Professional Documents
Culture Documents
ﻣطبوعﺔ ﻣحاضرات
القانون المقارن
ﻣاستر 1شريعﺔ وﻗانون
1
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
2
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
يفهم من التعريفات السابقة أن القانون اﳌقارن يقﺼﺪ بﻪ اﺳتعمال الطريقة اﳌقا ِرنة ﰲ دراﺳة النُظم
تفهم القوانﲔ الوﻃنية وتطويرها ،ومن ﰒ الوصول
والنﺼوص القانونية لﺒلﺪان ﻋﺪة ،وذلك ﺪف ﺣسن ّ
إﱃ توﺣيﺪ دوﱄ للقواﻋﺪ القانونية.
ﶈﺔ ﻋﻦ نﺸﺄة القانﻮن اﳌقارن
يرى بعﺾ الﺒاﺣﺜﲔ أن تسمية القانون اﳌقارن ﺣﺪيﺜة العهﺪ ظهرت منذ ﺣواﱄ مائة ﺳنة و لتﺤﺪيﺪ ﺳنة
، 1900ﻷن أول مﺆﲤر دوﱄ انعقﺪ ﺣول هذا القانون كان ﰲ ذلك التاريﺦ ،لكن أﻏلﺐ فقهاء القانون
يﺆكﺪون أن الﺪراﺳات اﳌقارنة بﺪأت ﰲ اﳊﻀارات القﺪﳝة.
فعنﺪ اليو نيﲔ اهتم أهم مفكريهم وفﻼﺳفتهم أفﻼﻃون وأرﺳطو لﺪراﺳات اﳌقارنة ﺣيﺚ ﻗاس أفﻼﻃون
) 347-427ق.م (ﰲ كتابﻪ" ﺣوار ﰲ القوانﲔ" بﲔ ﻗوانﲔ ﻋﺼره ،كما ﻗارن أرﺳطو) 322-384
ق م(ﰲ كتابﻪ" السياﺳة " بﲔ ﻗوانﲔ أﺛينا وﻗوانﲔ أﺳﱪﻃة وكريت وﻗرﻃاﺟة وﻏﲑها من الﺒﻼد.
أما الرومان فقﺪ ﻗام فقهاؤها بﺪراﺳة اﳊﻀارات السابقة لﻼﺳتفادة من ﲡار ا ﰲ تنظيم ا تمﻊ ،ﺣيﺚ
مر إنﺸاء القانون الروماﱐ ﲟرﺣلتﲔ:
اﳌرﺣلة اﻷوﱃ :ﲤﺜلت ﰲ تﺪوين ﻗوانﲔ رومانية ﰲ ﳎموﻋة " ﻗانون اﻷلواح اﻹﺛﲎ ﻋﺸر" .
اﳌرﺣلة الﺜانية :ﲤﺜلت ﰲ تﺪوين القوانﲔ الرومانية ﰲ أربﻊ ﳎموﻋات ﲰيت " ﳎموﻋات ﺟوﺳتينيان" .
وﰲ العﺼور الوﺳطﻰ نﺸطت الﺪراﺳات اﳌقارنة وأﺧذت أﳘية ﺧاصة ،وكان ذلك ﰱ بولونيا يطاليا ﰲ
القرن اﳊادي ﻋﺸر ،ومنها انتقلت هذه اﳊركة إﱃ فرنسا ،ﺣيﺚ ظهرت الﺪراﺳات اﳌقارنة بﲔ القانون
اﻷورﰊ القﺪﱘ وﻗانون الكنيسة ،كما ظهرت ﰲ اﳒلﱰا دراﺳات مقارنة بﲔ ﻗانون "الكومن لو" القﺪﱘ
وﻗانون الكنيسة ،كذلك مقارنة القانون ﻷﻋراف السابقة آنذاك .
وﰲ القرن السابﻊ ﻋﺸر ظهرت موﺟة ﺟﺪيﺪة من الﺪراﺳات اهتمت ﳉانﺐ التارﳜي للقانون ،كما
ظهرت ﳌانيا وفرنسا الﺪﻋوة ﻹﺣياء القانون الطﺒيعي ليكون أﺳاﺳا لقانون ﻋاﳌﻲ يسود العﻼﻗات بﲔ
الﺪول ويكون اﳊكم فيﻪ " العﺪل" ﻻ القوة،وذلك لﺒﺤﺚ ﻋن اﻷفكار اﳌﺸﱰكة للقوانﲔ ومقارنتها ومن
ﰒ اﺳتﺨﻼص القانون العاﳌي،وﰲ القرن الﺜامن ﻋﺸر نﺸطت الﺪراﺳة اﳌقارنة ﰲ فرنسا وﻗام "مونتسكيو"
ﰲ كتابة "روح القوانﲔ " ﲟقارنة الﺸرائﻊ والقوانﲔ ﻻﺳتﺨﻼص مﺒادئ دﺳتورية ﳊكومة صاﳊة ،وﰲ ﺳنة
3
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
1831أنﺸﺄت اﳌﺪرﺳة اﻷكادﳝية ﰲ فرنسا مادة القانون اﳌقارن ،والﱵ تﺪرس ﻋلﻰ اﳌستوى اﻷكادﳝي
العاﳌي ،وهي اﳌرة اﻷوﱃ الﱵ يتم فيها تﺪريﺲ مادة القانون اﳌقارن ،وﰲ ﺳنة 1869أنﺸﺌت ﲨعية
التﺸريﻊ اﳌقارن والﱵ كانت ﺪف إﱃ دراﺳة ﳐتلف القوانﲔ اﳌوﺟودة وتقﺪﱘ اﻗﱰاﺣات للمﺸرع ،وﻗﺪ
نﺸطت الﺪراﺳة اﳌقارنة بسﺒﺐ ﻋاملﲔ ﳘا :تطور مناهﺞ الﺒﺤﺚ العلمي وﻗيام الﺜورة الﺼناﻋية ،وتطلّﻊ
الﺪول إﱃ ما وراء ﺣﺪودها ﻻﺳتﺼﻼح تﺸريعها ،واﻗتناﻋها ن ﻗانو ا الوﻃﲏ ﻻ ﳝكن أن يﺒقﻰ منعﺰﻻً أو
أن يتﺨذ شكﻼً ائياً ،بﻞ ﻻبﺪ أن يتﺄﺛر لقوانﲔ اﻷﺧرى وأن يقتﺒﺲ منها ،كما ﻻبﺪ أن يتﺒﺪل ليﺠاري
التطور العاﳌي.
وﰲ ﺳنة 1900نظم أول مﺆﲤر ﻋاﳌي ﺣول القانون اﳌقارن والذي يعﺪ ريﺦ ميﻼد للقانون اﳌقارن،
وكان هﺪفﻪ إﻋﺪاد منهﺠية ﻋامة لتﺪريﺲ ودراﺳة القانون اﳌقارن ،وﻗﺪ ﺣذر هذا اﳌﺆﲤر من اﻷﺧطاء الﱵ
ﻗﺪ ترد ﰲ الﺪراﺳات اﳌقارنة نظرا لوﺟود ﻋنﺼر الذاتية .
وتطورت الﺪراﺳات اﳌقارنة وأصﺒﺢ اﳍﺪف اﳌعلن هو الوصول إﱃ ﻗانون ﻋاﳌي .
ﻣرحلﺔ ﺳﻴس القانﻮن اﳌقارن:
تﺒﺪأ هذه اﳌرﺣلة من ﺳنة 1900ﺣﱴ اية اﳊرب العاﳌية اﻷوﱃ ﺣيﺚ انعقﺪ مﺆﲤر ريﺲ اﳌذكور آنفا
والذي ﻗام أﺳاﺳا من أﺟﻞ الﺪﻋوة إﱃ ﻗانون مﺸﱰك لﻺنسانية اﳌتﺤﻀرة .
وﻗﺪ مهﺪ لﺪﻋوة اﳌﺆﲤر وإﻋﻼن الفكرة الﱵ دى ا :
-1إنﺸاء ) اﶈكمة الﺪائمة للتﺤكيم الﺪوﱄ ( الﱵ ﰎ إنﺸائها ﻋام 1899لتتوﱃ فﺼﻞ اﳌنازﻋات
بﲔ الﺪول بطريقة ﺳلمية.
-2كما مهﺪ لﻪ إبرام ﺳلسلة من اﻻتفاﻗيات الﺪولية اﻋتﺒارا من ذلك العام لتوﺣيﺪ ﻗواﻋﺪ القانون
اﳋاص ﰲ مسائﻞ الﺰواج والوصية واﻹرث ﰲ الﺪول اﻻﺳكنﺪ فية و لفعﻞ روﻋيت هذه اﻷشياء
ﰲ التﺸريﻊ اﶈلﻰ للﺪول اﳌتفقة .
الفكرة اﳌطروﺣة ﰲ اﳌﺆﲤر ﺳتﺨﻼص ﻗانون موﺣﺪ من ﻗوانﲔ الﺒﻼد اﳌتﺤﻀرة كانت مﺜار نقاش كﺒﲑ
لعموميتها ولعﺪم ﲢﺪيﺪها ولذا كان تﺪﺧﻞ الفقيﻪ ) ﻻمﺒﲑ( الذي ﺣﺪد الفكرة وضيقها وﺟعلها أﻗرب
4
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
للﺤقيقة وهو اﺳتﺨﻼص ﻗوانﲔ متقاربة ﰲ اﳊﻀارة تكون ﻗابلة للمقارنة ﻻرتﺒاﻃها بوﺣﺪة التقاليﺪ
القانونية والتارﳜية.
هناك العﺪيﺪ من الظروف الﱵ ﺳاﻋﺪت الفكرة ﻋلﻰ التواﺟﺪ منها صﺪور القانون اﳌﺪﱐ اﻷﳌاﱐ فقﺪ
أﻋقﺐ صﺪوره مناﻗﺸات ودراﺳات أﺳهمت ﰲ تنمية اﳌقارنة وازدهارها وﻗﺪ دار أكﺜرها ﺣول مقارنة هذا
القانون لقانون اﳌﺪﱐ الفرنسي وبيان الفروق ﰲ الﺼياﻏة القانونية وﻗﺪ اتسعت بعﺪ ذلك ﺳاﺣات
اﳌقارنة بﺼﺪور القانون اﳌﺪﱐ السويسري ﻋام 1907وأﺧذت ﲡري ﰲ إﻃار روماﱐ ﺟرماﱐ ،وﲢقﻖ
بذلك الغاية من مﺆﲤر ريﺲ وهو أن ﲡرى اﳌقارنة بﲔ ﻗوانﲔ ﲡمعها ﺣﻀارة مﺸﱰكة وﻗابلة للمقارنة
ﺣﱴ ﳝكن اﺳتﺨﻼص ﻗانون مﺸﱰك منها.
وﰲ الفﱰة الﺰمنية مابﲔ ) ( 1939 – 1918اتسعت نطاق اﳌقارنة بسﺒﺐ ﻋاملﲔ ﳘا:
-1تﺒﺪيﻞ اﳋارﻃة السياﺳية بسﺒﺐ اﳊرب ﰲ أورو وﰲ العاﱂ أﲨﻊ بﺸكﻞ كﺒﲑ وترتﺐ ﻋلﻰ ذلك
تعﺪيﻞ التﺸريﻊ الﺪاﺧلي ﳍذه الﺪول ووضﻊ تﺸريﻊ موﺣﺪ ﳍا تﺰول معﻪ الفروق القانونية السابقة ﲝيﺚ
يتفﻖ مﻊ وﺣﺪ ا السياﺳية ﰲ إﻃارها اﳉﺪيﺪ .
مﺜال للﺪول اﳌتوﺳعة ) رومانيا ( 1918ﺣيﺚ انﻀمت إليها أراضي من دول أﺧرى ،وهي ترانسيلفانيا،
وبوكوفينا ،وبيسارابيا ،وﲰيت رومانيا الكﱪى ،وكان مهمة ا لﺲ التﺸريعي فيها مﲔ وﺣﺪة التﺸريﻊ
داﺧﻞ الﺒﻼد لﻀمان وﺣﺪة السياﺳة وﰎ اﻻﺳتعانة ﰲ ذلك ﻷﲝاث والﺪراﺳات اﳌقارنة ،مﺜال للﺪولة
الﱵ فقﺪت ﺟﺰأ كﺒﲑ من ﳑتلكتها ﰲ أورو وكﻞ ﳑتلكا ا ﰲ أفريقيا وأﺳيا وهﻰ تركيا وﻗامت ﺳتﺒﺪال
تﺸريعها بتﺸريﻊ ﺟﺪيﺪ اﻗتﺒستﻪ من أورو واﻋتمﺪت ﰲ ذلك ﻋلﻰ الﺪراﺳة اﳌقارنة ﰲ اﺧتيار ما يناﺳﺒها.
-2مﺸاركة اﳒلﱰا والوﻻ ت اﳌتﺤﺪة ﰲ اﳊرب واﻻنتﺼار فيها أدى إﱃ اﲡاه اﳌقارن وﺟهة ﺟﺪيﺪة
ﺧرﺟت ا ﻋن الفكرة الﱵ ﺳادت مﺆﲤر ريﺲ وهﻰ القوانﲔ الﻼتينية اﳉرمانية ذات اﻷصول والتقاليﺪ
اﳌﺸﱰكة ) الكومون لو ( الذي ﳜتلف بﺸكﻞ كﺒﲑ ﰲ اﳌنهﺠية واﳌفاهيم واﳌﺼطلﺤات ولكنهم ﲝﺜوا ﻋن
زاوية اتفاق وﺟﺪوها ﰲ وﺣﺪة القاﻋﺪة اﻻﻗتﺼادية واﻻﺟتماﻋية ،وﻗﺪ وﺟﺪ هذا اﻻﲡاه ترﺣيﺐ ﰲ بﻼد
) الكومون لو ( وﺧاصة أمريكا الﱵ ﻋنﺪما أتﻰ رئيسها ولسن إﱃ مﺆﲤر الﺼلﺢ ﰲ ريﺲ ﺳنة ،1919
5
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
اصطﺤﺐ معﻪ القاضي ) ركر( الذي أﺳﺲ بعﺪ ذلك مﺆﺳسة ) ركر ﳌقارنة القوانﲔ اﻷﺟنﺒية (
و ﺳست بعﺪ ذلك) ﲨعية القانون اﻷﺟنﱯ اﻷمريكي(.
أدى اﻻﲡاﻩ اﳊﺪيﺚ إﱃ نتاﺋﺞ ﺛﻼﺛﺔ ﻫﻲ :
-1ﲢول اﳌقارنة من ﺳاﺣة القوانﲔ اﳌتقاربة واﳌرتﺒطة تقاليﺪها صول مﺸﱰكة إﱃ اﳌقارنة بﲔ هذه
القوانﲔ وﻗانون ) الكومون لو ( الغريﺐ ﻋنها ﰲ تكوينﻪ وأصولﻪ وﺧﺼائﺼﻪ.
-2اﻻهتمام لقانون اﳌقارن ﰲ ﳎال التعاون الﺪوﱄ ﰲ ﺣﻞ اﳌنازﻋات بﲔ الﺪول وتلﺨﺺ هذا
اﻻهتمام ﰲ:
أ -ﺳيﺲ ﳏكمة العﺪل الﺪولية الﺪائمة ﰲ ﻻهاي لتﺤﻞ ﳏﻞ اﶈكمة الﺪائمة للتﺤكيم الﺪوﱄ .
ب -أﺳﺲ ﳎلﺲ ﻋﺼﺒة اﻷمم اﳌعهﺪ الﺪوﱄ للتعاون الفكري .
ج -ﺟهﺪ ﻋﺼﺒة اﻷمم ﰲ ﳎال توﺣيﺪ القوانﲔ وﺧاصة ﰲ تنسيﻖ مفاهيم ﻗانون العمﻞ تنسيقا دوليا ﻋن
ﻃريﻖ مكتﺐ العمﻞ الﺪوﱄ .
