You are on page 1of 10

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام الجزائية‪:‬‬

‫المطلب األول‪:‬تعريف الحكم الجزائي‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف لغة‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫المطلب الثاني‪:‬أنواع األحكام الجزائية‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع األحكام من حيث حضور المتهم أو غيابه‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع األحكام من حيث موضوعها‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع األحكام من حيث قابليتها للطعن‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬طرق الطعن‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬طرق الطعن العادية‬

‫الفرع األول‪ :‬المعارضة‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬في االستئناف‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير العادية‬

‫الفرع األول‪ :‬الطعن بالنقض‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التماس إعادة النظر‪:‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫يعتبر الحكم الجزائي محورا تدور في فلکه جميع موضوعات القانون والفكر الجنائيين وذلك بسبب‬

‫ارتباطه ارتباطا وثيقا بمختلف العلوم الجنائية‪ ،‬لكونه مظهرا من مظاهر السلطة الفعلية ‪،‬و العلمية‬

‫للقانون‪ ،‬و يلعب دورا كبيرا في صيانة الحقوق ‪،‬و المصالح و تحقيق األمن و اإلستقرار في المجتمع‪.‬‬

‫فغاية الدعوى هو الوصول إلى حكم حاسم لها حاز لقوة إنهائها‪ ،‬و تنفيذ ما يقضي به هو واجهة‬

‫الممارسة الفعلية لمطلب العدالة‪ ،‬و هو يعكس مدى قوة الدولة ووجودها وبسط سيادتها ‪،‬فيكفي صدوره‬

‫باسم الشعب‪ ،‬و هو يعد الكلمة النهائية للمحكمة في النزاع المعروض عليها‪،‬و قد حدد القانون عددا من‬

‫القواعد التي يلزم صدور الحكم وفقا لمقتضاه‪ ،‬و ذلك حفاظا على التطبيق السليم للقانون‪ ،‬و حماية‬

‫حقوق الناس و حفاظا عليها‪ .‬ومن خالل ما سبق نطرح التساؤل المتمثل في ماهية األحكام الجزائية‬

‫وطرق الطعن؟‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام الجزائية‪:‬‬

‫المطلب األول‪:‬تعريف الحكم الجزائي‬

‫يختلف تعريف الحكم الجزائي سواء من اللغة ( الفرع األول )أو الفقه ( الفرع الثاني )‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف لغة‪:‬‬

‫حكم ‪،‬حكما و حكومة باألمر للرجل أو عليه أو بينهم قضى و فصل وحكم بإدانة شخص اعتبره‬
‫‪1‬‬
‫مذنبا وأدانه ‪ ،‬حكم ببرائته ‪،‬برأه ‪ ،‬و حكم البالد‪:‬تولى شؤونها"‪.‬‬

‫تحكم في األمر‪:‬حكم فيه و فصل برأي نفسه‪ ...‬تصرف فيه وفق مشيئته‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫‪ - 1‬جبران مسعود الرائد ‪ ،‬معجم لغوي عصري‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬لبنان‪،2001 ،‬ص‪498‬‬
‫لقد أطلق الفقهاء على مصطلح "الحكم" عدة تعاريف و ذلك نظرا ألهميته البالغة بصفته غاية‬
‫‪2‬‬
‫الدعوى الجزائية‪.‬‬

‫الحكم الجزائي بمعناه الواسع عبارة عن كل قرار صادر من جهة قضائية عادية أو استثنائية أو‬

‫خاصة ذات والية خاصة بالنسبة لذلك القرار‪ ،‬والتعريف السائد في الفقه هو أنه عبارة عن قرار‬

‫تصدره المحكمة في خصومة مطروحة عليها طبقا للقانون فصال في موضوعها أو في مسألة يتعين‬
‫‪3‬‬
‫حسمها قبل الحسم في الموضوع‪.‬‬

‫ويعرفه البعض اآلخر على أنه نطق الزم و علني يصدر من القاضي كي يفصل به في خصومة‬

‫مطروحة عليه أو في نزاع ما‪.‬‬

‫و الحكم في المعنى الضيق و الدقيق هو كل قرار تصدره المحكمة في الدعوى العمومية عند نظرها‬

‫لوضع حد لها و الفصل فيها"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬أنواع األحكام الجزائية‬

‫تقسم األحكام الجزائية إلى عدة أقسام ‪ ،‬و ذلك حسب الزاوية التي تنطلق منها نظرتنا إلى الحكم‪،‬إذ‬

