Professional Documents
Culture Documents
أكدال -الرباط
(الفوج "ب")
1
مقـــــــــــــــدمة:
التنظيم القضائي في مفهومه العام ،هو االطار أو النظام القانوني ال ذي ينظم قواع د وأس س
العمل القضائي بشكل عام ،وذلك من خالل اإلشارة الى المفاهيم المتعلقة بإنشاء المح اكم وتأليفه ا
واختصاصاتها وطريقة اشتغالها ،باإلضافة الى القواعد المنظمة لعمل القضاة ومساعدي القضاء.
و بص فة عام ة يعت بر التنظيم القض ائي آلي ة أساس ية لتنظيم المؤسس ات ال تي أن اط به ا المش رع
صالحيات البت والفصل في المنازعات وتطبيق القانون.
و التنظيم القضائي المعمول به حاليا يستمد ركائزه من ظه ير ،15/07/1974و ق د ع رف
هذا الظه ير مجموع ة من التع ديالت .ك ان آخره ا التع ديل ال ذي تض منه الظه ير الش ريف رقم
1.11.148الص ادر بت اريخ ،17/08/2011و قب ل ذل ك م ر المغ رب في مس اره الت اريخي
بظروف حاس مة أث رت بش كل مباش ر على نظام ه الق انوني في مجمل ه ،و منه ا ب الطبع نظام ه
القضائي ،فقد عرف التنظيم القضائي المغربي عدة تط ورات قب ل أن يتش كل على الص ورة ال تي
هو عليها اآلن ،هاته التطورات كانت نتيجة م ا عرف ه المغ رب من أح داث سياس ية واجتماعي ة،
نتيجة فرض نظام الحماية عليه .و التي أسهمت في إعادة ص ياغة مض امينه على أس س جدي دة،
ووفق مرجعيات حديثة مختلفة عن تلك التي كان يرتكز عليه ا ،و يق وم على أساس ها قب ل عه د
الحماية .
و بصفة عامة فقد مر التنظيم القض ائي المغ ربي بع دة مراح ل قب ل أن يص ل إلى المرحل ة
الحالية ،حيث يمكن تلخيص هذا التطور في ثالثة مراحل ( )1كما يلي :مرحلة ما قبل الحماي ة ،و
مرحلة ما بعد الحماية ،ثم أخيرا مرحلة االستقالل.
و قبل ذلك ال بأس من إلقاء نظرة وجيزة عن القضاء في اإلسالم ،باعتباره مرجعية مهمة،
كان و ال زال يرتك ز عليه ا القض اء في المغ رب كدول ة إس المية ،تعتم د في س ن قوانينه ا على
مرجعية إسالمية ،بل و حتى األحكام و القرارات الصادرة على هذا الجه از تتب نى في العدي د من
النوازل المرجعية اإلسالمية.
القضاء في اإلسالم
.محمد السماحي :المحطات الثالث للقضاء المغربي ،مجلة القانون و االقتصاد ،ع ،6سنة ،1990ص 39 :و ما يليها 1 -
2
ظهر القضاء في اإلسالم مع تأسيس الدولة اإلسالمية على يد الرسول صلى هللا عليه وسلم،
واستمر التنظيم القضائي على يد الخلفاء الراشدين .فقد كان الرس ول (ص) يفص ل في النزاع ات
بين الناس اعتمادا على أحكام الشريعة اإلسالمية ،وكان يصدر األحكام واألوام ر بتنفي ذها .وم ع
توسع الدولة اإلس المية ،لم يع د بمق دور الرس ول (ص) ممارس ة العم ل القض ائي لوح ده ،فعين
بعض الصحابة لمساعدته الذين كانوا يعتمدون أحكام القرآن وبع ده أحك ام الس نة النبوي ة ،وان لم
يجدوا كانوا يجتهدون إلصدار األحكام.
و من خصائص القض اء في اإلس الم :االعتم اد على أحك ام الش ريعة اإلس المية من جمي ع
المس تويات ،و االل تزام بقواع د األخالق والموض وعية في األحك ام ،واالبتع اد عن الش كليات،
إضافة إلى مجانية القضاء والعدالة المطلقة.
كما كان القضاء يتشكل من أربع جهات قضائية هي :القضاء العادي ،قضاء الحسبة ،قضاء
المظالم ثم قضاء العسكر.
المحاكم الشرعية:
3
كان هذا النوع من المحاكم يطبق أحكام الشريعة اإلسالمية ،و كانت محاكم ذات اختص اص
عام أي تبت في كل القضايا المدني ة و التجاري ة و العقاري ة و األس رية م ا ع دا الجنائي ة ،و ك ان
القاضي الشرعي هو الذي يبت في هاته القضايا الذي كان يعين بمقتضى ظهير ،و يتقاضى راتبه
من بيت المال ،و كمبدأ كانت األحكام التي يصدرها القاضي الشرعي غير قابلة للطعن فيه ا ،إلى
أنش ئت وزارة الش كايات ال تي ك انت ك ان يلج أ إليه ا المتقاض ين لتق ديم ش كاواهم ض د األحك ام
الصادرة في حقهم و التي ال يرضونها ،و التي كانت في نفس الوقت شكاوى موجهة ضد القاضي
مضر الحكم نفسه ،حيث كانت تبلغ هاته الشكاوى للملك الذي له ح ق الفس ل فيه ا أو يحيله ا على
قاضي الجماعة بالمدن الكبرى كفاس و مراكش.
المحاكم العبرية
كان هذا النوع من المحاكم يبت بالتحديد في قضايا األحوال الشخص ية و الم يراث الخاص ة
بالمتقاضين اليهود المغاربة ،و كانت تتكون من ثالث قضاة أحبار يتم تعيينهم من طرف جمعيات
أعيان اليهود في الم دن الرئيس ية ،المكلف ة بت دبير ش ؤون الجماع ات اليهودي ة (كتنظيم الطق وس
الدينية و إسعاف المحتاجين و الصحة العمومية و إدارة المؤسسات الخيرية) ،و كانت ص الحيات
هؤالء القضاة تمتد لتشمل مراقبة الطقوس الدينية و بالخصوص ال ذبح بمقتض ى القواع د الديني ة
الموساوية.
المحاكم القنصلية
هذا النوع من المحاكم تم إنشاؤها بمقتضى اتفاقيات دولي ة تم إبرامه ا بين المغ رب و بعض
الدول األوروبية ( سنة 1731مع فرنسا ،س نة 1861م ع النمس ا ،س نة 1865م ع بريطاني ا) و
بمقتضاها كانت السفارات و القنصليات األجنبية تختص بالنظر في القضايا التي يك ون أطرافه ا،
4
أو أحد أطرافها من رعاياها ،كما كانت تنظر في القضايا التي يكون أحد طرفيها أجنبي ا و اآلخ ر
مغربيا متمتعا بحماية دولة أجنبية.
+المحاكم الشرعية:
تم الحفاظ على هذا النوع من المحاكم مع إعادة تنظيمها بمقتضى ظه ير 7يولي وز ،1914
و كان الجديد الذي أتى به هذا الظهير ه و تقليص اختص اص القاض ي الش رعي من اختص اص
عام يشمل البت في كل أن واع القض ايا إلى تحدي ده في القض ايا المتعلق ة ب األحوال الشخص ية ،و
الميراث بين الرعايا المغاربة المسلمين ،و العقار غير المحفظ شرط ع دم وج ود متق اض أجن بي
في النزاع ،و إال سقط عنها االختصاص( ،)2()2كما أنه قسم المحاكم الش رعية إلى مح اكم قض اة
البادية و محاكم قضاة المدن ،و كانت هاته األخيرة بمثاب ة مح اكم اس تئنافية تس تأنف فيه ا أحك ام
المحاكم األولى ،أما األحكام الصارة عن محاكم قضاة المدن فتس تأنف أم ام وزي ر الع دل ،و بقي
( - )2()2في هذا المعنى أنظر :إدريس العلوي العبدالوي :القانون القضائي الخاص ،ج ، 1مطبعة النجاح الجديدة ،الدارالبيضاء ،ط ،1ص
164و ما يليها.
5
الوضع على ذلك إلى أن تم إنشاء مجلس االستئناف الشرعي ،الذي أصبحت تستأنف أمامه أحكام
المحاكم الشرعية االبتدائية دون تمييز بين تلك الصادرة عن قضاة المدن أو قضاة البادية.
+المحاكم العبرية
تم الحفاظ على هذا النوع من المحاكم ك ذلك م ع إع ادة تنظيمه ا بمقتض ى ظه ير 12م اي
،1918و الذي بمقتضاه أصبحت هاته المحاكم تقسم إلى محاكم عبرية ابتدائية ،و محكمة عبري ة
عليا ،و إلى جانب ذلك تم إحداث مجالس األحبار المفوضين في المدن التي ال توجد بها دائرة من
الدوائر اإلدارية(.)3()3
+المحاكم المخزنية
تم تنظيم هاته المحاكم بمقتضى ظهير 28نوفمبر ،1944و القرار الوزيري الصادر بتاريخ
24أبريل .1954و بمقتضى هذا التنظيم كان هذا النوع من المحاكم يشمل ما يلي:
- 1المحاكم المخزنية االبتدائية :و أطلق عليها اسم محكمة الحاكم المفوض بمقتضى ظهير28
نوفمبر ،1944و كانت تتكون من حاكم و نواب عنه ،و صارت تنظر في القضايا المدنية ابت دائيا
و انتهائيا التي ال تتجاوز قيمتها 10000فرنك ،و ابتدائيا في القضايا التي ت تراوح قيمته ا م ا بين
10000فرنك و 50000فرنك.
-2المحاكم المخزنية اإلقليمية :التي تم إحداتها بمقتضى القرار ال وزيري الص ادر بت اريخ
24أبريل .1954و كانت تنظر ابتدائيا في القضايا المدنية التي تزيد قيمته ا عن 50000فرن ك،
و كانت كدرجة استئنافية بالنسبة لألحكام التي تصدرها المحاكم المخزنية االبتدائية ابت دائيا ،كم ا
كانت تنظر بنفس الدرجة في األحكام الصادرة الجنائية الصارة عن محاكم الباش وات و الق واد ،و
كانت تنظر ابتدائيا في الجنح التي تزيد فيها العقوبة على سنتين مع غرامة.
( - )3()3للمزيد من اإليضاح حول هاته المحاكم أنظر :أندري زاكوري :المحاكم العبرية ،مجلة القضاء و القانون ،عدد :1شتنبر ،1957ص:
18و ما يليها.
6
-3المحكمة العليا الشريفة:و ك انت تت ألف من غرف ة اس تئناف القض ايا المدني ة ،و غرف ة
استئناف القضايا الجنحية ،و الغرفة الجنائية العرفية ،و غرفة التعقيب .و كانت تختص للنظ ر في
القضايا المدنية المقامة على الموظفين و القضاة و الباشوات و القواد ،ابتدائيا و انتهائي ا ،و تنظ ر
على وج ه االس تئناف في القض ايا الص ادرة عن المح اكم اإلقليمي ة ،كم ا ك انت تنظ ر ابت دائيا و
انتهائيا في قضايا الجنايات ،كما كانت تنظر على وجه االستئناف في األحكام الصادرة ابتدائيا في
الدعاوى الجنحية الصادرة عن المحاكم المخزنية.
+المحاكم العرفية
أح دثت المح اكم العرفي ة بمقتض ى ظه ير 11ش تنبر 1914ب دعوى اح ترام التقالي د
واألع راف ،وأس ندت إلى الجماع ات القبلي ة و المحكمين مهم ة ال دفاع عن مص الحها المحلي ة
استنادا إلى األعراف ،باستثناء الجنايات التي ك انت تنظ ر من ط رف البش وات ،و لم تكن أحك ام
المحكمين و ال أحكام الجماعة قابلة لالستئناف ،و بمقتضى ظهير 18أبريل 1934ع رفت هات ه
المحاكم تعديالت مهمة ،حيث أصبحت هناك محاكم عرفية ابتدائي ة ،و مح اكم عرفي ة اس تئنافية،
إلى جانب القسم الجنائي العرفي الذي تم إحداته بالمحكمة العليا الشريفة ،أسندت إليه مهمة النظ ر
في الجنايات و الجنح التي ال يش ملها اختص اص البش وات و الق واد ،و المخالف ات ال تي يرتكبه ا
رجال السلطة .و ك انت هات ه المح اكم تنظ ر في جمي ع ال دعاوي التجاري ة و المدني ة و األح وال
الشخصية و المواريث و العقار ،بمقتضى األعراف المحلية ،و كانت هاته المحاكم تعق د جلس اتها
حسب حاجيات كل قبيلة ،و ليس بصورة مستمرة.
و كانت مختصة في الظر في جميع الدعاوى التجارية و المدنية و كذا األح وال الشخص ية،
و المواريث و العقار.
+المحاكم العصرية
و هي المح اكم الفرنس ية س ابقا ( ،)4تأسس ت بمقتض ى ظه ير 15غش ت ،1913تتض من
()4
محاكم الصلح ،ومحاكم ابتدائية ،محاكم استئناف بالرباط ،و كانت تنظر في جميع القضايا المدنية
و اإلدارية و التجارية التي يكون أحد أطرافها من الرعايا الفرنسيين أو من جنسية أجنبية ،ما عدا
قضايا األحوال الشخصية و الميراث الخاصة بالمغاربة من المسلمين و اليهود ،و كذا النزاع ات
( - )4()4علي بن جلون :المحاكم العصرية ،مجلة القضاء و القانون ،عدد :1شتنبر ،1957ص 31 :و ما يليها.
7
المرتبطة بالعقار الغير محفظ ،إال إذا كان طرفا الدعوى معا من جنسية أجنبية.أم ا نقض األحك ام
الصادرة عن هذه المحاكم ،فقد كان أمر النظر فيها يعود إلى محكمة النقض الفرنسية بباريس.
و كانت نزاعات الشغل تبت فيها غرف وقع إحداثها داخل محاكم الص لح :تع رف بمج الس
الخبراء.
8
إلى س نة ،1974و دش نت المرحل ة الثالث ة فيم ا بين س نة 1974و ،1993و الرابع ة من ه ذا
التاريخ إلى حدود سنة ، 2008و األخيرة سنة .2011
ففيم ا يخص المرحل ة األولى و الممت دة م ا بع د االس تقالل مباش رة و المس تمرة إلى س نة
،1965فقد تميزت هاته المرحل ة بص دور ع دة ظه ائر اس تهدفت تحقي ق الفص ل بين الس لط ،و
استقالل القضاء ،و إلغاء التمييز بين المغاربة و األجانب الذي ولد و تكرس في عه د الحماي ة ،و
قد كان من أهم هاته الظهائر ،ظه ير 7م ارس 1957ال ذي ألغى ظه ير 8يولي وز 1954ال ذي
كان بمقتضاه يسمح للخلفاء و الباشوات في الم دن بممارس ة القض اء في المج ال الجنحي ،و ك ذا
القسم الجنائي العرفي بالمحكمة العلي ا الش ريفة ،ظه ير 19م ارس 1956ال ذي ألغى ك ل رقاب ة
للسلطة التنفيذية على الس ير اإلداري للقض اء ،حيث تم إلغ اء المح اكم العرفي ة ال تي حلت محله ا
محاكم للحكام و المفوضين بمقتضى ظهير 25غشت .1956و المح اكم المخزني ة ،و تم توس يع
نفوذ القضاء الشرعي.
و قد قسمت الظهائر التي صدرت خالل هذه المرحلة القضاء إلى مح اكم عادي ة (1956م)،
مح اكم عص رية ،و مح اكم الش غل (ظه ير29أبري ل1957م) ثم المجلس األعلى (27غش ت
1957م) .وانتظمت هذه المحاكم كالتالي:
+محاكم عادية :و التي حلت محل و المحاكم المخزنية بمقتضى ظهير 4أبري ل ،1956و
قد قام قضاء هاته المح اكم على 3درج ات كم ا يلي ،محكم ة الح اكم المف وض (قض اء ف ردي)،
المحكمة اإلقليمية تأخذ بنظام القضاء الجماعي) ،المحكم ة العلي ا الش ريفة كهيئ ة علي ا للنقض ،و
محاكم القضاء الشرعي و تتكون من محاكم ابتدائية واستئنافية ومحكم ة علي ا للنقض ،و المح اكم
العبرية ال تي أص بحت بمقتض ى ظه ير 23ف براير 1957تتك ون مم ا يلي :مح اكم الحاخام ات
( الحكام المفوضين) ،المحاكم العبرية اإلقليمية ،المحكمة العبرية العليا بالرباط.
+محاكم عصرية :تم اإلبقاء على هذا النوع من المحاكم م ع فس ح المج ال اللتح اق قض اة
مغاربة ،و إصدار األحكام باسم جاللة الملك ،مع استمرار العم ل و المرافع ات باللغ ة الفرنس ية،
مع إنشاء محكمة لالستئناف بطنجة و فاس ،و إلغاء محكمة االستيناف بتطوان.
9
+محاكم الشغل :تم إنشاؤها بمقتضى ظهير 29أبريل ،1957لتحل محل مجالس الخ براء
المكلفة بالنظر في نزاعات الشغل في عهد الحماية ( ظ 16دجنبر .)1929
أما فيما يخص المرحلة الثانية فقد انطلقت من سنة 1965و استمرت إلى س نة 1974و ق د
تميزت هات ه الف ترة ،و رغب ة في الح د من دور القض اة األج انب ب المغرب ،وتع ريب األحك ام،
بإص دار ق انون التوحي د و المغرب ة و التع ريب بت اريخ 26ين اير 1965م ،وال ذي ح از على
مصادقة أول برلمان مغربي بعد االستقالل ،و يفي د التوحي د وض ع ح د لتع دد الجه ات القض ائية
بالبالد ،و تفيد المغربة تحريم ممارسة القضاء بمحاكم المملكة على كل أجن بي ال يحم ل الجنس ية
المغربية ،و يفيد التعريب جعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية داخل المحاكم المغربية ،سواء في
المداوالت أو المرافعات أو إصدار األحكام.
و بمقتضى هذا القانون ،و طبقا لمبدأ التوحيد الذي جاء به ،فقد قام بإلغاء المحاكم العص رية
و المحاكم العبرية و المحاكم الشرعية ،التي حلت محلها المحاكم التالية:
محاكم السدد :و كانت تعم ل بنظ ام القض اء الف ردي ،و ذات اختص اص ع ام و مح دد في
جميع القضايا المدنية و التجارية و الجنحية و الشرعية و االجتماعي ة إال م ا اس تثني مث ل قض ايا
الكراء.
محاكم إقليمية :و كانت تعمل بنظام القضاء الجماعي
محاكم استئناف :و كانت تتواجد بالم دن الك برى كالرب اط و طنج ة و ف اس و تعم ل بنظ ام
القضاء الجماعي و تقوم بالرقابة على قضاء المحاكم اإلقليمية.
المجلس األعلى :و احتفظ بنفس اختصاصاته عند تأسيسه (.)5
()5
غير أن هذا التنظيم لم يستمر طويال حيث تمت إعادة النظر فيه بمقتضى ظه ير 15يولي وز
1974م ،والذي كان بمثابة القفزة النوعية التي عرفها تاريخ التنظيم القضائي ،حيث حلت محاكم
الجماعات و المقاطعات محل محاكم السدد ،و حلت المحاكم االبتدائية ذات الوالي ة العام ة مح ل
( - )5()5لتوسيع المعلومات حول هاته المحاكم أنظر:
-هاشم العلوي :القضاء االجتماعي بالمغرب :دار النشر المغربية ،1986 ،ص 83 :و ما يليها.
-عبد الرحمان بادو :المحاكم العادية مجلة القضاء و القانون ،عدد :1شتنبر ،1957ص 24 :و ما يليها.
10
المحاكم اإلقليمية ،لكن بنظام عمل جديد حيث تم تبني ،نظ ام القض اء الف ردي ب دل نظ ام القض اء
الجماعي ،و تم االحتفاظ بالمجلس األعلى و محاكم االستئناف ،و إلى ج انب ذل ك ص در الق انون
المتعلق بالنظام األساس ي للقض اة .كم ا تم إص الح ك ل من ق انون المس طرة المدني ة و المس طرة
الجنائية بما يتالئـم مع التعديالت الجديدة التي عرفتـها المحاكم و نظام عملها.
أما المرحلة الرابعة من اإلصالح القضائي المغربي فتبدأ من 1993إلى حدود س نة 2008
تقريبا ،و قد تم تدشين هاته المرحل ة بإح داث المح اكم اإلداري ة ( الق انون رقم 41-90الص ادر
األمر بتنفيده الظهير الشريف رقم 1 .19 .225الصادر بتاريخ 10شتنبر ،)1993و تم التخلي
عن نظام القض اء الف ردي و االستعاض ة عن ه بنظ ام القض اء الجم اعي م ع االحتف اظ في بعض
الحاالت االستثنائية بنظام القضاء الفردي ( الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 205.93.1بتاريخ
10شتنبر ، )1993و ذلك على مستوى المحاكم االبتدائية.،
كما تميزت المرحلة بإصدار القانون رقم 53 .95الصادر األم ر بتنفي ده بم وجب الظه ير
الشريف رقم 1. 97 .65الصادر بتاريخ 12فبراير 1997القاضي بإحداث المحاكم التجارية ،و
بإصدار القانون رقم 79 .03الصادر األمر بتنفيده بموجب الظهير الشريف رقم 1 .04 .129
الصادر بتاريخ 15سبتمر 2004القاضي بإلغاء محكمة الع دل الخاص ة ،و إس ناد اختصاص اتها
إلى محاكم االستئناف و المحاكم االبتدائية ،و القانون رقم 80 .03الصادر األمر بتنفيده بموجب
الظهير الش ريف رقم 1 .06 .07الص ادر بت اريخ 14ف براير 2006القاض ي بإح داث مح اكم
استئناف إدارية.
أما المرحلة األخيرة فقد حملتها سنة :2011التي ش هدت مجموع ة إص الحات همت ق انون
التنظيم القضائي و قانون المسطرة المدنية و قانون المسطرة الجنائية.
ففيما يخص قانون التنظيم القضائي :تمتلت أهم التعديالت فيما يلي:
-إمكانية تقسيم المحاكم االبتدائي ة بحس ب ن وع القض ايا إلى أقس ام قض اء األس رة و أقس ام
قضاء القرب.
-إمكانية تصنيف المحاكم االبتدائية حسب نوع القضايا التي تختص بالنظر فيها إلى مح اكم
ابتدائية مدنية و اجتماعية و زجرية.
11
-توسيع مجال اختصاص القضاء الفردي بالمحاكم االبتدائية ليش مل كاف ة القض ايا م ا ع دا
الدعاوي العقارية العينية و المختلطة و قضايا األسرة -باستثناء النفق ة -كم ا يش مل كاف ة القض ايا
الجنحية.
-إحدات غرف استئناف على مستوى المحاكم االبتدائية .
-إحداث على مس توى مح اكم االس تئناف المح ددة دوائ ر نفوذه ا بمرس وم أقس ام للج رائم
المالية.
-جعل الترخيص الذي يمكن بمقتضاه الخروج عن منع األزواج و األقارب و األصهار إلى
درجة العمومة أو الخؤولة و أبناء اإلخوة من أن يكونوا بأية صفة كانت قضاة في آن واح د بنفس
المحكمة ،يمنح بق رار للمجلس األعلى للس لطة القض ائية و ليس بمرس وم ،و ذل ك عن دما تش تمل
المحكمة على أكثر من غرفة واحدة ،أو إذا كانت المحكمة تعقد جلساتها بقاض منف رد ،و بش رط
أن ال يكون أحد األزواج و األقارب و األصهار إلى درج ة العموم ة أو الخؤول ة و أبن اء اإلخ وة
رئيسا من رؤساء المحكمة.
أما فيما يخص قانون المسطرة المدنية فتمتلت أهم التعديالت فيما يلي:
-الرفع من قيمة الدعاوي التي تختص المحكمة االبتدائية بالنظر فيه ا ابت دائيا إلى 20أل ف
درهم -مع مراعاة تلك القضايا الموكول النظر فيها إلى قضاء القـرب -م ع حف ظ ح ق االس تئناف
فيها أمام غرف االستئنافات بالمحاكم االبتدائية .
-جعل المحاكم االبتدائي ة تختص ب النظر ابت دائيا م ع حف ظ حـق االس تئناف أم ام المح اكم
االستئنافية في جميع الطلبات التي تتجاوز قيمتها 20ألف درهم.
-تعميم المسطرة الكتابية المطبقة أمام المحاكم االبتدائية إلى غرف االستئنافات.
-تعميم المس طرة المطبق ة أم ام مح اكم االس تئناف و ال واردة بالفص ول -330-329-328
336-335-334-333-332من قانون المس طرة المدني ة إلى غ رف االس تئنافات أم ام المح اكم
االبتدائية.
-تعميم تط بيق مقتض يات الب اب الث الث من ق انون المس طرة المدني ة المتعلق ة ب إجراءات
التحقيق إلى غرف االستينافات أمام المحاكم االبتدائية.
و فيما يخص قانون المسطرة الجنائية فتمتلت أهم التعديالت فيما يلي :
12
-أضيف إلى قاضي األحداث في المحاكم االبتدائية قاضي التحقيق لألحـداث ،و اس تبدلت
غرف ة األح داث بغرف ة االس تينافات لألح داث ،و تختص ب النظر في قض ايا األح داث إذا ك انت
العقوبة المقررة لها تعـادل أو تقل عن سنتين حبسا و غرامة ،أو إحدى هاتين العقوبتين .و تتشكل
من قاضي لألحداث بصفته رئيسا ،و من قاضيين اثنين ،بحضور ممثل النياب ة العام ة و مس اعدة
كاتب الضبط.
-جعل غرفة االستينافات بالمحكمة االبتدائي ة مختص ة ب النظر في االس تينافات المرفوع ة
ضد األحكام الصادرة ابتدائيا عن المحاكم االبتدائية .في قضايا المخالفات المشار إليها في الفص ل
396و بعده ،و في القضايا الجنحي ة ال تي ال تتج اوز عقوبته ا س نتين حبس ا و غرام ة أو إح دى
هاتين العقوبتين.
-جعل أقسام الجرائم المالية بمحاكم االستئناف المحددة و المعين ة دوائ ر نفوذه ا بمرس وم،
مختص ة ب النظر في الجناي ات المنص وص عليه ا في الفص ول من 241إلى 256من الق انون
الجنائي ،و كذلك الجرائم التي ال يمكن فصلها عنها.
و بعد هاته المقدمة الموجزة الشاملة ح ول امت داد التنظيم القض ائي المغ ربي في الماض ي،
نتطرق فيما يلي لدراسة التنظيم القضائي الحالي للمملكة المغربية وفق التصميم التالي:
13
-قضاء القرب
-محاكم االستئناف
-المحاكم اإلدارية
-محاكم االستئناف اإلدارية
-المحاكم التجارية
-محاكم االستئناف التجارية
-محكمة النقض
-المحكمة العسكرية
-المحكمة الدستورية
-IIIتفتيش المحاكم و النظام األساسي لرجال القضاء
تفتيش المحاكم -1
النظام األساسي لرجال القضاء -2
-تعيين القضاة
-قضاة النيابة العامة
-عمل القضاة
الحقوق
الواجبات
-مسؤولية القضاة
-المجلس األعلى للسلطة القضائية
- 2مساعدو القضاء
*المساعدون المباشرون
-هيئة كتابة الضبط
-المفوضون القضائيون
* المساعدون غير المباشرون
-المحامون
-الخبراء
14
– Iمبادئ التنظيم القضائي
نقص د بمب ادئ التنظيم القض ائي مجموع ة قواع د يعتم دها ،ويس ير وفقه ا ،وعلى أساس ها
التنظيم القضائي في مختلف الدول حسب نظامها ال ديمقراطي المعتم د ،وتس تهدف هات ه المب ادئ
ضمان السير الحسن لمرفق القضاء باعتباره أداة حماي ة حق وق أف راد والجماع ة ،ويمكن حص ر
أهم مبادئ التنظيم القضائي فيما يلي:
إلزام القاضي كلما اعتبر أن استقالله مهدد بإحالة األمر إلى المجلس األعلى للسلطة
القضائية،
15
اعتبار كل إخالل من القاضي بواجب االستقالل والتجرد خطأ مهنيا جسيما بصرف النظر
و الفصل 110الذي جاء فيه " :ال يلزم قضاة األحكام إال بتطبيق القانون .وال تصدر أحكام
القضاء إال على أساس التطبيق العادل للقانون"..
و ه و م ا يس تفاد من ه على أن مب دأ اس تقالل القض اء يفي د في عمق ه على أن ص الحيات الفص ل
في المنازعات تختص بها المحاكم القضائية فقط .و هو ما أكده الفصل 71من الدستور.
كما يفيد هذا المبدأ كذلك أنه ال يحق ألي سلطة التدخل في عمل القضاء سواء تعلق األمر بالس لطة
التشريعية ألن مهمتها األساسية التي أسندها لها المش رع هي وض ع القواع د العام ة المج ردة دون
نظر إلى حالة بعينها وال إلى شخص بذاته ،و بالتالي فال يجوز لها أن تتولى الفصل في المنازع ات
،ألن هذا يدخل في عم ل القض اء .و العكس ص حيح ،إذ لا يج وز للقض اة أن يش تركوا في أعم ال
السلطة التشريعية وذلك بإنشاء قواعد تمنح صفة التشريع أو باالمتناع عن تطبيق القوانين الصادرة
عن السلطة التشريعية.
أو تعلق األمر بالسلطة التنفيذية ،التي ال يحق لها الت دخل في أعم ال القض اء ألن القاض ي ال
يخضع ألي ضغط ،وال يتلقى في شأن مهمته أي أوام ر أو تعليم ات ،إذ ال يج وز للقض اء إص دار
أوامر لإلدارة فيما يتعل ق بممارس ة نش اطها.و ه ذا الفص ل ه و الذيأك ده المش رع من خالل النص
صراحة في الفصل 25من قانون المسطرة المدنية على ما يلي:
"يمنع على المحاكم عدا إذا كانت هناك مقتضيات قانونية مخالفة أن تنظ ر ول و بص فة تبعي ة
في جميع الطلبات التي من شأنها أن تعرقل عمل اإلدارات العمومية للدولة أو الجماع ات العمومي ة
األخرى أو أن تلغي إحدى قراراتها.
حيث أن المشرع كان صريحا في تأكيد الفصل بين السلط وبالتالي تأكيد استقاللية القضاء من
خالل منع الجهات القضائية من البت في دستورية القوانين ،و منعها من النظر ولو بص ورة تبعي ة
في جميع الطلبات التي من ش أنها أن تعرق ل عم ل اإلدارة العمومي ة للدول ة أو الجماع ات المحلي ة
األخرى أو تلغي إحدى قرارتها.