- 3العمﻞ ﻋلﻰ توﺣيﺪ القوانﲔ ولتﺤقيﻖ هذه الفكرة أنﺸﺄت ﻋﺼﺒة اﻷمم ﰲ روما ﻋام 1928معهﺪ
دوﱄ لتوﺣيﺪ القانون اﳋاص ومن ﻗﺒلها اﻷكادﳝية الﺪولية للقانون اﳌقارن وﰲ ﻋام 1930اﳌكتﺐ الﺪوﱄ
لتوﺣيﺪ القانون اﳉنائي ،واﳌنظمة العاﳌية للعمﻞ ،والعﺪيﺪ من اﳉمعيات الﺒﺤﺜية ﺣيﺚ اتﺼلت مساﻋي
الﺪول لتوﺣيﺪ القوانﲔ وأﲦرت بتوﺣيﺪ القوانﲔ توﺣيﺪا ﻋاﳌيا كقانون العمﻞ ،وﻗانون النقﻞ ،والقانون
التﺠاري.
كما ظهر التوﺣيﺪ ﰲ اﳌنظمات اﻷوروبية الﱵ تعمﻞ ﻋلﻰ توﺣيﺪ ﻗوانينها الﺪاﺧلية وإﻗامة أﺳاس اﻗتﺼادي
مﺸﱰك يكون ﻗاﻋﺪة لوﺣﺪة ﺳياﺳية بينهما
وﻗﺪ أصاب هذا التوﺣيﺪ بعﺾ العﺜرات الﱵ أﻋاﻗتﻪ بﻞ أوﻗفتﻪ ﰲ بعﺾ اﻷﺣيان وهﻰ ظهور اﻻﲡاه النازي
والفاشسﱵ ﰲ أورو الذي دﻋا إﱃ ﲤﺠيﺪ أصوﳍما العرﻗية والﺒعﺪ ﻋن كﻞ أﺟنﱯ وظهر هذا ﰲ ﻗطﻊ
اﳊكومة الفاشستية التعاون مﻊ اﳊكومة الفرنسية بﺸﺄن وضﻊ ﻗانون موﺣﺪ لﻼلتﺰامات.
6
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
القانﻮن اﳌقارن ﺑﻌﺪ اﳊرب الﻌاﳌﻴﺔ الﺜانﻴﺔ:
ﱂ تكن الظروف الﺪولية كسابقتها بعﺪ اﳊرب العاﳌية الﺜانية ﺣيﺚ انقسم العاﱂ بعﺪ اﳊرب العاﳌية الﺜانية
إﱃ ﻗطﺒﲔ القطﺐ الغرﰊ بقيادة الوﻻ ت اﳌتﺤﺪة اﻷمريكية والﺸرﻗي بقيادة اﻻﲢاد السوفيﱵ وهذا
اﻻنقسام كان لﻪ انعكاس ﻋلﻰ اﻷﺟواء العاﳌية ﺣيﺚ اﳊرب الﺒاردة هي أﺳاس التعامﻞ واﳊذر هو
اﻷﺳلوب الذي كان من الﺼعﺐ أن ينﺸﺄ فيﻪ فكرة الﺪراﺳة اﳌقارنة.
فنﺠﺪ اﳌذهﺐ اﳌاركسي ينظر إﱃ القانون أنﻪ الﺒنية العليا ﰲ ا تمﻊ الرأﲰاﱄ أو هو التعﺒﲑ ﻋن صراع
الطﺒقات وهو ﰲ اﳌفهوم اﳌاركسي إﱃ الﺰوال ﰲ ا تمﻊ الﺸيوﻋي والنتيﺠة ﻃﺒقا ﳌفهومهم أن أي مقارنة
بﲔ ﻗانون برﺟوازي وﻗانون اشﱰاكي ﻋﺪﳝة اﳉﺪوى ورأوا ﰲ القانون اﳌقارن تعﺒﲑ لﻼمﱪ لية الرأﲰالية
ووﺳيلة من وﺳائﻞ الﺪﻋاية ﳍا.
ﰲ اﳌقابﻞ ﲡاهﻞ رﺟال القانون الغربيون بﺪورهم القانون السوفيﱵ ﰲ أول اﻷمر ﻷنﻪ ﻻ يﺸكﻞ من وﺟهة
نظرهم منهﺠا ﻗانونيا ﺣقيقيا وﻋنﺪما درﺳوه أﺧﻀعوه ﳌناهﺠهم وﱂ يلتفتوا لﻸﺳﺲ الﱵ يقوم ﻋليها وأﳘها
مفهوم الﺸرﻋية اﻻشﱰاكية ومفهوم اﳌركﺰية الﺪﳝوﻗراﻃية ومفهوم اﳉرﳝة اﻻﻗتﺼادية
فاﳌقارنة الﱵ كانت ﰲ ﺳنة 1900تقوم بﲔ القوانﲔ الﻼتينية اﳉرمانية ،انتقلت ﰲ ﺳنة 1925إﱃ
مقارنة بﲔ ﻗوانﲔ الﺒﻼد اﻷوروبية وﻗوانﲔ الﺒﻼد اﻷﳒلو أمريكية وانتهت ﰲ الستينات بعقﺪ مﺆﲤرات
للمقارنة بﲔ القوانﲔ الغربية والقوانﲔ اﻻشﱰاكية ﰲ مواضﻊ مﺜﻞ العقود واﳌلكية .
و ذا أصﺒﺤنا ﳕتلك ﺛﻼث مناهﺞ اﳌنهﺞ الروماﱐ اﳉرماﱐ ومنهﺞ الكومون لو واﳌنهﺞ اﻻشﱰاكي .
وبعﺪ ﻗيام الﺜور الﺼناﻋية وما رافقها من ﳕو اﻗتﺼادي وظهور اﳌذهﺐ اﻻشﱰاكي تطلعت الﺪول إﱃ ما
رواء ﺣﺪودها واﻗتنعت ن ﻗانو ا الوﻃﲏ ﻻ ﳝكن أن يﺒقﻰ منعﺰﻻ أو يتﺨذ شكﻼ ائيا بﻞ ﻻ بﺪ أن
يتﺄﺛر لقوانﲔ اﻷﺟنﺒية وأن يقتﺒﺲ منها.
-ففي فرنسا ﻗام الفقيﻪ ) ﺟﻼﺳوا( بﺪراﺳة مقارنة لنظام الﺰواج والطﻼق ﰲ القوانﲔ القﺪﳝة واﳊﺪيﺜة .
-وﰱ أﳌانيا :ﻗام الفقيﻪ ) فون شتاين ( بﺪراﺳات ﰲ القانون الﺪﳕاركي والقانون الفرنسي واهتم ﲟقارنة
القوانﲔ اﻹدارية ﰲ أورو .
-وﰱ اﳒلﱰا :نﺸر ) اللورد ماك كينﺰي ( كتا ﰲ القانون اﳌقارن يتﻀمن دراﺳات ﰲ القانون الروماﱐ
7
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
مﻊ مقار ت أﺟراها بينﻪ وبﲔ القانون الفرنسي واﻻﳒليﺰي ووضﻊ أمام كﻞ ﺣكم من أﺣكام القانون
الروماﱐ ما يقابلﻪ من القوانﲔ اﳌذكورة.
وﰱ إيطاليا :ﻗام ) اماري ( بﺒﺤﺚ فيعلم التﺸريﻊ اﳌقارن وبيان أهﺪافﻪ النظرية والعلمية وبﲔ العلوم القريﺒة
منﻪ وكان هﺪفﻪ هو ﺟعﻞ هذا العلم مستقﻼ يهﺪف إﱃ ﲢقيﻖ هﺪفﲔ مﺰدوﺟﲔ ﳘا:
اﻷول :معرفة أﺳﺒاب الظواهر القانونية والعوامﻞ الﱵ تﺆدى أو تسهم ﰲ نﺸوئها وللوصول إﱃ هذا اﳍﺪف
ﳚﺐ دراﺳة اﳌناخ والﺪين والعادات و اﻻﻗتﺼاد السياﺳي ونراه ﰲ هذا ا ال متﺄﺛرا ﲟونتسكيو .
الﺜاﱐ :معرفة الطريقة الﱵ تنﺸﺄ فيها القوانﲔ ﻋنﺪ الﺸعوب وأﺳﺒاب اﺳتمرارها وتعﺪيلها ويرى أنﻪ ﲟقارنة
ﻗوانﲔ الﺸعوب واﻷمم ﰲ الﺰمان واﳌكان ﳝكن أن نستﺨلﺺ اﳌﺒادئ الﺜابتة الﱵ تسود القوانﲔ وننتهي
بذلك إﱃ ﻋلم التﺸريﻊ اﳌقارن.
الﻐايﺔ ﻣﻦ القانﻮن اﳌقارن
إن اﻻﻗتﺼار ﻋلﻰ معرفة القانون الوﻃﲏ واﻻكتفاء بﻪ من شﺄنﻪ أن ﳛﺪ من أُفﻖ رﺟﻞ القانون وﳚعﻞ مع ِرفتﻪ
ﺟﺰئية وﳏﺼورة ﰲ الﺰمان و اﳌكان ،لكن الﺪراﺳة اﳌقا ِرنة ﲡعﻞ معرفتﻪ تنﺒﺾ ﳊركة واﳊياة ،وتتطلﻊ إﱃ
اﳌستقﺒﻞ ،وﲢيط لعاﱂ الفسيﺢ وتعمﻞ ﻋلﻰ اﺳتيعابﻪ.
تفهم أفﻀﻞ للقانون الوﻃﲏ ﺣﲔ يكون هذا القانون ُمقتﺒساً من
وتتﺠلﻰ فائﺪة الﺪراﺳة اﳌقارنة أيﻀاً ﰲ ّ
تقﺪمة ،ففي هذه اﳊال يرﺟﻊ الﺒاﺣﺚ إﱃ تطﺒيقات هذه القوانﲔ فيهتﺪي ا ﰲ فهم ﻗوانﲔ أﺟنﺒية م ِ
ُ
ﻗانونﻪ أو ﰲ تطﺒيقﻪ ،ﳑا يسهم ﰲ ﲢسﲔ القانون الوﻃﲏ وإصﻼﺣﻪ وﺳﺪ ﺛغراتﻪ ،ﺳواء ﰲ ﳎال التﺸريﻊ أو
الفقﻪ أو القﻀاء .
لتعرف ﻋلﻰ شرائعها،
وتتﺠﻪ اﳌساﻋي الﺪولية اليوم إﱃ تنمية العﻼﻗات اﻹنسانية لتقريﺐ بﲔ الﺸعوب ّ
و من ﰒ توﺣيﺪ هذه الﺸرائﻊ ضمن تكتﻼت إﻗليمية لتكون أﺳاﺳاً لوﺣﺪة اﻗتﺼادية وﺳياﺳية تسهم ﰲ
ﺧلﻖ ﻋاﱂ ﺟﺪيﺪ يسوده اﻷمن واﻻﺳتقرار.
إن معرفة القوانﲔ اﻷﺟنﺒية ﲤكن رﺟﻞ القانون من فتﺢ فذة ﻋلﻰ ا تمﻊ اﳋارﺟي من ﺧﻼل ﻗوانينﻪ
)نظام اﳌلكية ،اﳉنسية ،اﻷﺣوال الﺸﺨﺼية. ( ...
كذلك اﻻتﺼال واﺳتﺤﺪاث وﺳائﻞ التوزيﻊ والتسويﻖ ،فتﺢ ﳎال اﳌعامﻼت واﺳتوﺟﺐ ﻋلﻰ رﺟﻞ القانون
8
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
مواﺟهة هذه اﳊاﻻت ،فيمكن للقانون الوﻃﲏ مسايرة الفكر للقانون العاﳌي واﻻﲡاهات اﳊﺪيﺜة
للتﺸريعات واﻋتماد اﻷنظمة الﱵ تﺜﺒت ﳒاﻋتها كما هو اﳊال لنسﺒة لﻸنظمة القانونية التالية:
-نظام الﺸهر العقاري أصلﻪ أﺳﱰاﱄ انتقﻞ بعﺪ ذلك إﱃ أﳌانيا وفرنسا ومعظم اﻷنظمة ﰲ العاﱂ.
-نظام الﺸركة ذات اﳌسﺌولية اﶈﺪودة والﺸﺨﺺ الوﺣيﺪ من أصﻞ أﳌاﱐ أدﺧﻞ إﱃ فرنسا وبﺪأ ينتﺸر ﰲ
ﳐتلف اﻷنظمة.
-نظام السﺠﻞ التﺠاري من أصﻞ أﳌاﱐ ﰒ اﻗتﺒستﻪ فرنسا واﳉﺰائر.
-نظام الﺸيك أصلﻪ إﳒليﺰي ﰒ أﺧذت بﻪ كﻞ دول العاﱂ بعﺪ ذلك.
-نظام اﻹفﻼس ،اﻹﳚار اﻻﻋتمادي ،ﻋقﺪ التسيﲑ ،ترﺧيﺺ اﺳتغﻼل ﻋﻼمة أو ﺧﺪمة التﺸريﻊ
اﻻﺟتماﻋي.
-تنظيم ﻋﻼﻗة العمﻞ والﻀمان اﻻﺟتماﻋي.
ﻃﺒﻴﻌﺔ القانﻮن اﳌقارن:
اﺧتلف الفقهاء ﺣول ﻃﺒيعة القانون اﳌقارن إن كان ﻋلم مستقﻞ ﻗائم بذاتﻪ أم هو ﳎرد ﻃريقة ومنهﺞ .
-1القانﻮن اﳌقارن ﻋلﻢ:
يرى الفقيهان" :إيﺪمونﺪ لومﺒار"و" يرمون ﺳاﱄ" أنﻪ ﻋلم مستقﻞ ﻗائم بذاتﻪ يتميﺰ ﲞﺼائﺼﻪ كﺒاﻗي العلوم
)كعلم النفﺲ وﻋلم اﻻﺟتماع ،(...ﻫﺪﻓﻪ وضﻊ ﻗانون مﺸﱰك بﲔ الﺪول ،وﻋلﻰ هذا اﻷﺳاس يقسم
القانون اﳌقارن إﱃ ﻗسمﲔ:
–التاريﺦ اﳌقارن :ويﺪرس فيﻪ أصﻞ وتطور القواﻋﺪ القانونية ﰲ ﲨيﻊ الﺸرائﻊ والنظم القانونية ،ويهﺪف
إﱃ الﺒﺤﺚ فيما يوﺟﺪ بﲔ الظواهر القانونية من تﺸابﻪ .
–التﺸريﻊ اﳌقارن:ويهﺪف إﱃ الﺒﺤﺚ ﰲ الﺸرائﻊ الوضعية ﻋلﻰ اﻷﺳﺲ اﳌﺸﱰكة ﺪف تكملة القوانﲔ
الوﻃنية وتطويرها ،للﺤﺼول ﻋلﻰ ﻗواﻋﺪ ﻗانونية ﺟﺪيﺪة .
وﻗﺪ ﺛر هذا اﳌذهﺐ ﻷفكار الﱵ كانت ﺳائﺪة ﻗﺒﻞ مﺆﲤر ريﺲ ﺳنة 1900ﺧاصة تلك الﱵ ﲡعﻞ
من القانون الطﺒيعي القانون اﳌﺜاﱄ فهو وﺳيلة للوصول إﱃ ﻗانون مﺸﱰك لﻺنسانية ،كما دافﻊ ﻋن هذا
اﳌﺒﺪإ الفقيﻪ )تراد( والفقيﻪ )ﺳاﱄ( ﺧﻼل اﳌﺆﲤر وﳑا ﻗالﻪ تراد'':فالقانون اﳌقارن كعلم مستقﻞ يﺪرس ماهو
9
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
النظام القانوﱐ اﳌطﺒﻖ والعﻼﻗة بﲔ ﳐتلف القواﻋﺪ القانونية ﰲ ﳐتلف مراﺣلها اﻻﺟتماﻋية وهذا ما ﳚعﻞ
القانون اﳌقارن يتقاﻃﻊ مﻊ ﻋلم اﻻﺟتماع القانوﱐ''.