‫تقسم األحكام من حيث صدورها في مواجهة المحكوم عليه أو في غيبته إلى أحكام حضورية و غيابية‬

‫و اعتبارية ( الفرع األول ) وتنقسم من حيث موضوعها و مدى فصلها في الخصومة الجنائية‪ ،‬إلى‬

‫أحكام فاصلة في الموضوع ‪ ،‬و أحكام سابقة عن الفصل في الموضوع (الفرع الثاني ) أما من حيث‬

‫قابليتها للطعن فتنقسم إلى أحكام ابتدائية و أحكام نهائية ( الفرع الثالث )‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع األحكام من حيث حضور المتهم أو غيابه‬

‫‪ - 2‬فؤاد إبرام البستاني‪ ،‬منجد الطالب‪ ،‬معجم لغوي ‪ ،‬دار المشرق ‪ ،‬الطبعة السابعة واألربعون ‪ ،‬بيروت‪،2000 ،‬ص‪134‬‬

‫‪- - 3‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون إجراءات جنائية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪،‬ص‪ 278،279‬سليمان‬
‫هادي‪،‬الطعن بالنقض في األحكام الجزائية في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة ماستر ‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪،‬‬
‫‪،2015‬ص‪6‬‬
‫يقضي األصل بانعقاد المحاكمة في حضور المتهم ‪،‬و ذلك لكي تتيح له الفرصة للدفاع عن نفسه ‪،‬و‬

‫لعدم إطالة اإلجراءات‪ ،‬واتجه المشرع إلى افتراض حضور المتهم‪ ،‬بحيث يوجد أحكام حضورية و‬
‫‪4‬‬
‫أحكام غيابية و أحكام حضورية اعتبارية"‪.‬‬

‫أمر الحضور أو الغياب متروك للمتهم‪ ،‬لذلك جازت محاكمته غيابيا‬

‫أوال‪ :‬األحكام الحضورية‬

‫يحرص المشرع الجزائري في المادة الجزائية على صدور األحكام الجزائية ضد المتهمين في‬

‫مواجهتهم و بحضورهم ‪ ،‬وذلك حتى يتمكن القاضي من تقدير العقوبة المالئمة للمتهم وشخصيته‪،‬إذ‬

‫يستلزم القانون في األصل الحضور الشخصي للمتهم في جميع إجراءات المحاكمة حتى يكون الحكم‬
‫‪5‬‬
‫عنوانا للحقيقة مع جواز حضوره عن طريق ممثله ‪،‬أو وكيله استثناء في األحوال التي يسوغ فيه ذلك‪.‬‬

‫من المتفق عليه فقها و قضاء أنه إذا حظر المتهم بنفسه جميع مراحل المحاكمة فإن الحكم يعتبر‬

‫حكما حضوريا‪ ،‬حتى ولو غاب عن الجلسة التي خصصت للنطق بالحكم‪ ،‬إذ أن العبرة في اعتبار‬

‫الحكم حضوريا أو غيابيا في حضور المتهم جلسات المحاكمة التي يجرى فيها إجراء من إجراءات‬

‫التحقيق النهائي‪ ،‬كسماع الشهود أو االضطالع على األوراق األدلة‪ ،‬أو سماع مرافعة الخصوم ‪ ،‬و‬

‫التي تتاح له فيها بناء على ذلك أن يقوم بدوره اإلجرائي الذي رسمه له القانون‪ ،‬بأن يدافع عن نفسه‬
‫‪6‬‬
‫على أساس ما يسمع و يشاهد من أدلة ضدها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األحكام الغيابية‬

‫‪ - 4‬مقري أمال الطعن بالنقض في الحكم الجنائي الصادر باإلدانة‪ ،‬مذكرة ماجستير تخصص قانون عقوبات وعلوم جنائية‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري‪،‬قسنطينة‪،2011 ،‬ص‪11‬‬

‫‪ - 5‬أحمد شوقي الشلقاني‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،1999 ،‬‬
‫ص‪461‬‬

‫‪ - 6‬محمد صبحي نجم أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬المكتبة القانونية ‪ ،‬األردن‪،2000 ،‬ص‪492‬‬
‫يعد حضور إجراءات المحاكمة حقا جوهريا للمتهم بغية ممارسة حقه في الدفاع عن نفسه؛ كما‬

