You are on page 1of 15

‫الملتقى الدولي الموسوم بـ‪ :‬إستراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة‬

‫المنظم من قبل جامعة محمد بوضياف بالمسيلة‬


‫كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‬
‫عبد القادر عوينان‬ ‫عبد الرزاق محيدي‬ ‫االسم واللقب‬
‫أستاذ مساعد أ‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫الوظ ــيفة‬
‫سنة ‪ 3‬دكتوراه‬ ‫سنة ‪ 3‬دكتوراه‬ ‫املؤهل العلمي‬
‫علوم اقتصادية‬ ‫علوم اقتصادية‬ ‫التخـصـص‬
‫جزائرية‬ ‫جزائرية‬ ‫اجلن ــسية‬
‫املركز اجلامعي بالبويرة‬ ‫املركز اجلامعي بالبويرة‬ ‫املؤســسة‬
‫‪0550 70 80 25‬‬ ‫اهلات ــف‬
‫‪hamidi.abdo@yahoo.fr‬‬ ‫الربيد االلكرتوين‬
‫دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الحد من أزمة البطالة‪ -‬مع اإلشارة لبعض التجارب العالمية‪-‬‬ ‫عنوان املداخلة‬
‫الرابع‪ :‬دارسات وجتارب دولية يف القضاء على البطالة‬ ‫حمور املشاركة‬

‫منهجية الدراسة‬
‫المقدمةـ‬
‫تعد البطالة مشكلةـ اقتصادية واجتماعية‪ ،‬وحىت سياسية تواجه الدول النامية واملتقدمة على السواء ونظرا لكثرة التبعات النامجة عن هذه املشكلة‬
‫فقد أولت خمتلف هذه الدول ‪ -‬وخاصة املتقدمة ‪ -‬اهتماما بالغا حبل هذه املشكلة والتخلص من تبعاهتا‪ ،‬ومن بني احللول اليت وجدهتا واليت‬
‫سامهت بشكل فعال يف التقليل من هذه املشكلة والتخفيف من آثارها بشكل فعال االهتمام باملؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬لذلك أزلت اجلزائر‬
‫عناية فائقة هلذا القطاع رغبة منها يف االستفادة من مزاياه بصفة عامة من جهة‪ ،‬إضافة إلدراكها لدورها الكبري الذي تلعبه يف احلد من تداعـ ــيات‬
‫أزمة البطالة ‪-‬خاصة يف ظل الظروف الراهنة‪ -‬من جهة أخرى ‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‬
‫هندف من خالل ه ــذه الدراس ــة إىل حماول ــة إب ــراز دور و أمهي ــة املؤسس ــات الص ــغرية و املتوس ــطة و م ــدى ق ــدرهتا على املس ــامهة يف توف ــري ف ــرص العم ــل‬
‫والتقلي ــل من مع ــدالت البطال ــة ال ــيت أص ــبحت تش ــكل هتدي ــدا حقيقي ــا لألمن واالس ــتقرار االجتم ــاعي‪ ،‬ومن مث ن ــبني الس ــبل الكفيل ــة لل ــرقي مبؤسس ــاتنا‬
‫الصغرية واملتوسطة تلعب دورها املناسب والذي جيعلها تضاهي يف أدوارها وقدراهتا مثيالهتا يف الدول املتقدمةـ‬
‫أهداف الدراسة‬
‫‪ -‬حماولة التعرف على واقع املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز الدور الفعال الذي تلعبه املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد اآلليات اليت تسمح للمؤسسات الصغرية واملتوسطة اجلزائرية باملسامهة الفعالة يف التقليل من البطالة‪.‬‬
‫مشكلةـ الدراسة‬
‫من خالل ما سبق ميكن طرح السؤال اجلوهري التايل " كيف يمكن تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطةـ في تخفيف حدة‬
‫مشكلةـ البطالة باالستفادة من بعض التجارب العالمية الرائدة في هذا المجال "‬
‫تقسيمات الدراسة‬
‫لإلجابة على التساؤل اجلوهري واإلملام بكافة جوانب الدراسة نقسمها إىل ثالثة حماور‪:‬‬
‫‪ -‬اإلطار النظري للبطالة و املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬واقع املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر ودورها يف التشغيل ‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل دور املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف احلد من البطالة باالستفادة من بعض التجارب العاملية‬
‫اإلطار النظري للدراسة‬
‫المحور األول‪ -‬اإلطار النظري للمؤسساتـ الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف المؤسسات المتوسطة والصغيرة‬
‫ال يوجد تعريف دقيق للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬فاملؤسسات اليت تعترب يف الدول املتقدمة صغرى‪ ،‬تعتربها الدول النامية كربى‪ ،‬كما يوجد‬
‫أكثر من تعريف يف الدولة الواحدة‪ .‬و لقد تبنت الدول معايري خمتلفة لتعريفها و من أهم املعاير الشائعة‪ :‬معيار العمال‪ ،‬معيار رأس املال‪ ،‬معيار‬
‫املبيعات و اإليرادات‪ ،‬معيار اإلنتاج‪ ،‬معيار التقنية املستخدمة‪ ،‬معيار استهالك الطاقة و لكن أكثر املعايري شيوعا هو عدد العاملني هبا‪ ،‬و هنا يوجد‬
‫أيضا اختالف حول احلد األعلى و األدىن لعدد العاملني مثال يف أملانيا ال يزيد العدد على ‪ 49‬عامل و يف اجنيلرتا ‪ 200‬عامل و ‪ 300‬عامل يف‬
‫اليابان‪ .‬و رغم هذا االختالف ميكن سرد بعض التعاريف نذكر منها‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫بعص الدول تعرفها على أهنا املشاريع اليت ال يتجاوز عدد العاملني فيها ‪ 250‬مشتغال‪.‬‬
‫أما يف بلدان الشرق أسيا و يف دراسة حديثة عن املؤسسات املتوسطة والصغرية قام هبا إحتاد دول بلدان جنوب شرق أسيا ‪ ASEAN‬فقد اعترب‬
‫‪2‬‬
‫أن املؤسسات الصغرية واملتوسطة هي اليت يكون عدد عماهلا أقل من ‪ 100‬عامل‬
‫أما جلنة األمم املتحدة التنمية الصناعية فتعرف املؤسسات املتوسطة وصغرية يف الدول النامية على أهنا كل مؤسسة يعمل بني اقل من ‪ 90‬عامل‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫أما بالنسبة للدول املتقدمة فتكون فاملؤسسة الصغرية واملتوسطة اذا كانت تشغل اقل من ‪ 500‬عامل‬
‫ويعرف البعض املشروعات الصغرية واملتوسطة* بأهنا "تلك املشروعات اليت يدخلها حجمها دائرة املشروعات اليت حتتاج للدعم والرعاية والنابعة‬
‫‪4‬‬
‫من عدم قد رهتا الفنية أو املالية على توفري هذا الدعم من مواردها وقدراهتا وإمكانياهتا الذاتية "‪.‬‬
‫إزاء هذه املعطيات‪ ،‬فإن معيار عدد العمال و قيمة األصول يعتربان عنصران أساسيان ملختلف بلدان العامل يف حتديد املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬
‫حسب جمال نشاطاهتا الصناعية أو خارج جمال الصناعة ( التجارة و اخلدمات )‪.‬‬
‫تصنيف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الصناعية‬ ‫جدول رقم (‪)01‬‬
‫نوع املؤسسة‬ ‫قيمة األصول بالدوالر‬ ‫عدد العمال‬
‫صغرية‬ ‫أقل من ‪1063x‬‬ ‫‪49 – 0‬‬
‫متوسطة‬ ‫‪ x 1063‬إىل أقل من ‪x 10612‬‬ ‫‪200 – 50‬‬
‫كبرية‬ ‫‪ x 10612‬إىل أقل من ‪x 1063‬‬ ‫‪499 – 200‬‬
‫كبرية جدا‬ ‫أكرب من ‪x 1063‬‬ ‫‪ 500‬فما فوق‬
‫املصدر‪ :‬بلوناس عبداهلل ‪ ،‬المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و القدرة على المنافسة في ظل اقتصاد السوق باإلسقاط على الحالة الجزائرية‪ ،‬ملتقى متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف‬
‫الدول العربية( الشلف‪:‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ .‬يومي ‪17‬و‪ 18‬أفريل‪ )2006‬ص‪126‬‬
‫الجدول رقم (‪ : )02‬تصنيف المشروعات ص‪.‬م خارج القطاع الصناعي ( التجارة و الخدمات)‬
‫نوع املؤسسة‬ ‫قيمة األصول بالدوالر‬ ‫عدد العمال‬

‫صغرية‬ ‫أقل من ‪x 1062‬‬ ‫‪49 – 0‬‬


‫متوسطة‬ ‫‪ x 1062‬إىل أقل من ‪x 10620‬‬ ‫‪99 – 50‬‬
‫كبرية‬ ‫‪ x 10620‬فما فوق‬ ‫‪ 100‬فأكثر‬