أما ﺳاﱄ اﳌتﺄﺛر برأي اﻫريﻨﺞ اﳌتمﺜﻞ ﰲ أن القانون يتغﲑ ويتطور ﺳتمرار متكيفا مﻊ متغﲑات اﳊياة
اﻻﺟتماﻋية فالقانون اﳌقارن كعلم مستقﻞ يﺒﺤﺚ ﻋن ﲢﺪيﺪ ) اﳌﺜاﱄ النسﱯ( اﳌستﺨرج من مقارنة
التﺸريعات ومن تطﺒيقا ا ومن نتائﺠها،ويقﺼﺪ ﳌﺜاﱄ :القانون الطﺒيعي اﳌﺜاﱄ ،ومﻊ ذلك فلﻪ مﻀمون
متغﲑ وهو الذي يﺒﺤﺚ ﻋن التﺸريﻊ اﻷﺣسن واﻷفﻀﻞ من أﺟﻞ اﻋتماده.
وﻗﺪ انتقﺪ هذا الرأي ﻷن القانون اﳌقارن ﻻ ﳝكنﻪ ﲝال أن يﺼﻞ إﱃ ﻗانون مﺸﱰك لﻺنسانية ،وإن كان
ﳝكنﻪ الوصول إﱃ ﻗانون مﺸﱰك للﺪول الﱵ يوﺟﺪ بينها ﻋوامﻞ مﺸﱰكة رﳜية واﻗتﺼادية .
- 2القانﻮن اﳌقارن ﻃريقﺔ )ﻣﻨﻬﺞ (
يرى أصﺤاب هذا الرأي أن القانون اﳌقارن منهﺞ أو ﻃريقة ﲝﺚ ،تساﻋﺪ الﺒاﺣﺚ ﰲ اﳌقارنة واﳌوازنة بﲔ
ﳐتلف القوانﲔ للوصول إﱃ الكﺸف ﻋن أوﺟﻪ اﻻﺧتﻼف وأوﺟﻪ التﺸابﻪ بﲔ هذه القوانﲔ ﻹظهار
إﳚابيا ا وﺳلﺒيا ا .
وﻗﺪ ﺳاد هذا اﳌذهﺐ بعﺪ اﳊرب العاﳌية الﺜانية نتيﺠة اﳋﻼفات الﱵ أ رها مﺆﲤر ريﺲ ) 1900وهو
اﳌﺆﲤر اﻷول للقانون اﳌقارن( ﺣول أهﺪاف ووظائف القانون اﳌقارن وﺣول الطريقة واﳌنهﺞ الذي يتعﲔ
إتﺒاﻋﻪ ﰲ دراﺳتﻪ كذلك كان اﳋﻼف ﺣول تعريفﻪ بﻞ وﺣﱴ ﻋلﻰ تسميتﻪ )اﺳتعملت اصطﻼﺣات أﺧرى
ﻏﲑ القانون اﳌقارن كمقارنة القوانﲔ ،الطريقة اﳌقارنة للتﺸريﻊ ،التﺸريﻊ اﳌقارن ،وﰲ إﳒلﱰا ﻏلﺒت تسميتﻪ
ﻻﺟتهاد اﳌقارن( وﲡﺪدت هذه اﳋﻼفات واﳌناﻗﺸات ﰲ مﺆﲤر ﻻهاي للقانون اﳌقارن 1937الذي
ﻋرف القانون اﳌقارن دون التطرق إﱃ ﻃﺒيعتﻪ:فهو يعمﻞ ﻋلﻰ اﳌقارنة بﲔ ﻗوانﲔ بلﺪان ﳐتلفة واﺳتﺨﻼص
ّ
بﲔ هذه القوانﲔ من أوﺟﻪ الﺸﺒﻪ أو أوﺟﻪ اﳋﻼف وﻋلﻰ رأس هذا اﳌذهﺐ ﻗوتريﺪج ﰲ إﳒلﱰا بنﺸر مﺆلفﻪ
)القانون اﳌقارن مﺪﺧﻞ إﱃ الطريقة اﳌقارنة ﰲ الﺒﺤوث القانونية( 1946وترﺟم إﱃ الفرنسية ﺳنة
1953وتﺒعﻪ ﰲ إيطاليا اﻷﺳتاذ إﺳكاريلي وﰲ فرنسا دافيﺪ بنﺸر مﺆلفﻪ ﺳنة . 1950
فالقانون اﳌقارن ﺣسﺐ هذا اﳌذهﺐ ليﺲ لﻪ ﻏرض بذاتﻪ كﺒقية فروع القانون وإﳕا هو وﺳيلة ومنهﺞ
وتقنية تتﺒﻊ للﺒﺤﺚ ﰲ مواضيﻊ تتﺼﻞ بفروع أﺧرى من فروع القانون ،وﻗﺪ لقي هذا اﳌذهﺐ اﳉﺪيﺪ
10
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
للقانون اﳌقارن صﺪى ﻋنﺪ الفقهاء ﺧاصة ﻋنﺪ اﳌناهﻀﲔ لتوﺣيﺪ القانون كالﱪيطانيﲔ الذين نﺸﺄوا ﰲ
تقاليﺪ ﺧاصة ومتمسكﲔ بقوانينهم ،كذلك الﺪول اﻻشﱰاكية الذين يرفﻀون فكرة التقريﺐ بﲔ القوانﲔ
الﱪﺟوازية وﻗانو م اﻻشﱰاكي.
–3اﻻﲡاﻩ التﻮﻓﻴقﻲ القانﻮن اﳌقارن ﻋلﻢ وﻃريقﺔ ﲝﺚ
يرى أصﺤاب هذا اﻻﲡاه أن القانون اﳌقارن هو ﻋلم ﳝهﺪ السﺒيﻞ ﻻﺳتﺨﺪام الطريقة اﳌقارنة ،فاﳌنهﺞ
والعلم مﱰابطان،أو هو ﻋلم منهﺠي يستهﺪف دراﺳة النظم القانونية ﻻﺳتﺨﻼص أوﺟﻪ الﺸﺒﻪ واﻻﺧتﻼف
وﲢﺪيﺪ ﺟوهرها اﻻﺟتماﻋي وشكلها ووظائفها بغية إظهار اﻻﲡاهات اﳌتعارضة واﳌتناﻗﻀة ﰲ ﳐتلف
ﳕاذج نظم القانون وترﺟيﺢ بعﻀها ﻋلﻰ بعﺾ ،فالقانون اﳌقارن يعتﱪ ﻋلم ﺣﲔ يستعمﻞ كوﺳيلة للمقارنة
بﲔ ﻗاﻋﺪتﲔ ﻗانونيتﲔ ،فهذه اﳌقارنة تﺆدي إﱃ ﲢﺼيﻞ معلومات ﻋلمية ﺟﺪيﺪة مﺜﻞ أصﻞ و ريﺦ القاﻋﺪة
وبيا ا القانونية والتعرف ﻋلﻰ مﺼﺪرها .
أنﻮاع اﳌقارنﺔ:
توﺟﺪ ﻋﺪة ﻃرق للمقارنة ﲝسﺐ تعﺪد اﳌقارنﲔ إذ يطرح كﻞ واﺣﺪ ﻃريقتﻪ اﳋاصة
– 1اﳌقاﺑلﺔ وﺗسمﻰ ا انﺒﺔ أيضا :يﻀﻊ فيها الﺒاﺣﺚ النﺼوص الﱵ تعاﰿ موضوﻋا معينا ﺟنﺒا ﳉنﺐ
ويستﺨلﺺ مواضﻊ التﺸابﻪ واﻻﺧتﻼف ويقار ا مﻊ ﻗانونﻪ الوﻃﲏ فيتﺒﲔ بذلك ما بينها من اﺧتﻼف
وائتﻼف مﺜﻞ أﺣكام الﺰواج أو الطﻼق أو اﳊﻀانة ....
- 2اﳌقارﺑﺔ :ويﺪرس الﺒاﺣﺚ من ﺧﻼﳍا التقارب بﲔ القوانﲔ اﳌتﺸا ة ﰲ اﳋﺼائﺺ كالقوانﲔ الﻼتينية
اﳉرمانية ﺳتمﺪادها من مﺼادر ﻗانونية مﺸﱰكة ﲣﻀﻊ ﳌنهاج ﻗانوﱐ واﺣﺪ ﳚعلها ﻗابلة للمقارنة
وتستعمﻞ كﺜﲑا لتوﺣيﺪ القوانﲔ الﺪاﺧلية للﺪول الفﺪرالية ،وﰲ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية يوﺟﺪ نطاﻗا مﺸا ا
لذلك ﺣيﺚ ﺳعﻰ بعﺾ العلماء إﱃ اﳌقارنة بﲔ أﺣكام اﳌذاهﺐ اﻹﺳﻼمية اﳌﺨتلفة ويطلﻖ ﻋليها اﺳم"
ﻋلم اﳋﻼف" أو " الفقﻪ اﳌقارن ".
- 3اﳌضاﻫاة )اﳌﻌارﺿﺔ ( :تقوم ﻋلﻰ تﺒيان أوﺟﻪ اﳋﻼف بﲔ منهﺠﲔ ﳐتلفﲔ كاﳌنهﺞ الﻼتيﲏ
اﳉرماﱐ واﳌنهﺞ اﻻشﱰاكي أو اﳌنهﺞ اﻷﳒلوﺳاكسوﱐ
11
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
- 4اﳌقارنﺔ اﻷﻓقﻴﺔ والﻌمﻮديﺔ:اﻷفقية تكون بﲔ ﻗانونﲔ وضعيﲔ متﺒاﻋﺪين ﰲ اﳌكان كاﳌقارنة بﲔ
القانون الﺼيﲏ واﳉﺰائري أما العمودية فتكون ﰲ القوانﲔ اﳌتﺒاﻋﺪة ﰲ الﺰمن كقانون ﲪوراﰊ والقوانﲔ
اﳊالية وذلك للوﻗوف ﻋلﻰ مﺪى تطور القانون.
- 5اﳌﻮازنﺔ )اﳌقارنﺔ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ ( وتستﺨﺪم ﻋن ﻃريﻖ منهﺞ معﲔ يساﻋﺪ ﻋلﻰ اﺳتﺨﻼص النتائﺞ
وذلك بعﺪ دراﺳة أﺳﺒاب اﻻﺧتﻼف والتقارب وبذلك الوصول لقانون أفﻀﻞ.
ﻣراحﻞ اﳌقارنﺔ :ﺗتﻢ ﲟرحلتﲔ أﺳاﺳﻴتﲔ:
–اﳌرحلﺔ التﺤلﻴلﻴﺔ )اﳌقارنﺔ اﳉﺰﺋﻴﺔ ( تﺒﺪأ بتﺤليﻞ القاﻋﺪة القانونية اﻷﺟنﺒية إﱃ ﺟﺰئيات ﰒ دراﺳة
النظام الذي ﲢتوي ﻋليﻪ هذه القاﻋﺪة وبعﺪها ينتقﻞ إﱃ دراﺳة اﳌنهﺞ الكامﻞ للقانون اﻷﺟنﱯ ،فإذا أرد
أن نقارن مسﺄلة اﳊﻀانة بﲔ القانونﲔ اﳉﺰائري والفرنسي فإننا نﺒﺪأ بﺪراﺳة القواﻋﺪ القانونية اﳋاصة ا
ﰒ ننتقﻞ إﱃ النظام كملﻪ و لتاﱄ التطرق ﻷﺣكام الولﺪ لتﺒﲏ واﻻبن ﻏﲑ الﺸرﻋي وﻏﲑها من اﳌراكﺰ
القانونية ﳍذه الوضعية ﰲ القوانﲔ ﳏﻞ اﳌقارنة ،فينتهي اﻷمر لﺒاﺣﺚ إﱃ دراﺳة نظام اﻷﺳرة كملﻪ
وللوصول لنتائﺞ صﺤيﺤة ﳚﺐ ﻋلﻰ الﺒاﺣﺚ اﳌقارن أن يراﻋي ﻋﺪة أمور:منها أن يكون ﻋلﻰ معرفة
لقوانﲔ ﳏﻞ اﳌقارنة ،وﳚﺐ ﻋلﻰ الﺒاﺣﺚ الوﻗوف ﻋلﻰ العوامﻞ التارﳜية واﻻﺟتماﻋية والسياﺳية الﱵ
ﺳاﳘت ﰲ تكوين القاﻋﺪة القانونية.
–اﳌرحلﺔ اﻻﺳتﻨتاﺟﻴﺔ :فيها يﺸرع ﰲ اﳌقارنة الكلية و لتاﱄ اﺳتﺨﻼص أوﺟﻪ الﺸﺒﻪ واﻻﺧتﻼف
وأﺳﺒاب ذلك و لتاﱄ يعرض الﺒاﺣﺚ رأيﻪ ﰲ اﳌوضوع الذي ﻗﺪ يكون متفقا مﻊ أﺣﺪ اﻷنظمة أو رأي
توفيقي ولكن مﻊ تعليﻞ ﻗانوﱐ موضوﻋي .
ﺻﻮر القانﻮن اﳌقارن:
أ -القانﻮن اﳌقارن الﻮﺻﻔﻲ:يقﺼﺪ بﻪ ﻋرض ﻗانونﲔ أو أكﺜر وتﺒيان ما ﳝيﺰﳘا ﻋن بعﻀهما
ب -القانﻮن اﳌقارن التﻄﺒﻴقﻲ:يعتمﺪ ﻋليﻪ لتﺤقيﻖ هﺪف ﻋملي ﳏﺪد يتﺠاوز التﺤﺼيﻞ وﲨﻊ
اﳌعلومات من القوانﲔ اﻷﺟنﺒية فهو ﲢليﻞ ﺟوهري ودﻗيﻖ للقوانﲔ ﳏﻞ اﳌقارنة و لتاﱄ الوصول إﱃ
اﺳتنتاﺟات واﺳتنﺒاط النتائﺞ .
12
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
ت -القانﻮن اﳌقارن ا رد:يهﺪف إﱃ تكﺜيف ﲢﺼيﻞ اﳌعلومات ﰲ ا ال القانوﱐ ،ويسميﻪ الفقﻪ رابﻞ
ﳌقارنة الﺒﺤتة،وينكره بعﺾ الفقهاء ﻷنﻪ يعتمﺪ ﻋلﻰ اﳌقارنة الﺒﺤتة فقط لتﺤﺼيﻞ اﳌعلومات
التﺼﻨﻴﻔات اﳌﻌتمﺪة لﻸنﻈمﺔ القانﻮنﻴﺔ الﻜﱪى
اﺧتلف الفقهاء ﰲ تﺼنيف اﻷنظمة القانونية الكﱪى اﳌوﺟودة ﻋلﻰ اﳌستوى الﺪوﱄ إﱃ أربعة تﺼنيفات:
التﺼﻨﻴف اﻷول :اﻋتمﺪ ﻋلﻰ معيار ﺛﲑ القانون الروماﱐ ،أو القانون اﳉرماﱐ ﰲ النظام القانوﱐ ﰲ
الﺪولة ،ﺣيﺚ ﻗسم اﻷنظمة القانونية إﱃ ﺛﻼث ﳎموﻋات:
ا موﻋة اﻷوﱃ :ﲤتاز لتﺄﺛﲑ الكﺒﲑ للقانون الروماﱐ ،ويﺸمﻞ إيطاليا ،اﺳﺒانيا .
ا موﻋة الﺜانية :ﲤتاز لتﺄﺛﲑ الﻀعيف للقانون الروماﱐ ،وﲤﺜﻞ اﳒلﱰا ،روﺳيا .