‫سبقنا الذكر ؛ كأصل عام‪ ،‬إال أنه هناك من يرى أن حضوره ليس الزما دوما من جهة نظر‬

‫المحكمة ‪،‬و نظر بعض المتهمين الذين يرون في حضورهم إهانة و إذالال لهم وتناقضا مع قرينة‬
‫‪7‬‬
‫البراءة‪.‬‬

‫تصدر األحكام الغيابية في غياب الخصم أثناء جلسة المرافعة ‪،‬أو بعبارة أخرى األحكام التي‬

‫تصدرها الجهات القضائية غيابيا بسبب عدم توافر شيء يدل على أنه اتصل باالستدعاء‪ ،‬على أن يبلغ‬

‫الحكم الصادر غيابيا للمعني شخصيا و أن له حق المعارضة في مهلة ‪ 10‬أيام من يوم تبليغ الشخص‬

‫المتهم‪ ،‬و ذلك طبقا للمادة ‪ 411‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األحكام الجزائية الصادرة غيابيا بالتكرار ‪:‬‬

‫تلك األحكام التي تصدر في حالة تكرار المتهم الغياب و ليس له حق المعارضة‪ ،‬و له حق‬

‫اإلستئناف في مهلة ‪ 10‬أيام من تبليغ الشخص ‪ ،‬أو الموطن‪ ،‬أو النشر في مقر المجلس الشعبي‬

‫البلدي ‪،‬أو النيابة العامة‪ ،‬و هذا طبقا للمادة ‪ 418‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬األحكام الحضورية اإلعتبارية‬

‫أراد المشرع الجزائري التخفيف من عيوب الحكم الغيابي لما يترتب عليه من فتح باب الطعن‬

‫بالمعارضة‪ ،‬و بطء البت في الخصومات بين األفراد فأخذ بما يسمى باألحكام الحضورية اإلعتبارية‬

‫القاصرة على الجنح و المخالفات دون الجنايات‪ ،‬و هي األحكام التي تصدر ضد المتهم الذي لم يحضر‬

‫جلسة المحاكمة رغم تبليغه شخصيا بالحضور‪،‬و يصدر في غياب المتهم الذي ال يحضر المحاكمة على‬
‫‪8‬‬
‫اإلطالق فهي عقاب قانوني‪.‬‬

‫‪ - 7‬تاقة عبد الرحمان‪ ،‬تنفيذ األحكام الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل إجازة المعهد الوطني للقضاء‪ ،‬الجزائر ‪،2004،‬ص‬
‫‪12‬‬

‫‪ - 8‬بوشليق كمال‪ ،‬النزاعات العارضة المتعلقة بتنفيذ األحكام الجزائية‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪،2014،‬ص‪17‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع األحكام من حيث موضوعها‬

‫تنقسم األحكام من حيث موضوعها و تبعا لمدى حسمها و فصلها في الخصومة الجنائية إلى أحكام‬
‫‪9‬‬
‫فاصلة في الموضوع و أحكام سابقة عن الفصل فيه‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األحكام الفاصلة في الموضوع‬

‫هي تلك األحكام التي تحسم الدعوى‪ ،‬فتنهي النزاع بفصلها في جميع الطلبات المعروضة أمام‬

‫المحكمة ‪ ،‬أو جزء منها ‪،‬أو مسألة متفرعة عنها"‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األحكام السابقة عن الفصل في الموضوع‬

‫و هي األحكام الصادرة قبل الفصل في الموضوع و تتعلق بتنظيم إجراءات السير في الخصومة‪ ،‬و‬

‫هي األحكام الوقتية و التحضيرية و التمهيدية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع األحكام من حيث قابليتها للطعن‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫تنقسم األحكام الجزائية من حيث قابليتها للطعن إلى أحكام ابتدائية و أحكام نهائية و أحكام باتة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األحكام اإلبتدائية‬

‫يقصد بها تلك التي تصدر ابتدائيا من أول درجة‪ ،‬أي من محكمة الدرجة األولى وتكون بدورها‬

‫قابلة لالستئناف ‪ ،‬و األحكام اإلبتدائية القابلة لالستئناف طبقا للمادة ‪ 416‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬

‫لسنة ‪ 2015‬المعدل و المتمم لألمر رقم ‪: 155/66‬‬

‫‪-‬األحكام الصادرة في مواد الجنح إذا قضت بعقوبة حبس أو غرامة تتجاوز ‪ 20.000‬دينار بالنسبة‬