‫املصدر‪ :‬نفس املرجع السابق‬


‫‪5‬‬
‫ثانيا‪ -‬أهداف و خصائص المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫‪ -1‬أهداف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬
‫يرمي إنشاء مؤسسة صغرية أو متوسطة إىل حتقيق عدة أهداف نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬ترقية روح املبادرة الفردية و اجلماعية‪ ،‬باستخدام أنشطة اقتصادية سلعية أو خدمية مل تكن موجودة من قبل‪ ،‬و كذا إحياء أنشطة مت التخلي‬
‫عنها ألي سبب كان‪.‬‬
‫‪ -‬استحداث فرص عمل جديدة بصورة مباشرة و هذا ملستحدثي املؤسسات‪ ،‬أو بصورة غري مباشرة عن طريق استخدامهم ألشخاص آخرين‪،‬‬
‫ومن خالل االستحداث لغرض العمل ميكن أن تتحقق االستجابة السريعة للمطالبـ االجتماعية يف جمال الشغل‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة إدماج املسرحني من مناصب عملهم جراء اإلفالس لبعض املؤسسات العمومية‪ ،‬أو بفعل تقليص حجم العمالة فيها جراء إعادة اهليكلة‬
‫أو اخلوصصة و هو ما يدعم إمكانية تعويض بعض األنشطة املفقودة‪.‬‬
‫‪ -‬استعادة كل حلقات اإلنتاج غري املرحبة و غري اهلامة اليت ختلصت منها املؤسسات الكربى من أجل إعادة تركيز طاقاهتا على النشاط األصلي‪،‬‬
‫و قد بينت دراسة أجريت على مؤسسة عمومية اقتصادية يف قطاع اإلجناز و األشغال الكربى أنه ميكن عن طريق التخلي و االستعادة إنشاء‬
‫‪ 15‬مؤسسة صغرية‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن أن تشكل أداة فعالة لتوطني األنشطة يف املناطق النائية‪ ،‬مما جيعلها أداة هامة لرتقية و تثمني الثروة احمللية‪ ،‬و إحدى وسائل االندماج و‬
‫التكامل بني املناطق‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن أن تكون حلقة وصل يف النسيج االقتصادي من خالل جممل العالقات اليت تربطها بباقي املؤسسات احمليطة و املتفاعلة معها و اليت‬
‫تشرتك يف استخدام نفس املدخالت‪.‬‬
‫‪ -‬متكني فئات عديدة من اجملتمع متتلك األفكار االستثمارية اجليدة و لكنها ال متلك القدرة املالية و اإلدارية على حتويل هذه األفكار إىل مشاريع‬
‫واقعية‪.‬‬
‫‪ -‬تشكل إحدى مصادر الدخل بالنسبة ملستحدثيها و مستخدميها‪،‬ـ كما تشكل مصدرا إضافيا لتنمية العائد املايل للدولةـ من خالل االقتطاعات‬
‫و الضرائب املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬تشكل إحدى وسائل اإلدماج للقطاع غري املنظم و العائلي‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬
‫للمؤسسات الصغرية املتوسطة من اخلصائص ما يؤهلها لتحقيق األهداف سالفة الذكر‪ ،‬و اليت ميكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬صغر احلجم و قلة التخصص يف العمل‪ ،‬مما يساعد على املرونة و التكيـف مـع األوضـاع االقتصـادية احملليـة و الوطنيـة‪ ،‬و ينمكن أن تكـون دوليـة‬
‫يف ضل العوملة و التفتح االقتصادي العاملي‪.‬‬
‫‪ -‬الضــآلة النســبية لرأمسال هــذه املؤسســات مما يســهل عمليــة التمويــل خصوصــا إذا كــان املســتحدث أو املســتحدثني ميتلكــونـ نصــيبا من رأس املال‬
‫بصورته العينية أو النقدية‪.‬‬
‫س ــرعة االس ــتجابة حلاجي ــات الس ــوق‪ ،‬ذل ــك أن ص ــغر احلجم عموم ــا و قل ــة التخص ــص و ض ــآلة رأس املال كله ــا عوام ــل تس ــمح بتغ ــري درج ــة و‬ ‫‪-‬‬
‫مستوى النشاط أو طبيعته‪ ،‬على اعتبار أنه سيكون أقل كلفة بكثري مما لو تعلق األمر مبؤسسة كربى‪.‬‬
‫قدرة هذه املؤسسات على االستجابة للخصوصيات احمللية و اجلهوية‪ ،‬تبعا لدرجة وفرة عناصر اإلنتاج و مستوى القاعدة اهليكلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دقــة اإلنتــاج و التخصــص مما يســاعد على اكتســاب اخلربة و االســتفادة من نتــائج البحث العلمي مما يســاعد على رفــع مســتوى اإلنتاجيــة و من‬ ‫‪-‬‬
‫خالهلا ختفيض كلفة اإلنتاج‪.‬‬
‫سرعة اإلعالم و سهولة انتشار املعلومةـ داخل هذا النوع من املؤسسات ميكنها من التكيف بسرعة مع األوضاع االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ثالثا‪ -‬تحديات المؤسسات الصغيرة و المتوسطة وتطورها بالجزائر‪:‬‬
‫‪ -1‬تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر ومحيطها االقتصادي مرت بثالث مراحل ‪6:‬‬
‫‪ -‬المرحلـةـ األولى (‪ :7)1982-1963‬ـ اعتمــاد اجلزائــر غــداة االســتقالل النظــام االشــرتاكي الــذي يقــوم على حتكم الدولــة يف القــوى االقتصــادية‬
‫للتنمي ــة وإعط ــاء األولوي ــة للقط ــاع الع ــام على اخلاص أدى إىل هتميش دور قط ــاع ‪ PME-PMI‬وبقي تط ــور القط ــاع اخلاص حمدودا على ه ــامش‬
‫املخططات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية(‪ :)1988-1982‬حظي القطــاع اخلاص ألول مــرة بعــد صــدور قــانون االســتثمار لســنة ‪ 1982‬بــدور يف حتقيــق أهــداف التنميــة‬
‫الوطنية إال أنه مل يشجع على إنشاء مؤسسات صغرية ومتوسطة بسبب حتديد ســقف االسـتثمارات مما أدى إىل توجيـه جـزء من االدخـار اخلاص حنو‬
‫نفقات غري منتجة أو مضاربية‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثالثة(انطالقا من سنة ‪:1988‬ـ بسبب النتائج السلبية املسـجلة على مسـتوى خمتلـف القطاعـات دفعت إىل تبـين اقتصـاد السـوق كخيـار‬
‫بديل‪ .‬ومن أجل ذلك ‪:‬‬
‫‪ -‬صدر قانون النقد والقرض يف ‪ 14‬أفريل ‪ 1990‬مكرسا مبدأ حرية االستثمار األجنيب وتشجيع كل أشكال الشراكة؛‬
‫‪ -‬صدر قانون ترقية االستثمار يف ‪ 1993-10-05‬لتعزيز إرادة حترير االقتصاد والذي نص على املساواة بني املستثمرين الوطنيني واألجانب أمام‬
‫القانون‪ ،‬احلق يف االستثمار حبرية ‪،‬إنشاء وكالة لدعم االستثمارات ومتابعتها (‪)APSI‬؛‬
‫‪ -‬ص ــدر األمــر رقم ‪ 03-01‬يف ســنة ‪ 2001‬اخلاص بتط ــوير االس ــتثمار والقــانونـ التــوجيهي لرتقيــة املؤسســات الصــغرية واملتوســطة يف ‪-12-12‬‬
‫‪ 2001‬والذي يهدف إىل حتسني احمليط اخلاص باملؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديات المؤسساتـ الصغيرة و المتوسطة‬
‫إن التغريات احلاصلة يف األنظمة واألدوات االقتصادية يف العقدـ األخري من القرن العشـرين سـامهت يف إعـادة تشـكيل معادلـة القـوى السياسـية‬
‫واالقتصادية على الصعيد العاملي‪ ،‬كما أن التغريات التكنولوجية والتغري السريع ألذواق املستهلكني‪...‬سيؤثر حتماً على املؤسسات الكبرية والصــغرية‬
‫معا سواء من حيث رؤيتها املسـتقبلية لألهـداف واألنشـطة أو لألسـواق‪ .‬ويف ظـل تنـامي ظـاهرة العوملة فـإن هنـاك العديـد من التحـديات الـيت قـد تعيـق‬
‫‪8‬‬
‫نشاط املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬أمهها‪:‬‬
‫‪-‬التكتالت االقتص ـ ــادية العاملي ـ ــة‪ :‬نعلم أن األقط ـ ــاب الثالث ـ ــة (جمموع ـ ــة مشال أمريك ـ ــا‪ -‬االحتاد األورويب‪ -‬جمموعـ ــة ‪ )asean‬أص ـ ــبحت تسـ ــيطر على‬
‫العالقات االقتصادية بني الدول (‪ ،)3‬و منه ستؤثر حتماً على نشاط املؤسسة الصغرية ؛‬
‫‪ -‬منظمة التجارة العاملية‪ :‬واليت حتث على التجارة العاملية مما يزيد من شدة املنافسة أمام املؤسسات الصغرية؛‬
‫‪ -‬اتفاقيات الشراكة مع الدول األجنبية‪ :‬واليت تقود إىل إلغاء الرسوم اجلمركية على منتجات الدولتني املتشاركتني؛‬
‫‪-‬ض ــآلة حجم التموي ــل‪ :‬وه ــذا راج ــع لع ــدم وج ــود مرون ــة ملنح الق ــروض للمؤسس ــات الص ــغرية من ط ــرف القط ــاع املص ــريف نتيج ــة ش ــروط الق ــروض‬
‫والضمانات املفروضة‪ ،‬باإلضافة إىل عدم وجود تنوع يف قنوات االئتمان حسب نوع واستخدام القرض ودرجة أمهية الصناعة؛‬
‫‪ -‬عدم وجود سياسة موحدة لتنمية ودعم املؤسسات الصغرية‪ :‬حيث حتتاج هذه املؤسسات إىل اسرتاتيجية واضحة وسياسة موحدة؛‬
‫‪-‬صعوبة إجياد املكان الدائم واملناسب إلقامـة املؤسسـة بسـبب ارتفـاع أسـعار املبـاين واألراضـي أو انعـدامها باإلضـافة إىل ارتفـاع تكلفـة احلصـول على‬
‫مقومات عوامل اإلنتاج األخرى؛‬
‫‪-‬صعوبة اإلجراءات اإلدارية والتنفيذية لقبول املشروع‪.‬‬
‫باإلضافة إىل ما سبق جند كذلك بعض املشاكل املرتبطة ببيئة املؤسسة الداخلية مثل ‪:‬‬
‫على املنافسـة والتكيـف مـع املتغـريات‬ ‫‪-‬غياب أو ضـعف نظـام املعلومـات وسـوء التحكم يف تقنيـات التسـيري جيعـل املؤسسـة الصـغرية غـري قـادرة‬
‫البيئية‪ ،‬باإلضافة إىل أن انعدام أو صعوبة احلصول على املعلومة االقتصادية ينعكس سلبا على جتسيد فرص االستثمار؛‬
‫‪-‬القصورـ يف اجلوانب الفنية وضعف املهارات اإلدارية‪ ،‬سياسة التوسع غري املخطط‪ ،‬ضعف اخلربة التسويقية‪ ،‬عدم توافر فرص التدريب اجليد‪...‬إخل‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ -‬واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ودورها في التشغيل‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطةـ في التشغيل ‪.‬‬
‫تساهم املؤسسات الصغرية واملتوسطة بدور فعال يف توفري فرص العمل إذ تعترب من أهم القطاعات االقتصادية اخلالقة ملناصب شغل‬
‫جديدة‪ ،‬فهي تتجاوز حىت املؤسسات الصناعية الكبرية يف هذا اجملال رغم صغر حجمها واإلمكانيات املتواضعة اليت تتوفر عليه‪ ،‬ويلقي هذا الدور‬
‫صدى واسعا يف الدول املتقدمة والنامية‪ ،‬فمع اضطراد الزيادة يف معدالت البطالة تكون املؤسسات الصغرية واملتوسطة هي األقدر على القضاء على‬
‫جانب كبري من البطالة ‪. 9‬‬
‫فقد أثبتت العديد من الدراسات اليت أجريت يف هذا اجملال أن املؤسسات الصغرية واملتوسطة متيل إىل تكثيف عنصر العمل عن املؤسسات‬
‫الكبرية‪ ،‬أي أهنا تتطلب استثمارات أقل لكل فرصة يف املتوسط عن املؤسسات الكبرية‪.10‬‬
‫حسب منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ‪ ،OCDE 11‬تساهم املؤسسات الصغرية واملتوسطة اليوم على سبيل املثال يف نصف مناصب‬
‫الشغل اجلديدة املستحدثة يف أوروبا وهي توظف ‪ 70‬مليون شخص أي ما ميثل ‪ 2/3‬من مناصب العمل الكلية وختتلف هذه النسبة باختالف‬
‫البلدان والقطاعات االقتصادية فمثال جندها مرتفعة يف كل من أسبانيا والربتغال ومنخفضة يف السويد وأيرلندا‪.‬‬
‫أما يف الواليات املتحدة األمريكية توظف املؤسسات الصغرية واملتوسطة أكثر من نصف العمال وبأخص العمالة يف قطاع الصناعات األولية‪،‬‬
‫ويف اليابان تصل نسبة عمالة املؤسسة الصغرية واملتوسطة عام ‪ 2002‬إىل قرابة ‪ %81‬من جموع عدد العمال فيها‪ .‬وأما يف الدول النامية‪ ،‬فتبدو‬
‫أمهية مسامهة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف خلق مناصب عمل جديدة‪ ،‬وذلك لعدة عوامل نذكر من أمهها ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاين معظمـ الدول النامية من النمو السريع للسـكانـ وزيـادة قـوة العمـل‪ ،‬فضـال عن عـدم وجـود جمال يوظـف أعـداد العمالـة اهلائلـة وغـري املدربـة يف‬
‫خمتلف القطاعات‪ ،‬وبصفة خاصة بعد أن أصبح القطاع الزراعي يف هذه الدول ضعيف القدرة على استيعاب العمالة‪.‬‬
‫‪ -‬تس ــاعد املؤسس ــات الص ــغرية واملتوس ــطة على ح ــل املش ــكلة الرئيس ــية يف معظم ال ــدول النامي ــة وهي ن ــدرة رأس املال‪ ،‬ومن مث فهي ختفض التكلف ــة‬
‫االس ــتثمارية الالزم ــة ‪ -‬يف املتوس ــط ‪ -‬خلل ــق ف ــرص العم ــل وق ــد أثبتت إح ــدى الدراس ــات أن متوس ــط تكلف ــة العم ــل من االس ــتثمار يف املؤسس ــات‬
‫‪12‬‬
‫الصغرية تقل ‪ 3‬مرات عن متوسط تكلفة العمل يف املؤسسات الكبرية‬
‫ففي اهلنــد زادت املؤسسـات الصــغرية الـيت تشــغل أقــل من ‪ 100‬عامـل‪ ،‬من ‪ 805‬ألــف مؤسســة عـام ‪ 1979‬إىل ‪ 1638‬ألــف مؤسســة عـام‬
‫‪ ،1992‬مما أدى بدوره لزيادة فرص العمل من ‪ 6.7‬مليون فرصة عمل يف ‪ 1979/1980‬إىل ‪ 12.83‬مليــونـ فرصــة عمــل يف ‪1992/19931‬‬
‫‪.3‬‬
‫أما يف اجلزائر فإن املؤسسات الصغرية واملتوسطة تشغل ثلث اليد العاملـة اجلزائريـة ‪ ،‬وهبذا أصـبح القطـاع اخلاص مهيمنـا على النشـاط االقتصـادي‬
‫بسبب ختلي الدولة عن االحتكار فوصلت نسبة مسامهته يف الناتج الداخلي اخلام إىل أكثر من ‪%75‬ـ خارج قطاع احملروقات ‪%67.3‬ـ يف قطــاع‬
‫النقل‪ %64.2 ،‬يف قطاع األشغال العمومية والبناء‪ .‬وجتدر اإلشارة بـأن قطـاع املؤسسـات الصـغرية والصـناعات التقليديـة بلـغ نسـبة ‪ %99.75‬من‬
‫إمجايل املؤسسات سنة ‪ ،2006‬ففي السنوات األخرية كـان وزن املؤسسـات( ص و م) يف النسـيج االقتصـادي قـد تزايــد حـىت تضــاعفت كثافتهـا إىل‬
‫أكثر من ‪ 4‬مرات‪ ،‬يف حني أن عدد االنشـاءات اجلديـدة تضـاعف بـالتقريب مـع األخـذ بعني االعتبـار ضـعف احلصـيلة املسـجلة باملقارنـة بـدول أخـرى‬
‫‪14‬كما يبني اجلدول التايل‪:‬‬

