You are on page 1of 118

‫وزارة التعميم العالي و البحث العممي‬

‫‪Ministry of High Education and Scientific Research‬‬


‫جامعة محمد البشير اإلبراىيمي‪ -‬برج بوعريريج –‬
‫‪University of Mohamed el Bachir el Ibrahimi–Bba-‬‬
‫كمية الحقوق و العموم السياسية‬
‫‪Faculty of Law and Political Sciences‬‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطمبات نيل شيادة ماستر أكاديمي في الحقوق‬

‫تخصص‪ :‬قانون األعمال‬

‫الموسومة ب‪:‬‬

‫التنفيذ العيني لاللتزام في القانون المدني الجزائري‬

‫تحت إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫‪ ‬مييوب يزيد‬ ‫‪ ‬بن قري سارة‬
‫‪ ‬مخوخ سيام‬
‫لجنة المناقشة‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم و المقب‬


‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر – أ ‪-‬‬ ‫عياش حمزة‬
‫مشرفا و مقر ار‬ ‫أستاذ‬ ‫مييوب يزيد‬
‫ممتحنا‬ ‫أستاذ محاضر –ب‪-‬‬ ‫بمفروم محمد اليامين‬
‫السنة الجامعية‪2023/2022 :‬‬

‫‪1‬‬
‫تشكرات‬
‫نتوجى بالخمد والشكر هلل رب العالمجن ذو الجّل واإلكرام أوِ وآذرا علٍ‬
‫أن وفقنا طجلٌ مشوارنا الدراسًَ وفً إنجاز هذا العمل المتواضع الذي نسأل‬
‫هللا أن يبارك لنا فجى‪.‬‬
‫ثم نشكر األستاذ المشرف مجووب يزيد الذي كان لنا عونابعد هللا تعالٍ علٍ‬
‫رعايتى ومتابعتى لنا والذي خرص علجنا كل الخرص علٍ أن يقوم بتسوجل كل‬
‫ما يلزمنا ‪.‬‬
‫كما نتقدم بالشكر إلٍ األساتذة أعضاء لجنٌ المناقشٌ ولجمجع أساتذة كلجٌ‬
‫الخقوق والعلوم السجاسجٌ بجامعٌ مخمد البشجر اإلبراهجمًَ وكل موظفجوا‬
‫ونشكر كل من ساعدنا من قريب أو بعجدَ بدعاء أو كلمٌ ونتقدم بالشكر لكل‬
‫من يطلع علٍ هذا العمل‪.‬‬
‫إهداء‬
‫ً بعده مخمد صلٍ هللا علجى‬
‫بسم هللا وخده والصّة والسّم علٍ من ِ نب ّ‬
‫وسلم أخمد هللا لعونى وتوفجقى إلجتجاز كل العقبات وبلوغ الودف المرجو‪.‬‬
‫بعد إتمام هذه الدراسٌ المتواضعٌ ِ يسعنً إِ أن أخمد هللا العزيز الوهاب‬
‫فاتد األبواب ومجسر الصعاب والوادي إلٍ الصواب‪.‬‬
‫إلٍ مثلً األعلٍ وقدوتً األولٍ إلٍ الذي موما فعلت فلن أرّد لى جزاء إلٍ‬
‫الذي بفضلى وعطاُى وخنانى وصلت إلٍ هذا المستوىَ إلجك يا أخن مذلوق‬
‫علٍ وجى الكون إلجك أبً العزيز أطال هللا فً عمرك‪.‬‬
‫إلٍ من أذرجتنً من رخم الخنان وسقت فؤادي الخجاةَ إلجك خبجبتً أمً‬
‫الغالجٌ يمجنٌ خفظك هللا ورعاك وأطال هللا فً عمرك‪.‬‬
‫إلٍ سندي فً خجاتً زوجً الغالً الذي لم يبذل علً بدعمى يوما خفظى هللا‬
‫وأطال فً عمره إلٍ بناتً الخبوبات أريح ونورسجن ربً يخفظوم وإلٍ كل‬
‫عاُلٌ موساوي الكريمٌ‪.‬‬
‫إلٍ أذواتً العزيزات عزيزة وخدةَ نبجلٌ وزهرة ونجمٌ وأمال وجمجع‬
‫أوِدهم األخباء خفظوم هللا ورعاهم ‪.........‬‬
‫إلٍ إذوتً عبد الباسط ومخمد الكامل وبوعّم وباألذص الغالً أخمد خفظى‬
‫هللا فً ديار الغربٌ‪.‬‬
‫إلٍ كافٌ عاُلٌ بن قري ‪.‬‬
‫إلٍ كل صديقاتً وزمجّتً فً الدراسٌ دون أن أنسٍ صديقتً آيٌ زواوي‬
‫التً كانت سندا لً طجلٌ مشواري‪.‬‬
‫إلٍ زمجلتً فً هذه المذكرة دون أن ننسٍ أساتذتنا األفاضل فً كلجٌ الخقوق‬
‫والعلوم السجاسجٌ ‪.‬‬
‫إلٍ كل من لم تخملى سطور هذه الورقٌ وكان ذجر عون لًَ إلٍ كل من‬
‫ساعدنً فً إعداد هذه المذكرة ولو بدعاء أو كلمٌ طجبٌ‪.‬‬

‫سارة‬
‫اإلهداء‬
‫الخمد للّى وكفٍ والصّة علٍ الخبجب المصطفٍ وأهلى ومن وفٍ أما بعد‪:‬‬
‫ها أنا أذطو ذطوات تذرجً نعم ! بعد عناء طويل وبعد تعب وجود وسنوات طويلٌ ها‬
‫أنا أتذرج كم من السرور فً قلبً لوذا الجوم كم من مصاعب الخجاة واجوت ِكمل‬
‫دراستً اهدي ثمرة جودي إلٍ من قضٍ الخق سبخانى وتعالٍ ببرهم واإلخسان إلجوم‬
‫لوالدتً التً كانت لجانب داُما كانت داعمً الوخجد التً شجعتنً فً كل صباح وها‬
‫هجابنتك تذطو فً مسار التذرج شكر ًا لكً أيتوا اإلنسانٌ العظجمٌ شكر ًا لك يا أمً ‪.‬‬
‫وإلٍ والدي الذي علمنً أن الخجاة اجتواد ومثابرة واستمرار وصمود إلٍ من أخاطنً‬
‫بالرعايٌ والعطاء شكرا لك سندي شكر ًا لك أبً ‪.‬‬
‫إلٍ من تقاسمت معوا دفئ العاُلٌ أذتً وسندي فً الخجاة وأبناُوا ‪.‬‬
‫إلٍ أعز الناس وأقربوم لقلبً وكل عاُلتى إلٍ أروع من جسد الخب بكل معانجى ‪ ..‬فكان‬
‫السند والعطاء ‪ ...‬قدم لً الكثجر فً صور من الصبر ‪ ...‬وأمل ‪ ..‬ومخبٌ فشكر ًا لك ‪.‬‬
‫وشكرا لصديقتً التً كانت سبب فً وجودي الجوم وسبب نجاخً ِ يسعنً الشكر وِ‬
‫تكفً الكلمات بالثناء علجوا رخموا هللا ( أوكريدالويزة)‪.‬‬
‫وإلٍ زمجلتً التً عرفتنً بجوا صدفٌ الخجاة وكانت أجمل الصدف إلٍ زمجلتً فً‬
‫العملوإلٍ كل من كان لجانبً شكرا لكم جمجعًا والخمد للّى الذي ما تم جود وِ ذتم سعً‬
‫إِ بفضلى وما تذطت هذه العقبات والصعوبات إِ بتوفجقىَ تذرجت لجس بجدي وِ‬
‫باجتوادي وإنما بتوفجق من ربً واللوم أجعل هذا العلم شفجع ًا لً يوم تسألنً عن شبابً‬
‫فجما أفنجتى وزدنً علما ونفع ًا بى ‪.‬‬

‫سوام‬
‫قائمة المختصرات والرموز‬

‫الداللة‬ ‫الرمز‬

‫صفحة‬ ‫ص‬

‫صفحة صحفة‬ ‫صص‬

‫دون طبعة‬ ‫دط‬

‫دون بمد النشر‬ ‫دبن‬

‫دون دار النشر‬ ‫ددن‬

‫قانون مدني جزائري‬ ‫قمج‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‬ ‫قإمإج‬


‫المقدمة‬
‫انمـقدمــــة‪............................................................................. ..................:‬‬

‫مقدمة‬
‫االلتزام عبلقة قانونية بين طرفين‪ ،‬يكون مصدر نشوئو إ ّما العقد أو غير ذلك من‬
‫المصادر األخرى لبللتزام‪ ،‬حيث يتحدد محمو بحسب نوع ومصدر االلتزام‪ ،‬فالتزام المشتري‬
‫بدفع الثمن مصدره عقد البيع‪ ،‬والتزام المستأجر بدفع ثمن اإليجار مصدره عقد اإليجار‪،‬‬
‫لمتصرف القانوني وااللتزامات في الحياة االجتماعية‪ ،‬فإن‬
‫ّ‬ ‫أىم صورة‬
‫واذا كان العقد ىو ّ‬
‫المصادر األخرى لبللتزام تشترك أيضا معو في األحكام العامة من حيث التنفيذ‬
‫واالنقضاء واالنتقال وغيرىا من األحكام‪.‬‬
‫ويعد تنفي ذ االلتزام النياية الطبيعية النقضاء العبلقة بين طرفيو الدائن والمدين‪ ،‬بل‬
‫أن غاية وىدف االلتزام في النياية بالنسبة لطرفيو ىي تنفيذ محمو سواء كان مصدره إراديا‬
‫او غير إرادي وىذه ىي السمة التي تميز االلتزام المدني عما يشابيو من االلتزامات‬
‫األخرى األخبلقية أو الطبيعية‪.‬‬
‫فااللتزام المدني يتوافر عمى عنصرين ىما المديونية والمسؤولية‪ ،‬واألثر الرئيسي‬
‫إما اختيارياً وىذا استجابة لعنصر‬
‫ليذا االلتزام ىو التنفيذ العيني‪ ،‬حيث يتم تنفيذه ّ‬
‫المديونية‪ ،‬وا ّما يتم تنفيذ االلتزام جب اًر عمى المدين وىذا تطبيقاً لعنصر المسؤولية‪ ،‬حيث‬
‫ذمتو لمدائن‪.‬‬
‫يجبر المدين عمى تنفيذ ما في ّ‬
‫والمقصود بالتنفيذ العيني ىو الوفاء بمحل االلتزام وىذا ىو األصل‪ ،‬حيث يقوم‬
‫المدين بتنفيذ التزامو طواعية دون الحاجة إلى اتخاذ أي إجراء قانوني لجبره عمى ذلك‪،‬‬
‫يصح الوفاء من غير المدين سواء كان نائبو أو‬
‫ّ‬ ‫وىذا استجابة لعنصر المديونية‪ ،‬كما‬
‫أي مصمحة في ذلك‪ ،‬ولمموفي‬
‫شخص آخر لو مصمحة في الوفاء‪ ،‬أو شخص ليست لو ّ‬
‫ييمو ىو الحصول‬
‫ألن ما ّ‬
‫حق الرجوع عمى المدين‪ .‬وما عمى الدائن إالّ قبول ذلك الوفاء‪ّ ،‬‬
‫عمى الوفاء‪ ،‬إالّ إذا كان محل االلتزام القيام بعمل وكان ذلك العمل لو اعتبار في شخص‬
‫المدين فالدائن في ىذه الحالة رفض الوفاء من غير المدين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫انمـقدمــــة‪...............................................................................................:‬‬

‫ذمة المدين‪ ،‬إالّ‬


‫والوفاء ال يكون صحيحاً من الناحية القانونية وال يؤدي إلى تبرئة ّ‬
‫عينو‬
‫تم لمدائن نفسو‪ ،‬كما يمكن أن يكون لغيره‪ ،‬سواء كان نائبو أو شخص آخر ّ‬
‫إذا ّ‬
‫الدائن لقبض الدين‪ ،‬كما تختمف كيفية التنفيذ العيني باختبلف محل االلتزام‪.‬‬
‫وان كان التنفيذ العيني ممكناً ويقتضي تدخل المدين شخصياً وتراخى ىذا األخير‬
‫أقرىا المشرع الجزائري لحماية‬
‫في القيام بو‪ ،‬كان لمدائن المّجوء لموسائل القانونية التي ّ‬
‫أىميا الغرامة التيديدية‪ ،‬واإلكراه البدني‬
‫حقو‪ ،‬وجبر المدين وقيره عمى الوفاء بالدين‪ ،‬و ّ‬
‫أن المشرع ألغى العمل بو في المسائل‬
‫الذي كان معموال بو منذ العصور البدائية‪ ،‬إالّ ّ‬
‫المدنية‪ ،‬بعد مصادقة الجزائر لمعيد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية سنة‬
‫‪ ،9191‬وبقي العمل باإلكراه البدني في المسائل الجزائية فقط‪.‬‬
‫إلى جانب الغرامة التيديدية واإلكراه البدني‪ ،‬يمكن أيضاً لمدائن المّجوء إلى وسيمة‬
‫قانونية أخرى القتضاء حقو من مدينو أال وىي الحق في الحبس‪ ،‬ويمكن تطبيق ىذه‬
‫الطرق متى توافرت فييا الشروط القانونية‪.‬‬
‫واذا امتنع المدين عن تنفيذ التزامو‪ ،‬جاز لمدائن اقتضاء حقّو جب اًر ورغما عنو‪ ،‬من‬
‫خبلل تدخل السمطة العامة المتمثمة في المحضر القضائي وىذا ما يعرف بالتنفيذ الجبري‬
‫إما تنفيذ مباشر (مضمون السند التنفيذي)‪ ،‬وفي‬
‫الذي يتم تحت والية القضاء وبطريقتين‪ّ :‬‬
‫الودي الذي ال يكون فيو مساس بالحقوق األخرى التي في‬
‫حالة فشل ىذا النوع من التنفيذ ّ‬
‫ذمة المدين‪ ،‬يتم المجوء إلى التنفيذ الغير مباشر (إجراءات الحجز التنفيذي)‪.‬‬
‫ّ‬
‫وعميو يعتبر التنفيذ العيني لبللتزام أحد القضايا األساسية التي تشيدىا العبلقة‬
‫الدائنية التي تنشأ بين الطرفين‪ ،‬فيي التي تفرض عمى المدين تنفيذ التزامو‪ ،‬كما تحمي‬
‫حق الدائن من الضياع‪.‬‬

‫أىمية الدراسة‬

‫‪2‬‬
‫انمـقدمــــة‪...............................................................................................:‬‬

‫تكمن أىمية موضوع التنفيذ العيني لبللتزام فيما يمي‪:‬‬


‫‪ -‬تبرز أىمية االلتزام في التنفيذ العيني لمحمو‪ ،‬حيث يمكن لمدائن اقتضاء حقّو من‬
‫يتم المّجوء لمتنفيذ‬
‫مما ّ‬
‫يتعنت في ذلك ّ‬
‫المدين‪ ،‬سواء قام ىذا األخير بالوفاء طواعية‪ ،‬أو ّ‬
‫الجبري‪ ،‬واجباره عمى الوفاء‪.‬‬
‫‪ -‬التنفيذ العيني يؤدي إلى ضبط العبلقة بين أطراف التنفيذ‪ ،‬عمى أسس قانونية‬
‫حماية لحقوق كل طرف‪.‬‬
‫يستمد‬
‫ّ‬ ‫إن التنفيذ الجبري باعتباره نوعا من أنواع التنفيذ العيني‪ ،‬فيو وسيمة قانونية‬
‫‪ّ -‬‬
‫لتعنت المدين‪ ،‬ويم ّكن الدائن من استيفاء حقو‪.‬‬
‫أىميتو من مبررات وجوده‪ ،‬ويضع حداً ّ‬
‫أسباب اختيار الموضوع‬
‫يعود اختيار ىذا الموضوع إلى أسباب ذاتية وأخرى موضوعية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب الذاتية‬
‫إن سبب دراستنا ليذا الموضوع ىو رغبتنا الشخصية فيو‪ ،‬لكونو يتعمق‬
‫‪ّ -‬‬
‫بااللتزامات المدنية‪ ،‬وكذلك بما ّأنو موضوع سبق تناولو في السنة الثانية ليسانس في‬
‫مقياس أحكام االلتزام‪ ،‬إالّ ّأنو نظ اًر لوباء كوفيد ‪ 91‬لم يحالفنا الحظّ لنتطرق ليذا المقياس‬
‫عمى الوجو المراد تفادياً ألخطار الوباء‪ ،‬وعميو أردنا التوسع فيو‪.‬‬
‫‪ -‬إثراء المكتبة العممية ببحث نظري‪ ،‬من شأنو أن يساىم في مساعدة باحثين‬
‫آخرين إلنجاز بحوث أخرى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األسباب الموضوعية‬
‫بماأن كيفية التنفيذ العيني لبللتزام تختمف باختبلف محل االلتزام‪ ،‬وعميو أردنا‬
‫ّ‬
‫االطبلع عمى كيفية التنفيذ في جميع الحاالت‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫انمـقدمــــة‪...............................................................................................:‬‬

‫‪ -‬وجود العديد من حاالت عدم التنفيذ لبللتزامات نعيشيا في وقتنا الحالي‪ ،‬حيث‬
‫تنتيي عقود والتزامات بين األفراد إلى عدم التنفيذ‪ ،‬وعدم تم ّكن الدائن من تحصيل حقوقو‪،‬‬
‫وىذا أمر معاش في الواقع االجتماعي لؤلسف‪.‬‬
‫التعنت يجبر المدين‬
‫أن التنفيذ العيني يتم بالوفاء أصبلً‪ ،‬إالّ ّأنو في حالة ّ‬
‫‪ -‬كما ّ‬
‫عمى ذلك‪ ،‬وعميو أردنا معرفة وسائل جبر المدين عمى التنفيذ‪ ،‬واجراءات التنفيذ القضائي‪.‬‬
‫أىداف الدراسة‪:‬‬
‫لكل بحث عممي ىدف‪ ،‬وىدف د ارستنا لموضوع التنفيذ العيني لبللتزام ىو اإلحاطة‬
‫وااللمام بجميع جوانبو‪ ،‬كتحديد كيفية التنفيذ العيني في حالة ما إذا كان االلتزام بعمل‪ ،‬أو‬
‫تعنت المدين عن تنفيذ التزامو‪ ،‬ووسائل‬
‫امتناع عنو‪ ،‬أو إعطاء شيء‪ .‬وكذلك الحال عند ّ‬
‫جبره عمى الوفاء‪ ،‬مع دراسة الشروط في كل حالة‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫أي مدى وفّق المشرع الجزائري في تنظيم التنفيذ العيني لبللتزام من أجل حماية‬
‫إلى ّ‬
‫حق الدائن؟ وكيف وازنت ىذه الحماية القانونية بين حقوق الدائن وعدم االضرار المدين ؟‬
‫منيج الدراسة‪:‬‬
‫لدراسة موضوع التنفيذ العيني لبللتزام في القانون المدني الجزائري نتبع المنيج‬
‫لتتبع واستقراء جزئيات الدراسة بشيء من التحميل‬
‫الوصفي والمنيج االستقرائي التحميمي‪ّ ،‬‬
‫في النصوص القانونية‪.‬‬
‫خطة الدراسة‪:‬‬
‫ولئلجابة عمى اإلشكالية المطروحة قمنا بتقسيم دراستنا إلى فصمين‪ ،‬حيث تناولنا‬
‫في الفصل األول أحكام التنفيذ العيني لبللتزام‪ ،‬الذي يتضمن مبحثين‪ ،‬المبحث األول‬
‫تطرقنا فيو لمفيوم التنفيذ العيني‪ ،‬أما المبحث الثاني فتناولنا فيو أركان التنفيذ العيني‪.‬‬
‫وبالنسبة لمفصل الثاني كان تحت عنوان الوسائل القانونية لمتنفيذ العيني وتناولناه في‬

‫‪4‬‬
‫انمـقدمــــة‪...............................................................................................:‬‬

‫مبحثين أيضا‪ ،‬المبحث األول بعنوان وسائل جبر المدين عمى التنفيذ‪ ،‬والمبحث الثاني‬
‫تحت عنوان التنفيذ العيني القضائي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬

‫أحكام التنفيذ العيني لل لتزام‬


‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬أحكام التنفيذ العيني لللتزام‬


‫يعتبر التنفيذ العيني لئللتزام أحد القضايا األساسية التي تشيدىا العبلقة التعاقدية‬
‫الناشئة بين الطرفين‪ ،‬وىو إلت ازم يتم تنفيذه بشكل متبادل بينيما‪ ،‬بشرط أن يتم إنشاء العقد‬
‫والوفاء بو بشكل صحيح والشروط التي نص عمييا القانون لجميع األركان‪.‬‬
‫والتنفيذ العيني يقصد بو وفاء المدين بما إلتزم بو اتجاه الدائن‪ ،‬كما أ ّن تنفيذ ىذا‬
‫اإللتزام نوعان‪ :‬إماّ أن يكون تنفيذ عينيا اختياريا يقوم بو المدين طواعية وىذا ىو األصل‪،‬‬
‫وقد يكون التنفيذ العيني جبريا وىذا في حالة امتناع المدين عن التنفيذ‪ ،‬وحتى يكون ىذا‬
‫بد من توافر شروط‪ ،‬وىذا ما سنتطرق لو في المبحث األول الذي نتناول‬
‫األخير مطابقاً ال ّ‬
‫أن تنفيذ ىذا اإللتزام والوفاء بو يؤدي إلى انقضاءه قانوناً‪،‬‬
‫فيو مفيوم التنفيذ العيني‪ ،‬كما ّ‬
‫أن كيفية التنفيذ العيني تختمف باختبلف طبيعة‬
‫بد من معرفة أطراف الوفاء‪ ،‬كما ّ‬
‫وعميو ال ّ‬
‫اإللتزام‪ ،‬وىذا ما سنتطرق لو في المبحث الثاني تحت عنوان أركان التنفيذ العيني‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفيوم التنفيذ العيني‬


‫إن تحديد مفيوم التنفيذ العيني مسألة ميمة ودقيقة‪ ،‬وذلك لمتقارب التنفيذ العيني‬
‫ّ‬
‫حد يصعب معو التمييز بين ىذه‬
‫بأنظمة قانونية أخرى‪ ،‬بل ّإنو في بعض األحيان إلى ّ‬
‫أن فكرة التعويض العيني كثي ار ما تختمط بفكرة التنفيذ العيني‪،‬‬
‫األفكار وليس أد ّل عمى ذلك ّ‬
‫أما التنفيذ‬
‫أن أساليب التعويض العيني رخصة متروكة لمسمطة التقديرية لمقاضي‪ّ ،‬‬
‫إالّ ّ‬
‫العيني لئللتزام يظل ممزما دائما‪ ،‬ويفرض نفسو عمى المتعاقدين‪ ،‬وحتى عمى القاضي‬
‫نفسو‪ .‬ولئلحاطة بمفيوم التنفيذ العيني نتطرق إلى تعريفو وأنواعو في المطمب األول‪ ،‬ثم‬
‫نحدد شروط التنفيذ العيني في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف التنفيذ العيني وأنواعو‬


‫لم يتطرق المشرع الجزائري لتعريف التنفيذ العيني وترك ىذه المسألة لمفقو‪ ،‬إالّ ّأنو‬
‫اكتفى بتحديد شروطو من خبلل نص المادة ‪ 461‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وعميو سندرس في ىذا‬

‫‪7‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫المطمب تعريف التنفيذ العيني وأنواعو في فرع أول‪ ،‬وشروط التنفيذ العيني في الفرع‬
‫الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التنفيذ العيني وأنواعو‬


‫التنفيذ العيني ىو الوفاء باإللتزام يكون إختياريا كما قد يكون جبريا‪ ،‬وعميو سنتطرق‬
‫في ىذا الفرع إلى تعريفو أوال ثم نتطرق ألنواعو ثانيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التنفيذ العيني‬


‫‪ -1‬التعريف المغوي‬
‫‪1‬‬
‫تنفيذ مصدر نفّذ‪ ،‬تعيد بتنفيذ وعده‪ :‬بإنجازه والمباشرة في تحقيقو‪.‬‬
‫يعرف أيضاً ّأنو تحقيق الشيء واخراجو من الفكر إلى حيز التطبيق والواقع‪،‬‬
‫كما ّ‬
‫‪2‬‬
‫ومنو فالتنفيذ العيني يعني لغة الوصول إلى تحقيق الغاية التي تقررت من قبل‪.‬‬

‫‪ - 2‬التعريف الفقيي‬
‫عرف التنفيذ العيني بعدة تعاريف فقيية منيا‪:‬‬
‫ّ‬
‫عرف الدكتور أنور سمطان التنفيذ العيني بأنو‪ ":‬وفاء المدين بعين ما إلتزم بو‪،‬‬
‫ّ‬
‫ويجب عمى الدائن المطالبة بو‪ ،‬فإن فعل فبل يجوز لممدين أن يمتنع عنو‪ ،‬بل يجبر عمى‬
‫‪3‬‬
‫القيام بو إذا كان ذلك ممكناً‪ ،‬فإن كان مستحيبل حكم عميو بالتعويض‪".‬‬

‫‪ -1‬شادي رباح حسين دريدي‪ ،‬المعجم الجامع‪ ،‬حرف النون‪ ،‬مكتبة الجامعة األردنية‪ ،‬د ب ن‪ ،3002 ،‬ص ‪.330‬‬
‫‪-2‬القروي بشير سرحان‪ ،‬طرق التنفيذ في التشريع الجزائري والتشريع المقارن‪ ،‬اطروحة لنيل شيادة الدكتو اره‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -3‬أنور سمطان‪ ،‬النظرية العامة لئللتزام‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،3001 ،‬‬
‫ص‪.411‬‬

‫‪8‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫عرف الدكتور نبيل إبراىيم سعد التنفيذ العيني لئللتزام‪ " :‬أي يقوم المدين بآداء‬
‫كما ّ‬
‫ألن الدائن عند ابرامو عقداً من العقود مثبل ييدف إلى شيء معين‬
‫عين ما إلتزم بو‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫وينتظر آداء محدداً يرتب كل شؤونو عميو‪".‬‬
‫بأنو‪" :‬التنفيذ العيني لئللتزام ىو أن يقوم المدين‬
‫وعرفو األستاذ دربال عبد الرزاق ّ‬
‫ّ‬
‫بتنفيذ ما إلتزم بو‪ ،‬سواء كان ما تعيد بو عمبل‪ ،‬أو امتناعاً عنو أو إعطاء شيء‪ ،‬مثال‬
‫ذلك أن ينقل البائع إلى المشتري ممكية العين المبيعة‪ ،‬أو ينجز المقاول البناء الذي تعاقد‬
‫‪2‬‬
‫بو"‪.‬‬

‫ثانياً‪:‬أنواع التنفيذ العيني‬


‫قد يكون التنفيذ طواعيا يقوم بو المدين بمحض إرادتو‪ ،‬كما قد يكون جبريا وىي‬
‫تعنت المدين في تنفيذ إلتزاماتو‪ .‬وعميو نكون بصدد نوعين من‬
‫الضرورة التي يفرضيا ّ‬
‫التنفيذ العيني‪ :‬التنفيذ العيني اإلختياري الذي سنتناولو أوال‪ ،‬وثانياً نتطرق لمتنفيذ العيني‬
‫الجبري‪.‬‬

‫‪ -1‬التنفيذ العيني اإلختياري‬


‫وىو التنفيذ الصادر من المدين لموفاء بالدين‪ ،‬وفي ىذا النوع ال توجد صعوبة‪ ،‬ألنو‬
‫ىو األصل ويتم برضا المدين واختياره آلداء عين ما التزم بو‪ ،‬متى كان ذلك ممكناً‪ ،‬وال‬
‫‪3‬‬
‫يرتب عميو إصابة بضرر جسيم‪.‬‬

‫‪ -1‬نبيل إبراىيم سعد‪ ،‬النظرية العامة لئللتزام‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪،3002 ،‬‬
‫ص ‪.32‬‬
‫‪ -2‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬الوجيز في أحكام اإللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬د ط‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،3001‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -3‬بمحاج العربي‪ ،‬أحكام اإللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار ىومة‪ ،‬د ب ن‪ ،3041 ،‬ص‬
‫‪.81‬‬

‫‪9‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫ويعرف أيضاً بأن يقوم المدين بالوفاء بعين ما إلتزم بو طواعية‪ ،‬أي بإرادتو المنفردة‬
‫ّ‬
‫أي كان محمو سواء تعمق التنفيذ العيني بدفع مبمغ من المال أو نقل الممكية‬
‫وبحسن نية‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫أو تسمم الشيء‪.‬‬
‫ولك ّل من الطرفين التمسك بالتنفيذ العيني لئللتزام‪ ،‬حتى ولو عرض أحدىما التنفيذ‬
‫بمقابل‪ ،‬سواء كان ىذا التعويض نقداً أو عيناً‪ ،‬فالتنفيذ العيني ينصب عمى نفس المحل‬
‫الذي إلتزم بو المدين‪ ،‬وال يجوز تنفيذه بالتعويض ما دام يمكن تنفيذه عيناً‪ ،‬إالّ إذا اتفقا‬
‫‪2‬‬
‫األطراف عمى ذلك صراحة أو ضمنياً‪.‬‬
‫يصح الوفاء من غير المدين في حالة اإللتزام بتسميم شيء‪ ،‬وال ضير في‬
‫ّ‬ ‫كما قد‬
‫ذلك عمى الدائن‪ ،‬ألن ما ييمو ىو حصول الوفاء‪ .‬أما إذا كان محل اإللتزام ىو القيام‬
‫بعمل‪ ،‬فيكون الوفاء ىو القيام بذلك العمل ولمدائن أن يرفض الوفاء من غير المدين إذا‬
‫كان لشخصو اعتبار في تنفيذ اإللتزام‪ .‬أما إذا كان إلتزام باإلمتناع عن عمل فيكون الوفاء‬
‫باحترام ىذا اإللتزام وعدم إتيان ما من شأنو مخالفتو‪ 3.‬وىذا ما سنتطرق لو في المبحث‬
‫الثاني‪.‬‬
‫أن تنفيذ‬
‫ويعد التنفيذ العيني اإلختياري استجابة لعنصر المديونية في اإللتزام‪ ،‬كما ّ‬
‫‪4‬‬
‫اإللتزام من جانب المدين يعتبر النياية الطبيعية المنتظرة من جانب الدائن‪.‬‬
‫والدائن ىو الطرف اإليجابي في عبلقة الوفاء بالدين‪ ،‬ويدعى ب"الموفى لو " وىو‬
‫طرف في العبلقة التعاقدية التي تربطو بالمدين بمحض إرادتو‪ ،‬غير أنو يمكن لو أن يعين‬

‫‪ -1‬بومالي فروجة‪ ،‬صور تنفيذ االلتزام‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في القانون‪ ،‬تخصص ‪:‬القانون الخاص‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2019 ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ -2‬بمحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -3‬أنور سمطان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.426 - 421‬‬
‫‪ -4‬نبيل إبراىيم سعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.31 - 31‬‬

‫‪10‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫شخصا أجنبيا عن ىذه العبلقة في إطار الوكالة فيطمق عميو ب "الوكيل" أو في إطار‬
‫النيابة فيطمق عميو ب"النائب"‪ 1.‬وىذا ما سندرسو الحقاً‪.‬‬