ا موﻋة الﺜالﺜة :ﲤتاز لتﺄﺛﲑ اﳌتساوي للقانون الروماﱐ والقانون اﳉرماﱐ ،وتﺸمﻞ فرنسا ،أﳌانيا ،ﺳويسرا
يﻼﺣﻆ أن هذا التﺼنيف اﻋتﱪ اﳒلﱰا من بﲔ الﺪول الﱵ تعتمﺪ القانون الروماﱐ ولو بﺪرﺟة ضعيفة ،رﻏم
أ ا مﺼﺪر نظام الكومن لو – اﻻﳒلوﺳكسوﱐ -كما أنﻪ ﺣﺼر التﺼنيف ﰲ أور .
التﺼﻨﻴف الﺜاﱐ:اﺳتعمﻞ مﺼطلﺢ العائلة وﻗسم العاﱂ إﱃ أربﻊ ﻋائﻼت:
العائلة اﻷوﱃ :العائلة الرومانو ﺟرمانية .
العائلة الﺜانية :ﻋائلة القوانﲔ اﳌﺸﱰكة أو القانون العام الكومن لو .
العائلة الﺜالﺜة :ﻋائلة القوانﲔ اﻻشﱰاكية .
العائلة الرابعة :ﻋائلة أﺧرى وهي الﱵ يﺪﺧﻞ فيها النظام القانوﱐ اﻹﺳﻼمي ،وﻗانون اﳍنﺪ ،وﻗانون الﺸرق
اﻷﻗﺼﻰ والﺼﲔ واليا ن ،وهي ﻻ تﺸكﻞ ﻋائلة .
التﺼﻨﻴف الﺜالﺚ :يقسم اﻷنظمة القانونية إﱃ ﺛﻼث ﳎموﻋات:
ا موﻋة اﻷوﱃ :اﻷنظمة الغربية أنظمة مستنﺒطة من الﺪين اﳌسيﺤي دون أن يكون هذا الﺪين مﺼﺪرا
للقانون .
ا موﻋة الﺜانية :اﻷنظمة اﻻشﱰاكية وهي اﻷنظمة الﱵ ﳍا نﺰﻋة ﻏﲑ دينية .
ا موﻋة الﺜالﺜة :اﻷنظمة الﺪينية ،وتﻀم النظام اﻹﺳﻼمي ،ﻗانون الكنيسة ،ﻗانون اﳍنﺪ .
13
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
التﺼﻨﻴف الراﺑﻊ :يقسم العاﱂ إﱃ ﳎموﻋتﲔ :
ا موﻋة اﻷﺳاﺳية :تظم النظام القانوﱐ الرومانوﺟرماﱐ ،الكومن لو ،والنظام اﻻشﱰاكي .
ا موﻋة الﺜانوية :تظم اﻷنظمة الﺪينية ،وأنظمة العاﱂ الﺜالﺚ .
الﻌاﺋﻼت القانﻮنﻴﺔ اﻷﺳاﺳﻴﺔ
-1ﻋاﺋلﺔ القانﻮﱐ الروﻣانﻮﺟرﻣاﱐ :مﺼﺪرها هو القانون الروماﱐ ،والعادات اﳉرمانية ،وتﺸمﻞ أﳌانيا
وا موﻋة اﳉرمانية والﱵ ﲡسﺪت ﰲ القانون اﻷﳌاﱐ ،وتﺸﱰك ا موﻋة الرومانية واﳉرمانية ﰲ اﳌﺒادئ رﻏم
وﺟود بعﺾ اﻻﺧتﻼفات التفﺼيلية ،وﻗﺪ أﺧذت دول أﺧرى ذا النظام منها إيطاليا اﺳﺒانيا بلﺠيكا
ا ر ...اﱁ ،وكذلك دول أمريكا الﻼتينية وإفريقيا
وﰲ هذه العائلة التﺸريﻊ هو اﳌﺼﺪر اﻷﺳاﺳي للقانون ،ووظيفة القانون اﳊفاظ ﻋلﻰ النظام العام وتنظيم
ﺳلوك اﻷفراد ﰲ اﳊاضر واﳌستقﺒﻞ ،ﺣيﺚ ترد صياﻏة القواﻋﺪ القانونية ﻋامة وﳎردة .
-2ﻋاﺋلﺔ الﻜﻮﻣﻦ لﻮ :ظهر هذا النظام ﰲ اﳒلﱰا وأﺧذت بﻪ الوﻻ ت اﳌتﺤﺪة اﻷمريكية ودول الكومن
لو ﺣيﺚ يﺸﱰك القانون اﻷمريكي ﰲ اﳌﺒادئ رﻏم وﺟود اﺧتﻼفات بينهما .
وﰲ هذه العائلة القضاء هو اﳌﺼﺪر اﻷﺳاﺳي للقانون ،ﺣيﺚ إن اﻷﺣكام القﻀائية الﺼادرة ﻋن
اﳍيﺌات العليا هي الﱵ تنﺸﺊ القانون ،والقواﻋﺪ القانونية ﰲ هذا النظام تنﺸﺄ من الواﻗﻊ ،وتنظم ﺳلوك
اﻷفراد ،وﻋليﻪ فالﺒﺤﺚ ﰲ نظام الكومن لو ينطلﻖ من اﳋاص إﱃ العام .
-3ﻋاﺋلﺔ الﺸريﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ:تعتﱪ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية نظاما متكامﻼ تغطي اﳉوانﺐ الﺪينية والﺪنيوية
للفرد وا تمﻊ والﺪولة ،إﻻ أن الفقﻪ الغرﰊ واﳌسيﺤي يعتﱪها نظاما ﻗانونيا ﻗﺪﳝا و نو .
14
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
25
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
التﻨﻈﻴﻢ القضاﺋﻲ ﰲ القانﻮن اﻻﳒلﻴﺰي :وﺟﺪت ﰲ بريطانيا اﶈاكم اﳌلكية الﱵ كانت تطﺒﻖ ﻗواﻋﺪ
القانون العام أو اﳌﺸﱰك أو الكومن لو إﱃ ﺟانﺐ ﳏاكم اﳌستﺸار الﱵ كانت تطﺒﻖ ﻗواﻋﺪ العﺪالة ،
وكان ﶈاكم اﳌستﺸار اﺧتﺼاص أوﺳﻊ من اﶈاكم اﳌلكية ،إذ كان ﳍا ﺣﻖ وﻗف تنفيذ أﺣكام اﶈاكم
اﳌلكية إذا ﻻﺣﻆ أ ا ﳐالفة لقواﻋﺪ العﺪالة ،إﱃ أن ﰎ توﺣيﺪ القﻀاء الﱪيطاﱐ ﲟوﺟﺐ القانون القﻀائي
اﳉﺪيﺪ ﺳنة 1875وﰎ تعﺪيلﻪ ﺳنة ، 1971ﺣيﺚ أصﺒﺢ القﻀاء مقسما ﻋلﻰ الﺸكﻞ التاﱄ:
أوﻻ:اﶈﻜمﺔ الﻌلﻴا للقضاء :تنقسم إﱃ ﺛﻼث ﳏاكم إﱃ :ﳏكمة العﺪل العليا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﳏكمة التاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ﳏكمة اﻻﺳتﺌناف.
1ـ ـ ـ ﳏﻜمﺔ الﻌﺪل الﻌلﻴا:تفﺼﻞ ﰲ ﲨيﻊ القﻀا ،فهي ﻏﲑ ﳏﺪودة اﻻﺧتﺼاص،تتكون من ﺛﻼﺛة فروع:
الﻔرع اﻷول :ﻗسم منﺼة اﳌلك ،ينقسم بﺪوره إﱃ ﳏكمتﲔ :ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﶈكمة اﻷمﲑالية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﶈكمة التﺠارية.
الﻔرع الﺜاﱐ :ﻗسم اﳌستﺸارين :ينقسم إﱃ ﳏكمتﲔ :ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﳏكمة الﺸركات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﳏكمة اﻹفﻼس .
الﻔرع الﺜالﺚ :ﻗسم اﻷﺣوال الﺸﺨﺼية ،ﳐتﺺ لفﺼﻞ ﰲ اﳌنازﻋات اﳌتعلقة ﻷﺳرة ،وتفﺼﻞ ﰲ
الﺪﻋاوى بقاض واﺣﺪ ،وﻋنﺪ اﳊاﺟة يساﻋﺪه هيﺌة من اﶈلفﲔ ،وتستﺄنف أﺣكامها أمام ﳏكمة
اﻻﺳتﺌناف .
2ـ ـ ـ ﳏﻜمﺔ التاج:أنﺸﺌت بتعﺪيﻞ ﺳنة ،1979ﲣتﺺ لفﺼﻞ ﰲ اﳌنازﻋات اﳉنائية بقاض واﺣﺪ،
ﲟساﻋﺪة هيﺌة من اﶈلفﲔ .
3ـ ـ ـ ﳏﻜمﺔ اﻻﺳتﺌﻨاف :وهي الﺪرﺟة الﺜانية ،تنظر ﰲ اﻻﺳتﺌنافات اﳌرفوﻋة إليها من اﶈاكم الﺪنيا
وﳏكمة العﺪل العليا ،تتﺸكﻞ من هيﺌة مﺸكلة من رئيﺲ وﻗاضيﲔ ﳐتلفﲔ دون مﺸاركة هيﺌة اﶈلفﲔ،
وتتﺨذ ﻗرارا ا ﻷﻏلﺒية وإذا ﱂ تتﺤقﻖ يرفﺾ اﻻﺳتﺌناف ،ويطعن ﰲ أﺣكام هذه اﶈكمة أمام اﳍيﺌة العليا
الﱵ هي اللﺠنة اﻻﺳتﺌنافية للمﺤكمة العليا .
اﶈاﻛﻢ اﻻﺑتﺪاﺋﻴﺔ :تفﺼﻞ ﰲ ﲨيﻊ اﳌواد ،وتُستﺄنف أﺣكام اﳌواد اﳌﺪنية والتﺠارية أمام ﳏكمة اﻻﺳتﺌناف
مﺒاشرة ،أما اﻷﺣكام اﳉنائية فتُستﺄنف أمام ﳏكمة التاج ،إضافة إﱃ وﺟود ﳏاكم شﺒﻪ ﻗﻀائية وﳉان
تفﺼﻞ ﰲ اﻷﺣكام اﻹدارية .
26
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
نﻴا :ﳉﻨﺔ الﻄﻌﻦ الﻌلﻴا لس اللﻮردات:
وهو أﻋلﻰ درﺟة ﰲ القﻀاء ،ﲣتﺺ لفﺼﻞ ﰲ الطعون اﳌرفوﻋة إليﻪ ضﺪ اﻷﺣكام الﺼادرة ﻋن ﳏكمة
اﻻﺳتﺌناف ،وﰲ ﺣالة اﺳتﺜنائية ضﺪ أﺣكام ﳏكمة العﺪل العليا وﳏكمة التاج ،وهذه وظيفة ﻗﻀائية
لﺲ اللوردات إﱃ ﺟانﺐ وظائفﻪ التﺸريعية .
لﺜا :ﳏاﻛﻢ الﺼلﺢ :تفﺼﻞ ﰲ القﻀا اﳉﺰائية بواﺳطة مواﻃنﲔ ﻋاديﲔ يطلﻖ ﻋليهم ﻗﻀاة الﺼلﺢ ،
ﺣيﺚ يتوﱃ القﻀاة مهمة الﺒﺤﺚ ﻋن أدلة اﻻ ام ضﺪ اﳌتهم ،وﰲ ﺣالة ﺣﺼوﳍم ﻋلﻰ ذلك يقﺪم
اﳌذنﺐ اﳌرتكﺐ ﳉرائم ﺧطﲑة أمام ﳏكمة التاج ،إﻻ أن اﳌتهم ﻗﺪ يفﻀﻞ أن ﳛاكم أمام ﻗﻀاة الﺼلﺢ
بﺸرط اﻋﱰافﻪ لذنﺐ ،وذلك كي يﻀمن لنفسﻪ ﻋقوبة ﳐففة ،وتستﺄنف أﺣكام ﳏكمة الﺼلﺢ أمام
ﳏكمة التاج .
ﻣﺼادر القانﻮن ﰲ الﻨﻈام القانﻮﱐ اﻻﳒلﻴﺰي:
اﳌﺼﺪر اﻷﺳاس للقانون ﰲ هذا النظام هو القﻀاء ،ﰒ يليﻪ التﺸريﻊ ﰒ العرف .
1ـ القضاء أو الساﺑقﺔ القضاﺋﻴﺔ :يعتﱪ القﻀاء أو السابقة القﻀائية ﰲ هذا النظام اﳌﺼﺪر اﻷﺳاس
للقانون ،فاﻷﺣكام الﱵ تﺼﺪر من اﳍيﺌات القﻀائية العليا تﺸكﻞ ﺳوابﻖ ﻗﻀائية ،ﲡمﻊ ﰲ تقنينات أو
ﳎموﻋات وتﺼﺒﺢ ملﺰمة للﺤكم ﰲ القﻀا الﻼﺣقة للمﺤكمة ذا ا ﰲ القﻀا اﳌماﺛلة واﶈاكم اﻷﺧرى
أﻗﻞ درﺟة ،فﺪور القاضي ﰲ هذا النظام ﻻ يقتﺼر ﻋلﻰ تطﺒيﻖ القانون ،وتﺼﺪر اﻷﺣكام ﰲ شكﻞ
منطوق مطول دون التقيﺪ بتسﺒيﺐ اﳊكم ،ﻷن ذلك يعتﱪ مساﺳا بكرامة القاضي ،فالقاضي ﰲ القانون
الﱪيطاﱐ ﻋنﺪما ينطﻖ ﳊكم ﻻيتﺒﻊ ﻗاﻋﺪة ﻋرض اﻷﺳﺒاب وإﳕا يقوم بوضﻊ مايعرف " ﲝكمة القرار "
أي السﺒﺐ اﳌنطقي الذي اﺳتنﺪ إليﻪ ﰲ ﺣكمﻪ ،ويعتﱪ ﲟﺜابة ﻗاﻋﺪة ﻗانونية تﺸكﻞ السابقة القﻀائية .
-2التﺸريﻊ :يعتﱪ التﺸريﻊ ﰲ بريطانيا اﳌﺼﺪر الﺜاﱐ بعﺪ القﻀاء ،ويعرف التﺸريﻊ لقانون الﱪﳌاﱐ
لتمييﺰه ﻋن القانون اﳌﺸﱰك ) الكومن لو ( ،ولﻪ صﻼﺣيات واﺳعة فيمكنﻪ ﺣﱴ تغيﲑ القواﻋﺪ الﺪﺳتورية،
وﻗﺪ ظهر بﱪيطانيا ﰲ اﻵونة اﻷﺧﲑة اهتمام متﺰايﺪ صﺪار نﺼوص تﺸريعية برﳌانية أو ﻋن ﻃرق
27
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
التفويﺾ ،ويﻌﻮد ذلﻚ لﻸﺳﺒاب التالﻴﺔ:
ـ ـ ـ ـ انﻀمام بريطانيا إﱃ اﻻﲢاد اﻷورﰊ ،اﻷمر الذي ﳛتم ﻋليها إصﺪار تﺸريعات تتﺠانﺲ مﻊ تﺸريعات
الﺪول اﻷﺧرى ﰲ اﻻﲢاد .
ـ ـ ـ ـ دﺧول بريطانيا ﰲ التنظيم اﻻﻗتﺼادي .