‫كثافة المؤسسات وعدد اإلنشاءات الجديدة‬ ‫الجدول رقم( ‪)03‬‬

‫عدد االنشاءات الجديدة لكل ‪ 100000‬نسمة‬ ‫الدولة‬

‫‪31‬‬ ‫الجزائرـ‬

‫‪880‬‬ ‫اسبانيا‬

‫‪441‬‬ ‫فرنسا‬

‫املصدر‪:‬محيدي يوسف‪ ،‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتحديات العولمة‪ ،‬جملة جديد االقتصاد( اجلزائر‪ :‬اجلمعية الوطنية لالقتصاديني اجلزائريني‪ ،‬ديسمرب ‪ )2007‬ص‪273‬‬

‫إن أهم نتيجة ميكن أن خنرج هبا من قراءتنا وحتليلنا هلذه األرقام هو أنه برغم من صغر حجم هذه املؤسسات وإمكانياهتا املتواضعة باملقارنة‬
‫مع إمكانيات املؤسسات الكبيرة إال أهنا ميكن أن متتص جزء ال يستهان به من الطاقة العمالية العاطلة‪.‬خاصة يف ظل البطالة املتزايدة واليت تطورت‬
‫يف اجلزائر من ‪ %19,8‬سنة‪ 1990‬إىل ‪15 % 26.6‬واجلدول املوايل رقم (‪ )04‬يوضح هذا التطور‪.‬‬

‫تطور معدالت البطالة في الجزائر خالل المرحلة ‪2002-1990‬‬ ‫الجدول رقم (‪)04‬‬

‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫السنوات‬

‫‪26.6‬‬ ‫‪27.3 28.89 29.24 28.02‬‬ ‫‪29.2‬‬ ‫‪28.3‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫‪21.3‬‬ ‫‪20.3‬‬ ‫‪19.8‬‬ ‫المعدل‪%‬‬

