You are on page 1of 120

‫جامعة محمد الخامس‬

‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية‬

‫أكدال ‪ -‬الرباط‬

‫محاضرات في التنظيم القضائي‬

‫لطلبة األسدس الرابع من الجذع المشترك‬

‫سلك اإلجازة في الدراسات األساسية في القانون‬

‫(الفوج "ب")‬

‫ذة‪ :‬سميرة كميلي‬

‫السنة الدراسية ‪2020 - 2019‬‬

‫التنظيم القضائي المغربي‬

‫‪1‬‬
‫مقـــــــــــــــدمة‪:‬‬
‫التنظيم القضائي في مفهومه العام‪ ،‬هو االطار أو النظام القانوني ال ذي ينظم قواع د وأس س‬
‫العمل القضائي بشكل عام‪ ،‬وذلك من خالل اإلشارة الى المفاهيم المتعلقة بإنشاء المح اكم وتأليفه ا‬
‫واختصاصاتها وطريقة اشتغالها‪ ،‬باإلضافة الى القواعد المنظمة لعمل القضاة ومساعدي القضاء‪.‬‬
‫و بص فة عام ة يعت بر التنظيم القض ائي آلي ة أساس ية لتنظيم المؤسس ات ال تي أن اط به ا المش رع‬
‫صالحيات البت والفصل في المنازعات وتطبيق القانون‪.‬‬
‫و التنظيم القضائي المعمول به حاليا يستمد ركائزه من ظه ير ‪ ،15/07/1974‬و ق د ع رف‬
‫هذا الظه ير مجموع ة من التع ديالت‪ .‬ك ان آخره ا التع ديل ال ذي تض منه الظه ير الش ريف رقم‬
‫‪ 1.11.148‬الص ادر بت اريخ ‪ ،17/08/2011‬و قب ل ذل ك م ر المغ رب في مس اره الت اريخي‬
‫بظروف حاس مة أث رت بش كل مباش ر على نظام ه الق انوني في مجمل ه‪ ،‬و منه ا ب الطبع نظام ه‬
‫القضائي‪ ،‬فقد عرف التنظيم القضائي المغربي عدة تط ورات قب ل أن يتش كل على الص ورة ال تي‬
‫هو عليها اآلن‪ ،‬هاته التطورات كانت نتيجة م ا عرف ه المغ رب من أح داث سياس ية واجتماعي ة‪،‬‬
‫نتيجة فرض نظام الحماية عليه‪ .‬و التي أسهمت في إعادة ص ياغة مض امينه على أس س جدي دة‪،‬‬
‫ووفق مرجعيات حديثة مختلفة عن تلك التي كان يرتكز عليه ا‪ ،‬و يق وم على أساس ها قب ل عه د‬
‫الحماية ‪.‬‬
‫و بصفة عامة فقد مر التنظيم القض ائي المغ ربي بع دة مراح ل قب ل أن يص ل إلى المرحل ة‬
‫الحالية‪ ،‬حيث يمكن تلخيص هذا التطور في ثالثة مراحل (‪ )1‬كما يلي‪ :‬مرحلة ما قبل الحماي ة‪ ،‬و‬
‫مرحلة ما بعد الحماية‪ ،‬ثم أخيرا مرحلة االستقالل‪.‬‬
‫و قبل ذلك ال بأس من إلقاء نظرة وجيزة عن القضاء في اإلسالم‪ ،‬باعتباره مرجعية مهمة‪،‬‬
‫كان و ال زال يرتك ز عليه ا القض اء في المغ رب كدول ة إس المية‪ ،‬تعتم د في س ن قوانينه ا على‬
‫مرجعية إسالمية‪ ،‬بل و حتى األحكام و القرارات الصادرة على هذا الجه از تتب نى في العدي د من‬
‫النوازل المرجعية اإلسالمية‪.‬‬

‫القضاء في اإلسالم‬

‫‪.‬محمد السماحي‪ :‬المحطات الثالث للقضاء المغربي‪ ،‬مجلة القانون و االقتصاد‪ ،‬ع ‪ ،6‬سنة ‪ ،1990‬ص‪ 39 :‬و ما يليها ‪1 -‬‬

‫‪2‬‬
‫ظهر القضاء في اإلسالم مع تأسيس الدولة اإلسالمية على يد الرسول صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫واستمر التنظيم القضائي على يد الخلفاء الراشدين‪ .‬فقد كان الرس ول (ص) يفص ل في النزاع ات‬
‫بين الناس اعتمادا على أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وكان يصدر األحكام واألوام ر بتنفي ذها‪ .‬وم ع‬
‫توسع الدولة اإلس المية‪ ،‬لم يع د بمق دور الرس ول (ص) ممارس ة العم ل القض ائي لوح ده‪ ،‬فعين‬
‫بعض الصحابة لمساعدته الذين كانوا يعتمدون أحكام القرآن وبع ده أحك ام الس نة النبوي ة‪ ،‬وان لم‬
‫يجدوا كانوا يجتهدون إلصدار األحكام‪.‬‬
‫و من خصائص القض اء في اإلس الم‪ :‬االعتم اد على أحك ام الش ريعة اإلس المية من جمي ع‬
‫المس تويات‪ ،‬و االل تزام بقواع د األخالق والموض وعية في األحك ام‪ ،‬واالبتع اد عن الش كليات‪،‬‬
‫إضافة إلى مجانية القضاء والعدالة المطلقة‪.‬‬
‫كما كان القضاء يتشكل من أربع جهات قضائية هي‪ :‬القضاء العادي‪ ،‬قضاء الحسبة‪ ،‬قضاء‬
‫المظالم ثم قضاء العسكر‪.‬‬

‫تاريخ التنظيم القضائي المغربي‬


‫يمكن التطرق لبحث التنظيم القانوني المغربي من خالل إلق اء نظ رة على التنظيم القض ائي‬
‫في المغ رب قب ل توقي ع الحماي ة‪ ،‬و التنظيم القض ائي في المغ رب في ف ترة الحماي ة‪ ،‬و التنظيم‬
‫القضائي في المغرب في عهد االستقالل‪ ،‬أي بعد رحيل الحماية‪.‬‬

‫‪ -1‬التنظيم القضائي في المغرب ما قبل فترة الحماية‬


‫كانت السلطة القضائية بيد الملك بوص فه أم ير المؤم نين‪ ،‬و ك ان في أعلى الس لم القض ائي‬
‫قاض يدعى " قاض القضاة"‪ ،‬و كان القاضي يفصل في القضايا وف ق الش ريعة اإلس المية‪ ،‬و ق د‬
‫يلجأ إلى األعراف و العادات و التقاليد‪.‬‬
‫لقد انتظم القضاء المغربي قبل ف رض نظ ام الحماي ة في أربع ة أش كال من المح اكم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫المحاكم الشرعية‪ ،‬المحاكم المخزنية‪ ،‬المحاكم العبرية‪ ،‬ثم المحاكم القنصلية‪.‬‬

‫المحاكم الشرعية‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫كان هذا النوع من المحاكم يطبق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬و كانت محاكم ذات اختص اص‬
‫عام أي تبت في كل القضايا المدني ة و التجاري ة و العقاري ة و األس رية م ا ع دا الجنائي ة‪ ،‬و ك ان‬
‫القاضي الشرعي هو الذي يبت في هاته القضايا الذي كان يعين بمقتضى ظهير‪ ،‬و يتقاضى راتبه‬
‫من بيت المال‪ ،‬و كمبدأ كانت األحكام التي يصدرها القاضي الشرعي غير قابلة للطعن فيه ا‪ ،‬إلى‬
‫أنش ئت وزارة الش كايات ال تي ك انت ك ان يلج أ إليه ا المتقاض ين لتق ديم ش كاواهم ض د األحك ام‬
‫الصادرة في حقهم و التي ال يرضونها‪ ،‬و التي كانت في نفس الوقت شكاوى موجهة ضد القاضي‬
‫مضر الحكم نفسه‪ ،‬حيث كانت تبلغ هاته الشكاوى للملك الذي له ح ق الفس ل فيه ا أو يحيله ا على‬
‫قاضي الجماعة بالمدن الكبرى كفاس و مراكش‪.‬‬

‫محاكم الوالة أو الباشوات و القواد‬


‫كان اختصاصها يشمل المجاالت التي ال تدخل في اختص اص القاض ي الش رعي‪ ،‬و ك انت‬
‫تعقد جلساتها داخل مقرات السلطة المحلية وفقا للتقسيم اإلداري القائم آنذاك‪.‬‬

‫المحاكم العبرية‬
‫كان هذا النوع من المحاكم يبت بالتحديد في قضايا األحوال الشخص ية و الم يراث الخاص ة‬
‫بالمتقاضين اليهود المغاربة‪ ،‬و كانت تتكون من ثالث قضاة أحبار يتم تعيينهم من طرف جمعيات‬
‫أعيان اليهود في الم دن الرئيس ية‪ ،‬المكلف ة بت دبير ش ؤون الجماع ات اليهودي ة (كتنظيم الطق وس‬
‫الدينية و إسعاف المحتاجين و الصحة العمومية و إدارة المؤسسات الخيرية)‪ ،‬و كانت ص الحيات‬
‫هؤالء القضاة تمتد لتشمل مراقبة الطقوس الدينية و بالخصوص ال ذبح بمقتض ى القواع د الديني ة‬
‫الموساوية‪.‬‬

‫المحاكم القنصلية‬
‫هذا النوع من المحاكم تم إنشاؤها بمقتضى اتفاقيات دولي ة تم إبرامه ا بين المغ رب و بعض‬
‫الدول األوروبية ( سنة ‪ 1731‬مع فرنسا‪ ،‬س نة ‪ 1861‬م ع النمس ا‪ ،‬س نة ‪ 1865‬م ع بريطاني ا) و‬
‫بمقتضاها كانت السفارات و القنصليات األجنبية تختص بالنظر في القضايا التي يك ون أطرافه ا‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫أو أحد أطرافها من رعاياها‪ ،‬كما كانت تنظر في القضايا التي يكون أحد طرفيها أجنبي ا و اآلخ ر‬
‫مغربيا متمتعا بحماية دولة أجنبية‪.‬‬

‫‪-2‬التنظيم القضائي في المغرب خالل مرحلة الحماية‬


‫لقد شهدت هات ه المرحل ة بع د دخ ول المس تعمر للمغ رب تع ديالت مهم ة ك ان قائ دها ه و‬
‫المعمر‪ ،‬الذي نقل ترسانته القانونية ليجد لها تطبيق في مجملها فوق األراضي المغربي ة‪ ،‬و ب ذلك‬
‫تعددت المحاكم‪ ،‬و تنوعت القوانين‪ ،‬باإلض افة إلى أن ه خالل هات ه الف ترة أس ندت مهم ة مراقب ة‬
‫القضاء و تنظيمه إلى وزارة العدل التي أنشئت بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ ،1912‬بمقتضى أمر ملكي‪ ،‬و‬
‫بالتالي اختلف التنظيم القضائي خالل هات ه المرحل ة ب اختالف من اطق النف وذ االس تعماري وهي‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬منطقة النفوذ الفرنسي‬


‫تميز التنظيم القضائي في المغرب في هاته المنطقة بالمحافظ ة على المح اكم الش رعية‬
‫(نظام ف ردي)‪ ،‬المح اكم المخزني ة والمح اكم العبري ة‪ ،‬لكن ه تم إلغ اء المح اكم القنص لية‪ ،‬كم ا تم‬
‫اس تحداث مح اكم جدي دة هي المح اكم العرفي ة والمح اكم العص رية ومحكم ة االس تئناف‬
‫الشرعي( نظام جماعي)‪.‬‬

‫‪ +‬المحاكم الشرعية‪:‬‬
‫تم الحفاظ على هذا النوع من المحاكم مع إعادة تنظيمها بمقتضى ظه ير ‪ 7‬يولي وز ‪،1914‬‬
‫و كان الجديد الذي أتى به هذا الظهير ه و تقليص اختص اص القاض ي الش رعي من اختص اص‬
‫عام يشمل البت في كل أن واع القض ايا إلى تحدي ده في القض ايا المتعلق ة ب األحوال الشخص ية‪ ،‬و‬
‫الميراث بين الرعايا المغاربة المسلمين‪ ،‬و العقار غير المحفظ شرط ع دم وج ود متق اض أجن بي‬
‫في النزاع‪ ،‬و إال سقط عنها االختصاص(‪ ،)2()2‬كما أنه قسم المحاكم الش رعية إلى مح اكم قض اة‬
‫البادية و محاكم قضاة المدن‪ ،‬و كانت هاته األخيرة بمثاب ة مح اكم اس تئنافية تس تأنف فيه ا أحك ام‬
‫المحاكم األولى‪ ،‬أما األحكام الصارة عن محاكم قضاة المدن فتس تأنف أم ام وزي ر الع دل‪ ،‬و بقي‬

‫(‪ - )2()2‬في هذا المعنى أنظر‪ :‬إدريس العلوي العبدالوي‪ :‬القانون القضائي الخاص‪ ،‬ج ‪ ، 1‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‬
‫‪ 164‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫الوضع على ذلك إلى أن تم إنشاء مجلس االستئناف الشرعي‪ ،‬الذي أصبحت تستأنف أمامه أحكام‬
‫المحاكم الشرعية االبتدائية دون تمييز بين تلك الصادرة عن قضاة المدن أو قضاة البادية‪.‬‬

‫‪ +‬المحاكم العبرية‬
‫تم الحفاظ على هذا النوع من المحاكم ك ذلك م ع إع ادة تنظيمه ا بمقتض ى ظه ير ‪ 12‬م اي‬
‫‪ ،1918‬و الذي بمقتضاه أصبحت هاته المحاكم تقسم إلى محاكم عبرية ابتدائية‪ ،‬و محكمة عبري ة‬
‫عليا‪ ،‬و إلى جانب ذلك تم إحداث مجالس األحبار المفوضين في المدن التي ال توجد بها دائرة من‬
‫الدوائر اإلدارية(‪.)3()3‬‬

‫‪ +‬المحاكم المخزنية‬
‫تم تنظيم هاته المحاكم بمقتضى ظهير‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1944‬و القرار الوزيري الصادر بتاريخ‬
‫‪ 24‬أبريل ‪.1954‬و بمقتضى هذا التنظيم كان هذا النوع من المحاكم يشمل ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬المحاكم المخزنية االبتدائية ‪ :‬و أطلق عليها اسم محكمة الحاكم المفوض بمقتضى ظهير‪28‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1944‬و كانت تتكون من حاكم و نواب عنه‪ ،‬و صارت تنظر في القضايا المدنية ابت دائيا‬
‫و انتهائيا التي ال تتجاوز قيمتها ‪ 10000‬فرنك‪ ،‬و ابتدائيا في القضايا التي ت تراوح قيمته ا م ا بين‬
‫‪ 10000‬فرنك و ‪ 50000‬فرنك‪.‬‬

‫‪ -2‬المحاكم المخزنية اإلقليمية‪ :‬التي تم إحداتها بمقتضى القرار ال وزيري الص ادر بت اريخ‬
‫‪ 24‬أبريل ‪ .1954‬و كانت تنظر ابتدائيا في القضايا المدنية التي تزيد قيمته ا عن ‪ 50000‬فرن ك‪،‬‬
‫و كانت كدرجة استئنافية بالنسبة لألحكام التي تصدرها المحاكم المخزنية االبتدائية ابت دائيا‪ ،‬كم ا‬
‫كانت تنظر بنفس الدرجة في األحكام الصادرة الجنائية الصارة عن محاكم الباش وات و الق واد‪ ،‬و‬
‫كانت تنظر ابتدائيا في الجنح التي تزيد فيها العقوبة على سنتين مع غرامة‪.‬‬

‫(‪ - )3()3‬للمزيد من اإليضاح حول هاته المحاكم أنظر‪ :‬أندري زاكوري‪ :‬المحاكم العبرية‪ ،‬مجلة القضاء و القانون‪ ،‬عدد ‪ :1‬شتنبر ‪ ،1957‬ص‪:‬‬
‫‪ 18‬و ما يليها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -3‬المحكمة العليا الشريفة‪:‬و ك انت تت ألف من غرف ة اس تئناف القض ايا المدني ة‪ ،‬و غرف ة‬
‫استئناف القضايا الجنحية‪ ،‬و الغرفة الجنائية العرفية‪ ،‬و غرفة التعقيب‪ .‬و كانت تختص للنظ ر في‬
‫القضايا المدنية المقامة على الموظفين و القضاة و الباشوات و القواد‪ ،‬ابتدائيا و انتهائي ا‪ ،‬و تنظ ر‬
‫على وج ه االس تئناف في القض ايا الص ادرة عن المح اكم اإلقليمي ة‪ ،‬كم ا ك انت تنظ ر ابت دائيا و‬
‫انتهائيا في قضايا الجنايات‪ ،‬كما كانت تنظر على وجه االستئناف في األحكام الصادرة ابتدائيا في‬
‫الدعاوى الجنحية الصادرة عن المحاكم المخزنية‪.‬‬

‫‪ +‬المحاكم العرفية‬
‫أح دثت المح اكم العرفي ة بمقتض ى ظه ير ‪ 11‬ش تنبر ‪ 1914‬ب دعوى اح ترام التقالي د‬
‫واألع راف‪ ،‬وأس ندت إلى الجماع ات القبلي ة و المحكمين مهم ة ال دفاع عن مص الحها المحلي ة‬
‫استنادا إلى األعراف‪ ،‬باستثناء الجنايات التي ك انت تنظ ر من ط رف البش وات‪ ،‬و لم تكن أحك ام‬
‫المحكمين و ال أحكام الجماعة قابلة لالستئناف‪ ،‬و بمقتضى ظهير ‪ 18‬أبريل ‪ 1934‬ع رفت هات ه‬
‫المحاكم تعديالت مهمة‪ ،‬حيث أصبحت هناك محاكم عرفية ابتدائي ة‪ ،‬و مح اكم عرفي ة اس تئنافية‪،‬‬
‫إلى جانب القسم الجنائي العرفي الذي تم إحداته بالمحكمة العليا الشريفة‪ ،‬أسندت إليه مهمة النظ ر‬
‫في الجنايات و الجنح التي ال يش ملها اختص اص البش وات و الق واد‪ ،‬و المخالف ات ال تي يرتكبه ا‬
‫رجال السلطة‪ .‬و ك انت هات ه المح اكم تنظ ر في جمي ع ال دعاوي التجاري ة و المدني ة و األح وال‬
‫الشخصية و المواريث و العقار‪ ،‬بمقتضى األعراف المحلية‪ ،‬و كانت هاته المحاكم تعق د جلس اتها‬
‫حسب حاجيات كل قبيلة‪ ،‬و ليس بصورة مستمرة‪.‬‬
‫و كانت مختصة في الظر في جميع الدعاوى التجارية و المدنية و كذا األح وال الشخص ية‪،‬‬
‫و المواريث و العقار‪.‬‬

‫‪ +‬المحاكم العصرية‬
‫و هي المح اكم الفرنس ية س ابقا (‪ ،)4‬تأسس ت بمقتض ى ظه ير ‪ 15‬غش ت ‪ ،1913‬تتض من‬
‫(‪)4‬‬

‫محاكم الصلح‪ ،‬ومحاكم ابتدائية‪ ،‬محاكم استئناف بالرباط‪ ،‬و كانت تنظر في جميع القضايا المدنية‬
‫و اإلدارية و التجارية التي يكون أحد أطرافها من الرعايا الفرنسيين أو من جنسية أجنبية‪ ،‬ما عدا‬
‫قضايا األحوال الشخصية و الميراث الخاصة بالمغاربة من المسلمين و اليهود‪ ،‬و كذا النزاع ات‬
‫(‪ - )4()4‬علي بن جلون‪ :‬المحاكم العصرية‪ ،‬مجلة القضاء و القانون‪ ،‬عدد ‪ :1‬شتنبر ‪ ،1957‬ص‪ 31 :‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫المرتبطة بالعقار الغير محفظ‪ ،‬إال إذا كان طرفا الدعوى معا من جنسية أجنبية‪.‬أم ا نقض األحك ام‬
‫الصادرة عن هذه المحاكم‪ ،‬فقد كان أمر النظر فيها يعود إلى محكمة النقض الفرنسية بباريس‪.‬‬
‫و كانت نزاعات الشغل تبت فيها غرف وقع إحداثها داخل محاكم الص لح‪ :‬تع رف بمج الس‬
‫الخبراء‪.‬‬

‫‪ -‬منطقة النفوذ اإلسباني‬


‫انتظم العمل القضائي بهذه المنطقة بأربع أن واع من المح اكم و هي‪ :‬المح اكم الش رعية‪،‬‬
‫المحاكم المخزنية‪ ،‬المحاكم العبرية ثم المح اكم االس بانية الخليفي ة ال تي ك انت تت ألف من مح اكم‬
‫الصلح‪ ،‬محاكم ابتدائية ومحكمة االستئناف بتطوان‪ ،‬أما نقض األحكام الصادرة عن هذه المحاكم‪،‬‬
‫فقد كان أمر النظر فيها يعود إلى المحكمة العليا بمدريد‪.‬‬

‫‪ -‬في منطقة طنجة الدولية‬


‫نصت االتفاقية الفرنسية االسبانية مع بريطانيا عقب الحرب العالمية األولى في ‪18‬‬
‫دجنبر ‪ 1922‬على إحداث محكمة دولية مختلطة يعهد إليه ا بتنظيم ش ؤون الع دل بطنج ة بالنس بة‬
‫لألجانب والمحميين المغارب ة‪ ،‬اقت داءا بالقض اء العص ري ال ذي أحدت ه االس تعمار في المنطق تين‬
‫الشمالية و الجنوبية من المغرب‪ ،‬حيث بمقتضى ظهير ‪ 16‬فبراير ‪ 1924‬أصبح التنظيم القض ائي‬
‫لهاته المنطقة يضم محكمة ص لح‪ ،‬و محكم ة ابتدائي ة تض م في حظيرته ا غرف ة لالس تيناف‪ .،‬ثم‬
‫صدر ظهير في ‪10‬يونيو ‪1953‬م الذي أصبح التنظيم القضائي بمقتضاه كما يلي‪ :‬محكمة الص لح‪،‬‬
‫محكمة ابتدائية‪ ،‬محكمة استئناف‪ ،‬ومن مم يزات ه ذه المحكم ة أن أحكامه ا لم تكن قابل ة للنقض‪،‬‬
‫ومحكمة الجنايات‪.‬‬

‫‪ -3‬التنظيم القضائي في المغرب بعد الحصول على االستقالل‬


‫بعد حصول المغرب على االستقالل ب ادر إلى إدخ ال مجموع ة من التع ديالت على قواع د‬
‫التنظيم القض ائي ال تي س ادت من قب ل‪ ،‬إذ ألغيت بعض المح اكم واحتف ظ ب البعض اآلخ ر‪ ،‬كم ا‬
‫أحدثت محاكم أخرى‪ .‬و قد تم كل ذلك ع بر ت درج في مراح ل اإلص الح‪ ،‬حيث ابت دأت المرحل ة‬
‫األولى فيما بعد االستقالل مباشرة و استمرت إلى سنة ‪ ،1965‬و الثاني ة انطلقت من ه ذا الت اريخ‬

‫‪8‬‬
‫إلى س نة ‪ ،1974‬و دش نت المرحل ة الثالث ة فيم ا بين س نة ‪ 1974‬و ‪ ،1993‬و الرابع ة من ه ذا‬
‫التاريخ إلى حدود سنة ‪ ، 2008‬و األخيرة سنة ‪.2011‬‬
‫ففيم ا يخص المرحل ة األولى و الممت دة م ا بع د االس تقالل مباش رة و المس تمرة إلى س نة‬
‫‪ ،1965‬فقد تميزت هاته المرحل ة بص دور ع دة ظه ائر اس تهدفت تحقي ق الفص ل بين الس لط‪ ،‬و‬
‫استقالل القضاء‪ ،‬و إلغاء التمييز بين المغاربة و األجانب الذي ولد و تكرس في عه د الحماي ة‪ ،‬و‬
‫قد كان من أهم هاته الظهائر‪ ،‬ظه ير ‪ 7‬م ارس ‪ 1957‬ال ذي ألغى ظه ير ‪ 8‬يولي وز ‪ 1954‬ال ذي‬
‫كان بمقتضاه يسمح للخلفاء و الباشوات في الم دن بممارس ة القض اء في المج ال الجنحي‪ ،‬و ك ذا‬
‫القسم الجنائي العرفي بالمحكمة العلي ا الش ريفة‪ ،‬ظه ير ‪ 19‬م ارس ‪ 1956‬ال ذي ألغى ك ل رقاب ة‬
‫للسلطة التنفيذية على الس ير اإلداري للقض اء‪ ،‬حيث تم إلغ اء المح اكم العرفي ة ال تي حلت محله ا‬
‫محاكم للحكام و المفوضين بمقتضى ظهير ‪ 25‬غشت ‪ .1956‬و المح اكم المخزني ة‪ ،‬و تم توس يع‬
‫نفوذ القضاء الشرعي‪.‬‬
‫و قد قسمت الظهائر التي صدرت خالل هذه المرحلة القضاء إلى مح اكم عادي ة (‪1956‬م)‪،‬‬
‫مح اكم عص رية‪ ،‬و مح اكم الش غل (ظه ير‪29‬أبري ل‪1957‬م) ثم المجلس األعلى (‪27‬غش ت‬
‫‪1957‬م)‪ .‬وانتظمت هذه المحاكم كالتالي‪:‬‬

‫‪ +‬محاكم عادية‪ :‬و التي حلت محل و المحاكم المخزنية بمقتضى ظهير ‪ 4‬أبري ل ‪ ،1956‬و‬
‫قد قام قضاء هاته المح اكم على ‪ 3‬درج ات كم ا يلي‪ ،‬محكم ة الح اكم المف وض (قض اء ف ردي)‪،‬‬
‫المحكمة اإلقليمية تأخذ بنظام القضاء الجماعي)‪ ،‬المحكم ة العلي ا الش ريفة كهيئ ة علي ا للنقض‪ ،‬و‬
‫محاكم القضاء الشرعي و تتكون من محاكم ابتدائية واستئنافية ومحكم ة علي ا للنقض‪ ،‬و المح اكم‬
‫العبرية ال تي أص بحت بمقتض ى ظه ير ‪ 23‬ف براير ‪ 1957‬تتك ون مم ا يلي‪ :‬مح اكم الحاخام ات‬
‫( الحكام المفوضين)‪ ،‬المحاكم العبرية اإلقليمية‪ ،‬المحكمة العبرية العليا بالرباط‪.‬‬

‫‪ +‬محاكم عصرية‪ :‬تم اإلبقاء على هذا النوع من المحاكم م ع فس ح المج ال اللتح اق قض اة‬
‫مغاربة‪ ،‬و إصدار األحكام باسم جاللة الملك‪ ،‬مع استمرار العم ل و المرافع ات باللغ ة الفرنس ية‪،‬‬
‫مع إنشاء محكمة لالستئناف بطنجة و فاس ‪ ،‬و إلغاء محكمة االستيناف بتطوان‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ +‬محاكم الشغل‪ :‬تم إنشاؤها بمقتضى ظهير ‪ 29‬أبريل ‪ ،1957‬لتحل محل مجالس الخ براء‬
‫المكلفة بالنظر في نزاعات الشغل في عهد الحماية ( ظ ‪ 16‬دجنبر ‪.)1929‬‬

‫‪ +‬المجلس األعلى‪ :‬و ال ذي أح دث بمقتض ى ظه ير ‪ 27‬ش تنبر ‪ ،1957‬و ك ان يتك ون من‬


‫غرفة مدنية و اجتماعية و جنائية و إدارية‪.‬‬

‫أما فيما يخص المرحلة الثانية فقد انطلقت من سنة ‪ 1965‬و استمرت إلى س نة ‪ 1974‬و ق د‬
‫تميزت هات ه الف ترة‪ ،‬و رغب ة في الح د من دور القض اة األج انب ب المغرب‪ ،‬وتع ريب األحك ام‪،‬‬
‫بإص دار ق انون التوحي د و المغرب ة و التع ريب بت اريخ ‪26‬ين اير ‪1965‬م‪ ،‬وال ذي ح از على‬
‫مصادقة أول برلمان مغربي بعد االستقالل‪ ،‬و يفي د التوحي د وض ع ح د لتع دد الجه ات القض ائية‬
‫بالبالد‪ ،‬و تفيد المغربة تحريم ممارسة القضاء بمحاكم المملكة على كل أجن بي ال يحم ل الجنس ية‬
‫المغربية‪ ،‬و يفيد التعريب جعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية داخل المحاكم المغربية‪ ،‬سواء في‬
‫المداوالت أو المرافعات أو إصدار األحكام‪.‬‬
‫و بمقتضى هذا القانون‪ ،‬و طبقا لمبدأ التوحيد الذي جاء به‪ ،‬فقد قام بإلغاء المحاكم العص رية‬
‫و المحاكم العبرية و المحاكم الشرعية‪ ،‬التي حلت محلها المحاكم التالية‪:‬‬
‫محاكم السدد‪ :‬و كانت تعم ل بنظ ام القض اء الف ردي‪ ،‬و ذات اختص اص ع ام و مح دد في‬
‫جميع القضايا المدنية و التجارية و الجنحية و الشرعية و االجتماعي ة إال م ا اس تثني مث ل قض ايا‬
‫الكراء‪.‬‬
‫محاكم إقليمية‪ :‬و كانت تعمل بنظام القضاء الجماعي‬
‫محاكم استئناف‪ :‬و كانت تتواجد بالم دن الك برى كالرب اط و طنج ة و ف اس و تعم ل بنظ ام‬
‫القضاء الجماعي و تقوم بالرقابة على قضاء المحاكم اإلقليمية‪.‬‬
‫المجلس األعلى‪ :‬و احتفظ بنفس اختصاصاته عند تأسيسه (‪.)5‬‬
‫(‪)5‬‬

‫غير أن هذا التنظيم لم يستمر طويال حيث تمت إعادة النظر فيه بمقتضى ظه ير ‪15‬يولي وز‬
‫‪ 1974‬م ‪ ،‬والذي كان بمثابة القفزة النوعية التي عرفها تاريخ التنظيم القضائي‪ ،‬حيث حلت محاكم‬
‫الجماعات و المقاطعات محل محاكم السدد ‪ ،‬و حلت المحاكم االبتدائية ذات الوالي ة العام ة مح ل‬
‫(‪ - )5()5‬لتوسيع المعلومات حول هاته المحاكم أنظر‪:‬‬
‫‪-‬هاشم العلوي‪ :‬القضاء االجتماعي بالمغرب‪ :‬دار النشر المغربية‪ ،1986 ،‬ص‪ 83 :‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان بادو‪ :‬المحاكم العادية مجلة القضاء و القانون‪ ،‬عدد ‪ :1‬شتنبر ‪ ،1957‬ص‪ 24 :‬و ما يليها‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫المحاكم اإلقليمية‪ ،‬لكن بنظام عمل جديد حيث تم تبني‪ ،‬نظ ام القض اء الف ردي ب دل نظ ام القض اء‬
‫الجماعي‪ ،‬و تم االحتفاظ بالمجلس األعلى و محاكم االستئناف‪ ،‬و إلى ج انب ذل ك ص در الق انون‬
‫المتعلق بالنظام األساس ي للقض اة‪ .‬كم ا تم إص الح ك ل من ق انون المس طرة المدني ة و المس طرة‬
‫الجنائية بما يتالئـم مع التعديالت الجديدة التي عرفتـها المحاكم و نظام عملها‪.‬‬

‫أما المرحلة الرابعة من اإلصالح القضائي المغربي فتبدأ من ‪ 1993‬إلى حدود س نة ‪2008‬‬
‫تقريبا‪ ،‬و قد تم تدشين هاته المرحل ة بإح داث المح اكم اإلداري ة ( الق انون رقم ‪ 41-90‬الص ادر‬
‫األمر بتنفيده الظهير الشريف رقم ‪ 1 .19 .225‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬شتنبر ‪ ،)1993‬و تم التخلي‬
‫عن نظام القض اء الف ردي و االستعاض ة عن ه بنظ ام القض اء الجم اعي م ع االحتف اظ في بعض‬
‫الحاالت االستثنائية بنظام القضاء الفردي ( الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 205.93.1‬بتاريخ‬
‫‪ 10‬شتنبر ‪ ، )1993‬و ذلك على مستوى المحاكم االبتدائية‪.،‬‬
‫كما تميزت المرحلة بإصدار القانون رقم ‪ 53 .95‬الصادر األم ر بتنفي ده بم وجب الظه ير‬
‫الشريف رقم‪ 1. 97 .65‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪ 1997‬القاضي بإحداث المحاكم التجارية‪ ،‬و‬
‫بإصدار القانون رقم ‪ 79 .03‬الصادر األمر بتنفيده بموجب الظهير الشريف رقم ‪1 .04 .129‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 15‬سبتمر ‪ 2004‬القاضي بإلغاء محكمة الع دل الخاص ة‪ ،‬و إس ناد اختصاص اتها‬
‫إلى محاكم االستئناف و المحاكم االبتدائية‪ ،‬و القانون رقم ‪ 80 .03‬الصادر األمر بتنفيده بموجب‬
‫الظهير الش ريف رقم ‪ 1 .06 .07‬الص ادر بت اريخ ‪ 14‬ف براير ‪ 2006‬القاض ي بإح داث مح اكم‬
‫استئناف إدارية‪.‬‬
‫أما المرحلة األخيرة فقد حملتها سنة‪ :2011‬التي ش هدت مجموع ة إص الحات همت ق انون‬
‫التنظيم القضائي و قانون المسطرة المدنية و قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫ففيما يخص قانون التنظيم القضائي‪ :‬تمتلت أهم التعديالت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانية تقسيم المحاكم االبتدائي ة بحس ب ن وع القض ايا إلى أقس ام قض اء األس رة و أقس ام‬
‫قضاء القرب‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تصنيف المحاكم االبتدائية حسب نوع القضايا التي تختص بالنظر فيها إلى مح اكم‬
‫ابتدائية مدنية و اجتماعية و زجرية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬توسيع مجال اختصاص القضاء الفردي بالمحاكم االبتدائية ليش مل كاف ة القض ايا م ا ع دا‬
‫الدعاوي العقارية العينية و المختلطة و قضايا األسرة‪ -‬باستثناء النفق ة‪ -‬كم ا يش مل كاف ة القض ايا‬
‫الجنحية‪.‬‬
‫‪ -‬إحدات غرف استئناف على مستوى المحاكم االبتدائية ‪.‬‬
‫‪ -‬إحداث على مس توى مح اكم االس تئناف المح ددة دوائ ر نفوذه ا بمرس وم أقس ام للج رائم‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ -‬جعل الترخيص الذي يمكن بمقتضاه الخروج عن منع األزواج و األقارب و األصهار إلى‬
‫درجة العمومة أو الخؤولة و أبناء اإلخوة من أن يكونوا بأية صفة كانت قضاة في آن واح د بنفس‬
‫المحكمة‪ ،‬يمنح بق رار للمجلس األعلى للس لطة القض ائية و ليس بمرس وم‪ ،‬و ذل ك عن دما تش تمل‬
‫المحكمة على أكثر من غرفة واحدة ‪ ،‬أو إذا كانت المحكمة تعقد جلساتها بقاض منف رد‪ ،‬و بش رط‬
‫أن ال يكون أحد األزواج و األقارب و األصهار إلى درج ة العموم ة أو الخؤول ة و أبن اء اإلخ وة‬
‫رئيسا من رؤساء المحكمة‪.‬‬
‫أما فيما يخص قانون المسطرة المدنية فتمتلت أهم التعديالت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرفع من قيمة الدعاوي التي تختص المحكمة االبتدائية بالنظر فيه ا ابت دائيا إلى ‪ 20‬أل ف‬
‫درهم‪ -‬مع مراعاة تلك القضايا الموكول النظر فيها إلى قضاء القـرب‪ -‬م ع حف ظ ح ق االس تئناف‬
‫فيها أمام غرف االستئنافات بالمحاكم االبتدائية ‪.‬‬
‫‪ -‬جعل المحاكم االبتدائي ة تختص ب النظر ابت دائيا م ع حف ظ حـق االس تئناف أم ام المح اكم‬
‫االستئنافية في جميع الطلبات التي تتجاوز قيمتها ‪ 20‬ألف درهم‪.‬‬
‫‪ -‬تعميم المسطرة الكتابية المطبقة أمام المحاكم االبتدائية إلى غرف االستئنافات‪.‬‬
‫‪ -‬تعميم المس طرة المطبق ة أم ام مح اكم االس تئناف و ال واردة بالفص ول ‪-330-329-328‬‬
‫‪ 336-335-334-333-332‬من قانون المس طرة المدني ة إلى غ رف االس تئنافات أم ام المح اكم‬
‫االبتدائية‪.‬‬
‫‪ -‬تعميم تط بيق مقتض يات الب اب الث الث من ق انون المس طرة المدني ة المتعلق ة ب إجراءات‬
‫التحقيق إلى غرف االستينافات أمام المحاكم االبتدائية‪.‬‬
‫و فيما يخص قانون المسطرة الجنائية فتمتلت أهم التعديالت فيما يلي ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬أضيف إلى قاضي األحداث في المحاكم االبتدائية قاضي التحقيق لألحـداث‪ ،‬و اس تبدلت‬
‫غرف ة األح داث بغرف ة االس تينافات لألح داث‪ ،‬و تختص ب النظر في قض ايا األح داث إذا ك انت‬
‫العقوبة المقررة لها تعـادل أو تقل عن سنتين حبسا و غرامة‪ ،‬أو إحدى هاتين العقوبتين‪ .‬و تتشكل‬
‫من قاضي لألحداث بصفته رئيسا‪ ،‬و من قاضيين اثنين‪ ،‬بحضور ممثل النياب ة العام ة و مس اعدة‬
‫كاتب الضبط‪.‬‬
‫‪ -‬جعل غرفة االستينافات بالمحكمة االبتدائي ة مختص ة ب النظر في االس تينافات المرفوع ة‬
‫ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية‪ .‬في قضايا المخالفات المشار إليها في الفص ل‬
‫‪ 396‬و بعده‪ ،‬و في القضايا الجنحي ة ال تي ال تتج اوز عقوبته ا س نتين حبس ا و غرام ة أو إح دى‬
‫هاتين العقوبتين‪.‬‬
‫‪ -‬جعل أقسام الجرائم المالية بمحاكم االستئناف المحددة و المعين ة دوائ ر نفوذه ا بمرس وم‪،‬‬
‫مختص ة ب النظر في الجناي ات المنص وص عليه ا في الفص ول من ‪ 241‬إلى ‪ 256‬من الق انون‬
‫الجنائي‪ ،‬و كذلك الجرائم التي ال يمكن فصلها عنها‪.‬‬

‫و بعد هاته المقدمة الموجزة الشاملة ح ول امت داد التنظيم القض ائي المغ ربي في الماض ي‪،‬‬
‫نتطرق فيما يلي لدراسة التنظيم القضائي الحالي للمملكة المغربية وفق التصميم التالي‪:‬‬

‫‪ – I‬مبادئ التنظيم القضائي‬


‫‪ -‬استقالل القضاء‬
‫‪ -‬وحدة القضاء‬
‫‪ -‬التقاضي على درجتين‬
‫‪ -‬القاضي الفرد و تعدد القضاة‬
‫‪ -‬علنية الجلسات و شفوية المرافعات‬
‫‪ -‬مجانية القضاء و المساعدة القضائية‬

‫‪ – II‬أنواع المحاكم بالمغرب‬


‫‪ -‬المحاكم االبتدائية‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬قضاء القرب‬
‫‪ -‬محاكم االستئناف‬
‫‪ -‬المحاكم اإلدارية‬
‫‪ -‬محاكم االستئناف اإلدارية‬
‫‪ -‬المحاكم التجارية‬
‫‪ -‬محاكم االستئناف التجارية‬
‫‪ -‬محكمة النقض‬
‫‪ -‬المحكمة العسكرية‬
‫‪ -‬المحكمة الدستورية‬
‫‪ -III‬تفتيش المحاكم و النظام األساسي لرجال القضاء‬
‫تفتيش المحاكم‬ ‫‪-1‬‬
‫النظام األساسي لرجال القضاء‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬تعيين القضاة‬
‫‪ -‬قضاة النيابة العامة‬
‫‪ -‬عمل القضاة‬
‫الحقوق‬
‫الواجبات‬
‫‪ -‬مسؤولية القضاة‬
‫‪ -‬المجلس األعلى للسلطة القضائية‬
‫‪ - 2‬مساعدو القضاء‬
‫*المساعدون المباشرون‬
‫‪ -‬هيئة كتابة الضبط‬
‫‪ -‬المفوضون القضائيون‬
‫* المساعدون غير المباشرون‬
‫‪ -‬المحامون‬
‫‪ -‬الخبراء‬

‫‪14‬‬
‫‪ – I‬مبادئ التنظيم القضائي‬
‫نقص د بمب ادئ التنظيم القض ائي مجموع ة قواع د يعتم دها‪ ،‬ويس ير وفقه ا‪ ،‬وعلى أساس ها‬
‫التنظيم القضائي في مختلف الدول حسب نظامها ال ديمقراطي المعتم د‪ ،‬وتس تهدف هات ه المب ادئ‬
‫ضمان السير الحسن لمرفق القضاء باعتباره أداة حماي ة حق وق أف راد والجماع ة‪ ،‬ويمكن حص ر‬
‫أهم مبادئ التنظيم القضائي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬مبدأ استقالل القضاء‪:‬‬


‫ومفاد هذا المبدأ أن القضاء مس تقل عن الس لطة التش ريعية والس لطة التنفيذي ة‪ ،‬وك ذلك عن‬
‫الهيئات الدستورية األخرى‪ ،‬والس لط ال تي نص عليه ا الدس تور‪ ،‬وي راد به ذا المب دأ أيض ا تمت ع‬
‫القضاة كأفراد موكول لهم أمر البت في الملفات التي تعرض عليهم بنوع من الحي اد واالس تقالل‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫وعدم التأثر أو الخضوع ألي جهة كانت‬
‫و يعتبر استقالل القضاء تجسيدا ماديا لمبدأ فصل السلط‪ .‬وهو ضرورة تحتمها حماية المتقاضين‪،‬‬
‫ألن خضوع القاضي وتأثره بجهة أخرى خالل نظره في المنازعات سوف يجعله غير حر عند‬
‫اتخاذ قراره و إصداره لحكمه في قضية ما‪.‬‬
‫و استقالل القضاء مبدأ دستوري إذ ينص الدستور على أن السلطة القضائية مستقلة عن السلطة‬
‫التشريعية وعن السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫و وفق هذا المبدأ ال يمكن ألي كان ان يتدخل ليلغي او يعدل او يمتنع عن تنفيذ حكم فالحكم يبقى‬
‫قائما الى ان يلغى من طرف السلطة القضائية او يتقادم‪.‬‬
‫فاستقالل السلطة القضائية يعني أن يمارس القاضي مهامه القضائية عن طريق إصدار األحكام‬
‫بالتطبيق السليم و العادل للقانون وفقا لما يقتضيه شعوره و اقتناعه بالعدالة‪ ،‬دون أي تدخل من‬
‫طرف السلطة العامة‪ ،‬وأن ال يخضع ألي تأثير مادي أو معنوي من أي جهة أيا كانت صفتها‪.‬‬
‫و قد كان إقرار هذا المبدأ مرفوقا بضمانات دستورية المصدر‪ ،‬نظرا ألهميته‪ ،‬ومن بين هاته‬
‫الضمانات ما نص عليه الفصل ‪ 109‬من الدستور المغربي الذي جاء فيه ما يلي‪:‬‬
‫منع التدخل في مهام القضاء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫إلزام القاضي كلما اعتبر أن استقالله مهدد بإحالة األمر إلى المجلس األعلى للسلطة‬ ‫‪‬‬

‫القضائية‪،‬‬

‫‪15‬‬
‫اعتبار كل إخالل من القاضي بواجب االستقالل والتجرد خطأ مهنيا جسيما بصرف النظر‬ ‫‪‬‬

‫عن المتابعات القضائية المحتملة‪.‬‬


‫المعاقبة على كل محاولة للتأثير على القاضي بكيفية غير مشروعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫و الفصل ‪ 110‬الذي جاء فيه‪ " :‬ال يلزم قضاة األحكام إال بتطبيق القانون ‪ .‬وال تصدر أحكام‬
‫القضاء إال على أساس التطبيق العادل للقانون‪"..‬‬
‫و ه و م ا يس تفاد من ه على أن مب دأ اس تقالل القض اء يفي د في عمق ه على أن ص الحيات الفص ل‬
‫في المنازعات تختص بها المحاكم القضائية فقط‪ .‬و هو ما أكده الفصل ‪ 71‬من الدستور‪.‬‬
‫كما يفيد هذا المبدأ كذلك أنه ال يحق ألي سلطة التدخل في عمل القضاء سواء تعلق األمر بالس لطة‬
‫التشريعية ألن مهمتها األساسية التي أسندها لها المش رع هي وض ع القواع د العام ة المج ردة دون‬
‫نظر إلى حالة بعينها وال إلى شخص بذاته‪ ،‬و بالتالي فال يجوز لها أن تتولى الفصل في المنازع ات‬
‫‪ ،‬ألن هذا يدخل في عم ل القض اء‪ .‬و العكس ص حيح‪ ،‬إذ لا يج وز للقض اة أن يش تركوا في أعم ال‬
‫السلطة التشريعية وذلك بإنشاء قواعد تمنح صفة التشريع أو باالمتناع عن تطبيق القوانين الصادرة‬
‫عن السلطة التشريعية‪.‬‬
‫أو تعلق األمر بالسلطة التنفيذية‪ ،‬التي ال يحق لها الت دخل في أعم ال القض اء ألن القاض ي ال‬
‫يخضع ألي ضغط‪ ،‬وال يتلقى في شأن مهمته أي أوام ر أو تعليم ات‪ ،‬إذ ال يج وز للقض اء إص دار‬
‫أوامر لإلدارة فيما يتعل ق بممارس ة نش اطها‪.‬و ه ذا الفص ل ه و الذيأك ده المش رع من خالل النص‬
‫صراحة في الفصل ‪ 25‬من قانون المسطرة المدنية على ما يلي‪:‬‬

‫"يمنع على المحاكم عدا إذا كانت هناك مقتضيات قانونية مخالفة أن تنظ ر ول و بص فة تبعي ة‬
‫في جميع الطلبات التي من شأنها أن تعرقل عمل اإلدارات العمومية للدولة أو الجماع ات العمومي ة‬
‫األخرى أو أن تلغي إحدى قراراتها‪.‬‬