‫‪ -2‬التنفيذ العيني الجبري‬


‫ألنو يتم جب اًر عمى المدين‪ ،‬ففي حالة‬
‫التنفيذ العيني الجبري أو القيري سمي ىكذا ّ‬
‫عدم قيام ىذا األخير بتنفيذ إلتزامو اختيارياً‪ ،‬جاز لمدائن أن يجبره عمى تنفيذ عين ما إلتزم‬
‫بو متى كان ىذا األخير مدني وليس إلتزاماً طبيعياً‪2.‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪061‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬في الفقرة ‪ " :2‬غير أ ّنو ال يجبر عمى التنفيذ إذا كان اإللتزام طبيعياً‪".‬يفيم من‬
‫فإنو يحتوي عمى عنصر المديونية فقط‪ ،‬وعميو ال‬
‫ىذا النص أنو متى كان اإللتزام طبيعياً ّ‬
‫يمكن جبر المدين في اإللتزام الطبيعي‪ ،‬إال ّأنو إذا كان اإللت ازم مدني يمكن لمدائن أن‬
‫يستعين بعنصر المسؤولية ليجبر المدين عمى تنفيذ إلتزامو‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 061‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ .‬عمى‪ " :‬يجبر المدين بعد إعذاره طبقاً لممادتين ‪181‬‬
‫و‪ 181‬عمى تنفيذ إلتزامو تنفيذاً عينياً‪ ،‬متى كان ذلك ممكناً‪" .‬من خبلل ىذا النص‬
‫يتضح لنا أنو يمكن إجبار المدين باإلجراءات الجبرية التي تتخذ لمواجيتو وارغامو عمى‬
‫الوفاء متى توافرت الشروط التي سوف نتطرق ليا الحقاً‪.‬‬
‫والتنفيذ الجبري يقع عمى مال المدين‪ ،‬وليس عمى شخصو‪ ،‬ويتم بواسطة السمطة‬
‫المحددة قانوناً‪ ،‬بواسطة المحضر القضائي أو‬
‫ّ‬ ‫العامة المختصة في التنفيذ وفقاً لئلجراءات‬
‫‪3‬‬
‫الذمة‪.‬‬
‫ومستقر في ّ‬
‫ّ‬ ‫المختار لمدائن‪ ،‬وىذا بشرط أن يكون الحق محقّق الوجود‬
‫والتنفيذ الجبري يتم بطريقتين إما بالسند التنفيذي (التنفيذ المباشر)‪ ،‬أو بالحجز‬
‫(التنفيذ الغير مباشر)‪ 4.‬وىذا ما سنتناولو في الفصل الثاني في التنفيذ العيني القضائي‪.‬‬

‫‪ -1‬بمحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.424‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.423 - 424‬‬
‫‪ -4‬محمد ناصر محمد‪ ،‬أحكام وقواعد التنفيذ‪ ،‬ط ‪ ،4‬دار الراية لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،3043 ،‬ص ‪.61‬‬

‫‪11‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬شروط التنفيذ العيني لللتزام‬


‫األصل في التنفيذ العيني أن يكون طوعاً‪ ،‬إالّ ّأنو في حالة عدم قيام المدين بتنفيذ‬
‫عين ما إلتزم بو‪ ،‬جاز لمدائن أن يجبره عمى تنفيذ إلتزامو متى توافرت الشروط المنصوص‬
‫المادة ‪061‬ق‪.‬م‪.‬ج السالفة الذكر‪ ،‬وسنتطرق في ىذا‬
‫ّ‬ ‫عمييا قانوناً وذلك من خبلل نص‬
‫المطمب إلى ىذه الشروط عمى التوالي‪ ،‬شرط إعذار المدين في الفرع األول‪ ،‬أن يكون‬
‫التنفيذ العيني ممكناً في الفرع الثاني‪ ،‬أال يكون في التنفيذ إرىاق لممدين في فرع ثالث‪،‬‬
‫وأخي اًر أال يكون في التنفيذ مساس بحرية المدين الشخصية في الفرع الرابع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إعذار المدين‬


‫أول شرط من شروط التنفيذ العيني نصت عميو المادة ‪ 061‬ق‪.‬م‪.‬ج ىو اإلعذار‬
‫ولمفيومو تنتطرق إلى تعريفو أوال‪ ،‬ثم شروطو ثانياً‪ ،‬وثالثاً الحاالت المستثناة من اإلعذار‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلعذار‬


‫ويتضمن تنبيو‬
‫ّ‬ ‫اإلعذار ىو التنبيو بالوفاء وىو إجراء إلزامي لممطالبة بالتنفيذ العيني‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫المدين بوجوب الوفاء بالدين‪.‬‬
‫يقصد باإلعذار إشعار المدين بوجوب تنفيذ إلتزامو متى حل أجل الوفاء أو التنفيذ‪.‬‬
‫وىذا حتى ال يفيم المدين من عدم مطالبة الدائن لو بعد حمول األجل ّأنو تسامح معو في‬
‫‪2‬‬
‫التأخر عن تنفيذ إلتزامو‪.‬‬

‫والمطالبة القضائية أيضاً تعتبر ذاتيا إنذا اًر‪ ،‬فيجب عمى المدين المبادرة بالتنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫العيني بمجرد ان توجو لو‪ ،‬واالّ كان مسؤوال عن تنفيذ التزامو‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬النظرية العامة لئللتزمات‪ ،‬د ط‪ ،‬دار اليدى‪ ،‬عين مميمة ‪ -‬الجزائر‪،3001 ،‬‬
‫ص ‪.33‬‬
‫‪ -2‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.40 - 9‬‬

‫‪12‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫والعمة من اشتراط اإلعذار قبل المجوء إلى التنفيذ الجبري ترجع العتبارين‪ :‬األول‬
‫أخبلقي ويقصد بو تنبيو المدين إلى وجوب الوفاء بالتزامو لتفادي التنفيذ الجبري وما‬
‫يتضمنو من وسائل قير‪ .‬والثاني قانوني وأساسو افتراض أن عدم تضرر الدائن من‬
‫التأخير في التنفيذ دليل عمى قبولو ضمناً مد أجل الوفاء‪ ،‬ولذا يكون عمى الدائن نفي ىذا‬
‫‪2‬‬
‫اإلفتراض بإعذار المدين‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬شروط االعذار‬


‫نصت المادة ‪ 081‬ق‪.‬م‪.‬ج التي أحالنا ليا المشرع من خبلل نص المادة ‪ 061‬التي‬
‫تنص عمى‪ ":‬يكون إعذار المدين بإنذاره‪ ،‬أو بما يقوم مقام اإلنذار‪ ،‬ويجوز أن يتم‬
‫اإلعذار عن طريق البريد عمى الوجو المبين في ىذا القانون‪ ،‬كما يجوز أن يكون‬
‫مترتباً عمى اتفاق يقضي بأن يكون المدين معذ ارً بمجرد حمول األجل دون حاجة إلى‬
‫أي إجراء آخر‪".‬من خبلل نص المادة‪ ،‬ويتم اإلعذار بواسطة إنذارمن المحضر القضائي‪،‬‬
‫أو ما يقوم مقام اإلنذار وذلك كالتنبيو بالوفاء أو التكميف بالحضور‪ ،‬أو عن طريق البريد‪،‬‬
‫بأنو بمجرد حمول وقت الوفاء يعتبر المدين معذ اًر‪.‬‬
‫كما يمكن أن يكون قد اتفق الطرفان ّ‬
‫واإلعذار يكون في التنفيذ الجبري‪ ،‬حيث يجبر المدين عمى تنفيذ إلتزامو بعد اعذاره‪،‬‬
‫أما إذا قام المدين بتنفيذ إلتزامو اختيارياً غير مجبر فالتنفيذ العيني ىنا يتحقق بقوة‬
‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫القانون‪ ،‬وال داعي لمجوء إلى اإلعذار في ىاتين الحالتين‪.‬‬
‫وعادة ما يكون اإلعذار في المطالبة بالتعويض النقدي‪ ،‬إال ّأنو ال يمنع أن يكون في‬

‫التنفيذ العيني‪ .‬وفي حالة عدم قيام الدائن بإعذار المدين والمّجوء مباشرة لمطالبتو قضائياً‬

‫‪-1‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬نظرية اإللتزام بوجو عام‪ ،‬اإلثبات ‪ -‬آثار اإللتزام‪ ،‬ج‬
‫‪ ،2‬ط ‪ ،2‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،3000 ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ -2‬أنور سمطان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.429‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬

‫‪13‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫بالتنفيذ العيني‪ ،‬في ىذه الحالة يجوز لممدين القيام بالتنفيذ العيني‪ ،‬ويتحمل الدائن‬
‫‪1‬‬
‫مصروفات الدعوى‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الحاالت المستثناة من اإلعذار‬


‫أحالنا المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 061‬ق‪.‬م‪.‬ج إلى أحكام المادة ‪ 080‬ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫والتي تتضمن الحاالت التي ال حاجة ليا في اإلعذار بل يتم المّجوء لممطالبة القضائية‬
‫مباشرة وسنستعرض ىذا نص‪" :‬ال ضرورة إلعذار المدين في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا تعذر تنفيذ اإللتزام أو أصبح غير مجد بفعل المدين‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان محل اإللتزام تعويضا ترتب عن عمل مضر‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان محل اإللتزام رد شيء يعمم المدين أنو مسروق‪ ،‬أو شيء تسممو دون‬
‫حق وىوعالم بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬إذا صرح المدين كتابة أنو ال ينوي تنفيذ إلتزامو‪ ".‬يتضح لنا من ىذا النص ّأنو‬
‫ال حاجة إلى اإلعذار في حالة ما إذا أصبح التنفيذ متسحيبل أو بدون فائدة بفعل المدين‪،‬‬
‫مثل (رفع استئناف بعد مضي ميعاده)‪ ،‬وكذلك في حالة ما إذا كان محل اإللتزام عبارة‬
‫أن عمى‬
‫عن تعويض ترتب عن عمل ضار في إطار المسؤولية التقصيرية‪ ،‬وسبب ذلك ّ‬
‫كل شخص إلتزام بعدم اإلضرار بالغير‪ ،‬واحداث ذلك يعني اإلخبلل بذلك اإللتزام مما‬
‫‪2‬‬
‫يعني استحالة التنفيذ‪ ،‬وبالتالي فبل محل لئلعذار‪.‬‬
‫وأيضاً إذا كان محل اإللتزام شيء مسروق ويعمم بو المدين‪ ،‬فبل ضرورة لئلعذار‪.‬‬
‫وأخي اًر إذا ما صرح المدين كتابة ّأنو ال ينوي تنفيذ إلتزامو‪ ،‬وىنا يكون المدين قد‬
‫‪3‬‬
‫قطع الشك باليقين‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ -2‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪14‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أن يكون التنفيذ العيني ممكنا‬


‫لمدائن أن يطالب بالتنفيذ العيني‪ ،‬وأن يمزم المدين عمى تنفيذه وذلك متى كان ىذا‬
‫سنعرف إمكانية‬
‫ّ‬ ‫التنفيذ ممكناً وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 061‬السالفة الذكر‪ .‬وعميو‬
‫التنفيذ العيني أوال‪ ،‬ثم نتطرق إلى أسباب استحالة التنفيذ العيني مع الحمول‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف إمكانية التنفيذ العيني‬


‫إما بسبب أجنبي أو خطأ‬
‫يقصد بو أن ال يكون تنفيذ اإللتزام مستحيبل أو غير مجد‪ّ ،‬‬
‫المدين‪ 1.‬فإذا أصبحت ىناك استحالة في التنفيذ فبل جدوى من المطالبة بو‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أسباب استحالة التنفيذ العيني وحموليا‬


‫نصت عمى ذلك المادة ‪ 076‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى‪ ":‬إذا استحال عمى المدين أن ينفذ‬
‫أن‬
‫إلتزامو عيناً حكم عميو بتعويض الضرر الناجم عن عدم تنفيذ إلت ازمو‪ ،‬ما لم يثبت ّ‬
‫استحالة التنفيذ نشأت عن سبب ال يد لو فيو‪ ،‬ويكون الحكم كذلك إذا تأخر المدين في‬
‫تنفيذ التزامو‪ ".‬يتضح لنا من خبلل ىذا النص أسباب اإلستحالة مع الحمول‪.‬‬
‫فقد تكون استحالة التنفيذ العيني بسبب يرجع إلى المدين‪ ،‬في ىذه الحالة اعتبر‬
‫التنفيذ غير ممكن مما يم ّكن الدائن بالرجوع عمى المدين ومطالبتو بالتعويض‪.‬‬
‫كما قد تكون اإلستحالة بسبب أجنبي ال دخل فيو لممدين كالقوة القاىرة‪ ،‬فبل يمكن‬
‫أن ينتقل اإللتزام إلى التعويض وينقضي دون ذلك‪.‬‬
‫أن اإللتزام قد‬
‫كما يمكن اعتبار تأخر المدين في تنفيذ إلتزامو استحالة لمتنفيذ‪ ،‬ذلك ّ‬
‫ال يكون في تنفيذه جدوى إذا تجاوز ميعاداً معيناً‪ ،‬كتخمف الممثل عن التمثيل في الميعاد‬
‫المحدد‪ ،‬فإن فات ذلك الميعاد أصبح التنفيذ العيني غير ممكناً حكماً‪ ،‬وال مناص إذن من‬
‫‪2‬‬
‫اإلقتصار عمى طمب التعويض‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.8‬‬


‫‪ -2‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬

‫‪15‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أال يكون التنفيذ العيني مرىق الممدين‬


‫لم يورد المشرع الجزائري في ىذا الشرط نصاً قانونياً‪ ،‬ولمقاضي األخذ بو عمى‬
‫التعسف في استعمال الحق‪ ،‬وقد يكون التنفيذ العيني ممكناً ولكن جبر‬‫ّ‬ ‫أساس عدم جواز‬
‫‪1‬‬
‫المدين عمى الوفاء يعد ٍإرىاقاً لمدائن‪ ،‬في ىذه الحالة يطمب التنفيذ عن طريق التعويض‪.‬‬
‫وكذلك يشترط أن ال يكون في ىذا التنفيذ إرىاق لممدين‪ ،‬أي صعوبة شديدة‪ ،‬بحيث‬
‫يكون من شأن التنفيذ أن يمحق بالمدين خسارة فادحة‪ .‬وىذه مسألة ترتبط بظروف كل‬
‫‪2‬‬
‫حالة‪ ،‬وىي متروكة إلى قاضي الموضوع‪.‬‬
‫ولتحقق التنفيذ بطريق التعويض يجب توفر شرطين‪:3‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون في التنفيذ العيني إرىاق لممدين‬


‫واإلرىاق ىو العنت الشديد‪ ،‬ويجب أن يكون التنفيذ العيني من شأنو أن يمحق‬

‫بالمدين خسارة جسيمة فادحة‪ ،‬ولمقاضي السمطة التقديرية في ذلك‪ ،‬وشرط اإلرىاق تطبيقاً‬
‫لنظرية الضرورة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أن يمحق الدائن ضرر جسيم من جراء العدول عن التنفيذ العيني‬
‫إلى التعويض‬
‫ال يكفي أن يكون في التنفيذ العيني إرىاق لممدين‪ ،‬بل يجب أيضاً أن ال يصاب‬
‫الدائن بضرر جسيم من جراء عدم التنفيذ العيني واإلقتصار عمى التعويض‪ ،‬والتوازن‬
‫مطموب ىنا بين المصالح المتعارضة‪ ،‬مصالح المدين ومصالح الدائن‪ .‬فإن كان تفادى‬
‫إرىاق المدين‪ ،‬وكان الضرر الذي يمحق بالدائن يسير‪ ،‬يجوز أن يتم التنفيذ بالتعويض‬
‫النقدي‪ ،‬فيحل التعويض محل التنفيذ العيني‪ .‬وفي حالة العكس وجب التنفيذ العيني دون‬
‫المّجوء لمتعويض‪ ،‬حتى ينال الدائن حقو كامبل‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام االلتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ -2‬بمحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.411‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬

‫‪16‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أال يكون في التنفيذ العيني عمى المدين مساس بحريتو‬
‫الشخصية‬
‫قد ال يكون التنفيذ العيني مستحيبل‪ ،‬وال مرىقا‪ ،‬ولكن يمزم أن يتدخل المدين شخصيا‬
‫ليتم التنفيذ العيني‪ ،‬وفي ىذه الحالة يكون في جبره مساس بحريتو الشخصية‪ ،‬ولذا يمتنع‬
‫التنفيذ الجبري‪ ،‬ويحكم لمدائن بالتعويض‪ ،‬ألن في جبر المدين عمى التنفيذ مصادرة لحريتو‬
‫الشخصية‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى أن إجباره في ىذه الحالة يكون غير منتج ‪ .‬ومثال ذلك‬
‫‪1‬‬
‫فنان بالقيام بعمل‪ ،‬والتزام الطبيب والمحامي والرسام‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أركان التنفيذ العيني‬


‫يقوم التنفيذ العيني لبللتزام عمى آداء المدين لعين ما التزم بو‪ ،‬وىو اليتم إال بعمل‬
‫مادي ىو التنفيذ‪ .‬فيؤدي قانوناً إلنقضاء اإللتزام أيا كان محمو‪ .‬وتختمف كيفية التنفيذ‬
‫بحسب طبيعة االلتزام وتنوع مصادره‪ .‬وعميو سندرس في ىذا المبحث أطراف التنفيذ‬
‫العيني في مطمب أول‪ ،‬ونتطرق إلى موضوع التنفيذ العيني في مطمب ثاني‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أطراف التنفيذ العيني‬


‫إن التنفيذ العيني لبللتزام ىو نفسو الوفاء بااللتزام‪ ،‬وبالتالي فإن ىذا األخير ىو‬
‫تصرف قانوني‪ ،‬بل ىو عقد بين الدائن والمدين عمى إنياء اإللتزام عن طريق ىذا التنفيذ‬
‫العيني وفقا لمشروط التي يحددىا االتفاق أو القانون‪ ،‬وسببو ىو وجود االلتزام الذي يريد‬
‫المدين التخمص منو بالوفاء‪ ،‬فيكون الوفاء أصبل من المدين ولكن قد يقوم بو شخص‬
‫آخر‪ ،‬كما أن الوفاء يتم لمدائن ولكنو يمكن أن يكون لغير الدائن إذا كانت لو صفة في‬
‫استفاء الدين‪ ،‬وعميو سنتكمم فيما يمي عن أطراف الوفاء حيث نتحدث في الفرع األول‬
‫عمى المدين الموفي‪ ،‬وفي الفرع الثاني نتطرق إلى الدائن الموفى لو ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪17‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المدين الموفي‬


‫إذا كان الوفاء يترتب عميو أن تب أر ذمة المدين الموفي من الدين بصفة نيائية‪ ،‬ولكن‬
‫أحيانا يتولى التنفيذ العيني شخص أجنبي غير الشخص نفسو‪ ،‬مما يترتب عميو انقضاء‬
‫دين الدائن‪ ،‬ولكن يبقى المدين مدينا ليذا األجنبي عمى اعتبار أن ىذا األخير يحل محل‬
‫الدائن في دينو‪ ،‬كما يمكن لمدائن أن يرفض الوفاء من قبل الغير‪ .‬وليذا السبب سنتطرق‬
‫في ىذا الفرع إلى تعريف المدين الموفي أوال‪ ،‬والشروط الواجب توافرىا فيو ثانيا‪ ،‬ونتطرق‬
‫إلى صفاتو ثالثاً‪ ،‬ورابعاً الحاالت التي يرفض فييا الدائن الوفاء من الغير‪ ،‬خامسا وأخي اًر‬
‫رجوع الموفي عمى المدين‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المدين الموفي‬


‫الموفي حسب األصل ىو المدين‪ ،‬وىو الشخص الذي عميو الوفاء بالدين‪ ،‬أوىو‬
‫صاحب المصمحة في القيام بوفاء الدين حتى تب أر ذمتو في مواجية الدائن‪ .‬كل ىذا يتم‬
‫بموجب عبلقة المديونية القائمة بينو وبين الدائن‪ ،‬والتي توجب عميو القيام بعمل إيجابي‬
‫كتسميم حق عيني أو القيام بعمل سمبي كامتناع عن عمل معين‪ ،‬وأن المدين ممزم بالشيء‬
‫الذي تعيد بو‪ .‬كما يصح الوفاء من غير المدين سواء كان نائبو كالوكيل‪ ،‬أومن أي‬
‫شخص آخر لو مصمحة في الوفاء كالكفيل‪ ،‬ويمكن أن يكون ليست لو أي مصمحة في‬
‫‪1‬‬
‫ذلك كالفضولي‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروط الواجب توافرىا في المدين الموفي‬


‫بما أن الوفاء عمل قانوني قررت النصوص التشريعية شروطاً ينبغي توفرىا في‬
‫المدين الموفي وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 360‬ق ‪.‬م‪ .‬ج‪ ":‬يشترط لصحة الوفاء أن‬
‫يكون الموفي مالكا لمشيء الذي وفي بو‪ ،‬وأن يكون ذا أىمية لمتصرف فيو "‪.‬‬

‫‪ -1‬أنور سمطان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.421‬‬

‫‪18‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫وعميو يشترط لصحة الوفاء ان تتوافر لدى المدين الموفي األىمية‪ ،‬واإلرادة‪ ،‬وممكية‬
‫الموفي الشيء الموفى بو ‪.‬‬

‫‪ -1‬األىمية‬
‫يشترط أن يكون الموفي أىبل لمتصرف في الشيء محل االلتزام الموفى حتى يصح‬
‫الوفاء قانوناً‪ .‬فالوفاء من مدين ليست لو أىمية تصرف ينقضي بو اإللتزام قانونا‪1.‬فإذا كان‬
‫الموفي ناقص األىمية ىنا نميز بين حالتين‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬إذا كان الوفاء من المدين فميس لو الحق في التمسك باإلبطال بسبب‬
‫نقص األىمية‪ ،‬إال إذا أثبت أن ىناك ضر اًر قد أصابو نتيجة ليذا الوفاء‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إذا كان الوفاء قد قام بو الغير فإن ىذا الموفي (الغير) لو حق طمب‬
‫‪2‬‬
‫إبطال الوفاء لنقص أىميتو في جميع األحوال‪.‬‬

‫‪ - 2‬اإلرادة‬
‫يجب ان تكون إرادة الموفي خالية من عيب من عيوب الرضا‪ ،‬فإن لم يتحقق ىذا‬
‫كان عمى الموفى لو رد ما قبضو ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ممكية الموفي لمشيء الموفى بو‬

‫فمتى كان الوفاء عبارة عن نقل ممكية شيء يشترط في الموفي أن يكون مالكاً‬
‫لمشيء الذي يوفي بو‪ ،‬واال جاز لمدائن أن يبطل ذلك الوفاء قياساً عمى حق المشتري في‬
‫‪3‬‬
‫إبطال بيع ممك الغير وفق ما نصت عميو ( م ‪ 291.‬مدني )‪.‬‬

‫‪ -1‬بمحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬


‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ -3‬تنص المادة ‪291‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى أنو‪":‬إذا باع شخص شيئا معينا بالذات وىوال يممكو فمممشتري الحق في طمب إبطال‬
‫البيع ويكون األمر كذلك ولو وقع البيع عمى عقار أعمن أو لم يعمن بيعو"‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬صفات المدين الموفي‬


‫وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 318‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى أنو‪ ":‬يصح الوفاء من المدين أو‬
‫نائبو أو من أي شخص لو مصمحة في الوفاء وذلك مع مراعاة ما جاء في المادة‬
‫‪ ."071‬يتضح من خبلل ىذا النص أن الوفاء باإللتزام يكون من قبل المدين بنفسو وىذا‬
‫ىو األصل ألنو ىو الممتزم شخصيا بتنفيذه‪ ،‬كما قد يكون الوفاء من قبل شخص آخر‬
‫غير المدين لو مصمحة في الوفاء‪ ،‬كما قد يكون من شخص آخر ليست لو أي مصمحة‬
‫فيو ‪.‬‬

‫‪ -1‬الوفاء من المدين‬
‫الوفاء كأصل عام يتم من المدين وخاصة في اإللتزامات التي تكون شخصيتو فييا‬
‫محل إعتبار بالنسبة لمدائن‪ ،‬وكذلك الشأن إذا اشترط األطراف صراحة في العقد ان يقوم‬
‫المدين شخصيا بآداء ىذا االلتزام‪ ،‬وفي ىذه الحالة ال يجوز لو أن يجعل شخصاً آخر‬
‫مكانو لتنفيذه‪ 1.‬كما قد ينوب قانونا عنو نائبو اإلتفاقي أو القانوني كالوكيل أو الولي أو‬
‫الموصي أو القيم المأذون لو في القيام بالوفاء‪.‬‬

‫‪ - 2‬الوفاء من شخص لو مصمحة في الوفاء‬


‫األشخاص الذين تكون ليم مصمحة في الوفاء بدين المدين ىم المدين المتضامن‪،‬‬
‫والمدين في دين غير قابل لبلنقسام‪ ،‬وكفيل المدين (سواء كانت كفالة شخصية أو عينية)‬
‫‪2‬‬
‫والحائز لعقار مرىون‪.‬‬

‫‪ - 3‬الوفاء من شخص ليست لو مصمحة في الوفاء‬


‫والوفاء من ىذا الشخص قد يكون ما قام بو تبرعاً لممدين‪ ،‬أو فضالة وليس لمدائن‬
‫ىنا رفض ىذا الوفاء‪ ،‬إال إذا كان دين المدين من فئة اإللتزامات التي تراعى فييا‬

‫‪ -1‬بمحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.90 - 89‬‬


‫‪ -2‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪20‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫شخصية المتعاقد عمى أن المدين يمكنو اإلعتراض عمى الوفاء الصادر من الموفي‪،‬‬
‫ومتى أبمغ بو الدائن‪ ،‬كان ليذا األخير إما رفض الوفاء أيضاً أو قبولو‪ ،‬وبذلك تب أر ذمة‬
‫‪1‬‬
‫المدين‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬الحاالت التي يرفض فييا الدائن الوفاء من الغير‬


‫غير أنو وفقاً لممادة ‪ 318‬فقرة ‪ 03‬من ق‪.‬م‪.‬ج يجوز لمدائن أن يرفض الوفاء من‬
‫الغير‪ ،‬إذا اعترض المدين عمى ذلك وأبمغ الدائن بيذا اإلعتراض‪ ،‬وقد نصت أيضاً المادة‬
‫‪ 469‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى انو‪ " :‬في اإللتزام بعمل‪ ،‬إذا نص االتفاق‪ ،‬أو استوجبت طبيعة الدين‬
‫أن ينفذ المدين اإللتزام بنفسو جاز لمدائن أن يرفض الوفاء من غير المدين‪ ".‬وعميو‬
‫يكون رفض الدائن لموفاء في إحدى الحاالت الثبلث التالية‪:‬‬
‫‪- 0‬إذا نص االتفاق عمى أن المدين يقوم بتنفيذ اإللتزام بنفسو ‪.‬‬
‫‪- 2‬إذا استوجبت طبيعة الدين أن ينفذ المدين اإللتزام بنفسو كما ىو الحال مثبل في‬
‫الت ازم رسام مشيور بعمل لوحة‪ ،‬أو التزام طبيب بإجراء عممية جراحية ‪.‬‬
‫‪- 3‬إذا قام بالوفاء من لم تكن لو مصمحة‪ ،‬واعترض المدين عمى ذلك‪ ،‬وأبمغ الدائن‬
‫‪2‬‬
‫بيذا اإلعتراض‪ ،‬كما لو كان الغير ىذا متبرعاً‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬رجوع الموفي عمى المدين‬


‫إن الوفاء بالدين عن الغير ال يترتب عميو براءة ذمة المدين بو‪ ،‬إالّ إذا اتجيت إرادة‬
‫ّ‬
‫الموفي إلى الوفاء بدين الغير‪ ،‬أما إذا توىم أنو يوفي بدين في ذمتو ىو فيجوز لو‬
‫‪3‬‬
‫استرداده بناء عمى قواعد دفع غير المستحق‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ -3‬بمحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪21‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫فإذا كان الموفي فضولياً فمو أن يرجع عمى المدين بدعوى الفضالة إذا تم الوفاء‬
‫أما إذا تم الوفاء‬
‫بغير عمم المدين‪ ،‬أو بدعوى الوكالة إذا أقر المدين الوفاء بعد حصولو‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫فإن رجوع الموفي يكون عمى أساس اإلثراء ببل سبب‪.‬‬
‫رغم اعتراض المدين ّ‬
‫وعميو يمكن لمغير الذي قام بالوفاء الرجوع عمى المدين بما دفعو وفقاً لقواعد دفع‬
‫غير المستحق وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 319‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى‪" :‬إذا قام الغير بوفاء الدين‪،‬‬
‫كان لو الرجوع عمى المدين بقدر ما دفع ‪".‬‬
‫وىذا ما حرصت عميو المادة ‪ 364‬ق‪.‬م‪.‬ج‪":‬إذا قام بالوفاء شخص غير المدين‪،‬‬
‫حل الموفي محل الدائن الذي استوفى حقو في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان الموفي ممزماً بالدين مع المدين‪ ،‬أو ممزماً بوفائو عنو‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان الموفي دائناً ووفي دائناً آخر مقدماً عميو بما لو من تأمين عيني ولو‬
‫لم يكن لمموفي أي تأمين‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان الموفي اشترى عقا ارً ودفع ثمنو وفاء لدائنين‪ ،‬خصص العقار لضمان‬
‫حقوقيم‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان ىناك نص خاص يقرر لمموفي حق الحمول‪".‬‬
‫مما تقدم‪ ،‬يمكن لممدين أن يمنع رجوع الموفي بما وفاه كبل أو بعضاً‪ ،‬إذا أثبت أن‬
‫لو مصمحة في اإلعتراض عمى ىذا الوفاء‪ ،‬كأن يكون ىذا الوفاء قد حصل بغير إرادتو‪،‬‬
‫أو يكون الدين متنازعاً في مقداره بين الدائن والمدين ومع ذلك يوفي الغير بالمقدار الذي‬
‫‪2‬‬
‫يطمبو الدائن‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬


‫‪ -2‬بمحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪22‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الدائن الموفى لو‬


‫أن الوفاء يكون لمدائن أو نائبو لكونو ذا صفة في استفاء الدين‪ ،‬كما يمكن‬
‫القاعدة ّ‬
‫أن يكون لشخص من الغير‪ ،‬انطبلقا من ىذا األخير سندرس في ىذا الفرع أوال تعريف‬

‫الدائن الموفى لو‪ ،‬وثانيا نتطرق لمشروط الواجب توافرىا في الدائن الموفى لو‪ ،‬وثالثاً‬
‫حاالت الموفى لو‪ ،‬ورابعاً امتناع الموفى لو عن قبول الوفاء ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الدائن الموفى لو‬


‫الموفى لو ىو ذلك الشخص الذي يجب الوفاء إليو‪ ،‬وىو بالطّبع الدائن وان كان‬
‫األصل العام أن يتم الوفاء إليو‪ ،‬إال ّأنو اليمنع ىذا األصل من أن يتم الوفاء لشخص‬
‫آخر غير الدائن‪ .‬وىذا ما سنتطرق لو في حاالت الدائن‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروط الواجب توافرىا في الدائن الموفى لو‬