16
و ال يجب أن يفهم من هذا على أن اإلدارة محصنة في مواجهة القضاء ،ألن اختصاص القضاء
اإلداري يتمثل في رفع كل اعتداء مادي يمكن أن تقوم به اإلدارة في مواجه ة المواط نين أو ح تى
منع وقوعه ،إلى جانب إلغاء القرارات التعسفية الصادرة في مواجهة أحد الموظفين أو الغير.
ولضمان االستقالل ،فإن القضاة يتمتعون بنظام أساسي خاص بهم يحدد حقوقهم وواجباتهم ،
كما أن الدستور يضمن لهم حماية ضد الع زل و النق ل ،كم ا أن الدس تور ق د نص على أن المجلس
االعلى للسلطة القضائية الذي يترأسه جاللة الملك هو الذي يتولى تدبير شؤون القضاة .و هو الذي
يسهر على تطبيق الضمانات الممنوحة للقضاة ،والسيما فيما يخص تع يينهم وت رقيتهم وتقاع دهم و
تأديبهم ،و األكثر من ذلك فهو الذي يضع ،و بمبادرة منه ،تقارير حول وضعية القض اء ومنظوم ة
العدالة ،ويصدر التوصيات المالئمة بشأنها.
ولكن االستقالل ال يعني القطيع ة المطلق ة بين الس لط الثالث ة ،ألن ه هن اك عالق ات تراب ط وأحيان ا
عالقات تداخل بين هاته السلط فرضها المشرع ،فبالنسبة للسلطة التشريعية فهي التي تح دد النظ ام
األساسي لرجال القضاء ،وهي التي تصادق على الميزانية المتعلقة بقط اع الع دل .كم ا أن الس لطة
التنفيذية قد تتـداخل أحيانا مع مهام السلطة القضائية كما هو الحال بالنسبة إلص دار الس لطة األولى
لمنشورات ترمي إلى تفسير بعض القوانين أو إلى تحديد المناهج ال تي يجب على القض اة اتباعه ا
في اإلجراءات المسطرية .كما أن الس لطة التنفيذي ة ممثل ة بواس طة الق وة العمومي ة ملزم ة عن دما
يطلب منها ذلك تقديم المساعدة الالزمة لتنفيذ األحكام القضائية.
و لإلشارة فقد ارتقى مبدأ استقالل القضاء إلى مصاف المبادئ العالمية ال تي أك دت عليه ا مختل ف
المواثيق الدولية واإلعالنات الحقوقية على اختالف مشاربها ،بل إن أغلب ال ديموقراطيات الحديث ة
جعلته مبدأ دستوريا ثابتا ،فالمرجعية الدولية لهذا المبدأ تكرست خصوصا في الفصل 14من العهد
الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية الذي انضم إليه المغرب سنة 1979و ال تي تنص على
أنه ":الناس سواسية أمام القضاء ،ومن حق كل فرد أن تكون قضيته محل نظ ر منص ف و عل ني،
من قب ل محكم ة مختص ة ومس تقلة وحيادي ة و منش أة بحكم الق انون" ،كم ا نص ت الم ادة 10من
اإلعالن الع المي لحق وق االنس ان لس نة 1948على أن ه ":لك ل إنس انو ق د نص دس تور 2011
المغربي على أن السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التش ريعية والتنفيذي ة .على ق دم المس اواة أن
تنظر في قضيته محكمة مستقلة و محايدة ،نظرا منصفا وعلنيا".
17
و لعل نقل سلطة رئاسة النيابة العامة من وزير الع دل إلى الوكي ل الع ام للمل ك ل دى محكم ة
النقض رئيس النيابة العامة يعد تكريسا لالستقالل القضائي عن السلطة التنفيذية.
و بصفة عامة فالحديث عن دولة المؤسسات ،وعن مبدأ سيادة القانون ،و عن المشروعية في دولة
ما ال يوجد بها قضاء مستقل ،يصبح نوعا من العبث ،ألن هاته األم ور جميعه ا مترابط ة ،ال يمكن
فص ل بعض ها عن بعض ،فحيث يوج د إيم ان بمب دأ المش روعية ،و س يادة الق انون ،وحيث يوج د
الدستور ،فإن السلطة القضائية المستقلة تأتي كنتيجة طبيعي ة ،أم ا عن دما يختفي مب دأ المش روعية،
وعندما ال يكون هناك إيمان بمبدأ سيادة القانون ،فإنه ال يمكن تصور وجود سلطة قض ائية مس تقلة
في مواجهة بطش السلطة التنفيذية.
فالهدف من استقالل القضاء ،ومن حماية هذا االستقالل هو تحقيق العدال ة ال تي ال يمكن أن تتحق ق
في غياب أحد مقوماتها األساسية و هو اس تقالل القض اة و حماي ة ه ذا االس تقالل من أي ت دخل أو
تأثير.
18
و يعني هذا المبدأ في هذا اإلطار ح ق ك ل المغارب ة في اللج وء إلى القض اء و في مقاض اة
خصومهم أيا كانت مراكزهم االجتماعية أو الوظيفية مع مراعاة ما يق رره الق انون من إج راءات
خاصة لرفع الدعوى و المتابعة.
من أهم القواعد التي تحقق فكرة المساواة اإلجرائية القواع د ال تي تف رض على القاض ي أال
يحكم قبل سماع كافة األطراف ،ويقصد بذلك أن القاضي ملزم بسبب وظيفته أال يحكم في القضية
قبل أن يسمع أطرافها ،أو أن يتيح لهم الفرصة إلبداء م ا ل ديهم من أق وال ،وتق ديم أوج ه دف اعهم
بقصد إظهار الحقيقة ،وإقناعه بأحقيتهم في الحماية القضائية .و تلك التي توجب عليه احترام ح ق
الدفاع ،و تمكين كل طرف من إب داء دفوع ه و وس ائل دفاع ه بص ورة كافي ة ( الفص ل 120من
الدستور و الفصل 1من قانون 22.01المتعلق بالمسطرة الجنائية) .و بصفة عامة ك ل ض مانات
المحاكمة العادلة.
وقد يعتقد البعض أن تعدد المحاكم وإعطاء اختصاصات معينة لكل واحدة منها فيه ن وع من
التمييز وخروج عن القاعدة .إال أن الواقع خالف ذلك ،ألن التمييز في االختصاص يفرضه حسن
سير العدالة ومصلحة المتقاضين.
ولقد عرف المغرب وحدة القضاء غداة االستقالل في بداية سنة ،1965وقض ى ب ذلك على
م ا خلفت ه الحماي ة من تع دد المح اكم ال تي ك انت تأخ ذ بعين االعتب ار جنس ية المتقاض ي.
وإذا كانت بعض األنظمة تنشأ بعض المحاكم التي تتولى الفصل في قضايا تخص ش ريحة معين ة
كمحكمة العدل الخاصة مثال أو محكمة العدل العسكرية ،فإن هذا ال يعتبر امتي ازا تحظى ب ه ه ذه
الفئة ،بل يعتبر إمعانا في إحداث محاكم متخصصة بحثا عن عطاء أفضل.
و المغ رب يتب نى مب دأ وح دة القض اء رغم ادع اء البعض بوج ود ازدواجي ة في القض اء
المغربي ،بعد تأسيس القضاء التجاري بدرجتيه و القضاء اإلداري بدرجتيه ،و ه ذا االدع اء واه،
بسبب عدم تحقق مفهوم الجهة القضائية التي يمكن أن تخول االس تقالل ،و الق ول بالت الي بوج ود
ازدواجية في القضاء ،و ذلك بسبب غياب محاكم متسلسلة و مرتب ة ،كم ا ه و الح ال في القض اء
المدني في بالدنا .مثال بالنسبة للقضاء التجاري ،فرغم إحداث القضاء التجاري بدرجتيه االبتدائية
و االستئنافية إال أنه ال توجد محكمة الق انون ( محكم ة النقض التجاري ة ) ،و ك ذلك رغم إح داث
القضاء اإلداري بدرجتيه االبتدائية و االستئنافية إال أنه ال توجد محكمة الق انون ( محكم ة النقض
اإلدارية) ،كما هو الحال في القضاء الفرنسي ،حيث أن مجلس الدولة الفرنسي يقوم مق ام محكم ة
19
النقض في المادة اإلدارية .بل على العكس من ذلك فمحكمة النقض في المغرب ( بغرفه ا الس ت)
هي التي تنظر في كل الطعون المقدمة ضد األحكام االنتهائية الصادرة عن كل محاكم الموض وع
سواء تعلق األمر بالمحاكم المدنية أو التجارية أو اإلدارية.
20
الدرجة األولى لتعزيز موقفهم ،وصيانة حقوقهم ،سواء تعلق األم ر بوث ائق ذات قيم ة إثباتي ة ،أو
شهود ،أو وقائع...
إال أن هذا المبدأ رغم مزاياه المتعددة ،لم يسلم من انتقاد البعض الذي يصفه بما يلي:
-)1أن إيج اد درج ة ثاني ة لتع اد فيه ا دراس ة نفس القض ية ه و من ب اب التطوي ل غ ير
المرغوب فيه.
-)2أن محكمة الدرجة الثاني ة ال تي يع اد ع رض القض ية أمامه ا تك ون أق ل إطالع ا على
القض ية من محكم ة الدرج ة األولى ،باعتب ار أن ه ذه المحكم ة ت رى الش هود ،وتلمس تغ يرات
وجوههم ،وارتجاف أصواتهم ،في حين أن محكمة االستئناف تحكم باالستناد إلى أوراق صامتة.
-)3إذا كان مركز محكمة الدرجة األولى بعيدا عن مرك ز محكم ة االس تئناف ف ذلك يك ون
مكلفا بالنسبة لألطراف ،ال بالنسبة للدولة ،ألنه يقتضي نقل المتهمين وانتقال األطراف.
-)4إذا كان الذي يبرر وج ود الدرج ة الثاني ة ه و احتم ال وق وع خط أ في أحك ام الدرج ة
األولى ،التي تقوم بإصالحها الدرجة الثانية ،ألن أعضاءها أكثر كفاءة ،وبالتالي فهم موضع ثق ة،
فلما ال يتم حذف األول واالحتفاظ بالدرجة الثانية ،وفي ذلك تخفيف للنفقات ،واقتصاد للوقت.
ورغم االنتقادات الموجهة لتب ني ه ذا المب دأ ،فإن ه ق د تبنت ه ج ل التنظيم ات القض ائية على
مستوى القانون المقارن ،فال نكاد نجد نظام يعتمد مبدأ التقاضي على درجة واحدة.
وتجدر اإلشارة إلى أنه من شروط إعمال هذا المبدأ ،واالستفادة منه أن يكون الحكم الصادر
عن محكمة الدرجة األولى قابال للطعن فيه باالستئناف ،وأن يجيز القانون ممارسة الطعن ،أي أن
يخ رج الحكم الص ادر عن محكم ة الدرج ة األولى ،والم راد الطعن في ه ،عن دائ رة األحك ام
واألوامر التي منع القانون الطعن فيها باالستئناف ومن بينها:
-المنع الوارد بالنسبة للقرارات الصادرة عن رئيس المحكمة االبتدائية برفض طلب إثب ات
حال أو توجيه إنذار (الفصل 148ق م م).
-المنع الوارد بشأن األحكام الص ادرة عن المح اكم االبتدائي ة وال تي ال تتج اوز قيمته ا 20
ألف درهم ،والتي تصدر ابتدائيا وانتهائيا (الفصل 19ق م م).
-حكم رئيس المحكمة االبتدائية الص ادر بإلغ اء حكم قاض ي الق رب يك ون ق د أض ر بأح د
األطراف (الفصل 9من قانون .)42.10
-اإلذن بالتعدد المبرر (ف 44م أ).
21
-الحكم بالتطليق الذي تصدره المحكمة في جزئه القاضي بإنهاء العالق ة الزوجي ة (الفص ل
45من م أ).
المقررات القضائية الصادرة بالتطليق أو بالخلع أو بالفسخ في جزئها القاضي بإنهاء العالقة
الزوجية (ف 128م أ).
22
بع د ذل ك ،وفي س بتمبر 1993تراج ع المغ رب عن نظ ام القض اء الف ردي ،ليتب نى نظ ام
القضاء الجماعي ال ذي بمقتض اه ك انت المح اكم االبتدائي ة تنظ ر في القض ايا بحض ور 3قض اة
وكاتب للضبط وممثل النيابة العامة مع إيراد بعض االستثناءات.
غير أنه سنة ،2003عاد المشرع لجع ل التنظيم القض ائي ينب ني على القض اء الف ردي في
جميع القضايا ،باستثناء دع اوى األح وال الشخص ية ،والم يراث ،وال دعاوى العقاري ة ،والعيني ة
والمختلطة ،والقضايا الجنحية التي يعاقب عليها القانون الجنائي بأكثر من سنتين.
وكذلك أكد الفصل 4من ظهير 17غشت 2011على أنه" :تعقد المحاكم االبتدائي ة بم ا في
ذل ك المص نفة جلس اتها م ع مراع اة المقتض يات المنص وص عليه ا في الفص ل 5وبع ده ،وك ذا
االختصاصات المخولة لرئيس المحكمة بمقتضى نصوص خاصة ،بقاض منفرد وبمساعدة ك اتب
الضبط ،ماعدا الدعاوى العقارية العينية والمختلطة وقضايا األسرة والميراث باستثناء النفقة ال تي
يبت فيها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس وبمساعدة كاتب الضبط.
وعلى مستوى أقسام قضاء الق رب بالمح اكم االبتدائي ة ،وفي القض ايا المدني ة ،تعق د أقس ام
قضاء القرب جلساتها بقاض منف رد بمس اعدة كتاب ة الض بط ،وب دون حض ور النياب ة العام ة في
ال دعاوى الشخص ية والمنقول ة ،ال تي ال تتج اوز قيمته ا 5000درهم( .الفص ل 2من ق انون
.)42.10
أم ا مح اكم االس تئناف فتعق د جلس اتها بحض ور 3قض اة (الفص ل 7من ظه ير التنظيم
القضائي) ،وكذلك محاكم االستئناف التجارية (الفصل 4من قانون ،)53.95ومح اكم االس تئناف
اإلدارية (فصل 3من قانون .)08.03
أما غرفة الجنايات االستئنافية ،فتتكون من رئيس غرفة ومستشارين ،ويمكن أن يضاف إلى
تشكيلتها مستشارا أو أكثر (الفصل 416ق م م).
ونشير هنا إلى أنه من النتائج المترتبة مس طريا على األخ ذ بمب دأ القض اء الف ردي أو مب دأ
القضاء الجماعي ،أن القاضي الذي يق وم بكاف ة اإلج راءات والتحقيق ات ال تي يس تلزمها ال نزاع،
وتجهيز الملف تمهيدا للبت فيه ،يعرف بالقاضي المكلف بالقضية (القضاء الفردي) ،أم ا القاض ي
الذي يعهد له بتجهيز القضية متى تعلق األمر بالتشكيلة الجماعية فيعرف بالقاضي المق رر ،ال ذي
يقتصر على القيام بإجراءات التحقيق الخاصة بالدعوى دون إمكاني ة بت ه وحـده في ال نزاع ،ألن
.2 الفصل بحكم ،يعود إلى الهيأة الجماعية التي تتداول قبل إصدار الحكم
- 2عبد الكريم الطالب :مرجع سابق ،ص .32
23
-مبدأ علنية الجلسات وشفوية المرافعات:
من المبادئ األساسية التي يقوم عليها التنظيم القضائي في جل الدول الديمقراطية ،نجد مبدأ
عالنية الجلسات وشفوية المرافقات.
ويقصد بعالنيــة الجلســات :السماح للمواط نين ،وح تى غ ير المواط نين بحض ور جلس ات
المحاكم ،لسماع المرافعات أو عند النطق بالحكم ،والسماح لهم بنشر ما يدور فيها.
وقد أكد قانون المسطرة المدنية لس نة 1974على مب دأ علني ة الجلس ات في الفص ول 43و
50و 345و 375والمادة 7من قانون قضاء القرب ،إذ أك د على أن ه يتعين أن تص در األحك ام
في جلسة علنية سواء تعلق األمر بالمرحلة االبتدائية (ف ،)50أو بمرحلة االستئناف (ف ،)345
أو أمام المجلس األعلى (ف ،)375وبالنظر إلى أن قواعد قانون المسطرة المدني ة تع د الش ريعة
العامة في المادة اإلجرائية ،فإن نفس المبدأ يؤخذ به بالنسبة لمحاكم ال درجتين األولى والثاني ة في
المادتين التجارية واإلدارية...
إال أنه يجوز للقاضي أن يأمر بصفة استثنائية بجعل الجلسة سرية ،إذا اقتضت ذل ك دواعي
النظام العام أو األخالق الحميدة (فقرة 2من الفصل 43والفصل 339من ق م م).
ويمكن القول بأن مبدأ علنية الجلسات ،أوجده المشرع لتحقيق حماية أك ثر للمتقاض ين أثن اء
الدعوى ،بحيث يظهر لهم ولجميع من يحضر الجلسة كيف تسير ال دعوى ،وه و أم ر ي ؤدى إلى
بعث االطمئنان ،وحمل القضاة على العناية بأحكامهم ،وهذه الضمانة وجدت كذلك لصالح القضاة
إذ تكسبهم الثقة واالحترام ،و ذلك بإطالع المتقاضين على إدارتهم للجلسات مع ال تزامهم النزاه ة
والحياد ،وعلى عنايتهم ببحث النزاعات.
وإذا ك ان ي راد بعلني ة الجلس ات ،جري ان ال دعوى بش كل عل ني ،بحيث يحض ر الجلس ات
األطراف أو ممثلوهم ،وكافة من يهتم بمتابعة الدعوى ،فإن علنية األحكام بالجلسة ،تفيد أن ه يجب
أن يصدر القاضي األحكام في جلسة علنية ،وذلك بتالوة أسبابها ومنطوقها علنا.
وتجدر اإلشارة إلى أن العالنية تشمل حتى األحكام الصادرة في الدعاوى التي تقرر إج راء
المحاكمة فيها سرا .وال يكفي أن تكون العالنية حاصلة فعال ،بل البد تحت طائل ة البطالن من أن
ينص في األحكام على أنها صدرت في جلسة علنية.
24
وقد أحاط المشرع مبدأ علنية الجلسات بمجموعة مقتضيات قانونية حمائي ة ،لض مان حس ن
سير الجلسة في ظروف مالئمة تحفظ للهيئة القضائية كرامتها و وقارها ،فإذا كان المشرع قد أقر
إمكانية حضور الجلسات لجميع ال ذين يهتم ون بمتابع ة ال دعوى ،فإن ه عليهم أن يض بطوا نظ ام
الجلسة ،تحت طائلة العقوبات ال تي يمكن ل رئيس الجلس ة أن يص درها في ح ق ك ل من لم يل تزم
باالحترام الواجب للقضاء.
فالمتقاض ين يت وجب عليهم إبالغ مض مون ش كواهم ونزاع اتهم إلى القض اة ،لكن دون
اإلخالل ب االحترام ال واجب للعدال ة وللقض اة ،و أج از لل رئيس أن يحكم عليهم ب أداء غرام ة ال
تتعدى 60درهم ،وفي حالة إحداثهم الضطراب بسير الجلسة أو ضوضاء ،يحق للرئيس أن يأمر
بطرد الخصم أو وكيله أو أي شخص آخر في الجلسة ،فإذا امتنع األف راد ال ذين وق ع ط ردهم ،أو
عادوا إلى الجلسة أمكن للرئيس أن يتخذ اإلج راءات طب ق المقتض يات الجنائي ة ،وال تي يص بح
3
المتقاضي بمقتضاها معرضا لتط بيق مقتض يات الفق رة 2من الفص ل 263من الق انون الجن ائي
التي جاء فيها" :إذا وقعت اإلهانة على واحد أو أكثر من رجال القضاء أو األعض اء المحلفين في
محكمة ،أثناء الجلسة ،فإن الحبس يكون من سنة إلى سنتين".
وإذا صدرت أقوال تتضمن سبا أو إهانة خطيرة اتجاه المحكمة حرر رئيس الجلسة محضرا
يرسل في الحال إلى النيابة العامة لتطبيق المسطرة المتعلقة بالتلبس بالجريمة.
ولم يقتصر المشرع في تنظيمه لحفظ نظ ام الجلس ات على م ا يس ببه األط راف أو وكالئهم
من ضوضاء فحسب ،ب ل م دده ليش مل المح امون أنفس هم ،إذ يمكن لل رئيس أن يح رر محض را
باإلخالل الذي قام به المحامي ،وأن يبعثه إلى نقيب المحامين (ف 44ق م م).
وإذا صدر من المحامي أثناء الجلسة بمحكمة االستئناف أو النقض م ا يعت بر إهان ة في ح ق
الهيئ ة ،أمكن للمحكم ة أن تطب ق علي ه بق رار مس تقل العقوب ات التأديبي ة المتمثل ة في اإلن ذار
والتوبيخ ،وحتى الحرمان المؤقت من مزاولة المهنة لم دة ال تتج اوز ش هرين ،أو س تة أش هر في
حال ة الع ود في نفس الس نة (ف 341ق م م) ،وتع اقب المخالف ات ال تي تق ع في إح دى جلس ات
محكمة النقض طبق الشروط المنصوص عليها في قانون المسطرة الجنائية.
وق د أعطى الق انون للهيئ ة الح ق في أن ت أمر ب إجراء الجلس ة بص ورة س رية إذا اقتض ت
الضرورة ذلك ،أو بناء على طلب أحد األطراف.
26
وتجهيزها وصيانتها .فإذا أخد القضاة مرتباتهم من المتقاضين فإن العدالة س تنهار ،ألنه ا س تكون
لمن سيدفع أكثر من غيره للقاضي .و هو أمر فيه تشجيع للجوء إلى القضاء من طرف المظلومين
القتضاء حقوقهم.
و المجانية لها ارتباط وثيق بالحق في التقاضي ،الذي يفيد أن يتمكن كل مواطن دون تمي يز
من رفع النزاع الذي يتعلق بحق من حقوقه أيا كانت طبيعته أمام هيئة قضائية مختصة ،وإمكاني ة
استصدار الحكم في وقت مناسب مع توفير الضمانات الكافية لتنفيذ الحكم الصادر.
غير أن مجانية القضاء ال تعني أن المتقاض ين ال يتحمل ون أي ة أعب اء مالي ة ،ب ل يق ع على
عاتقهم أداء رسوم قضائية لصندوق المحكمة.
و الرسم القضائي و هو عبارة عن مبلغ من المال يحصل لفائدة الخزينة العام ة بن اءا على
كل الخدمات التي يستفيد منها المتقاض ي ،و تحكم الرس م القض ائي مجموع ة من القواع د ن ذكر
منها :
-األداء المسبق للرسم القضائي ،أي ال يمكن االستفادة من أي إج راء كيفم ا ك ان نوع ه
إال بعد األداء المسبق للرسم.
-عدم إمكانية استرداد الرسم ،بمعنى يمنع استرداد الرسم القضائي كلي ا بع د دفع ه على
الوجه القانوني في الصندوق المخصص له.
-اس تفادة مجموع ة من الطلب ات وال دعاوي من اإلعف اءات من أداء الرس م أي أن ه ذه
الطلبات والشهادات ال تؤدي الرسوم القضائية مثل "طلب النفقة-حوادث الشغل".
و يض اف إلى ذل ك ن وع آخ ر من المص اريف كأتع اب الترجم ة ،والخب ير ،وأتع اب تنق ل
الشهود ،و أتعاب المحامون ،و مصاريف المعاين ات.....و إبق اء ه ذا الن وع من المص اريف على
كاهل المتقاضين ال يتعارض مع مبدأ المجانية ،ذلك أنه لو مدد المشرع المجانية لتشمل هذا النوع
من المصاريف ،لكان في ذلك تحفيز على تكاثر الدعاوى الكيدية ،و على التقاضي بسوء ني ة ،إال
أنه وفي مقابل ذلك و الحالة التي يكون فيها أحد األطراف معوزا ،و ال يس تطيع أداء المص اريف
التي تقتضيها إجراءات التقاضي ،فقد أتاح له المش رع إمكاني ة اإلعف اء منه ا و بالت الي االس تفادة
مما يعرف بمبدأ المساعدة القضائية.
و قد أوجد المشرع هذا المبدأ األخير بمقتضى المرس وم الملكي الص ادر بت اريخ 1نوفم بر
. 1966قبل أن يرقى إلى درجة القاعة الدستورية في ظل دستور 29يولي وز ،2011حيث نص
27
الفصل 121منه على مايلي " :يك ون ح ق التقاض ي مجاني ا في الح االت المنص وص عليه ا في
القانون لمن ال يتوفر على موارد كافية للتقاضي".
و تنطوي المساعدة القض ائية على ش قين :األول يتض من إعف اء الش خص من أداء الرس وم
القضائية المطلوبة إلمكانية رفع الدعوى أمام المحكمة ،و الثاني :إمكانية استفادة الشخص المعوز
من خدمات محام مجانا في الحاالت التي يكون فيها ذلك إجباريا بنص الق انون ،و تج در اإلش ارة
في هذا اإلطار أنه يمنع على المحامي المعين في إطار المساعدة القضائية بق رار النقيب االمتن اع
عن تقديم المساعدة المطلوبة ،و القيام باإلجراءات المس طرية الض رورية ،م ا لم يكن لدي ه ع ذر
مقبول ،و إال تمت متابعته تأديبيا .
4
ولالستفادة من المساعدة القضائية ،على الشخص إثبات حال ة الع وز ال تي يعيش ها و تفق ده
القدرة على تحمل المصاريف القضائية الخاصة بالدعوى التي هو طرف فيها ،إلى ج انب تقديم ه
طلب بذلك إلى وكيل الملك لدى المحكمة التي ستنظر في النزاع إذا تعلق األمر بمح اكم ابتدائي ة ،
5
و يوجه الطلب إلى رئيس المحكمة التي ستنظر في النزاع إذا تعلق األمر بمحاكم إدارية .،
6
وتجدر اإلشارة إلى أن المساعدة القضائية تشمل كل درج ات التقاض ي ،و مرحل ة النقض،
و لتسهيل االستفادة من هذا النظ ام ،وض عت رهن إش ارة المعن يين ب األمر مك اتب خاص ة لتلقي
طلبات المساعدة القضائية على مستوى محاكم الموض وع و محكم ة النقض ،مكون ة من أعض اء
ينتمون للنيابة العام ة ،و من دوب عن وزارة المالي ة ،و أعض اء من هي أة ال دفاع .و يك ون ق رار
المكتب بمنح أو عدم منح المساعدة بعد دراسة الطلب ،و هذا القرار يك ون ق ابال للطعن في ه أم ام
مكتب المساعدة بمحكمة االستيئاف ،و تعتبر قرارات هذا المكتب نهائية.
و المس اعدة القض ائية تنقس م إلى ن وعين المس اعدة القض ائية بن اء على طلب ،و المس اعدة
القضائية بقوة القانون.
و المساعدة القضائية بناء على طلب ،ال تمنح إال وفق الش روط المتح دث عنه ا ،أي تق ديم طلب
بها ،وإثبات حالة العوز أو الفقر .أم ا المس اعدة القض ائية بق وة الق انون فيكفي لالس تفادة منه ا أن
يكون المستفيد ممن سماهم القانون ،كما هو الشأن بالنسبة لألجراء في مجال التشغيل.
و تنتهي صالحية المساعدة القضائية بناء على طلب ،بصدور الحكم عن المحكمة ال تي ق دم
طلب المساعدة فيها ،و إن أراد المتقاضي االس تفادة منه ا في الدرج ة الموالي ة يتعين علي ه تق ديم
- 4الفصل 40من القانون 08.28المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة.
- 5الفصل من المرسوم الملكي الضادر بتاريخ 1نوفمبر .1966
- 6الفصل 3من القانون .41.90
28
طلب ب ذلك أم ام المحكم ة المعني ة ،أم ا المس اعدة القض ائية بق وة الق انون فهي تش مل المرحل ة
االبتدائي ة و االس تئنافية ،أم ا أم ام محكم ة النقض فيك ون على المتقاض ي تق ديم طلب ب ذلك إلى
المحكمة المعنية ،و إال ك ان ملزم ا بـأداء ك ل المص اريف و الص وائر القض ائية ال تي تقتض يها
مرحلة النقض بما في ذلك أتعاب المحامي.
و نشير أخيرا إلى أن قرار المساعدة القض ائية قاب ل للس حب إذا حص ل المس تفيد من ه على
مبالغ مالية نتيجة تنفيذ الحكم الصادر لفائدته .و يكون بالتالي ملزما بأداء كل ما كان س يتحمله من
أتعاب و مصاريف لو لم تكن هناك مساعدة قضائية ،و كأن األمر يتعلق ب دين أص بح ح ال األداء
بمجرد صدور الحكم الذي حصل منه على مبالغ مالية نتيجة تنفيذ الحكم الصادر لفائدته .
7
- 7ينص الفصل 41من قانون المحاماة على أنه"" :للمحامي المعين في نطاق المساعدة القضائية أن يتقاضى م موكله أتعابا عن المسطرة التي
باشرها و نتجت عنها استفادة لهذا األخير مالية أو عينية ،على أن يعرض األمر وجوبا على النقيب لتحديد تلك األتعاب"
29
و لكن قب ل ذل ك الب د من اإلش ارة و التع رف على الس لطة الحكومي ة المكلف ة بالع دل في
المغرب ،و التي يتبع لها التنظيم القضائي المغربي في رمته.
فقد أنشأت وزارة العدل المغربية بتاريخ 31أكتوبر 1913بمقتضى أمر ملكي ،حيث أس ند
لها مهم ة مراقب ة القض اء و تنظيم ه ،و من ذ ذل ك الحين ،و بمقتض ى مجموع ة ق وانين خاص ة
مرسوم 21فبراير ،1968و مرسوم 14أبريل ،1976و مرسوم 23يونيو ،1998و مرس وم
11أبريل .........2011
و وزارة العدل تعتبر هي المسؤولـة على قطاع العـدل بالمغرب ،بمختلف مكوناته ،هيآت و
أشخاصا .و ألجل ذلك تسند لها الصالحيات التالية:
-إعداد و تنفيد سياسة الحكومة في ميدان العدل ،و في مجال الحريات و حقوق اإلنسان.
-السهر على تنفيذ االختصاصات المخولة لها بمقتضى القانون.
-إعداد و تنفيذ السياسة الجنائية.
