You are on page 1of 21

‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫ريادة األعمال االجتماعية‬


‫مفهومها ‪ -‬مقوماتها ‪ -‬دورها في تحسين خدمات الرعاية االجتماعية‬

‫د‪ .‬جميدة بنت حممد الناجم‬


‫امللك سعود‬
‫ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ‬ ‫اآلداب بجامعة‬
‫ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻬﺎ ‪-‬‬ ‫االجتامعية يف كلية‬
‫ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ‪-‬‬ ‫بقسم الدراسات‬
‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪:‬‬ ‫األستاذ املشارك‬
‫ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‬ ‫ﺭﻳﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪Abstract‬‬ ‫املستخلص‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫‪This research examines the concepts of entrepreneurship‬‬ ‫تناول هذا البحث موضوع ريادة األعامل االجتامعية؛ من حيث‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﻤﻌﺔ ‪ -‬ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫‪and social entrepreneurship, in terms of similarities,‬‬ ‫املفهوم‪ ,‬واتفاقه واختالفه عن املفاهيم ذات الصلة‪ ،‬وتطوره‬
‫‪differences, and concept development over time.‬‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ‬
‫ﺑﻨﺖاألعامل‬
‫ﻣﺠﻴﺪﺓريادة‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺟﻢ‪،‬مقومات‬
‫ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪ :‬تم الوقوف عىل أهم‬
‫عرب الوقت‪ ،‬كام‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ‬
‫‪The elements of social entrepreneurship have been‬‬
‫ريادة األعامل االجتامعية عن‬‫ﻉ‪14‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬التي بدأت بنرش ثقافة‬
‫االجتامعية‬
‫‪investigated from publicizing the notion of social‬‬
‫ﻧﻌﻢإىل التعريف بطبيعة وأنشطة‬ ‫طريق التعليم والتدريب‪ ،‬وصوالً‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪entrepreneurship through education, training, and then‬‬
‫‪through the institutions that are expected to support‬‬ ‫‪2018‬لرواد األعامل االجتامعية‪،‬‬
‫التي يتوقع أن تقدم الدعم‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦاملؤسسات‬
‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫‪such orientation in this field, and assist to launch‬‬ ‫وتساعدهم يف إطالق مرشوعاهتم االجتامعية ذات السامت‬
‫ﺃﻏﺴﻄﺲ ‪ /‬ﺫﻭ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪pioneering social projects in addition to regulatory‬‬ ‫الريادية‪ ,‬إضافة إىل الوقوف عىل أبرز القوانني والترشيعات‬
‫‪laws and legislations to reaching social awareness that‬‬ ‫‪83‬االجتامعية‪ ،‬وصوالً‬ ‫‪- 102‬‬
‫األعامل‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬يمكن أن تنظم أنشطة ريادة‬
‫التي‬
‫‪is considered a core element contributing to social‬‬ ‫ﺭﻗﻢ للوعي املجتمعي الذي يعد أحد املقومات التي تساهم يف تقبل‬
‫‪923290‬‬ ‫‪:MD‬‬
‫تقديم اخلدمات‬ ‫ﺑﺤﻮﺙأشكال‬
‫األعامل االجتامعية كشكل من‬ ‫ﻧﻮﻉ ريادة‬
‫‪entrepreneurship acceptance as a form of social services.‬‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪The relationship between social entrepreneurship‬‬
‫‪EcoLink, HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪاالجتامعية‪.‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫‪and the improvement of social welfare services have‬‬
‫ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪been‬‬ ‫وقد تم مناقشة العالقة بني ريادة األعامل االجتامعية وحتسني‬
‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪،‬‬
‫‪discussed‬‬ ‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ‬
‫‪through numerous‬‬ ‫ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺭﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‬
‫‪aspects related‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪to social welfare‬‬
‫ﻣﺴﺘﺨﻠﺼﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪such as‬‬
‫ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ‪،‬‬ ‫‪social responsibility,‬‬ ‫‪the‬‬
‫ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‪،‬‬ ‫مرتبطة‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺍﻣﺔ‪ ،‬قضايا‬
‫ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ‬ ‫خدمات الرعاية االجتامعية من خالل عدة‬
‫‪sustainability of social welfare programs and services‬‬ ‫وقضية استدامة‬
‫ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ‬ ‫االجتامعية‪،‬‬
‫بالرعاية االجتامعية؛ كاملسؤوليةﺍﻷﺑﺤﺎﺙ‪،‬‬
‫‪as well as investigating the relationship between‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪ :‬برامج وخدمات الرعاية االجتامعية‪ ،‬إضافة إىل تناول العالقة‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/923290‬‬
‫‪social entrepreneurship and social work profession as‬‬ ‫بني ريادة األعامل االجتامعية ومهنة اخلدمة االجتامعية؛‬
‫‪being the main profession concerned with providing,‬‬
‫باعتبارها املهنة الرئيسة التي تعنى بتقديم وتنفيذ برامج‬
‫‪and executing social welfare programs and services‬‬
‫وخدمات الرعاية االجتامعية يف صورها وأشكاهلا املختلفة‪.‬‬
‫‪in all forms. The study concluded that the social‬‬
‫‪entrepreneurship is a current trend that should be‬‬
‫وقد انتهت الدراسة بأن ريادة األعامل االجتامعية يعد توجه ًا‬
‫‪developed to enhance the standard living of individuals,‬‬ ‫حديث ًا ال بد من العمل عىل تطويره؛ ليساهم يف حتسني واقع‬
‫‪and communities, and the value of youth participation‬‬ ‫معيشة األفراد واملجتمعات‪ ,‬ويعزز قيمة مشاركة الشباب يف‬
‫‪in social and economic development as well.‬‬ ‫التنمية االجتامعية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪Key words: Social entrepreneurship, Social welfare,‬‬ ‫الكلامت االفتتاحية‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية ‪ -‬رعاية اجتامعية‬
‫‪Social responsibility, Sustainability, Social work‬‬ ‫‪ -‬مسؤولية اجتامعية – استدامة ‪ -‬خدمة اجتامعية‪.‬‬

