You are on page 1of 110

‫جـ ـامعة عـ ـبد ال ـ ـرحمان م ـ ـيرة – ب ـ ـجاية‪-‬‬

‫كـ ـ ـلية الـ ـ ـحقوق و الـ ـ ـ ـعلوم الـ ـ ـسياسية‬


‫ق ـ ـ ـسم الـ ـ ـ ـقانون الخاص‬

‫التنظيم القضائي الجزائري‬


‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬
‫فرع القانون الخاص‬

‫تخصص‪ :‬قانون الخاص الشامل‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين ‪:‬‬


‫‪ ‬أ‪ .‬بهلـ ـ ـ ـ ــولي فات ـ ـ ـ ــح‬ ‫‪ ‬واضـ ـ ـ ـ ــح فضيلـ ـ ــة‬
‫‪ ‬مجكـ ــدود زاهي ـ ـ ــة‬
‫لـ ـ ـ ـجنة الـ ـ ـمناقشة‬

‫‪ -‬األستاذة‪ :‬دحاس صونية‪.....................................................‬رئيسة‬


‫‪ -‬األستاذ‪ :‬بهلـ ـ ـ ـ ــولي فات ـ ـ ـ ـ ــح‪..............................................‬مشرفا و مقررا‬
‫‪ -‬األستاذة‪ :‬عياد حكيمة‪...................................................‬ممتحنة‬

‫تاريخ المناقشة‪6602/62/62:‬‬
‫شكر و تقدير‬
‫نشكر اهلل سبحانه و تعالى على كل النعم التي انعم بها علينا‪ ،‬كما نشكره إلعطائنا القوة و العزيمة‬
‫و الصبر إلتمام هذا العمل‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى أستاذنا المشرف األستاذ بهلولي فاتح على جهوده التي ال تنتهي‬
‫وعلى تشجيعه لنا و صبره علينا إلتمام هذا البحث العلمي‪.‬‬

‫كما لنا أن نتقدم بأسمى الشكر و العرفان إلى كل األشخاص و المؤسسات الذين ساعدونا ماديا‬
‫ومعنويا من اجل الوصول بهذا العمل إلى بر األمان و نخص بالذكر‬

‫األستاذ قبايلي طيب لمساعدته لنا في انجاز هذه المذكرة‬

‫كل عمال مكتبة جامعة بجاية‬

‫عمال مكتبة جامعة قسنطينة‬

‫عمال مكتبة جامعة جيجل‬

‫عمال مكتبة جامعة الجزائر‬

‫عمال مكتبة جامعة تيزي وزو‬

‫و كل األصدقاء و الزمالء الذين لم يبخلوا في مد يد العون لنا‬

‫نأمل أن يضاف هذا العمل إلى ما تم انجازه في مجال الدراسات الجامعية و الذي قد يولي بعض‬
‫الحاجة خاصة في مجال تطور البحث العلمي‪.‬‬

‫‪ ‬واضح فضيلة‬
‫‪ ‬مجكدود زاهية‬
‫إهداء‬
‫الحمد هلل ربي العالمين و الصالة و السالم على اشرف األنبياء و المرسلين‬

‫اهدي هذا العمل إلى‬

‫من أنارت دربي و أعانتني بالصلوات و الدعاء‪ ،‬إلى أغلى إنسان في هذا الوجود‬

‫أمي الحبيبة أدامها اهلل لي‬

‫إلى صاحب الفضل الكثير الذي عمل بكد في سبيلي و علمني معنى الكفاح و أوصلني إلى ما أنا‬
‫عليه أبي الكريم أدامه اهلل لي‬

‫إلى أخي عثمان و زوجته مسيفة‬

‫إلى أختي صافية و زوجها نسيم‬

‫إلى نوميديا و أكسيل‬

‫إلى نصرالدين الذي ساندني طوال انجاز هذا العمل‬

‫إلى كل األقارب و األصدقاء‬

‫و إلى كل أساتذة و طلبة الحقوق‪.‬‬

‫فضيلة‬
‫إهداء‬
‫إلى والدي الكريمين أطال اهلل ي ممرهما‬

‫من كان دماؤها سر نجاح "أم الغالية" مساندت و مرشدت ي الحياة‬

‫من هيأ ل أسباب النجاح "أب العزيز" مثل األملى و قدوت ي الحياة‬

‫إلى إخوت الذين منحوا ل الدمم الكبير و شجعون ألبلغ النجاح‬

‫يزيد‪ ،‬موالي‪ ،‬لعلى‪ ،‬يرحات‬

‫إلى كل األساتذة الذين سامدون ي مشواري الدراس إلى كل مائلت كبيرهم و صغيرهم إلى كل‬
‫أصدقائ و إلى كل من سامدن و لو بنصيحة من كاية األساتذة و الطلبة‬

‫إلى كل هؤالء أهدي هذا العمل‪.‬‬

‫زاهية‬
‫قائمة أهم المختصرات‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬

‫‪ -‬ج ‪ .‬ر‪ .‬ع ‪ :‬جريدة رسمية عدد‬


‫‪ -‬د‪ .‬ب ‪ .‬ن ‪ :‬دون بلد نشر‬
‫‪ -‬د‪ .‬ت‪ .‬ن ‪ :‬دون تاريخ نشر‬
‫‪ -‬د ‪ .‬د‪ .‬ن ‪ :‬دون دار نشر‬
‫‪ -‬دج ‪ :‬دينار جزائري‬
‫‪ -‬ص ‪ :‬صفحة‬
‫‪ -‬ص ‪ .‬ص ‪ :‬من الصفحة إلى الصفحة‬
‫‪ -‬ط ‪ :‬طبعة‬
‫‪ -‬ف ‪ :‬فقرة‬
‫‪ -‬ق ‪ .‬ا ‪ .‬ج ‪ :‬قانون اإلجراءات الجزائية‬
‫‪ -‬ق ‪ .‬ا ‪ .‬م ‪ .‬ا ‪ :‬قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫‪ -‬ق ‪ .‬ع ‪ :‬قانون عضوي‬

‫ثانيا‪ :‬باللغة الفرنسية‬

‫‪- Ed : édition‬‬
‫‪- P : page‬‬
‫‪- n : numéro‬‬
‫مقدم ـ ـ ـة‬
‫مقدمـ ــة‬

‫يألتا ا يف ويس اااقفيف يلم ا ا مما ت ااق ما ا بيا ا‬ ‫للقضا ا أهميا ا كب اافي ت ااق القيا ا يل يلا ا ب ااي‬
‫اب شفه يل ول بويساة سالة مصا ا هاق يلسالة يلقضا تي يلااق ي بثقاا نا يل ولا‬ ‫ت لقض يل‬
‫يثااف شااوت يلاااق ما ا أه ا ويجب ا ا يألس س ااي يلف ااي تااق يلم لن ا ا يلا ااق ا ش ا بااي يألتا ا يف وف‬
‫وأفويل ‪.‬‬ ‫لاى يةمت وي نلى أمويل‬ ‫يالنا ي نلي‬
‫ك ول ا‬ ‫لق ا م مااا يلج يلتااف ب ا يالساااقمي مب ش افق بوضاات ش ا مض ا تق يام شااى ماات وض ا‬
‫‪ ،‬ب م افيجت يلمؤسس يل ساوفي واب ى يل موذج يلفف سق تق اةبي يل شا يلمال وج ذ‬ ‫ل يث يل‬
‫اال يلا ا ا يي يل س اااوفي ت ااق ‪ 82‬ااوتمبف ‪ 9119‬نل ااى شا ا مجل ااس ولا ا ك يا ا ق مقوما ا ألنما ا ي‬
‫يلج ا ا ا يلقضا ا تي ي يفيا ا ‪ ،‬مس اااقم نا ا يلملكما ا يل ليا ا يلا ااق بقي ااا مقوما ا يألنما ا ي يلمجا ا لس‬
‫يلقض تي ويلمل ك ‪ ،‬وي ش ملكم يلا ا ل وذلا لاكافيس شا يل ويج يلقضا ‪ ،‬وهاذي نمام ب لكا‬
‫ساوف ‪.9119‬‬ ‫يلم اي ‪ 958‬و ‪ 951‬م‬
‫اب ااق ش ا يل ويجي ا يلقض ا واولياات يالصا ا ل يلقض ا تق بااي يلج ا ا يلقض ا تي يل ي ا‬
‫ويلج ا يلقض تي ي يفي نلى أسا س ةبي ا يل شا ‪ ،‬ياؤ ي لاى ميا يلكثياف ما يلم لنا ا لاوي‬
‫ل يلقض ي يفي أو يلقض يل ي‪ ،‬يألماف يلاذي يساا نق اا صي‬ ‫يلقض ي يلاق اكو م يصا‬
‫ملكم ا يلا ا ل للف ااي تااق ل ا الا يلا ا ل لال ي ا يصا ا ل كااي م ا يلقض ا يل ا ي ويلقض ا‬
‫اول يلق و يا يلااق‬ ‫ي يفي‪ 1،‬وي ةمم م هذي يألس س ينام يلمشف يلج يلتافي مجمونا ما يل‬
‫يفيا لاى‬ ‫فس واكفيس شا يل ويج يلقضا نلاى أفض يلويمات بإ شا ملا ك‬ ‫يل ف م‬ ‫ك‬
‫ش م مسااقم نا يل شا‬ ‫هي كي ل ش يلقض ي يفي‪ ،‬ليكو‬ ‫ج ب مجلس يل ول الساكم ي ب‬
‫يلقض تق يل ي لاف ي يألصة يلاق ا يلومو تي تق شي ول ق يلقض ‪ .2‬وتفض فم ب ولم يا‬
‫ن ما أس سااي ما‬ ‫وما هااذي يلم ةلا يبا و شا يل ويج يلقضا بمث با‬ ‫للقااو يألتا يف و لفيا ا‬
‫ن ت لم ي يللقو ويللفي ا واكفيس ل ول يلق و ‪.‬‬

‫مولو م مفي‪،‬‬ ‫وف نب يلكفي ‪ ،‬يالل ويجي يلقض تي تق يلجليتف‪ ،‬فس ل ل يي ش ق كاوفيه تق يلق و ‪ ،‬ج م‬ ‫‪-1‬ب م‬
‫كلي يللقو و يل لو يلسي سي ‪ ،‬ايلي ولو‪ ،5102 ،‬ل ل ‪.2 ، 4‬‬
‫يلث ي ‪ ،5115 ،‬ل ‪.44‬‬ ‫ف‪ ،‬يلق و ي يفي (يلا شي يال يفي )‪ ،‬يلجل يالوي‪ ،‬يلةب‬ ‫‪ -2‬لب‬

‫‪2‬‬
‫مقدمـ ــة‬

‫ولا يلقا و وهاق يلضا م لللقاو ويللفيا ا تقا ك اا‬ ‫بم أ يل يلا اشاكي أسا س ونما‬
‫مل ا يلم ا ج م مبل ‪ ،‬كم أ يللج يلوة ي‬ ‫ملي يهام يل ول يلاق وض ا تق مفكل ي‬
‫مح يل يل أو ا بضافوفق نا ق يل شاف تاق يلا شاي يلقضا تق يللا لق‪ ،‬السايم اوسايت يلشابك‬
‫يلوة ي للج ا يلقض تي ون ف ا ‪.‬‬
‫يش اامي يلا ش ااي يلقضا ا تق مجمونا ا يلقوينا ا يلق و يا ا يلم شما ا للس االة يلقضا ا تي بش ااكي نا ا‬
‫ويلما لقا ب لج ا ا يلقض ا تي نلااى يصااامف أ وين ا و فج ا ا واشااكيما وكااذل يلشاافوة يلما لق ا‬
‫كما اماا‬ ‫لاى شا ي ضاب ة‬ ‫ت ا ب ضا ت‬ ‫صامي يلص ما ولا الا‬ ‫با ي يلقض ق ووض يا‬
‫موينا ا يلا ش ااي يلقضا ا تق لاش اامي أس اام أنا اوي يلقضا ا ومسا ا ن ين ما ا أم ا ا يلض اابة وملا ا مي‬
‫وملضفي ومل تشق يلبيت ب لم يل يل ل ق و يلصب يف ‪.‬‬
‫ااول يلاااق ل ا نمم ا‬ ‫اامل ا اش ااف م ا صاامي مفيج ا يل ي ا م ا يل‬ ‫ب ا أا ثم ا ف ي‬
‫ب لا شي يلقض تق ك لق و يألس سق للقض ويلقا و يل ضاوي يلما لا با لمجلس يألنلاى للقضا ‪،‬‬
‫وب ا ي نلااى يلم ي ا يلاااق م مااا ب ا و يلفق يل ا ي للا شااي يلسا في يلاةبيا و يل اا تل يلاااق او االا‬
‫ت ج يلق و يل ضوي فم ‪ 99-55‬يلمؤفخ تق ‪ 99‬يولياو‬ ‫لي ويلثغفيا ويل ق تل يلاق ا ل‬
‫‪ 8555‬لي ي يل شف تق يلا شي يلقض تق ب وفق ش مل ماك مل ا صذ ب ي يالناب ف ي مك ا يلاق‬
‫يامااات ب ا ج ا ل يل يلا وكااذي يلا قيا يلما ا ن للم لنا ا يلم فوضا نلااى يلقضا يلااذي أ ااب‬
‫يليو أكثف م أي وما مضى مة لب بإثب ا ج نان‪.‬‬
‫يشاامي يلا شااي يلقض ا تق يلل ا لق يل ش ا يلقض ا تق يل ا ي ويل ش ا يلقض ا تق ي يفي وملكم ا‬
‫ااي‬ ‫يفسا ا موض ااو يلا ش ااي يلقضا ا تق اكما ا ت ااق ض اافوفق ي لما ا بل‬ ‫أهميا ا‬ ‫يلا ا ا ل ‪ ،1‬ل ااذل تا ا‬
‫يلاةوفيا يلفيه يلاق مسا يل ي م يلقوي ي ذيا يل مم بقوين يلا شي يلقض تق وذل بإنة‬
‫اوفق شا مل لمصالاف أج الق ومؤسسا ا يلم شوما يلقضا تي يلجليتفيا يل يا م ا وي يفيا وذلا‬
‫و اوجي ا ا يلا شااي يلقض ا تق يلج يلتاافي نلااى‬ ‫يفس ا و اافي لمل ول ا يلاةلاات لااى أت ا‬ ‫نا ةفي ا‬

‫‪-0‬‬
‫م و نضوي فم ‪ 00-12‬مؤفخ تق ‪ 01‬يوليو ‪ 5112‬ما ل ب لا شي يلقض تق يلجليتفي‪ ،‬جفي ق فسمي ن ‪20‬‬
‫فق با فيخ ‪ 51‬يوليو ‪.5112‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمـ ــة‬

‫تف تظيفي جهزةف‬ ‫ي شاك لي يلااق يةفل ا يلموضاو هاق كيف‬ ‫ضو هذه يلمسااج يا ونليان تا‬
‫جلقضائية في جلقاظون جلز جئري ؟‬
‫ا ا وي ي ة ا ف يلم ا ي تااق‬ ‫لم لج ا هااذه ي شااك لي يفا ي ا اقسااي هااذه يل يفس ا لااى ت االي‬
‫يل ش يلقض تق يلجليتفي يل ي و ي يفي(جلفصل جهول) يلمامثي تق يلمل ك ويلمج لس يلقض تي‬
‫ويلملكم ا يل لي ا ب ل سااب للقض ا يل ا ي أم ا تااق م ا يصاال يلقض ا ي يفي تياشااكي م ا يلمل ا ك‬
‫ي يفي و مجلس يل ولا ب ضا ت لاى ملكما يلا ا ل يلااق اف اي تاق لا الا ا ا ل يالصا ا ل‬
‫بااي يلقض ا يل ا ي ويلقض ا ي يفي‪ ،1‬كم ا ا ا ذك افه م ا مبااي‪ ،‬و ا ا وي يلاشااكيل يلبش افي لمفت ا‬
‫‪2‬‬
‫يلقض ا يلج يلتاافي يل ا ي وي يفي ( جلفصففل جلنففاظي ) يلااذي يشاامي مض ا ق يللك ا و مض ا ق يل ي ب ا‬
‫ب ض ت لى مس ن ي يلقض ‪.‬‬

‫فق با فيخ ‪1‬‬ ‫‪ -1‬م و فم ‪ 10-01‬مؤفخ تق ‪ 1‬م فس ‪ 5101‬ماضم يلا يي يل ساوفي‪ ،‬جفي ق فسمي ن ‪04‬‬
‫م فس ‪.5101‬‬
‫‪-5‬‬
‫م و نضوي فم ‪ 00-14‬مؤفخ تق ‪ 1‬سبامبف ‪ 5114‬ماضم يلق و يألس سق للقض ‪ ،‬جفي ق فسمي ن ‪21‬‬
‫فق با فيخ ‪ 8‬سبامبف ‪.5114‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫التنظيم الهيكلي للقضاء الجزائري‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫عرفت الجزائر أول تنظيم قضائي وطني لها سنة‪ 1965‬بموجب األمر رقم‪ 782-65‬المؤرخ‬
‫في‪ 16‬جويلية سنة‪ ،1965‬ودخل حيز التنفيذ سنة‪ 1966‬بعد إلغاء التنظيم القضائي الذي تركه‬
‫االستعمار الفرنسي‪.‬‬
‫وظل هذا النص مساي ار لألوضاع االجتماعية واالقتصادية للجزائر‪ ،‬إلى أن دعت الحاجة‬
‫الملحة إلى إعادة النظر فيه‪ ،‬نتيجة للتطورات التي عرفتها البالد في مختلف المجاالت‪ ،‬وما قضى‬
‫إليه الوضع الجديد من تحوالت في العالقات االجتماعية والمعامالت المالية واالقتصادية‪.‬‬
‫وكان إعادة تحديث التنظيم القضائي بموجب القانون العضوي رقم ‪ 11-55‬المؤرخ في‬
‫‪12‬يوليو سنة ‪ ،7555‬الذي كرس مبدأ ازدواجية القضاء المنصوص عليه في دستور‪ 1996‬وفق‬
‫‪1‬‬
‫نظرة جديدة في كل تنظيم قضائي حضاري‪.‬‬
‫يعد هذا القانون من وسائل إصالح العدالة في بالدنا‪ ،‬بما أنه يجسد المبادئ الدستورية كحق‬
‫اللجوء إلى القضاء‪ ،‬وحق الدفاع ومساواة الخصوم أمام القضاء ومبدأ التقاضي على درجتين‬
‫‪2‬‬
‫وعلنية الجلسات ومجانية القضاء‪ ،‬والتي تعتبر مبادئ عامة‪.‬‬
‫وقد حدد كذلك كيفيات تنظيم وسير الجهات القضائية التابعة للنظام القضائي العادي‪ ،‬وعلى‬
‫رأسها المحكمة العليا‪ ،‬وتلك التابعة للنظام القضائي اإلداري‪ ،‬وعلى رأسها مجلس الدولة وتتولى‬
‫محكمة التنازع الفصل في تنازع االختصاص بين الجهات القضائية العادية والجهات القضائية‬
‫اإلدارية‪ ،‬بق اررات غير قابلة ألي طعن‪.‬‬
‫وعليه سنتناول الهياكل المادية للتنظيم القضائي العادي التي تقتصر في المحاكم‪ ،‬المجالس‬
‫القضائية‪ ،‬والمحكمة العليا (المبحث األول) وأجهزة النظام القضائي اإلداري‪ ،‬المتمثلة في المحاكم‬
‫اإلدارية ومجلس الدولة (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،7558،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -2‬عباس العبودي‪ ،‬شرح أحكام قانون أصول المحاكمات المدنية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،7552،‬ص ‪.55‬‬

‫‪6‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‬
‫أجهزة التنظيم القضائي العادي‬
‫إن قانون التنظيم القضائي يبين ويحدد كل جهة من الجهات القضائية العادية وكيفية سيرها‬
‫وهي تنشأ على أساس المعطيات الجغرافية من جهة ومتطلبات التزايد والتنوع المتعاهد للمنازعات‬
‫المعروضة على القضاء من جهة أخرى‪ ،‬وتشمل الجهات القضائية العادية وتتمثل في المحاكم‬
‫كأول درجة (المطلب األول) والمجالس القضائية كدرجة ثانية (المطلب الثاني) والمحكمة العليا‬
‫‪1‬‬
‫كأعلى درجة (المطلب الثالث)‬
‫المطلب األول‬
‫المحاكم‬
‫يقوم نظام التقاضي على مبدأ درجتي التقاضي‪ ،‬حيث تعرض الدعوى في البداية على‬
‫المحكمة لتفصل فيها بحكم قابل لالستئناف أمام المجلس القضائي‪ ،‬حيث اعتبرت المادة ‪15‬من‬
‫القانون العضوي رقم ‪2 11-05‬المحكمة درجة أولى للتقاضي بالنسبة للجهات القضائية العادية‪،‬‬
‫وهي موزعة عبر أغلبية الدوائر اإلدارية‪ ،‬ولكل منها اختصاص إقليمي يغطي عددا من البلديات‬
‫محددة بموجب المرسوم التنفيذي رقم‪ 66-98‬المؤرخ في‪19‬فبراير‪1998‬‬
‫الفرع األول‬
‫تعريف المحاكم‬
‫‪3‬‬
‫تعرف المحكمة قاعدة الهرم القضائي‪ ،‬بما أنها أول درجة قضائية تعرض عليها المنازعات‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة األولى من قانون اإلجراءات المدنية الملغى« إن المحاكم هي الجهات‬
‫القضائية الخاصة بالقانون العام صاحبة الوالية العامة‪.4»......‬‬

‫‪ -1‬الطيب بلعيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 15‬من القانون العضوي ‪ 11-55‬المتعلق بالتنظيم القضائي على‪ ":‬المحكمة درجة أولى للتقاضي"‪.‬‬
‫‪ -3‬عمارة بلغيت‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات المدنية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر‪ ،7557 ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -4‬امر رقم ‪ 155-66‬مؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬متضمن قانون اإلجراءات المدنية جريدة رسمية عدد ‪ 52‬صادرة بتاريخ‬
‫‪ 9‬يونيو ‪( 1966‬ملغى)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫وبذلك لم تعد توجد أجهزة قضائية متعددة على مستوى المحاكم كما هو الحال بالنسبة‬
‫‪1‬‬
‫للتنظيم القضائي السائد في كل من فرنسا ومصر‪.‬‬
‫وقد حدد المشرع مقرات المحاكم بموجب األمر رقم ‪ 11-97‬المؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪1992‬‬
‫المتضمن التقسيم القضائي‪ ،‬وتجيز المادة التاسعة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-98‬المؤرخ في‬
‫‪ 16‬فيفري ‪ 1998‬إنشاء فروع في دائرة اختصاص كل محكمة بقرار من وزير العدل من أجل‬
‫اقتراب القضاء إلى المواطنين‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أقسام المحاكم‬
‫قسمت المادة ‪16‬من القانون العضوي رقم‪ 11-55‬المحكمة إلى ‪ 15‬أقسام‪ ،‬ويمكن لرئيس‬
‫المحكمة بعد استطالع رأي وكيل الجمهورية تقليص عددها أو تقسيمها إلى فروع حسب أهميته‬
‫وحجم النشاط القضائي ‪ :2،‬و تتمثل هذه األقسام فيمايلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬القسم المدني‬
‫يهتم القسم المدني بالفصل في النزاعات والخصومات المدنية التي تخرج عن اختصاص‬
‫األقسام المختلفة األخرى كالقسم التجاري والعقاري ‪ ،‬ويقوم أيضا بالفصل في القضايا المتعلقة‬
‫بالحقوق العينية العقارية والدعاوى المنقولة والمنازعات المتعلقة بكل دعوى خاصة بالمسؤولية والتي‬
‫تهدف إلى الحصول على تعويض عن األضرار الناجمة عن مختلف األخطاء المرتكبة في حق‬
‫األفراد‪.‬‬
‫كما يفصل القسم المدني في الخصومات الناتجة عن المسؤولية العقدية الناشئة على عقود‬
‫البيع أو اإليجار أو الشركة أو التأمين أو الرهن وبصفة عامة كل عقد ينطوي تحت أحكام القانون‬
‫المدني‪ ،‬ومن ثم يعتبر القسم المدني من أقدم األقسام الموجودة داخل المحكمة أكثرها ثقال على‬
‫‪3‬‬
‫صعيد المنازعات‪ ،‬لما ينطوي عليه القانون المدني من تنظيم روابط مختلفة ومتنوعة‪.‬‬

‫‪ -1‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،7552 ،‬ص ‪.785‬‬
‫‪ -2‬قانون عضوي رقم ‪ ،11-55‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياف ‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار الريحانة‪ ،‬الجزائر ‪ ،7558 ،‬ص ص ‪.769-768 ،‬‬

‫‪8‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬قسم الجنح‬


‫يختص هذا القسم بالفصل في األفعال اإلجرامية التي يرتكبها البالغون والتي توصف بأنها‬
‫مخالفة أو جنحة طبقا لقواعد قانون العقوبات أو القوانين العقابية المكملة له‪ ،‬كقانون الضرائب‬
‫وقانون الجمارك وقانون حماية المستهلك‪ ،‬وقانون اإلعالم وقانون اإلضراب وقانون حماية المؤلف‪،‬‬
‫وغيرها من النصوص العقابية وعادة ما يتم تقسيم هذا القسم إلى فرعين‪ :‬فرع الجنح وفرع‬
‫‪1‬‬
‫المخالفات‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬قسم المخالفات‬
‫ويختص هذا القسم بالنظر في قضايا المخالفات التي تتراوح العقوبة فيها من يوم واحد حبس‬
‫إلى شهرين حبس‪ ،‬ومن ‪ 75‬دج إلى ‪ 7555‬دج غرامة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬القسم االستعجالي‬
‫يفصل القسم االستعجالي بحكم مؤقت ال يمس بأصل الحق في المسائل المستعجلة التي‬
‫يخشى عليها فوات الوقت‪ ،‬مثل طلب وقف أشغال البناء الذي يعتبر تدبي ار مؤقتا لحماية الحق من‬
‫الخطر الناجم عن مواصلة عملية البناء في انتظار الفصل النهائي في موضوع الدعوى‪.‬‬
‫وأيضا طلب وضع المال المتنازع فيه تحت الحراسة القضائية إلى حين الفصل في موضوع‬
‫الحق قصد عدم إتالف المال أو التصرف فيه من حائزه‪ ،‬وكذا إشكاالت التنفيذ المتعلقة بسند‬
‫تنفيذي أو أمر أو حكم أو قرار وذلك بسعي من المحضر القضائي‪.‬‬
‫ويفصل أيضا القسم اإلستعجالي في بعض المنازعات المنصوص عليها صراحة في القانون‬
‫ومن بين هذه المنازعات دعوى مراجعة بدل اإليجار‪ ،‬وكذا طلب تعيين خبير من أجل تحديد‬
‫‪2‬‬
‫تعويض االستحقاق ‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬قسم شؤون األسرة‬
‫يقوم قسم شؤون األسرة أو ما كان يعرف بقسم األحوال الشخصية بالفصل في المنازعات‬
‫الناشئة عن تطبيق القانون رقم ‪ 11-85‬المؤرخ في ‪ 59‬يوليو‪ 1985‬المتعلق بقانون األسرة المعدل‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.757‬‬


‫‪ -2‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.782-786‬‬

‫‪9‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫و المتمم‪ ،‬ويتكفل القاضي المشرف على قسم شؤون األسرة بالفصل في مسائل الزواج‪ ،‬والنسب‪،‬‬
‫والطالق والتطليق‪ ،‬والحضانة‪ ،‬والمنازعات حول متاع البيت‪ ،‬والنفقات ‪ ،‬والنيابة الشرعية‪ ،‬والكفالة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والميراث‪ ،‬وكذلك كل ما يتعلق بالجنسية‪.‬‬
‫والمالحظ أن لقاضي شؤون األسرة صالحيات واسعة‪ ،‬فقد تجيز له إسقاط الحضانة إذا ثبت‬
‫أن صاحبها لم يقم برعاية الولد وتعليمه‪ ،‬أو أصبح الولد في حالة خطر صحي أو معنوي‪.‬‬
‫وأيضا النزاعات المتعلقة بفك الرابطة الزوجية‪ ،‬فللقاضي صالحيات إجراء الصلح‪ ،‬إذ نصت‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 59‬من قانون األسرة "ال يثبت الطالق إال بحكم بعد محاولة الصلح من طرف القاضي‪"...‬‬
‫وبهذا اإلجراء تميزت المنازعة األسرية عن غيرها من المنازعات العقارية والمدنية‬
‫والتجارية ‪ ،....‬فالقضاة هنا غير ملزمون بإجراء عملية الصلح بين الخصوم‪ ،‬والمشرع الجزائري‬
‫من خالل فرض وجوبية الصلح بين الزوجين قبل النطق بالحكم يهدف إلى التقليل من حاالت‬
‫‪3‬‬
‫الطالق‪ ،‬لما يخلفه من آثا ار الجتماعية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬قسم األحداث‬
‫يفصل هذا القسم في االتهامات الموجهة لألحداث أقل من ‪ 18‬سنة وقت ارتكاب الجريمة‪،‬‬
‫وتتكون محكمة األحداث من قاضي يساعده مساعدان لهما اهتمامات بفئة األحداث ‪ 4،‬بحكم‬
‫عملهما‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬القسم االجتماعي‬
‫يقصد بالقسم االجتماعي القسم الذي يختص بالمنازعات المتعلقة بعالقة العمل‪ ،‬بين العامل‬
‫‪5‬‬
‫والمستخدم‪ ،‬سواء كان هذا المستخدم هي الدولة أو البلدية‪ ،‬أو مؤسسة عامة أو خاصة‪.‬‬