‫املصدر‪ :‬بوصايف كمال‪ ،‬البطالة الهيكلية والبطالة الظرفية في الجزائر خالل المرحلة ‪ ، 2002 – 1990‬جملة علوم االقتصاد والتسيري والتجارة(اجلزائر‪ :‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬العدد‪،14‬‬
‫‪)2006‬ص‪126‬‬
‫‪16‬‬
‫ثانيا‪ -‬دور الوكاالت الوطنية في دعم تشغيل الشباب‬
‫امام تزايد اعداد العمال املسرحني ومجود عمليات االستثمار بسبب االزمة االقتصادية اخلانقة والظروف االمنية الصعبة ‪،‬حاولت الدولة إنعاش‬
‫سوق العمل عن طريق انشاء وكاالت متخصصةـ لدعم وترقية الشباب نذكر امهها ‪:‬وكالة التنمية االجتماعية ‪،‬الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل‬
‫الشباب ‪،‬الوكالة الوطنية للقرض املصغر‬
‫‪ -1‬الوكالة التنمية االجتماعية ‪:‬ملا انشئت وكالة التنمية االجتماعية مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪96/232‬تطبيقا ملا نصت عليه املادة رقم‬
‫‪ 59/27‬املؤرخ يف ‪31‬ديسمرب ‪ 1995‬املتعلق بقوانني املالية لعام ‪1996‬‬
‫وقد ختصصت الوكالة يف اول االمر بتمويل الشبكة االجتماعية ‪،‬واليت تعىن بتقدمي مساعدات نقدية اىل ارباب العائالت ‪،‬حيث بلغ عدد‬
‫املستفيدين من اداءاهتا حوايل ‪ 167907‬شخص اىل غاية ‪1998‬‬
‫فقط ‪ .‬كما سخرت الوكالة قروضا مصصغرةـ يتجاوز سقفها املايل ‪350‬الف دينار خمصصة لفائدة الشباب البطال مبسامهة ذاتية منه تقدر ب‬
‫‪ %10‬اذ وصل عدد املشاريع املمولة من طرف الوكالة سنتني فقط بعد انشائها اىل حوايل ‪4137‬مشروع ‪.‬‬
‫ختضع عملية احلصول على القروض املصغرة لكيفية مبسطة ‪،‬حيث يودع امللف لدى وكالة التنميةاالجتماعية اليت تفصل فيها مبقتضى شهادة‬
‫مطابقة بعدها حيول امللف مع الشهادة اىل البنك الذي يقع على عاتقه تسديد مبلغ القرض ‪.‬‬
‫اما بالنسبة خلرجيي اجلامعات العاطلني عن العمل فقد انشت الوكالة مايسمى بعقود ماقبل التشغيل ‪،‬واليت تربم ما بني الوكالة واهليئة‬
‫املستخدمة بضمان وظيفة للشاب املرتشح لشغلـ منصب ملدة سنة قابلة للتجديد حسب رغبة املستخدم مع تكفل وكالة التنمية االجتماعية‬
‫باعباء الضمان االجتماعي ‪.‬‬
‫فالوكالة مبثابة مهزة وصل بني املؤسسات االقتصادية والشباب املتخرج من اجامعات لكن العائق االلساسي هلذه الوكالة يتمثل يف ضعف‬
‫االشهار حيث ان اغلب الشباب جيهلوهنا ‪.‬‬
‫‪ -2‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ‪:‬مت انشاء هذه الوكالة مبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 96/296‬املؤرخ يف ‪ 8‬سبتمرب‬
‫‪، 1996‬وتتمتع هذه الوكالة بالشخصيةـ املعنوية واالستقالل املايل ‪،‬وتعمل على متويل استثمارات الشباب وتوفري الضمانات املناسبة هلم جتاه‬
‫البنوك الوطنية ‪،‬واهلدف االساسي للوكالة هو خلق مناصب عمل للشباب وامتصاص البطالة‬
‫وبفضل تدخالت الوكالة لدى البنوك متكن املقاولون الشباب من انشاء اكثر من ‪24‬الف مؤسسة مصغرة ‪،‬زيادة على ذلك فقد ساعد الرتكيب‬
‫املايل هلذه املؤسسات على احداث مناصب عمل اخرى ‪،‬اذ تساهم اخلزينة العموميةـ بنسبة ترتاوح ما بني ‪%20‬و‪ %30‬والباقي يغطى بواسطة‬
‫قرض من ‪ %60‬اىل ‪%70‬ويتحمل الشباب املقاولونـ النسبة املتبقية وهي ضعيفة جدا باملقارنة مع مسامهات الدولة والبنوك‬
‫لكن الوكالة واجهت عوائق متثلت يف غياب التكوين والتاهيل وسوء التسيري لدى املتقدمني لالستفادة من اعانتها ‪،‬االمر الذي اىل افالس العديد‬
‫من املؤسسات الشبانية ‪،‬ومنه امتناع البنوك عن تقدمي القروض ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ج‪ -‬الوكالة الوطنية للقرضـ المصغر‪:‬‬
‫مت إنشاء الوكالة مبوجب املرسوم التنفيذي رقم‪ 04/14:‬املؤرخ يف ‪22‬جانفي‪ 2004‬كهيئة ذات طابع خاص يتابع نشاطها وزير التشغيل‬
‫والتضامن الوطين‪ ،‬مهمتها تطبيق السياسة الدولة يف جمال حماربة البطالة والفقر عن طريق تدعيم أصحاب املبادرات الفردية بالتمويل بقروض‬
‫مصغرةـ وتقدمي الدعم واالستشارة واملرافقة للمبادرين وضمان املتابعة إلجناح املشاريع اجملسدة‪ ،‬والدعم موجه لفئة البطالني أو الذين لديهم عمل‬
‫غري دائم والذين ليس هلم دخل‪ ،‬ويشمل ذلك املرأة املاكثة بالبيت واليت تريد القيام بنشاط منزيل يضمن هلا مدخوال‪ ،‬وبالنسبة لصيغة التمويل فإهنا‬
‫موزعة إىل قرض من الوكالة بدون فوائد وقرض بنكي بفوائد خمفضة ومسامهة مالية شخصية من املستفيد‪ ،‬وتنظيم الوكالة يرتكز على مديرية عامة‬
‫وفروع جهوية تسمى التنسيقيات الوالئية موجودة يف كل والية إىل جانب ممثل الوكالة يف كل دائرة ويسمى املرافق‪ ،‬وتعتمد الوكالة على‬
‫هياكلها بالتنسيق مع باقي هيئات ووكاالت التشغيل وإشراك مجعيات من اجملتمع الديين من أجل الوصول إىل أكرب عدد من املبادرات وذلك‬
‫بتنظيم محالت إعالمية وحتسيسية وباالحتكاك املباشر‪ ،‬بالفئات اليت يقصدها اجلهاز‪.‬‬
‫ترتاوح القروض اليت تقدمها الوكالة بني ‪50000‬دج إىل ‪40000‬دج موجهة إلحداث مشاريع وأنشطة جديدة القتناء عتاد صغري و مواد أولية‬
‫يتم تسديدها على فرتة ترتاوح بني سنة و مخسني سنوات و تقدر بنسبة ‪ %95‬إىل ‪%97‬من كلفة املشروع الذي اليتجاوز ‪ 100.000‬دج‬
‫مبسامهة شخصية تقدرـ نسبتها من ‪ 3‬إىل ‪% 5‬و مبعدالت فائدة خمفضة من ‪10‬اىل ‪ 20‬من معدالت الفائدة التجارية املطبقة منت طرف البنوك‬
‫التجارية و تقدر القروض ب‪ % 70‬من كلفة املشروع إىل غاية ‪ 400.000‬دج و قروض أخرى ال تتجاوز ‪ 30.000‬دج موجهة لشراء‬
‫مواد أولية بالنسبة للذين لديهم نشاط قائم وميلكونـ عتادا ويتم دعم املستفيدين من القروض بأنواعها واملرافقة الجناز أنشطتهم و من اجل تغطية‬
‫املخاطرة قامت الدولة بإنشاء صندوق الضمان املشرتك للقروض املصغرة يتم االخنراط فيه من قبل املستفيدين بدفع اشرتاك يقدر ب ‪ %0.5‬منت‬
‫القرض البنكي و قد بلغ عدد القروض املوزعة‪ 19465‬إىل غاية ‪ 01/02/2007‬مبلغ ‪ 132‬مليون دينار جزائري اسرتجع منها‪ 66.8‬مليون‬
‫دينار جزائري بنسبة ‪%50.6‬‬
‫‪18‬‬
‫ثالثا‪ -‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر كمدخل للقضاء على البطالة‬
‫لقد أفصحت التعديالت القانونية احملدثة على قانون العمل اىل تبين صيغ جديدة للتشغيل ويف هذا السياق مت ادخالب عدة صور جديدة‬
‫للتشغيلـ هبدف توسيع سوق العمل ‪،‬منها عقود العمل احملددة املدة ‪،‬العمل يف املنزل وعقودما قبل التشغيل ‪.‬‬
‫‪ -1‬توسيع عقود العمل احملددة املدة ‪:‬ادرج القانةن رقم ‪11-90‬مبوجب مادته ‪12‬عقود العمل بالتوقيت الكلي او اجلزئي (ميكن ابرام عقد العمل‬
‫ملدة حمدودة بالتوقيت الكامل او التوقيت اجلزئي) لكن التساؤل املطروح هو ان القانون رقم ‪ 11-90‬مل يعط تعريف للعملـ بالتوقيت اجلزئي‬
‫اىل غاية صدور املرسوم التنفيذي رقم ‪،473-97‬الذي عرفه يف نص املادة الثانية منه على انه تعترب عمال بالتوقيت اجلزئي كل عمل تقل‬
‫مدته عن املدة القانونية للعملـ دون ان تكون املدة املتفق عليها بني صاحب العمل والعامل اقل من نصف املدة القانونية للعمل ‪.‬‬
‫وتقدرـ املدة القانونية للعملـ حسب املادة ‪ 2‬من االمر رقم ‪ 03-97‬باربعني ساعة اسبوعيا توزع على مخس ايام عمل على االقل خيضع‬
‫حتديد تنظيمها وتوزيعها الرادة االطراف املعرب عنها يف االتفاقيات اجلماعية مع استثناء اوردته املادة ‪50‬من االمر رقم ‪03-97‬مفاده امكانية‬
‫ان ختفض املدة القانونية االسبوعية للعملـ بالنسبة لالشخاص الذين ميارسون اشغاال شديدة االرهاق وخطرية ‪،‬او اليت ينجز عنها ضغط على‬
‫احلالة اجلسدية والعصبية ‪،‬كما ميكن ان ترفع بالنسبة لبعض املناصب املتميزة بفرتات توقف من النشاط ‪.‬‬
‫وحتدد التفاقيات واالتفاقات اجلماعية قائمة املناصب املعنية ‪،‬كما توضح لكل منها مستوى ختفيض مدة العمل الفعلي او رفعها ‪،‬وحيدد التنظيم‬
‫املناصب املعنية بالتخفيض او الرفع فيما خيص قطاع املؤسسات واالدارات العمومية ‪.‬‬
‫وميكن ابرام عقود العمل ملدة حمدودة بالتوقيت الكلي او اجلزئي يف احلاالت التالية ‪:‬‬
‫عندما يوظف العامل لتنفيذ عمل مرتبط بعقود اشغال اوخدمات غري متجددة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عندما يتعلق االمر بستخالف علمل مثبت يف منصب تغيب عنه مؤقتا وجيب على املستخدم ان حيتفظ مبنصب العمل لصاحبه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عندما يتطلب االمر من اهليئة املستخدمة اجراءاشغال دورية ذات طابع متقطع‬ ‫‪-‬‬
‫عندما يربر ذلك تزايد العمل او اسباب مومسية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب‪-‬عقد العمل في المنزل ‪ :‬نظم املشرع عقد العمل يف املنزل مبجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 474-97‬املؤرخ يف ‪ 8‬ديسمرب ‪، 1997‬اذ اعترب‬
‫عامال يف املنزل وفقا لنص املادة ‪ 2‬منه ‪:‬‬
‫‪ -‬كــل عامــل ميارس يف منزلــه نشــاطات انتــاج ســلع او خــدمات او اشــغاال تغيرييــة لصــاحل مســتخدم واحــد او اكــثر مقابــل اجــرة ‪،‬ويقــوم وحــده هبذه‬
‫النشاطات او مبساعدة اعضاء من عائلته باستثناء اية يد عاملة ماجورة ‪،‬ويتحصل بنفسه على كـل او بعض املواد االوليــة وادوات العمــل او يســتلمها‬
‫من املستخدم دوناي وسيط ‪.‬‬
‫وهــذا التعريــف خيتلــط ظاهريــا مــع مفهــوم احلريف املنصــوص عليــه يف القــانون رقم ‪ 12-82‬من حيث ان العامــل يف املنزل واحلريف يشــتغالن لوحــدمها‬
‫هبذه النشاطات أو مبساعدة أعضاء من عائلتيهما ‪،‬ومبواد حيصالن عليهما بنفسيهما دون أي وسيط‬
‫لكنهما خيتلفان من حيث الصفة ‪،‬اذ يتمتع احلريف بصفة االجـري على خالف العامـل يف املنزل الـذي يتلقى أجـرة مقابـل اجلهـد املبـذول ‪،‬وحتسـب هـذه‬
‫األجرة على أساس مقاييس األجر املعمول هبا يف املهن املماثلة ‪ ،‬ويف حالة ما مل يكن هناك اتفاق أفضل بني الطرفني ‪،‬الميكن أن يقل اجر العامــل يف‬
‫املنزل عن األجــر الوطــين األدىن املضــمونـ ويســتفيد العامــل يف املنزل الــذي يشــغله نفس املســتخدم ‪6‬اشــهر يف اجملمــوع على من احلق يف التعــويض عن‬
‫العطلــة مدفوعــة األجــر ويعــادل مبلــغ التعــويض يــومي (‪ )2‬عمــل يف الشــهر ‪.‬وحيســب التعــويض على أســاس األجــور املتوســطة الشــهرية املتقاضــة خالل‬
‫الفرتة املدخلة يف احلسبان ‪،‬ويدفع يف آخر فـرتة حسـابه املرجعيـة ‪.‬كمـا يسـتفيد أيضـا العامـل يف املنزل من خـدمات الضـمان االجتمـاعي ‪،‬املسـالة الـيت‬
‫تضع التزاما على عاتق املستخدم يف املنزل بالتصريح بالعمال املشتغلني لديه يف املنزل لدى هيئـة الضــمان االجتمـاعي وإال الوقـوع حتت طائلـة املتابعــة‬
‫والعقوبة ‪.‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أن العامل يف املنزل يتعاقـد مـع املسـتخدم يف املنزل الـذي قـد يكـون شخصـا طبيعيـا أو معنويـا عامـا أو خاصـا‪ ،‬ميارس نشـاطا صـناعيا‬
‫أو جتاريا أو حرفيا‪.‬‬
‫احلقيقة أن املشرع أراد بإحداث هذا النوع من عقود العمل تكريس ما يسمى باألسر املنتجة املعروفة يف بعض الدول كاليابان ‪،‬واليت تساعد على‬
‫القضاء على البطالة بشكل نسيب ‪،‬وكذلك نقل املهارات إىل دائرة العرض والطلب من جهة أخرى ‪،‬ومنه إعطاء قيمة مناسبة ملا ينتجه العمال يف‬
‫املنزل ‪،‬وإبراز اهتمام الدولة برتقية املستوى االجتماعي لألسر‬
‫ج‪ -‬عقود ماقبل التشغيل ‪:‬ا ن كان لالنفتاح على اقتصاد السوق دور اجيايب يف فتح سوق العمل ‪،‬فلقد كان له دور سليب خاصة يف ارتفاع‬
‫مستوى البطالة الذي وصل اىل حدود ‪ %30‬يف عام ‪، 1999‬فنتيجة السياسات الصارمة السلوب التعديل اهليكلي مت تسريح اكثر من ‪450‬الف‬
‫عامل وحل اكثر من ‪ 1200‬مؤسسة ‪،‬اذ مل تكتف الدولة بالصيغ املعتادة الهناء عقد العمل ‪،‬بل اخذت باخرى ترمي من ورائها للتخلص من‬
‫العمالة اليت تستهلك فقط كتلة االجور من دون ان تساهم ولو بقدرـ حمدود يف زيادة االنتاج ‪،‬ويف هذا السياق شجعت على الذهاب االرادي‬
‫والتسريح السباب اقتصادية واالحالة على نظام التقاعد املسبق وايضا االحالة اىل نظام التامني على البطالة ‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ -‬تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الحد من البطالة باالستفادة من بعض التجارب العالمية‬
‫أوال‪ -‬االجراءات المتخذة في الجزائر لتفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫لقد أصبح االعتقاد بأمهية االعتناء بقطاع م ص م راسخا لدى السلطات العموميةـ يف اجلزائر‪ ،‬وقد تكرس ذلك فعال بإصدار قانون توجيهي‬
‫لرتقية م ص م بتاريخ ‪ ، 12/12/2002‬والذي يعترب منعرجا حامسا يف تاريخ هذا القطاع حيث حدد اإلطار القانوين والتنظيمي الذي تنشط فيه م‬
‫ص م وكذا برامج وآليات لتدعيم تنافسيتها‪ ،‬كما يعد إحلاق قطاع الصناعة التقليدية بـ م ص م سنة ‪ 2002‬اعرتافا من السلطات العموميةـ بالدورـ‬
‫االقتصادي اهلام املنتظر منه‪.‬‬
‫ونشري إىل أن من هذه الربامج واآلليات ما مت جتسيده فعليا وباشر نشاطه‪ ،‬ومنها ما هو يف أطواره األخرية للتجسيد‪.‬ـ‬