-السهر على حسن سير المحاكم و تحقي ق العدال ة من خالل وض ع االس تراتيجية العام ة المتعلق ة
بالموارد البشرية و المالية و التجهيزات و البنايات.
-إنجاز الدراس ات القانوني ة و إع داد مش اريع النص وص القانوني ة المتعلق ة بمج ال اختصاص ات
الوزارة و مشاريع اتفاقيات التعاون الدولي في الميدان القضائي.
و ينتظم هيكل الوزارة كما يلي:
الهياكل التي لها ارتباط مباشر بسلطة السيد الوزير ،و تتمثل في:
- 1ديوان وزير العدل :و تتمثل أهم اختصاصاته فيما يلي:
-تتب ع الملف ات المرتبط ة بالسياس ة المدني ة والسياس ة الجنائي ة ،وذل ك بتنس يق م ع المفتش ية
العامة والمديريات المختصة ،ثم إعطاء تصور عند االقتضاء للوزير حول سير بعض الملفات.
-تتب ع أش غال البرلم ان بغرفتي ه ،و ته يئ ملف ات الوزيـر ح ول األس ئلة الشفاهـيـة والكتابي ة
المطروحة و تقديم و مناقشة مقترحات القوانين المرتبطة بقط اع الع دل ،وتق ديم ع روض أم ام
اللجان البرلمانية.
-تتبع ملفات مجلس الحكومة والوزراء وإعداد تقارير ودراسات ح ول النص وص المندرج ة في
جدول األعمال لكل مجلس.
30
-تنظيم االجتماعات واللقاءات الرسمية للوزارة واستقبال الضيوف األجانب و المغاربة.
-تحض ير مختل ف الزي ارات ال تي يق وم به ا ال وزير لمختل ف المؤسس ات القض ائية و غيره ا
بالمغرب و خارجه.
-تحضير الزيارات التي يقوم بها شخصيات أو وفود ل وزارة الع دل ،القي ام بالدراس ات القانوني ة
المختلفة وتتبع ملفات حقوق اإلنسان كحقوق الطفل و المرأة ،وتحليلها ومعالجتها تمهيدا لتوجيهها
إلى المصالح المختصة وتتبع سيرها واإلجراءات المتخذة في شأنها.
-2المفتشية العامة.
و تقوم بالتفتيش المستمر للمحاكم و التفتيشيات الخاصة ،وذلك من خالل القيام بزي ارات متك ررة
للمسؤولين المركزيين للمحاكم ،وذلك من أجل خلق تحاور مع المسؤولين عن المحاكم واإلنصات
إليهم ،واألخذ بعين االعتبار التظلمات و الردود الفورية وبرمجة التدخالت.
كما أن دور المفتشية العامة القيام بالتحريات في الشكايات التي تتعلق بوقائع معينة في عين
المكـان ،للتأكد من صحتها واتخاذ اإلجراءات المناسبة في شأنها ،كذلك تتخذ التدابير الالزم ة في
شأن الشكايات المتعلقة بالجالي ة المغربي ة المقيم ة بالخ ارج وباألج انب والش ركات والمؤسس ات
العمومية وتتبع ومواكبة قضايا المستثمرين األجانب بواسطة المسؤولين عن المحاكم.
31
-4المعهد الوطني للدراسات القضائية.
و تتمثل مهامه في إجراء امتحـان الدخـول إلى المعهد وإعـداد برنامج للدراسة ب ه ومراقب ة
الملحقين القضائيين وتتبع نشاطهم وتهيئ برنامج للتدريب بالمحاكم،
كمـا أن المعهد يسهر على تهيئ امتحـان التخرج وترتيب الملحقين القضائيين حس ب درج ة
تفوقهم و إحالة امتحان التخرج على الكتابة العامة للمجلس األعلى للقضاء بقصد التعيين بالمحاكم.
و إلى جانب ذلك تتوفر وزارة العدل على اإلدارة المركزية و المديريات
تضم اإلدارة المركزية ما يلي :
الكتابة العامة. -
مديرية الشؤون المدنية. -
مديرية الشؤون الجنائية والعفو. -
مديرية الميزانية والمراقبة -
مديرية التجهيز و تدبير الممتلكات -
مديرية الدراسات والتعاون والتحديث. -
مركز تتبع ومعالجة الشكايات. -
مديرية التشريع. -
32
وتمثل المحاكم العادية في تنظيمنا القضائي كل من محاكم الدرج ة األولى ومح اكم الدرج ة
الثانية ومحكمة النقض.
وتتمثل محاكم الدرجة األولى في المحاكم االبتدائية ،والمحاكم اإلدارية والتجارية ،ومح اكم
الدرجة الثانية في محاكم االستئناف ،ومحاكم االستئناف اإلدارية ،ومح اكم االس تئناف التجاري ة،
إلى جانب محكمة النقض.
و سنتناول أنواع المحاكم بالمغرب وفق الترتيب التالي:
-المحاكم االبتدائية
-قضاء القرب
-محاكم االستئناف
-المحاكم اإلدارية
-محاكم االستئناف اإلدارية
-المحاكم التجارية
-محاكم االستئناف التجارية
-محكمة النقض
-المحكمة العسكرية
-المحكمة الدستورية
-تفتيش المحاكم
33
من كتابة للنيابة العامة.
يمكن تقسيم هذه المحاكم بحسب نوعية القضايا التي تختص بالنظر فيه ا إلى "أقس ام قض اء
األسرة" ،و"أقسام قضاء القرب" ،وغرف مدنية وتجارية وعقارية واجتماعية وزجرية."...
وعلى اعتبار أن قضاء الق رب ه و عنص ر جدي د في التنظيم القض ائي المغ ربي ،و ي دخل
ضمن تركيب المحاكم االبتدائية ،سوف نخصص له جزء من هذا المح ور ( ،)1على أن نتط رق
في الجزء الثاني للمحاكم االبتدائية(.)2
-1قضاء القرب:
لقد تم إحداث الق رب ال ذي ح ل مح ل مح اكم الجماع ات والمقاطع ات به دف التخفي ف من
الضغط الذي تعاني منه المحاكم االبتدائية على مستوى القض ايا المعروض ة أمامه ا ،وذل ك بمنح
ه ذا القض اء اختص اص النظ ر في القض ايا البس يطة ،و ال تي ال تحت اج إلى ك ل اإلج راءات
والمساطر التي ينص عليها المشرع بالنسبة للقضايا ال تي تتج اوز قيمته ا 5000درهم ،ه ذا إلى
جانب هدف آخر أساسي وهو تقريب القضاء من المتقاضين.
وعلى خالف محاكم الجماعات والمقاطعات ،ليس هذا القضاء سوى أقسام تابعة لدائرة نفود
المحاكم االبتدائية.
وق د تم إح داث قض اء الق رب بمقتض ى الظه ير الش ريف 11.1.151بت اريخ 17غش ت
.2011
34
-ففي القضايا المدنية :فقد حدد الفصل 10من القانون المنظم لقضاء القرب ،اختصاصات
قاضي القرب في القضايا المدنية في النظر في ال دعاوى الشخص ية والمنقول ة .ال تي ال تتج اوز
8
قيمتها 5000درهم ،ويخرج عن اختصاص قاض ي الق رب التط رق للنزاع ات المتعلق ة بمدون ة
األسرة والعقار والقضايا االجتماعية واإلفراغات ،وإذا عم د الم دعي إلى تجزئ ة مس تحقاته مم ا
يخوله اختصاص هذا القضاء ،فإنه ال تقبل منه إال المطالب األولية.
وإذا قدم المدعى عليه طلبا مق ابال ،ف إن ه ذا الطلب ال يض اف إلى الطلب األص لي لتحدي د
مبلغ النزاع ،ويبقى القاضي مختصا بالنسبة للجميع.
أما في القضايا الزجرية فحسب الفصل 14من القانون المنظم لقضاء القرب يختص قاضي
القرب بالبث في المخالفات التي ال تتجاوز عقوبة الغرامة فيها 1200درهم ،المرتكبة من ط رف
الرشداء المنصوص عليها في المواد 15و 16و 17و 18من القانون المنظم لقضاء القرب.
- - 8الدعوى الشخصية :وتنشأ دائم ا عن اإلخالل بعق د أو فع ل غ ير مش روع أو إث راء بال س بب أو نص في الق انون وال دعاوى
الشخصية قد يكون موضوعها حق شخصي على منقول ،وقد يكون موضوعها حق شخصي على عقار.
-الدعوى المنقولة :إذا كان محل الحق الذي تحميه منقوال ،وما ال يعتبر عقار بالطبيعة أو بالتخصيص فه و منق ول ،ف االلتزام بعم ل
ولو تعلق بعقار كالصيانة أو البناء يعتبر في حكم المنقول والدعوى التي تحميه لها الطبيعة المنقولة.
35
إذا كان المدعى عليه حاضرا أوضح له القاضي مضمون الطلب ،وإذا لم يحضر بل غ مق ال
المدعي أو نسخة من المحضر في الحال ،ويحت وي ه ذا التبلي غ على اس تدعاء بجلس ة ال يتج اوز
تاريخها 8أيام.
وتكون المسطرة أمام قض اء الق رب ش فوية ومجاني ة ،و معف اة من الرس وم القض ائية على
النحو الذي سبق أن تطرقنا له.
فأن تكون المسطرة شفوية يفيد أن األطراف غير ملزمين بتقديم وسائل دف اعهم ودفوع اتهم
بواسطة مقاالت مكتوبة ،بل يكفي أن يترافعوا أمام قاضي الق رب وي دلوا بم ا يؤي د إدع اءاتهم أو
يفند مزاعم خصومهم .ولعل عدم لجوء المشرع إلى سن المسطرة الشفوية يرجع لكون النزاع ات
التي تعرض أمام قضاء القرب زهيدة ،وال تتعدى 5000درهم ،إذ لو نص على ضرورة االلتزام
بالمسطرة الكتابية ،ألوجب ذلك أحيانا تنصيب محام ،خاصة في المادة المدنية ،األمر الذي سيثقل
كاه ل المتقاض ي ،حيث يك ون من غ ير المنطقي أن ي ؤدي م ا يتج اوز قيم ة دع واه ،كأتع اب
للمحامي.
وأن تكون المسطرة مجانية ،أي معفاة من جميع الرسوم القض ائية مم ا ينتج عن ه ق درة ك ل
ذي مصلحة من أن يلجأ إلى هاته األقسام للمطالبة بحقوقه دون أية قيود مالية ،وتشمل مص اريف
الدعوى ،الرسوم القضائية ،وأتع اب الخ براء ،والترجم ة ،ومص اريف المعاين ات ...وه و إعف اء
قانوني منصوص عليه تشريعيا ،وال حاجة لتقديم طلب بشأنه.
هذا إلى جانب أن جلسات قضاء القرب تكون علني ة ،وأحكامه ا تص در باس م جالل ة المل ك
وطبقا للقانون وتضمن في سجل خاص بذلك ،كما تذيل بالصيغة التنفيذية ،وتعقد الجلسات بق اض
منفرد وبمساعدة كاتب الضبط وبدون حض ور النياب ة العام ة ،وه و م ا يس اعد على الس رعة في
البث في هاته القضايا ،والسرعة في تنفيذها خاصة إذا حضر األطراف وقت النطق بالحكم.
ويتعين النطق باألحكام وهي محررة وتسلم نسخة منها إلى المعنيين بها داخل أجل 10أي ام
الموالية لتاريخ النطق بها.
وإذا صدر الحكم بحضور األطراف تم التنص يص على ذل ك في محض ر الجلس ة ،ويش عر
القاضي األطراف بحقهم في طلب اإللغ اء وف ق الش روط وداخ ل اآلج ال المنص وص عليه ا في
المواد 8و 9وما يليها ،وال يعتبر ذلك بمثابة تبلي غ إال إذا تم تس ليم نس خة من الحكم بالجلس ة وتم
التوقيع على ذلك (المادة 7من قانون .)42.10
36
ويجب على قاضي القرب قبل مناقشة الدعوى أن يقوم بمحاولة للص لح بين الط رفين ،ف إذا
تم ذلك و نجحت محاولة الصلح بينهما ،حرر ب ذلك محض را وتم اإلش هاد ب ه من طرف ه ،أم ا إذا
تعذر الصلح بين طرفي الدعوى ،بث في موضوعها داخل أجل 30يوما بحكم غير قاب ل للطعن،
سواء طعن عادي أو استثنائي مع مراعاة أحكام المادة .7غ ير أن ه يمكن للط رف المتض رر من
الحكم طلب إلغائه أمام رئيس المحكمة االبتدائية داخ ل أج ل 8أي ام من تبليغ ه ،وذل ك بن اءا على
الحاالت المحددة في المادة 9من قانون 42.10كما يلي:
يمكن تقديم طلب إلغاء الحكم إذا توفرت إحدى الحاالت التالية:
-إذا لم يحترم قاضي القرب اختصاصه النوعي أو القيمي؛
-إذا لم يجر محاولة الصلح المنصوص عليها في المادة 12بعده؛
-إذا بت فيما لم يطلب منه ،أو حكم بأكثر مما طلب منه ،أو أغفل البت في أحد الطلبات.
-إذا بت رغم أن أحد األطراف قد جرحه عن حق.
-إذا بت دون أن يتحقق مسبقا من هوية األطراف.
-إذا حكم على المدعى عليه أو المتهم دون أن تكون له الحج ة على أن ه توص ل ب التبليغ أو
االستدعاء.
-إذا وجد تناقض بين أجزاء الحكم.
-إذا وقع تدليس أثناء تحقيق الدعوى.
يبت الرئيس في الطلب داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ إيداعه ،في غيبة األط راف،
ما لم ير ضرورة استدعاء أحدهم لتقديم إيضاحات؛ وفي جميع الحاالت يبت داخل أجل الشهر.
ال يقبل هذا الحكم أي طعن.
وتناط بالس لطة اإلداري ة المحلي ة على مس توى أقس ام قض اء الق رب تبلي غ وتنفي ذ األحك ام
الصادرة عن ه ذا القض اء (الفص ل ،)21غ ير أن ه يمكن بطلب من المس تفيد تكلي ف المفوض ين
القضائيين بتبليغ وتنفيذ أحكام أقسام قضاء القرب.
أما في القضايا الزجرية :فتحريك الدعوى العمومية يكون بواسطة النيابة العامة التي تحيل
على قاض ي الق رب المحاض ر المنج زة من ط رف الش رطة القض ائية أو األع وان المكلفين
بإنجازهم.
37
و يمكن لقضاء القرب البث في المطالب المدني ة الناجم ة عن األض رار في نط اق ال دعوى
المدنية التابعة في حدود االختصاص القيمي المشار إليه في المادة ،10وإذا صرح قاضي الق رب
بعدم اختصاصه بالبث في الدعوى العمومية أحال القضية فورا على النيابة العامة (الفصل .)19
38
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع ق د نص على أن ه يمكن أن تنظ ر ك ل غرف ة في ك ل ن زاع
يعرض على المحكمة ،أيا كان نوعه ،وبغض النظر عن ارتباط ه المباش ر بطبيع ة القض ايا ال تي
تبت فيها هذه الغرفة أو تلك.
و يمكن تقسيم المحاكم االبتدائية إلى محــاكم ابتدائيــة مدنيــة ،و تضم أقس ام قض اء الق رب،
وغرف مدنية وغرف تجارية ،وغرف عقاري ة ،ومحــاكم ابتدائيــة اجتماعيــة و تض م إلى أقس ام
قضاء األسرة ،وغرف حوادث الش غل واألم راض المهني ة ونزاع ات الش غل .ومحــاكم ابتدائيــة
زجرية ،و تضم إلى أقسام قضاء القرب ،وغرف جنحية ،وغرف ح وادث الس ير وغ رف قض اء
األحداث.
-وأحدثت وفق التعديل األخير بالمحاكم االبتدائية غرف تسمى غ رف االس تئنافات تختص
بالنظر في بعض االستئنافات المرفوعة ضد األحكام الصادرة عنها ابتدائيا.
-توجد غرفة ت دعى بغرف ة المش ورة هي هيئ ة من هيئ ات المحكم ة ،و هي تعق د جلس ات
سرية وفق إج راءات معين ة للنظ ر في اختصاص ات مح ددة على س بيل الحص ر بنص ق انوني،
مميزاتها السرية والسرعة والشفوية.
-يوجد بها قاضي مكل ف بش ؤون القاص رين ،يعين من بين قض اة المحكم ة بق رار ل وزير
العدل لمدة 3سنوات الذي يراعي في اختياره المعرفة بأحكام األحوال الشخصية.
-يوجد بها قاض مكلف باألحداث يعين لمدة 3سنوات قابل ة للتجدي د بم وجب ق رار ل وزير
العدل بناء على اقتراح من رئيس المحكمة.
ويتم تنظيم عمل المحكم ة من ط رف جمعيته ا العام ة ال تي تتك ون من جمي ع قض اة الحكم
والنيابة العامة ،ويحضرها أيضا رئيس كتابة الضبط بالمحكمة ،وتنعقد هذه الجمعية س نويا خالل
النصف األول من شهر دجنبر ،وتحدد ع دد الغ رف ،وتكوينه ا وأي ام وس اعات الجلس ات ،وك ذا
توزيع القضايا على مختلف الغرف ،وتس ند البث في القض ايا ال تي تن درج ض من قض اء الق رب
للقضاة العاملين بالمحاكم االبتدائي ة ،ومراك ز القض اة المقيمين ،ويمكن للجمعي ة عق د اجتماع ات
أخرى إذا اعتبر ذلك الرئيس مفيدا عند الحاجة.
39
وفق ما ينص عليه الفصل الراب ع من ظه ير التنظيم القض ائي المع دل بمقتض ى ق انون 17
غشت ،2011تعقد المحاكم االبتدائية ،جلساتها -م ع مراع اة المقتض يات المنص وص عليه ا في
الفصل 5بعده وكذا االختصاصات المخولة لرئيس المحكم ة بمقتض ى نص وص خاص ة -بق اض
منفرد وبمساعدة كاتب الضبط ،ما عدا في الدعاوي العقارية العيني ة والمختلط ة وقض ايا األس رة
والميراث ،باستثناء النفقة التي يبت فيها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس ،وبمس اعدة ك اتب
الضبط.
إذا تبين للقاضي المنف رد أن أح د الطلب ات األص لية أو المقابل ة أو طلب ات المقاص ة يرج ع
االختصاص فيه إلى القضاء الجماعي ،أو له ارتباط بدعوى جاري ة أم ام القض اء الجم اعي رف ع
يده عن القضية برمتها بأمر والئي.
يتولى رئيس المحكمة االبتدائية إحالة ملف القضية على القضاء الجماعي.
ويقضي الفصل 45من قانون المسطرة المدنية المع دل في 17غش ت 2001بأن ه" :تطب ق أم ام
المحاكم االبتدائية وغرف االستئنافات بها قواعد المسطرة الكتابية المطبقة أمام مح اكم االس تئناف
وفقا ألحكام الفصول 329و 331و 332و 334و 335و 336و 342و 344اآلتية بعده...
غير أن المسطرة تكون شفوية في القضايا التالية:
" -القضايا التي تختص المحاكم االبتدائية فيها ابتدائيا وانتهائيا؛
-قضايا النفقة والطالق والتطليق؛
-القضايا االجتماعية؛
-قضايا استيفاء ومراجعة وجيبة الكراء؛
-قضايا الحالة المدنية".
يتضح من خالل الفصل 4من التنظيم القضائي والفص ل 45من ق انون المس طرة المدني ة،
أن المسطرة أمام المحاكم االبتدائية تعتمد نظام مزدوج سواء فيما يتعلق بتشكيلة الهيئ ة ال تي تبت
في القضايا المعروضة على أنظار المحكم ة بين أن تك ون جماعي ة أو فردي ة ،وض رورة س لوك
المسطرة الكتابية ،أو الشفوية في الحاالت التي حددها المشرع.
40
اختصاص عادي:
إذ ينص الفص ل 5من ظه ير 15يولي وز على أن ه" :تختص المحكم ة االبتدائي ة بم ا فيه ا
المصنفة عدا إذا نص قانون صراحة على إسناد االختصاص إلى محكمة غيرها ابت دائيا وانتهائي ا
مع حفظ حق االس تئناف ب النظر في ال دعوى طبق ا للش روط المح ددة بمقتض ى ق انون المس طرة
المدنية أو قانون المسطرة الجنائية أو نصوص خاصة عن د االقتض اء ،تعت بر المحكم ة االبتدائي ة
مختصة بقوة القانون في كل حالة استند نص خاص بالنظر فيها إلى المحكمة اإلقليمية".
كما ينص الفصل 18من قانون المسطرة المدنية على إسناد االختصاص في جميع القض ايا
المدنية وقضايا األسرة والمميزات والقضايا التجارية واإلدارية واالجتماعية.
وبالتالي يمكن تصنيف الدعاوى التي تدخل في اختصاص المحكمة االبتدائية كما يلي:
-القضايا المدنية
-قضايا األحوال الشخصية
-قض ايا الم يراث وال دعاوى المرتبط ة بتط بيق ق وانين الحال ة المدني ة وش ؤون التوثي ق
والقاصرين والكفالة ،وكل ماله عالقة برعاية وحماية األسرة.
41
يضاف إلى ذلك اختصاص الرئيس بالبت في القضايا المستعجلة وفي مقاالت األمر باألداء.
-3محاكم االستئناف
تطبيقا لمبدأ التقاضي على درجتين .وهو المبدأ السائد في النظام اإلجرائي المق ارن ،وال ذي
أخذ به نظامنا القضائي كقاعدة أصلية؛ ألنه مدعاة ل تريث قاض ى الدرج ة األولى وحرص ه على
الدقة في تحرى وجه الحق ،وإعمال القواع د الش رعية والنظامي ة في تبص ٍر وحكم ة .وفي ذل ك
وح ده ،ض مان كب ير للخص و ،فض ًال عن الض مان المس تمد من تهيئ ة فرص ة أخ رى لع رض
وجهات النظر المختلفة على هيئة جديدة مكونة من قضاة أك ثر ع دًدا وخ برة .تم إح دات مح اكم
لالستئناف ،إلى جانب إح داث غ رف لالس تيناف بالمح اكم االبتدائي ة .و نتط رق فيم ا يلي إللق اء
نظ رة م وجزة على األحك ام الخاص ة ب الطعن باالس تئناف أم ام غ رف االس تئنافات بالمحكم ة
االبتدائية قبل أن نتطرق لمحاكم االستئناف.
- 9الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.149بتاريخ 16رمضـان 17( 1432أغسـطس) ،والقاضـي بتغيـير وتتميم قـانون المسـطرة
المدنية ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5975بتاريخ 6شوال 5( 1432سبتمبر ،)2011ص .4388
- 10تنص الفقرة الرابعة من الفصل 2من ظهير التنظيم القضائي كما تم تغييره وتتميمه بالقانون 34على أنه:
"تنظر أقسام قضاء القرب في الدعاوى الشخصية والمنقولة الـتي ال تتجـاوز قيمتهـا خمسـة آالف درهم باسـتثناء النزاعـات بمدونـة األسـرة
والعقار والقضايا االجتماعية و اإلفراغات ،كما تنظر أيضا في المخالفات المنصوص عليها في القانون المتعلق بتنظيم قضــاء القــرب وتحديــد
اختصاصاته".
42
وعليه ،وبعد تجميع هذين المعطيين تكون غرف االستئنافات المحدثة بالمحاكم االبتدائي ة مختص ة
بالبت في طلبات استئناف األحكام الصادرة عن المح اكم االبتدائي ة وال تي تتج اوز قيمته ا 5.000
درهم وتقل عن 20.000درهم.
غ ير أنه ا تختص ب النظر في القض ايا المتعلق ة بمدون ة األس رة والعق ار والقض ايا االجتماعي ة
واإلفراغات إلى غاية 20.000درهم ودون تحديد الحد األدنى ،مادام المش رع المغ ربي ق د ن زع
عن قضاء القرب صالحية البت فيه ،ولو قلت قيمة النزاعات بشأنها عن ذلك المبلغ.11
ويستثنى من اختصاص هذه الغرف ك ذلك البت في االس تئناف الموج ه ض د األوام ر المبني ة
على طلب ،واألوامر االستعجالية واألمر باألداء (الفصول من 148إلى 165من قانون المسطرة
المدنية) التي يتم البت فيها أمام محاكم االستئناف.
كما أن الطلب ات ال تي تك ون غ ير مح ددة القيم ة تخ رج عن اختص اص ه ذه الغ رف ويبقى
اختصاص النظر فيها خالص لمحاكم االستئناف بص ريح نص الفق رة الثالث ة من الفص ل 19بع د
نسخه.
كما تختص هذه الغرف بالنظر في االستئنافات المرفوعة ضد األحك ام الص ادرة ابت دائيا عن
المحاكم االبتدائية في قضايا المخالفات المش ار إليه ا في الم ادة 396من ق انون المس طرة الجنائي ة
وفي القضايا الجنحية التي ال تتجاوز عقوبتها سنتين حبسا وغرامة وإحدى هاتين العقوبتين فقط.
كم ا تختص غرف ة االس تئنافات لألح داث ل دى المحكم ة االبتدائي ة ب النظر في االس تئنافات
المرفوعة ضد األحكام الصادرة عن المحكمة االبتدائية في قضايا األحداث إذا كانت العقوبة المقرر
لها تعادل أو تقل عن سنتين حبسا وغرامة أو إحدى هاتين العقوبتين فقط.
و تجدر اإلشارة إلى أنه قد أصبح للطعن باالستئناف في ظل المقتضيات الجديد التي أتى بها
قانون 35.10المعدل لقانون المسطرة المدنية أثر ناقل نسبي ،حيث إن ه وخالف ا لم ا اس تقر علي ه
الفقه من كون االستئناف يمتاز بأثر ناشر للدعوى من جديد أم ام محكم ة الدرج ة الثاني ة ،أي أن ه
ينقل النزاع من المحكمة االبتدائية إلى محكمة االستئناف ،أصبح لهذا الطريق أثر ناقل نسبي يبقى
على النزاع داخل نفس المحكمة ،لكنه عوض أن يبث فيه قاض ي ف رد ،ثبت في ه غ رف اس تئنافية
أحدثت لهذه الغاية ،وهي مكونة من ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس يساعدهم كاتب للضبط .وتسري
أمامها إجراءات المسطرة الكتابية المقررة أمام محاكم االستئناف.
- 11تنص الفقرة الرابعة من الفصل 2من ظهير التنظيم القضائي بعد تعديله بالقانون 34.10على أنه:
"تنظر أقسام قضاء القرب ...باستثناء النزاعات المتعلقة بمدونة األسرة والعقار والقضايا االجتماعية واإلفراغات."...
43
-محاكم االستيناف
االستئناف هو طريق الطعن العام في أحك ام مح اكم الدرج ة األولى بط رح ال دعوى من
جديد أمام محاكم أعلى (محاكم االستئناف) بغرض مراجعتها.
التنظيم:
تتألف محاكم االستئناف من:
ـ الرئاسة :الرئيس األول لمحكمة االستئناف ،رؤساء غرف ،مستشارون
ـ النيابة العامة :وكيل عام الملك ،نواب عامون ،قضاة التحقيق ،قضاة األحداث.
ـ الكتابة :كتابة الضبط ،كتابة النيابة العامة.
يمكن تقسيمها إلى عدة غرف مختصة في البث استئنافيا في األحكام واألوامر الص ادرة عن
محاكم الدرجة األولى ورؤسائها (االحوال الشخصية ،مدنية ،عقاري ة ،اجتماعي ة ،جنائي ة ) .لكن
يمكن ألي غرفة أن تبث في كل أنواع القضايا المعروضة على المحكمة.
تعقد جلساتها وتصدر أحكامها:
ـ بـ 3قضاة يساعدهم كاتب الضبط
ـ بـ 5قضاة يساعدهم كاتب الضبط ،رئيس و 4مستشارين من بينهم مستش ار مق رر (في الغرف ة
الجنائية) تشتمل أيضا على نيابة عامة تتكون من وكيل عام للملك ونوابه العامين وعلى ق اض أو
عدة قضاة مكلفين بالتحقيق وقاض أو عدة قضاة لألحداث وكتابة الضبط وكتابة للنيابة العامة.
تشتمل محاكم االستيناف المحددة ،والمعينة دوائر نفوذها بمرسوم ،على أقسام للجرائم المالية .
دوائر نفوذ محاكم االستئناف محـاكـم االستئنــــاف المحدث ة
بها أقسام
الرباط – القنيطرة – طنجة -تطوان الرباط
الدار البيضاء – سطات – الجديدة – خريبكة – الدار البيضاء
بني مالل
فاس – مكناس – الرشيدية – ت ازة – الحس يمة فاس
– الناضور -وجدة
م راكش – آس في – ورزازات – أك ادير - مراكش
44
العيون
الجريدة الرسمية عدد 5995بتاريخ 17ذو الحجة 14( 1432نوفمبر ،)2011ص .5415
تشتمل هذه األقسام على غرف للتحقيق ،وغرف للجنايات ،وغرف للجناي ات االس تينافية ،ونياب ة
عامة ،وكتابة للنيابة العامة.
تعقد محاكم االستيناف جلساتها في جميع القضايا وتصدر قراراتها من ط رف قض اة ثالث ة
وبمساعدة كاتب الضبط تحت طائلة البطالن ما لم ينص القانون على خالف ذلك.
يعتبر حضور النيابة العامة في الجلسة الجنائية إلزاميا تحت طائل ة البطالن .واختياري ا في
القضايا األخرى عدا في األحوال المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية وخاصة إذا ك انت
النيابة العامة طرفا رئيسيا وفي جميع األحوال األخرى المقررة بمقتضى نص خاص.
يمكن لمحاكم االستئناف أن تعقد جلسات تنقلية بمقار المحاكم التابعة لدائرة نفوذها.
آثار االستئناف:
يرتب االستئناف أثرين اثنين يتمثالن في كون ه يوق ف تنفي ذ الحكم المطع ون في ه ،وفي أن ه
ينقل النزاع من المحكمة االبتدائية إلى محكمة االستئناف.
45
-1األثر الموقف:
تنص الفقرة األخيرة من الفصل 134من قانون المسطرة المدني ة على أن ه « :يوق ف أج ل
االستئناف ،واالستئناف نفسه داخل األج ل الق انوني التنفي ذ ع دا إذا أم ر بالتنفي ذ المعج ل ض من
الشروط المنصوص عليها في الفصل .»147
فاالستئناف المقدم بصورة قانونية يؤدي إلى وقف تنفيذ الحكم االبتدائي المطعون فيه ،وهذه
مسألة بديهية ألن طرق الطعن العادية توقف التنفيذ.