‫‪-1‬محمد ابراهيمي ‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات المدنية الجزء األول‪ ،‬ديون المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،7557 ،‬ص ‪، .158‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 11-85‬المؤرخ في ‪ 59‬يوليو ‪ ،1985‬المتضمن قانون األسرة‪ ،‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 57 -55‬المؤرخ‬
‫في ‪ 72‬فب ارير ‪ ،7555‬جريدة رسمية عدد ‪.15‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.751‬‬
‫‪ -4‬الحدث‪ :‬هو كل شخص لم يكتمل ‪ 18‬سنة من عمره‪ ،‬وارتكب فعال معاقبا عليه في القانون‪.‬‬
‫‪ -5‬حمدي باشا عمر‪ ،‬مبادئ االجتهاد القضائي في مادة اإلجراءات المدنية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،7557 ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪10‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يختص أيضا بالمنازعات المتعلقة بالضمان االجتماعي‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع‬
‫الجزائري فرض عرض النزاع على سبيل الوجوب على مكتب المصالحة لدائرة االختصاص بغرض‬
‫القيام بعملية المصالحة وفي حالة عدم توصلها إلى نتيجة تسلم العامل المعني محضر عدم‬
‫المصالحة‪ ،‬ليتمكن من رفع دعواه أمام المحكمة المختصة‪.‬‬
‫والمشرع يهدف من خالل هذا اإلجراء الوجوبي إلى التقليل من المنازعات العمالية غير أنه‬
‫في الواقع العملي كثي ار ما نجد المؤسسات المستخدمة ال تمتثل للحضور لجلسة مصالحة بعد تلقيها‬
‫الستدعاء من جانب مكتب المصالحة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمنازعات الجماعية فقد خصص لها المشرع إطا ار خاصا للوقاية منها وتسويتها‬
‫تضمنته القانون رقم ‪ 57-95‬المؤرخ في ‪ 6‬فبراير‪ 1995‬المتعلق بالوقاية من المنازعات الجماعية‬
‫في العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب‪ ،‬وتتشكل المحكمة العمالية أو االجتماعية‪ ،‬كما يطلق‬
‫عليها من قاضي محترف رئيسا إلى جانب مساعدين اجتماعيين أحدهما يمثل العمال واآلخر يمثل‬
‫‪1‬‬
‫أصحاب العمل‪.‬‬
‫وتتميز المحكمة العمالية في بعض الحاالت أن أحكامها تصدر بصفة ابتدائية ونهائية‪ ،‬وهذا‬
‫ما نصت عليه المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 11-95‬المتضمن عالقات العمل بقولها‪ «:‬تفصل‬
‫‪2‬‬
‫المحكمة المختصة ابتدائيا ونهائيا بإعادة إدماج العامل ‪» ....‬‬
‫ثامنا‪ :‬القسم العقاري‬
‫كان القسم العقاري سابقا جزء من القسم المدني‪ ،‬إال أن و ازرة العدل فصلته سنة ‪1995‬‬
‫بموجب قرار مؤرخ في‪ 11‬أفريل عن القسم المدني بالنظر لطبيعة المنازعات العقارية وتشريعها‬
‫الخاص‪ ،‬فالمادة ‪ 85‬من المرسوم ‪ 66-26‬المتعلق بتأسيس السجل العقاري‪ ،‬تقر أن كل الدعاوى‬
‫التي تهدف إلى فسخ أو إبطال أو إلغاء حقوق ناتجة عن وثائق تم إشهارها‪ ،‬ال يمكن قبولها إال إذا‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.755‬‬


‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 11-95‬مؤرخ في ‪ 71‬افريل ‪ 1995‬المتضمن عالقات العمل‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪12‬صادرة بتاريخ ‪75‬‬
‫افريل ‪.1995‬‬

‫‪11‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫تم إشهارها أمام المحافظة العقارية‪ ،‬وفقا لهذا النص فإنه يجب على رافع الدعوى أن يقوم بإعالم‬
‫الجهة الرسمية المتمثلة في المحافظة العقارية واال رفضت دعواه لعدم إتمام اإلجراءات‪.‬‬
‫وعلى خالف ذلك فإنه ال يجبر رافع الدعوى المدنية أو التجارية أو العمالية وغيرها‪ ،‬بالشهر‬
‫واإلعالن ألن األصل العام أن الخصام أمر يقتصر على أطرافه فال ينبغي إذاعته‪ ،‬أما إذا تعلق‬
‫بعقار في المجاالت المذكورة فينبغي شهره لتعلم به الجهات الرسمية‪ ،‬كما تشير إلى أن الخصام‬
‫في المادة العقارية خصام معقد ينبغي أن ينفصل عن الخصام المدني العادي‪ ،‬ألن القانون الواجب‬
‫التطبيق على هذه المنازعة هو قانون منفصل ومستقل عن القانون المدني‪.‬‬
‫فيفصل القاضي العقاري في الدعاوى المتعلقة بالعقارات المبنية وغير المبنية‪ ،‬سواء تعلق‬
‫األمر ببيع أو هبة والقضايا المتعلقة بحقوق االرتفاق والقضايا المتعلقة باستغالل العقار وحيازته‬
‫وتملكه‪ ،‬والقاضي العقاري عند فصله في المنازعات المعروضة عليه عادة ما يستعين بالخبراء‪،‬‬
‫ألن النزاع العقاري قد يحتوي على شق فني يتعين على القاضي للفصل فيه االستعانة بخبير‬
‫عقاري‪.1‬‬
‫تاسعا‪ :‬القسم البحري‬
‫تم إنشاء القسم البحري بموجب القرار الوزاري المؤرخ في ‪15‬جوان ‪ 1995‬ليعهد إليه أمر‬
‫الفصل في المنازعات المتعلقة بالعقود البحرية ويؤول االختصاص في هذا النوع من المنازعات إلى‬
‫المحاكم الواقعة على الساحل دون سواها وهي ‪ :‬القالة‪ ،‬عنابة‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬تيبازة‪ ،‬شرشال‪ ،‬تنس‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫مستغانم‪ ،‬جيجل‪ ،‬بجاية‪ ،‬تيقزيرت‪ ،‬دلس‪ ،‬سيدي محمد‪ ،‬ارزيو‪ ،‬وهران‪ ،‬بني صاف‪ ،‬الغزوات‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬القسم التجاري‬
‫يعتبر القسم التجاري من األقسام القديمة داخل المحكمة فقد نظم بموجب المرسوم رقم ‪-66‬‬
‫‪ 166‬المؤرخ في ‪8‬جوان ‪ ،1966‬ولقد رأى المشرع أنه من الضروري أن تفصل المنازعات‬
‫التجارية عن غيرها من المنازعات خاصة المدنية منها‪ ،‬السيما وقد ثبت أن القواعد التي تليق‬
‫بالمجتمع المدني قد ال تناسب المجتمع التجاري‪ ،‬لما يتميز به هذا األخير من دعامة وميزة السرعة‬

‫‪-1‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.757-751 ،‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.755‬‬

‫‪12‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫واالئتمان الذي يفرض النظر إلى المعامالت التجارية نظرة خاصة تختلف عن المعامالت المدنية‬
‫العادية‪.‬‬
‫كما أن المسائل المدنية تسير ببطء بينما المسائل التجارية فتسير بسرعة وعامل الزمن فيها‬
‫يلعب دو ار بارزا‪ ،‬وطالما أن المشرع فصل بين القانون التجاري والقانون المدني فإننا نالحظ وجود‬
‫عقد بيع مدني وآخر تجاري وايجار مدني واآلخر تجاري وشركة مدنية وأخرى تجارية‪ ،‬ووفقا لنظام‬
‫االزدواجية في القواعد القانونية فإنها تلزم بفصل القسم التجاري عن القسم المدني حتى يراعي‬
‫القاضي خصوصية المجتمع التجاري سواءا تعلقت بفئة التجار أو المنازعات المتعلقة باألعمال‬
‫التجارية بحسب الموضوع‪ ،‬كالمنازعات المتعلقة بالشراء والبيع‪ ،‬كما يفصل القسم التجاري في‬
‫المنازعات المترتبة على األعمال التجارية بحسب الشكل‪ ،‬كالدعاوى المتعلقة بالشركات التجارية‬
‫والمحالت التجارية‪.‬‬
‫وتفصل المحكمة التجارية في المنازعات المعروضة عليها بقاضي فرد‪ ،‬كما تجدر اإلشارة‬
‫إلى أن القاضي التجاري ال يطبق القانون التجاري فقط‪ ،‬بل قد يطبق القانون المدني على‬
‫‪1‬‬
‫المنازعات التجارية إذا لم يتمكن القانون التجاري من إيجاد حل لها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫المجالس القضائية‬
‫يعد المجلس القضائي أساسا الجهة القضائية ذات الدرجة الثانية أين يتم إستئناف األحكام‬
‫الصادرة عن المحاكم‪ ،‬وهو يفصل بتشكيلة جماعية باستئناف الحاالت التي ينص فيها القانون على‬
‫غير ذلك‪ ،‬وبعد أن كان عدد المجالس القضائية واحدا وثالثين مجلسا‪ ،‬ثم عدل إلى ‪ 66‬مجلسا‬
‫أصبح يوجد حاليا ‪ 58‬مجلسا قضائيا حتى يكون هناك تجانس بين التنطيمين اإلداري والقضائي‪،‬‬
‫كما هو مقرر بموجب المادة األولى من األمر رقم ‪ 11-92‬المؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ 1992‬المتعلق‬
‫بالتقسيم القضائي ويتحدد اختصاصها اإلقليمي وفقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 66-98‬المؤرخ في ‪16‬‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.757‬‬

‫‪13‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫فبراير ‪ 1998‬المتعلق باالختصاص اإلقليمي للمجالس القضائية وكيفيات تطبيق األمر رقم ‪-92‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 11‬السالف الذكر‪.‬‬
‫وسنعرض فيما يلي تنظيم وتسيير المجلس القضائي‪ ،‬وبعد ذلك نبين اختصاص المجلس القضائي‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫تنظيم وتسيير المجلس القضائي‬
‫يقسم المجلس القضائي بموجب المادة ‪6‬من القانون العضوي رقم ‪ 11-55‬إلى عشرة غرف‪،‬‬
‫الغرفة المدنية‪ ،‬الغرفة االستعجالية‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬غرفة شؤون األسرة‪ ،‬الغرفة البحرية‪ ،‬الغرفة‬
‫التجارية‪ ،‬الغرفة العقارية‪ ،‬الغرفة الجزائية‪ ،‬غرفة االتهام‪ ،‬غرفة األحداث‪2.‬ويمكن التقليص من عدد‬
‫الغرف أو تقسيميها إلى أقسام حسب أهمية و حجم النشاط القضائي‪.‬‬
‫ولكي تتشكل جلسة المحاكمة بطريقة صحيحة‪ ،‬يستوجب حضور ثالث قضاة على األقل‬
‫حسب ما ورد في المادة ‪ 5‬من المرسوم المؤرخ في‪ 12‬نوفمبر‪ ،1965‬وهذا العدد ليس ضروري‪،‬‬
‫فبرجوع إلى المادة ‪ 5‬من نفس المرسوم نستنتج أنه استعملت عبارة « على األقل»‪ ،‬بمعنى انه‬
‫‪3‬‬
‫يمكن أن يكون أكثر من ثالث قضاة ويجب فقط الحرص على أن يكون العدد فردي‪.‬‬
‫واذا سبق لقاضي أن فصل في قضية وأعطى رأيه فيها‪ ،‬فال يجوز له أن يشارك في التشكيلة‬
‫‪4‬‬
‫للفصل في تلك القضية عند االستئناف‪.‬‬
‫يكون تسيير المجلس القضائي تحت إشراف رئيس ويساعده نائب رئيس المجلس‬
‫القضائي‪ ،‬وكل غرفة من غرف المجلس القضائي هي تحت إشراف رئيس غرفة ونفس األمر‬
‫بالنسبة للفروع‪ ،‬ويجوز لرئيس المجلس القضائي أن يرأس أية غرفة من غرف المجلس واذا حصل‬
‫‪5‬‬
‫له مانع فيستخلفه في رئاسة الغرفة نائبه‪ ،‬و إذا تعذر ذلك ينوبه أقدم رئيس غرفة ‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة األولى من األمر رقم ‪ 11-92‬مؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ 1992‬يتضمن التقسيم القضائي‪ ،‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ 15‬صادرة بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪.1992‬‬
‫‪ -2‬قانون عضوي رقم ‪ ،11-55‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد إبراهيمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪-4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ -5‬يوسف دالندة‪ ،‬التنظيم القضائي الجزائري‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،7556 ،‬ص ‪.87‬‬

‫‪14‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد تناولت المادة التاسعة من األمر رقم ‪ 11-55‬المتعلق بالتنظيم القضائي أن عملية توزيع‬
‫القضاة على الغرف يتم بموجب أمر من رئيس المجلس القضائي في بداية كل سنة قضائية بعد‬
‫استطالع رأي النائب العام‪ 1.‬بإصدار جدول لتوزيع القضاة من نائب الرئيس و رؤساء الغرف‬
‫والمستشارين على مختلف الغرف‪ ،‬وذلك في مهلة شهرين ما قبل العطلة القضائية ويحدد الرئيس‬
‫عدد الجلسات مع اليوم الذي تنعقد فيه أثناء األسبوع‪ ،‬كما يحدد أيضا اختصاص الفروع‪ ،‬وفي‬
‫‪2‬‬
‫األخير فإن األمر الذي يصدر رئيس المجلس القضائي يعرض على موافقة وزير العدل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫اختصاص المجلس القضائي‬
‫تختص المجالس القضائية بنظر استئناف األحكام الصادرة من المحاكم في جميع المواد في‬
‫الدرجة األولى حتى وان وجد خطأ في وصفها‪ ،‬وهذا ما ورد في المادة‪ 65‬من ق إ مإ‪.3‬‬
‫وقد ورد في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية أن المجالس القضائية تختص بالفصل في‬
‫االستئنافات المرفوعة لديها في جميع األحكام الصادرة من جميع أقسام المحاكم الواقعة في دائرة‬
‫‪4‬‬
‫اختصاصها اإلقليمي بصفة ابتدائية‪.‬‬
‫كما تختص المجالس القضائية بالفصل في الدرجة األخيرة بالطلبات المتعلقة بتنازع‬
‫اال ختصاص بين القضاة إذا كان النزاع متعلقا بجهتين قضائيتين واقعتين في دائرة اختصاص‬
‫المجلس القضائي نفسه‪ ،‬وكذلك تختص بطلبات الرد المرفوعة ضد المحاكم الواقعة في دائرة‬
‫اختصاصها( م ‪ 65‬ق إ م إ )‪.5‬‬

‫‪ -1‬رباح عبد القادر‪ ،‬النظام القضائي الجزائري بين الوحدة واالزدواجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬جامعة بن عكنون‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -2‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬القانون القضائي الجزائري‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ،7555 ،‬ص‬
‫‪.156‬‬
‫‪-3‬مجوج زكريا‪ ،‬حمو أحمد‪ ،‬التنظيم القضائي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الليسانس‪ ، ،‬جامعة منتوري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسنطينة‪-7517‬‬
‫‪ ، 7516‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -4‬يوسف دالندة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -5‬قانون رقم ‪ 59-58‬مؤرخ في ‪ 75‬فبراير ‪ 7558‬متضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪71‬‬
‫صادرة بتاريخ ‪ 76‬افريل ‪.7558‬‬

‫‪15‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫أما فيما يخص االختصاص النوعي للمجالس القضائية في القضايا الجزائية فنص قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية « أن المجالس تنظر في االستئنافات المرفوعة ضد األحكام الصادرة عن أقسام‬
‫المحاكم الواقعة في دائرة اختصاصه اإلقليمي‪ ،‬فيما يخص المخالفات و الجنح القضائية بعقوبة‬
‫‪1‬‬
‫الحبس أو غرامة تتجاوز مائة دينار جزائري والعقوبة التي تتجاوز ‪ 5‬أيام» ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫محكمة الجنايات‬
‫توجد على مستوى كل مجلس قضائي محكمة الجنايات تختص بالفصل في األفعال‬
‫الموصوفة بالجنايات و كذا الجنح و المخالفات المرتبطة بها ‪ 2‬و تختلف محكمة الجنايات عن بقية‬
‫المحاكم في التنظيم القضائي فلهذه المحكمة شخصيتها فهي صاحبة الصالحية للحكم في‬
‫الجنايات‪ ،3‬ال تعقد محكمة الجنايات بصفة مستمرة كافة السنة‪ ،‬وانما في شكل دورات تنعقد كل‬
‫ثالثة أشهر‪ ،‬واستثناءا حسب نص المادة ‪ 756‬من قانون اإلجراءات الجزائية يمكن لرئيس المجلس‬
‫القضائي تقرير انعقاد دور إضافية أو أكثر بناءا على اقتراح النائب العام إذا تطلب ذلك عدد‬
‫وأهمية القضايا المطروحة‪ 4‬و تنعقد جلسات محكمة الجنايات بمقر المجلس القضائي‪ ،‬غير انه‬
‫يجوز لها أن تنعقد في أي مكان أخر في دائرة اختصاصها وذلك بقرار من وزير العدل‪ ،‬ويمتد‬
‫اختصاصها إلى دائرة اختصاص المجلس حسب نص المادة ‪ 756‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬‬
‫و يتم تحديد افتتاح الدوريات بأمر من رئيس المجلس القضائي بناءا على طلب النائب العام‪ ،‬ويقوم‬
‫رئيس محكمة الجنايات بضبط جدول قضايا كل دورة بناءا على اقتراح النيابة العامة‪.5‬‬

‫‪ -1‬يوسف دالندة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.87‬‬


‫‪ -2‬قانون عضوي رقم ‪ ،11-55‬متعلق بالتنظيم القضائي الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد توفيق اسكندر‪ ،‬الخبرة القضائية‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،7515 ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -4‬زواوي امال‪ ،‬القواعد اإلجرائية لمحكمة الجنابات‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية و السياسية‪ ،‬عدد ‪،7‬‬
‫المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪ ،‬الجزائر‪ ،7511 ،‬ص ‪.168‬‬
‫‪ -5‬راجع المادتان ‪ 755،755‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‬
‫المحكمة العليا‬
‫أنشأت المحكمة العليا‪ 1‬بموجب القانون رقم‪ 718-66‬الصادر في‪18‬جوان‪ ،1966‬وكانت‬
‫مشكلة آنذاك من أربع غرف وأدخلت على هذه المحكمة عدة تعديالت سنة ‪ 1925‬أهمها زيادة‬
‫عدد الغرف التي بلغت سبعة‪ ،‬كما أجريت تعديالت أخرى على هذا الجهاز القضائي‪ ،‬بموجب‬
‫قانون رقم‪ 77-89‬المؤرخ في‪17‬ديسمبر‪ 1989‬والمتعلق بصالحيات المحكمة العليا وتنظيمها‬
‫وسيرها الذي الغي بموجب القانون رقم ‪.17-11‬‬
‫تحتل المحكمة العليا قمة النظام القضائي الج ازئري‪ ،‬وفقا لنص المادة الثالثة من القانون‬
‫العضوي رقم ‪ 17-11‬فهي تعد محكمة قانون‪ ،2‬ذلك أنها تكتفي بمراقبة األحكام القضائية الصادرة‬
‫م ن الجهات القضائية الدنيا من ناحية القانون دون الوقائع‪ ،‬مما يؤدي إلى القول أن المحكمة‬
‫العليا‪ ،‬فيما عدا الحاالت التي ينص عليها القانون على اعتبارها محكمة موضوع وقانون في نفس‬
‫الوقت تفصل في األحكام ال القضايا‪.‬‬
‫وحتى إذا قبلت الطعن المقدم ونقض الحكم المطعون فيه او جزاءا منه‪ ،‬فإنها ال تنظر في‬
‫موضوع النزاع بل تحيل الدعوى إلى الجهة القضائية التي أصدرت الحكم المنقوض‪ ،‬أو تحيلها إلى‬
‫جهة قضائية أخرى من نوع ودرجة الحكم المنقوض‪ ،‬والتي تلزم بتطبيق قرار اإلحالة فيما يتعلق‬
‫المسائل القانونية التي قطعت فيها المحكمة العليا‪.3‬‬

‫‪ -1‬استبدل مصطلح «المجلس األعلى» في النص العربي بمصطلح «المحكمة العليا» بموجب المادة ‪69‬من قانون رقم‪- 89‬‬
‫‪ ، 77‬إذ يعد هذا المصطلح األدق في الداللة على المعنى المقصود‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪-7‬‬
‫راجع المادة الثالثة من القانون العضوي رقم ‪ 17-11‬مؤرخ في ‪ 76‬يوليو ‪ ،7511‬يحدد تنظيم المحكمة العليا و‬
‫عملها و اختصاصاتها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 57‬صادرة بتاريخ ‪ 61‬يوليو ‪.7511‬‬
‫‪-3‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص ‪.615-659‬‬

‫‪17‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‬
‫الغرف العادية‬
‫تتشكل المحكمة العليا من سبعة غرف تتضمن كل غرفة عددا من األقسام ونصت المادة‬
‫‪ 16‬من ق‪.‬ع رقم ‪ 17-11‬المذكور أعاله على أنه‪ ":‬تتشكل المحكمة العليا من الغرف التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الغرفة المدنية‪.‬‬
‫‪ .7‬الغرفة العقارية‪.‬‬
‫‪ .6‬غرفة شؤون األسرة والمواريث‪.‬‬
‫‪ .5‬الغرفة التجارية والبحرية‪.‬‬
‫‪ .5‬الغرفة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .6‬الغرفة الجنائية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .2‬غرفة الجنح والمخالفات‪".‬‬
‫يمكن للرئيس األول للمحكمة العليا بعد استطالع رأي النائب العام‪ ،‬تقسيم الغرف إلى أقسام‬
‫حسب أهمية وحجم النشاط القضائي‪.‬‬
‫ويتم تحديد اختصاصات الغرف واألقسام التي تكونها عن طريق النظام الداخلي للمحكمة‬
‫العليا الذي ورد في المرسوم الرئاسي رقم ‪ 729-55‬المتضمن إصدار النظام الداخلي للمحكمة‬
‫العليا‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الغرف الموسعة‬
‫المبدأ العام هو أن كل غرفة تنظر في القضية المحالة إليها وتفصل فيها دون تدخل الغرف‬
‫األخرى‪ ،‬إال أنه قد تنعقد غرفتان أو أكثر للفصل في قضية معينة‪ ،‬وقد تنعقد المحكمة العليا في‬
‫هيئة الغرف الموسعة وذلك في حالتين حددتهما المواد من ‪ 15‬إلى ‪ 19‬من قانون تحديد‬
‫صالحيات وسير المحكمة‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه من خالل الغرفة المختلطة والغرفة المجتمعة‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون عضوي رقم ‪ ،17-11‬المتضمن تنظيم المحكمة العليا و عملها و اختصاصها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬الغرفة المختلطة‬


‫تكون اإلحالة على الغرفة المختلطة عندما تطرح قضية أو مسالة قانونية تلقت أو من شانها‬
‫أن تتلقى حلوال متناقضة أمام غرفتين أو أكثر‪ ،1‬وتتكون الغرفة المختلطة من غرفتين على األقل‬
‫وتفصل في القضية بصفة قانونية بحضور ‪ 15‬قاضيا على األقل و يتم اتخاذ القرار بموافقة‬
‫األغلبية ويتم ترجيح رأي الرئيس في حالة تعادل األصوات‪.‬‬
‫كما يجوز للغرفة المختلطة إذا ما تبين لها أن اإلشكال القانوني يمكن أن يؤدي إلى تغيير‬
‫‪2‬‬
‫في االجتهاد القضائي أن تقرر إحالة القضية على المحكمة العليا في هيئة الغرف المجتمعة‬
‫تطبيقا لنص المادة ‪ 12‬من القانون العضوي رقم ‪.17-11‬‬
‫ثانيا‪ :‬الغرفة المجتمعة‬
‫يتم تعيين الغرفة المجتمعة عندما يتعين الفصل في الحاالت التي يحتمل أن تؤدي ق ارراتها‬
‫إلى تغيير االجتهاد القضائي‪ ،‬حيث تنعقد مجتمعة بناءا على مبادرة الرئيس األول للمحكمة العليا‬
‫او بناءا على اقتراح من رئيس إحدى الغرف و يكون الفصل في هذه الحالة بضرورة حضور‬
‫نصف أعضاء الهيئة على األقلو تتخذ الق اررات بموافقة األغلبية ويرجح صوت الرئيس في حالة‬
‫تعادل األصوات‪.3‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫عمل الغرف‬
‫يهتم رؤساء الغرف ورؤساء األقسام بإعداد جدول تشكيالتهم‪ ،‬كما يعد الرئيس األول جدول‬
‫الغرفة المختلطة والغرفة المجتمعة ويقوم النائب العام أو أحد وكالئه بتقديم مذكراتها القانونية أمام‬
‫الغرفة المجتمعة أو الغرفة المختلطة طبقا لإلجراءات المنصوص عليها في قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،‬و يتولى رؤساء الغرف متابعة العمل القضائي لمستشاري الغرف و تقديم طلبات‬

‫‪ -1‬قانون عضوي رقم ‪ ،17-11‬المتضمن تنظيم المحكمة العليا و عملها و سيرها‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-2‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ -3‬قبايلي طيب‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية "النظام القضائي الجزائري"‪ ،‬محاضرات‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬جامعة‬
‫عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ 7515/7516 ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪19‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫تحويل الملفات من غرفة الى غرفة اخرى أو إلى الرئيس االول للمحكمة العليا وتقييم عمل‬
‫المجالس القضائية من خالل الق اررات المطعون فيها‪.1‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫أجهزة التنظيم القضائي اإلداري‬
‫بعد التطرق إلى أجهزة النظام القضائي العادي التي تختص بالفصل في الدعاوى والمنازعات‬
‫العادية‪ ،‬وعرض أهم هيئاتها‪ ،‬سنتعرض في هذا المبحث إلى تبيان جهات القضاء اإلداري التي‬
‫تختص بالفصل في الدعاوى والمنازعات اإلدارية‪ ،‬وتقتضي دراسة هيئات القضاء اإلداري اإلشارة‬
‫إلى كل من المحاكم اإلدارية (المطلب األول) ومجلس الدولة (المطلب الثاني) ومحكمة التنازع‬
‫(المطلب الثالث)‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫المحاكم اإلدارية‬
‫تعد المحاكم اإلدارية جزءا من هيئات القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬وهي صاحبة‬
‫االختصاص العام في النظر و الفصل في المنازعات التي تكون اإلدارة العامة طرفا فيها في ظل‬
‫النظام القضائي الجزائري الجديد‪.2‬‬
‫بعد صدور دستور ‪ 1996‬والتعديل الذي جاء به أصبحت المحاكم اإلدارية قاعدة القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬إذ تختص المحاكم اإلدارية بالفصل بالدرجة األولى في المنازعات اإلدارية حسب نص‬
‫المادة األولى من قانون رقم ‪ 57-98‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية على أن تنشا محاكم إدارية‬
‫كجهات قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية‪ ،3‬وان كانت الجزائر قد عرفت سنة ‪ 1967‬إنشاء‬
‫ثالثة محاكم إدارية إال أن المحاكم اإلدارية المستحدثة بموجب القانون ‪ 57-98‬المتعلق بالمحاكم‬

‫‪ -1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 729-55‬متضمن إصدار النظام الداخلي للمحكمة العليا‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 55‬صادرة بتاريخ ‪15‬‬
‫أوت ‪.7555‬‬
‫‪ -2‬بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء االداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنبل درجة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬تيزي وزو‪.7511 ،‬‬
‫‪ -3‬محمد األمين عبوب‪ ،‬التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬ورقلة‪ ،7515/7516 ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪20‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلدارية عرفت تغي ار جذريا من عدة زوايا‪ ،1‬فهي تخضع في تنظيمها و سيرها للقانون رقم ‪57-98‬‬
‫المتعلق بالمحاكم اإلدارية و تصدر أحكاما قابلة لالستئناف أمام مجلس الدولة‪ ،2‬وهذا ما نصت‬
‫عليه المادة الثانية من القانون رقم ‪ « 57-98‬أحكام المحاكم اإلدارية قابلة لالستئناف أمام مجلس‬
‫الدولة ما لم ينص القانون على خالف ذلك »‪ 3‬و يقتضي التعريف بهذه المحاكم بيان أساسها‬
‫القانوني (الفرع األول) و كذلك بيان عدد المحاكم التي تتضمنها (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫األساس القانوني للمحاكم اإلدارية‬
‫يحتوي النظام القانوني للمحاكم اإلدارية على نصوص قانونية ذات طابع تشريعي ونصوص‬
‫قانونية ذات طابع تنظيمي باإلضافة إلى ما أشار إليه دستور ‪ ،1996‬فالمحاكم اإلدارية تستمد‬
‫نظامها القانوني من نصوص ذات طابع دستوري باإلضافة إلى النصوص القانونية التنظيمية‬
‫والتشريعية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األساس الدستوري للمحاكم اإلدارية‬
‫المحاكم اإلدارية لم ينص عليها دستور ‪ 1996‬صراحة كما هو الشأن بالنسبة للمحاكم‬
‫العادية‪ ،‬بحيث اكتفى المؤسس الجزائري في نص المادة ‪ 157‬من دستور ‪ 1996‬باإلشارة إلى‬
‫‪4‬‬
‫الجهات القضائية اإلدارية عند تحديده لدور مجلس الدولة كمقوم ألعمال هذه الجهات‪.‬‬
‫فالمحاكم اإلدارية تستمد وجودها القانوني من المادة ‪ 157‬من الدستور التي تبنت صراحة‬
‫على صعيد التنظيم القضائي نظام ازدواجية القضاء‪ ،‬إذ نصت على "يؤسس مجلس الدولة كهيئة‬
‫مقومة ألعمال الجهات القضائية اإلدارية" فهذه المادة أعلنت صراحة عن إنشاء محاكم إدارية على‬
‫مستوى أدنى درجات التقاضي مستقلة عن المحاكم العادية‪ ،‬وتفصل في المنازعات اإلدارية دون‬

‫‪-1‬عمار بوضياف‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و االزدواجية‪ ،‬دار الريحانة‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د ت ن)‪،‬‬
‫ص‪.765‬‬
‫‪ -2‬الطيب بلعيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 57-98‬مؤرخ في ‪ 65‬ماي ‪ 1998‬متعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 62‬صادرة بتاريخ ‪51‬‬
‫يونيو ‪.1998‬‬
‫‪ -4‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،7555 ،‬ص ‪.759‬‬