‫وال يجوز للجهات القضائية أن تبت في دستورية القوانين"‪.‬‬

‫حيث أن المشرع كان صريحا في تأكيد الفصل بين السلط وبالتالي تأكيد استقاللية القضاء من‬
‫خالل منع الجهات القضائية من البت في دستورية القوانين‪ ،‬و منعها من النظر ولو بص ورة تبعي ة‬
‫في جميع الطلبات التي من ش أنها أن تعرق ل عم ل اإلدارة العمومي ة للدول ة أو الجماع ات المحلي ة‬
‫األخرى أو تلغي إحدى قرارتها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫و ال يجب أن يفهم من هذا على أن اإلدارة محصنة في مواجهة القضاء‪ ،‬ألن اختصاص القضاء‬
‫اإلداري يتمثل في رفع كل اعتداء مادي يمكن أن تقوم به اإلدارة في مواجه ة المواط نين أو ح تى‬
‫منع وقوعه‪ ،‬إلى جانب إلغاء القرارات التعسفية الصادرة في مواجهة أحد الموظفين أو الغير‪.‬‬
‫ولضمان االستقالل‪ ،‬فإن القضاة يتمتعون بنظام أساسي خاص بهم يحدد حقوقهم وواجباتهم ‪،‬‬
‫كما أن الدستور يضمن لهم حماية ضد الع زل و النق ل‪ ،‬كم ا أن الدس تور ق د نص على أن المجلس‬
‫االعلى للسلطة القضائية الذي يترأسه جاللة الملك هو الذي يتولى تدبير شؤون القضاة ‪ .‬و هو الذي‬
‫يسهر على تطبيق الضمانات الممنوحة للقضاة‪ ،‬والسيما فيما يخص تع يينهم وت رقيتهم وتقاع دهم و‬
‫تأديبهم‪ ،‬و األكثر من ذلك فهو الذي يضع‪ ،‬و بمبادرة منه‪ ،‬تقارير حول وضعية القض اء ومنظوم ة‬
‫العدالة‪ ،‬ويصدر التوصيات المالئمة بشأنها‪.‬‬
‫ولكن االستقالل ال يعني القطيع ة المطلق ة بين الس لط الثالث ة‪ ،‬ألن ه هن اك عالق ات تراب ط وأحيان ا‬
‫عالقات تداخل بين هاته السلط فرضها المشرع‪ ،‬فبالنسبة للسلطة التشريعية فهي التي تح دد النظ ام‬
‫األساسي لرجال القضاء‪ ،‬وهي التي تصادق على الميزانية المتعلقة بقط اع الع دل‪ .‬كم ا أن الس لطة‬
‫التنفيذية قد تتـداخل أحيانا مع مهام السلطة القضائية كما هو الحال بالنسبة إلص دار الس لطة األولى‬
‫لمنشورات ترمي إلى تفسير بعض القوانين أو إلى تحديد المناهج ال تي يجب على القض اة اتباعه ا‬
‫في اإلجراءات المسطرية‪ .‬كما أن الس لطة التنفيذي ة ممثل ة بواس طة الق وة العمومي ة ملزم ة عن دما‬
‫يطلب منها ذلك تقديم المساعدة الالزمة لتنفيذ األحكام القضائية‪.‬‬
‫و لإلشارة فقد ارتقى مبدأ استقالل القضاء إلى مصاف المبادئ العالمية ال تي أك دت عليه ا مختل ف‬
‫المواثيق الدولية واإلعالنات الحقوقية على اختالف مشاربها‪ ،‬بل إن أغلب ال ديموقراطيات الحديث ة‬
‫جعلته مبدأ دستوريا ثابتا‪ ،‬فالمرجعية الدولية لهذا المبدأ تكرست خصوصا في الفصل ‪ 14‬من العهد‬
‫الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية الذي انضم إليه المغرب سنة ‪ 1979‬و ال تي تنص على‬
‫أنه‪ ":‬الناس سواسية أمام القضاء‪ ،‬ومن حق كل فرد أن تكون قضيته محل نظ ر منص ف و عل ني‪،‬‬
‫من قب ل محكم ة مختص ة ومس تقلة وحيادي ة و منش أة بحكم الق انون"‪ ،‬كم ا نص ت الم ادة ‪ 10‬من‬
‫اإلعالن الع المي لحق وق االنس ان لس نة ‪ 1948‬على أن ه‪ ":‬لك ل إنس انو ق د نص دس تور ‪2011‬‬
‫المغربي على أن السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التش ريعية والتنفيذي ة‪ .‬على ق دم المس اواة أن‬
‫تنظر في قضيته محكمة مستقلة و محايدة‪ ،‬نظرا منصفا وعلنيا"‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫و لعل نقل سلطة رئاسة النيابة العامة من وزير الع دل إلى الوكي ل الع ام للمل ك ل دى محكم ة‬
‫النقض رئيس النيابة العامة يعد تكريسا لالستقالل القضائي عن السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫و بصفة عامة فالحديث عن دولة المؤسسات‪ ،‬وعن مبدأ سيادة القانون‪ ،‬و عن المشروعية في دولة‬
‫ما ال يوجد بها قضاء مستقل‪ ،‬يصبح نوعا من العبث‪ ،‬ألن هاته األم ور جميعه ا مترابط ة‪ ،‬ال يمكن‬
‫فص ل بعض ها عن بعض‪ ،‬فحيث يوج د إيم ان بمب دأ المش روعية‪ ،‬و س يادة الق انون‪ ،‬وحيث يوج د‬
‫الدستور‪ ،‬فإن السلطة القضائية المستقلة تأتي كنتيجة طبيعي ة‪ ،‬أم ا عن دما يختفي مب دأ المش روعية‪،‬‬
‫وعندما ال يكون هناك إيمان بمبدأ سيادة القانون‪ ،‬فإنه ال يمكن تصور وجود سلطة قض ائية مس تقلة‬
‫في مواجهة بطش السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫فالهدف من استقالل القضاء‪ ،‬ومن حماية هذا االستقالل هو تحقيق العدال ة ال تي ال يمكن أن تتحق ق‬
‫في غياب أحد مقوماتها األساسية و هو اس تقالل القض اة و حماي ة ه ذا االس تقالل من أي ت دخل أو‬
‫تأثير‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ وحدة القضاء‬


‫إن لهذا المبدأ عدة معان‪ ،‬فمن جهة يقصد بمبدأ وحدة القضاء وج ود نظ ام قض ائي واح د و‬
‫جهة قضائية واحدة في مجم وع ال تراب الوط ني؛ يخض ع ل ه جمي ع المواط نين واألج انب دون‬
‫تمي يز حس ب جنس هم ودينهم‪ .‬وق د تم تث بيت ه ذا المب دأ بع د ص دور ق انون المغرب ة والتوحي د‬
‫والتعريب‪.‬‬
‫و من جهة أخرى يقصد بمب دإ وح دة القض اء أن المواط نين سواس ية أم ام القض اء‪ ،‬أي أن‬
‫هناك مساواة بين الناس في االستفادة من خدمات القضاء‪ ،‬وهذا يعني رفع ك ل تمي يز بين األف راد‬
‫كيفما كان سببه‪ ،‬والقضاء على كل تفرقة بين المتقاضين‪ .‬فوحدة القضاء تجع ل الن اس يخض عون‬
‫لقانون واحد و لمحكمة واحدة‪.‬‬
‫نقص د بالمس اواة أم ام القض اء‪ ،‬أن يك ون لجمي ع األف راد على الس واء الح ق في الحماي ة‬
‫القانونية‪ ،‬ومن وسائل هذه الحماية مباشرة ال دعاوي بين األف راد أم ام القض اء ب اإلجراءات ال تي‬
‫رسمها الق انون‪ ،‬وال ف رق في مباش رة ال دعاوي بين األف راد مهم ا اختلفت دي انتهم أو جنس يتهم‪،‬‬
‫ومهما تفاوتت منازلهم‪ .‬و هو ما من شأنه أن يساهم في استقرار المؤسسات القض ائية بالدول ة‪ ،‬و‬
‫يبث الثقة بين كـل من يقصد القضاء بأمل إنصافه و حماية حقه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫و يعني هذا المبدأ في هذا اإلطار ح ق ك ل المغارب ة في اللج وء إلى القض اء و في مقاض اة‬
‫خصومهم أيا كانت مراكزهم االجتماعية أو الوظيفية مع مراعاة ما يق رره الق انون من إج راءات‬
‫خاصة لرفع الدعوى و المتابعة‪.‬‬
‫من أهم القواعد التي تحقق فكرة المساواة اإلجرائية القواع د ال تي تف رض على القاض ي أال‬
‫يحكم قبل سماع كافة األطراف‪ ،‬ويقصد بذلك أن القاضي ملزم بسبب وظيفته أال يحكم في القضية‬
‫قبل أن يسمع أطرافها‪ ،‬أو أن يتيح لهم الفرصة إلبداء م ا ل ديهم من أق وال‪ ،‬وتق ديم أوج ه دف اعهم‬
‫بقصد إظهار الحقيقة‪ ،‬وإقناعه بأحقيتهم في الحماية القضائية‪ .‬و تلك التي توجب عليه احترام ح ق‬
‫الدفاع‪ ،‬و تمكين كل طرف من إب داء دفوع ه و وس ائل دفاع ه بص ورة كافي ة ( الفص ل ‪ 120‬من‬
‫الدستور و الفصل ‪ 1‬من قانون ‪ 22.01‬المتعلق بالمسطرة الجنائية)‪ .‬و بصفة عامة ك ل ض مانات‬
‫المحاكمة العادلة‪.‬‬
‫وقد يعتقد البعض أن تعدد المحاكم وإعطاء اختصاصات معينة لكل واحدة منها فيه ن وع من‬
‫التمييز وخروج عن القاعدة‪ .‬إال أن الواقع خالف ذلك‪ ،‬ألن التمييز في االختصاص يفرضه حسن‬
‫سير العدالة ومصلحة المتقاضين‪.‬‬
‫ولقد عرف المغرب وحدة القضاء غداة االستقالل في بداية سنة ‪ ،1965‬وقض ى ب ذلك على‬
‫م ا خلفت ه الحماي ة من تع دد المح اكم ال تي ك انت تأخ ذ بعين االعتب ار جنس ية المتقاض ي‪.‬‬
‫وإذا كانت بعض األنظمة تنشأ بعض المحاكم التي تتولى الفصل في قضايا تخص ش ريحة معين ة‬
‫كمحكمة العدل الخاصة مثال أو محكمة العدل العسكرية‪ ،‬فإن هذا ال يعتبر امتي ازا تحظى ب ه ه ذه‬
‫الفئة‪ ،‬بل يعتبر إمعانا في إحداث محاكم متخصصة بحثا عن عطاء أفضل‪.‬‬
‫و المغ رب يتب نى مب دأ وح دة القض اء رغم ادع اء البعض بوج ود ازدواجي ة في القض اء‬
‫المغربي‪ ،‬بعد تأسيس القضاء التجاري بدرجتيه و القضاء اإلداري بدرجتيه‪ ،‬و ه ذا االدع اء واه‪،‬‬
‫بسبب عدم تحقق مفهوم الجهة القضائية التي يمكن أن تخول االس تقالل‪ ،‬و الق ول بالت الي بوج ود‬
‫ازدواجية في القضاء‪ ،‬و ذلك بسبب غياب محاكم متسلسلة و مرتب ة‪ ،‬كم ا ه و الح ال في القض اء‬
‫المدني في بالدنا‪ .‬مثال بالنسبة للقضاء التجاري‪ ،‬فرغم إحداث القضاء التجاري بدرجتيه االبتدائية‬
‫و االستئنافية إال أنه ال توجد محكمة الق انون ( محكم ة النقض التجاري ة )‪ ،‬و ك ذلك رغم إح داث‬
‫القضاء اإلداري بدرجتيه االبتدائية و االستئنافية إال أنه ال توجد محكمة الق انون ( محكم ة النقض‬
‫اإلدارية)‪ ،‬كما هو الحال في القضاء الفرنسي‪ ،‬حيث أن مجلس الدولة الفرنسي يقوم مق ام محكم ة‬

‫‪19‬‬
‫النقض في المادة اإلدارية‪ .‬بل على العكس من ذلك فمحكمة النقض في المغرب ( بغرفه ا الس ت)‬
‫هي التي تنظر في كل الطعون المقدمة ضد األحكام االنتهائية الصادرة عن كل محاكم الموض وع‬
‫سواء تعلق األمر بالمحاكم المدنية أو التجارية أو اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬مبدأ التقاضي على درجتين‪:‬‬


‫يعتبر هذا المبدأ من المبادئ األساسية التي تضمن حق وق ال دفاع‪ ،‬ويقص د ب ه الس ماح لك ل‬
‫طرف من أن يعرض نزاعه وقضيته أما محاكم الدرجة األولى‪ ،‬وفي حال ة ع دم رض ائه ب الحكم‬
‫الص ادر عن حق ه‪ ،‬يض من ل ه الق انون الح ق في س لوك طري ق الطعن باالس تئناف‪ ،‬أي ع رض‬
‫القضية والحكم الصادر فيها على أنظار محاكم الدرج ة الثاني ة‪ ،‬م ا لم يكن الحكم انتهائي ا‪ ،‬وغ ير‬
‫قاب ل لالس تئناف‪ ،‬وذل ك س واء تعل ق األم ر بالقض اء الع ادي‪ ،‬أو القض اء التج اري أو القض اء‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫فبالنسبة للقضاء العادي فالقاعدة كما سبق ال ذكر هي التقاض ي على درج تين‪ ،‬أي ممارس ة‬
‫االستئناف‪ ،‬بعرض النزاع أمام محاكم االستئناف أو غرف االستئناف بالمح اكم االبتدائي ة حس ب‬
‫األح وال‪ ،‬إال م ا اس تثني قانون ا‪ ،‬كالقض ايا ال تي ال تتج اوز قيمته ا ‪ 5000‬درهم وال تي ال تقب ل‬
‫االستئناف‪.‬‬
‫وفي القضايا التجارية فقد كانت قبل تعديل ‪ 2002‬تقبل االستئناف فقط القض ايا ال تي ال تق ل‬
‫قيمتها عن ‪ 9000‬درهم‪ ،‬وأقل من ذلك تصدر األحكام انتهائية‪ ،‬أما بعد ‪ ،2002‬فقد تبنى المش رع‬
‫المغ ربي مب دأ التقاض ي على درج تين بص فة مطلق ة فيم ا يخص القض ايا التجاري ة‪ ،‬أي أن ك ل‬
‫القضايا التجارية مهما كانت قيمتها قابلة لالستئناف‪.‬‬
‫و كصورة تطبيقية أخرى إلقرار المشرع المغ ربي لمب دأ التقاض ي على درج تين‪ ،‬إح داث‬
‫المحاكم اإلدارية االستئنافية بسنة ‪ 14‬فبراير ‪.2006‬‬
‫ومبدأ التقاضي على درجتين يحقق فوائد كثيرة‪ ،‬أواله ا أن ه يحف ز القض اة على التعم ق في‬
‫بحث معطيات النزاع المعروض عليهم‪ ،‬وهي صيغة مثلى لتحقي ق العدال ة‪ ،‬واإلس هام في تط بيق‬
‫القانون وحماية الحقوق‪ ،‬ألنه يتيح لقض اة الدرج ة الثاني ة فرص ة إع ادة بحث القض ية المرفوع ة‬
‫على أنظارهم‪ .‬وتصحيح األحكام الص ادرة بش أنها في مح اكم الدرج ة األولى‪ ،‬وك ذلك ف إن مب دأ‬
‫التقاضي على درجتين يتيح للمتقاض ين فرص ة اس تدراك م ا ف اتهم عرض ه من أدل ة على قض اة‬

‫‪20‬‬
‫الدرجة األولى لتعزيز موقفهم‪ ،‬وصيانة حقوقهم‪ ،‬سواء تعلق األم ر بوث ائق ذات قيم ة إثباتي ة‪ ،‬أو‬
‫شهود‪ ،‬أو وقائع‪...‬‬
‫إال أن هذا المبدأ رغم مزاياه المتعددة‪ ،‬لم يسلم من انتقاد البعض الذي يصفه بما يلي‪:‬‬
‫‪ -)1‬أن إيج اد درج ة ثاني ة لتع اد فيه ا دراس ة نفس القض ية ه و من ب اب التطوي ل غ ير‬
‫المرغوب فيه‪.‬‬
‫‪ -)2‬أن محكمة الدرجة الثاني ة ال تي يع اد ع رض القض ية أمامه ا تك ون أق ل إطالع ا على‬
‫القض ية من محكم ة الدرج ة األولى‪ ،‬باعتب ار أن ه ذه المحكم ة ت رى الش هود‪ ،‬وتلمس تغ يرات‬
‫وجوههم‪ ،‬وارتجاف أصواتهم‪ ،‬في حين أن محكمة االستئناف تحكم باالستناد إلى أوراق صامتة‪.‬‬
‫‪ -)3‬إذا كان مركز محكمة الدرجة األولى بعيدا عن مرك ز محكم ة االس تئناف ف ذلك يك ون‬
‫مكلفا بالنسبة لألطراف‪ ،‬ال بالنسبة للدولة‪ ،‬ألنه يقتضي نقل المتهمين وانتقال األطراف‪.‬‬
‫‪ -)4‬إذا كان الذي يبرر وج ود الدرج ة الثاني ة ه و احتم ال وق وع خط أ في أحك ام الدرج ة‬
‫األولى‪ ،‬التي تقوم بإصالحها الدرجة الثانية‪ ،‬ألن أعضاءها أكثر كفاءة‪ ،‬وبالتالي فهم موضع ثق ة‪،‬‬
‫فلما ال يتم حذف األول واالحتفاظ بالدرجة الثانية‪ ،‬وفي ذلك تخفيف للنفقات‪ ،‬واقتصاد للوقت‪.‬‬
‫ورغم االنتقادات الموجهة لتب ني ه ذا المب دأ‪ ،‬فإن ه ق د تبنت ه ج ل التنظيم ات القض ائية على‬
‫مستوى القانون المقارن‪ ،‬فال نكاد نجد نظام يعتمد مبدأ التقاضي على درجة واحدة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه من شروط إعمال هذا المبدأ‪ ،‬واالستفادة منه أن يكون الحكم الصادر‬
‫عن محكمة الدرجة األولى قابال للطعن فيه باالستئناف‪ ،‬وأن يجيز القانون ممارسة الطعن‪ ،‬أي أن‬
‫يخ رج الحكم الص ادر عن محكم ة الدرج ة األولى‪ ،‬والم راد الطعن في ه‪ ،‬عن دائ رة األحك ام‬
‫واألوامر التي منع القانون الطعن فيها باالستئناف ومن بينها‪:‬‬
‫‪ -‬المنع الوارد بالنسبة للقرارات الصادرة عن رئيس المحكمة االبتدائية برفض طلب إثب ات‬
‫حال أو توجيه إنذار (الفصل ‪ 148‬ق م م)‪.‬‬
‫‪ -‬المنع الوارد بشأن األحكام الص ادرة عن المح اكم االبتدائي ة وال تي ال تتج اوز قيمته ا ‪20‬‬
‫ألف درهم‪ ،‬والتي تصدر ابتدائيا وانتهائيا (الفصل ‪ 19‬ق م م)‪.‬‬
‫‪ -‬حكم رئيس المحكمة االبتدائية الص ادر بإلغ اء حكم قاض ي الق رب يك ون ق د أض ر بأح د‬
‫األطراف (الفصل ‪ 9‬من قانون ‪.)42.10‬‬
‫‪ -‬اإلذن بالتعدد المبرر (ف ‪ 44‬م أ)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬الحكم بالتطليق الذي تصدره المحكمة في جزئه القاضي بإنهاء العالق ة الزوجي ة (الفص ل‬
‫‪ 45‬من م أ)‪.‬‬
‫المقررات القضائية الصادرة بالتطليق أو بالخلع أو بالفسخ في جزئها القاضي بإنهاء العالقة‬
‫الزوجية (ف ‪ 128‬م أ)‪.‬‬

‫‪-‬مبدأ القضاء الجماعي والقضاء الفردي‪:‬‬


‫هذا المبدأ يهم الهيئة القضائية وتشكيلها الذي قد يتم وفق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قضاء جماعي‪ :‬ويعني أن الهيئة التي تنظ ر في ال نزاع وتص در الحكم بش أنه مش كلة من‬
‫عدة قضاة‪.‬‬
‫‪ -‬قضاء فردي‪ :‬ويعني أن الهيئة التي تنظر في النزاع وتصدر الحكم بشأنه تكون مكونة من‬
‫قاض منفرد‪.‬‬
‫ولكل نوع مزاياه‪ ،‬فبالنسبة للقضاء الفردي‪ ،‬فهذا النوع من القضاء يدفع القاض ي إلى تحم ل‬
‫المسؤولية كاملة في الحكم الذي يصدره‪ ،‬وهو ما يحفزه على ال تريث والتعم ق في معطيات ه قب ل‬
‫إصدار الحكم‪ ،‬حتى يصدر عادال وحكيما‪ ،‬ه ذا إلى ج انب أن القض اء الف ردي‪ ،‬ه و نظ ام عملي‬
‫ومفيد في حالة قلة عدد القضاة‪ ،‬ويسهل انعقاده‪ ،‬إال أن هاته المزاي ا لم تمن ع من وج ود معارض ة‬
‫لهذا النظام‪ ،‬على اعتبار أن القاضي الف رد ق د يفتق د للخ برة والتبص ر والروي ة مقارن ة م ع ع دة‬
‫قضاة‪ ،‬خاصة إذا كان هذا القاضي حديث العهد بالمهنة‪ ،‬وبالتالي فهم يفض لون القض اء الجم اعي‬
‫الذي يوفر ضمانات أكبر للمتقاضين‪ ،‬في إحقاق الحقوق‪ ،‬وتطبيق القانون‪ ،‬و يتيح فرصة التشاور‬
‫وإبداء الرأي‪ ،‬والرأي المخالف بين القضاة للوصول إلى حماية حقوق المتقاضين‪.‬‬
‫هذا إضافة إلى أن القضاء الجماعي يقلل من إمكانية التحيز أو خرق القانون بس بب مراقب ة‬
‫البعض لآلخر‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى تاريخ التنظيم القضائي المغربي‪ ،‬نالح ظ أن المغ رب ق د ت أرجح بين األخ ذ‬
‫بنظام القضاء الفردي و نظام القضاء الجماعي منذ الق ديم‪ ،‬ففي س نة ‪ 1974‬مثال اخت ار المش رع‬
‫المغربي جعل مبدأ القاضي الفرد هو المتبع في البت في القضايا أمام المحاكم االبتدائية‪ ،‬ومح اكم‬
‫الجماعات والمقاطعات‪ ،‬ونظام القضاء الجماعي هو المتبع أمام محاكم االستئناف‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫بع د ذل ك‪ ،‬وفي س بتمبر ‪ 1993‬تراج ع المغ رب عن نظ ام القض اء الف ردي‪ ،‬ليتب نى نظ ام‬
‫القضاء الجماعي ال ذي بمقتض اه ك انت المح اكم االبتدائي ة تنظ ر في القض ايا بحض ور ‪ 3‬قض اة‬
‫وكاتب للضبط وممثل النيابة العامة مع إيراد بعض االستثناءات‪.‬‬
‫غير أنه سنة ‪ ،2003‬عاد المشرع لجع ل التنظيم القض ائي ينب ني على القض اء الف ردي في‬
‫جميع القضايا‪ ،‬باستثناء دع اوى األح وال الشخص ية‪ ،‬والم يراث‪ ،‬وال دعاوى العقاري ة ‪،‬والعيني ة‬
‫والمختلطة‪ ،‬والقضايا الجنحية التي يعاقب عليها القانون الجنائي بأكثر من سنتين‪.‬‬
‫وكذلك أكد الفصل ‪ 4‬من ظهير ‪ 17‬غشت ‪ 2011‬على أنه‪" :‬تعقد المحاكم االبتدائي ة بم ا في‬
‫ذل ك المص نفة جلس اتها م ع مراع اة المقتض يات المنص وص عليه ا في الفص ل ‪ 5‬وبع ده‪ ،‬وك ذا‬
‫االختصاصات المخولة لرئيس المحكمة بمقتضى نصوص خاصة‪ ،‬بقاض منفرد وبمساعدة ك اتب‬
‫الضبط‪ ،‬ماعدا الدعاوى العقارية العينية والمختلطة وقضايا األسرة والميراث باستثناء النفقة ال تي‬
‫يبت فيها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس وبمساعدة كاتب الضبط‪.‬‬
‫وعلى مستوى أقسام قضاء الق رب بالمح اكم االبتدائي ة‪ ،‬وفي القض ايا المدني ة‪ ،‬تعق د أقس ام‬
‫قضاء القرب جلساتها بقاض منف رد بمس اعدة كتاب ة الض بط‪ ،‬وب دون حض ور النياب ة العام ة في‬
‫ال دعاوى الشخص ية والمنقول ة‪ ،‬ال تي ال تتج اوز قيمته ا ‪ 5000‬درهم‪( .‬الفص ل ‪ 2‬من ق انون‬
‫‪.)42.10‬‬
‫أم ا مح اكم االس تئناف فتعق د جلس اتها بحض ور ‪ 3‬قض اة (الفص ل ‪ 7‬من ظه ير التنظيم‬
‫القضائي)‪ ،‬وكذلك محاكم االستئناف التجارية (الفصل ‪ 4‬من قانون ‪ ،)53.95‬ومح اكم االس تئناف‬
‫اإلدارية (فصل ‪ 3‬من قانون ‪.)08.03‬‬
‫أما غرفة الجنايات االستئنافية‪ ،‬فتتكون من رئيس غرفة ومستشارين‪ ،‬ويمكن أن يضاف إلى‬
‫تشكيلتها مستشارا أو أكثر (الفصل ‪ 416‬ق م م)‪.‬‬
‫ونشير هنا إلى أنه من النتائج المترتبة مس طريا على األخ ذ بمب دأ القض اء الف ردي أو مب دأ‬
‫القضاء الجماعي‪ ،‬أن القاضي الذي يق وم بكاف ة اإلج راءات والتحقيق ات ال تي يس تلزمها ال نزاع‪،‬‬
‫وتجهيز الملف تمهيدا للبت فيه‪ ،‬يعرف بالقاضي المكلف بالقضية (القضاء الفردي)‪ ،‬أم ا القاض ي‬
‫الذي يعهد له بتجهيز القضية متى تعلق األمر بالتشكيلة الجماعية فيعرف بالقاضي المق رر‪ ،‬ال ذي‬
‫يقتصر على القيام بإجراءات التحقيق الخاصة بالدعوى دون إمكاني ة بت ه وحـده في ال نزاع‪ ،‬ألن‬
‫‪.2‬‬ ‫الفصل بحكم‪ ،‬يعود إلى الهيأة الجماعية التي تتداول قبل إصدار الحكم‬
‫‪ - 2‬عبد الكريم الطالب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬مبدأ علنية الجلسات وشفوية المرافعات‪:‬‬
‫من المبادئ األساسية التي يقوم عليها التنظيم القضائي في جل الدول الديمقراطية‪ ،‬نجد مبدأ‬
‫عالنية الجلسات وشفوية المرافقات‪.‬‬
‫ويقصد بعالنيــة الجلســات‪ :‬السماح للمواط نين‪ ،‬وح تى غ ير المواط نين بحض ور جلس ات‬
‫المحاكم‪ ،‬لسماع المرافعات أو عند النطق بالحكم‪ ،‬والسماح لهم بنشر ما يدور فيها‪.‬‬
‫وقد أكد قانون المسطرة المدنية لس نة ‪ 1974‬على مب دأ علني ة الجلس ات في الفص ول ‪ 43‬و‬
‫‪ 50‬و ‪ 345‬و ‪ 375‬والمادة ‪ 7‬من قانون قضاء القرب‪ ،‬إذ أك د على أن ه يتعين أن تص در األحك ام‬
‫في جلسة علنية سواء تعلق األمر بالمرحلة االبتدائية (ف ‪ ،)50‬أو بمرحلة االستئناف (ف ‪،)345‬‬
‫أو أمام المجلس األعلى (ف ‪ ،)375‬وبالنظر إلى أن قواعد قانون المسطرة المدني ة تع د الش ريعة‬
‫العامة في المادة اإلجرائية‪ ،‬فإن نفس المبدأ يؤخذ به بالنسبة لمحاكم ال درجتين األولى والثاني ة في‬
‫المادتين التجارية واإلدارية‪...‬‬
‫إال أنه يجوز للقاضي أن يأمر بصفة استثنائية بجعل الجلسة سرية‪ ،‬إذا اقتضت ذل ك دواعي‬
‫النظام العام أو األخالق الحميدة (فقرة ‪ 2‬من الفصل ‪ 43‬والفصل ‪ 339‬من ق م م)‪.‬‬
‫ويمكن القول بأن مبدأ علنية الجلسات‪ ،‬أوجده المشرع لتحقيق حماية أك ثر للمتقاض ين أثن اء‬
‫الدعوى‪ ،‬بحيث يظهر لهم ولجميع من يحضر الجلسة كيف تسير ال دعوى‪ ،‬وه و أم ر ي ؤدى إلى‬
‫بعث االطمئنان‪ ،‬وحمل القضاة على العناية بأحكامهم‪ ،‬وهذه الضمانة وجدت كذلك لصالح القضاة‬
‫إذ تكسبهم الثقة واالحترام‪ ،‬و ذلك بإطالع المتقاضين على إدارتهم للجلسات مع ال تزامهم النزاه ة‬
‫والحياد‪ ،‬وعلى عنايتهم ببحث النزاعات‪.‬‬
‫وإذا ك ان ي راد بعلني ة الجلس ات‪ ،‬جري ان ال دعوى بش كل عل ني‪ ،‬بحيث يحض ر الجلس ات‬
‫األطراف أو ممثلوهم‪ ،‬وكافة من يهتم بمتابعة الدعوى‪ ،‬فإن علنية األحكام بالجلسة‪ ،‬تفيد أن ه يجب‬
‫أن يصدر القاضي األحكام في جلسة علنية‪ ،‬وذلك بتالوة أسبابها ومنطوقها علنا‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن العالنية تشمل حتى األحكام الصادرة في الدعاوى التي تقرر إج راء‬
‫المحاكمة فيها سرا‪ .‬وال يكفي أن تكون العالنية حاصلة فعال‪ ،‬بل البد تحت طائل ة البطالن من أن‬
‫ينص في األحكام على أنها صدرت في جلسة علنية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وقد أحاط المشرع مبدأ علنية الجلسات بمجموعة مقتضيات قانونية حمائي ة‪ ،‬لض مان حس ن‬
‫سير الجلسة في ظروف مالئمة تحفظ للهيئة القضائية كرامتها و وقارها‪ ،‬فإذا كان المشرع قد أقر‬
‫إمكانية حضور الجلسات لجميع ال ذين يهتم ون بمتابع ة ال دعوى‪ ،‬فإن ه عليهم أن يض بطوا نظ ام‬
‫الجلسة‪ ،‬تحت طائلة العقوبات ال تي يمكن ل رئيس الجلس ة أن يص درها في ح ق ك ل من لم يل تزم‬
‫باالحترام الواجب للقضاء‪.‬‬
‫فالمتقاض ين يت وجب عليهم إبالغ مض مون ش كواهم ونزاع اتهم إلى القض اة‪ ،‬لكن دون‬
‫اإلخالل ب االحترام ال واجب للعدال ة وللقض اة‪ ،‬و أج از لل رئيس أن يحكم عليهم ب أداء غرام ة ال‬
‫تتعدى ‪ 60‬درهم‪ ،‬وفي حالة إحداثهم الضطراب بسير الجلسة أو ضوضاء‪ ،‬يحق للرئيس أن يأمر‬
‫بطرد الخصم أو وكيله أو أي شخص آخر في الجلسة‪ ،‬فإذا امتنع األف راد ال ذين وق ع ط ردهم‪ ،‬أو‬
‫عادوا إلى الجلسة أمكن للرئيس أن يتخذ اإلج راءات طب ق المقتض يات الجنائي ة ‪ ،‬وال تي يص بح‬
‫‪3‬‬

‫المتقاضي بمقتضاها معرضا لتط بيق مقتض يات الفق رة ‪ 2‬من الفص ل ‪ 263‬من الق انون الجن ائي‬
‫التي جاء فيها‪" :‬إذا وقعت اإلهانة على واحد أو أكثر من رجال القضاء أو األعض اء المحلفين في‬
‫محكمة‪ ،‬أثناء الجلسة‪ ،‬فإن الحبس يكون من سنة إلى سنتين"‪.‬‬
‫وإذا صدرت أقوال تتضمن سبا أو إهانة خطيرة اتجاه المحكمة حرر رئيس الجلسة محضرا‬
‫يرسل في الحال إلى النيابة العامة لتطبيق المسطرة المتعلقة بالتلبس بالجريمة‪.‬‬
‫ولم يقتصر المشرع في تنظيمه لحفظ نظ ام الجلس ات على م ا يس ببه األط راف أو وكالئهم‬
‫من ضوضاء فحسب‪ ،‬ب ل م دده ليش مل المح امون أنفس هم‪ ،‬إذ يمكن لل رئيس أن يح رر محض را‬
‫باإلخالل الذي قام به المحامي‪ ،‬وأن يبعثه إلى نقيب المحامين (ف ‪ 44‬ق م م)‪.‬‬
‫وإذا صدر من المحامي أثناء الجلسة بمحكمة االستئناف أو النقض م ا يعت بر إهان ة في ح ق‬
‫الهيئ ة‪ ،‬أمكن للمحكم ة أن تطب ق علي ه بق رار مس تقل العقوب ات التأديبي ة المتمثل ة في اإلن ذار‬
‫والتوبيخ‪ ،‬وحتى الحرمان المؤقت من مزاولة المهنة لم دة ال تتج اوز ش هرين‪ ،‬أو س تة أش هر في‬
‫حال ة الع ود في نفس الس نة (ف ‪ 341‬ق م م)‪ ،‬وتع اقب المخالف ات ال تي تق ع في إح دى جلس ات‬
‫محكمة النقض طبق الشروط المنصوص عليها في قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫وق د أعطى الق انون للهيئ ة الح ق في أن ت أمر ب إجراء الجلس ة بص ورة س رية إذا اقتض ت‬
‫الضرورة ذلك‪ ،‬أو بناء على طلب أحد األطراف‪.‬‬

‫‪ - 3‬الفصل ‪ 43‬ق م م‪.‬‬


‫‪25‬‬
‫هذا فيما يتعل ق بعلني ة الجلس ات‪ ،‬أم ا فيم ا يخص ش فوية المرافع ات‪ ،‬فتعت بر كمتمم لعلني ة‬
‫الجلسات‪ ،‬هات ه األخ يرة ال تي ال يمكن أن تتحق ق إذا ك انت األولى غ ير موج ودة‪ ،‬أي مرافع ات‬
‫مكتوبة‪ ،‬فذلك الخطاب الذي يدلي به المتقاضي أمام هيئة الحكم يكون شفويا (شفوية المرافع ات)‪،‬‬
‫يظهر أهمية الجلسة التي تستمع فيه ا المحكم ة مباش رة للحض ور ووكالئهم والش هود والخ براء‪،‬‬
‫والتي تحاول فيها معرفة الحقيقة‪ ،‬ول و ك انت ه ذه الحقيق ة تس تند إلى مس تندات مكتوب ة‪ ،‬إذ أنه ا‬
‫تن اقش في الجلس ة بحيث يك ون ك ل من حض ر الجلس ة على بين ة مم ا يث يره ك ل ط رف من‬
‫مالحظات‪ ،‬ولو أنه من الممكن القيام بالمرافعة الشفوية حتى خالل الجلسات التي تجري بسرية‪.‬‬
‫وقد تبنى المشرع المغربي في ظل ظهير ‪ 28‬شتنبر ‪ 1974‬المسطرة الشفوية كقاعدة عام ة‬
‫(الفصل ‪ ،)45‬باستثناء بعض القضايا التي قرر فيها سلوك المسطرة الكتابية‪ ،‬كم ا ه و الح ال في‬
‫القضايا ال تي تك ون فيه ا الدول ة والجماع ات المحلي ة والمؤسس ات العمومي ة ط رف‪ ،‬والقض ايا‬
‫المدني ة‪ ،‬والعقاري ة والمتعلق ة بالش ركات المدني ة والتجاري ة‪ ،‬إال أن ه تراج ع عن موقف ه‪ ،‬ليتب نى‬
‫المسطرة الكتابية كقاعدة عامة‪ ،‬والمس طرة الش فوية كاس تثناء حيث نص الفص ل ‪ 45‬بع د تعديل ه‬
‫سنة ‪ 1993‬و ‪ 2004‬و ‪ 2011‬على أنه‪" :‬تطبق أمام المحاكم االبتدائية‪ ،‬وغرف االستئناف قواعد‬
‫المسطرة الكتابية المطبقة أمام محاكم االستئناف وفقا ألحكام الفصول ‪،334 ،332 ،331 ،329‬‬
‫‪ 344 ،342 ،336 ،335‬ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫غير أن المسطرة تكون شفوية في القضايا التالية‪:‬‬
‫‪ -‬القضايا التي تختص فيها المحاكم االبتدائية ابتدائيا وانتهائيا؛‬
‫‪ -‬قضايا النفقة والطالق والتطليق؛‬
‫‪ -‬القضايا االجتماعية "حوادث الشغل واألمراض المهنية"؛‬
‫‪ -‬قضايا استنفاد ومراجعة وجيبة الكراء؛‬
‫‪ -‬قضايا الحالة المدنية‪ ،‬التصريح بالوالدات والوفيات فحسب"‪.‬‬

‫‪-‬مبدأ مجانية القضاء‬


‫يقصد بهذا المبدأ أن القضاة ال يتقاضون مرتباتهم من المتقاض ين‪ ،‬ولكن تت ولى الدول ة أداء‬
‫أجورهم كموظفين عموميين‪ ،‬كم ا ه و الح ال في بقي ة المراف ق العام ة الموض وعة رهن إش ارة‬
‫الس كان‪ ،‬فالدول ة هي ال تي تتكل ف بتس يير ش ؤون القض اة من أداء األج ور لهم‪ ،‬وبن اء المح اكم‬

‫‪26‬‬
‫وتجهيزها وصيانتها‪ .‬فإذا أخد القضاة مرتباتهم من المتقاضين فإن العدالة س تنهار‪ ،‬ألنه ا س تكون‬
‫لمن سيدفع أكثر من غيره للقاضي‪ .‬و هو أمر فيه تشجيع للجوء إلى القضاء من طرف المظلومين‬
‫القتضاء حقوقهم‪.‬‬
‫و المجانية لها ارتباط وثيق بالحق في التقاضي‪ ،‬الذي يفيد أن يتمكن كل مواطن دون تمي يز‬
‫من رفع النزاع الذي يتعلق بحق من حقوقه أيا كانت طبيعته أمام هيئة قضائية مختصة‪ ،‬وإمكاني ة‬
‫استصدار الحكم في وقت مناسب مع توفير الضمانات الكافية لتنفيذ الحكم الصادر‪.‬‬
‫غير أن مجانية القضاء ال تعني أن المتقاض ين ال يتحمل ون أي ة أعب اء مالي ة‪ ،‬ب ل يق ع على‬
‫عاتقهم أداء رسوم قضائية لصندوق المحكمة‪.‬‬
‫و الرسم القضائي و هو عبارة عن مبلغ من المال يحصل لفائدة الخزينة العام ة بن اءا على‬
‫كل الخدمات التي يستفيد منها المتقاض ي‪ ،‬و تحكم الرس م القض ائي مجموع ة من القواع د ن ذكر‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪-‬األداء المسبق للرسم القضائي‪ ،‬أي ال يمكن االستفادة من أي إج راء كيفم ا ك ان نوع ه‬
‫إال بعد األداء المسبق للرسم‪.‬‬
‫‪-‬عدم إمكانية استرداد الرسم‪ ،‬بمعنى يمنع استرداد الرسم القضائي كلي ا بع د دفع ه على‬
‫الوجه القانوني في الصندوق المخصص له‪.‬‬
‫‪-‬اس تفادة مجموع ة من الطلب ات وال دعاوي من اإلعف اءات من أداء الرس م أي أن ه ذه‬
‫الطلبات والشهادات ال تؤدي الرسوم القضائية مثل "طلب النفقة‪-‬حوادث الشغل"‪.‬‬
‫و يض اف إلى ذل ك ن وع آخ ر من المص اريف كأتع اب الترجم ة‪ ،‬والخب ير‪ ،‬وأتع اب تنق ل‬
‫الشهود‪ ،‬و أتعاب المحامون‪ ،‬و مصاريف المعاين ات‪.....‬و إبق اء ه ذا الن وع من المص اريف على‬
‫كاهل المتقاضين ال يتعارض مع مبدأ المجانية‪ ،‬ذلك أنه لو مدد المشرع المجانية لتشمل هذا النوع‬
‫من المصاريف‪ ،‬لكان في ذلك تحفيز على تكاثر الدعاوى الكيدية‪ ،‬و على التقاضي بسوء ني ة‪ ،‬إال‬
‫أنه وفي مقابل ذلك و الحالة التي يكون فيها أحد األطراف معوزا‪ ،‬و ال يس تطيع أداء المص اريف‬
‫التي تقتضيها إجراءات التقاضي‪ ،‬فقد أتاح له المش رع إمكاني ة اإلعف اء منه ا و بالت الي االس تفادة‬
‫مما يعرف بمبدأ المساعدة القضائية‪.‬‬
‫و قد أوجد المشرع هذا المبدأ األخير بمقتضى المرس وم الملكي الص ادر بت اريخ ‪ 1‬نوفم بر‬
‫‪ . 1966‬قبل أن يرقى إلى درجة القاعة الدستورية في ظل دستور ‪ 29‬يولي وز ‪ ،2011‬حيث نص‬

‫‪27‬‬
‫الفصل ‪ 121‬منه على مايلي‪ " :‬يك ون ح ق التقاض ي مجاني ا في الح االت المنص وص عليه ا في‬
‫القانون لمن ال يتوفر على موارد كافية للتقاضي"‪.‬‬
‫و تنطوي المساعدة القض ائية على ش قين‪ :‬األول يتض من إعف اء الش خص من أداء الرس وم‬
‫القضائية المطلوبة إلمكانية رفع الدعوى أمام المحكمة‪ ،‬و الثاني‪ :‬إمكانية استفادة الشخص المعوز‬
‫من خدمات محام مجانا في الحاالت التي يكون فيها ذلك إجباريا بنص الق انون‪ ،‬و تج در اإلش ارة‬
‫في هذا اإلطار أنه يمنع على المحامي المعين في إطار المساعدة القضائية بق رار النقيب االمتن اع‬
‫عن تقديم المساعدة المطلوبة‪ ،‬و القيام باإلجراءات المس طرية الض رورية‪ ،‬م ا لم يكن لدي ه ع ذر‬
‫مقبول‪ ،‬و إال تمت متابعته تأديبيا ‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ولالستفادة من المساعدة القضائية‪ ،‬على الشخص إثبات حال ة الع وز ال تي يعيش ها و تفق ده‬
‫القدرة على تحمل المصاريف القضائية الخاصة بالدعوى التي هو طرف فيها‪ ،‬إلى ج انب تقديم ه‬
‫طلب بذلك إلى وكيل الملك لدى المحكمة التي ستنظر في النزاع إذا تعلق األمر بمح اكم ابتدائي ة ‪،‬‬
‫‪5‬‬

‫و يوجه الطلب إلى رئيس المحكمة التي ستنظر في النزاع إذا تعلق األمر بمحاكم إدارية ‪.،‬‬
‫‪6‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المساعدة القضائية تشمل كل درج ات التقاض ي‪ ،‬و مرحل ة النقض‪،‬‬
‫و لتسهيل االستفادة من هذا النظ ام‪ ،‬وض عت رهن إش ارة المعن يين ب األمر مك اتب خاص ة لتلقي‬
‫طلبات المساعدة القضائية على مستوى محاكم الموض وع و محكم ة النقض‪ ،‬مكون ة من أعض اء‬
‫ينتمون للنيابة العام ة‪ ،‬و من دوب عن وزارة المالي ة‪ ،‬و أعض اء من هي أة ال دفاع‪ .‬و يك ون ق رار‬
‫المكتب بمنح أو عدم منح المساعدة بعد دراسة الطلب‪ ،‬و هذا القرار يك ون ق ابال للطعن في ه أم ام‬
‫مكتب المساعدة بمحكمة االستيئاف‪ ،‬و تعتبر قرارات هذا المكتب نهائية‪.‬‬
‫و المس اعدة القض ائية تنقس م إلى ن وعين المس اعدة القض ائية بن اء على طلب‪ ،‬و المس اعدة‬
‫القضائية بقوة القانون‪.‬‬
‫و المساعدة القضائية بناء على طلب‪ ،‬ال تمنح إال وفق الش روط المتح دث عنه ا‪ ،‬أي تق ديم طلب‬
‫بها‪ ،‬وإثبات حالة العوز أو الفقر‪ .‬أم ا المس اعدة القض ائية بق وة الق انون فيكفي لالس تفادة منه ا أن‬
‫يكون المستفيد ممن سماهم القانون‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة لألجراء في مجال التشغيل‪.‬‬
‫و تنتهي صالحية المساعدة القضائية بناء على طلب‪ ،‬بصدور الحكم عن المحكمة ال تي ق دم‬
‫طلب المساعدة فيها‪ ،‬و إن أراد المتقاضي االس تفادة منه ا في الدرج ة الموالي ة يتعين علي ه تق ديم‬
‫‪ - 4‬الفصل ‪ 40‬من القانون ‪ 08.28‬المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة‪.‬‬
‫‪ - 5‬الفصل من المرسوم الملكي الضادر بتاريخ ‪ 1‬نوفمبر ‪.1966‬‬
‫‪ - 6‬الفصل ‪ 3‬من القانون ‪.41.90‬‬
‫‪28‬‬
‫طلب ب ذلك أم ام المحكم ة المعني ة‪ ،‬أم ا المس اعدة القض ائية بق وة الق انون فهي تش مل المرحل ة‬
‫االبتدائي ة و االس تئنافية‪ ،‬أم ا أم ام محكم ة النقض فيك ون على المتقاض ي تق ديم طلب ب ذلك إلى‬
‫المحكمة المعنية‪ ،‬و إال ك ان ملزم ا بـأداء ك ل المص اريف و الص وائر القض ائية ال تي تقتض يها‬
‫مرحلة النقض بما في ذلك أتعاب المحامي‪.‬‬
‫و نشير أخيرا إلى أن قرار المساعدة القض ائية قاب ل للس حب إذا حص ل المس تفيد من ه على‬
‫مبالغ مالية نتيجة تنفيذ الحكم الصادر لفائدته‪ .‬و يكون بالتالي ملزما بأداء كل ما كان س يتحمله من‬
‫أتعاب و مصاريف لو لم تكن هناك مساعدة قضائية‪ ،‬و كأن األمر يتعلق ب دين أص بح ح ال األداء‬
‫بمجرد صدور الحكم الذي حصل منه على مبالغ مالية نتيجة تنفيذ الحكم الصادر لفائدته ‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ - II‬أنواع المحاكم وفق التنظيم القضائي المغربي‬


‫إن بحث و اإلحاطة بأنواع و أصناف المحاكم التي يتألف منه ا التنظيم القض ائي المغ ربي‪،‬‬
‫يقتضي منا كذلك التطرق إلى إلقاء نظرة و ل و م وجزة على ا لف اعلين داخ ل هات ه المنظوم ة‪ ،‬أي‬
‫األشخاص الذين يفعلون و يحركون هاته المحاكم أي مساعدو القضاء‪.‬‬

‫‪ - 7‬ينص الفصل ‪ 41‬من قانون المحاماة على أنه‪"" :‬للمحامي المعين في نطاق المساعدة القضائية أن يتقاضى م موكله أتعابا عن المسطرة التي‬
‫باشرها و نتجت عنها استفادة لهذا األخير مالية أو عينية‪ ،‬على أن يعرض األمر وجوبا على النقيب لتحديد تلك األتعاب"‬
‫‪29‬‬
‫و لكن قب ل ذل ك الب د من اإلش ارة و التع رف على الس لطة الحكومي ة المكلف ة بالع دل في‬
‫المغرب‪ ،‬و التي يتبع لها التنظيم القضائي المغربي في رمته‪.‬‬
‫فقد أنشأت وزارة العدل المغربية بتاريخ ‪ 31‬أكتوبر ‪ 1913‬بمقتضى أمر ملكي‪ ،‬حيث أس ند‬
‫لها مهم ة مراقب ة القض اء و تنظيم ه‪ ،‬و من ذ ذل ك الحين‪ ،‬و بمقتض ى مجموع ة ق وانين خاص ة‬
‫مرسوم ‪ 21‬فبراير ‪ ،1968‬و مرسوم ‪ 14‬أبريل ‪ ،1976‬و مرسوم ‪ 23‬يونيو ‪ ،1998‬و مرس وم‬
‫‪ 11‬أبريل ‪.........2011‬‬
‫و وزارة العدل تعتبر هي المسؤولـة على قطاع العـدل بالمغرب‪ ،‬بمختلف مكوناته‪ ،‬هيآت و‬
‫أشخاصا‪ .‬و ألجل ذلك تسند لها الصالحيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد و تنفيد سياسة الحكومة في ميدان العدل‪ ،‬و في مجال الحريات و حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪-‬السهر على تنفيذ االختصاصات المخولة لها بمقتضى القانون‪.‬‬
‫‪-‬إعداد و تنفيذ السياسة الجنائية‪.‬‬
‫‪-‬السهر على حسن سير المحاكم و تحقي ق العدال ة من خالل وض ع االس تراتيجية العام ة المتعلق ة‬
‫بالموارد البشرية و المالية و التجهيزات و البنايات‪.‬‬
‫‪-‬إنجاز الدراس ات القانوني ة و إع داد مش اريع النص وص القانوني ة المتعلق ة بمج ال اختصاص ات‬
‫الوزارة و مشاريع اتفاقيات التعاون الدولي في الميدان القضائي‪.‬‬
‫و ينتظم هيكل الوزارة كما يلي‪:‬‬
‫الهياكل التي لها ارتباط مباشر بسلطة السيد الوزير‪ ،‬و تتمثل في‪:‬‬