-2األثر الناقل
يقصد بهذا األثر أن ينقل االستئناف النزاع من المحكم ة االبتدائي ة إلى محكم ة االس تئناف،
ويشمل النقل كل عناصر الدعوى الواقعية منها والقانونية.
46
ـ قرارات النقيب المتعلقة بتحديد األتعاب ،ومقررات مجلس هيئة المحامين ،وانتخ اب مجلس
الهيئة والنقيب.
و بصفة عامة تختص محكمة االس تئناف ب النظر في األحك ام الص ادرة ابت دائيا عن المح اكم
االبتدائية وك ذا في جمي ع القض ايا األخ رى ال تي تختص ب النظر فيه ا بمقتض ى ق انون المس طرة
المدنية أو قانون المسطرة الجنائية ،أو نصوص خاصة عند االقتضاء.
و أخيرا نشير إلى أن محاكم االستئناف ب المغرب ع ددها ح والي اح دى وعش رون محكم ة
توجد بالمدن التالية :الرباط -القنيطرة –الدارالبيضاء -الجديدة -فاس -ت ازة -م راكش -ورزازات-
اس في -مكن اس -الراش يدية -اك ادير – طنج ة -تط وان -س طات -ب ني مالل -خريبك ة -وج دة-
الناظور -الحسيمة.
-4المحاكم التجارية
كان إحداث المحاكم التجارية ضمن اإلصالحات التشريعية التي همت عالم التج ارة واألعم ال في
السنوات األخيرة ،والتي انطلقت في بالدنا بصدور عدة قوانين منها على الخص وص ق انون -89
39الصادر بتاريخ 21/9/1993المتعلق بالخوصص ة ،والق انون المتعل ق بتنظيم الس وق المالي ة
وبورصة القيم والقانون المتعلق بالقيم المنقولة وقانون مؤسسات االئتمان ونظام المحاسبة المحدث
بظهير 9-138/1بتاريخ 25/12/1992بتنفيذ القانون 9-98المتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب
على التج ار العم ل به ا ،وقــانون رقم 18-95بمثاب ة ميث اق االس تثمارات ،وق انون ش ركات
المساهمة والشركات األخرى.
وقد اكتمل عقد اإلصالحات التش ريعية كم ا قلن ا بص دور ق انون 53-95القاض ي بإح داث
المحاكم التجارية ،والظهير الشريف رقم 97/4-65بتاريخ 14شوال 1417الموافق .12/2/97
والقاضي بتنفيذ القانون رقم ،53-95هذا األخير الذي كان بمثابة الحجر األساسي إلحداث قضاء
تجاري مغربي قائم الذات ومستقل عن القضاء المدني.
و نصت المادة األولى من المرسوم الم ذكور على أن ه تح دد ع دد المح اكم التجاري ة بس ت
محاكم ،و هي محكمة تجارية في كل من مدن الرب اط وال دار البيض اء وم راكش وف اس وطنج ة
واك ادير .إال أن ه أم ام الرغب ة الملح ة في زي ادة ع دد المح اكم التجاري ة ،نظ را لك ثرة القض ايا
47
التجارية ،و بعد هذا النوع من المح اكم عن بعض المن اطق ،تم تع ديل المرس وم الس ابق بإض افة
محكمة تجارية في مدينة مكناس و محكمة تجارية بمدينة وجدة.
48
المسطرة أمام المحاكم التجارية
تتميز المسطرة أمام المحاكم التجارية بمجموعة من الخصائص ،أهمها أنها مسطرة كتابية،
إذ ت رفع الدعوى أمام هذه المحاكم بمقال مكتوب ،و بالتصريح الشخصي للمدعي ( المادة 13من
قانون إحداث المحاكم التجارية) .و ال تقبل أم ام ه ذه المح اكم الطلب ات أو اإلدع اءات أو ال دفوع
التي لم تأت في شكل مذكرات أو مستنتجات كتابية .كما أن هاته المحاكم تعقد جلساتها وف ق مب دأ
القضاء الجماعي كما سبق الذكر.
كما تتميز المسطرة أمام المحاكم التجارية بإجباري ة االس تعانة بمح ام طيل ة مراح ل ال دعوى طبق ا
للمادة 13من قانون إحداث المحاكم التجارية ،حيث أن مقال الدعوى باإلضافة إلى كون ه يجب أن
يكون مكتوبا ،يجب أن يوقعه محام مسجل في هيئة من هيئات المحامين بالمغرب تحت طائلة عدم
القبول.
و يشمل هذا اإللزام كل مراحل الدعوى ،ويجب أن يكون المحامي منتميا لهيئة المحامين ب المغرب
أو يزاول المهنة خارج المغرب ،شرط أن ينتمي لدولة تربطها بالمغرب اتفاقية تس مح ل ه ب الترافع
فوق أراضيه ،و ذلك بعد حصوله على إذن خاص من وزير العدل ،ش رط أن يعين مح ل المخ ابرة
معه بمكتب أحد المحامين المقيدين بإحدى هيئات المحامين بالمملكة.
أما فيما يتعلق بإجراءات التقاضي أمام هذه المحاكم فتخضع لقواع د ق انون المس طرة المدني ة ،إلى
جانب المواد من 13إلى 17من قانون 53-95القاضي بإحداث محاكم تجارية ،و هي كما يلي:
ترفع الدعوى أمام هذه المحاكم بمقال مكتوب وموقع من طرف محام مسجل في هيئة من هيئات
المحامين بالمغرب ،ويقيد في سجل معد لهذا الغرض لدى كتابة الضبط ،مقابل وصل يثبت فيه إسم
المدعي وتاريخ إيداع المق ال ،ورقم ه بالس جل وع دد المس تندات المرفق ة ونوعه ا ،وي ودع ك اتب
الضبط نسخة من هذا الوصل في الملف.
49
بمجرد تقييد المقال ،يعين رئيس المحكمة التجارية حاال ودون تأخير ،قاضيا مقررا يح ال علي ه
الملف خالل 24ساعة ،ويتعين على هذا األخير أن يحدد تاريخ أقرب جلسة تع رض فيه ا القض ية
ويستدعي األطراف ،كما يشعرهم بإكمال البيانات غير التامة أو التي وقع إغفالها ،وينذر األطراف
باإلدالء بالنسخ المساوية لعدد الخصوم تحت طائلة عدم القبول.
غير أن تجهيز القضية يمكن أن يقوم به ا القاض ي المق رر أو المحكم ة التجاري ة حس ب األح وال،
وطبقا للمادة ،16فإن القضية إذا لم تكن جاهزة للبت فيها ،أمكن للمحكمة التجاري ة أن تؤجله ا إلى
أقرب جلسة ،أو أن ترجعها إلى القاضي المقرر الذي يتعين عليه في جمي ع األح وال أن يحيله ا من
جديد إلى الجلسة داخل أجل ال يتعدى ثالثة أشهر.
ويتم استدعاء األطراف بواسطة مفوض قضائي م ا لم تق رر المحكم ة توجي ه االس تدعاء ب الطرق
المنصوص عليها في الفصول 38 ،37و 39ق.م.م كما تم تعديلها بموجب الق انون 33-11المنف ذ
بظهير 17غشت ،2011وأهم ما جاء في هذا التعديل أنه في حالة تعذر العثور على الش خص في
موطنه ،يتعين على العون المكلف بالتبليغ أن يلصق إشعارا ب ذلك في موق ع ظ اهر بمك ان التبلي غ،
وعليه أن يشير إلى ذلك في شهادة التسليم التي ترجع إلى كتابة الضبط (المادة 39ق.م.م).
وأثناء جريان المسطرة ،قد تجد المحكمة نفسها أمام طلب الضم ،ففي هذه الحالة تعم ل على ت أخير
الملف إلى جلسة الحقة للنظ ر في ه ،وذل ك من أج ل التثبت من م دى وح دة األط راف والموض وع
والسبب أو االرتباط ،وفي حال ة الحكم ب إجراء خ برة أو بحث أو يمين أو غ ير ذل ك من إج راءات
التحقيق التي تأمر بها المحكمة تمهيديا وقبل البت في الجوهر على ضوء الفصل 55وم ا بع ده من
قانون المسطرة المدنية ،فإن القاضي المقرر يعم ل على تفعي ل اإلج راء وتتبع ه إلى حين اس تنفاذه
فيدرج الملف بجلسة الموضوع.
ثالثا :المداولة
يقصد بالمداولة "المشاورة بين أعضاء المحكمة في منطوق الحكم وأسبابه بعد انتهاء المرافعة
وقبل النطق به" ،ويجوز لهيئة الحكم بعد االختالء في مك ان مغل ق ف ترة من ال زمن أن تص در في
نفس اليوم حكمها ،أم ا إذا اعت برت أن الفص ل في القض ية والتش اور بش أنها يتطلب تفرغ ا ووقت ا
اليستهان به نظرا لتعقيد القضية أو كثرة أشغال القضاة ،فإنها تقرر إصدار حكمه ا في ي وم الح ق،
إال أنه في بعض المحاكم تتجاوز م داوالتها األج ل المعق ول ،خصوص ا أن المش رع لم يح دد ح دا
50
أقصى للوقت الذي تستغرقها المداولة ،األمر الذي ي ؤثر على مص داقية األحك ام ويجعله ا خارج ة
أحكام و ضوابط المادة التجارية .وتبعا لذلك حاولت وزارة العدل التصدي لهذا المشكل ،بإص دارها
ع دة مناش ير حثت القض اة على ع دم تمدي د المداول ة إال ألس باب وجيه ة ومعقول ة ،وأال تتع دى
أس بوعين على أبع د تق دير ،إال أن الح ل ينبغي أن يك ون تش ريعا تحت طائل ة الج زاء وبص يغة
الوجوب.
بقيت اإلشارة إلى أن المشرع أجاز لألطراف طلب إخراج القضية من المداولة ،إذا ظه رت وق ائع
جديدة أو وثائق جديدة لم تطلع عليها المحكمة من قبل.
لقد استحدث قانون إحداث المحاكم التجارية مقتضيات جديدة خاص ة ب النطق باألحك ام نص ت
عليها المادة ،17وتتعلق بوجوب تحديد تاريخ النطق بالحكم عند وض ع القض ية في المداول ة ،كم ا
يفرض تحرير الحكم تحريرا ك امال قب ل النط ق ب ه ،وغاي ة المش رع من ه ذا اإلل زام واض حة ،إذ
يهدف إلى تالفي الت أخير الحاص ل في تحري ر األحك ام من قب ل القض اة ،مم ا يعرق ل الطعن فيه ا
وتنفيذها ،ذلك أن المالحظ لدى المحاكم أن كثيرا من القضاة يكتفون بتدوين منطوق الحكم وتالوت ه
في الجلسة مؤجلين مسودته الكاملة لوقت الحق.
تنص الفقرة الثالثة من المادة 23من قانون ،53-95على أنه " تطبق لدى المح اكم التجاري ة
المقتضيات المتعلقة بالتنفيذ الجبري لألحكام الواردة في الب اب الث الث من القس م التاس ع من ق انون
المسطرة المدنية ما لم يوجد نص مخالف" ،وب ذلك تك ون المح اكم التجاري ة ب المغرب على خالف
نظيرتها بفرنسا ،قد أوكلت لها مهمة تنفيذ أحكامها وأوامره ،مع م ا يتب ع ذل ك من ص الحيتها للبت
في صعوبات التنفيذ.
وجدير بالذكر أن إجراءات التنفيذ المطبقة أمام المحاكم االبتدائي ة العادي ة ،هي عينه ا المتبع ة أم ام
المحاكم التجارية ،مع مراعاة ما جاء به القانون المحدث لها من إح داث مؤسس ة القاض ي المكل ف
بمتابعة إجراءات التنفيذ ،وسن قواعد جديدة فيما يخص إجراءات التنفيذ.
51
من مستجدات القانون المحدث للمحاكم التجارية ،إحداث مؤسسة قاض ي متابع ة إج راءات التنفي ذ،
وذلك بمقتضى الفقرة األخيرة من المادة 2التي خولت لرئيس المحكمة التجارية تعيين قاض مكلف
بمتابعة إجراءات التنفيذ باقتراح من الجمعية العمومية لهذه المحكمة ،ومن شأن خلق هذه المؤسس ة
تتبع القاضي لجميع إج راءات التنفي ذ وتش ديد المراقب ة على جمي ع العملي ات ال تي يجريه ا أع وان
التنفيذ ،سواء كانوا أعوان كتابة الضبط أو مفوضين قضائيين ،وذلك لتفادي كل تأخير أو تماطل.
نصت المادة 23من قانون إحداث المحاكم التجارية على أنه“ :يبلغ عون التنفي ذ الط رف المحك وم
عليه المكلف بتنفيذه ،ويعذره بأن يفي بما قضى به الحكم أو تعريفه بنواياه وذل ك في خالل أج ل ال
يتعدى عشرة أيام من تاريخ تقديم طلب التنفيذ.
يتعين على عون التنفيذ تحرير محضر بالحجز التنفيذي أو بيان األسباب ال تي ح الت دون إنج ازه،
وذلك خالل 20يوما تبتدئ من تاريخ انتهاء أجل اإلعذار.
تطبق لدى المحاكم التجارية المقتضيات المتعلقة بالقواعد العامة للتنفيذ الجبري لألحكام الواردة في
الباب الثالث من القسم الرابع من المسطرة المدنية ما لم يوجد نص مخالف”.
وه ذه المقتض يات الخاص ة بتنفي ذ أحك ام المح اكم التجاري ة ،تتالءم ومب دأ تس ريع المس طرة أم ام
المحاكم ،غير أنه ا تص طدم بمش اكل ت ؤثر على س رعة مس طرة التنفي ذ عن دما تباش ر عن طري ق
اإلنابات القضائية ،سواء أم ام المح اكم المدني ة أو المح اكم التجاري ة األخ رى خاص ة عن دما تث ار
صعوبات في تنفيذ األحكام موضوع هذه اإلنابات.
تحدد آجال االستئناف في ثالث آجال البعض منها ال يتعدى الثمانية اي ام كم ا ه و األم ر في
استئناف األوامر باألداء الص ادرة عن المح اكم العادي ة ،وفيم ا يخص التع رض وتع رض الغ ير
الخارج عن الخصومة ضد المقررات الصادرة بشأن التسوية والتصفية القضائية وسقوط األهلي ة
التجارية ،واستئناف المقررات المتعلقة بالطعن في المقررات المتعلقة ب التعرض وتع رض الغ ير
الخارج عن الخصومة ،في عشرة أيام ابتداء من تاريخ تبليغ المق رر القض ائي في مواجه ة غ ير
السنديك ،أما السنديك فيسري األجل في مواجهته ابتداء من تاريخ النطق بالقرار.
52
كما أن أحكام المحاكم التجارية تستأنف خالل خمسة عشر يوما من ت اريخ التبلي غ ،وس وى
المشرع في هذا األجل بين األحكام واألوامر االس تعجالية خالف األحك ام الص ادرة عن المح اكم
العادية ،التي تستأنف خالل شهر من تاريخ التبليغ .كما ان مقررات القاضي المنتدب تقب ل الطعن
باالستئناف من طرف الدائن والمدين و السنديك داخ ل أج ل خمس ة عش ر يوم ا من ت اريخ تبلي غ
اإلشعار بالنسبة للدائن والم دين ومن ت اريخ ص دور المق رر بالنس بة للس نديك ،م ع مالحظ ة أن
المشرع جعل اختالفا في بداية سريان هاته اآلجال اذ حددها بالنسبة لالختص اص الن وعي ابت داء
من تاريخ التبليغ (المادة 8من قانون المحدث للمحاكم التجاري ة) وبالنس بة الس تئناف المق ررات
الصادرة بشأن التس وية والتص فية القض ائية وس قوط األهلي ة التجاري ة ابت داء من ت اريخ النط ق
بالمقرر القضائي أو نشره بالجريدة الرسمية إذا كان من الالزم إجراء هذا النشر( المادة 729من
م.ت) .مع مالحظة قصر اآلجال المحددة للطعن لتتالءم مع الحياة التجارية القائمة على االئتمـان
والسرعـة.
53
غرفة خاصة بالعقود التجارية ،غرفة خاصة ب دعاوى األوراق التجاري ة ...غ ير أن ه يمكن
لكل غرفة أن تنظر و تحكم في القضايا المعروضة عليها.
و من جهة أخرى تنظر المحاكم التجارية و محاكم االستئناف التجارية في القضايا بواس طة
هيأة قضائية مؤلفة من ثالثة قضاة من بينهم رئيس يساعدهم كاتب الضبط.
و تختص هذه المحاكم بالنظر في الطعون الموجهة إلى أحك ام المح اكم االبتدائي ة التجاري ة
سواء فيما يتعلق بالنزاع في الجوهر ،وهي الطلب ات ال تي تتج اوز قيمته ا 20.000درهم( ) ،أو
12
فيما يتعلق باألحكام الصادرة في موضوع االختصاص النوعي ،و تستأنف األحك ام الص ادرة عن
المحكمة التجارية داخل اجل 15يوما من تاريخ تبيلغ الحكم .
-يقدم مقال االستئناف إلى كتابة ضبط المحكمة التجارية.
لم يتناول المشرع اإلجراءات المسطرية أمام محاكم االستئناف التجارية في قانون إح داث المح اكم
التجارية إال في مادتين اثنتين هما المادتان 18و ، 19حيث حددت األولى أج ل اس تئناف األحك ام
وكيفية رفع المقال أم ام مح اكم االس تئناف ،في حين تن اولت الثاني ة إح التين ،اإلحال ة األولى على
المسطرة المتبعة أمام المحكمة التجارية االبتدائي ة أي الفص ول من 13إلى ( 17الفق رة األولى من
المادة ،)19واإلحال ة الثاني ة على القواع د المق ررة في ق انون المس طرة المدني ة م ا لم ينص على
خالف ذلك (الفقرة الثانية من المادة .)19
وعليه فإن مقال االستئناف يقدم إلى كتابة ضبط المحكمة التجارية مصدرة الحكم بواسطة مح ام
طبعا داخل أجل االستئناف ،الذي قصره المشرع أمام هذه المحاكم حيث أصبح 15يوما يبت دئ من
ت اريخ تبلي غ الحكم ،ب دل 30يوم ا كم ا ه و مق رر بالنس بة للمح اكم العادي ة ،ويرف ق ه ذا المق ال
بالمستندات المرفقة األصلية والنسخ المصادق عليها ،ويوجه إلى محكمة االس تئناف داخ ل أج ل ال
يتعدى 15يوما من تاريخ تقديم المقال االستئنافي ،وفقا لإلج راءات المنص وص عليه ا في الفص ل
134وما يليه إلى الفصل 141من ق.م.م ،ثم يعين الرئيس األول المستشار المقرر داخل أج ل 24
ساعة ،وبعدها تطبق سائر القواعد المشار إليها سابقا أمام المحاكم التجارية.
الفصل 6من القانون رقم 53. 95الذي كان يشير قبل تغييره بمقتضى القانون رقم 18. 02الصادر األمر بتنفيذه بمقتضى الظهير الشريف12
) (رقم 02. 108
ج ر عدد ، 5029ص .2263إلى الطلبات التي ال تتجاوز قيمتها 9000درهم .1
54
وب الرجوع إلى الم ادة ،18نج د أن المش رع حين حديث ه عن أج ل االس تئناف ،أورد اس تثناء
يتعل ق بال دفع بع دم االختص اص الن وعي طبق ا للم ادة 8من ق انون ، 53-95حيث أوجب على
المحكمة التجارية أن تبت فيه بحكم مستقل داخل أجل 8أيام من ي وم ال دفع بع د إحال ة المل ف على
النيابة العامة لإلدالء بمستنتجاتها ،ويستأنف هذا الحكم داخل أجل 10أيام من ت اريخ التبلي غ ،حيث
يتعين على كتابة الضبط أن توجه الملف إلى محكمة االس تئناف التجاري ة في الي وم الم والي لتق ديم
مقال االستئناف ،وهي ملزمة بالبت فيه داخل أجل 10أيام تبتدئ من تاريخ التوصل بالملف ،وبع د
أن تبت محكمة االستئناف ،تحي ل المل ف تلقائي ا على المحكم ة المختص ة داخ ل أج ل 10أي ام من
تاريخ الصدور ،وال يقبل هذا القرار أي شكل من أشكال الطعن.
ولم يتعرض قانون 53-95لطرق أخرى للطعن س واء العادي ة أو غ ير العادي ة ،وبالت الي فهي
تبقى خاضعة للقواعد العام ة ال واردة في ق انون المس طرة المدني ة عمال بمقتض يات الفق رة الثاني ة
للمادة 19ال تي ج اء فيه ا ” تطب ق أم ام المح اكم التجاري ة ومح اكم االس تئناف التجاري ة القواع د
المقررة في قانون المسطرة المدنية ما لم ينص على خالف ذلك”.
وهكذا يخض ع التع رض للم واد من 131إلى 133من ق انون المس طرة المدني ة ،حيث يس وغ
التعرض على األحكام الغيابية الص ادرة عن المحكم ة التجاري ة إذا لم تكن قابل ة لالس تئناف داخ ل
أجل 10أيام من تاريخ التبليغ (م )130وكذا ضد األحكام الغيابي ة الص ادرة عن مح اكم االس تئناف
(م ،) 352في حين تخضع أحكام تعرض الغير الخارج عن الخصومة لمقتضيات الفصول من 303
إلى 305من ق.م.م.
وتخض ع مس طرة إع ادة النظ ر للم واد 379و 402إلى 410م تى ك انت األحك ام ال تقب ل الطعن
بالتعرض واالستئناف (م 402من ق.م.م ).ويقدم الطلب داخل أج ل 30يوم ا تب دأ من ت اريخ تبلي غ
الحكم المطعون فيه (م 403ف 2من ق.م.م.).
ويطعن بالنقض في سائر األحكام االنتهائية الصادرة عن محاكم االستئناف التجارية شأنها في ذل ك
ش أن س ائر أحك ام مح اكم المملك ة ،م ا لم ي رد نص ص ريح بخالف ذل ك ،ك القرارات االس تئنافية
الصادرة في االختصاص النوعي حيث ال تقبل أي طعن عاديا كان أم غ ير ع اد بص ريح الم ادة 8
من القانون المحدث للمحاكم التجارية.
55
ويخضع هذا الطعن للمواد 353إلى 385من ق.م.م ،فيقع داخل أجل 30يوما من يوم تبلي غ الحكم
الصادر عن محاكم االستئناف التجارية (م 358من ق.م.م ،).ويقدم أمام الغرفة التجاري ة ب المجلس
األعلى التي أحدثت بموجب المادة 24من قانون .53-95
والمالحظ أن المشرع أورد في المادة التجارية ( أي في القانون المحدث للمحاكم التجاري ة ومدون ة
التجارة) آجاال كثيرة ومختلفة ،كما ه و الح ال بالنس بة لق انون المس طرة المدني ة ،تقتض يها طبيع ة
اإلج راءات الش كلية ال تي تعتم د على التفص يل والدق ة والض بط ،بحيث أن المتقاض ي أو الب احث
عموما يتيه داخل هذا الصخب من اآلجال ،لذلك ارتأيت أن أجم ع مختل ف ه ذه اآلج ال في ج دول
يوضح أنواع الطعون ومددها وتاريخ االبتداء مع سندها القانوني كما يوضح ذلك الجدول التالي:
المادة 8ق.م.ت تبليغ الحكم االستئناف 10أيام ال دفع بع دم االختص اص
النوعي
تبليغ الحكم بالنسبة لل دائن المادة 697مدونة التجارة االستئناف 15يوما مقررات القاضي المنتدب
اريخ دين ومن ت والم
الصدور بالنسبة للسنديك
ت اريخ النط ق ب المقرر أو المادة 729مدونة التجارة 10أيام المق ررات الص ادرة بش أن التعرض
نشره بالجريدة الرسمية التس وية والتص فية القض ائية
وسقوط األهلية التجارية
ت اريخ النط ق ب المقرر أو المادة 729مدونة التجارة المق ررات الص ادرة بش أن تع رض الغ ير 10أيام
نشره بالجريدة الرسمية ارج عن التس وية والتص فية القض ائية الخ
الخصومة وسقوط األهلية التجارية
المادة 730مدونة التجارة تاريخ التبليغ 10أيام المق ررات الص ادرة بش أن االستئناف
التس وية والتص فية القض ائية
وسقوط األهلية التجارية
56
المادة 731مدونة التجارة تاريخ التبليغ 10أيام المق ررات الص ادرة بش أن النقض
التس وية والتص فية القض ائية
وسقوط األهلية التجارية
-ترف ع كتاب ة الض بط مق ال االس تئناف م ع المس تندات المرفق ة إلى كتاب ة ض بط محكم ة
االستئناف التجارية المختصة خالل 15يوما من تاريخ تقديم المقال االستئنافي.
-6المحاكم اإلدارية
يعد القضاء اإلداري الجهة المخولة لها حل النزاعات القائم ة اس تنادا على الق انون اإلداري
فالمحاكم اإلداري ة تنظ ر في النزاع ات المتعلق ة بالقض ايا ال تي يتق دم به ا المواطن ون للطعن في
مشروعية قرارات السلطة اإلداري ة ،وفي النزاع ات المتعلق ة بمس ؤولية اإلدارة تج اه الم واطن،
والنزاعات المتعلقة باالنتزاع من أجل المصلحة العامة.
و عموما ينقسم القضاء اإلداري إلى شقين :
ــ الشق األول قضاء التعويض :و هو الذي يطالب فيه األفراد بتعويض الضرر الذي لحقهم
من جراء عمل اداري.
ــ الشق الثاني قضاء اإللغاء :وهو الذي يطالب فيه األفراد الغاء ق رار إداري مش وب بأح د
عيوب عدم الشرعية.
و قد تم إنش اء المح اكم اإلداري ة بمقتض ى الق انون رقم 41.90الص ادر بتنفي ذه الظه ير
الشريف رقم 1.91.225بتاريخ 10شتنبر 1993المحين م ؤخرا بت اريخ 26أكت وبر ،2011و
قد حلت هذه المحاكم محل المحاكم اإلبتدائية في القضايا ذات الصبغة اإلدارية.
57
و يعين رئيس المحكمة اإلدارية من بين قضاة المحكمة مفوض ا ملكي ا أو مفوض ين ملك يين
للدفاع عن القانون و الحق باقتراح من الجمعية العمومية لمدة سنتين.
و انطالقا من هذه المادة نخلص الى أن المحكمة اإلدارية تضم المكونات التالية :
58
يكون من القضاة ذوي التجربة ،كما يجوز تكليف بعض قضاة األحكام في حال ة الض رورة للقي ام
بمهمة المفوض الملكي الرسمي باقتراح من الجمعية العمومية ،مع االحتف اظ بمهم ة كمق رر ،وال
يوجد ما يمنع أن يكون المفوض الملكي قاضيا مق ررا في بعض القض ايا ،ش ريطة أال يجم ع بين
صفتين معا في قضية واحدة
ــ عدة قضاة
ــ كتابة الضبط
تشكل كتابة الضبط عنصرا مهم ا ورئيس يا في تك وين المح اكم اإلداري ة على غ رار ب اقي
محاكم المملكة ،فهي تعتبرالعمود الفقري للمحاكم ،حيث تقوم ب:
تلقي المقاالت وتسجيلها ،واستفاء الرسوم القضائية الواجبة عنها. ــ
تسليم الوصوالت. ــ
فتح الملفات. ــ
توجيه االستدعاءات. ــ
تسجيل ما يروج في الجلسات في شكل محاضر رسمية ــ
تنفيذ األحكام الصادرة في المحاكم اإلدارية . ــ
وكتاب الضبط يؤدون اليمين القانونية قبل مباشرتهم لمهامهم ،وهم مسئولون عن كل تهاون
أو إخالل بالواجبات الملقاة عل عاتقهم كرجال قضاء.
59
ــ النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بالمعاشات ،و منح
الوفاة المستحقة للعاملين في مرافق الدولة و الجماع ات المحلي ة و المؤسس ات العام ة و م وظفي
إدارة مجلس النواب،
ــ تطبيق النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة باإلنتخابات و الضرائب و نزع الملكي ة
ألجل المنفعة العامة،
ــ النزاعات المتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين و العاملين في مرافق الدول ة و الجماع ات
المحلية و المؤسسات العامة
و بالنسبة للمحكمة اإلدارية بالرب اط فق د أوك ل له ا المش رع باإلض افة إلى اإلختصاص ات
العامة السالفة الذكر ح ق النظ ر في النزاع ات المتعلق ة بالوض عية الفردي ة لألش خاص المعي نين
بظهير شريف أو مرسوم .
60
ولما كانت للقضايا اإلداري ة خصوص يات تميزه ا عن غيره ا التص الها بالق انون اإلداري
الذي يهدف باألساس إلى تحقيق المصلحة العامة وضمان حس ن س ير اإلدارة ف إن ق انون إح داث
المحاكم اإلدارية قرر مجموعة من اإلجراءات الشكلية التي يلزم احترامها في الدعاوى اإلدارية.
فقد اشترط المشرع أن تكون المسطرة كتابي ة أم ام المح اكم اإلداري ة ،حيث تنص الم ادة 3
من قانون 90ـ 41على أن القضايا ترفع إلى المحكمة اإلدارية بمقال مكتوب يوقعه محام مسجل
في جدول هيئة من هيئات المحامين بالمغرب ،ولقد ارتأى المشرع من خالل هذا الشرط تك ريس
حقوق الدفاع ،ذلك أن مواجهة اإلدارة أم ام القض اء يس تلزم معرف ة ش املة للق وانين والض وابط
اإلدارية ،وهذا بالضبط لن يتأتى للمواطن العادي إال بم ؤازرة المح امي وإال ض اع حق ه بمج رد
اإلخالل بأبسط اإلجراءات الشكلية.
والعريض ة المرفوع ة أم ام المحكم ة اإلداري ة يل زم أن تتض من مجموع ة من البيان ات
والمعلوم ات المتعلق ة ب األطراف س واء تعل ق األم ر بالش خص العم ومي أو الش خص الط بيعي
كالصفة واألسماء العائلية والمهنة والموطن ومح ل اإلقام ة ،إال ج انب ه ذا الب د من أن تتض من
العريضة موضوع الدعوى والوسائل والوقائع وترفق بالمستندات التي ينوي الم دعي اس تعمالها.
كما يرفق بالمقال االفتتاحي للدعوى بعدد من النس خ يس اوي ع دد الخص وم عن د تع ددهم ،وعن د
إيداع العريضة بكتابة ضبط المحكمة اإلدارية ،يسلم كاتب الضبط وصال ب ذلك يتك ون من نس خة
منها يوضع عليها الختم وتاريخ اإليداع.