‫‪21‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫سواها‪ ،‬كما نشير إلى أن المادة ‪ 156‬من الدستور أجازت الطعن القضائي في ق اررات السلطات‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األساس التشريعي للمحاكم اإلدارية‬
‫تستمد المحاكم اإلدارية أساسها التشريعي من مجموعة من النصوص القانونية وعلى رأسها‬
‫القانون رقم ‪ 57-98‬المؤرخ في ‪ 65‬ماي ‪ ، 21998‬المتعلق بهذه الجهات القضائية اإلدارية‬
‫ويشمل القانون رقم ‪ 57-98‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية على تسع مواد مصنفة في ثالثة فصول‪،‬‬
‫فخصص الفصل األول المتكون من مادتين لألحكام العامة وخصص الفصل الثاني المتكون من‬
‫خمس مواد لتنظيم وتشكيلة المحاكم اإلدارية أما الفصل الثالث فيحتوي على مادتين لألحكام‬
‫االنتقالية والختامية‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى نص المادة األولى من القانون ‪ 57-98‬نجد أنها تنص على أنه ''تنشأ محاكم‬
‫إدارية كجهات قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية'' أي أن الجهة القضائية اإلدارية صاحبة‬
‫الوالية العامة تختص بالنظر في كل النزاعات اإلدارية إال ما استثني منها بنص خاص أما المادة‬
‫‪3‬‬
‫الثانية فتناولت اإلجراءات السارية أمام المحاكم اإلدارية كما تناولت طبيعة األحكام الصادرة عنها‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني‪ ،‬فتناول في مادته الثالثة تشكيل المحاكم اإلدارية وفي مادته الرابعة‬
‫تنظيمها في شكل غرف وفي مادته الخامسة دور محافظ الدولة فيها وفي مادته السادسة كتابة‬
‫ضبط الغرفة اإلدارية وفي المادة السابعة تسييرها اإلداري والمالي‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث‪ ،‬فأشار في مادته الثامنة إلى استمرار اختصاص الغرف اإلدارية المحلية‬
‫والجهوية بالنظر في القضايا التي تعرض عليها إلى غاية دخول النصوص المتعلقة بالمحاكم‬
‫اإلدارية حيز التطبيق وتناول في مادته التاسعة مسألة إحالة جميع القضايا المعروضة أمام الغرف‬
‫اإلدارية للمجالس القضائية على المحاكم اإلدارية بمجرد تنصيب هذه األخيرة‪.4‬‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪" ،‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية في القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬عدد‪ ،5‬مجلة نصف‬
‫سنوية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تبسة‪ ،‬الجزائر‪ ،7555 ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ -2‬رباح عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪-4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.25‬‬

‫‪22‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬األساس التنظيمي للمحاكم اإلدارية‬


‫تطبيقا للقانون ‪ 57-98‬صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 656-98‬المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر‬
‫‪ 1998‬يحدد كيفيات تطبيق أحكام القانون رقم ‪ 57-98‬المؤرخ في ‪ 65‬ماي ‪ ،1998‬والمتعلق‬
‫بالمحاكم اإلدارية حيث نصت المادة الثانية منه على انه « تنشا عبر كامل التراب الوطني احدى‬
‫و ثالثون (‪ )61‬محكمة إدارية كجهات قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية» على أن تنصب‬
‫تدريجيا عند توفر جميع الشروط الضرورية لسيرها‪.1‬‬
‫كما تطرق القانون رقم ‪ 57-98‬إلى تنظيم مجموعة من المسائل أشارت إليها مواده‪ ،‬وحدد‬
‫في هذا اإلطار المرسوم التنفيذي رقم ‪ 656-98‬المؤرخ في ‪ 15‬فيفري ‪ 1998‬القواعد الخاصة‬
‫باختصاصها اإلقليمي‪ ،‬بتنظيمها القضائي واإلداري‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫عدد المحاكم‬
‫نصت المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 656-98‬على أنه "تنشأ عبر كامل التراب‬
‫الوطني إحدى وثالثون (‪ )61‬محكمة إدارية كجهات قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية''‪،3‬‬
‫وبالنظر لعدد المحاكم يتضح لنا الفارق الكبير بين سنة ‪ 1967‬حيث كان عدد المحاكم اإلدارية‬
‫ثالثة محاكم في كل من الجزائر ووهران وقسنطينة شمل اختصاصها اإلقليمي كل التراب الوطني‪،‬‬
‫وبين سنة ‪ 1998‬حيث ارتفع عدد المحاكم اإلدارية إلى ‪ 61‬محكمة إدارية‪.4‬‬
‫في البداية‪ ،‬اقترح بعض أعضاء مجلس األمة أن يكون عدد المحاكم اإلدارية بنفس عدد‬
‫المحاكم العادية ولكن أثناء عرض النص على مجلس األمة قدرت عدد المحاكم اإلدارية ب‪125‬‬
‫محكمة عبر التراب الوطني‪ ،‬وأضيف إليها بمناسبة إنشاء ‪ 12‬مجلسا قضائيا‪ 55 ،‬محكمة ليصبح‬
‫العدد اإلجمالي ‪ 775‬محكمة عادية‪ ،‬ورد وزير العدل أنه إذا وفقنا بين عدد المحاكم العادية‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬المحاكم اإلدارية (الغرف اإلدارية)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،7555 ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ -2‬رباح عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬عمار بوضياف‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.762‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.768‬‬

‫‪23‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫والمحاكم اإلدارية على كثرتها تصبح مثل المصالح اإلدارية موزعة في كل األماكن وتفقد بذلك‬
‫مكانتها‪ ،‬كما أن إنشاء المحاكم اإلدارية بنفس عدد المحاكم العادية يستوجب توفر عدد كبير من‬
‫القضاة من ذوي الخبرة الطويلة والكفاءة العالية ويستوجب أيضا وجود غالف مالي معتبر لتغطية‬
‫نفقات هذه الهياكل الكثيرة والمتعددة‪ ،‬لذلك قرر وزير العدل أن إنشاء ‪ 61‬محكمة إدارية على كامل‬
‫التراب الوطني بإمكانها تغطية جميع المنازعات وان ثبت خالف ذلك فليس هناك مانع من رفع‬
‫عددها‪ 1.‬وبإنشاء المحاكم اإلدارية يكون المشرع قد فصل بين جهات القضاء العادي وجهات‬
‫القضاء اإلداري‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫مجلس الدولة‬
‫يعتبر مجلس الدولة الجزائري قمة هرم التنظيم القضائي اإلداري وصاحب اإلشراف األعلى‬
‫في النظر والفصل في القضايا المعروضة على القضاء اإلداري‪ ،‬وبالتالي ال يمكن تأدية هذه‬
‫المهمة الهامة إال عن طريق تسخير وتوفير وسائل مادية تمكن أعضاء مجلس الدولة من ممارسة‬
‫‪3‬‬
‫مهامهم على أحسن وجه وبالتالي السير الحسن والفعال لمجلس الدولة‪.‬‬
‫وبناءا على أحكام المادة ‪ 157‬من دستور ‪ ،1996‬تم إنشاء مجلس الدولة بموجب القانون‬
‫العضوي رقم ‪ 51-98‬المؤرخ في ‪ 65‬ماي ‪ ،1998‬وذلك نظ ار للتحول الذي عرفه نظام القضاء‬
‫الجزائري الذي يكمن في االنتقال من نظام القضاء الموحد إلى نظام القضاء المزدوج‪ ،‬وبغض‬
‫النظر عن االختصاص القضائي المسند إلى مجلس الدولة كأعلى محكمة إدارية في الجزائر و‬
‫لتبيان أهم العناصر المادية على مستوى مجلس الدولة سنتطرق في هذا المطلب إلى مختلف‬

‫‪-1‬عمار بوضياف‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.768‬‬


‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ،‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ -3‬عالم لياس‪ ،‬مجلس الدولة في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬تيزي وزو‪ ،7559 ،‬ص‪.76‬‬

‫‪24‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫الهيئات التي يتضمنها هذا المجلس والمتمثلة في الهيئات القضائية (الفرع األول) والهيئات‬
‫‪1‬‬
‫االستشارية (الفرع الثاني) والهيئات األخرى (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫الهيئات القضائية‬
‫يتمثل دور مجلس الدولة في الفصل أساسا في بعض المواضيع ابتدائيا ونهائيا‪ ،‬كما يتولى‬
‫النظر في االستئنافات التي ترفع إليه من المجالس القضائية بنوعيها الخاصة بنزاعات اإللغاء‬
‫والتعويض على مستوى المجالس الخاصة بالبلديات والمؤسسات ذات الطابع اإلداري‪ ،‬فبالرغم من‬
‫اختصاصه في مجال استشاري‪ ،‬يبقى مجلس الدولة هيئة قضائية أساسا ينظر في مجموعة من‬
‫القضايا‪ 2‬فالمادة ‪ 956‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ حددت المواضيع التي يفصل فيها مجلس الدولة ومن بينها‪:3‬‬
‫‪ )1‬النظر في الطعون بالنقض في الق اررات الصادرة في أخر درجة عن الجهات القضائية‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫‪ )7‬يختص مجلس الدولة كذلك في الطعون بالنقض المخولة له بموجب نصوص خاصة‪.‬‬
‫فالنظام الداخلي لمجلس الدولة يحدد كيفيات تنظيم عمل مجلس الدولة السيما عدد الغرف‬
‫واألقسام ومجاالت عملها‪ ،‬فمجلس الدولة يعقد جلساته في شكل غرف للفصل في مختلف القضايا‬
‫‪4‬‬
‫المعروضة عليه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الغرف‬
‫يقوم مجلس الدولة بعقد جلساته أثناء فصله في القضايا المعروضة عليه في شكل غرف‬
‫وأقسام‪ ،‬والتي يستوجب على األقل حضور ‪ 6‬أعضاء لكل منهما للفصل في القضية المعروضة‬
‫أمامها‪ ،‬ولرئيس مجلس الدولة أن يقوم برئاسة غرفة‪ ،‬ويتولى رؤساء الغرف واألقسام إعداد جداول‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري (التنظيم اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،7555 ،‬‬
‫ص‪.175‬‬
‫‪ -2‬معاشو عمار‪'' ،‬تشكيل واختصاصات مجلس الدولة''‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬مجلة نصف سنوية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،7555 ،‬ص‪.58‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 59-58‬متضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ -4‬معاشو عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58‬‬

‫‪25‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫القضايا المحالة عليهم‪ ،‬كما يتولى رؤساء الغرف تحديد القضايا الواجب دراستها على مستوى‬
‫الغرف واألقسام ويترأسون الجلسات ويسيرون مداوالت الغرف ويمكنهم رئاسة جلسات األقسام ويقوم‬
‫‪1‬‬
‫رؤساء األقسام بتوزيع القضايا على القضاة التابعين لها ويترأسون الجلسات ويعيدون التقارير‪.‬‬
‫وطبقا للمرسوم الرئاسي رقم ‪ 182-98‬المؤرخ في ‪ 65‬ماي سنة ‪ ،1998‬المتضمن تعيين‬
‫أعضاء مجلس الدولة فإن مجلس الدولة في البداية كان يتضمن أربع غرف ولكن بمجرد التعديل‬
‫الذي جاءت به المادة ‪ 55‬من النظام الداخلي أصبح مجلس الدولة يتشكل من ‪ 5‬غرف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الغرفة األولى‪ :‬مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بالصفقات العمومية وبالمحالت والسكن‪.‬‬
‫الغرفة الثانية‪ :‬مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بالوظيف العمومي وبنزع الملكية من أجل‬
‫المنفعة العامة وبالمنازعات الضريبية‪.‬‬
‫الغرفة الثالثة‪ :‬مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بمسؤولية اإلدارية وبالتعمير وباالعتراف‬
‫بحق وباإليجارات‪.‬‬
‫الغرفة الرابعة‪ :‬مختصة بالفصل على في القضايا ذات الصلة بالعقار‪.‬‬
‫الغرفة الخامسة‪ :‬مختصة بالفصل في القضايا ذات الصلة بإيقاف التنفيذ وباالستعجال‬
‫وبالمنازعات المتعلقة باألحزاب‪.‬‬
‫وعند الحاجة يمكن إعادة النظر في اختصاص الغرف بموجب مقرر يصدره رئيس مجلس‬
‫الدولة وتتكون كل غرفة من قسمين على األقل بحيث يمارس كل قسم نشاطه إما على انفراد أو‬
‫‪3‬‬
‫يجتمعان في شكل غرفة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الغرف المجتمعة‬
‫يعقد مجلس الدولة جلساته متشكال من كل الغرف المجتمعة علما أن هذه التشكيلة تتم في‬
‫حالة الضرورة‪ ،‬والسيما في الحاالت التي يكون فيها القرار الذي يتخذ فيها يشكل تراجعا عن‬

‫‪ -1‬عمور سالمي‪ ،‬الوجيز في قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬نسخة معدلة ومنقحة طبقا ألحكام القانون ‪ 59-58‬المتضمن‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجزائر‪ ،7559-7558 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -2‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري (مجلس الدولة)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،7555 ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.66‬‬

‫‪26‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫اجتهاد قضائي سابق‪ ،‬وتتشكل الغرف المجتمعة من رئيس مجلس الدولة ونائب الرئيس ورؤساء‬
‫الغرف وعمداء رؤساء األقسام‪ ،‬كما يهتم رئيس مجلس الدولة بإعداد جدول القضايا التي تعرض‬
‫على المجلس عند انعقاد الغرف المجتمعة‪ ،‬ويقوم محافظ الدولة بحضور كل الجلسات في حالة‬
‫انعقاد الغرف المجتمعة ويقدم مذاكراته مع اإلشارة أنه ال يصح الفصل في القضايا التي تعرض‬
‫‪1‬‬
‫على تشكيلة الغرف المجتمعة إال بحضور نصف عدد التشكيلة على األقل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الهيئات االستشارية‬
‫هي تلك الهيئات التي تقوم بممارسة الوظيفة االستشارية لمجلس الدولة وتتعلق باآلراء التي‬
‫يقدمها هذا األخير حول مشاريع القوانين واألوامر والمراسيم المتعلقة باإلدارة‪ ،‬وقد يكون طلب‬
‫االستشارة إلزاميا كما هو الحال في هذه المواضيع المشار إليها‪ ،‬وقد يكون اختياريا في مسائل‬
‫أخرى‪ ،‬وفي كل األحوال فإن الحكومة ليست ملزمة بمضمون االستشارة إال إذا وجد نص يقضي‬
‫‪2‬‬
‫بخالف ذلك‪.‬‬
‫ولقد تم إسناد مجلس الدولة مهام جديدة لم يكن يعرفها أو يمارسها القاضي اإلداري‬
‫بالمحكمة العليا قبل صدور القانون العضوي ‪ 51-98‬لمجلس الدولة حيث تنص المادة الرابعة‬
‫منه‪'' :‬يبدي مجلس الدولة رأيه في مشاريع القوانين واألوامر حسب الشروط التي يحددها هذا‬
‫القانون والكيفيات المحددة ضمن نظامه الداخلي'' فطبقا لهذه المادة نجد أنها أجازت لمجلس الدولة‬
‫أن يمارس رقابته على األوامر التي يتولى رئيس الجمهورية إصدارها ووسعت من نطاق مهمة‬
‫مجلس الدولة‪.‬‬
‫كما يمكن أن يبدي رأيه في مشاريع المراسيم التي يتم إخطاره بها من قبل رئيس الجمهورية‬
‫أو رئيس الحكومة‪ ،‬اعتبا ار أن المؤسس الدستوري خول المشرع تحديد اختصاصات أخرى لمجلس‬
‫الدولة بموجب قانون عضوي كما ورد ذلك في المادة ‪ 126‬من دستور ‪ 1996‬كان يقصد ترك‬

‫‪-1‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.159‬‬


‫‪ -2‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية (الجزء األول)‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،7555‬ص‪.89‬‬

‫‪27‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫المجال للمشرع تحديد اختصاصات قضائية أخرى في إطار الفصل الثالث من الدستور الوارد تحت‬
‫عنوان السلطة القضائية‪ ،1‬وطبقا للمادة ‪ 15‬من القانون ‪ 51-98‬المتعلق بمجلس الدولة فانه يتعين‬
‫لممارسة الوظيفة االستشارية ان تنظم في شكل جمعية عامة و لجنة دائمة‪.2‬‬
‫أوال‪ :‬الجمعية العامة‬
‫يتولى مجلس الدولة في إطار هذه الهيئة القيام بالوظيفة االستشارية‪ ،‬إذ يبدي المجلس رأيه‬
‫من خالل الجمعية العامة في المشاريع التي تعرض عليه من قبل األمانة العامة للحكومة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى ذلك تنص المادة ‪ 62‬من القانون العضوي رقم ‪ 51-98‬المتعلق بمجلس الدولة‪'' :‬يترأس رئيس‬
‫مجلس الدولة الجمعية العامة للمجلس وتظم الجمعية العامة نائب الرئيس ومحافظ الدولة ورؤساء‬
‫الغرف وخمسة من مستشاري الدولة'' وتضيف نفس المادة أنه يمكن حتى للوزراء أن يشاركوا‬
‫‪3‬‬
‫بأنفسهم أو عن طريق ممثليهم في الجلسات المتخصصة للفصل في القضايا التابعة لقطاعاتهم''‪.‬‬
‫وتشير من جهة أخرى المادة ‪ 4 69‬من نفس القانون العضوي تعيين موظفين برتبة مدير إدارة‬
‫مركزية من طرف الوزراء المعنيين باألمر للحضور إلى جلسات الجمعية العامة''‪.5‬‬
‫ثانيا‪ :‬اللجنة الدائمة‬
‫تتشكل اللجنة الدائمة من رئيس برتبة رئيس غرفة وأربعة من مستشاري الدولة على األقل‪،‬‬
‫إضافة إلى حضور الوزير أو ممثله وكذا محافظ الدولة أو مساعده الذي يقدم مذاكراته‪ .6‬ويتمثل‬
‫دور اللجنة الدائمة في إبداء رأيها في مشاريع القوانين المعروضة عليها من طرف الحكومة فإذا‬
‫كانت االستشارة تناط بالجمعية العامة في األوضاع العادية فإنها تسند إلى اللجنة الدائمة في‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.657‬‬


‫‪ -7‬قانون عضوي رقم ‪ 51-98‬مؤرخ في ‪ 65‬ماي ‪ 1998‬متعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ ،62‬صادرة بتاريخ ‪ 1‬يوليو ‪.1998‬‬
‫‪ -3‬خلوفي رشيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.195‬‬
‫‪ -4‬تنص المادة ‪ 69‬من القانون العضوي رقم ‪ 51-98‬المتعلق بمجلس الدولة ''يعين ممثلوا كل و ازرة الذين يحضرون‬
‫جلسات الجمعية العامة واللجنة الدائمة في القضايا التابعة لقطاعاتهم من بين أصحاب الوظائف العليا برتبة مدير إدارة‬
‫مركزية على األقل"‬
‫‪ -5‬خلوفي رشيد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ -6‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري (التنظيم اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.178‬‬

‫‪28‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫الحاالت االستثنائية التي ينبه رئيس الحكومة على استعجالها مما قد يمس باستقاللية المجلس‪،‬‬
‫وفي كل األحوال فإن مجلس الدولة يبدي رأيه حول مشاريع القوانين في شكل تقرير نهائي يحرر‬
‫باللغة العربية وقد يكون مرفوقا بالترجمة‪ 1‬إلى لغة أجنبية‪ ،‬ويتضمن هذا التقرير اقتراحات ترمي إلى‬
‫إثراء النص واما إلى تعديله واما إلى سحبه عندما يحتوي على مقتضيات قد يصرح بعدم‬
‫‪2‬‬
‫دستوريتها‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمداوالت فتكون بأغلبية أصوات األعضاء الحاضرين وذلك مراعاة ألحكام المادة‬
‫‪ 62‬من القانون العضوي رقم ‪ 51-98‬المتعلق بمجلس الدولة ويكون صوت الرئيس مرجحا في‬
‫‪3‬‬
‫حالة تعادل األصوات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫الهيئات األخرى‬

‫تتمثل بقية الهيئات غير القضائية في كل من‪ :‬مكتب مجلس الدولة‪ ،‬وامانة ضبط مجلس‬
‫الدولة واألقسام التقنية والمصالح اإلدارية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مكتب مجلس الدولة‬


‫يتشكل من رئيس مجلس الدولة ‪ ،‬ومحافظ الدولة ونائب رئيس مجلس الدولة ورؤساء الغرف‬
‫وعميدي رؤساء األقسام والمستشارين‪ ،‬أما بالنسبة الختصاصاته فتتمثل في إعداد النظام الداخلي‬
‫لمجلس الدولة والمصادقة عليه وتقديم رأيه في توزيع المهام على قضاة المجلس‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري (مجلس الدولة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬عالم الياس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ -4‬عمور سالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪29‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫باإلضافة إلى االختصاصات األخرى التي يحددها النظام الداخلي على حد ما نصت عليه‬
‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 75‬من القانون العضوي ‪ 51-98‬المتعلق بمجلس الدولة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أمانة الضبط‬
‫جاءت المواد ‪ 7‬و ‪ 6‬من القانون العضوي ‪ 16-11‬المعدل و المتمم للقانون ‪51-98‬‬
‫المتعلق باختصاصات مجلس الدولة تنصت على أن لمجلس الدولة أمانة ضبط تتشكل من أمانة‬
‫ضبط مركزية و أمانة ضبط للغرف و األقسام ‪ ،‬و يشرف أمانة الضبط المركزية قاضي يعين بقرار‬
‫من وزير العدل حافظ األختام‪ ،‬أما أمانة ضبط الغرف فيشرف عليها مستخدم من سلك أمناء أقسام‬
‫‪2‬‬
‫الضبط‪ ،‬و يتم تعينه بأمر من رئيس مجلس الدولة‬
‫ثالثا‪ :‬األقسام التقنية والمصالح اإلدارية‬
‫توجد بجانب الهيئات القضائية واالستشارية هيئات إدارية أخرى نصت عليها المادة ‪ 12‬من‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 51-98‬بحيث يلحق بمجلس الدولة أقسام تقنية ومصالح إدارية تابعة لألمين‬
‫العام لمجلس الدولة وهي تحت سلطة رئيس مجلس الدولة‪ ،‬ويتم تعيين رؤساء المصالح واألقسام‬
‫حسب كيفيات تحدد عن طريق التنظيم وبناء على اقتراح من وزير العدل بعد أخذ رأي مجلس‬
‫الدولة‪.‬‬
‫وتعتبر وظائف رؤساء األقسام التقنية والمصالح اإلدارية التابعة للمجلس وظائف عليا في‬
‫الدولة نظ ار للدور الكبير الذي تقوم به على مستوى مجلس الدولة ووفقا ألحكام المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 788-95‬المؤرخ في ‪ 75‬جويلية ‪ ،1995‬فإنه يمكن تقسيم هذه الهيئات إلى قسمين‪:3‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 75‬من القانون رقم ‪ 51-98‬المتعلق بمجلس الدولة على " يختص مكتب مجلس الدولة بما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1‬إعداد النظام الداخلي لمجلس الدولة و المصادقة عليه‪.‬‬
‫‪ .7‬إبداء الرأي في توزيع المهام على قضاة مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ .6‬اتخاذ اإلجراءات التنظيمية قصد السير الحسن للمجلس‪.‬‬
‫‪ .5‬إعداد البرنامج السنوي للمجلس‪.‬‬
‫‪ .5‬إضافة إلى االختصاصات األخرى المخولة له بموجب النظام الداخلي‪".‬‬
‫‪-7‬‬
‫خالد بوديس‪ ،‬عبد الرحيم نعمون‪ ،‬التنظيم القضائي اإلداري الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة ‪ 58‬ماي‬
‫‪ ، 1955‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قالمة‪ ،7515 ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ -3‬خلوفي رشيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.197‬‬

‫‪30‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ )1‬قسم اإلدارة والمصالح‪ :‬يتضمن هذا القسم أربعة مصالح تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬مصلحة الموظفين والتكوين‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة الميزانية والمحاسبة‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة الوسائل العامة‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة اإلعالم اآللي‪.‬‬
‫‪ )7‬قسم الوثائق‪ :‬بالنسبة لهذا القسم فإنه يشمل المصالح التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مصلحة االجتهاد القضائي والتشريع‬
‫‪ -‬مصلحة مجلة مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬مصلحة األرشيف‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مصلحة الترجمة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫محكمة التنازع‬
‫تفصل محكمة التنازع في حاالت تنازع االختصاص بين هيئات القضاء العادي و هيئات‬
‫القضاء اإلداري حسب ما نصت عليه المادة ‪ 171‬فقرة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 11-11‬المتضمن‬
‫التعديل الدستوري‪ ،2‬نص القانون العضوي المتعلق بالتنظيم القضائي على اضطالع محكمة التنازع‬
‫على هذه الحالة بالفصل فيها بق اررات غير قابلة ألي طعن‪.3‬‬
‫و قد أنشات محكمة التنازع بموجب المادة ‪ 171‬من دستور ‪ 41991‬بعد أن تم إنشاء مجلس‬
‫الدولة و تكريس القضاء اإلداري كقضاء مستقل عن القضاء العادي ينفرد باختصاصات وتنظيم و‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري (مجلس الدولة)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 51-16‬متضمن التعديل الدستوري‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬الطيب بلعيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55،‬‬
‫‪ -4‬تنص المادة‪ 121‬الفقرة األخيرة من دستور ‪ 1996‬على" تؤسس محكمة تنازع تتولى الفصل في حاالت تنازع‬
‫االختصاص بين المحكمة العليا و مجلس الدولة " دستور‪ 78‬نوفمبر‪ 1966‬المعدل بمقتضى القانون ‪ 59-58‬المؤرخ في‬
‫‪ 15‬نوفمبر المتضمن التعديل الدستوري(الجريدة الرسميةرقم‪ 66‬الصادرة في‪ 15‬نوفمبر‪.)7558‬‬

‫‪31‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫سير مميزين‪ ،‬و قد حدد القانون العضوي رقم‪ 10-99‬المؤرخ في ‪ 10‬جوان‪ 1999‬اختصاص‬
‫وتنظيم و سير هذه المحكمة‪ ،1‬وهذا ما سنتطرق إليه من خالل ما يلي‪:‬‬
‫الفرع االول‬
‫تعريف محكمة التنازع‬
‫هيئة قضائية أعلى من هيئات القضاء العادي و من هيئات القضاء اإلداري‪ ،‬وهي مستقلة‬
‫عنها تتولى الفصل في حاالت تنازع االختصاص بين القضاء اإلداري والقضاء العادي‪ ،‬وقبل‬
‫إنشائها كان اختصاص الفصل في حاالت التنازع يعود إلى رئيس الدولة وتصدر أحكام محكمة‬
‫التنازع بالدرجة االبتدائية و النهائية و تحمل اسم ق اررات بعد سماع مقرر ومفوض احدهما من‬
‫بين األعضاء المعينين من القضاة اإلداريين و ثانيهما من بين األعضاء المعينين من القضاة‬
‫العاديين‪.2‬‬
‫تنفرد محكمة التنازع عن غيرها من الهيئات القضائية بحماية قواعد االختصاص الوظيفي‬
‫في الدولة‪ ،‬من خالل إجبار جهتي القضاء اإلداري و العادي دون تمييز على احترام هذه القواعد‬
‫وتطبيقها تطبيقا صحيحا وبالرجوع إلى المادة ‪ 56‬من القانون العضوي ‪ 56-98‬نجد انه قد نص‬
‫على انه "تختص محكمة التنازع بالفصل في تنازع االختصاص بين الجهات القضائية الخاضعة‬
‫للنظام القضائي العادي‪ ،‬والجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي اإلداري‪ ،‬حسب الشروط‬
‫المحددة في هذا القانون‪".3‬‬

‫‪ -1‬عبد السالم ديب‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجديد‪( ،‬ط ‪ )7‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،7511 ،‬ص‪55،‬‬
‫‪2‬مسعود شيهوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.157،‬‬
‫‪ -3‬قانون عضوي رقم ‪ 56-98‬مؤرخ في ‪ 65‬ماي ‪ 1998‬متعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و عملها‪،‬‬
‫جريدة رسمية رقم ‪ 69‬صادرة بتاريخ ‪ 1‬يونيو‪.1998‬‬

‫‪32‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‬
‫خصوصية محكمة التنازع‬
‫محكمة التنازع تابعة للنظام القضائي باعتبارها مؤسسة قضائية دستورية مستقلة عن جهات‬
‫القضاء اإلداري والعادي‪ ،‬وليست مؤسسة إدارية فهي تقع خارج هرمي التنظيمين القضائيين‬
‫اإلداري والعادي‪ ،‬و من ثمة لها وضع متميز و مكانة خاصة‪ ،1‬وتتميز بخصائص ذاتية أهمها‪:‬‬
‫‪-1‬إن محكمة التنازع هي تنظيم قضائي بحت في تكوينها و إجراءات و أساليب سير عملها‪.‬‬
‫‪-7‬إن قضاء محكمة التنازع قضاء تحكيمي وليس باختصاص عام حيث أنها تضطلع بمهمة‬
‫النظر و الفصل في حاالت التنازع الموجودة و القائمة بين القضاء العادي و اإلداري‪.‬‬
‫‪-6‬إن قضاء محكمة التنازع هو قضاء متساوي األعضاء إذ تضم نفس عدد القضاة في المحكمة‬
‫العليا و مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪-5‬هي ذو طبيعة خاصة‪ ،‬فهي ليست بالقضاء االبتدائي أو قضاء االستئناف أو بقضاء النقض‪،‬‬
‫و إنما هو قضاء التحديد و التحكيم و الفصل في حاالت االختالف و التنازع بين جهات القضاء‬
‫‪2‬‬
‫العادي و جهات القضاء اإلداري‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -5‬محكمة التنازع محكمة مستقلة عن جهات القضاء العادي و جهات القضاء اإلداري‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫تنظيم محكمة التنازع‬
‫تهدف قواعد تنظيم محكمة التنازع إلى تكريس مبدأ التناوب والتمثيل المزدوج الناتج عن‬
‫ازدواجية الهياكل القضائية و بالتالي ضمان التوازن بين القضاء العادي والقضاء اإلداري‪.4‬‬