‫الدين‪.‬‬
‫تتمثل شروط الموفى لو في‪ :‬األىمية‪ ،‬وأن يكون الموفى لو دائنا وقت استفاء ّ‬
‫‪ - 1‬األىمية‬
‫حتى يكون الوفاء لمدائن صحيحاً ومبرئاً ل ّذمة المدين‪ ،‬يجب أن يكون الدائن أىبل‬
‫أما الوفاء لو‬
‫الدين‪ .‬فإذا كان قاص اًر أو محجو اًر عميو‪ ،‬ال يجوز الوفاء إال لنائبو ّ‬
‫الستيفاء ّ‬
‫شخصياً فبل يكون صحيحاً‪ .‬ومع ذلك يمكن أن ينقمب الوفاء صحيحاً إذا أصبح الدائن‬
‫أىبل الستيفاء الديون‪ ،‬مثبل بموغو سن الرشد أو رفع عنو الحجز‪ .‬وكذلك إذا كان ىذا‬
‫فإن الوفاء يكون صحيحاً‪،‬‬
‫الوفاء يعود بمنفعة عمى الدائن غير آىل الستيفاء الدين‪ّ ،‬‬
‫والموفي ىو المكمف بإثبات ىذه المنفعة‪ 1.‬وىذا ما أقرتو المادة ‪ 368‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪.‬‬

‫الدين‬
‫‪ - 2‬أن يكون الموفى لو دائناً وقت استيفاء ّ‬
‫الدين وابراء ذمة المدين منو‪.‬‬
‫مبدئياً يكون الوفاء لمدائن‪ ،‬ألنو ىو من لو حق استيفاء ّ‬
‫الميم أن‬
‫ّ‬ ‫وليس من الضروري أن يكون الدائن ىو الذي كان دائناً وقت نشوء الدين‪ ،‬بل‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.623 - 624‬‬

‫‪23‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫الدين‪ ،‬كأن يموت الدائن األصمي فيكون الوفاء لورثتو ‪.‬‬


‫يكون ىو الدائن وقت استيفاء ّ‬
‫‪1‬‬
‫فالوفاء إذن يكون لمدائن أو خمفو عاماً كان كالورثة‪ ،‬أو خاصاً كالمحال لو‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬حاالت الدائن الموفى لو‬


‫ذمة المدين‪،‬‬
‫إ ّن الوفاء ال يكون صحيحاً من الناحية القانونية‪ ،‬وال يؤدي إلى تبرئة ّ‬
‫يعينو‬
‫تم لمدائن نفسو أو لممثمو المأذون لو عمى وجو صحيح‪ ،‬أو لمشخص الذي ّ‬
‫إالّ إذا ّ‬
‫‪2‬‬
‫الدين‪ .‬وليذا أورد المشرع استثناءات أين يكون الوفاء لغير الدائن صحيحاً‬
‫الدائن لقبض ّ‬
‫ذمة المدين من خبلل نص المادة ‪ 361‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ":‬يكون الوفاء لمدائن‪ ،‬أو لنائبو‪،‬‬
‫ويبرئ ّ‬
‫ويعتبر ذا صفة في استيفاء الدين من يقدم لممدين مخالصة صادرة من الدائن‪ ،‬إالّ إذا‬
‫كان متفق عمى أن الوفاء يكون لمدائن شخصياً‪".‬‬

‫‪ - 1‬الموفى لو ىو نائب الدائن‬


‫إما أن يكون‪:3‬‬
‫قد يكون الوفاء لمدائن أو من ينوب عنو‪ ،‬وىذا النائب ّ‬
‫قيماً‪ ،‬أو وكيبل عن غائب ‪.‬‬
‫وصياً‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ولياً‪ ،‬أو‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬حارساً قضائياً ‪.‬‬
‫الدعوى الغير مباشرة ‪.‬‬
‫‪ -‬دائن الدائن عند استعمال ّ‬
‫‪ -‬محضر قضائي‪.‬‬
‫‪ -‬وكيل لمدائن ‪.‬‬

‫القيم‪ ،‬أو الوكيل عن الغائب‬


‫الوصي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الولي‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬الموفى لو ىو‬
‫إذا كان الدائن قاص اًر‪ ،‬أو محجو اًر عميو‪ ،‬فالوفاء لو شخصياً ال يكون صحيحاً وال‬
‫الوصي‬
‫ّ‬ ‫الولي أو‬
‫ّ‬ ‫ذمة المدين‪ .‬وانما يكون الوفاء في ىذه الحالة لنائب الدائن وىو‬
‫يب أر ّ‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.624‬‬


‫‪ -2‬بمحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.622‬‬

‫‪24‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫بالنسبة لمقاصر‪ ،‬القيم بالنسبة لممحجور عميو لجنون أوعتو‪ ،‬غفمة أوسفو‪ ،‬والوكيل لمغائب‬
‫المفقود‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫لذمة المدين‪.‬‬
‫في ىذه الحاالت يعد الوفاء صحيحاً مبرئا ّ‬
‫ب‪ -‬الموفى لو ىو حارس قضائي‬
‫بما لو من حق في إدارة األموال الموضوعة تحت حراستو‪ ،‬لو صفة في قبض‬
‫الحقوق الموضوعة تحت حراستو ‪.‬‬

‫الدعوى الغير مباشرة‬


‫ج‪ -‬الموفى لو دائن الدائن عند استعمال ّ‬
‫الدعوى الغير مباشرة‪،‬‬
‫يجوز لدائن الدائن أن يستعمل حقوق الدائن عن طريق ّ‬
‫ويكون في ىذه الحالة نائباً عن الدائن نيابةً قانونية‪ ،‬ويحق لو بحكم ىذه النيابة أن يقبض‬
‫‪2‬‬
‫ذمة المدين‪ ،‬ويتقاسمو مع سائر دائني الدائن قسمة غرماء‪.‬‬
‫ما لمدائن في ّ‬
‫د‪ -‬الموفى لو محضر قضائي‬
‫والمحضر الموكول إليو تنفيذ حكم أو سند رسمي يعتبر نائب ًا عن الدائن في قبض‬
‫الدين الذي ينفذ بو‪ .‬بما ّأنو قد و ّكل صراحة في مباشرة إجراءات التنفيذ لمحصول عمى‬
‫ّ‬
‫الدين‪ ،‬فإنو قد و ّكل توكيبل ضمنيا لقبضو ‪.‬‬
‫ىذا ّ‬
‫ه‪ -‬الموفى لو وكيل لمدائن‬
‫يجوز الوفاء لوكيل الدائن‪ ،‬ويكون عادة وكيبل لقبض الدين فقبضو صحيح مب أر‬
‫لذمة المدين ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ - 2‬الموفى لو ىو غير الدائن‬
‫أقر‬
‫تم لشخص آخر غير الدائن أو نائبو‪ ،‬وىذا متى ّ‬
‫يكون الوفاء صحيحاً متى ّ‬
‫الدين وحتى في‬
‫الدائن ذلك الوفاء‪ .‬وفي ىذه الحالة يصبح اإلقرار بمثابة توكيل بقبض ّ‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫غياب اإلقرار يكون الوفاء صحيحاً لكن بشرط أن يعود ذلك الوفاء بالمنفعة عمى الدائن‪،‬‬
‫وفي حدود تمك المنفعة فقط‪ 1.‬وىذا ما نص عميو المشرع الجزائري في المادة ‪ 368‬ق‪.‬م‬
‫أقر الدائن ىذا‬
‫ذمة المدين‪ ،‬إالّ إذا ّ‬
‫يبر ّ‬
‫‪.‬ج‪" :‬الوفاء لشخص غير الدائن أو نائبو ال ّأ‬
‫الوفاء‪ ،‬أو عادت عميو منفعة منو‪ ،‬وبقدر ىذه المنفعة‪ ،‬أو تم الوفاء بحسن نية‬
‫أن الوفاء لغير الدائن الذي ال‬
‫لمشخص كان الدين في حيازتو‪ ".‬نستنتج من ىذه المادة ّ‬
‫ذمة المدين إالّ في حاالت استثنائية‬
‫صفة لو في استيفاء الدين يقع دائماً باطبل‪ ،‬ال يب أر ّ‬
‫وىي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إقرار الدائن لموفاء‬


‫الدين لغير الدائن أو نائبو‪ ،‬كأن يوفيو لوكيل انتيت وكالتو أو تم عزلو‪،‬‬
‫إذا أوفى المدين ّ‬
‫ذمة المدين إال إذا أقر الدائن ىذا الوفاء‪.‬‬
‫في ىذه الحالة ال يكون الوفاء صحيحاً وال يب أر ّ‬
‫‪2‬‬
‫ألن اإلقرار األحق كاإلذن السابق‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب‪ -‬منفعة تعود عمى الدائن من الوفاء‬
‫إذا عادت عمى الدائن منفعة من ىذا الوفاء وبقدر ىذه المنفعة‪ ،‬وىذا تطبيقاً لنظرية اإلثراء‬
‫ببل سبب‪ .‬ومثل ىذه الحالة أن يقوم المدين بالوفاء لدائن الدائن‪ ،‬فيكون ىذا الوفاء‬
‫‪3‬‬
‫ذمة المدين الموفي بنفس ىذا القدر‪.‬‬
‫صحيحاً بقدر ما تب أر بو ذمة الدائن‪ ،‬وبالتالي تب أر ّ‬
‫ج‪ -‬الوفاء لمدائن الظاىر حسن النية‬
‫ويكون الوفاء صحيحاً إذا تم لشخص يظير أمام الغير عمى أنو الدائن‪ ،‬وىذا ما يحدث‬
‫في من يوفي بدينو إلى وارث معين ثم يتبين أنو محجوب بغيره‪ ،‬أو كمن يوفي لمحال إليو‬

‫‪ -1‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬


‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.201 - 206‬‬

‫‪26‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫ثم تظير أن الحوالة باطمة‪ .‬عمى أن صحة الوفاء لمدائن الظاىر مشروطة يكون الموفي‬
‫‪1‬‬
‫ذاتو حسن النية أي ال يعمم بأنو يوفي لغير الدائن‪.‬‬
‫والوفاء لمدائن الظاىر يكون مبرئاً لذمة المدين‪ ،‬فبل يمتزم بالوفاء مرة أخرى لمدائن‬
‫الحقيقي‪ ،‬ولكن يكون ليذا األخير حق الرجوع عمى الدائن الظاىر باسترداد ما استوفى‬
‫‪2‬‬
‫تطبيقاً لقاعدة اإلثراء ببل سبب إذا كان حسن النية‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬امتناع الدائن عن قبول الوفاء‬


‫مما يعرضو عنو المدين‪،‬‬
‫قد يرفض الدائن قبول الوفاء‪ ،‬كأن يرى أنو يستحق أكثر ّ‬
‫أن مصمحتو في إبراء ذمتو‬
‫أو يستحق شيئاً آخر غير ما يقدمو المدين‪ ،‬ويرى المدين ّ‬
‫بأسرع ما يمكن أو قد يريد التخمص من اإللتزام بالمحافظة عمى الشيء محل الوفاء‪ ،‬وأن‬
‫يتجنب تبعة ىبلك ىذا الشيء‪ 3.‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 369‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ " :‬إذا رفض‬
‫الدائن دون مبرر قبول الوفاء المعروض عميو عرضاً صحيحاً‪ ،‬أو رفض القيام باألعمال‬
‫التي اليتم الوفاء إالّ بيا‪ ،‬أو أعمن أنو لن يقبل الوفاء‪ ،‬اعتبر أنو قد تم إعذاره من‬
‫يسجل المدين عميو ىذا الرفض بإعالن رسمي‪".‬‬
‫الوقت الذي ّ‬
‫المطمب الثاني‪ :‬موضوع التنفيذ العيني‬
‫موضوع التنفيذ العيني ىو عين محل االلتزام‪ ،‬وتختمف كيفية التنفيذ العيني لبللتزام‬
‫باختبلف محل االلتزام الواجب التنفيذ‪ ،‬وىناك ثبلثة أنواع بالنسبة الى محمو‪ ،‬وعميو‬
‫سنتطرق في الفرع األول الى االلتزام بنقل ممكية أو حق عيني آخر‪ ،‬وفي الفرع الثاني‬
‫إلى االلتزام بعمل‪ ،‬ونتحدث عن االلتزام باالمتناع عن عمل في فرع ثالث‪.‬‬

‫‪ -1‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.83 - 84‬‬


‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.241‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.246‬‬

‫‪27‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإللتزام بنقل ممكية أو حق عيني آخر‬


‫إذا كان المدين ممتزما في مواجية الدائن بنقل ممكية شيء أو حق عيني آخر عميو‪،‬‬
‫فإن كيفية التنفيذ ليذا االلتزام تتوقف عمى طبيعة ىذا الشيء والذي قد يكون منقوال معينا‬
‫‪1‬‬
‫بالذات أو معينا بالنوع‪ ،‬أو قد يكون عقا اًر‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االلتزام الوارد عمى المنقوالت‬


‫ويعرف المنقول عمى أنو‪ :‬كل شيء غير مستقر بحيزه وغير ثابت فيو ويمكن نقمو‬
‫منو دون تمف‪ ،‬وفي مسألة التنفيذ في المنقوالت يجب التمييز بين المنقوالت المعينة‬
‫بالذات والمنقوالت المعينة بالنوع ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الشيء الذي يقع عميو االلتزام منقول معين بالذات‬


‫يقصد بالمنقول المعين بالذات تمك األشياء التي ال يقوم بعضيا مقام بعض عند‬
‫الوفاء بالدين‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 461‬من القانون المدني الجزائري عمى‪" :‬االلتزام بنقل‬
‫الممكية أو حق عيني آخر من شأنو أن ينقل بحكم القانون أو الحق العيني إذا كان‬
‫محل االلتزام شيء معين بالذات يممكو الممتزم "‪.‬‬
‫من خبلل ىذا النص تتضح لنا كيفية إنتقال الممكية‪ ،‬فيي تنتقل بمجرد إبرام العقد‬
‫تمقائيا دون الحاجة إلى أي إجراء آخر‪.‬‬
‫فإذا كان الشيء الذي يقع عميو االلتزام منقوال وكان عينا معينة ممموكة لممدين‬
‫كسيارة معينة بالذات أو مجوىرات تم إختيارىا بأعيانيا‪ ،‬فإن االلتزام بنقل حق عيني عمى‬
‫‪2‬‬
‫ىذا المنقول يتم تنفيذه بمجرد نشوئو ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر الفار‪ ،‬أحكام االلتزام‪ ،‬آثار الحق في القانون المدني‪ ،‬ط ‪ ،4‬دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،3009 ،‬‬
‫ص ‪.13‬‬
‫‪-2‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬نظرية اإللتزام بوجو عام‪ ،‬اإلثبات ‪ -‬آثار اإللتزام‪ ،‬ج‬
‫‪ ،3‬ط ‪ ،2‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،3000 ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪28‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫‪ - 2‬الشيء الذي يقع عميو االلتزام منقول معين بنوعو‬


‫يقصد بالمنقول المعين بنوعو تمك األشياء التي يقوم بعضيا مقام بعض عند الوفاء‬
‫بالدين‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 466‬من ق م ج عمى ما يأتي‪" :‬إذا ورد اللتزام بنقل حق عيني‬
‫عمى شيء لم يعين إال بنوعو فال ينتقل الحق إال بإفراز ىذا الشيء"‪ .‬فكيفية انتقال‬
‫الممكية في المنقول المعين بنوعو عمى غرار ىذه المادة فيي التنتقل فور إبرام العقد‪ ،‬بل‬
‫تتراخى إلى غاية اإلفراز‪ ،‬واإلفراز ىو إجراء مادي الغرض منو فصل الشيء عن غيره‬
‫إما بالوزن‪ ،‬أو بالقياس أو الكيل وغيرىا ‪.‬‬
‫‪ -‬كيفية التنفيذ حالة امتناع المدين عن اإلفراز‬
‫نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 466‬عمى‪" :‬فإذا لم يقم المدين بتنفيذ التزامو‪ ،‬جاز‬
‫لمدائن أن يحصل عمى شيء من النوع ذاتو عمى نفقة المدين بعد استئذان القاضي كما‬
‫يجوز لو أن يطالب بقيمة الشيء من غير إخالل بحقو في التعويض "‪.‬‬
‫تبين ىذه الفقرة أنو في حالة امتناع المدين عن االفراز عمى النحو المتقدم وتسميمو‬
‫جاز لمدائن ان يطالب بالتنفيذ عينا أو تعويضا‪ .‬والتنفيذ العيني يكون بحصول الدائن عمى‬
‫شيء ثمن النوع ذاتو عمى نفقة المدين بل ويرجع أيضا بالتعويض عما قد يكون قد أصابو‬
‫من خسارة بسبب تأخر المدين في تنفيذ التزامو‪1 ،‬وفي ىذه الحالة يتم استئذان القاضي‬
‫وفي حالة اإلستعجال يتم دون استئذانو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االلتزام الوارد عمى العقارات‬


‫عرفت المادة ‪ 682‬من ق م ج العقار عمى أنو‪ ":‬كل شيء مستقر بحيزه وثابت فيو‬
‫وال يمكن نقمو منو دون تمف فيو عقار"‪.‬‬
‫تنتقل ممكية العقار طبقا لممادة ‪ 461‬من ق م ج بعد القيد والشير وليس بمجرد‬
‫انعقاد العقد‪ .‬إذا كان الشيء الذي يقع عميو االلتزام عقا اًر معينا بالذات وممموكا لممدين‬

‫‪-1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪29‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫كدار أو أرض محددة‪ ،‬فإن االلتزام بنقل حق عيني عمى ىذا العقار اليتم تنفيذه بمجرد‬
‫نشوئو‪ ،‬بل يجب مراعاة قواعد التسجيل بالنسبة لمحقوق العينية األصمية كالممكية‪ ،‬ومراعاة‬
‫قواعد القيد في الحقوق العينية التبعية كالرىن الرسمي‪.1‬واذا امتنع البائع عن اإلجراءات‬
‫البلزمة لمتسجيل يكفي ان يقوم المشتري بتقديم العقد الرسمي لئلشيار العقاري ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإللتزام بعمل‬


‫االلتزام بعمل يكون في بعض صوره التزاماً بعناية‪ ،‬ويكون في صور أخرى التزاماً‬
‫بغاية‪ ،‬فإذا كان التزاما بتحقيق نتيجة فيكون إما التزاماً بتسميم شيء أو التزاماً بإنجاز عمل‬
‫معين‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬االلتزام ببذل عناية‬


‫نصت المادة ‪ 413‬من ق م ج عمى ما يمي‪":‬في االلتزام بعمل‪ ،‬إذا كان المطموب‬
‫من المدين أن يحافظ عمى الشيء‪ ،‬أو أن يقوم بإدارتو أو أن يتوخى الحيطة في تنفيذ‬
‫التزامو فإن المدين يكون قد وفى بااللتزام إذا بذل في تنفيذه من العناية كل ما يبذلو‬
‫الشخص العادي‪ ،‬ولو لم يتحقق الغرض المقصود‪ .‬ىذا ما لم ينص القانون أو االتفاق‬
‫عمى خالف ذلك"‪ .‬يفيم من خبلل نص ىذه المادة أن االلتزام ببذل عناية يتعمق إما بشيء‬
‫أو بعمل‪ .‬فإذا كان متعمقاً بشيء فيكون إما بالمحافظة عمى ىذا الشيء كالتزام المودع‬
‫عنده بالمحافظة عمى الوديعة‪ ،‬والت ازم المستأجر بالحفاظ عمى العين المؤجرة‪ ،‬وبالتالي‬
‫يمتزم المدين بالمحافظة عمى ىذا الشيء‪ ،‬وىذا التزام ببذل عناية وليس التزام بتحقيق‬
‫نتيجة‪ .‬أما إذاكان االلتزام ببذل عناية متعمق بعمل‪ ،‬كالطبيب يمتزم بالعبلج لممريض دون‬
‫تقديم الشفاء لو مع توخي الحيطة في القيام بعممو‪ ،‬كذلك المحامي يقوم بالدفاع عن موكمو‬
‫‪3‬‬
‫أمام القضاء دون أن يكسب القضية‪.‬‬

‫‪-1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.113‬‬


‫‪-2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.183 - 184‬‬

‫‪30‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫وعميو يكون المدين قد وفى بالتزامو في كل حالة من الحاالت السابقة إذا بذل في‬
‫تنفيذه عناية الشخص العادي‪ ،‬حتى ولو لم يتحقق الغرض المطموب منو مالم ينص‬
‫القانون عمى خبلف ذلك‪ .‬إال أنو يبقى مسؤوال عن غشو أو خطئو الجسيم في جميع‬
‫الحاالت وىذا طبقا لمفقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 413‬ق‪ .‬م ‪.‬ج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االلتزام بتحقيق نتيجة‬


‫يكون االلتزام بتحقيق نتيجة في صورتين إما التزام بالتسميم أو االلتزام بإنجاز عمل‬
‫معين ‪.‬‬

‫‪ - 1‬االلتزام بالتسميم‬
‫يقوم المدين بوضع الشيء المراد تسميمو تحت تصرف الدائن والحرص عمى االستفادة منو‬
‫دون وضع عقبات تمنعو من ذلك‪ ،‬حتى وان لم يتم التسميم الفعمي‪ .1‬وااللتزام بالتسميم قد‬
‫يكون التزاماً مستقبل فيكون منذ البداية التزاماً بعمل مثل التزام المستأجر برد العين‬
‫المؤجرة‪ ،‬وقد يكون التزاماً تبعيا يتضمنو االلتزام بنقل حق عيني مثل التزام البائع بتسميم‬
‫المبيع إلى المشتري‪ 2.‬وعميو يكون تنفيذ ىذا االلتزام بتسميم المدين الشيء محل اللتزام‬
‫عمى الدائن ‪.‬‬
‫‪ -‬أثر اإلعذار في تحمل تبعية ىالك الشيء‬
‫نصت المادة ‪ 468‬ق‪ .‬م‪ .‬ج عمى‪ ":‬إذا كان المدين الممزم بالقيام بعمل يقتضي‬
‫تسميم شيء ولم يسممو بعد اإلعذار فإن األخطار تكون عمى حسابو ولو كانت قبل‬
‫األعذار عمى حساب الدائن‪ ".‬يتبين لنا من خبلل النص أن اإلعذار ينقل تبعة اليبلك من‬
‫طرف إلى طرف آخر‪ ،‬فإذا كانت تبعة اليبلك عمى المدين كما في البيع قبل التسميم‪،‬‬

‫‪ -1‬يكون التسميم الفعمي بمناوبة البضاعة من البائع إلى المشتري‪ ،‬أي أن تتصل البضاعة إتصاال ماديا وتدخل تحت‬
‫سيطرتو الفعمية وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 261‬من ق م ج ‪ :‬يتم التسميم بوضع المبيع تحت تصرف المشتري بحيث‬
‫يتمكن من حيازتو واالنتفاع بو دون عائق ولو لم يتسممو تسمما مادياً‪ ،‬مادام البائع أخبره بأنو مستعد لتسميمو بذلك‪.‬‬
‫‪-2‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬

‫‪31‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫وأعذر البائع المشتري طالبا إليو أن يتسمم المبيع‪ ،‬وىمك المبيع بعد األعذار وقبل التسميم‬
‫فإن تبعة اليبلك تنتقل من المدين إلى الدائن‪ 1.‬أما إذا كانت تبعة اليبلك عمى المالك‪،‬‬
‫كما في عقد اإليجار قبل تنفيذ المستأجر التزامو برد العين المؤجرة‪ ،‬وأعذر المؤجر‬
‫المستأجر طالبا إليو تسميم العين‪ ،‬وىمكت العين بعد اإلعذار وقبل التسميم‪ ،‬فإن تبعة‬
‫‪2‬‬
‫اليبلك تنتقل من المؤجر إلى المستأجر‪.‬‬
‫وحسب ما جاء في الفقرة الثانية من نفس المادة حيث أنو إذا أثبت المدين أن الشيء‬
‫الذي ىمك كان سيضيع عند الدائن لو سممو لو‪ ،‬في ىذه الحالة ال تتعدى لو المسؤولية‬
‫واألخطار رغم إعذاره ‪.‬وىذا بشرط أن ال يكون المدين قد قبل ان يتحمل تبعية الحوادث‬
‫المفاجئة ‪ .‬أما الشيء المسروق حالة ضياعو فتبعية اليبلك يتحمميا السارق بأي شكل‬
‫كانت‪ ،‬وىذا ما جاء في الفقرة الثالثة من المادة السالفة الذكر‪.‬‬

‫‪ - 2‬االلتزام بإنجاز عمل معين‬


‫قد يكون المدين ممتزما في مواجية الدائن بالقيام بعمل‪ ،‬وتختمف كيفية تنفيذ ىذا‬
‫اال لتزام من حيث تدخل المدين الشخصي في تنفيذ االلتزام تنفيذا عينيا من عدم تدخمو‬
‫وىنا نميز بين ‪ 2‬حاالت‪:‬‬
‫‪ -‬الحالة األولى‪ :‬أن تكون شخصية المدين محل إعتبار في تنفيذ التزامو‬
‫حيث يجب أن يقوم المدين بنفسو بتنفيذ إلتزامو‪ ،‬وال يمكن تنفيذه مطمقاً من غيره‪.‬‬
‫كاشتراط التنفيذ الشخصي من طرف المدين‪ ،‬إذا كان جراحا أو مغنيا أو رساما مثبل‬
‫فيستطيع ىنا أن يتمسك الدائن بالتنفيذ الشخصي من طرف المدين‪ 3.‬وىذا طبقا لما جاء‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.181‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -3‬نسيم يخمف‪ ،‬الوافي في طرق التنفيذ‪ ،‬ط ‪ ،4‬جسور لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،3041 ،‬ص ‪.441‬‬

‫‪32‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫في المادة ‪ 469‬ق م ج‪ ،‬واذا إمتنع المدين من ان يقوم بنفسو في تنفيذ التزامو كان لمدائن‬
‫‪1‬‬
‫إما المجوء إلى التيديد المالي أو المطالبة بالتعويض‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية‪ :‬أن ال تكون شخصية المدين محل اعتبار في تنفيذ التزامو‬
‫وىنا ال يكون تدخل المدين ضروريا لتحقيق التزامو‪ ،‬ولكن يجب عميو تنفيذ التزامو‬
‫حسب األصول والقيام بعممو سواءاً بنفسو أو بمساعدة غيره‪ ،‬واذا رفض المدين يمكن‬
‫إجباره عمى ذلك عن طريق طمب إذن من القضاء بالقيام بو عمى نفقة المدين أو دون‬
‫إذنو إذا اقتضت الضرورة ذلك‪2.‬وىذا ما يتطابق مع نص المادة ‪ 410‬من ق ‪.‬م ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثالثة‪ :‬يقوم حكم القاضي مقام التنفيذ‬
‫في ىذه الحالة يقوم حكم القاضي مقام التنفيذ إذا سمحت بذلك طبيعة االلتزام‬
‫(المادة ‪ 414‬قم ج )‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإل لتزام باالمتناع عن عمل‬


‫االلتزام باإلمتناع عن عمل ىو عمل سمبي‪ ،‬حيث يمتنع المدين عن القيام بعمل‬
‫معين كأن يمتزم تاجر بائع المحل التجاري بعدم فتح مجل منافس في جوار المحل المبيع‪،‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 412‬من ق م ج‪ " :‬إذا إلتزم المدين باالمتناع عن عمل وأخل بيذا‬
‫االلتزام جاز لمدائن أن يطالب إزالة ما وقع مخالفا لاللتزام ويمكنو أن يحصل من‬

‫القضاء عمى ترخيص لمقيام بيذه اال زالة عمى نفقة المدين "‪ .‬وعميو يكون المدين ممتزماً‬
‫بامتناع عن عمل‪ ،‬فإذا وقعت منو المخالفة ليذا االلتزام‪ ،‬فإن الدائن يتوصل إلى التنفيذ‬
‫العيني عن طريق إزالة ىذه المخالفة إذا كان ذلك ممكناً‪ ،‬غير أنو من الواجب أن يحصل‬
‫عمى إذن من القضاء بذلك ويقوم بإزالة ىذه المخالفة عمى نفقة المدين فيتم بذلك تنفيذ‬
‫االلتزام عيناً جب اًر عنو‪ 3.‬وىذا االلتزام يفوق االلت ازم ببذل عناية فيو منصب عمى تحقيق‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪ -2‬عبد القادر الفار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫انفصم األول‪..........................................................‬أحكاو انتنفيذ انعيني نإلنتزاو‪.‬‬

‫نتيجة معينة ما دام المدين لم يقم بما ىو ممنوع عميو‪ ،‬واذا تحقق العكس وقع اإلخبلل‬
‫‪1‬‬
‫بااللتزام‪ ،‬وىذا االلتزام ىو اآلخر شخصي أي ال يمكن أن يقوم بو الغير‪.‬‬

‫‪ -1‬نسيم يخمف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.441‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫الوسائل القانونية لمتنفيذ‬


‫العيني‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الوسائل القانونية لمتنفيذ العيني‬


‫األصل أن يقوم المدين بالوفاء اختيارياً‪ ،‬فإذا فعل ىذا فيو يستجيب لعنصر المديونية‬
‫أما إذا امتنع عن‬
‫في اإللتزام‪ ،‬والمدين في ىذه الحالة يعتبر ّأنو قام بتنفيذ إلتزامو عيناً‪ّ .‬‬
‫الوفاء اختيارياً‪ ،‬كان لمدائن اتباع الوسائل القانونية التي أق ّرىا المشرع الجزائري في القانون‬
‫المدني واإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬واإلجراءات الجزائية‪ ،‬بيدف الضغط عمى المدين‬
‫ذمتو لمدائن‪ ،‬واالّ يستعين بعنصر المسؤولية ليجبر مدينو عمى‬
‫وجبره عمى الوفاء بما في ّ‬
‫الوفاء‪ ،‬وىذا ما يعرف بالتنفيذ الجبري وذلك من خبلل تدخل السمطة العامة التي تجري‬
‫التنفيذ تحت إشراف القضاء ورقابتو‪ .‬ولتوضيح ىذه األمور سوف نتطرق في ىذا الفصل‬
‫إلى وسائل جبر المدين عمى التنفيذ العيني في المبحث األول‪ ،‬والتنفيذ القضائي في‬
‫المبحث الثاني‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬وسائل جبر المدين عمى التنفيذ العيني‬

‫أن التنفيذ العيني يكون اختيارياً يقوم بو المدين من تمقاء نفسو‪ ،‬وفي‬
‫رأينا فيما سبق ّ‬
‫فإن القانون يفسح المجال لمدائن في استيفاء حقو من‬
‫حالة امتناعو عن تنفيذ إلتزامو‪ّ ،‬‬
‫سنو لوسائل قانونية تضمن حقوق الدائنين‪ ،‬والتي من خبلليا يمكن لمدائن الضغط‬
‫خبلل ّ‬
‫عمى المدين وجبره عمى الوفاء‪ ،‬ومن بينيا الغرامة التيديدية التي سنتطرق ليا في المطمب‬
‫األول‪ ،‬واإلكراه البدني في المطمب الثاني‪ ،‬والحق في الحبس في مطمب ثالث‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الغرامة التيديدية‬

‫في حالة عدم قيام المدين بتنفيذ التزامو طواعية يمكن إجباره عمى ذلك‪ ،‬حيث يمجأ‬
‫الدائن إلى إستعمال بعض الوسائل القانونية لمتنفيذ العيني الجبري‪ ،‬بيدف الضغط عمى‬
‫المدين ودفعو لتنفيذ التزامو‪ ،‬وتعتبر الغرامة التيديدية من بين إحدى ىذه الوسائل‪ ،‬وقد‬
‫تناوليا المشرع الجزائري في المواد ‪ 411 - 411‬من ق‪ .‬م ‪.‬ج‪ .‬وعميو سنتطرق في ىذا‬

‫‪36‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫المطمب إلى مفيوميا من خبلل التطرق إلى تعريفيا في فرع أول‪ ،‬وذكر شروط الحكم‬
‫بيافي الفرع الثاني‪ ،‬واإلشارة إلى خصائصيا وآثار الحكم بيا في فرع ثالث‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الغرامة التيديدية‬