‫حد سواء‪ ،‬وكانت ومازالت املشكالت االجتامعية أحد‬ ‫املقدمة‬


‫أهم املعوقات التي تلقي بظالهلا عىل كافة جوانب احلياة‪،‬‬ ‫نعي�ش اليوم يف ع�امل رسيع ومتغري يتطل�ب إجياد حلول‬
‫© ‪ 2018‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ولي�س الواق�ع االجتامع�ي وح�ده‪ .‬ومن ه�ذا املنطلق‪،‬‬ ‫رسيعة ومبتكرة ملش�كالته؛ حتى يكون هناك استمرارية‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ف�إن خمتل�ف دول العامل س�عت جاهدة إلجي�اد منظامت‬ ‫لتحقيق األهداف بعيدة املدى لألفراد واملجتمعات عىل‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫ريادة األعمال االجتماعية‬


‫مفهومها ‪ -‬مقوماتها ‪ -‬دورها في تحسين خدمات الرعاية االجتماعية‬

‫د‪ .‬جميدة بنت حممد الناجم‬


‫األستاذ املشارك بقسم الدراسات االجتامعية يف كلية اآلداب بجامعة امللك سعود‬

‫‪Abstract‬‬ ‫املستخلص‬
‫‪This research examines the concepts of entrepreneurship‬‬ ‫تناول هذا البحث موضوع ريادة األعامل االجتامعية؛ من حيث‬
‫‪and social entrepreneurship, in terms of similarities,‬‬ ‫املفهوم‪ ,‬واتفاقه واختالفه عن املفاهيم ذات الصلة‪ ،‬وتطوره‬
‫‪differences, and concept development over time.‬‬
‫عرب الوقت‪ ،‬كام تم الوقوف عىل أهم مقومات ريادة األعامل‬
‫‪The elements of social entrepreneurship have been‬‬
‫االجتامعية التي بدأت بنرش ثقافة ريادة األعامل االجتامعية عن‬
‫‪investigated from publicizing the notion of social‬‬
‫‪entrepreneurship through education, training, and then‬‬
‫طريق التعليم والتدريب‪ ،‬وصوالً إىل التعريف بطبيعة وأنشطة‬
‫‪through the institutions that are expected to support‬‬ ‫املؤسسات التي يتوقع أن تقدم الدعم لرواد األعامل االجتامعية‪،‬‬
‫‪such orientation in this field, and assist to launch‬‬ ‫وتساعدهم يف إطالق مرشوعاهتم االجتامعية ذات السامت‬
‫‪pioneering social projects in addition to regulatory‬‬ ‫الريادية‪ ,‬إضافة إىل الوقوف عىل أبرز القوانني والترشيعات‬
‫‪laws and legislations to reaching social awareness that‬‬ ‫التي يمكن أن تنظم أنشطة ريادة األعامل االجتامعية‪ ،‬وصوالً‬
‫‪is considered a core element contributing to social‬‬ ‫للوعي املجتمعي الذي يعد أحد املقومات التي تساهم يف تقبل‬
‫ريادة األعامل االجتامعية كشكل من أشكال تقديم اخلدمات‬
‫‪entrepreneurship acceptance as a form of social services.‬‬
‫‪The relationship between social entrepreneurship‬‬
‫االجتامعية‪.‬‬
‫‪and the improvement of social welfare services have‬‬
‫‪been discussed through numerous aspects related‬‬ ‫وقد تم مناقشة العالقة بني ريادة األعامل االجتامعية وحتسني‬
‫‪to social welfare such as social responsibility, the‬‬ ‫خدمات الرعاية االجتامعية من خالل عدة قضايا مرتبطة‬
‫‪sustainability of social welfare programs and services‬‬ ‫بالرعاية االجتامعية؛ كاملسؤولية االجتامعية‪ ،‬وقضية استدامة‬
‫‪as well as investigating the relationship between‬‬ ‫برامج وخدمات الرعاية االجتامعية‪ ،‬إضافة إىل تناول العالقة‬
‫‪social entrepreneurship and social work profession as‬‬ ‫بني ريادة األعامل االجتامعية ومهنة اخلدمة االجتامعية؛‬
‫‪being the main profession concerned with providing,‬‬
‫باعتبارها املهنة الرئيسة التي تعنى بتقديم وتنفيذ برامج‬
‫‪and executing social welfare programs and services‬‬
‫وخدمات الرعاية االجتامعية يف صورها وأشكاهلا املختلفة‪.‬‬
‫‪in all forms. The study concluded that the social‬‬
‫‪entrepreneurship is a current trend that should be‬‬
‫وقد انتهت الدراسة بأن ريادة األعامل االجتامعية يعد توجه ًا‬
‫‪developed to enhance the standard living of individuals,‬‬ ‫حديث ًا ال بد من العمل عىل تطويره؛ ليساهم يف حتسني واقع‬
‫‪and communities, and the value of youth participation‬‬ ‫معيشة األفراد واملجتمعات‪ ,‬ويعزز قيمة مشاركة الشباب يف‬
‫‪in social and economic development as well.‬‬ ‫التنمية االجتامعية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪Key words: Social entrepreneurship, Social welfare,‬‬ ‫الكلامت االفتتاحية‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية ‪ -‬رعاية اجتامعية‬
‫‪Social responsibility, Sustainability, Social work‬‬ ‫‪ -‬مسؤولية اجتامعية – استدامة ‪ -‬خدمة اجتامعية‪.‬‬