وبعد تسجيل ال دعوى يح ال مل ف القض ية من ط رف رئيس المحكم ة اإلداري ة إلى ق اض
مقرر ،وإلى المفوض الملكي للدفاع عن القانون ومهم ة القاض ي المق رر هي القي ام ب اإلجراءات
األولية حيث يصدر أمرا بالتبليغ ويعين تاريخ النظر في القض ية وإش عار األط راف إلى وج وب
تقديم المذكرات والمستندات قبل الجلسة.
وإذا ك انت القض ية غ ير ج اهزة للحكم يمكن إرج اع المل ف إلى القاض ي المق رر ليتخ ذ
اإلجراءات الضرورية.
و تعقد المحاكم اإلدارية جلس اتها وتص در أحكامه ا عالني ة ،وهي متركب ة من ثالث قض اة
يساعدهم كاتب الضبط ،ويتولى رئاسة الجلس ة رئيس المحكم ة اإلداري ة أو ق اض معين من ل دن
الجمعية العامة السنوية لقضاة المحكمة اإلدارية.
61
وحض ور المف وض الملكي ض روري في الجلس ات ،رغم كون ه ال يش ارك في م داوالت
إصدار الحكم ويعتبر مبدأ عالنية الجلسات من المبادئ المعمول بها في معظم األنظم ة القض ائية
وبمقتضاها تكون اإلجراءات التي تقوم بها المحكمة قبل إصدار الحكم عالنية وللقاضي من تلق اء
نفسه أو بناء على طلب أحد األطراف أن يأمر بجعلها سرية حفاظا على النظام أو مراعاة لآلداب
واألخالق الحميدة ( الفصالن 339 ،43من قانون المسطرة المدنية).
و شفوية الجلسات مكملة لعالنية الجلسات ،وال يقع فيها االكتفاء بالمناقشة الشفوية ب ل يجب
تقديم وتبادل المذكرات بين األطراف حتى يتسنى توثيق مختلف الوقائع ،وعن دما تنتهي المحكم ة
من دراسة القضية وتصل إلى نتيج ة ،فالب د من تالوة منط وق الحكم ش فويا في جلس ة علني ة في
حال ة لم تكن الجلس ة س رية .ويوق ع أص ل الحكم من ط رف ال رئيس والقاض ي المق رر وكتاب ة
الضبط ،وتصدر األحكام وتنفذ باسم جاللة الملك و طبقا للقانون.
و يتم استئناف األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية داخل أجل 30يوم ا من ت اريخ تبلي غ
الحكم و ف ق مقتض يات الم واد من 134الى 141من ق انون المس طرة المدني ة ،وتخض ع لنفس
اآلج ال األوام ر الص ادرة عن رؤس ائها ،و يق دم مق ال اإلس تئناف إلى كتاب ة الض بط بالمحكم ة
اإلدارية بواسطة مقال مكتوب يوقع ه مح ام ،و ينبغى أن يرف ق المق ال م ع مس تنداته داخ ل أج ل
أقصاه 15يوما من تاريخ ايداعه بكتابة الضبط.
62
و تعقد هذه المحاكم جلساتها و تصدر قراراتها ,و هي متركبة من ثالث ة مستش ارين من
بينهم رئيس يساعدهم ك اتب الض بط .ام ا عن المف وض الملكي لل دفاع عن الق انون و الح ق ف ان
حض وره ض روريا لالدالء ب اراءه مكتوب ة م ع امكاني ة توض يحها ش فويا لهيئ ة الحكم بكام ل
االستقالل سواء فيما يتعلق بالوقائع او القواعد القانونية المطبقة عليها ,و ذلك بالنسبة لك ل قض ية
على حدة بالجلسة العامة.
و يحق ألطراف الدعوى الحصول على نسخة من مس تنتجات المف وض الملكي .وتظ ل
لهيئة الحكم صالحية االستعانة برءيه تبعا لقناعته بما ي دلي ب ه من مواق ف واقتراح ات .و تالفي ا
ألي تأثير مباشر منه على هيئ ة الحكم ,ف ان الق انون لم يخول ه ص الحية المش اركة في م داوالت
المحكمة.
- 8محكمة النقض
توجد محكمة النقض على قمة ه رم التنظيم القض ائي المغ ربي ،و يش مل نفوذه ا جمي ع
التراب الوطني.
أحدثت محكمة النقض ،غداة االستقالل و كانت تسمى آن ذاك المجلس األعلى ،إلى أن تم
تغيير هذه التسمية بمقتضى ظهير شريف رقم 1.11.170صادر في 27من ذي القعدة ( 1432
63
25أكتوبر ) 2011بتنفيذ القانون رقم 58.11المتعلق بمحكمة النقض ،المغ ير بموجب ه الظه ير
الشريف رقم 1.57.223الصادر في 2ربيع األول 27 ( 1377سبتمبر ) 1957بشأن المجلس
األعلى.
64
اختصاصات محكمة النقض:
يحدد اختصاص محكمة النقض قانون المسطرة المدنية و قانون المسطرة الجنائي ة و ق انون
المحاكم اإلدارية و مح اكم االس تئناف اإلداري ة و ق انون المح اكم التجاري ة و مح اكم االس تئناف
التجارية و غيرها من النصوص.
إن الدور األساس ي له ذه المؤسس ة القض ائية يتجلى في مراقب ة تط بيق الق انون من ط رف
محاكم الموضوع سواء تعلق األمر بقوانين الشكل أو قوانين الموضوع.
وبهذه الصفة تنظر محكمة النقض في القضايا التالية:
-طلبات النقض المرفوعة ضد األحكام االستئنافية و األحكام النهائية التي تص درها مح اكم
االستئناف و غيرها من المحاكم على اختالف درجاتها،
-طلب ات إلغ اء المق ررات الص ادرة من الس لطات اإلداري ة ب دعوى الش طط في اس تعمال
السلطة.
كما تنظر محكمة النقض عالوة على ذلك فيما يلي:
-الطعون في التصرفات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم،
-البت في تنازع االختصاص بين محاكم ال توجد فوقه ا أي ة محكم ة علي ا مش تركة غ ير محكم ة
النقض.
-الطلبات ألجل مراجعة األحكام الجنائي ة أو التأديبي ة في دائ رة الش روط المنص وص عليه ا في
قانون التحقيق الجنائي.
-دعاوى مخاصمة القضاة و المحاكم غير محكمة النقض،
-قضايا التشكك في نزاهة الحكم،
-سحب الدعوى من محكمة لموجب األمن العمومي،
-طلبات تسليم المجرمين للخارج.
- 9المحكمة العسكرية
)(13
بمجرد حصول المغرب على االستقالل وفرض سيادته على سائر التراب الوط ني ،تم إنش اء
لمتابع ة فئ ات خاص ة أمامه ا ،ه ذا األخ ير المحكمة العسكرية بموجب ظهير 10نون بر 1956
)(14
- 13من إنجاز :ذ ادريسي موالي رشيد :أستاذ الدروس التوجيهية الخاصة بمادة التنظيم القضائي.
- 14ظهير شريف رقم 1.56.270بمثابة قانون القضاء العسكري الصادر بتاريخ 6ربيع الثاني 10 (1376نونبر )1956منشور بالجري دة
الرسمية عدد ،2316بتاريخ 15مارس ،1957ص .614
65
لحقت ه بعض التع ديالت من قبي ل الق انون رقم 2-71س نة ،1971والظه ير الص ادر س نة 1979
المتعلق بالنظ ام األساس ي للقض اة العس كريين و ض باط كت اب الض بط وض باط الص ف مس تكتبي
الضبط .كان آخرها القانون 13.108الجديد) (.
15
وباإلطالع على قانون القضاء العسكري الجديد( يتك ون من 224م ادة) يظه ر أن ه ذا األخ ير
حافظ على ازدواجية فئة القضاة المكونين للمحكمة العسكرية ( )Iالتي كانت معروفة في ظل ظهير
ما قبل القانون ، 13.108إال أنها أصبحت تتسم بالوضوح في القانون الحالي مما قد يساهم من دون
شك في الرقي بأداء خدماتها ال تي من ش أنها أن تنعكس بش كل ايج ابي على حماي ة وتقوي ة حق وق
المتقاضيين أمامها من جهة .و من جهة أخرى أضحت النيابة العامة هي الجهة المختص ة بتحري ك
المتابعة بشكل حصري بعدما كانت هناك جهات أخرى ( السلطة الحكومية المكلفة بالدفاع الوطني،
قائ د الح رس الملكي بالنس بة ألف راد الح رس الملكي ،و وزي ر الداخلي ة بالنس بة ألف راد الق وات
المساعدة ) تقوم بذلك سابقا تم التغاضي عنه ا في النظ ام الق انوني العس كري الجدي د بغي ة ض مان
االستقالل للقضاء العسكري (.)II
باإلطالع على المواد من 14إلى 22من قانون القض اء العس كري يتض ح بص فة عام ة أن ت أليف
قضاة المحكمة العسكرية يتكون من قضاة مدنيين للحكم وقضاة عسكريين أو مستشارين عس كريين
للحكم وكذا نيابة عامة وقضاة للتحقيق وكتابة الضبط دون وج ود ل رئيس له ا على غ رار المح اكم
العادية.
)(16
ويختلف تنظيم المحكمة العسكرية عن باقي المحاكم العادي ة نظ را لخصوص ية ه ذه األخ يرة،
ويتوزع ه ذا االختالف بش كل أساس ي في وج ود فئ تين من القض اة المك ونين للمحكم ة العس كرية
- 15ظهير شريف رقم 1.15.80صادر في 18من شوال 4( 1436أغسطس )2015يتعلق بالنظام األساس ي الخ اص بالقض اة العس كريين
وبالنظام األساسي الخاص بالضباط كتاب الضبط وضباط الصف مستكتبي الضبط وبسن أحكام خاصة .المنشور بالجريدة الرس مية ع دد 6398
الصادرة بتاريخ 10ذو الحجة 24( 1436سبتمبر )2015ص .7805
- 16فقد أكد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني أن سبب عدم إحداث رئيس للمحكم ة العس كرية كم ا ه و الح ال
بالنسبة للمحاكم العادية ،بأن مرد ذلك يرجع إلى طبيعة تركيبة هذه المحكمة ومكوناتها ،من خالل وجود ثالث هيئات ،من نيابة وتحقيق ،وحكم،
مشكلة من قضاة مدنيين وعسكريين ،مما يجعل تعيين قاضي مدني كرئيس للمحكمة ،ال يتالءم وواقع وطبيعة المؤسسة العسكرية ،وبالمقابل من
شأن تعيين قاضي عسكري على رأسها قد ينظر إليه كمساس باستقالليتها واستمرار تلك الصورة النمطية على المحكمة العسكرية .انظ ر تقري ر
لجنة العدل والتشريع وحقوق اإلنسان لمجلس المستشارين حول مشروع القانون 13.108المتعلق بالقضاء العسكري ،ص .17
66
إحداهما ،ينتمي إلى القضاء العادي المدني وثانيهما ،ينتمي إلى سلك القضاء العس كري وف ق نظ ام
قانوني خاص بهم.
يترأس هيأة الحكم بالمحكمة العسكرية مستشار بمحكمة االستئناف في جمي ع القض ايا ال تي تختص
بالنظر فيها) ( ،ويتم تعينهم في بداية كل سنة قضائية بقرار للمجلس األعلى للس لطة القض ائية عن د 17
تنصيبه ،ومن تم فإن مس ألة تع يين المستش ارين في ه ذه الف ترة تبقى من اختص اص وزي ر الع دل
كتدبير للمرحلة االنتقالية بموجب مرسوم يصدر باقتراح من وزير الع دل حس ب مقتض يات الم ادة
217من ق ع .إذ يستمر بصفته رئيسا للهيأة إلى غاية النظر في كل القضايا التي ترأس أول جلس ة
فيها أو شارك في عضويتها طبقا ألحكام المادة 28من قانون ق ع .
وال يعد تكوين المحكمة العسكرية صحيحا في هذه الحالة إال بوجود قضاة أو مستشارين عس كريين
إلى جانب المستشارين المدنين في جميع المحاكمات التي تدخل ضمن اختصاص المحكمة المعني ة.
ومن هنا فإن هذه االزدواجية في تش كيل المحكم ة تتن وع حس ب النظ ر في المخالف ات أو الجنح أو
الجنايات وفق الشكل اآلتي:
فبالنس بة لغرف ة الجنح االبتدائي ة العس كرية المختص ة ب النظر في المخالف ات والجنح المقترف ة من
ط رف العس كريين أو الش به العس كريين فتت ألف ه ذه الغرف ة من مستش ار من محكم ة االس تئناف
بصفته رئيس ا له ا ،ومن عض وين أح دهما أو كالهم ا من القض اة العس كريين أو من المستش ارين
العسكريين) ( المشار إليهم في المادة 23أدناه ،وبحضور وكيل الملك ومساعدة كتابة الضبط. 18
كم ا أن األحك ام الص ادرة عن غرف ة الجنح االبتدائي ة العس كرية يتم اس تئنافها أم ام غرف ة الجنح
االستئنافية العسكرية المستحدثة بموجب هذا القانون كدرجة ثانية للتقاضي ،هذه األخيرة تتكون من
مستشار رئيس غرفة بمحكمة االستئناف بص فته رئيس ا ،ومن عض وين أح دهما مستش ار بمحكم ة
االستئناف واآلخ ر ق اض أو مستش ار عس كري ،وبحض ور الوكي ل الع ام للمل ك ومس اعدة ك اتب
- 17و تفعيال لذلك جاء مرسوم رقم 2.15.968صادر في 16ربيع األول 28 ( 1437دجنبر )2015بتعيين رؤساء هيئات الحكم بالمحكمة
العسكرية و أعضائها خالل السنة القضائية ،2016بالجريدة الرسمية عدد 6426مكرر ،بتاريخ 01يناير ،2016ص .3في ف اتح ين اير 2016
بالجريدة الرسمية ،حيث تم بموجبه تحديد الئحة القضاة الجدد من محاكم االستئناف الذين سيتولون رئاسة محاكمة العسكريين.
- 18حيث يتم تحديد قائمة المستشارين العسكريين بهذه الصفة بمقرر ملكي القائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة القائمة
من أجل المشاركة في أشغال المحكمة العسكرية ويقومون بهذه الصفة حسب رتبهم وأقدميتهم.،وكذلك حسب ترتيبهم وتقييدهم في القائم ة م ا لم
يكن هنالك عائق طال أحدهم .وهذا هو ما يميزهم عن القضاة العسكريين الذين يخضعون لنظام قانوني خاص بهم..
67
الضبط .وحضور النيابة العامة في جميع الغرف له م ا ي برره باعتباره ا ط رف اص لي في جمي ع
القض ايا الجنائي ة ،ألن ه ذه األخ يرة هي ال تي له ا ص الحية القي ام بتحري ك ال دعوى العمومي ة و
ممارستها في كل الجرائم التي تدخل ضمن اختصاص المحكمة العسكرية .
أما بخصوص الجنايات المقترفة من قبل الضباط العسكريين ،فان محاكمة ه ؤالء الض باط ابت دائيا
تختص به غرفة الجنايات االبتدائية العسكرية ،والتي تتكون من مستشار بمحكمة االستئناف بصفته
رئيسا ،ومن عضوين أح دهما مستش ار بمحكم ة االس تئناف واآلخ ر ق اض أو مستش ار عس كري،
وبحضور الوكي ل الع ام للمل ك ومس اعدة ك اتب الض بط .فض ال عن ذل ك ،ف ان اس تئناف األحك ام
االبتدائية الجنائية يتم أمام غرفة الجناي ات االس تئنافية العس كرية باعتباره ا درج ة ثاني ة للتقاض ي
وكمستجد جاء به المشرع المغربي بهدف تقوية وحماية حقوق المتقاضين .و تضم ه ذه الغرف ة في
هيكلتها كل من مستشار رئيس غرفة بمحكمة االستئناف بصفته رئيس ا ،ومن أربع ة أعض اء اثن ان
منهم مستشاران بمحكم ة االس تئناف ،واآلخ ران أح دهما أو كالهم ا ق اض أو مستش ار عس كري،
وبحضور الوكيل العام للملك ومساعدة كاتب الضبط .أما الغرفة الجنحية العس كرية ) (فتتك ون من
19
مستشار رئيس غرفة بمحكمة االستئناف بص فته رئيس ا ،ومن عض وين أح دهما مستش ار بمحكم ة
االستئناف واآلخر إما قاض عسكري أو مستشار عسكري ،وبحضور الوكيل العام للملك ومس اعدة
كاتب الضبط.
وق د ح دد المش رع المغ ربي رتب ة القض اة والمستش ارين العس كريين األعض اء في هيئ ات الحكم
بالمحكمة العسكرية في كل الغ رف الس ابق اإلش ارة إليه ا أعاله ،إذ اش ترط فيهم الق انون بم وجب
المادة 16ق ع رتبة قبط ان على األق ل فيم ا يخص محاكم ة الجن ود والعرف اء والعرف اء األول يين
وضباط الصف ،أثناء النظر في الجنايات أو الجنح والمخالفات المرتكبة من قبلهم .أما فيم ا يخص
محاكمة الضباط إلى رتبة ليوتنان كولونيل فتتم حسب رتبة المتهم على الشكل الموضح أدناه.
)(20
والمالحظ أن رتبة المتهم هي ال تي يتم على أساس ها تش كيل ع دد القض اة األعض اء بهيئ ات الحكم
حسب نوع الجريمة المرتكبة ،فإذا كانت رتبة المتهم كولونيل أو كولوني ل م اجور أو ج نرال ،ف ان
تركيب المحكمة يكون ابتدائيا واستئنافا من مستشار رئيس غرفة بمحكمة االستئناف بصفته رئيسا،
- 19تختص بالنظر في الطعون المقدمة ضد أوامر قاضي التحقيق العسكري أو طلبات السراح المؤقت وتدابير الوضع تحت المراقبة
القضائية المقدمة أمامها وبطالن إجراءات التحقيق.
20
68
و مستشارين عسكريين بمحكمة االستئناف بصفتهم عضويين ،وعضويين عس كريين تك ون رتبتهم
مماثلة لرتبة المتهم على األقل أو أعلى منها.
ب الرجوع إلى الق انون 108.13المتعل ق بالقض اء العس كري يتض ح أن هيئ ة الحكم بالمحكم ة
العسكرية تضم إلى جانب القضاة المدنين المشار إليهم في الفقرة الس ابقة ( الفئ ة المتحرك ة) قض اة
عسكريين للحكم وقضاء التحقيق وقضاة النياب ة العام ة وكت اب أو مس تكتبي الض بط ( ال تي يطل ق
عليها حسب بعض الفقه الفئة القارة ) ( .حيث تتوزع ه ذه الفئ ة بين ثالث مكون ات للقي ام بمص لحة21
العدل العس كري -قض اة عس كريين ،وض باط كت اب الض بط وض باط الص ف مس تكتبي الض بط -
تخضع كل واحدة منهم لنظام أساسي خاص بها سوف نتعرض لها وفق الشكل آالتي:
كومندان و قبطان كومندان أو قبطان كومندان كومندان و قبطان مالزم ثان أو مالزم
ل أو ليوتنان كولونيل وكمندان ان كولوني ل أو ليوتن ان كولوني ليوتن ليوتنان كولونيل وكمندان قبطان
كمندان كمندان
ان ل وليوتن ان كولوني ل أو ليوتن ان كولوني ل أو ليوتن ان كولوني ل وليوتن كولوني كومندان
كولونيل كولونيل كولونيل كولونيل
جنرال أو كولونيل ماجور جنرال أو كولونيل ماجور جنرال أو كولونيل ماجور ج نرال وكولوني ل أو ليوتنان كولونيل
اجور لم كولوني أو كولونيل أو كولونيل وكولونيل
وكولونيل
- 21ذة سميرة كميلي :محاضرات التنظيم القضائي المغربي ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعي ة اك دال
الرباط ،السنة الجامعية ،2013.2011ص .67
- 22ظهير شريف رقم 1.15.80صادر في 18من شوال 4( 1436أغسطس )2015يتعلق بالنظام األساسي الخاص بالقض اة العس كريين
وبالنظام األساسي الخاص بالضباط كتاب الضبط وضباط الصف مستكتبي الضبط وبسن أحكام خاصة .المنشور بالجريدة الرس مية ع دد 6398
الصادرة بتاريخ 10ذو الحجة 24( 1436سبتمبر )2015ص .7805
69
،)1977يظهر أن هيئة القضاء العسكري تشكل سلكا قضائيا مستقال ذو تسلسل خ اص بهم تس تمد
استقاللها من الملك باعتباره ضامن لهذا االستقالل بموجب الفصل 107من الدستور المش ار إلي ه،
وكذلك هو القائد األعلى للقوات المسلحة الملكية الذي له ح ق التع يين في المناص ب العس كرية م ع
إمكانية تفويض هذا األم ر إلى جه ة مختص ة بم وجب الفص ل 53من دس تور .2011وعلى ه ذا
األساس فالقضاء العسكري يتكون من قضاة الحكم وقضاة النيابة العام ة وقض اة التحقي ق المرت بين
وفق درجات معينة) (.
23
يشترط في المترشحين الراغبين في لولوج سلك التكوين القضائي العسكري الحصول على شهادة
اإلج ازة في الحق وق على األق ل أو م ا يعادله ا) ( ،وأن ي رتب ض باط الق وات المس لحة في درج ة
24
كومندان على األقل .حيث يتم تنظيم هذه المباراة عندما تقتضي المص لحة ذل ك ،من قب ل المص الح
المختصة بالقوات المسلحة الملكية ،وفق الشروط والكيفي ات المح ددة بق رار للقائ د األعلى ورئيس
أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
كما يتابع القضاة الناجحين في المباراة المشار إليها أعاله تمرينا لمدة سنتين بالمعهد يتضمن تكوين
قضائي خاص ،تتخلله تداريب تطبيقي ة بالمحكم ة العس كرية ،وتك وين قض ائي ع ام بمعه د تك وين
القضاة ،يتضمن نفس وحدات التكوين المخصصة للملحقين القض ائيين بالمعه د الم ذكور .ويس تفيد
ضباط القوات المسلحة الملكية خالل فترة تكوينهم من جميع الحقوق والضمانات برتبتهم العسكرية
طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل.
وتبعا لذلك يجتاز القضاة العسكريين بمجرد انتهاء التمرين امتحان نهاي ة التك وين ال ذي تح دد
كيفيات تنظيمه بقرار للقائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المس لحة الملكي ة .في ه ذه
الحالة ي دمج الض باط العس كريين ال ذين اجت ازوا بنج اح امتح ان نهاي ة التك وين في س لك القض اء
العسكري بنفس الرتبة العسكرية التي يحملونها مع احتفاظهم بنفس األقدمية .ويعينون بهذه الص فة،
قضاة عسكريين بالمحكم ة العس كرية بظه ير ش ريف .بينم ا القض اة غ ير الن اجحين في االمتح ان
المذكور فيعاد إدماجهم في سلكهم الذي كانوا فيه قبل التحاقهم بالمعهد.
(-23رتبة قاض جنرال ،مماثلة لرتبة جنرال دوبريكاد )؛ (رتبة قاض كولونيل مأجور ،مماثلة لرتبة كولونيل ماجور) ( ،رتبة قاض كولوني ل،
مماثلة لرتبة كولونيل) ( ،رتبة قاض ليوتنان كولونيل ،مماثلة لرتبة ليوتنان كولونيل)( ،رتبة قاض كومندان ،مماثلة لرتبة كومندان.) .
- 24هذا الشرط يعد توفره ضروريا بالنسبة للقضاة العسكريون بغية معرفة المقتضيات واإلج راءات القانوني ة ال تي يتطلبه ا ك ل من الق انون
العسكري و القوانين الجنائية.
70
يمارس القضاة العسكريون بمختلف أص نافهم ،مه امهم بالمحكم ة العس كرية طبق ا ألحك ام الق انون
،108.13فيؤدون اليمين القانونية قبل مزاولة مه امهم أم ام إح دى هيئ ات الحكم ،كم ا ي راعى في
تعيين القضاة العسكريين في الغرفة االستئنافية بالمحكمة العسكرية ضرورة توفرهم على أقدمية ال
تقل عن سنتين من الخدمة الفعلية ،بصفتهم قضاة عس كريين ،في إح دى الغ رف االبتدائي ة التابع ة
لهذه المحكمة.
و يستفيد القضاة العسكريين بالمحكمة العسكرية من مسطرة االمتياز القض ائي المنص وص عليه ا
في الم واد 265و 266و 267من ق انون المس طرة الجنائي ة في الحال ة ال تي يرتكب ون فيه ا فعال
معاقب عليه بوصفه جناية أو جنحة أثناء مزوالة مهامهم أو خارجه ا بم وجب اإلحال ة المنص وص
عليها في المادة 17من النظام األساسي للقضاء العسكري.
وفي حالة حصول عائق ألحد المستشارين العسكريين المعينين بالمحكمة يحول دون قيامه بالمهم ة
المكل ف به ا ( م رض ،تج ريح ،)..يتم تعويض ه بص فة مؤقت ة بض ابط آخ ر من نفس رتبت ه وف ق
الترتيب الوارد في القائمة المحددة بمقرر للملك القائد األعلى ورئيس أركان الحرب العام ة للق وات
المسلحة الملكية.
كما حددت المادة 19من النظام األساسي س ن إحال ة القض اة العس كريين على التقاع د في65
سنة ،التي يمكن تمديدها بقرار للقائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
يعتبر وجود جه از ض باط كت اب الض بط بالمحكم ة العس كرية ض روريا إلى ج انب ب اقي القض اة
المك ونين له ا ،حيث ال يمكن تص ور انعق اد جلس ات المحكم ة العس كرية دون ت وفر ه ذا الجه از
المحرك األساسي لكل اإلجراءات المتخذة من قبل السلطات القضائية .و يش ترط في ض باط كت اب
الضبط بالمحكمة العس كرية درج ات أو رتب) ( معين ة مح ددة في الم ادة 21من النظ ام األساس ي
25
لضباط كتاب الضبط الخاص بهم بغية القيام بدورهم داخل دواليب المحكمة.
( - 25رتبة ليوتنان كولونيل كاتب الضبط ،مماثلة لرتبة ليوتنان كولونيل )؛ (رتبة كومندان كاتب الضبط ،مماثلة لرتبة كومن دان) ؛( رتب ة
قبطان كاتب الضبط ،مماثلة لرتبة قبطان ) ؛ (رتبة مالزم كاتب الضبط ،مماثلة لرتبة مالزم ) ؛ ( رتبة مالزم ثان كاتب الضبط ،مماثلة لرتب ة
مالزم ثان ).
71
و يكون ضباط كتاب الضبط رهن إشارة كتابة الضبط وكتابة النيابة العامة وقاضي التحقي ق للقي ام
بالمهام المسندة إليهم ويمارسون مهامهم تحت إشراف رئيس كتابة الضبط و كتابة النيابة العامة.
تفتح مباراة ولوج إطار كتاب الضبط في وجه ضباط القوات المس لحة الملكي ة المرت بين في درج ة
مالزم ثان على األقل .تنظم هذه المباراة من قبل المصالح المختصة بالقوات المسلحة الملكية ،وف ق
الشروط والكيفيات المح ددة بق رار ل رئيس أرك ان الح رب العام ة للق وات المس لحة الملكي ة .حيث
يقضي آنذاك الضباط الناجحين في المباراة تدريبا لمدة سنة بالمحكم ة العس كرية يجمع ون في ه بين
تكوين نظري وتطبيقي وفق برنامج يتم تحديده بقرار لرئيس أركان الحرب العامة للقوات المس لحة
الملكي ة.فض ال عن ذل ك ،ف ان ه ؤالء الض باط يس تفيدون خالل ف ترة ت دريبهم من جمي ع الحق وق
والضمانات المرتبطة بحقوقهم العسكرية .
وعند انتهاء التدريب ،يعين الضباط العسكريون الذين اجتازوا بنجاح امتحان نهاية الت دريب كت اب
ضبط بالمحكمة العسكرية بنفس الرتبة العسكرية التي يحملونها مع احتف اظهم بنفس األقدمي ة .غ ير
أن الضباط العسكريون غير الناجحين في االمتحان المذكور ،يعاد إدماجهم في سلكهم األصلي .كما
يمكن بصفة استثنائية ،تعيينهم في وظائف أو لشغل مهام خارج المحكم ة العس كرية وف ق الش روط
والكيفيات المنصوص عليها في الظهير الشريف السالف ال ذكر رقم ،.1.12.50لكن ش ريطة ع دم
الجمع بين هذه الوظائف و مهمة ممارسة ضباط كتاب الضبط بالمحكمة العسكرية .
و تناط بض باط كتاب ة الض بط بالمحكم ة العس كرية ع دة مه ام من قبي ل كتاب ة محاض ر الجلس ات
والتوقيع عليها ،وكذا إعالم المتهم كتابة الضبط بالمحكمة العسكرية بالمحام الذي وقع اختياره عليه
استنادا إلى م 64من ،108.13كذلك إشعاره لدفاع المتهم فورا بكل أم ر يص دره قاض ي التحقي ق
العسكري وفق مقتضيات م ،65إمضاء كاتب الضبط على محضر االستنطاق التفصيلي إلى جانب
قاضي التحقي ق م ،67قيام ه بمهم ة التبلي غ بالمحكم ة العس كرية اس تنادا إلى مقتض يات م 32من
قانون القضاء العسكري الجديد...
ويؤدي ضباط كتاب الضبط قبل مزاولة مهامهم بالمحكمة العسكرية اليمين أمام إحدى هيئات الحكم
بالمحكمة العسكرية.
72
يؤطر ضباط الص ف مس تكتبي الض بط النظ ام األساس ي الخ اص بهم المنص وص علي ه في
الظهير رقم 1.15.80السابق اإلشارة إلي ه أعاله ،حيث يتك ون ه ذا الص نف من رتب معين ة بغي ة
التمكن من الترشح الجتي از ه ذه المب اراة ،و يخض عون لإلش راف اإلداري ل رئيس كتاب ة الض بط
بالمحكمة العسكرية.
وسيرا على منوال ضباط كتاب الضبط الس ابق التط رق لهم في الفق رة الس ابقة أعاله ،ف ان ض باط
الصف مستكتبي الضبط تفتح لصالحهم مباراة منظمة من قبل المصالح المختصة بالقوات المس لحة
الملكية ،وفق الشروط والكيفيات المحددة بقرار لرئيس األركان العامة للقوات المسلحة الملكية.