‫‪ -1‬عمور سالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬


‫‪ -2‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الجزائر‪ ،7555 ،‬ص‪.168،‬‬
‫‪3‬عمار بوضياف مرجع سابق‪ ،‬ص‪. -85،‬‬
‫‪4‬خلوفي رشيد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪-.727،‬‬

‫‪33‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫إذا تحققت هذه المبادئ في محكمة التنازع بوجود نظامين قانونين لكل من القاضي اإلداري‬
‫والقاضي العادي فإن التمثيل المزدوج في محكمة التنازع في الجزائر يكتسي طابعا شكليا الن كل‬
‫من قضاة القضاء اإلداري وقضاة القضاء العادي ينتمون إلى نظام قانوني واحد يتمثل في النظام‬
‫‪1‬‬
‫القانوني للقضاء كما نصت عليه المادة الخامسة من القانون العضوي رقم‪.56-98‬‬
‫و تضمنت أيضا المادتين‪ 17‬و ‪ 16‬أنه لصحة مداوالت محكمة التنازع يجب أن تكون‬
‫مشكلة من ‪ 55‬أعضاء على األقل من بينهم عضوان من المحكمة العليا و عضوان من مجلس‬
‫الدولة برئاسة رئيس محكمة التنازع ‪ ،‬وفي حالة حدوث مانع لحضور هذا األخير يخلفه القاضي‬
‫األكثر اقدمية ال ينتمي إلى الجهة القضائية التي ترأس محكمة التنازع و هذا ال يخدم مبدأ التناوب‬
‫خاصة أنهم كلهم خاضعون للقانون األساسي للقضاء و عليه فانه من األفضل لفكرة التناوب في‬
‫حالة وجود مانع لرئيس محكمة التنازع أن يخلفه القاضي األكثر أقدمية ضمن القضاة الممثلين‬
‫لنفس الجهة التي ينتمي إليها الرئيس‪.‬‬
‫أما المواد‪ 72‬و‪ 78‬و‪ 79‬من نفس القانون فنصت على أن محكمة التنازع تعقد جلساتها‬
‫بدعوة من رئيسها و هو الذي يشرف على ضبط الجلسة كما تفصل في الدعاوى المرفوعة أمامها‬
‫بمقتضى ق اررات تتخذ بأغلبية األصوات‪ ،‬و في حالة تساويها يرجح رأي الرئيس و هذا خالل ‪56‬‬
‫أشهر ابتدءا من تاريخ تسجيلها‪ ،‬كما أحالت المادتان ‪ 16‬و ‪ 15‬إعداد النظام الداخلي لمحكمة‬
‫التنازع و الموافقة عليه من طرف أعضائها والذي يحدد كيفيات عملها خاصة استدعاء األعضاء‬
‫‪2‬‬
‫وتوزيع الملفات وكيفية إعداد التقارير‬
‫الفرع الرابع‬
‫اختصاصات محكمة التنازع‬
‫انطالقا من المادتين‪ 171‬و ‪ 171‬من الدستور و المواد ‪ 11‬إلى ‪ 19‬من القانون العضوي‬
‫رقم ‪ 10-99‬المتعلق بمحكمة التنازع يستخلص أن اختصاص محكمة التنازع خاص ومحدد قانونا‬

‫‪1‬‬
‫تنص المادة ‪ 5‬من القانون رقم ‪ 56-89‬المتعلق باختصاصات محكمة التنازع تنظيمها و عملها على " يخضع قضاة‬ ‫‪-‬‬

‫محكمة التنازع للقانون األساسي للقضاء "‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬عمور سالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪34‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫يقتصر على حل مسألة تنازع االختصاص بين درجات القضاء العادي واإلداري دون التطرق إلى‬
‫موضوع الدعوى المنشورة أمامها إال في حالة ما إذا كان النظر في الموضوع ضروري لتحديد‬
‫الجهة القضائية المختصة و على هذا األساس يمكن تقسيم حاالت التنازع وفقا لمايلي‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬حالة تنازع االختصاص االيجابي‬
‫يعتبر تنازع االختصاص االيجابي الصورة األولى المذكورة في القانون العضوي رقم ‪10-99‬‬
‫الذي عرفها في المادة ‪ 11‬الفقرة األولى منه‪ ، 2‬و يجرنا البحث من مفهوم تنازع االختصاص‬
‫االيجابي إلى ذكر نفس المفهوم في القانون الفرنسي الذي اثر بشكل كبير على نظام االزدواجية‬
‫القضائية في الجزائر وحسب هذا المفهوم تتحقق حالة تنازع االختصاص االيجابي عندما تقضي‬
‫درجة قضائية تابعة للقضاء العادي باختصاصه في الفصل في نزاع معين تعتبره اإلدارة من‬
‫اختصاص القضاء اإلداري‪ ،3‬فالتنازع االيجابي يتحقق عندما تقر كل من جهة القضاء اإلداري‬
‫وجهة القضاء العادي باختصاصها في الفصل في دعوى معينة ‪ ،‬فتتدخل محكمة التنازع لحل‬
‫الن ازع بعدما يرفع إليها محافظ الدولة حالة التنازع االيجابي و ذلك قبل صدور الحكم النهائي في‬
‫الدعوى من احد جهات النظامين القضائيين‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬حالة تنازع االختصاص السلبي‬
‫يكون هناك تنازع سلبي عندما تصرح كل من هيئات القضاء اإلداري و القضاء العادي بعدم‬
‫اختصاصها بالنظر في النزاع فحالة التنازع السلبي عكس التنازع االيجابي الن التنازع في هذه‬
‫الحالة‪ 5‬مقرر لصالح الطرفين (إدارة و أفراد) فلكل طرف حق اللجوء إلى محكمة التنازع التي تلغي‬
‫احد الحكمين‪ ، 6‬فالتنازع السلبي وضعية قانونية مخالفة لوضعية التنازع االيجابي تماما كان يرفع‬
‫شخص دعوى أمام جهة القضاء العادي فتقضي بعدم اختصاصها فيتجه إلى القضاء اإلداري‬

‫‪1‬عمور سالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪-.61‬‬


‫‪ -2‬خلوفي رشيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.787‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.787‬‬
‫‪ -4‬عوابدي عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -5‬مسعود شيهوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.152‬‬
‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.185‬‬

‫‪35‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫فيصدر ذلك القرار وهو ما يعني أننا أمام حالة إنكار العدالة‪ 1‬ولتحقيق حالة التنازع السلبي يجب‬
‫توفر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون الحكم بعدم االختصاص بالدعوى من إحدى الجهات القضائية القائم على‬
‫أساس االعتقاد باختصاص الجهة القضائية األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن ترفع الدعوى أمام كل من الجهتين القضائيتين اإلدارية و العادية فتحكم كل منها‬
‫بعدم اختصاصها في الدعوى‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن ينصب الحكم بعدم االختصاص من جهات القضاء اإلداري و جهات القضاء‬
‫العادي منصب على نفس النزاع أو الدعوى‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬حالة تناقض األحكام النهائية‬
‫إن محكمة التنازع تتدخل في التنازع االيجابي و السلبي و كذلك بعد إحالة من القاضي‬
‫لتحديد الجهة القضائية المختصة و ال يتطرق القاضي إلى موضوع القضية إال في حالة الضرورة‬
‫أي عندما ال يمكن تحديد الجهة القضائية المختصة إال بعد البحث في الموضوع‪3‬فتقام حالة التنازع‬
‫في ح الة صدور أحكام متناقضة بين جهات القضاء اإلداري و جهات القضاء العادي أمام محكمة‬
‫التنازع طبقا إلجراءات حل التنازع السلبي و طبقا ألحكام القانون المتعلق بتنظيم كيفية حل التنازع‬
‫عن طريق صدور أحكام متناقضة من جهات القضاء العادي و جهات القضاء اإلداري‪ 4‬و يشترط‬
‫لوجود حالة تنازع في صورة أحكام متناقضة توفر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن يصدر الحكمان بصفة نهائية ‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون الحكمين الصادرين متناقضين في مضمونهما وأثارهما القانونية والقضائية‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون الحكمين منصبين على نفس الموضوع‪.‬‬

‫‪ -1‬عباس أمال‪ ،‬محكمة التنازع و عملها القضائي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬الجزائر‪ ،7515/7559 ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -7‬عمار عوابدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪157‬‬
‫‪ -6‬خلوفي رشيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪796.6‬‬
‫‪-5‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.156‬‬

‫‪36‬‬
‫الهياكل المادية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫رابعا‪ :‬حالة التنازع على أساس اإلحالة‬


‫تختلف هذه الحالة عن الحاالت السابقة من حيث اإلجراءات ‪ ،‬فاإلجراءات هنا تحرك من‬
‫قبل هيئة قضائي ة‪، 1‬ويقصد باإلحالة هنا إخطار قاضي محكمة التنازع قبل وجود نزاع بعدم‬
‫اختصاصه وبالتالي فان إخطار محكمة التنازع له طابع وقائي ‪ ،2‬و من بين الشروط الواجب‬
‫توفرها إلخطار محكمة التنازع‪:‬‬
‫أن يكون هناك جهة قضائية‪.‬‬
‫وجود قرار أول قاضي باختصاص أو عدم االختصاص‪.‬‬
‫احتمال وقوع تناقض في الحكام القضائية يعود تقديره لقاضي ثاني‪.3‬‬
‫من خالل ما سقناه تبين لنا آن محكمة التنازع لعبت دو ار بار از رغم حداثة تجربتها في الدفاع‬
‫على قواعد االختصاص النوعي ‪ ،‬وفي فرض هذه القواعد على مختلف جهات القضاء العادي‬
‫واإلداري‪ ،‬وذهبت محكمة التنازع إلى إعطاء تفسير صحيح و دقيق لمعنى االختصاص الواجب‬
‫عرضه على محكمة التنازع ‪ ،‬بحيث أنها تمارس دور الرقيب و الحارس لقواعد االختصاص‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫مسعود شيهوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪-2‬عباس أمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ -3‬خلوفي رشيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.795‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫يتكون مرفق القضاء في محتواه البشري من القضاة الذين يساعدهم أعوان ومساعدين‪،‬‬
‫ّ‬
‫ويؤدون أعمالهم القضائية ضمن األجهزة القضائية‪ ،‬ويتابع الحياة المهنية للقضاة أجهزة تسمى‬
‫أجهزة اإلدارة القضائية‪ ،‬وسنتطرق في هذا الفصل إلى المحتوى البشري لمرفق القضاء وسنولي‬
‫التركيز واالهتمام على أهم الجوانب على ضوء التعديالت األخيرة‪ ،‬نعالج التشكيلة البشرية للقضاء‬
‫العادي (المبحث األول) والتشكيلة البشرية للقضاء اإلداري (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‬

‫التركيبة البشرية للقضاء العادي‬

‫يقوم بالعمل القضائي قاض محترف يساعده في ذلك موظفون عموميون يقومون باألعمال‬
‫اإلدارية الالزمة‪ ،‬سواءا داخل الجهات القضائية أم خارجها‪ 1،‬وينقسم رجال القضاء إلى طائفتين‬
‫تسمى الطائفة األولى برجال القضاء الجالسون ألنهم يمارسون أعمالهم وهم جلوس وتسمى الطائفة‬
‫الثانية برجال القضاء الواقفون ألنهم يؤدون عملهم عادة وهم وقوف‪ 2.‬وهذا ما سنتناوله تفصيال‬
‫التركيبة البشرية في المحاكم (المطلب األول) التركيبة البشرية في المجالس القضائية (المطلب‬
‫الثاني) والتركيبة البشرية بالنسبة للمحكمة العليا (المطلب الثالث)‬

‫المطلب األول‬

‫التركيبة البشرية في المحاكم‬

‫يشرف على سير المحكمة رئيس معين من بين قضاتها بموجب قرار من وزير العدل‪،‬‬
‫ويساعده نائب الرئيس‪ ،‬ويتم توزيع القضاة على مختلف األقسام التي تتشكل منها المحكمة بناءا‬
‫على أمر يصدره رئيس المحكمة بعد استشارة وكيل الجمهورية يبين فيه توزيع القضاة على األقسام‬
‫المختلفة الموجودة في المحكمة مع تحديد عدد الجلسات وطبيعتها واليوم الذي تعقد فيه‪ ،‬ذلك قبل‬
‫حلول العطلة القضائية بشهرين‪ ،‬ويمكن لرئيس المحكمة أن يعدل هذا األمر إذا ما اقتضت‬
‫الضرورة وذلك خالل السنة القضائية‪ ،‬ويشترط تصديق وزير العدل على هذا األمر‪.3‬‬

‫‪-1‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪( ،‬د‪ ،‬ب‪ ،‬ن)‪،2002 ،‬‬
‫ص‪.101‬‬
‫‪ -2‬أمال بن ناصر‪ ،‬حليمة دباح‪ ،‬التنظيم القضائي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الليسانس في الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬قسنطينة‪ ،2012-2012 ،‬ص‪.66‬‬
‫‪-3‬صاش جازية‪ ،‬االختصاص القضائي بالدعوى االدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪،‬‬
‫معهد الحقوق و العلوم االدارية‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د ‪ ،‬س)‪ ،‬ص‪.66‬‬

‫‪40‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫وتتشكل المحكمة حسب نص المادة ‪ 12‬من األمر ‪ 11- 00‬المتعلق بالتنظيم القضائي من‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس المحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬نائب رئيس المحكمة‪.‬‬
‫‪ -‬قضاة‪.‬‬
‫‪ -‬قاضي التحقيق أو أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬قاضي األحداث أو أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬وكيل جمهورية ووكالء جمهورية مساعدين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬أمانة الضبط‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫رئيس و نائب المحكمة‬

‫يشرف على تسيير المحكمة رئيس ويساعده نائب الرئيس‪ ،‬ويكون كل فرع من فروع‬
‫المحكمة تحت إشراف الرئيس‪ ،‬وكما أشرنا إليه سابقا فإن المحاكم هي قائمة على نظام القاضي‬
‫الفرد لمحكمة تتشكل من القاضي وهو رئيسها وبعضوية مساعدين من العمال ولهما صوت‬
‫‪2‬‬
‫استشاري فقط‪.‬‬

‫يجوز لرئيس المحكمة أن يترأس أية غرفة أو قسم‪ ،‬وكما نصت المادة ‪ 11‬من الق ع رقم‬
‫‪ 11-00‬على أنه في حالة حدوث مانع لرئيس المحكمة ينوبه نائب رئيس المحكمة واذا تعذر ذلك‬
‫ينوبه أقدم قاضي يعين بموجب أمر من رئيس المجلس القضائي‪ ،‬وتناولت المادة ‪ 16‬من نفس‬
‫القانون على أنه يحدد رئيس المحكمة بموجب أمر وبعد استطالع رأي وكيل الجمهورية توزيع‬
‫‪3‬‬
‫قضاة الحكم في بداية كل سنة قضائية على األقسام أو الفروع عند االقتضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 11-00‬متعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.140‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 11‬و ‪ 16‬من القانون العضويرقم‪ 11-00‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫طبقا للمادة ‪ 241‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬يجب أن تصدر أحكام المحكمة من‬
‫القاضي الذي يترأس جميع جلسات الدعوى واال كانت باطلة‪ 1،‬ويتمتع رئيس المحكمة بعدة سلطات‬
‫من أجل ضبط الجلسات وادارة المرافعات وهي ضبط حسن سير الجلسة وفرض االحترام الكامل‬
‫لهيئة المحكمة واتخاذ أي إجراء يراه مناسبا إلظهار الحقيقة‪ ،‬فرئيس المحكمة باعتباره قاضيا كباقي‬
‫قضاة الحكم يجلس ليفصل في منازعات خولت له بموجب القانون‪ 2‬يتمتع بصالحيات يمارسها‬
‫أثناء إجراء المرافعات وهي‪:‬‬

‫اإلعالن عن األطراف والشهود والخبراء‪.‬‬

‫التحقق من حضور المتهم وهويته ويعرف باإلجراء الذي رفعت به الدعوى أمامه‪.‬‬

‫التحقق من حضور المسؤول المدني والمدعى المدني والشهود أو غيابهم‪.‬‬

‫انتداب محامي للمتهم وتلقي أقواله‪.‬‬

‫تحديد تاريخ استمرار الجلسة في حالة عدم إنهاء المرافعات أثناء الجلسة نفسها واخطار‬
‫‪3‬‬
‫أطراف الدعوى الحاضرين باليوم الذي سيطبق فيه الحكم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫القضاة‬

‫القضاة هم بالدرجة األولى من يساهمون أساسا في تسيير مرفق القضاء بتقديم الخدمات‬
‫للمتقاضين سواءا كانت هذه الخدمة تتعلق باألوامر الوالئية أو بالفصل في الخصومات القضائية‬
‫المعروضة عليهم حسب االختصاص المحدد قانونا‪ ،‬وبموجب ذلك كل من يتولى منصبا في‬

‫‪ -1‬مرسوم تشريعي رقم ‪ 06-62‬مؤرخ في ‪ 16‬أفريل ‪ ،1662‬يعدل األمر رقم ‪ 100-66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪،1666‬‬
‫والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 20‬الصادرة بتاريخ ‪ 20‬أفريل ‪.1662‬‬
‫‪ -2‬شريفي عبد الرحمان‪ ،‬رئيس المحكمة‪ ،‬مذكرة لنيل اجازة المحكمة العليا للقضاء‪ ،‬المدرسة العليا‬
‫للقضاء‪ ،3002/3002،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ -3‬قانون عضوي رقم ‪ ،11-04‬مؤرخ في ‪ 6‬سبتمبر ‪ 2004‬متضمن القانون األساسي للقضاء‪ ،‬ج ر ع ‪ 01‬صادرة بتاريخ‬
‫‪ 08‬سبتمبر ‪.2004‬‬

‫‪42‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫القضاء أو يحتل مرك از قانونيا يعتبر قاضيا‪ ،‬إذ نصت المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 11-04‬المتعلق‬
‫‪1‬‬
‫بالقانون األساسي للقضاء المؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر ‪ 2004‬على ذلك‪.‬‬

‫تخضع هذه المهنة لقواعد معينة منها ما يتعلق بالتعيين والحقوق والواجبات وسنتطرق لذلك‬
‫تفصيال‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعيين القضاة‬

‫يعين القضاة بموجب مرسوم رئاسي بناءا على اقتراح من وزير العدل وبعد مداولة المجلس‬
‫‪2‬‬
‫األعلى للقضاء‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 04‬من القانون ‪ 11-04‬على أنه‪'' :‬يؤدي القضاة عند تعيينهم األول وقبل‬
‫توليهم وظائفهم اليمين التالية‪'' :‬أقسم باهلل العلي العظيم أن أقوم بمهمتي بعناية واخالص‪ ،‬وأن‬
‫أحكم وفقا لمبادئ الشرعية والمساواة وأن أكتم سر المداوالت وأن أسلك في كل الظروف سلوك‬
‫القاضي النزيه والوفي لمبادئ العدالة واهلل على ما أقوله شهيد''‪.‬‬

‫‪ -‬تؤدي اليمين أمام المجلس القضائي الذي عين القاضي في دائرة اختصاصه بالنسبة إلى قضاة‬
‫النظام القضائي العادي‪.‬‬

‫‪ -‬يحرر في كل األحوال محضر أداء اليمين‪.‬‬

‫‪ -‬ينصب القضاة في وظائفهم أثناء جلسة احتفالية تعقدها الجهة القضائية التي يعينون فيها‪،‬‬
‫ويحرر محضر تنصيبهم‪.‬‬

‫‪ -‬يمسك لكل قاض ملف إداري خاص به‪ ،‬يشمل على الخصوص المستندات المتعلقة بحالته‬
‫المدنية ووضعيته العائلية والوثائق المتعلقة بمساره المهني‪.‬‬

‫‪ -1‬خليل بوصنبورة‪ ،‬الوسيط في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬نوميديا للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫قسنطينة‪ ،2010 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -2‬طاهري حسين ‪ ،‬التنظيم القضائي الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2008 ،‬‬
‫ص‪.00‬‬

‫‪43‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يمسك رؤساء النيابة العامة ومحافظو الدولة ملفات القضاة الذين هم تحت سلطتهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬واجبات القضاة‬

‫تناول المشرع الجزائري واجبات القضاة في القانون العضوي رقم ‪ 11-04‬المتضمن القانون‬
‫األساسي للقضاء وذلك في المواد من ‪ 01‬إلى ‪ 20‬المتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫على القاضي أن يلتزم في كل الظروف بواجب التحفظ واتقاء الشبهات والسلوكات الماسة‬
‫بحياده واستقالليته‪ ،‬وعلى القاضي أن يصدر أحكامه طبقا للمبادئ الشرعية والمساواة‪ ،‬وال يخضع‬
‫في ذلك إالّ للقانون‪ ،‬وأن يحرص على حماية المصلحة العليا للمجتمع‪ ،‬ويجب على القاضي أن‬
‫يعطي العناية الالزمة لعمله‪ ،‬وأن يتحلى باإلخالص والعدل‪ ،‬وأن يسلك سلوك القاضي النزيه‬
‫والوفي لمبادئ العدالة ويجب عليه أن يفصل في القضايا المعروضة عليه في أحسن اآلجال مع‬
‫سرية المداوالت وأال يطلع أيا كان على معلومات تتعلق بالملفات القضائية‪ ،‬إال إذا نص القانون‬
‫صراحة على خالف ذلك‪.‬‬

‫يمنع على القاضي القيام بأي عمل فردي أو جماعي من شأنه أن يؤدي إلى وقف أو‬
‫عرقلة سير العمل القضائي أو المشاركة في أي إضراب أو التحريض عليه‪.‬‬

‫يجب على القاضي المنتمي إلى أية جمعية‪ ،‬أن يصرح إلى وزير العدل بذلك ليتمكن هذا‬
‫‪2‬‬
‫األخير عند االقتضاء من اتخاذ التدابير الضرورية للمحافظة على استقاللية القضاء‪.‬‬

‫يمنع على القاضي االنتماء إلى أي حزب سياسي‪ ،‬أو ممارسة أية وظيفة أخرى عمومية‬
‫كانت أم خاصة تحقق ربحا‪ ،‬إال أنه بإمكانه ممارسة التعليم بترخيص من وزير العدل‪ ،‬ويمنع على‬
‫كل قاض أن يملك في مؤسسة بنفسه أو بواسطة الغير تحت أية تسمية‪ ،‬مصالح يمكن أن تشكل‬
‫عائقا للممارسة الطبيعية لمهامه‪ ،‬أو تمس باستقاللية القضاء بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون عضوي رقم ‪ ،11-04‬متضمن القانون األساسي للقضاء‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬طاهري حسين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪44‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫ال يمكن أن يعمل القاضي بالجهة القضائية التي يوجد بدائرة اختصاصها مكتب زوجه‬
‫الذي يمارس مهنة المحاماة‪ ،‬واذا كان زوج القاضي يمارس نشاطا خاصا يدر ربحا‪ ،‬وجب على‬
‫القاضي التصريح بذلك لوزير العدل ليتخذ عند االقتضاء التدابير الالزمة للحفاظ على استقاللية‬
‫القضاء وكرامة المهنة‪.‬‬

‫يجب على القاضي أن يتقيد في كل الظروف سلوك يليق بشرف وكرامة مهنته‪.‬‬

‫يكتتب القاضي وجوبا تصريحا بممتلكاته ويجدد وجوبا التصريح كل خمسة سنوات‪ ،‬وعند كل تعيين‬
‫‪1‬‬
‫في وظيفة نوعية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬حقوق القضاة‬

‫وفقا للنظام األساسي للقضاء‪ ،‬فإن القضاة يتمتعون أثناء ممارستهم الحرة لرسالتهم في‬
‫‪2‬‬
‫في دستور ‪1666‬‬ ‫خدمة الشعب‪ ،‬بحماية ضد كل تدخل في عملهم‪ ،‬وقد تكررت هذه الفكرة‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 166‬على أن "القاضي محمي من كل أشكال الضغوط والتدخالت والمناورات‬
‫التي قد تضر بأداء مهمته أو تمس نزاهة حكمه"‪ 3‬وقد تضمن القانون العضوي رقم ‪11-04‬‬
‫أحكاما جديدة تستجيب لتوصيات اللجنة الوطنية إلصالح العدالة والتي من شأنها إعطاء القاضي‬
‫المكانة الالئقة به وتدعيم استقالليته‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬الحماية من كل أشكال الضغوطات التي قد تمارس ضده أثناء تأدية مهامه‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان حق االستقرار لقاضي الحكم‪ ،‬إذ ال يجوز نقله دون موافقته إال من طرف المجلس‬
‫األعلى للقضاء خالل الحركة السنوية للقضاء في حالة ضرورة المصلحة وحسن سير العدالة‪.‬‬

‫‪ -1‬حمدي باشا عمر‪ ،‬مجمع النصوص التي تحكم جهاز القضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ص ‪.14.10‬‬
‫‪ -2‬أحمد محيو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1662 ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -3‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمق ارطية الشعبية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 16‬المؤرخة في ‪ 08‬ديسمبر ‪ ،1666‬معدل‬
‫بالقانون ‪ 02-02‬في ‪ 10‬أفريل ‪ ،2002‬ج ر ع ‪ 20‬المؤرخة في ‪ 14‬أفريل ‪.2002‬‬

‫‪45‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تقاضي راتب مقبول يحسن مستواه المعيشي ويجعله في منأى عن الحاجة والمغريات مع توفير‬
‫سكن وظيفي‪.‬‬

‫‪ -‬إحداث إطار أحسن لمتابعة المسار الوظيفي وتقرير نظام تقاعد مقبول بالموازاة مع اإلطارات‬
‫‪1‬‬
‫السامية للدولة‪.‬‬

‫‪ -‬يتعين على الدولة أن تقوم بحماية القاضي من التهديدات أو السب أو القذف أو االعتداءات أيا‬
‫كانت طبيعتها التي يمكن أن يتعرض لها أثناء قيامه بوظائفه‪ ،‬وتقوم الدولة بتعويض الضرر‬
‫المباشر الناتج عن ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬ال يكون القاضي مسؤوال إال عن خطئه الشخصي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬يتمتع القاضي بالحق في العطل وفقا للتشريع المعمول به‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫قاضي التحقيق‬

‫يمارس مهام التحقيق القضائي في الجزائر قضاة يعينون لهذا الغرض من بين قضاة‬
‫الجمهورية‪ ،‬ويكون تعيين قضاة التحقيق حاليا بالمحاكم بموجب المادة ‪ 00‬من القانون األساسي‬
‫للقضاء الصادر في ‪ 6‬سبتمبر ‪ ،2004‬بمقتضى قرار من وزير العدل بعد استشارة المجلس‬
‫األعلى للقضاء‪ ،‬وقد يكون بإحدى المحاكم عدة قضاة تحقيق‪ ،‬ففي هذه الحالة فإن وكيل الجمهورية‬
‫يعين لكل تحقيق القاضي الذي يكلف بإجرائه ‪ ،3‬وبمقتضى المادة ‪ 10‬من ق‪.‬إ‪.‬ج أصبح يجوز‬
‫لوكيل الجمهورية إذا تطلبت خطورة القضية أو تشعبها أن يلحق بالقاضي المكلف بالتحقيق قاضي‬

‫‪-1‬آيت أودية بوجمعة‪ ،‬الندوة الوطنية حول إصالح العدالة‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص ص‬
‫‪.106 ،108‬‬
‫‪-2‬حمدي باشا عمر‪ ،‬مجمع النصوص التي تحكم القضاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.18-11‬‬
‫‪ -3‬محمد حزيط‪ ،‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار هومة (د‪ ،‬ب‪ ،‬ن)‪( ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ن)‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪46‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫أو عدة قضاة تحقيق آخرين سواء عند فتح التحقيق أو بناء على طلب من القاضي المكلف‬
‫‪1‬‬
‫بالتحقيق أثناء سير اإلجراءات‪.‬‬

‫يباشر قاضي التحقيق إجراء التحقيق عن طريق الطلب االفتتاحي المحال إليه من طرف وكيل‬
‫الجمهورية واما عن طريق غرفة االتهام الستكمال التحقيق واما عن طريق اإلدعاء المدني‪ 2‬ويقوم‬
‫قاضي التحقيق بسماع األطراف وبهذا الصدد يحرر المحاضر‪ ،‬ويراعي في ذلك الشروط الشكلية‬
‫والموضوعية مع إصدار أوامر التي نصت عليها ق‪.‬إ‪.‬ج وتكون أوامر قاضي التحقيق قابلة‬
‫لالستئناف إذ لوكيل الجمهورية استئناف أوامر قاضي التحقيق في أجل ثالثة أيام وللنائب العام‬
‫أجل عشرين يوم ويجوز كذلك للمتهم استئناف أوامر قاضي التحقيق في أجل ثالثة أيام من تاريخ‬
‫‪3‬‬
‫التبليغ‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬

‫قاضي األحداث‬

‫يعينون قضاة األحداث في المحاكم بموجب قرار صادر من وزير العدل لمدة ثالثة سنوات‪،‬‬
‫هذا بالنسبة للقضاة المتواجدين بالمحاكم مقر المجلس القضائي‪ ،‬أما بالنسبة لقضاة األحداث‬
‫للمحاكم األخرى يعينون بموجب أمر صادر عن رئيس المجلس القضائي بناءا على طلب النائب‬
‫‪4‬‬
‫العام‪.‬‬

‫يلعب قاضي األحداث دور تربوي بالنظر إلى شخصية وسن المته م‪ ، 5‬ويتشكل قسم‬
‫األحداث من قاضي رئيس ومن مساعدين اثنين‪.‬‬