‫يعرف المشرع الجزائري الغرامة التيديدية‪ ،‬بل اكتفى فقط بتحديد األحكام المنظمة‬
‫لم ّ‬
‫ليا وشروطيا وكذا الجية المختصة بيا‪ ،‬وترك مسألة تحديد المفاىيم إلى الفقو‪.‬‬
‫‪-‬التعريف الفقيي‬
‫عرفيا الدكتور أحمد أبو الوفاء أن التيديد المالي يكون بالضغط عمى المال‪ ،‬فإذا‬
‫امتنع المدين عن تنفيذ التزامو عينا‪ ،‬وكان ىذا التنفيذ غير ممكن أو غير مبلئم إال إذا قام‬
‫بو المدين نفسو‪ ،‬فإن المشرع أجاز لمدائن ان يطمب من القضاء إلزام المدين بيذا التنفيذ‬
‫إال حكم عميو بغرامة يدفعيا عن كل يوم يتأخر فيو عن الوفاء في األجل المعين لو‪.1‬‬
‫وعرفيا األستاذ عبد الرزاق أحمد السنيوري‪ ،‬في أن القضاء يمزم المدين بتنفيذ التزامو‬
‫عينا في خبلل مدة معينة‪ ،‬فإذا تأخر في التنفيذ كان ممزماً بدفع غرامة تيديدية عن ىذا‬
‫التأخر‪ ،‬مبمغاً معيناً عن كل يوم أو أسبوع او كل شير أو أية وحدة أخرى من الزمن‪ ،‬أو‬
‫عن كل مرة يأتي عمبل يخل بالتزامو‪ ،‬وذلك عمى ان يقوم بالتنفيذ العيني أو إلى أن يمتنع‬
‫نيائيا عن اإلخبلل بااللتزام‪ .‬ثم يرجع إلى القضاء فيما تراكم عمى المدين من الغرامات‬
‫‪2‬‬
‫التيديدية‪ ،‬ويجوز لمقاضي أن يخفض ىذه الغرامات أو أن يمحوىا بتاتا‪.‬‬
‫ويرى المحامي الدكتور عبد القادر الفار أن الغرامة التيديدية ىي مبمغ من المال‬
‫يحكم بو القاضي عمى المدين إذا امتنع عن تنفيذ التزامو بعد األجل الذي حدده لو وطيمة‬
‫ما بقي ىذا االمتناع‪ ،‬وىو يقدرعادة عمى أساس وحدة زمنية (كأسبوع أو شير مثبل)‪،‬‬

‫‪ -1‬طاىري يحي‪ ،‬اإلكراه المالي كآلية لمتنفيذ العيني الجبري في المادة المدنية‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعموم القانونية‪،‬‬
‫السياسية واإلقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬المجمة ‪ ،11‬العدد ‪ ،04‬السنة ‪ ،3030‬ص ‪.202‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.801‬‬

‫‪37‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫ليظل مبمغ الغرامة يتراكم طيمة ما بقي موقف المدين معمقاً‪ ،‬حتى ما إذا تحدد بالتنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫أواستبان إمتناعو النيائي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الحكم بالغرامة التيديدية‬


‫يشترط في اإللتجاء إلى وسيمة التيديد المالي والحكم بغرامة تيديدية الشروط اآلتية‪:‬‬
‫(أوال) أن يكون ىناك إلتزام امتنع المدين عن تنفيذه مع أن تنفيذه العيني اليزال ممكناً‪.‬‬
‫(ثانياً) أن يكون التنفيذ العيني ليذا االلتزام يقتضي تدخل المدين الشخصي‪ ،‬واال كان‬
‫التنفيذ غير ممكن أو غير مبلئم‪( .‬ثالثاً) أال يكون فييا مساس بالحق األدبي لممؤلف‪.‬‬
‫(رابعاً) أن يمجأ الدائن إلى المطالبة بتوقيع غرامة تيديدية عمى المدين كوسيمة غير‬
‫مباشرة لمتنفيذ العيني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التزام امتنع المدين عن تنفيذه مع أن تنفيذه العيني ال يزال ممكنا‬


‫لمحكم بغرامة تيديدية يشترط أن يكون ىناك التزام وامتنع المدين عن تنفيذه‪ ،‬بأن‬
‫تطمب إليو المحكمة ىذا التنفيذ فبل يمتثل‪ .‬أما إذا امتثل فبل محل لو لمحكم عميو بالتيديد‬
‫المالي‪ ،‬وكذلك إذا حكم عميو فبادر إلى تنفيذ التزامو في الميعاد المحدد من قبل المحكمة‬
‫‪2‬‬
‫فبل يسري عميو الحكم ألنو مشروط بعدم تنفيذه‪.‬‬
‫ويشترط أيضا أن يكون ىذا االلتزام تنفيذه العيني ال يزال ممكناً فإذا أصبح التنفيذ‬
‫العيني مستحيبل في ىذه الحالة اليمكن مطالبة المدين بالتنفيذ خاصة إذا كان ليس ىو‬
‫المتسبب فييا‪ ،‬فبل يمكن لمدائن المجوء لمغرامة التيديدية حتى ولو كانت ىذه االستحالة بيد‬
‫المدين فبل يمكن القير عمى مستحيل‪ ،‬وال يبقى أمام الدائن سوى التعويض‪ 3.‬وكذلك‬

‫‪ -1‬عبد القادر الفار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.809‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر الفار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪38‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫الحال إذا مضى الوقت الذي كان التنفيذ فيو مجديا‪ ،‬أو أتى المدين العمل الذي التزم‬
‫‪1‬‬
‫باالمتناع عنو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون التنفيذ العيني ليذا االلتزام يقتضي تدخل المدين‬
‫الشخصي‪ ،‬واال كان التنفيذ غير ممكن‬
‫نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 411‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى ّأنو‪ " :‬إذا كان تنفيذ اإللتزام عينا‬
‫ّ‬
‫غير ممكن أو غير مالئم إال إذا قام بو المدين نفسو‪ ،‬جاز لمدائن أن يحصل عمى حكم‬
‫بإلزام المدين بيذا التنفيذ وبدفع غرامة إجبارية إن امتنع عن ذلك‪".‬‬
‫فإذا كان التنفيذ العيني ممكناً دون ضرورة تدخل المدين شخصياً‪ ،‬فبل يمكن المجوء‬
‫إلى الغرامة التيديدية‪ ،‬بل يقوم الدائن بالتنفيذ مباشرة‪ .‬فنظام الغرامة التيديدية مقصور‬
‫عمى اإللتزامات القائمة عمى اعتبار شخصي لممدين‪ ،‬فيطبق عمى اإللتزامات التعاقدية‬
‫‪2‬‬
‫والغير تعاقدية‪ ،‬اإللتزامات المالية واإللتزامات الغير مالية‪.‬‬
‫ففي االلتزام بنقل الممكية إذا كان محل اإللتزام عيناً معينة‪ ،‬انتقمت ممكيتيا بحكم‬
‫القانون إلى الدائن كما رأينا سابقاً‪ ،‬فبالتالي يصبح اإللتزام منفذاً والحاجة لمجوء لمتيديد‬
‫المالي‪ .‬واإللتزام بعمل ىو الميدان الذي يتّسع عادة لمتيديد المالي‪ ،‬ألنو في أغمب األحيان‬
‫ىو الذي يتطمب تدخل شخصية المدين ( ممثل‪ ،‬أو طبيب‪ ،‬تقديم شركات اإلحتكار‬
‫خدمات لمجميور‪ ،‬التزام بتقديم مستندات‪ ).....‬في مثل ىذه الحاالت ال يجوز لممدين عدم‬
‫‪3‬‬
‫تنفيذه العيني شخصياً‪ ،‬وان خالف ذلك يجوز الئللتجاء إلى التيديد المالي‪.‬‬
‫وفي اإللتزام باإلمتناع عن عمل قد يكون اإلخبلل باإللتزام من شأنو أن يجعل‬
‫‪4‬‬
‫التعويض العيني مستحيبلً‪ ،‬فبل يكون ىناك محل لمتيديد المالي‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.840‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.844‬‬

‫‪39‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫ثالثاً‪ :‬أال يكون فييا مساس بالحق األدبي لممؤلف‬


‫ال يجوز إرغام المؤلف عمى النشر مع دار النشر حتى ولو اتفق معيا‪ ،‬ألن المؤلف‬
‫مصنفو من عدمو‪ ،‬فإجباره عن طريق‬
‫ّ‬ ‫ىو صاحب الحق األول واألخير في تقدير نشر‬
‫غرامة تيديدية فيو اعتداء عمى حقو األدبي والمتمثل في مبلئمة النشر من عدميا‪ ،‬وىنا‬
‫من حق دار النشر المطالبة بالتنفيذ بمقابل فقط (التعويض) دون إجبار المؤلف (المدين)‬
‫‪1‬‬
‫عن طريق الغرامة التيديدية‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬إلتجاء الدائن بالمطالبة بتوقيع غرامة تيديدية‬


‫الرأي الراجح ّأنو ال يجوز لممحكمة أن تقضي من تمقاء نفسيا بغرامة تيديدية عمى‬
‫المدين إذا لم يطمب الدائن منيا ذلك‪ .‬لكن ىناك رأي آخر يري بجواز حكم المحكمة من‬
‫‪2‬‬
‫تمقاء نفسيا بالغرامة التيديدية متى توافرت شروطيا‪.‬‬
‫لمقاضي السمطة التقديرية في الحكم بالغرامة التيديدية وال يخضع فييا لرقابة المحكمة‬
‫‪3‬‬
‫العميا‪ ،‬لكنو يخضع لمرقابة من حيث تقديره وتوافر شروط الحكم بيا‪.‬‬
‫وبناءاً عمى ك ّل ما سبق إذا توافرت شروط الغرامة التيديدية‪ ،‬جاز لمقاضي الحكم بيا‬
‫وتبقى الغرامة سارية حتى يظير موقف المدين‪ ،‬فإذا أوفى بالتزامو رفع عنو القاضي قيمة‬
‫أما إذا‬
‫ا لغرامة التيديدية وألزمو بتقديم تعويض يتناسب مع ما ألحقو من ضرر بالدائن‪ّ ،‬‬
‫فإن القاضي يحكم مباشرة بالتعويض مع مراعاة ما لحق‬
‫أصر المدين عمى عدم التنفيذ ّ‬
‫ّ‬
‫‪4‬‬
‫الدائن من ضرر نتيجة لتعنت المدين‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ -2‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.843‬‬
‫‪ -3‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللت ازم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -4‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.843‬‬

‫‪40‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص الغرامة التيديدية وآثارىا‬


‫سنتطرق في ىذا الفرع إلى خصائص الغرامة التيديدية أوال‪ ،‬ثم آثار الحكم بيا‬
‫ثانياً‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص الغرامة التيديدية‬


‫من خبلل ما سبق تقديمو من تعاريف فقيية حول الغرامة التيديدية كآلية لمتنفيذ‬
‫العيني في القانون المدني‪ ،‬نتوصل إلى ّأنو بالرغم من تعددىا إالّ ّأنيا تصب في قالب‬
‫واحد يجعميا تتميز بمجموعة من الخصائص تتمثل فيما يمي‪:‬‬

‫الغرامة التيديدية ذات طابع مؤقت‬ ‫‪-1‬‬


‫وتظير ىذه الخاصية في كون أن الغرامة التيديدية جائزة لمقاضي بالزيادة من قيمتيا‬
‫متى رأى ّأنيا غير كافية لتحقيق الغاية منيا‪ ،‬كما يجوز لو اإلنقاص من قيمتيا أو إلغاؤىا‬
‫حجية الشيء المقضي بو‪ ،‬وال تنفّذ إال بعد تصفيتيا‬
‫عند تصفيتيا‪ ،‬وبذلك فإنيا ال تحوز ّ‬
‫وتحويميا إلى مبمغ نيائي يراعى فيو ما أصاب المدين من ضرر وما بدا من الدائن من‬
‫‪1‬‬
‫عنت‪.‬‬

‫‪- 2‬الغرامة التيديدية ذات طابع تيديدي‬


‫تظير خاصية التيديد في كون الحكم بيا فيو تيديد لممدين والضغط عمى إ اردتو‪ ،‬كما‬
‫أنيا تبعث في نفسو انزعاجاً لعدم معرفتو في تمك المحظة لممبمغ الذي سيحكم عميو في‬
‫يحدد بمبمغ كبير ال يتناسب مع الضرر الذي‬
‫ألن مبمغيا عادة ّ‬
‫تعنتو عن التنفيذ‪ّ ،‬‬
‫حالة ّ‬
‫يصيب الدائن‪ .‬السيما في ظل السمطة التقديرية لمقاضي الواسعة في الزيادة من قيمتيا‬
‫‪2‬‬
‫كمما وجد في ذلك داعيا لمزيادة‪.‬‬

‫‪ -1‬طاىري يحيى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬


‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪41‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫‪-3‬الغرامة التيديدية غير محددة المقدار‬


‫ذلك أن مقدار الغرامة التيديدية ال يكون بصفة نيائية مثل الغرامة المالية أو‬
‫التعويض‪ ،‬بل يتم عن كل وحدة زمنية يتأخر فييا المدين عن تنفيذ إلتزامو‪ ،‬وعادة تحدد‬
‫عن كل يوم‪ ،‬وليذا ال يمكن معرفة قدر الغ ارمة وتحديد قيمتيا اإلجمالية بعد تصفيتيا‬
‫‪1‬‬
‫بذمة المدين‪.‬‬
‫حتى يصبح بذلك ديناً محققاً ّ‬
‫ثانياً‪ :‬آثار الحكم بالغرامة التيديدية‬
‫من خبلل الحكم بالغرامة التيديدية يتضح لنا موقف المدين منيا‪ ،‬فيكون أمام حالتين‬
‫إما القيام بتنفيذ التزامو‪ ،‬أو بقاءه مص اًر عمى عدم التنفيذ‪.‬‬
‫ّ‬
‫قيام المدين بتنفيذ التزامو‬ ‫‪-1‬‬
‫في ىذه الحالة يعيد القاضي النظر في الغرامة التيديدية ويحكم بالتعويض عن التأخر‬
‫‪2‬‬
‫في التنفيذ‪.‬‬

‫مص ارً عمى عدم التنفيذ‬


‫بقاء المدين ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫في ىذه الحالة اإلستمرار في الحكم بالغرامة التيديدية لن يحقّق الغرض منيا‪ ،‬ومن ثم‬
‫‪3‬‬
‫وجب النظر في مصير الغرامة المالية وتحويميا إلى تعويض نيائي‪.‬‬
‫والتعويض في كمتا الحالتين يشمل عناصر التعويض العادي‪ ،‬ما لحق الدائن من‬
‫خسارة وما فاتو نتيجة التأخر في التنفيذ‪ ،‬وبالتالي وجب عمى القاضي مراعاتو لتعنت‬
‫المدين من عدم تعنتو‪ ،‬ومراعاة الضرر الذي يمحق بالدائن عند تقديره لمتعويض‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬اإلكراه البدني‬


‫كان في العصور القديمة جسد المدين ىو الضامن لموفاء بديونو ال أموالو‪ .‬حيث كان‬
‫القانون الروماني يسمح لمدائن بسرقة المدين وحتى قتمو‪ ،‬ثم تطور بعد ذلك وأصبح لمدائن‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.849‬‬

‫‪42‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫فقط حبس المدين‪ ،‬والمشرع الجزائري حتى يكون منسجماً مع إلتزامات الجزائر الدولية‬
‫التي صادقت عمييا‪ ،‬وحماية حقوق اإلنسان تم التخمي عن اإلكراه البدني كوسيمة من‬
‫الوسائل الجبرية في المسائل المدنية الذي كان جائ اًز من قبل في المواد التجارية وقروض‬
‫النقود‪ ،‬ولم يعد المّجوء إليو إالّ في المسائل الجنائية وىو منصوص عميو في ق‪.‬إ‪.‬ج في‬
‫المواد ‪ ،644 - 191‬والستعراض مفيوم اإلكراه البدني سوف نتطرق في الفرع األول إلى‬
‫مدة اإلكراه‬
‫ثم بعد ذلك تحديد ّ‬
‫تعريفو وطبيعتو القانونية‪ ،‬وشروط تطبيقو في الفرع الثاني‪ّ ،‬‬
‫البدني ونطاقو في فرع ثالث‪ ،‬وأخي اًر وقف تنفيذ اإلكراه البدني في الفرع الرابع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلكراه البدني وطبيعتو القانونية‬


‫سوف نتطرق في ىذا الفرع إلى تعريف اإلكراه البدني أوال‪ ،‬ثم الطبيعة القانونية لو‬
‫ثانياً‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلكراه البدني‬


‫التنفيذ باإلكراه البدني يكون بحبس المدين إلكراىو عمى الوفاء بإلتزامو‪ ،‬فالمدين الذي‬
‫ييرب أموالو إض ار اًر بدائنيو يستحق العقاب‪ ،‬فيستعمل‬
‫يمتنع عن التنفيذ وىو قادر عميو أو ّ‬
‫‪1‬‬
‫اإلكراه البدني كوسيمة إلجباره عمى التنفيذ‪ ،‬وذلك بحرمانو مؤقتاً من حريتو‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الطبيعة القانونية للكراه البدني‬


‫في ىذا العنصر سنحاول توضيح ما إذا كان اإلكراه البدني عبارة عن عقوبة أو‬
‫أن ىناك بعض التشريعات جعمت منو ذو طبيعة مزدوجة وذلك حسب‬
‫وسيمة تنفيذ‪ .‬حيث ّ‬
‫يتضمن معنى‬
‫ّ‬ ‫السمطة التي أمرت بو‪ .‬فإذا صدر عن جية الحكم فيو جزاء جنائي‬
‫أما إذا أمرت بو سمطة التنفيذ " النيابة العامة " فيو وسيمة تنفيذ وليس جزاء‪.‬‬
‫العقوبة‪ ،‬و ّ‬
‫وبالرجوع لممشرع الجزائري نجده ّأنو يعتبر اإلكراه البدني عبارة عن وسيمة لمتنفيذ وليس‬

‫‪ -1‬إيمان بارش‪ ،‬اإلكراه البدني في التشريع الجزائري‪ ،‬مجمّة الدراسات في الحوكمة والقانون االقتصادي‪ ،‬جامعة باتنة‬
‫‪ ،4‬المجمد ‪ ،04‬العدد ‪ ،3034 ،04‬ص ‪.31‬‬

‫‪43‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫عقوبة ميما كانت الجية القضائية التي أمرت بو‪ .‬ويظير ذلك من خبلل نص المادة‬
‫مرة أخرى عمى‬
‫أن المشرع أجاز توقيع إجراء اإلكراه البدني ّ‬
‫‪ 199‬و‪ 640‬ق‪.‬إ‪.‬ج حيث ّ‬
‫المحكوم عميو الذي لم يمتزم بالوفاء بدينو عمى عكس العقوبة التي ال يجوز توقيعيا مرتين‬
‫‪1‬‬
‫عمى نفس الفعل وعمى نفس الشخص‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط تطبيق اإلكراه البدني‬


‫ىناك عدة شروط لتطبيق اإلكراه البدني منيا الشرط الشكمية وأخرى شروط‬
‫موضوعية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الشكمية‬


‫ّبينت المادة ‪ 601‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ىذه الشروط‪ ":‬ال يجوزالقبض عمى المحكوم عميو‬
‫باإلكراه البدني وحبسو إالّ بعد‪:‬‬
‫لمدة تزيد عمى عشرة أيام ‪.‬‬
‫‪ -0‬أن يوجو إليو تنبيو بالوفاء ويظل بغير جدوى ّ‬
‫‪ -2‬أن يقدم من طرف الخصومة المتابع لو طمب حبسو‪ ".‬وعميو‪:‬‬
‫‪-‬ال يمكن لمنيابة العامة اتخاذ اإلكراه البدني من تمقاء نفسيا بل يكون ذلك بطمب من‬
‫الطرف المدني ‪.‬‬
‫‪-‬ال يجوز مباشرة تنفيذ اإلكراه البدني إالّ بعد توجيو التنبيو بالوفاء إلى الشخص‬
‫المحكوم عميو ‪.‬‬
‫‪ -‬يتعين أن يصدر حكم أو قرار بتسديد المبالغ المالية لمطرف المدني‪ ،‬مستنف ًذا لكافة‬
‫طرق الطعن العادية والغير عادية‪ ،‬حائز لقوة الشيء المقضي فيو‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة مباشرة كافة طرق التنفيذ عمى المحكوم عميو من قبل طالب التنفيذ‪ ،‬قبل‬
‫المطالبة باإلكراه البدني‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.38 - 31‬‬

‫‪44‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫‪ -‬أن ال يقوم المحكوم عميو باإلكراه البدني بالطعن بالنقض‪ ،‬كون ىذا اإلجراء يوقف‬
‫تنفيذ اإلكراه البدني حتى لو تعمق األمر بالتعويضات المدنية‪ ،‬وىذا منصوص عنو في‬
‫المادة ‪ 199‬ف ‪ 02‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪ " :‬يوقف الطعن بالنقض تنفيذ اإلكراه البدني‪".‬‬
‫‪ -‬ال يمكن مباشرة إجراء تنفيذ اإلكراه البدني إالّ في مواد الجنايات والجنح‪ ،‬وبالتالي‬
‫تستبعد األحكام الصادرة في المخالفات‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروط الموضوعية‬


‫‪ -‬تنفيذ اإلكراه البدني ال يكون إال في مواجية الشخص الطبيعي‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة صدور حكم قضائي بإدانة الشخص المطموب منو التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود قيد عمى الحكم باإلكراه البدني حيث أن القانون استثنى بعض‬
‫ضدىم‪ ،‬وذلك في نص المادة ‪ 600‬ف ‪ " :03‬غير أ ّنو‬
‫األشخاص من اتخاذ ىذا اإلجراء ّ‬
‫ال يجوز الحكم باإلكراه البدني أو تطبيقو في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫‪ -0‬قضايا الجرائم السياسية‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة الحكم بعقوبة اإلعدام أو السجن المؤبد‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كان عمر الفاعل يوم ارتكاب الجريمة يق ّل عن الثامنة عشرة‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا ما بمغ المحكوم عميو الخامسة والستين من عمره‪.‬‬
‫‪ -5‬ضد المدين لصالح زوجو أو أصولو ‪"..........‬‬
‫ضد الزوج وزوجتو في آن واحد‪،‬‬
‫كما ال يمكن أيضاً المطالبة بتنفيذ اإلكراه البدني ّ‬
‫ويتعمق األمر ىنا بمنع التنفيذ المتزامن‪ ،‬وذلك رعاية لكيان األسرة‪ ،‬وىذا ما نصت عميو‬
‫المادة ‪ 604‬ق‪.‬إ‪.‬ج ‪.‬‬

‫مدة اإلكراه البدني ونطاق تطبيقو‬


‫الفرع الثالث‪ :‬تحديد ّ‬
‫سنتطرق في ىذا الفرع إلى تحديد مدة اإلكراه البدني أوال‪ ،‬ثم نطاق تطبيقو ثانياً‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫مدة اإلكراه البدني‬


‫أوال‪ :‬تحديد ّ‬
‫نصت المادة ‪ 600‬ق‪.‬إ‪.‬ج عمى ما يمي‪ " :‬يتعين عمى كل جية قضائية جزائية‬
‫رده أو تقضي بتعويض مدني أو‬
‫رد ما يمزم ّ‬
‫تحديد حينما تصدر حكماً بعقوبة غرامة أو ّ‬
‫مدة اإلكراه البدني‬
‫يحدد قاضي اإلستعجال ّ‬
‫تحدد مدة اإلكراه البدني‪ ".‬وعميو ّ‬
‫مصاريف أن ّ‬
‫وفقاً لمجدول المنصوص عميو في المادة ‪ 603‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪ ،‬ويتم تنفيذ األمر من طرف النيابة‬
‫عمبلً بنص المادة ‪ 601‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪ ،‬بحيث يوجو إنذار لممحكوم عميو باإلكراه البدني لموفاء‬
‫مدة عشرة أيام وبعد انتيائيا يوجو وكيل الجميورية األوامر البلزمة لمقوة العمومية‬
‫في ّ‬
‫إللقاء القبض عمى المحكوم عميو ويتم إيداعو الحبس لتنفيذ المدة المحددة‪.‬‬
‫مدة الحبس حسب تاريخ صدور الحكم باإلدانة وليس حسب تاريخ‬
‫ويكون تحديد ّ‬
‫ألن الغاية من اإلكراه البدني ىي تنفيذ الحكم وليس المعاقبة عمى‬
‫ارتكاب الوقائع ّ‬
‫‪1‬‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫وقد كانت قيمة المبالغ الممكن تنفيذىا عن طريق اإلكراه البدني محددة بـ‪1000 :‬دج‪،‬‬
‫أن المشرع في ظ ّل قانون ‪ 06-48‬ضاعف قيمة الغرامات واألحكام المالية‪ ،‬مع‬
‫غير ّ‬
‫وحدد الحد األدنى بـ‪ 300000 :‬دج والذي‬
‫مدة الحبس المقررة سابقاً‪ّ ،‬‬
‫اإلبقاء عمى نفس ّ‬
‫‪2‬‬
‫مدة الحبس فيو من يومين إلى عشرة أيام‪.‬‬
‫تكون ّ‬
‫مدة اإلكراه البدني‬
‫أن المشرع ألغى ّ‬
‫ويبلحظ من خبلل نص المادة ‪ 603‬المعدلة ّ‬
‫بمدة سنتين كحد‬
‫المقررة من سنتين إلى خمس سنوات التي كانت مقررة سابقاً‪ ،‬واكتفى ّ‬
‫اقصى عمى كل الغرامات واألحكام المالية األخرى التي ال تتجاوز ‪ 4000000000‬دج‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬نطاق تطبيق اإلكراه البدني‬


‫حددت المادة ‪ 199‬من ق‪.‬إ‪.‬ج مجاالت تطبيق إجراء اإلكراه البدني وىي أربعة‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬إيمان بارش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫‪ -‬الغرامة المالية‪.‬‬
‫رده والمتمثمة في مجموع المبالغ المالية والممتمكات المأخوذة دون وجو‬
‫رد ما يمزم ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫حق وبطرق غير قانونية‪.‬‬
‫ّ‬
‫المتضرر من الجريمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬التعويضات المدنية وىي المبالغ الممنوحة لمطرف المدني‬
‫‪ -‬المصاريف القضائية المتمثمة في في المبالغ التي تعود لمخزينة العمومية‪.‬‬
‫ويتحقّق تنفيذ ىذا اإلكراه البدني بحبس المحكوم عميو المدين وال يسقط اإلكراه البدني‬
‫بحال من أحوال اإللتزام الذي يجوز أن تتّخذ بشأنو متابعات الحقة بطرق التنفيذ العادية‬
‫‪1‬‬
‫(م ‪.)199‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬وقف تنفيذ اإلكراه البدني‬


‫يمكن وقف تنفيذ اإلكراه البدني عمى المحكوم عميو في حالة ما إذا قام بتسديد نصف‬
‫المبمغ المدان بو‪ ،‬مع اإللتزام بآداء بقية المبمغ كامبل أو عمى أقساط‪ ،‬وذلك وفقاً لآلجال‬
‫يحددىا وكيل الجيمورية‪ ،‬وبعد موافقة طالب اإلكراه البدني ويتّم اإلفراج عن المدين‬
‫التي ّ‬
‫المحبوس بعد التحقّق من الشروط السابقة وىذا ما جاءت بو المادة ‪ 609‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪ ":‬يمكن‬
‫المحكوم عميو باإلكراه البدني الذي يتعذر عميو تسديد المبمغ المدان بو كامالً‪ ،‬أن يوقف‬

‫آثاره بدفع مبمغ ال يقل عن نصف المبمغ المدان بو مع اإللتزام بآداء باقي المبمغ كمياً‬
‫يحددىا وكيل الجميورية وبعد موافقة طالب اإلكراه‬
‫أو عمى أقساط‪ ،‬في اآلجال التي ّ‬
‫البدني‪".‬‬
‫أدت إلى‬
‫ذمتو والتي ّ‬
‫وفي حالة عدم تنفيذ المدين إلتزامو بدفع المبالغ المتبقية في ّ‬
‫إيقاف تنفيذ اإلكراه البدني‪ ،‬فإنو يجوز حبسو من جديد وىذا ما نصت عميو المادة ‪640‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪ " :‬يجوز أن ينفّذ باإلكراه البدني من جديد عمى المدين الذي لم ينفّذ اإللتزامات‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪47‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫التي أدت إلى إيقاف تنفيذ اإلكراه البدني عميو وذلك بالنسبة لمقدار المبالغ الباقية في‬
‫ذمتو‪".‬‬
‫ّ‬
‫أن الطعن بالنقض يوقف تنفيذ اإلكراه البدني‪ ،‬وىذا ما نصت عميو الفقرة ‪2‬‬
‫‪ -‬كما ّ‬
‫من المادة ‪ 199‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫‪ -‬كما يوقف تنفيذ اإلكراه البدني لصالح المحكوم عمييم إذا أثبتو لدى النيابة عسرىم‬
‫المالي بتقديم شيادة فقر صادرة من رئيس المجمس الشعبي البمدي‪ ،‬أو شيادة إعفاء من‬
‫الضريبة صادرة من مأمور الضرائب‪1.‬غير ّأنو بعد التعديل قضت المادة ‪ 602‬ق‪.‬إ‪.‬ج‬
‫بإمكانية إثبات المحكوم عميو لعسره المالي بكل الطرق أمام النيابة العامة‪ ،‬وبالتالي يعفى‬
‫من التسديد‪.‬‬
‫غير ّأنو ال يستفيد من ىذا الشرط أو القيد المحكوم عمييم بسبب جناية أو جنحة‬
‫اقتصادية أو أعمال اإلرىاب والتخريب أو الجريمة العابرة لمحدود الوطنية وكذا الجنايات‬
‫ضد األحداث‪ ،‬وىذا ما قضت بو الفقرة ‪ 3‬من المادة ‪. 602‬‬
‫والجنح المرتكبة ّ‬
‫الفرع الخامس‪ :‬آثار تطبيق اإلكراه البدني‬
‫أن التنفيذ باإلكراه البدني ىو وسيمة إلرغام واجبار المدين عمى الوفاء باإللتزام‬
‫بحكم ّ‬
‫ذمتو‪ ،‬فإن اإللتزام ال ينقضي بتنفيذ اإلكراه البدني‪ ،‬بحيث يجوز أن تتخذ بشأنيا‬
‫القائم في ّ‬
‫متابعة الحقة بطرق التنفيذ العادية‪ 2،‬وىذا طبقاً لنص المادة ‪ 199‬ق‪.‬إ‪.‬ج ‪.‬‬
‫مرتين من أجل نفس الدين‬
‫ال يجوز توقيع اإلكراه البدني عمى شخص محكوم عميو ّ‬
‫وال من أجل أحكام الحقة لتنفيذه‪ ،‬وىذا ما جاءت بو المادة ‪ 644‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪......... " :‬‬
‫اليجوز مباشرتو بعد ذلك ال من أجل الدين نفسو وال من أجل أحكام الحقة لتنفيذه‪".....‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.28‬‬