‫‪- 1‬ديوان وزير العدل‪ :‬و تتمثل أهم اختصاصاته فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تتب ع الملف ات المرتبط ة بالسياس ة المدني ة والسياس ة الجنائي ة‪ ،‬وذل ك بتنس يق م ع المفتش ية‬
‫العامة والمديريات المختصة‪ ،‬ثم إعطاء تصور عند االقتضاء للوزير حول سير بعض الملفات‪.‬‬
‫‪ -‬تتب ع أش غال البرلم ان بغرفتي ه‪ ،‬و ته يئ ملف ات الوزيـر ح ول األس ئلة الشفاهـيـة والكتابي ة‬
‫المطروحة و تقديم و مناقشة مقترحات القوانين المرتبطة بقط اع الع دل‪ ،‬وتق ديم ع روض أم ام‬
‫اللجان البرلمانية‪.‬‬
‫‪ -‬تتبع ملفات مجلس الحكومة والوزراء وإعداد تقارير ودراسات ح ول النص وص المندرج ة في‬
‫جدول األعمال لكل مجلس‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬تنظيم االجتماعات واللقاءات الرسمية للوزارة واستقبال الضيوف األجانب و المغاربة‪.‬‬
‫‪ -‬تحض ير مختل ف الزي ارات ال تي يق وم به ا ال وزير لمختل ف المؤسس ات القض ائية و غيره ا‬
‫بالمغرب و خارجه‪.‬‬
‫‪ -‬تحضير الزيارات التي يقوم بها شخصيات أو وفود ل وزارة الع دل‪ ،‬القي ام بالدراس ات القانوني ة‬
‫المختلفة وتتبع ملفات حقوق اإلنسان كحقوق الطفل و المرأة‪ ،‬وتحليلها ومعالجتها تمهيدا لتوجيهها‬
‫إلى المصالح المختصة وتتبع سيرها واإلجراءات المتخذة في شأنها‪.‬‬

‫‪ -2‬المفتشية العامة‪.‬‬
‫و تقوم بالتفتيش المستمر للمحاكم و التفتيشيات الخاصة‪ ،‬وذلك من خالل القيام بزي ارات متك ررة‬
‫للمسؤولين المركزيين للمحاكم‪ ،‬وذلك من أجل خلق تحاور مع المسؤولين عن المحاكم واإلنصات‬
‫إليهم‪ ،‬واألخذ بعين االعتبار التظلمات و الردود الفورية وبرمجة التدخالت‪.‬‬
‫كما أن دور المفتشية العامة القيام بالتحريات في الشكايات التي تتعلق بوقائع معينة في عين‬
‫المكـان‪ ،‬للتأكد من صحتها واتخاذ اإلجراءات المناسبة في شأنها‪ ،‬كذلك تتخذ التدابير الالزم ة في‬
‫شأن الشكايات المتعلقة بالجالي ة المغربي ة المقيم ة بالخ ارج وباألج انب والش ركات والمؤسس ات‬
‫العمومية وتتبع ومواكبة قضايا المستثمرين األجانب بواسطة المسؤولين عن المحاكم‪.‬‬

‫‪ -3‬كتابة المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬


‫و تتمثل أهم اختصاصاته فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تهيـيء وإع داد مل ف أعمـال المجلس األعلى في كـل دورة‪ ،‬والتحض ير لمختل ف المواض يع‬
‫المتعلقة بجدول أعماله‪ ،‬ثم تنفيذ االقتراحات بعد الموافقة المولوية‪.‬‬
‫‪-‬تتب ع نشـاط المح اكم لوض ع الخريط ة القض ائية من أج ل تحقي ق الت وازن في ج ل المؤسس ات‬
‫القضائية‪.‬‬
‫‪-‬اإلجابة على جميع المراسالت التي تخص السادة القضاة‪ .‬مثال ذل ك ض رورة حص ول القاض ي‬
‫على اإلذن من ط رف الس يد وزي ر الع دل للمش اركة في ن دوة ص حفية أو برن امج إذاعي‬
‫أو تلفزيوني‪ ،‬كم ا يمن ع على الس ادة القض اة الكش ف على ص فتهم القض ائية فيم ا يص درونه من‬
‫مؤلفات أدبية أو علمية أوفنية إال بإذن من وزير العدل‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -4‬المعهد الوطني للدراسات القضائية‪.‬‬
‫و تتمثل مهامه في إجراء امتحـان الدخـول إلى المعهد وإعـداد برنامج للدراسة ب ه ومراقب ة‬
‫الملحقين القضائيين وتتبع نشاطهم وتهيئ برنامج للتدريب بالمحاكم‪،‬‬
‫كمـا أن المعهد يسهر على تهيئ امتحـان التخرج وترتيب الملحقين القضائيين حس ب درج ة‬
‫تفوقهم و إحالة امتحان التخرج على الكتابة العامة للمجلس األعلى للقضاء بقصد التعيين بالمحاكم‪.‬‬
‫و إلى جانب ذلك تتوفر وزارة العدل على اإلدارة المركزية و المديريات‬
‫تضم اإلدارة المركزية ما يلي ‪:‬‬
‫الكتابة العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية الشؤون المدنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية الشؤون الجنائية والعفو‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية الميزانية والمراقبة‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية التجهيز و تدبير الممتلكات‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية الدراسات والتعاون والتحديث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مركز تتبع ومعالجة الشكايات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مديرية التشريع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬أنواع المحاكم بالمغرب‬


‫يتوفر النظام القضائي المغربي على مح اكم عادي ة و مح اكم اس تثنائية‪ ،‬و يقص د بالمح اكم‬
‫العادية تلك المحاكم التي يتم التقاضي أمامه ا وف ق الش روط العام ة للتقاض ي دون خصوص يات‬
‫تذكر أو شروط خاصة‪ ،‬على خالف المحاكم االستثنائية التي تقتض ي اس تجماع ش روط خاص ة‪،‬‬
‫ومساطر خاصة يفرضها المشرع‪ ،‬كم ا س وف ن رى عن د التط رق لبعض النم اذج من المح اكم‬
‫االستثنائية أو الغير عادية بصفة عامة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وتمثل المحاكم العادية في تنظيمنا القضائي كل من محاكم الدرج ة األولى ومح اكم الدرج ة‬
‫الثانية ومحكمة النقض‪.‬‬
‫وتتمثل محاكم الدرجة األولى في المحاكم االبتدائية‪ ،‬والمحاكم اإلدارية والتجارية‪ ،‬ومح اكم‬
‫الدرجة الثانية في محاكم االستئناف‪ ،‬ومحاكم االستئناف اإلدارية‪ ،‬ومح اكم االس تئناف التجاري ة‪،‬‬
‫إلى جانب محكمة النقض‪.‬‬
‫و سنتناول أنواع المحاكم بالمغرب وفق الترتيب التالي‪:‬‬
‫‪ -‬المحاكم االبتدائية‬
‫‪ -‬قضاء القرب‬
‫‪ -‬محاكم االستئناف‬
‫‪ -‬المحاكم اإلدارية‬
‫‪ -‬محاكم االستئناف اإلدارية‬
‫‪ -‬المحاكم التجارية‬
‫‪ -‬محاكم االستئناف التجارية‬
‫‪ -‬محكمة النقض‬
‫‪ -‬المحكمة العسكرية‬
‫‪ -‬المحكمة الدستورية‬
‫‪ -‬تفتيش المحاكم‬

‫أوال‪ -‬المحاكم االبتدائية‪:‬‬


‫ينص الفصل ‪ 2‬من ظهير ‪ 15‬يوليوز ‪ 1974‬المتعلق ب التنظيم القض ائي للمملك ة كم ا وق ع‬
‫تعديله وتتميمه بمقتضى ظهير ‪ 2011‬على ما يلي‪" :‬تتألف المحاكم االبتدائية من‪:‬‬
‫‪ ‬رئيس وقضاة وقضاة نواب؛‬
‫‪ ‬من نيابة عامة‪ ،‬تتكون من وكيل الملك ونائب أو عدة نواب؛‬
‫‪ ‬من كتابة الضبط؛‬

‫‪33‬‬
‫‪ ‬من كتابة للنيابة العامة‪.‬‬
‫يمكن تقسيم هذه المحاكم بحسب نوعية القضايا التي تختص بالنظر فيه ا إلى "أقس ام قض اء‬
‫األسرة"‪ ،‬و"أقسام قضاء القرب"‪ ،‬وغرف مدنية وتجارية وعقارية واجتماعية وزجرية‪."...‬‬
‫وعلى اعتبار أن قضاء الق رب ه و عنص ر جدي د في التنظيم القض ائي المغ ربي‪ ،‬و ي دخل‬
‫ضمن تركيب المحاكم االبتدائية‪ ،‬سوف نخصص له جزء من هذا المح ور (‪ ،)1‬على أن نتط رق‬
‫في الجزء الثاني للمحاكم االبتدائية(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬قضاء القرب‪:‬‬
‫لقد تم إحداث الق رب ال ذي ح ل مح ل مح اكم الجماع ات والمقاطع ات به دف التخفي ف من‬
‫الضغط الذي تعاني منه المحاكم االبتدائية على مستوى القض ايا المعروض ة أمامه ا‪ ،‬وذل ك بمنح‬
‫ه ذا القض اء اختص اص النظ ر في القض ايا البس يطة‪ ،‬و ال تي ال تحت اج إلى ك ل اإلج راءات‬
‫والمساطر التي ينص عليها المشرع بالنسبة للقضايا ال تي تتج اوز قيمته ا ‪ 5000‬درهم‪ ،‬ه ذا إلى‬
‫جانب هدف آخر أساسي وهو تقريب القضاء من المتقاضين‪.‬‬
‫وعلى خالف محاكم الجماعات والمقاطعات‪ ،‬ليس هذا القضاء سوى أقسام تابعة لدائرة نفود‬
‫المحاكم االبتدائية‪.‬‬
‫وق د تم إح داث قض اء الق رب بمقتض ى الظه ير الش ريف ‪ 11.1.151‬بت اريخ ‪ 17‬غش ت‬
‫‪.2011‬‬

‫تكوين و تنظيم قضاء القرب‬


‫تتألف أقسام قضاء القرب من قاض أو أكثر‪ ،‬وأعوان كتابة الضبط أو كتابة‪ ،‬وتعقد جلس ات‬
‫أقسام قضاء القرب بقاض منفرد بمساعدة كاتب للض بط‪ ،‬وب دون حض ور النياب ة العام ة‪ ،‬ويمكن‬
‫عقد جلسات تنقلية بإحدى الجماعات الواقعة بدائرة النفود ال ترابي لقس م قض اء الق رب للنظ ر في‬
‫القضايا التي تدخل ض من اختص اص قض اء الق رب‪ ،‬وهي تقني ة في غاي ة األهمي ة ألنه ا تحق ق‬
‫تقريب القضاء من المواطنين‪ ،‬خاصة في المناطق القروية والجبلية‪.‬‬

‫‪ -‬أما بالنسبة لالختصاص النوعي ألقسام قضاء القرب‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬ففي القضايا المدنية‪ :‬فقد حدد الفصل ‪ 10‬من القانون المنظم لقضاء القرب‪ ،‬اختصاصات‬
‫قاضي القرب في القضايا المدنية في النظر في ال دعاوى الشخص ية والمنقول ة ‪ .‬ال تي ال تتج اوز‬
‫‪8‬‬

‫قيمتها ‪ 5000‬درهم‪ ،‬ويخرج عن اختصاص قاض ي الق رب التط رق للنزاع ات المتعلق ة بمدون ة‬
‫األسرة والعقار والقضايا االجتماعية واإلفراغات‪ ،‬وإذا عم د الم دعي إلى تجزئ ة مس تحقاته مم ا‬
‫يخوله اختصاص هذا القضاء‪ ،‬فإنه ال تقبل منه إال المطالب األولية‪.‬‬
‫وإذا قدم المدعى عليه طلبا مق ابال‪ ،‬ف إن ه ذا الطلب ال يض اف إلى الطلب األص لي لتحدي د‬
‫مبلغ النزاع‪ ،‬ويبقى القاضي مختصا بالنسبة للجميع‪.‬‬
‫أما في القضايا الزجرية فحسب الفصل ‪ 14‬من القانون المنظم لقضاء القرب يختص قاضي‬
‫القرب بالبث في المخالفات التي ال تتجاوز عقوبة الغرامة فيها ‪ 1200‬درهم‪ ،‬المرتكبة من ط رف‬
‫الرشداء المنصوص عليها في المواد ‪ 15‬و‪ 16‬و ‪ 17‬و ‪ 18‬من القانون المنظم لقضاء القرب‪.‬‬

‫‪ -‬المسطرة أمام قضاء القرب ‪:‬‬


‫كما ينص على ذلك الفصل ‪ 5‬من القانون المنظم لقضاء القرب‪ ،‬فالمشرع المغربي وإن كان‬
‫ق د نص على بعض اإلج راءات المس طرية في ه ذا الق انون‪ ،‬فإن ه ق د اعتم د ب اقي اإلج راءات‬
‫األخرى المنصوص عليها في قانون المسطرة المدني ة و ق انون المس طرة الجنائي ة‪ ،‬س واء تعل ق‬
‫األمر بعقد الجلسات والنطق باألحكام‪ ،‬وإجراءات رفع الدعوى أو المتعلقة بطرق الطعن‪.‬‬
‫وتختلف المسطرة في قضاء القرب بين ما إذا تعلق األمر بقضايا مدنية أو قضايا زجرية‪.‬‬
‫ففي القضايا المدنية‪ :‬و فيما يتعلق باإلجراءات المتعلق ة برف ع ال دعوى إلى قاض ي الق رب‪،‬‬
‫فهي تكون إما بمقال مكتوب أو بتصريح شفوي يتلقاه كاتب الضبط‪ ،‬ويدونه في محض ر يتض من‬
‫الموضوع واألسباب المثارة وفق نموذج معد لهذه الغاية‪ ،‬ويوقع ه مع ه الط الب (الفص ل ‪ 11‬من‬
‫قانون ‪.)42.10‬‬

‫‪ - - 8‬الدعوى الشخصية‪ :‬وتنشأ دائم ا عن اإلخالل بعق د أو فع ل غ ير مش روع أو إث راء بال س بب أو نص في الق انون وال دعاوى‬
‫الشخصية قد يكون موضوعها حق شخصي على منقول‪ ،‬وقد يكون موضوعها حق شخصي على عقار‪.‬‬

‫‪ -‬الدعوى المنقولة‪ :‬إذا كان محل الحق الذي تحميه منقوال‪ ،‬وما ال يعتبر عقار بالطبيعة أو بالتخصيص فه و منق ول‪ ،‬ف االلتزام بعم ل‬
‫ولو تعلق بعقار كالصيانة أو البناء يعتبر في حكم المنقول والدعوى التي تحميه لها الطبيعة المنقولة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫إذا كان المدعى عليه حاضرا أوضح له القاضي مضمون الطلب‪ ،‬وإذا لم يحضر بل غ مق ال‬
‫المدعي أو نسخة من المحضر في الحال‪ ،‬ويحت وي ه ذا التبلي غ على اس تدعاء بجلس ة ال يتج اوز‬
‫تاريخها ‪ 8‬أيام‪.‬‬
‫وتكون المسطرة أمام قض اء الق رب ش فوية ومجاني ة‪ ،‬و معف اة من الرس وم القض ائية على‬
‫النحو الذي سبق أن تطرقنا له‪.‬‬
‫فأن تكون المسطرة شفوية يفيد أن األطراف غير ملزمين بتقديم وسائل دف اعهم ودفوع اتهم‬
‫بواسطة مقاالت مكتوبة‪ ،‬بل يكفي أن يترافعوا أمام قاضي الق رب وي دلوا بم ا يؤي د إدع اءاتهم أو‬
‫يفند مزاعم خصومهم‪ .‬ولعل عدم لجوء المشرع إلى سن المسطرة الشفوية يرجع لكون النزاع ات‬
‫التي تعرض أمام قضاء القرب زهيدة‪ ،‬وال تتعدى ‪ 5000‬درهم‪ ،‬إذ لو نص على ضرورة االلتزام‬
‫بالمسطرة الكتابية‪ ،‬ألوجب ذلك أحيانا تنصيب محام‪ ،‬خاصة في المادة المدنية‪ ،‬األمر الذي سيثقل‬
‫كاه ل المتقاض ي‪ ،‬حيث يك ون من غ ير المنطقي أن ي ؤدي م ا يتج اوز قيم ة دع واه‪ ،‬كأتع اب‬
‫للمحامي‪.‬‬
‫وأن تكون المسطرة مجانية‪ ،‬أي معفاة من جميع الرسوم القض ائية مم ا ينتج عن ه ق درة ك ل‬
‫ذي مصلحة من أن يلجأ إلى هاته األقسام للمطالبة بحقوقه دون أية قيود مالية‪ ،‬وتشمل مص اريف‬
‫الدعوى‪ ،‬الرسوم القضائية‪ ،‬وأتع اب الخ براء‪ ،‬والترجم ة‪ ،‬ومص اريف المعاين ات‪ ...‬وه و إعف اء‬
‫قانوني منصوص عليه تشريعيا‪ ،‬وال حاجة لتقديم طلب بشأنه‪.‬‬
‫هذا إلى جانب أن جلسات قضاء القرب تكون علني ة‪ ،‬وأحكامه ا تص در باس م جالل ة المل ك‬
‫وطبقا للقانون وتضمن في سجل خاص بذلك‪ ،‬كما تذيل بالصيغة التنفيذية‪ ،‬وتعقد الجلسات بق اض‬
‫منفرد وبمساعدة كاتب الضبط وبدون حض ور النياب ة العام ة‪ ،‬وه و م ا يس اعد على الس رعة في‬
‫البث في هاته القضايا‪ ،‬والسرعة في تنفيذها خاصة إذا حضر األطراف وقت النطق بالحكم‪.‬‬
‫ويتعين النطق باألحكام وهي محررة وتسلم نسخة منها إلى المعنيين بها داخل أجل ‪ 10‬أي ام‬
‫الموالية لتاريخ النطق بها‪.‬‬
‫وإذا صدر الحكم بحضور األطراف تم التنص يص على ذل ك في محض ر الجلس ة‪ ،‬ويش عر‬
‫القاضي األطراف بحقهم في طلب اإللغ اء وف ق الش روط وداخ ل اآلج ال المنص وص عليه ا في‬
‫المواد ‪ 8‬و‪ 9‬وما يليها‪ ،‬وال يعتبر ذلك بمثابة تبلي غ إال إذا تم تس ليم نس خة من الحكم بالجلس ة وتم‬
‫التوقيع على ذلك (المادة ‪ 7‬من قانون ‪.)42.10‬‬

‫‪36‬‬
‫ويجب على قاضي القرب قبل مناقشة الدعوى أن يقوم بمحاولة للص لح بين الط رفين‪ ،‬ف إذا‬
‫تم ذلك و نجحت محاولة الصلح بينهما‪ ،‬حرر ب ذلك محض را وتم اإلش هاد ب ه من طرف ه‪ ،‬أم ا إذا‬
‫تعذر الصلح بين طرفي الدعوى‪ ،‬بث في موضوعها داخل أجل ‪ 30‬يوما بحكم غير قاب ل للطعن‪،‬‬
‫سواء طعن عادي أو استثنائي مع مراعاة أحكام المادة ‪ .7‬غ ير أن ه يمكن للط رف المتض رر من‬
‫الحكم طلب إلغائه أمام رئيس المحكمة االبتدائية داخ ل أج ل ‪ 8‬أي ام من تبليغ ه‪ ،‬وذل ك بن اءا على‬
‫الحاالت المحددة في المادة ‪ 9‬من قانون ‪ 42.10‬كما يلي‪:‬‬
‫يمكن تقديم طلب إلغاء الحكم إذا توفرت إحدى الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا لم يحترم قاضي القرب اختصاصه النوعي أو القيمي؛‬
‫‪ -‬إذا لم يجر محاولة الصلح المنصوص عليها في المادة ‪ 12‬بعده؛‬
‫‪ -‬إذا بت فيما لم يطلب منه‪ ،‬أو حكم بأكثر مما طلب منه‪ ،‬أو أغفل البت في أحد الطلبات‪.‬‬
‫‪ -‬إذا بت رغم أن أحد األطراف قد جرحه عن حق‪.‬‬
‫‪ -‬إذا بت دون أن يتحقق مسبقا من هوية األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬إذا حكم على المدعى عليه أو المتهم دون أن تكون له الحج ة على أن ه توص ل ب التبليغ أو‬
‫االستدعاء‪.‬‬
‫‪ -‬إذا وجد تناقض بين أجزاء الحكم‪.‬‬
‫‪ -‬إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى‪.‬‬
‫يبت الرئيس في الطلب داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ إيداعه‪ ،‬في غيبة األط راف‪،‬‬
‫ما لم ير ضرورة استدعاء أحدهم لتقديم إيضاحات؛ وفي جميع الحاالت يبت داخل أجل الشهر‪.‬‬
‫ال يقبل هذا الحكم أي طعن‪.‬‬
‫وتناط بالس لطة اإلداري ة المحلي ة على مس توى أقس ام قض اء الق رب تبلي غ وتنفي ذ األحك ام‬
‫الصادرة عن ه ذا القض اء (الفص ل ‪ ،)21‬غ ير أن ه يمكن بطلب من المس تفيد تكلي ف المفوض ين‬
‫القضائيين بتبليغ وتنفيذ أحكام أقسام قضاء القرب‪.‬‬
‫أما في القضايا الزجرية‪ :‬فتحريك الدعوى العمومية يكون بواسطة النيابة العامة التي تحيل‬
‫على قاض ي الق رب المحاض ر المنج زة من ط رف الش رطة القض ائية أو األع وان المكلفين‬
‫بإنجازهم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫و يمكن لقضاء القرب البث في المطالب المدني ة الناجم ة عن األض رار في نط اق ال دعوى‬
‫المدنية التابعة في حدود االختصاص القيمي المشار إليه في المادة ‪ ،10‬وإذا صرح قاضي الق رب‬
‫بعدم اختصاصه بالبث في الدعوى العمومية أحال القضية فورا على النيابة العامة (الفصل ‪.)19‬‬

‫‪- 2‬المحاكم االبتدائية‪:‬‬


‫حس ب الفص ل الث اني من ظه ير التنظيم القض ائي ل ‪ 15‬يولي وز ‪ 1974‬المع دل بمقتض ى‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.93.205‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬شتنبر ‪ 1993‬تتألف المحاكم االبتدائية‪.‬‬
‫‪" ‬من رئيس وقضاة وقضاة نواب؛‬
‫‪ ‬من نيابة عامة تتكون من وكيل الملك ونائبه أو عدة نواب؛‬
‫‪ ‬من كتابة الضبط؛‬
‫‪ ‬من كتابة النيابة العامة"‪.‬‬
‫يمكن تقسيم هذه المحاكم بحسب نوعية القضايا ال تي تختص ب النظر فيه ا إلى أقس ام قض اء‬
‫األسرة‪ ،‬وأقسام قضاء القرب‪ ،‬وغرفة مدنية وتجارية وعقارية واجتماعية وزجرية‪.‬‬
‫تنظر أقسام قضاء األسرة في قضايا األحوال الشخصية والميراث‪ ،‬والحالة المدنية وش ؤون‬
‫التوثيق والقاصرين والكفالة‪ ،‬وكل ما له عالقة برعاية وحماية األسرة‪.‬‬
‫تنظر أقسام قضاء القرب في الدعاوي الشخص ية والمنقول ة ال تي ال تتج اوز قيمته ا خمس ة‬
‫آالف درهم باس تثناء النزاع ات المتعلق ة بمدون ة األس رة والعقاري ة والقض ايا االجتماعي ة‬
‫واإلفراغات‪ .‬كما تنظر أيضا في المخالفات المنصوص عليه ا في الق انون المتعل ق بتنظيم قض اء‬
‫القرب‪.‬‬
‫يمكن لكل غرفة أن تبحث وتحكم في كل القضايا المعروضة على المحكمة االبتدائي ة كيفم ا‬
‫كان نوعها "باستثناء ما يتعلق بأقسام قضاء األسرة"‪.‬‬
‫نستنتج مما سبق أن المحاكم االبتدائية تتشكل من جانبين رئيسيين‪ ،‬أولهم ا خ اص بالرئاس ة‬
‫ويتكون من الرئيس والقضاة‪ ،‬وهي هيئة قضاء الحكم أو القضاء الجالس‪ ،‬وثانيهما بالنيابة العام ة‬
‫ويتكون من وكيل الملك والن واب أو هيئ ة قض اء النياب ة العام ة أو القض اء الواق ف‪ ،‬ويوج د إلى‬
‫جانب هذين الجهازين كتابة الضبط التي تعتبر المحرك اإلداري للمحكمة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع ق د نص على أن ه يمكن أن تنظ ر ك ل غرف ة في ك ل ن زاع‬
‫يعرض على المحكمة‪ ،‬أيا كان نوعه‪ ،‬وبغض النظر عن ارتباط ه المباش ر بطبيع ة القض ايا ال تي‬
‫تبت فيها هذه الغرفة أو تلك‪.‬‬
‫و يمكن تقسيم المحاكم االبتدائية إلى محــاكم ابتدائيــة مدنيــة‪ ،‬و تضم أقس ام قض اء الق رب‪،‬‬
‫وغرف مدنية وغرف تجارية‪ ،‬وغرف عقاري ة‪ ،‬ومحــاكم ابتدائيــة اجتماعيــة و تض م إلى أقس ام‬
‫قضاء األسرة‪ ،‬وغرف حوادث الش غل واألم راض المهني ة ونزاع ات الش غل‪ .‬ومحــاكم ابتدائيــة‬
‫زجرية‪ ،‬و تضم إلى أقسام قضاء القرب‪ ،‬وغرف جنحية‪ ،‬وغرف ح وادث الس ير وغ رف قض اء‬
‫األحداث‪.‬‬
‫‪ -‬وأحدثت وفق التعديل األخير بالمحاكم االبتدائية غرف تسمى غ رف االس تئنافات تختص‬
‫بالنظر في بعض االستئنافات المرفوعة ضد األحكام الصادرة عنها ابتدائيا‪.‬‬
‫‪ -‬توجد غرفة ت دعى بغرف ة المش ورة هي هيئ ة من هيئ ات المحكم ة‪ ،‬و هي تعق د جلس ات‬
‫سرية وفق إج راءات معين ة للنظ ر في اختصاص ات مح ددة على س بيل الحص ر بنص ق انوني‪،‬‬
‫مميزاتها السرية والسرعة والشفوية‪.‬‬
‫‪ -‬يوجد بها قاضي مكل ف بش ؤون القاص رين‪ ،‬يعين من بين قض اة المحكم ة بق رار ل وزير‬
‫العدل لمدة ‪ 3‬سنوات الذي يراعي في اختياره المعرفة بأحكام األحوال الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬يوجد بها قاض مكلف باألحداث يعين لمدة ‪ 3‬سنوات قابل ة للتجدي د بم وجب ق رار ل وزير‬
‫العدل بناء على اقتراح من رئيس المحكمة‪.‬‬
‫ويتم تنظيم عمل المحكم ة من ط رف جمعيته ا العام ة ال تي تتك ون من جمي ع قض اة الحكم‬
‫والنيابة العامة‪ ،‬ويحضرها أيضا رئيس كتابة الضبط بالمحكمة‪ ،‬وتنعقد هذه الجمعية س نويا خالل‬
‫النصف األول من شهر دجنبر‪ ،‬وتحدد ع دد الغ رف‪ ،‬وتكوينه ا وأي ام وس اعات الجلس ات‪ ،‬وك ذا‬
‫توزيع القضايا على مختلف الغرف‪ ،‬وتس ند البث في القض ايا ال تي تن درج ض من قض اء الق رب‬
‫للقضاة العاملين بالمحاكم االبتدائي ة‪ ،‬ومراك ز القض اة المقيمين‪ ،‬ويمكن للجمعي ة عق د اجتماع ات‬
‫أخرى إذا اعتبر ذلك الرئيس مفيدا عند الحاجة‪.‬‬

‫المسطرة أمام المحاكم االبتدائية‬

‫‪39‬‬
‫وفق ما ينص عليه الفصل الراب ع من ظه ير التنظيم القض ائي المع دل بمقتض ى ق انون ‪17‬‬
‫غشت ‪ ،2011‬تعقد المحاكم االبتدائية‪ ،‬جلساتها ‪ -‬م ع مراع اة المقتض يات المنص وص عليه ا في‬
‫الفصل ‪ 5‬بعده وكذا االختصاصات المخولة لرئيس المحكم ة بمقتض ى نص وص خاص ة‪ -‬بق اض‬
‫منفرد وبمساعدة كاتب الضبط‪ ،‬ما عدا في الدعاوي العقارية العيني ة والمختلط ة وقض ايا األس رة‬
‫والميراث‪ ،‬باستثناء النفقة التي يبت فيها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس‪ ،‬وبمس اعدة ك اتب‬
‫الضبط‪.‬‬
‫إذا تبين للقاضي المنف رد أن أح د الطلب ات األص لية أو المقابل ة أو طلب ات المقاص ة يرج ع‬
‫االختصاص فيه إلى القضاء الجماعي‪ ،‬أو له ارتباط بدعوى جاري ة أم ام القض اء الجم اعي رف ع‬
‫يده عن القضية برمتها بأمر والئي‪.‬‬
‫يتولى رئيس المحكمة االبتدائية إحالة ملف القضية على القضاء الجماعي‪.‬‬
‫ويقضي الفصل ‪ 45‬من قانون المسطرة المدنية المع دل في ‪ 17‬غش ت ‪ 2001‬بأن ه‪" :‬تطب ق أم ام‬
‫المحاكم االبتدائية وغرف االستئنافات بها قواعد المسطرة الكتابية المطبقة أمام مح اكم االس تئناف‬
‫وفقا ألحكام الفصول ‪ 329‬و‪ 331‬و‪ 332‬و‪ 334‬و‪ 335‬و‪ 336‬و‪ 342‬و‪ 344‬اآلتية بعده‪...‬‬
‫غير أن المسطرة تكون شفوية في القضايا التالية‪:‬‬
‫"‪ -‬القضايا التي تختص المحاكم االبتدائية فيها ابتدائيا وانتهائيا؛‬
‫‪ -‬قضايا النفقة والطالق والتطليق؛‬
‫‪ -‬القضايا االجتماعية؛‬
‫‪ -‬قضايا استيفاء ومراجعة وجيبة الكراء؛‬
‫‪ -‬قضايا الحالة المدنية"‪.‬‬
‫يتضح من خالل الفصل ‪ 4‬من التنظيم القضائي والفص ل ‪ 45‬من ق انون المس طرة المدني ة‪،‬‬
‫أن المسطرة أمام المحاكم االبتدائية تعتمد نظام مزدوج سواء فيما يتعلق بتشكيلة الهيئ ة ال تي تبت‬
‫في القضايا المعروضة على أنظار المحكم ة بين أن تك ون جماعي ة أو فردي ة‪ ،‬وض رورة س لوك‬
‫المسطرة الكتابية‪ ،‬أو الشفوية في الحاالت التي حددها المشرع‪.‬‬

‫االختصاص النوعي للمحاكم االبتدائية‪:‬‬


‫فهناك نوعان‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ ‬اختصاص عادي‪:‬‬
‫إذ ينص الفص ل ‪ 5‬من ظه ير ‪ 15‬يولي وز على أن ه‪" :‬تختص المحكم ة االبتدائي ة بم ا فيه ا‬
‫المصنفة عدا إذا نص قانون صراحة على إسناد االختصاص إلى محكمة غيرها ابت دائيا وانتهائي ا‬
‫مع حفظ حق االس تئناف ب النظر في ال دعوى طبق ا للش روط المح ددة بمقتض ى ق انون المس طرة‬
‫المدنية أو قانون المسطرة الجنائية أو نصوص خاصة عن د االقتض اء‪ ،‬تعت بر المحكم ة االبتدائي ة‬
‫مختصة بقوة القانون في كل حالة استند نص خاص بالنظر فيها إلى المحكمة اإلقليمية"‪.‬‬
‫كما ينص الفصل ‪ 18‬من قانون المسطرة المدنية على إسناد االختصاص في جميع القض ايا‬
‫المدنية وقضايا األسرة والمميزات والقضايا التجارية واإلدارية واالجتماعية‪.‬‬
‫وبالتالي يمكن تصنيف الدعاوى التي تدخل في اختصاص المحكمة االبتدائية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬القضايا المدنية‬
‫‪ -‬قضايا األحوال الشخصية‬
‫‪ -‬قض ايا الم يراث وال دعاوى المرتبط ة بتط بيق ق وانين الحال ة المدني ة وش ؤون التوثي ق‬
‫والقاصرين والكفالة‪ ،‬وكل ماله عالقة برعاية وحماية األسرة‪.‬‬

‫‪ ‬اختصاص المحكمة االبتدائية كمحكمة طعن‪:‬‬


‫وف ق التع ديل ال ذي ج اء بمقتض ى ق انون ‪ 34.10‬المغ ير والمتمم لظه ير ‪ 15‬يولي وز‪ ،‬تم‬
‫االرتقاء بالمحكمة االبتدائية إلى درجة استئنافية بالنسبة لبعض القضايا التي ال تتجاوز قيمته ا ‪20‬‬
‫ألف درهم‪ ،‬ومع حفظ حق االستئناف أمام محكمة االستئناف بالنسبة لجميع الطلبات التي تتج اوز‬
‫هذا المبلغ ‪.‬‬
‫وقد أسند المشرع للمحاكم االبتدائية اختصاصا استثنائيا جعل منها محكم ة مراقب ة وبت في‬
‫طعون الموجهة ضد قرارات وأحكام صادرة عن جه ات أخ رى‪ ،‬ومن ذل ك م ا ورد النص علي ه‬
‫في‪:‬‬
‫‪ -‬الفصلين ‪ 7‬و‪ 8‬من قانون ‪ 42.10‬المتعلق بقضاء القرب (اإللغاء المتحدث عليه)؛‬
‫‪ -‬فصل ‪ 8‬من القانون المح دث للمح اكم اإلداري ة ال ذي اس تثنى من نط اق اختص اص ه ذه‬
‫المحاكم األض رار ال تي تس ببها في الطري ق الع ام مركب ات أي ا ك ان نوعه ا يملكه ا ش خص من‬
‫أشخاص القانون العام‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫يضاف إلى ذلك اختصاص الرئيس بالبت في القضايا المستعجلة وفي مقاالت األمر باألداء‪.‬‬

‫‪ -3‬محاكم االستئناف‬
‫تطبيقا لمبدأ التقاضي على درجتين ‪.‬وهو المبدأ السائد في النظام اإلجرائي المق ارن‪ ،‬وال ذي‬
‫أخذ به نظامنا القضائي كقاعدة أصلية؛ ألنه مدعاة ل تريث قاض ى الدرج ة األولى وحرص ه على‬
‫الدقة في تحرى وجه الحق ‪ ،‬وإعمال القواع د الش رعية والنظامي ة في تبص ٍر وحكم ة ‪.‬وفي ذل ك‬
‫وح ده‪ ،‬ض مان كب ير للخص و ‪ ،‬فض ًال عن الض مان المس تمد من تهيئ ة فرص ة أخ رى لع رض‬
‫وجهات النظر المختلفة على هيئة جديدة مكونة من قضاة أك ثر ع دًدا وخ برة ‪.‬تم إح دات مح اكم‬
‫لالستئناف‪ ،‬إلى جانب إح داث غ رف لالس تيناف بالمح اكم االبتدائي ة‪ .‬و نتط رق فيم ا يلي إللق اء‬
‫نظ رة م وجزة على األحك ام الخاص ة ب الطعن باالس تئناف أم ام غ رف االس تئنافات بالمحكم ة‬
‫االبتدائية قبل أن نتطرق لمحاكم االستئناف‪.‬‬

‫‪ -‬غرف االستيناف بالمحاكم االبتدائية‪.‬‬


‫بمقتض ى التع ديل ال ذي ط ال الفص ل ‪ 19‬من ق انون المس طرة المدني ة بمقتض ى الق انون رقم‬
‫‪ ، 935.10‬أصبحت المحاكم االبتدائية مختصة بالنظر ابتدائيا مع حفظ حق االستئناف أم ام غ رف‬
‫االستئنافات بالمحاكم االبتدائية إلى غاية ‪ 20.000‬درهم‪ ،‬وابتدائيا مع حف ظ ح ق االس تئناف أم ام‬
‫محاكم االستئناف في جميع الطلبات التي تتجاوز هذا المبلغ‪.‬‬
‫والذي يظهر من خالل نسخ أحكام الفص ل ‪ 19‬من ق انون المس طرة المدني ة بالق انون ‪ ،35.10‬أن‬
‫هذه األخيرة لم تعمد على غرار ما ك ان س اريا ب ه فيم ا قب ل إلى تحدي د الح د األدنى الختص اص‬
‫المحاكم االبتدائية‪ ،‬حيث كان مح ددا فيم ا قب ل في الطلب ات ال تي ال تتج اوز قيمته ا مبل غ ‪3.000‬‬
‫درهم‪ ،‬غير أنه يمكن القول أن المشرع المغربي قد ح دد ض منيا االختص اص القيمي األدنى له ذه‬
‫المحاكم بمقتض ى الفص ل ‪ 2‬من ظه ير التنظيم القض ائي‪ ،‬وال ذي طال ه التع ديل بمقتض ى ق انون‬
‫‪ 1034.10‬في القضايا التي تتجاوز قيمتها ‪ 5.000‬درهم‪(.‬اختصاص قضاء القرب)‪.‬‬

‫‪ - 9‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.149‬بتاريخ ‪ 16‬رمضـان ‪ 17( 1432‬أغسـطس)‪ ،‬والقاضـي بتغيـير وتتميم قـانون المسـطرة‬
‫المدنية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5975‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 5( 1432‬سبتمبر ‪ ،)2011‬ص ‪.4388‬‬
‫‪ - 10‬تنص الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 2‬من ظهير التنظيم القضائي كما تم تغييره وتتميمه بالقانون ‪ 34‬على أنه‪:‬‬
‫"تنظر أقسام قضاء القرب في الدعاوى الشخصية والمنقولة الـتي ال تتجـاوز قيمتهـا خمسـة آالف درهم باسـتثناء النزاعـات بمدونـة األسـرة‬
‫والعقار والقضايا االجتماعية و اإلفراغات‪ ،‬كما تنظر أيضا في المخالفات المنصوص عليها في القانون المتعلق بتنظيم قضــاء القــرب وتحديــد‬
‫اختصاصاته"‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫وعليه‪ ،‬وبعد تجميع هذين المعطيين تكون غرف االستئنافات المحدثة بالمحاكم االبتدائي ة مختص ة‬
‫بالبت في طلبات استئناف األحكام الصادرة عن المح اكم االبتدائي ة وال تي تتج اوز قيمته ا ‪5.000‬‬
‫درهم وتقل عن ‪ 20.000‬درهم‪.‬‬
‫غ ير أنه ا تختص ب النظر في القض ايا المتعلق ة بمدون ة األس رة والعق ار والقض ايا االجتماعي ة‬
‫واإلفراغات إلى غاية ‪ 20.000‬درهم ودون تحديد الحد األدنى‪ ،‬مادام المش رع المغ ربي ق د ن زع‬
‫عن قضاء القرب صالحية البت فيه‪ ،‬ولو قلت قيمة النزاعات بشأنها عن ذلك المبلغ‪.11‬‬
‫ويستثنى من اختصاص هذه الغرف ك ذلك البت في االس تئناف الموج ه ض د األوام ر المبني ة‬
‫على طلب‪ ،‬واألوامر االستعجالية واألمر باألداء (الفصول من ‪ 148‬إلى ‪ 165‬من قانون المسطرة‬
‫المدنية) التي يتم البت فيها أمام محاكم االستئناف‪.‬‬
‫كما أن الطلب ات ال تي تك ون غ ير مح ددة القيم ة تخ رج عن اختص اص ه ذه الغ رف ويبقى‬
‫اختصاص النظر فيها خالص لمحاكم االستئناف بص ريح نص الفق رة الثالث ة من الفص ل ‪ 19‬بع د‬
‫نسخه‪.‬‬
‫كما تختص هذه الغرف بالنظر في االستئنافات المرفوعة ضد األحك ام الص ادرة ابت دائيا عن‬
‫المحاكم االبتدائية في قضايا المخالفات المش ار إليه ا في الم ادة ‪ 396‬من ق انون المس طرة الجنائي ة‬
‫وفي القضايا الجنحية التي ال تتجاوز عقوبتها سنتين حبسا وغرامة وإحدى هاتين العقوبتين فقط‪.‬‬
‫كم ا تختص غرف ة االس تئنافات لألح داث ل دى المحكم ة االبتدائي ة ب النظر في االس تئنافات‬
‫المرفوعة ضد األحكام الصادرة عن المحكمة االبتدائية في قضايا األحداث إذا كانت العقوبة المقرر‬
‫لها تعادل أو تقل عن سنتين حبسا وغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين فقط‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أنه قد أصبح للطعن باالستئناف في ظل المقتضيات الجديد التي أتى بها‬
‫قانون ‪ 35.10‬المعدل لقانون المسطرة المدنية أثر ناقل نسبي‪ ،‬حيث إن ه وخالف ا لم ا اس تقر علي ه‬
‫الفقه من كون االستئناف يمتاز بأثر ناشر للدعوى من جديد أم ام محكم ة الدرج ة الثاني ة‪ ،‬أي أن ه‬
‫ينقل النزاع من المحكمة االبتدائية إلى محكمة االستئناف‪ ،‬أصبح لهذا الطريق أثر ناقل نسبي يبقى‬
‫على النزاع داخل نفس المحكمة‪ ،‬لكنه عوض أن يبث فيه قاض ي ف رد‪ ،‬ثبت في ه غ رف اس تئنافية‬
‫أحدثت لهذه الغاية‪ ،‬وهي مكونة من ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس يساعدهم كاتب للضبط‪ .‬وتسري‬
‫أمامها إجراءات المسطرة الكتابية المقررة أمام محاكم االستئناف‪.‬‬

‫‪ - 11‬تنص الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 2‬من ظهير التنظيم القضائي بعد تعديله بالقانون ‪ 34.10‬على أنه‪:‬‬
‫"تنظر أقسام قضاء القرب‪ ...‬باستثناء النزاعات المتعلقة بمدونة األسرة والعقار والقضايا االجتماعية واإلفراغات‪."...‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -‬محاكم االستيناف‬
‫االستئناف هو طريق الطعن العام في أحك ام مح اكم الدرج ة األولى بط رح ال دعوى من‬
‫جديد أمام محاكم أعلى (محاكم االستئناف) بغرض مراجعتها‪.‬‬
‫التنظيم‪:‬‬
‫تتألف محاكم االستئناف من‪:‬‬
‫ـ الرئاسة‪ :‬الرئيس األول لمحكمة االستئناف‪ ،‬رؤساء غرف‪ ،‬مستشارون‬
‫ـ النيابة العامة‪ :‬وكيل عام الملك‪ ،‬نواب عامون‪ ،‬قضاة التحقيق‪ ،‬قضاة األحداث‪.‬‬
‫ـ الكتابة‪ :‬كتابة الضبط‪ ،‬كتابة النيابة العامة‪.‬‬
‫يمكن تقسيمها إلى عدة غرف مختصة في البث استئنافيا في األحكام واألوامر الص ادرة عن‬
‫محاكم الدرجة األولى ورؤسائها (االحوال الشخصية‪ ،‬مدنية‪ ،‬عقاري ة‪ ،‬اجتماعي ة‪ ،‬جنائي ة )‪ .‬لكن‬
‫يمكن ألي غرفة أن تبث في كل أنواع القضايا المعروضة على المحكمة‪.‬‬
‫تعقد جلساتها وتصدر أحكامها‪:‬‬
‫ـ بـ ‪ 3‬قضاة يساعدهم كاتب الضبط‬
‫ـ بـ ‪ 5‬قضاة يساعدهم كاتب الضبط‪ ،‬رئيس و ‪ 4‬مستشارين من بينهم مستش ار مق رر (في الغرف ة‬
‫الجنائية) تشتمل أيضا على نيابة عامة تتكون من وكيل عام للملك ونوابه العامين وعلى ق اض أو‬
‫عدة قضاة مكلفين بالتحقيق وقاض أو عدة قضاة لألحداث وكتابة الضبط وكتابة للنيابة العامة‪.‬‬
‫تشتمل محاكم االستيناف المحددة‪ ،‬والمعينة دوائر نفوذها بمرسوم‪ ،‬على أقسام للجرائم المالية ‪.‬‬
‫دوائر نفوذ محاكم االستئناف‬ ‫محـاكـم االستئنــــاف المحدث ة‬
‫بها أقسام‬
‫الرباط – القنيطرة – طنجة ‪ -‬تطوان‬ ‫الرباط‬
‫الدار البيضاء – سطات – الجديدة – خريبكة –‬ ‫الدار البيضاء‬
‫بني مالل‬
‫فاس – مكناس – الرشيدية – ت ازة – الحس يمة‬ ‫فاس‬
‫– الناضور ‪ -‬وجدة‬
‫م راكش – آس في – ورزازات – أك ادير ‪-‬‬ ‫مراكش‬

‫‪44‬‬
‫العيون‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5995‬بتاريخ ‪ 17‬ذو الحجة ‪ 14( 1432‬نوفمبر ‪ ،)2011‬ص ‪.5415‬‬

‫تشتمل هذه األقسام على غرف للتحقيق‪ ،‬وغرف للجنايات‪ ،‬وغرف للجناي ات االس تينافية‪ ،‬ونياب ة‬
‫عامة‪ ،‬وكتابة للنيابة العامة‪.‬‬
‫تعقد محاكم االستيناف جلساتها في جميع القضايا وتصدر قراراتها من ط رف قض اة ثالث ة‬
‫وبمساعدة كاتب الضبط تحت طائلة البطالن ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬
‫يعتبر حضور النيابة العامة في الجلسة الجنائية إلزاميا تحت طائل ة البطالن‪ .‬واختياري ا في‬
‫القضايا األخرى عدا في األحوال المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية وخاصة إذا ك انت‬
‫النيابة العامة طرفا رئيسيا وفي جميع األحوال األخرى المقررة بمقتضى نص خاص‪.‬‬
‫يمكن لمحاكم االستئناف أن تعقد جلسات تنقلية بمقار المحاكم التابعة لدائرة نفوذها‪.‬‬

‫المسطرة أمام محاكم االستئناف‬


‫ال يقب ل التقاض ي أم ام مح اكم االس تئناف إال بتق ديم مق االت مكتوب ة ل دى كتاب ة الض بط‪،‬‬
‫حيث يقدم االستئناف في شكل مقال أم ام كتاب ة الض بط المحكم ة االبتدائي ة ال تي أص درت الحكم‬
‫المطعون فيه‪ .‬ويتعين تقديم االستئناف داخل أجل ثالثين يوما من تاريخ التبليغ وإال سقط الحق في‬
‫ذل ك‪ ،‬و تقتص ر على ‪ 15‬يوم ا بالنس بة للقض ايا المس تعجلة‪ ،‬مض اعفا ثالث ة م رات بالنس بة‬
‫لألش خاص ال ذين ال يت وفرون على س كن أو إقام ة ب المغرب‪ .‬على أن المش رع اس تثنى بعض‬
‫الحاالت وقرر لها آجاال أخرى مخالف ة ش أن األوام ر االس تعجالية واألوام ر المبني ة على طلب‪،‬‬
‫التي حدد لها المش رع خمس ة عش ر يوم ا‪ ،‬واس تئناف قض ايا التحفي ظ العق اري المح دد في أج ل‬
‫شهرين‪.‬‬