‫‪ -1‬على الصعيد المحلي‬
‫لقد استفاد قطاع م ص م من ‪ 4‬ماليري دينار من املخصصات اإلمجالية لربنامج دعم النمو االقتصادي ‪ 2005/2009‬واملقدر مبا يعادل ‪ 55‬مليار‬
‫دوالر‪ .‬ويضطلع القطاع –يف إطار هذه املخصصات‪ -‬بالقيام باملهام التالية‪:‬‬
‫إنشاء وجتهيز الوكالة الوطنية لتطوير م ص م ‪ ، 08/03/2004‬والذي يعد حبد ذاته مؤشرا قويا لالهتمام الذي توليه السلطات العليا للبالد لرتقية‬
‫‪19‬‬
‫القطاع‪ .‬وتسهر هذه الوكالة على وضع حيز التنفيذ السياسة القطاعية عرب العمليات األساسية التالية‪:‬‬
‫جتسيد ومتابعة الربنامج الوطين لتأهيل م ص م املقدر ب ‪ 1‬مليار دج سنويا ميتد إىل غاية ‪ ،2013‬وقد قدم االحتاد األورويب حنو ‪ 57‬مليون أورو‬
‫إلعادة تأهيل قطاع م ص م ومت بالفعل تأهيل أكثر من ‪ 350‬مؤسسة‪.‬‬
‫تقييم فعالية وجناعة تطبيق الربامج القطاعية ومتابعة دميغرافية م ص م (إنشاء‪ ،‬توقف‪ ،‬تغيري النشاط)‪.‬‬
‫ترقية وإدماج تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت يف تسيري م ص م‪ ،‬وعلى ذلك مت إنشاء جلنة وزارية مشرتكة جتتمع دوريا هبدف إعداد برنامج‬
‫وطين هبذا اخلصوص كما مت االنطالق يف إعداد دراسة تشخيصية حول واقع التطوير التكنولوجي يف م ص م‪.‬‬
‫مجع واستغالل ونشر املعلومة اخلاصة مبجاالت نشاط م ص م‪ ،‬حيث قامت الوزارة بتخصيص ‪ 100‬مليون دج إلجراء دراسات وحتقيقات‬
‫اقتصادية منها ما مت إجنازه كتلك اليت أجريت حول ‪ :‬الصناعات الغذائية‪ ،‬مواد البناء والكيمياء‪-‬الصيدلة‬
‫وقد نشرت أهم معطيات هذه الدراسات يف موقع الوزارة على االنرتنت‪ ،‬ومنها ما هو يف طور اإلعداد‪ .‬كما أعلن رئيس اجلمهورية ‪-‬أثناء تنظيم‬
‫اجللسات الوطنية لـ م ص م يف بداية ‪ -2005‬عن إنشاء مؤسستني ماليتني هامتني تسامهان يف تسهيل احلصول على القروض ومها‪:‬‬
‫‪ -‬صندوق ضمان القرض االستثماري لـ م ص م برأمسال قدره ‪ 30‬مليار دينار‪.‬صندوق رأس مال املخاطر برأمسال قدره ‪ 3.5‬مليار دينار‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق لضمانـ القروض البنكية املوجه لـ م ص م الذي انطلق فعليا مند مارس ‪ 2004‬والذي يساهم بدوره يف التخفيف من حدة مشكل‬
‫التمويل‪.‬‬
‫هذا فضال عن مسامهة البنوك العمومية سنة ‪ 2003‬بتمويل قدره ‪ 555‬مليار دينار أي بنسبة ‪ ٪ 40.60‬من جمموع التمويل مقارنة بنسبة‬
‫‪ 2001‬حيث قدر املبلغ آنذاك بـ ‪ 353‬مليار دينار أي ‪ ٪ 30.72‬من جمموع التمويل‪.‬‬
‫إنشاء ‪ 14‬مركزا للتسهيل الذي يضطلع مبهمة تسهيل إجراءات التأسيس واإلعالم والتوجيه ودعم إنشاء م ص م عن طريق مرافقة أصحاب‬
‫املشاريع‪.‬‬
‫إنشاء ‪ 14‬مشتلةـ (حاضنة) للمؤسسات يف أهم األقطاب الصناعية للجزائر‪ ،‬هذه املشاتل تلعب دورا هاما يف جمال استقبال واحتضان وتدريب‬
‫حاملي أفكار املشاريع لتجسيدها واقعيا‪.‬‬
‫كما مت إنشاء ‪ 48‬مديرية والئية ستلعبـ دور املنشط واملتابع لنشاطات م ص م والصناعة التقليدية على املستوى احمللي‪ ،‬وكذا إنشاء ‪ 11‬غرفة‬
‫صناعة تقليدية وحرف إضافية لتقريب هييآت التأطري من احلرفيني‪ ،‬وقد بلغ عدد احلرفيني املسجلني لدى غرف الصناعة التقليدية حوايل ‪79850‬‬
‫حرفيا‪.‬‬
‫ويف إطار حتسني استغالل العقار الصناعي قامت احلكومة بإعادة تنظيميه يف شكل شركات ملسامهات الدولة (‪ )SGP‬للتكفلـ تدرجييا بتهيئة‬
‫املناطق الصناعية ومناطق النشاط والتخزين عرب كافة أحناء الوطن‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -2‬على الصعيد الدولي‬
‫برنامج "ميدا" لتنمية م ص م في الجزائر‬
‫يندرج هذا الربنامج يف إطار التعاون األورو‪-‬متوسطي‪ ،‬ويهدف إىل حتسني القدرة التنافسية لـ م ص م من خالل التأهيل‪ ،‬وقد مت حتقيق إىل غاية‬
‫جوان ‪ ،2004‬حوايل ‪ 400‬عملية تأهيل وتشخيص وتكوين يف إطار الدعم املباشر وكذا إجناز جهاز لتغطية الضمانات املالية بقيمة ‪ 20‬مليون‬
‫أورو سيحسن من إقراض املؤسسات‪.‬‬
‫التعاون مع البنك اإلسالمي للتنمية‬
‫مت اإلتفاق على فتح خط متويل لـ م ص م‪ ،‬وكذا تقدمي مساعدة فنية متكاملة لدعم استحداث نظم معلوماتية ولدراسة سبل تأهيل الصناعات‬
‫الوطنية ملواكبة متطلبات العوملة واملنافسة وإحداث مشاتل (حماضن) منوذجية لرعاية وتطوير م ص م‪ ،‬وتطوير التعاون مع الدول األعضاء ذات‬
‫التجارب الناجحة كماليزيا‪ ،‬أندونيسيا وتركيا‪.‬‬
‫التعاون مع البنك العالمي‬
‫وباخلصوص مع الشركة املالية الدولية (‪ ،)SEI‬مت إعداد برنامج تعاون تقين مع برنامج مشال إفريقيا لتنمية املؤسسات (‪ )NAED‬لوضع حيز‬
‫التنفيذ "لبارومرت م ص م" قصد متابعة التغريات اليت تطرأ على وضعيتها‪ ،‬وسيتدخل هذا الربنامج أيضا يف إعداد دراسات اقتصادية لفروع النشاط‪.‬‬
‫التعاون مع منظمة األمم المتحدة للتنمية الصناعية‬
‫مت االتفاق على مساعدة فنية لتأهيل م ص م يف فرع الصناعات الغذائية‪ ،‬واليت جسدت إحداث وحدة لتسيري الربنامج واختيار مكتب دراسات‬
‫لتشخيص هذا الفرع‪.‬‬
‫التعاون الثنائي‬
‫ويف جمال التعاون الثنائي‪ ،‬وخصوصا يف جمال التكوين واالستشارة‪ ،‬انتقل برنامج التعاون اجلزائري األملاين (‪ )PME/conform‬إىل مرحلته‬
‫الثالثة‪ ،‬حيث أنه وبعد أن أهنى تكوين جمموعة من اخلرباء يف هذا امليدان باإلضافة إىل مهام التكوين واالستشارة املتوفرة للمؤسسات واجلمعيات‬
‫املعنية‪ ،‬قام هذا الربنامج بتوسيع شبكته ملراكز الدعم املتواجدة يف خمتلف جهات الوطن‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التجارب الدولية والعربية الرائدة في مجال تفعيل دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬
‫توجد العديد من الدول اليت استطاعت ان تقوم بتطوير وتفعيل دور املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف احلد من أزمة البطالة واملسامهة اإلجيابية يف‬
‫خمتلف نواحي احلياة االقتصادية نذكر بعضا منها‪:‬‬
‫‪ -1‬التجربة الكورية‪:‬‬
‫يف الفرتة ‪1962‬ـ‪ 1966‬وضعت كوريا جمموعة من اخلطط االقتصادية اليت بدأهتا خبطة التنمية االقتصادية األوىل وتستهدف هذه اخلطط‬
‫مجيعا إحداث تغيري جذري يف هيكل االقتصاد القومي ويف ربع القرن املاضي تضاعف إمجايل الناتج القومي اإلمجايل ليقرتب من الثالثني مرة‪ ،‬وكان‬
‫احد أسباب هذا النجاح الكبري‪ ،‬وبلغ منو الصادرات سنويا ‪ % 40‬يف هذه الفرتة‪ ،‬بل ان صادرات بعض املنشآت الصناعية جتاوزت ‪ %90‬من‬
‫إنتاجها‪ ،‬حيث وضعت احلكومات املتتالية تنظيما مرتبطا بتنمية الصناعات الصغرية يتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫ـ انشاء هيئة تدعيم الصناعات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫ـ توجيه الصناعات الصغرية واملتوسطة اىل التصدير ‪،‬‬
‫‪ -‬مت انشاء بنك متخصص يف متويل املنشآت الصغرية واملتوسطة يف عام ‪ 1961‬يهدف اىل دعم األنشطة االقتصادية املختلفة لتلك املنشآت واتبع‬
‫هذا البنك أسلوب تقدمي القروض والتسهيالت واالئتمانية بالعمالت احمللية واألجنبية‪ ،‬وقبول الودائع واملشاركة يف رؤوس أموال املشروعات‬
‫وعمليات النقد احمللي واألجنيب وتقدمي اخلدمات االستثمارية يف األعمال اإلدارية والفنية‪ ،‬مع تقدمي حافز للمصدرين عن طريق دعم أسعار الفائدة‬
‫‪21‬‬
‫من هذه القروض بالعملةـ احمللية مبنحهم أسعار فائدة تفضيلية‪.‬‬
‫‪2‬ـ التجربة الماليزية‪:‬‬
‫على غرار جتارب الدول املختلفة اليت أثبتت أن اجلامعات واملعاهد البحثية هي انسب اجلهات اليت تستطيع أن تلعب الدور الرئيسي لرتمجة‬
‫ونقل األفكار اإلبداعية إىل الصناعة‪ ،‬قامت ماليزيا يف إطار اخلطة االقتصادية ‪1996‬ـ‪ 2005‬اليت تعتمد على سياسة التجمعات الصناعية‬
‫كحاضنات لألعمال‪ ،‬بإنشاء عدد من املؤسسات من اجل هذا الغرض‪ ،‬وعلى رأسها شركة تطوير التكنولوجيا املاليزية ‪Malaysian‬‬
‫‪ Technology Development Corporation-MTDC‬اليت مت إقامتها عام ‪ 1997‬من اجل نقل وتسويق األفكار اإلبداعية‬
‫من اجلامعات واملعاهد البحثية املاليزية‪ ،‬ووضعها يف إطار التنفيذ من خالل الربط بني اجلهات وسوق العمل‪ ،‬ومتثل هذه الشركة مركزا الحتضان‬
‫املشروعات الصغرية اجلديدة‪ ،‬مث تأسيسها من خالل اجلامعات لتسمح للشركات الصناعية املتخصصة يف القطاعات اإلنتاجية واخلدمية اجلديدة مثل‬
‫جماالت الوسائط املتعددة والتكنولوجية اجلوية وقد قامت هذه الشركة حديثا بتنمية مراكز لتطوير التكنولوجيا تعمل على تنشيط البحث‬
‫‪22‬‬
‫والتطوير ‪ ،‬والتطوير التكنولوجي يف قطاعات الصناعة املتخصصة‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -3‬التجربة اليابانية‪: ‬‬
‫يف عملية متويل املؤسسات الصغرية‪ ،‬استخدمت اليابان عدة مؤسسات من أمهها‪:‬هيئات التمويل احلكومية للصناعات الصغرية ‪ ،‬مجعية‬
‫التمويل األهلية‪ ،‬مجعية متويل الصناعات الصغرية واغلبها يقدم قروض طويلة األجل القتناء اآلالت واملعدات الالزمة لتسيري العمليات وتشجيع‬
‫اللجوء اىل التقنيات والتكنولوجيا احلديثة‪.‬وهناك أيضا مؤسسات متويل خاصة او خمتلطة تكفلت مبهمة متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬
‫كالبنك املركزي للتجارة والصناعة والبنوك التجارية ومؤسسات اإلقراض اخلاصة‪ .‬تؤكد التقارير املالية أن البنوك مازالت تفرض نوعا من القيود‬
‫على متويل هذه النوعية من املشروعات للتخوف من وقوع هؤالء العمالء يف فخ التعثر‪ ،‬إذ إن غالبية هؤالء العمالء ليس لديهم اخلربة الكافية يف‬
‫إدارة هذه النوعية من املشروعات ‪ ،‬وكذلك الضمانات الالزمة للبنوك من دراسة اجلدوى للمشروع‪ ،‬وقد أكد استطالع رأي اجري يف دول‬
‫منظمة التعاون و التنمية االقتصادية على بروز مشكل التمويل وهو املشكل املطروح على مؤسسات التمويل اليابانية‪ ،‬و لضمان القروض‬
‫للمستثمرينـ الصغار أسست احلكومة املركزية نظاما لضمانـ القروض املقدمة‪ ،‬يف شكل هيئات لضمان القروض يف كل مدينة‪ ،‬كما اعتربت‬
‫سياسة احلماية من اإلفالس إحدى السياسات اهلامة املوجهة لتشجيع املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اليابان‪ ،‬حيث تقوم بتطبيق هذه السياسات‬
‫جمموعة من املؤسسات املالية والتأمينية‪ ،‬وميكن للمشروع الصغري االنضمام هلذه اخلدمة عن طريق مسامهته بقسط تأميين يدفع شهريا تقوم مبوجبه‬
‫هيئة تنمية املؤسسات الصغرية واملتوسطة اليابانية بسداد ديون املشروع الصغري املتعثر‪.‬‬
‫‪ -4‬التجربة الهندية‬
‫أدى تشجيع وتنمية الصناعات الصغرية يف اهلند إىل أن تصبح هذه الصناعات حجر زاوية من السياسة الصناعية اهلندية بسبب البطالة والفقر اليت‬
‫يعاين منها اجملتمع اهلندي‪ .‬وقد اندرجت هذه الصناعات ضمن صالحيات حكومة الواليات‪ ،‬فيما تركزت جهود احلكومة املركزية على صياغة‬
‫الربنامج العام املتعلق بتطوير هذه الصناعات مع اإلسهام جبزء من رأس املال الذي حتتاجه الواليات لتنفيذ هذا الربنامج‪ .‬وقد اتسمت تلك التجربة‬
‫‪24‬‬
‫بالسمات اآلتية‪:‬‬
‫‪    -‬انتهاج احلكومة لسياسات مزدوجة من خالل التدابري احلماية التشريعية لتلك الصناعات للحد من إنتاج املؤسسات الصناعية الكبرية مع فرض‬
‫الضرائب عليها‪ ،‬مبا يساعد الصناعات الصغرية اليت تنتج نفس السلع بتصريف سلعها واالستفادة من ريع الضرائب لتنميتها‪.‬‬
‫‪ -‬حجز أكثر من ‪ 1200‬فقرة إنتاجية لصاحل الصناعات الصغرية وعدم السماح للصناعات الكبرية بإنتاج تلك الفقرات مع انتهاج سياسة تفضيل‬
‫شراء املنتجات من الصناعات الصغرية للمؤسسات احلكومية‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء املراكز التدريبية لتهيئة القوى العاملة وتأهيلها للعمل يف الصناعات الصغرية املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مكتب للتشييد الصناعي واملايل لدعم املشاريع اليت تتعرض للصعوبات االقتصادية واملالية لتجاوز حمنتها‪.‬‬
‫‪ -‬وضع نظام لإلعفاءات الضريبية على الصناعات الصغرية تتناقص نسبته عكسياً مع قيمة رأس املال املستثمر‪ ،‬وهو ما يعكس رغبة الدولة‬
‫وحرصها على تشجيع هذا النمط من الصناعات‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من جتارب البلدان الصناعية املتقدمة مثل اليابان يف جمال خلق نوع من التكامل بني الصناعات الكبرية والصغرية واالجتاه حنو حتديث‬
‫التكنولوجيا وتطوير نظم اإلنتاج واإلدارة يف هذه الصناعات‪ .‬‬
‫ثالثا‪ -‬آليات تفعيل دور المؤسساتـ الصغيرة والمتوسطة في الحد من أزمة البطالة بالجزائر‬
‫لتلعبـ املؤسسات الصغرية واملتوسطة دورا إجيابيا وفعاال يف توفري مناصب الشغل ومن مث احلد من أزمة البطالة من جهة ومن جهة أخرى‬
‫لتقوية تنافسيتها وحتسني أدائها ومن خالل تطرقنا لواقع هذه املؤسسات باجلزائر من ناحية ولتطرقنا للتجارب الدولية من ناحية ثانية نؤكد أنه من‬
‫الضروري االستفادة من هذه التجارب و اختاذ العديد من اإلجراءات والتدابري سواءا على مستوى املؤسسة يف حد ذاهتا أو على مستوى البيئة‬
‫اخلارجية ومن أهم هذه التدابري نذكر‪:‬‬
‫‪ -1‬تأهيل الموارد البشرية‪:‬‬