‫‪ -2‬إيمان بارش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪48‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫وىناك استثناء جاءت بو المادة ‪ 640‬ق‪.‬إ‪.‬ج حيث بجوز التنفيذ باإلكراه البدني من‬
‫أدت إلى‬
‫ذمتو والتي ّ‬
‫جديد عمى المحكوم عميو إذا لم يقم بتنفيذ التزاماتو المالية المتبقية في ّ‬
‫إيقاف تنفيذ اإلكراه البدني‪.‬‬
‫كما يجوزتوقيع إكراه بدني عمى إكراه بدني إذا كانت مجموع المبالغ الواردة في‬
‫تم‬
‫المدة التي ّ‬
‫مدة إكراه أطول من ّ‬
‫األحكام البلحقة عمى تنفيذ اإلكراه البدني األول تستمزم ّ‬
‫مدة الحبس األول من اإلكراه‬
‫تنفيذىا عمى المحكوم عميو‪ ،‬وفي ىذه الحالة يتم إسقاط ّ‬
‫الجديد‪ ،‬وىذا ما تناولتو المادة ‪ 644‬ق‪.‬إ‪.‬ج ‪.‬‬
‫رد اإلعتبار من‬
‫من آثار تنفيذ اإلكراه البدني‪ ،‬إمكانية المحكوم عميو في المطالبة في ّ‬
‫‪1‬‬
‫الجيات القضائية المختصة لمحو ك ّل آثار الحبس‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬الحق في الحبس‬


‫تختمف الوسائل القانونية التي وضعيا المشرع الجزائري لحماية حق الدائن‪ ،‬وحمل‬
‫المدين عمى تنفيذ إلتزامو‪ ،‬فنجد إلى جانب الغرامة التيديدية واإلكراه البدني الحق في‬
‫الحبس والذي ىو عبارة عن وسيمة قانونية يمجأ إلييا الدائن ألجل اقتضاء حقو من مدينو‪،‬‬
‫بد من توافر‬
‫وذلك متى كان ممتزماً بآداء شيء معين لمدينو‪ ،‬ولتطبيق ىذا الحق ال ّ‬
‫شروط‪ ،‬وعميو سنتطرق في ىذا المطمب إلى تعريف الحق في الحبس وطبيعتو القانونية‬
‫في فرع أول‪ ،‬وشروط الحق في الحبس في الفرع الثاني‪ ،‬آثار الحق في الحبس في الفرع‬
‫رابع‪.‬‬ ‫فرع‬ ‫في‬ ‫الحبس‬ ‫في‬ ‫الحق‬ ‫انقضاء‬ ‫وأخي اًر‬ ‫الثالث‪،‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحق في الحبس‬


‫نتناول في ىذا الفرع تعريف الحق في الحبس أوال‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحق في الحبس‬


‫في إطار تعريف الحق في الحبس‪ ،‬سنتطرق إلى التعريف القانوني الذي يوحي إليو‬
‫المشرع الجزائري أوال‪ ،‬باإلضافة إلى التعريف الفقيي‪.‬‬

‫‪ - 1‬التعريف القانوني‬
‫نصت الفقرة ‪ 4‬من المادة‪ 300‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى ّأنو‪ ":‬لكل من التزم بآداء شيء أن‬
‫يمتنع عن الوفاء بو ما دام الدائن لم يعرض الوفاء بالتزام ترتب عميو ولو عالقة سببية‬
‫وارتباط بالتزام المدين‪ .‬أو ما دام الدائن لم يقم بتقديم تأمين كاف لموفاء بالتزامو ىذا‪".‬‬
‫يتضح من ىذا النص أن الدائن إذا كان ممتزماً بآداء شيء إلى مدينو‪ ،‬فمو أن يمتنع‬
‫عن آداء ىذا اإللتزام ما دام مرتبطاً بإلتزام المدين اتجاه الدائن‪ ،‬وبمعنى آخر لو حق‬
‫‪1‬‬
‫حبس الشيء الذي إلتزم بآدائو حتى يستوفي حقو‪.‬‬
‫فإن التزام المتعاقد مرتبط بالتزام المتعاقد اآلخر‪ ،‬ولذا يمكن لكل من‬
‫ففي البيع مثبل ّ‬
‫البائع والمشتري أن يحتبس ما يمتزم بآدائو حتى يفي المتعاقد اآلخر بالتزامو‪ ،‬وكذلك حبس‬
‫المودع لو لموديعة حتى يتقاضى أجر الوديعة من المودع‪.‬‬

‫‪ -2‬التعريف الفقيي‬
‫بعدة تعاريف فقيية منيا‪:‬‬
‫عرف الحق في الحبس ّ‬
‫ّ‬
‫أن الدائن مدين في نفس‬
‫أن‪ :‬الحق في الحبس يفترض ّ‬
‫عرفو الدكتور بمحاج العربي ب ّ‬
‫ّ‬
‫الوقت بتسميم شيء تحت يده‪ ،‬وىو يمتنع عن تنفيذ إلتزامو حتى يستوفي الحق الذي لو‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ومثال ذلك عند حبس البائع الشيء المبيع‪ ،‬حتى يستوفي الثمن من المشتري‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.469‬‬


‫‪ -2‬بمحاج العربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬

‫‪50‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫بأن حق الحبس حق استثنائي يخول‬


‫وقد عرف أيضاً الدكتور العوجي مصطفى ّ‬
‫محرز الشيء أن يحبس ىذا الشيء تحت يده بصفتو دائناً بموجب إلتزام متصل بيذا‬
‫‪1‬‬
‫الشيء إلى غاية إيفاء المدين ليذا اإللتزام‪.‬‬
‫معين أن يمتنع عن الوفاء بو ما دام‬
‫حق الحبس يعني أن لك ّل من إلتزم بآداء شيء ّ‬
‫مقرر‬
‫الدائن لم يعرض الوفاء بالتزام مترتب عميو بسبب إلتزام المدين ومرتبط بو‪ .‬فيو حق ّ‬
‫يخص‬
‫ّ‬ ‫لك ّل شخص يكون دائناً ومديناً في آن واحد‪ ،‬ويجوز لو اإلحتفاظ بما لديو من مال‬
‫فإن حق الحبس يفترض‬
‫أن ىذا الدائن ال يقوم بما يجب عميو‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫مدينو ما دام ّ‬
‫وجود إلتزامين كل منيما مترتب عن اآلخر ومرتبط بو سواء كان مصدر ىذا العمل‬
‫‪2‬‬
‫قانوني كالعقد‪ ،‬أو واقعة قانونية كاإلثراء ببل سبب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الحق في الحبس‬

‫ضد طرف آخر إال بتوافر الشروط اآلتية ‪:‬‬


‫التمسك بالحق في الحبس ّ‬
‫ّ‬ ‫ال يمكن‬

‫أوال‪ :‬دينان متقابالن‬


‫‪ -1‬وجود إلتزام عمى الحابس بآداء شيء‬
‫يجب أن يكون ىناك شخص مدين آلخر‪ ،‬وأن يكون ىذا اآلخر مديناً ىو أيضاً‬
‫‪3‬‬
‫لؤلول‪ .‬فيقف األول الوفاء بالدين الذي عميو حتى يستوفى الدين الذي لو‪.‬‬
‫معين‪،‬‬
‫لقيام الحق في الحبس يمزم أن يكون الحابس مديناً لمطرف اآلخر بآداء شيء ّ‬
‫قيماً أو‬
‫وىو المحل الذي يرد عميو الحبس سواء كان منقوال أو عقا اًر‪ ،‬وقد يكون مثمياً أو ّ‬
‫بغض النظر عن مصدر الدين‬
‫ّ‬ ‫غير مادي‪ ،‬إال ّأنو يمتنع عن تسميمو حتى يستوفي حقّو‪.‬‬
‫المستحق محل الحبس سواء كان العقد‪ ،‬أو العمل الغير مشروع‪ ،‬أو اإلثراء ببل سبب‪ ،‬أو‬

‫‪ -1‬العوجي مصطفى‪ ،‬القانون المدني‪ ،‬الموجبات المدنية‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،3006 ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ -2‬أنور سمطان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4428‬‬

‫‪51‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫‪1‬‬
‫ذمة الحابس تسميم دار باعيا‪ ،‬فمو حق الحبس حتى‬
‫نص القانون‪ .‬ومن أمثمة الدين في ّ‬
‫يستوفي الثمن‪ ،‬وأيضا في اإللتزام بعمل‪ ،‬حيث يستطيع المقاول اإلمتناع عن البدء في‬
‫رب العمل جزء من األجر المتفق عميو‪ .‬وىنا نكون بصدد عقد ممزم‬
‫العمل حتى يدفع لو ّ‬
‫لجانبين‪ ،‬والحق في الحبس يأخذ صورة الدفع بعدم التنفيذ‪ .‬ومثال االلتزام باإلمتناع عن‬
‫عمل صاحب األرض الذي تعيّد أال يمنع جاره من المرور في أرضو‪ ،‬مقابل جعل معين‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫يستطيع أن يقف تنفيذ إلتزامو فيمنع الجار من المرور حتى يستوفي حقّو‪.‬‬
‫إال ّأنو ىناك استثناء من األحكام المقررة الذي جاءت بو الفقرة الثانية من المادة ‪300‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ ":‬ويكون ذلك بوجو خاص لحائز الشيء أو محرزه‪ ،‬إذا ىو انفق عميو‬
‫رد ىذا الشيء حتى يستوفي ما‬
‫فإن لو أن يمتنع عن ّ‬
‫مصروفات ضرورية أو نافعة‪ّ ،‬‬
‫بالرد ناشئا عن عمل غير مشروع‪ ".‬يتضح لنا من‬
‫ىو مستحق لو‪ ،‬إالّ أن يكون اإللتزام ّ‬
‫خبلل ىذا النص ّأنو ال يشترط ممكية المدين لمشيء المحبوس‪ ،‬فقد يكون ممموكاً لمحابس‬
‫نفسو (المؤجر)‪ ،‬كما يمكن أن يكون قد حاز ىذا الشيء حيازة عرضية (المستأجر‬
‫يسترد ما أنفق عميو من مصروفات‪.‬‬
‫والمودع)‪ ،‬فيحق لو حبس الشيء عن مالكو حتى ّ‬
‫غير ّأنو يشترط أن ال يكون الحابس قد حاز ىذا الشيء بطريق غير مشروع‪ ،‬ففي ىذه‬
‫رده لمالكو ويكون دائنا لو بما تحممو من‬
‫الحالة ال يجوز حبسو‪ ،‬بل يجب عميو ّ‬
‫مصروفات‪.‬‬
‫ويستثنى من ذلك أيضاً األشياء التي ال يجوز الحجز عمييا‪ ،‬وذلك ألن حبسيا‬
‫يتعارض مع حكمة المشرع من تقرير عدم جواز حجزىا‪ ،‬كأن يحبس رب العمل أجر‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.411 - 412‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.4429‬‬

‫‪52‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫العامل حتى يوفي العامل إلتزامو نحوه‪ ،‬وكذلك األشياء العامة ألن في حبسيا تعطيبل‬
‫‪1‬‬
‫لممنفعة العامة التي خصصت ليا األموال‪.‬‬

‫وجود حق مستحق اآلداء لمدائن الحابس‬ ‫‪-3‬‬


‫وبخصوص طبيعة الدين اآلخر المقابل لمدين األول‪ ،‬فيجب أن يكون حق الحبس‬
‫حاال مستحق اآلداء‪ ،‬فإن كان غير حال فبل معنى لحبس الدين األول إلى حين استيفاء‬
‫ىذا الدين ما دام اسيفاءه وقت الحبس ليس بواجب‪ ،‬كما ال يصح المجوء إلى الحق في‬
‫الحبس إال إذا كان حق الدائن محقق الوجود‪ ،‬فإذا كان معمقاً عمى شرط أو مضافاً إلى‬
‫فإنو ال يخولو الحق في الحبس‪ 2.‬ويشترط أيضاً أن يكون ىذا الدين مدنياً‪ ،‬فإذا كان‬
‫أجل‪ّ ،‬‬
‫ديناً طبيعياً ال يجوز الحبس من أجمو بحيث ال يمكن جبر المدين عمى تنفيذه‪ ،‬وبالتالي‬
‫‪3‬‬
‫يجب أن يكون الدين ذو طبيعة مدنية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬قيام ارتباط ما بين الدينين‬


‫لقيام الحق في الحبس يجب أن تكون ىناك عبلقة ارتباط بين إلتزام الحابس بتسميم‬
‫ذمة مدينو الذي يطالب بيذا التسميم‪،‬‬
‫الشيء المحبوس‪ ،‬وبين حقّو المترتب في في ّ‬
‫وبمعنى آخر يجب قيام ارتباط بين الدينين المتقابمين‪ ،‬وىذا اإلرتباط نوعان ‪:‬ارتباط‬
‫مادي‪.‬‬
‫قانوني‪ ،‬وارتباط ّ‬
‫‪ -1‬اإلرتباط القانوني‬
‫يقوم اإلرتباط القانوني أو المعنوي إذا وجدت عبلقة تبادلية بين اإللتزامين‪ ،‬سواء‬
‫كانت ىذه العبلقة تعاقدية أو غير تعاقدية‪ .‬وأبرز صورة لئلرتباط القانوني العبلقة التبادلية‬

‫‪ -1‬عبد الوىاب نسيمة وبوقبة دليمة‪ ،‬حاالت مشروعية اإلمتناع عن الوفاء عمى ضوء القانون المدني الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شيادة الماستر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬بجاية‪ ،3042 -3043 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4412‬‬

‫‪53‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫بين إلتزامين ناشئين عن العقد الممزم لجانبين‪ ،‬فيكون كل إلت ازم سبباً لئللتزام المقابل‪ ،‬كما‬
‫‪1‬‬
‫أي إلتزام قد يؤدي إلى فسخ العقد‪.‬‬
‫تقول النظرية التقميدية في السبب‪ ،‬وعدم تنفيذ ّ‬
‫وسنعرض أمثمة عن العبلقة التعاقدية‪ ،‬وىي حق المستأجر في حبس العين المؤجرة‬
‫رب العمل‬
‫حتى يستوفي ما أنفق من مصروفات‪ ،‬وحق المقاول في حبس العمل‪ ،‬وحق ّ‬
‫في حبس األجرة‪....‬‬
‫فإن اإلرتباط القانوني يبقى قائماً بين كل من‬
‫وفي حالة فسخ العقد أو إبطالو‪ّ ،‬‬
‫المتعاقدين‪ ،‬إذ يجب عمى كل منيما أن ّيرد ما أخذه من اآلخر‪ ،‬وتبقى العبلقة قائمة حيث‬
‫‪2‬‬
‫يسترد ما أعطاه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رد ما أخذه من اآلخر‪ ،‬حتى‬
‫لكل من طرفي العقد أن يمتنع عن ّ‬
‫كما يمكن أن يكون ىذا اإلرتباط القانوني قائم عمى غير عقد‪ ،‬كما ىو الحال في‬
‫رب العمل‬
‫برد ما استولى عميو بسبب الفضالة‪ ،‬ويمتزم ّ‬
‫الفضالة حيث يمتزم الفضولي ّ‬
‫عما أنفق‪ .‬فالتزاماتيا متبادلة ويمكن لكبل الطرفين أن يمتنع عن تنفيذ‬
‫بتعويض الفضولي ّ‬
‫‪3‬‬
‫إلتزامو حتى يستوفي إلتزامات الطرف اآلخر‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلرتباط المادي‬
‫برد الشيء الذي في حيازتو إلى المالك‪ ،‬ومثال‬
‫ينشأ عن واقعة مادية‪ ،‬فالحائز يمتزم ّ‬
‫الحق في‬
‫ّ‬ ‫وسبب لو أضرار‪ ،‬كان لمجار‬
‫فر حيوان من حارسو إلى ممك الجار ّ‬
‫ذلك إذا ّ‬
‫‪4‬‬
‫حبسو إلى حين استيفاء حقو في التعويض‪.‬‬
‫برد الشيء الذي‬
‫فالحائز إذا لم تكن بينو وبين المالك أية عبلقة غير الحيازة‪ ،‬فيو ممزم ّ‬
‫في حيازتو إلى المالك وقد يصبح دائناً لممالك بمناسبة ىذا الشيء‪ ،‬ومن ىنا وجد اإلرتباط‬
‫رده‪ ،‬ومن ثم جاز‬
‫المادي ما بين الدينين فحق الحائز قد نشأ عن الشيء الذي يجب عميو ّ‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.4416‬‬


‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪ -3‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪ -4‬بمجودي وبوالخضرة‪ ،‬محاضرات في أحكام اإللتزام‪ ،‬موجية لطمبة السنة الثانية حقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى‪ ،‬جيجل‪ ،3034 - 3030 ،‬ص ‪.6‬‬

‫‪54‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫يسترد المصروفات أو يتقاضى التعويض‪ 1.‬وىذا ما قضت‬


‫ّ‬ ‫لو أن يحبس ىذا الشيء حتى‬
‫بو الفقرة الثانية من المادة ‪ 300‬ق‪.‬م‪.‬ج ‪.‬‬
‫أن الحق في الحبس ينشأ عندما يكون محل اإللتزام شيء بغض النظر عن‬
‫والمبلحظ ّ‬
‫مصدره سواء كان العقد أو رابطة مادية‪ ،‬أما إذا كان محل اإللتزام القيام بعمل فيمكن‬
‫تطبيق الدفع بعدم التنفيذ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثار الحق في الحبس‬


‫بمجرد استعمال الحق في الحبس تنتج عنو العديد من اآلثار‪ ،‬وال تقتصر ىذه اآلثار‬
‫عمى أطراف العبلقة األصمية‪ ،‬بل تمتد إلى الغير‪ ،‬وعميو سنتطرق إلى آثار الحق في‬
‫الحبس بالنسبة إلى الحابس أوال‪ ،‬وثانياً آثاره بالنسبة لمغير‪.‬‬

‫أوال‪ :‬آثار الحق في الحبس بالنسبة لمحابس‬


‫نصت المادة ‪ 304‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى ّأنو‪ " :‬مجرد الحق في حبس الشيء ال يثبت حق‬
‫ّ‬
‫امتياز عميو‪.‬‬
‫وعمى الحابس أن يحافظ عمى الشيء وفقاً ألحكام رىن الحيازة‪ ،‬وعميو أن يقدم‬
‫حساباً عن غمتو‪.‬‬
‫واذا كان الشيء المحبوس يخشى عميو اليالك أو التمف‪ ،‬فممحابس أن يحصل عمى‬
‫إذن من القضاء في بيعو وفقاً لألحكام المنصوص عمييا في المادة ‪ ،170‬وينتقل الحق‬
‫فإن الحق في الحبس ال‬
‫في الحبس من الشيء إلى ثمنو‪ ".‬وعميو طبقاً لنص ىذه المادة ّ‬
‫يجعل لمحابس حق إمتياز عمييا فيو ليس بحق عيني‪ ،‬والحابس في ىذه الحالة ينفذ عمييا‬
‫كدائن عادي وليس كدائن لو حق امتياز‪ .‬ولمحابس حقوق تنشأ بمجرد حبسو لمشيء‪ ،‬كما‬

‫‪ -1‬عبلل طحطاح‪ ،‬مطبوعة في أحكام اإللتزام‪ ،‬موجية لطمبة السنة الثانية ليسانس حقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة الجيبللي بونعامة‪ ،‬خميس مميانة‪ ،3030 - 3049 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪55‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫ال يسمح لو القانون بالتمتع بكل سمطاتو دون محدودية‪ ،‬بل تترتب عميو واجبات يجب أن‬
‫يمتزم بيا‪.‬‬

‫‪ -1‬حقوق الحابس‬
‫متى توافرت شروط الحق في الحبس كان لمحابس الحق في اإلمتناع عن تسميم‬
‫الشيء المحبوس إلى مالكو‪ ،‬وحق الحابس في اإلمتناع عن تسميم ما تنتجو العين من‬
‫غمّة‪.‬‬

‫أ‪ -‬حق الحابس في اإلمتناع عن تسميم العين‬


‫يخول الحق في الحبس لمحابس الحق في اإلمتناع عن تسميم العين حتى يستوفي‬
‫‪1‬‬
‫بردىا حتى يقوم بوفاء ما في ذمتو من الدين‪.‬‬
‫حقو‪ ،‬وال يستطيع مالكيا أن يطالب الحائز ّ‬
‫والحق في الحبس كوسيمة لحمل المدين عمى التنفيذ ال يقبل التجزئة‪ ،‬فممحائز أن‬
‫تعسف‬
‫يحبس العين حتى يستوفي حقوقو كاممة التي أقرىا القانون‪ ،‬غير ّأنو يبلحظ عدم ّ‬
‫الحابس في حقو‪ ،‬إذا كان ما بقي من إلتزام المدين تافيا بالنسبة لجممة اإللتزام‪ ،‬فيجوز‬
‫‪2‬‬
‫إجبار المدين عمى تسميم الشيء لمالكو مع مطالبتو بالباقي من الدين‪.‬‬

‫ب‪ -‬حق الحابس في اإلمتناع عن تسميم ما تنتجو العين من غمة أو‬


‫ثمرات‬
‫قد يكون الشيء المحبوس مما ينتج غمة أو ثما اًر‪ ،‬فبل يحق لمحابس أن يأخذ ىذه‬
‫الثمار لنفسو‪ ،‬وليس لو حق إمتياز عمييا‪ ،‬فميس لو إال حبسيا شأنيا في ذلك شأن العين‬
‫‪3‬‬
‫نفسيا‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4411‬‬
‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.483‬‬
‫‪ -3‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4418‬‬

‫‪56‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫واذا كانت الغمّة معرضة لمتمف‪ ،‬جاز لمحائز إستئذان القاضي في بيعيا ويقوم ثمنيا‬
‫مقاميا‪ ،‬فيبقى حابساً لو حتى يستوفي حقو‪ ،‬وىذا ما نصت عميو الفقرة ‪ 2‬من المادة‬
‫‪.304‬‬

‫‪ -2‬واجبات الحابس‬
‫لقد ّبينت المادة ‪ 304‬ق‪.‬م‪.‬ج واجبات الحابس وىي‪ :‬المحافظة عمى الشيء‬
‫رد العين المحبوسة‪.‬‬
‫المحبوس‪ ،‬وتقديم حساب عن غمّة الشيء المحبوس‪ّ ،‬‬
‫أ‪ -‬المحافظة عمى الشيء المحبوس‬
‫يمتزم الحابس بالمحافظة عمى الشيء المحبوس وفقاً ألحكام رىن الحيازة المشار إلييا‬
‫في الفقرة ‪ 3‬المادة ‪ 304‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬وىذه األحكام منصوص عمييا في المادة ‪ 911‬ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫والتي تنص عمى ّأنو‪" :‬إذا تسمّم الدائن المرتين الشيء المرىون فعميو أن يبذل في‬
‫حفظو وصيانتو من العناية ما يبذلو الشخص المعتاد وىو المسؤول عن ىالك الشيء‬
‫أو تمفو ما لم يثبت أن ذلك يرجع لسبب ال يد لو فيو"‪ .‬واذا كان الشيء المحبوس يخشى‬
‫عميو من اليبلك كالمأكوالت مثبل‪ ،‬فعمى الحابس استئذان القاضي لبيعو‪ ،‬وىنا يحل الثمن‬
‫‪1‬‬
‫محل الشيء المحبوس‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تقديم حساب عن غمة الشيء المحبوس‬


‫أن ليس لمحابس سوى حبس العين‪ ،‬وليس لو الحق في اإلستيبلء عمى‬
‫تحدثنا سابقاً ّ‬
‫مما يسرع لمتمف فممحابس‬
‫ثمراتيا أو غمتيا إن كانت منتجة لذلك‪ ،‬فإن كانت ىذه الثمرات ّ‬
‫أن يبيعيا بعد استئذان القاضي ويحبس ثمنيا‪.‬‬
‫وعمى الحابس إذا ما استوفى حقو ان يرد العين المحبوسة وغمتيا إلى مالكيا‪ ،‬وعميو‬
‫‪2‬‬
‫أن يقدم حساباً عن ىذه الغمة‪.‬‬

‫‪ -1‬خوجة حسينة‪ ،‬حق الحبس ضمان لتنفيذ االلتزام‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعموم القانونية واإلقتصادية والسياسية‪ ،‬كمية‬
‫الحقوق ‪ -‬سعيد حمدين‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ -4‬بن يوسف بن خدة‪ ،‬د مجمد‪ ،‬د عدد‪ ،‬د سنة‪ ،‬ص ص ‪.311 - 312‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.311‬‬

‫‪57‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫رد العين المحبوسة‬


‫ج‪ّ -‬‬
‫يمتزم الدائن الحابس برد العين المحبوسة عندما يستوفي حقو‪ ،‬فالحبس ىو امتناع‬

‫مؤقت عن تنفيذ اإللتزام بتسميم العين‪ ،‬فإذا زال سبب عدم التنفيذ عاد اإللتزام بالتسميم طبقاً‬
‫‪1‬‬
‫لمعبلقة القانونية القائمة بين الدائن الحابس والمدين‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬آثار الحق في الحبس بالنسبة لمغير‬


‫لمحابس أن يتمسك بالحق في الحبس لمواجية الدائنين العاديين والخمف الخاص‬
‫لمالك العين المحبوسة‪.‬‬

‫‪ -1‬في مواجية المدين وخمفو العام والدائنين العاديين‬


‫أما‬
‫إن ورثة المالك يحمّون محمّو وال يعتبرون من الغير ويسري الحق في حقيم‪ّ ،‬‬
‫الدائنون العاديون يسري في مواجيتيم الحبس سواء ثبتت حقوقيم قبل أو بعد ثبوت الحق‬
‫في الحبس‪ ،‬فإن كان المدين ذاتو يسري عميو الحبس‪ ،‬فأولى أن يسري عمى دائن المالك‬
‫‪2‬‬
‫مما يممكو المدين‪.‬‬
‫ألن الدائن ال يممك أكثر ّ‬
‫العادي‪ّ ،‬‬
‫‪ -2‬في مواجية الخمف الخاص‬
‫يقصد بالخمف الخاص‪ ،‬كل من تمقى من المدين ممكية العين المحبوسة أو حقاً عينياً‬
‫‪3‬‬
‫عمييا‪ ،‬كالمشتري والدائن المرتين وصاحب حق اإلنتفاع‪.‬‬
‫أن الحبس يسري عمييم إن‬
‫فإن كان المحل الذي ورد عميو الحبس عقا اًر‪ ،‬فبل شك ّ‬
‫كانت حقوقيم قد شيرت بعد ثبوت الحق في الحبس‪ ،‬واال فبل‪ .‬أما إذا كان المحل منقوال‬
‫فالحبس فيو يفترض حيازتو من الحابس‪ ،‬مما يجعل يسري عمييم سواء نشأت حقوقيم قبل‬
‫‪4‬‬
‫أو بعد الحق في الحبس‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.481‬‬


‫‪ -2‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر الفار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.436‬‬
‫‪ -4‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪58‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إنقضاء الحق في الحبس‬


‫نصت المادة ‪ 303‬ق‪.‬م‪.‬ج عمى ّأنو‪ " :‬ينقضي الحق في الحبس بخروج الشيء من‬
‫يد حائزه أو محرزه‪.‬‬
‫غير أ ّنو لحابس الشيء إذا خرج من يده بغير عمم أو بالرغم من معارضتو‪ ،‬أن‬
‫يطمب استرداده‪ ،‬إذا ىو قام بيذا الطمب خالل ثالثين يوماً من الوقت الذي عمم فيو‬
‫بخروج الشيء من يد ما لم تنقض سنة من وقت خروجو‪ ".‬يتضح لنا من خبلل ىذا‬
‫أن الحق في الحبس قد ينقضي عند خروج العين من يد الحابس‪ ،‬ويكون سببب‬
‫النص ّ‬
‫إما تبعاً إلنقضاء حق الحابس‪ ،‬وا ّما بصفة أصمية مستقبل عن انقضاء ىذا‬
‫االنقضاء ّ‬
‫الحق‪.‬‬

‫أوال‪ :‬انقضاء الحق في الحبس بطريق تبعي‬


‫فإنو ينقضي تبعاً‬
‫يتقرر لحمل المدين عمى تنفيذ إلتزامو‪ّ ،‬‬
‫أن الحق في الحبس ّ‬
‫بما ّ‬
‫النقضاء ىذا اإللتزام‪ ،‬وىذا ىو اإلنقضاء بطريق تبعي‪ ،‬وينقضي الحق في الحبس بسبب‬
‫من أسباب اإلنقضاء‪ ،‬فقد ينقضي بالوفاء‪ ،‬أو بما يقوم مقام الوفاء كالتجديد والمقاصة‬
‫الذمة‪ ،‬كما قد ينقضي دون وفاء أصبل كاإلبراء وسقوط الحق الستحالة‬
‫ّ‬ ‫واتحاد‬
‫‪1‬‬
‫تم الوفاء بو كمياً ألن الحق في الجبس ال‬
‫تنفيذه‪ .‬والحق في الجبس ال ينقضي إال إذا ّ‬
‫‪2‬‬
‫أن الحق في الحبس ال ينقضي بالتقادم‪ ،‬وال بتقادم الدين‪.‬‬
‫يقبل التجزئة‪ ،‬كما ّ‬
‫ثانياً‪ :‬انقضاء الحق في الحبس بطريق أصمي‬
‫قد ينقضي الحق في الحبس دون انقضاء الحق المضمون بو‪ ،‬ويكون ذلك في‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4489‬‬
‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.489‬‬

‫‪59‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫‪ -1‬تقديم تأمين كاف لموفاء بالحق المضمون بالحبس‬


‫وىذا منصوص عميو في آخر الفقرة األولى من المادة ‪ ...... ":300‬أو ما دام الدائن‬
‫لم يقم بتقديم تأمين كاف لموفاء بالتزامو‪ ".‬حيث يفيم من ىذا النص ضمنياً أن المدين‬
‫قدم تأميناً كافياً لمدائن‪ ،‬ينقضي حق الحبس‪ .‬وىذا التأمين يمكن أن يكون كفالة أو‬
‫إذا ّ‬
‫رىن أو نحو ذلك‪ ،‬والقاضي ىو الذي يقدر التأمين إن كان كافياً أو ال في حالة‬
‫‪1‬‬
‫الخبلف‪.‬‬

‫‪ -2‬ىالك العين المحبوسة‬


‫من البديييات أن ينقضي الحق في الحبس بيبلك العين المحبوسة‪ ،‬إذ ال يصبح‬
‫أما‬
‫محل يرد عميو الحبس‪ .‬واذا كان اليبلك بفعل الحائز فيكون مسؤوال عن التعويض‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫إذا كان بسبب أجنبي فإن العين تيمك عمى مالكيا‪.‬‬
‫‪ -2‬تنازل الحابس عن حقو في الحبس‬
‫يسقط الحق في الحبس متى تخمى الحابس عن حيازة العين المحبوسة طوعاً‪ ،‬قبل‬
‫ذمة المالك‪ ،‬ومتى خرجت الحيازة من يده بيذا الوجو زال حقو‬
‫استيفاء حقو الذي ىو في ّ‬
‫في الحبس وال يمكنو استردادىا‪ ،‬وىذا طبقاً لنص المادة ‪ 303‬المذكورة سابقاً ‪.‬‬

‫‪ -4‬خروج الشيء من يد حائزه‬


‫إذا خرج الشيء المحبوس خفية من يد حائزه‪ ،‬ال ينقضي الحق في الحبس إال بعد‬
‫المحددة‬
‫ّ‬ ‫المدة المنصوص عمييا في الفقرة ‪ 3‬المادة ‪303‬ق‪.‬م‪.‬ج السالفة الذكر‪،‬‬
‫مرور ّ‬
‫بسنة من وقت خروج الشيء‪ .‬وعميو يمكن لمحابس استرداده بتقديم طمب االسترداد خبلل‬
‫ثبلثين يوما من وقت عممو بخروجو‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬ج ‪ ،3‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4490‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.4493‬‬

‫‪60‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التنفيذ العيني القضائي‬