‫آثار االستئناف‪:‬‬
‫يرتب االستئناف أثرين اثنين يتمثالن في كون ه يوق ف تنفي ذ الحكم المطع ون في ه‪ ،‬وفي أن ه‬
‫ينقل النزاع من المحكمة االبتدائية إلى محكمة االستئناف‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪-1‬األثر الموقف‪:‬‬
‫تنص الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 134‬من قانون المسطرة المدني ة على أن ه‪ « :‬يوق ف أج ل‬
‫االستئناف‪ ،‬واالستئناف نفسه داخل األج ل الق انوني التنفي ذ ع دا إذا أم ر بالتنفي ذ المعج ل ض من‬
‫الشروط المنصوص عليها في الفصل ‪.»147‬‬
‫فاالستئناف المقدم بصورة قانونية يؤدي إلى وقف تنفيذ الحكم االبتدائي المطعون فيه‪ ،‬وهذه‬
‫مسألة بديهية ألن طرق الطعن العادية توقف التنفيذ‪.‬‬
‫‪-2‬األثر الناقل‬
‫يقصد بهذا األثر أن ينقل االستئناف النزاع من المحكم ة االبتدائي ة إلى محكم ة االس تئناف‪،‬‬
‫ويشمل النقل كل عناصر الدعوى الواقعية منها والقانونية‪.‬‬

‫األحكام القابلة لالستئناف‬


‫‪ ‬األحكام التي تتجاوز قيمة النزاع فيها ‪ 20000‬درهم؛‬
‫‪ ‬األحكام التي ال يمكن تقدير قيمة النزاع فيها؛‬
‫‪ ‬األحكام التمهيدية؛ إال إذا استأنفت صراحة مع أحكام الموضوع؛‬
‫‪ ‬األحك ام التأويلي ة و التفس يرية؛ بش رط أن تك ون األحك ام موض وع التأوي ل نفس ها قابل ة‬
‫لالستئناف؛‬
‫‪ ‬األوامر المبنية على طلب الصادرة بالرفض باستثناء إثبات حال أو توجيه إنذار؛‬
‫‪ ‬األحكام الصادرة في حوادث الشغل و األمراض المهنية و المعاش ات الممنوح ة في إط ار‬
‫الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪‬‬
‫اختصاص محاكم االستيناف‬
‫تختص محاكم االستئناف في البت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الطعون المتعلقة بـأحكام المحاكم االبتدائية‪.‬‬
‫ـ تن ازع االختص اص بين محكم تين ابت دائيتين تخض عان له ا‪ ،‬وإال فمحكم ة النقض‪.‬‬
‫ـ أوامر رؤساء المحاكم االبتدائية في األمور المس تعجلة أو في مق االت األم ر ب األداء (يبث‬
‫فيها الرئيس األول)‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ـ قرارات النقيب المتعلقة بتحديد األتعاب‪ ،‬ومقررات مجلس هيئة المحامين‪ ،‬وانتخ اب مجلس‬
‫الهيئة والنقيب‪.‬‬
‫و بصفة عامة تختص محكمة االس تئناف ب النظر في األحك ام الص ادرة ابت دائيا عن المح اكم‬
‫االبتدائية وك ذا في جمي ع القض ايا األخ رى ال تي تختص ب النظر فيه ا بمقتض ى ق انون المس طرة‬
‫المدنية أو قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬أو نصوص خاصة عند االقتضاء‪.‬‬
‫و أخيرا نشير إلى أن محاكم االستئناف ب المغرب ع ددها ح والي اح دى وعش رون محكم ة‬
‫توجد بالمدن التالية ‪:‬الرباط ‪-‬القنيطرة –الدارالبيضاء‪ -‬الجديدة‪ -‬فاس‪ -‬ت ازة‪ -‬م راكش‪ -‬ورزازات‪-‬‬
‫اس في‪ -‬مكن اس‪ -‬الراش يدية‪ -‬اك ادير – طنج ة‪ -‬تط وان‪ -‬س طات‪ -‬ب ني مالل‪ -‬خريبك ة‪ -‬وج دة‪-‬‬
‫الناظور‪ -‬الحسيمة‪.‬‬

‫‪ -4‬المحاكم التجارية‬
‫كان إحداث المحاكم التجارية ضمن اإلصالحات التشريعية التي همت عالم التج ارة واألعم ال في‬
‫السنوات األخيرة‪ ،‬والتي انطلقت في بالدنا بصدور عدة قوانين منها على الخص وص ق انون ‪-89‬‬
‫‪ 39‬الصادر بتاريخ ‪ 21/9/1993‬المتعلق بالخوصص ة‪ ،‬والق انون المتعل ق بتنظيم الس وق المالي ة‬
‫وبورصة القيم والقانون المتعلق بالقيم المنقولة وقانون مؤسسات االئتمان ونظام المحاسبة المحدث‬
‫بظهير ‪ 9-138/1‬بتاريخ ‪ 25/12/1992‬بتنفيذ القانون ‪ 9-98‬المتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب‬
‫على التج ار العم ل به ا‪ ،‬وقــانون رقم ‪ 18-95‬بمثاب ة ميث اق االس تثمارات‪ ،‬وق انون ش ركات‬
‫المساهمة والشركات األخرى‪.‬‬
‫وقد اكتمل عقد اإلصالحات التش ريعية كم ا قلن ا بص دور ق انون ‪ 53-95‬القاض ي بإح داث‬
‫المحاكم التجارية‪ ،‬والظهير الشريف رقم ‪ 97/4-65‬بتاريخ ‪ 14‬شوال ‪ 1417‬الموافق ‪.12/2/97‬‬
‫والقاضي بتنفيذ القانون رقم ‪ ،53-95‬هذا األخير الذي كان بمثابة الحجر األساسي إلحداث قضاء‬
‫تجاري مغربي قائم الذات ومستقل عن القضاء المدني‪.‬‬
‫و نصت المادة األولى من المرسوم الم ذكور على أن ه تح دد ع دد المح اكم التجاري ة بس ت‬
‫محاكم‪ ،‬و هي محكمة تجارية في كل من مدن الرب اط وال دار البيض اء وم راكش وف اس وطنج ة‬
‫واك ادير‪ .‬إال أن ه أم ام الرغب ة الملح ة في زي ادة ع دد المح اكم التجاري ة‪ ،‬نظ را لك ثرة القض ايا‬

‫‪47‬‬
‫التجارية‪ ،‬و بعد هذا النوع من المح اكم عن بعض المن اطق‪ ،‬تم تع ديل المرس وم الس ابق بإض افة‬
‫محكمة تجارية في مدينة مكناس و محكمة تجارية بمدينة وجدة‪.‬‬

‫تنظيم المحاكم التجارية‬


‫تتألف المحاكم التجارية من‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس و نواب الرئيس و قضاة‪.‬‬
‫‪ -‬نيابة عامة بها وكيل الملك و نائب أو عدة نواب‪.‬‬
‫‪ -‬كتابة ضبط و كتابة للنيابة العامة‪.‬‬
‫ويمكن أن تقسم المحكمة حسب االقتضاء إلى عدة غرف حس ب طبيع ة القض ايا المطروح ة‬
‫عليها مثال ذلك‪ :‬غرفة خاصة بالعقود التجارية‪ ،‬غرفة خاصة بدعاوى األوراق التجارية غير أن ه‬
‫يمكن لكل غرفة أن تنظر و تحكم في القضايا المعروضة على المحكمة‪.‬‬

‫اختصاصات المحاكم التجارية‬


‫و تختص المح اكم التجاري ة ب النظر في مجم وع النزاع ات التجاري ة ال تي تتج اوز قيمته ا‬
‫‪ 20000‬درهم‪ .‬أما النزاعات التي تقل قيمته ا عن ه ذا المبل غ فيع ود اختص اص النظ ر فيه ا إلى‬
‫المحاكم االبتدائية‪.‬‬
‫و يرجع االختصاص الترابي إلى محكم ة م وطن أو مح ل اإلقام ة أو المخت ار للمتقاض ي‪،‬‬
‫وإذا لم يكن هذا األخير يتوفر على مسكن في المغرب وإنما على إقام ة ف يرجع االختص اص إلى‬
‫محكمة اإلقامة‪.‬‬
‫وتختص المحاكم التجارية بالبت في‪:‬‬
‫‪-‬الدعاوى المتعلقة بالعقود التجارية؛‬
‫‪-‬الدعاوى التي تنشأ ما بين التجار المتعلقة بأعمالهم التجارية؛‬
‫‪-‬الدعاوى المتعلقة بالعقود التجارية؛‬
‫‪-‬النزاعات الناشئة بين شركاء في شركة تجارية؛‬
‫‪-‬النزاعات المتعلقة باألصل التجاري؛‬
‫‪-‬النزاعات المتعلقة بصعوبات المقاولة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المسطرة أمام المحاكم التجارية‬
‫تتميز المسطرة أمام المحاكم التجارية بمجموعة من الخصائص‪ ،‬أهمها أنها مسطرة كتابية‪،‬‬
‫إذ ت رفع الدعوى أمام هذه المحاكم بمقال مكتوب‪ ،‬و بالتصريح الشخصي للمدعي ( المادة ‪ 13‬من‬
‫قانون إحداث المحاكم التجارية)‪ .‬و ال تقبل أم ام ه ذه المح اكم الطلب ات أو اإلدع اءات أو ال دفوع‬
‫التي لم تأت في شكل مذكرات أو مستنتجات كتابية‪ .‬كما أن هاته المحاكم تعقد جلساتها وف ق مب دأ‬
‫القضاء الجماعي كما سبق الذكر‪.‬‬

‫كما تتميز المسطرة أمام المحاكم التجارية بإجباري ة االس تعانة بمح ام طيل ة مراح ل ال دعوى طبق ا‬
‫للمادة ‪ 13‬من قانون إحداث المحاكم التجارية‪ ،‬حيث أن مقال الدعوى باإلضافة إلى كون ه يجب أن‬
‫يكون مكتوبا‪ ،‬يجب أن يوقعه محام مسجل في هيئة من هيئات المحامين بالمغرب تحت طائلة عدم‬
‫القبول‪.‬‬

‫و يشمل هذا اإللزام كل مراحل الدعوى‪ ،‬ويجب أن يكون المحامي منتميا لهيئة المحامين ب المغرب‬
‫أو يزاول المهنة خارج المغرب‪ ،‬شرط أن ينتمي لدولة تربطها بالمغرب اتفاقية تس مح ل ه ب الترافع‬
‫فوق أراضيه‪ ،‬و ذلك بعد حصوله على إذن خاص من وزير العدل‪ ،‬ش رط أن يعين مح ل المخ ابرة‬
‫معه بمكتب أحد المحامين المقيدين بإحدى هيئات المحامين بالمملكة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بإجراءات التقاضي أمام هذه المحاكم فتخضع لقواع د ق انون المس طرة المدني ة‪ ،‬إلى‬
‫جانب المواد من ‪ 13‬إلى ‪ 17‬من قانون ‪ 53-95‬القاضي بإحداث محاكم تجارية‪ ،‬و هي كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تقديم المقال‬

‫ترفع الدعوى أمام هذه المحاكم بمقال مكتوب وموقع من طرف محام مسجل في هيئة من هيئات‬
‫المحامين بالمغرب‪ ،‬ويقيد في سجل معد لهذا الغرض لدى كتابة الضبط‪ ،‬مقابل وصل يثبت فيه إسم‬
‫المدعي وتاريخ إيداع المق ال‪ ،‬ورقم ه بالس جل وع دد المس تندات المرفق ة ونوعه ا‪ ،‬وي ودع ك اتب‬
‫الضبط نسخة من هذا الوصل في الملف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعيين القاضي المقرر وتكليفه بالقضية‬

‫‪49‬‬
‫بمجرد تقييد المقال‪ ،‬يعين رئيس المحكمة التجارية حاال ودون تأخير‪ ،‬قاضيا مقررا يح ال علي ه‬
‫الملف خالل ‪ 24‬ساعة‪ ،‬ويتعين على هذا األخير أن يحدد تاريخ أقرب جلسة تع رض فيه ا القض ية‬
‫ويستدعي األطراف‪ ،‬كما يشعرهم بإكمال البيانات غير التامة أو التي وقع إغفالها‪ ،‬وينذر األطراف‬
‫باإلدالء بالنسخ المساوية لعدد الخصوم تحت طائلة عدم القبول‪.‬‬

‫غير أن تجهيز القضية يمكن أن يقوم به ا القاض ي المق رر أو المحكم ة التجاري ة حس ب األح وال‪،‬‬
‫وطبقا للمادة ‪ ،16‬فإن القضية إذا لم تكن جاهزة للبت فيها‪ ،‬أمكن للمحكمة التجاري ة أن تؤجله ا إلى‬
‫أقرب جلسة‪ ،‬أو أن ترجعها إلى القاضي المقرر الذي يتعين عليه في جمي ع األح وال أن يحيله ا من‬
‫جديد إلى الجلسة داخل أجل ال يتعدى ثالثة أشهر‪.‬‬

‫ويتم استدعاء األطراف بواسطة مفوض قضائي م ا لم تق رر المحكم ة توجي ه االس تدعاء ب الطرق‬
‫المنصوص عليها في الفصول ‪ 38 ،37‬و‪ 39‬ق‪.‬م‪.‬م كما تم تعديلها بموجب الق انون ‪ 33-11‬المنف ذ‬
‫بظهير ‪ 17‬غشت ‪ ،2011‬وأهم ما جاء في هذا التعديل أنه في حالة تعذر العثور على الش خص في‬
‫موطنه‪ ،‬يتعين على العون المكلف بالتبليغ أن يلصق إشعارا ب ذلك في موق ع ظ اهر بمك ان التبلي غ‪،‬‬
‫وعليه أن يشير إلى ذلك في شهادة التسليم التي ترجع إلى كتابة الضبط (المادة ‪ 39‬ق‪.‬م‪.‬م)‪.‬‬

‫وأثناء جريان المسطرة‪ ،‬قد تجد المحكمة نفسها أمام طلب الضم‪ ،‬ففي هذه الحالة تعم ل على ت أخير‬
‫الملف إلى جلسة الحقة للنظ ر في ه‪ ،‬وذل ك من أج ل التثبت من م دى وح دة األط راف والموض وع‬
‫والسبب أو االرتباط‪ ،‬وفي حال ة الحكم ب إجراء خ برة أو بحث أو يمين أو غ ير ذل ك من إج راءات‬
‫التحقيق التي تأمر بها المحكمة تمهيديا وقبل البت في الجوهر على ضوء الفصل ‪ 55‬وم ا بع ده من‬
‫قانون المسطرة المدنية‪ ،‬فإن القاضي المقرر يعم ل على تفعي ل اإلج راء وتتبع ه إلى حين اس تنفاذه‬
‫فيدرج الملف بجلسة الموضوع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المداولة‬

‫يقصد بالمداولة "المشاورة بين أعضاء المحكمة في منطوق الحكم وأسبابه بعد انتهاء المرافعة‬
‫وقبل النطق به"‪ ،‬ويجوز لهيئة الحكم بعد االختالء في مك ان مغل ق ف ترة من ال زمن أن تص در في‬
‫نفس اليوم حكمها‪ ،‬أم ا إذا اعت برت أن الفص ل في القض ية والتش اور بش أنها يتطلب تفرغ ا ووقت ا‬
‫اليستهان به نظرا لتعقيد القضية أو كثرة أشغال القضاة‪ ،‬فإنها تقرر إصدار حكمه ا في ي وم الح ق‪،‬‬
‫إال أنه في بعض المحاكم تتجاوز م داوالتها األج ل المعق ول‪ ،‬خصوص ا أن المش رع لم يح دد ح دا‬

‫‪50‬‬
‫أقصى للوقت الذي تستغرقها المداولة‪ ،‬األمر الذي ي ؤثر على مص داقية األحك ام ويجعله ا خارج ة‬
‫أحكام و ضوابط المادة التجارية‪ .‬وتبعا لذلك حاولت وزارة العدل التصدي لهذا المشكل‪ ،‬بإص دارها‬
‫ع دة مناش ير حثت القض اة على ع دم تمدي د المداول ة إال ألس باب وجيه ة ومعقول ة‪ ،‬وأال تتع دى‬
‫أس بوعين على أبع د تق دير‪ ،‬إال أن الح ل ينبغي أن يك ون تش ريعا تحت طائل ة الج زاء وبص يغة‬
‫الوجوب‪.‬‬

‫بقيت اإلشارة إلى أن المشرع أجاز لألطراف طلب إخراج القضية من المداولة‪ ،‬إذا ظه رت وق ائع‬
‫جديدة أو وثائق جديدة لم تطلع عليها المحكمة من قبل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النطق باألحكام‬

‫لقد استحدث قانون إحداث المحاكم التجارية مقتضيات جديدة خاص ة ب النطق باألحك ام نص ت‬
‫عليها المادة ‪ ،17‬وتتعلق بوجوب تحديد تاريخ النطق بالحكم عند وض ع القض ية في المداول ة‪ ،‬كم ا‬
‫يفرض تحرير الحكم تحريرا ك امال قب ل النط ق ب ه‪ ،‬وغاي ة المش رع من ه ذا اإلل زام واض حة‪ ،‬إذ‬
‫يهدف إلى تالفي الت أخير الحاص ل في تحري ر األحك ام من قب ل القض اة‪ ،‬مم ا يعرق ل الطعن فيه ا‬
‫وتنفيذها‪ ،‬ذلك أن المالحظ لدى المحاكم أن كثيرا من القضاة يكتفون بتدوين منطوق الحكم وتالوت ه‬
‫في الجلسة مؤجلين مسودته الكاملة لوقت الحق‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬تنفيذ األحكام‬

‫تنص الفقرة الثالثة من المادة ‪ 23‬من قانون ‪ ،53-95‬على أنه " تطبق لدى المح اكم التجاري ة‬
‫المقتضيات المتعلقة بالتنفيذ الجبري لألحكام الواردة في الب اب الث الث من القس م التاس ع من ق انون‬
‫المسطرة المدنية ما لم يوجد نص مخالف"‪ ،‬وب ذلك تك ون المح اكم التجاري ة ب المغرب على خالف‬
‫نظيرتها بفرنسا‪ ،‬قد أوكلت لها مهمة تنفيذ أحكامها وأوامره‪ ،‬مع م ا يتب ع ذل ك من ص الحيتها للبت‬
‫في صعوبات التنفيذ‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن إجراءات التنفيذ المطبقة أمام المحاكم االبتدائي ة العادي ة‪ ،‬هي عينه ا المتبع ة أم ام‬
‫المحاكم التجارية‪ ،‬مع مراعاة ما جاء به القانون المحدث لها من إح داث مؤسس ة القاض ي المكل ف‬
‫بمتابعة إجراءات التنفيذ‪ ،‬وسن قواعد جديدة فيما يخص إجراءات التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -‬قاضي متابعة إجراءات التنفيذ‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫من مستجدات القانون المحدث للمحاكم التجارية‪ ،‬إحداث مؤسسة قاض ي متابع ة إج راءات التنفي ذ‪،‬‬
‫وذلك بمقتضى الفقرة األخيرة من المادة ‪ 2‬التي خولت لرئيس المحكمة التجارية تعيين قاض مكلف‬
‫بمتابعة إجراءات التنفيذ باقتراح من الجمعية العمومية لهذه المحكمة‪ ،‬ومن شأن خلق هذه المؤسس ة‬
‫تتبع القاضي لجميع إج راءات التنفي ذ وتش ديد المراقب ة على جمي ع العملي ات ال تي يجريه ا أع وان‬
‫التنفيذ‪ ،‬سواء كانوا أعوان كتابة الضبط أو مفوضين قضائيين‪ ،‬وذلك لتفادي كل تأخير أو تماطل‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬إجراءات التنفيذ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 23‬من قانون إحداث المحاكم التجارية على أنه‪“ :‬يبلغ عون التنفي ذ الط رف المحك وم‬
‫عليه المكلف بتنفيذه‪ ،‬ويعذره بأن يفي بما قضى به الحكم أو تعريفه بنواياه وذل ك في خالل أج ل ال‬
‫يتعدى عشرة أيام من تاريخ تقديم طلب التنفيذ‪.‬‬

‫يتعين على عون التنفيذ تحرير محضر بالحجز التنفيذي أو بيان األسباب ال تي ح الت دون إنج ازه‪،‬‬
‫وذلك خالل ‪ 20‬يوما تبتدئ من تاريخ انتهاء أجل اإلعذار‪.‬‬

‫تطبق لدى المحاكم التجارية المقتضيات المتعلقة بالقواعد العامة للتنفيذ الجبري لألحكام الواردة في‬
‫الباب الثالث من القسم الرابع من المسطرة المدنية ما لم يوجد نص مخالف”‪.‬‬

‫وه ذه المقتض يات الخاص ة بتنفي ذ أحك ام المح اكم التجاري ة‪ ،‬تتالءم ومب دأ تس ريع المس طرة أم ام‬
‫المحاكم‪ ،‬غير أنه ا تص طدم بمش اكل ت ؤثر على س رعة مس طرة التنفي ذ عن دما تباش ر عن طري ق‬
‫اإلنابات القضائية‪ ،‬سواء أم ام المح اكم المدني ة أو المح اكم التجاري ة األخ رى خاص ة عن دما تث ار‬
‫صعوبات في تنفيذ األحكام موضوع هذه اإلنابات‪.‬‬

‫آجال االستئناف في القضايا التجارية‬

‫تحدد آجال االستئناف في ثالث آجال البعض منها ال يتعدى الثمانية اي ام كم ا ه و األم ر في‬
‫استئناف األوامر باألداء الص ادرة عن المح اكم العادي ة‪ ،‬وفيم ا يخص التع رض وتع رض الغ ير‬
‫الخارج عن الخصومة ضد المقررات الصادرة بشأن التسوية والتصفية القضائية وسقوط األهلي ة‬
‫التجارية‪ ،‬واستئناف المقررات المتعلقة بالطعن في المقررات المتعلقة ب التعرض وتع رض الغ ير‬
‫الخارج عن الخصومة‪ ،‬في عشرة أيام ابتداء من تاريخ تبليغ المق رر القض ائي في مواجه ة غ ير‬
‫السنديك‪ ،‬أما السنديك فيسري األجل في مواجهته ابتداء من تاريخ النطق بالقرار‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫كما أن أحكام المحاكم التجارية تستأنف خالل خمسة عشر يوما من ت اريخ التبلي غ‪ ،‬وس وى‬
‫المشرع في هذا األجل بين األحكام واألوامر االس تعجالية خالف األحك ام الص ادرة عن المح اكم‬
‫العادية‪ ،‬التي تستأنف خالل شهر من تاريخ التبليغ‪ .‬كما ان مقررات القاضي المنتدب تقب ل الطعن‬
‫باالستئناف من طرف الدائن والمدين و السنديك داخ ل أج ل خمس ة عش ر يوم ا من ت اريخ تبلي غ‬
‫اإلشعار بالنسبة للدائن والم دين ومن ت اريخ ص دور المق رر بالنس بة للس نديك ‪ ،‬م ع مالحظ ة أن‬
‫المشرع جعل اختالفا في بداية سريان هاته اآلجال اذ حددها بالنسبة لالختص اص الن وعي ابت داء‬
‫من تاريخ التبليغ (المادة ‪ 8‬من قانون المحدث للمحاكم التجاري ة) وبالنس بة الس تئناف المق ررات‬
‫الصادرة بشأن التس وية والتص فية القض ائية وس قوط األهلي ة التجاري ة ابت داء من ت اريخ النط ق‬
‫بالمقرر القضائي أو نشره بالجريدة الرسمية إذا كان من الالزم إجراء هذا النشر( المادة ‪ 729‬من‬
‫م‪.‬ت)‪ .‬مع مالحظة قصر اآلجال المحددة للطعن لتتالءم مع الحياة التجارية القائمة على االئتمـان‬
‫والسرعـة‪.‬‬

‫طرق الطعن أمام المحاكم التجارية ‪:‬‬


‫لم يتعرض قانون ‪ 53-95‬لطرق أخرى من طرق الطعن العادية وغير العادية وبالتالي تبقى‬
‫خاضعة للقواعد الواردة بقانون المسطرة المدنية شكال وجوهرا تطبيقا للفقرة الثانية من المادة ‪19‬‬
‫التي جاء فيها "تطبق أم ام المح اكم التجاري ة ومح اكم االس تئناف التجاري ة القواع د المق ررة في‬
‫قانون المسطرة ما لم ينص على خالف ذلك"‪.‬‬

‫‪ - 5‬محاكم االستئناف التجارية‬


‫يبلغ عدد محاكم االستئناف التجارية ‪ 3‬محاكم توجد بمدن الدار البيضاء ‪ ،‬فاس ‪ ،‬مراكش‪.‬‬
‫و تتألف محاكم االستئناف التجارية من ‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس أول و رؤساء غرف و مستشارين‪.‬‬
‫‪ -‬نيابة عامة بها وكيل عام للملك و نواب له‪.‬‬
‫‪ -‬كتابة الضبط و كتابة للنيابة العامة‪.‬‬
‫يمكن أن تقسم محكمة االستئناف التجارية حس ب الحاج ة إلى ع دة غ رف بحس ب القض ايا‬
‫المطروحة عليها‪ ,‬مثال ذلك‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫غرفة خاصة بالعقود التجارية‪ ،‬غرفة خاصة ب دعاوى األوراق التجاري ة‪ ...‬غ ير أن ه يمكن‬
‫لكل غرفة أن تنظر و تحكم في القضايا المعروضة عليها‪.‬‬
‫و من جهة أخرى تنظر المحاكم التجارية و محاكم االستئناف التجارية في القضايا بواس طة‬
‫هيأة قضائية مؤلفة من ثالثة قضاة من بينهم رئيس يساعدهم كاتب الضبط‪.‬‬
‫و تختص هذه المحاكم بالنظر في الطعون الموجهة إلى أحك ام المح اكم االبتدائي ة التجاري ة‬
‫سواء فيما يتعلق بالنزاع في الجوهر ‪ ،‬وهي الطلب ات ال تي تتج اوز قيمته ا ‪ 20.000‬درهم( ) ‪،‬أو‬
‫‪12‬‬

‫فيما يتعلق باألحكام الصادرة في موضوع االختصاص النوعي‪ ،‬و تستأنف األحك ام الص ادرة عن‬
‫المحكمة التجارية داخل اجل ‪ 15‬يوما من تاريخ تبيلغ الحكم ‪.‬‬
‫‪ -‬يقدم مقال االستئناف إلى كتابة ضبط المحكمة التجارية‪.‬‬

‫_ مسطرة التقاضي أمام محاكم االستئناف التجارية‬

‫لم يتناول المشرع اإلجراءات المسطرية أمام محاكم االستئناف التجارية في قانون إح داث المح اكم‬
‫التجارية إال في مادتين اثنتين هما المادتان ‪ 18‬و ‪ ، 19‬حيث حددت األولى أج ل اس تئناف األحك ام‬
‫وكيفية رفع المقال أم ام مح اكم االس تئناف‪ ،‬في حين تن اولت الثاني ة إح التين‪ ،‬اإلحال ة األولى على‬
‫المسطرة المتبعة أمام المحكمة التجارية االبتدائي ة أي الفص ول من ‪ 13‬إلى ‪( 17‬الفق رة األولى من‬
‫المادة ‪ ،)19‬واإلحال ة الثاني ة على القواع د المق ررة في ق انون المس طرة المدني ة م ا لم ينص على‬
‫خالف ذلك (الفقرة الثانية من المادة ‪.)19‬‬

‫وعليه فإن مقال االستئناف يقدم إلى كتابة ضبط المحكمة التجارية مصدرة الحكم بواسطة مح ام‬
‫طبعا داخل أجل االستئناف‪ ،‬الذي قصره المشرع أمام هذه المحاكم حيث أصبح ‪ 15‬يوما يبت دئ من‬
‫ت اريخ تبلي غ الحكم‪ ،‬ب دل ‪ 30‬يوم ا كم ا ه و مق رر بالنس بة للمح اكم العادي ة‪ ،‬ويرف ق ه ذا المق ال‬
‫بالمستندات المرفقة األصلية والنسخ المصادق عليها‪ ،‬ويوجه إلى محكمة االس تئناف داخ ل أج ل ال‬
‫يتعدى ‪ 15‬يوما من تاريخ تقديم المقال االستئنافي‪ ،‬وفقا لإلج راءات المنص وص عليه ا في الفص ل‬
‫‪ 134‬وما يليه إلى الفصل ‪ 141‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬ثم يعين الرئيس األول المستشار المقرر داخل أج ل ‪24‬‬
‫ساعة‪ ،‬وبعدها تطبق سائر القواعد المشار إليها سابقا أمام المحاكم التجارية‪.‬‬
‫الفصل ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 53. 95‬الذي كان يشير قبل تغييره بمقتضى القانون رقم ‪ 18. 02‬الصادر األمر بتنفيذه بمقتضى الظهير الشريف‪12‬‬
‫) (رقم ‪02. 108‬‬
‫ج ر عدد ‪، 5029‬ص‪ .2263‬إلى الطلبات التي ال تتجاوز قيمتها ‪ 9000‬درهم ‪.1‬‬
‫‪54‬‬
‫وب الرجوع إلى الم ادة ‪ ،18‬نج د أن المش رع حين حديث ه عن أج ل االس تئناف‪ ،‬أورد اس تثناء‬
‫يتعل ق بال دفع بع دم االختص اص الن وعي طبق ا للم ادة ‪ 8‬من ق انون ‪ ، 53-95‬حيث أوجب على‬
‫المحكمة التجارية أن تبت فيه بحكم مستقل داخل أجل ‪ 8‬أيام من ي وم ال دفع بع د إحال ة المل ف على‬
‫النيابة العامة لإلدالء بمستنتجاتها‪ ،‬ويستأنف هذا الحكم داخل أجل ‪ 10‬أيام من ت اريخ التبلي غ‪ ،‬حيث‬
‫يتعين على كتابة الضبط أن توجه الملف إلى محكمة االس تئناف التجاري ة في الي وم الم والي لتق ديم‬
‫مقال االستئناف‪ ،‬وهي ملزمة بالبت فيه داخل أجل ‪ 10‬أيام تبتدئ من تاريخ التوصل بالملف‪ ،‬وبع د‬
‫أن تبت محكمة االستئناف‪ ،‬تحي ل المل ف تلقائي ا على المحكم ة المختص ة داخ ل أج ل ‪ 10‬أي ام من‬
‫تاريخ الصدور‪ ،‬وال يقبل هذا القرار أي شكل من أشكال الطعن‪.‬‬

‫ولم يتعرض قانون ‪ 53-95‬لطرق أخرى للطعن س واء العادي ة أو غ ير العادي ة‪ ،‬وبالت الي فهي‬
‫تبقى خاضعة للقواعد العام ة ال واردة في ق انون المس طرة المدني ة عمال بمقتض يات الفق رة الثاني ة‬
‫للمادة ‪ 19‬ال تي ج اء فيه ا ” تطب ق أم ام المح اكم التجاري ة ومح اكم االس تئناف التجاري ة القواع د‬
‫المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص على خالف ذلك”‪.‬‬

‫وهكذا يخض ع التع رض للم واد من ‪ 131‬إلى ‪ 133‬من ق انون المس طرة المدني ة‪ ،‬حيث يس وغ‬
‫التعرض على األحكام الغيابية الص ادرة عن المحكم ة التجاري ة إذا لم تكن قابل ة لالس تئناف داخ ل‬
‫أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ التبليغ (م‪ )130‬وكذا ضد األحكام الغيابي ة الص ادرة عن مح اكم االس تئناف‬
‫(م‪ ،) 352‬في حين تخضع أحكام تعرض الغير الخارج عن الخصومة لمقتضيات الفصول من ‪303‬‬
‫إلى ‪ 305‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وتخض ع مس طرة إع ادة النظ ر للم واد ‪ 379‬و‪ 402‬إلى ‪ 410‬م تى ك انت األحك ام ال تقب ل الطعن‬
‫بالتعرض واالستئناف (م‪ 402‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ).‬ويقدم الطلب داخل أج ل ‪ 30‬يوم ا تب دأ من ت اريخ تبلي غ‬
‫الحكم المطعون فيه (م‪ 403‬ف‪ 2‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.).‬‬

‫ويطعن بالنقض في سائر األحكام االنتهائية الصادرة عن محاكم االستئناف التجارية شأنها في ذل ك‬
‫ش أن س ائر أحك ام مح اكم المملك ة‪ ،‬م ا لم ي رد نص ص ريح بخالف ذل ك‪ ،‬ك القرارات االس تئنافية‬
‫الصادرة في االختصاص النوعي حيث ال تقبل أي طعن عاديا كان أم غ ير ع اد بص ريح الم ادة ‪8‬‬
‫من القانون المحدث للمحاكم التجارية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ويخضع هذا الطعن للمواد ‪ 353‬إلى ‪ 385‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬فيقع داخل أجل ‪ 30‬يوما من يوم تبلي غ الحكم‬
‫الصادر عن محاكم االستئناف التجارية (م ‪ 358‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،).‬ويقدم أمام الغرفة التجاري ة ب المجلس‬
‫األعلى التي أحدثت بموجب المادة ‪ 24‬من قانون ‪.53-95‬‬

‫والمالحظ أن المشرع أورد في المادة التجارية ( أي في القانون المحدث للمحاكم التجاري ة ومدون ة‬
‫التجارة) آجاال كثيرة ومختلفة‪ ،‬كما ه و الح ال بالنس بة لق انون المس طرة المدني ة‪ ،‬تقتض يها طبيع ة‬
‫اإلج راءات الش كلية ال تي تعتم د على التفص يل والدق ة والض بط‪ ،‬بحيث أن المتقاض ي أو الب احث‬
‫عموما يتيه داخل هذا الصخب من اآلجال‪ ،‬لذلك ارتأيت أن أجم ع مختل ف ه ذه اآلج ال في ج دول‬
‫يوضح أنواع الطعون ومددها وتاريخ االبتداء مع سندها القانوني كما يوضح ذلك الجدول التالي‪:‬‬

‫السند القانوني‬ ‫تاريخ االبتداء‬ ‫أجله‬ ‫نوع الطعن‬ ‫المادة‬

‫المادة ‪ 18‬ق‪.‬م‪.‬ت‬ ‫تبليغ الحكم‬ ‫‪ 15‬يوما‬ ‫االستئناف‬ ‫األحكام التجارية االبتدائية‬

‫المادة ‪ 8‬ق‪.‬م‪.‬ت‬ ‫تبليغ الحكم‬ ‫االستئناف ‪ 10‬أيام‬ ‫ال دفع بع دم االختص اص‬
‫النوعي‬

‫ق‪.‬م‪.‬م‬ ‫تبليغ الحكم‬ ‫االستئناف ‪ 8‬أيام‬ ‫أوامر األداء‬

‫تبليغ الحكم بالنسبة لل دائن المادة ‪ 697‬مدونة التجارة‬ ‫االستئناف ‪ 15‬يوما‬ ‫مقررات القاضي المنتدب‬
‫اريخ‬ ‫دين ومن ت‬ ‫والم‬
‫الصدور بالنسبة للسنديك‬

‫ت اريخ النط ق ب المقرر أو المادة ‪ 729‬مدونة التجارة‬ ‫‪ 10‬أيام‬ ‫المق ررات الص ادرة بش أن التعرض‬
‫نشره بالجريدة الرسمية‬ ‫التس وية والتص فية القض ائية‬
‫وسقوط األهلية التجارية‬

‫ت اريخ النط ق ب المقرر أو المادة ‪ 729‬مدونة التجارة‬ ‫المق ررات الص ادرة بش أن تع رض الغ ير ‪ 10‬أيام‬
‫نشره بالجريدة الرسمية‬ ‫ارج عن‬ ‫التس وية والتص فية القض ائية الخ‬
‫الخصومة‬ ‫وسقوط األهلية التجارية‬

‫المادة ‪ 730‬مدونة التجارة‬ ‫تاريخ التبليغ‬ ‫‪ 10‬أيام‬ ‫المق ررات الص ادرة بش أن االستئناف‬
‫التس وية والتص فية القض ائية‬
‫وسقوط األهلية التجارية‬

‫‪56‬‬
‫المادة ‪ 731‬مدونة التجارة‬ ‫تاريخ التبليغ‬ ‫‪ 10‬أيام‬ ‫المق ررات الص ادرة بش أن النقض‬
‫التس وية والتص فية القض ائية‬
‫وسقوط األهلية التجارية‬

‫‪ -‬ترف ع كتاب ة الض بط مق ال االس تئناف م ع المس تندات المرفق ة إلى كتاب ة ض بط محكم ة‬
‫االستئناف التجارية المختصة خالل ‪ 15‬يوما من تاريخ تقديم المقال االستئنافي‪.‬‬

‫‪ -6‬المحاكم اإلدارية‬
‫يعد القضاء اإلداري الجهة المخولة لها حل النزاعات القائم ة اس تنادا على الق انون اإلداري‬
‫فالمحاكم اإلداري ة تنظ ر في النزاع ات المتعلق ة بالقض ايا ال تي يتق دم به ا المواطن ون للطعن في‬
‫مشروعية قرارات السلطة اإلداري ة‪ ،‬وفي النزاع ات المتعلق ة بمس ؤولية اإلدارة تج اه الم واطن‪،‬‬
‫والنزاعات المتعلقة باالنتزاع من أجل المصلحة العامة‪.‬‬
‫و عموما ينقسم القضاء اإلداري إلى شقين ‪:‬‬
‫ــ الشق األول قضاء التعويض‪ :‬و هو الذي يطالب فيه األفراد بتعويض الضرر الذي لحقهم‬
‫من جراء عمل اداري‪.‬‬
‫ــ الشق الثاني قضاء اإللغاء‪ :‬وهو الذي يطالب فيه األفراد الغاء ق رار إداري مش وب بأح د‬
‫عيوب عدم الشرعية‪.‬‬
‫و قد تم إنش اء المح اكم اإلداري ة بمقتض ى الق انون رقم ‪ 41.90‬الص ادر بتنفي ذه الظه ير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.91.225‬بتاريخ ‪ 10‬شتنبر ‪ 1993‬المحين م ؤخرا بت اريخ ‪ 26‬أكت وبر ‪ ،2011‬و‬
‫قد حلت هذه المحاكم محل المحاكم اإلبتدائية في القضايا ذات الصبغة اإلدارية‪.‬‬

‫تنظيم المحاكم اإلدارية‬


‫تنص المادة الثانية من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية على أن المحكمة اإلدارية تتكون من ‪:‬‬
‫ــ رئيس و عدة قضاة‪،‬‬
‫ــ كتابة الضبط ‪.‬‬
‫و يجوز تقسيم المحكمة اإلدارية الى عدة أقسام بحسب أنواع القضايا المعروضة عليها‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫و يعين رئيس المحكمة اإلدارية من بين قضاة المحكمة مفوض ا ملكي ا أو مفوض ين ملك يين‬
‫للدفاع عن القانون و الحق باقتراح من الجمعية العمومية لمدة سنتين‪.‬‬
‫و انطالقا من هذه المادة نخلص الى أن المحكمة اإلدارية تضم المكونات التالية ‪:‬‬

‫ــ رئيس المحكمة اإلدارية‪:‬‬


‫يشترط في رئيس المحكمة اإلدارية أن يكون قاضي من الدرجة األولى على األقل‪ ،‬ويت ولى‬
‫مجموعة من المهام منها اإلدارية القضائية ‪.‬‬
‫فمن المهام اإلدارية‪:‬‬
‫ــ رئاسة الجمعية العمومية للمحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫يترأس لجنة التحقيق‪.‬‬ ‫ــ‬
‫ــ اإلشراف على جمي ع المراس الت ال واردة على المحكم ة وله ذا الغ رض يح دث كتاب ة‬
‫إدارية تتولى تسجيل جميع هذه المراسالت‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالمهمة القضائية‪ ،‬فله‪:‬‬
‫ــ تعيينه القاضي أو المستشار المقرر‪.‬‬
‫ــ رئاسة جلسات المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫ممارسة مهمة مقرر في بعض القضايا‪.‬‬ ‫ــ‬
‫إصدار األوامر المبنية على الطلب‪.‬‬ ‫ــ‬
‫البث في القضايا االستعجالية‪ ،‬مع تقيده في ذلك باالختصاص النوعي والمكاني‪.‬‬ ‫ــ‬
‫منح المساعدات القضائية‪.‬‬ ‫ــ‬

‫ــ المفوض الملكي للدفاع عن الحق والقانون‪:‬‬


‫المفوض الملكي ه و جه از محاي د ‪ ،‬و ه و ليس ص ورة للنياب ة العام ة بمفهومه ا التقلي دي‬
‫الدقيق‪ ،‬غير أنه يضطلع بدور ه ام يتمث ل في ال دفاع عن الق انون و الح ق من خالل بس ط آرائ ه‬
‫المكتوبة و الشفهية على هيئة الحكم‪،‬لكن ليس له المشاركة في المداوالت أو اصدار األحكام ‪.‬‬
‫ويعين المفوض الملكي لسنتين قابلة للتجدي د من قب ل رئيس المحكم ة اإلداري ة ب اقتراح من‬
‫الجمعية العمومية‪ ،‬و ب النظر إلى أهمي ة دوره كفاع ل بالمح اكم اإلداري ة ي راعى في اختي اره أن‬

‫‪58‬‬
‫يكون من القضاة ذوي التجربة‪ ،‬كما يجوز تكليف بعض قضاة األحكام في حال ة الض رورة للقي ام‬
‫بمهمة المفوض الملكي الرسمي باقتراح من الجمعية العمومية‪ ،‬مع االحتف اظ بمهم ة كمق رر‪ ،‬وال‬
‫يوجد ما يمنع أن يكون المفوض الملكي قاضيا مق ررا في بعض القض ايا‪ ،‬ش ريطة أال يجم ع بين‬
‫صفتين معا في قضية واحدة‬
‫ــ عدة قضاة‬
‫ــ كتابة الضبط‬
‫تشكل كتابة الضبط عنصرا مهم ا ورئيس يا في تك وين المح اكم اإلداري ة على غ رار ب اقي‬
‫محاكم المملكة‪ ،‬فهي تعتبرالعمود الفقري للمحاكم‪ ،‬حيث تقوم ب‪:‬‬
‫تلقي المقاالت وتسجيلها‪ ،‬واستفاء الرسوم القضائية الواجبة عنها‪.‬‬ ‫ــ‬
‫تسليم الوصوالت‪.‬‬ ‫ــ‬
‫فتح الملفات‪.‬‬ ‫ــ‬
‫توجيه االستدعاءات‪.‬‬ ‫ــ‬
‫تسجيل ما يروج في الجلسات في شكل محاضر رسمية‬ ‫ــ‬
‫تنفيذ األحكام الصادرة في المحاكم اإلدارية ‪.‬‬ ‫ــ‬
‫وكتاب الضبط يؤدون اليمين القانونية قبل مباشرتهم لمهامهم‪ ،‬وهم مسئولون عن كل تهاون‬
‫أو إخالل بالواجبات الملقاة عل عاتقهم كرجال قضاء‪.‬‬

‫اختصاصات المحاكم اإلدارية‬


‫‪ -‬اإلختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية‬
‫تختص المحاكم اإلدارية نوعيا حسب الم ادة ‪ ، 8‬م ع مراع اة الم ادتين ‪ 9‬و ‪11‬من الق انون‬
‫المحدث للمحاكم اإلدارية بما يلي‪:‬‬
‫ــ البت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة‪،‬‬
‫ــ النزاعات المتعلقة بالعقود اإلدارية‪،‬‬
‫ــ دعوى التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال و نشاطات أشخاص الق انون الع ام‪،‬م ا‬
‫عدا األضرار التي تسببها في الطريق العام مركبات أي كان نوعها يملكه ا ش خص من أش خاص‬
‫القانون العام‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫ــ النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بالمعاشات‪ ،‬و منح‬
‫الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة و الجماع ات المحلي ة و المؤسس ات العام ة و م وظفي‬
‫إدارة مجلس النواب‪،‬‬
‫ــ تطبيق النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة باإلنتخابات و الضرائب و نزع الملكي ة‬
‫ألجل المنفعة العامة‪،‬‬
‫ــ النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين و العاملين في مرافق الدول ة و الجماع ات‬
‫المحلية و المؤسسات العامة‬
‫و بالنسبة للمحكمة اإلدارية بالرب اط فق د أوك ل له ا المش رع باإلض افة إلى اإلختصاص ات‬
‫العامة السالفة الذكر ح ق النظ ر في النزاع ات المتعلق ة بالوض عية الفردي ة لألش خاص المعي نين‬
‫بظهير شريف أو مرسوم ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلختصاص المحلي للمحاكم اإلدارية‬


‫تنص الم ادة ‪ 10‬من ق انون المح اكم اإلداري ة على أن ه تطب ق قواع د اإلختص اص المحلي‬
‫المنص وص عليه ا في الفص ل ‪ 27‬و م ا يلي ه إلى الفص ل ‪ 30‬من ق انون المس طرة المدني ة أم ام‬
‫المحاكم اإلدارية ما لم ينص على خالف ذلك قانون أو نصوص خاصة‪.‬‬
‫و إستثناء من هذه القاعدة ترفع طلبات اإللغاء بسبب تج اوز الس لطة إلى المحكم ة اإلداري ة‬
‫التي يوجد موطن اإللغاء داخل دائرة إختصاصها أو التي صدر القرار بدائرة إختصاصها‪،‬كما أن‬
‫المادة ‪ 11‬من ذات القانون نص على أنه " تختص محكمة الرباط اإلدارية في النزاع ات المتعلق ة‬
‫بالوض عية الفردي ة لألش خاص المعي نين بظه ير ش ريف أو مرس وم‪،‬و بالنزاع ات الراجع ة إلى‬
‫اختصاص المحاكم اإلدارية التي تنشأ خارج دوائر إختصاص جميع هذه المحاكم "‪.‬‬