ـ ـ ـ ـ ﲤيﺰ التﺸريﻊ الﱪيطاﱐ بعﺪم وﺟود دﺳتور مكتوب ،لكن ﻻ ينفي وﺟود نﺼوص دﺳتورية مكتوبة تتمﺜﻞ
أﺳاﺳا ﰲ " اﳌيﺜاق الكﺒﲑ " الذي يعﺪ أﺳاس نظام اﳊكم ﰲ بريطانيا الﺼادر ﺳنة ،1215وﻗانون
الﱪﳌان الﺼادر ﺳنة ،1911واﳌعﺪل واﳌتمم بقانون . 1949
نﻴا :القانﻮن اﻷﻣريﻜﻲ:
يﺸﱰك القانون اﻷمريكي مﻊ القانون الﱪيطاﱐ ﰲ اﳌﺒادئ العامة ،وﳜتلف معﻪ ﰲ ﺟوانﺐ أﺧرى نظرا
للﺨﺼائﺺ الذاتية للقانون اﻷمريكي .
ﺧﺼاﺋﺺ القانﻮن اﻷﻣريﻜﻲ:يتميﺰ القانون اﻷمريكي ﲞﺼائﺺ ذاتية ﲡة ﻋن تﺒاين النظام السياﺳي،
والﺒنية اﳍيكلية اﻻﲢادية للوﻻ ت اﳌتﺤﺪة اﻷمريكية ،وهذه اﳋﺼائﺺ هي:
-1اﻻزدواﺟية :من ﺧﺼائﺺ القانون اﻷمريكي اﻻزدواﺟية ،أي ﻗانون فﺪراﱄ ،وﻗانون ﺧاص بكﻞ
وﻻية ،ﻷن ﰲ الوﻻ ت ﺳلطة إصﺪار القوانﲔ .
-2يعتمﺪ النظام اﻷمريكي ﻋﻞ دﺳتور مكتوب ،وﻋلﻰ نظام رﻗابة اﶈاكم ﻋلﻰ دﺳتورية القوانﲔ .
-3ﳎال تطﺒيﻖ مﺒادئ العﺪالة ﰲ القانون اﻷمريكي ﳏﺼور ﺟﺪا .
الﺒﻨﻴﺔ القانﻮنﻴﺔ للﻨﻈام القانﻮﱐ اﻷﻣريﻜﻲ:
ينﺤﺪر ا تمﻊ اﻷمريكي من شعوب ﳐتلفة ،ﳑا أدى إﱃ ازدواﺟية للهياكﻞ القانونية ،نظرا للطابﻊ
الفﺪراﱄ للﺪولة ،ﺣيﺚ تﺼﺪر تﺸريعات ﰲ الوﻻ ت اﳌتﺤﺪة من ﺳلطتﲔ :
اﻷوﱃ :ﺳلطة اﻻﲢاد .
الﺜانية :ﺳلطة الوﻻ ت .
وهذا مانتﺞ ﻋنﻪ اﺧتﻼف النﺼوص القانونية واﳊلول القﻀائية .
28
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
ﻣﺼادر القانﻮن اﻷﻣريﻜﻲ:
تعتمﺪ الوﻻ ت اﳌتﺤﺪة ﻋلﻰ مﺼﺪرين هامﲔ ﳘا :القﻀاء والتﺸريﻊ .
-1القضاء:
أ -التﻨﻈﻴﻢ القضاﺋﻲ ﰲ الﻮﻻ ت اﳌتﺤﺪة :يتكون من ﳎموﻋتﲔ من اﶈاكم - :ﳏاكم اﲢادية – ﳏاكم
ﻋلﻰ مستوى الوﻻ ت .
أوﻻ :ﳏاﻛﻢ اﻻﲢاد :تتكون من – ﳏاكم دﺳتورية – ﳏاكم اﻻﺳتﺌناف – اﶈكمة الﺪﺳتورية العليا .
-1اﶈاﻛﻢ الﺪﺳتﻮريﺔ :أنﺸﺌت ﲟقتﻀﻰ نﺺ دﺳتوري مقسمة ﻋلﻰ اﳌقاﻃعات ،ﻋﺪدها يتغﲑ من وﻻية
إﱃ أﺧرى ،يﺒلﻎ ﻋﺪدها اﻹﲨاﱄ 100ﳏكمة ،تﻀم 400ﻗاضيا ،يتكون بعﻀها من أﻗسام تﻀم 20
ﻗاضيا ،يفﺼﻞ ﰲ النﺰاع ﻗاض فرد ﲟساﻋﺪة موظف يتوﱃ ﲢﻀﲑ اﳌلف والقيام ﻹﺟراءات .
-2ﳏاﻛﻢ اﻻﺳتﺌﻨاف :أنﺸﺌت ﺳنة ،1891ﺪف التﺨفيف من أﻋﺒاء اﶈكمة الﺪﺳتورية العليا،
ﻋﺪدها ، 11اﲣذت مقرا ﳍا ﰲ الوﻻ ت الكﱪى ،تﻀم ﺣواﱄ 80ﻗاضيا ،تفﺼﻞ ﰲ القﻀا اﳌرفوﻋة
أمامها وفقا ﳌﺒﺪأ القﻀاء اﳉماﻋي بﺜﻼث ﻗﻀاة
-3اﶈﻜمﺔ الﺪﺳتﻮريﺔ الﻌلﻴا :يقﻊ مقرها ﰲ واشنطن ،تتﺄلف من رئيﺲ وﲦانية أﻋﻀاء ،تتمتﻊ
بﺼﻼﺣيات واﺳعة ،ﺣيﺚ تفﺼﻞ ﰲ اﻻﺳتﺌناف اﳌرفوع إليها ضﺪ أﺣكام اﶈاكم الﺪﺳتورية ،ماﻋﺪا
اﻻﺳتﺌنافات اﳌمنوﺣة ﶈاكم اﻻﺳتﺌناف ،وتفﺼﻞ ﰲ ﻗﻀا أﺧرى كمﺤكمة أول درﺟة .
-اﺧتﺼاص اﶈﻜمﺔ الﺪﺳتﻮريﺔ الﻌلﻴا ﻛﺠﻬﺔ اﺳتﺌﻨاف :تنظر ﰲ ﲨيﻊ القﻀا الﱵ ترفﻊ إليها ضﺪ
اﻷﺣكام الﺼادرة ﻋن اﶈاكم الﺪﺳتورية ،وﻋن اﶈاكم العليا للوﻻ ت ﰲ ﻗرارات اللﺠان اﻹدارية ﻋلﻰ
مستوى اﻻﲢاد .
-اﺧتﺼاص اﶈﻜمﺔ الﺪﺳتﻮريﺔ الﻌلﻴا ﻛﺠﻬﺔ أول درﺟﺔ:ﲣتﺺ كﺄول وآﺧر درﺟة لفﺼﻞ ﰲ
القﻀا التالية - :القﻀا اﳌرفوﻋة ﻷول مرة ضﺪ السفراء والوزراء واﳌمﺜلﲔ الﺪبلوماﺳيﲔ .
-القﻀا الﱵ يكون أﺣﺪ أﻃرافها أﺟنﺒيا .
-القﻀا اﳌرفوﻋة من وﻻية ضﺪ وﻻية أﺧرى .
-القﻀا اﳌرفوﻋة من مواﻃن وﻻية ضﺪ مواﻃن من وﻻية أﺧرى .
29
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
وللمﺤكمة ﺳلطة تقﺪيرية واﺳعة ﰲ ﻗﺒول الﺪﻋوى أو رفﻀها ،وﰲ ﺣالة ﻗﺒول الﺪﻋوى ﳝكنها أن توافﻖ
ﻋلﻰ اﳊكم ﲜميﻊ مﺸتمﻼتﻪ ،كما ﳝكنها إدﺧال تعﺪيﻼت تراها مناﺳﺒة ،وإذا ﻗﻀت ﰲ النﺰاع كﺄول
درﺟة تستنﺪ إﱃ السوابﻖ القﻀائية وﻗواﻋﺪ العﺪالة .
نﻴا :ﳏاﻛﻢ الﻮﻻ ت:ﲣتﺺ لفﺼﻞ ﰲ ﲨيﻊ اﳌنازﻋات الﱵ ﲣرج ﻋن اﺧتﺼاص اﶈاكم اﻻﲢادية،
وتﺒقﻰ أﺣكام ﳏاكم الوﻻ ت ﻗابلة للطعن فيها أمام اﶈكمة العليا اﻻﲢادية أو اﶈكمة الﺪﺳتورية العليا،
وتتكون ﳏاكم الوﻻ ت من:
-ﳏاكم اﳌقاﻃعات :أو ﳏاكم الﺼلﺢ وهي ﳏاكم أول درﺟة ،تفﺼﻞ ﰲ النﺰاع بقاض منفرد .
– ﳏكمة اﻻﺳتﺌناف -اﶈكمة العليا للوﻻية :وكﻼﳘا يفﺼﻞ ﰲ النﺰاع لقﻀاء اﳉماﻋي ،وﻗﺪ تستعﲔ
يﺌة من اﶈلفﲔ ،إذا ﻃلﺐ اﳉاﱐ أو اﳌﺪﻋي ذلك .
ب – السﻮاﺑﻖ القضاﺋﻴﺔ :السابقة القﻀائية هي اﳊكم الﺼادر ﻋن القاضي الذي ﻋليﻪ أن ﳚﺪ ﺣﻼ
ﻋادﻻ لكﻞ نﺰاع يعرض ﻋليﻪ ،ﺳواء للﺠوء إﱃ أﺣكام ﻗﻀائية ﺳابقة أو ﻻﺟتهاد ﻻﺳتناد إﱃ مﺒادئ
العﺪالة واﻹنﺼاف ،ونظرا ﻻزدواﺟية القوانﲔ وتعﺪد اﶈاكم ،ومرونة تفسﲑ اﻷﺣكام الﺪﺳتورية ،فإن
السابقة القﻀائية أصﺒﺤت تتميﺰ ﳌرونة ﳑا ﺟعﻞ اﺳتقرار السابقة القﻀائية أمرا صعﺒا ﰲ كﺜﲑ من
اﻷﺣيان ،لذلك كان ﻋلﻰ القاضي اﻷمريكي تسﺒيﺐ اﳊكم ،أي ذكر اﻻﻋتﺒارات الﱵ ﺟعلتﻪ ﺧذ
بسابقة معينة دون اﻷﺧرى ،أو اﻻﻋتﺒارات الﱵ دفعتﻪ إﱃ إنﺸاء ﺳابقة ﺟﺪيﺪة .
– 2التﺸريﻊ :يتمﺜﻞ التﺸريﻊ اﻷﺳاﺳي للوﻻ ت اﳌتﺤﺪة اﻷمريكية ﰲ الﺪﺳتور ،وتليﻪ القوانﲔ الﺼادرة
ﻋن الﱪﳌان ) اﻻﲢاد أو الكونغرس ( ،والقوانﲔ الﺼادرة ﻋن السلطة التﺸريعية ﰲ الوﻻية ،ﺣيﺚ ﳛتﻞ
الﺪﺳتور ﻗمة هرم التﺸريﻊ وهو القانون اﻷﺳاﺳي لﻼﲢاد والذي يعﱪ ﻋن رﻏﺒة الﺸعوب اﻷمريكية ﰲ
إنﺸاء اﲢاد متكامﻞ ﳛقﻖ العﺪالة واﻻﺳتقرار لكﻞ اﻷﺟيال .
ﳛظﻰ دﺳتور الوﻻ ت اﳌتﺤﺪة اﻷمريكية ﺣﱰام من ﲨيﻊ اﳌﺆﺳسات ،ﻷنﻪ ﳝﺜﻞ العهﺪ اﻻﺟتماﻋي الذي
يقرر اﳊقوق والواﺟﺒات لﻸفراد،ويرﺳم مﻼمﺢ ﺣكم فيﺪراﱄ تتوزع فيﻪ الﺼﻼﺣيات بﲔ أﺟهﺰة الوﻻ ت
اﳌتﺤﺪة واﻷﺟهﺰة اﳌركﺰية لﻼﲢاد .
30
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
يتﺄلف دﺳتور الوﻻ ت اﳌتﺤﺪة من مقﺪمة وﺳﺒﻊ مواد أدﺧلت ﻋليﻪ ﻋﺪة تعﺪيﻼت ،ويتميﺰ بﺜﻼث
ﺧﺼائﺺ أﺳاﺳية:
-1دﺳتور مكتوب كرس اﳌﺒادئ العامة ﳊقوق اﳌواﻃن والعﻼﻗة بﲔ اﳊاكم واﶈكوم ،وﺟاءت
صياﻏتﻪ ﻋامة مقررا للمﺒادئ واﻷﺣﺪاث العامة ركا التفﺼيﻼت ﻻﺟتهادات القﻀاء والتﺸريﻊ .
-2دﺳتور مرن ﰲ تفسﲑه ،ﺟامﺪ ﰲ تعﺪيلﻪ ،للقﻀاء ﺳلطة واﺳعة ﰲ تفسﲑ الﺪﺳتور ،لكن تعﺪيﻞ
الﺪﺳتور اشﱰط اﳌﺸرع إﺟراءات ﺧاصة .
-3تطﺒيﻖ مﺒﺪأ الرﻗابة ﻋلﻰ دﺳتورية القوانﲔ ،ﱂ ينﺺ الﺪﺳتور اﻷمريكي مﺒﺪأ رﻗابة القﻀاء ﻋلﻰ
دﺳتورية القوانﲔ ،إﻻ أن اﶈكمة العليا هي الﱵ أﻗرت وﻗررت أن النظر ﰲ مﺪى دﺳتورية
القوانﲔ للﺪﺳتور يﺪﺧﻞ ضمن اﺧتﺼاصها ،وﳚوز لﻸفراد العاديﲔ واﳍيﺌات الرﲰية تقﺪﱘ ﻃلﺐ
الطعن ﰲ دﺳتورية القوانﲔ ،ﺣيﺚ تتلقﻰ اﶈكمة الﺪﺳتورية العليا ﺣواﱄ 5000ﻃعنا ﺳنو
ﻹلغاء القوانﲔ الﺼادرة ﻋن ﺳلطة اﻻﲢاد أو الوﻻ ت ﻋن ﻋﺪم دﺳتوريتها .
ﻣﺼادر القانﻮن ﰲ الﻨﻈام اﻷﳒلﻮﺳاﻛسﻮﱐ
القضاء :ﳛتﻞ القﻀاء اﳌرتﺒة اﻷوﱃ ،ويليﻪ التﺸريﻊ ،وﰲ اﳌرتﺒة اﻷﺧﲑة العرف والفقﻪ .
ويتميﺰ التنظيم القﻀائي ﰲ الﺪول الﱵ تنتهﺞ هذا النظام بوﺟود ﻗﻀاء ﻋاﱄ ،وﻗﻀاء أﺳفﻞ ،وأﺣكام
القﻀاء العاﱄ هي الﱵ تﺸكﻞ السوابﻖ القﻀائية اﳌلﺰمة ،أما ﻗرارات القﻀاء اﻷدﱏ فهي تﺆﺛر ﻋلﻰ
ﺳﲑ القﻀا الﻼﺣقة لكن تتمتﻊ لﺼفة اﻹلﺰامية ،واﳌلﺰم ﰲ القرار هو ﺣكمة القرار ،والقاضي هو
الذي يكﺸف ﻋن اﳊكمة ،وتنﺸر السوابﻖ القﻀائية ﰲ ﳎموﻋات ﺧاصة .