‫للشخص الطبيعي و ‪ 100.000‬دينار بالنسبة للشخص المعنوي‬

‫‪-‬األحكام الصادرة في مواد المخالفات القاضية بعقوبة الحبس بما في ذلك المشمولة بوقف التنفيذ‪.‬‬

‫‪- - 9‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري و المقارن ‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ص‬
‫‪380،381‬‬

‫‪- 10‬بوشليق كمال‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪13‬‬


‫ثانيا‪ :‬األحكام النهائية‬

‫هي تلك األحكام التي تصدر نهائيا وذلك بعد استئناف األحكام الجزائية اإلبتدائية الصادرة من‬

‫المحاكم ‪ ،‬أي األقسام الجزائية‪ ،‬و يسمى قرارا ‪ ،‬و الحكم النهائي هو ذلك الحكم الذي ال يقبل الطعن‬

‫فيه باالستئناف‪ ،‬كاألحكام التي تصدر من أول درجة‪ ،‬لكن لم يتم ممارسة الطعن فيها و فوات الميعاد‪،‬‬

‫أو األحكام التي تصدر من محكمة الجنايات ألنه غير جائز استئنافه وهي تقبل الطعن بطريق النقض‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬األحكام الباتة‬

‫هي األحكام التي ال تقبل الطعن فيها بأي طريقة من طرق الطعن‪ ،‬سواء كانت عادية أو غير‬

‫عادية‪ ،‬ذلك بسبب عدم قابليتها للطعن‪ ،‬أو فوات ميعادها ‪ ،‬أو استنفاذ طرق الطعن و التي ينص عليها‬

‫القانون ‪،‬وتعتبر سببا من أسباب انقضاء الدعوى العمومية‪،‬حيث يمنع من إعادة النظر في الدعوى‬
‫‪11‬‬
‫العمومية من جديد إال إذا ظهرت أدلة جديدة تبرر ذلك‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬طرق الطعن‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬طرق الطعن العادية‬

‫الفرع األول‪ :‬المعارضة‪:‬‬

‫تعتبر المعارضة طريقا من طرق الطعن العادية التي تهدف إلى منع الحكم من حيازة حجية الشيء‬

‫المقضي فيه و ذلك في حالة صدور الحكم في غياب المتهم‪.‬‬

‫إن المتهم الذي لم يحضر إجراءات المحاكمة لم يتمكن من تقديم دفاعه و بالتالي لم تستمع المحكمة‬

‫إلى حججه و يمكن أن يكون سبب تخلفه خارجا عن إرادته و من ثم فان الحكم ال يخضع إلى مبدأ‬

‫حضورية اإلجراءات و مادام التخلف عن الحضور خارجا عن إرادة المتهم فان القانون يرخص له‬
‫‪12‬‬
‫مواجهة هذا الحكم بالمعارضة‪.‬‬

‫‪ - 11‬عبد الرحمان خلفي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪381،382‬‬

‫‪ - 12‬موجز األحكام العامة لإللتزام في القانون المدني المصري‪ .‬د‪ .‬محمد شكري سرور‪ .‬دار الفكر العربي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في االستئناف‪:‬‬

‫يختلف االستئناف عن المعارضة من حيث أن الجهة المختصة بنظر القضية هي جهة عليا ويعتبر‬

‫االستئناف طريقا من طرق الطعن العادية الصالح الحكم عن طريق فحص جديد لموضوع القضية‬

‫بواسطة جهة قضائية عليا تطبيقا لمبدأ تعدد درجات التقاضي كما أنه وسيلة لمنع الحكم من حياز حجية‬

‫الشيء المقضي فيه‪.‬‬

‫في تشكيل الجهة القضائية االستئنافية‪:‬‬

‫يفصل المجلس القضائي في االستئناف في مواد الجنح و المخالفات مشكال من ثالثة على األقل من‬

‫رجال القضاء‪.‬‬

‫ويقوم النائب العام أو أحد مساعديه بمباشرة مهام النيابة العامة وأعمال قلم الكتاب يؤديها كاتب‬

‫الجلسة‪.‬و إذا كان المستأنف محبوسا تنعقد الجلسة وجوبا خالل شهرين من تاريخ االستئناف‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق الطعن الغير العادية‬

‫الفرع األول‪ :‬الطعن بالنقض‪:‬‬

‫يتم الطعن بالنقض أمام المجلس األعلى ويتعلق بإصالح األخطاء القانونية التي ارتكبت أمام المحاكم‬