‫المسطرة أمام المحاكم اإلدارية‬


‫تعد المسطرة المدنية القاعدة األساسية في رفع الدعاوى في القضايا اإلدارية بمقتضى المادة‬
‫‪ 7‬من القانون المحدث للمح اكم اإلداري ة وال تي تنص على أن ه‪ " :‬تطب ق أم ام المح اكم اإلداري ة‬
‫القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص قانون على خالف ذلك"‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ولما كانت للقضايا اإلداري ة خصوص يات تميزه ا عن غيره ا التص الها بالق انون اإلداري‬
‫الذي يهدف باألساس إلى تحقيق المصلحة العامة وضمان حس ن س ير اإلدارة ف إن ق انون إح داث‬
‫المحاكم اإلدارية قرر مجموعة من اإلجراءات الشكلية التي يلزم احترامها في الدعاوى اإلدارية‪.‬‬
‫فقد اشترط المشرع أن تكون المسطرة كتابي ة أم ام المح اكم اإلداري ة‪ ،‬حيث تنص الم ادة ‪3‬‬
‫من قانون ‪ 90‬ـ ‪ 41‬على أن القضايا ترفع إلى المحكمة اإلدارية بمقال مكتوب يوقعه محام مسجل‬
‫في جدول هيئة من هيئات المحامين بالمغرب‪ ،‬ولقد ارتأى المشرع من خالل هذا الشرط تك ريس‬
‫حقوق الدفاع‪ ،‬ذلك أن مواجهة اإلدارة أم ام القض اء يس تلزم معرف ة ش املة للق وانين والض وابط‬
‫اإلدارية‪ ،‬وهذا بالضبط لن يتأتى للمواطن العادي إال بم ؤازرة المح امي وإال ض اع حق ه بمج رد‬
‫اإلخالل بأبسط اإلجراءات الشكلية‪.‬‬
‫والعريض ة المرفوع ة أم ام المحكم ة اإلداري ة يل زم أن تتض من مجموع ة من البيان ات‬
‫والمعلوم ات المتعلق ة ب األطراف س واء تعل ق األم ر بالش خص العم ومي أو الش خص الط بيعي‬
‫كالصفة واألسماء العائلية والمهنة والموطن ومح ل اإلقام ة‪ ،‬إال ج انب ه ذا الب د من أن تتض من‬
‫العريضة موضوع الدعوى والوسائل والوقائع وترفق بالمستندات التي ينوي الم دعي اس تعمالها‪.‬‬
‫كما يرفق بالمقال االفتتاحي للدعوى بعدد من النس خ يس اوي ع دد الخص وم عن د تع ددهم‪ ،‬وعن د‬
‫إيداع العريضة بكتابة ضبط المحكمة اإلدارية‪ ،‬يسلم كاتب الضبط وصال ب ذلك يتك ون من نس خة‬
‫منها يوضع عليها الختم وتاريخ اإليداع‪.‬‬
‫وبعد تسجيل ال دعوى يح ال مل ف القض ية من ط رف رئيس المحكم ة اإلداري ة إلى ق اض‬
‫مقرر‪ ،‬وإلى المفوض الملكي للدفاع عن القانون ومهم ة القاض ي المق رر هي القي ام ب اإلجراءات‬
‫األولية حيث يصدر أمرا بالتبليغ ويعين تاريخ النظر في القض ية وإش عار األط راف إلى وج وب‬
‫تقديم المذكرات والمستندات قبل الجلسة‪.‬‬
‫وإذا ك انت القض ية غ ير ج اهزة للحكم يمكن إرج اع المل ف إلى القاض ي المق رر ليتخ ذ‬
‫اإلجراءات الضرورية‪.‬‬
‫و تعقد المحاكم اإلدارية جلس اتها وتص در أحكامه ا عالني ة‪ ،‬وهي متركب ة من ثالث قض اة‬
‫يساعدهم كاتب الضبط‪ ،‬ويتولى رئاسة الجلس ة رئيس المحكم ة اإلداري ة أو ق اض معين من ل دن‬
‫الجمعية العامة السنوية لقضاة المحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫وحض ور المف وض الملكي ض روري في الجلس ات‪ ،‬رغم كون ه ال يش ارك في م داوالت‬
‫إصدار الحكم ويعتبر مبدأ عالنية الجلسات من المبادئ المعمول بها في معظم األنظم ة القض ائية‬
‫وبمقتضاها تكون اإلجراءات التي تقوم بها المحكمة قبل إصدار الحكم عالنية وللقاضي من تلق اء‬
‫نفسه أو بناء على طلب أحد األطراف أن يأمر بجعلها سرية حفاظا على النظام أو مراعاة لآلداب‬
‫واألخالق الحميدة ( الفصالن ‪ 339 ،43‬من قانون المسطرة المدنية)‪.‬‬
‫و شفوية الجلسات مكملة لعالنية الجلسات‪ ،‬وال يقع فيها االكتفاء بالمناقشة الشفوية ب ل يجب‬
‫تقديم وتبادل المذكرات بين األطراف حتى يتسنى توثيق مختلف الوقائع‪ ،‬وعن دما تنتهي المحكم ة‬
‫من دراسة القضية وتصل إلى نتيج ة‪ ،‬فالب د من تالوة منط وق الحكم ش فويا في جلس ة علني ة في‬
‫حال ة لم تكن الجلس ة س رية‪ .‬ويوق ع أص ل الحكم من ط رف ال رئيس والقاض ي المق رر وكتاب ة‬
‫الضبط‪ ،‬وتصدر األحكام وتنفذ باسم جاللة الملك و طبقا للقانون‪.‬‬
‫و يتم استئناف األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية داخل أجل ‪ 30‬يوم ا من ت اريخ تبلي غ‬
‫الحكم و ف ق مقتض يات الم واد من ‪ 134‬الى ‪ 141‬من ق انون المس طرة المدني ة‪ ،‬وتخض ع لنفس‬
‫اآلج ال األوام ر الص ادرة عن رؤس ائها‪ ،‬و يق دم مق ال اإلس تئناف إلى كتاب ة الض بط بالمحكم ة‬
‫اإلدارية بواسطة مقال مكتوب يوقع ه مح ام‪ ،‬و ينبغى أن يرف ق المق ال م ع مس تنداته داخ ل أج ل‬
‫أقصاه ‪ 15‬يوما من تاريخ ايداعه بكتابة الضبط‪.‬‬

‫‪ - 7‬محاكـم اإلستئناف اإلداريــــــــة‬


‫تم إحداث محاكم اإلس تئناف اإلداري ة بم وجب ق انون ‪ 80.03‬الص ادر بت اريخ ‪ 14‬ف براير‬
‫‪ ،2006‬المحين بتاريخ ‪ 26‬أكتوبر ‪.2011‬‬
‫تنظيم محاكم اإلستئناف اإلدارية‬
‫حسب المادة ‪ 02‬من القانون المذكور فمحاكم اإلستئناف اإلدارية تتألف من ‪:‬‬
‫ــ رئيس أول و رؤساء غرف و مستشارين‬
‫ــ كتابة الضبط‬
‫يجوز تقسم محكمة اإلستئناف اإلدارية الى ع دة غ رف حس ب أن واع القض ايا المعروض ة‬
‫عليها‪ ,‬و يعين الرئيس األول لمحكمة اإلستئناف اإلداري ة من بين المستش ارين مفوض ا ملكي ا‪ ،‬أو‬
‫أكثر للدفاع عن القانون و الحق باقتراح من الجمعية العمومية لمدة سنتين قابلة للتجديد‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫و تعقد هذه المحاكم جلساتها و تصدر قراراتها‪ ,‬و هي متركبة من ثالث ة مستش ارين من‬
‫بينهم رئيس يساعدهم ك اتب الض بط‪ .‬ام ا عن المف وض الملكي لل دفاع عن الق انون و الح ق ف ان‬
‫حض وره ض روريا لالدالء ب اراءه مكتوب ة م ع امكاني ة توض يحها ش فويا لهيئ ة الحكم بكام ل‬
‫االستقالل سواء فيما يتعلق بالوقائع او القواعد القانونية المطبقة عليها‪ ,‬و ذلك بالنسبة لك ل قض ية‬
‫على حدة بالجلسة العامة‪.‬‬
‫و يحق ألطراف الدعوى الحصول على نسخة من مس تنتجات المف وض الملكي‪ .‬وتظ ل‬
‫لهيئة الحكم صالحية االستعانة برءيه تبعا لقناعته بما ي دلي ب ه من مواق ف واقتراح ات‪ .‬و تالفي ا‬
‫ألي تأثير مباشر منه على هيئ ة الحكم‪ ,‬ف ان الق انون لم يخول ه ص الحية المش اركة في م داوالت‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫إختصاص محاكم اإلستئناف اإلدارية‬


‫بالرجوع إلى مقتضيات القانون المنظم لمحاكم اإلستئناف اإلدارية (الم ادتين ‪ 5‬و ‪ ) 6‬نج د‬
‫أن األخيرة مختصة بالنظر في إستئناف أحكام المحاكم اإلدارية و كذا في أوامر رؤسائها‪.‬‬
‫و بهذا يكون المشرع قد سلك نفس النهج المعتمد في الم ادة المدني ة ال تي تنظ ر ب دورها في‬
‫اإلستئنافات المرفوعة ضد األحكام الصادرة عن محاكم الموضوع أو محاكم أول درجة (‪)7‬‬
‫كما تنظر محكمة اإلس تئناف اإلداري ة حس ب الم ادتين ‪ 7‬و ‪ 8‬من الق انون المح دث له ا في‬
‫مسألة المساعدة القضائية عند الطعن باإلستئناف في القرار الصادر عن رئيس المحكمة اإلداري ة‬
‫برفض منح المساعدة القضائية لطالبها وفق ما تنص عليه مقتضيات الق انون المتعل ق بالمس اعدة‬
‫القضائية‪ ،‬و تتولى غرف ة المش ورة بمحكم ة اإلس تئناف البث في الطلب داخ ل أج ل ‪ 15‬ي وم من‬
‫تاريخ إحالة الملف عليها‪.‬‬

‫‪ - 8‬محكمة النقض‬
‫توجد محكمة النقض على قمة ه رم التنظيم القض ائي المغ ربي‪ ،‬و يش مل نفوذه ا جمي ع‬
‫التراب الوطني‪.‬‬
‫أحدثت محكمة النقض‪ ،‬غداة االستقالل و كانت تسمى آن ذاك المجلس األعلى‪ ،‬إلى أن تم‬
‫تغيير هذه التسمية بمقتضى ظهير شريف رقم ‪ 1.11.170‬صادر في ‪ 27‬من ذي القعدة ‪( 1432‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ 25‬أكتوبر ‪ ) 2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 58.11‬المتعلق بمحكمة النقض‪ ،‬المغ ير بموجب ه الظه ير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.57.223‬الصادر في ‪ 2‬ربيع األول ‪ 27 ( 1377‬سبتمبر ‪ ) 1957‬بشأن المجلس‬
‫األعلى‪.‬‬

‫تنظيم محكمة النقض‪:‬‬


‫يترأس محكمة النقض الرئيس األول الذي يتوفر على اختصاصات قضائية و إداري ة‪ ،‬و‬
‫يسهر على حسن سير الغرف و كتابة الضبط كما يترأس مكتب المحكمة‪ .‬ويمثل النيابة العامة في‬
‫محكمة النقض الوكيل العام للملك يساعده المحامي العام األول و المحامون العامون‪.‬‬
‫تتكون محكمة النقض من ست غرف‪:‬‬
‫الغرفة المدنية (تسمى الغرفة األولى)‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫غرفة األحوال الشخصية والميراث‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الغرفة التجارية‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الغرفة اإلدارية‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫الغرفة اجتماعية‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الغرفة الجنائية‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫و يرأس كل غرفة رئيس غرفة‪ ،‬و يمكن أن تقسم هذه الغرف إلى أقسام‪.‬‬
‫يتكون مكتب محكمة النقض من الرئيس األول و رؤساء الغرف و قي دوم المستش ارين بك ل‬
‫غرفـة و من الوكيل العام للملك و المحامي العام األول‪.‬‬
‫يحضر رئيس كتابة الضبط اجتماع المكتب الذي ينعقد في النصف األول من شهر دجنبر‪ ،‬وذلك‪:‬‬
‫‪ -‬لتوزيع القضاة و القضايا على مختلف الغرف‪،‬‬
‫‪ -‬لتحديد عدد أقسام كل غرفة‪ ،‬و أيام و ساعات الجلسات‪.‬‬
‫و يمكن للمكتب أن يجتمع كلما دعا الرئيس األول لذلك أو بطلب من الوكيل العام للملك‪.‬‬
‫تبت محكم ة النقض في إط ار القض اء الجم اعي‪ ،‬فالجلس ات تعق د وتص در الق رارات من‬
‫طرف خمس مستشارين من بينهم رئيس غرفة‪ .‬وفي بعض الحاالت تعزز هذه الصفة الجماعي ة‪،‬‬
‫فتصدر األحكام بواسطة غرفتين مجتمعتين أو جميع الغرف مجتمعة في جلسة عامة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫اختصاصات محكمة النقض‪:‬‬
‫يحدد اختصاص محكمة النقض قانون المسطرة المدنية و قانون المسطرة الجنائي ة و ق انون‬
‫المحاكم اإلدارية و مح اكم االس تئناف اإلداري ة و ق انون المح اكم التجاري ة و مح اكم االس تئناف‬
‫التجارية و غيرها من النصوص‪.‬‬
‫إن الدور األساس ي له ذه المؤسس ة القض ائية يتجلى في مراقب ة تط بيق الق انون من ط رف‬
‫محاكم الموضوع سواء تعلق األمر بقوانين الشكل أو قوانين الموضوع‪.‬‬
‫وبهذه الصفة تنظر محكمة النقض في القضايا التالية‪:‬‬
‫‪ -‬طلبات النقض المرفوعة ضد األحكام االستئنافية و األحكام النهائية التي تص درها مح اكم‬
‫االستئناف و غيرها من المحاكم على اختالف درجاتها‪،‬‬
‫‪ -‬طلب ات إلغ اء المق ررات الص ادرة من الس لطات اإلداري ة ب دعوى الش طط في اس تعمال‬
‫السلطة‪.‬‬
‫كما تنظر محكمة النقض عالوة على ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الطعون في التصرفات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم‪،‬‬
‫‪ -‬البت في تنازع االختصاص بين محاكم ال توجد فوقه ا أي ة محكم ة علي ا مش تركة غ ير محكم ة‬
‫النقض‪.‬‬
‫‪ -‬الطلبات ألجل مراجعة األحكام الجنائي ة أو التأديبي ة في دائ رة الش روط المنص وص عليه ا في‬
‫قانون التحقيق الجنائي‪.‬‬
‫‪ -‬دعاوى مخاصمة القضاة و المحاكم غير محكمة النقض‪،‬‬
‫‪ -‬قضايا التشكك في نزاهة الحكم‪،‬‬
‫‪ -‬سحب الدعوى من محكمة لموجب األمن العمومي‪،‬‬
‫‪ -‬طلبات تسليم المجرمين للخارج‪.‬‬

‫‪ - 9‬المحكمة العسكرية‬
‫)‪(13‬‬

‫بمجرد حصول المغرب على االستقالل وفرض سيادته على سائر التراب الوط ني‪ ،‬تم إنش اء‬
‫لمتابع ة فئ ات خاص ة أمامه ا‪ ،‬ه ذا األخ ير‬ ‫المحكمة العسكرية بموجب ظهير ‪ 10‬نون بر ‪1956‬‬
‫)‪(14‬‬

‫‪ - 13‬من إنجاز‪ :‬ذ ادريسي موالي رشيد‪ :‬أستاذ الدروس التوجيهية الخاصة بمادة التنظيم القضائي‪.‬‬
‫‪- 14‬ظهير شريف رقم ‪ 1.56.270‬بمثابة قانون القضاء العسكري الصادر بتاريخ ‪ 6‬ربيع الثاني ‪ 10 (1376‬نونبر ‪ )1956‬منشور بالجري دة‬
‫الرسمية عدد ‪ ،2316‬بتاريخ ‪ 15‬مارس ‪ ،1957‬ص ‪.614‬‬
‫‪65‬‬
‫لحقت ه بعض التع ديالت من قبي ل الق انون رقم ‪ 2-71‬س نة ‪ ،1971‬والظه ير الص ادر س نة ‪1979‬‬
‫المتعلق بالنظ ام األساس ي للقض اة العس كريين و ض باط كت اب الض بط وض باط الص ف مس تكتبي‬
‫الضبط‪ .‬كان آخرها القانون ‪ 13.108‬الجديد) (‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫وباإلطالع على قانون القضاء العسكري الجديد( يتك ون من ‪224‬م ادة) يظه ر أن ه ذا األخ ير‬
‫حافظ على ازدواجية فئة القضاة المكونين للمحكمة العسكرية ‪( )I‬التي كانت معروفة في ظل ظهير‬
‫ما قبل القانون ‪ ، 13.108‬إال أنها أصبحت تتسم بالوضوح في القانون الحالي مما قد يساهم من دون‬
‫شك في الرقي بأداء خدماتها ال تي من ش أنها أن تنعكس بش كل ايج ابي على حماي ة وتقوي ة حق وق‬
‫المتقاضيين أمامها من جهة‪ .‬و من جهة أخرى أضحت النيابة العامة هي الجهة المختص ة بتحري ك‬
‫المتابعة بشكل حصري بعدما كانت هناك جهات أخرى ( السلطة الحكومية المكلفة بالدفاع الوطني‪،‬‬
‫قائ د الح رس الملكي بالنس بة ألف راد الح رس الملكي‪ ،‬و وزي ر الداخلي ة بالنس بة ألف راد الق وات‬
‫المساعدة ) تقوم بذلك سابقا تم التغاضي عنه ا في النظ ام الق انوني العس كري الجدي د بغي ة ض مان‬
‫االستقالل للقضاء العسكري (‪.)II‬‬

‫( ‪ :)I‬تأليف المحكمة العسكرية‬

‫باإلطالع على المواد من ‪ 14‬إلى ‪ 22‬من قانون القض اء العس كري يتض ح بص فة عام ة أن ت أليف‬
‫قضاة المحكمة العسكرية يتكون من قضاة مدنيين للحكم وقضاة عسكريين أو مستشارين عس كريين‬
‫للحكم وكذا نيابة عامة وقضاة للتحقيق وكتابة الضبط دون وج ود ل رئيس له ا على غ رار المح اكم‬
‫العادية‪.‬‬
‫)‪(16‬‬

‫ويختلف تنظيم المحكمة العسكرية عن باقي المحاكم العادي ة نظ را لخصوص ية ه ذه األخ يرة‪،‬‬
‫ويتوزع ه ذا االختالف بش كل أساس ي في وج ود فئ تين من القض اة المك ونين للمحكم ة العس كرية‬

‫‪- 15‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.80‬صادر في ‪ 18‬من شوال ‪ 4( 1436‬أغسطس ‪ )2015‬يتعلق بالنظام األساس ي الخ اص بالقض اة العس كريين‬
‫وبالنظام األساسي الخاص بالضباط كتاب الضبط وضباط الصف مستكتبي الضبط وبسن أحكام خاصة‪ .‬المنشور بالجريدة الرس مية ع دد ‪6398‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 10‬ذو الحجة ‪ 24( 1436‬سبتمبر ‪ )2015‬ص ‪.7805‬‬
‫‪ - 16‬فقد أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني أن سبب عدم إحداث رئيس للمحكم ة العس كرية كم ا ه و الح ال‬
‫بالنسبة للمحاكم العادية‪ ،‬بأن مرد ذلك يرجع إلى طبيعة تركيبة هذه المحكمة ومكوناتها‪ ،‬من خالل وجود ثالث هيئات‪ ،‬من نيابة وتحقيق‪ ،‬وحكم‪،‬‬
‫مشكلة من قضاة مدنيين وعسكريين‪ ،‬مما يجعل تعيين قاضي مدني كرئيس للمحكمة‪ ،‬ال يتالءم وواقع وطبيعة المؤسسة العسكرية‪ ،‬وبالمقابل من‬
‫شأن تعيين قاضي عسكري على رأسها قد ينظر إليه كمساس باستقالليتها واستمرار تلك الصورة النمطية على المحكمة العسكرية‪ .‬انظ ر تقري ر‬
‫لجنة العدل والتشريع وحقوق اإلنسان لمجلس المستشارين حول مشروع القانون ‪ 13.108‬المتعلق بالقضاء العسكري ‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪66‬‬
‫إحداهما‪ ،‬ينتمي إلى القضاء العادي المدني وثانيهما‪ ،‬ينتمي إلى سلك القضاء العس كري وف ق نظ ام‬
‫قانوني خاص بهم‪.‬‬

‫الفئة األولى‪ :‬تتكون من قضاة (مستشارين) مدنيين بمحكمة االستئناف‪.‬‬

‫يترأس هيأة الحكم بالمحكمة العسكرية مستشار بمحكمة االستئناف في جمي ع القض ايا ال تي تختص‬
‫بالنظر فيها) (‪ ،‬ويتم تعينهم في بداية كل سنة قضائية بقرار للمجلس األعلى للس لطة القض ائية عن د‬ ‫‪17‬‬

‫تنصيبه‪ ،‬ومن تم فإن مس ألة تع يين المستش ارين في ه ذه الف ترة تبقى من اختص اص وزي ر الع دل‬
‫كتدبير للمرحلة االنتقالية بموجب مرسوم يصدر باقتراح من وزير الع دل حس ب مقتض يات الم ادة‬
‫‪ 217‬من ق ع‪ .‬إذ يستمر بصفته رئيسا للهيأة إلى غاية النظر في كل القضايا التي ترأس أول جلس ة‬
‫فيها أو شارك في عضويتها طبقا ألحكام المادة ‪ 28‬من قانون ق ع ‪.‬‬

‫وال يعد تكوين المحكمة العسكرية صحيحا في هذه الحالة إال بوجود قضاة أو مستشارين عس كريين‬
‫إلى جانب المستشارين المدنين في جميع المحاكمات التي تدخل ضمن اختصاص المحكمة المعني ة‪.‬‬
‫ومن هنا فإن هذه االزدواجية في تش كيل المحكم ة تتن وع حس ب النظ ر في المخالف ات أو الجنح أو‬
‫الجنايات وفق الشكل اآلتي‪:‬‬

‫فبالنس بة لغرف ة الجنح االبتدائي ة العس كرية المختص ة ب النظر في المخالف ات والجنح المقترف ة من‬
‫ط رف العس كريين أو الش به العس كريين فتت ألف ه ذه الغرف ة من مستش ار من محكم ة االس تئناف‬
‫بصفته رئيس ا له ا‪ ،‬ومن عض وين أح دهما أو كالهم ا من القض اة العس كريين أو من المستش ارين‬
‫العسكريين) ( المشار إليهم في المادة ‪ 23‬أدناه‪ ،‬وبحضور وكيل الملك ومساعدة كتابة الضبط‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫كم ا أن األحك ام الص ادرة عن غرف ة الجنح االبتدائي ة العس كرية يتم اس تئنافها أم ام غرف ة الجنح‬
‫االستئنافية العسكرية المستحدثة بموجب هذا القانون كدرجة ثانية للتقاضي‪ ،‬هذه األخيرة تتكون من‬
‫مستشار رئيس غرفة بمحكمة االستئناف بص فته رئيس ا‪ ،‬ومن عض وين أح دهما مستش ار بمحكم ة‬
‫االستئناف واآلخ ر ق اض أو مستش ار عس كري‪ ،‬وبحض ور الوكي ل الع ام للمل ك ومس اعدة ك اتب‬

‫‪ - 17‬و تفعيال لذلك جاء مرسوم رقم ‪ 2.15.968‬صادر في ‪ 16‬ربيع األول ‪ 28 ( 1437‬دجنبر ‪ )2015‬بتعيين رؤساء هيئات الحكم بالمحكمة‬
‫العسكرية و أعضائها خالل السنة القضائية ‪،2016‬بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6426‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 01‬يناير ‪،2016‬ص ‪ .3‬في ف اتح ين اير ‪2016‬‬
‫بالجريدة الرسمية ‪،‬حيث تم بموجبه تحديد الئحة القضاة الجدد من محاكم االستئناف الذين سيتولون رئاسة محاكمة العسكريين‪.‬‬
‫‪- 18‬حيث يتم تحديد قائمة المستشارين العسكريين بهذه الصفة بمقرر ملكي القائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة القائمة‬
‫من أجل المشاركة في أشغال المحكمة العسكرية ويقومون بهذه الصفة حسب رتبهم وأقدميتهم‪.،‬وكذلك حسب ترتيبهم وتقييدهم في القائم ة م ا لم‬
‫يكن هنالك عائق طال أحدهم‪ .‬وهذا هو ما يميزهم عن القضاة العسكريين الذين يخضعون لنظام قانوني خاص بهم‪..‬‬
‫‪67‬‬
‫الضبط‪ .‬وحضور النيابة العامة في جميع الغرف له م ا ي برره باعتباره ا ط رف اص لي في جمي ع‬
‫القض ايا الجنائي ة‪ ،‬ألن ه ذه األخ يرة هي ال تي له ا ص الحية القي ام بتحري ك ال دعوى العمومي ة و‬
‫ممارستها في كل الجرائم التي تدخل ضمن اختصاص المحكمة العسكرية ‪.‬‬

‫أما بخصوص الجنايات المقترفة من قبل الضباط العسكريين‪ ،‬فان محاكمة ه ؤالء الض باط ابت دائيا‬
‫تختص به غرفة الجنايات االبتدائية العسكرية‪ ،‬والتي تتكون من مستشار بمحكمة االستئناف بصفته‬
‫رئيسا‪ ،‬ومن عضوين أح دهما مستش ار بمحكم ة االس تئناف واآلخ ر ق اض أو مستش ار عس كري‪،‬‬
‫وبحضور الوكي ل الع ام للمل ك ومس اعدة ك اتب الض بط‪ .‬فض ال عن ذل ك‪ ،‬ف ان اس تئناف األحك ام‬
‫االبتدائية الجنائية يتم أمام غرفة الجناي ات االس تئنافية العس كرية باعتباره ا درج ة ثاني ة للتقاض ي‬
‫وكمستجد جاء به المشرع المغربي بهدف تقوية وحماية حقوق المتقاضين‪ .‬و تضم ه ذه الغرف ة في‬
‫هيكلتها كل من مستشار رئيس غرفة بمحكمة االستئناف بصفته رئيس ا‪ ،‬ومن أربع ة أعض اء اثن ان‬
‫منهم مستشاران بمحكم ة االس تئناف‪ ،‬واآلخ ران أح دهما أو كالهم ا ق اض أو مستش ار عس كري‪،‬‬
‫وبحضور الوكيل العام للملك ومساعدة كاتب الضبط‪ .‬أما الغرفة الجنحية العس كرية ) (فتتك ون من‬
‫‪19‬‬

‫مستشار رئيس غرفة بمحكمة االستئناف بص فته رئيس ا‪ ،‬ومن عض وين أح دهما مستش ار بمحكم ة‬
‫االستئناف واآلخر إما قاض عسكري أو مستشار عسكري‪ ،‬وبحضور الوكيل العام للملك ومس اعدة‬
‫كاتب الضبط‪.‬‬

‫وق د ح دد المش رع المغ ربي رتب ة القض اة والمستش ارين العس كريين األعض اء في هيئ ات الحكم‬
‫بالمحكمة العسكرية في كل الغ رف الس ابق اإلش ارة إليه ا أعاله‪ ،‬إذ اش ترط فيهم الق انون بم وجب‬
‫المادة ‪ 16‬ق ع رتبة قبط ان على األق ل فيم ا يخص محاكم ة الجن ود والعرف اء والعرف اء األول يين‬
‫وضباط الصف‪ ،‬أثناء النظر في الجنايات أو الجنح والمخالفات المرتكبة من قبلهم‪ .‬أما فيم ا يخص‬
‫محاكمة الضباط إلى رتبة ليوتنان كولونيل فتتم حسب رتبة المتهم على الشكل الموضح أدناه‪.‬‬
‫)‪(20‬‬

‫والمالحظ أن رتبة المتهم هي ال تي يتم على أساس ها تش كيل ع دد القض اة األعض اء بهيئ ات الحكم‬
‫حسب نوع الجريمة المرتكبة‪ ،‬فإذا كانت رتبة المتهم كولونيل أو كولوني ل م اجور أو ج نرال‪ ،‬ف ان‬
‫تركيب المحكمة يكون ابتدائيا واستئنافا من مستشار رئيس غرفة بمحكمة االستئناف بصفته رئيسا‪،‬‬

‫‪- 19‬تختص بالنظر في الطعون المقدمة ضد أوامر قاضي التحقيق العسكري أو طلبات السراح المؤقت وتدابير الوضع تحت المراقبة‬
‫القضائية المقدمة أمامها وبطالن إجراءات التحقيق‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫‪68‬‬
‫و مستشارين عسكريين بمحكمة االستئناف بصفتهم عضويين‪ ،‬وعضويين عس كريين تك ون رتبتهم‬
‫مماثلة لرتبة المتهم على األقل أو أعلى منها‪.‬‬

‫الفئة الثانية‪ :‬تضم قضاة عسكريين و ضباط كتاب الضبط‬

‫ب الرجوع إلى الق انون ‪ 108.13‬المتعل ق بالقض اء العس كري يتض ح أن هيئ ة الحكم بالمحكم ة‬
‫العسكرية تضم إلى جانب القضاة المدنين المشار إليهم في الفقرة الس ابقة ( الفئ ة المتحرك ة) قض اة‬
‫عسكريين للحكم وقضاء التحقيق وقضاة النياب ة العام ة وكت اب أو مس تكتبي الض بط ( ال تي يطل ق‬
‫عليها حسب بعض الفقه الفئة القارة ) (‪ .‬حيث تتوزع ه ذه الفئ ة بين ثالث مكون ات للقي ام بمص لحة‬‫‪21‬‬

‫العدل العس كري‪ -‬قض اة عس كريين‪ ،‬وض باط كت اب الض بط وض باط الص ف مس تكتبي الض بط ‪-‬‬
‫تخضع كل واحدة منهم لنظام أساسي خاص بها سوف نتعرض لها وفق الشكل آالتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬هيئة القضاة العسكريين‬

‫(المتعل ق بالنظ ام األساس ي للقض اة‬ ‫‪22‬‬


‫)‬ ‫باإلطالع على المادة ‪ 5‬من الظهير الش ريف رقم‪1.15.80‬‬
‫العسكريين الذي نسخ الظهير الشريف رقم ‪ 1.77.56‬الصادر فى ‪ 24‬من رجب ‪ 12( 1397‬يوليو‬

‫رتبة القضاة العسكريين أو المستشارين العسكريين‬

‫فيما يخص الجنايات‬ ‫فيما يخص الجنح و المخالفات‬ ‫رتبة المتهم‬

‫استئنافيا‬ ‫ابتدائيا‬ ‫استئنافيا‬ ‫ابتدائيا‬

‫كومندان و قبطان‬ ‫كومندان أو قبطان‬ ‫كومندان‬ ‫كومندان و قبطان‬ ‫مالزم ثان أو مالزم‬

‫ل أو ليوتنان كولونيل وكمندان‬ ‫ان كولوني‬ ‫ل أو ليوتن‬ ‫ان كولوني‬ ‫ليوتن‬ ‫ليوتنان كولونيل وكمندان‬ ‫قبطان‬
‫كمندان‬ ‫كمندان‬

‫ان‬ ‫ل وليوتن‬ ‫ان كولوني‬ ‫ل أو ليوتن‬ ‫ان كولوني‬ ‫ل أو ليوتن‬ ‫ان كولوني‬ ‫ل وليوتن‬ ‫كولوني‬ ‫كومندان‬
‫كولونيل‬ ‫كولونيل‬ ‫كولونيل‬ ‫كولونيل‬

‫جنرال أو كولونيل ماجور جنرال أو كولونيل ماجور جنرال أو كولونيل ماجور ج نرال وكولوني ل أو‬ ‫ليوتنان كولونيل‬
‫اجور‬ ‫لم‬ ‫كولوني‬ ‫أو كولونيل‬ ‫أو كولونيل‬ ‫وكولونيل‬
‫وكولونيل‬

‫‪ - 21‬ذة سميرة كميلي ‪ :‬محاضرات التنظيم القضائي المغربي‪ ،‬جامعة محمد الخامس ‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعي ة اك دال‬
‫الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2013.2011‬ص ‪.67‬‬

‫‪- 22‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.80‬صادر في ‪ 18‬من شوال ‪ 4( 1436‬أغسطس ‪ )2015‬يتعلق بالنظام األساسي الخاص بالقض اة العس كريين‬
‫وبالنظام األساسي الخاص بالضباط كتاب الضبط وضباط الصف مستكتبي الضبط وبسن أحكام خاصة‪ .‬المنشور بالجريدة الرس مية ع دد ‪6398‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ 10‬ذو الحجة ‪ 24( 1436‬سبتمبر ‪ )2015‬ص ‪.7805‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ ،)1977‬يظهر أن هيئة القضاء العسكري تشكل سلكا قضائيا مستقال ذو تسلسل خ اص بهم تس تمد‬
‫استقاللها من الملك باعتباره ضامن لهذا االستقالل بموجب الفصل ‪ 107‬من الدستور المش ار إلي ه‪،‬‬
‫وكذلك هو القائد األعلى للقوات المسلحة الملكية الذي له ح ق التع يين في المناص ب العس كرية م ع‬
‫إمكانية تفويض هذا األم ر إلى جه ة مختص ة بم وجب الفص ل ‪ 53‬من دس تور ‪ .2011‬وعلى ه ذا‬
‫األساس فالقضاء العسكري يتكون من قضاة الحكم وقضاة النيابة العام ة وقض اة التحقي ق المرت بين‬
‫وفق درجات معينة) (‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫يشترط في المترشحين الراغبين في لولوج سلك التكوين القضائي العسكري الحصول على شهادة‬
‫اإلج ازة في الحق وق على األق ل أو م ا يعادله ا) (‪ ،‬وأن ي رتب ض باط الق وات المس لحة في درج ة‬
‫‪24‬‬

‫كومندان على األقل‪ .‬حيث يتم تنظيم هذه المباراة عندما تقتضي المص لحة ذل ك‪ ،‬من قب ل المص الح‬
‫المختصة بالقوات المسلحة الملكية‪ ،‬وفق الشروط والكيفي ات المح ددة بق رار للقائ د األعلى ورئيس‬
‫أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية‪.‬‬

‫كما يتابع القضاة الناجحين في المباراة المشار إليها أعاله تمرينا لمدة سنتين بالمعهد يتضمن تكوين‬
‫قضائي خاص‪ ،‬تتخلله تداريب تطبيقي ة بالمحكم ة العس كرية‪ ،‬وتك وين قض ائي ع ام بمعه د تك وين‬
‫القضاة‪ ،‬يتضمن نفس وحدات التكوين المخصصة للملحقين القض ائيين بالمعه د الم ذكور‪ .‬ويس تفيد‬
‫ضباط القوات المسلحة الملكية خالل فترة تكوينهم من جميع الحقوق والضمانات برتبتهم العسكرية‬
‫طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫وتبعا لذلك يجتاز القضاة العسكريين بمجرد انتهاء التمرين امتحان نهاي ة التك وين ال ذي تح دد‬
‫كيفيات تنظيمه بقرار للقائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المس لحة الملكي ة‪ .‬في ه ذه‬
‫الحالة ي دمج الض باط العس كريين ال ذين اجت ازوا بنج اح امتح ان نهاي ة التك وين في س لك القض اء‬
‫العسكري بنفس الرتبة العسكرية التي يحملونها مع احتفاظهم بنفس األقدمية‪ .‬ويعينون بهذه الص فة‪،‬‬
‫قضاة عسكريين بالمحكم ة العس كرية بظه ير ش ريف‪ .‬بينم ا القض اة غ ير الن اجحين في االمتح ان‬
‫المذكور فيعاد إدماجهم في سلكهم الذي كانوا فيه قبل التحاقهم بالمعهد‪.‬‬

‫‪ (-23‬رتبة قاض جنرال‪ ،‬مماثلة لرتبة جنرال دوبريكاد )؛ (رتبة قاض كولونيل مأجور‪ ،‬مماثلة لرتبة كولونيل ماجور)‪ ( ،‬رتبة قاض كولوني ل‪،‬‬
‫مماثلة لرتبة كولونيل)‪ ( ،‬رتبة قاض ليوتنان كولونيل‪ ،‬مماثلة لرتبة ليوتنان كولونيل)‪( ،‬رتبة قاض كومندان‪ ،‬مماثلة لرتبة كومندان‪.) .‬‬

‫‪ - 24‬هذا الشرط يعد توفره ضروريا بالنسبة للقضاة العسكريون بغية معرفة المقتضيات واإلج راءات القانوني ة ال تي يتطلبه ا ك ل من الق انون‬
‫العسكري و القوانين الجنائية‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫يمارس القضاة العسكريون بمختلف أص نافهم‪ ،‬مه امهم بالمحكم ة العس كرية طبق ا ألحك ام الق انون‬
‫‪ ،108.13‬فيؤدون اليمين القانونية قبل مزاولة مه امهم أم ام إح دى هيئ ات الحكم‪ ،‬كم ا ي راعى في‬
‫تعيين القضاة العسكريين في الغرفة االستئنافية بالمحكمة العسكرية ضرورة توفرهم على أقدمية ال‬
‫تقل عن سنتين من الخدمة الفعلية‪ ،‬بصفتهم قضاة عس كريين‪ ،‬في إح دى الغ رف االبتدائي ة التابع ة‬
‫لهذه المحكمة‪.‬‬

‫و يستفيد القضاة العسكريين بالمحكمة العسكرية من مسطرة االمتياز القض ائي المنص وص عليه ا‬
‫في الم واد ‪ 265‬و‪ 266‬و ‪ 267‬من ق انون المس طرة الجنائي ة في الحال ة ال تي يرتكب ون فيه ا فعال‬
‫معاقب عليه بوصفه جناية أو جنحة أثناء مزوالة مهامهم أو خارجه ا بم وجب اإلحال ة المنص وص‬
‫عليها في المادة ‪ 17‬من النظام األساسي للقضاء العسكري‪.‬‬

‫وفي حالة حصول عائق ألحد المستشارين العسكريين المعينين بالمحكمة يحول دون قيامه بالمهم ة‬
‫المكل ف به ا ( م رض‪ ،‬تج ريح‪ ،)..‬يتم تعويض ه بص فة مؤقت ة بض ابط آخ ر من نفس رتبت ه وف ق‬
‫الترتيب الوارد في القائمة المحددة بمقرر للملك القائد األعلى ورئيس أركان الحرب العام ة للق وات‬
‫المسلحة الملكية‪.‬‬

‫كما حددت المادة ‪ 19‬من النظام األساسي س ن إحال ة القض اة العس كريين على التقاع د في‪65‬‬
‫سنة‪ ،‬التي يمكن تمديدها بقرار للقائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬إطار الضباط كتاب الضبط‬

‫يعتبر وجود جه از ض باط كت اب الض بط بالمحكم ة العس كرية ض روريا إلى ج انب ب اقي القض اة‬
‫المك ونين له ا‪ ،‬حيث ال يمكن تص ور انعق اد جلس ات المحكم ة العس كرية دون ت وفر ه ذا الجه از‬
‫المحرك األساسي لكل اإلجراءات المتخذة من قبل السلطات القضائية‪ .‬و يش ترط في ض باط كت اب‬
‫الضبط بالمحكمة العس كرية درج ات أو رتب) ( معين ة مح ددة في الم ادة ‪ 21‬من النظ ام األساس ي‬
‫‪25‬‬

‫لضباط كتاب الضبط الخاص بهم بغية القيام بدورهم داخل دواليب المحكمة‪.‬‬

‫‪ ( - 25‬رتبة ليوتنان كولونيل كاتب الضبط‪ ،‬مماثلة لرتبة ليوتنان كولونيل )؛ (رتبة كومندان كاتب الضبط ‪،‬مماثلة لرتبة كومن دان) ؛( رتب ة‬
‫قبطان كاتب الضبط‪ ،‬مماثلة لرتبة قبطان ) ؛ (رتبة مالزم كاتب الضبط‪ ،‬مماثلة لرتبة مالزم ) ؛ ( رتبة مالزم ثان كاتب الضبط‪ ،‬مماثلة لرتب ة‬
‫مالزم ثان )‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫و يكون ضباط كتاب الضبط رهن إشارة كتابة الضبط وكتابة النيابة العامة وقاضي التحقي ق للقي ام‬
‫بالمهام المسندة إليهم ويمارسون مهامهم تحت إشراف رئيس كتابة الضبط و كتابة النيابة العامة‪.‬‬

‫تفتح مباراة ولوج إطار كتاب الضبط في وجه ضباط القوات المس لحة الملكي ة المرت بين في درج ة‬
‫مالزم ثان على األقل‪ .‬تنظم هذه المباراة من قبل المصالح المختصة بالقوات المسلحة الملكية‪ ،‬وف ق‬
‫الشروط والكيفيات المح ددة بق رار ل رئيس أرك ان الح رب العام ة للق وات المس لحة الملكي ة‪ .‬حيث‬
‫يقضي آنذاك الضباط الناجحين في المباراة تدريبا لمدة سنة بالمحكم ة العس كرية يجمع ون في ه بين‬
‫تكوين نظري وتطبيقي وفق برنامج يتم تحديده بقرار لرئيس أركان الحرب العامة للقوات المس لحة‬
‫الملكي ة‪.‬فض ال عن ذل ك‪ ،‬ف ان ه ؤالء الض باط يس تفيدون خالل ف ترة ت دريبهم من جمي ع الحق وق‬
‫والضمانات المرتبطة بحقوقهم العسكرية ‪.‬‬

‫وعند انتهاء التدريب‪ ،‬يعين الضباط العسكريون الذين اجتازوا بنجاح امتحان نهاية الت دريب كت اب‬
‫ضبط بالمحكمة العسكرية بنفس الرتبة العسكرية التي يحملونها مع احتف اظهم بنفس األقدمي ة‪ .‬غ ير‬
‫أن الضباط العسكريون غير الناجحين في االمتحان المذكور‪ ،‬يعاد إدماجهم في سلكهم األصلي‪ .‬كما‬
‫يمكن بصفة استثنائية‪ ،‬تعيينهم في وظائف أو لشغل مهام خارج المحكم ة العس كرية وف ق الش روط‬
‫والكيفيات المنصوص عليها في الظهير الشريف السالف ال ذكر رقم ‪ ،.1.12.50‬لكن ش ريطة ع دم‬
‫الجمع بين هذه الوظائف و مهمة ممارسة ضباط كتاب الضبط بالمحكمة العسكرية ‪.‬‬

‫و تناط بض باط كتاب ة الض بط بالمحكم ة العس كرية ع دة مه ام من قبي ل كتاب ة محاض ر الجلس ات‬
‫والتوقيع عليها‪ ،‬وكذا إعالم المتهم كتابة الضبط بالمحكمة العسكرية بالمحام الذي وقع اختياره عليه‬
‫استنادا إلى م ‪ 64‬من ‪ ،108.13‬كذلك إشعاره لدفاع المتهم فورا بكل أم ر يص دره قاض ي التحقي ق‬
‫العسكري وفق مقتضيات م ‪ ،65‬إمضاء كاتب الضبط على محضر االستنطاق التفصيلي إلى جانب‬
‫قاضي التحقي ق م ‪ ،67‬قيام ه بمهم ة التبلي غ بالمحكم ة العس كرية اس تنادا إلى مقتض يات م ‪ 32‬من‬
‫قانون القضاء العسكري الجديد‪...‬‬

‫ويؤدي ضباط كتاب الضبط قبل مزاولة مهامهم بالمحكمة العسكرية اليمين أمام إحدى هيئات الحكم‬
‫بالمحكمة العسكرية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬إطار ضباط مستكتبي الضبط‬

‫‪72‬‬
‫يؤطر ضباط الص ف مس تكتبي الض بط النظ ام األساس ي الخ اص بهم المنص وص علي ه في‬
‫الظهير رقم ‪ 1.15.80‬السابق اإلشارة إلي ه أعاله‪ ،‬حيث يتك ون ه ذا الص نف من رتب معين ة بغي ة‬
‫التمكن من الترشح الجتي از ه ذه المب اراة‪ ،‬و يخض عون لإلش راف اإلداري ل رئيس كتاب ة الض بط‬
‫بالمحكمة العسكرية‪.‬‬

‫وسيرا على منوال ضباط كتاب الضبط الس ابق التط رق لهم في الفق رة الس ابقة أعاله‪ ،‬ف ان ض باط‬
‫الصف مستكتبي الضبط تفتح لصالحهم مباراة منظمة من قبل المصالح المختصة بالقوات المس لحة‬
‫الملكية‪ ،‬وفق الشروط والكيفيات المحددة بقرار لرئيس األركان العامة للقوات المسلحة الملكية‪.‬‬

‫ويشترط في كتاب الض بط المترش حين له ذه المب اراة أن يك ون مرتب ا في رتب ة رقيب على األق ل‪،‬‬
‫ويتوفر عل ‪ 5‬سنوات من الخدمة الفعلية على األقل في صفة ضابط ص ف‪ ،‬فض ال عن ذل ك‪ ،‬يجب‬
‫أن ال يقل سنه عن ‪ 25‬سنة من تاريخ إجراء المباراة‪.‬‬

‫يخضع ضباط مستكتبي الض بط الن اجحون في المب اراة لف ترة ت دريب – على غ رار مجموع ة من‬
‫المهن‪ -‬محددة في سنة داخ ل المحكم ة العس كرية يتلق ون في ه تكوين ا يجم ع بين الج انب النظ ري‬
‫والتطبيقي‪ ،‬يتم تحديد برنامجه بقرار لرئيس أرك ان الح رب العام ة للق وات المس لحة الملكي ة‪ .‬كم ا‬
‫يستمرون في االستفادة خالل فترة التمرين من جمي ع الحق وق والض مانات المرتبط ة ب رتبهم وف ق‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫وتبعا لذلك‪ ،‬عند انتهاء فترة التدريب يعين ضباط الص ف مس تكتبي الض بط ال ذين اجت ازوا بنج اح‬
‫امتحان نهاية التكوين بالمحكمة العسكرية بنفس الرتبة العسكرية التي يحملونها مع احتفاظهم ك ذلك‬
‫بنفس درجتهم من األقدمية‪ ،‬في حين يعاد إدماج كتاب الضبط غير الناجحين في سلكهم السابق الذي‬
‫ك انوا يباش رون في ه مه امهم‪ .‬كم ا يمكن لهم بص فة اس تثنائية التعين في وظ ائف أو مه ام خ ارج‬
‫المحكمة العسكرية وفق المقتضيات القانونية الجاري بها العمل‪ ،‬لكن شريطة ع دم الجم ع بين ه ذه‬
‫المهمة االستثنائية و مهمة إطار ضباط مستكتبي الضبط في نفس الوقت داخ ل المحكم ة العس كرية‬
‫حسب مقتضيات م ‪ 39‬من النظام األساسي الخاص بهم‪ .‬وقد ح دد المش رع المغ ربي في م ‪ 41‬من‬
‫النظام األساسي سن إحالة ضباط الصف مس تكتبي الض بط على التقاع د في خمس وخمس ين (‪)55‬‬
‫سنة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫وما يمكن مالحظته من خالل اإلطالع على النظام األساسي لكت اب الض بط بالمحكم ة العس كرية ‪،‬‬
‫هو أن المشرع المغربي لم يكن موفقا في عدم فرض شهادة جامعية في الحقوق بالنسبة له ذه الفئ ة‬
‫المعنية‪ ،‬وذلك عكس كتابة الضبط في المحاكم العادية التي اشترط المشرع فيها لول وج ه ذه المهن ة‬
‫ض رورة الحص ول على األق ل على ش هادة دبل وم الدراس ات الجامعي ة العام ة في الحق وق "‬
‫ك المحررين مثال"‪ ،‬وه و األم ر ال ذي لم يش ر ل ه المش رع المغ ربي بالنس بة لفئ ة كت اب الض بط‬
‫العسكريين‪ ،‬بمقابل ذلك اشترط في القضاة العسكريين الحصول على شهادة اإلجازة في الحقوق أو‬
‫م ا يعادله ا على األق ل‪ .‬وغي اب ه ذا الش رط من ش أنه أن يش كل انعكاس ات س لبية على حق وق‬
‫المتقاضين نتيجة عدم اإللمام ببعض اإلجراءات المسطرية وما يترتب عنها من آثار‪.‬‬

‫فقد حدد النظام األساسي لكل من القضاة العسكريون وضباط كتاب الضبط وضباط ص ف مس تكبي‬
‫الضبط بذلة عسكرية يرت دونها ويحمل ون ش ارات مم يزة يح دد تأليفه ا ومواص فاتها بق رار للقائ د‬
‫األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية‪ .‬حسب مقتضيات المادة ‪ 4‬من النظ ام‬
‫األساسي الخاص بهم جميعا‪.‬‬

‫و الج دير بال ذكر أن ت أليف الحكم ة العس كرية في حال ة الح رب عن د محاكم ة أس رى الح رب‬
‫العسكريين حس ب رتبهم‪ ،‬ال يختل ف عن الت أليف المنص وص علي ه في الم واد من ‪ 14‬إلى ‪ 20‬من‬
‫قانون القضاء العسكري أثناء فثرة السلم استنادا إلى المادة ‪ 21‬ق ع‪.‬‬

‫‪ :( )II‬اإلجراءات المسطرية المتبعة لتحريك المتابعة أمام المحكمة العسكرية‬

‫بالرجوع إلى الم واد (من ‪ 38‬إلى ‪ )114‬من ق انون القض اء العس كري الجدي د‪ ،‬يت بين أن المش رع‬
‫المغربي قد حدد اإلجراءات المس طرية ال تي يتعين س لوكها أثن اء وق وع جريم ة م ا ت دخل ض من‬
‫اختصاص المحكمة العسكرية‪ .‬وتبدأ هذه اإلجراءات بتحريك المتابع ة من قب ل النياب ة العام ة به ذه‬
‫المحكم ة بم وجب الم ادة ‪ 38‬من الق انون رقم ‪ ، 13.108‬ال تي جعلت إقام ة وممارس ة ال دعوى‬
‫العمومي ة من اختص اص الوكي ل الع ام بالمحكم ة العس كرية‪ .‬حيث يتلقى بص فته تل ك المحاض ر‬
‫والشكايات والوشايات‪ ،‬ثم يتخذ فيها ما يراه ضروريا‪ .‬وتنفيذا لذلك يأمر الوكيل العام للملك ض باط‬
‫الشرطة القضائية بالبحث والتحري وجمع األدلة عن كل الجرائم الداخلة ضمن اختصاص المحكمة‬
‫العسكرية‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫وقد أسندت مهمة تحريك الدعوى العمومي ة للوكي ل الع ام للمل ك بالمحكم ة العس كرية وح ده‪،‬‬
‫بعدما كان هذا االختصاص يتوزع بين سلطات المتابعة الثالث التي كانت موجودة في ظل الق انون‬
‫الس ابق ( الس لطة الحكومي ة المكلف ة ب إدارة ال دفاع الوط ني‪ ،‬قائ د الح رس الملكي بالنس بة ألف راد‬
‫الحرس الملكي‪ ،‬ووزير الداخلية بالنسبة ألفراد القوات المساعدة) (‪.‬و يعد توحيد هذا اإلج راء مهم ا‬
‫‪26‬‬

