬ ‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2021‬‬

‫خامسا‪ .‬شروط الفرع‬


‫‪ .1‬أن تكون علة الحكم في األصل موجودة فيه و لو ظنا‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ال يتقدم الفرع في الثبوت على األصل‪.‬‬
‫‪ .3‬أن ال يتنواله دليل األصل‪.‬‬

‫إذا وجدت خطأ فى كتابة هذا الملخص فالرجاء تصحيحها‬

‫وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬

‫سبحانك رب العزة عما يصفون وسالم على المرسلين والحمد هلل رب العالمين‬

‫بالتوفيق والنجاح واإلمتياز‪.‬‬


‫‪‬‬

‫أصول الفقه | ‪31‬‬

You might also like