ويشترط في كتاب الض بط المترش حين له ذه المب اراة أن يك ون مرتب ا في رتب ة رقيب على األق ل،
ويتوفر عل 5سنوات من الخدمة الفعلية على األقل في صفة ضابط ص ف ،فض ال عن ذل ك ،يجب
أن ال يقل سنه عن 25سنة من تاريخ إجراء المباراة.
يخضع ضباط مستكتبي الض بط الن اجحون في المب اراة لف ترة ت دريب – على غ رار مجموع ة من
المهن -محددة في سنة داخ ل المحكم ة العس كرية يتلق ون في ه تكوين ا يجم ع بين الج انب النظ ري
والتطبيقي ،يتم تحديد برنامجه بقرار لرئيس أرك ان الح رب العام ة للق وات المس لحة الملكي ة .كم ا
يستمرون في االستفادة خالل فترة التمرين من جمي ع الحق وق والض مانات المرتبط ة ب رتبهم وف ق
النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل.
وتبعا لذلك ،عند انتهاء فترة التدريب يعين ضباط الص ف مس تكتبي الض بط ال ذين اجت ازوا بنج اح
امتحان نهاية التكوين بالمحكمة العسكرية بنفس الرتبة العسكرية التي يحملونها مع احتفاظهم ك ذلك
بنفس درجتهم من األقدمية ،في حين يعاد إدماج كتاب الضبط غير الناجحين في سلكهم السابق الذي
ك انوا يباش رون في ه مه امهم .كم ا يمكن لهم بص فة اس تثنائية التعين في وظ ائف أو مه ام خ ارج
المحكمة العسكرية وفق المقتضيات القانونية الجاري بها العمل ،لكن شريطة ع دم الجم ع بين ه ذه
المهمة االستثنائية و مهمة إطار ضباط مستكتبي الضبط في نفس الوقت داخ ل المحكم ة العس كرية
حسب مقتضيات م 39من النظام األساسي الخاص بهم .وقد ح دد المش رع المغ ربي في م 41من
النظام األساسي سن إحالة ضباط الصف مس تكتبي الض بط على التقاع د في خمس وخمس ين ()55
سنة.
73
وما يمكن مالحظته من خالل اإلطالع على النظام األساسي لكت اب الض بط بالمحكم ة العس كرية ،
هو أن المشرع المغربي لم يكن موفقا في عدم فرض شهادة جامعية في الحقوق بالنسبة له ذه الفئ ة
المعنية ،وذلك عكس كتابة الضبط في المحاكم العادية التي اشترط المشرع فيها لول وج ه ذه المهن ة
ض رورة الحص ول على األق ل على ش هادة دبل وم الدراس ات الجامعي ة العام ة في الحق وق "
ك المحررين مثال" ،وه و األم ر ال ذي لم يش ر ل ه المش رع المغ ربي بالنس بة لفئ ة كت اب الض بط
العسكريين ،بمقابل ذلك اشترط في القضاة العسكريين الحصول على شهادة اإلجازة في الحقوق أو
م ا يعادله ا على األق ل .وغي اب ه ذا الش رط من ش أنه أن يش كل انعكاس ات س لبية على حق وق
المتقاضين نتيجة عدم اإللمام ببعض اإلجراءات المسطرية وما يترتب عنها من آثار.
فقد حدد النظام األساسي لكل من القضاة العسكريون وضباط كتاب الضبط وضباط ص ف مس تكبي
الضبط بذلة عسكرية يرت دونها ويحمل ون ش ارات مم يزة يح دد تأليفه ا ومواص فاتها بق رار للقائ د
األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية .حسب مقتضيات المادة 4من النظ ام
األساسي الخاص بهم جميعا.
و الج دير بال ذكر أن ت أليف الحكم ة العس كرية في حال ة الح رب عن د محاكم ة أس رى الح رب
العسكريين حس ب رتبهم ،ال يختل ف عن الت أليف المنص وص علي ه في الم واد من 14إلى 20من
قانون القضاء العسكري أثناء فثرة السلم استنادا إلى المادة 21ق ع.
بالرجوع إلى الم واد (من 38إلى )114من ق انون القض اء العس كري الجدي د ،يت بين أن المش رع
المغربي قد حدد اإلجراءات المس طرية ال تي يتعين س لوكها أثن اء وق وع جريم ة م ا ت دخل ض من
اختصاص المحكمة العسكرية .وتبدأ هذه اإلجراءات بتحريك المتابع ة من قب ل النياب ة العام ة به ذه
المحكم ة بم وجب الم ادة 38من الق انون رقم ، 13.108ال تي جعلت إقام ة وممارس ة ال دعوى
العمومي ة من اختص اص الوكي ل الع ام بالمحكم ة العس كرية .حيث يتلقى بص فته تل ك المحاض ر
والشكايات والوشايات ،ثم يتخذ فيها ما يراه ضروريا .وتنفيذا لذلك يأمر الوكيل العام للملك ض باط
الشرطة القضائية بالبحث والتحري وجمع األدلة عن كل الجرائم الداخلة ضمن اختصاص المحكمة
العسكرية.
74
وقد أسندت مهمة تحريك الدعوى العمومي ة للوكي ل الع ام للمل ك بالمحكم ة العس كرية وح ده،
بعدما كان هذا االختصاص يتوزع بين سلطات المتابعة الثالث التي كانت موجودة في ظل الق انون
الس ابق ( الس لطة الحكومي ة المكلف ة ب إدارة ال دفاع الوط ني ،قائ د الح رس الملكي بالنس بة ألف راد
الحرس الملكي ،ووزير الداخلية بالنسبة ألفراد القوات المساعدة) (.و يعد توحيد هذا اإلج راء مهم ا
26
بالنسبة للقضاء العسكري ،ألنه يهدف إلى تحقيق اس تقالله الت ام عن الس لطة التنفيذي ة اقتض اءا في
ذلك باستقالل القضاء في المحاكم العادية .
و إذا تبين للوكيل العام للمك بعد إطالعه على المحاضر والش كايات المحال ة علي ه من قب ل ض باط
الشرطة القضائية العاملين تحت رقابته أو استنادا إلى األوامر المقدمة لهم ( من وكيل الملك أو قادة
الوحدات والحاميات ورؤساء المصالح العسكرية أو بصفة تلقائية) ،أن هذه األفعال المرتكبة تك ون
جريمة جنائية من اختصاص المحكمة العسكرية ،فله أن يقدم ملتمس بإجراء تحقيق لقاضي التحقيق
إذا كان التحقيق إلزاميا أو اإلحالة إلى هيئة الحكم من قبل الوكيل العام للملك إذا كان التحقي ق غ ير
إجباري مع مراعاة مقتضيات م 85ق ع ( ).أما إذا كانت الجريمة جنحة تبقى من اختصاص وكيل
27
الملك فيأمره – الوكيل العام -بتقديم ملتمس بإجراء تحقيق اس تنادا إلى الفق رة األولى من الم ادة 57
ق ع .وفي حالة كانت الجريمة يرجع أمر النظر فيها إلى القضاء الع ادي ف ان الوكي ل الع ام للمل ك
يرسل وثائق الملف ومستنداته إلى النيابة العامة لدى المحكم ة المختص ة م ع نق ل المش تبه في ه إلى
الشرطة القضائية التي تعينها النيابة العامة داخل اآلجل القانوني للحراسة النظرية.
وتبع ا ل ذلك يمكن لقاض ي التحقي ق بمج رد التوص ل بملتمس إج راء تحقي ق أن يباش ر مس طرة
االستجواب أو المواجهة بشكل فوري إذا اقتضت ذل ك حال ة االس تعجال – كحال ة ان دثار األدل ة أو
تهديد خطر الموت لشاهد ،-غير أنه خارج هذه الحاالت يجب عليه احترام الضوابط القانوني ة ال تي
وضعها الق انون ب دءا باالس تنطاق األولي طبق ا للم ادة ( )62م رورا باالس تنطاق التفص يلي(م)67
وصوال إلى قراره األخير باإلحالة على المحكمة إذا كان الفعل يشكل جناية أو جنح ة ،أم ا إذا رأى
أن الفعل ال يشكل جناية أو جنحة أو ال تتوفر ضد المتهم أدلة كافية إلثبات التهمة أصدر قرارا بعدم
المتابعة .ويأمر بإطالق سراح المتهم فورا رغم استئناف النيابة العامة لقراره .وكل هذه اإلجراءات
26- Abdelkbir Zeroual : Justice militaire, le temps de la reforme, Mélanges en hommage au professeur
Mohammed Jalal Essaid, Tome 2, Imprimerie CANA PRINT ? 2006 ? P 131 et 131.
- 27جاء فيها « في حالة اإلحالة المباشرة إلى هيئة الحكم بالمحكمة العسكرية تبلغ النياب ة العام ة إلى المتهم االس تدعاء في ظ رف ثماني ة أي ام
على األقل قبل انعقاد الجلسة .ويتضمن االستدعاء األمر بالحضور لدى المحكمة العسكرية ،وتبين التهم ال تي يح اكم بموجبه ا المتهم ونص وص
القانون المطبقة عليها وأسماء الشهود الذين تريد النيابة العامة أن تستمع إليهم".
75
المتخذة أثناء سريان المسطرة يكون فيها قاضي التحقيق مطالب باحترام ضمانات المحاكمة العادلة
المنصوص عليها في قانون رقم 13.108أو قانون المسطرة الجنائية.
فطبقا للمادة 87ق ع فان جلس ات المحكم ة العس كرية تك ون علني ة تحت طائل ة البطالن في حال ة
صدور الحكم بشكل سري .و بهذا يكون المشرع المغربي ق د س ار على نفس نهج المح اكم العادي ة
التي تنعقد فيها جلسات المحكمة بشكل عمومي .غير أن هذه العمومية يتم تقيدها من طرف القض اء
العسكري وتأمر المحكمة بعقد الجلسة بشكل سري ،خصوصا في الحاالت التي يتبين في عموميتها
خطر على األمن العام واألخالق .لكن هذا االستثناء ال يقتضي أيضا صدور الحكم بشكل سري ب ل
يجب أن يصدر في جميع الحاالت علنيا.
كما تعتبر علنية الجلسات مبدأ من مب ادئ التنظيم القض ائي ال ذي يلعب دورا مهم ا في حس ن س ير
العدالة ،ويظهر ذلك من خالل ما يوفره هذا المبدأ من حماية للمتقاض ين أثن اء س ريان ال دعوى ،إذ
يتيح لكافة العموم حضور جلسات المحاكمة مجردين من السالح ملتزمين بالصمت ،وهذا من شأنه
أن يضفي نوعا من الثقة واالحترام لدى القضاة في األحكام التي يصدرونها ،ويبعث االطمئن ان في
نفوس المتقاضين من خالل حضورهم أطوار سير البحث ومناقشة وقائع القض ية م ع ال تزامهم في
ذلك الحياد والنزاهة.
)(28
وحفاظا على ضمان حسن س ير الجلس ة ومروره ا في ظ روف مالئم ة فق د أق ر المش رع ل رئيس
الجلسة اتخاذ مجموعة من اإلجراءات من شأنها منع كل اضطراب خالل انعقاد الجلس ة ،إذ يت ولى
هذا األخير ضبط النظام والسهر على حسن س ير الجلس ة والمناقش ات به ا طبق ا للفق رة األولى من
المادة ق ع ،88فإذا أحدث أحد األشخاص الحاضرين ضوض اء أو اض طراب بالجلس ة أو ح رض
على ذلك ،يأمر رئيس الهيئة بط ردهم .وذل ك بص رف النظ ر عن المتابع ات ال تي يتعرض ون له ا
استنادا إلى المادة) ( 89ق ع .أما إذا كان المتس بب في ه ذا الضوض اء ه و المتهم فإن ه ب دوره يتم 29
طرده من طرف الرئيس وتواص ل المناقش ات في غيبت ه وتطب ق في حق ه مقتض يات م 358م ج.
حيث يتم في هذه الحالة تط بيق األحك ام المنص وص عليه ا في ق انون المس طرة الجنائي ة المتعلق ة
بقواعد سير الجلسات أمام جميع هيئات المحكمة العسكرية شريطة عدم تعارضها مع أحك ام ق انون
القضاء العسكري طبقا م .102
- 28سميرة كميلي:محاضرات في مادة التنظيم القضائي ،م س ص .23
- 29إذا ارتكبت في قاع ة الجلس ات مخالف ة أو جنح ة أو جناي ة ،ي أمر رئيس الجلس ة بتحري ر محض ر في ش أنها يتض من وق ائع الح ادث
وتصريحات مرتكبيها والشهود عند االقتضاء .وتطبق أحكام المواد 359و 360و 361م ج حسب كل حالة.
76
ومن خصوصية المسطرة أمام المحكم ة العس كرية ف إن رئيس الجلس ة ي أمر ك اتب الض بط بتالوة
قرار إحالة المتهم على المحكمة ،والوثائق التي يرى أنه من الضروري إطالع المحكمة عليها ،م ع
تذكيره بالجريمة المتابع بها.
ومما تجدر اإلشارة إليه فقد تخل المشرع المغربي في القانون العس كري الجدي د عن طريق ة ط رح
األسئلة على المتهمين حسب الترتيب الذي كان منصوص علي ه في الفص ل 99من الق انون الع دل
العسكري الملغى .حيث أصبحت المحكمة تتبع نفس المسطرة المتبعة أمام المحاكم العادية في تعليل
القرارات القضائية طبقا ألحكام قانون المسطرة الجنائية ،كم ا تبقى ل رئيس الجلس ة س لطة تقديري ة
في تسير الجلسة بغية كشف الحقيقة ،مع إمكانيته األمر بإدالء بأي حج ة ي رى أنه ا مفي دة إلظه ار
الحقيقة أثناء البحث والمناقشة ،كما يمكن له كذلك استدعاء أي شخص يرى االستماع إليه ضروريا
لمعرفة الحقيقة.
عند انتهاء المناقش ات تنس حب هيئ ة الحكم لقاع ة الم داوالت قص د الت داول في الحكم أو الق رار
المزمع إصداره ،حيث يمنع عليهم خالل وقت المداولة االتصال بأي أحد أو االف تراق قب ل إص دار
الحكم ،غير أنه ال يمكنهم اإلطالع على أي مستند لم يس بق أن اطل ع علي ه ال دفاع والنياب ة العام ة،
وتجرى المداولة بدون حضور ممثل النيابة العامة وكاتب الضبط .كما تتقيد الهيئة فيما يتعل ق بمنح
ظ روف التخفي ف أو إيق اف التنفي ذ بأحك ام الق انون الجن ائي ،م ع مراع اة خصوص ية الح التين
المنصوص عليهما في م 106من ق ع) ( .ثم بعد ذلك ،يق وم رئيس الجلس ة بق راءة منط وق الحكم
30
في جلسة علنية بمجرد انتهاء الهيئة من المداولة ،مع أخذ بعين االعتبار مقتضيات م 108ق ع التي
أقرت بأن تكون جميع األوامر واألحكام والقرارات الصادرة عن هيئات الحكم بالمحكمة العس كرية
معللة بأسباب ومحررة قبل النطق بها .إلى جانب ذلك ،ينبغي احترام كل أمر أو حكم أو قرار لكافة
البيانات المحددة في م 111ق ع .
كما أنه ال يمكن تصور وجود قضاء فردي في تشكيلة المحكمة العسكرية ،ب ل إن تكوينه ا أثن اء
نظرها في القضايا المعروضة عليها يكون بشكل جماعي يجمع م ا بين قض اة م دنين وعس كريين،
يختلف عددهم حسب صنف الجريمة المرتكبة وصفة مرتكبها.
/ 1 - 30إذا كانت العقوبة المقررة هي اإلعدام بدون تجريد من الرتبة ،تطبق المحكمة عقوبة السجن المؤبد أو السجن من 20الى 30سنة ،وإذا
كان المتهم ضابطا أو ضابط صف ،يحكم عليه بالخلع و بعقوبة تتراوح بين 5و 10سنوات سجنا.
/ 2إذا كانت العقوبة المقررة هي الخلع فان المحكمة تحكم بفقدان الرتبة.
77
: ( )IIIاختصاص المحكمة العسكرية على وفق القانون 108.13
يعتبر معرفة االختصاص بنوعيه مهما بالنسبة للمتقاضين ،حيث تتجلى أهميته في ربح الوقت
وعدم ضياع دعواهم ،وكذلك تجنب إثقال ك اهلهم بمص اريف إض افية هم في غ نى عنه ا .ويقص د
باالختصاص ،صالحية المحكم ة للنظ ر في ال نزاع المع روض عليه ا بم وجب نص ق انوني .وق د
عرفه بنحدوبكونه" :صالحية المحكمة للبث في قضية أو أخرى بحيث إذا لم يعهد لها القانون ب ذلك
ال تس تطيع أن تص در حكم ا ،وإذا فعلت يك ون حكمه ا غ ير ص حيح ألنه ا تك ون غ ير مختص ة
إلصداره ") (.
31
وال تختلف المحكم ة العس كرية عن ب اقي مختل ف المح اكم العادي ة في معرف ة االختص اص ال ذي
بموجبه تتمتع بالصالحية في البث في القضايا المعروضة عليها .و ينقس م ه ذا االختص اص س واء
في وقت الح رب أو الس لم إلى اختص اص محلي ،واختص اص ن وعي وشخص ي تم اس تبعاد من ه
متابعة المدنيين أمام القضاء العسكري.
إذا كان االختصاص المكاني أو المحلي هو الذي يعطي للمحكمة صالحية الفصل في ال دعوى بن اء
على أساس جغرافي تحقيقا لمصالح الخصوم وتقريبا للقض اء من المتقاض ين) ( .ف إن الح ديث عن
32
االختص اص المك اني ال يع ني أن هن اك وج ود مجموع ة من المح اكم العس كرية داخ ل الخريط ة
القضائية المغربية ،بل إن األمر يقتصر فقط على محكمة عس كرية يوج د مقره ا بالرب اط كأص ل،
لكن مكان انعقاد المحكمة العسكرية يختلف حسب ظروف الجرائم الواقع ة في حال ة الس لم أو حال ة
الحرب.
وطبقا للمادة 12من قانون 13.108تعقد المحكمة العسكرية جلساتها بالرباط كقاعدة عام ة
في حالة السلم ،وذلك من أجل النظر في الجرائم المقترفة من قبل الجنود والضباط العسكريين وفق
االختصاص النوعي المحدد بموجب المادة 3وغيرها من قانون القضاء العسكري الجديد .ومن هنا
يظهر بشكل واضح خروج المشرع في القانون العسكري عن قواعد االختصاص المعروف ة أم ام
31عبد السالم بنحدو :الوجيز في شرح المسطرة الجنائية المغربية مع أخر التعديالت ،الطبعة الرابع ة ،المطبع ة والوراق ة الوطني ة ،م راكش
،2001ص .159
- 32عبد الكريم الطالب :الشرح العملي لقانون المسطرة المدنية ،الطبعة السادس ة ( ،طبع ة منقح ة ومزي دة وف ق آخ ر التع ديالت) ،المطبع ة
والوراقة الوطنية ،مراكش ،أبريل ، 2013ص .13
78
المحاكم الجنائية العادية والمتمثلة أساسا في إسناد االختصاص لمحكمة دائرة النفوذ ال ترابي لمك ان
ارتكاب الفعل الجرمي أو مكان إلقاء القبض على الفاعل أو مكان إقامته .و بهذا يك ون المش رع ق د
راع خصوصية المؤسس ة العس كرية ال تي تق وم على االنض باط الت ام واالح ترام وطاع ة األوام ر
الموجهة إليهم من رؤسائهم واالنصياع لها .لذلك يتم محاكم ة ك ل ض ابط عس كري أو جن دي أم ام
المحكمة العسكرية بالرباط ،ارتكب جريمة عسكرية تعد من ضمن الج رائم المنص وص عليه ا في
الكتاب السادس من هذا القانون.
غير أنه يمكن للمحكمة العسكرية أن تعقد جلساتها في مكان أخر ،بقرار من الوكيل العام للمل ك
لدى المحكمة العسكرية .إذ في هذه الحالة يتم عقد جلسات تنقلية للمحكم ة العس كرية في ك ل مك ان
يتطلب إجراء محاكمة جنائية فيه .وبهذا يكون المش رع ق د فتح ب اب اس تثنائي لعق د جلس ات تنقلي ة
خارج مقر المحكم ة العس كرية بالرب اط ،خصوص ا في األم اكن ال تي توج د به ا مواق ع العملي ات
العسكرية أو في المكان الذي يقع فيه الحادث الموجب للمحاكم ة .س يما في حال ة الم ادة 147ق ع
التي نصت على أنه" تح ال وقت الح رب أو في مواق ع العملي ات العس كرية القض ايا ال تي تخض ع
الختصاص القضاء العسكري إلى المحكمة العسكرية التي تعقد جلساتها بمواقع العمليات العس كرية
وفقا ألحكام المادة 12من هذا القانون".
كما يمكن كذلك لقائد العمليات العسكرية توجيه طلب إلى الوكيل العام لدى المحكمة العس كرية ب أن
يأمر بانعقاد المحكمة العسكرية بمواقع العمليات العسكرية قص د البت في القض ايا الموم أ إليه ا في
المادة 147أعاله .حيث يحظى هذا االختصاص االستثنائي ببعض الخصوصيات تفرضها وضعية
انعق اد ه ذه الجلس ات خالل ف ترة الح رب من قبي ل ،اختي ار م دافعين من المح امين واألس اتذة في
الحق وق والقض اة بال دفاع عن المتهمين ال ذين يوض عون بص فتهم مس اعدين في الجيش) ( .وه ذا
33
المقتضى ال وجود له أثناء إجراء المحاكم ة في وقت الس لم .إض افة إلى ذل ك ،فق د خ رج المش رع
المغربي في وقت الحرب عن بعض القواعد المسطرية المطبق ة أم ام المحكم ة العس كرية في وقت
السلم في المادة 154ق ع ،إذ أج از ل دفاع المتهم اإلطالع على مل ف القض ية بكتاب ة الض بط .م ع
إمكانية توجيه ه ذه األخ يرة لل دفاع إخط ارا ب إجراء اس تنطاق المتهم أو مواجهت ه من قب ل قاض ي
- 33حيث يتم تحديد الئحة المدافعين المذكورين بمقرر ملكي القائد األعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية ،وتعطى لك ل
واحد منهم في سلك القضاء العسكري رتبة قبطان أو رتبة تماثل على األقل رتبته في السلك العس كري إن ك ان ض ابطا ل ه رتب ة أعلى من رتب ة
قبطان..ويطلق عليهم في هذه الحالة اسم ضباط مدافعين طبقا للفقرة الثالثة من المادة 154ق ع.
79
التحقيق من جهة .وإلزامية إخبار دفاع المتهم بكل مقرر يصدره قاضي التحقيق في جميع الح االت
من جهة أخرى.
باإلطالع على المواد المتعلقة باختصاص المحكمة العسكرية في ظل القانون الجديد ،يتض ح
أن المشرع المغ ربي تفاع ل بش كل ايج ابي م ع المط الب الحقوقي ة ال تي ن ادت بإص الح منظوم ة
القضاء العسكري .وذلك بإعادة النظر في اختصاصات المحكم ة العس كرية من خالل نس خ العدي د
من مواد القانون المنظم لها في اتجاه تقليص حاالت اإلحالة على المحكمة العس كرية ،بع دما ك انت
المحكم ة تتمت ع باالختص اص الش امل للنظ ر في جمي ع الج رائم المرتكب ة من ط رف الم دنين أو
العسكريين ذات الصلة بالمي دان العس كري .غ ير أن ه تم تج اوز ذل ك القص ور في الق انون الجدي د
للقضاء العسكري عبر تقليص االختصاص النوعي والشخصي للمحكمة العسكرية .
و انس جاما م ع المع ايير الدولي ة تم تقليص االختص اص الشخص ي والن وعي للمحكم ة العس كرية
مقارنة مع االختصاص الذي كان معمول به في ظل ق انون الع دل العس كري الس ابق .إذ ب الرجوع
إلى المادة الثالثة من القانون العسكري الجديد التي تشير الختصاص المحكمة العسكرية في الجرائم
العسكرية المنصوص عليه ا في الكت اب الس ادس من ق 13.108المقترف ة من ط رف العس كريين
34
) وشبه العسكريين المخولة لهم هذه الصفة بموجب نصوص خاصة و الذين هم في وضعية الخدمة
( .حيث يت بين أن ك ل ش خص ل ه ص فة عس كري أو ش به عس كري أرتكب جريم ة من الج رائم
المنصوص عليها في الكتاب السادس من هذا القانون يتم متابعته أمام المحكمة العسكرية.
ورغم استبعاد المشرع المغربي محاكمة األشخاص المدنيين كيفما كانت صفتهم س واء ك انوا
ف اعلين أص ليين أو مس اهمين أو مش اركين عس كريين ،بمن فيهم الم دنيين الع املين في الق وات
المسلحة الملكية (المادة )6أمام المحكمة العسكرية عن الجرائم المرتكبة من قبلهم خالل فترة السلم
تعد بادرة حسنة تحسب للمشرع المغ ربي .لكن ه ذه القاع دة ليس ت مطلق ة ،ب ل تبقى نس بية ،حيث
- 34ويعتبر في وضعية الخدمة العسكريون ذوو الصفات التالية طبقا للفقرة األخيرة من م :3
العسكريون الجدد من أي رتبة كانوا ،المنتمون إلى القوات المسلحة الملكية، -
المنخرطون في الجندية، -
المنخرطون في الجندية من جديد، -
المسرحون مؤقتا من الجندية بسبب مرض أو عجز بدني أصابهم، -
العسكريون من مختلف الرتب المتمتعون برخصة غير محددة المدة أو الذين هم في حالة الوضع رهن اإلشارة أو في وضعية -
االحتياط المستدعون للخدمة من جديد بصفوف القوات المسلحة الملكية،وذلك من تاريخ تكوينهم فرقة قصد التحاقهم بالجيش،أو
من تاريخ وصولهم إلى المكان المخصص لهم إذا التحقوا به منفردين إلى غاية تاريخ تسريحهم قصد التحاقهم بمنازلهم.غير أن
هؤالء خارج هذا اإلطار ال يحاكمون أمام المحكمة العسكرية إال إذا ارتكبوا جريمة العصيان المنصوص عليها في هذا القانون.
80
جعل المشرع الخروج عنها ممكنا ،عندما يقترف المدنيين أح د األفع ال الجرمي ة في وقت الح رب
المنصوص عليها في البند 3من المادة ،3فان االختصاص ينعق د للمحكم ة العس كرية اس تنادا إلى
ذلك البن د ال ذي ج اء في ه على أن " الج رائم المرتكب ة في حال ة ح رب ،ض د مؤسس ات الدول ة أو
المرتكبة ضد امن األش خاص أو األم وال إذا ارتكبت لفائ دة الع دو أو ك ان له ا ت أثير على الق وات
المسلحة ،وج رائم اإلع داد لتغي ير النظ ام أو االس تيالء على ج زء من ال تراب الوط ني باس تعمال
السالح ،والجرائم المرتكبة ضد النظم المعلوماتية واالتص االتية والتطبيق ات االلكتروني ة والمواق ع
السبرانية التابعة للدفاع الوطني".
فالمالحظ من خالل البند 3من م 3ق ع أن متابعة الم دنيين عن الج رائم المقترف ة في وقت الح رب
تكون أمام المحكمة العسكرية حتى ولو كانت صفته في ارتكاب هذا الفعل كمشارك أو فاعل أصلي
مع أحد العسكريين أو الشبه العسكريين .وه ذا الجم ع في متابع ة الجمي ع أم ام المحكم ة العس كرية
دون تمييز فيما بينهم تفرضه ظرفية ارتكاب الفعل خالل ف ترة الح رب ال ذي تك ون ل ه ب دون ش ك
أضرار خطيرة على سالمة وامن واستقرار الوطن.
وفي حال ة ارتك اب أح د األش خاص لجريم تين في آن واح د ،إح داهما من اختص اص المحكم ة
العسكرية ،واألخرى من اختصاص المحاكم العادية ،وتوب ع من أجلهم ا مع ا ،فإن ه تتم إحالت ه أوال
على المحكمة التي لها ح ق النظ ر في الجريم ة ذات العقوب ة األش د .ف إذا ك انت العقوب ة المق ررة
للجريمتين معا متساوية ،وكانت إحداهما جريمة الفرار من الجندية فيحال المتهم أوال إلى المحكم ة
العسكرية طبقا للمادة ( )7ق ع .إال أنه في حالة تن ازع االختص اص ف إن محكم ة النقض هي ال تي
تنظر فيه استنادا إلى المادة 261م ج المحال عليها بموجب المادة 11من ق .13.108
أما إذا كانت القضية المعروض ة على المحكم ة العس كرية له ا ارتب اط بقض ية رائج ة أم ام إح دى
المحاكم العادية وال يمكنها فصلها عنها ،في هذه الحالة يمكن إحالتها على المحكمة العادية لتبت في
القض ية برمته ا اس تنادا إلى الفق رة األولى من الم ادة ( )8ق ع .لكن إذا س اهم أو ش ارك اح د
األشخاص المدنيين مع عسكري أو شبه عسكري في جريمة تعد من اختصاص المحكمة العس كرية
فإن القضية تفصل ،فيحال الشخص المدني إلى المحكمة العادية التي يمكنه ا أن تؤج ل البت إلى أن
تصدر المحكمة العسكرية حكما في الموضوع .غير أن هذا الفصل في متابعتهما يصبح غير ممكن ا
عند ارتكاب جريمة تعد من بين الجرائم المنصوص عليها في البن د الث الث من الم ادة الثالث ة .حيث
في هذه الحالة يتم متابعة الجميع أمام المحكمة العسكرية .و لم يقف المشرع عند ه ذا الح د ب ل منح
81
االختصاص للمحكمة العسكرية كلما نص القانون على ذل ك ص راحة طبق ا للبن د الراب ع من الم ادة
الثالثة) ( .و أعطى كذلك لكل شخص تضرر مباشرة من جريمة تختص المحكم ة العس كرية ب البت 35
لمحة تاريخية
يعود تاريخ القضاء الدستوري بالمملكة المغربي ة إلى أولى س نوات االس تقالل عن دما نص دس تور
1962على تأسيس غرفة دستورية بالمجلس األعلى باعتباره أعلى هيئة في التنظيم القضائي.