‫بالنسبة للقضاء العسكري‪ ،‬ألنه يهدف إلى تحقيق اس تقالله الت ام عن الس لطة التنفيذي ة اقتض اءا في‬
‫ذلك باستقالل القضاء في المحاكم العادية ‪.‬‬

‫و إذا تبين للوكيل العام للمك بعد إطالعه على المحاضر والش كايات المحال ة علي ه من قب ل ض باط‬
‫الشرطة القضائية العاملين تحت رقابته أو استنادا إلى األوامر المقدمة لهم ( من وكيل الملك أو قادة‬
‫الوحدات والحاميات ورؤساء المصالح العسكرية أو بصفة تلقائية)‪ ،‬أن هذه األفعال المرتكبة تك ون‬
‫جريمة جنائية من اختصاص المحكمة العسكرية‪ ،‬فله أن يقدم ملتمس بإجراء تحقيق لقاضي التحقيق‬
‫إذا كان التحقيق إلزاميا أو اإلحالة إلى هيئة الحكم من قبل الوكيل العام للملك إذا كان التحقي ق غ ير‬
‫إجباري مع مراعاة مقتضيات م ‪ 85‬ق ع‪ ( ).‬أما إذا كانت الجريمة جنحة تبقى من اختصاص وكيل‬
‫‪27‬‬

‫الملك فيأمره – الوكيل العام‪ -‬بتقديم ملتمس بإجراء تحقيق اس تنادا إلى الفق رة األولى من الم ادة ‪57‬‬
‫ق ع‪ .‬وفي حالة كانت الجريمة يرجع أمر النظر فيها إلى القضاء الع ادي ف ان الوكي ل الع ام للمل ك‬
‫يرسل وثائق الملف ومستنداته إلى النيابة العامة لدى المحكم ة المختص ة م ع نق ل المش تبه في ه إلى‬
‫الشرطة القضائية التي تعينها النيابة العامة داخل اآلجل القانوني للحراسة النظرية‪.‬‬

‫وتبع ا ل ذلك يمكن لقاض ي التحقي ق بمج رد التوص ل بملتمس إج راء تحقي ق أن يباش ر مس طرة‬
‫االستجواب أو المواجهة بشكل فوري إذا اقتضت ذل ك حال ة االس تعجال – كحال ة ان دثار األدل ة أو‬
‫تهديد خطر الموت لشاهد‪ ،-‬غير أنه خارج هذه الحاالت يجب عليه احترام الضوابط القانوني ة ال تي‬
‫وضعها الق انون ب دءا باالس تنطاق األولي طبق ا للم ادة (‪ )62‬م رورا باالس تنطاق التفص يلي(م‪)67‬‬
‫وصوال إلى قراره األخير باإلحالة على المحكمة إذا كان الفعل يشكل جناية أو جنح ة‪ ،‬أم ا إذا رأى‬
‫أن الفعل ال يشكل جناية أو جنحة أو ال تتوفر ضد المتهم أدلة كافية إلثبات التهمة أصدر قرارا بعدم‬
‫المتابعة‪ .‬ويأمر بإطالق سراح المتهم فورا رغم استئناف النيابة العامة لقراره‪ .‬وكل هذه اإلجراءات‬

‫‪26- Abdelkbir Zeroual : Justice militaire, le temps de la reforme, Mélanges en hommage au professeur‬‬
‫‪Mohammed Jalal Essaid, Tome 2, Imprimerie CANA PRINT ? 2006 ? P 131 et 131.‬‬
‫‪ - 27‬جاء فيها « في حالة اإلحالة المباشرة إلى هيئة الحكم بالمحكمة العسكرية تبلغ النياب ة العام ة إلى المتهم االس تدعاء في ظ رف ثماني ة أي ام‬
‫على األقل قبل انعقاد الجلسة‪ .‬ويتضمن االستدعاء األمر بالحضور لدى المحكمة العسكرية‪ ،‬وتبين التهم ال تي يح اكم بموجبه ا المتهم ونص وص‬
‫القانون المطبقة عليها وأسماء الشهود الذين تريد النيابة العامة أن تستمع إليهم‪".‬‬
‫‪75‬‬
‫المتخذة أثناء سريان المسطرة يكون فيها قاضي التحقيق مطالب باحترام ضمانات المحاكمة العادلة‬
‫المنصوص عليها في قانون رقم ‪ 13.108‬أو قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬

‫فطبقا للمادة ‪ 87‬ق ع فان جلس ات المحكم ة العس كرية تك ون علني ة تحت طائل ة البطالن في حال ة‬
‫صدور الحكم بشكل سري‪ .‬و بهذا يكون المشرع المغربي ق د س ار على نفس نهج المح اكم العادي ة‬
‫التي تنعقد فيها جلسات المحكمة بشكل عمومي‪ .‬غير أن هذه العمومية يتم تقيدها من طرف القض اء‬
‫العسكري وتأمر المحكمة بعقد الجلسة بشكل سري‪ ،‬خصوصا في الحاالت التي يتبين في عموميتها‬
‫خطر على األمن العام واألخالق‪ .‬لكن هذا االستثناء ال يقتضي أيضا صدور الحكم بشكل سري ب ل‬
‫يجب أن يصدر في جميع الحاالت علنيا‪.‬‬

‫كما تعتبر علنية الجلسات مبدأ من مب ادئ التنظيم القض ائي ال ذي يلعب دورا مهم ا في حس ن س ير‬
‫العدالة‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل ما يوفره هذا المبدأ من حماية للمتقاض ين أثن اء س ريان ال دعوى‪ ،‬إذ‬
‫يتيح لكافة العموم حضور جلسات المحاكمة مجردين من السالح ملتزمين بالصمت‪ ،‬وهذا من شأنه‬
‫أن يضفي نوعا من الثقة واالحترام لدى القضاة في األحكام التي يصدرونها‪ ،‬ويبعث االطمئن ان في‬
‫نفوس المتقاضين من خالل حضورهم أطوار سير البحث ومناقشة وقائع القض ية م ع ال تزامهم في‬
‫ذلك الحياد والنزاهة‪.‬‬
‫)‪(28‬‬

‫وحفاظا على ضمان حسن س ير الجلس ة ومروره ا في ظ روف مالئم ة فق د أق ر المش رع ل رئيس‬
‫الجلسة اتخاذ مجموعة من اإلجراءات من شأنها منع كل اضطراب خالل انعقاد الجلس ة‪ ،‬إذ يت ولى‬
‫هذا األخير ضبط النظام والسهر على حسن س ير الجلس ة والمناقش ات به ا طبق ا للفق رة األولى من‬
‫المادة ق ع‪ ،88‬فإذا أحدث أحد األشخاص الحاضرين ضوض اء أو اض طراب بالجلس ة أو ح رض‬
‫على ذلك‪ ،‬يأمر رئيس الهيئة بط ردهم‪ .‬وذل ك بص رف النظ ر عن المتابع ات ال تي يتعرض ون له ا‬
‫استنادا إلى المادة) (‪ 89‬ق ع‪ .‬أما إذا كان المتس بب في ه ذا الضوض اء ه و المتهم فإن ه ب دوره يتم‬ ‫‪29‬‬

‫طرده من طرف الرئيس وتواص ل المناقش ات في غيبت ه وتطب ق في حق ه مقتض يات م ‪ 358‬م ج‪.‬‬
‫حيث يتم في هذه الحالة تط بيق األحك ام المنص وص عليه ا في ق انون المس طرة الجنائي ة المتعلق ة‬
‫بقواعد سير الجلسات أمام جميع هيئات المحكمة العسكرية شريطة عدم تعارضها مع أحك ام ق انون‬
‫القضاء العسكري طبقا م ‪.102‬‬
‫‪ - 28‬سميرة كميلي‪:‬محاضرات في مادة التنظيم القضائي‪ ،‬م س ص ‪.23‬‬
‫‪ - 29‬إذا ارتكبت في قاع ة الجلس ات مخالف ة أو جنح ة أو جناي ة‪ ،‬ي أمر رئيس الجلس ة بتحري ر محض ر في ش أنها يتض من وق ائع الح ادث‬
‫وتصريحات مرتكبيها والشهود عند االقتضاء‪ .‬وتطبق أحكام المواد ‪ 359‬و ‪ 360‬و‪ 361‬م ج حسب كل حالة‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫ومن خصوصية المسطرة أمام المحكم ة العس كرية ف إن رئيس الجلس ة ي أمر ك اتب الض بط بتالوة‬
‫قرار إحالة المتهم على المحكمة‪ ،‬والوثائق التي يرى أنه من الضروري إطالع المحكمة عليها‪ ،‬م ع‬
‫تذكيره بالجريمة المتابع بها‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه فقد تخل المشرع المغربي في القانون العس كري الجدي د عن طريق ة ط رح‬
‫األسئلة على المتهمين حسب الترتيب الذي كان منصوص علي ه في الفص ل ‪ 99‬من الق انون الع دل‬
‫العسكري الملغى‪ .‬حيث أصبحت المحكمة تتبع نفس المسطرة المتبعة أمام المحاكم العادية في تعليل‬
‫القرارات القضائية طبقا ألحكام قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬كم ا تبقى ل رئيس الجلس ة س لطة تقديري ة‬
‫في تسير الجلسة بغية كشف الحقيقة‪ ،‬مع إمكانيته األمر بإدالء بأي حج ة ي رى أنه ا مفي دة إلظه ار‬
‫الحقيقة أثناء البحث والمناقشة‪ ،‬كما يمكن له كذلك استدعاء أي شخص يرى االستماع إليه ضروريا‬
‫لمعرفة الحقيقة‪.‬‬

‫عند انتهاء المناقش ات تنس حب هيئ ة الحكم لقاع ة الم داوالت قص د الت داول في الحكم أو الق رار‬
‫المزمع إصداره‪ ،‬حيث يمنع عليهم خالل وقت المداولة االتصال بأي أحد أو االف تراق قب ل إص دار‬
‫الحكم‪ ،‬غير أنه ال يمكنهم اإلطالع على أي مستند لم يس بق أن اطل ع علي ه ال دفاع والنياب ة العام ة‪،‬‬
‫وتجرى المداولة بدون حضور ممثل النيابة العامة وكاتب الضبط‪ .‬كما تتقيد الهيئة فيما يتعل ق بمنح‬
‫ظ روف التخفي ف أو إيق اف التنفي ذ بأحك ام الق انون الجن ائي‪ ،‬م ع مراع اة خصوص ية الح التين‬
‫المنصوص عليهما في م ‪ 106‬من ق ع) (‪ .‬ثم بعد ذلك‪ ،‬يق وم رئيس الجلس ة بق راءة منط وق الحكم‬
‫‪30‬‬

‫في جلسة علنية بمجرد انتهاء الهيئة من المداولة‪ ،‬مع أخذ بعين االعتبار مقتضيات م ‪108‬ق ع التي‬
‫أقرت بأن تكون جميع األوامر واألحكام والقرارات الصادرة عن هيئات الحكم بالمحكمة العس كرية‬
‫معللة بأسباب ومحررة قبل النطق بها‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬ينبغي احترام كل أمر أو حكم أو قرار لكافة‬
‫البيانات المحددة في م ‪ 111‬ق ع ‪.‬‬

‫كما أنه ال يمكن تصور وجود قضاء فردي في تشكيلة المحكمة العسكرية‪ ،‬ب ل إن تكوينه ا أثن اء‬
‫نظرها في القضايا المعروضة عليها يكون بشكل جماعي يجمع م ا بين قض اة م دنين وعس كريين‪،‬‬
‫يختلف عددهم حسب صنف الجريمة المرتكبة وصفة مرتكبها‪.‬‬

‫‪ / 1 - 30‬إذا كانت العقوبة المقررة هي اإلعدام بدون تجريد من الرتبة‪ ،‬تطبق المحكمة عقوبة السجن المؤبد أو السجن من ‪20‬الى ‪30‬سنة‪ ،‬وإذا‬
‫كان المتهم ضابطا أو ضابط صف‪ ،‬يحكم عليه بالخلع و بعقوبة تتراوح بين ‪ 5‬و ‪ 10‬سنوات سجنا‪.‬‬
‫‪ / 2‬إذا كانت العقوبة المقررة هي الخلع فان المحكمة تحكم بفقدان الرتبة‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ : ( )III‬اختصاص المحكمة العسكرية على وفق القانون ‪108.13‬‬

‫يعتبر معرفة االختصاص بنوعيه مهما بالنسبة للمتقاضين‪ ،‬حيث تتجلى أهميته في ربح الوقت‬
‫وعدم ضياع دعواهم‪ ،‬وكذلك تجنب إثقال ك اهلهم بمص اريف إض افية هم في غ نى عنه ا‪ .‬ويقص د‬
‫باالختصاص‪ ،‬صالحية المحكم ة للنظ ر في ال نزاع المع روض عليه ا بم وجب نص ق انوني‪ .‬وق د‬
‫عرفه بنحدوبكونه‪" :‬صالحية المحكمة للبث في قضية أو أخرى بحيث إذا لم يعهد لها القانون ب ذلك‬
‫ال تس تطيع أن تص در حكم ا‪ ،‬وإذا فعلت يك ون حكمه ا غ ير ص حيح ألنه ا تك ون غ ير مختص ة‬
‫إلصداره ") (‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫وال تختلف المحكم ة العس كرية عن ب اقي مختل ف المح اكم العادي ة في معرف ة االختص اص ال ذي‬
‫بموجبه تتمتع بالصالحية في البث في القضايا المعروضة عليها‪ .‬و ينقس م ه ذا االختص اص س واء‬
‫في وقت الح رب أو الس لم إلى اختص اص محلي‪ ،‬واختص اص ن وعي وشخص ي تم اس تبعاد من ه‬
‫متابعة المدنيين أمام القضاء العسكري‪.‬‬

‫‪ : 1‬االختصاص المكاني للمحكمة العسكرية‪.‬‬

‫إذا كان االختصاص المكاني أو المحلي هو الذي يعطي للمحكمة صالحية الفصل في ال دعوى بن اء‬
‫على أساس جغرافي تحقيقا لمصالح الخصوم وتقريبا للقض اء من المتقاض ين) (‪ .‬ف إن الح ديث عن‬
‫‪32‬‬

‫االختص اص المك اني ال يع ني أن هن اك وج ود مجموع ة من المح اكم العس كرية داخ ل الخريط ة‬
‫القضائية المغربية‪ ،‬بل إن األمر يقتصر فقط على محكمة عس كرية يوج د مقره ا بالرب اط كأص ل‪،‬‬
‫لكن مكان انعقاد المحكمة العسكرية يختلف حسب ظروف الجرائم الواقع ة في حال ة الس لم أو حال ة‬
‫الحرب‪.‬‬

‫وطبقا للمادة ‪ 12‬من قانون ‪ 13.108‬تعقد المحكمة العسكرية جلساتها بالرباط كقاعدة عام ة‬
‫في حالة السلم‪ ،‬وذلك من أجل النظر في الجرائم المقترفة من قبل الجنود والضباط العسكريين وفق‬
‫االختصاص النوعي المحدد بموجب المادة ‪ 3‬وغيرها من قانون القضاء العسكري الجديد‪ .‬ومن هنا‬
‫يظهر بشكل واضح خروج المشرع في القانون العسكري عن قواعد االختصاص المعروف ة أم ام‬

‫‪ 31‬عبد السالم بنحدو‪ :‬الوجيز في شرح المسطرة الجنائية المغربية مع أخر التعديالت‪ ،‬الطبعة الرابع ة‪ ،‬المطبع ة والوراق ة الوطني ة‪ ،‬م راكش‬
‫‪ ،2001‬ص ‪.159‬‬
‫‪ - 32‬عبد الكريم الطالب ‪ :‬الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية‪ ،‬الطبعة السادس ة‪ ( ،‬طبع ة منقح ة ومزي دة وف ق آخ ر التع ديالت)‪ ،‬المطبع ة‬
‫والوراقة الوطنية ‪ ،‬مراكش ‪ ،‬أبريل ‪ ، 2013‬ص ‪.13‬‬
‫‪78‬‬
‫المحاكم الجنائية العادية والمتمثلة أساسا في إسناد االختصاص لمحكمة دائرة النفوذ ال ترابي لمك ان‬
‫ارتكاب الفعل الجرمي أو مكان إلقاء القبض على الفاعل أو مكان إقامته‪ .‬و بهذا يك ون المش رع ق د‬
‫راع خصوصية المؤسس ة العس كرية ال تي تق وم على االنض باط الت ام واالح ترام وطاع ة األوام ر‬
‫الموجهة إليهم من رؤسائهم واالنصياع لها‪ .‬لذلك يتم محاكم ة ك ل ض ابط عس كري أو جن دي أم ام‬
‫المحكمة العسكرية بالرباط‪ ،‬ارتكب جريمة عسكرية تعد من ضمن الج رائم المنص وص عليه ا في‬
‫الكتاب السادس من هذا القانون‪.‬‬

‫غير أنه يمكن للمحكمة العسكرية أن تعقد جلساتها في مكان أخر‪ ،‬بقرار من الوكيل العام للمل ك‬
‫لدى المحكمة العسكرية‪ .‬إذ في هذه الحالة يتم عقد جلسات تنقلية للمحكم ة العس كرية في ك ل مك ان‬
‫يتطلب إجراء محاكمة جنائية فيه‪ .‬وبهذا يكون المش رع ق د فتح ب اب اس تثنائي لعق د جلس ات تنقلي ة‬
‫خارج مقر المحكم ة العس كرية بالرب اط‪ ،‬خصوص ا في األم اكن ال تي توج د به ا مواق ع العملي ات‬
‫العسكرية أو في المكان الذي يقع فيه الحادث الموجب للمحاكم ة‪ .‬س يما في حال ة الم ادة ‪ 147‬ق ع‬
‫التي نصت على أنه" تح ال وقت الح رب أو في مواق ع العملي ات العس كرية القض ايا ال تي تخض ع‬
‫الختصاص القضاء العسكري إلى المحكمة العسكرية التي تعقد جلساتها بمواقع العمليات العس كرية‬
‫وفقا ألحكام المادة ‪ 12‬من هذا القانون‪".‬‬

‫كما يمكن كذلك لقائد العمليات العسكرية توجيه طلب إلى الوكيل العام لدى المحكمة العس كرية ب أن‬
‫يأمر بانعقاد المحكمة العسكرية بمواقع العمليات العسكرية قص د البت في القض ايا الموم أ إليه ا في‬
‫المادة ‪ 147‬أعاله‪ .‬حيث يحظى هذا االختصاص االستثنائي ببعض الخصوصيات تفرضها وضعية‬
‫انعق اد ه ذه الجلس ات خالل ف ترة الح رب من قبي ل‪ ،‬اختي ار م دافعين من المح امين واألس اتذة في‬
‫الحق وق والقض اة بال دفاع عن المتهمين ال ذين يوض عون بص فتهم مس اعدين في الجيش) (‪ .‬وه ذا‬
‫‪33‬‬

‫المقتضى ال وجود له أثناء إجراء المحاكم ة في وقت الس لم‪ .‬إض افة إلى ذل ك‪ ،‬فق د خ رج المش رع‬
‫المغربي في وقت الحرب عن بعض القواعد المسطرية المطبق ة أم ام المحكم ة العس كرية في وقت‬
‫السلم في المادة ‪ 154‬ق ع‪ ،‬إذ أج از ل دفاع المتهم اإلطالع على مل ف القض ية بكتاب ة الض بط‪ .‬م ع‬
‫إمكانية توجيه ه ذه األخ يرة لل دفاع إخط ارا ب إجراء اس تنطاق المتهم أو مواجهت ه من قب ل قاض ي‬

‫‪ - 33‬حيث يتم تحديد الئحة المدافعين المذكورين بمقرر ملكي القائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية‪ ،‬وتعطى لك ل‬
‫واحد منهم في سلك القضاء العسكري رتبة قبطان أو رتبة تماثل على األقل رتبته في السلك العس كري إن ك ان ض ابطا ل ه رتب ة أعلى من رتب ة‬
‫قبطان‪..‬ويطلق عليهم في هذه الحالة اسم ضباط مدافعين طبقا للفقرة الثالثة من المادة ‪154‬ق ع‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫التحقيق من جهة‪ .‬وإلزامية إخبار دفاع المتهم بكل مقرر يصدره قاضي التحقيق في جميع الح االت‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬االختصاص النوعي والشخصي للمحكمة العسكرية‬

‫باإلطالع على المواد المتعلقة باختصاص المحكمة العسكرية في ظل القانون الجديد‪ ،‬يتض ح‬
‫أن المشرع المغ ربي تفاع ل بش كل ايج ابي م ع المط الب الحقوقي ة ال تي ن ادت بإص الح منظوم ة‬
‫القضاء العسكري‪ .‬وذلك بإعادة النظر في اختصاصات المحكم ة العس كرية من خالل نس خ العدي د‬
‫من مواد القانون المنظم لها في اتجاه تقليص حاالت اإلحالة على المحكمة العس كرية‪ ،‬بع دما ك انت‬
‫المحكم ة تتمت ع باالختص اص الش امل للنظ ر في جمي ع الج رائم المرتكب ة من ط رف الم دنين أو‬
‫العسكريين ذات الصلة بالمي دان العس كري‪ .‬غ ير أن ه تم تج اوز ذل ك القص ور في الق انون الجدي د‬
‫للقضاء العسكري عبر تقليص االختصاص النوعي والشخصي للمحكمة العسكرية ‪.‬‬
‫و انس جاما م ع المع ايير الدولي ة تم تقليص االختص اص الشخص ي والن وعي للمحكم ة العس كرية‬
‫مقارنة مع االختصاص الذي كان معمول به في ظل ق انون الع دل العس كري الس ابق‪ .‬إذ ب الرجوع‬
‫إلى المادة الثالثة من القانون العسكري الجديد التي تشير الختصاص المحكمة العسكرية في الجرائم‬
‫العسكرية المنصوص عليه ا في الكت اب الس ادس من ق ‪ 13.108‬المقترف ة من ط رف العس كريين‬
‫‪34‬‬
‫)‬ ‫وشبه العسكريين المخولة لهم هذه الصفة بموجب نصوص خاصة و الذين هم في وضعية الخدمة‬
‫(‪ .‬حيث يت بين أن ك ل ش خص ل ه ص فة عس كري أو ش به عس كري أرتكب جريم ة من الج رائم‬
‫المنصوص عليها في الكتاب السادس من هذا القانون يتم متابعته أمام المحكمة العسكرية‪.‬‬
‫ورغم استبعاد المشرع المغربي محاكمة األشخاص المدنيين كيفما كانت صفتهم س واء ك انوا‬
‫ف اعلين أص ليين أو مس اهمين أو مش اركين عس كريين‪ ،‬بمن فيهم الم دنيين الع املين في الق وات‬
‫المسلحة الملكية (المادة ‪ )6‬أمام المحكمة العسكرية عن الجرائم المرتكبة من قبلهم خالل فترة السلم‬
‫تعد بادرة حسنة تحسب للمشرع المغ ربي‪ .‬لكن ه ذه القاع دة ليس ت مطلق ة‪ ،‬ب ل تبقى نس بية‪ ،‬حيث‬

‫‪ - 34‬ويعتبر في وضعية الخدمة العسكريون ذوو الصفات التالية طبقا للفقرة األخيرة من م ‪:3‬‬
‫العسكريون الجدد من أي رتبة كانوا‪ ،‬المنتمون إلى القوات المسلحة الملكية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المنخرطون في الجندية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المنخرطون في الجندية من جديد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسرحون مؤقتا من الجندية بسبب مرض أو عجز بدني أصابهم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العسكريون من مختلف الرتب المتمتعون برخصة غير محددة المدة أو الذين هم في حالة الوضع رهن اإلشارة أو في وضعية‬ ‫‪-‬‬
‫االحتياط المستدعون للخدمة من جديد بصفوف القوات المسلحة الملكية‪،‬وذلك من تاريخ تكوينهم فرقة قصد التحاقهم بالجيش‪،‬أو‬
‫من تاريخ وصولهم إلى المكان المخصص لهم إذا التحقوا به منفردين إلى غاية تاريخ تسريحهم قصد التحاقهم بمنازلهم‪.‬غير أن‬
‫هؤالء خارج هذا اإلطار ال يحاكمون أمام المحكمة العسكرية إال إذا ارتكبوا جريمة العصيان المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫جعل المشرع الخروج عنها ممكنا‪ ،‬عندما يقترف المدنيين أح د األفع ال الجرمي ة في وقت الح رب‬
‫المنصوص عليها في البند ‪ 3‬من المادة ‪ ،3‬فان االختصاص ينعق د للمحكم ة العس كرية اس تنادا إلى‬
‫ذلك البن د ال ذي ج اء في ه على أن " الج رائم المرتكب ة في حال ة ح رب‪ ،‬ض د مؤسس ات الدول ة أو‬
‫المرتكبة ضد امن األش خاص أو األم وال إذا ارتكبت لفائ دة الع دو أو ك ان له ا ت أثير على الق وات‬
‫المسلحة‪ ،‬وج رائم اإلع داد لتغي ير النظ ام أو االس تيالء على ج زء من ال تراب الوط ني باس تعمال‬
‫السالح‪ ،‬والجرائم المرتكبة ضد النظم المعلوماتية واالتص االتية والتطبيق ات االلكتروني ة والمواق ع‬
‫السبرانية التابعة للدفاع الوطني‪".‬‬
‫فالمالحظ من خالل البند ‪3‬من م‪ 3‬ق ع أن متابعة الم دنيين عن الج رائم المقترف ة في وقت الح رب‬
‫تكون أمام المحكمة العسكرية حتى ولو كانت صفته في ارتكاب هذا الفعل كمشارك أو فاعل أصلي‬
‫مع أحد العسكريين أو الشبه العسكريين‪ .‬وه ذا الجم ع في متابع ة الجمي ع أم ام المحكم ة العس كرية‬
‫دون تمييز فيما بينهم تفرضه ظرفية ارتكاب الفعل خالل ف ترة الح رب ال ذي تك ون ل ه ب دون ش ك‬
‫أضرار خطيرة على سالمة وامن واستقرار الوطن‪.‬‬
‫وفي حال ة ارتك اب أح د األش خاص لجريم تين في آن واح د‪ ،‬إح داهما من اختص اص المحكم ة‬
‫العسكرية‪ ،‬واألخرى من اختصاص المحاكم العادية‪ ،‬وتوب ع من أجلهم ا مع ا‪ ،‬فإن ه تتم إحالت ه أوال‬
‫على المحكمة التي لها ح ق النظ ر في الجريم ة ذات العقوب ة األش د‪ .‬ف إذا ك انت العقوب ة المق ررة‬
‫للجريمتين معا متساوية‪ ،‬وكانت إحداهما جريمة الفرار من الجندية فيحال المتهم أوال إلى المحكم ة‬
‫العسكرية طبقا للمادة (‪ )7‬ق ع‪ .‬إال أنه في حالة تن ازع االختص اص ف إن محكم ة النقض هي ال تي‬
‫تنظر فيه استنادا إلى المادة ‪ 261‬م ج المحال عليها بموجب المادة ‪ 11‬من ق ‪.13.108‬‬
‫أما إذا كانت القضية المعروض ة على المحكم ة العس كرية له ا ارتب اط بقض ية رائج ة أم ام إح دى‬
‫المحاكم العادية وال يمكنها فصلها عنها‪ ،‬في هذه الحالة يمكن إحالتها على المحكمة العادية لتبت في‬
‫القض ية برمته ا اس تنادا إلى الفق رة األولى من الم ادة (‪ )8‬ق ع‪ .‬لكن إذا س اهم أو ش ارك اح د‬
‫األشخاص المدنيين مع عسكري أو شبه عسكري في جريمة تعد من اختصاص المحكمة العس كرية‬
‫فإن القضية تفصل‪ ،‬فيحال الشخص المدني إلى المحكمة العادية التي يمكنه ا أن تؤج ل البت إلى أن‬
‫تصدر المحكمة العسكرية حكما في الموضوع‪ .‬غير أن هذا الفصل في متابعتهما يصبح غير ممكن ا‬
‫عند ارتكاب جريمة تعد من بين الجرائم المنصوص عليها في البن د الث الث من الم ادة الثالث ة‪ .‬حيث‬
‫في هذه الحالة يتم متابعة الجميع أمام المحكمة العسكرية‪ .‬و لم يقف المشرع عند ه ذا الح د ب ل منح‬

‫‪81‬‬
‫االختصاص للمحكمة العسكرية كلما نص القانون على ذل ك ص راحة طبق ا للبن د الراب ع من الم ادة‬
‫الثالثة) ( ‪ .‬و أعطى كذلك لكل شخص تضرر مباشرة من جريمة تختص المحكم ة العس كرية ب البت‬ ‫‪35‬‬

‫فيها إمكانية المطالبة بالحق المدني أمامها وفق م ‪ 9‬ق ع‪.‬‬


‫كما استثنى المشرع المغربي من اختصاص المحكمة العسكرية النظر في بعض الجرائم واسند حق‬
‫البت فيها للقضاء العادي في‪:‬‬
‫الجرائم المرتكبة من قب ل الض باط وض باط الص ف وال دركيين الت ابعين لل درك الملكي‬ ‫‪‬‬
‫بمناسبة قيامهم بمهام الش رطة القض ائية أو بمه ام إثب ات المخالف ات في إط ار الش رطة‬
‫اإلدارية طبقا للبند ‪ 2‬من المادة ‪ 4‬ق ع ؛‬
‫جرائم الحق العام المرتكبة من قب ل العس كريين وش به العس كريين س واء ك انوا ف اعلين‬ ‫‪‬‬
‫أصليين أو مساهمين أو مشاركين‪،‬‬
‫عدم محاكمة األحداث الذين يقل سنهم عن ثمانية عش ر س نة وقت ارتك اب الفع ل أم ام‬ ‫‪‬‬
‫المحكمة العسكرية م ‪ 5‬ق ع ؛‬
‫مرتكبي الجرائم ضد أمن الدولة الخارجي في وقت الس لم المنص وص عليه ا في الم واد‬ ‫‪‬‬
‫من( ‪ 181‬إلى ‪ )200‬من الق انون الجن ائي تحت عن وان في الجناي ات والجنح ض د أمن‬
‫الدولة الخارجي‪.‬‬
‫ومما تجدر اإلش ارة إلي ه أن المش رع المغ ربي ق د تف ادى أغلب االنتق ادات الس ابقة ال تي ك انت‬
‫موجهة إلى القضاء العسكري في ظل الوضع السابق من قبل الحقوقيين‪ ،‬وذلك باالرتق اء بالمحكم ة‬
‫العس كرية المغربي ة إلى محكم ة متخصص ة ومس تقلة من جه ة‪ ،‬واعتباره ا ج زء ال يتج زأ من‬
‫المنظومة القضائية الوطنية من جهة أخرى‪ .‬مح اوال في ذل ك تق ريب المس اطر المتبع ة أم ام ه ذه‬
‫المحكمة‪ ،‬من مثيلتها بالمحاكم العادية باإلحالة على أحكام الق انون الجن ائي والمس طرة الجنائي ة في‬
‫كل ما لم يرد بشأنه نص خاص في ق ع‪ .‬وذل ك قص د تعزي ز ض مانات المحاكم ة العادل ة وتقوي ة‬
‫حقوق المتقاضين أمام المحكمة العسكرية سيرا على غ رار م ا يحظى ب ه المت ابعون أم ام المح اكم‬
‫العادية‪.‬‬

‫‪ - 35‬جاء فيه " إذا نص القانون صراحة على ذلك"‪.‬‬


‫‪82‬‬
‫)‪(36‬‬ ‫‪ -10‬المحكمة الدستورية‬

‫لمحة تاريخية‬

‫يعود تاريخ القضاء الدستوري بالمملكة المغربي ة إلى أولى س نوات االس تقالل عن دما نص دس تور‬
‫‪ 1962‬على تأسيس غرفة دستورية بالمجلس األعلى باعتباره أعلى هيئة في التنظيم القضائي‪.‬‬

‫في سنة ‪ ،1992‬سيعرف هذا القضاء استقالال أكبر بموجب المراجعة الدس تورية ال تي نص ت على‬
‫إحداث مجلس دس توري باعتب اره مؤسس ة مس تقلة ذات ص الحيات أوس ع‪ ،‬تتماش ى م ع المخط ط‬
‫اإلصالحي الذي وضعته المملكة مع بداية التس عينات اله ادف إلى تعزي ز دول ة الق انون‪ ،‬وترس يخ‬
‫مبادئ حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها دوليا ‪.‬‬

‫وفي نطاق اإلصالحات الدستورية الواس عة والعميق ة‪ ،‬ال تي أقرته ا المملك ة بم وجب الدس تور‬
‫الصادر في ‪ 29‬يوليو ‪ ،2011‬المتمثلة بالخصوص في توسيع الحق وق والحري ات العام ة وترس يخ‬
‫المؤسسات واآلليات الكفيلة بمواصلة بناء دولة ديمقراطي ة حديث ة‪ ،‬تم إح داث محكم ة دس تورية –‬
‫تحل محل المجلس الدستوري‪ -‬تتمتع بصالحيات أوسع وتكون‪ ،‬بالخص وص‪ ،‬مفتوح ة لألش خاص‬
‫للدفاع عن الحقوق والحريات المضمونة لهم دستوريا‪.‬‬

‫تأليف المحكمة الدستورية ووضعية أعضائها ‪-‬‬

‫تتألف المحكمة الدستورية من اثني عشر عضوا‪ ،‬يعين جاللة الملك نصف أعضائها من بينهم‬
‫عضو يقترحه األمين العام للمجلس العلمي األعلى‪ ،‬وينتخب الستة الباقون من طرف البرلمان‬
‫مناصفة بين مجلسي النواب والمستشارين بأغلبية ثلثي األعضاء الذين يتألف منهم كل مجلس‪،‬‬
‫ويعين جاللة الملك رئيس المحكمة من بين أعضائها‪.‬‬

‫مدة العضوية بالمحكمة تسع سنوات غير قابلة للتجديد‪ ،‬مع تجديد ثلث كل فئة من أعضائها عند متم‬
‫كل ثالث سنوات‪.‬‬

‫يختار أعضاء المحكمة من بين الشخصيات المتوفرة على تكوين حقوقي عال وعلى كفاءة قضائية‬
‫أو فقهية أو إدارية‪ ،‬والمشهود لهم بالتجرد والنزاهة‪ ،‬والذين مارسوا مهنتهم لمدة تفوق خمس‬
‫عشرة سنة‪.‬‬

‫‪ - 36‬مأخوذ عن الموقع االلكتروني الخاص بالمحكمة الدسنورية‪.‬‬


‫‪83‬‬
‫باإلضافة إلى حاالت التنافي المتعارف عليها‪ ،‬ال يجوز الجمع بين العضوية في المحكمة وممارسة‬
‫أي مهنة حرة‪.‬‬

‫أعضاء المحكمة ملزمون بواجب التحفظ‪ ،‬واالمتناع عن ممارسة أي نشاط يتنافى مع صفتهم‪ ،‬وهم‬
‫مطالبون بالتصريح بممتلكاتهم‪.‬‬

‫مجاالت االختصاص ‪-‬‬

‫‪ -‬مراقبة الدستورية ‪:‬‬

‫وهي أهم اختصاص تمارسه المحكمة الدستورية‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بالتأكد من مطابقة النصوص‬
‫التشريعية واألنظم ة الداخلي ة لمجلس ي البرلم ان وبعض المؤسس ات الدس تورية وك ذا االلتزام ات‬
‫الدولية للدستور‪ ،‬وهذه المراقبة قد تكون قبلية أو الحقة‪.‬‬

‫‪ -1‬المراقبة القبلية ‪ :‬تكون هذه المراقبة إلزامية فيما يخص ‪:‬‬

‫‪-‬القوانين التنظيمية‪ ،‬التي تحال إلى المحكمة الدستورية بعد مصادقة البرلم ان عليه ا وقب ل إص دار‬
‫األمر بتنفيذها‪.‬‬

‫‪-‬األنظمة الداخلية لبعض المؤسسات الدستورية‪ ،‬إذ تحال األنظمة الداخلية‪ ،‬لكل من مجلس النواب‪،‬‬
‫ومجلس المستش ارين‪ ،‬والمجلس االقتص ادي واالجتم اعي والبي ئي والمج الس المنظم ة بق انون‬
‫تنظيمي‪ ،‬إلى المحكمة الدستورية قبل الشروع في تطبيقها‪.‬‬

‫وتكون هذه المراقبة اختيارية فيما يخص ‪:‬‬

‫‪ -‬القوانين‪ ،‬و يمكن أن تح ال من ل دن جالل ة المل ك أو رئيس الحكوم ة أو رئيس مجلس الن واب أو‬
‫رئيس مجلس المستش ارين‪ ،‬أو خمس أعض اء المجلس األول‪ ،‬أو أربعين عض وا من أعض اء‬
‫المجلس الثاني قبل دخولها حيز التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزامات الدولية‪ ،‬تختص المحكمة الدستورية بالبت في مطابقتها االلتزام ات الدولي ة للدس تور‪،‬‬
‫وإذا صرحت بأن التزاما دوليا يتضمن بندا يخالف هذا األخير‪ ،‬فإنه ال يمكن المصادقة عليه‪.‬‬

‫‪ - 2‬المراقبة الالحقة ‪ :‬وتشمل ‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬نظر المحكمة في كل دفع متعلق بعدم دستورية قانون إذا ما أثير أثناء النظر في دعوى قائمة أمام‬
‫القضاء ودفع أحد األطرف ب أن الق انون ال ذي س يطبق في ال نزاع يمس ب الحقوق والحري ات ال تي‬
‫يضمنها الدستور‪.‬‬

‫‪ -‬البت في كل ملتمس حكومي يرمي إلى تغيير النصوص التش ريعية من حيث الش كل بمرس وم إذا‬
‫كان مضمونها يدخل في مجال من المجاالت التي تمارس فيها السلطة التنظيمية اختصاصها‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة صحة إجراءات مراجعة الدستور وإعالن نتيجتها ‪:‬‬

‫تراقب المحكمة الدستورية صحة إجراءات هذه المراجعة‪ ،‬وتعلن نتيجتها‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة صحة االنتخابات البرلمانية وعمليات االستفتاء‪:‬‬

‫تبت المحكمة الدستورية في الطعون المتعلقة بانتخاب أعضاء البرلمان‪.‬‬

‫ولها أن تقضي المحكمة إما بعدم قبول عرائض الطعن أو برفضها‪ ،‬وإما ببطالن االنتخابات جزئي ا‬
‫أو كليا مع إمكان تصحيح نتائجها‪.‬‬

‫كما تتولى المحكمة مراقبة صحة اإلحصاء العام لألصوات الم دلى به ا في االس تفتاء وتعلن بق رار‬
‫عن نتائجه النهائية‬

‫‪ -‬البت في الخالف بين البرلمان والحكومة‪:‬‬

‫‪ -‬تبت المحكمة في الخالف ال ذي يح دث بين البرلم ان والحكوم ة بطلب من أح د رئيس ي مجلس ي‬


‫البرلمان أو من رئيس الحكومة ‪،‬إذا دفعت الحكومة بعدم قب ول ك ل مق ترح أو تع ديل ت رى أن ه ال‬
‫يدخل في مجال القانون‪.‬‬

‫‪-‬كما يحق لها أن تبت في الخالف الذي قد يقع بشأن تطبيق أحكام القانون التنظيمي المتعلق بطريقة‬
‫تس يير اللج ان النيابي ة لتقص ي الحق ائق‪ ،‬خاص ة إذا ك ان ذل ك الخالف يح ول دون الس ير الع ادي‬
‫ألعمال إحدى اللجان‪.‬‬

‫المهام االستشارية لرئيس المحكمة الدستورية ‪-‬‬

‫يستشير جاللة الملك رئيس المحكمة الدستورية في حالة اعتزام جاللته إعالن حالة االستثناء ‪ ،‬أو‬

‫‪85‬‬
‫‪.‬حل مجلسي البرلمان أو أحدهما‪ ،‬أو عرض مشروع مراجعة بعض أحكام الدستور على البرلمان‬

‫كما يستشار رئيس المحكمة الدستورية من ط رف رئيس الحكوم ة إذا م ا اع تزم ه ذا األخ ير ح ل‬
‫مجلس النواب بمرسوم‪.‬‬

‫‪-‬االجراءات المسطرية‬

‫تتميز المسطرة أمام المحكمة بكونها كتابية ؛ وجلساتها غير علنية‪ ،‬ما لم ينص قانون تنظيمي على‬
‫خالف ذلك‪ .‬ويجوز لها االستماع إلى المعنيين باألمر بحضور دفاعهم أو أي شخص من ذوي‬
‫الخبرة‪ .‬ولها أن تأمر بإجراء تحقيق بشأن ما يعرض عليها من منازعات في الطعون االنتخابية‪،‬‬
‫مع تكليف عضو أو أكثر من أعضائها لالنتقال إلى عين المكان إذا ما اقتضت ضرورة التحقيق‬
‫ذلك‪.‬‬

‫تبت المحكمة في اإلحاالت المتعلقة بمطابقة القوانين التنظيمية والقوانين واألنظمة الداخلية لمجلسي‬
‫البرلمان والمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي داخل أجل شهر من تاريخ اإلحالة‪ ،‬وفي‬
‫غضون ‪ 8‬أيام في حالة االستعجال بطلب من الحكومة‪.‬‬

‫تكون مداوالت المحكمة صحيحة إذا حضرها تسعة من أعضائها على األقل‪ ،‬كما تتخذ قراراتها‬
‫بأغلبية ثلثي األعضاء الذين تتألف منهم‪.‬‬

‫يتم البت في حاالت الدفع بعدم القبول التشريعي في أجل ‪ 8‬أيام‪ ،‬و تبت المحكمة في جميع الطعون‬
‫المتعلقة باالنتخابات التشريعية داخل أجل سنة‪ ،‬يمكن تجاوزها بموجب قرار معلل‪.‬‬

‫‪-‬قــــرارات المحكمــة الدستوريـــة‬

‫تصدر قرارات المحكمة الدستورية باسم جاللة الملك وطبقا للقانون‪ ،‬وتتضمن في ديباجتها بيان‬
‫النصوص التي تستند عليها‪ ،‬كما تكون معللة وموقعة من قبل األعضاء الحاضرين بالجلسة التي‬
‫صدرت خاللها‪.‬‬

‫قرارات المحكمة ال تقبل أي طريق من طرق الطعن‪ ،‬وتلزم كل السلطات العامة وجميع الجهات‬
‫اإلدارية والقضائية‪ ،‬كما أنها تنشر بالجريدة الرسمية للمملكة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫يحول نشر قرار المحكمة القاضي بعدم مطابقة مادة من قانون تنظيمي أو قانون أو نظام داخلي أو‬
‫بندا من التزام دولي للدستور دون إصدار األمر بتنفيذ هذه القوانين أو تطبيق هذه األنظمة‪ ،‬ودون‬
‫المصادقة على هذا االلتزام الدولي إال بعد مراجعة الدستور‪.‬‬

‫‪ - III‬تفتيش المحاكم والنظام األساسي لرجال القضاء‬

‫‪ - 1‬تفتيش المحاكم ) محذوف(‬


‫لقد أقر المشرع العديد من اآلليات من أجل تحقي ق الع دل واإلنص اف و الرف ع من مس توى‬
‫العمل القضائي‪ ،‬و من أهم هاته اآلليات تفتيش المحاكم‪.‬‬
‫فالتفتيش كما ورد في الفصل ‪ 13‬من ظهير ‪ 15‬يولي وز ‪ 1974‬المتعل ق ب التنظيم القض ائي‬
‫وسيلة تقصد أساسا تقييم تسيير المحاكم‪ ،‬وكذا تسيير المصالح التابعة له ا والتنظيم ات المس تعملة‬
‫وكيفية تأدية موظفيها من قضاة وكتاب الضبط لعملهم‪.‬‬
‫وقد يكون التفتيش مركزيا تقوم به المفتشية العامة للشؤون القضائية‪،‬أو محليا‪ ،‬حيث يمارس‬
‫رؤساء المحاكم بها مهم ة المراقب ة والتف تيش حفاظ ا منهم على أداء المح اكم ل دورها على أكم ل‬
‫وجه‪.‬‬

‫‪ - 2‬النظام األساسي لرجال القضاء‬


‫يقصد بالنظام األساسي للقضاة المقتضيات الخاصة بت أليف الس لك القض ائي وحق وق القض اة‬
‫وواجباتهم ووضعياتهم والضمانات الممنوح ة لهم‪.‬ال واردة في الق انون التنظيمي الص ادر ب الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.16.41‬صادر في ‪ 14‬من جمادى اآلخرة ‪ 24( 1437‬مارس ‪ )2016‬تنفيذ القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 106.13‬المتعلق بالنظام األساسي للقضاة)‪. (37‬‬

‫‪ +‬تعيين القضاة‬
‫يتألف السلك القضائي ب المغرب من قض اة األحك ام وقض اة النياب ة العام ة بمحكم ة النقض‬
‫ومحاكم الموضوع بمختلف درجاتها‪.‬‬

‫‪ -37‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6456‬بتاريخ ‪ 6‬رجب ‪ 14( 1437‬أبريل ‪ ،)2016‬ص ‪.3160‬‬


‫‪87‬‬
‫ويعين القض اة من بين الملحقين القض ائيين ال ذين اجت ازوا مب اراة نهاي ة الت دريب بنج اح‬
‫والمستوفين للشروط التي يستلزمها القانون المنظم للقضاء‪ ،‬غير أنه يمكن استثناء تعيين القضاة من‬
‫بين فئات المهنيين والموظفين الذين ال تتجاوز سنهم‪ ،‬عند تقديم الطلب‪ ،‬خمسا وخمسين (‪ )55‬سنة‪،‬‬
‫التالي بيانهم‪:‬‬

‫األساتذة الباحثون الذين مارسوا مهنة التدريس الج امعي في ف رع من ف روع الق انون لم دة ال‬ ‫‪-‬‬
‫تقل عن عشر(‪ )10‬سنوات؛‬

‫‪-‬المحامون الذين مارسوا مهنة المحاماة بصفة فعلية لمدة ال تقل عن عشر(‪ )10‬سنوات؛‬

‫‪-‬موظفو هيئة كتابة الضبط المنتمون إلى درجة مرتبة في س لم األج ور رقم ‪ 11‬على األق ل وال ذين‬
‫زاولوا مهام كتابة الضبط بصفة فعلية لمدة ال تقل عن عشر(‪ )10‬سنوات؛‬

‫‪-‬موظفو اإلدارات المنتمون إلى درجة مرتبة في سلم األجور رقم ‪ 11‬على األقل والذين قضوا م دة‬
‫ال تقل عن عشر (‪ )10‬سنوات من الخدمة العمومية الفعلية في مجال الشؤون القانونية‪.‬‬

‫و يجب أن يستوفي المرشح لمنصب القضاء مجموعة شروط أساسية يتمثل أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫أن يكون من جنسية مغربية؛‬ ‫‪.1‬‬

‫أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية وذا مروءة وسلوك حسن؛‬ ‫‪.2‬‬

‫أال يكون مدانا قض ائيا أو تأديبي ا بس بب ارتكاب ه أفع اال منافي ة للش رف والم روءة أو‬ ‫‪.3‬‬
‫حسن السلوك ولو رد اعتباره ؛‬

‫أن يكون متوفرا على شروط القدرة الصحية الالزمة للقيام بالمهام القضائية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫و عالوة على الشروط العامة السابقة‪ ،‬يشترط في المترشح الجتياز مباراة الملحقين القضائيين‪:‬‬