‫أىم اإلجراءات التي تخول لمدائن اقتضاء حقو‬
‫إن التنفيذ العيني القضائي باعتباره من ّ‬
‫ّ‬
‫فإنو ينشأ عنو مركز قانوني‪ ،‬فيو يشكل خصومة بالمعنى الفعمي تشمل جل‬
‫من مدينو ّ‬
‫األعمال اإلجرائية‪ ،‬والتي يكون الغرض منيا اقتضاء الدائن لحقّو الثابت في السند من‬
‫المدين‪.‬وذلك من خبلل جبره عمى التنفيذ بتدخل السمطة العامة‪ ،‬وحتى ينشأ المركز‬
‫القانوني لمتنفيذ الجبري ال بد من توافر أركان جوىريةتتمثل في أطراف التنفيذ وىذا ما‬
‫سنتناولو في المطمب األول‪ ،‬والسندات التنفيذية في المطمب الثاني‪ ،‬وفي األخير نتطرق‬
‫لمحل التنفيذ في المطمب الثالث‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أطراف التنفيذ العيني القضائي‬


‫يقصد بأطراف التنفيذ العيني القضائي الجيات المعنية بيذه العممية‪ ،‬والمتمثمة في‬
‫ضده‪ ،‬باإلضافة إلى طرفين آخرين يمكن ليما الظيور في العبلقة‬
‫طالب التنفيذ والمنفذ ّ‬
‫وىما السمطة العامة والغير‪ ،‬وعميو سنتطرق في ىذا المطمب لطالب التنفيذ في الفرع‬
‫األول‪ ،‬والمنف ّذ ضده في الفرع الثاني‪ ،‬والسمطة العامة في الفرع الثالث‪ ،‬والغير الخارج عن‬
‫الخصومة في فرع رابع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طالب التنفيذ‬


‫يقتضي التطرق لطالب التفنيذ أن نقف عمى تعريفو أوال‪ ،‬والشروط الواجب توافرىا فيو‬
‫ثانياً‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف طالب التنفيذ‬


‫طالب التنفيذ ىو من يطمب إجراء التنفيذ باسمو وفي مصمحتو عمى أموال مدينو‪،‬‬
‫وأيضا يطمق عميو الحاجز أو الدائن‪ ،‬وذلك طبقا لمطريق المتبع في التنفيذ‪ ،‬سواء كان‬
‫طريق الحجز أو غيره من طرق التنفيذ‪ ،‬كالتنفيذ العينيف الواقع أن مصطمح الحاجز‬
‫والدائن‪ ،‬ال يجوز إطبلقيما عمى طالب التنفيذ‪ ،‬أما اصطبلح طالب التنفيذ‪ ،‬فيو األكثر‬

‫‪61‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫شموال واألكثر دقة ألنو ينطبق عمى كافة طرق التنفيذ ويكون معب ارً عن الموضوع‪ ،‬وعن‬
‫‪1‬‬
‫المقصود من المفظ في جميع الحاالت‪.‬‬
‫بأنو ىو كل من يجري التنفيذ لصالحو عمى مال معين سواء طمب ىو‬
‫ويعرف أيضاً ّ‬
‫ّ‬
‫الحجز أو أوجب القانون إدخالو في إجراءات التنفيذ‪ ،2‬بمعنى ىو صاحب الحق والمستفيد‬
‫من سند التنفيذ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروط الواجب توافرىا في طالب التنفيذ‬


‫نصت المادة ‪ 13‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬ج ‪3‬عمى ّأنو‪ ":‬ال يجوز ألي شخص التقاضي ما لم‬
‫تكن لو صفة‪ ،‬ولو مصمحة قائمة أو محتممة يقرىا القانون‪ ".‬من خبلل ىذا النص‬
‫يشترط في طالب التنفيذ أن تتوفر فيو الصفة واألىمية والمصمحة‪ ،‬وىذا ما سنتناولو عمى‬
‫التوالي‪:‬‬

‫‪ -1‬الصفة‬
‫يجب أن يكون طالب التنفيذ ذو صفة في إجراء التنفيذ‪ ،‬أي يكون ىو صاحب الحق‬
‫في التنفيذ الجبري‪ ،‬ويجب التأكد من توافر شرط الصفة عن طريق السند التنفيذي الذي‬
‫يوضح أن طالب التنفيذ ىو صاحب الحق الموضوعي‪ ،‬فإذا لم تكن لو ىذه الصفة كانت‬
‫اإلجراءات باطمة حتى لو ثبت لو قبل إتمام اإلجراءات‪4.‬وىذا ما اشترطو القانون في رافع‬
‫الدعوى من خبلل المادة ‪ 13‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ السالفة الذكر‪.‬‬
‫وليس من الضروري أن يطمب الدائن التنفيذ باسمو‪ ،‬بل في بعض األحيان يمكن‬
‫لنائبو أن يطمب التنفيذ باسمو ىو ولكن لحساب الدائن‪ ،‬وعميو تثبت الصفة لوكيل الدائن‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬د ط‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عين مميمة ‪-‬‬
‫الجزائر‪ ،3041 ،‬ص ‪.401‬‬
‫‪-2‬مروك نصر الدين‪ ،‬طرق التنفيذ في المواد المدنية‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،3008 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 09 - 08‬المؤرخ في ‪ 48‬صفر عام ‪ 4139‬الموافق ل‪ 31 -‬فبراير سنة ‪ ،3008‬المتضمن قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 42 - 33‬في ‪ 43‬يوليو ‪( 3033‬ج ر ‪) 3033 - 18‬‬
‫‪ -4‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.408‬‬

‫‪62‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫أو نائبو القانوني أو القضائي‪ ،‬كما تثبت الصفة لدائن ىذا الدائن إذا توافرت شروط‬
‫‪1‬‬
‫الدعوى الغير مباشرة‪ ،‬فكل ىؤالء يمثمون الدائن ومن ثم فيم أصحاب صفة‪.‬‬

‫كما ينتقل الحق في التنفيذ إلى الخمف سواء أكان خمفاً عاما كالورثة‪ ،‬أو خمفاً خاصاً‬
‫‪2‬‬
‫كالمحال إليو‪ ،‬ويحق لمخمف استعمال السند التنفيذي الذي صدر لصالح سمفو‪.‬‬
‫ففي حالة وفاة طالب التنفيذ يحق لخمف الدائن أن يطمب التنفيذ سواء كان خمفا عاما‬
‫أو خاصا‪ ،‬لكونو أثر من آثار الحق موضوع السند فينتقل الحق في تنفيذه بطريقة اإلرث‬
‫أو الوصية أو الحوالة‪ ،‬ويجب عمى طالب التنفيذ إذا لم يكن ىو الدائن األصمي أن يعمم‬
‫فإنو‬
‫المدين قبل البدء في التنفيذ بالسند الذي يحول لو ىذه الصفة‪ ،‬وفي حالة مخالفة ذلك ّ‬
‫يحق لممدين طمب إبطال إجراءات التنفيذ‪ ،‬فإذا توفي طالب التنفيذ فمورثتو حق متابعة‬
‫‪3‬‬
‫اإلجراءاتالتي اتخذىا مورثيم عمى أن يتم إعبلن المدين المحجوز عميو بصفتيم ىذه‪.‬‬
‫وىذا ما نصت عميو الفقرة ‪1‬من المادة ‪ 615‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫كما تنص الفقرة ‪ 3‬من نفس المادة عمى أنو إذا نازع المنفذ عميو أو الغير حول صفة‬
‫الورثة وقام أحد األطراف برفع دعوى إلثباتيا‪ ،‬فإن المحضر يقوم بتوقيف إجراءات التنفيذ‬
‫ويحرر محض ار بذلك ويسمم نسخة منو لؤلطراف ويحيميم إلى الجية القضائية المختصة‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 616‬أيضاً عمى ّأنو‪ ":‬يجوز أن يستكمل التنفيذ من طرف جميع‬
‫ورثة الدائن مجتمعين أو من أحدىم دون تفويض من باقي الورثة‪.‬‬
‫في ىذه الحالة تب أر ذمة المنفذ عميو تجاه الورثة اآلخرين الذين تنتقل حقوقيم إلى‬
‫الشخص الذي سعى إلى التنفيذ‪".‬‬

‫‪ -1‬خضراوي األمين‪ ،‬التنفيذ الجبري في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،3049/06/30 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.409‬‬
‫‪ -3‬جميمة لعور‪ ،‬التنفيذ الجبري في القانون المدني‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫جامعة العربي بن مييدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،3041/3046 ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪63‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫واذا انتقل الحق في التنفيذ إلى الخمف بعد البدء في اإلجراءات‪ ،‬فيحق لمخمف متابعة‬
‫اإلجراءات دون الحاجة إلى إعادة استصدار سند تنفيذي جديد لمواجية المدين المنفذ‬
‫ضده‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 264‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ":‬من حل محل الدائن قانوناً أو اتفاقا‬
‫كان لو حقو بما ليذا الحق من خصائص وما يمحقو من توابع وما يكفمو من تأمينات‪،‬‬
‫وما يرد عميو من دفوع‪ ،‬ويكون ىذا الحمول بالقدر الذي أداه من مالو من حل محل‬
‫الدئن‪".‬‬

‫‪ - 2‬األىمية‬
‫يجب توافر األىمية اإلجرائية لدى طالب التنفيذ اإلجراء التنفيذ‪ ،‬وتكفي أىمية اإلدارة‬
‫وال يشترط أىمية التصرف‪ ،‬ذلك أن التنفيذ يرمي إلى قبض الدين وىو عمل من أعمال‬
‫اإلدارة‪ ،‬وليذا يجوز لمقاصر المأذون لو باإلدارة أن يطمب إجراء التنفيذ الجبري‪ ،‬أما إذا‬
‫كان طالب التنفيذ عديم األىمية فإنو ال يستطيع طمب إجراء التنفيذ وينبغي أن يباشر‬
‫الممثل القانوني كالولي أو الوصي أو القيم ىذا األمر‪ 1.‬وىذا ما نصت عميو الفقرة ‪ 2‬من‬
‫المادة ‪ 615‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪ - 3‬المصمحة‬
‫شرط المصمحة شرط ضروري منطقي ومفترض إذ يجب أن تتوفر في طالب التنفيذ‬
‫وفقا لمقواعد العامة المنصوص عمييا في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬إذ ال يقبل‬
‫أي طمب أو دفع ليست لو مصمحة قائمة أو محتممة يقرىا القانون‪ ،‬واذا لم يكن لو‬
‫مصمحة في التنفيذ فبل يقبل طمبو‪ .‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 13‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ السالفة الذكر‬
‫‪.‬‬

‫‪-1‬الوافي فيصل وسمطاني عبد العظيم‪ ،‬طرق التنفيذ‪ ،‬وفقاً لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،09/08‬د ط‪ ،‬دار‬
‫الخمدونية لمنشر والتوزيع‪ ،‬القبة القديمة ‪ -‬الجزائر‪ ،3043 ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪64‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المنفذ ضده‬


‫ضده يستوجب عمينا تعريفو أوال‪ ،‬ثم الشروط الواجب توافرىا فيو ثانيا‪.‬‬
‫لمتطرق لممنفذ ّ‬
‫أوال‪ :‬تعريف المنفذ ضده‬
‫ىو الطرف السمبي في التنفيذ الجبري‪ ،‬وىو الذي تتخذ إجراءات التنفيذ ضده إلجباره‬
‫عمى الوفاء بالدين‪ .‬ونثبت لمشخص ىذه الصفة بواسطة السند التنفيذي الموجود بحوزة‬
‫‪1‬‬
‫طالب التنفيذ‪ ،‬حيث يشير ىذا السند إلى إلزامو بالوفاء بالدين الثابت بو‪.‬‬

‫ثانياً‪:‬الشروط الواجب توافرىا في المنفذ ضده‬


‫ضده أن تتوفر فيو الصفة واألىمية وىذا ما سنتناولو عمى التوالي‪:‬‬
‫يشترط في المنفذ ّ‬
‫‪- 1‬الصفة‬
‫الصفة تتحقق في إذا كان قد صدر في مواجيتو سند تنفيذي يمزمو بأداء معين‪ ،‬أي‬
‫أن لطالب التنفيذ الحق في التنفيذ‪ ،‬ويثبت ىذا الحق ضد من يكون مسؤوال شخصيا عن‬
‫الدين سواء كان مدينا أم كفيبل شخصيا‪ ،‬وان يكون مالكاً لبلموال التي يراد التنفيذ عمييا‪،‬‬
‫ويجب أن تتضح صفة المنفذ ضده من السند التنفيذي ذاتو‪ ،‬وذلك بأن يمزمو السند بآداء‬
‫‪2‬‬
‫معين لمصمحة طالب التنفيذ‪.‬‬
‫كما ال يمنع من أن يكون المنفذ ضده من الخمف سواء كان خمفاً عاما او خمفا خاصا‬
‫لممدين‪.‬‬
‫نصت الفقرة ‪ 1‬المادة ‪ 617‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ عمى أنو‪ ":‬إذا توفي المنفذ عميو قبل البدء في‬
‫إجراءات التنفيذ‪ ،‬فال يجوز التنفيذ ضد ورثتو‪ ،‬إال بعد التبميغ الرسمي لمتكميف بالوفاء‬
‫إلى ورثتو جممة‪ ،‬أو إلى أحدىم في موطن مورثيم‪ ،‬والزاميم بالوفاء وفقاً ألحكام‬
‫المادتين ‪ 212‬و‪ 213‬أعاله‪ ".‬وعميو إذا توفي المنفذ ضده قبل البدء في إجراءات التنفيذ‬

‫‪-1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪-2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.443‬‬

‫‪65‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫وورثت أموالو ففي ىذه الحالة وجب عمى طالب التنفيذ إعبلن الورثة بالسند التنفيذي حتى‬
‫وان سبق إعبلن المنفذ ضده ويميل الورثة مدة ‪ 15‬يوما لمتنفيذ من يوم تبمغييم‪.‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 618‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ عمى ّأنو إذا توفي المنفذ ضده بعد البدء في إجراءات‬
‫التنفيذ‪ ،‬يجب إعبلن الورثة بالسند التنفيذي حيث عمى طالب التنفيذ متابعة تركة المنفذ‬
‫المورث إلى الوارث)‪ ،‬ألنو ال تركة إال بعد سداد‬
‫ّ‬ ‫ضده (تنتقل التركة محممة بالديون من‬
‫الديون‪ ،‬أما في حالة ما إذا كان الورثة غير معمومين أو ال يعرف مكان إقامتيم‪ ،‬جاز‬
‫لطالب التنفيذ أن يستصدر من رئيس المحكمة التي يوجد فييا التركة أم ار عمى عريضة‬
‫بتعين وكيل ليمثل الورثة‪ ،‬وىذا األمر يسري أيضا في حالة وفاة المنفذ ضده قبل بدء‬
‫‪1‬‬
‫إجراءات التنفيذ وكان الورثة أو محل إقامتيم غير معروفين‪.‬‬
‫كما يمكن توجيو إجراءات التنفيذ في مواجية الخمف الخاص‪ ،‬فإذا حدثت حوالة‬
‫لمدين‪ ،‬فإنو يجوز لمدائن أن ينفذ بمقتضى سنده التنفيذي الصادر في مواجية مدينو ضد‬
‫المحال إليو‪ ،‬ألنو كما يرى البعض في الفقو تعتبر حوالة الدين متضمنة حوالة لمخضوع‬
‫‪2‬‬
‫لمتنفيذ لو‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪619‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪" :‬إذا كان المنفذ عميو محبوسا في جناية‪ ،‬أو محكوما‬
‫عميو نيائيا في جنحة بعقوبة سنتين فأكثر‪ ،‬ولم يكن لو نائب يتولى إدارة أموالو‪ ،‬جاز‬
‫لطالب التنفيذ أن يستصدر من قاضي االستعجال أم ار بتعين وكيل خاص من عائمة‬
‫المنفذ عميو أو من الغير‪ ،‬يحل محمو أثناء التنفيذ عمى أموالو‪ ".‬ىذا النص واضحا وال‬
‫يحتاج إلى شرح حيث يبين لنا كيفية التنفيذ عمى المدين المحبوس‪.‬‬
‫كما يجوز التنفيذ ضد الكفيل العيني‪ ،‬فإذا رىن شخص عقا اًر يممكو ضمانا لدين عمى‬
‫آخر كان لمدائن أن ينفذ ضد الراىن الذي ىو ليس مسؤوال مسؤولية شخصية عن الدين‪،‬‬

‫‪ -1‬الوافي فيصل وسمطاني عبد العظيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫ويتكون السند التنفيذي في ىذه الحالة من السند التنفيذي الذي لمدائن ضد المدين‬
‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى عقد الرىن‪.‬‬

‫‪- 2‬األىمية‬
‫يجب أن تكون أىمية المنفذ ضده قائمة وقت إجراءات التنفيذ‪ ،‬فإذا حدث أو ط أر‬
‫عميو ما ينقص أىميتو أو يعدميا فيجب متابعة اإلجراءات ضد من يمثمو‪ ،‬ومع ذلك يجوز‬
‫مباشرةإجراءات التنفيذ ضد القاصر المأذون لو باإلرادة‪ ،‬لتنفيذ االلتزامات التي ترتبت عمى‬
‫أعمال اإلدارة التي أبرميا‪ .‬وىذا ما جاء في الفقرة ‪ 2‬من نص المادة ‪ 617‬ق‪.‬إ‪.‬م‪:‬‬
‫" إذا فقد المنفذ عميو أىميتو أو زالت صفة من كان يباشر اإلجراءات نيابة عنو قبل‬
‫البدء في إجراءات التنفيذ أو قبل إتمامو‪ ،‬فال يجوز التنفيذ‪ ،‬إال بعد التبميغ الرسمي‬
‫لمتكميف بالوفاء لمن قام مقامو في موطن المنفذ عميو‪ ،‬والزامو بالوفاء وفقا‬
‫لممادتين‪ 212‬و‪ 213‬أعاله‪".‬‬

‫ضدىم‬
‫ثالثا‪ :‬حاالت استثنائية مدينون ال يجري التنفيذ ّ‬
‫ىناك مدينون ال يخضعون إلجراءات التنفيذ وىم عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬صدور حكم يشير إفالس المدين ( المنفذ عميو )‬


‫مع صدور حكم اإلفبلس‪ ،‬فإن أحكام تقضي بتكوين جماعة الدائنين ومنع إجراءات‬
‫التنفيذ الفردية‪ ،‬حيث إذا كان طالب التنفيذ دائنا عاديا‪ ،‬فبل يجوز لو أن يباشر اإلجراءات‬
‫في التنفيذ واالستمرار فييا بعد صدور حكم يشير إفبلس المدين ويجب الدخول في‬
‫جماعة الدائنين‪ ،‬أما إذا كان من الدائنين المرتينين‪ ،‬لما لو من ضمانات أكبر ولو امتياز‬
‫عمى األموال المرىونة‪ ،‬ويكون ذلك كما يمي‪:2‬‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪-2‬الوافي فيصل وسمطاني عبد العظيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪67‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫التنفيذ عمى العقار‪ ،‬سبق أن قام الدائنون المرتينون ومن في حكميم بتحصين أنفسيم‬
‫ضد اإلفبلس‪ ،‬وال فائدة من منعيم من التنفيذ أو استمرارىم فيو ألن ليم األولوية عمى‬
‫الثمن ‪.‬‬
‫أما الدائنون العاديون فبل يحق ليم البدء في إجراءات التنفيذ العادي بعد الحكم بشير‬
‫‪1‬‬
‫اإلفبلس إذ لم يكون و قد بدأوىا من قبل ذلك‪.‬‬

‫‪ - 2‬الدولة واألشخاص المعنوية العامة‬


‫أن‬
‫ال يجوز التصرف أو إجراء التنفيذ عمى المال العام‪ ،‬فالقانون الجزائري نص عمى ّ‬
‫الدولة وفروعيا ال يجوز الحجز عمييا لوجوب الثقة في يسارىا‪ ،‬حيث نصت المادة ‪689‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج عمى‪" :‬ال يجوز التصرف في أموال الدولة أو حجزىا أو تممكيا بالتقادم ‪ ".‬ونجد‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 688‬ق‪.‬م‪.‬ج شروط إدارتيا وعند اإلقتضاء شروط عدم التصرف فييا‪.‬‬

‫‪ - 3‬الدول األجنبية وممثمي الدبموماسيين‬


‫ال يجوز التنفيذ عمى أموال وممتمكات الدول األجنبية وممثمي الدبموماسيين‪ ،‬احتراما‬
‫لحصانتيم المستمدة من القانون الدولي‪ ،‬كما ال يجوز التنفيذ ضد ىيئة األمم المتحدة‬
‫‪3‬‬
‫وفروعيا ووكاالتيا‪ ،‬لعبلقة ذلك بسيادة الدول‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬السمطة العامة كطرف في التنفيذ‬


‫القاعدة العامة في التنفيذ تقضي بأنو ال يجوز لمشخص أن يقتضي حقو بنفسو‪ ،‬وعميو‬
‫اإلستعانة باألشخاص المؤىمين قانوناً‪ ،‬والمتمثمين في ىيئة تشرف عمى تنفيذ األحكام‬
‫والعقود المميورة بالصيغة التنفيذية‪ ،‬وعميو أسند المشرع الجزائري ىذه الميمة لممحضرين‬
‫القضائيين بموجب القانون ‪ 91/03‬المؤرخ في ‪ ،1991/01/18‬غير ّأنو قد ألغي ىذا‬

‫‪ -1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.446‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫األخير بموجب القانون رقم ‪ 03/06‬المؤرخ في ‪.12006/02/20‬وعميو سنتطرق في ىذا‬


‫الفرع لتعريف المحضر القضائي أوال‪ ،‬وثانيا حقوق والتزامات المحضر القضائي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المحضر القضائي‬


‫عرفت المادة ‪ 4‬من قانون المحضر القضائي ‪ 03/06‬المحضر القضائي عمى أنو‪":‬‬
‫ضابط عمومي مفوض من قبل السمطة العمومية يتولى تسيير مكتب عمومي لحسابو‬
‫الخاص وتحت مسؤوليتو ‪.".....‬‬
‫وعميو ف المحضر القضائي ىو موظف عمومي يتضمن عممو مباشرة إعبلن األوراق‬
‫القضائية‪ ،‬والقيام بالتنفيذ الجبري‪ ،‬بناءاً عمى طمب المحكوم ليم‪ ،‬ويستطيع اإلستعانة بالقوة‬
‫العمومية عند اإلقتضاء‪ .‬وىو ممثل السمطة العامة ويقوم بأعمالو تحت إشراف قاضي‬
‫‪2‬‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫كما يمكن أن تمارس ىذه المينة في شكل فردي أو في شكل شركة مدنية مينية أو‬
‫مكاتب مجمعة‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 5‬من قانون ‪.03/06‬‬

‫ثانيا‪ :‬حقوق المحضر القضائي والتزاماتو‬


‫‪ -1‬حقوق المحضر القضائي‬
‫لممحضر الحق في األتعاب‪ ،‬ولو الحق في توظيف أي عامل تحت رئاستو ويحق‬
‫‪3‬‬
‫إنابة زميل‪.‬‬
‫‪ -‬حقو في األتعاب‪:‬‬
‫لممحضر القضائي الحق في تقاضي أتعابو من زبائنو مباشرة حسب التعريفة الرسمية‬
‫المحددة عن طريق التنظيم‪ ،‬وعميو تسميم وصل لزبائنو بذلك‪ ،‬كما يتقاضى أتعابا عن‬

‫‪-1‬القانون ‪ 02/06‬المؤرخ في ‪ 34‬محرم ‪ 4131‬الموافق ل‪ 3006/03/30 -‬المتضمن مينة المحضر القضائي‪ ،‬ج‪.‬ر‪،‬‬
‫العدد ‪ 41‬لسنة ‪.3006‬‬
‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.404‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.401‬‬

‫‪69‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫خدماتو لدى المحاكم والمجالس القضائية‪ .‬طبقا لما جاءت بو المادة ‪ 37‬من ق رقم‬
‫‪1‬‬
‫‪.03/06‬‬
‫‪ -‬حقو في تعيين موظفين لو‪:‬‬
‫لممحضر القيام بأعمالو أن يعين تحت مسؤوليتو موظفين لتسيير مكتبو والقيام‬
‫بمساعدتو في ميامو وذلك عن طريق التنظيم‪ .‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 15‬من قانون‬
‫‪. 03/06‬‬
‫‪ -‬حقو في إنابة زميل عنو‪:‬‬
‫يحق لو أن ينيب زميبل عنو في حالة غيابو ويكون ذلك بناء عمى ترخيص من وكيل‬
‫‪2‬‬
‫الجميورية‪.‬‬

‫‪ - 2‬إلتزامات المحضر القضائي‬


‫‪ -‬يمتزم المحضر بمسك فيارس العقود والسندات التي يحررىا‪ ،‬ويتم ترقيميا والتأشير‬
‫‪3‬‬
‫عمييا من قبل رئيس المحكمة التي يقع بدائرة اختصاصيا مكتبو‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬اإللتزام بإيداع توقيعو وعبلمتو لدى أمانة ضبط محكمة مكان تواجد مكتبو‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬وضع ختم عمى العقود واال كانت باطمة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الغير الخارج عن الخصومة في إجراءات التنفيذ‬


‫إلى جانب األطراف الثبلثة السالفة الذكر في معادلة التنفيذ أال وىم الدائن (طالب‬
‫التنفيذ)‪ ،‬المدين (المنفذ ضده)‪ ،‬والسمطة العامة التي تشرف عمى عممية التنفيذ‪ ،‬يوجد‬
‫أشخاص ليست ليم مصمحة شخصية بموضوع الحق المراد اقتضاؤه‪ ،‬وال يعود عمييم بنفع‬
‫وال ضرر من جراء التنفيذ‪ ،‬وانما يكون واجبيم مع ذلك أن يقوموا بالتنفيذ بقدر ما توجبو‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 02/06‬المتضمن مينة المحضر القضائي‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السايق‪ ،‬ص ‪401‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 02/06‬المتضمن مينة المحضر القضائي‪.‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 02/06‬المتضمن مينة المحضر القضائي‪.‬‬
‫‪ -5‬راجع المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪ 02/06‬المتضمن مينة المحضر القضائي‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫عمييم صفتيم أو صمتيم بالخصوم‪ 1،‬وىذا ما سنتطرق إليو حيث نعرف الغير أوال‪ ،‬وثانيا‬
‫شروط الغير في إجراء التنفيذ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المقصود بالغير‬


‫يقصد بالغير بصفة عامة كل من ليس طرفاً في العبلقة القانونية‪ .‬ففي العقود يعتبر‬
‫غي اًر كل من لم يكن طرفاً في التعاقد أو خمفاً عاماً أو خاصاً ألحد المتعاقدين‪ .‬وفي‬
‫الخصومة القضائية يعد غي اًر كل من لم يمثل في الدعوى ويتقدم بطمب أو يوجو إليو‬
‫‪2‬‬
‫طمب‪.‬‬
‫أما في مجال التنفيذ فيو يعني كل شخص ليس طرفاً في حق التنفيذ ومع ذلك‬
‫‪3‬‬
‫يشارك في إجراءاتو‪ ،‬لصمتو بأموال المنفذ ضده‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط الغير في إجراءات التنفيذ‬


‫بناء عمى ما سبق يشترط في الشخص لكي يعتبر من الغير شرطان‪:‬‬

‫‪- 1‬أال يكون طرفا في الحق في التنفيذ‬


‫وب معنى آخر يكون شخص آخر غير طالب التنفيذ أو المنفذ ضده أو ممثميما أو‬
‫خمفيم العام أو الخاص‪ ،‬وال يعد غي اًر من يجوز التنفيذ في مواجيتو كالكفيل العيني وحائز‬
‫‪4‬‬
‫العقار المرىون‪.‬‬

‫‪ - 2‬أن يكون ممتزماً باالشتراك في إجراءات التنفيذ‬


‫مع أنو من الغير فيما يتعمق بالحق في التنفيذ العيني الجبري‪ ،‬فأنو يصبح طرفاً في‬
‫خصومة التنفيذ بالمشاركة فيو‪ ،‬وليذا ال يعتبر غي اًر من لم يوجو إليو أي إجراء فييا‪ .‬ومن‬
‫ىؤالء دائنوا المدين الذي ينقص ضمانيم بالتنفيذ عمى أموال مدينيم من دائن آلخر‪ ،‬من‬

‫‪ -1‬مروك نصر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.448‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪-4‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫يدعي ممكية المنقوالت التي حجزت باعتبارىا ممموكة لممدين‪ ،‬من يدعي ممكية عقار‬
‫يحوزه بالنسبة لتنفيذ حكم بممكيتو في خصومو لم يمثل ىو فييا‪ .‬فالغير ىنا كما سبق‬
‫القول ىو من يشترك في خصومة التنفيذ بسبب صمة قانونية بمال المنفذ ضده الذي‬
‫‪1‬‬
‫يجري التنفيذ عميو ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬سند التنفيذ‬


‫األصل في التنفيذ ىو عدم جواز مباشرة التنفيذ الجبري إال بسند قابل التنفيذ‪ ،‬وىو أىم‬
‫ركيزة في نظرية التنفيذ ويكمن ذلك في الدور الميم الذي يمعبو في حماية الحقوق‪ ،‬حيث‬
‫ال يمكن التنفيذ بدون وجود السند التنفيذي ومن ىذا المنطمق سنستعرض تعريف السند‬
‫التنفيذي في الفرع األول‪ ،‬ثم إلى عناصره في الفرع الثاني‪ ،‬ثم إلى شروطو في الفرع‬
‫الثالث وأخي ار أنواعو في الفرع الرابع‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.449‬‬

‫‪72‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف السند التنفيذي‬


‫توجد عدة تعاريف لمسند التنفيذي نذكر منيا‪:‬‬
‫بأنو الوثيقة أو الورقة التي بيد طالب‬
‫عرف األستاذ مروك نصر الدين السند التنفيذي ّ‬
‫‪1‬‬
‫التنفيذ‪ ،‬والسندات التنفيذية أنواع مختمفة فقد تكون حكما‪ ،‬وقد تكون أم ار أو عقد رسميا‪.‬‬
‫السند التنفيذي ىو الذي يخول اتخاذ إجراءات الحق في التنفيذ سواء كانت إجراءات‬
‫التنفيذ التي ال تتوقف عند الحجز‪ ،‬أو إجراءات التنفيذ والتحفظ تبعا لطبيعة المال المراد‬
‫‪2‬‬
‫حجزه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر السند التنفيذي‬


‫عناصر السند التنفيذي تنقسم إلى عنصرين وعميو سنتطرق إلى العنصر الشكمي أوال‪،‬‬
‫والعنصر الموضوعي ثانيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العنصر الشكمي‬


‫ىو األداة أو السند الذي يجري التنفيذ بمقتضاه‪ ،‬أو ىو السند أو الوثيقة أو الورقة‬
‫التي بيد طالب التنفيذ والمزودة بالقوة التنفيذية‪ ،‬سواء كانت حكما أو أم ار أو عقد رسميا‬
‫يسد باب النزاع في صفة السند وصبلحية‬
‫مثبتا لحقو‪ ،‬وىذا الشرط الشكمي لو أىميتو إذ ّ‬
‫‪3‬‬
‫التنفيذ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العنصر الموضوعي‬


‫العنصر الموضوعي لسبب التنفيذ ىو الحق الذي من أجمو يتم التنفيذ كنتيجة لو‪،‬‬
‫ويجب إثبات ىذا الحق من خبلل أن يكون محقق الوجود‪ ،‬ومعين المقدار‪ ،‬ومستحق‬
‫‪4‬‬
‫األداء وىذه الشروط متطمبة في الحق الموضوعي وليس في السند التنفيذي‪.‬‬