‫‪-1‬قانون رقم ‪ 22-06‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2006‬يعدل و يتمم االمر رقم ‪ 100-66‬مؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪1666‬‬
‫المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 84‬صادرة بتاريخ ‪ 24‬ديسمبر ‪.2006‬‬
‫‪ -2‬يوسف دالندة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.62-62‬‬
‫‪-4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -5‬يعرف المتهم بأنه كل من اتخذ ضده إجراء من إجراءات التحقيق أو حركت ضده دعوى جنائية من طرف النيابة العامة‬
‫أو جهات التحقيق‪ ،‬أو تم القبض عليه أو اقتياده أو تفتيش مسكنه‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫يتابع قاضي األحداث تطور شخصية الحدث سواء وهو متواجد داخل المراكز أو في وسطه‬
‫العائلي أو المدرسي أو المهني‪ ،‬حتى يقدر التدبير المالئم له‪ ،‬وقاضي األحداث يقوم بدور التحقيق‬
‫والحكم في آن واحد‪ ،1‬وقد نص قانون اإلجراءات الجزائية في المادة ‪ 444‬على التدابير والعقوبات‬
‫الواجب تسليطها واخضاع الحدث لها المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬تسليمه لوالديه أو لوصيه أو لشخص جدير بالثقة‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق نظام اإلفراج عنه مع وضعه تحت المراقبة‪.‬‬
‫‪ -‬وضعه في منظمة أو مؤسسة عامة أو خاصة معدة للتهذيب أو التكوين المهني مؤهلة لهذا‬
‫الغرض‪.‬‬
‫‪ -‬وضعه في مؤسسة طبية أو طبية تربوية مؤهلة لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬وضعه في مصلحة عمومية مكلفة بالمساعدة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬وضعه في مدرسة داخلية صالحة إليواء األحداث المجرمين‪.‬‬
‫الفرع الخامس‬
‫وكيل الجمهورية‬
‫وكيل الجمهورية هو ممثل النيابة العامة في تحريك الدعوى العمومية أمام المحاكم وبهذه‬
‫الصفة خول له القانون التصرف في الملفات التي تصل إليه سواء عن طريق الضبطية القضائية‬
‫أو عن طريق الشكاوي التي تقدم له أو التي يحركها هو من تلقاء نفسه كل ذلك عمال بمبدأ‬
‫‪3‬‬
‫المالئمة ووفق أحكام ق‪.‬إ‪.‬ج والقوانين الخاصة‪.‬‬

‫ومن ثم له أن يقوم بحفظ الملف أو الملفات التي تصل إليه إذا تبين له عدم وجود ركن أو‬
‫أركان الجريمة لتحريك الدعوى العمومية‪ ،‬وله أن يحيل الدعوى أمام المحكمة سواء عن طريق‬

‫‪-1‬بن يربح رشيد‪ ،‬سلطات قاضي األحداث في اتخاذ و مراجعة التدابير المقررة في حق الحدث الجانح‪ ،‬مذكرة لنيل اجازة‬
‫المعهد الوطني للقضاء‪ ،‬المعهد الوطني للقضاء‪ ،2004/2002 ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪-2‬قانون رقم ‪02-82‬مؤرخ في ‪ 12‬فبراير ‪ ،1682‬متضمن قانون العقوبات‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ ،1‬صادرة بتاريخ ‪10‬‬
‫فبراير ‪.1682‬‬
‫‪-3‬راجع الموقع االلكتروني األتي‪ www.sonnaa-elhayat.com :‬تم االطالع عليه في ‪ 10‬افريل ‪ 2016‬على الساعة‬
‫‪.11:10‬‬

‫‪48‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫التكليف بالحضور للجلسة أو عن طريق التلبس أو أن يحيل الملف إلى قاضي التحقيق عن طريق‬
‫الطلب االفتتاحي‪.‬‬

‫لوكيل الجمهورية إصدار أمر بالحبس للمتهم بعد استجوابه عن هويته وعن األفعال‬
‫المنسوبة إليه مع مراعاة القيود المنصوص عليها قانونا باإلضافة إلى األعمال القضائية فهو يتمتع‬
‫‪1‬‬
‫بوظائف إدارية منها‪:‬‬

‫‪ -‬مباشرة دراسة ملفات الحالة المدنية‪.‬‬

‫‪ -‬تسليم رخص الدفن في حالة حوادث المرور التي تؤدي إلى الوفاة‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة رد االعتبار‪.‬‬

‫‪ -‬تسليم صحيفة السوابق العدلية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬تسليم رخص إيداع النشرات اإلعالمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫التركيبة البشرية على مستوى المجالس القضائية‬

‫يخضع المجلس القضائي في تسييره أثناء القيام بمهامه إلى مجموعة من األعضاء التي‬
‫تساهم وتسهر على حسن سير المجلس القضائي‪ ،3‬ونظ ار لتعدد المهام والوظائف على مستوى هذا‬
‫المجلس نصت المادة ‪ 1‬من القانون العضوي رقم ‪ 11-00‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪ 4‬بتحديد‬
‫التشكيلة البشرية للمجلس القضائي كل حسب مهامه الموكلة له وفي هذا الصدد نتعرض إلى‬
‫مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬يوسف دالندة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.64‬‬


‫‪ -2‬الموقع االلكتروني ‪ ، www.sonnaa-elhayat.com‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬فاضلي إدريس‪ ،‬التنظيم القضائي و اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2006 ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -4‬قانون عضوي رقم ‪ 11-00‬متعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‬

‫رئيس ونائب المجلس‬

‫يحتل وظيفة قضائية نوعية ويعين بموجب مرسوم رئاسي وهذا التعيين ليس في الحقيقة إال‬
‫ترقية بعد أن يكون قد مارس أعماله في المحاكم والمجالس القضائية‪ ،‬ويتولى رئيس المجلس‬
‫القضائي تمثيل هذا األخير واإلشراف على تسييره وادارته ومراقبة موظفيه وتوزيع العمل على قضاة‬
‫المجلس‪ ،‬كما يوزع القضاة على الغرف ويقوم بانتداب القضاة من محكمة إلى محكمة أو من غرفة‬
‫إلى غرفة عند الضرورة‪ ،‬كما أن من مهامه إعداد تقارير دورية عن نشاط المجلس بمعية النائب‬
‫‪1‬‬
‫العام لترسل إلى و ازرة العدل وهذا باإلضافة إلى مهامه القضائية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫نائب عام ونواب مساعدين‬
‫يتولى النائب العام اإلشراف على مباشرة قضاة النيابة العامة للدعوى العمومية ويساعده في‬
‫ذلك نائب عام مساعد أو أكثر في إدارة المهام المناطة عادة بالمجلس كمصالح جدولة القضايا‬
‫الجزائية ومصلحة تنفيذ العقوبات ومصلحة رد االعتبار والمساعدة القضائية ومصلحة صحيفة‬
‫‪2‬‬
‫السوابق العدلية ومراقبة سير أمانات الضبط واحترام قواعد األمن‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫أمانة الضبط‬

‫أمانة الضبط يشرف عليها رئيس أمانة الضبط ويقوم بالتنسيق بين مختلف نشاطات‬
‫المصالح القضائية واإلدارية المكونة ألمانة ضبط المجلس القضائي‪ ،‬كما يتولى أمناء الضبط‬
‫إمضاء شهادة السوابق العدلية ويسلم النسخ التنفيذية‪ ،‬كما يسلم شهادات االستئناف والمعارضة أو‬

‫‪ -1‬مجوج زكريا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫‪ -2‬فاضلي إدريس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫‪50‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫عدم االستئناف وعدم المعارضة ولرئيس أمناء الضبط عالقة مباشرة برئيس المجلس حيث يقوم‬
‫‪1‬‬
‫بتلقي األوامر وتنفيذ التعليمات واإلرساالت كما يعتبر وسيط بين النيابة العامة ورئاسة المجلس‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫التركيبة البشرية على مستوى المحكمة العليا‬

‫المهمة األساسية للمحكمة العليا هي اإلشراف على صحة تطبيق القانون وسالمة تفسيره‬
‫وتأويله وتسهر على توحيد االجتهاد القضائي لذلك فإنها تعتبر محكمة قانون وليست درجة ثالثة‬
‫من درجات التقاضي‪ 2‬ألنها تكتفي بمراقبة األحكام القضائية الصادرة‪ ،‬من الجهات القضائية الدنيا‬
‫عادية كانت أو استثنائية من ناحية القانون‪ ،3‬وفي هذا الصدد نشير إلى أن األمر رقم ‪20-66‬‬
‫المتعلق بصالحيات المحكمة العليا وتنظيمها و سير عملها أدخل على نظام المحكمة العليا‬
‫تعديالت واسعة منها ما يتعلق بعدد القضاة العاملين بها ومنها ما يتعلق بجهازها القضائي‬
‫وتشكيالتها ومصالحها بعدما عدل وتمم القانون رقم ‪ 22-86‬المتعلق بصالحيات المحكمة العليا‬
‫وتنظيمها‪ ،‬وتتألف المحكمة العليا من قضاة الحكم وقضاة النيابة‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫قضاة الحكم‬

‫يوجد على مستوى المحكمة العليا قضاة وموظفون يساهمون ويسهرون على السير الحسن‬
‫والفعال لهذه المحكمة و طبقا للمرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-00‬المتضمن إصدار النظام الداخلي‬
‫للمحكمة العليا فان قضاة الحكم على مستوى المحكمة العليا يشمل كل من الرئيس األول للمحكمة‬
‫العليا و نائب الرئيس و رؤساء الغرف و رؤساء األقسام و المستشارون كل حسب مهامه الموكلة‬
‫له‪ ،‬و يشمل قضاة الحكم على مستوى المحكمة العليا في ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬أنظر الموقع االلكتروني التالي‪ www.tomohouna.net:‬تم االطالع عليه في ‪ 16‬افريل ‪ 2016‬على الساعة‬
‫‪.12:00‬‬
‫‪ -2‬خليل بوصنبورة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120‬‬
‫‪-3‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206‬‬

‫‪51‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬الرئيس األول‬


‫يتولى الرئيس األول للمحكمة العليا طبقا للمادة ‪ 02‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪216-00‬‬
‫المتضمن إصدار النظام الداخلي للمحكمة العليا مجموعة من المهام المتمثلة في‪:‬‬
‫٭ تمثيل المحكمة العليا رسميا‪.‬‬
‫٭ تسيير الهياكل القضائية بمساعدة مكتب المحكمة العليا و الجمعية العامة‪.‬‬
‫٭ السهر على تطبيق أحكام النظام الداخلي للمحكمة العليا و ق اررات مكتبها‪.‬‬
‫٭ رئاسة إحدى غرف المحكمة العليا عندما يرى ذلك مالئما‪.‬‬
‫٭ تعيين المستشارين في الغرف بعد اخذ رأي المكتب‪.‬‬
‫٭ السهر على انضباط قضاة الحكم‪.‬‬
‫٭ إعداد مذكرات حول تفسير مسائل قانونية قصد توحيد االجتهاد القضائي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫٭ اتخاذ كل التدابير الالزمة لضمان السير الحسن للمحكمة العليا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬رؤساء الغرف‬
‫يوجد على مستوى كل غرفة لدى المحكمة العليا رئيس غرفة يتولى القيام بمجموعة من المهام‬
‫ولقد حددتها المادة ‪ 8‬من المرسوم الرئاسي ‪ 216-00‬المتضمن إصدار النظام الداخلي للمحكمة‬
‫العليا و ذلك وفقا لمايلي‪:‬‬
‫٭ السهر على السير الحسن للغرفة و متابعة العمل القضائي لمستشاري الغرفة‪.‬‬
‫٭ السهر على توحيد االجتهاد القضائي في الغرفة‪.‬‬
‫٭ مساعدة مستشاري الغرفة على تحسين نوعية الق اررات المنطوق هبا‪.‬‬
‫٭ تقديم طلبات تحويل الملفات من غرفة إلى غرفة أخرى‪ ،‬إلى الرئيس األول للمحكمة العليا‪.‬‬
‫٭ العمل على تنشيط و تنسيق أعمال أمانة ضبط الغرفة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬رؤساء األقسام‬
‫يقوم رؤساء األقسام بمهامهم تحت إشراف رؤساء الغرف و ذلك بالتوقيع على أصول الق اررات‬
‫والسهر على تحسين المردود كما و كيفا‪ ،‬والتنسيق مع رؤساء الغرف لضمان السير الحسن للعمل‬

‫‪ -1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،216-00‬متضمن إصدار النظام الداخلي للمحكمة العليا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫بالقسم‪ ،‬كما يتولون التنسيق بين مصالح النيابة العامة و المصالح األخرى للمحكمة العليا و بين‬
‫مصالح النيابة العامة و مختلف الهيئات قضائية كانت ام إدارية‪.1‬‬
‫رابعا‪ :‬المستشارون‬
‫تتمثل مهام المستشار طبقا لنص المادة ‪ 10‬من المرسوم الرئاسي ‪ 216-00‬المتضمن النظام‬
‫الداخلي للمحكمة العليا في تلقي ملفات الطعون من رئيس الغرفة‪ ،‬و توجيه اإلجراءات و التحقيق‬
‫في القضايا المعين فيها و عرض الملفات التي يراها من اختصاص غرفة أخرى على رئيس‬
‫الغرفة‪ ،‬كما يقوم بفحص وثائق ملف القضية و طلب اي وثيقة يراها من ضرورية باإلضافة إلى‬
‫إعداد تقرير حول جميع مراحل الدعوى مع التركيز على المسائل القانونية المثارة‪ ،‬إلى جانب‬
‫عرض ملف الطعن على النيابة العامة لتقديم طلباتهم الكتابية ‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫قضاة النيابة‬

‫يمثل النيابة العامة لدى المحكمة العليا وفقا للقانون رقم ‪ 20-66‬المؤرخ في ‪ 12‬اوت‬
‫‪ 1666‬المتعلق بصالحيات المحكمة العليا و تنظيمها و سيرها نائب عام و يساعده في مهامه‬
‫نائب عام مساعد و محامون‪.3‬‬
‫‪ -‬النائب العام‪ :‬تتمثل مهامه في مايلي‪:‬‬
‫* يتولى النائب العام تسيير نشاطات النيابة العامة للمحكمة العليا‪.‬‬
‫* يمارس سلطاته السلمية على قضاة النيابة العامة وكتاب ضبط النيابة العامة‪.‬‬
‫* يتولى رئاسة مكتب المساعدة القضائية للمحكمة العليا‪.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،216-00‬متضمن إصدار النظام الداخلي للمحكمة العليا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬مرسوم رئاسي رقم ‪ ،216-00‬متضمن إصدار النظام الداخلي للمحكمة العليا‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -2‬أمر رقم ‪ 20-66‬مؤرخ ‪ 12‬أوت ‪ ،1666‬متعلق بصالحيات المحكمة العليا و تنظيمها و سيرها‪ ،‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ ،48‬صادرة بتاريخ ‪ 14‬أوت ‪1666‬‬

‫‪53‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫* الطعن لصالح القانون ضد األحكام النهائية الصادرة من المحكمة أو من المجلس‬


‫‪1‬‬
‫القضائي متى كان هذا الحكم مخالفا للقانون‬
‫‪ -‬مساعد النائب العام‬
‫‪ -‬المحامون‬
‫المطلب الرابع‬
‫أعوان و مساعدو القضاء‬
‫ال يقتص ر ر ررر مرفر ر ر ررق القضر ر ر رراء علر ر ر ررى القضر ر ر رراة فحسر ر ر ررب بر ر ر ررل هنالر ر ر ررك فئر ر ر ررات مر ر ر ررن األع ر ر ر روان‬
‫والمس ر رراعدين ال ر ررذين يقوم ر ررون بمس ر رراعدة القض ر رراة ف ر رري أداء مه ر ررامهم‪ 2‬فه ر ررم يس ر رراهمون بمس ر رراعدتهم‬
‫لرج ر ررال القض ر رراء و للمتقاض ر ررين‪ ،‬و ه ر ررم يقوم ر ررون بأعم ر ررالهم علر ر رى نح ر ررو يختل ر ررف ب ر رراختالف المه ر ررام‬
‫المنوط ر ررة به ر ررم‪ ،‬فم ر ررنهم م ر ررن يعم ر ررل ذل ر ررك بمباشر ر ررة مهنت ر رره الحر ر ررة‪ ،‬و م ر ررنهم الموظف ر ررون الفضر ر رائيون‬
‫المرسمون ألداء مهام معينة‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫أعوان القضاء‬
‫أع ر روان القضر رراء هر ررم فئر ررة مر ررن المر رروظفين مهمر ررتهم مسر رراعدة العدالر ررة و القضر رراة فر رري مسر ررائل‬
‫فنير ررة تخر رررج عر ررن االختصر رراص األصر رريل للقاضر رري‪ ،‬ومر ررد ير ررد المسر رراعدة للمتقاضر ررين عنر ررد لجر رروئهم‬
‫إل ر ررى القض ر رراء‪ 3‬و المتمثل ر ررون ف ر رري المحض ر رررون الفض ر ررائيون‪ ،‬الخبر ر رراء‪ ،‬أمن ر رراء الض ر رربط‪ ،‬مح ر ررافظوا‬
‫البيع بالمزاد العلني و المترجمون‪ ،‬و هذا ما سنتطرق إليه تفصيال من خالل ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أمناء الضبط‬


‫يعتب ر ررر أم ر ررين الض ر رربط عنصر ر ر ار ف ر رري تش ر رركيل المحكم ر ررة سر ر رواءا كان ر ررت مش ر رركلة م ر ررن قاض ر رري‬
‫ف ر رررد أم كان ر ررت مش ر رركلة م ر ررن ع ر رردة ق ض ر رراة‪ ،‬و ه ر ررو يق ر رروم بأغل ر ررب األعم ر ررال اإلداري ر ررة الت ر رري يتطلبه ر ررا‬
‫سر ررير األجه ر رزة القضر ررائية‪ ،‬كتحصر رريل الرسر رروم القضر ررائية و قير ررد الر رردعوى و حفر ررظ أصر ررول األحكر ررام‬

‫‪ -1‬فاضلي إدريس‪ ،‬مرجع‪ ،‬سابق‪ ،‬ص‪.68‬‬


‫‪ -2‬مجوج زكريا‪ ،‬حمو أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬طاهري حسين‪ ،‬التنظيم القضائي الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪54‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫و األوراق القض ر ررائية و تحري ر ررر األحك ر ررام‪ ،‬و نتيج ر ررة عل ر ررى ذل ر ررك يق ر ررع عل ر ررى أم ر ررين الض ر رربط واج ر ررب‬
‫اإللتزام بالسر المهني و واجب التحفظ‪ ،1‬و ينقسم أمناء الضبط إلى مجموعة من الفئات‪:‬‬

‫‪ ‬سر ر ررلك أمنر ر رراء الضر ر رربط‪ :‬يقومر ر ررون خاصر ر ررة بحضر ر ررور الجلسر ر ررات و التحقيقر ر ررات القضر ر ررائية علر ر ررى‬
‫مس ر ر ررتوى مكات ر ر ررب أمان ر ر ررة الض ر ر رربط‪ ،‬يح ر ر ررررون أص ر ر ررول األحك ر ر ررام القض ر ر ررائية و يعمل ر ر ررون عل ر ر ررى‬
‫خفضها‪.‬‬
‫‪ ‬مس ر ر ررتكتبو أمن ر ر رراء الض ر ر رربط‪ :‬يعمل ر ر ررون خاص ر ر ررة عل ر ر ررى مس ر ر ررك ملف ر ر ررات المتقاض ر ر ررين وتنظيمه ر ر ررا‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ومساعدة أمناء الضبط والحلول محلهم عند االقتضاء‬
‫‪ ‬رئ ر رريس أمن ر رراء الض ر رربط‪ :‬يق ر رروم بحف ر ررظ الوث ر ررائق الموج ر ررودة بالملف ر ررات‪ ،‬و تق ر ررارير الخبر ر ررة و أدل ر ررة‬
‫اإلقتناع وحفظ أصول األحكام و الق اررات القضائية‪.‬‬
‫‪ ‬أمنر رراء أقسر ررام الضر رربط‪ :‬تتمثر ررل مهر ررامهم خاصر ررة فر رري تحرير ررر النسر ررخ المطابقر ررة لألصر ررل النسر ررخ‬
‫التنفيذي ر ررة لألحك ر ررام و القر ر ر اررات القض ر ررائية‪ ،‬و إثب ر ررات ص ر ررحتها و إص ر رردارها و مس ر رراعدة رؤس ر رراء‬
‫األقسام و الحلول محملهم عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ ‬رؤساء أمناء أقسام الضبط‪ :‬يشرفون على السير الحسن ألقسام الضبط‪.‬‬
‫‪ ‬رئيس أمانة الضبط لقسم أو غرفة‪ :‬يشرف على أقسام أو غرف أمانات الضبط‪.‬‬
‫‪ ‬رئ ر رريس أمان ر ررة الض ر رربط للجه ر ررة القض ر ررائية‪ :‬يق ر رروم بتنس ر رريق نش ر رراط مختل ر ررف المص ر ررالح واإلشر ر رراف‬
‫على صندوق أمانة الضبط و جمع اإلحصائيات و تسيير المطبوعات والوثائق‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحضرون القضائيون‬
‫أعطر ر ر ررى المشر ر ر رررع الج ازئر ر ر ررري المحضر ر ر ررر القضر ر ر ررائي صر ر ر ررفة "الضر ر ر ررابط العمر ر ر ررومي" واعتب ر ر ر رره‬
‫مفر ر رروض السر ر ررلطة العمومير ر ررة و هر ر ررذا بموجر ر ررب المر ر ررادة ‪ 4‬مر ر ررن القر ر ررانون ‪ 02-06‬الم ر ر رؤرخ فر ر رري ‪20‬‬
‫فب اري ر ررر‪ ، 2006‬المتض ر ررمن تنظ ر رريم مهن ر ررة المحض ر ررر القض ر ررائي الت ر رري ت ر ررنص " المحض ر ررر القض ر ررائي‬

‫‪ -1‬مقال منشور بالعدد التجريبي لمجلة تضامن أمناء الضبط‪ ،‬مديرية البحث لو ازرة العدل‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -2‬ط ر ر رراهري حس ر ر ررين‪ ،‬دلي ر ر ررل أعر ر ر روان القض ر ر رراء و المه ر ر ررن الحر ر ر ررة‪ ،‬دار هوم ر ر ررة للطباع ر ر ررة و النش ر ر ررر و التوزي ر ر ررع‪ ،‬الج ازئ ر ر ررر‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.116‬‬
‫‪-3‬مجوج زكريا‪ ،‬حمو أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪55‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫ض ر ررابط عم ر ررومي مف ر رروض م ر ررن قب ر ررل الس ر ررلطة العمومي ر ررة يت ر ررولى تس ر رريير مكت ر ررب عم ر ررومي لحس ر ررابه‬
‫الخر رراص وتحر ررت مسر ررؤوليته‪ ،‬علر ررى أن يكر ررون المكتر ررب خاضر ررعا لشر ررروط و مقر رراييس خاصر ررة تحر رردد‬
‫عر ر ررن طري ر ر ررق التنظر ر رريم"‪1‬و تنحص ر ر ررر مهر ر ررام المحضر ر ر رر القضر ر ررائي ف ر ر رري تبلير ر ررغ األحك ر ر ررام القض ر ر ررائية‬
‫والتنفيذ الجبري لألحكام القضائية و الحجوز التحفظية‪.2‬‬

‫يك ر ر ررون اإللتح ر ر رراق بمهن ر ر ررة المحض ر ر ررر القض ر ر ررائي إث ر ر ررر النج ر ر رراح ف ر ر رري مس ر ر ررابقة‪ ،‬ت ر ر ررنظم وف ر ر ررق‬
‫ش ر ررروط‪ 3‬مح ر ررددة ترج ر ررع س ر ررلطة التعي ر ررين فيه ر ررا إل ر ررى وزي ر ررر الع ر رردل‪ ،‬و س ر ررلطة الرقاب ر ررة إل ر ررى وكي ر ررل‬
‫الجمهورير ر ررة المخر ر ررتص فر ر رري مكر ر رران تواجر ر ررد مكتبر ر رره‪ 4‬و ير ر ررؤدي المحضر ر ررر القضر ر ررائي قبر ر ررل الشر ر ررروع‬
‫ف ر رري ممارس ر ررة مهام ر رره أم ر ررام المجل ر ررس القض ر ررائي بمق ر ررر تواج ر ررد مكتب ر رره اليم ر ررين اآلتي ر ررة ‪" :‬بس ر ررم اهلل‬
‫الرحم ر رران ال ر رررحيم أقس ر ررم ب ر رراهلل العل ر رري العظ ر رريم أن أق ر رروم بعمل ر رري أحس ر ررن قي ر ررام‪ ،‬و أن أخل ر ررص ف ر رري‬
‫تأدي ر ررة مهنت ر رري و أك ر ررتم س ر رررها و أس ر ررلك ف ر رري ك ر ررل الظ ر ررروف سر ر رلوك المحض ر ررر القض ر ررائي الشر ر رريف‬
‫‪5‬‬
‫واهلل على ما أقول شهيد"‬

‫تم ر ررارس مهن ر ررة المحض ر ررر القض ر ررائي إم ر ررا ف ر رري ش ر رركل ف ر ررردي إم ر ررا ف ر رري ش ر رركل ش ر ررركة مدني ر ررة‬
‫مهني ر ررة أو مكات ر ررب مجمع ر ررة و يتمت ر ررع مكت ر ررب المحض ر ررر القض ر ررائي بالحماي ر ررة القانوني ر ررة ف ر ررال تج ر رروز‬
‫تفتيشر ر رره أو حجر ر ررز الوثر ر ررائق المودعر ر ررة فير ر رره إال بنر ر رراءا علر ر ررى أمر ر ررر قضر ر ررائي مكتر ر رروب‪ ،‬و بحض ر ر رور‬
‫رئ ر ر رريس الغرفر ر ر ررة الوطنير ر ر ررة للمحضر ر ر ررين القضر ر ر ررائيين أو المحضر ر ر ررر القض ر ر ررائي الر ر ر ررذي يمثلر ر ر رره بعر ر ر ررد‬
‫إخطاره‪ .‬و تتمثل مهام المحضر القضائي في‪:‬‬

‫‪-1‬قر ررانون رقر ررم ‪ 02-06‬م ر رؤرخ فر رري ‪ 20‬فب ارير ررر‪ ،2006‬متض ر رمن تنظر رريم مهنر ررة المحضر ررر القضر ررائي‪ ،‬جرير رردة رسر ررمية عر رردد‬
‫‪ ،14‬صادرة بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪.2006‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Michel VERON, Benoit Nicad, Voies d'exécution et procédure de distribution, ed Dalloz, Paris,‬‬
‫‪2ème édition, 1998, p. 21.‬‬
‫‪-3‬راجع المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ ،02-06‬المتضمن تنظيم مهنة المحضر القضائي‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪-4‬الكوشر ررة يوسر ررف‪ ،‬مسر ررؤلية المحضر ررر القضر ررائي‪ ،‬مر ررذكرة لنير ررل شر ررهادة الماجسر ررتير فر رري القر ررانون‪ ،‬جامعر ررة مولر ررود معمر ررري‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2012 ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪-5‬راجع المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ،02-06‬المتضمن تنظيم مهنة المحضر القضائي‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تبلير ر ررغ العقر ر ررود و السر ر ررندات و اإلعالنر ر ررات التر ر رري تر ر ررنص عليهر ر ررا الق ر ر روانين و التنظيمر ر ررات مر ر ررا لر ر ررم‬
‫يحدد القانون طريقة أخرى للتبليغ‪.‬‬

‫‪ ‬تنفيذ األوامر واألحكام والق اررات القضائية الصادرة في جميع المجاالت ما عدا المجال الجزائي‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بتحصيل الديون المستحقة‪ ،‬وديا أو قضائيا أو قبول عرضها أو إيداعها‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بمعاينات أو استجوابات أو إنذارات بناء على أمر قضائي دون إبداء رأيه‪.1‬‬
‫وفي األخير يجب على المحضر القضائي أن يتحلى بأخالقيات المهنة كالنزاهة و كتمان‬
‫السر المهني واإلئتمان و الوفاء بالوعد و االنضباط في العمل و في كل األحوال يجب أن‬
‫يسلك سلوك المحضر الشريف فهو عيون و أذان العدالة كما يسهر على حسن سير إجراءات‬
‫التنفيذ و إثبات الحاالت و التبليغات‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬الخبراء‬
‫ير ررنظم مهنر ررة الخبي ر ررر القضر ررائي ف ر رري الج ازئر ررر المرسر رروم التنفي ر ررذي رقر ررم ‪ 210-60‬المتض ر ررمن‬
‫الشر ر ررروط و اإلج ر ر رراءات المتخر ر ررذة الكتسر ر رراب ص ر ر رفة الخبير ر ررر القضر ر ررائي ويبر ر ررين حقر ر رروق والت ازمر ر ررات‬
‫الخبر ر رراء المقي ر رردون بج ر رردول الخبر ر رراء‪ ،‬ل ر ررم ي ر رررد تعريف ر ررا للخبي ر ررر القض ر ررائي ف ر رري المرس ر رروم التنفي ر ررذي‬
‫رق ر ررم ‪ 210-60‬و ال ف ر رري ق ر ررانون اإلجر ر رراءات المدني ر ررة و اإلداري ر ررة‪ ،‬ب ر ررل ب ر ررين فق ر ررط الغ ر رررض م ر ررن‬
‫الخب ر ررة‪ 3‬فر رري المر ررادة ‪120‬مر ررن ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ 4‬إال أنر رره يمكر ررن اسر ررتنباط تعريفر ررا للخبير ررر مر ررن خر ررالل هر ررذه‬
‫المر ررادة‪ ،‬ف ر ررالخبير القضر ررائي ه ر ررو شر ررخص معتم ر ررد لر رردى المجل ر ررس القضر ررائي بغي ر ررة مر ررنح رأي تقن ر رري‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 02-06‬متضمن تنظيم مهنة المحضر القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬محمد الشريف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.162-162‬‬
‫‪ -3‬تع ر ر رررف الخبر ر ر ررة بأنه ر ر ررا المهم ر ر ررة الموكل ر ر ررة مر ر ر رن قب ر ر ررل الجه ر ر ررة القض ر ر ررائية إل ر ر ررى ش ر ر ررخص او ع ر ر رردة أش ر ر ررخاص أص ر ر ررحاب‬
‫اختصر رراص أو مه ر ررارة أو تجرب ر ررة ف ر رري مهنر ررة أو ف ر ررن أو ص ر ررنعة أو عل ر ررم للتحص ر رريل م ر ررنهم عل ر ررى معلوم ر ررات أو أراء أو أدل ر ررة‬
‫إثبات ال يمكن لها أن تؤمنها بنفسها و تعتبرها ضرورية لتكوين قناعتها للفصل في نزاع معين‪.‬‬
‫‪ -4‬تر ر ررنص المر ر ررادة ‪120‬مر ر ررن ق‪،‬إ‪،‬م‪،‬إ علر ر ررى انر ر رره "تهر ر رردف الخب ر ر ررة إلر ر ررى توضر ر رريح واقعر ر ررة مادير ر ررة تقنير ر ررة أو علمير ر ررة محضر ر ررة‬
‫للقاضي"‬