‫أال تتجاوز سنه خمسا وأربعين (‪ )45‬سنة في فاتح يناير من سنة إجراء المباراة؛‬ ‫‪.1‬‬

‫أن يكون حاصال على شهادة جامعية يح دد الق انون نوعه ا والم دة الالزم ة للحص ول‬ ‫‪.2‬‬
‫عليها‪.‬و التي ال تخرج عن الشهادات التالية‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫أ‪ -‬شهادة جامعية التقل الم دة الالزم ة للحص ول عليه ا عن أرب ع س نوات في الق انون‬
‫الخاص أو الش ريعة (مس لمة من إح دى كلي ات الش ريعة التابع ة لجامع ة الق رويين)؛‬
‫ويجب أن تكون الشهادات المذكورة مشفوعة بباكالوريا التعليم الثانوي أو بما يعادلها؛‬

‫ب‪ -‬اإلجازة في الدراسات األساسية مسلمة من ط رف الجامع ات المغربي ة في ش عبة‬


‫الق انون الخ اص أو الش ريعة (مس لمة من إح دى كلي ات الش ريعة التابع ة لجامع ة‬
‫القرويين) ويجب أن تكون الشهادات المذكورة مش فوعة بباكالوري ا التعليم الث انوي أو‬
‫بما يعادلها؛‬

‫ج‪ -‬دبلوم الدراس ات العلي ا المعمق ة أو دبل وم الدراس ات العلي ا المتخصص ة أو دبل وم‬
‫الماستر أو دبلوم الماستر المتخصص في الق انون الخ اص أو الش ريعة والمس لمة من‬
‫الجامعات المغربية‪ ،‬مشفوعة باإلجازة أو اإلجازة في الدراسات األساس ية في الق انون‬
‫الخاص أو الشريعة‪(38).‬‬

‫يعين قضاة في الس لك القض ائي الملحق ون القض ائيون الن اجحون في امتح ان نهاي ة التك وين‬
‫بمؤسسة تكوين القضاة‪ ،‬طبقا للمقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬

‫ويساعد الملحقون القضائيون القضاة في القيام ب إجراءات التحقي ق ويحض رون الجلس ات المدني ة‬
‫والجنائية واإلدارية زيادة على النصاب القانوني‪ ،‬كما يش اركون في الم داوالت دون تمتعهم بح ق‬
‫التصويت‪.‬‬
‫وإثر انتهاء التدريب‪ ،‬يجتاز الملحقون القضائيون امتحان التخرج أو نهاي ة الت دريب‪ ،‬وبع د‬
‫النجاح والتفوق فيه يعينون قضاة بظه ير ش ريف ب اقتراح من المجلس األعلى للقض اء‪ ،‬على أن ه‬
‫يجب أن يلتزموا قب ل إج راء امتح ان نهاي ة الت دريب بقض اء ثم ان س نوات على األق ل في س لك‬
‫القضاء‪.‬‬

‫‪ - 38‬مأخوذ عن إعالن وزارة العدل عن تنظيم مباراة لتوظيف الملحقين القضائيين‪ ،‬التي أجريت اختباراتها الكتابية يومي ‪ 25‬و‪ 26‬يناير‬
‫‪ 2020‬بمدينة الرباط‪ ،‬طبقا لقرار وزير العدل رقم ‪ 19/40‬م م ب الصادر في ‪ 20‬نونبر ‪.2019‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ +‬قضاة النيابة العامة‬
‫تعتبر النيابة العامة مؤسسة عمومية وقضاء خاصا أوكل إليه المشرع مهم ة تنفي ذ السياس ة‬
‫الجنائي ة والس هر على اح ترام وتط بيق الق انون‪ ،‬وتلعب دورا مهم ا في ترس يخ العدال ة وتعزي ز‬
‫احترام حقوق اإلنسان وحرياته األساس ية فض ال عن حماي ة المجتم ع بمن ع الجريم ة‪ .‬وال يمكنن ا‬
‫معرف ة ه ذا الجه از إال من خالل إلق اء نظ رة على تط وره الت اريخي وخصائص ه وبعض‬
‫اختصاصاته‪.‬‬
‫إن نظام النيابة العامة كما هو مطبق أمام المحاكم المغربي ة حالي ا ليس ولي د تقالي د قض ائية‬
‫مغربية صرفة ‪ ،‬فهو من ضمن التراث الق انوني ال ذي حملت ه لن ا فرنس ا باعتباره ا دول ة حامي ة‬
‫للمغرب ابتداء من معاهدة فاس المبرمة في ‪ 30‬مارس ‪. 1912‬‬
‫ففي عه د الحماي ة ك ان القض اء األهلي المتمث ل في القض اء الش رعي والقض اء المخ زني‬
‫والقضاء العرفي والقضاء العبري يخضع للرقابة المباشرة إما لمن دوب الحكوم ة وإم ا للم راقب‬
‫المدني‪ ،‬وقد كان هذان الجهازان يلعبان دورا يقترب أحيانا من دور النياب ة العام ة ‪ ،‬وبخص وص‬
‫القضاء العصري فقد كانت به نيابة عامة على مستوى جمي ع درجات ه بالش كل المعم ول ب ه أم ام‬
‫الدولة الحامية‪.‬‬
‫وبعد االستقالل عمل المشرع المغربي على إح داث جه از للنياب ة العام ة ب المجلس األعلى‬
‫عندما تم تأسيس هذا األخير بظهيـر ‪ 27‬شتنبر ‪ ،1957‬وذلك م ا تم تكريس ه في التنظيم القض ائي‬
‫المغربي الحالي الصادر في ‪ 15‬يوليوز ‪. 1974‬‬

‫‪ -2‬خصائص النيابة العامة‬


‫يتم يز أعض اء النياب ة العام ة ببعض الخص ائص تجعلهم يخض عون لنظ ام خ اص ينظم‬
‫وظيفتهم أهمها وحدة جهازها (أوال) وفي تسلسلها نظرا لتبعيتها اإلدارية في الس لطة (ثاني ا) وفي‬
‫استقاللها في أداء مهمتها بكل حرية وتجرد (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬وحدة النيابة العامة‬


‫إن مبدأ وحدة النيابة العامة وعدم قابليتها للتجزئة‪ ،‬يعني أنه بإمكان أي عضو من أعض ائها‬
‫التناوب في حضور جلسة قضية واحدة‪,‬كما أن ألي عضو فيه ا أن يتمم إج راءات ب دأها أعض اء‬

‫‪90‬‬
‫آخ رون‪,‬على العكس من ذل ك يس تقل قض اة األحك ام بعملهم القض ائي‪,‬وال يمكنهم التن اوب في ه‪,‬‬
‫وتمارس النيابة العامة عملها في إطار وحدة ال تتجزأ لكن مبدأ عدم التجزئ ة ه ذا ال يعت بر عائق ا‬
‫لسير أعمالها‪.‬‬

‫ثانيّا‪ :‬تسلسل جهاز النيابة العامة‬


‫يخضع أعضاء النيابة العامة في مزاولة مه امهم لتبعي ة إداري ة ولتسلس ل في الس لطة ال تي‬
‫يوجد على رأسها وزير العدل‪ ،‬ويعت بر الب احثون أن ه ذه الس لطة ليس ت إداري ة‪ ،‬ألن أعض اءها‬
‫قضاة يشكلون مع قضاة األحكام هيئة واحدة‪,‬كما يخضع قض اة النياب ة العام ة في ممارس ة عملهم‬
‫لتعليمات رؤسائهم‪ ،‬وملزمون بتطبيق أوامرهم ويساء لون تأديبيا عن مخا لفتهم لهذه التعليمات‪.‬‬
‫إن تسلسل أعضاء النيابة العامة وفق هرم إداري يجعلهم جهازا يتسم بالتكامل ووحدة العمل‬
‫الغير القابل للتجزئة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬استقالل النيابة العامة‬


‫إن استقالل القضاء يش مل اس تقالل قض اة الحكم وقض اة النياب ة العام ة‪ ،‬ويس تنتج ذل ك من‬
‫مقتضيات الدستور ( الفصل ‪ ،)82‬ومن مقتضيات النظام األساسي للقضاة ‪.‬‬
‫ويبرر استقالل النيابة العامة وحماية هذا االستقالل ‪ ،‬كونها تمارس اختصاصاتها بعيدة عن‬
‫كل أنواع التدخل والتأثير بما يحقق العدالة ال تي تتجلى في ع دم اإلفالت من العق اب بالنس بة لمن‬
‫يستحقه وفي عدم متابعة ومعاقبة من ال يستحق المتابعة و العقاب‪.‬‬
‫كما ال يجوز لقضاة النيابة العامة أن يجرحوا أو تنتقد أعم الهم من ط رف قض اة الحكم و ال‬
‫يجوز مساءلتهم‪ ،‬ألن النيابة العامة خصم شريف‪ ،‬و ألنها تقوم بالدفاع عن كي ان المجتم ع‪ ،‬ومن‬
‫مظاهر هذا االستقالل‪ ،‬استقاللهم اتجاه المتقاض ين‪ ،‬بحيث تس تطيع النياب ة العام ة إقام ة ال دعوى‬
‫العمومية بمجرد تلقيها لوشاية‪ ،‬كما أنها في حل من إقامته ا ح تى في حال ة وج ود الش كوى إذا لم‬
‫تكن هناك وسائل إثبات‪.‬‬
‫و أعضاء النيابة العامة غير مسؤولين ال جنائي ا‪ ،‬و ال م دنيا عن أعم الهم‪ ،‬ح تى و ل و تبث‬
‫أنهم غير محقين في إقامة الدعوى العمومية‪ ،‬و لدلك ال يمكن ألحد أن يالحق النيابة العامة بتهم ة‬

‫‪91‬‬
‫أو تعويض‪ ،‬و الغاية من ذلك هو تشجيع النيابة العامة على القيام بعمله ا على الوج ه األكم ل‪ ،‬م ا‬
‫عدا في حالة ارتكاب غش أو تدليس أو رشوة‪.‬‬
‫هذا إلى جانب كونهم مستقلون اتجاه اإلدارة ألنهم ليسوا موظفون عموميون‪.‬‬

‫اختصاصات النيابة العامة‬ ‫‪-3‬‬


‫تضطلع النيابة العامة ب دور مهم في المج ال الجن ائي إذ غالب ا م ا تعت بره المي دان األص لي‬
‫لممارسة اختصاصاتها‪ .‬و تبدو فيه كخص م رئيس ي‪ ،‬إذ هي ال تي عه د له ا ق‪.‬م‪.‬ج مهم ة تحري ك‬
‫الدعوى العمومية ومباش رتها وتتبعه ا‪ 39‬وس لوك وس ائل الطعن فيه ا إض افة إلى تنفي ذ العقوب ات‬
‫الزجرية الصادرة فيها‪ ،‬بما في ذلك إشعار الوكيل القضائي للمملكة بالمتابعات في ح ق القض اة و‬
‫الموظفين و إشعار اإلدارة التي ينتمون إليها‪ ،‬و السهر على تنفيذ القرارات القضائية‪ ،40‬و تس خير‬
‫القوة العمومية مباش رة أثن اء ممارس ة مهامه ا‪ ،41‬و هي به ذه الص فة تمل ك الطعن باالس تئناف و‬
‫النقض في األحكام أو حق طلب مراجعتها‪ .42‬كما أنها تقوم بدور أساسي في المجال الم دني وهي‬
‫تم ارس في ه ذا الص دد ن وعين من االختصاص ات‪ :‬الت دخل كط رف رئيس ي والت دخل كط رف‬
‫منضم‪.‬‬
‫ففي الحالة األولى (التدخل كطرف رئيسي)‪ :‬النيابة العامة تتولى الدفاع عن الحق العام‪ ،‬و‬
‫تتقاضى بصفتها مدعية أو مدعى عليها في األحوال المح ددة بمقتض ى الق انون ‪ ،‬كم ا ه و الح ال‬
‫فيما يلي من األمثلة‪:‬‬
‫القضايا المتعلقة بالتصريحات القضائية المتعلقة بالحالة المدنية ( الفصل ‪ 271‬ق‪.‬م‪.‬م)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قضايا تسيير أموال األشخاص المفترضة غيبتهم ( الفصل ‪ 263‬ق‪.‬م‪.‬م)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفصول ‪ 24-20-19-8-7-5-4‬من القانون المتعلق بكفال ة األطف ال المهملين ‪ 13‬يوني و‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2002‬‬
‫الفصول ‪ 42-40-39-28‬من ظهير ‪ 6‬سبتمبر ‪ 1958‬المتعلق بقانون الجنسية المغربي ة‬ ‫‪-‬‬
‫كما تم تعديله و تتميمه‪.‬‬
‫‪................ -‬‬

‫‪ - 39‬الفصل ‪ 36‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬


‫‪ - 40‬الفصل ‪ 37‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫‪ - 41‬الفصول ‪ 39‬و ‪ 49‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫‪ - 42‬الفصول ‪ 567 ،520 ، 409‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫أما في الحالة الثاني ة (الت دخل كط رف منض م) فهي ت دلي برأيه ا في القض ية إم ا ت دعيما‬
‫لوجهة نظر المدعي أو المدعى عليه‪ ،‬تتدخل النيابة العامة كطرف منضم في جميع القض ايا ال تي‬
‫يأمر القانون بتبليغها إليها‪ ،‬وكذا في الحاالت التي تطلب النيابة العامة الت دخل فيه ا بع د إطالعه ا‬
‫على المل ف‪ ،‬أو عن دما تح ال عليه ا القض ية تلقائي ا من ط رف القاض ي‪ .‬وال يح ق له ا في ه ذه‬
‫األحوال استعمال أي طريق للطعن‪ ،‬حيث أن تدخل النيابة العامة يكون في حاالت ثالث‪:‬‬
‫حالة التدخل اإلجباري ‪ :‬حيث أوجب المشرع على النيابة العام ة الت دخل كط رف منظم في‬
‫القض ايا ال واردة على س بيل الحص ر في الفص ل ‪ 9‬من ق انون المس طرة المدني ة‪ ،‬حيث ج اء في‬
‫الفصل ما يلي‪:‬‬
‫" يجب أن تبلغ إلى النيابة العامة الدعاوى اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬القض ايا المتعلق ة بالنظ ام الع ام والدول ة والجماع ات المحلي ة والمؤسس ات العمومي ة‬
‫والهبات والوصايا لفائدة المؤسسات الخيرية وممتلكات األحباس واألراضي الجماعية؛‬
‫‪ - 2‬القضايا المتعلقة باألسرة؛‬
‫‪ - 3‬القضايا المتعلقة بفاق دي األهلي ة وبص فة عام ة جمي ع القض ايا ال تي يك ون فيه ا ممث ل‬
‫قانوني نائبا أو مؤازرا ألحد األطراف؛‬
‫‪ - 4‬القضايا التي تتعلق وتهم األشخاص المفترضة غيبتهم؛‬
‫‪ - 5‬القضايا التي تتعلق بعدم االختصاص النوعي؛‬
‫‪ - 6‬القضايا التي تتعل ق بتن ازع االختص اص‪ ،‬تج ريح القض اة واإلحال ة بس بب القراب ة أو‬
‫المصاهرة؛‬
‫‪ - 7‬مخاصمة القضاة؛‬
‫‪ - 8‬قضايا الزور الفرعي‪.‬‬
‫تبلغ إلى النيابة العامة القضايا المسطرة أعاله قب ل الجلس ة بثالث ة أي ام على األق ل بواس طة‬
‫كتابة الض بط‪ .‬غ ير أن ه يمكن أن يتم ه ذا التبلي غ أم ام المحكم ة االبتدائي ة في الجلس ة المندرج ة‬
‫القضية فيها‪.‬‬
‫يمكن للنياب ة العام ة في ه ذه الحال ة أن تطلب ت أخير القض ية إلى أق رب جلس ة لتق ديم‬
‫مستنتجاتها كتابة أو شفويا حيث يجب على المحكمة تأخيرها‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫يمكن للنيابة العامة أن تطلع على جميع القضايا التي ترى التدخل فيه ا ض روريا‪ .‬للمحكم ة‬
‫أن تأمر تلقائيا بهذا اإلطالع‪.‬‬
‫يشار في الحكم إلى إيداع مستنتجات النيابة أو تالوتها بالجلسة وإال كان باطال‪.‬‬
‫حالة التدخل االختياري‪ :‬حيث يمكن للنيابة العامة أن تطل ع على جمي ع القض ايا ال تي ت رى‬
‫فيها التدخل ضروريا ما عدا قضايا الحالة السابقة‪.‬‬
‫حالة التدخل بناء على طلب المحكمة‪ :‬قد ال يتعلق األمر بأحد الدعاوى التي يوجب الق انون‬
‫على النيابة التدخل فيها ‪ ،‬أو قد ال يتعلق األمر بأحد الدعاوى ال تي يج وز للنياب ة العام ة الت دخل‬
‫فيها‪ ،‬ولكنها رغم إخبارها لم تتدخل‪ ،‬وترى المحكم ة أن ت أمر بإحال ة القض ية عليه ا ل داعي‬
‫الصالح العام ‪.‬‬

‫‪ -‬حقوق القضاة‬
‫يتمتع القضاة بالعديد من الحقوق و التي تعتبر ضمانات قانونية في نفس الوقت لحس ن س ير‬
‫مرفق القضاء‪ ،‬و تحقيق العدالة‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ +‬عدم القابلية للعزل أو النقل إال بمقتضى القانون‪:‬‬


‫ينص الفصل ‪ 108‬من الدستور والمراجع س نة ‪ 2011‬على أن ه‪" :‬ال يع زل قض اة األحك ام‬
‫وال ينقلون إال بمقتضى القانون" وبذلك فالقضاة يتمتعون بالحصانة حيال كل نقل أو عزل مخالف‬
‫للقانون‪ ،‬أما قضاة النيابة العامة فيوجدون تحت سلطة وزير العدل‪ ،‬ويتم نقلهم بظهير ب اقتراح من‬
‫وزير العدل بعد استشارة المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫‪ +‬الحق في الترقي والتعويض عن األضرار الالحقة به‪:‬‬


‫أ‪ -‬الحق في الترقي‪:‬‬
‫حيث أنه وفق م ا يقض ي ب ه الفص ل الث اني من النظ ام األساس ي لرج ال القض اء فالقض اة‬
‫يرتبون في درجات متسلسلة هي‪ :‬خارج الدرج ة؛ الدرج ة االس تثنائية؛ الدرج ة األولى؛ الدرج ة‬
‫الثانية؛ الدرجة الثالثة‪ .‬و بالتالي فالقانون يحفظ لهم الحق في االنتق ال من درج ة إلى درج ة أعلى‬
‫عند استيفاء الشروط المقررة قانونا‪ ،‬مثل شرط المدة‪ ،‬و التسجيل في الئحة األهلية‪.........،‬‬

‫‪94‬‬
‫ب‪ -‬الحق في التعويض عن األضرار الالحقة بالقضاة‪:‬‬
‫ينص الفصل ‪ 39‬من نظام رجال القضاء على أنه‪:‬‬

‫" يتمتع القضاة بحماية الدولة وفق مقتضيات القانون الجنائي والقوانين الخاص ة الج اري به ا‬
‫العمل‪ ،‬مما قد يتعرضون له من تهديدات أو تهجمات أو إهانات أو سب أو قذف وجميع االعتداءات‬
‫أيا كانت طبيعتها أثناء مباشرة مهامهم أو بسبب القيام بها‪.‬‬

‫وتضمن لهم الدولة التعويض عن األضرار الجسدية التي يمكن أن يتعرضوا لها أثناء مباشرة‬
‫مهامهم أو بسبب القيام بها والتي ال تشملها التشريعات المتعلقة بمعاش ات الزمان ة ورص يد الوف اة‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة تحل الدولة محل الضحية في الحقوق والدعاوى ضد المتسبب في الضرر"‪.‬‬

‫و ذلك نظرا لحساسية مهامهم ونظرا لتعرضهم للخطر أكثر من غيرهم ألنهم يحكم ون في قض ايا‬
‫لها عالقة بحريات األشخاص وممتلكاتهم وأسرهم‪...‬‬
‫‪ +‬الحق في حرية التعبير وفي تأسيس الجمعيات واالنخراط فيها (الفصل ‪ 111‬من دستور‬
‫‪.)2011‬‬
‫‪ -‬واجبات القضاة‬
‫مقابل الحقوق التي يتمتع بها القضاة‪ ،‬قرر النظام األساسي التزامهم بعدة واجبات نش ير إلى‬
‫البعض منها‪:‬‬

‫‪ +‬يؤدي كل قاض عند تعيينه ألول مرة في السلك القضائي وقب ل الش روع في مهام ه اليمين‬
‫التالية‪:‬‬

‫"أقسم باهلل العظيم أن أمارس مهامي بحياد وتجرد وإخالص وتفان‪ ،‬وأن أحاف ظ على ص فات‬
‫الوقار والكرامة‪ ،‬وعلى سر المداوالت‪ ،‬بما يص ون هيب ة القض اء واس تقالله‪ ،‬وأن أل تزم ب التطبيق‬
‫العادل للقانون‪ ،‬وأن أسلك في ذلك مسلك القاضي النزيه"‪.‬‬

‫تؤدى هذه اليمين أمام محكمة النقض في جلسة رسمية‪.‬‬

‫يح رر محض ر أداء اليمين ويوج ه إلى األمان ة العام ة للمجلس‪ ،‬كم ا توج ه نس خة من ه إلى‬
‫المحكمة المعين بها القاضي المعني وكذا إلى الوزارة المكلفة بالعدل‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫وكل إخالل بااللتزامات الواردة في اليمين المذكورة يعتبر إخالال بالواجبات المهنية‬

‫تطبيقا ألحك ام الفص ل ‪ 117‬من الدس تور‪ ،‬يجب على ك ل ق اض أن يس هر‪ ،‬خالل مزاولت ه‬ ‫‪-‬‬
‫لمهامه القض ائية‪ ،‬على حماي ة حق وق األش خاص والجماع ات وحري اتهم وأمنهم القض ائي‬
‫وتطبيق القانون‪.‬‬

‫طبقا ألحكام الفقرة األولى من الفصل ‪ 110‬من الدستور‪ ،‬ال يلزم قضاة األحك ام إال بتط بيق‬ ‫‪-‬‬
‫القانون‪ ،‬وال تصدر أحكام القضاء إال على أساس التطبيق العادل للقانون‪.‬‬

‫تطبيقا ألحكام الفقرة الثانية من الفص ل ‪ 110‬من الدس تور‪ ،‬يجب على قض اة النياب ة العام ة‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيق القانون‪ ،‬كما يتعين عليهم االلتزام بالتعليمات الكتابية القانوني ة الص ادرة عن الس لطة‬
‫التي يتبعون لها وفق الشروط والكيفيات المحددة في القانون‪.‬‬

‫كما يلتزم قضاة النيابة العامة باالمتثال لألوامر والمالحظات القانونية الصادرة عن رؤس ائهم‬
‫التسلسليين‪.‬‬

‫يل تزم القاض ي ب احترام المب ادئ والقواع د ال واردة في مدون ة األخالقي ات القض ائية‪ ،‬كم ا‬ ‫‪-‬‬
‫يحرص على احترام تقاليد القضاء وأعراف ه والمحافظ ة عليه ا‪ ،‬ويمن ع علي ه ارت داء البذل ة‬
‫خارج قاعات الجلسات‪.‬‬

‫تطبيقا ألحكام الفقرة األولى من الفصل ‪ 120‬من الدس تور‪ ،‬يح رص القاض ي على البت في‬ ‫‪-‬‬
‫القضايا المعروضة عليه داخل أجل معقول‪ ،‬مع مراعاة اآلجال المحددة بمقتض ى نص وص‬
‫خاصة‪.‬‬

‫تطبيقا ألحكام الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 111‬من الدستور‪ ،‬يمنع على القضاة االنخ راط في‬ ‫‪-‬‬
‫األحزاب السياسية والمنظمات النقابية‪.‬‬

‫يمنع عليهم كذلك القيام بأي عمل فردي أو جماعي كيفما كانت طبيعته قد يؤدي إلى وقف أو‬ ‫‪-‬‬
‫عرقلة عقد الجلسات أو السير العادي للمحاكم‪.‬‬

‫يمنع على القضاة أن يمارسوا خارج مهامهم‪ ،‬ولو بصفة عرضية‪ ،‬أي نشاط مهني‪ ،‬كيفما‬ ‫‪-‬‬
‫كانت طبيعته بأجر أو بدونه؛ غير أنه يمكن منح استثناءات فردية بموجب قرار للرئيس‬

‫‪96‬‬
‫المنتدب للمجلس‪ ،‬وذلك لضرورة التدريس أو البحث العلمي أو القيام بمهام تكلفهم بها‬
‫الدولة‪.‬‬

‫ال يشمل هذا المنع إنتاج المصنفات األدبية أو العلمية أو الفنية‪ ،‬غير أن ه ال يج وز ألص حابها‬
‫أن يذكروا صفاتهم كقضاة إال بإذن من الرئيس المنتدب للمجلس‪.‬‬

‫يمكن للقاض ي المش اركة في األنش طة والن دوات العلمي ة ش ريطة أال ي ؤثر ذل ك على أدائ ه‬
‫المهني‪ ،‬م ع مراع اة مقتض يات الم ادتين ‪ 37‬و‪ 44‬أعاله‪ ،‬وتعت بر اآلراء ال تي ي دلي به ا القاض ي‬
‫المعني بمناسبة هذه المش اركة آراء شخص ية‪ ،‬وال تعت بر مع برة عن أي رأي لجه ة رس مية إال إذا‬
‫كان مرخصا له بذلك‪.‬‬

‫تطبيقا ألحكام الفصل ‪ 109‬من الدستور‪ ،‬ال يتلقى القاضي بشأن مهمته القضائية أي أوام ر‬ ‫‪-‬‬
‫أو تعليمات‪ ،‬وال يخض ع ألي ض غط‪ ،‬ويجب على ك ل ق اض اعت بر أن اس تقالله مه دد‪ ،‬أن‬
‫يحيل األمر إلى المجلس األعلى للسلطة القضائية وفق مقتضيات الق انون التنظيمي المتعل ق‬
‫بهذا األخير‪.‬‬

‫يمنع على القاضي إبداء رأيه في أي قضية معروضة على القضاء‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يلتزم كل قاض بالمشاركة في دورات وبرامج التكوين المستمر التي تنظم لفائدة القضاة‬ ‫‪-‬‬

‫يتلقى المسؤولون القضائيون تكوينا خاصا حول اإلدارة القضائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يقيم القاضي داخل دائرة نفوذ محكمة االستئناف التي يمارس مهامه بها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫غير أنه‪ ،‬يمكن للرئيس المنتدب للمجلس أن يمنح ترخيص ا لإلقام ة خ ارج ال دائرة الم ذكورة‬
‫بناء على طلب معلل يقدمه القاضي المعني‪.‬‬

‫‪ +‬يحاف ظ القض اة على س رية الم داوالت‪ ،‬ويمن ع عليهم إطالع أي ك ان في غ ير األح وال‬
‫المنصوص عليها في القانون على نسخ أو ملخص للوثائق أو معلومات تتعلق بملفات الدعوى‪.‬‬

‫ضمانات المتقاضين في مواجهة القضاة‬


‫فإلى جانب الضمانات التي وفرها القانون للمتقاض ين‪ ،‬و المتجس دة في المب ادئ ال تي يق وم‬
‫عليه التنظيم القضائي ككل‪ ،‬لم يتوانى المشرع عن التأكيد و تدعيم هاته الضمانات بطرق أخرى‬

‫‪97‬‬
‫في العديد من النصوص القانونية‪ ،‬و في العديد من المناسبات‪ ،‬و من أهم هاته الضمانات ما يتعلق‬
‫بضمان حياد القاضي‪ ،‬و ذل ك عن طري ق إبع اده عن ال دعوى ال تي ق د يث ور فيه ا احتم ال ع دم‬
‫نزاهته‪ ،‬ما دام األمر يتعلق ببشر‪ .‬و من أهم هاته الحاالت ما يلي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬عدم الصالحية أو عدم األهلية‬


‫يعتبر القاضي غير صالح لنظ ر ال دعوى ول و لم يطلب أح د الخص وم تنحيت ه في أح وال‬
‫معينة تعرف بأسباب ع دم الص الحية أو ع دم األهلي ة ‪.‬وه ذه األس باب واردة في الق انون على‬
‫سبيل الحصر ‪ ،‬إذ ينص الفصل ‪ 24‬من قانون التنظيم القضائي على ما يلي‪:‬‬
‫" – ال يمكن لألزواج واألقارب واألصهار إلى درجة العمومة أو الخؤولة أو أبناء اإلخوة ‪،‬‬
‫أن يكونوا بأي صفة كانت قضاة في آن واحد بنفس المحكمة ‪،‬عدا في حالة ترخيص يمكن منح ه‬
‫بقرار للمجلس األعلى للس لطة القض ائية ‪ ،‬عن دما تش تمل على أك ثر من غرف ة واح دة أو ك انت‬
‫المحكمة تعقد جلساتها بقاض منفرد ‪ ،‬وبشرط أن ال يكون أحد األزواج واألق ارب أو األص هار‬
‫المش ار إليهم أعاله رئيس ا من رؤس اء المحكم ة ‪ .‬ال يمكن في أي ح ال من األح وال ول و بع د‬
‫الترخيص المذكور أن ينظ ر األزواج واألق ارب أو األص هار المش ار إليهم ب المقطع الس ابق في‬
‫قضية واحدة"‪.‬‬
‫كما ينص الفصل ‪ 25‬من نفس القانون على أنه‪ ":‬ال يسوغ ألي قاض يك ون أح د أقارب ه أو‬
‫أصهاره إلى درجة العمومة أو الخؤولة أو أبن اء اإلخ وة محامي ا ألح د األط راف أن ينظ ر في‬
‫ذلك النزاع وإال اعتبر الحكم أو القرار باطال "‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬رد القاضي أو تجريحه‬


‫ينص الفصل ‪ 273‬من ق‪.‬م‪.‬ج على أنه‪:‬‬
‫يمكن تجريح كل قاض من قضاة الحكم في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانت له أو لزوجه مصلحة شخصية مباشرة أو غير مباشرة في الحكم في الدعوى؛‬
‫‪ -‬إذا كانت له أو لزوجه قرابة أو مصاهرة مع أحد األطراف بما فيه ا درج ة أبن اء األعم ام‬
‫واألخوال؛‬

‫‪98‬‬
‫‪ -‬إذا كان بين أحد األطراف والقاضي أو زوجه أو أص ولهما أو فروعهم ا دع وى ال ت زال‬
‫جارية أو انتهت منذ أقل من سنتين؛‬
‫‪ -‬إذا كان القاضي دائنا أو مدينا ألحد األطراف؛‬
‫‪ -‬إذا كان قد سبق له أن قدم استشارة أو رافع أو مثل أم ام القض اء في قض ية أو نظ ر فيه ا‬
‫بصفته حكما أو أدلى فيها بشهادة أو بت فيها في طورها االبتدائي؛‬
‫‪ -‬إذا كان قد تصرف بصفته ممثال قانونيا ألحد األطراف؛‬
‫‪ -‬إذا كانت هناك عالقة تبعية بين القاضي أو زوجه وأحد األطراف أو زوجه؛‬
‫‪ -‬إذا كانت بين القاضي وأحد األطراف صداقة أو عداوة معروفة؛‬
‫‪ -‬إذا كان القاضي هو المشتكي"‪.‬‬
‫و هو نفس المقتضى الذي تضمنته المادة ‪ 295‬من ق انون المس طرة المدني ة ‪ ،‬حيث أوردت‬
‫الحاالت التي يجوز فيها ألحد الخصوم تجريح القاضي‪ .‬وهي ح االت أق ل خط ورة من الح االت‬
‫السابقة على حياد القاضي‪ ،‬ولذا جعل المشرع عدم صالحيته في نظر ال دعوى في ه ذه الح االت‬
‫نسبية تتوقف على طلب الخصم رده أو تجريحه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬طلب اإلحالة من أجل التشكك المشروع أو األمن العام أو حسن سير العدالة‬
‫إن هذا االجراء يمس كل القضاة‪ ،‬حيث أن المحكمة التي عرض على نظرها ال نزاع تك ون‬
‫مختصة للنظر فيه‪ ،‬إال ان هناك ظروف خاصة تحول دون الفص ل في ه كوج ود س بب ي دعو الى‬
‫الشك في نزاهة المحكمة مما يحتم رف ع ي دها عن القض ية ‪-‬الفص ل ‪ 383‬ق‪.‬م‪.‬م‪ ،-‬او الخش ية من‬
‫حدوث إضطراب او االخالل بالنظام العام الفصل ‪ 385‬ق‪.‬م‪.‬م‪ -‬لذلك يقدم طلب إحالة القضية من‬
‫المحكمة المتشكك فيها الى محكمة أخرى من نفس درجتها لتتولى النظر فيها‪.‬‬
‫وطلب اإلحالة من أجل التشكك المشروع قد يكون مقدما من الخصوم‪ ،‬وقد يكون مق دما من‬
‫وزير العدل‪ .‬أما طلب اإلحالة من أجل األمن العام أو من أجل حسن س ير العدال ة فال يق دمان إال‬
‫من طرف وزير العدل طبقا لمقتضيات الفصل من ‪ 385‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫مسؤولية القضاة‬
‫إن أي إخالل من طرف القاضي بأي واجب ألقاه القانون على عاتق كل من يتقلد ذلك المنصب‬

‫‪99‬‬
‫إال ويكون سببا لتحريك متابعته تأديبيا ( أوال)‪ ،‬أو مدنيا ( ثانيا ) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المسؤولية التأديبية للقاضي‬


‫إن تحريك المتابعة التأديبية ضد القاضي يرتبط في غالب األحيان بارتكاب ه لخط أ اإلخالل‬
‫بواجباته المهنية أو بالوقار أو الكرامة)‪ ،(43‬و يختص المجلس بالنظر فيما قد ينسب إلى القاض ي‬
‫من إخالل كما هو منصوص عليه في القانون التنظيمي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة‪.‬‬

‫و يتلقى ال رئيس المنت دب للمجلس م ا ق د ينس ب إلى القاض ي من إخالل يمكن أن يك ون مح ل‬


‫متابعة تأديبية‪.‬و ال تتم المتابعة التأديبي ة إال بع د إج راء األبح اث والتحري ات الض رورية بواس طة‬
‫القضاة المفتشون ذوي الخبرة ‪ ،‬تحت إشراف المفتش العام للشؤون القضائية ‪ .،‬طبقا ألحكام الفق رة‬
‫الثالثة من الفصل ‪ 116‬من الدستور‪.‬‬

‫و يعرض ال رئيس المنت دب للمجلس نت ائج األبح اث والتحري ات المنج زة على أنظ ار المجلس‬
‫الذي يقرر على إثر ذلك إما الحفظ أو تعيين قاض مق رر تف وق درجت ه أو ت وازي درج ة القاض ي‬
‫المعني مع مراعاة األقدمية في السلك القضائي‪.‬‬

‫و يبلغ الرئيس المنتدب للمجلس القاضي المعني ما نسب إليه من إخالل‪ ،‬وباسم القاضي المق رر‬
‫في قضيته‪ .‬ويحق للقاضي المعني عند االقتضاء تج ريح القاض ي المق رر أم ام المجلس ‪ ،‬وي ترتب‬
‫على ذلك إيقاف كافة اإلجراءات إلى حين بت المجلس في طلب التجريح‪.‬‬

‫و يقوم القاضي المقرر بإجراء كافة األبح اث والتحري ات الض رورية‪ ،‬بم ا في ذل ك االس تماع إلى‬
‫القاضي المع ني ولك ل من ي رى فائ دة في االس تماع إلي ه‪ ،‬و يجب على القاض ي المق رر اس تدعاء‬
‫القاضي المعني قصد االستماع إلي ه‪ ،‬و يجب أن يتض من االس تدعاء بي ان الي وم والس اعة‪ ،‬ومح ل‬
‫انعقاد جلسة االستماع‪ ،‬واإلخالل المنسوب إليه‪ ،‬والمواد القانونية المطبقة بشأنه‪ ،‬على أال تقل الم دة‬
‫الفاصلة بين تاريخ التوصل باالستدعاء وتاريخ انعقاد الجلسة عن سبعة أيام‪.‬‬

‫) ( ‪ .‬الفصل ‪ 96‬من النظام األساسي ‪43‬‬

‫‪100‬‬
‫و يخول للقاضي المعني الحق في االطالع على كافة الوثائق وأخذ نسخة منها قبل تاريخ االس تماع‬
‫إليه بثالثة أيام على األقل‪ .‬كما يحق للقاضي المعني التزام الصمت عند االستماع إليه‪ ،‬و ل ه الح ق‬
‫في أخذ نسخة من محضر االستماع إليه فور التوقيع عليه‪.‬‬

‫ينجز القاضي المق رر تقري را مفص ال يودع ه باألمان ة العام ة للمجلس‪ ،‬و يتض من عن د االقتض اء‬
‫اإلشارة إلى تخلف القاضي المعني عن الحضور دون عذر مقبول رغم توصله بكيفية قانونية‪.‬‬

‫و يتخذ المجلس بعد اطالعه على تقرير القاضي المقرر‪ ،‬مقررا بالحف ظ أو إحال ة القاض ي المع ني‬
‫إلى المجلس إذا تبين له جدية ما نسب إليه‪ ،‬و يتم إشعار القاضي المعني بالقرار المتخذ‪.‬‬

‫و يمكن للرئيس المنتدب للمجلس‪ ،‬بع د استش ارة اللجن ة الم ذكورة أعاله‪ ،‬توقي ف القاض ي المع ني‬
‫مؤقت ا عن مزاول ة مهام ه إذا توب ع جنائي ا أو ارتكب خط أ جس يما طبق ا ألحك ام الق انون التنظيمي‬
‫المتعلق بالنظام األساس ي للقض اة‪ ،‬و ينص ق رار توقي ف القاض ي مؤقت ا على م ا إذا ك ان المع ني‬
‫باألمر يحتفظ بأجره طيلة مدة توقيفه‪ ،‬أو يح دد الق در ال ذي س يقتطع ل ه من ه باس تثناء التعويض ات‬
‫العائلية التي يتقاضاها بأكملها‪ ،‬ويتم إشعار المجلس عند أول اجتماع له بما اتخذ من إجراءات قصد‬
‫اتخاذ ما يراه مالئما‪.‬‬

‫و يتضمن ملف المتابعة التأديبية كل الوثائق المتعلقة باألفعال المنس وبة للقاض ي المت ابع‪ ،‬بم ا فيه ا‬
‫تقرير المقرر‪ ،‬و يمكن للقاضي المتابع أن يؤازر بأحد زمالئه القضاة أو بمحام‪ ،‬وله الحق كم ا لمن‬
‫يؤازره االطالع على كل الوثائق المتعلقة بالملف وأخذ نسخة منها‪ ،‬بع د إي داع المق رر لتقري ره‪ ،‬و‬
‫يوجه استدعاء للقاضي المت ابع قب ل س بعة أي ام على األق ل‪ ،‬من ت اريخ اجتم اع المجلس للنظ ر في‬
‫قضيته‪ ،‬ويجب أن يتضمن االستدعاء البيانات المشار إليها في الفقرة الرابع ة من الم ادة ‪ 89‬أعاله‪.‬‬
‫و إذا تخلف القاضي دون عذر مقبول‪ ،‬رغم توصله بكيفية قانونية‪ ،‬يتم البت في غيابه‪.‬‬

‫يع رض القاض ي المق رر تقري ره بحض ور القاض ي المت ابع ومن ي ؤاز‪ ،‬و يق دم القاض ي المع ني‬
‫توضيحاته ووسائل دفاع ه بش أن األفع ال المنس وبة إلي ه‪ ،‬ولل رئيس وأعض اء المجلس أن يوجه وا‬
‫مباشرة إلى المقرر والقاضي المتابع األسئلة التي يرونها مفيدة‪ .‬كما يمكن لدفاع القاضي المت ابع أن‬
‫يوجه األسئلة التي يراها مفيدة بواسطة الرئيس أو بإذن منه‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫و كقاعدةعامة يتم البت في الملفات التأديبية داخل أجل أقصاه أربعة أش هر من ت اريخ تبلي غ ق رار‬
‫اإلحالة إلى القاضي المعني‪ ،‬غير أن ه يمكن للمجلس بم وجب ق رار معل ل‪ ،‬تمدي د ه ذا األج ل م رة‬
‫واحدة ولنفس المدة‪ ،‬و ال يسري هذا األجل على القضاة المتابعين جنائيا إال بعد ص دور حكم ح ائز‬
‫لقوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫و إذا لم يبت المجلس في وضعية القاضي الموق وف داخ ل أج ل أربع ة أش هر من ي وم تنفي ذ ق رار‬
‫التوقيف‪ ،‬يرجع إلى عمله وتسوى وضعيته المالية واإلدارية‪ ،‬ما لم يكن موضوع متابعة جنائية‪.‬‬

‫و يمكن للمجلس أن يأمر بإجراء بحث تكميلي بواسطة نفس المقرر أو قاض مقرر آخ ر من درج ة‬
‫تفوق أو توازي درجة القاضي المعني‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أنه تتقادم المتابعة التأديبية‪:‬‬

‫‪ -‬بمرور خمس سنوات ابتداء من تاريخ ارتكاب الفعل موضوع المتابعة‪.‬‬

‫‪ -‬بتقادم الدعوى العمومية إذا كان الفعل المرتكب يشكل عمال جرميا‪.‬‬

‫و ينقطع أمد التقادم بكل إجراء من إجراءات التفتيش أو البحث الذي يقوم به القاضي المقرر‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المسؤولية المدنية للقضاة أو دعوى مخاصمة القضاة‬


‫ينص الفصل ‪ 122‬من الدستور على أنه " يحق لكل من تضرر من خطأ قضائي الحصول‬
‫على تع ويض تتحمل ه الدول ة "‪ ،‬كم ا نض مت الفص ول من ‪ 391‬إلى ‪ 401‬من ق انون المس طرة‬
‫المدنية القواعد العامة لمخاصمة القضاة ‪.‬‬

‫‪ - I‬حاالت و مسطرة المخاصمة‬


‫نص الفصل ‪ 391‬من قانون المسطرة المدنية على أنه ‪:‬‬
‫يمكن مخاصمة القضاة في األحوال اآلتية ‪:‬‬
‫أ‪-‬إذا ادعى ارتكاب تدليس أو غش أو غدر من ط رف ق اض الحكم أثن اء ته يئ القض ية أو‬
‫الحكم فيها أو من طرف قاض من النيابة العامة أثناء قيامه بمهامه ؛‬
‫‪102‬‬
‫ب‪ -‬إذا قضى نص تشريعي صراحة بجوازها ؛‬
‫ج‪ -‬إذا قضى نص تشريعي بمسؤولية القضاة يستحق عنها تعويض؛‬
‫د‪ -‬عند وجود إنكار العدالة"‪.‬‬
‫وتتلخص مسطرة المخاصمة فيما يلي ‪:‬‬
‫فترفع مخاصمة القضاة حسب الفصل ‪ 395‬من قانون المسطرة المدني ة إلى محكم ة النقض‬
‫بمقال موقع من الطرف أو وكيل يعينه بوكالة رسمية خاص ة ترف ق بالمق ال م ع المس تندات عن د‬
‫االقتضاء وذلك تحت طائلة البطالن‪ ،‬و ال يمكن أثناء هذه المسطرة استعمال أقوال تتضمن إهانة‬
‫للقضاة وإال عوقب بغرامة ال يمكن أن تتجاوز ألف درهم دون اإلخالل بتط بيق الق انون الجن ائي‬
‫وعند االقتضاء العقوبات التأديبية ضد الوكي ل المح ترف؛و يبت في قب ول مخاص مة القض اة من‬
‫ط رف غرف ة بمحكم ة النقض يعينه ا ال رئيس األول؛ و يحكم على الم دعي عن د رفض المق ال‬
‫بغرام ة ال تق ل عن أل ف درهم وال تتج اوز ثالث ة أالف درهم لفائ دة الخزين ة دون مس اس‬
‫بالتعويضات اتج اه األط راف اآلخ رين عن د االقتض اء ؛و إذا قب ل الطلب بل غ خالل ثماني ة أي ام‬
‫للقاضي الذي وجهت المخاصمة ضده ويجب عليه أن يقدم جميع وسائل دفاع ه خالل ثماني ة أي ام‬
‫التالية للتبليغ‪.‬‬
‫و يجب على القاضي عالوة على ذلك أن يتخلى عن النظر في الدعوى ال تي هي موض وع‬
‫المخاص مة ‪ ،‬ويتخلى ك ذلك ح تى الفص ل نهائي ا في ه ذه ال دعوى عن النظ ر في ك ل قض يته‬
‫بمحكمته يكون المدعي في النزاع أو أحد أصوله أو فروعه أو زوجه طرف ا فيه ا وإال ك ان الحكم‬
‫الذي قد يصدر في جميع هذه الحاالت باطال ؛ و تنظ ر دع وى المخاص مة في الجلس ة بن اء على‬
‫مستنتجات المدعي ويبت فيها من طرف غرف محكمة النقض مجتمعة باستثناء الغرفة ال تي بتت‬
‫في قبول الطلب‪.‬‬
‫و وفق الفصل ‪ 400‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬تك ون الدول ة مس ؤولة م دنيا فيم ا يخص‬
‫األحكام بالتعويضات الصادرة بالنس بة لألفع ال ال تي ت رتبت عنه ا المخاص مة ض د القض اة م ع‬
‫إمكاني ة رجوعه ا على ه ؤالء‪ ،‬أم ا إذا ص در الحكم ب رفض طلب الم دعي أمكن الحكم علي ه‬
‫بتعويضات لصالح األطراف اآلخرين‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪-‬المجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ) :‬محذوف(‪.‬‬
‫يعتبر المجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬مؤسسة دستورية تسهر على تدبير ش ؤون القض اة‬
‫وتوفير الضمانات الممنوح ة لهم‪ ،‬والس يما في م ا يخص اس تقاللهم وتع يينهم وت رقيتهم وتقاع دهم‬
‫وتأديبهم‪.‬‬

‫وحسب مقتضيات الدستور‪ ،‬فإن الملك ي رأس المجلس األعلى للس لطة القض ائية‪ ،‬ال ذي يت ألف من‬
‫الرئيس األول لمحكمة النقض‪ ،‬رئيس ا منت دبا‪ ،‬والوكي ل الع ام للمل ك ل دى محكم ة النقض‪ ،‬ورئيس‬
‫الغرفة األولى بمحكمة النقض‪ ،‬وأربعة ممثلين لقضاة محاكم االستئناف‪ ،‬ينتخبهم هؤالء القض اة من‬
‫بينهم‪ ،‬وستة ممثلين لقضاة محاكم أول درجة‪ ،‬ينتخبهم هؤالء القضاة من بينهم‪.‬‬

‫ويجب ض مان تمثيلي ة النس اء القاض يات من بين األعض اء العش رة المنتخ بين‪ ،‬بم ا يتناس ب م ع‬
‫حضورهن داخل السلك القضائي‪.‬‬

‫ويتكون المجلس من الوسيط‪ ،‬ورئيس المجلس الوطني لحقوق اإلنس ان‪ ،‬وخمس شخص يات يعينه ا‬
‫الملك‪ ،‬مشهود لها بالكفاءة والتجرد والنزاهة‪ ،‬والعطاء المتميز في س بيل اس تقالل القض اء وس يادة‬
‫القانون‪ ،‬من بينهم عضو يقترحه األمين العام للمجلس العلمي األعلى‪.‬‬

‫ويصدر المجلس بمبادرة منه‪ ،‬تقارير حول وض عية القض اء ومنظوم ة العدال ة‪ ،‬وك ذا التوص يات‬
‫المالئمة بشأنها‪ .‬كما يصدر بطلب من الملك أو الحكومة أو البرلمان‪ ،‬آراء مفصلة حول ك ل مس ألة‬
‫تتعلق بسير القضاء مع مراعاة مبدأ فصل السلط‪.‬‬