التﺸريﻊ :أما التﺸريﻊ فهو ﳛتﻞ اﳌرتﺒة الﺜانية ،وهو يكمﻞ الﺒنية القانونية اﳌتكونة أﺳاﺳا من القﻀاء ،
ويتﻀمن التﺸريﻊ اﻷﺳاﺳي ) الﺪﺳتور ( ﺳواء كان مكتو أو ﻋرفيا ،كما يتﻀمن التﺸريﻊ العادي ،
ووظيفة التﺸريﻊ ﲪاية اﳊقوق اﻷﺳاﺳية واﳊﺪ من تعسف السلطات ،وﻻ ﺧذ التﺸريﻊ الﺼفة اﳌلﺰمة
إﻻ بعﺪ تطﺒيقﻪ من ﻃرف القﻀاة
وﻗﺪ ازدادت أﳘية التﺸريﻊ ﰲ اﻵونة اﻷﺧﲑة نظرا لعﺪم مﻼءمة اﻷﺳلوب التقليﺪي اﳌتﺼﻞ ﰲ إنﺸاء
القواﻋﺪ القانونية من ﻃرف القﻀاء ﳌتطلﺒات اﳊياة اﻻﻗتﺼادية الﱵ تتميﺰ لسرﻋة لكن هذا التطور
31
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
يﺒقﻰ ﳏﺪودا ،ويﺒقﻰ ﻗانون هذه العائلة ﻗﻀائيا أصﻼ ،ﻷن القوانﲔ التﺸريعية مﻊ أﳘيتها تﺒقﻰ مرهونة
بتﺪﺧﻞ القﻀاء ﰲ تطﺒيقها ،كما أن الﺪﻋوة القﻀائية يسيطر ﻋليها القاضي ،وﻻ توﺟﺪ ﺟرائﺪ رﲰية
ﰲ هذا النظام .
الﻌرف :مﺼﺪر نوي ،وﻗﺪ لعﺐ دورا هاما ﰲ تكوين ﻗواﻋﺪ الكومن لو ،وﻻ يكتسﺐ العرف القوة
القانونية إﻻ ﰲ ﺣالة تكريسﻪ ﻗﻀائيا أو تﺸريعيا .
أﻣا الﻔقﻪ :فهو مﺼﺪر نوي أيﻀا ،يستعان بﻪ ﰲ إنﺸاء ﺳوابﻖ ﻗﻀائية ﺟﺪيﺪة ،ويتكون من
مﺆلفات الفقهاء ،ومن اﻷﺣكام القﻀائية الﱵ ﻻ تﺸكﻞ ﺳوابﻖ ﻗﻀائية ملﺰمة .
ﺛﲑ الﻔقﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋلﻰ ﺗﻜﻮيﻦ القانﻮن اﻹﳒلﻴﺰي
كﻞ من درس القانون اﳌقارن يعرف أن هناك كﺜﲑاً من أوﺟﻪ الﺸﺒﻪ بﲔ ﻗواﻋﺪ الفقﻪ اﻹﺳﻼمي وﻗواﻋﺪ
النظام القانوﱐ اﻷﳒلو أمريكي اﳌعروف ) لقانون العمومي( .(Common Lawإﻻ أن هناك
بعﺾ الﺪراﺳات اﳉﺪيﺪة ذهﺒت إﱃ أبعﺪ من ذلك ،وبﺪأت تﱪهن ﻋلﻰ أن القانون اﻹﳒليﺰي ﻗﺪ ﺛر ﰲ
فﱰة تكوينﻪ ﰲ القرن الﺜاﱐ ﻋﺸر بﺒعﺾ ﻗواﻋﺪ الفقﻪ اﻹﺳﻼمي ،وﺧاصة لنسﺒة لنظرية العقﺪ ودﻋوى
اﻻﺳتﺤقاق اﳋاصة ﲝماية اﳊيازة واﳌلكية ،وأن النظام القائم ﻋلﻰ السوابﻖ القﻀائية وﲢليﻞ الوﻗائﻊ
ليﺲ إﻻ تطﺒيقاً لنظم الفتوى وﻗواﻋﺪ اﳉﺪل واﳌناظرات وأﺳاليﺐ أصول الفقﻪ اﻹﺳﻼمي.
والكﺜﲑ من ﻗواﻋﺪ القانون اﻹﳒليﺰي ظهرت ﰲ القرنﲔ الﺜاﱐ ﻋﺸر والﺜالﺚ ﻋﺸر أﺛناء ﺣكم هنري الﺜاﱐ
) (1189- 1154وﻻ ﳝكن إرﺟاﻋها إﱃ القانون الكنسي وﻻ إﱃ القانون الروماﱐ ،وﳒﺪها ﰲ فﱰة
اﺣتﻼل النورمان اﳌتﺰامن ﳉﺰيرة صقلية ﰲ ﺟنوب إيطاليا ﰲ 1061م واﳉﺰيرة الﱪيطانية ﰲ 1066م،
ﺣيﺚ وﺟﺪ النورمان ﰲ صقلية ﺣﻀارة إﺳﻼمية مﺰدهرة تطﺒﻖ فيها ﻗواﻋﺪ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية و ﺛروا ا
وانتقلت إﱃ إﳒلﱰا ﰲ الفﱰة الﱵ كان القانون اﻹﳒليﺰي الـ ) (Common Lawﰲ فﱰة التكوين.
وكان وﺟود الفقهاء ﰲ صقلية واﺳتمرار تطﺒيﻖ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية ﻋلﻰ اﳌسلمﲔ ا مناﺳﺒةً للتعرف ﻋلﻰ
ﺣﻀارة اﳌسلمﲔ والتﺤقﻖ من مﻼءمة ﻗواﻋﺪ الفقﻪ اﻹﺳﻼمي ﰲ تسيﲑ أمور الﺪولة وتنظيم اﳌعامﻼت
بﲔ اﻷفراد.
32
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
40
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
ﺳادﺳا :ﺻﻼحﻴﺔ الﺸريﻌﺔ لﻜﻞ زﻣان وﻣﻜان :أﺣكام الﺸريعة صاﳊة لكﻞ زمان ومكان ﻷ ا من لﺪن
ﺣكيم ﺧﺒﲑ وﻷ ا ﲢفﻆ لﻺنسان توازنﻪ ﰲ بنائﻪ وتكوينﻪ وتلﺒية مطالﺐ ﺣياتﻪ ﰲ شكﻞ متكامﻞ واضﺢ
ومرن ،وهي نوﻋان :ﻗواﻋﺪ ﺧاصة لعﺒادات ،وﻗواﻋﺪ ﺧاصة ﳌعامﻼت .
اﳌﺒﺤﺚ الراﺑﻊ :أﺳس التﺸريﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ
يقوم التﺸريﻊ اﻹﺳﻼمي ﻋلﻰ أﺳﺲ وركائﺰ فريﺪة تكسﺒﻪ الﺼﻼﺣية لكﻞ زمان ومكان و إنسان ،وأهم
تلك اﻷﺳﺒاب ما ﰐ:
أوﻻ :التﻴسﲑ و رﻓﻊ اﳊرج
ومن مظاهره ﻗلة التكاليف الﱵ فرضت ﻋلﻰ اﻹنسان ،وإ ﺣة اﶈظورات ﻋنﺪ الﻀرورات ،و يتﺠلﻰ هﺪا
اﻷﺳاس ﰲ كﺜﲑ من اﻵ ت القرآنية واﻷﺣاديﺚ النﺒوية منها ﻗولﻪ تعاﱃ) :ﻻ يكلف ﷲ نفسا إﻻ
وﺳعها . [ 27] (...وﻗال تعاﱃ ) :وﻣا ﺟﻌﻞ ﻋلﻴﻜﻢ ﰲ الﺪيﻦ ﻣﻦ حرج ( ] [ 28وﻗال تعاﱃ ) :ﻣا
يريﺪ ﷲ لﻴﺠﻌﻞ ﻋلﻴﻜﻢ ﻣﻦ حرج[ 29]«...
ويﺆكﺪ الرﺳول صلﻰ ﷲ ﻋليﻪ و ﺳلم ذلك اﻷﺳاس ﰲ أﺣاديﺚ كﺜﲑة منها ) :يسروا وﻻ ﺗﻌسروا (
وأوصﻰ اﺛنﲔ من الﺼﺤابة ﻗائﻼ ) :يسرا وﻻ ﺗﻌسرا وﺑﺸرا وﻻ ﺗﻨﻔرا (
نﻴا :رﻋايﺔ ﻣﺼاﱀ الﻨاس
إن اﳌتتﺒﻊ ﻷﺣكام الﺸريعة اﻹﺳﻼمية يتﺠلﻰ لﻪ أن اﳌراد منها ﲢقيﻖ مﺼاﱀ الناس ،وهذا من مقتﻀيات
ﻋمومية الﺸريعة و صﻼﺣيا ا لكﻞ زمان ومكان ،ومن النﺼوص الﱵ تﺸﲑ إﱃ ذلك ﻗولﻪ تعاﱃ) :وﻣا
أرﺳلﻨاك إﻻ رﲪﺔ للﻌاﳌﲔ ( ]اﻷنﺒياء [ 107 :وﻗولﻪ تعاﱃ) :ونﻨﺰل ﻣﻦ القرآن ﻣا ﻫﻮ ﺷﻔاء و رﲪﺔ
للمﺆﻣﻨﲔ](...اﻻﺳراء[ 82 :
ومن السنة النﺒوية ﻗولﻪ ﻋليﻪ الﺼﻼة و السﻼم ) :ﻻ ﺿرر وﻻ ﺿرار (
ويستنتﺞ من تلك النﺼوص أن الﺸريعة مﺒناها و أﺳاﺳها ﻋلﻰ اﳊكم و مﺼاﱀ العﺒاد ﰲ اﳌعاش و اﳌعاد،
و هي ﻋﺪل كلها ،و رﲪة كلها ،و مﺼاﱀ كلها ،و ﺣكمة كلها ،فكﻞ مسﺄلة ﺧرﺟت ﻋن العﺪل إﱃ
اﳉور ،و ﻋن الرﲪة إﱃ ضﺪها ،وﻋن اﳌﺼلﺤة إﱃ اﳌفسﺪة ،وﻋن اﳊكمة إﱃ العﺒﺚ ليست من الﺸريعة
41
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
وإن أدﺧلت فيها لتﺄويﻞ...
لﺜا :ﲢقﻴﻖ الﻌﺪل ﺑﲔ الﻨاس
فهذا من اﻷﺳﺲ القوية الﱵ يعتمﺪ ﻋليها التﺸريﻊ اﻹﺳﻼمي ،وﻗﺪ تظافرت النﺼوص ﻋلﻰ ترﺳيﺨﻪ؛ إذ
ﳒﺪ نﺼوصا تﺪﻋو إﱃ إﻗامة العﺪل ،و أﺧرى تنفر من الظلم ،فمن النﺼوص الﱵ تﺪﻋو إﻗامة العﺪل ما
يلي ) :إن ﷲ ﻣرﻛﻢ لﻌﺪل واﻹحسان و إيتاء ذي القرﰉ] (...النﺤﻞ [ 90 :وﻗولﻪ تعاﱃ):إن ﷲ
ﻣرﻛﻢ أن ﺗﺆدوا اﻷﻣا ت إﱃ أﻫلﻬا ،وإذا حﻜمتﻢ ﺑﲔ الﻨاس أن ﲢﻜمﻮا لﻌﺪل] (...النساء58 :
ولﻮ ﻋلﻰ أنﻔسﻜﻢ أو الﻮالﺪيﻦ [وﻗولﻪ تعاﱃ ) :أيﻬا الذيﻦ آﻣﻨﻮا ﻛﻮنﻮا ﻗﻮاﻣﲔ لقسﻂ ﺷﻬﺪاء
واﻷﻗرﺑﲔ] (...النساء. [ 135 :
ومن النﺼوص الﱵ تنفر من الظلم ما يلي) :وﻻ ﲢسﱭ ﷲ ﻏاﻓﻼ ﻋما يﻌمﻞ الﻈاﳌﻮن إﳕا يِﺆﺧرﻫﻢ لﻴﻮم
ﺗﺸﺨﺺ ﻓﻴﻪ اﻷﺑﺼار (]ابراهيم ، [ 42 :وﻗال الرﺳول ﷺ) :الظلم ظلمات يوم القيامة ( وﻗال) :إﳕا
أهلك الذين من ﻗﺒلكم أ م كانوا إذا ﺳرق فيهم الﺸريف تركوه ،وإذا ﺳرق فيهم الﻀعيف أﻗاموا ﻋليﻪ
اﳊﺪ ،وأﱘ ﷲ لو أن فاﻃمة بنت ﷴ ﺳرﻗت لقطعت يﺪها ( .
راﺑﻌا :التﺪرج ﰲ التﺸريﻊ
إن القرآن والسنة ﱂ تيا ﲨلة واﺣﺪة ،بﻞ اﺳتغرﻗا مﺪة الرﺳالة كلها ،كما أن أﺣكامهما شرﻋت تﺪرﳚيا
ﲢقيقا ﳊكم ﺟليلة ورد بعﻀها فيما ﺳﺒﻖ ،وﲣفيفا ﻋلﻰ الناس ،ﲤاشيا مﻊ فطرة اﻹنسان الﱵ يتطلﺐ
التعامﻞ معها التﺰام التﺪرج لتغيﲑها وﺣسن اﻻرتقاء ا كما أن التﺪرج يتﻼءم مﻊ منهﺞ التغيﲑ بﺸكﻞ
ﻋام ،إذ ﻻ ﳝكن تغيﲑ أوضاع ا تمعات لتتفﻖ مﻊ الﺸريعة إﻻ ﺳلوب التﺪرج .
اﳌﺒﺤﺚ اﳋاﻣس :اﳌﻮازنﺔ ﺑﲔ التﺸريﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ والقانﻮن الﻮﺿﻌﻲ
من ﺧﻼل ﲤعننا ﰲ ﺧﺼائﺺ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية وأﺳﺲ التﺸريﻊ اﻹﺳﻼمي اﳌذكورة آنفا يتﺠلﻰ لنا الﺒعﺪ
القائم بﲔ التﺸريﻊ اﻹﺳﻼمي والقانون الوضعي ،وﳝكن إبراز ذلك فيما يلي:
أوﻻ :ﻣﻦ حﻴﺚ اﳌﺼﺪر
إن التﺸريﻊ اﻹﺳﻼمي مﺼﺪره اﻷﺳاس الوﺣي )القرآن و السنة( ،إضافة إﱃ اﳌﺼادر اﻷﺧرى الﱵ ﻻ ﲣرج
ﻋن إﻃاره ،بينما القانون الوضعي مﺼﺪره اﻹنسان ،ومهما بلﻎ هذا اﻹنسان من ﻋلم فإنﻪ ﻻ يستطيﻊ أن
42
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
يتﺨلﺺ من ﺧﺼائﺼﻪ اﳌتمﺜلة ﰲ الﻀعف واﳍوى وﻋﺪم الكمال وﻏﲑها ،تلك الﱵ ﳒﺪها ﰲ أي ﻗانون
وضعي صادر ﻋنﻪ مهما ارتقﻰ وﻋﻼ.
نﻴا :ﻣﻦ حﻴﺚ ارﺗﺒاﻃﻬا ﻷﺧﻼق
ارتﺒط التﺸريﻊ اﻹﺳﻼمي ﻷﺧﻼق بﺸكﻞ واضﺢ ،وذلك يﺒﺪو ﰲ تقريره ﳉملة من اﳌﺒادئ ،منها مﺒﺪأ
ترﺟيﺢ اﳌﺼلﺤة العامة ﻋلﻰ اﳌﺼلﺤة اﳋاصة ﻋنﺪ التعارض و تقريره ﳊﻖ اﳉوار ،ﻗال تعاﱃ) :واﻋﺒﺪوا ﷲ
وﻻ ﺗﺸرﻛﻮا ﺑﻪ ﺷﻴﺌا و لﻮالﺪيﻦ إحسا وﺑذي القرﰉ واﳌساﻛﲔ واﳉار اﳉﻨب والﺼاحب ﳉﻨب(...
]النساء. [ 36 :
وﻗال الرﺳول ﷺ ) :ما زال ﺟﱪيﻞ يوصيﲏ ﳉار ﺣﱴ ظننت أنﻪ ﺳيورﺛﻪ ( ،واﻷمر نفسﻪ يتﺠلﻰ ﰲ
تﺸريﻊ الﺰكاة ،ﻗال تعاﱃ ) :ﺧذ ﻣﻦ أﻣﻮاﳍﻢ ﺻﺪﻗﺔ ﺗﻄﻬرﻫﻢ وﺗﺰﻛﻴﻬﻢ ا](...التوبة. [ 103 :
وتلك اﳌعاﱐ اﻷﺧﻼﻗية ﻻ وﺟود ﳍا ﰲ القانون الوضعي.