‫‪57‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫أو علمر رري لواقعر ررة‪ 1‬مادير ررة مثر ررل المسر ررائل الطبير ررة والحسر ررابات و الهندسر ررة المعمارير ررة لكونهر ررا بعير رردة‬
‫عر ر ررن المجر ر ررال األصر ر رريل لتخصر ر رريص القاضر ر رري الر ر ررذي ال يشر ر ررترط فير ر رره مسر ر ررتوى العلر ر ررم بالقر ر ررانون‪،‬‬
‫كاالس ر ررتعانة ب ر ررالخبرة ف ر رري المر ر رواد المدني ر ررة م ر ررن أج ر ررل تحدي ر ررد اإلص ر ررابات لتق ر رردير التع ر ررويض ع ر ررن‬
‫األخط ر رراء الطبي ر ررة أو المهني ر ررة أو معاين ر ررة مر ر رواد البن ر رراء األساس ر ررية ف ر رري أعم ر ررال البن ر رراء الت ر رري تك ر ررون‬
‫محال لعقود المقاوالت أو أتعاب اإليجار‪.2‬‬

‫ورد ف ر رري الم ر ررادة ‪ 4‬و ‪ 0‬م ر ررن المرس ر رروم التنفي ر ررذي رق ر ررم ‪ 210-60‬ش ر ررروط اعتم ر رراد الخبي ر ررر‬
‫القض ر ررائي المتمثل ر ررة ف ر رري تمتع ر رره الجنس ر ررية الجزائري ر ررة‪ ،‬و أن يك ر ررون ل ر رره ش ر ررهادة جامعي ر ررة أو تأهي ر ررل‬
‫مهنر ر رري فر ر رري االختصر ر رراص ‪ ،‬وان ال يكر ر ررون قر ر ررد تعر ر رررض لعقوبر ر ررة بسر ر رربب ارتكابر ر رره لوقر ر ررائع مخلر ر ررة‬
‫باآلداب العامة‪ ،‬و أن ال يكون ضابطا تم خلعه أو عزله‪.3‬‬

‫يتمتر ررع الخبير ررر بمجموعر ررة مر ررن الحقر رروق و الواجبر ررات المتمثلر ررة فر رري تر رروفير الحماير ررة للخبير ررر‬
‫مر ررن طر رررف النائر ررب العر ررام أثنر رراء تأدير ررة مهامر رره‪ ،‬و إعطائر رره أتعر رراب مقابر ررل العمر ررل الر ررذي قر ررام بر رره‪،‬‬
‫وتتمث ررل التزامات رره ف رري تحمل رره المس ررؤولية عل ررى أعمال رره التر ري ينجزه ررا وع رردم تكلف رره غير رره ف رري مهم ررة‬
‫أسندت إليه و التزامه بالسر المهني‪.4‬‬

‫فر ررالخبراء إذن هر ررم مسر رراعدون للقضر رراة فر رري اسر ررتجالء النقر رراط الفنير ررة الغامضر ررة وص ر روال إلر ررى‬
‫الحقيقر ر ررة‪ ،‬فيقر ر رروم بر ر ررإجراء فحر ر رروص و معاينر ر ررات و تقر ر رردير الوقر ر ررائع ويبر ر ررين نتائجهر ر ررا ضر ر ررمن تقرير ر ررر‬
‫الخبرة‪.5‬‬

‫‪ -1‬حسر رراني ص ر رربرينة‪ ،‬الخبير ررر القض ر ررائي فر رري المر ر رواد المدنير ررة‪ ،‬م ر ررذكرة لني ر ررل ش ر ررهادة الماجس ر ررتير‪ ،‬جامع ر ررة مولر ررود معم ر ررري‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2012 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-ROBERTSaury, Manuel de droit médical, Masson, Paris, 1989, p. 444.‬‬
‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 210-59‬مؤرخ في ‪ 19‬أكتوبر ‪ 1559‬متضمن شروط و إجراءات المتخذة االكتساب صفة الخبير‬
‫القضائي‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 6‬صادرة بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪.1559‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ 11‬و ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،210-59‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -5‬بط ر ر ر رراهر تر ر ر ر رواتي‪ ،‬الخبر ر ر ر ررة القض ر ر ر ررائية ف ر ر ر رري األحر ر ر ر روال المدني ر ر ر ررة و التجاري ر ر ر ررة و اإلداري ر ر ر ررة ف ر ر ر رري التشر ر ر ر رريع الج ازئ ر ر ر ررري و‬
‫المقارن‪(،‬د‪،‬د‪،‬ن)‪(،‬د‪،‬ب‪،‬ن) ‪ 2002‬ص ‪.2‬‬

‫‪58‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫رابعا‪ :‬محافظ البيع بالم ازد العلني‬


‫يعتب ررر مح ررافظ البي ررع بر ررالمزاد العلنر ري وك رريال عر ررن الش ررخص ال ررذي يرير ررد بي ررع ش رريء أو إلت ر رزام‬
‫ببيع رره‪ 1‬و يك ررون االلتح رراق بمهن ررة البي ررع بالم ازي رردة ع ررن طري ررق مس ررابقة بتحدي ررد وزي ررر الع رردل كيفي ررة‬
‫تنظيمهر ررا و سر رريرها بق ر ررار‪ ،‬بنر رراءا علر ررى اقت ر رراح الغرفر ررة الوطنير ررة لمحر ررافظي البير ررع بالم ازير رردة‪ 2‬و مر ررن‬
‫ث ر رم ير ررؤدي محر ررافظو البير ررع بالم ازير رردة اليم ر رين حسر ررب األشر رركال و الشر ررروط المنصر رروص عليهر ررا فر رري‬
‫الم ر ررادة ‪ 10‬مر ر ررن األمر ر ررر رق ر ررم ‪ 02-66‬المر ر ررؤرخ فر ر رري ‪ 10‬ينر ر رراير س ر ررنة ‪ 1666‬فر ر رري الشر ر ررهر الر ر ررذي‬
‫يصر رردر تعيير ررنهم بق ر ررار مر ررن وزير ررر العر رردل قبر ررل تنصر رريبهم و يحر رررر محضر ررر بر ررذلك و يسر ررجل فر رري‬
‫أرشيف المجلس القضائي المختص و تسلم نسخة منه إلى المعني باألمر‪.3‬‬

‫ينتر رردب محر ررافظ البير ررع بالم ازير رردة قضر ررائيا أو مر ررن طر رررف الخ ر رواص للتنظر رريم البير ررع العم ر ررومي‬
‫للمنقر ر رروالت واألمر ر ر روال المنقولر ر ررة مادي ر ر ررا‪ ،‬ويكلر ر ررف مح ر ر ررافظ البير ر ررع بض ر ر رربط نظر ر ررام البي ر ر ررع بالم ازي ر ر رردة‪،‬‬
‫ويج ر ررب عل ر ررى مح ر ررافظ البي ر ررع بالم ازي ر رردة أن يتقي ر ررد بالواجب ر ررات و االلت ازم ر ررات الت ر رري تفرض ر ررها علي ر رره‬
‫الق ر ر ر روانين و التنظيمر ر ر ررات و التقالير ر ر ررد و العر ر ر ررادات المهنير ر ر ررة و يمنر ر ر ررع علير ر ر رره اسر ر ر ررتعمال المبر ر ر ررالغ‬
‫المودعر ررة لد ي ر رره بأي ر ررة ص ر ررفة كان ر ررت ف ر رري غير ررر االس ر ررتعمال المخص ر ررص له ر ررا فه ر ررو يتقاض ر ررى أتعاب ر رره‬
‫مباش ر ررة مر ررن زبائنر رره حسر ررب التعريفر ررة الرسر ررمية ويتقاضر ررى أيضر ررا أتعاب ر ره لر رردى المجر ررالس القضر ررائية‬
‫والمحاكم‪.4‬‬

‫‪ -1‬حسين طاهري‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬


‫‪ -2‬ارج ر ررع الم ر ررادة ‪ 2‬م ر ررن المرس ر رروم التنفي ر ررذي رق ر ررم ‪ 261-66‬الم ر ررؤرخ ف ر رري ‪ 2‬س ر رربتمبر ‪ ،1666‬متض ر ررمن ش ر ررروط االلتح ر رراق‬
‫بمهن ر ررة مح ر ررافظ البي ر ررع بالم ازي ر رردة مم ر ررا رس ر ررتها و نظامه ر ررا االنض ر ررباطي‪ ،‬يض ر رربط قواع ر ررد تنظ ر رريم المهن ر ررة و س ر ررير أجهزته ر ررا‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 01‬صادرة بتاريخ ‪ 4‬سبتمبر ‪.1666‬‬
‫‪ -3‬ارج ر ررع الم ر ررادة ‪ 12‬م ر ررن األمر ر ررر رق ر ررم ‪ 02-66‬م ر ررؤرخ فر ر رري ‪ 10‬ين ر رراير ‪ 1666‬المتضرر ررمن تنظر ر رريم مهنرر ررة محرر ررافظ البير ر ررع‬
‫بالمزايدة جريدة رسمية عدد ‪ 2‬صادرة بتاريخ ‪ 11‬يناير ‪.1666‬‬
‫‪-4‬طاهر يحسين‪ ،‬دليل أعوان القضاء و المهن الحرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪59‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫خامسا‪ :‬المترجمون‬
‫نظر ر ررم المشر ر رررع الج ازئر ر ررري مهنر ر ررة المتر ر رررجم بموجر ر ررب األمر ر ررر رقر ر ررم ‪ 12-60‬المر ر ررؤرخ فر ر رري ‪11‬‬
‫مر ررارس ‪ 1660‬وبموجر ررب ذلر ررك يحر ررق للقضر رراء والخب ر رراء عنر ررد االقتضر رراء االسر ررتعانة بمتر رررجم أثنر رراء‬
‫قيامهم ر ر ر ا بر ر ررالخبرة أو عنر ر ررد اسر ر ررتجواب الشر ر ررهود أو االسر ر ررتماع إلر ر ررى أط ر ر رراف الخصر ر ررومة باختير ر ررار‬
‫مترجم ر ررا م ر ررن ب ر ررين القائم ر ررة الرس ر ررمية للمت ر رررجمين‪ 1‬ويك ر ررون االلتح ر رراق بمهن ر ررة المت ر رررجم ع ر ررن طري ر ررق‬
‫مس ر ررابقة تحر ر ردد كيفي ر ررات تنظيمه ر ررا واجرائه ر ررا بقر ر ررار م ر ررن وزي ر ررر الع ر رردل بن ر رراءا عل ر ررى اقتر ر رراح الغرف ر ررة‬
‫الوطنية للمترجمين‪.2‬‬

‫و لممارس ر ررة مهن ر ررة المت ر رررجم إش ر ررترط المش ر رررع الج ازئ ر ررري أن ي ر ررؤدي المت ر رررجم اليم ر ررين حس ر ررب‬
‫األش ر رركال المنص ر رروص عليه ر ررا ف ر رري المر ر رادة ‪ 10‬م ر ررن األم ر ررر رق ر ررم ‪ 12-60‬الم ر ررؤرخ ف ر رري‪ 11‬م ر ررارس‬
‫‪ ، 31660‬و تقتصر ر ررر مهر ر ررام المتر ر رررجم فر ر رري الترجمر ر ررة الشر ر ررفهية و الكتابير ر ررة و التصر ر ررديق علر ر ررى كر ر ررل‬
‫وثيقر ر ررة أو سر ر ررند مهمر ر ررا كانر ر ررت طبيعتر ر رره‪ ،‬ويقر ر رروم بأعمر ر ررال الترجمر ر ررة المألوفر ر ررة فر ر رري االجتماعر ر ررات أو‬
‫النر ر رردوات أو الملتقير ر ررات أو المر ر ررؤتمرات‪ ،‬ويسر ر ررتعان بر ر ررالمترجم عنر ر رردما ير ر ررتكلم األط ر ر رراف أو الشر ر ررهود‬
‫بلغر ررة أجنبير ررة‪4‬و يكر ررون مسر ررؤوال علر ررى الوثر ررائق المترجمر ررة س ر رواءا كانر ررت محر ررررة باآللر ررة الكاتبر ررة أو‬
‫مستنسر ر ررخة بالوسر ر ررائل واألجه ر ر رزة المناسر ر رربة والبر ر ررد أن تكر ر ررون الترجمر ر ررة واضر ر ررحة بر ر رردون شر ر ررطب أو‬
‫نق ر ررص أو زي ر ررادة‪ ،5‬و ف ر رري حال ر ررة تحري ر ررف المت ر رررجم ج ر رروهر األقر ر روال الت ر رري يترجمه ر ررا عم ر رردا يعاق ر ررب‬
‫قانونر ررا وفر ررق المر ررادة ‪ 221‬مر ررن قر ررانون العقوبر ررات التر رري نصر ررت علر ررى" المتر رررجم الر ررذي يحر رررف عمر رردا‬

‫‪-1‬خليل بوصنبورة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬


‫‪ -2‬مرس ر ر رروم تنفير ر ر ررذي رقر ر ر ررم ‪ 426-60‬مر ر ر ررؤرخ فر ر ر رري ‪ 18‬ديسر ر ر ررمبر ‪ 1660‬المحر ر ر رردد شر ر ر ررروط اإللت ر ر ر راق بمهنر ر ر ررة المتر ر ر رررجم و‬
‫ممارس ر ررتها و نظامه ر ررا االنض ر ررباطي و قواعر ر رد تنظ ر رريم المهن ر ررة و س ر ررير أجهزته ر ررا‪ ،‬جري ر رردة رس ر ررمية ع ر رردد ‪ 16‬ص ر ررادرة بت ر رراريخ‬
‫‪ 20‬ديسمبر ‪.1660‬‬
‫‪ -3‬تر ررنص المر ررادة ‪ 10‬مر ررن األمر ررر رقر ررم ‪ 12-60‬علر ررى ‪" :‬ير ررؤدي المتر رررجم أمر ررام المجلر ررس القضر ررائي لمحر ررل إقامتر رره اليمر ررين‬
‫التالير ررة ‪ :‬أقسر ررم بر رراهلل العلر رري العظر رريم أن أقر رروم بعملر رري علر ررى أكمر ررل وجر رره و أن أؤدي مهنتر رري بأمانر ررة و دقر ررة و ن ازهر ررة وأكر ررتم‬
‫سرها و أتعهد باحترام أخالقياتها و ألتزم في كل األحوال بالواجبات التي تفرضها علي"‪.‬‬
‫‪ -4‬أمال بن ناصر‪ ،‬حليمة دباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪-5‬طاهر يحسين‪ ،‬دليل أعوان القضاء و المهن الحرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.106-108‬‬

‫‪60‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫ج ر رروهر األقر ر روال أو الوث ر ررائق الت ر رري يترجمه ر ررا ش ر ررفويا و ذل ر ررك ف ر رري المر ر رواد الجزائري ر ررة أو المدني ر ررة أو‬
‫اإلداري ر ررة تطب ر ررق علي ر رره العقوب ر ررات المق ر ررررة لش ر ررهادة ال ر ررزور وفق ر ررا للتقس ر رريم المنص ر رروص علي ر رره ف ر رري‬
‫المواد ‪ 222‬إلى ‪.1"...220‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫المحامون‬
‫يعتب ر ر ررر المح ر ر ررامي ف ر ر رري الق ر ر ررانون الج ازئ ر ر ررري المس ر ر رراعد األساس ر ر رري للخص ر ر رروم فبع ر ر رردما ك ر ر رران‬
‫يش ر رراركه ف ر رري ذل ر ررك قب ر ررل س ر ررنة ‪ 1610‬الم ر رردافعون القض ر ررائيون ت ر ررم إص ر رردار األم ر ررر رق ر ررم ‪46-10‬‬
‫‪2‬‬
‫المر ر ررؤرخ فر ر رري ‪11‬ج ر ر روان ‪ 1610‬و أعلر ر ررن ص ر ر رراحة عر ر ررن إنهر ر رراء توظير ر ررف المر ر رردافعين القضر ر ررائيين‬
‫وتعر ررد مهنر ررة المحامر رراة مهنر ررة ح ر ررة ومسر ررتقلة‪ 3‬يؤدهر ررا المحر ررامون عبر ررر كامر ررل الت ر رراب الر رروطني لر رردى‬
‫الجهر ررات القضر ررائية اإلدارير ررة و التأديبير ررة‪ ،‬فالمحر ررامي يسر رراهم فر رري تسر رريير العدالر ررة بصر ررفته مسر رراعدا‬
‫له ر ررا و يق ر رردم نش ر رراطه و معرفت ر رره القانوني ر ررة و مواهب ر رره ف ر رري خدم ر ررة م ر ررن يه ر رردد عرض ر رره أو أهل ر رره أو‬
‫مال رره فه ررو بالنس رربة لهر رؤالء مرش ررد و ناص ررح و مس ررؤول ع ررن ك ررل م ررا يب رردر عن رره بحك ررم مهنت رره أم ررام‬
‫ضميره و زمالئه‪.‬‬

‫و ق ر ررد تض ر ررمن الق ر ررانون ك ر ررل القواع ر ررد المتعلق ر ررة بمهن ر ررة المحام ر رراة الس ر رريما الش ر ررروط الالزم ر ررة‬
‫لإلنظمام إليها باإلضافة إلى أهم وظائف و حقوق و واجبات المحامي‪.4‬‬

‫‪-1‬أمر ر ررر رقر ر ررم ‪ 106-66‬المر ر ررؤرخ فر ر رري ‪ 8‬يونير ر ررو ‪ 1666‬المتضر ر ررمن قر ر ررانون العقوبر ر ررات المعر ر رردل و المر ر ررتمم‪ ،‬جرير ر رردة رسر ر ررمية‬
‫عدد ‪ 46‬صادرة بتاريخ ‪ 8‬يونيو ‪.1666‬‬
‫‪ -2‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪-3‬ت ر ررنص الم ر ررادة الثاني ر ررة م ر ررن األم ر ررر رق ر ررم ‪ 01-12‬الم ر ررؤرخ ف ر رري ‪ 26‬أكت ر رروبر ‪ 2012‬المتض ر ررمن تنظ ر رريم مهن ر ررة المحام ر رراة‪،‬‬
‫جرير ر رردة رسر ر ررمية عر ر رردد ‪ ،00‬الصر ر ررادرة بتر ر رراريخ ‪ 20‬أكتر ر رروبر ‪ 2012‬علر ر ررى " المحامر ر رراة مهنر ر ررة ح ر ر ررة و مسر ر ررتقلة تعمر ر ررل علر ر ررى‬
‫حماية و حفظ حقوق الدفاع و تساهم في تحقيق العدالة و احترام مبدأ السيادة"‪.‬‬
‫‪-4‬محمود توفيق إسكندر‪ ،‬المحاماة في الجزائر‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،1668 ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪61‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬مهام المحامي‬


‫الجزئر ر ررري المر ر ررنظم لمهنر ر ررة المحامر ر رراة تر ر ررتلخص فر ر رري واجر ر ررب‬
‫ا‬ ‫مهر ر ررام المحر ر ررامي وفقر ر ررا للقر ر ررانون‬
‫تقر ررديم النصر ررح واالستشر ررارات القانونير ررة ومسر رراعدة األط ر رراف و كر ررذا ضر ررمان حقر رروق الر رردفاع والقير ررام‬
‫بكر ررل إج ر رراء أو تر رردبير قضر ررائي‪ ،1‬و هر ررذا مر ررا أكدتر رره المر ررادة الخامسر ررة‪ 2‬مر ررن القر ررانون رقر ررم ‪01-12‬‬
‫المتعلر ر ررق بتنظر ر رريم مهنر ر ررة المحامر ر رراة حير ر ررث تر ر ررنص علر ر ررى أن‪" :‬يقر ر رروم المحر ر ررامي بتمثير ر ررل األط ر ر رراف‬
‫ومسر ر ر رراعدتهم و يتر ر ر ررولى الر ر ر رردفاع عر ر ر ررنهم كمر ر ر ررا يقر ر ر رردم لهر ر ر ررم النصر ر ر ررائح و االستشر ر ر ررارات القانونير ر ر ررة"‬
‫والمحر ررامي كمر ررا هر ررو معلر رروم يقر ررع علير رره واجر ررب بر ررذل الجهر ررد واالجتهر رراد فر رري القر ررانون ولر رريس تحقير ررق‬
‫النتيج ر ررة‪ ،‬و ف ر رري س ر رربيل ذل ر ررك فه ر ررو مل ر ررزم معنوي ر ررا و قانوني ر ررا بإص ر رردار النص ر ررح لموكل ر رره و الوق ر رروف‬
‫إلر ر ررى جانبر ر رره و تقر ر ررديم لر ر رره ير ر ررد المسر ر رراعدة للحصر ر ررول علر ر ررى حقوقر ر رره المشر ر ررروعة‪ ،3‬و علير ر رره لر ر رره أن‬
‫يت رردخل ف رري كر ررل ت رردبير قض ررائي و لر رره أن يق رروم برف ررع كر ررل طع ررن لص ررالح موكلر رره و ل رره الح ررق فر رري‬
‫دفر ر ررع أو قر ر رربض كر ر ررل مبلر ر ررغ و أن يعطر ر رري الموافقر ر ررة أو اإلق ر ر ررار برفر ر ررع الحجر ر ررز و أن يقر ر رروم بصر ر ررفة‬
‫عام ررة بك ررل األعم ررال بم ررا ف رري ذل ررك التنر رازل أو االعتر رراف بح ررق م ررن الحق رروق‪ ،4‬و ه ررذا م ررا نص ررت‬
‫عليه المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪ 01-12‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط االلتحاق بمهنة المحاماة‬


‫لقر ر ر ررد حر ر ر رردد القر ر ر ررانون رقر ر ر ررم ‪ 01-12‬الم ر ر ر ررؤرخ فر ر ر رري ‪ 26‬أكتر ر ر رروبر ‪ 2012‬المتعلر ر ر ررق بمهن ر ر ر ررة‬
‫المحامر رراة مجموعر ررة مر ررن الشر ررروط يجر ررب أن تتر رروفر لر رردى م ر رن يرغر ررب فر رري ممارسر ررة مهنر ررة المحامر رراة‬
‫و تتمثل هذه الشروط فيما يلي‪:6‬‬

‫‪-1‬يوس ر ررف دالن ر رردة‪ ،‬أص ر ررول ممارس ر ررة مهن ر ررة المحام ر رراة وفق ر ررا للق ر ررانون الج ازئ ر ررري‪ ،‬الطبع ر ررة األول ر ررى‪ ،‬دار اله ر رردى‪ ،‬الج ازئ ر ررر‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 0‬من األمر رقم ‪ ،01-12‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬يوسف دالندة‪ ،‬أصول ممارسة مهنة المحاماة وفقا للقانون الجزائري‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -4‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -5‬راجع المادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ ،01-12‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬قانون رقم ‪ 01-12‬متضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1‬الحصول على شهادة الكفاءة لمهنة المحاماة‬


‫ك ر ر رران الق ر ر ررانون رق ر ر ررم ‪ 04-61‬المتض ر ر ررمن تنظ ر ر رريم مهن ر ر ررة المحام ر ر رراة يش ر ر ررترط ان تح ر ر رردث ش ر ر ررهادة‬
‫الكف ر رراءة لمهن ر ررة المحام ر رراة عل ر ررى مس ر ررتوى جمي ر ررع معاه ر ررد الحقر ر روق الل ر ررذين يخت ر ررارون ه ر ررذه المهن ر ررة‪،‬‬
‫وت ر ر رردوم الد ارس ر ر ررة س ر ر ررنة جامعي ر ر ررة واح ر ر رردة و تك ر ر ررون عل ر ر ررى ش ر ر رركل دروس و محاضر ر ر ررات و تم ر ر ررارين‬
‫تطبيقية و يكون التسجيل بداية كل سنة دراسية بدون مسابقة‪.1‬‬

‫لكر ررن بعر ررد التعر ررديل الر ررذي جر رراء بر رره القر ررانون رقر ررم ‪ 01-12‬المتضر ررمن تنظر رريم مهنر ررة المحامر رراة‬
‫أص ر رربح االلتح ر رراق ب ر ررالتكوين للحص ر ررول عل ر ررى ش ر ررهادة الكف ر رراءة لمهن ر ررة المحام ر رراة ي ر ررتم ع ر ررن طري ر ررق‬
‫مس ر ررابقة‪ ،2‬و عل ر ررى مس ر ررتوى م ر رردارس جهوي ر ررة لتك ر رروين المح ر ررامين و تحض ر ررير المترش ر ررحين (الم ر ررادة‬
‫‪ 22‬من األمر ‪.3)01-12‬‬

‫و يشترط على المترشح ‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون جزائريا أي متمتعا بالجنسية الجزائرية‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون حائ از على شهادة الليسانس في الحقوق أو شهادة معادلة لها‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون قاد ار على مباشرة المهنة فعال‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون من أهل الثقة و الشرف‪.‬‬

‫‪ -1‬محمود توفيق إسكندر‪ ،‬المحاماة في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪-2‬راجع المادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ ،01-12‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪-3‬ت ر ررنص الم ر ررادة ‪ 22‬م ر ررن الق ر ررانون رق ر ررم ‪ ،01-12‬المتض ر ررمن تنظ ر رريم مهن ر ررة المحام ر رراة عل ر ررى أن ر رره" تنش ر ررأ م ر رردارس جهوي ر ررة‬
‫لتكر ر رروين المحامر ر رراة و تحضر ر ررير المترشر ر ررحين لشر ر ررهادة الكفر ر رراءة لمهنر ر ررة المحامر ر رراة يحر ر رردد تنظيمهر ر ررا و كيفير ر ررات سر ر رريرها عر ر ررن‬
‫طريق التنظيم"‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬أن ال يك ر ررون في ر رره م ر ررا يب ر رررر إقص ر رراءه أو يم ر ررانع ف ر رري مباشر ر ررته للمهن ر ررة‪1‬و لك ر ررن بالنس ر رربة لش ر رررط‬
‫الحصر ر ررول علر ر ررى شر ر ررهادة الكفر ر رراءة لمهنر ر ررة المحامر ر رراة فقر ر ررد أعفر ر ررى القر ر ررانون بعر ر ررض الفئر ر ررات مر ر ررن‬
‫تحضير هذه الشهادة و هي‪:‬‬

‫‪ .‬القضاة الذين لهم أقدمية (‪ )10‬سنوات من الممارسة على األقل‪.‬‬

‫‪ .‬حائزو شهادة الدكتوراه أو دكتوراه دولة في القانون‪.‬‬

‫‪ ‬أسر ر رراتذه كلير ر ررات الحقر ر رروق الحر ر ررائزون علر ر ررى شر ر ررهادة الماجيسر ر ررتر فر ر رري الحقر ر رروق أو مر ر ررا يعادلهر ر ررا‬
‫الممارسون للمهنة لمدة ‪10‬سنوات‪.2‬‬

‫‪ .2‬التربص‬
‫بعر ر ررد أن يحصر ر ررل الطالر ر ررب علر ر ررى شر ر ررهادة الكفر ر رراءة لمهنر ر ررة المحامر ر رراة يلتحر ر ررق بمكتر ر ررب أحر ر ررد‬
‫المح ررامين و يشر ررترط فر رري هر ررذا المر رردرب أن يكر ررون قر ررد مر ررارس مهنر ررة المحامر رراة علر ررى األقر ررل لمر رردة ‪6‬‬
‫سر ررنوات‪ ،3‬و تر رردوم فت ر ررة الت ر رربص طبقر ررا للمر ررادة ‪ 426‬مر ررن األمر ررر رقر ررم ‪ 01-12‬المتضر ررمن تنظر رريم‬
‫مهنة المحاماة سنتين كاملتين و يتضمن التربص‪:‬‬

‫‪ ‬المواظبة على الحضور في تمارين التربص‪.‬‬


‫‪ ‬المشاركة في أعمال ندوة التربص التي تنظم تحت رقابة النقيب‪.‬‬

‫‪ ‬التكفل بسائر القضايا التي يكلفها بها مدير التربص باسمه وتحت رقابته‪.‬‬
‫‪ ‬الحضور في جلسات المحاكم والمجالس لإلطالع على قواعد ممارسة المهنة‪.‬‬

‫‪-1‬محمود توفيق إسكندر‪ ،‬المحاماة في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪-2‬راجع المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ ،01-12‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬آمال بن ناصر‪ ،‬حليمة دباح‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬تر ررنص الفق ر ررة ‪ 2‬مر ررن المر ررادة ‪26‬مر ررن القر ررانون رقر ررم ‪ 01-12‬المتضر ررمن تنظر رريم مهنر ررة المحامر رراة علر ررى أنر رره " يتر ررابع حر رراملوا‬
‫شهادة الكفاءة لمهنة المحاماة و المعفون منها تربصا ميدانيا مدته سنتين "‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬المرافعة أو تقديم االستشارة في دعاوى التي يكلفه بها النقيب أو مندوبه‪.1‬‬

‫‪ .3‬التسجيل‬
‫يعتبر ر ررر التسر ر ررجيل ايضر ر ررا مر ر ررن بر ر ررين الش ر ر ررروط األساسر ر ررية لاللتحر ر رراق بمهنر ر ررة المحامر ر رراة فق ر ر ررد‬
‫نص ر ر ررت الم ر ر ررادة ‪ 22‬م ر ر ررن الق ر ر ررانون ‪ 01-12‬المتض ر ر ررمن تنظ ر ر رريم مهن ر ر ررة المحام ر ر رراة عل ر ر ررى ان ر ر رره " ال‬
‫يمك ر ررن ألي ش ر ررخص ان يتخ ر ررذ ص ر ررفة مح ر ررام‪ ،‬م ر ررا ل ر ررم يك ر ررن مس ر ررجال ف ر رري ج ر رردول المح ر ررامين تح ر ررت‬
‫طائلر ر ررة العقوبر ر ررات المقر ر ررررة لجريمر ر ررة انتحر ر ررال الصر ر ررفة المنصر ر رروص عليهر ر ررا فر ر رري قر ر ررانون العقوبر ر ررات"‬
‫فطبقر ررا لهر ررذه المر ررادة فانر رره يحر ررق لكر ررل شر ررخص تحصر ررل علر ررى شر ررهادة الكفر رراءة المهنير ررة او أعفر ررى‬
‫منها ان يقدم طلب تسجيله في منظمة المحاماة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬حقوق و واجبات المحامي‬