‫ميثل العنصر البشري أساس العملية اإلنتاجية‪ ،‬وبالتايل فهو حيتاج إىل دورات تكوينية وتدريبية لتطوير إمكانياته الفنية واملهارية لالستجابة‬
‫لالحتياجات املتنوعة واملتزايدة للمتعاملني معها‪ .‬وباعتبار أن خمرجات النظام التعليمي والتكويين هي مدخالت اجلهاز اإلنتاجي وجب الرتكيز على‬
‫نوعية التعليم والتكوين (إصالح الربامج) وربط املؤسسات التعليمية باحمليط االقتصادي مع االستفادة من اخلربة األجنبية يف هذا اجملال‪ ،‬وتبعا هلذا‬
‫"فقد مت رصد عشرة ماليني دوالر كندي قصد تكوين مسريين يف قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة وذلك باالستفادة من التجربة الكندية‬
‫‪25‬‬
‫حيث مت جتسيد ‪ 72‬عملية منها ‪ 60‬عملية خصت مسريي املؤسسات العمومية اليت هلا عالقة مباشرة مع القطاع املايل واالقتصادي"‬
‫‪ -2‬تأهيل المؤسسات المالية والمصرفية‬
‫وإصالح النظام املايل ككل‪ ،‬ألن البنوك واملؤسسات املالية يعتربان الشريك الفاعل للمؤسسةـ االقتصادية بشكل عام واملؤسسات الصغرية واملتوسطة‬
‫بشكل خاص؛ ألن هذه األخرية جمربة على طلبـ التمويل لنقص مواردها املالية ولطبيعة نشاطاهتا‪ ،‬إال أن البنوك بنسب فوائدها املرتفعة وتصرفاهتا‬
‫املتقلبة‪ ،‬وتدخالهتا البطيئة‪ ،‬وقراراهتا املرتددة؛ تبتعد عن زبائنها يف الكثري من األحيان‪ ،‬وبالتايل فهي هبذه الصورة معيقة النطالق وتنمية وتأهيل‬
‫وتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وغري مساعدة يف عملية التكيف مع متغريات احمليط اجلديد الذي ميتاز بالسرعة واملبادرة‪ ،‬ويتحتم فيما‬
‫نعتقد السعي اجلاد والسريع من أجل تكييف املنظومة البنكية مع متطلبات الواقع االقتصادي اجلديد وهلذا يتطلب " حتديث اجلهاز املصريف مبساعدة‬
‫‪26‬‬
‫املشاركة األجنبية أو من خالل اخلصخصة لدعم املؤسسات والقطاع اخلاص النامي وتعميق الوساطة املالية‬
‫‪ -3‬تأهيل النظام القانوني والتشريعي‪ :‬بدا االهتمام بتطوير وترقية قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة بشكل واضح بصدورـ القوانني التالية‪-:‬‬
‫القانون التوجيهي لرتقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة واملتضمن تعريف املؤسسة الصغرية واملتوسطة وطرق إنشائها وسبل دعم وتأهيلها‪ .‬وعرفت‬
‫املؤسسة الصغرية واملتوسطة حسب هذا القانون بأهنا مؤسسات إنتاج السلع واخلدمات و تستويف معايري االستقاللية وتشغل من ‪ 1‬إىل ‪ 250‬عامل‬
‫‪27‬‬
‫‪ -4‬تأهيل النظام الجبائي ‪ :‬زيادة على احلوافز الضريبية وشبه الضريبية واجلمركية املنصوص عليها يف القانون العام لالستثمار لسنة ‪ 2001‬ميكن‬
‫أن يستفيد املستثمر باملزايا التالية‪:28‬‬
‫‪ -‬تطبيق نسبة خمفضة يف جمال احلقوق اجلمركية فيما خيص التجهيزات املستوردة ‪ ،‬واليت تدخل مباشرة يف إجناز االستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعفاء من الضريبة على القيمة املضافة فيما خيص السلع واخلدمات اليت تدخل مباشرة يف إجناز االستثمار ‪.‬‬
‫‪ -‬تكفل الدولة جزئيا أو كليا باملصاريف املتعلقة باملنشات األساسية الضرورية وبعد تقييمها من طرف الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‬
‫‪ -‬تطبيق حق ثابت يف جمال التسجيل بنسبة خمفضة قدرها ‪ % 2‬فيما خيص العقود التأسيسية والزيادات يف رأس املال‬
‫‪ -5‬إنشاء بنوك متخصصة في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫وخيتص هذا النوع من البنوك و املؤسسات املالية يف متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬غالباً ما تكون هذه املؤسسات حكومية أو شبه حكومية‬
‫‪29‬‬
‫إىل حد ما لتوفري التمويل الالزم هلا ‪ ،‬نتيجة تراجع أداء البنوك التجارية املرخصة يف توفري التمويل للموسسات الصغرية واملتوسطة بسبب‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع الكلفة اإلدارية املرتبطة بتنفيذ هذه القروض‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع املخاطر املصرفية هلذا النوع من القروض مقارنة مع اإلقراض العادي‪ ،‬وعادةً ما تلجأ البنوك إىل االبتعاد عن أي نوع من أنواع املخاطر‬
‫املصرفية‪ ،‬وتكتنف املشاريع الصناعية الصغرية حتديداً‪ ،‬واملتوسطة بصورة عامة خماطر تكفي البتعاد البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬تدين الضمانات الالزمة والكافية اليت تقبلها البنوك لتقدمي القروض‪ ،‬وهذا يؤدي إىل تراجع حجم االئتمان املقدم للمشروعات الصغرية‬
‫واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬الصعوبة اليت تواجه البنوك التجارية يف حماولتها لتسييل موجودات هذه املشروعات نظراً الخنفاضها من جانب‪ ،‬واالعتبارات االجتماعية من‬
‫اجلانب اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬حمدودية الثقافة املصرفية لدى أصحاب املشروعات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬وقد دفعهم ذلك لالبتعاد عن البنوك للحصولـ على التمويل الالزم‬
‫ملشروعاهتم‪.‬‬
‫‪ -6‬تأهيل المحيط اإلداري بكل مكوناته‪ :‬أي تأهيل كل اإلدارات ذات العالقة باملؤسسات الصغرية واملتوسطة من أجل أن تتقبل بل تعمل على‬
‫تطوير فكرة تنمية االستثمار اخلاص يف شكل مؤسسات صغرية ومتوسطة لتحقيق األهداف الوطنية املسطرة يف هذا اجملال‪ ،‬وأن ال تعمل اإلدارة‬
‫بطرقها البريوقراطية لعرقلة أهداف السياسة الوطنية احملددة املعامل‪ ،‬ونركز هنا خصوصا على اإلدارة اجلمركية‪ ،‬واإلدارة اجلبائية‪ ،‬ومركز السجل‬
‫‪30‬‬
‫التجاري‪...‬‬
‫‪ -7‬الرعاية واالحتضان‪ :‬مع أن املؤسسات الصغرية واملتوسطة عنصر رئيسي يف جمال التنمية الوطنية‪ ،‬إال أهنا تعاين من مساوئ نقص التجربة يف‬
‫النشاط احلر ويف جمال التسيري ومستوى استعمال التكنولوجيا وضعف التنافسية وغياب روح االبتكار وانعدام ثقافة اللجوء إىل خدمات االستشارة أو‬
‫التكوين والرسكلة إضافة إىل ضعف املوارد املختلفة‪...‬؛ زيادة عن ضغوطات العوملة واالتفاقيات؛ لذلك نرى أهنا حتتاج إىل الرعاية واالهتمام من قبل‬
‫السلطات العمومية اليت يفرتض عليه يف املدى القصري بضرورة بعث برنامج شامل الحتضان وتأهيل وتطوير وحتضري هذا النوع من املؤسسات لقواعد‬
‫‪31‬‬
‫إقتصاد السوق وتكييف إسرتاتيجيتها يف جمال اإلنتاج‪ ،‬والتسيري‪ ،‬واملوارد‪ ،‬والتسويق‪...‬إخل تبعا للرشادة االقتصادية واملعايري الدولية‪.‬‬
‫‪ -8‬تشكيل خطوط منتوجات‪-‬عالقات‪:‬‬
‫إن املؤسسات الصغرية واملتوسطة مهددة يف كامل حرفتها املمثلة خبطوط اإلنتاج‪ ،‬و جمال حياة املؤسسة‪ .‬وعليه فانه‪ ،‬من منظور اسرتاتيجي‬
‫شامل‪ ،‬ال ميكن حصر املنتوج يف جمال أو خدمة حمددة ‪،‬ولكن ميكن اعتباره كمنتوج‪-‬عالقة يتميز خبصوصيات يدركها الزبائن‪ .‬يعرب مصطلح‬
‫منتوج‪-‬عالقة على أن الزبون يشرتي السلعة أو اخلدمة اليت تتوفر فيها اخلصوصيات اليت تكونت بفعل العالقات بني خمتلف ممثلي احمليط االسرتاتيجي‬
‫للمؤسسة‪:‬ـ املوردين‪ ،‬الزبائن‪ ،‬املنافسني‪ ،‬اإلدارات على املستوى اخلارجي‪ ،‬القدرات البشرية على املستوى الداخلي‪.‬وهبذا ميكن ملسري املؤسسة من‬
‫استعمال مصطلحـ منتوج‪-‬عالقة للتعبري عن خياراته املستقبلية‪ .‬فإسرتاتيجية التنويع مثال هي تطوير لعالقات جديدة مع الزبائن‪ ،‬املوردين‪،‬‬
‫‪32‬‬
‫املنافسني‪...‬مبعىن آخر أن انه يوجد خلف كل قرار اسرتاجتي عالقات ممثلني جدد‪.‬‬
‫‪ -9‬صياغة الرؤية اإلستراتيجية للمؤسسة‪:‬ـ‬
‫أصبح ميثل مصطلحـ الرؤية اإلسرتاتيجية منذ عدة سنوات مركز اهتمام كل من الباحثني‪ ،‬اخلرباء‪،‬واملهنيني‪ ،‬وهو اليوم احد املفردات املركزية يف‬
‫أدبيات التسيري االسرتاتيجي‪ .‬وحسب (‪ Collins et Porras (1991‬تعترب الرؤية اإلسرتاتيجية يف نفس الوقت كفلسفة للتوجيه وصورة‬
‫‪33‬‬
‫ملموسةـ تساهم بشكل حاسم يف وجود عمل منسق يف املؤسسة‪.‬‬
‫وتزداد أمهية هذا املصطلح يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة لكونـ اإلسرتاتيجية فيها ذات طابع غري شكلي ومركزي يف يد املسري املالك كما‬
‫أشرنا إليه سابقا‪ .‬وهكذا يكون لرؤية املسري اثر كبري على نشاط و تنافسية املؤسسة‪.‬‬
‫الخالصة‬
‫أصــبحت املؤسســات الصــغرية و املتوســطة حــديث العــام واخلاص نظــرا لــدورها الفعــال يف خمتلــف جماالت النشــاط االقتصــادي باعتبارهــا‬
‫أفضل الوسائل لإلنعاش االقتصادي الذي تعيشه اجلزائر‪ ،‬من خالل سهولة تكيفها و مرونتها اليت جتعلها قادرة على اجلمع بني التنمية االقتصادية من‬
‫جهــة ومن جهــة أخــرى كوهنا وســيلة إجيابيــة لفتح أفــاق العمــل من خالل توفــري مناصــب الشــغل و خلــق الــثروة‪ ،‬و بإمكاهنا رفــع حت ــديات املـ ــنافسة يف‬
‫ظل االنفتاح على العامل اخلارجي وحترير التجارة اخلارجية واشتداد حدة املنافسة ‪.‬ورغم ما متلكه اجلزائر من إمكانـات ومـا قـامت بـه من إصـالحات‬
‫لتطوير املؤسسات الصغرية واملتوسطة وتفعيل دورها يف القضاء على البطالة‪ ،‬إال أهنا ال تزال دون املستوى املنشود ولذلك ومن خالل إطالعنــا على‬
‫بعض التجـارب العربيـة والعامليـة الرائـدة يف جمال املؤسسـات الصـغرية واملتوسـطة والـيت تطرقنـا على بعضـها نقـول أنـه على اجلزائـر تبـين سياسـة واضـحة‬
‫املع ــامل للنه ــوض بقط ــاع املؤسس ــات الص ــغرية واملتوس ــطة واالس ــتفادة من جتارب ال ــدول العاملي ــة الناجح ــة م ــع األخ ــذ بعني االعتب ــار إمكاناتن ــا وثقافتن ــا‬
‫وقدراتنا وعموما خرجنا من خالل تناولن هلذا املوضوع بالتوصيات التالية‪:‬‬
‫تسطري إسرتاتيجية واضحة للنهوض بقطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تطبق هذه اإلسرتاتيجية على أرض الواقع ال أن تبقى حربا على ورق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مشاركة اجلامعة ومراكز البحث العلمي وكل األطراف ذات العالقة باملؤسسات الصغرية واملتوسطة يف إعداد هذه اإلسرتاتيجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االس ــتفادة من جتارب الـ ــدول املتقدمـ ــة يف تطـ ــوير هـ ــذا القطـ ــاع على أن ال يتم نس ــخ التجرب ــة كلي ــة ألن ذل ــك س ــيكون دون نفـ ــع يـ ــذكر نظ ــرا‬ ‫‪-‬‬
‫الختالف املؤهالت البشرية واملادية واملالية والثقافية‪.‬‬
‫حتديث وتطوير هذه اإلسرتاتيجية كلما دعت الضرورة لذلك( املرونة وليس الفوضى)‬ ‫‪-‬‬
‫وجود إرادة فذة ليس فقط لدى الدولة وإمنا كذلك لدى أصحاب هذه املؤسسات يف مواجهة التحديات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الهوامش و المراجع‪:‬‬
‫حممد راتول‪ ،‬بعض التجارب الدولية في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الدروس المستفادة ‪ ،‬ملتقى متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف الدول العربية( الشلف‪:‬جامعة‬ ‫‪.1‬‬
‫حسيبة بن بوعلي‪ .‬يومي ‪17‬و‪ 18‬أفريل‪ )2006‬ص ص ‪173-172‬‬
‫ج‪ .‬سبنسر هل‪ ،‬ترمجة صليب بطرس ‪ ،‬منشأة االعمال الصغيرة( القاهرة‪ :‬الدار الدولية للنشر والتوزيع ‪) 1998‬ص‪111‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مدخل لدراسة إشكالية متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬عن املوقع االلكرتوين‪www.9alam.com/forums/attachment.php? :‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪... attachmentid=1737&d‬‬
‫أبو موسى‪ ،‬عبد احلميد‪ ،‬جتربة بنك فيصل اإلسالمي املصريف يف متويل املنشآت الصغرية املتوسطة‪ ،‬امللتقى السنوي اإلسالمي السادس‪ :‬دور املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية يف متويل املنشآت‬ ‫‪.4‬‬
‫الصغرية واملتوسطة(عمان‪ :‬األكادميية العربية للعلوم املالية واملصرفية‪)2003 ،‬ص‪4‬‬
‫حممد يعقويب‪ ،‬مكانة و واقع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول العربية ‪ ،‬ملتقى متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف الدول العربية( الشلف‪:‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ .‬يومي‬ ‫‪.5‬‬
‫‪17‬و‪ 18‬أفريل‪ )2006‬ص ص‪46-45‬‬
‫عبد المجيد تيماوي‪ ،‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دعم المناخ االستثماري‪ ،‬ملتقى متطلبات‪ 2‬تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الدول‬ ‫‪.6‬‬
‫العربية( الشلف‪:‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ .‬يومي ‪17‬و‪ 18‬أفريل‪ )2006‬ص ‪241‬‬
‫اجمللس الوطين االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬التقرير المتعلق بالسداسي األول لسنة ‪ ،.1999‬ص ص ‪17-8 :‬‬ ‫‪.7‬‬
‫عبد الرزاق خليل‪ ،‬دور حاضنات األعمال يف دعم اإلبداع لدى املؤسسات الصغرية يف الدول العربية ‪www.univ-chlef.dz/renaf‬‬ ‫‪.8‬‬
‫خللف عثمان‪ ،‬واقع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وسبل دعمها وتنميتها‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه دولة يف العلوم االقتصادية(جامعة اجلزائر‪ :‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم‬ ‫‪.9‬‬
‫التسيري‪)2003/2004 ،‬ص ‪57‬‬