‫الدنيا‪.‬ويختلف الطعن بالنقض عن االستئناف من حيث أن المجلس األعلى غير مختص بإعادة النظر‬

‫في الوقائع التي استند إليها الحكم المطعون فيه وال يملك كذلك سلطة إجراء التحقيق أو سماع شهود و‬

‫إنما يجب عليه فقط البحث عما إذا كان الحكم المطعون فيه مطابقا للقانون وذلك تطبيقا لمبدأ أن محكمة‬

‫النقض (المحكمة العليا) محكمة قانون و ليست محكمة وقائع وأنها ال تشكل درجة ثالثة من التقاضي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التماس إعادة النظر‪:‬‬

‫ينصب التماس إعادة النظر على الحكم القضائي البات القاضي باإلدانة في موضوع جناية أو جنحة‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 531‬من قانون اإلجراءات الجزائية على أنه‪:13‬‬

‫ال يسمح بطلبات إعادة النظر إال بالنسبة للقرارات الصادرة عن المجالس القضائية أو األحكام‬

‫الصادرة عن المحاكم إذا حازت قوة الشيء المقضي فيه وكانت تقضي باإلدانة في جناية أو جنحة‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن مبدأ الشرعية يوجب تعدد درجات التقاضي فإذا كانت القاعدة قابلية األحكام لالستئناف كنتيجة‬

‫لمبدأ المشروعية فان عدم قابلية أحكام محكمة الجنايات لالستئناف فيه إهدار لمبدأ المشروعية الذي‬

‫يقضي بوجوب منح المتهم وجهة االتهام فرصة إعادة النظر في الحكم أمام محكمة ثانية تعيد النظر في‬

‫الوقائع وتصحح األخطاء لذلك نرى أنه يجب إعادة النظر ف عدم قابلية أحكام محاكم الجنايات‬

‫لالستئناف وذلك بتقرير االستئناف فيها بالنظر إلى خطورة أحكامها وال يقلل من أهمية وجهة نظرنا‬

‫هذه كون محكمة الجنايات مشكلة من محلفين إذ بالنظر إلى طبيعتهم في تشكيل المحكمة وبالنظر إلى‬

‫قاعدة االقتناع الشخصي في إصدار األحكام فانه ال يمكن تفادي األخطاء المالزمة لهذه التشكيلة وما‬

‫يترتب على ذلك من مساس بحقوق الخصوم‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪-‬جبران مسعود الرائد ‪ ،‬معجم لغوي عصري‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬لبنان‪،2001 ،‬ص‪498‬‬
‫‪-‬فؤاد إبرام البستاني‪ ،‬منجد الطالب‪ ،‬معجم لغوي ‪ ،‬دار المشرق ‪ ،‬الطبعة السابعة واألربعون ‪،‬‬
‫بيروت‪.2000 ،‬‬
‫‪--‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون إجراءات جنائية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ص ‪،‬ص‪ 278،279‬سليمان هادي‪،‬الطعن بالنقض في األحكام الجزائية في التشريع‬
‫الجزائري ‪ ،‬مذكرة ماستر ‪ ،‬تخصص قانون جنائي‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪.2015 ،‬‬
‫‪ - 13‬المادة ‪ 531‬مكرر ‪ 01‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫‪ -‬مقري أمال الطعن بالنقض في الحكم الجنائي الصادر باإلدانة‪ ،‬مذكرة ماجستير تخصص قانون‬
‫عقوبات وعلوم جنائية‪ ،‬جامعة منتوري‪،‬قسنطينة‪.2011 ،‬‬
‫‪ -‬أحمد شوقي الشلقاني‪ ،‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫‪-‬محمد صبحي نجم أصول المحاكمات الجزائية‪ ،‬المكتبة القانونية ‪ ،‬األردن‪.2000 ،‬‬
‫‪-‬تاقة عبد الرحمان‪ ،‬تنفيذ األحكام الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة التخرج لنيل إجازة‬
‫المعهد الوطني للقضاء‪ ،‬الجزائر ‪.2004،‬‬
‫‪-‬بوشليق كمال‪ ،‬النزاعات العارضة المتعلقة بتنفيذ األحكام الجزائية‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫‪--‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري و المقارن ‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬موجز األحكام العامة لإللتزام في القانون المدني المصري‪ .‬د‪ .‬محمد شكري سرور‪ .‬دار الفكر‬
‫العربي‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 531‬مكرر ‪ 01‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

You might also like