‫المحر ررامي اثنر رراء اداء مهامر رره تقر ررع علير رره طائفر ررة مر ررن االلت ازمر ررات و الواجبر ررات يسر ررتوجب علير رره‬
‫التقير ررد بهر ررا و عر رردم االخر ررالل بهر ررا كمر ررا انر رره و بمقابر ررل هر ررذه الواجبر ررات فر رران للمحر ررامي حقر رروق البر ررد‬
‫من مراعاتها و العمل على تحقيقها‪.‬‬

‫‪ .1‬حقوق المحامي‬
‫يتمتع المحامي أثناء أداء مهامه بمجموعة من الحقوق المتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫أ) الت ارفر ر ر ررع أمر ر ر ررام اللجر ر ر رران التأدبير ر ر ررة‪ :‬أجر ر ر رراز القر ر ر ررانون للمحر ر ر ررامي الوقر ر ر رروف إلر ر ر رري جانر ر ر ررب موكلر ر ر رره‬
‫ومسر رراعدته أمر ررام اللجر رران التأدبير ررة المحلير ررة المتواجر رردة علر ررى مسر ررتوى كر ررل بلدير ررة أو والير ررة أو دائ ر ررة‬
‫و الدفاع عنه‪.3‬‬

‫‪ -1‬آمال بن ناصر‪ ،‬حليمة دباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 01-12‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -3‬يوسف دالندة‪ ،‬أصول ممارسة مهنة المحاماة وفقا للقانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪65‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫ب) الحرير ر ررة فر ر رري حرمر ر ررة مكتبر ر رره‪ :‬يقر ر ررر القر ر ررانون المر ر ررنظم لمهنر ر ررة المحامر ر رراة الج ازئر ر ررري أنر ر رره يمنر ر ررع‬
‫التعر رردي علر ررى حرمر ررة مكتر ررب المحر ررامي وال يجر رروز إج ر رراء أي تفتر رريش أو حجر ررز مر ررن غير ررر حضر ررور‬
‫النقيب أو ممثله‪.1‬‬

‫ج) حري ر ررة اإلتف ر رراق مقاب ر ررل األتع ر رراب‪ :‬للمح ر ررامي أن يج ر ررري اإلتف ر رراق بك ر ررل حري ر ررة ب ر ررين المتقاض ر رري‬
‫و المحر ررامي علر ررى مبلر ررغ مقابر ررل األتعر رراب حسر ررب الجهر ررد الر ررذي يبذلر رره المحر ررامي و طبيعر ررة القضر ررية‬
‫ومدتها و المحكمة التي ترفع إليها تلك القضية و أهمية الخدمة التي يقوم بها المحامي‪.2‬‬

‫د) حر ررق رفر ررض التوكير ررل‪ :‬مر ررن حر ررق المحر ررامي سر ررحب دفاعر رره أو بر رراألحرى التنحر رري عر ررن التوكير ررل‬
‫المسند إليه ألي سبب يراه جدي إال أن هذا الحق مقيد بشرط إخبار الموكل مسبقا‪.3‬‬

‫ه) الح ر ررق ف ر رري الحماي ر ررة‪ :‬م ر ررن ب ر ررين الحق ر رروق الت ر رري ن ر ررص عليه ر ررا الق ر ررانون رق ر ررم ‪ 01/12‬المتعل ر ررق‬
‫بتنظ ر رريم مهن ر ررة المحام ر رراة الح ر ررق ف ر رري الحماي ر ررة بحي ر ررث ت ر ررنص الم ر ررادة ‪ 24‬من ر رره عل ر ررى أن ر رره "يس ر ررتفيد‬
‫المح ر ر ررامي بمناس ر ر رربة ممارس ر ر ررة مهنت ر ر رره م ر ر ررن‪ - :‬الحماي ر ر ررة التام ر ر ررة للعالق ر ر ررات ذات الط ر ر ررابع الس ر ر ررري‬
‫‪4‬‬
‫القائمة بينه و بين موكله‪ -.‬ضمان سرية ملفاته و مراسالته‪".‬‬

‫‪ .2‬واجبات المحامي‬
‫وضع المشرع على عاتق المحامي واجبات متعددة تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬يجب على المحامي ان يفتح مكتبا في دائرة اختصاص المجلس القضائي وال يجوز له أن‬
‫يتخذ إال مكتبا واحدا‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على المحامي أن يراعي االلتزامات التي تفرضها عليه القوانين واألنظمة وتقاليد‬
‫المهنة و أعرافها‪.‬‬

‫‪ -1‬يوسف دالندة‪ ،‬أصول ممارسة مهنة المحاماة وفقا للقانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪-2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪-3‬يوسف دالندة‪ ،‬أصول ممارسة مهنة المحاماة وفقا للقانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ 24‬من األمر رقم ‪ ،01-12‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يجب على المحامي أن يحسن مداركه العلمية باستمرار‪ ،‬فهو ملزم بمتابعة البرامج التكوينية‬
‫و التحلي بالمواظبة و الجدية‪.‬‬
‫‪ -‬يلزم المحامي خالل الجلسات بارتداء البذلة الرسمية المنصوص عليها في التنظيم الساري‬
‫المفعول‪.‬‬
‫‪ -‬على المحامي احترام موكليه واتخاذ التدابير القانونية الضرورية لحماية حقوقهم ومصالحهم‬
‫و وضعها حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على المحامي الذي يعينه النقيب أو مندوبه في إطار المساعدة القضائية وفقا‬
‫للتشريع و التنظيم الساري المفعول أن يقوم بمساعدة المتقاضي المستفيد منها‪ ،‬و ال يجوز‬
‫‪1‬‬
‫له ان يمتنع عن تقديم مساعدة دون تقديم مبرر يوافق عليه النقيب أو مندوبه‬

‫المبحث الثاني‬
‫التركيبة البشرية لجهاز القضاء اإلداري‬
‫يتطلب السير الحسن و الفعال لهيئات قضائية مثل المحاكم اإلدارية و مجلس الدولة تواجد‬
‫عنصر هام و حساس يضمن التوافق بين األفراد و اإلدارة و بين المصلحة العامة الخاصة‬
‫والمتمثلة في العنصر البشري الذي يباشر اختصاصاته القضائية على مستوى هذه الهيئات‪،‬‬
‫وبالتالي يتعين أن يكون هذا العنصر البشري يتمتع بمهارات متخصصة في المجال القضائي‬
‫اإلداري الذي هو ذو طبيعة خاصة‪ ،‬و بالتالي فإن التركيبة البشرية لجهاز القضاء اإلداري تتكون‬
‫من فئات متنوعة نظ ار لتنوع المهام و االختصاصات المخولة لها‪ ،‬وهذا ما يكون محل دراسة في‬
‫مبحثنا هذا بحيث نتطرق إلى كل من التركيبة البشرية للمحاكم اإلدارية (المطلب األول) والتركيبة‬
‫البشرية لمجلس الدولة (المطلب الثاني)‪.2‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 01-12‬متضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪-2‬عالم لياس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪67‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‬
‫التركيبة البشرية للمحاكم اإلدارية‬
‫تخضع المحاكم اإلدارية أثناء القيام بمهامها كأي محكمة أخرى إلى تنظيم داخلي من الناحية‬
‫البشرية‪ ،‬حيث يتكون الجهاز البشري الذي أوكلت إليه مهمة السهر على تسيير المحاكم اإلدارية‬
‫الجزائرية من قضاة خارجيين من المدرسة العليا للقضاء‪ ،1‬و هذا طبقا ألحكام المادة الثالثة‪ 2‬من‬
‫القانون رقم ‪ 02-68‬المتعلق بتنظيم و تشكيل المحاكم اإلدارية‪ ،‬أما مهمة النيابة العامة فقد أسندت‬
‫إلى كل من محافظ الدولة و امناء الضبط‪.3‬‬

‫الفرع األول‬
‫رئيس المحكمة‬
‫المحكمة اإلدارية محكمة مستقلة عن جهة القضاء العادي يتولى رئاستها قاض يعين‬
‫بموجب مرسوم رئاسي‪ ،4‬و يخضع للقانون األساسي للقضاء وهذا ما يجعل مركزه مماثل لرئيس‬
‫المحكمة العادية‪.5‬‬

‫و لم ينص كل من القانون رقم ‪ 02-68‬المتعلق بتشكيل المحاكم اإلدارية وال المرسوم‬


‫التنفيذي رقم ‪ 208-68‬على صالحيات رئيس المحكمة اإلدارية ما عدا ما نصت عليه المادة ‪6‬‬

‫‪-1‬آمال بن ناصر‪،‬حليمةدباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪,42‬‬


‫‪-2‬تنص المادة التالثة من القانون رقم ‪ 02-68‬المتعلق بتنظيم و تشكيل المحاكم اإلدارية على أنه‪ ":‬يجب لصحة أحكامها‪،‬‬
‫أن تتشكل المحكمة اإلدارية من ثالثة (‪ )2‬قضاة على األقل من بينهم رئيس و مساعدان إثنان (‪ )2‬برتبة مستشار"‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪.‬‬
‫‪-3‬آمال بن ناصر‪،‬حليمة دباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪-4‬عمار بوضياف‪ ،‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪,14‬‬
‫‪-5‬عوادي جمال‪ ،‬جباري عادل‪ ،‬جبراني نذير‪ ،‬القضاء االداري في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الليسانسن‪ ،،‬جامعة ‪ 8‬ماي‬
‫‪ ،1640‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قالمة‪ ،2014 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪68‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫من هذا المرسوم فيما يخص صالحياته بالنسبة ألمناء الضبط من حيث توزيعهم على الغرف‬
‫واألقسام و مراقبتهم بمعية محافظ الدولة‪ ،1‬ومن بين المهام التي يتولها هذا الرئيس‪:‬‬

‫‪ ‬اإلشراف على السير الحسن للعدالة ضمن إختصاص المحكمة‪.‬‬


‫‪ ‬كما يتولى إلى جانب محافظ الدولة مهمة توزيع امناء الضبط على مختلف الغرف واألقسام وفقا‬
‫لما نصت عليه المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي ‪.206-68‬‬
‫‪ ‬القيام بأعمال إدارية تتعلق بالتسيير و اإلشراف اإلداري على المحكمة حيث يقوم بالتنسيق بين‬
‫القضاة و يسهر على مداومتهم و إنضباطهم كما يصدر العديد من األعمال اإلدارية والوالئية‬
‫في شكل أوامر أو رخص‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫القضاة‬
‫تضم المحكمة اإلدارية مجموعة من المستشارين لهم صفة القضاة يشغلون رتبة مستشار‬
‫ويخضعون للقانون األساسي للقضاء‪ ،‬و يمارسون مهمة الفصل في المنازعات اإلدارية المعروضة‬
‫على المحكمة‪.2‬‬

‫و لم تحدد النصوص أحكاما خاصة لتعيينهم و ال اختصاصات متميزة عما هو سائد بالنسبة‬
‫لقضاة ومستشاري القضاء العادي‪ ،‬و خالفا للوضع بمجلس الدولة فإن المحاكم اإلدارية ال يوجد‬
‫فيها مستشارون في مهمة غير عادية نظ ار القتصار اختصاصها على المجال القضائي دون‬
‫االستشاري عكس ما هو في فرنسا حيث تخول النصوص المحاكم اإلدارية ممارسة اختصاصات‬
‫استشارية في شكل تقديم آراء بطلب بعض الجهات القضائية اإلدارية‪.3‬‬

‫‪-1‬مجوج زكريا‪ ,‬حمو أحمد‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.26‬‬


‫‪-2‬عوادي جمال‪ ،‬جباري عادل‪ ،‬جبراني نذير‪ ,‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪-3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬المحاكم االدارية ( الغرف االدارية )‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪69‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‬
‫محافظ الدولة‬
‫يتولى محافظ الدولة ومساعدوه مهمة النيابة العامة‪ 1‬على مستوى المحكمة اإلدارية‪ ،‬ويقدمون‬
‫مذكراتهم بشأن المنازعات المعروضة على المحكمة‪.‬‬
‫وقد تضمنت المادة ‪ 846‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية دور محافظ الدولة ونصت‬
‫على انه" عندما تكون القضية مهيأة للجلسة أو عندما تقتضي القيام بتحقيق عن طريق خبرة أو‬
‫سماع شهود و غيرها من اإلجراءات يرسل الملف إلى محافظ الدولة لتقديم التماساته بعد دراسته‬
‫من قبل القاضي المقرر"‪.2‬‬
‫بموجب المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 206-68‬فإنه يتولى محافظ الدولة إلى جانب‬
‫رئيس المحكمة مهمة توزيع أمانة الضبط على الغرف و األقسام‪ ،‬كما يتولى مهمة رقابة سير‬
‫أعمال مصلحة أمانة الضبط لدي المحكمة طبقا لما جاء في نص المادة ‪ 6‬من المرسوم ‪-68‬‬
‫‪ 206‬فضال عن كونه يساهم خالل جلسات الفصل في الدعاوى و ذلك بتقديم التقارير المكتوبة‪."3‬‬

‫الفرع الرابع‬

‫أمناء الضبط‬

‫تحتوي المحكمة اإلدارية مثل باقي المحاكم على أمانة ضبط يشرف عليها أمين ضبط‬
‫رئيسي ويساعده أمين ضبط‪ ،‬يمارس هؤالء مهامهم تحت السلطة المشتركة لكل من رئيس المحكمة‬
‫ومحافظ الدولة‪ ،‬إذ يعود إليهما مهمة توزيع أمناء الضبط على مستوى الغرف و األقسام‪.‬‬

‫‪-1‬تنص المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ 02-68‬المتعلق بتنظيم و تشكيل المحاكم اإلدارية على أنه " بتولى محافظ الدولة النيابة‬
‫العامة بمساعدة محافظي دولة مساعدين"‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-2‬خالد بوديس‪ ،‬عبد الرحيم نعمون‪ ،‬التنظيم القضائي اإلداري في الجزائر‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي‬
‫‪ ،1640‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قالمة‪ ، ،2014 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪-3‬عوابدي جمال‪ ،‬جباري عادل‪ ،‬جبراني نذير‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.21‬‬

‫‪70‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫يسهر أمناء ضبط المحكمة اإلدارية على حسن سير أمانة الضبط و يمسكون السجالت‬
‫الخاصة بالمحكمة و يحضرون الجلسات‪ ،‬ويخضع أمناء الضبط للقانون األساسي لموظفي امانة‬
‫ضبط الجهات القضائية‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫التركيبة البشرية لمجلس الدولة‬
‫تعتبر التشكيلة البشرية للهيئات القضائية لمجلس الدولة تشكيلة متميزة باعتبارها ال تضم‬
‫القضاة فقط إذ تضم إلى جانبهم موظفين آخرين‪.2‬‬

‫و قد حددت المادة ‪ 20‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-68‬المتعلق باختصاصات مجلس‬


‫الدولة التشكيلة البشرية لمجلس الدولة بحيث تنص على أنه" يتشكل مجلس الدولة من القضاة‬
‫األتي ذكرهم‪:‬‬

‫‪ ‬من جهة‪ -:‬رئيس مجلس الدولة‪.‬‬


‫‪ ‬نائب الرئيس‪.‬‬
‫‪ ‬رؤساء الغرف‪.‬‬
‫‪ ‬مستشاري الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬و من جهة أخرى‪ -:‬محافظ الدولة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محافظو الدولة المساعدين‪".‬‬
‫و نالحظ حسب ما ورد في هذه المادة أن أعضاء مجلس الدولة ينقسمون إلى قسمين و هما‬
‫قضاة الحكم (الفقرة ‪ )1‬و قضاة النيابة (الفقرة ‪.4)2‬‬

‫‪-1‬خالد بوديس‪ ،‬عبد الرحيم نعمون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪-2‬رباح عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪,61‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 01-59‬متعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-4‬رباح عبد القادر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪71‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‬
‫قضاة الحكم‬
‫طبقا للفقرة األولى من المادة ‪ 20‬من القانون ‪ 01-68‬المتعلق بإختصاصات مجلس الدولة‬
‫و تنظيمه و عمله يتشكل قضاة الحكم على مستوى مجلس الدولة‪ ،‬من رئيس مجلس الدولة‪ ،‬نائب‬
‫الرئيس‪ ،‬رؤساء الغرف‪ ،‬رؤساء األقسام‪ ،‬مستشاري الدولة‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬رئيس مجلس الدولة‬


‫يعين رئيس مجلس الدولة بمرسوم رئاسي طبقا لنص المادة ‪ 18‬فقرة ‪ 4‬و فقرة ‪ 1‬من دستور‬
‫‪ ،1666‬فانطالقا من هذه الرجعية يتبين لنا بكل وضوح عدم وجود أية معايير أو مقايس تقيد من‬
‫سلطة رئيس الجمهورية في تعيين رئيس مجلس الدولة على غرار تعين الرئيس األول للمحكمة‬
‫العليا الذي يشترط فيه أن يكون قاضيا‪ ،‬و بالرجوع إلى نص المادة السادسة من القانون العضوي‬
‫رقم ‪ 12-11‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله نجد أنها حصرت صالحيات‬
‫مجلس الدولة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬رئاسة أي غرفة من غرف مجلس الدولة عند اإلقتضاء‪.‬‬


‫‪ ‬رئاسة الغرفة المجتمعة‪.‬‬
‫‪ ‬تنشيط و تنسيق نشاط الغرف و أمانة الضبط و األقسام و المصالح اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬السهر على تطبيق أحكام النظام الداخلي لمجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ إجراءات ضمان السير الحسن لمجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسة السلطة السلمية على األمين العام و رئيس الديوان و رؤساء األقسام اإلدارية و المكلف‬
‫بأمانة الضبط المركزية و المصالح التابعة لهم‪.2‬‬

‫‪-1‬قانون رقم ‪ 01-68‬المتعلق بإختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-2‬قانون عضوي رقم ‪ 12-11‬مؤرخ في ‪ 26‬يوليو ‪ 2011‬يعدل و يتمم‪ ،‬القانون رقم ‪ 01-68‬مؤرخ في ‪ 20‬ماي ‪1668‬‬
‫متعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 42‬صادرة بتاريخ ‪ 12‬اوت ‪.2011‬‬

‫‪72‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬نائب الرئيس‬


‫يشغل وظيفة قضائية نوعية و يعين بعد استشارة المجلس األعلى للقضاء و تتمثل مهامه‬
‫أساسا في استخالف رئيس مجلس الدولة في حالة حصول مانعا له أو غيابه‪ ،‬أما في الحاالت‬
‫العادية فهو يقوم بمهمة المتابعة و التنسيق بين مختلف الغرف و األقسام‪.1‬‬

‫لقد نصت المادة ‪ 22‬من القانون العضوي رقم ‪ 12-11‬المعدل و المتمم للقانون رقم ‪-68‬‬
‫‪ 01‬ال متعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله على أنه " يساعد رئيس مجلس الدولة‬
‫نائب الرئيس و يستخلفه حال غيابه أو حدوث مانع له‪.2"...‬‬

‫ثالثا‪ :‬رؤساء الغرف‬


‫لم يحدد قانون مجلس الدولة كيفية تعيينهم و ترك أمر تحديد عددهم للنظام الداخلي للمجلس غير‬
‫أنه من الراجح تعيينهم من طرف رئيس المجلس‪ ،‬باعتباره صاحب اإلشراف العام السيما أنه يتولى‬
‫توزيع المهام عليهم‪ ،‬أما عن دورهم كونهم أعضاء في مكتب المجلس و في باقي التشكيالت (‬
‫الجمعية العامة و الغرف المجتمعة) تتمثل مهامهم خاصة في اإلشراف على العمل داخل غرفهم‬
‫بتنسيق األشغال بها‪ ،‬و توزيع القضايا بين الغرف و األقسام‪ ،‬مع إمكانية رئاسة كل منها و هم‬
‫يسيرون المداوالت و يعدون جداول القضايا المحالة إليهم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬رؤساء األقسام‬

‫يشبهون رؤساء الغرفة من حيث تعبئتهم و عددهم غير أن دورهم أقل أهمية إذ ال يدخلون‬
‫في عضوية المكتب و ال حق في باقي تشكيالته االستشارية و القضائية‪ ،‬و يمكنهم رئاسة جلسات‬

‫‪-1‬مجوج زكريا‪ ,‬حمو أحمد‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.40‬‬


‫‪-2‬راجع المادة ‪ 22‬من القانون العضوي رقم ‪ 12-11‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله‪ ،‬المرجع‬
‫نفسه‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫األقسام و تتمثل مهامهم في التنسيق التقرير و المناقشة و المداولة‪ ،‬و هم بذلك يساهمون إلى‬
‫جانب رؤساء الغرف في تنظيم المجلس و حسن سير العمل به إلى جانب رئيس المجلس‪.1‬‬

‫خامسا‪ :‬مستشاري الدولة‬


‫مستشارو الدولة هم فئة بارزة في مجلس الدولة الجزائري و ذلك بحكم كثرتهم و دورهم و هم‬
‫يتوزعون على فئتين‪:‬‬

‫‪ )1‬مستشارو الدولة في مهمة عادية‬


‫يعين مستشارو الدولة في مهمة عادية بموجب مرسوم رئاسي بحكم أنهم قضاة طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 18‬فقرة ‪ 1‬من دستور ‪ ،1666‬و رجوعا ألحكام المرسوم الرئاسي رقم ‪ 181-18‬المؤرخ في‬
‫‪ 20‬ماي ‪ 1668‬و المتضمن تعيين أعضاء مجلس الدولة‪ ،‬يمكن القول أن عدد مستشاري الدولة‬
‫في مهمة عادية هم ‪ 20‬و أغلبهم تم تعيينهم من قضاة المحكمة العليا‪.‬‬

‫رقم ‪ 01-68‬المتعلق‬ ‫ويعتبر مستشارو الدولة طبقا ألحكام المادة ‪ 26‬من القانون‬
‫باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و سيره مقررين في التشكيالت القضائية و التشكيالت ذات‬
‫الطابع االستشاري‪ ،‬يشاركون في المداوالت كما يمكن لمستشاري الدولة ممارسة وظائف محافظ‬
‫الدولة المساعد‪.2‬‬

‫‪ )2‬مستشارو الدولة في مهمة غير عادية‬


‫تعتبر هذه الفئة متميزة ألنه إذا كان رئيس مجلس الدولة و نائبه و محافظ الدولة و مساعدوه‬
‫و المستشارين في مهمة عادية هم قضاة‪ 3‬حسب المادة ‪ 20‬من القانون العضوي رقم ‪01-68‬‬
‫السالف الذكر‪ ،‬و بالتالي ينتمون من حيث تنظيمهم إلى القانون األساسي للقضاء‪ ،‬فإن مستشاري‬
‫أكدته‬
‫الدولة في مهمة غير عادية ال ينتمون إلى هذا الصنف و ال يتمتعون بهذه الصفة و هذا ما ّ‬

‫‪-1‬آمال بن ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬


‫‪-2‬خالد بوديس‪ ،‬عبد الرحيم نعمون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪,14‬‬
‫‪-3‬عالم لياس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪74‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫المادة ‪ 26‬من الفقرة األخيرة من القانون العضوي رقم ‪ 01-68‬حيث تنص "تحدد شروط و كيفيات‬
‫تعيينهم عن طريق التنظيم" و هذا ما تم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 160-02‬المؤرخ في ‪6‬‬
‫أفريل ‪ 2002‬المتعلق بشروط و كيفيات تعيين مستشاري دولة في مهمة غير عادية حيث تنص‬
‫المادة ‪ 2‬منه " يبلغ عدد مستشاري الدولة في مهمة غير عادية إثني عشر(‪ )12‬مستشار على‬
‫األكثر و يعينون من بين ذوي الكفاءات األكيدة في مختلف النشاط و يجب أن تتوفر فيهم إحدى‬
‫الشروط الخاصة األتية‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون حائ از شهادة دكتوراه في القانون أو العلوم اإلقتصادية أو المالية أو التجارية و يثبت‬
‫سبع (‪ )1‬سنوات على األقل في الوظائف العليا للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون حائ از على شهادة جامعية تعادل على األقل ليسانس أو شهادة معادلة لها و يثبت خبرة‬
‫‪1‬‬
‫مهنية مدتها ست عشر (‪ )16‬سنة بعد الحصول على هذه الشهادة‬
‫الفرع الثاني‬
‫قضاة النيابة‬
‫يتشكل قضاة النيابة لدى مجلس الدولة طبقا ألحكام المادة ‪ 20‬من القانون العضوي رقم‬
‫‪ 01-68‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله من محافظ الدولة و مساعدو‬
‫محافظ الدولة‪.‬‬

‫و تمارس النيابة العامة مجموعة من الصالحيات طبقا للمواد ‪،26 ،20 ،24 ،20 ،10‬‬
‫و ‪ 26‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-68‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه وعمله‬
‫التي تناولت تشكيلة و دور النيابة العامة لدى مجلس الدولة سواءا في الميدان القضائي أو في‬
‫الميدان االستشاري‪.2‬‬

‫‪-1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 160-02‬مؤرخ في ‪ 6‬أفريل ‪ ،2002‬متعلق بشروط و كيفيات تعيين مستشاري الدولة في مهمة غير‬
‫عادية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،26‬صادرة سنة ‪.2002‬‬
‫‪-2‬رباح عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪75‬‬
‫التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزائري‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬محافظ الدولة‬

‫يتم تعيين محافظ الدولة بإعتباره قاض بموجب مرسوم رئاسي‪ ،‬ولم يحدد القانون شروط‬
‫خاصة لذلك و ال إجراءات معينة ومتميزة‪.‬‬

‫وبموجب المادة ‪ 10‬من القانون العضوي ‪ 01-68‬المعدل والمتمم فقد إعتبرت محافظ الدولة‬
‫أو مساعديه من أعضاء النيابة باإلضافة إلى المادة ‪ 26‬منه التي تنص على أنه "يمارس محافظ‬
‫الدولة ومحافظو الدولة المساعدون مهمة النيابة العامة في القضايا ذات الطابع القضائي‬
‫واإلستشاري و يقدمون مذاكراتهم كتابيا و يشرحون مالحظاتهم شفويا"‪.‬‬
‫ومن ثم فمحافظ الدولة يقوم بدور مهمة النيابة العامة من خالل ما يقدمه من مذكرات كتابية‬
‫أو ما يبديه من مالحظات شفوية سوءا في التشكيالت القضائية أو اإلستشارية‪.1‬‬
‫أما المادة ‪ 26‬مكرر من القانون رقم ‪ 12-11‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه‬
‫وعمله فقد حددت صالحيات محافظ الدولة وفقا لما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تقديم الطلبات واإللتماسات في القضايا المعروفة على مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬تنشيط و مراقبة وتنسيق أعمال محافظة الدولة و المصالح التابعة لها‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسة سلطته السلمية على قضاة محافظة الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬ممارسة سلطته السلمية و التأدبية على المستخدمين التابعين لمحافظة الدولة‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬محافظي دولة مساعدين‬
‫إلى جانب محافظ الدولة يمكن تعيين محافظي دولة مساعدين و هم قضاة أيضا معينون‬
‫بمرسوم رئاسي‪ ،‬و يتمثل دورهم في مساعدة محافظ الدولة فيما يخص المهام المذكور سابقا‪.3‬‬

‫‪-1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ص‪،‬‬
‫‪.112-112‬‬
‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 20‬مكرر من القانون رقم ‪ ،12-11‬متعلق باختصاصات مجلس الدولة‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬آمال بن ناصر حليمة دباح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪76‬‬
‫خاتم ـ ـة‬
‫خاتم ـ ـ ــة‬

‫يظهر لنا جليا تكريس االزدواجية القضائية بموجب المادة ‪ 171‬من دستور ‪6991‬الذي‬
‫وضع حدا للخلط الذي كان سائدا في التنظيم القضائي الجزائري منذ االستقالل‪ ،‬والذي نص على‬
‫تأسيس هرمين قضائيين منفصلين عضويا وموضوعيا ومؤسسة قضائية أخرى تنظر في تنازع‬
‫االختصاص بين القضائين العادي واإلداري‪ ،‬وكرس صراحة نظام ازدواج القضاء وانشات المحاكم‬
‫اإلدارية إلى جانب مجلس الدولة‪ ،‬ولكن هناك عدم توافق فبمقارنة النظام القضائي الجزائري‬
‫بالتشريعات األخرى ال يمكننا القول إال أن ما هو موجود في الواقع هو تغيير في الهياكل التي‬
‫كانت موجودة سابقا مع إنشاء بعض الهياكل الجديدة‪ ،‬وبالتالي نجد عدم وجود توازن بين النظامين‬
‫العادي واإلداري فالنظام القضائي العادي يعتمد على وجود الدرجة االبتدائية وهي المحاكم‪ ،‬ثم‬
‫الدرجة االستئنافية في المجالس القضائية ودرجة النقض التي تتمثل في المحكمة العليا‪ ،‬وبهذه‬
‫الصورة نجد درجات التقاضي في النظام القضائي العادي كاملة وهي أكثر قدرة على توحيد‬
‫االجتهاد القضائي‪ ،‬وهذا ما يعكسه الواقع العملي إذ نجد هناك نقائص عديدة في التحول الهيكلي‬
‫بالنسبة لهيئات القضاء اإلداري إذ نجده يتمحور حول مستويين من درجات التقاضي هما المحاكم‬
‫اإلدارية و مجلس الدولة وعدم احترام مبدأ التقاضي على درجتين في بعض المواد اإلدارية‪ ،‬وهنا‬
‫يمكن القول أنفي القضاء العادي تكون فرصة تحقيق العدالة وانصاف المتقاضين أكثر منها‬
‫بالنسبة للقضاء اإلداري‪.‬‬
‫يتبين لنا أن مختلف الجهود التي بذلها المشرع في محاولته لبناء هرم قضائي موحد باءت‬
‫بالفشل الن عالمات أو سمات نظام االزدواجية القضائية لم تتضح جليا في التنظيم القضائي‬
‫األمر الذي أدى إلى وصف التنظيم القضائي الجزائري بأنه نظام ازدواجية في ظل وحدة القضاء‬
‫فبورود األحكام اإلجرائية ضمن قانون موحد يجمع اإلجراءات المدنية واإلدارية يعتبر مبرر لتبني‬
‫المشرع الجزائري لنظام وحدة القضاء‪.‬‬
‫يحتاج التنظيم القضائي إلى تفعيل أكثر وذلك من خالل إعادة هيكلة التنظيم القضائي‬
‫اإلداري في ثالثة مستويات هي المحكمة اإلدارية االبتدائية التي تختص بكامل الدعاوى التي تكون‬
‫اإلدارة طرفا فيها‪ ،‬ومحاكم استئنافية إدارية جهوية كدرجة ثانية تختص بالنظر في االستئنافات في‬
‫الق اررات الصادرة عن المحاكم اإلدارية مع إبقاء مجلس الدولة في قمة هرم النظام القضائي اإلداري‬