‫‪ .10‬صفوت عبد السالم عوض اهلل‪ :‬اقتصاديات الصناعات الصغيرة والمتوسطة ودورها في تحقيق التصنيع والتنمية( مصر‪ :‬دار النهضة العربية ‪ )1993‬ص‪.41‬‬
‫‪ .11‬خللف عثمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪57‬‬

‫‪ .12‬صفوت عبد السالم عوض اهلل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪42‬‬
‫‪ .13‬خللف عثمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪58‬‬
‫‪ .14‬محيدي يوسف‪ ،‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتحديات العولمة‪ ،‬جملة جديد االقتصاد( اجلزائر‪ :‬اجلمعية الوطنية لالقتصاديني اجلزائريني‪ ،‬ديسمرب ‪ )2007‬ص‪272‬‬
‫‪ .15‬بوصايف كمال‪ ،‬البطالة الهيكلية والبطالة الظرفية في الجزائر خالل المرحلة ‪ ،2002 – 1990‬جملة علوم االقتصاد والتسيري والتجارة(اجلزائر‪ :‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬العدد‪،14‬‬
‫‪)2006‬ص‪126‬‬
‫‪ .16‬عقيلة خرباشي‪ ،‬سياسة التشغيل في الجزائر بين الحماية االجتماعية والتضامن الوطني‪،‬جملة دراسات اقتصادية( اجلزائر‪ :‬مركز البصرية‪،‬العدد‪ ،16‬جويلية ‪ )2010‬ص ص‪33-32‬‬
‫‪ .17‬أمحد طوايبية‪،‬القرض المصغر ودوره في مكافحة الفقر جملة دراسات اقتصادية( اجلزائر‪ :‬مركز البصرية‪،‬العدد‪ ،16‬جويلية ‪ )2010‬ص ص‪15-13‬‬
‫‪ .18‬حممد طاليب‪ ،‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في معالجة مشكلة البطالة بين المردود الضئيل وكيفية التفعيل‪ ،‬جملة دراسات اقتصادية( اجلزائر‪ :‬مركز البصرية‪،‬العدد‪ ،12‬فيفري ‪)2009‬‬
‫ص ص ‪54-52‬‬