‫وتكون المقررات المتعلق ة بالوض عيات الفردي ة‪ ،‬الص ادرة عن المجلس األعلى للس لطة القض ائية‬
‫قابلة للطعن بسبب الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬أمام أعلى هيئة قضائية إدارية بالمملكة‪.‬‬

‫ويعقد المجلس األعلى للسلطة القضائية دورتين في السنة على األقل‪ ،‬وه و يت وفر على االس تقالل‬
‫اإلداري والمالي‪ ،‬كما يساعد المجلس في المادة التأديبية‪ ،‬قضاة مفتشون من ذوي الخبرة‪.‬‬

‫ويحدد بقانون تنظيمي انتخاب وتنظيم وسير المجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬والمع ايير المتعلق ة‬
‫بتدبير الوضعية المهنية للقضاة‪ ،‬ومسطرة التأديب‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ويراعي المجلس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬في القضايا التي تهم قضاة النيابة العامة‪ ،‬تقارير التق ييم‬
‫المقدمة من قبل السلطة التي يتبعون لها‪.‬‬

‫مساعدو القضاء‬ ‫‪-‬‬


‫إن تط ور الحي اة في جمي ع المج االت نتج عن ه تغّي ر عمي ق في العالق ات بين األف راد‬
‫والمؤسسات وظهرت صيغ جديدة من المعامالت أحدثت تشّعبا في الوضعيات القانونية‪.‬‬
‫ولمواكب ة ه ذا التط ور‪ ،‬وحرص ا علي إيص ال الحق وق إلي أص حابها في أس رع األوق ات‬
‫وبأيس ر الس بل يس تعين القض اة عن د أدائهم لمه امهم في كث ير من األحي ان بالعدي د من أص حاب‬
‫اإلختصاص الذين ينتمون إلى مهن مختلفة يخضع كل منها إلى جملة من المبادئ ضبطتها قوانين‬
‫خاصة‪.‬‬
‫كم ا يس تعين المتقاض ون ببعض أص حاب المهن ذات الص بغة القانوني ة أو الفني ة إلثب ات‬
‫حقوقهم أو القيام باإلجراءات القانونية أمام المحاكم‪ .‬فك ان ب ذلك ه ؤالء هم مس اعدو القض اء في‬
‫أداء مهامهم‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف مختلف هذه المهن إلى‪:‬‬
‫‪ -‬مهن تهدف بطبيعة عملها إلى مساعدة القض اء على إقام ة الع دل بن اء على ارتب اط عمله ا‬
‫بالمحاكم كهيئة كتابة الضبط و المفوضون القضائيون‪.‬و تكون مساعدتها مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬مهن مساعدة للقضاء بصفة أساسية أسندت ألصحابها صفة مساعد للقضاء بص ريح النص‬
‫القانوني المنظم لكّل مهنة من هذه المهن مثل‪ :‬المترجمين المحلفين والخبراء و المحامون‪.‬و تكون‬
‫مساعدتها غير مباشرة‪.‬‬

‫‪- 1‬المساعدون المباشرون‬


‫يساعد القضاة في القيام بمهامهم فئتان من األشخاص ‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬هيئة كتابة الضبط ‪( .‬أوال)‬
‫الفئة الثانية‪ :‬المفوضون القضائيون‪( .‬ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬هيئة كتابة الضبط‬


‫حسب الفصل األول من مرسوم مرسوم ‪ 14‬سبتمبر ‪ 2011‬بشأن النظام األساسي الخاص‬

‫‪105‬‬
‫بهيئ ة كتاب ة الض بط)‪. (44‬كت اب الض بط هم فئ ة من الم وظفين العموم يين تعم ل في ح دود‬
‫االختصاصات المخولة لها قانونا ‪،‬وتنفذ ما تأمر به المحاكم من إجراءات مس طرية‪ ،‬وتك ون في‬
‫وضعية عادية للقيام بالوظيفة بمختلف محاكم المملكة وبالمصالح المركزية والالمركزي ة ل وزارة‬
‫العدل‪.‬‬
‫ويمارس الموظفون المنتمون لهيئ ة كتاب ة الض بط تحت س لطة رئيس اإلدارة المه ام ال تي‬
‫ت دخل في مج ال اختصاص اتهم بم وجب النص وص التش ريعية والتنظيمي ة الج اري به ا العم ل‪،‬‬
‫ويساعدون القضاء على أداء رسالته ‪.‬‬
‫و تتكون هذه الهيئة من كتاب الضبط ‪ ،‬والمحررين القضائيين ‪ ،‬والمنتدبين القضائيين )‪.(45‬‬
‫و تتمثل المهام التي تقوم بها الهيئات المذكورة فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬كتاب الضبط‬


‫فبالرجوع إلى القانين المسطرية بالخص وص نالح ظ أن المه ام الموكول ة إلى أط ر كت اب‬
‫الضبط تتنوع بين إجراءات إدارية محضة‪ ،‬تتعلق بتنظيم وتدبير الكتاب ات الخاص ة للمس ؤولين‬
‫عن الوحدات اإلدارية المختلفة‪ ،‬وتقييد القضايا في سجالت معدة لذلك حس ب ال ترتيب التسلس لي‬
‫لتلقيها‪ ،‬وتسييرها‪ ،‬وتوجيه االستدعاءات بش أنها‪ ،‬وتض مين الملف ات لش هادات التبلي غ ومختل ف‬
‫المذكرات و األوراق التي تهم القضية ‪.‬‬
‫كم ا يقوم ون بأعم ال تتعل ق بته يئ الملف ات وتجهيزه ا مادي ا إلطالع األط راف عليه ا‪،‬‬
‫وتمكين القاضي من بدء المسطرة فيها‪ ،‬وتثبيت جميع ما يصدر عن المحاكم من أحكام وقرارات‬
‫في محضر الجلسة واإلشهاد على صحتها‪ ،‬وتوقيع المحاضر بعد كل جلسة إلى جانب القاض ي‪،‬‬
‫أو الرئيس‪ ،‬والمستشار المقرر‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن جلسات المحاكم ال تصح إال بحضور كاتب الضبط‪ ،‬فحضوره يعتبر‬
‫ضروريا في تشكيل هيئة المحكمة‪(46) .‬‬

‫) ( المنشور في الجريدة الرسمية عدد‪، 5981‬ص‪44 4760‬‬


‫ألغى مرسوم ‪ 9‬يوليوز ‪ 2008‬بشأن النظام الخاص بموظفي هيئة كتابة الضبط ج ر عدد ‪5646‬‬
‫ص‪ ، 2108‬الذي نسخ بدوره مرسوم ‪ 2‬فبراير‪ 1967‬ج ر عدد ‪، 2832‬ص‪،224‬‬
‫) ( الفصل الخامس من مرسوم ‪ 14‬سبتمبر ‪45‬‬

‫‪46‬‬ ‫) (‪ .‬الفصل ‪ 50‬من قانون المسطرة المدنية ‪ ،‬والفصول ‪ 365‬و‪ 399‬و ‪ 417‬و‪ 439‬و ‪ 477‬و‪ 489‬و‪ 490‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫‪106‬‬
‫وإجم اال ف إن أط ر كت اب الض بط يتكفل ون باس تخالص الرس وم القض ائية)‪ ، ( 47‬وض بط‬
‫الحسابات ‪ ،‬وانجاز المحاض ر)‪ (48‬واإلج راءات المس طرية ال تي ي أمر به ا القاض ي‪ ،‬ومختل ف‬
‫‪49‬‬
‫الشهادات المتعلقة به ا ال تي ت دخل ض من اختصاص اتها‪ ،‬وأعم ال اإلن ذارات واإلثبات ات‪) ،‬‬
‫( ‪،‬والتبليغات)‪،(50‬والتنفيذات بما فيه ا اس تخالص الغرام ات المالي ة )‪ ،(51‬واإلش هاد والمص ادقة‬
‫على صحة نسخ األحكام والقرارات)‪ ، ،(52‬والتسييرات القضائية وتسلم التصريحات )‪.(53‬‬

‫ب‪ -‬المسيرون‬
‫هم موظف ون يقوم ون ببعض األعم ال المأمـور به ا من ط رف القض اة مث ل الحراس ة‬
‫‪56‬‬
‫القضائيـة)‪،(54‬واإلشراف على الـتركات الشاغـرة)‪ ،(55‬وإجراءات التسوية والتصفية القض ائية)‬
‫(‪.‬‬

‫ج‪-‬أعوان التبليغ والتنفيذ‬


‫وتتحدد مهامهم بصفة خاصة في القيام ببعض اإلجراءات المادية ذات الطبيعة القض ائية‬
‫كالحجوزات)‪ ،(57‬وتبليغ االستدعاءات إلى األطراف)‪ ،(58‬أو تبليغ األحكام الصادرة إلى المحك وم‬
‫عليهم أوتنفيذها)‪. (59‬‬
‫و يضاف إلى ما سبق أن هيئة كتابة الضبط يناط بها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حضور الجلسات‬
‫‪ -‬تحرير المحاضر المدنية والجنائية والجنحية ومحاضر التحقيق واإلشهاد على صحتها ‪.‬‬

‫الفصول ‪ 5‬و‪ 8‬و‪ 9‬و‪ 12‬و‪ 14‬و‪.. 16‬إلخ من المرسوم الملكي بمثابة قانون يوحد وينظم بموجبه استخالص األداءات والصوائر القضائية في‪47‬‬
‫( ) المسائل المدنية والتجارية‪ .‬واإلدارية لدى محاكم االستئناف و المحاكم األخرى‬
‫) (‪ .‬الفصالن ‪ 604‬و‪ 605‬من قانون المسطرة الجنائية ‪48‬‬
‫) (‪ .‬الفصل ‪ 148‬الفصول ‪ 538‬و‪ 539‬و‪ 576‬و ‪ 662‬و‪ 663‬من قانون المسطرة الجنائية ‪49‬‬
‫) ( الفصل ‪ 701‬من القانون التجاري ‪50‬‬
‫) (‪ .‬الفصول ‪ 380‬و‪ 388‬من قانون المسطرة الجنائية ‪51‬‬
‫) (‪ .‬الفص‪ 428‬و من قانون المسطرة المدنية والفصول ‪ 528‬و‪ 555‬و‪ 589‬من قانون المسطرة الجنائية‪52‬‬
‫الفصل ‪ 728‬من القانون رقم‪ 15. 95‬المتعلق بمدونة التجارة والفصل ‪ 4‬من مرسوم ‪ 18‬يناير ‪ 1977‬لتطبيق الباب الثاني المتعلق بالسجل‪53‬‬
‫‪ ) (.‬التجاري بالقسم الرابع من الكتاب األول من القانون المتعلق بمدونة التجارة ‪ ،‬ج ر عدد‪4944‬‬
‫) ( الفصل ‪ 454‬من قانون المسطرة المدنية ‪54‬‬
‫) ( الفصالن ‪ 263‬و‪ 264‬من قانون المسطرة المدنية ‪55‬‬
‫)( الفصالن ‪ 1065‬و‪ 1069‬من قانون االلتزامات والعقود ‪56‬‬
‫) ( ‪ .‬الفصل ‪455‬من قانون المسطرة المدنية ‪57‬‬
‫) ( الفصالن ‪ 37‬و‪ 39‬من قانون المسطرة المدنية ‪58.‬‬
‫الفصول‪433‬و ‪ 440‬و‪ 441‬و ‪ 442‬و‪ 443‬و‪ 448‬و‪ 450‬و‪ 455‬و‪ 456‬و‪ 460‬و‪ 470‬و‪ 474‬و‪ 475‬و‪476‬و‪ 477‬من قانون المسطرة المدنية‪59‬‬
‫‪ )( ، .‬والفصالن ‪ 115‬و‪ 116‬من القانون رقم ‪ 15. 95‬المتعلق بمدونة التجارة‬
‫‪107‬‬
‫‪ -‬مسك مختلف السجالت والمحافظة على الملفات والوثائق)‪، (60‬‬
‫‪ -‬اإلشهاد والمصادقة على صحة نسخ األحكام والقرارات بتفويض من رئيس مصلحة كتابة‬
‫الضبط أو من ينوب عنه )‪،(61‬‬
‫‪ -‬انجاز مختلف الشهادات المتعلقة باإلجراءات المسطرية التي ت دخل ض من اختصاص ات‬
‫كتابة الضبط ‪،‬‬
‫‪ -‬المساهمة في أنشطة الوحدات اإلدارية المعينين بها‪،‬‬
‫‪ -‬القيام بالمهام المسندة إليهم على مستوى المصالح المركزية والالممركزة‪،‬‬
‫‪ -‬المساعدة في ا إلجراءات المرتبطة بمهام كتابة الضبط ‪،‬‬
‫‪ -‬مراقبة واستالم األشغال المتعلقة بمجاالت تخصصاتهم)‪، (62‬‬
‫‪ -‬تأطير العاملين تحت سلطتهم وتأهيلهم والمساهمة في تكوينهم ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المهام الخاصة بكل إطار من أطر هيئة كتابة الضبط‬


‫و هي مهام مشتركة ألطر هيئة كتابة الضبط ‪ ،‬و إلى جانب ذلك يس ند الق انون لك ل إط ار‬
‫من أطر هيئة كتابة الضبط مهام خاصة ‪ ،‬تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫بالنسبة إلطار كتاب الضبط ‪ :‬وهي‬
‫‪ -‬التبليغ والتنفيذ‬
‫‪ -‬تنظيم وتدبير الكتابات الخاصة للمسؤولين عن الوحدات اإلدارية المختلفة ‪،‬‬
‫‪ -‬المساعدة في تنظيم االستقباالت‬
‫بالنسبة إلطار المحررين ‪ :‬وهي‬
‫‪-‬القيام باإلجراءات التبليغية وانجاز محاضر بشأنها ‪،‬‬
‫‪ -‬تنفيذ األحكام القضائية واستخالص الغرامات المالية ‪،‬‬
‫بالنسبة إلطار المنتدبين‪ :‬وهي‬
‫‪-‬القيام بمهام اإلشراف وتدبير المهام الموكول ة إليهم على مس توى مح اكم المملك ة واإلدارة‬
‫والمصالح المركزية )‪،(63‬‬
‫) (‪ .‬الفصل ‪ 28‬من قانون التجارة ‪60‬‬
‫) (‪.‬الفصل‪ 563‬من قانون التجارة ‪61‬‬
‫) (‪ .‬راجع الفصل ‪ 27‬من القانون رقم ‪ 45 .00‬المتعلق بالخبراء القضائيين ‪62‬‬
‫الذين باإلضافة إلى المهام المشار إليها أعاله كان الفصل ‪ 22‬من مرسوم ‪ 9‬يوليوز المنسوخ بمرسوم ‪ 14‬سبتمبر ‪ 2001‬ينيط بهم القيام (‪63‬‬
‫) بمهام تأطير الموظفين العاملين تحت سلطتهم وهم كتاب الضبط والمحررون القضائيون‬
‫‪108‬‬
‫‪-‬تنفيذ األحكام القضائية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المفوضون القضائيون‬


‫المفوض القضائي مساعد للقضاء يم ارس مهن ة ح رة ‪ ،‬تتن افي م ع ممارس ة أي وظيف ة أو‬
‫مهمة عمومية ومع كل نشاط تجاري أو صناعي أو معتبر كذلك بمقتض ى الق انون ‪ ،‬كم ا تتن افى‬
‫م ع مهن ة مح ام أو موث ق أو ع دل أو خب ير أو ترجم ان أو وكي ل أعم ال أو مهن ة سمس ار أو‬
‫مستشار ق انوني أو جب ائي‪ ،‬وم ع ك ل عم ل خ ارج مهام ه ي ؤدى عن ه أج ر باس تثناء النش اطات‬
‫العلمية ‪.‬‬
‫و تتمث ل أهم مه ام المف وض القض ائي كم ا ح ددها الفص ل ‪ 15‬من الق انون رقم ‪81. 03‬‬
‫المتعلق بتنظيم مهنة المفوضين القض ائيين الص ادر األم ر بتنفي ذه بم وجب ظه ير ‪ 14‬ف براير‬
‫‪ 2006‬فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬يختص مع مراعاة الفقرة ‪ 4‬من هذا الفص ل بالقي ام بعملي ات التبلي غ وب إجراءات تنفي ذ‬
‫األوامر واألحكام والقرارات ‪،‬وكذا كل العقود والس ندات ال تي له ا ق وة تنفيذي ة م ع الرج وع إلى‬
‫القض اء عن د وج ود أي ص عوبة‪ ،‬وذل ك باس تثناء إج راءات التنفي ذ المتعلق ة ب إفراغ المحالت‬
‫والبيوعات العقارية ‪،‬وبيع السفن والطائرات واألصول التجارية ؛‬
‫‪ -‬يتكل ف المف وض القض ائي بتس ليم اس تدعاءات التقاض ي ض من الش روط المق ررة في‬
‫قانون المسطرة المدنية وغيرها من القوانين الخاصة ‪ ،‬وكذا اس تدعاءات الحض ور المنص وص‬
‫عليها في قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬ويمكن له أن يقوم باستيفاء المبالغ المحكوم بها أو المستحقة‬
‫بمقتضى سند تنفيذي وإن اقتضى الحال البيع بالمزاد العلني للمنقوالت المادية ؛‬
‫‪-‬يقوم المفوض القضائي بتبليغ اإلنذارات بطلب من المع ني ب األمر مباش رة م ا لم ينص‬
‫القانون على طريقة أخرى للتبليغ ؛‬
‫‪ -‬ينتدب المفوض القضائي من لدن القضاء للقيام بمعاينات مادية محضة مجردة من ك ل‬
‫رأي ‪،‬ويمكن له أيضا القيام بمعاينات من نفس النوع مباشرة بطلب ممن يعنيه األمر ؛‬
‫‪ -‬يمكن للمف وض القض ائي أن ي نيب عن ه تحت مس ؤوليته كاتب ا محلف ا أو أك ثر للقي ام‬
‫بعمليات التبليغ فقط وفق أحكام الباب العاشر‪.‬‬
‫‪ - 2‬المساعدون غير المباشرون‬

‫‪109‬‬
‫ينضوي تحت فئة مساعدي القض اء الغ ير مباش رين مجموع ة من المهن مث ل المح امون‪،‬‬
‫الخبراء‪ ،‬التراجمة‪ ،‬الموثقون‪ ،...‬و حسبنا أن نتطرق في هذا المقام لكل من المحامين‪ ،‬و الخبراء‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المحامون‬
‫المحاماة مهنة حرة مستقلة تقوم على مد يد المعونة للقض اء في إقام ة الع دل والكش ف عن‬
‫الحقيقة‪ ،‬وتقديم المساعدة للمتقاضين حيث يقوم المحامون بإبداء النصح إليهم ومباشرة إجراءات‬
‫الخص ومة عنهم أم ام المح اكم‪ .‬و ق د خص ها المش رع المغ ربي بتنظيم خ اص من ذ س نة ‪1924‬‬
‫بمقتضى قانون ين اير ‪ ،1924‬لتت والى الق وانين المنظم ة للمهن ة ك ان آخره ا ق انون رقم ‪24.02‬‬
‫الصادر سنة ‪.2008‬‬

‫‪-‬مهام المحامي‬
‫تتمثل أهم مهام المحامي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ +‬الترافع نيابة عن األطراف وم ؤزارتهم وال دفاع عنهم وتم ثيلهم أم ام مح اكم المملك ة ‪،‬‬
‫والمؤسس ات القض ائية والتأديبي ة إلدارات الدول ة والجماع ات والمؤسس ات والهيئ ات المهني ة‪،‬‬
‫وممارسة جميع أن واع الطع ون في مواجه ة ك ل م ا يص در عن ه ذه الجه ات في أي دع وى أو‬
‫مسطرة من أوام ر أو أحك ام وق رارات م ع مراع اة المقتض يات الخاص ة ب الترافع أم ام محكم ة‬
‫النقض)‪ (64‬؛‬
‫‪ +‬تمثيل الغير ومؤازرته أمام جميع اإلدارات العمومية؛‬
‫‪ +‬تقديم كل عرض أو قبوله ‪ ،‬وإعالن كل إقرار أو رض ى ‪ ،‬أو رف ع الي د عن ك ل حج ز‪،‬‬
‫والقيام بصفة عامة بكل األعمال لفائدة موكله ولو كانت اعترافا بحق أو تن ازال عن ه م الم يتعل ق‬
‫األمر بإنكار خط اليد أو طلب اليمين أو قلبها فإنه ال يصح إال بمقتضى وكالة مكتوبة ؛‬
‫‪ +‬القيام في كتابات الض بط ومختل ف المح اكم وغيره ا من جمي ع الجه ات المعني ة ‪ ،‬بك ل‬
‫مسطرة غير قضائية والحصول منها على كل البيانات والوثائق ومباشرة كل إجراء أمامه ا‪ ،‬إث ر‬
‫صدور أي حكم أو أمر أو قرار‪ ،‬أو إبرام صلح‪ ،‬وإعطاء وصل بكل ما يتم قبضه؛‬
‫‪ +‬إعداد الدراسات واألبحاث وتقديم االستشارات وإعطاء فتاوى واإلرشادات في المي دان‬
‫القانوني ؛‬
‫) (‪ .‬راجع الفصول ‪ 32‬و‪ 33‬و‪ 34‬من قانون ‪64 28. 08‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ +‬تحرير العقود‪،‬غير أنه يمنع على المحامي الذي حرر العقد أن يمثل أحد طرفيه في حال ة‬
‫حدوث نزاع بينهما بسبب هذا العقد ؛‬
‫‪ +‬تمثيل األطراف بتوكيل خاص في العقود؛‬
‫‪ +‬جعل المحامون دون سواهم هم من يمثل األشخاص ال ذاتيون والمعنوي ون والمؤسس ات‬
‫العمومية وشبه العمومي ة والش ركات وي ؤازرنهم أم ام القض اء ‪ ،‬ماع دا إذا تعل ق األم ر بالدول ة‬
‫واإلدارات العمومية حيث تكون نيابة المحامي أمر اختياريا )‪.(65‬‬

‫‪ -II‬شروط مزاولة مهنة المحاماة‬


‫أ‪-‬الشروط العامة ‪ :‬اشترط المشرع في المرشح لمهنة المحاماة شروطا ورد النص عليها في‬
‫الفصل ‪ 5‬و ذلك كما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن يكون مغربيا أو من مواطني دولة تربطها بالمملكة المغربية اتفاقية تسمح لمواطني‬
‫كل من الدولتين بممارسة مهنة المحاماة في الدولة األخرى ؛‬
‫‪ -2‬أن يكون بالغا من العمر‪ 21‬سنة ومتمتعا بحقوقه الوطنية والمدنية؛‬
‫‪ -3‬أن يكون حاصال على شهادة اإلجازة في العلوم القانونية؛‬
‫‪ -4‬أن يكون حاصال على شهادة األهلية لممارسة مهنة المحاماة ؛‬
‫‪ -5‬أن اليكون م دانا قض ائيا أو تأديبي ا بس بب ارتكاب ه أفع اال للش رف والم روءة أو حس ن‬
‫السلوك ولو رد اعتباره؛‬
‫‪ -6‬أن ال يكون مصرحا بسقوط أهليته التجارية ولو رداعتباره ؛‬
‫‪ -7‬أن ال يكون في حالة إخالل بالتزام صحيح يربطه بإدارة أو مؤسسة عمومية لمدة معينة؛‬
‫‪ -8‬أن يكون متمتعا بالقدرة الفعلية على ممارسة المهنة بكامل أعبائها ؛‬
‫‪ -9‬أن ال يتجاوز من العمر ‪ 45‬سنة لغير المعفيين من التمرين عند تقديم الطلب إلى الهيئة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬التمرين و التسجيل في الجدول‬


‫‪ -1‬التمرين‪:‬‬

‫) ( أنظر الفصل ‪ 529‬من قانون المسطرة الجنائية ‪65‬‬

‫‪111‬‬
‫يستخلص من الفصل ‪ – 11‬بغض النظر عن األعمال المسموح بها للمحامي المتمرن طبق ا‬
‫للفصل ‪ -15‬أنه ال يحق ألي كان ممارسة مهنة المحاماة إال إذا قضى مدة تمرين‪ ،‬وفقا للش روط‬
‫المقررة في هذا القانون ‪ ،‬وذلك مع مراعاة حاالت اإلعفاء المنصوص عليها في الفصل ‪.18‬‬
‫‪ -‬التقييد في الئحة المحامين المتمرنين‬
‫يتعين على المرش ح أن يق دم طلب للترش يح للتقيي د في الئح ة المح امين المتم رنين إلى‬
‫نقيب الهيئة التي ينوي قضاء مدة التمرين بها وذل ك خالل ش هري م ارس وأكت وبر من ك ل س نة‬
‫مرفقا بالوثائق التالية ‪:‬‬
‫الوثائق المثبتة لتوفر المترشح على الشروط المنصوص عليها في الفصل ‪ 5‬أعاله ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫سند إلتزام صادر عن محام مقيد بالج دول من ذ م دة‪ 5‬س نوات على األق ل وحاص ل‬ ‫‪‬‬
‫على إذن كتابي مسبق من النقيب يتعهد بمقتض اها أن يش رف على تم رين المرش ح بمكتب ه وف ق‬
‫القواعد المهنية ‪ .‬يمكن للنقيب تعيين هذا المحامي عند االقتضاء ‪،‬‬
‫يجري مجلس الهيئة بحثا حول أخالق المترشح بجميع الوسائل التي يراها مناسبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬القبول في التمرين‬
‫يبت المجلس في الطلب ات المس توفية لكاف ة الوث ائق وعناص ر البحث خالل أج ل ال‬ ‫‪‬‬
‫يتعدى ‪ 4‬أشهر من تاريخ تقديم الطلب‪،‬‬
‫اليتخذ مقرر بالرفض إال بعد االس تماع للمترش ح من ط رف مجلس الهيئ ة ‪،‬أو بع د‬ ‫‪‬‬
‫انصرام أجل ‪ 15‬يوما على التوصل باالستدعاء في عنوانه المدلى به من طرفه أو تعذر ذلك ‪،‬‬
‫يبلغ مقرر القبول أو الرفض إلى المترشح ‪ ،‬وإلى الوكيل العام للملك داخل أجل ‪15‬‬ ‫‪‬‬
‫يوما من صدوره‪،‬‬
‫يعتبر الطلب مرفوضا في حالة عدم تبليغ مقرر المجلس خالل أج ل‪ 15‬يوم ا التالي ة‬ ‫‪‬‬
‫النتهاء األجل المحدد للبت في الطلب ‪،‬‬
‫ال يقيد المرشح المقبول في الئحة التمرين وال يشرع في ممارسته ‪،‬إال بعد أن ي ؤدي القس م‬
‫القانوني )‪.(66‬‬
‫‪ -‬مدة التمرين ومشتمالته‬
‫ونصه " أقسم باهلل العظيم أن أمارس مهام الدفاع واالستشارة بشرف وكرامة وضمير ونزاهة واستقالل وإنسانية وأن ال أحيد عن االحترام (‪66‬‬
‫) الواجب للمؤسسات القضائية وقواعد المهنة التي أنتمي إليها وأن أحافظ على السر المهني ‪ ،‬وأن ال أبوح أو أنشر ما يخالف القوانين واألنظمة‬
‫واألخالق العامة‪ ،‬وأمن الدولة والسلم العمومي ‪ .‬يؤدى هذا القسم أمام محكمة االستئناف في جلسة خاصة يرأسها الرئيس األول ويحضرها‬
‫" الوكيل العام ‪ ،‬وكذا نقيب الهيئة الذي يتولى تقديم المترشحين المقبولين‬
‫‪112‬‬
‫تستغرق مدة التم رين ‪ 3‬س نوات )‪(67‬يق وم المح امي المتم رن خالله ا بااللتزام ات‬ ‫‪‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫*الممارسة بصفة فعلية في مكتب محام يتوفر على الشروط واألقدمي ة المح ددة في الفص ل‬
‫‪.11‬‬
‫*الحضور في الجلسات بالمحاكم ‪،‬‬
‫* المواظبة على الحضورفي ندوات التمرين والمشاركة في أشغالها‪.‬‬
‫*للمحامي المتمرن أن يحل محل المحامي المشرف على تمرينه في جميع القضايا‪ ،‬غيرأن ه‬
‫ال يجوزله‪:‬‬
‫‪ -‬أن يمثل أو يؤازر األطراف في قضايا الجنايات سواء بالنسبة عن المحامي المشرف على‬
‫تمرينه ‪،‬أو في إطار المساعدة القضائية ‪،‬‬
‫‪ -‬أن يترافع أمام مخاكم االستئناف خالل السنة األولى من تمرينه ‪،‬‬
‫‪ -‬أن يفتح مكتبا له أو أن يمارس باسمه الخاص خارج نطاق المساعدة القضائية )‪،(68‬‬
‫‪ -‬أن يحمل لقب محام إال إذا كان مشفوعا بصفة متمرن ‪.‬‬
‫غير أنه يمكن لمجلس الهيئة أن يمدد فترة التمرين لم دة إض افية ال تزي د عن س نة‬ ‫‪‬‬
‫في حالة اإلخالل بالتزامات التمرين وذلك بمقتضى مقرر معلل‪ .‬كما يقع التمدي د وجوب ا في حال ة‬
‫االنقطاع دون سبب مشروع لنفس المدة االنقطاع كاملة‪.‬‬
‫التتخذ المقررات التي يصدرها مجلس الهيئة في هذا اإلطار ‪،‬إال بع د االس تماع إلى‬ ‫‪‬‬
‫المعني باألمر ‪ ،‬أو في غيبته إذا استدعي ولم يحضربعد ‪ 15‬يوم ا من ت اريخ توص له باالس تدعاء‬
‫في أخر عنوان مهني له ‪ ،‬أو تعذر ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬الحذف من الئحة التمرين ‪ :‬يتعين الحذف من الئحة التمرين في حالة ‪:‬‬
‫االستمرار في اإلخالل بالتزامات التمرين بالرغم من تمديد مدته ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫االستمرار في االنقطاع رغم تمديد فترة التمرين ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪-‬اإلعفاء من الحصول على شهادة األهلية و من التمرين‬
‫أشار الفصل ‪ 18‬من ق انون المحام اة إلى أن األش خاص ال ذين يعف ون من ش هادة األهلي ة‬
‫ومن التمرين هم ‪:‬‬
‫) ( ‪.‬الفصل‪6714‬‬
‫) (‪ .‬الفصل ‪68 15‬‬

‫‪113‬‬
‫قدماء القضاة الذين قضوا ‪ 8‬سنوات على األقل في ممارس ة القض اء يع د حص ولهم‬ ‫‪‬‬
‫على اإلج ازة في الحق وق ‪ ،‬وقب ول اس تقالتهم ‪ ،‬أو إح التهم على التقاع د م الم يكن ذل ك لس بب‬
‫تأديبي ‪،‬‬
‫ق دماء القض اة من الدرج ة الثاني ة أو من درج ة تفوقه ا ‪ ،‬بع د قب ول اس تقالتهم‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬
‫إحالتهم على التقاعد مالم يكن ذلك لسبب تأديبي‪،‬‬
‫قدماء المحامين الذين سبق لهم تسجيلهم مدة خمس سنوات على األقل بدون انقط اع‬ ‫‪‬‬
‫في جدول هيئة أو عدة هيئات للمحامين بالمغرب أو هيئة أو ع دة هيئ ات بإح دى ال دول األجنبي ة‬
‫التي أبرمت مع المغرب اتفاقية‪ ،‬ثم انقطع وا عن الممارس ة ش ريطة أال يزي د ه ذا االنقط اع على‬
‫عشر سنوات‪،‬‬
‫المحامون المنتمون إلحدى الدول األجنبية التي أبرمت م ع المغ رب اتفاقي ة دولي ة‬ ‫‪‬‬
‫تسمح لمواطني كل من الدولتين المتعاقدتين بممارسة مهنة المحاماة في الدولة األخرى وذلك بعد‬
‫إثبات استقالتهم من الهيئة التي كانوا يمارسون بها‪ .‬ويتعين على المحامين المنتمين لهذه ال دول إذ‬
‫لم يكونوا حاصلين على شهادة األهلي ة لمزاول ة مهن ة المحام اة المنص وص عليه ا في الفص ل ‪5‬‬
‫أعاله اجتياز امتحان لتقييم مع رفتهم باللغ ة العربي ة وبالق انون المغ ربي قب ل البت في طلب اتهم ‪،‬‬
‫تنظم شروطه بمقتضى نص تنظيمي ‪،‬‬
‫أساتذة التعليم العالي في مادة القانون ‪ ،‬الذين زاولوا بعد ترسيمهم مهنة التدريس م دة‬ ‫‪‬‬
‫‪ 8‬سنوات بإحدى كليات الحقوق بالمغرب ‪ ،‬وذلك بعد قبول استقالتهم أو إحالتهم على التقاعد ما لم‬
‫يكن ذلك لسبب تأديبي ‪.‬‬
‫‪- III‬التسجيل في الجدول‬
‫أ‪ -‬تقديم طلب التسجيل‬
‫بخصوص الشروط المقررة للتسجيل في الج دول يم يز الفص ل‪ 19‬من ق انون المحام اة بين‬
‫المترشح المعفى من شهادة األهلية والتمرين ‪ ،‬والمحامي المتمرن‪.‬‬
‫‪ -1‬فبالنسبة للمترشح المعفى من شهادة األهلي ة ومن التم رين يق دم طلب م دعما بم ا يتبث‬
‫توفر الشروط المقررة للتسجيل في الجدول ‪،‬‬
‫‪ -2‬وبالنسبة للمحامي المتمرن يتوجب علي ه تق ديم طلب ه ال رامي إلى التس جيل في الج دول‬
‫تراعى فيه األحكام التالية‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫‪-‬وجوب تقديم الطلب خالل ثالثة أشهر من تاريخ انقضاء مدة التمرين‪،‬‬
‫‪ -‬عند انصرام هذا األجل يستدعي المجلس المعني باألمر لالستماع إليه بش أن الع ذر ال ذي‬
‫عاقه على تقديم الطلب ‪،‬‬
‫‪ -‬عند قبول العذر يمنح المعني باألمر مهلة ‪3‬أشهر لتقديم طلب التسجيل إلى المجلس ‪،‬‬
‫‪ -‬للمجلس أن يق رر الح ذف من الئح ة التم رين بالنس بة للمح امي المتم رن ال ذي ال يتقي د‬
‫باألجل أعاله ‪ .‬ال يتخذ قرار الحذف من الئحة التمرين إال بعد االستماع للمعني باألمر من طرف‬
‫مجلس الهيئة‪ ،‬أو انصرام أجل‪ 15‬يوما على تاريخ توصله باالستدعاء‪،‬‬
‫ب ‪-‬البت في طلبات التسجيل‬
‫‪ -1‬يبت مجلس الهيئة في طلبات التسجيل في الج دول بع د اس تكمال عناص ر البحث داخ ل‬
‫أجل ‪ 4‬أشهر من تاريخ إيداع الطلب وأداء واجبات االنخراط ‪،‬‬
‫‪-2‬ال يرفض مجلس الهيئة التسجيل إال بع د االس تماع إلى المع ني ب األمر‪،‬أو في غيبت ه ‪.‬إذا‬
‫استدعي ولم يحضر بعد ‪15‬يومامن تاريخ توصله أو تعذرذلك بصفة قانونية‪،‬‬
‫‪-3‬يبلغ مقرر قبول التسجيل في الج دول أو رفض ه إلى المع ني ب األمر وإلى الوكي ل الع ام‬
‫للملك داخل أجل ‪15‬من تاريخ صدوره‪،‬‬
‫‪-4‬يعتبر طلب التسجيل مرفوضا إذا لم يبت فيه المجلس داخل أجل‪ 15‬يوما الموالية النته اء‬
‫المحددة أعاله ‪،‬‬
‫ج ‪-‬إجراءات التسجيل‬
‫‪-1‬يؤدى القسم من طرف المترشح المعفى من شهادة األهلية ومن التم رين ‪ ،‬وال ذي تق رر‬
‫تسجيله في الجدول وذلك حسب الكيفية المقررة في الفصل‪ 12‬أعاله‪،‬‬
‫‪ -2‬يسجل المحامون المتمرنون المقبولون في الجدول حس ب ت اريخ تق ديم طلب التس جيل ‪،‬‬
‫يسجل باقي المترشحين في الجدول اعتبارا من تاريخ أداء القسم ‪،‬‬
‫‪ -3‬ال يجوزلقدماء القضاة والموظفين ورجال السلطة أو الذين مارس وا مهامه ا ‪ ،‬أن يقي دوا‬
‫في لوائح التمرين‪ ،‬أو أن يس جلوا في ج دول الهيئ ة المحدث ة ل دى أخ ر محكم ة االس تئناف ال تي‬
‫زاولوا مهامهم في دائرتها قبل مضي ‪ 3‬سنوات من تاريخ انقطاعهم عن العمل بها )‪،(69‬‬

‫كما يحظر عليهم بعد تسجيلهم في أي هيئة أخرى ‪ ،‬أن يمارسوا خالل نفس الفترة أي شكل من أشكال النشاط بتلك الدائرة‪ .‬ال يفرض أي ‪69‬‬
‫قيد () بالنسبة لقدماء قضاة محكمة النقض وقدماء الموظفين ورجال السلطة الذين كانت مهامهم تشمل جميع أنحاء المملكة‪ -‬فقرات ‪ 12‬و‪ 3‬من‬
‫‪ -.‬الفصل ‪23‬‬
‫‪115‬‬
‫‪ -4‬يحصر الجدول في مطلع كل سنة قضائية‪ ،‬ويطبع ويودع بوزارة العدل وكتابات الضبط‬
‫لدى محكمة النقض والمحاكم الموجودة بالدائرة‪ .‬يمكن لكل هيئة أن تطلب نشر الج دول بالجري دة‬
‫الرسمية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الخبراء‬
‫المقصود بالخبراء األشخاص الذين تستعين بهم المحكمة في المسائل العلمي ة والفني ة ال تي‬
‫تثورعند نظر القضايا المعروضة عليها وذلك في كافة المجاالت كالهندسة والحسابات والخطوط‬
‫والعقار‪...‬إلخ ‪.‬‬
‫ويتم تحديد الئحة الخبراء الذين تستعين بهم المحاكم من طرف وزارة العدل بن اء على‬
‫شروط حددها ظهير ‪ 30‬مارس ‪ 1960‬المتعلق بوضع جداول الخبراء والتراجمة العدليين‪.‬‬
‫و قد بادرت وزارة العدل إلى تهيئ مشروع قانون رقم ‪ 45 .00‬يتعلق بالخبراء القضائيين‬
‫صادق عليه البرلم ان وص در األم ر بتنفي ذه بمقتض ى ظه ير ‪ 22‬يوني و‪ 2001‬اعت بر الخ براء‬
‫القضائيون من مساعدي القضاء ويمارسون مه امهم وف ق الش روط المنص وص عليه ا في ه ذا‬
‫القانون وفي النصوص الصادرة تطبيقا له ؛ و يعرف الخبير بكونه المختص الذي يتولى بتكلي ف‬
‫من المحكمة التحقيق في نقطة تقنية وفنية ‪ ،‬ويمنع عليه أن يبدي أي رأي في الجوانب القانونية ؛‬
‫و يمكن للمحاكم أن تستعين بآراء الخبراء القضائيين على سبيل االستئناس دون أن تك ون ملزم ة‬
‫لها‪.‬‬
‫و قد علق المشرع إمكانية ممارسة الخبرة القضائية على شرط التس جيل في أح د ج داول‬
‫الخبراء القضائيين‪ ،‬الذي يقتضي من المرشح االس تجابة للش روط المنص وص عليه ا في الفص ل‬
‫الثالث‪ ،‬و هي إمكانية متاحة حتى بالنسبة للشخص المعنوي إذا توفرت في ه الش روط المنص وص‬
‫عليها في الفصل الرابع‪ ،‬على أنه تجدر اإلش ارة إلى أن هن اك ن وعين من الج داول يتعل ق األول‬
‫منها بالخبراء المسجلين لدى محكمة االستئناف ‪ ،‬والثاني بالخبراء القضائيين المسجلين بالج دول‬
‫الوطني‪.‬الذي يجب وضعه بكتابة ضبط محكمة النقض‪.‬‬
‫و يمكن للخبير المسجل في الجدول األول أن يطلب تسجيله في الجدول الوطني بعدة ف ترة‬
‫تسجيل لمدة‪ 5‬سنوات متتالية على األق ل في ج دول مح اكم االس تئناف‪ .‬أم ا عن التس جيل فيس ند‬
‫للجنة تحدث بوزارة العدل تتكون من ممثل لوزير العدل بصفته رئيس ا ‪ ،‬وثالث ة رؤس اء أول يين‬

‫‪116‬‬
‫لمحاكم استئناف‪ ،‬وثالثة وكالء عاميين للملك لدى محاكم استئناف‪ ،‬وخبيران قضائيان من بينهما‬
‫رئيس الهيئة أو من ينتدبه لهذه الغاية إذا ك ان األم ر يتعل ق بمترش ح لف رع من ف روع الخ برة‬
‫التي ينتمي لهيئة تمثل مهنة منظمة‪ ،‬أو خب يران قض ائيان من بينهم ا رئيس جمعي ة ‪ ،‬أو خب يران‬
‫قضائيان يمثالن فرع الخبرة الذي ينتمي إليه المترشح إذا لم يكن هذا الفرع يتعلق بمهنة تمثلها‬
‫هيئة أو جمعية مهنية ‪.‬‬
‫وتتولى هذه اللجنة دراسة طلبات التسجيل واتخاذ القرارات المتعلقة بها ‪،‬وكذا إعداد جداول‬
‫الخبراء القضائيين وممارسة السلطة التأديبية ‪.‬‬

‫أهم مستجدات قانون التنظيم القضائي ‪ 38.15‬المرتقب‬ ‫‪-‬‬

‫نشير أوال إلى أن وضع هذا القانون قد جاء من أجل استكمال ما بدأه المشرع من إعادة‬
‫صياغة صرح العدالة بمنظور جديد يستجيب لمتطلبات العدالة‪ ،‬حيث بعد تنصيب المجلس األعلى‬
‫للسلطة القضائية و إنتقال رئاسة النيابة العامة للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض‪ ،‬كان من‬
‫الضروري إعادة صياغة و ضبط العالقة بين السلطة القضائية و رئاسة النيابة العامة و الوزارة‬
‫‪.‬المكلفة بالعدل داخل المحاكم و تحديد إختصاصاتها في مجال تدبير اإلدارة القضائية‬

‫‪117‬‬
‫و قد تضمن قانون التنظيم القضائي المرتقب حوالي ‪ 120‬فصال مقابل ‪ 28‬فصال في القانون‬
‫الحالي‪ ،‬بمعنى أن عدد المواد تضاعفت اآلن أربع مرات‪.‬و قد جاءت موزعة على اربعة اقسام‬
‫وفق مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬القسم األول‪ :‬يتعلق بمبادى التنظيم القضائي وقواعد التنظيم القضائي وحقوق المتقاضين‪،‬‬
‫ويتضمن ثالث ابواب‪ ،‬األول منها يتعلق بمبادئ التنظيم القضائي وقواعد عمل الهيئات القضائية‪،‬‬
‫والثاني يتعلق بمنظومة تدبير محاكم اول درجة وثاني درجة و تنظيمها الداخلي‪ ،‬أما الباب الثالث‬
‫فيتعلق بحقوق المتقاضين و تجريح القضاة و مخاصمتهم‪.‬‬

‫– القسم الثاني‪ :‬يتعلق بتاليف المحاكم و تنظيمها و اختصاصها‪ ،‬و يتضمن ثالث ابواب‪ ،‬األول‬
‫منها يتعلق بمحاكم اول درجة و الثاني بمحاكم ثاني درجة أما الباب الثالث فيتعلق بمحكمة النقض‪.‬‬

‫– القسم الثالث‪ :‬يتعلق بالتفتيش و اإلشراف القضائي على المحاكم و يتضمن بابين‪ ،‬األول يتعلق‬
‫بتفتيش المحاكم و يتعلق الثاني باالشراف القضائي على المحاكم‪ – .‬القسم الرابع‪ :‬أحكام ختامية و‬
‫إنتقالية‪.‬‬

‫هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد جاء هذا القانون بعدة تعديالت للقانون الحالي تمثلت أهمها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تضمن القانون التذكير ببعض المبادئ التي تهم وحدة القضاء واستقالله وحقوق المتقاضين‪.‬‬

‫‪ -‬كرس القانون الجديد أحقية الحكومة بمقتضى مراسيم في التوزيع الجغرافي للمحاكم (الخريطة‬
‫القضائية) وأضاف بعض المقتضيات والمعايير الجديدة المتعلقة بضرورة استطالع رأي المجلس‬
‫األعلى للسلطة القضائية والهيئات المهنية المعنية‪ ،‬ومراعاة حجم القضايا والمعطيات الجغرافية‬
‫والديمغرافية واالجتماعية‪ ،‬وكذا التقسيم اإلداري عند االقتضاء‪ ،‬وكذا المعطيات االقتصادية‬
‫والمالية إذا تعلق األمر بإحداث محاكم تجارية"‪.‬‬

‫‪ -‬إحداث مؤسسة جديدة داخل المحاكم‪ ،‬وهي مكتب المحكمة‪ ،‬مع منحها اختصاص إعداد مشروع‬
‫جدول أعمال الجمعية العامة للمحكمة‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم مؤسسة الجمعية العامة بالمحاكم وتوضيح اختصاصها وطريقة عملها وانعقادها‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ -‬إدخال مؤسسة الجمعية العامة إلى محكمة النقض ألول مرة في تاريخ المغرب‪.‬‬

‫‪ -‬النص على دور المسؤولين القضائيين (رؤساء المحاكم بمختلف الدرجات) داخل المحاكم‪.‬‬

‫‪ -‬إسناد مهمة التواصل مع الرأي العام والصحافة إلى المسؤول القضائي بالمحكمة‪ ،‬مع إمكانية‬
‫تفويضها‪.‬‬

‫‪ -‬نص القانون الجديد على إمكانية إنشاء األقسام التجارية المتخصصة واألقسام اإلدارية‬
‫المتخصصة داخل المحاكم االبتدائية واالستئنافية‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد اختصاصات وزارة العدل داخل المحاكم وتحديد منظومة التدبير‪.‬‬

‫‪ -‬إحداث مؤسسة الكاتب العام للمحكمة واختصاصاته وعالقته بالوزارة المكلفة بالعدل والمسؤولين‬
‫القضائيين‪.‬‬

‫‪ -‬مجاالت التفتيش التي ستختص بها المفتشية العامة للشؤون القضائية‪ ،‬والتي تم االكتفاء فيها‬
‫باإلحالة على القانون الذي سوف ينظمها‪ .‬وبالمقابل تم التفصيل في صالحيات المفتشية العامة‬
‫التابعة للوزارة المكلفة بالعدل‪ ،‬وخاصة في ما له صلة بالجانب المالي واإلداري‪.‬‬

‫‪ -‬إحداث هيكلة إدارية جديدة للمحاكم‪ ،‬وخاصة في ما له صلة بكتابة الضبط وإسناد بعض‬
‫االختصاصات إلى مؤسسة الكاتب العام الجديدة‪.‬‬

‫‪ -‬إحداث بعض اللجان لتدارس القضايا التي تهم حل اإلشكاالت العالقة بالمحاكم وتسيير العمل بها‪،‬‬
‫من قبيل اللجنة المكونة من رئيس المحكمة ووكيل الملك ونقيب المحامين؛ على أن القانون ترك‬
‫الباب مفتوحا ونص على أنه يمكن إنشاء اللجان نفسها مع مهن قانونية أخرى بنفس التركيبة‪ ،‬مع‬
‫تعويض نقيب المحامين بممثل الهيئة المعنية‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد اختصاص مكاتب المساعدة القضائية‪.‬‬

‫‪ -‬حذف الغرفة االستئنافية بالمحاكماالبتدائية‪.‬‬

‫‪-‬إضافة غرفة سابعة إلى محكمة النقض و هي الغرفة العقارية‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫إلى غير ذلك من المستجدات التي أثارت جدال كبيرا في األوساط الحقوقية‪ ،‬والزالت‪ ،‬ولعل ذلك ما‬
‫ساهم في تعطيل خروج هذا القانون إلى حيز التطبيق‪.‬‬

‫‪120‬‬

You might also like