‫‪78‬‬
‫خاتم ـ ـ ــة‬

‫يقوم بعملية التقويم للدرجتين السابقتين‪ ،‬مع وضع قانون خاص باإلجراءات اإلدارية يكون مستقال‬
‫وقائما بذاته وذلك عوض إبقائه في الجزء األخير من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية فموقعه‬
‫هذا يجعلنا نعتقد أن أصال إلجراءات اإلدارية هو قانون اإلجراءات المدنية من خالل كثرة‬
‫اإلحاالت من اإلجراءات اإلدارية إلى اإلجراءات المدنية‪ ،‬واحداث فرع متخصص لتكوين القضاة‬
‫اإلداريين وتركيز الجهود على تدعيم تخصص القضاة الذي يعتبر حجر الزاوية مع احترام‬
‫الضمانات التي يتمتع بها القضاة وتطبقها حتى ال تكون مجرد تزيين للقانون األساسي للقضاء‬
‫وهذا ما يؤدي إلى تعزيز أكثر للعدالة في الجزائر‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬


‫‪ -I‬الكتب‬
‫‪ .1‬أحمد محيو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1991 ،‬‬
‫‪ .1‬آيت أودية بوجمعة‪ ،‬الندوة الوطنية حول إصالح العدالة‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪ .3‬بطاهر تواتي‪ ،‬الخبرة القضائية في األحوال المدنية و التجارية و اإلدارية في التشريع‬
‫الجزائري و المقارن‪(،‬د‪،‬د‪،‬ن)‪(،‬د‪،‬ب‪،‬ن) ‪.1003‬‬
‫‪ .4‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪ .2‬بوبشير محند أمقران‪ ،‬قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬دار األمل للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪( ،‬د‪ ،‬ب‪ ،‬ن)‪.1001 ،‬‬
‫‪ .6‬حمدي باشا عمر‪ ،‬مجمع النصوص التي تحكم جهاز القضاء‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪ .2‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪1004 ،‬‬
‫‪ .2‬خليل بوصنبورة‪ ،‬الوسيط في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجزء ‪ ،1‬نوميديا‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬قسنطينة‪.1010 ،‬‬
‫‪ .9‬طاهري حسين ‪ ،‬التنظيم القضائي الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪ .10‬طاهري حسين‪ ،‬دليل أعوان القضاء و المهن الحرة‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1001 ،‬‬
‫‪ .11‬الطيب بلعيز‪ ،‬إصالح العدالة في الجزائر‪ ،‬اإلنجاز التحدي‪ ،‬دار القصبة للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪.1002،‬‬
‫‪ .11‬عباس العبودي‪ ،‬شرح أحكام قانون أصول المحاكمات المدنية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.1002،‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .13‬عبد السالم ديب‪ ،‬قانون االجراءات المدنية واالدارية الجديد‪( ،‬ط ‪ )1‬موفم للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪.1011،‬‬
‫‪ .14‬عمار بوضياف ‪ ،‬النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار الريحانة‪ ،‬الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪ .12‬عمار بوضياف‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر بين نظام الوحدة و االزدواجية‪ ،‬دار‬
‫الريحانة‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د ت ن)‬
‫‪ .16‬عمارة بلغيت‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات المدنية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1001‬‬
‫‪ .12‬عمور سالمي‪ ،‬الوجيز في قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬نسخة معدلة ومنقحة طبقا ألحكام‬
‫القانون ‪ 09-02‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجزائر‪. 1009-1002 ،‬‬
‫‪ .12‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الجزائر‪.1004 ،‬‬
‫‪ .19‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬القانون القضائي الجزائري‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوي‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬الجزائر‪.1000 ،‬‬
‫‪ .10‬فاضلي إدريس‪ ،‬التنظيم القضائي و اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى‪.1009 ،‬‬
‫‪ .11‬قبايلي طيب‪ ،‬شرح قانون االجراءات المدنية و االدارية "النظام القضائي الجزائري"‬
‫الجزء االول‪ ،‬د د ن‪ ،‬بجاية‪.1014/1013 ،‬‬
‫‪ .11‬لباد ناصر‪ ،‬القانون اإلداري (التنظيم االداري )‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1001 ،‬‬
‫‪ .13‬محمد ابراهيمي‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات المدنية الجزء األول‪ ،‬ديون المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1001 ،‬‬
‫الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر‬ ‫‪ .14‬محمد‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1010 ،‬‬
‫‪ .12‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري (التنظيم اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري)‪ ،‬دار العلوم‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1004 ،‬‬

‫‪82‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .16‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري (مجلس الدولة)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.1004 ،‬‬
‫‪ .12‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬المحاكم اإلدارية (الغرف اإلدارية)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عنابة‪.1002 ،‬‬
‫‪ .12‬محمد توفيق اسكندر‪ ،‬الخبرة القضائية‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.1010 ،‬‬
‫‪ .19‬محمد توفيق إسكندر‪ ،‬المحاماة في الجزائر‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪.1992 ،‬‬
‫‪ .30‬محمد حزيط‪ ،‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬دار هومة (د‪ ،‬ب‪ ،‬ن)‪( ،‬د‪،‬‬
‫ت‪ ،‬ن)‪.‬‬
‫‪ .31‬مسعود شيهوب‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية (الجزء األول)‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪ .31‬يوسف دالندة‪ ،‬أصول ممارسة مهنة المحاماة وفقا للقانون الجزائري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الهدى‪ ،‬الجزائر‪.1000 ،‬‬
‫‪ .33‬يوسف دالندة‪ ،‬التنظيم القضائي الجزائري‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1006‬‬
‫‪ -II‬الرسائل و المذكرات الجامعية‬
‫‪.1‬رسائل الدكتوراه‬
‫‪ .1‬بن منصور عبد الكريم‪ ،‬االزدواجية القضائية في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه في‬
‫القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬تيزي وزو‪.1012 ،‬‬
‫‪ .1‬بوجادي عمر‪ ،‬اختصاص القضاء االداري في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيل درجة دكتوراه دولة في‬
‫القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬تيزي وزو‪.1011 ،‬‬
‫‪.2‬المذكرات الجامعية‬
‫‪ .1‬حساني صبرينة‪ ،‬الخبير القضائي في المواد المدنية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستر‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬تيزي وزو‪.1013 ،‬‬

‫‪83‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .1‬رباح عبد القادر‪ ،‬النظام القضائي الجزائري بين الوحدة واالزدواجية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير ‪ ،‬جامعة بن عكنون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .3‬صاش جازية‪ ،‬االختصاص القضائي بالدعوى االدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬معهد الحقوق و العلوم االدارية‪ ،‬الجزائر‪ ( ،‬دون سنة)‪.‬‬
‫‪ .4‬عباس امال‪ ،‬محكمة التنازع و عملها القضائي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة بن‬
‫يوسف بن خدة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الجزائر‪.1010/1009 ،‬‬
‫‪ .2‬عالم لياس‪ ،‬مجلس الدولة في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫القانون‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬تيزي وزو‪.1009 ،‬‬
‫‪ .6‬الكوشة يوسف‪ ،‬مسؤولية المحضر القضائي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪،‬‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬تيزي وزو‪.1013 ،‬‬
‫‪ .2‬خالد بوديس‪ ،‬عبد الرحيم نعمون‪ ،‬التنظيم القضائي اإلداري في الج ازئر‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل‬
‫شهادة الماستر‪ ،‬جامعة ‪ 2‬ماي ‪ ،1942‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قالمة‪1014 ،‬‬
‫‪ .2‬محمد االمين عبوب‪ ،‬التقاضي على درجتين في القضاء اإلداري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬
‫في القانون‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬ورقلة‪.1014/1013 ،‬‬
‫‪ .9‬أمال بن ناصر‪ ،‬حليمة دباح‪ ،‬التنظيم القضائي في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الليسانس في‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسنطينة‪.1013-1011 ،‬‬
‫‪ .10‬عوادي جمال‪ ،‬جباري عادل‪ ،‬جبراني نذير‪ ،‬القضاء االداري في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الليسانس‪ ،،‬جامعة ‪ 2‬ماي ‪ ،1942‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قالمة‪.1014 ،‬‬
‫‪ .11‬مجوج زكريا‪ ،‬حمو أحمد‪ ،‬التنظيم القضائي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الليسانس‪ ،‬جامعة منتوري‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬قسنطينة‪.1013-1011 ،‬‬
‫‪.3‬مذكرات تخرج المدرسة العليا للقضاء‬
‫‪ .1‬بن يربح رشيد‪ ،‬سلطات قاضي االحداث في اتخاذ و مراجعة التدابير المقررة في حق‬
‫الحدث الجانح‪ ،‬مذكرة لنيل اجازة المعهد الوطني للقضاء‪ ،‬المعهد الوطني للقضاء‪،‬‬
‫‪.1004/1003‬‬

‫‪84‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .1‬شريفي عبد الرحمان‪ ،‬رئيس المحكمة‪ ،‬مذكرة لنيل اجازة المحكمة العليا للقضاء‪ ،‬المدرسة‬
‫العليا للقضاء‪.1004/1003 ،‬‬
‫‪ -III‬المقاالت‬
‫‪ .1‬آيت أودية بوجمعة‪ ،‬الندوة الوطنية حول إصالح العدالة‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1002 ،‬‬
‫‪ .1‬زواوي امال‪ ،‬القواعد االجرائية لمحكمة الجنابات‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية‬
‫االقتصادية و السياسية‪ ،‬عدد ‪ ،1‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية‪ ،‬الجزائر‪.1011 ،‬‬
‫‪ .3‬عمار بوضياف‪" ،‬النظام القانوني للمحاكم اإلدارية في القانون الجزائري"‪ ،‬مجلة مجلس‬
‫الدولة‪ ،‬عدد‪ ،2‬مجلة نصف سنوية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تبسة‪ ،‬الجزائر‪.1004 ،‬‬
‫عمار‪'' ،‬تشكيل واختصاصات مجلس الدولة''‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬مجلة نصف‬
‫‪ .4‬معاشو ّ‬
‫سنوية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،1004 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ .2‬مقال منشور بالعدد التجريبي لمجلة تضامن أمناء الضبط‪ ،‬مديرية البحث لو ازرة العدل‪.‬‬
‫‪ -IV‬النصوص القانونية‬
‫‪.1‬الدستور‬
‫‪ .1‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 26‬صادرة بتاريخ ‪02‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1996‬معدل بالقانون رقم ‪ 03-01‬بتاريخ ‪ 10‬أفريل ‪ ،1001‬ج ر عدد ‪12‬‬
‫صادرة بتاريخ ‪ 14‬أفريل ‪.1001‬‬
‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 01-16‬مؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ 1016‬متضمن التعديل الدستوري جريدة رسمية‬
‫عدد ‪ 14‬صادرة بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪.1016‬‬
‫‪.2‬النصوص التشريعية‬
‫‪ .1‬أمر رقم ‪ 126-66‬مؤرخ في ‪ 2‬يونيو ‪ 1966‬متضمن قانون العقوبات المعدل و المتمم‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 46‬صادرة بتاريخ ‪ 2‬يونيو ‪.1966‬‬
‫‪ .1‬أمر رقم ‪ 124-66‬مؤرخ في ‪ 2‬يونيو ‪ 1966‬متضمن قانون اإلجراءات المدنية جريدة رسمية‬
‫عدد ‪ 42‬صادرة بتاريخ ‪ 9‬يونيو ‪( 1966‬ملغى)‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .3‬قانون رقم ‪ 03-21‬مؤرخ في ‪ 13‬فبراير ‪ ،1921‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬جريدة رسمية‬


‫رقم ‪ ،2‬صادرة بتاريخ ‪ 12‬فبراير ‪.1921‬‬
‫‪ .4‬قانون رقم ‪ 11-90‬مؤرخ في ‪ 11‬افريل ‪ 1990‬المتضمن عالقات العمل‪ ،‬جريدة رسمية‬
‫عدد ‪12‬صادرة بتاريخ ‪12‬افريل ‪.1990‬‬
‫‪ .2‬أمر رقم ‪ 01-96‬مؤرخ في ‪ 10‬يناير ‪ 1996‬المتضمن تنظيم مهنة محافظ البيع بالمزايدة‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 3‬صادرة بتاريخ ‪ 11‬يناير ‪.1996‬‬
‫‪ .6‬أمر رقم ‪ 12-96‬مؤرخ ‪ 11‬أوت ‪ ،1996‬المتعلق بصالحيات المحكمة العليا و تنظيمها‬
‫وسيرها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،42‬صادرة بتاريخ ‪ 14‬أوت ‪.1996‬‬
‫‪ .2‬أمر رقم ‪ 11-92‬مؤرخ في ‪ 19‬مارس ‪ 1992‬يتضمن التقسيم القضائي‪ ،‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ 12‬صادرة بتاريخ ‪ 19‬مارس ‪.1992‬‬
‫‪ .2‬قانون عضوي رقم ‪ 01-92‬مؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1992‬متعلق باختصاصات مجلس الدولة‬
‫و تنظيمه و عمله‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،32‬صادرة بتاريخ ‪ 1‬يوليو ‪ 1992‬معدل و متمم‬
‫بالقانون العضوي رقم ‪ 03-11‬ج ر ع ‪.43‬‬
‫‪ .9‬قانون رقم ‪ 01-92‬مؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1992‬متعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ 32‬صادرة بتاريخ ‪ 01‬يوليو ‪.1992‬‬
‫‪ .10‬قانون عضوي رقم ‪ 03-92‬مؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1992‬متعلق باختصاصات محكمة‬
‫التنازع و تنظيمها و عملها‪ ،‬جريدة رسمية رقم ‪ 39‬صادرة بتاريخ ‪ 1‬يونيو‪1992‬‬
‫‪ .11‬قانون العضوي رقم ‪ 11-04‬المؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر ‪ ،1004‬المتضمن القانون األساسي‬
‫للقضاء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 22‬الصادرة بتاريخ ‪ 02‬سبتمبر ‪.1004‬‬
‫‪ .11‬قانون رقم ‪ 11-24‬المؤرخ في ‪ 09‬يوليو ‪ ،1924‬المتضمن قانون األسرة‪ ،‬المعدل والمتمم‬
‫باألمر رقم ‪ 01 -02‬المؤرخ في ‪ 12‬فبراير ‪ ،1002‬جريدة رسمية عدد ‪.12‬‬
‫‪ .13‬قانون عضوي رقم ‪ 11-02‬مؤرخ في ‪12‬يوليو ‪ ،1002‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 21‬صادرة بتاريخ ‪ 10‬يوليو ‪.1002‬‬

‫‪86‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .14‬قانون رقم ‪ 03-06‬مؤرخ في ‪ 10‬فبراير‪ ،1006‬متضمن تنظيم مهنة المحضر القضائي‪،‬‬


‫جريدة رسمية عدد ‪ ،14‬صادرة بتاريخ ‪ 10‬فبراير ‪.1006‬‬
‫‪ .12‬قانون رقم ‪ 11-06‬مؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1006‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪122-66‬‬
‫مؤرخ في ‪ 2‬يونيو ‪ 1966‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪24‬‬
‫صادرة في ‪ 14‬ديسمبر ‪.1006‬‬
‫‪ .16‬قانون رقم ‪ 09-02‬مؤرخ في ‪ 12‬فبراير ‪ 1002‬متضمن قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واالدارية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 11‬صادرة بتاريخ ‪ 13‬افريل ‪.1002‬‬
‫‪ .12‬قانون عضوي رقم ‪ 11-11‬مؤرخ في ‪ 16‬يوليو ‪ ،1011‬يحدد تنظيم المحكمة العليا‬
‫وعملها واختصاصاتها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 41‬صادرة بتاريخ ‪ 31‬يوليو ‪.1011‬‬
‫‪ .12‬قانون عضوي رقم ‪ 11-13‬مؤرخ في ‪ 16‬يوليو ‪ 1011‬يعدل و يتمم‪ ،‬القانون رقم ‪-92‬‬
‫‪ 01‬مؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1992‬متعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 43‬صادرة بتاريخ ‪ 13‬اوت ‪.1011‬‬
‫‪ .19‬أمر رقم ‪ 02-13‬مؤرخ في ‪ 19‬أكتوبر ‪ 1013‬متضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ ،22‬الصادرة بتاريخ ‪ 30‬أكتوبر ‪.1013‬‬
‫‪.3‬النصوص التنظيمية‬
‫‪ .1‬مرسوم تشريعي رقم ‪ 06-93‬مؤرخ في ‪ 19‬أفريل ‪ ،1993‬يعدل األمر رقم ‪-66‬‬
‫‪122‬لمؤرخ في ‪ 2‬يونيو ‪ ،1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 12‬الصادرة بتاريخ ‪ 12‬أفريل ‪.1993‬‬
‫‪ .1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 436-92‬مؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 1992‬المحدد شروط اإللتحاق‬
‫بمهنة المترجم و ممارستها و نظامها االنضباطي و قواعد تنظيم المهنة و سير أجهزتها‪،‬‬
‫جريدة رسمية عدد ‪ 29‬صادرة بتاريخ ‪ 10‬ديسمبر ‪.1992‬‬
‫‪ .3‬مرسوم تنفيذي رقم تنفيذي رقم ‪ 310-92‬مؤرخ في ‪ 12‬اكتوبر ‪ 1992‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ 6‬صادرة بتاريخ ‪ 12‬اكتوبر ‪.1992‬‬

‫‪87‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ .4‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 191-96‬المؤرخ في ‪ 1‬سبتمبر ‪ ،1996‬متضمن شروط االلتحاق‬


‫بمهنة محافظ البيع بالمزايدة مما رستها و نظامها االنضباطي‪ ،‬يضبط قواعد تنظيم المهنة‬
‫و سير أجهزتها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 21‬صادرة بتاريخ ‪ 4‬سبتمبر ‪.1996‬‬
‫‪ .2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 162-03‬مؤرخ في ‪ 9‬أفريل ‪ ،1003‬متعلق بشروط و كيفيات تعيين‬
‫مستشاري الدولة في مهمة غير عادية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،16‬صادرة سنة ‪.1003‬‬
‫‪ .6‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 129-02‬متضمن اصدار النظام الداخلي للمحكمة العليا‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 22‬صادرة بتاريخ ‪ 12‬اوت ‪.1002‬‬
‫ثانيا‪ :‬باللغة الفرنسية‬
‫‪I- Ouvrage‬‬
‫‪1. MICHE Veron, Benoit Nicad, Voies d'exécution et procédure de distribution,‬‬
‫‪ed Dalloz, Paris, 2ème édition, 1998.‬‬
‫‪2. ROBERT Saury, Manuel de droit médical, Masson, Paris, 1989.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المواقع االلكترونية‬


‫‪ www.sonnaa-elhayat.com‬تم االطالع عليه في ‪ 12‬افريل ‪ 1016‬على الساعة ‪.12:12‬‬

‫‪www.tomohouna.net‬تم االطالع عليه في ‪ 19‬افريل ‪ 1016‬على الساعة ‪.11:02‬‬

‫‪88‬‬
‫فه ـ ـرس‬
‫فهرس‬

‫مقدمة‪20 ………………………………………………………………………….‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التنظيم الهيكلي للقضاء الجزائري‪24 .....................………..........‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أجهزة التنظيم القضائي العادي………………………‪20 …………....‬‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المحاكم…………‪……...………...............…...............‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف المحاكم ……‪…………………………………............‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أقسام المحاكم…‪20 ……………………………………………….....‬‬
‫أوال‪ :‬القسم المدني………‪20 …………………………..................…………..‬‬
‫‪20‬‬ ‫ثانيا‪ :‬قسم الجنح‪………………………….....…........................……..‬‬
‫‪20‬‬ ‫ثالثا‪ :‬قسم المخالفات‪………………….…..............……….........…. ….‬‬
‫‪20‬‬ ‫رابعا‪ :‬القسم االستعجالي‪................. ……………………………………...‬‬
‫خامسا‪ :‬قسم شؤون األسرة‪20 ...........................................................‬‬
‫‪02‬‬ ‫سادسا‪ :‬قسم األحداث‪……………......................…........................‬‬
‫‪02‬‬ ‫سابعا‪ :‬القسم االجتماعي‪.................. …………………………………….‬‬
‫‪00‬‬ ‫ثامنا‪ :‬القسم العقاري‪..........................………………………………….‬‬
‫‪00‬‬ ‫تاسعا‪ :‬القسم البحري‪...................... …………………………………….‬‬
‫عاشرا‪ :‬القسم التجاري‪00 ....…………………………………................... ….‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المجالس القضائية‪01 .......... …………………………………….‬‬
‫‪04‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تنظيم و تسيير المجلس القضائي…………‪............................‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاص المجلس القضائي‪............................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬محكمة الجنايات……‪..................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المحكمة العليا‪00 ................. ………………………………….‬‬
‫‪00‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الغرف العادية‪...........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الغرف الموسعة…‪00 ......................................................‬‬

‫‪90‬‬
‫فهرس‬

‫‪00‬‬ ‫أوال‪ :‬الغرفة المختلطة…………………………………‪...........................‬‬


‫‪00‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الغرفة المجتمعة‪...................... …………………………………….‬‬
‫‪00‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬عمل الغرف‪................... …………………………………….‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أجهزة التنظيم القضائي اإلداي‪02 …………………………………….‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المحاكم اإلدارية‪02 ................... ……………………………….‬‬
‫‪00‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األساس القانوني للمحاكم اإلدارية‪……………………......... ….‬‬
‫‪00‬‬ ‫أوال‪ :‬األساس الدستوري للمحاكم اإلدارية‪………………………………….... ….‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األساس التشريعي للمحاكم اإلدارية‪00 ..................................... …….‬‬
‫‪01‬‬ ‫ثالثا‪ :‬األساس التنظيمي للمحاكم اإلدارية‪………................................ ….‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عدد المحاكم‪..........................................................‬‬
‫‪04‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مجلس الدولة‪........…………………………...... ………….‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الهيئات القضائية‪.............…………………………………...‬‬
‫‪01‬‬ ‫اوال‪ :‬الغرف…………………………………… ‪................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الغرف المجتمعة……………………………‪00 .................................‬‬
‫‪00‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الهيئات االستشارية‪..……………………………...…….... ….‬‬
‫أوال ‪:‬الجمعية العامة‪00 ..................................................................‬‬
‫‪00‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اللجنة الدائمة ‪................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الهيئات األخرى‪00 .........................................................‬‬
‫‪00‬‬ ‫أوال‪ :‬مكتب مجلس الدولة ‪...........................................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أمانة الضبط‪...................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬األقسام التقنية والمصالح االدارية‪12 ...............................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬محكمة التنازع‪10 ...................................................... .‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف محكمة التنازع‪10 ....................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص محكمة التنازع‪11 ................................................‬‬

‫‪91‬‬
‫فهرس‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تنظيم محكمة التنازع ‪11 ...................................................‬‬


‫‪14‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬اختصاصات‪ :‬محكمة التنازع‪.............................................‬‬
‫أوال‪ :‬حالة تنازع االختصاص اإليجابي‪11 .................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬حالة تنازع االختصاص السلبي‪................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬حالة تناقض األحكام اإلدارية‪11 ....................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫رابعا‪ :‬حالة التنازع على أساس اإلحالة‪...............................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬التركيبة البشرية للتنظيم القضائي الجزيري‪.............................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التركيبة البشرية للقضاء العادي ‪42 ......................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التركيبة البشرية في المحاكم‪..........................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع‪ :‬األول‪ :‬رئيس و نائب المحكمة‪.................................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القضاة‪.................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تعيين القضاة‪41 .................................................................. .‬‬
‫ثانيا‪ :‬واجبات القضاة‪44 ............................................................... .‬‬
‫ثالثا‪ :‬حقوق القضاة‪41 ..................................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬قاضي التحقيق‪.........................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬قاضي األحداث ‪40 .........................................................‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬وكيل الجمهورية‪40 .................................................... .‬‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التركيبة البشرية على مستوى المجالس القضائية‪.....................‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬رئس و نائب المجلس ‪.................................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نائب عام و نواب مساعدين‪............................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أمانة الضبط‪...........................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التركيبة البشرية على مستوى المحكمة العليا‪........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قضاة الحكم ‪10 ...........................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ :‬الرئيس األول‪................................................................. .‬‬

‫‪92‬‬
‫فهرس‬

‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬رؤساء الغرف ‪............................................................... .‬‬


‫‪11‬‬ ‫ثالثا‪ :‬رؤساء األقسام‪............................................................... .‬‬
‫رابعا‪ :‬المستشارون ‪11 ..................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قضاة النيابة‪14 ............................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬أعوان و مساعدو القضاء‪.......................................... .‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أعوان القضاء‪..........................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫أوال‪ :‬أمناء الضبط‪..................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المحضرون القضائيون ‪11 ........................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الخبراء‪10 ....................................................................... .‬‬
‫رابعا‪ :‬محافظ البيع بالمزاد العلني‪10 ......................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬المترجمون‪12 ................................................................. .‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المحامون ‪10 ..............................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫أوال‪ :‬مهام المحامي ‪.................................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شروط االلتحاق بمهنة المحاماة‪................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حقوق وواجبات المحامي ‪......................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬التركيبة البشرية لجهاز القضاء اإلداري‪...............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التركيبة البشرية للمحاكم اإلدارية ‪10 .....................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رئيس المحكمة‪10 ..........................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القضاة‪................................................................‬‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬محافظ الدولة ‪.........................................................‬‬
‫‪02‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬أمناءالضبط‪............................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التركيبة البشرية لمجلس الدولة ‪00 ......................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قضاة الحكم‪00 .............................................................‬‬
‫‪00‬‬ ‫أوال‪ :‬رئيس مجلس الدولة‪...........................................................‬‬

‫‪93‬‬
‫فهرس‬

‫‪01‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نائب الرئيس‪...................................................................‬‬


‫‪01‬‬ ‫ثالثا‪ :‬رؤساء الغرف‪.................................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫رابعا رؤساء األقسام‪.................................................................‬‬
‫‪04‬‬ ‫خامسا‪ :‬مستشاري الدولة‪............................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قضاة النيابة ‪..........................................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫أوال‪ :‬محافظ الدولة ‪..................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬محافظي دولة مساعدين‪01 ........................................................‬‬
‫‪00‬‬ ‫خاتمة‪...............................................................................‬‬
‫‪02‬‬ ‫المالحق‪.............................................................................‬‬
‫‪00‬‬ ‫قائمة المراجع ‪.......................................................................‬‬
‫الفهرس‪02 ..............................................................................‬‬

‫‪94‬‬
‫ملخص‬

‫يتمحور ىذا الموضوع حول التنظيم القضائي الجزائري الذي يتمثل في التنظيم القضائي‬
‫ حسب ما سنو‬،‫وىذا في محتواه المادي‬ ‫العادي والتنظيم القضائي اإلداري و محكمة التنازع‬
‫ وينقسم القضاء‬،‫ المتعمق بالتنظيم القضائي‬11-05 ‫المشرع الجزائري في القانون العضوي رقم‬
‫ والمجالس القضائية‬،‫العادي إلى المحاكم التي تعد كأول درجة لمتقاضي التي يمجا إلييا المتقاضين‬
‫ و المحكمة العميا التي تعتبر قمة اليرم‬،‫التي تعد جية استئناف لألحكام الصادرة عن المحاكم‬
‫ أما‬،‫القضائي وتقوم بمراقبة األحكام القضائية الصادرة عن المجالس القضائية من ناحية القانون‬
،‫القضاء اإلداري ينقسم إلى المحاكم اإلدارية التي تفصل بالدرجة األولى في المنازعات اإلدارية‬
‫ومجمس الدولة الذي يقوم باإلشراف األعمى في النظر والفصل في القضايا المعروضة عمى القضاء‬
‫ وتعد محكمة التنازع أعمى درجة من القضاء العادي والقضاء اإلداري وىي مستقمة عنيا‬،‫اإلداري‬
‫ ويتمثل التنظيم‬،‫وتتولى الفصل في تنازع االختصاص بين القضاء العادي والقضاء اإلداري‬
.‫القضائي في محتواه البشري في القضاة و مساعدي القضاء‬

Résumé
Notre sujet tourne autour du thème de l'organisation judiciaire algérienne,
qui est l'organisation normale de la justice et de l'organisation administrative du
pouvoir judiciaire et les tribunaux des conflits, et cela dans son contenu
physique. Selon le législateur algérien qui a promulgué la loi organique n ° 05-
11 sur l'organisation du pouvoir judiciaire. Le pouvoir judiciaire est divisé en
tribunaux ordinaires, ce qui est au premier degré de litige employé par les parties
et les conseils de la magistrature, qui est le point de reprendre les décisions
émanant des tribunaux et la Cour suprême, qui est le sommet de la pyramide et
surveille les décisions judiciaires des conseils judiciaires en termes de la loi. Le
tribunal administratif est divisé en juridictions administratives qui séparent la
classe premier des litiges administratifs et le Conseil d'Etat, qui supervise le
dessus pour examiner et statuer sur les cas devant le tribunal administratif, et est
contestée par une juridiction supérieure à un tribunal ordinaire et le tribunal
administratif et est indépendant et chargé de régler les conflits de compétence
entre les juridictions ordinaires et le tribunal administratif et l'organisation
judiciaire est dans le contenu humain des juges et des assistants de la
magistrature.

You might also like