في سنة ،1992سيعرف هذا القضاء استقالال أكبر بموجب المراجعة الدس تورية ال تي نص ت على
إحداث مجلس دس توري باعتب اره مؤسس ة مس تقلة ذات ص الحيات أوس ع ،تتماش ى م ع المخط ط
اإلصالحي الذي وضعته المملكة مع بداية التس عينات اله ادف إلى تعزي ز دول ة الق انون ،وترس يخ
مبادئ حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها دوليا .
وفي نطاق اإلصالحات الدستورية الواس عة والعميق ة ،ال تي أقرته ا المملك ة بم وجب الدس تور
الصادر في 29يوليو ،2011المتمثلة بالخصوص في توسيع الحق وق والحري ات العام ة وترس يخ
المؤسسات واآلليات الكفيلة بمواصلة بناء دولة ديمقراطي ة حديث ة ،تم إح داث محكم ة دس تورية –
تحل محل المجلس الدستوري -تتمتع بصالحيات أوسع وتكون ،بالخص وص ،مفتوح ة لألش خاص
للدفاع عن الحقوق والحريات المضمونة لهم دستوريا.
تتألف المحكمة الدستورية من اثني عشر عضوا ،يعين جاللة الملك نصف أعضائها من بينهم
عضو يقترحه األمين العام للمجلس العلمي األعلى ،وينتخب الستة الباقون من طرف البرلمان
مناصفة بين مجلسي النواب والمستشارين بأغلبية ثلثي األعضاء الذين يتألف منهم كل مجلس،
ويعين جاللة الملك رئيس المحكمة من بين أعضائها.
مدة العضوية بالمحكمة تسع سنوات غير قابلة للتجديد ،مع تجديد ثلث كل فئة من أعضائها عند متم
كل ثالث سنوات.
يختار أعضاء المحكمة من بين الشخصيات المتوفرة على تكوين حقوقي عال وعلى كفاءة قضائية
أو فقهية أو إدارية ،والمشهود لهم بالتجرد والنزاهة ،والذين مارسوا مهنتهم لمدة تفوق خمس
عشرة سنة.
أعضاء المحكمة ملزمون بواجب التحفظ ،واالمتناع عن ممارسة أي نشاط يتنافى مع صفتهم ،وهم
مطالبون بالتصريح بممتلكاتهم.
وهي أهم اختصاص تمارسه المحكمة الدستورية ،ويتعلق األمر هنا بالتأكد من مطابقة النصوص
التشريعية واألنظم ة الداخلي ة لمجلس ي البرلم ان وبعض المؤسس ات الدس تورية وك ذا االلتزام ات
الدولية للدستور ،وهذه المراقبة قد تكون قبلية أو الحقة.
-القوانين التنظيمية ،التي تحال إلى المحكمة الدستورية بعد مصادقة البرلم ان عليه ا وقب ل إص دار
األمر بتنفيذها.
-األنظمة الداخلية لبعض المؤسسات الدستورية ،إذ تحال األنظمة الداخلية ،لكل من مجلس النواب،
ومجلس المستش ارين ،والمجلس االقتص ادي واالجتم اعي والبي ئي والمج الس المنظم ة بق انون
تنظيمي ،إلى المحكمة الدستورية قبل الشروع في تطبيقها.
-القوانين ،و يمكن أن تح ال من ل دن جالل ة المل ك أو رئيس الحكوم ة أو رئيس مجلس الن واب أو
رئيس مجلس المستش ارين ،أو خمس أعض اء المجلس األول ،أو أربعين عض وا من أعض اء
المجلس الثاني قبل دخولها حيز التنفيذ.
-االلتزامات الدولية ،تختص المحكمة الدستورية بالبت في مطابقتها االلتزام ات الدولي ة للدس تور،
وإذا صرحت بأن التزاما دوليا يتضمن بندا يخالف هذا األخير ،فإنه ال يمكن المصادقة عليه.
84
-نظر المحكمة في كل دفع متعلق بعدم دستورية قانون إذا ما أثير أثناء النظر في دعوى قائمة أمام
القضاء ودفع أحد األطرف ب أن الق انون ال ذي س يطبق في ال نزاع يمس ب الحقوق والحري ات ال تي
يضمنها الدستور.
-البت في كل ملتمس حكومي يرمي إلى تغيير النصوص التش ريعية من حيث الش كل بمرس وم إذا
كان مضمونها يدخل في مجال من المجاالت التي تمارس فيها السلطة التنظيمية اختصاصها.
ولها أن تقضي المحكمة إما بعدم قبول عرائض الطعن أو برفضها ،وإما ببطالن االنتخابات جزئي ا
أو كليا مع إمكان تصحيح نتائجها.
كما تتولى المحكمة مراقبة صحة اإلحصاء العام لألصوات الم دلى به ا في االس تفتاء وتعلن بق رار
عن نتائجه النهائية
-كما يحق لها أن تبت في الخالف الذي قد يقع بشأن تطبيق أحكام القانون التنظيمي المتعلق بطريقة
تس يير اللج ان النيابي ة لتقص ي الحق ائق ،خاص ة إذا ك ان ذل ك الخالف يح ول دون الس ير الع ادي
ألعمال إحدى اللجان.
يستشير جاللة الملك رئيس المحكمة الدستورية في حالة اعتزام جاللته إعالن حالة االستثناء ،أو
85
.حل مجلسي البرلمان أو أحدهما ،أو عرض مشروع مراجعة بعض أحكام الدستور على البرلمان
كما يستشار رئيس المحكمة الدستورية من ط رف رئيس الحكوم ة إذا م ا اع تزم ه ذا األخ ير ح ل
مجلس النواب بمرسوم.
-االجراءات المسطرية
تتميز المسطرة أمام المحكمة بكونها كتابية ؛ وجلساتها غير علنية ،ما لم ينص قانون تنظيمي على
خالف ذلك .ويجوز لها االستماع إلى المعنيين باألمر بحضور دفاعهم أو أي شخص من ذوي
الخبرة .ولها أن تأمر بإجراء تحقيق بشأن ما يعرض عليها من منازعات في الطعون االنتخابية،
مع تكليف عضو أو أكثر من أعضائها لالنتقال إلى عين المكان إذا ما اقتضت ضرورة التحقيق
ذلك.
تبت المحكمة في اإلحاالت المتعلقة بمطابقة القوانين التنظيمية والقوانين واألنظمة الداخلية لمجلسي
البرلمان والمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي داخل أجل شهر من تاريخ اإلحالة ،وفي
غضون 8أيام في حالة االستعجال بطلب من الحكومة.
تكون مداوالت المحكمة صحيحة إذا حضرها تسعة من أعضائها على األقل ،كما تتخذ قراراتها
بأغلبية ثلثي األعضاء الذين تتألف منهم.
يتم البت في حاالت الدفع بعدم القبول التشريعي في أجل 8أيام ،و تبت المحكمة في جميع الطعون
المتعلقة باالنتخابات التشريعية داخل أجل سنة ،يمكن تجاوزها بموجب قرار معلل.
تصدر قرارات المحكمة الدستورية باسم جاللة الملك وطبقا للقانون ،وتتضمن في ديباجتها بيان
النصوص التي تستند عليها ،كما تكون معللة وموقعة من قبل األعضاء الحاضرين بالجلسة التي
صدرت خاللها.
قرارات المحكمة ال تقبل أي طريق من طرق الطعن ،وتلزم كل السلطات العامة وجميع الجهات
اإلدارية والقضائية ،كما أنها تنشر بالجريدة الرسمية للمملكة.
86
يحول نشر قرار المحكمة القاضي بعدم مطابقة مادة من قانون تنظيمي أو قانون أو نظام داخلي أو
بندا من التزام دولي للدستور دون إصدار األمر بتنفيذ هذه القوانين أو تطبيق هذه األنظمة ،ودون
المصادقة على هذا االلتزام الدولي إال بعد مراجعة الدستور.
+تعيين القضاة
يتألف السلك القضائي ب المغرب من قض اة األحك ام وقض اة النياب ة العام ة بمحكم ة النقض
ومحاكم الموضوع بمختلف درجاتها.
األساتذة الباحثون الذين مارسوا مهنة التدريس الج امعي في ف رع من ف روع الق انون لم دة ال -
تقل عن عشر( )10سنوات؛
-المحامون الذين مارسوا مهنة المحاماة بصفة فعلية لمدة ال تقل عن عشر( )10سنوات؛
-موظفو هيئة كتابة الضبط المنتمون إلى درجة مرتبة في س لم األج ور رقم 11على األق ل وال ذين
زاولوا مهام كتابة الضبط بصفة فعلية لمدة ال تقل عن عشر( )10سنوات؛
-موظفو اإلدارات المنتمون إلى درجة مرتبة في سلم األجور رقم 11على األقل والذين قضوا م دة
ال تقل عن عشر ( )10سنوات من الخدمة العمومية الفعلية في مجال الشؤون القانونية.
و يجب أن يستوفي المرشح لمنصب القضاء مجموعة شروط أساسية يتمثل أهمها فيما يلي:
أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية وذا مروءة وسلوك حسن؛ .2
أال يكون مدانا قض ائيا أو تأديبي ا بس بب ارتكاب ه أفع اال منافي ة للش رف والم روءة أو .3
حسن السلوك ولو رد اعتباره ؛
أن يكون متوفرا على شروط القدرة الصحية الالزمة للقيام بالمهام القضائية. .4
و عالوة على الشروط العامة السابقة ،يشترط في المترشح الجتياز مباراة الملحقين القضائيين:
أال تتجاوز سنه خمسا وأربعين ( )45سنة في فاتح يناير من سنة إجراء المباراة؛ .1
أن يكون حاصال على شهادة جامعية يح دد الق انون نوعه ا والم دة الالزم ة للحص ول .2
عليها.و التي ال تخرج عن الشهادات التالية:
88
أ -شهادة جامعية التقل الم دة الالزم ة للحص ول عليه ا عن أرب ع س نوات في الق انون
الخاص أو الش ريعة (مس لمة من إح دى كلي ات الش ريعة التابع ة لجامع ة الق رويين)؛
ويجب أن تكون الشهادات المذكورة مشفوعة بباكالوريا التعليم الثانوي أو بما يعادلها؛
ج -دبلوم الدراس ات العلي ا المعمق ة أو دبل وم الدراس ات العلي ا المتخصص ة أو دبل وم
الماستر أو دبلوم الماستر المتخصص في الق انون الخ اص أو الش ريعة والمس لمة من
الجامعات المغربية ،مشفوعة باإلجازة أو اإلجازة في الدراسات األساس ية في الق انون
الخاص أو الشريعة(38).
يعين قضاة في الس لك القض ائي الملحق ون القض ائيون الن اجحون في امتح ان نهاي ة التك وين
بمؤسسة تكوين القضاة ،طبقا للمقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل.
ويساعد الملحقون القضائيون القضاة في القيام ب إجراءات التحقي ق ويحض رون الجلس ات المدني ة
والجنائية واإلدارية زيادة على النصاب القانوني ،كما يش اركون في الم داوالت دون تمتعهم بح ق
التصويت.
وإثر انتهاء التدريب ،يجتاز الملحقون القضائيون امتحان التخرج أو نهاي ة الت دريب ،وبع د
النجاح والتفوق فيه يعينون قضاة بظه ير ش ريف ب اقتراح من المجلس األعلى للقض اء ،على أن ه
يجب أن يلتزموا قب ل إج راء امتح ان نهاي ة الت دريب بقض اء ثم ان س نوات على األق ل في س لك
القضاء.
- 38مأخوذ عن إعالن وزارة العدل عن تنظيم مباراة لتوظيف الملحقين القضائيين ،التي أجريت اختباراتها الكتابية يومي 25و 26يناير
2020بمدينة الرباط ،طبقا لقرار وزير العدل رقم 19/40م م ب الصادر في 20نونبر .2019
89
+قضاة النيابة العامة
تعتبر النيابة العامة مؤسسة عمومية وقضاء خاصا أوكل إليه المشرع مهم ة تنفي ذ السياس ة
الجنائي ة والس هر على اح ترام وتط بيق الق انون ،وتلعب دورا مهم ا في ترس يخ العدال ة وتعزي ز
احترام حقوق اإلنسان وحرياته األساس ية فض ال عن حماي ة المجتم ع بمن ع الجريم ة .وال يمكنن ا
معرف ة ه ذا الجه از إال من خالل إلق اء نظ رة على تط وره الت اريخي وخصائص ه وبعض
اختصاصاته.
إن نظام النيابة العامة كما هو مطبق أمام المحاكم المغربي ة حالي ا ليس ولي د تقالي د قض ائية
مغربية صرفة ،فهو من ضمن التراث الق انوني ال ذي حملت ه لن ا فرنس ا باعتباره ا دول ة حامي ة
للمغرب ابتداء من معاهدة فاس المبرمة في 30مارس . 1912
ففي عه د الحماي ة ك ان القض اء األهلي المتمث ل في القض اء الش رعي والقض اء المخ زني
والقضاء العرفي والقضاء العبري يخضع للرقابة المباشرة إما لمن دوب الحكوم ة وإم ا للم راقب
المدني ،وقد كان هذان الجهازان يلعبان دورا يقترب أحيانا من دور النياب ة العام ة ،وبخص وص
القضاء العصري فقد كانت به نيابة عامة على مستوى جمي ع درجات ه بالش كل المعم ول ب ه أم ام
الدولة الحامية.
وبعد االستقالل عمل المشرع المغربي على إح داث جه از للنياب ة العام ة ب المجلس األعلى
عندما تم تأسيس هذا األخير بظهيـر 27شتنبر ،1957وذلك م ا تم تكريس ه في التنظيم القض ائي
المغربي الحالي الصادر في 15يوليوز . 1974
90
آخ رون,على العكس من ذل ك يس تقل قض اة األحك ام بعملهم القض ائي,وال يمكنهم التن اوب في ه,
وتمارس النيابة العامة عملها في إطار وحدة ال تتجزأ لكن مبدأ عدم التجزئ ة ه ذا ال يعت بر عائق ا
لسير أعمالها.
91
أو تعويض ،و الغاية من ذلك هو تشجيع النيابة العامة على القيام بعمله ا على الوج ه األكم ل ،م ا
عدا في حالة ارتكاب غش أو تدليس أو رشوة.
هذا إلى جانب كونهم مستقلون اتجاه اإلدارة ألنهم ليسوا موظفون عموميون.
93
يمكن للنيابة العامة أن تطلع على جميع القضايا التي ترى التدخل فيه ا ض روريا .للمحكم ة
أن تأمر تلقائيا بهذا اإلطالع.
يشار في الحكم إلى إيداع مستنتجات النيابة أو تالوتها بالجلسة وإال كان باطال.
حالة التدخل االختياري :حيث يمكن للنيابة العامة أن تطل ع على جمي ع القض ايا ال تي ت رى
فيها التدخل ضروريا ما عدا قضايا الحالة السابقة.
حالة التدخل بناء على طلب المحكمة :قد ال يتعلق األمر بأحد الدعاوى التي يوجب الق انون
على النيابة التدخل فيها ،أو قد ال يتعلق األمر بأحد الدعاوى ال تي يج وز للنياب ة العام ة الت دخل
فيها ،ولكنها رغم إخبارها لم تتدخل ،وترى المحكم ة أن ت أمر بإحال ة القض ية عليه ا ل داعي
الصالح العام .
-حقوق القضاة
يتمتع القضاة بالعديد من الحقوق و التي تعتبر ضمانات قانونية في نفس الوقت لحس ن س ير
مرفق القضاء ،و تحقيق العدالة ،نذكر منها:
94
ب -الحق في التعويض عن األضرار الالحقة بالقضاة:
ينص الفصل 39من نظام رجال القضاء على أنه:
" يتمتع القضاة بحماية الدولة وفق مقتضيات القانون الجنائي والقوانين الخاص ة الج اري به ا
العمل ،مما قد يتعرضون له من تهديدات أو تهجمات أو إهانات أو سب أو قذف وجميع االعتداءات
أيا كانت طبيعتها أثناء مباشرة مهامهم أو بسبب القيام بها.
وتضمن لهم الدولة التعويض عن األضرار الجسدية التي يمكن أن يتعرضوا لها أثناء مباشرة
مهامهم أو بسبب القيام بها والتي ال تشملها التشريعات المتعلقة بمعاش ات الزمان ة ورص يد الوف اة،
وفي هذه الحالة تحل الدولة محل الضحية في الحقوق والدعاوى ضد المتسبب في الضرر".
و ذلك نظرا لحساسية مهامهم ونظرا لتعرضهم للخطر أكثر من غيرهم ألنهم يحكم ون في قض ايا
لها عالقة بحريات األشخاص وممتلكاتهم وأسرهم...
+الحق في حرية التعبير وفي تأسيس الجمعيات واالنخراط فيها (الفصل 111من دستور
.)2011
-واجبات القضاة
مقابل الحقوق التي يتمتع بها القضاة ،قرر النظام األساسي التزامهم بعدة واجبات نش ير إلى
البعض منها:
+يؤدي كل قاض عند تعيينه ألول مرة في السلك القضائي وقب ل الش روع في مهام ه اليمين
التالية:
"أقسم باهلل العظيم أن أمارس مهامي بحياد وتجرد وإخالص وتفان ،وأن أحاف ظ على ص فات
الوقار والكرامة ،وعلى سر المداوالت ،بما يص ون هيب ة القض اء واس تقالله ،وأن أل تزم ب التطبيق
العادل للقانون ،وأن أسلك في ذلك مسلك القاضي النزيه".
يح رر محض ر أداء اليمين ويوج ه إلى األمان ة العام ة للمجلس ،كم ا توج ه نس خة من ه إلى
المحكمة المعين بها القاضي المعني وكذا إلى الوزارة المكلفة بالعدل.
95
وكل إخالل بااللتزامات الواردة في اليمين المذكورة يعتبر إخالال بالواجبات المهنية
تطبيقا ألحك ام الفص ل 117من الدس تور ،يجب على ك ل ق اض أن يس هر ،خالل مزاولت ه -
لمهامه القض ائية ،على حماي ة حق وق األش خاص والجماع ات وحري اتهم وأمنهم القض ائي
وتطبيق القانون.
طبقا ألحكام الفقرة األولى من الفصل 110من الدستور ،ال يلزم قضاة األحك ام إال بتط بيق -
القانون ،وال تصدر أحكام القضاء إال على أساس التطبيق العادل للقانون.
تطبيقا ألحكام الفقرة الثانية من الفص ل 110من الدس تور ،يجب على قض اة النياب ة العام ة -
تطبيق القانون ،كما يتعين عليهم االلتزام بالتعليمات الكتابية القانوني ة الص ادرة عن الس لطة
التي يتبعون لها وفق الشروط والكيفيات المحددة في القانون.
كما يلتزم قضاة النيابة العامة باالمتثال لألوامر والمالحظات القانونية الصادرة عن رؤس ائهم
التسلسليين.
يل تزم القاض ي ب احترام المب ادئ والقواع د ال واردة في مدون ة األخالقي ات القض ائية ،كم ا -
يحرص على احترام تقاليد القضاء وأعراف ه والمحافظ ة عليه ا ،ويمن ع علي ه ارت داء البذل ة
خارج قاعات الجلسات.
تطبيقا ألحكام الفقرة األولى من الفصل 120من الدس تور ،يح رص القاض ي على البت في -
القضايا المعروضة عليه داخل أجل معقول ،مع مراعاة اآلجال المحددة بمقتض ى نص وص
خاصة.
تطبيقا ألحكام الفقرة األخيرة من الفصل 111من الدستور ،يمنع على القضاة االنخ راط في -
األحزاب السياسية والمنظمات النقابية.
يمنع عليهم كذلك القيام بأي عمل فردي أو جماعي كيفما كانت طبيعته قد يؤدي إلى وقف أو -
عرقلة عقد الجلسات أو السير العادي للمحاكم.
يمنع على القضاة أن يمارسوا خارج مهامهم ،ولو بصفة عرضية ،أي نشاط مهني ،كيفما -
كانت طبيعته بأجر أو بدونه؛ غير أنه يمكن منح استثناءات فردية بموجب قرار للرئيس
96
المنتدب للمجلس ،وذلك لضرورة التدريس أو البحث العلمي أو القيام بمهام تكلفهم بها
الدولة.
ال يشمل هذا المنع إنتاج المصنفات األدبية أو العلمية أو الفنية ،غير أن ه ال يج وز ألص حابها
أن يذكروا صفاتهم كقضاة إال بإذن من الرئيس المنتدب للمجلس.
يمكن للقاض ي المش اركة في األنش طة والن دوات العلمي ة ش ريطة أال ي ؤثر ذل ك على أدائ ه
المهني ،م ع مراع اة مقتض يات الم ادتين 37و 44أعاله ،وتعت بر اآلراء ال تي ي دلي به ا القاض ي
المعني بمناسبة هذه المش اركة آراء شخص ية ،وال تعت بر مع برة عن أي رأي لجه ة رس مية إال إذا
كان مرخصا له بذلك.
تطبيقا ألحكام الفصل 109من الدستور ،ال يتلقى القاضي بشأن مهمته القضائية أي أوام ر -
أو تعليمات ،وال يخض ع ألي ض غط ،ويجب على ك ل ق اض اعت بر أن اس تقالله مه دد ،أن
يحيل األمر إلى المجلس األعلى للسلطة القضائية وفق مقتضيات الق انون التنظيمي المتعل ق
بهذا األخير.
يمنع على القاضي إبداء رأيه في أي قضية معروضة على القضاء. -
يلتزم كل قاض بالمشاركة في دورات وبرامج التكوين المستمر التي تنظم لفائدة القضاة -
يقيم القاضي داخل دائرة نفوذ محكمة االستئناف التي يمارس مهامه بها. -
غير أنه ،يمكن للرئيس المنتدب للمجلس أن يمنح ترخيص ا لإلقام ة خ ارج ال دائرة الم ذكورة
بناء على طلب معلل يقدمه القاضي المعني.
+يحاف ظ القض اة على س رية الم داوالت ،ويمن ع عليهم إطالع أي ك ان في غ ير األح وال
المنصوص عليها في القانون على نسخ أو ملخص للوثائق أو معلومات تتعلق بملفات الدعوى.
97
في العديد من النصوص القانونية ،و في العديد من المناسبات ،و من أهم هاته الضمانات ما يتعلق
بضمان حياد القاضي ،و ذل ك عن طري ق إبع اده عن ال دعوى ال تي ق د يث ور فيه ا احتم ال ع دم
نزاهته ،ما دام األمر يتعلق ببشر .و من أهم هاته الحاالت ما يلي:
98
-إذا كان بين أحد األطراف والقاضي أو زوجه أو أص ولهما أو فروعهم ا دع وى ال ت زال
جارية أو انتهت منذ أقل من سنتين؛
-إذا كان القاضي دائنا أو مدينا ألحد األطراف؛
-إذا كان قد سبق له أن قدم استشارة أو رافع أو مثل أم ام القض اء في قض ية أو نظ ر فيه ا
بصفته حكما أو أدلى فيها بشهادة أو بت فيها في طورها االبتدائي؛
-إذا كان قد تصرف بصفته ممثال قانونيا ألحد األطراف؛
-إذا كانت هناك عالقة تبعية بين القاضي أو زوجه وأحد األطراف أو زوجه؛
-إذا كانت بين القاضي وأحد األطراف صداقة أو عداوة معروفة؛
-إذا كان القاضي هو المشتكي".
و هو نفس المقتضى الذي تضمنته المادة 295من ق انون المس طرة المدني ة ،حيث أوردت
الحاالت التي يجوز فيها ألحد الخصوم تجريح القاضي .وهي ح االت أق ل خط ورة من الح االت
السابقة على حياد القاضي ،ولذا جعل المشرع عدم صالحيته في نظر ال دعوى في ه ذه الح االت
نسبية تتوقف على طلب الخصم رده أو تجريحه.
ثالثا :طلب اإلحالة من أجل التشكك المشروع أو األمن العام أو حسن سير العدالة
إن هذا االجراء يمس كل القضاة ،حيث أن المحكمة التي عرض على نظرها ال نزاع تك ون
مختصة للنظر فيه ،إال ان هناك ظروف خاصة تحول دون الفص ل في ه كوج ود س بب ي دعو الى
الشك في نزاهة المحكمة مما يحتم رف ع ي دها عن القض ية -الفص ل 383ق.م.م ،-او الخش ية من
حدوث إضطراب او االخالل بالنظام العام الفصل 385ق.م.م -لذلك يقدم طلب إحالة القضية من
المحكمة المتشكك فيها الى محكمة أخرى من نفس درجتها لتتولى النظر فيها.
وطلب اإلحالة من أجل التشكك المشروع قد يكون مقدما من الخصوم ،وقد يكون مق دما من
وزير العدل .أما طلب اإلحالة من أجل األمن العام أو من أجل حسن س ير العدال ة فال يق دمان إال
من طرف وزير العدل طبقا لمقتضيات الفصل من 385من ق.م.م.
مسؤولية القضاة
إن أي إخالل من طرف القاضي بأي واجب ألقاه القانون على عاتق كل من يتقلد ذلك المنصب
99
إال ويكون سببا لتحريك متابعته تأديبيا ( أوال) ،أو مدنيا ( ثانيا ) .
و يعرض ال رئيس المنت دب للمجلس نت ائج األبح اث والتحري ات المنج زة على أنظ ار المجلس
الذي يقرر على إثر ذلك إما الحفظ أو تعيين قاض مق رر تف وق درجت ه أو ت وازي درج ة القاض ي
المعني مع مراعاة األقدمية في السلك القضائي.
و يبلغ الرئيس المنتدب للمجلس القاضي المعني ما نسب إليه من إخالل ،وباسم القاضي المق رر
في قضيته .ويحق للقاضي المعني عند االقتضاء تج ريح القاض ي المق رر أم ام المجلس ،وي ترتب
على ذلك إيقاف كافة اإلجراءات إلى حين بت المجلس في طلب التجريح.
و يقوم القاضي المقرر بإجراء كافة األبح اث والتحري ات الض رورية ،بم ا في ذل ك االس تماع إلى
القاضي المع ني ولك ل من ي رى فائ دة في االس تماع إلي ه ،و يجب على القاض ي المق رر اس تدعاء
القاضي المعني قصد االستماع إلي ه ،و يجب أن يتض من االس تدعاء بي ان الي وم والس اعة ،ومح ل
انعقاد جلسة االستماع ،واإلخالل المنسوب إليه ،والمواد القانونية المطبقة بشأنه ،على أال تقل الم دة
الفاصلة بين تاريخ التوصل باالستدعاء وتاريخ انعقاد الجلسة عن سبعة أيام.
100
و يخول للقاضي المعني الحق في االطالع على كافة الوثائق وأخذ نسخة منها قبل تاريخ االس تماع
إليه بثالثة أيام على األقل .كما يحق للقاضي المعني التزام الصمت عند االستماع إليه ،و ل ه الح ق
في أخذ نسخة من محضر االستماع إليه فور التوقيع عليه.
ينجز القاضي المق رر تقري را مفص ال يودع ه باألمان ة العام ة للمجلس ،و يتض من عن د االقتض اء
اإلشارة إلى تخلف القاضي المعني عن الحضور دون عذر مقبول رغم توصله بكيفية قانونية.
و يتخذ المجلس بعد اطالعه على تقرير القاضي المقرر ،مقررا بالحف ظ أو إحال ة القاض ي المع ني
إلى المجلس إذا تبين له جدية ما نسب إليه ،و يتم إشعار القاضي المعني بالقرار المتخذ.
و يمكن للرئيس المنتدب للمجلس ،بع د استش ارة اللجن ة الم ذكورة أعاله ،توقي ف القاض ي المع ني
مؤقت ا عن مزاول ة مهام ه إذا توب ع جنائي ا أو ارتكب خط أ جس يما طبق ا ألحك ام الق انون التنظيمي
المتعلق بالنظام األساس ي للقض اة ،و ينص ق رار توقي ف القاض ي مؤقت ا على م ا إذا ك ان المع ني
باألمر يحتفظ بأجره طيلة مدة توقيفه ،أو يح دد الق در ال ذي س يقتطع ل ه من ه باس تثناء التعويض ات
العائلية التي يتقاضاها بأكملها ،ويتم إشعار المجلس عند أول اجتماع له بما اتخذ من إجراءات قصد
اتخاذ ما يراه مالئما.
و يتضمن ملف المتابعة التأديبية كل الوثائق المتعلقة باألفعال المنس وبة للقاض ي المت ابع ،بم ا فيه ا
تقرير المقرر ،و يمكن للقاضي المتابع أن يؤازر بأحد زمالئه القضاة أو بمحام ،وله الحق كم ا لمن
يؤازره االطالع على كل الوثائق المتعلقة بالملف وأخذ نسخة منها ،بع د إي داع المق رر لتقري ره ،و
يوجه استدعاء للقاضي المت ابع قب ل س بعة أي ام على األق ل ،من ت اريخ اجتم اع المجلس للنظ ر في
قضيته ،ويجب أن يتضمن االستدعاء البيانات المشار إليها في الفقرة الرابع ة من الم ادة 89أعاله.
و إذا تخلف القاضي دون عذر مقبول ،رغم توصله بكيفية قانونية ،يتم البت في غيابه.
يع رض القاض ي المق رر تقري ره بحض ور القاض ي المت ابع ومن ي ؤاز ،و يق دم القاض ي المع ني
توضيحاته ووسائل دفاع ه بش أن األفع ال المنس وبة إلي ه ،ولل رئيس وأعض اء المجلس أن يوجه وا
مباشرة إلى المقرر والقاضي المتابع األسئلة التي يرونها مفيدة .كما يمكن لدفاع القاضي المت ابع أن
يوجه األسئلة التي يراها مفيدة بواسطة الرئيس أو بإذن منه.
101
و كقاعدةعامة يتم البت في الملفات التأديبية داخل أجل أقصاه أربعة أش هر من ت اريخ تبلي غ ق رار
اإلحالة إلى القاضي المعني ،غير أن ه يمكن للمجلس بم وجب ق رار معل ل ،تمدي د ه ذا األج ل م رة
واحدة ولنفس المدة ،و ال يسري هذا األجل على القضاة المتابعين جنائيا إال بعد ص دور حكم ح ائز
لقوة الشيء المقضي به.
و إذا لم يبت المجلس في وضعية القاضي الموق وف داخ ل أج ل أربع ة أش هر من ي وم تنفي ذ ق رار
التوقيف ،يرجع إلى عمله وتسوى وضعيته المالية واإلدارية ،ما لم يكن موضوع متابعة جنائية.
و يمكن للمجلس أن يأمر بإجراء بحث تكميلي بواسطة نفس المقرر أو قاض مقرر آخ ر من درج ة
تفوق أو توازي درجة القاضي المعني.
-بتقادم الدعوى العمومية إذا كان الفعل المرتكب يشكل عمال جرميا.