‫‪-1‬مروك نصر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬


‫‪ -2‬الوافي فيصل وسمطاني عبد العظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسو‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص السندات التنفيذية‬


‫سوف نتطرق من خبلل ىذا الفرع إلى ما يميز السندات التنفيذية التي يمكن إجماليا‬
‫في خصائص عمى النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬إ ّن السندات التنفيذية واردة في القانون عمى سبيل الحصر‪ ،‬فبل يجوز لمخصوم‬
‫االتفاق عمى سندات تنفيذية جديدة غير السندات المحددة قانونا وأي اتفاق بين الخصوم‬
‫عمى إضفاء الصفة التنفيذية عمى أي محور غير المنصوص عمييا في القانون يعتبر‬
‫‪1‬‬
‫اتفاقا باطبل‪.‬‬
‫‪ -‬السندات التنفيذية محدودة عمى سبيل الحصر في الفقرة ‪ 2‬المادة ‪ 600‬ق‪ .‬إ‪ .‬م ‪.‬إ ‪.‬‬
‫‪ -‬السند التنفيذي مفترض ضروري لمتنفيذ الجبري فبل يمكن التنفيذ بدونو فيو الوسيمة‬
‫الوحيدة إلجراء أي تنفيذ وال يقبل من الدائن تقديم أي دليل آخر ‪.‬‬
‫‪ -‬إن السند التنفيذي ىو في حد ذاتو كاف اإلجراء التنفيذ لما لو من قوة ذاتية‪ ،‬حيث‬
‫أنو يعطي بذاتو حق التنفيذ الجبري بغض النظر عن وجود الحق الموضوعي‪.‬‬
‫‪ -‬السند التنفيذي عمل قانوني‪.‬‬
‫‪ -‬السند التنفيذي ممزم لرجال السمطة في تنفيذه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬السند التنفيذي يحدد حقاً ثابتا لصاحبو‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أنواع السندات التنفيذية‬


‫تتنوع السندات التنفيذية من السندات الوطنية إلى السندات األجنبية وسنتطرق إلييا‬
‫في ىذا الفرع إلى السندات الوطنية (أوال) ثم السندات األجنبية (ثانيا) ‪.‬‬

‫‪ -1‬خضراوي األمين‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪ -2‬الوافي فيصل وسمطاني عبد العظيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪74‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫أوال‪ :‬السندات التنفيذية الوطنية‬


‫حيث حصر المشرع الجزائري السندات التنفيذية الوطنية في قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية ‪ ،‬ومن خبلل المادة ‪ 600‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ يتضح لنا أن السندات التنفيذية الوطنية‬
‫‪1‬‬
‫بدورىا تنقسم إلى نوعين‪ :‬سندات قضائية وسندات غير قضائية‪.‬‬

‫‪ - 1‬السندات القضائية‬
‫ىي سندات تنفيذية صادرة عن جيات قضائية عمى اختبلف درجاتيا‪ ،‬وعددىا ثمانية‬
‫والتي تتمثل في‪ :‬أحكام المحكمين‪ ،‬األوامر اإلستعجالية‪ ،‬أوامر اآلداء‪ ،‬األوامر عمى‬
‫العرائض‪ ،‬أوامر تحديد المصاريف القضائية‪ ،‬ق اررات المجالس القضائية والمحكمة العميا‬
‫المتضمنة إلتزاما بالتنفيذ‪ ،‬أحكام المحاكم اإلدارية‪ ،‬ق اررات مجمس الدولة‪ ،‬محاضر الصمح‬
‫أو االتفاق المؤشر عمييا من طرف القضاة‪.‬‬

‫‪ - 2‬السندات الغير قضائية‬


‫وىي سندات تنفيذية غير صادرة من القضاء‪ ،‬إال أنيا في حالة التنفيذ تحتاج الرجوع‬
‫إلى القضاء‪ ،‬والتي تتمثل في‪ :‬أحكام التحكيم‪ ،‬الشيك والسفتجة‪ ،‬العقود التوثيقية‪ ،‬محاضر‬
‫البيع بالمزاد العمني‪ ،‬أحكام رسو المزاد عمى العقار‪ ،‬العقود واألوراق األخرى من السندات‬
‫التنفيذية بنص القانون‪.‬‬

‫الجزائري‪.‬‬ ‫‪1‬ـ راجع نص المادة ‪ 600‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬

‫‪75‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫ثانيا‪:‬السندات التنفيذية األجنبية‬


‫أجاز المشرع الجزائري بموجب نصوص المواد من ‪ 605‬إلى ‪ 608‬ق‪ .‬إ ‪.‬م ‪ .‬إ تنفيذ‬
‫األحكام والسندات الرسمية األجنبية في اإلقميم الجزائري‪1 ،‬بعد منحيا الصيغة التنفيذية من‬
‫إحدى الجيات القضائية الجزائرية مع احترام الشروط التي استمزمتيا في المواد ‪605‬‬
‫و‪ 606‬وىي كاآلتي‪:2‬‬
‫‪ -‬أال تتضمن ما يخالف قواعد االختصاص‪،‬‬
‫‪ -‬حائز لقوة الشيء المقضي بو طبقا لقانون البمد الذي صدرت فيو‪،‬‬
‫‪ -‬أال تتعارض مع أمر أو حكم أو قرار سبق صدوره من جيات قضائية جزائرية‪،‬‬
‫وأثير من المدعي عميو‪،‬‬
‫‪ -‬أال تتضمن ما يخالف النظام العام واآلداب العامة في الجزائر‪،‬‬
‫‪ -‬توافر الشروط المطموبة لرسمية السند وفقا لقانون البمد الذي حرر فيو‪،‬‬
‫‪ -‬توفره عمى صفة السند التنفيذي وقابمية لمتنفيذ وفقا لقانون البمد الذي حرر فيو‪،‬‬
‫‪ -‬خموه مما يخالف القوانين الجزائرية والنظام العام واآلداب العام واآلداب العامة في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫فالمشرع الجزائري فيما يتعمق بالنسبة لؤلحكام والسندات الرسمية األجنبية يتبنى نظام‬
‫الرقابة‪ .‬أما عن منح الصيغة التنفيذية لمحكم األجنبي أو السند األجنبي‪ ،‬وفقا لممادة ‪607‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪ .‬إ فإنيا أمام محكمة مقر المجمس التي يوجد في دائرة اختصاص موطن المنفذ عميو‬
‫‪3‬‬
‫أو محل التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -1‬الوافي فيصل وسمطاني عبد العظيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬راجع نصوص المواد ‪ 601‬و‪ 606‬قانون إجراءات مدنية وادارية‪.‬‬
‫‪ -3‬راجع نص المادة ‪ 601‬قانون إجراءات مدنية وادارية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫المطمب الثالث‪ :‬محل التنفيذ العيني القضائي‬


‫ال يكفي إلمكان التنفيذ العيني الجبري عمى المدين أن يكون بيده سند تنفيذي يحتوي‬
‫عمى شروطو‪ ،‬بل البد أن يجري التنفيذ عمى مال يجيز القانون التنفيذ عميو‪ ،‬وان كان‬
‫أن المشرع الجزائري أجاز‬
‫األصل ىو أن أموال المدين جميعيا ضامنة لوفاء ديونو‪ ،‬إالّ ّ‬
‫بعض اإلستثناءات حيث ال يمكن الحجز عمى بعض أموال المدين‪ ،‬فمحل التنفيذ يختمف‬
‫باختبلف طبيعة األموال المراد الحجز عمييا‪ ،‬ويدخل ضمن فئة أموال المدين بيع‬
‫ممتمكاتو سواء أكانت منقولة أو عقارية أو حقوقا‪ ،‬ويستوي في ذلك أن تكون األموال أو‬
‫الحقوق في حوزة المدين أو حوزة الغير‪ 1.‬وعميو سنتطرق في ىذا المطمب إلى تعريف‬
‫الحجز وأنواعو في الفرع األول‪ ،‬والشروط الواجب توافرىا في محل الحجز في الفرع‬
‫الثاني‪ ،‬والفرع الثالث نتطرق فيو لؤلموال التي ال يجوز الحجز عمييا‪ ،‬وفي الفرع الرابع‬
‫نتناول إجراءات الحجز‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحجز وأنواعو‬


‫سنتطرق في ىذا الفرع إلى تعريف الحجز أوال‪ ،‬ثم أنواع الحجز ثانياً‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحجز‬


‫الحجز ىو وضع مال المدين تحت يد القضاء‪ ،‬تمييداً لبيعو واستفاء الدائن لحقو من‬
‫‪2‬‬
‫حصيمة ىذا البيع ‪.‬‬

‫‪ -1‬مروك نصر الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.410‬‬

‫‪77‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫ثانياً‪ :‬أنواع الحجز‬


‫‪ - 1‬الحجز التحفظي‬
‫أ ‪ .‬تعريف الحجز التحفظي‬
‫تعرض ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ لموضوع الحجز التحفظي من خبلل المواد من ‪ 646‬إلى‪ ،666‬حيث‬
‫بأنو‪" :‬الحجز التحفظي ىو وضع أموال المدين المنقولة المادية‬
‫عرفتو المادة ‪ّ 646‬‬
‫والعقارية تحت يد القضاء ومنعو من التصرف فييا‪ ،‬ويقع الحجز عمى مسؤولية‬
‫الدائن‪".‬‬

‫ب ‪ .‬خصائص الحجز التحفظي‬


‫يتميز الحجز التحفظي بمجموعة من الخصائص أىميا‪:1‬‬
‫‪ -‬ىو إجراء وقائي‪ :‬حيث يتخذه الدائن الذي يرغب في تفادي قيام مدينو بإخفاء‬
‫بعض أموالو المنقولة في ذمتو المادية‪ ،‬إذن ىو إجراء يمكن الدائن من الحفاظ عمى حقو‬
‫في الضمان العام من أموال مدينو‪.‬‬
‫‪ -‬ليس حقاً مطمقاً‪ :‬ىو أمر متروك لمسمطة التقديرية لمقاضي‪ ،‬وليس حقاً مطمقا‬
‫لمدائن‪.‬‬
‫‪ -‬ىو إجراء مؤقت‪ :‬لقد حددت مدة صبلحية األمر المتضمن حجز أموال المدين‬
‫‪2‬‬
‫تحفظيا ب‪ 15 -‬يوما من تاريخ صدور أمر الحجز وفقا لنص المادة ‪ 662‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪.‬‬

‫ج‪ -‬شروط توقيع الحجز التحفظي‬


‫يشترط في الحق الذي يوقع الحجز التحفظي أن يكون محقق الوجود وحال اآلداء‪،‬‬
‫وأن يكون معين المقدار‪ ،3‬أما فيما يخص شروط المال المحجوز عميو األصل أن الحجز‬

‫‪-1‬عبد الرحمان برابرة‪ ،‬طرق التنفيذ من الناحيتين المدنية والجزائية وفقاً لمتشريع الجزائري ال سيما قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية رقم ‪ ،09 -08‬ط ‪ ،4‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ،3009 ،‬ص ‪.416‬‬
‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 663‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح طرق التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.434‬‬

‫‪78‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫التحفظي يقع عمى المنقوالت المادية إال أن المشرع الجزائري في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ أجاز لمدائن أن‬
‫‪1‬‬
‫يحجز حتى عمى العقارات الممموكة لمدينو‪.‬‬

‫‪- 2‬الحجز التنفيذي‬


‫أ ‪ .‬تعريف الحجز التنفيذي‬
‫يؤدي إلى بيع المال المحجوز كي يحصل الدائن عمى حقو من ثمنو‪ ،‬وال يجوز إيقاع‬
‫‪2‬‬
‫ىذا الحجز إال إذا كان بيد الدائن سند تنفيذي‪.‬‬

‫ب ‪ .‬أنواع الحجوز التنفيذية‬


‫الحجوز التنفيذية أنواع وىي تختمف باختبلف طبيعة المال المراد الحجز عميو كما‬
‫تختمف بكونو في حيازة المدين أم في حيازة الغير وىي‪:‬‬
‫‪ -‬حجز المنقول لدى المدين ‪.‬‬
‫‪ -‬حجز ما لممدين لدى الغير ‪.‬‬
‫‪ -‬حجز األسيم والسندات واإليرادات والحصص ويعمل في شأنو باألوضاع المقررة‬
‫في حجز المنقول لدى المدين أو في حجز ما لممدين لدى الغير‪ ،‬حسب طبيعة المال‬
‫المحجوز‪.‬‬
‫‪ -‬التنفيذ عمى العقار أي حجزه ثم بيعو‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرىا في محل الحجز‬


‫ال يمكن الحجز عمى األموال إال إذا توافرت فييا الشروط اآلتية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون المال المراد حجزه ممموك لممدين‬


‫يشترط القانون في المال المحجوز أن يكون ممموك لممدين‪ ،‬وىذا شرط لصحة التنفيذ‬
‫وبدونو يكون التنفيذ باطبل وىذا يعني أن المال يجب أال يكون ممموكا لغيره إال في حالة‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 613‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪.‬‬


‫‪-2‬جميمة لعور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪79‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫ما يعرف بالكفالة العينية‪ ،‬وفي ىذه الحالة يتم التنفيذ عمى أموال غير ممموكة لممدين‬
‫وكذلك الشأن إذا انتقل المال إلى الغير مثقبل برىن فيجوز حجزه لدى الغير ويستوى أن‬
‫‪1‬‬
‫يكون ىذا المال الممموك لممدين عقار أو منقوال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون المال مما يجوز الحجز عميو‬


‫أي أن األموال التي يتعين الحجز عمييا (محل التنفيذ) ىي من األموال التي يسمح‬
‫القانون بالحجز عمييا‪ ،‬مثل الحقوق المالية ما لم تكن عينية أو شخصية‪ .‬أما األشياء‬
‫األخرى التي ال يجوز الحجز عمييا لطبيعتيا أو بحكم القانون فيي خارج نطاق الحجز‬
‫‪2‬‬
‫مثل األموال الوطنية العامة ألنيا مخصصة لممنفعة العامة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يكون المال معينا أو قابال لمتعين‬


‫من األفضل تحديد األموال المراد حجزىا بدقة‪ ،‬من بين أموال المدين المراد حجزىا‪،‬‬
‫ولكن إذا كان المال مشتركاً‪ ،‬ىنا يحل الدائن محل المدين ويصبح مالكا عمى الشيوع مع‬
‫‪3‬‬
‫باقي أصحاب المال‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عدم اشتراط توافر التناسب بين مقدار دين الحاجز وقيمة الحاصل‬
‫التنفيذ عميو‬
‫أجاز المشرع لمدائن الحاجز بمبمغ معين أن يحجز عمى ما يشاء من أموال مدينو‬
‫والتنفيذ عمييا‪ ،‬والحكمة من عدم اشتراط التناسب بين دين الحجز واألموال المحجوزة‬
‫تكمن في أن جميع أموال المدين تعتبر ضمانا لوفاء ديونو‪ ،‬من ىذا األمر أجاز المشرع‬
‫‪4‬‬
‫لممدين ما يعرف باإليداع والتخصيص ونصت عميو المواد من ‪ 640‬إلى ‪ 642‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪ -1‬الوافي فيصل وسمطاني عبد العظيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11- 12‬‬
‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬ص ‪.433‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -4‬الوافي فيصل وسمطاني عبد العظيم‪ ،‬المرجعالسابق‪ ،‬صص ‪.11 -11‬‬

‫‪80‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األموال التي ال يجوز الحجز عمييا‬


‫أن المشرع الجزائري استثنى‬
‫األصل أن جميع أموال المدين ضامنة لموفاء بديونو‪ ،‬إالّ ّ‬
‫بعض األموال التي ال يجوز التنفيذ عمييا‪ ،‬وذلك بموجب المادة ‪ 636‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي حددت‬
‫األموال التي ال يجوز الحجز عمييا عمى سبيل الحصر‪ 1.‬حيث يمنع القانون الحجز عمى‬
‫فإن ىذا المنع يبطل الحجز عمييا سواء أكان حج از تحفظيا أو تنفيذيا‪،‬‬
‫بعض األموال‪ّ ،‬‬
‫والمنع من التنفيذ عمى المال قد يكون مطمقا بالنسبة ألي دين أو قد يكون نسبيا‪ ،‬فيجيز‬
‫القانون الحجز عمى المال استيفاء لبعض الديون‪ ،‬كذلك قد يكون المنع كميا‪ ،‬فيحضر‬
‫‪2‬‬
‫الحجز عمى المال كمو‪ ،‬وقد يكون جزئيا بحيث يجوز الحجز عمى جزء منو‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إجراءات الحجز‬


‫سنتطرق في ىذا الفرع إلى إجراءات الحجز في كل من المنقول والحجز عمى ما لدى‬
‫الغير والحجز عمى العقار‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إجراءات الحجز عل المنقول لدى المدين‬


‫يقع الحجز عمى جميع المنقوالت المادية الممموكة لممدين وكذلك األسيم أو حصص‬
‫األرباح في الشركات والسندات المالية إن كانت من بين ممتمكاتو‪ ،‬كما تعتبر الثمار‬
‫القائمة والمزروعات الوشيكة النضج منقوالت بحسب المال‪ ،‬وىذا يتم وفقا إلجراءات‬
‫قانونية وىذا ما سنتناولو ‪.‬‬

‫توقيع الحجز‬ ‫‪-1‬‬


‫نصت المادة ‪ 687‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ عمى‪ ":‬إذا لم يقم المدين بالوفاء بعد انقضاء أجل ‪11‬‬
‫يوما من تاريخ تكميفو بالوفاء وفقا لممادة ‪ 212‬أعاله‪ ،‬يجوز لممستفيد من السند‬

‫‪ -1‬راجع نص المادة ‪ 626‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪.‬‬


‫‪-2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬ص ‪.439‬‬

‫‪81‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫التنفيذي‪ ،‬الحجز عمى جميع المنقوالت و‪/‬أو األسيم و‪/‬أو حصص األرباح في الشركات‬
‫و‪/‬أو السندات المالية لممدين‪.‬‬
‫يتم الحجز بأمر عمى عريضة يصدره رئيس المحكمة التي توجد في دائرة‬
‫اختصاصيا األموال المراد حجزىا‪ ،‬وعند اإلقتضاء في موطن المدين‪ ،‬وذلك بناء عمى‬
‫طمب الدائن أو ممثمو القانوني أو اإلتفاقي‪.‬‬
‫يمكن اإلستعانة بالقوة العمومية لتنفيذ أمر الحجز عند اإلقتضاء‪".‬‬
‫حسب نص المادة فإن عممية الحجز تتم بموجب أمر عمى عريضة يصدره رئيس‬
‫المحكمة الواقع في دائرة اختصاصيا األموال المراد حجزىا‪ ،‬وعند االقتضاء رئيس محكمة‬
‫موطن المدين‪ ،‬بناء عمى طمب الدائن أو ممثمو القانوني أو االتفاقي‪ .‬وفي حالة وجود‬
‫صعوبات أو إشكاالت لتنفيذ أمر الحجز يمكن االستعانة بالقوة العمومية‪.‬‬

‫‪ - 2‬تبميغ المدين بالحجز‬


‫تقضي المادة ‪ 688‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ عمى طريقة إعبلن المدين بالحجز أو بمعنى آخر التبميغ‬
‫الرسمي‪ ،‬يقوم المحضر القضائي بالتبميغ الرسمي ألمر الحجز إلى المحجوز عميو‬
‫شخصيا أو إلى أحد أفراد عائمتو البالغين المقيمين معو إذا كان شخصيا طبيعيا ويبمغ إلى‬
‫‪1‬‬
‫الممثل القانوني أو االتفاقي إذا كان شخصا معنويا‪.‬‬
‫كما ذكرت المادة أنو في حالة غياب المدين أو لم يكن لو موطن معروف يتم التبميغ‬
‫‪2‬‬
‫الرسمي بالحجز وفقا ألحكام المادة ‪ 412‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫أما إذا كان المحجوز عميو مقيما خارج الوطن فيجب تبميغو طبقا لممادة ‪689‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 688‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪.‬‬


‫‪ -2‬محمد صبري السعدي‪ ،‬الواضح في شرح طرق التنفيذ الجبري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.490‬‬

‫‪82‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات حجز ما لممدين لدى الغير‬


‫‪ - 1‬استصدار أمر بالحجز‬
‫نصت المادتين ‪ 667‬و‪ 668‬من ق إ‪.‬م‪.‬إ ‪.‬ج عمى أن الحجز عمى أموال المدين لدى‬
‫الغير يكون بموجب أمر عمى عريضة من رئيس المحكمة التي توجد بيا تمك األموال‪،‬‬
‫بناء عمى طمب من الدائن الذي يتعين عميو اختيار موطن لو في دائرة اختصاص‬
‫‪1‬‬
‫المحكمة التي توجد فييا األموال المحجوزة‪.‬‬

‫‪ - 2‬التبميغ الرسمي لمحجز‬


‫يبمغ أمر الحجز إلى الغير المحجوز لديو شخصا طبيعيا‪ ،‬واذا كان شخصا معنويا‬
‫يبمغ إلى الممثل القانوني مع تسميمو نسخة من أمر الحجز‪ .‬ويتم التبميغ الرسمي لمحضر‬
‫الحجز إلى المدين المحجوز عميو خبلل ‪ 8‬أيام إلجراء الحجز‪ ،‬مرفقا بنسخة من أمر‬
‫‪2‬‬
‫الحجز واال كان قاببل لئلبطال‪.‬‬

‫‪ - 3‬جرد األموال وتعيين حارس عمييا‬


‫يقوم المحضر القضائي بجرد األموال المراد حجزىا وتعيينيا تعيينا دقيقا في محضر‬
‫‪3‬‬
‫الحجز والجرد‪ ،‬ويعين المحجوز لديو حارسا عمييا وعمى ثمارىا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إجراءات الحجز عمى العقار‬


‫بعد عدم استيفاء المدين لديونو لعدم وجود منقوالت‪ ،‬أعطى القانون الحق لمدائن في‬
‫الحجز عمى العقارات الممموكة لممدين‪ ،‬لكن بشرط عدم التنفيذ عمييا إالّ بعد التنفيذ عمى‬
‫المنقول‪ ،‬باسثناء أصحاب الرىن الرسمي وحق التخصيص الذين ليم الحق في التنفيذ‬
‫مباشرة عمى العقار دون التنفيذ عمى المنقول أوال‪ .‬وسنتطرق إلى إجراءات الحجز عمى‬
‫العقارات المشيرة‪ ،‬ثم الحجز عمى العقارات الغير مشيرة ‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادتين ‪ 661‬و‪ 668‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪.‬‬


‫‪ -2‬عبد الرحمان بربارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.332‬‬
‫‪ -3‬خضراوي األمين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪83‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫‪ - 1‬إجراءات الحجز عمى العقارات المشيرة‬


‫تمر إجراءات التنفيذ عمى العقارات المشيرة قبل البيع بالمزاد العمني بأربعةمراحل‬
‫وىي‪:‬‬

‫أ ‪ .‬استصدار أمر بالحجز‬


‫في ىذه الحالة يعمل الدائن بحسب نص المادة ‪ 724 ،722‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،‬من خبلل‬
‫المجوء إلى المحكمة المتواجد بيا العقار بموجب طمب يمتمس فيو ضرب الحجز عمى‬
‫العقار وممحقاتو‪ ،‬واذا كان تعدد لمعقارات المراد الحجز عمييا وكانت متواجدة في‬
‫اختصاصات قضائية مختمفة يمكن الحجز عمييا جميعا أمام محكمة واحدة طبقا لممادة‬
‫‪1‬‬
‫‪ 382‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫ب ‪ .‬تبميغ أمر الحجز لممحجوز عميو‬


‫يقوم المحضر القضائي بتبميغ أمر الحجز إلى المدين مع إخطار مفتشية الضرائب‬
‫بالحجز‪ ،‬وفي حالة لم يدفع مبمغ الدين في أجل شير واحد من تاريخ التبميغ يتم إنذاره‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وبعدىا يودع أمر الحجز في مصمحة الشير العقاري‪.‬‬

‫ج ‪ .‬قيد الحجز بالمحافظة العقارية‬


‫في حالة قبول الطمب يصدر رئيس المحكمة أمر بالحجز في مدة ‪ 8‬أيام من تاريح‬
‫تقديمو‪ ،‬بشرط أن يتضمن السند التنفيذي وتاريخ تبميغو والتكميف بالوفاء إضافة إلى‬
‫التعيين الدقيق لمعقار تحت طائمة قابمية اإلبطال حسب المادة ‪ 724‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ 3.‬ويعتبر‬
‫القيد محجو از من تاريخ القيد‪ ،‬وىذا األخير ىو من سيعمل عمى الحد من سمطة المحجوز‬
‫عميو من التصرف في العقار وىذا في األحوال التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬نسيم يخمف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.416‬‬


‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 311‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪.‬‬
‫‪ -3‬نسيم يخمف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.411‬‬

‫‪84‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫‪ -‬البيع‪ :‬القيد يمنع المدين أو الكفيل العيني من التصرف في ممكيتو كما يمنع عميو‬
‫أيضا توقيع حقوق عينية أخرى كالرىن‪ ،‬إال أنو يجوز لبائع العقار المحجوز أو مقرض‬
‫ثمنو أن يقيدوا حق امتياز في األوضاع المنصوص عمييا في المادتين ‪ 199‬و‪1001‬‬
‫‪1‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫‪ -‬اإليجار‪ :‬وىي المسألة التي تضمنت أحكاميا المادة ‪ 730‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي حددت‬
‫المعيار بتاريخ قيد أمر الحجز فإذا كان المحجوز عميو يسكن العقار المحجوز بقي فيو‬
‫إلى غاية البيع وبدون مقابل‪ ،‬ويبقى حائ از لو بصفتو حارسا‪ .‬أما إذا كان مؤج ار وقت‬
‫‪2‬‬
‫الحجز اعتبرت أجرتو محجوزة تحت يد المستأجر بمجرد تبميغو الرسمي بأمر الحجز‪.‬‬

‫د‪ .‬إعداد العقار لمبيع‬


‫خبلل ‪ 30‬من التبميغ الرسمي ألمر الحجز‪ ،‬إذا لم يقم المدين بوفاء الدين يحرر‬
‫المحضر القضائي قائمة شروط البيع ويودعيا بأمانة ضبط المحكمة المتواجدة عمى‬
‫‪3‬‬
‫مستواه العقار المحجوز‪ ،‬وذلك حسب نص المادة ‪737‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪.‬‬
‫‪ -‬انعقاد جمسة البيع بالمزاد العمني‬
‫يتم البيع بالمزاد العمني بجمسة عمنية برئاسة رئيس المحكمة أو القاضي الذي يعينو‬
‫ليذا الغرض في الوقت المحدد بحضور المحضر القضائي وأمين الضبط والدائنين‬
‫والكفيل العيني إن وجد أو بعد إخبارىم ب‪ 8‬أيام قبل تاريخ الجمسة وحضور عدد من‬
‫المزايدين ال يقل عددىم عن ‪ 3‬أشخاص‪ 4.‬وفي الجمسة الموالية يباع العقار لمن تقدم‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.418‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪.‬‬
‫‪ -3‬راجع نص المادة ‪ 121‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪.‬‬
‫‪ -4‬راجع نص المادة ‪ 112‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫انفصم انثاني‪.....................................................‬انىسائم انقانىنية نهتنفيذ انعيني‬

‫بأعمى عرض ولو كان أقل من الثمن األساسي‪ ،‬إالّ إذا قبل الدائن استيفاء الدين عينا‬
‫‪1‬‬
‫بالعقار وىذا عمى أساس الثمن األساسي المحدد لو‪.‬‬

‫‪ - 2‬حجز العقار الغير مشير‬


‫لقد أحدث القانون الجزائري مضمونا جديدا في إمكانية التنفيذ عمى العقار‪ ،‬ولقد‬
‫جاءت المادة ‪768‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ التي تجيز الحجز عمى العقارات غير المشيرة‪ ،‬وذلك في‬
‫حالتين دون غيرىما ‪:2‬‬
‫‪ -‬عقار غير مشير لو مقرر إداري‪.‬‬
‫‪ -‬عقار غير مشير لو سند عرفي ثابت التاريخ‪.‬‬

‫‪ -1‬نسيم يخمف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.412‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.411‬‬