‫‪ .19‬مديوين مجيلة‪ ،‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كميزة تنافسية بين الواقع والمأمول عن املوقع االلكرتوين‪www.pmeart-dz.org‬‬

‫‪ .20‬نفس املرجع السابق‬


‫‪ .21‬لسلوس مبارك‪ ،‬تجربة تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دول أجنبية‪ ،‬ملتقى وطين حول‪ :‬دور املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف حتقيق التنمية باجلزائر خالل الفرتة ‪_2000‬‬
‫‪ (2010‬بومرداس‪ :‬جامعة احممد بوقرة‪18 ،‬و‪ 19‬ماي ‪ )2011‬ص‪207‬‬
‫‪ .22‬زايدي عبد السالم‪ ،‬أهمية نظام الحاضنات في دعم وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ملتقى وطين حول‪ :‬دور املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف حتقيق التنمية باجلزائر خالل الفرتة‬
‫‪ (2010_2000‬بومرداس‪ :‬جامعة احممد بوقرة‪18 ،‬و‪ 19‬ماي ‪ )2011‬ص‪267‬‬
‫‪ .23‬لسلوس مبارك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪206‬‬
‫‪ .24‬رقية سليمة‪ ،‬تجربة بعض الدول العربية في الصناعات الصغيرة و المتوسطة‪ ،‬ملتقى متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف الدول العربية( الشلف‪:‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ .‬يومي ‪17‬و‬
‫‪ 18‬أفريل‪ )2006‬ص‪34‬‬
‫‪ .25‬عبد الرمحن عنرت‪،‬واقع مؤسساتنا الصغيرة والمتوسطة وآفاقها المستقبلية ‪ ،‬امللتقى الدويل‪ :‬حول تأهيل املؤسسة االقتصادية‪( ،‬سطيف‪ :‬جامعة فرحات عباس‪29 ،‬و‪ 30‬أكتوبر ‪ )2001‬ص‪4‬‬
‫‪ .26‬ميلود تومي‪ ،‬مستلزمات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ‪ ،‬امللتقى الدويل‪ :‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف الدول العربية( الشلف‪:‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪،‬‬
‫‪17‬و‪ 18‬أفريل ‪ )2006‬ص‪1000‬‬
‫‪ .27‬قوريش نصرية‪ ،‬آليات وإجراءات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ‪ ،‬امللتقى الدويل‪ :‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف الدول العربية( الشلف‪:‬جامعة حسيبة بن‬
‫بوعلي‪17 ،‬و‪ 18‬أفريل ‪)2006‬ص‪1052‬‬
‫‪ .28‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪1053‬‬
‫‪ .29‬رحيم حسني‪ ،‬مناصرية رشيد‪ ،‬الصيرفة المتخصصة كمدخل إلصالح النظام المصرفي في الجزائر‪ ،‬املؤمتر العلمي الدويل‪ :‬إصالح النظام املصريف اجلزائري ( ورقلة‪ :‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬‬
‫‪11‬و‪ 12‬مارس ‪ ) 2008‬ص ص ‪7-6‬‬
‫‪ .30‬ميلود تومي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪1000‬‬
‫‪ .31‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪1000‬‬
‫‪ .32‬مداح عراييب احلاج ‪،‬التسيري االسرتاتيجي وتنافسية املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬امللتقى الدويل‪ :‬متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف الدول العربية( الشلف‪:‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪،‬‬
‫‪17‬و‪ 18‬أفريل ‪)2006‬ص‪1068‬‬
‫‪ .33‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪1067‬‬

You might also like