و ينقطع أمد التقادم بكل إجراء من إجراءات التفتيش أو البحث الذي يقوم به القاضي المقرر.
103
-المجلس األعلى للسلطة القضائية ) :محذوف(.
يعتبر المجلس األعلى للسلطة القضائية ،مؤسسة دستورية تسهر على تدبير ش ؤون القض اة
وتوفير الضمانات الممنوح ة لهم ،والس يما في م ا يخص اس تقاللهم وتع يينهم وت رقيتهم وتقاع دهم
وتأديبهم.
وحسب مقتضيات الدستور ،فإن الملك ي رأس المجلس األعلى للس لطة القض ائية ،ال ذي يت ألف من
الرئيس األول لمحكمة النقض ،رئيس ا منت دبا ،والوكي ل الع ام للمل ك ل دى محكم ة النقض ،ورئيس
الغرفة األولى بمحكمة النقض ،وأربعة ممثلين لقضاة محاكم االستئناف ،ينتخبهم هؤالء القض اة من
بينهم ،وستة ممثلين لقضاة محاكم أول درجة ،ينتخبهم هؤالء القضاة من بينهم.
ويجب ض مان تمثيلي ة النس اء القاض يات من بين األعض اء العش رة المنتخ بين ،بم ا يتناس ب م ع
حضورهن داخل السلك القضائي.
ويتكون المجلس من الوسيط ،ورئيس المجلس الوطني لحقوق اإلنس ان ،وخمس شخص يات يعينه ا
الملك ،مشهود لها بالكفاءة والتجرد والنزاهة ،والعطاء المتميز في س بيل اس تقالل القض اء وس يادة
القانون ،من بينهم عضو يقترحه األمين العام للمجلس العلمي األعلى.
ويصدر المجلس بمبادرة منه ،تقارير حول وض عية القض اء ومنظوم ة العدال ة ،وك ذا التوص يات
المالئمة بشأنها .كما يصدر بطلب من الملك أو الحكومة أو البرلمان ،آراء مفصلة حول ك ل مس ألة
تتعلق بسير القضاء مع مراعاة مبدأ فصل السلط.
وتكون المقررات المتعلق ة بالوض عيات الفردي ة ،الص ادرة عن المجلس األعلى للس لطة القض ائية
قابلة للطعن بسبب الشطط في استعمال السلطة ،أمام أعلى هيئة قضائية إدارية بالمملكة.
ويعقد المجلس األعلى للسلطة القضائية دورتين في السنة على األقل ،وه و يت وفر على االس تقالل
اإلداري والمالي ،كما يساعد المجلس في المادة التأديبية ،قضاة مفتشون من ذوي الخبرة.
ويحدد بقانون تنظيمي انتخاب وتنظيم وسير المجلس األعلى للسلطة القضائية ،والمع ايير المتعلق ة
بتدبير الوضعية المهنية للقضاة ،ومسطرة التأديب.
104
ويراعي المجلس األعلى للسلطة القضائية ،في القضايا التي تهم قضاة النيابة العامة ،تقارير التق ييم
المقدمة من قبل السلطة التي يتبعون لها.
105
بهيئ ة كتاب ة الض بط). (44كت اب الض بط هم فئ ة من الم وظفين العموم يين تعم ل في ح دود
االختصاصات المخولة لها قانونا ،وتنفذ ما تأمر به المحاكم من إجراءات مس طرية ،وتك ون في
وضعية عادية للقيام بالوظيفة بمختلف محاكم المملكة وبالمصالح المركزية والالمركزي ة ل وزارة
العدل.
ويمارس الموظفون المنتمون لهيئ ة كتاب ة الض بط تحت س لطة رئيس اإلدارة المه ام ال تي
ت دخل في مج ال اختصاص اتهم بم وجب النص وص التش ريعية والتنظيمي ة الج اري به ا العم ل،
ويساعدون القضاء على أداء رسالته .
و تتكون هذه الهيئة من كتاب الضبط ،والمحررين القضائيين ،والمنتدبين القضائيين ).(45
و تتمثل المهام التي تقوم بها الهيئات المذكورة فيما يلي:
46 ) ( .الفصل 50من قانون المسطرة المدنية ،والفصول 365و 399و 417و 439و 477و 489و 490من قانون المسطرة الجنائية
106
وإجم اال ف إن أط ر كت اب الض بط يتكفل ون باس تخالص الرس وم القض ائية) ، ( 47وض بط
الحسابات ،وانجاز المحاض ر) (48واإلج راءات المس طرية ال تي ي أمر به ا القاض ي ،ومختل ف
49
الشهادات المتعلقة به ا ال تي ت دخل ض من اختصاص اتها ،وأعم ال اإلن ذارات واإلثبات ات) ،
( ،والتبليغات)،(50والتنفيذات بما فيه ا اس تخالص الغرام ات المالي ة ) ،(51واإلش هاد والمص ادقة
على صحة نسخ األحكام والقرارات) ، ،(52والتسييرات القضائية وتسلم التصريحات ).(53
ب -المسيرون
هم موظف ون يقوم ون ببعض األعم ال المأمـور به ا من ط رف القض اة مث ل الحراس ة
56
القضائيـة)،(54واإلشراف على الـتركات الشاغـرة) ،(55وإجراءات التسوية والتصفية القض ائية)
(.
الفصول 5و 8و 9و 12و 14و.. 16إلخ من المرسوم الملكي بمثابة قانون يوحد وينظم بموجبه استخالص األداءات والصوائر القضائية في47
( ) المسائل المدنية والتجارية .واإلدارية لدى محاكم االستئناف و المحاكم األخرى
) ( .الفصالن 604و 605من قانون المسطرة الجنائية 48
) ( .الفصل 148الفصول 538و 539و 576و 662و 663من قانون المسطرة الجنائية 49
) ( الفصل 701من القانون التجاري 50
) ( .الفصول 380و 388من قانون المسطرة الجنائية 51
) ( .الفص 428و من قانون المسطرة المدنية والفصول 528و 555و 589من قانون المسطرة الجنائية52
الفصل 728من القانون رقم 15. 95المتعلق بمدونة التجارة والفصل 4من مرسوم 18يناير 1977لتطبيق الباب الثاني المتعلق بالسجل53
) (.التجاري بالقسم الرابع من الكتاب األول من القانون المتعلق بمدونة التجارة ،ج ر عدد4944
) ( الفصل 454من قانون المسطرة المدنية 54
) ( الفصالن 263و 264من قانون المسطرة المدنية 55
)( الفصالن 1065و 1069من قانون االلتزامات والعقود 56
) ( .الفصل 455من قانون المسطرة المدنية 57
) ( الفصالن 37و 39من قانون المسطرة المدنية 58.
الفصول433و 440و 441و 442و 443و 448و 450و 455و 456و 460و 470و 474و 475و476و 477من قانون المسطرة المدنية59
)( ، .والفصالن 115و 116من القانون رقم 15. 95المتعلق بمدونة التجارة
107
-مسك مختلف السجالت والمحافظة على الملفات والوثائق)، (60
-اإلشهاد والمصادقة على صحة نسخ األحكام والقرارات بتفويض من رئيس مصلحة كتابة
الضبط أو من ينوب عنه )،(61
-انجاز مختلف الشهادات المتعلقة باإلجراءات المسطرية التي ت دخل ض من اختصاص ات
كتابة الضبط ،
-المساهمة في أنشطة الوحدات اإلدارية المعينين بها،
-القيام بالمهام المسندة إليهم على مستوى المصالح المركزية والالممركزة،
-المساعدة في ا إلجراءات المرتبطة بمهام كتابة الضبط ،
-مراقبة واستالم األشغال المتعلقة بمجاالت تخصصاتهم)، (62
-تأطير العاملين تحت سلطتهم وتأهيلهم والمساهمة في تكوينهم .
109
ينضوي تحت فئة مساعدي القض اء الغ ير مباش رين مجموع ة من المهن مث ل المح امون،
الخبراء ،التراجمة ،الموثقون ،...و حسبنا أن نتطرق في هذا المقام لكل من المحامين ،و الخبراء.
أوال :المحامون
المحاماة مهنة حرة مستقلة تقوم على مد يد المعونة للقض اء في إقام ة الع دل والكش ف عن
الحقيقة ،وتقديم المساعدة للمتقاضين حيث يقوم المحامون بإبداء النصح إليهم ومباشرة إجراءات
الخص ومة عنهم أم ام المح اكم .و ق د خص ها المش رع المغ ربي بتنظيم خ اص من ذ س نة 1924
بمقتضى قانون ين اير ،1924لتت والى الق وانين المنظم ة للمهن ة ك ان آخره ا ق انون رقم 24.02
الصادر سنة .2008
-مهام المحامي
تتمثل أهم مهام المحامي فيما يلي:
+الترافع نيابة عن األطراف وم ؤزارتهم وال دفاع عنهم وتم ثيلهم أم ام مح اكم المملك ة ،
والمؤسس ات القض ائية والتأديبي ة إلدارات الدول ة والجماع ات والمؤسس ات والهيئ ات المهني ة،
وممارسة جميع أن واع الطع ون في مواجه ة ك ل م ا يص در عن ه ذه الجه ات في أي دع وى أو
مسطرة من أوام ر أو أحك ام وق رارات م ع مراع اة المقتض يات الخاص ة ب الترافع أم ام محكم ة
النقض) (64؛
+تمثيل الغير ومؤازرته أمام جميع اإلدارات العمومية؛
+تقديم كل عرض أو قبوله ،وإعالن كل إقرار أو رض ى ،أو رف ع الي د عن ك ل حج ز،
والقيام بصفة عامة بكل األعمال لفائدة موكله ولو كانت اعترافا بحق أو تن ازال عن ه م الم يتعل ق
األمر بإنكار خط اليد أو طلب اليمين أو قلبها فإنه ال يصح إال بمقتضى وكالة مكتوبة ؛
+القيام في كتابات الض بط ومختل ف المح اكم وغيره ا من جمي ع الجه ات المعني ة ،بك ل
مسطرة غير قضائية والحصول منها على كل البيانات والوثائق ومباشرة كل إجراء أمامه ا ،إث ر
صدور أي حكم أو أمر أو قرار ،أو إبرام صلح ،وإعطاء وصل بكل ما يتم قبضه؛
+إعداد الدراسات واألبحاث وتقديم االستشارات وإعطاء فتاوى واإلرشادات في المي دان
القانوني ؛
) ( .راجع الفصول 32و 33و 34من قانون 64 28. 08
110
+تحرير العقود،غير أنه يمنع على المحامي الذي حرر العقد أن يمثل أحد طرفيه في حال ة
حدوث نزاع بينهما بسبب هذا العقد ؛
+تمثيل األطراف بتوكيل خاص في العقود؛
+جعل المحامون دون سواهم هم من يمثل األشخاص ال ذاتيون والمعنوي ون والمؤسس ات
العمومية وشبه العمومي ة والش ركات وي ؤازرنهم أم ام القض اء ،ماع دا إذا تعل ق األم ر بالدول ة
واإلدارات العمومية حيث تكون نيابة المحامي أمر اختياريا ).(65
111
يستخلص من الفصل – 11بغض النظر عن األعمال المسموح بها للمحامي المتمرن طبق ا
للفصل -15أنه ال يحق ألي كان ممارسة مهنة المحاماة إال إذا قضى مدة تمرين ،وفقا للش روط
المقررة في هذا القانون ،وذلك مع مراعاة حاالت اإلعفاء المنصوص عليها في الفصل .18
-التقييد في الئحة المحامين المتمرنين
يتعين على المرش ح أن يق دم طلب للترش يح للتقيي د في الئح ة المح امين المتم رنين إلى
نقيب الهيئة التي ينوي قضاء مدة التمرين بها وذل ك خالل ش هري م ارس وأكت وبر من ك ل س نة
مرفقا بالوثائق التالية :
الوثائق المثبتة لتوفر المترشح على الشروط المنصوص عليها في الفصل 5أعاله ،
سند إلتزام صادر عن محام مقيد بالج دول من ذ م دة 5س نوات على األق ل وحاص ل
على إذن كتابي مسبق من النقيب يتعهد بمقتض اها أن يش رف على تم رين المرش ح بمكتب ه وف ق
القواعد المهنية .يمكن للنقيب تعيين هذا المحامي عند االقتضاء ،
يجري مجلس الهيئة بحثا حول أخالق المترشح بجميع الوسائل التي يراها مناسبة.
-القبول في التمرين
يبت المجلس في الطلب ات المس توفية لكاف ة الوث ائق وعناص ر البحث خالل أج ل ال
يتعدى 4أشهر من تاريخ تقديم الطلب،
اليتخذ مقرر بالرفض إال بعد االس تماع للمترش ح من ط رف مجلس الهيئ ة ،أو بع د
انصرام أجل 15يوما على التوصل باالستدعاء في عنوانه المدلى به من طرفه أو تعذر ذلك ،
يبلغ مقرر القبول أو الرفض إلى المترشح ،وإلى الوكيل العام للملك داخل أجل 15
يوما من صدوره،
يعتبر الطلب مرفوضا في حالة عدم تبليغ مقرر المجلس خالل أج ل 15يوم ا التالي ة
النتهاء األجل المحدد للبت في الطلب ،
ال يقيد المرشح المقبول في الئحة التمرين وال يشرع في ممارسته ،إال بعد أن ي ؤدي القس م
القانوني ).(66
-مدة التمرين ومشتمالته
ونصه " أقسم باهلل العظيم أن أمارس مهام الدفاع واالستشارة بشرف وكرامة وضمير ونزاهة واستقالل وإنسانية وأن ال أحيد عن االحترام (66
) الواجب للمؤسسات القضائية وقواعد المهنة التي أنتمي إليها وأن أحافظ على السر المهني ،وأن ال أبوح أو أنشر ما يخالف القوانين واألنظمة
واألخالق العامة ،وأمن الدولة والسلم العمومي .يؤدى هذا القسم أمام محكمة االستئناف في جلسة خاصة يرأسها الرئيس األول ويحضرها
" الوكيل العام ،وكذا نقيب الهيئة الذي يتولى تقديم المترشحين المقبولين
112
تستغرق مدة التم رين 3س نوات )(67يق وم المح امي المتم رن خالله ا بااللتزام ات
التالية:
*الممارسة بصفة فعلية في مكتب محام يتوفر على الشروط واألقدمي ة المح ددة في الفص ل
.11
*الحضور في الجلسات بالمحاكم ،
* المواظبة على الحضورفي ندوات التمرين والمشاركة في أشغالها.
*للمحامي المتمرن أن يحل محل المحامي المشرف على تمرينه في جميع القضايا ،غيرأن ه
ال يجوزله:
-أن يمثل أو يؤازر األطراف في قضايا الجنايات سواء بالنسبة عن المحامي المشرف على
تمرينه ،أو في إطار المساعدة القضائية ،
-أن يترافع أمام مخاكم االستئناف خالل السنة األولى من تمرينه ،
-أن يفتح مكتبا له أو أن يمارس باسمه الخاص خارج نطاق المساعدة القضائية )،(68
-أن يحمل لقب محام إال إذا كان مشفوعا بصفة متمرن .
غير أنه يمكن لمجلس الهيئة أن يمدد فترة التمرين لم دة إض افية ال تزي د عن س نة
في حالة اإلخالل بالتزامات التمرين وذلك بمقتضى مقرر معلل .كما يقع التمدي د وجوب ا في حال ة
االنقطاع دون سبب مشروع لنفس المدة االنقطاع كاملة.
التتخذ المقررات التي يصدرها مجلس الهيئة في هذا اإلطار ،إال بع د االس تماع إلى
المعني باألمر ،أو في غيبته إذا استدعي ولم يحضربعد 15يوم ا من ت اريخ توص له باالس تدعاء
في أخر عنوان مهني له ،أو تعذر ذلك .
-الحذف من الئحة التمرين :يتعين الحذف من الئحة التمرين في حالة :
االستمرار في اإلخالل بالتزامات التمرين بالرغم من تمديد مدته ،
االستمرار في االنقطاع رغم تمديد فترة التمرين .
-اإلعفاء من الحصول على شهادة األهلية و من التمرين
أشار الفصل 18من ق انون المحام اة إلى أن األش خاص ال ذين يعف ون من ش هادة األهلي ة
ومن التمرين هم :
) ( .الفصل6714
) ( .الفصل 68 15
113
قدماء القضاة الذين قضوا 8سنوات على األقل في ممارس ة القض اء يع د حص ولهم
على اإلج ازة في الحق وق ،وقب ول اس تقالتهم ،أو إح التهم على التقاع د م الم يكن ذل ك لس بب
تأديبي ،
ق دماء القض اة من الدرج ة الثاني ة أو من درج ة تفوقه ا ،بع د قب ول اس تقالتهم ،أو
إحالتهم على التقاعد مالم يكن ذلك لسبب تأديبي،
قدماء المحامين الذين سبق لهم تسجيلهم مدة خمس سنوات على األقل بدون انقط اع
في جدول هيئة أو عدة هيئات للمحامين بالمغرب أو هيئة أو ع دة هيئ ات بإح دى ال دول األجنبي ة
التي أبرمت مع المغرب اتفاقية ،ثم انقطع وا عن الممارس ة ش ريطة أال يزي د ه ذا االنقط اع على
عشر سنوات،
المحامون المنتمون إلحدى الدول األجنبية التي أبرمت م ع المغ رب اتفاقي ة دولي ة
تسمح لمواطني كل من الدولتين المتعاقدتين بممارسة مهنة المحاماة في الدولة األخرى وذلك بعد
إثبات استقالتهم من الهيئة التي كانوا يمارسون بها .ويتعين على المحامين المنتمين لهذه ال دول إذ
لم يكونوا حاصلين على شهادة األهلي ة لمزاول ة مهن ة المحام اة المنص وص عليه ا في الفص ل 5
أعاله اجتياز امتحان لتقييم مع رفتهم باللغ ة العربي ة وبالق انون المغ ربي قب ل البت في طلب اتهم ،
تنظم شروطه بمقتضى نص تنظيمي ،
أساتذة التعليم العالي في مادة القانون ،الذين زاولوا بعد ترسيمهم مهنة التدريس م دة
8سنوات بإحدى كليات الحقوق بالمغرب ،وذلك بعد قبول استقالتهم أو إحالتهم على التقاعد ما لم
يكن ذلك لسبب تأديبي .
- IIIالتسجيل في الجدول
أ -تقديم طلب التسجيل
بخصوص الشروط المقررة للتسجيل في الج دول يم يز الفص ل 19من ق انون المحام اة بين
المترشح المعفى من شهادة األهلية والتمرين ،والمحامي المتمرن.
-1فبالنسبة للمترشح المعفى من شهادة األهلي ة ومن التم رين يق دم طلب م دعما بم ا يتبث
توفر الشروط المقررة للتسجيل في الجدول ،
-2وبالنسبة للمحامي المتمرن يتوجب علي ه تق ديم طلب ه ال رامي إلى التس جيل في الج دول
تراعى فيه األحكام التالية:
114
-وجوب تقديم الطلب خالل ثالثة أشهر من تاريخ انقضاء مدة التمرين،
-عند انصرام هذا األجل يستدعي المجلس المعني باألمر لالستماع إليه بش أن الع ذر ال ذي
عاقه على تقديم الطلب ،
-عند قبول العذر يمنح المعني باألمر مهلة 3أشهر لتقديم طلب التسجيل إلى المجلس ،
-للمجلس أن يق رر الح ذف من الئح ة التم رين بالنس بة للمح امي المتم رن ال ذي ال يتقي د
باألجل أعاله .ال يتخذ قرار الحذف من الئحة التمرين إال بعد االستماع للمعني باألمر من طرف
مجلس الهيئة ،أو انصرام أجل 15يوما على تاريخ توصله باالستدعاء،
ب -البت في طلبات التسجيل
-1يبت مجلس الهيئة في طلبات التسجيل في الج دول بع د اس تكمال عناص ر البحث داخ ل
أجل 4أشهر من تاريخ إيداع الطلب وأداء واجبات االنخراط ،
-2ال يرفض مجلس الهيئة التسجيل إال بع د االس تماع إلى المع ني ب األمر،أو في غيبت ه .إذا
استدعي ولم يحضر بعد 15يومامن تاريخ توصله أو تعذرذلك بصفة قانونية،
-3يبلغ مقرر قبول التسجيل في الج دول أو رفض ه إلى المع ني ب األمر وإلى الوكي ل الع ام
للملك داخل أجل 15من تاريخ صدوره،
-4يعتبر طلب التسجيل مرفوضا إذا لم يبت فيه المجلس داخل أجل 15يوما الموالية النته اء
المحددة أعاله ،
ج -إجراءات التسجيل
-1يؤدى القسم من طرف المترشح المعفى من شهادة األهلية ومن التم رين ،وال ذي تق رر
تسجيله في الجدول وذلك حسب الكيفية المقررة في الفصل 12أعاله،
-2يسجل المحامون المتمرنون المقبولون في الجدول حس ب ت اريخ تق ديم طلب التس جيل ،
يسجل باقي المترشحين في الجدول اعتبارا من تاريخ أداء القسم ،
-3ال يجوزلقدماء القضاة والموظفين ورجال السلطة أو الذين مارس وا مهامه ا ،أن يقي دوا
في لوائح التمرين ،أو أن يس جلوا في ج دول الهيئ ة المحدث ة ل دى أخ ر محكم ة االس تئناف ال تي
زاولوا مهامهم في دائرتها قبل مضي 3سنوات من تاريخ انقطاعهم عن العمل بها )،(69
كما يحظر عليهم بعد تسجيلهم في أي هيئة أخرى ،أن يمارسوا خالل نفس الفترة أي شكل من أشكال النشاط بتلك الدائرة .ال يفرض أي 69
قيد () بالنسبة لقدماء قضاة محكمة النقض وقدماء الموظفين ورجال السلطة الذين كانت مهامهم تشمل جميع أنحاء المملكة -فقرات 12و 3من
-.الفصل 23
115
-4يحصر الجدول في مطلع كل سنة قضائية ،ويطبع ويودع بوزارة العدل وكتابات الضبط
لدى محكمة النقض والمحاكم الموجودة بالدائرة .يمكن لكل هيئة أن تطلب نشر الج دول بالجري دة
الرسمية .
ثانيا :الخبراء
المقصود بالخبراء األشخاص الذين تستعين بهم المحكمة في المسائل العلمي ة والفني ة ال تي
تثورعند نظر القضايا المعروضة عليها وذلك في كافة المجاالت كالهندسة والحسابات والخطوط
والعقار...إلخ .
ويتم تحديد الئحة الخبراء الذين تستعين بهم المحاكم من طرف وزارة العدل بن اء على
شروط حددها ظهير 30مارس 1960المتعلق بوضع جداول الخبراء والتراجمة العدليين.
و قد بادرت وزارة العدل إلى تهيئ مشروع قانون رقم 45 .00يتعلق بالخبراء القضائيين
صادق عليه البرلم ان وص در األم ر بتنفي ذه بمقتض ى ظه ير 22يوني و 2001اعت بر الخ براء
القضائيون من مساعدي القضاء ويمارسون مه امهم وف ق الش روط المنص وص عليه ا في ه ذا
القانون وفي النصوص الصادرة تطبيقا له ؛ و يعرف الخبير بكونه المختص الذي يتولى بتكلي ف
من المحكمة التحقيق في نقطة تقنية وفنية ،ويمنع عليه أن يبدي أي رأي في الجوانب القانونية ؛
و يمكن للمحاكم أن تستعين بآراء الخبراء القضائيين على سبيل االستئناس دون أن تك ون ملزم ة
لها.
و قد علق المشرع إمكانية ممارسة الخبرة القضائية على شرط التس جيل في أح د ج داول
الخبراء القضائيين ،الذي يقتضي من المرشح االس تجابة للش روط المنص وص عليه ا في الفص ل
الثالث ،و هي إمكانية متاحة حتى بالنسبة للشخص المعنوي إذا توفرت في ه الش روط المنص وص
عليها في الفصل الرابع ،على أنه تجدر اإلش ارة إلى أن هن اك ن وعين من الج داول يتعل ق األول
منها بالخبراء المسجلين لدى محكمة االستئناف ،والثاني بالخبراء القضائيين المسجلين بالج دول
الوطني.الذي يجب وضعه بكتابة ضبط محكمة النقض.
و يمكن للخبير المسجل في الجدول األول أن يطلب تسجيله في الجدول الوطني بعدة ف ترة
تسجيل لمدة 5سنوات متتالية على األق ل في ج دول مح اكم االس تئناف .أم ا عن التس جيل فيس ند
للجنة تحدث بوزارة العدل تتكون من ممثل لوزير العدل بصفته رئيس ا ،وثالث ة رؤس اء أول يين
116
لمحاكم استئناف ،وثالثة وكالء عاميين للملك لدى محاكم استئناف ،وخبيران قضائيان من بينهما
رئيس الهيئة أو من ينتدبه لهذه الغاية إذا ك ان األم ر يتعل ق بمترش ح لف رع من ف روع الخ برة
التي ينتمي لهيئة تمثل مهنة منظمة ،أو خب يران قض ائيان من بينهم ا رئيس جمعي ة ،أو خب يران
قضائيان يمثالن فرع الخبرة الذي ينتمي إليه المترشح إذا لم يكن هذا الفرع يتعلق بمهنة تمثلها
هيئة أو جمعية مهنية .
وتتولى هذه اللجنة دراسة طلبات التسجيل واتخاذ القرارات المتعلقة بها ،وكذا إعداد جداول
الخبراء القضائيين وممارسة السلطة التأديبية .
نشير أوال إلى أن وضع هذا القانون قد جاء من أجل استكمال ما بدأه المشرع من إعادة
صياغة صرح العدالة بمنظور جديد يستجيب لمتطلبات العدالة ،حيث بعد تنصيب المجلس األعلى
للسلطة القضائية و إنتقال رئاسة النيابة العامة للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض ،كان من
الضروري إعادة صياغة و ضبط العالقة بين السلطة القضائية و رئاسة النيابة العامة و الوزارة
.المكلفة بالعدل داخل المحاكم و تحديد إختصاصاتها في مجال تدبير اإلدارة القضائية
117
و قد تضمن قانون التنظيم القضائي المرتقب حوالي 120فصال مقابل 28فصال في القانون
الحالي ،بمعنى أن عدد المواد تضاعفت اآلن أربع مرات.و قد جاءت موزعة على اربعة اقسام
وفق مايلي:
-القسم األول :يتعلق بمبادى التنظيم القضائي وقواعد التنظيم القضائي وحقوق المتقاضين،
ويتضمن ثالث ابواب ،األول منها يتعلق بمبادئ التنظيم القضائي وقواعد عمل الهيئات القضائية،
والثاني يتعلق بمنظومة تدبير محاكم اول درجة وثاني درجة و تنظيمها الداخلي ،أما الباب الثالث
فيتعلق بحقوق المتقاضين و تجريح القضاة و مخاصمتهم.
– القسم الثاني :يتعلق بتاليف المحاكم و تنظيمها و اختصاصها ،و يتضمن ثالث ابواب ،األول
منها يتعلق بمحاكم اول درجة و الثاني بمحاكم ثاني درجة أما الباب الثالث فيتعلق بمحكمة النقض.
– القسم الثالث :يتعلق بالتفتيش و اإلشراف القضائي على المحاكم و يتضمن بابين ،األول يتعلق
بتفتيش المحاكم و يتعلق الثاني باالشراف القضائي على المحاكم – .القسم الرابع :أحكام ختامية و
إنتقالية.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد جاء هذا القانون بعدة تعديالت للقانون الحالي تمثلت أهمها فيما
يلي:
-تضمن القانون التذكير ببعض المبادئ التي تهم وحدة القضاء واستقالله وحقوق المتقاضين.
-كرس القانون الجديد أحقية الحكومة بمقتضى مراسيم في التوزيع الجغرافي للمحاكم (الخريطة
القضائية) وأضاف بعض المقتضيات والمعايير الجديدة المتعلقة بضرورة استطالع رأي المجلس
األعلى للسلطة القضائية والهيئات المهنية المعنية ،ومراعاة حجم القضايا والمعطيات الجغرافية
والديمغرافية واالجتماعية ،وكذا التقسيم اإلداري عند االقتضاء ،وكذا المعطيات االقتصادية
والمالية إذا تعلق األمر بإحداث محاكم تجارية".
-إحداث مؤسسة جديدة داخل المحاكم ،وهي مكتب المحكمة ،مع منحها اختصاص إعداد مشروع
جدول أعمال الجمعية العامة للمحكمة.
-تنظيم مؤسسة الجمعية العامة بالمحاكم وتوضيح اختصاصها وطريقة عملها وانعقادها.
118
-إدخال مؤسسة الجمعية العامة إلى محكمة النقض ألول مرة في تاريخ المغرب.
-النص على دور المسؤولين القضائيين (رؤساء المحاكم بمختلف الدرجات) داخل المحاكم.
-إسناد مهمة التواصل مع الرأي العام والصحافة إلى المسؤول القضائي بالمحكمة ،مع إمكانية
تفويضها.
-نص القانون الجديد على إمكانية إنشاء األقسام التجارية المتخصصة واألقسام اإلدارية
المتخصصة داخل المحاكم االبتدائية واالستئنافية.
-إحداث مؤسسة الكاتب العام للمحكمة واختصاصاته وعالقته بالوزارة المكلفة بالعدل والمسؤولين
القضائيين.
-مجاالت التفتيش التي ستختص بها المفتشية العامة للشؤون القضائية ،والتي تم االكتفاء فيها
باإلحالة على القانون الذي سوف ينظمها .وبالمقابل تم التفصيل في صالحيات المفتشية العامة
التابعة للوزارة المكلفة بالعدل ،وخاصة في ما له صلة بالجانب المالي واإلداري.
-إحداث هيكلة إدارية جديدة للمحاكم ،وخاصة في ما له صلة بكتابة الضبط وإسناد بعض
االختصاصات إلى مؤسسة الكاتب العام الجديدة.
-إحداث بعض اللجان لتدارس القضايا التي تهم حل اإلشكاالت العالقة بالمحاكم وتسيير العمل بها،
من قبيل اللجنة المكونة من رئيس المحكمة ووكيل الملك ونقيب المحامين؛ على أن القانون ترك
الباب مفتوحا ونص على أنه يمكن إنشاء اللجان نفسها مع مهن قانونية أخرى بنفس التركيبة ،مع
تعويض نقيب المحامين بممثل الهيئة المعنية.
119
إلى غير ذلك من المستجدات التي أثارت جدال كبيرا في األوساط الحقوقية ،والزالت ،ولعل ذلك ما
ساهم في تعطيل خروج هذا القانون إلى حيز التطبيق.
120