‫‪86‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‪......................................................................................................‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫توصمنا في ختام ىذه الدراسة أن األثر الرئيسي لبللتزام ىو التنفيذ العيني وىذا ىو‬
‫األصل‪ ،‬والتنفيذ العيني ىو قيام المدين بالوفاء بما التزم بو اتجاه لمدائن‪ ،‬وقد يكون ىذا‬
‫االلتزام مصدره العقد أو دون ذلك كالعمل الغير مشروع أو اإلثراء ببل سبب وغيرىا‪.‬‬
‫والتنفيذ العيني يتم وفق شروط حددىا المشرع الجزائري من خبلل نص المادة ‪164‬‬
‫من القانون المدني‪ ،‬حيث يجب إعذار المدين أوال‪ ،‬ما عدا الحاالت المستثناة بمقتضى‬
‫المادة ‪ 181‬ق‪.‬م‪ ،‬وفي ىذا تنبيو لممدين بالوفاء قبل حمول األجل‪ ،‬وكذلك يشترط أن‬
‫يكون التنفيذ العيني ممكناً أي ال يمكن التنفيذ عمى شيء أصبح الوفاء بو مستحيبل‪.‬‬
‫يتم التنفيذ العيني لبللتزام بين طرفين ىما الدائن الموفى لو والمدين الموفي‪ ،‬كما‬
‫يمكن أن ينتقل ىذا الحق إلى الخمف العام أو الخمف الخاص عند تنفيذ االلتزام‪ ،‬وتختمف‬
‫كيفية التنفيذ العيني لبللتزام باختبلف محمو‪ ،‬فيناك العديد من االلتزامات التي يقتضي‬
‫تنفيذىا عينا التدخل الشخصي لممدين بحيث يكون محل اعتبار‪ ،‬وعميو التنفيذ العيني‬
‫لبللتزام يكون غير مبلئم وغير ممكن إال إذا قام بو المدين بنفسو‪ ،‬حيث قام المشرع في‬
‫ىذا النوع من االلتزامات بوضع سبل توفير الحماية لمدائن وحفظ حقوقو‪.‬‬
‫أما إذا لم ينفذ المدين ما التزم بو طواعيةً‪ ،‬يمجأ الدائن إلى الوسائل القانونية التي‬
‫تمكنو من الحصول عمى التنفيذ العيني لبللتزام دون تدخل المدين‪ ،‬وىذا إذا كانت‬
‫شخصيتو ليست محل اعتبار في التنفيذ‪.‬‬
‫ويتم إجبار المدين والضغط عميو لقيامو بالوفاء‪ ،‬من خبلل الضمانات التي‬
‫خصصيا المشرع الجزائري لمدائن وذلك حماية لو ولعدم ضياع حقوقو‪ ،‬منيا الغرامة‬
‫التيديدية التي تكسر عناد المدين وتجبره عمى الوفاء عن طريق دفع مبمغ عند كل تأخير‬
‫لو في التنفيذ وذلك متى توافرت شروطيا‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫وكذلك المجوء إلى اإلكراه البدني الذي ييدف إلى حبس المدين إلى أن يفي بما ىو‬
‫أن اإلكراه البدني كان معموال بو في المواد‬
‫قضاء‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫ً‬ ‫محكوم عميو‬
‫المدنية (في قروض النقود والمواد التجارية) وفي المواد الجزائية‪ ،‬إالّ ّأنو تم توقيف العمل‬
‫بو في الديون المدنية بموجب قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية لسنة ‪2008‬م استجابة‬
‫لبللتزامات الدولية لمجزائر بعد مصادقتيا العيد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‬
‫‪1989‬م حيث تم إلغاء العمل بو في المسائل المدنية‪ ،‬وبقي العمل بو في المسائل الجزائية‬
‫فقط‪.‬‬
‫رخص لكبل طرفي االلتزام االمتناع عن تنفيذ التزاميما‪ ،‬وذلك‬
‫أن القانون قد ّ‬
‫كما نجد ّ‬
‫بشرط وجود دينين متقابمين بينيما‪ ،‬وتحقق االرتباط بين الدينين‪ ،‬وىذا ما يعرف بالحق في‬
‫الحبس فيو يحقق فعالية قانونية ومادية عمى الصعيد العممي بالنسبة لضمان حق الدائن‬
‫في الوفاء‪.‬‬
‫وقد يعترض سير ىذا التنفيذ بما يسمى عوارض النظام القانوني‪ ،‬وعندئذ يصعب‬
‫توفير الحماية القانونية‪ ،‬إذ يجد الشخص نفسو أمام مبدأ ال يقتضي أحد حقو بنفسو‪،‬‬
‫وبالتالي ال مناص من حمول الحماية التنفيذية محل الحماية القانونية‪ ،‬وتتحقق ىذه‬
‫الحماية من خبلل تدخل السمطة العامة تحت والية القضاء وىذا ما يعرف بالتنفيذ العيني‬
‫القضائي‪ ،‬أو التنفيذ الجبري الذي ىو مجموعة من اإلجراءات التي تستيدف اقتضاء‬
‫الدائن لحقو جب اًر عن إرادة مدينو‪ ،‬فالمشرع الجزائري وضع نصوصا فعالة تمكن الدائن‬
‫من أن يحجز عمى منقوالت وعقارات مدينو وبيعيا بالمزاد العمنيويقتضي حقو من ثمن‬
‫بيعيا‪ ،‬وىذا متى توافرت شروط الحجز وتم اتباع اإلجراءات المنصوص عمييا في‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ ‪.‬‬
‫وبناء عمى ماتم تناولو فقد خمصنا من خبلل دراستنا ىذه إلى جممة من النتائج‬
‫ً‬
‫والتوصيات‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫أوال‪ :‬النتائج‬
‫‪ -‬أولى المشرع الجزائري اىتماما كبي ار لموضوع التنفيذ العيني لبللتزام‪ ،‬من خبلل‬
‫تنظيم األحكام المتعمقة بو في القانون المدني‪ ،‬إلى جانب تنظيم صور التنفيذ في قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬التنفيذ العيني لبللتزام يحتوي عمى عنصري المديونية والمسؤولية‪ ،‬فإذا كان التنفيذ‬
‫طواعية فيذا تطبيق لعنصر المديونية‪ ،‬أما في حالة تعنت المدين جاز لمدائن االستعانة‬
‫بعنصر المسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬ألغى المشرع العمل باإلكراه البدني في المسائل المدنية وأبقى العمل بو في‬
‫المسائل الجزائية فقط‪.‬‬
‫‪ -‬المشرع الجزائري عند نصو عمى اإلكراه البدني في المواد الجزائية قد وازن بين‬
‫بأي‬
‫مصمحتين متناقضتين ىما مصمحة المدين من خبلل فتح المجال لو إلثبات إعساره ّ‬
‫وسيمة لمتيرب من تنفيذ اإلكراه البدني‪ ،‬كما جعل الطعن بالنقض يوقف تطبيق اإلكراه‬
‫البدني‪ ،‬وكذلك وقف اإلكراه البدني عند وفاء المدين بنصف المبمغ‪.‬‬
‫ـ كما راعى مصمحة الدائن من خبلل نصو عمى اإلكراه البدني جب اًر لممدين عمى‬
‫الوفاء‪ ،‬واشتراط موافقة الدائن عمى وقف اإلكراه البدني في حال وفاء المدين بنصف‬
‫المبمغ‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في الحبس ىو نظام ال يختمف كثي ار عن الفسخ‪ ،‬الذي يؤدي إلى إنياء‬
‫العقد في حين أن الدافع األساسي إلبرام العقود ىو السعي لتنفيذىا‪.‬‬
‫‪ -‬التنفيذ العيني القضائي ىو آخر إجراء يتم المجوء إليو بعد التنفيذ االختياري‪.‬‬
‫‪ -‬في التنفيذ العيني القضائي استثنى المشرع الجزائري من المبدأ العام "كل أموال‬
‫المدين ضامنة لموفاء بديونو" بعض األموال التي ال يمكن الحجز عمييا‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫‪ -‬استحدث الم شرع الحجز عمى العقار الغير مشير والحجز عمى األجور بموجب‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية سنة ‪.2008‬‬
‫‪ -‬راعى المشرع مصمحة المدين بشكل كبير‪ ،‬حيث أتاح لو الفرصة ألن يقوم بسداد‬
‫دينو خبلل أي مرحمة من مراحل الحجز والبيع‪ ،‬لكي يب أر ذمتو ويرفع الحجز عمى أموالو‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬

‫‪-‬إن الغاء اإلكراه البدني في المواد المدنية ّ‬


‫أدى الى تعطيل أحد اىم الوسائل‬

‫الضغط عمى المدين لجبره عمى التنفيذ العيني لبللتزام سيما في حالة المدين المعسر الذي‬
‫ال يممك منقوالت او عقارات يمكن الحجز عمييا ولذلك نقترح إعادة تفعيل نظام اإلكراه‬
‫البدني في المواد المدنية مع تقييده بااللتزامات غير التعاقدية تماشيا مع نص المادة ‪11‬‬
‫من العيد الدولي لمحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل صبلحيات المحضر القضائي في البحث عن أموال المدين بشكل اكثر‬

‫مرونة وبساطة من بعض التعقيدات الموجودة حاليا في النصوص القانونية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة انمراجع‪............................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫‪ -‬الكتب‬
‫‪ -4‬أنور سمطان‪ ،‬النظرية العامة لئللتزام‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.3001 ،‬‬
‫‪ -‬بمحاج العربي‪ ،‬أحكام اإللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬دون بمد‪.3041 ،‬‬
‫‪ -3‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬الوجيز في أحكام اإللتزام في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دون‬
‫طبعة‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.3001 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق السنيوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬نظرية اإللتزام‬
‫بوجو عام‪ ،‬اإلثبات ‪ -‬آثار اإللتزام‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪. 3000 ،‬‬
‫‪ -1‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬نظرية اإللتزام بوجو عام‪ ،‬اإلثبات‬
‫‪ -‬آثار اإللتزام‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحمبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪،‬‬
‫‪.3000‬‬
‫‪ -1‬عبد القادر الفار‪ ،‬أحكام االلتزام‪ ،‬آثار الحق في القانون المدني‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.3009 ،‬‬
‫‪-6‬العوجي مصطفى‪ ،‬القانون المدني‪ ،‬الموجبات المدنية‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬منشورات الحمبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬لبنان‪.3006 ،‬‬
‫‪-1‬محمد صبري السعدي‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬النظرية العامة لئللتزمات‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار‬
‫اليدى‪ ،‬عين مميمة ‪ -‬الجزائر‪.3001 ،‬‬
‫‪ -8‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪،‬الواضح في شرح التنفيذ الجبري‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عين مميمة ‪ -‬الجزائر‪. 3041 ،‬‬

‫‪93‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫‪-9‬محمد ناصر محمد‪ ،‬أحكام وقواعد التنفيذ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الراية لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.3043 ،‬‬
‫‪-40‬مروك نصر الدين‪ ،‬طرق التنفيذ في المواد المدنية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار ىومة‪،‬‬
‫الجزائر‪.3008 ،‬‬
‫‪ -44‬نبيل إبراىيم سعد‪ ،‬النظرية العامة لئللتزام‪ ،‬أحكام اإللتزام‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.3002 ،‬‬
‫‪-43‬نسيم يخمف‪ ،‬الوافي في طرق التنفيذ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬جسور لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪. 3041 ،‬‬
‫‪ -42‬الوافي فيصل وسمطاني عبد العظيم‪ ،‬طرق التنفيذ‪ ،‬وفقاً لقانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية ‪ ،09/08‬دون طبعة‪ ،‬دار الخمدونية لمنشر والتوزيع‪ ،‬القبة القديمة ‪ -‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.3043‬‬
‫‪ -‬الرسائل والمذكرات الجامعية‬
‫‪-4‬القروي بشير سرحان‪ ،‬طرق التنفيذ في التشريع الجزائري والتشريع المقارن‪ ،‬اطروحة‬
‫لنيل شيادة الدكتو اره‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪-3‬بومالي فروجة‪ ،‬صور تنفيذ االلتزام‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر في القانون‪،‬‬
‫تخصص‪ :‬القانون الخاص‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2019 ،‬‬
‫‪ -2‬جميمة لعور‪ ،‬التنفيذ الجبري في القانون المدني‪ ،‬مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر‪،‬‬
‫كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مييدي‪ ،‬أم البواقي‪.3041/3046 ،‬‬
‫‪ -1‬خضراوي األمين‪ ،‬التنفيذ الجبري في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كمية الحقوق‬
‫والعموم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.3049/06/30 ،‬‬

‫‪94‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫‪ -1‬عبد الوىاب نسيمة وبوقبة دليمة‪ ،‬حاالت مشروعية اإلمتناع عن الوفاء عمى ضوء‬
‫القانون المدني الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماستر‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪،‬‬
‫بجاية‪.3042 -3043 ،‬‬
‫‪ -‬المقاالت‬
‫‪ -4‬إيمان بارش‪ ،‬اإلكراه البدني في التشريع الجزائري‪ ،‬مجمّة الدراسات في الحوكمة‬
‫والقانون االقتصادي‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،4‬المجمد ‪ ،04‬العدد ‪.3034 ،04‬‬
‫‪-3‬خوجة حسينة‪ ،‬حق الحبس ضمان لتنفيذ االلتزام‪ ،‬المجمة الجزائرية لمعموم القانونية‬
‫واإلقتصادية والسياسية‪ ،‬كمية الحقوق ‪ -‬سعيد حمدين‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ -4‬بن يوسف بن‬
‫خدة‪ ،‬د مجمد‪ ،‬د عدد‪ ،‬د سنة‪.‬‬
‫‪-2‬طاىري يحي‪ ،‬اإلكراه المالي كآلية لمتنفيذ العيني الجبري في المادة المدنية‪ ،‬المجمة‬
‫الجزائرية لمعموم القانونية‪ ،‬السياسية واإلقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬المجمة ‪ ،11‬العدد ‪،04‬‬
‫السنة ‪.3030‬‬
‫‪ -‬النصوص القانونية‬
‫‪ -4‬األمر رقم ‪ 18 - 11‬المؤرخ في ‪ 30‬رمضان عام ‪ 4291‬الموافق ل‪ 36 -‬سبتمبر‬
‫سنة ‪ ،4911‬المعدل والمتمم‪ ،‬والمتضمن القانون المدني‪ ،‬جريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪،18‬‬
‫صادرة بتاريخ ‪ 20‬سبتمبر ‪.4911‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 09 - 08‬المؤرخ في ‪ 48‬صفر عام ‪ 4139‬الموافق ل‪ 31 -‬فبراير‬
‫سنة ‪ ،3008‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬المعدل والمتمم بالقانون ‪- 33‬‬
‫‪ 42‬في ‪ 43‬يوليو ‪( ،3033‬ج ر ‪.) 3033 - 18‬‬
‫‪-2‬القانون ‪ 02/06‬المؤرخ في ‪ 34‬محرم ‪ 4131‬الموافق ل‪3006/03/30 -‬‬
‫المتضمن مينة المحضر القضائي‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬العدد ‪ 41‬لسنة ‪.3006‬‬
‫‪ -‬المطبوعات‬

‫‪95‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫‪-4‬بمجودي وبوالخضرة‪ ،‬محاضرات في أحكام اإللتزام‪ ،‬موجية لطمبة السنة الثانية‬


‫حقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى‪ ،‬جيجل‪3030 ،‬‬
‫‪.3034 -‬‬
‫‪-3‬عبلل طحطاح‪ ،‬مطبوعة في أحكام اإللتزام‪ ،‬موجية لطمبة السنة الثانية ليسانس‬
‫حقوق‪ ،‬كمية الحقوق والعموم السياسية‪ ،‬جامعة الجيبللي بونعامة‪ ،‬خميس مميانة‪- 3049 ،‬‬
‫‪. 3030‬‬
‫‪ -‬القواميس‬

‫‪4‬ـ شادي رباح حسين دريدي‪ ،‬المعجم الجامع‪ ،‬حرف النون‪ ،‬مكتبة الجامعة األردنية‪ ،‬دون‬
‫بمد النشر‪. 3002 ،‬‬

‫‪96‬‬
‫الفيرس‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫الفيرس‬

‫تشكرات‬

‫اىداء‬

‫قائمة المختصرات والرموز‬

‫مقدمة‪4 ..................................................................................... ......‬‬

‫الفصل األول‪ :‬أحكام التنفيذ العيني لئللتزام‬

‫المبحث األول‪ :‬مفيوم التنفيذ العيني ‪1 ..........................................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف التنفيذ العيني وأنواعو ‪1 ................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التنفيذ العيني وأنواعو‪8 ....................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التنفيذ العيني‪8 ......................................................................‬‬

‫‪ -4‬التعريف المغوي ‪8 ............................................................................‬‬

‫‪ - 3‬التعريف الفقيي ‪8 ...........................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬أنواع التنفيذ العيني ‪9 ......................................................................‬‬

‫‪ -4‬التنفيذ العيني اإلختياري ‪9 ...................................................................‬‬

‫‪ -3‬التنفيذ العيني الجبري ‪44 ....................................................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬شروط التنفيذ العيني لئللتزام ‪43 ...............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إعذار المدين ‪43 ...................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلعذار ‪43 ..........................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬شروط االعذار ‪42 .........................................................................‬‬

‫‪98‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫ثالثاً‪ :‬الحاالت المستثناة من اإلعذار ‪41 ........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أن يكون التنفيذ العيني ممكنا ‪41 .................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف إمكانية التنفيذ العيني ‪41 ...........................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬أسباب استحالة التنفيذ العيني وحموليا ‪41 ................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أال يكون التنفيذ العيني مرىقا لممدين ‪46 ........................................‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون في التنفيذ العيني إرىاق لممدين ‪46 .............................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬أن يمحق الدائن ضرر جسيم من جراء العدول عن التنفيذ العيني إلى التعويض ‪46 .‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أال يكون في التنفيذ العيني عمى المدين مساس بحريتو الشخصية ‪41 .........‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أركان التنفيذ العيني ‪41 ........................................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أطراف التنفيذ العيني ‪41 .......................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المدين الموفي ‪48 ..................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المدين الموفي ‪48 ..................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروط الواجب توافرىا في المدين الموفي‪48 ...........................................‬‬

‫‪ -4‬األىمية‪49 ................................................................................... .‬‬

‫‪ - 3‬اإلرادة ‪49 ....................................................................................‬‬

‫ثالثاً‪ :‬صفات المدين الموفي ‪30 .................................................................‬‬

‫‪ -4‬الوفاء من المدين ‪30 ........................................................................‬‬

‫‪ - 3‬الوفاء من شخص لو مصمحة في الوفاء ‪30 .............................................‬‬

‫‪ - 2‬الوفاء من شخص ليست لو مصمحة في الوفاء ‪30 ......................................‬‬

‫‪99‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫رابعاً‪ :‬الحاالت التي يرفض فييا الدائن الوفاء من الغير ‪34 ..................................‬‬

‫خامساً‪ :‬رجوع الموفي عمى المدين ‪34 ..........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الدائن الموفى لو ‪32 ...............................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الدائن الموفى لو ‪32 ................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروط الواجب توافرىا في الدائن الموفى لو ‪32 ........................................‬‬

‫‪ - 4‬األىمية ‪32 ...................................................................................‬‬

‫الدين ‪32 ..........................................‬‬


‫‪- 3‬أن يكون الموفى لو دائناً وقت استيفاء ّ‬
‫ثالثاً‪ :‬حاالت الدائن الموفى لو ‪31 ...............................................................‬‬

‫‪ - 4‬الموفى لو ىو نائب الدائن ‪31 .............................................................‬‬

‫القيم‪ ،‬أو الوكيل عن الغائب ‪31 ......................‬‬


‫الوصي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الولي‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬الموفى لو ىو‬

‫ب‪ -‬الموفى لو ىو حارس قضائي ‪31 ...........................................................‬‬

‫الدعوى الغير مباشرة ‪31 ...........................‬‬


‫ج‪ -‬الموفى لو دائن الدائن عند استعمال ّ‬
‫د‪ -‬الموفى لو محضر قضائي ‪31 ..............................................................‬‬

‫ه‪ -‬الموفى لو وكيل لمدائن‪31 ...................................................................‬‬

‫‪ - 3‬الموفى لو ىو غير الدائن ‪31 ..............................................................‬‬

‫أ‪ -‬إقرار الدائن لموفاء‪36 ..................................................................... ..‬‬

‫ب‪ -‬منفعة تعود عمى الدائن من الوفاء ‪36 ......................................................‬‬

‫ج‪ -‬الوفاء لمدائن الظاىر حسن النية ‪36 ........................................................‬‬

‫رابعاً‪ :‬امتناع الدائن عن قبول الوفاء ‪31 ........................................................‬‬

‫‪100‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬موضوع التنفيذ العيني ‪31 ......................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإللتزام بنقل ممكية أو حق عيني آخر‪38 ........................................‬‬

‫أوال‪ :‬االلتزام الوارد عمى المنقوالت ‪38 ...........................................................‬‬

‫‪ - 4‬الشيء الذي يقع عميو االلتزام منقول معين بالذات ‪38 ..................................‬‬

‫‪ - 3‬الشيء الذي يقع عميو االلتزام منقول معين بنوعو ‪39 ...................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬االلتزام الوارد عمى العقارات ‪39 ...........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإللتزام بعمل ‪20 ...................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬االلتزام ببذل عناية ‪20 ......................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬االلتزام بتحقيق نتيجة ‪24 ..................................................................‬‬

‫‪ - 4‬االلتزام بالتسميم‪24 ..........................................................................‬‬

‫‪ - 3‬االلتزام بإنجاز عمل معين ‪23 .............................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإللتزام باالمتناع عن عمل ‪22 ...................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الوسائل القانونية لمتنفيذ العيني‬

‫المبحث األول‪ :‬وسائل جبر المدين عمى التنفيذ العيني ‪26 ....................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الغرامة التيديدية ‪26 ............................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الغرامة التيديدية ______________________________‪37‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الحكم بالغرامة التيديدية ‪28 ...............................................‬‬

‫أوال‪ :‬التزام امتنع المدين عن تنفيذه مع أن تنفيذه العيني ال يزال ممكنا ‪28 ..................‬‬

‫‪101‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون التنفيذ العيني ليذا االلتزام يقتضي تدخل المدين الشخصي‪ ،‬واال كان‬
‫التنفيذ غير ممكن ‪29 .............................................................................‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أال يكون فييا مساس بالحق األدبي لممؤلف ‪10 .........................................‬‬

‫رابعاً‪ :‬إلتجاء الدائن بالمطالبة بتوقيع غرامة تيديدية ‪10 .......................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص الغرامة التيديدية وآثارىا ‪14 ..........................................‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص الغرامة التيديدية ‪14 ............................................................‬‬

‫‪ -4‬الغرامة التيديدية ذات طابع مؤقت ‪14 .....................................................‬‬

‫‪ - 3‬الغرامة التيديدية ذات طابع تيديدي ‪14 ..................................................‬‬

‫‪ -2‬الغرامة التيديدية غير محددة المقدار ‪13 ..................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬آثار الحكم بالغرامة التيديدية ‪13 .........................................................‬‬

‫‪ -4‬قيام المدين بتنفيذ التزامو ‪13 ................................................................‬‬

‫مص اًر عمى عدم التنفيذ ‪13 ....................................................‬‬


‫‪ -3‬بقاء المدين ّ‬
‫المطمب الثاني‪ :‬اإلكراه البدني ‪13 ...............................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلكراه البدني وطبيعتو القانونية ‪12 ......................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف اإلكراه البدني ‪12 ...................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬الطبيعة القانونية لئلكراه البدني ‪12 .......................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط تطبيق اإلكراه البدني ‪11 ..................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط الشكمية ‪11 .........................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروط الموضوعية ‪11 ...................................................................‬‬

‫‪102‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫مدة اإلكراه البدني ونطاق تطبيقو ‪11 .....................................‬‬


‫الفرع الثالث‪ :‬تحديد ّ‬
‫مدة اإلكراه البدني ‪16 ...............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تحديد ّ‬
‫ثانياً‪ :‬نطاق تطبيق اإلكراه البدني ‪16 ...........................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬وقف تنفيذ اإلكراه البدني‪11 .......................................................‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬آثار تطبيق اإلكراه البدني ‪18 ..................................................‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬الحق في الحبس ‪19 ...........................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحق في الحبس ‪10 .......................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحق في الحبس‪10 ................................................................‬‬

‫‪ - 4‬التعريف القانوني ‪10 ........................................................................‬‬

‫‪ -3‬التعريف الفقيي ‪10 ..........................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط الحق في الحبس _____________________________‪51‬‬

‫أوال‪ :‬دينان متقاببلن ‪14 ..........................................................................‬‬

‫‪ -4‬وجود إلتزام عمى الحابس بآداء شيء ‪14 ..................................................‬‬

‫‪ -3‬وجود حق مستحق اآلداء لمدائن الحابس‪12 ...............................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬قيام ارتباط ما بين الدينين ‪12 .............................................................‬‬

‫‪ -4‬اإلرتباط القانوني ‪12 .........................................................................‬‬

‫‪ -3‬اإلرتباط المادي ‪11 ..........................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثار الحق في الحبس ‪11 .........................................................‬‬

‫أوال‪ :‬آثار الحق في الحبس بالنسبة لمحابس ‪11 ................................................‬‬

‫‪103‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫‪ -4‬حقوق الحابس ‪16 ............................................................................‬‬

‫أ‪ -‬حق الحابس في اإلمتناع عن تسميم العين ‪16 ..............................................‬‬

‫ب ‪ -‬حق الحابس في اإلمتناع عن تسميم ما تنتجو العين من غمة أو ثمرات‪16 ...........‬‬

‫‪ -3‬واجبات الحابس ‪11 ..........................................................................‬‬

‫أ‪ -‬المحافظة عمى الشيء المحبوس ‪11 ........................................................‬‬

‫ب ‪ -‬تقديم حساب عن غمة الشيء المحبوس ‪11 ..............................................‬‬

‫رد العين المحبوسة ‪18 .....................................................................‬‬


‫ج‪ّ -‬‬
‫ثانياً‪ :‬آثار الحق في الحبس بالنسبة لمغير ‪18 ..................................................‬‬

‫‪ -4‬في مواجية المدين وخمفو العام والدائنين العاديين ‪18 .....................................‬‬

‫‪ -3‬في مواجية الخمف الخاص ‪18 .............................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إنقضاء الحق في الحبس ‪19 ......................................................‬‬

‫أوال‪ :‬انقضاء الحق في الحبس بطريق تبعي ‪19 ................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬انقضاء الحق في الحبس بطريق أصمي ‪19 .............................................‬‬

‫‪ 1-‬تقديم تأمين كاف لموفاء بالحق المضمون بالحبس ‪60 ....................................‬‬

‫‪ 2-‬ىبلك العين المحبوسة ‪60 ...................................................................‬‬

‫‪ 4-‬خروج الشيء من يد حائزه ‪60 ..............................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التنفيذ العيني القضائي ‪64 .....................................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬أطراف التنفيذ العيني القضائي ‪64 ............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طالب التنفيذ ‪64 ....................................................................‬‬

‫‪104‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف طالب التنفيذ ‪64 ....................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروط الواجب توافرىا في طالب التنفيذ ‪63 ............................................‬‬

‫‪ -4‬الصفة‪63 ................................................................................... .‬‬

‫‪ - 3‬األىمية ‪61 ...................................................................................‬‬

‫‪ - 2‬المصمحة ‪61 ................................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المنفذ ضده ‪61 .....................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المنفذ ضده ‪61 .....................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬الشروط الواجب توافرىا في المنفذ ضده ‪61 ..............................................‬‬

‫‪- 3‬األىمية‪61 ................................................................................... .‬‬

‫ضدىم ‪61 ....................................‬‬


‫ثالثا‪ :‬حاالت استثنائية مدينون ال يجري التنفيذ ّ‬
‫‪ -4‬صدور حكم يشير إفبلس المدين ( المنفذ عميو ) ‪61 ....................................‬‬

‫‪ - 3‬الدولة واألشخاص المعنوية العامة ‪68 ....................................................‬‬

‫‪ - 2‬الدول األجنبية وممثمي الدبموماسيين ‪68 ..................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬السمطة العامة كطرف في التنفيذ‪68 .............................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المحضر القضائي‪69 ..............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬حقوق المحضر القضائي والتزاماتو ‪69 ...................................................‬‬

‫‪ -4‬حقوق المحضر القضائي ‪69 ...............................................................‬‬

‫‪ - 3‬إلتزامات المحضر القضائي‪10 ............................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الغير الخارج عن الخصومة في إجراءات التنفيذ ‪10 ............................‬‬

‫‪105‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫أوال‪ :‬المقصود بالغير ‪14 .........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط الغير في إجراءات التنفيذ ‪14 .....................................................‬‬

‫‪ - 4‬أال يكون طرفا في الحق في التنفيذ ‪14 ...................................................‬‬

‫‪ - 3‬أن يكون ممتزماً باالشتراك في إجراءات التنفيذ ‪14 .......................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬سند التنفيذ ‪13 ..................................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف السند التنفيذي‪12 ..........................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر السند التنفيذي ‪12 ........................................................‬‬

‫أوال‪ :‬العنصر الشكمي ‪12 .........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬العنصر الموضوعي ‪12 ...................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص السندات التنفيذية ‪11 ..................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أنواع السندات التنفيذية ‪11 ........................................................‬‬

‫أوال‪ :‬السندات التنفيذية الوطنية ‪11 ..............................................................‬‬

‫‪ - 4‬السندات القضائية ‪11 ......................................................................‬‬

‫‪ - 3‬السندات الغير قضائية ‪11 .................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬السندات التنفيذية األجنبية ‪16 .............................................................‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬محل التنفيذ العيني القضائي ‪11 ..............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحجز وأنواعو ‪11 .........................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الحجز ‪11 ...........................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬أنواع الحجز ‪18 ............................................................................‬‬

‫‪106‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫‪ - 4‬الحجز التحفظي ‪18 ........................................................................‬‬

‫أ ‪ .‬تعريف الحجز التحفظي‪18 ..................................................................‬‬

‫ب ‪ .‬خصائص الحجز التحفظي ‪18 ............................................................‬‬

‫ج‪ -‬شروط توقيع الحجز التحفظي ‪18 ..........................................................‬‬

‫‪ - 3‬الحجز التنفيذي ‪19 .........................................................................‬‬

‫أ ‪ .‬تعريف الحجز التنفيذي ‪19 ..................................................................‬‬

‫ب ‪ .‬أنواع الحجوز التنفيذية ‪19 .................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرىا في محل الحجز ‪19 ....................................‬‬

‫أوال‪ :‬أن يكون المال المراد حجزه ممموك لممدين ‪19 ...........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون المال مما يجوز الحجز عميو ‪80 ...............................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يكون المال معينا أو قاببل لمتعين ‪80 .................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬عدم اشتراط توافر التناسب بين مقدار دين الحاجز وقيمة الحاصل التنفيذ عميو‪….‬‬
‫‪80‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬األموال التي ال يجوز الحجز عمييا ‪84 .........................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إجراءات الحجز ___________________________________‪81‬‬

‫أوال‪ :‬إجراءات الحجز عل المنقول لدى المدين ‪84 ............................................‬‬

‫‪-4‬توقيع الحجز…… ‪84 .........................................................................‬‬

‫‪ - 3‬تبميغ المدين بالحجز‪83 ....................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات حجز ما لممدين لدى الغير ‪82 .................................................‬‬

‫‪ - 4‬استصدار أمر بالحجز ‪82 .................................................................‬‬

‫‪107‬‬
‫انفهرس‪..................................................................................................:‬‬

‫‪ - 3‬التبميغ الرسمي لمحجز ‪82 ..................................................................‬‬

‫‪ - 2‬جرد األموال وتعيين حارس عمييا ‪82 .....................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬إجراءات الحجز عمى العقار ‪82 ..........................................................‬‬

‫‪ - 4‬إجراءات الحجز عمى العقارات المشيرة ‪81 ...............................................‬‬

‫أ ‪ .‬استصدار أمر بالحجز ‪81 ...................................................................‬‬

‫ب ‪ .‬تبميغ أمر الحجز لممحجوز عميو ‪81 ......................................................‬‬

‫ج ‪ .‬قيد الحجز بالمحافظة العقارية ‪81 .........................................................‬‬

‫د‪ .‬إعداد العقار لمبيع ‪81 .........................................................................‬‬

‫‪ - 3‬حجز العقار الغير مشير ‪86 ..............................................................‬‬

‫خاتمة‪88 .................................................................................... …..:‬‬

‫قائمة المراجع‪92 ..................................................................................‬‬

‫الفيرس‪98 ..................................................................................... ...‬‬

‫‪108‬‬
‫الممخص‬
‫ والتنفيذ العيني ىو وفاء المدين بعين ما‬،‫إن األثر الرئيسي لئللتزام ىو التنفيذ العيني‬
ّ
،‫ ويتم ذلك وفقا لشروط يحددىا القانون المدني‬،‫إلتزم بو اتجاه الدائن وىذا ىو األصل‬
‫ إالّ ّأنو في حالة تعنت المدين عن تنفيذ‬.‫وتختمف كيفية التنفيذ باختبلف طبيعة اإللتزام‬
‫إلتزامو جاز لمدائن جبره والضغط عميو بالوسائل القانونية كالغرامة التيديدية واإلكراه‬
‫ كما يمكن لمدائن المجوء‬،‫ وذلك متى كان التنفيذ العيني ممكنا‬،‫البدني والحق في الحبس‬
‫ وىو ما يعرف بالتنفيذ العيني‬،‫إلى السمطة العامة وىذا آخر إجراء يستعممو الستيفاء حقو‬
،‫القضائي أو التنفيذ الجبري الذي يتم تحت سمطة القضاء عن طريق المحضر القضائي‬
.‫وقد نظم المشرع الجزائري إجراءاتو في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬

‫ التنفيذ العيني – التنفيذ الجبري – الغرامة التيديدية –التنفيذ‬:‫الكممات المفتاحية‬

. ‫اإلختياري‬
Résumé:
L’effet principal de l’obligation est l’exécution réelle, est l’exécution par
le débiteur de ce qu’il s’est engagé envers le créancier, est c’est le principe.
Toutefois, en cas d’intransigeance du débiteur dans l’exécution de son
obligation, le créancier peut le contrindre est faire pression sur lui par des
moyens légaux tels que la menace d’amande, la contrainte physique et le droit
à l’emprisonnement, chaque fois qu’une execution effective est possible. Peut
aussi recourir à l’autorité publique, et c’est la dernière procédure qu’ilutilise
pour faire valoir son droit, c’est ce qu’on apelle l’exécution efective. Le
législateur algérien à organisé ses procédures dans le code de procédures dans
le code procédure civile et administrative
.
Les mot clé:Mise en œuvre aimable, Exécution forcée, Amende
menaçante, Mise en œuvre facultative.

You might also like