لﺜا :ﻣﻦ حﻴﺚ اﳉﺰاء
إن التﺸريﻊ اﻹﺳﻼمي ﳚعﻞ من اﳉﺰاء )ﺛوا وﻋقا ( ﻋلﻰ أفعال اﻹنسان ﰲ الﺪنيا واﻵﺧرة ،ﰲ الﺪنيا
ﻋلﻰ أﻋمال اﳉوارح ،وﰲ اﻵﺧرة ﻋلﻰ أﻋمال القلوب ،من أﺟﻞ ذلك ﳛﺲ اﳌسلم بوازع يﺪﻋوه إﱃ تطﺒيﻖ
أﺣكام الﺸريعة ،ﰲ ﺣﲔ ﳒﺪ القانون الوضعي ﳚعﻞ العقاب والﺜواب ﰲ الﺪنيا فقط دون اﻵﺧرة.
اﳌﺒﺤﺚ السادس :الﺒﻨﻴﺔ القانﻮنﻴﺔ للﺸريﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ :تﺸتمﻞ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية ﻋلﻰ نوﻋﲔ من
اﻷﺣكام العملية الﱵ تتعلﻖ ﻋمال اﻹنسان :ﻋﺒادات ومعامﻼت .
والذي يهمنا ﰲ هذا اﳌقام النوع الﺜاﱐ وهو اﳌﻌاﻣﻼت :وهي اﻷﺣكام اﳌتعلقة ﻋمال اﻹنسان وتﺼرفاتﻪ
الﱵ يقﺼﺪ ا تنظيم ﻋﻼﻗتﻪ مﻊ ﻏﲑه ،كالﺒيوع والرهن والﺸركة ،واﻷﺣوال الﺸﺨﺼية ...وﻏﲑها ،وﻗﺪ
وردت ﰲ اﳌﺼﺪرين اﻷﺳاﺳيﲔ ) القرآن والسنة ( ﻋلﻰ نوﻋﲔ :نوع ﻋام ونوع تفﺼيلي
الﻨﻮع اﻷول)ﻋام ،أو إﲨاﱄ( :مﺒادئ ﻋامة أو كلية أو أﺣكام بﺼورة ﳎملة ،وتركت لﻸشﺨاص
إمكانية وضﻊ اﳉﺰئيات وفقا ﳊاﺟات الﺰمان واﳌكان ،وﻗﺪ تﻀمنت هذه اﳌﺒادئ ﳌقارنة مﻊ أﺣكام
القوانﲔ اﳊالية .
43
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
الﻨﻮع الﺜاﱐ )تفﺼيلي( :وهي أﺣكام تتعلﻖ لقانون الﺪوﱄ العام ،وأﺧرى تتعلﻖ لقانون الﺪوﱄ اﳋاص
،وأﺧرى لﺪﺳتور ،وأﺧرى تتعلﻖ ﳌسائﻞ اﳉﺒائية واﳌالية ،وأﺣكاما كﺜﲑة تتعلﻖ لقانون التﺠاري
واﳌﺪﱐ ،و ﻷﺣوال الﺸﺨﺼية ،ﺳواء ما تعلﻖ منها لﺰواج والطﻼق والوصاية والكفالة واﳌﲑاث ...والﱵ
نظمها الﺸارع أﺣسن تنظيم واﺳتعمﻞ ﰲ تطﺒيقها وﺳائﻞ تقنية ﱂ تكن معروفة ﰲ ذلك الوﻗت .
اﳌﺒﺤﺚ الساﺑﻊ :التﻨﻈﻴﻢ القضاﺋﻲ ﰲ الﻨﻈام اﻹﺳﻼﻣﻲ
أﻗامت الﺪولة اﻹﺳﻼمية نظاما ﻗﻀائيا ﻋلﻰ أﺳاس مﺒادئ العﺪالة واﻹنﺼاف ،وﻗﺪ كان الرﺳول ﷺ
واﳋلفاء الراشﺪون من بعﺪه ﳚلسون كقﻀاة لتسوية اﳋﻼفات والنﺰاﻋات بﲔ اﳌسلمﲔ ،ﰒ تطور اﻷمر
فﺄصﺒﺢ اﳉهاز القﻀائي مستقﻼ ،وكان يﺸﱰط ﰲ القاضي توافر شروط تقﱰب من شروط اﳋليفة من
بينها :أن يكون مسلما ،ذكرا ،ﺣرا ،لغا ،ﺳليم اﳊواس من ﲰﻊ وبﺼر ،ﳎتهﺪا ) فقيها ﰲ شﺆون
العﺒادات واﳌعامﻼت ( .
ومن صﻼﺣياتﻪ تسوية اﳋﻼفات ﰲ اﳌسائﻞ اﳌﺪنية واﳉنائية ،كما كان يقوم دارة أموال اليتامﻰ
واﳌفقودين وﻋﺪﳝي اﻷهلية ،ويقوم بتنفيذ الوصا ،وكان يساﻋﺪ ﰲ ذلك اﻷﻋوان ،ويستعﲔ القﻀاة
لكتاب واﳌﱰﲨﲔ واﳋﱪاء .
وتطور النظام القﻀائي ﰲ العهﺪ العﺒاﺳي وأﺧذ شكﻞ القﻀاء اﳉماﻋي ،إذ ينظر ﰲ اﳌسﺄلة الواﺣﺪة ﻋﺪد
من القﻀاة كانوا يتعاونون من أﺟﻞ إﳚاد ﺣلول للمسائﻞ اﻻﺟتهادية الﱵ ﱂ ينﺺ ﻋليها القرآن وﻻ السنة
النﺒوية .
كما كان القاضي يستعﲔ مناء بيت اﳌال ،ﺣيﺚ يكلفهم ﲝفﻆ أموال القﺼر وتسيﲑها ،والﱰكات
واﶈافظة ﻋليها ،إﱃ ﺟانﺐ القﻀاء العادي وﺟﺪت أنظمة ﻗﻀائية ﺧاصة وهي :اﳊسﺒةـ ،اﳌظاﱂ،
والﺸرﻃة .
-1نﻈام اﳊسﺒﺔ :من بﲔ اﻷنظمة الﱵ أوﺟﺪ ا الﺸريعة اﻹﺳﻼمية لتسوية النﺰاﻋات ومعاﻗﺒة اﳌتسﺒﺐ ﰲ
ارتكاب اﳌﺨالفات إنﺸاء نظام اﳊسﺒة ،ويﺪﺧﻞ ﰲ اﺧتﺼاص هذا النظام النظر ﰲ اﳌسائﻞ اﳌتعلقة
ﻷمن وراﺣة السكان والنظافة ،ﺧاصة نظافة اﻷﺳواق والﺸوارع ،وﻏﲑها من اﳌسائﻞ الﱵ هي اليوم من
اﺧتﺼاص الﺸرﻃة ،ومتابعة اﳌﻀاربة وﻗمﻊ الغﺶ ومراﻗﺒة صناﻋة اﳌنتوﺟات واﻷﻃعمة واﻷلﺒسة ومراﻗﺒة
44
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
اﳌوازين ) القياﺳات القانونية ( .
كما يتوﱃ اﶈتسﺐ النهي ﻋن الكذب واﳋيانة ويﺆدب مرتكﺐ ذلك ،كما يتوﱃ أﺧذ الرﺳوم من
أصﺤاب السفن ،واﳊكم ﻋلﻰ أصﺤاب اﳌﺒاﱐ اﻵيلة للسقوﻃـ ،وﳛكم فيما يﻼﺣظﻪ من ﲡاوزات،
ويتوﱃ تنفيذ اﻷﺣكام .
– 2نﻈام اﳌﻈاﱂ :نظام ﳜتﺺ لنظر ﰲ الﺪﻋاوى اﳌتعلقة ﳌنازﻋات بﲔ اﳊاكم واﶈكوم والﱵ يعﺠﺰ
ﻋن ﺣلها اﶈتسﺐ ،كالقﻀا اﳌتعلقة ﻻﻋتﺪاء ﻋلﻰ أموال اﳋﺰينة واﻷﺧطاء اﳌرتكﺒة من الوﻻة وأصﺤاب
اﳌراكﺰ السياﺳية ﰲ الﺪولة .
– 3نﻈام الﺸرﻃﺔ :نظام مساﻋﺪ للقﻀاء مهمتﻪ ﺣفﻆ اﻷمن ،كما تقوم الﺸرﻃة بتنفيذ اﻷﺣكام لنسﺒة
للقﻀا الﱵ ينظر فيها القﻀاء العام الذي ﻻ يتمتﻊ بﺼﻼﺣية التنفيذ اﳌﺒاشر ،ﻋكﺲ القﻀاء اﳋاص )
اﳊسﺒة ( الذي يقوم بتنفيذ اﻷﺣكام الﺼادرة ﻋنﻪ .
اﳌﺒﺤﺚ الﺜاﻣﻦ :ﻣﺼادر التﺸريﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ:
مﺼادر التﺸريﻊ اﻹﺳﻼمي هي اﻷدلة الﱵ تستنﺪ إليها الﺸريعة اﻹﺳﻼمية ،وهي نوﻋان :مﺼادر أصلية أو
رﲰية ،ومﺼادر اﺣتياﻃية فرﻋية .
اﳌﺼادر اﻷﺻلﻴﺔ :هي القرآن الكرﱘ ،والسنة النﺒوية
أوﻻ– القرآن الﻜرﱘ :هو اﳌﺼﺪر اﻷﺳاس للﺸريعة اﻹﺳﻼمية ،ويتفﻖ الفقهاء ﻋلﻰ أن اﻵ ت القرآنية
اﳌتعلقة ﳌعامﻼت ﻗﺪ نﺰلت ﻋلﻰ النﱯ ﷺ ﰲ اﳌﺪينة بعﺪ اﳍﺠرة ،ﺣيﺚ نﺰلت 70آية تتعلﻖ ﻷﺣوال
الﺸﺨﺼية 30 ،آية تتعلﻖ ﳌسائﻞ اﳉنائية 20 ،آية تتعلﻖ لقﻀاء والسيادة ،و 70آية تتعلﻖ
ﳌعامﻼت اﳌﺨتلفة .
وتنقسم اﳉرائم ﰲ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية إﱃ ﺛﻼث فﺌات:
-1ﺟراﺋﻢ اﳊﺪود :وهي اﳉرائم اﶈﺪدة ﻋقو ا شرﻋا وهي ﺳﺒعة :ﺟرﳝة السرﻗة ،الﺰ ،شرب اﳋمر،
الﺒغي ،القذف ،الردة ،اﳊرابة .
45
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
– 2ﺟراﺋﻢ القﺼاص :وتتعلﻖ ﻻﻋتﺪاءات اﳉسﺪية الﱵ تﺼيﺐ اﻹنسان ،كالقتﻞ العمﺪي ،أو ﻏﲑ
العمﺪي ،الﻀرب واﳉرح ،ﺣيﺚ أن ﻋقوبة القتﻞ العمﺪي هي القﺼاص مﻊ الﺪية ،أما اﳉرح والﻀرب
فعقوبتﻪ هي اﳌماﺛلة.
– 3ﺟراﺋﻢ التﻌﺰير :وهي اﳉرائم الﱵ ﲣرج ﻋن دائرة ﺟرائم القﺼاص واﳊﺪود ،وﱂ يرد بﺸﺄ ا نﺺ ﳛﺪد
ﻋقوبتها مﻊ ﺛﺒوت ﲡرﳝها والنهي ﻋن ارتكا ا كﺠرﳝة الر والرشوة وﻏﲑها ،وتتغﲑ بتغﲑ الظروف اﳌكانية
والﺰمانية ،وللقاضي ﺳلطة تقﺪيرية واﺳعة لتﺤﺪيﺪ ﻋقوبة هذه اﳉرائم .
نﻴا :السﻨﺔ الﻨﺒﻮيﺔ:هي اﳌﺼﺪر اﻷصلي الﺜاﱐ للﺸريعة اﻹﺳﻼمية ،وتﺸتمﻞ ﻋلﻰ أﻗوال وأفعال وتقريرات
النﱯ ﷺ .
اﳌﺼادر اﻻحتﻴاﻃﻴﺔ:
اﻻﺟتﻬاد :كان النﱯ ﷺ ﳛﺚ أصﺤابﻪ ﻋلﻰ اﻻﺟتهاد فيما ﻻ نﺺ فيﻪ ،واﺳتمرت الﺸريعة ﰲ ﳕوها
بعﺪ وفاة النﱯ ﷺ بفﻀﻞ اﺟتهاد اﳋلفاء الراشﺪين معتمﺪين ﰲ ذلك ﻋلﻰ ﻃرق ﳐتلفة كالقياس
واﻻﺳتنﺒاط من اﻷﺣكام الكلية واﳌﺒادئ العامة الواردة ﰲ القرآن والسنة ،إذ كان أبو بكر الﺼﺪيﻖ
ﻋنﺪما ﻻ ﳚﺪ ﺣكما ﰲ مسﺄلة معينة يسﺄل الﺼﺤابة هﻞ ﻋلمتم أن الرﺳول ﷺ ﻗﻀﻰ ﰲ هذا الﺸﺄن،
فإن ﻗالوا نعم ،ﻗﻀﻰ ﲟا ﻗﻀﻰ بﻪ النﱯ ،وهكذا كان يفعﻞ اﳋلفاء الراشﺪون بعﺪ أﰊ بكر ،ﺣيﺚ كانوا
يقيسون ﻋلﻰ ﻗواﻋﺪ الكتاب والسنة ،وﳚتهﺪون فيما ﻻ ﳚﺪون فيﻪ نﺼا ،فإذا اﺟتمﻊ رأيهم ﻋلﻰ ﺣكم ﰎ
القﻀاء بﻪ ،وأصﺒﺢ اﻹﲨاع ﳝﺜﻞ مﺼﺪرا من اﳌﺼادر اﻻﺣتياﻃية للتﺸريﻊ اﻹﺳﻼمي ،واﺳتمر الوضﻊ إﱃ
أن ظهرت ﺧﻼفات ﰲ ﻃرق اﻻﺟتهاد بﲔ مﺪرﺳتﲔ:
ﻣﺪرﺳﺔ أﻫﻞ اﳊﺪيﺚ ﳊﺠاز :ويتﺰﻋمها اﻹمام مالك ،وتﻀيﻖ من ب اﻻﺟتهاد ﻷنﻪ ﻗﺪ يﺆدي إﱃ
اﳋطﺄ .
ﻣﺪرﺳﺔ أﻫﻞ الرأي لﻌراق :ويتﺰﻋمها اﻹمام أبو ﺣنيفة ،وكانت تعتمﺪ ﻋلﻰ اﻻﺟتهاد ﰲ ﲨيﻊ اﳌسائﻞ
الﱵ ﱂ يرد فيها نﺺ ﰲ القرآن الكرﱘ أو السنة النﺒوية .
وظهرت ﻃرق أﺧرى ﻏﲑ اﻹﲨاع والقياس ،كما ظهرت مذاهﺐ ﳐتلفة ﰲ ﳎال اﺧتﻼف الفقهاء فيها ﱂ
يكن ﰲ الكليات وإﳕا انﺼﺐ ﻋلﻰ اﳉﺰئيات ،وﱂ يكن كذلك ﰲ أﺣكام العﺒادات بﻞ اﳌعامﻼت ،ﺣيﺚ
46
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
كانوا ﳚتهﺪون من أﺟﻞ تطوير الﺸريعة وفقا للمﺼاﱀ العامة واﳋاصة مادام اﻷمر ﻻ يتعارض مﻊ نﺺ
شرﻋي ،انطﻼﻗا من بعﺾ القواﻋﺪ الفقهية منها ﻗاﻋﺪة " اﻷصﻞ ﰲ اﻷشياء اﻹ ﺣة " وﻗاﻋﺪة " اﻷصﻞ
ﰲ الذمم الﱪاءة " ...وﻏﲑها ،ﺣيﺚ ﳉﺄ الفقهاء إﱃ اﺳتنﺒاط اﳊلول ،إذا وﺟﺪت مﺼلﺤة تقتﻀي ذلك
اﳌﺒﺤﺚ التاﺳﻊ :ﺛر القانﻮن الﻮﺿﻌﻲ لﺸريﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺛرت ﻗوانﲔ الﺪول العربية ﺣكام الﺸريعة اﻹﺳﻼمية كمﺼﺪر للقانون الوضعي ،ﺣيﺚ ﺧذ بعﺾ
الﺪول ا كمﺼﺪر أول للتﺸريﻊ كاﳌملكة العربية السعودية ،ﰲ ﺣﲔ ﲡعﻞ دول أﺧرى ﻗواﻋﺪ الﺸريعة
اﳌﺼﺪر الﺜاﱐ بعﺪ التﺸريﻊ كاﳉﺰائر وليﺒيا ،وتﻀﻊ دول أﺧرى ﻗواﻋﺪ الﺸريعة ﰲ اﳌرتﺒة الﺜالﺜة بعﺪ التﺸريﻊ
والعرف ،وﻗﺪ أدﺧلت الﺪول العربية بطريقة مﺒاشرة أو ﻏﲑ مﺒاشرة ﳎموﻋة من مﺒادئ الﺸريعة ضمن
ﻗوانينها الﺪاﺧلية ،فقﺪ اﺳتمﺪت معظم الﺪول العربية ﻗانون اﻷﺣوال الﺸﺨﺼية منها ،كما تﻀمنت ﻗوانﲔ
أﺧرى ﺧاصة القانون اﳌﺪﱐ أﺣكاما مستمﺪة من الﺸريعة ،نتطرق إﱃ بعﻀها:
- 1اﻻﻋﱰاف لﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮيﺔ :اﻋﱰفت الﺸريعة ا للﺪولة ومنﺤت شﺨﺼية معنوية لﺒيت اﳌال
وللوﻗف .
-الﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﻌﻨﻮيﺔ للﺪولﺔ :اﻋﱰفت الﺸريعة اﻹﺳﻼمية بﺼﺤة تﺼرفات الﺸﺨﺺ اﳌعنوي ،ومنﺤت
للﺪولة شﺨﺼيتها اﳌعنوية ،ﺣيﺚ ﳝﺜلها رئيﺲ ،أو ﺧليفة أو أمﲑ ،يساﻋﺪه نواب وموظفﲔ ،وتتﺠلﻰ هذه
الﺸﺨﺼية اﳌعنوية ﰲ اﳌعامﻼت اﳋارﺟية والﺪاﺧلية ،إذا كان ما يﱪمﻪ وﱄ اﻷمر من معاهﺪات ﺣﻖ ﳏﱰم
وملﺰم للﺪولة .
-ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺑﻴﺖ اﳌال :ﻋرفت الﺸريعة اﻹﺳﻼمية نظرية الفﺼﻞ بﲔ بيت اﳌال وبيت السلطة ،ﺣيﺚ
كان ﳑﺜﻞ بيت اﳌال يتوﱃ اﶈافظة ﻋلﻰ أموال اﳌسلمﲔ ،وكان يتمتﻊ ﲝﻖ التقاضي ﺳم بيت اﳌال .
-ﺷﺨﺼﻴﺔ الﻮﻗف:منﺢ التﺸريﻊ اﻹﺳﻼمي للوﻗف شﺨﺼية اﻋتﺒارية ﳝﺜلها ظر الوﻗف ،يتوﱃ إبرام
العقود اﳌتعلقة ﺳتغﻼل اﻷموال اﳌوﻗوفة ،ويقﻊ ﻋليﻪ التﺰام اﶈافظة ﻋلﻰ اﳊقوق اﳌوﻗوفة ،ويستطيﻊ أن
يﺸﱰي ويستﺪين ﳌﺼلﺤة الوﻗف .
– 2نﺰع اﳌلﻜﻴﺔ للمﻨﻔﻌﺔ الﻌاﻣﺔ :إذا تعارضت مﺼلﺤة ﻋامة مﻊ مﺼلﺤة ﺧاصة يتم تغليﺐ اﳌﺼلﺤة
العامة مﻊ وﺟوب دفﻊ تعويﺾ ﻋادل من بيت اﳌال ،وهو ما ﳒﺪه ﰲ القانون الوضعي إذ اﳌلكية ﺣﻖ
47
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
مﻀمون ﻻ يستهلك إﻻ ﰲ ﺣالة نﺰﻋها لتﺤقيﻖ النفﻊ العام .
– 3ﺗﻌﻮيﺾ الﺪولﺔ ﻋﻦ اﳋﻄﺄ اﳌرﻓقﻲ :اﻋﱰفت الﺸريعة اﻹﺳﻼمية ﻗﺒﻞ القوانﲔ الوضعية ﲟسﺆولية الﺪولة
ﻋن اﳋطﺄ الذي يرتكﺒﻪ القﻀاة واﳌوظفﲔ التابعﲔ ﳍا .
– 4التﻔﻮيﺾ :ﰲ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية ﳝكن للموظف الذي يتوﱃ منﺼﺒا ر ﺳيا تفويﺾ بعﺾ
اﺧتﺼاصاتﻪ لﺒاﻗي اﳌوظفﲔ ،وهذا اﳌﺒﺪأ ﳒﺪه ﰲ القانون الوضعي .
– 5الﻌقار لتﺨﺼﻴﺺ :هذا اﳌﺒﺪأ مﺄﺧوذ من الﺸريعة اﻹﺳﻼمية رﻏم اﺧتﻼف آراء الفقهاء ﰲ ﲢﺪيﺪ
تﺒعات العقار لتﺨﺼيﺺ ،إذ يعتﱪ الﺒعﺾ أن العقار ﳜﺺ اﻷرض دون ما فوﻗها من بنا ت وأشﺠار،
وهذا رأي اﳊنفية ،ﰲ ﺣﲔ يعتﱪ الﺒعﺾ أن العقار لتﺨﺼيﺺ ﳜﺺ اﻷرض وما ﻋليها من بنا ت
وأشﺠار مادامت متﺼلة ﻷرض اتﺼاﻻ كامﻼ ﻏﲑ ﻗابﻞ للنقﻞ دون تلف ،وهذا رأي اﳌالكية ،أما
القوانﲔ الوضعية فقﺪ ﻗسمت اﳌال إﱃ ﻋقار ومنقول ،كما تناولت نظرية العقار لتﺨﺼيﺺ الذي هو
منقول رصﺪا ﳋﺪمة العقار ،وهو يتمتﻊ ﳊماية اﳌقررة للقانون .
– 6التﺼرف ﻹرادة اﳌﻨﻔردة :ﰲ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية تكفي اﻹرادة اﳌنفردة ﻹنﺸاء ﻋﺪة أﺣكام
كالطﻼق والوﻗف ،وﳒﺪ أن القوانﲔ الوضعية ﻗﺪ أﺧذت ﻹرادة اﳌنفردة كمﺼﺪر لﻼلتﺰام .
– 7ﻋقﺪ اﻹذﻋان :لﻪ أصﻞ ﰲ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية إذ كان يسمﻰ بيﻊ اﻻﺳتﺌمان واﻻﺳتسﻼم ﰲ هذا
الﺒيﻊ يقوم اﳌﺸﱰي بﺪفﻊ الﺜمن اﶈﺪد دون أن يناﻗﺶ ﺳعر السلعة وﻻ شروط التعاﻗﺪ إﳕا لﻪ فقط أن
يﺸﱰيها بﺸروﻃها أو يرفﺾ الﺸراء ،وﻗﺪ أﺧذت بﻪ التﺸريعات الوضعية ﰲ ﻋقﺪ التﺄمﲔ ،ﻋقود التﺰود
لكهر ء واﳌاء .
– 8التضاﻣﻦ :اﻋﱰفت القوانﲔ الوضعية لتﻀامن بﲔ الﺪائنﲔ ،ﺣيﺚ يكون للﺪائن مطالﺒة اﳌﺪين
لﺪين ،وﳚوز ﳍم اﳌطالﺒة ﳎتمعﲔ ،كما اﻋﱰفت لتﻀامن بﲔ اﳌﺪينﲔ إذ ﳛﻖ للﺪائن أن يطالﺐ أي
مﺪين للوفاء ﻻلتﺰام ،وهذا اﳌﺒﺪأ ﳒﺪه ﰲ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية الﱵ اﻋﱰفت لتﻀامن بﲔ الﺪائنﲔ .
– 9الﺪﻓﻊ ﺑﻌﺪم التﻨﻔﻴذ :ﰲ القانون الوضعي ﳛﻖ لكﻞ من التﺰم داء شيء أن ﳝتنﻊ ﻋن الوفاء بﻪ ﻃاﳌا
أن الطرف اﻵﺧر ﱂ يقم ﻻلتﺰام اﳌقابﻞ ،وهذه الفكرة ﳍا أصلها ﰲ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية فهي تطﺒيﻖ من
تطﺒيقات ﺣﻖ اﳊﺒﺲ ،الذي ﳜول للﺒائﻊ ﺣﺒﺲ اﳌﺒيﻊ ﺣﱴ يوﰲ اﳌﺸﱰي لﺜمن ،كما ﳒﺪ هذا اﳌﺒﺪأ ﰲ
48
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
ب اﻹﻗالة .
– 10نﻈريﺔ الﻈروف الﻄارﺋﺔ :أﺧذت الﺸريعة ا ،وكان من أهم تطﺒيقا ا العقود اﳋاصة بﺒيﻊ الﺜمار،
ﺣيﺚ إذا ﻃرأ ﻋليها ﻗﺒﻞ ﺟنيها ﺧطر ﻏﲑ متوﻗﻊ كاﳉفاف والﺒَـَرد ...ﳚوز لﻸﻃراف مراﺟعة بنود العقﺪ،
وﰲ القانون الوضعي إذا وﻗﻊ أﺛناء تنفيذ العقﺪ ﺣادث اﺳتﺜنائي ﺟعﻞ تنفيذ اﻻلتﺰام مرهقا لنسﺒة للمﺪين
،ﳚوز للقاضي التﺪﺧﻞ لرد اﻻلتﺰام إﱃ اﳊﺪ اﳌعقول .
-11اﻻلتﺰام الﻄﺒﻴﻌﻲ :ﰲ القانون الوضعي هو اﻻلتﺰام الذي يلتﺰم بﻪ اﳌﺪين بفعﻞ شيء أو اﻻمتناع ﻋنﻪ
،وهو ﺣكم مستمﺪ من الﺸريعة اﻹﺳﻼمية .
– 12ﻣسﺆولﻴﺔ ﺻاحب الﺒﻨاء :يقرر القانون الوضعي مسﺆولية مالك الﺒناء فيما ﳛﺪﺛﻪ اﻻ يار الكلي
أو اﳉﺰئي للﺒناء من أضرار ،وهذه النظرية ﳍا أصﻞ ﰲ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية وتتمﺜﻞ ﰲ مسﺆولية مالك
اﳉﺪار ﻋن اﻷضرار الﱵ يسﺒﺒها للغﲑ ﰲ ﺣالة اﻻ يار .
– 13ﻣلﻜﻴﺔ الﻄﺒقات :ﰲ القانون الوضعي هي أن ﳝلك كﻞ شﺨﺺ ﻃﺒقة من الﺒناء ﳛﺪد القانون
ﺣقوق كﻞ مالك ،وﳍذه الفكرة أصﻞ ﰲ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية واﳌتمﺜلة ﰲ بيﻊ الفﻀاء ،وتنقسم إﱃ :بيﻊ
فﻀاء فوق أرض ،بيﻊ فﻀاء فوق بناء ،بيﻊ فﻀاء فوق فﻀاء .
– 14إﺳاءة اﺳتﻌمال اﳊﻖ :تستنﺪ هذه النظرية ﰲ القانون الوضعي ﻋلﻰ أن اﳊﻖ منﺢ ﳋﺪمة الفرد
وﲢقيﻖ الغرض اﻻﺟتماﻋي ،فإذا أﺳاء الﺸﺨﺺ اﺳتعمال اﳊﻖ كان ذلك موﺟﺒا للﺠﺰاء ،هذه النظرية
وضعتها الﺸريعة اﻹﺳﻼمية منذ ظهورها ،وﱂ يعرفها القانون الروماﱐ وﻻ القوانﲔ اﳌستمﺪة منﻪ ،وﱂ
يكتﺸفها فقهاء الغرب إﻻ بعﺪ أواﺧر القرن . 19
– 15التﻌاﻗﺪ وﻓﻖ دﻓﱰ الﺸروط :أﺧذت الﺸريعة اﻹﺳﻼمية بنظام الﺒيﻊ ﻋلﻰ أوصاف ﺳلعة معينة
ﳛﺪدها أﻃراف العﻼﻗة ،وﻗﺪ اﺳتمﺪ ﻗانون التﺸريعات الوضعية من هذا النظام ما ﲰي اليوم بﺪفﱰ
الﺸروط ،إذ تعﲔ فيﻪ أصناف وأنواع اﳋﺪمات والسلﻊ ﻗﺒﻞ صنعها أو اﳒازها .
اﳌﺒﺤﺚ الﻌاﺷر :ﺛر القانﻮن اﳌﺪﱐ اﳉﺰاﺋري لﺸريﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ:
تعتﱪ الﺸريعة اﻹﺳﻼمية اﳌﺼﺪر الوﺣيﺪ لقانون اﻷﺣوال الﺸﺨﺼية ،واﳌﺼﺪر الﺜاﱐ لﺒاﻗي القوانﲔ
اﻷﺧرى ،ما ﻋﺪا القانون التﺠاري الذي تعتﱪ فيﻪ الﺸريعة اﳌﺼﺪر الﺜالﺚ بعﺪ التﺸريﻊ والعرف ،ﻃﺒقا
49
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
للمادة 01من اﻷمر ، 27 – 96أما فيما ﳜﺺ القانون اﳌﺪﱐ فيﺄﺧذ لﺸريعة اﻹﺳﻼمية ﰲ ﻋﺪة
أمو ر نذكر منها - :اﻷﺧذ بنظرية التعسف ﰲ اﺳتعمال اﳊﻖ – نظرية الظروف الطارئة -اﻹرادة
اﳌنفردة كمﺼﺪر لﻼلتﺰام – تﺒعة هﻼك اﳌﺒيﻊ ﻗﺒﻞ التسليم ﻋلﻰ ﻋاتﻖ الﺒائﻊ – ﺧيار الرؤية ﰲ الﺒيﻊ –
اﳊلول اﳌتعلقة بتﺼرفات اﳌريﺾ مرض اﳌوت – نظام اﳌلكية الﺸائعة – معيار الغﱭ ﰲ بيﻊ العقار .
50
][Tapez un texte
ﻣﺤﺎﺿﺮات اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻘﺎرن /أ.د ﺑﻦ ﺳﻌيﺪ ﻣﻮﺳﻰ
اﳌﺼادر واﳌراﺟﻊ:
ﻋلي ﷴ ﺟعفر :نﺸﺄة القوانﲔ وتطورها – مﺪﺧﻞ إﱃ دراﺳة القوانﲔ القﺪﳝة – القانون الروماﱐ –
الﺸريعة اﻹﺳﻼمية.
ﷴ نور فرﺣات :ريﺦ النظم اﻻﺟتماﻋية والقانونية
ﷴ العروصي :اﳌﺨتﺼر ﰲ اﳌنهﺠية القانونية .
آمنة ﲰيﻊ :ﳏاضرات ﰲ ﻗواﻋﺪ اﻹﺳناد .
51