‫حد سواء‪ ،‬وكانت ومازالت املشكالت االجتامعية أحد‬ ‫املقدمة‬


‫أهم املعوقات التي تلقي بظالهلا عىل كافة جوانب احلياة‪،‬‬ ‫نعي�ش اليوم يف ع�امل رسيع ومتغري يتطل�ب إجياد حلول‬
‫ولي�س الواق�ع االجتامع�ي وح�ده‪ .‬ومن ه�ذا املنطلق‪،‬‬ ‫رسيعة ومبتكرة ملش�كالته؛ حتى يكون هناك استمرارية‬
‫ف�إن خمتل�ف دول العامل س�عت جاهدة إلجي�اد منظامت‬ ‫لتحقيق األهداف بعيدة املدى لألفراد واملجتمعات عىل‬

‫‪83‬‬ ‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫الري�ادة ‪ Entrepreneurship‬واالبت�كار ‪Innovation‬‬ ‫ومؤسس�ات‪ ،‬وظيفته�ا التعام�ل م�ع تل�ك املعوق�ات‬


‫يف التعام�ل م�ع تل�ك القضاي�ا‪ .‬وم�ن هنا ظه�ر مفهوم‬ ‫وإجي�اد حلول هل�ا‪ ،‬ولك�ن ‪ -‬ولألس�ف‪ -‬م�ازال هناك‬
‫ريادة األعامل االجتامعي�ة ‪Social Entrepreneurship‬‬ ‫الكثير من املش�كالت والقضايا التي تش�كل عبئ ًا كبري ًا‬
‫ال�ذي يعبر ع�ن ن�وع م�ن األنش�طة واخلدم�ات الت�ي‬ ‫مل يتحق�ق املرجو يف حله�ا ومواجهتها؛ وعىل رأس تلك‬
‫يقدمها يف األصل ناشطون اجتامعيون‪ ،‬هلم سمة الريادة‬ ‫املش�كالت‪ :‬الفقر‪ ،‬وما يرتبط به من مش�كالت؛ س�واء‬
‫واالبتكار؛ إلجياد حلول من خالل مرشوعات اجتامعية‬ ‫أكانت من األس�باب املؤدية له؛ كمش�كالت عدم كفاية‬
‫تتسم باالس�تمرارية ‪ ، continuity‬وهلا صفة االستدامة‬ ‫أنظم�ة التعلي�م‪ ،‬وقصور اخلدم�ات الصحية‪ ،‬وانتش�ار‬
‫‪ Sustainability‬والق�درة على حتوي�ل العوائد إىل قيمة‬ ‫البطال�ة‪ ،‬أو م�ن النتائ�ج املرتتب�ة علي�ه؛ ومنه�ا‪ :‬ارتفاع‬
‫اجتامعية ‪.)Mair&Marti, 2006) Social Value‬‬ ‫مع�دالت اجلريم�ة‪ ،‬واالنحراف‪ ،‬ومش�كالت التفكك‬
‫ونظر ًا ملا ملوضوع ريادة األعامل االجتامعية من أمهية‬ ‫األرسي‪ ،‬وغريه�ا من املش�كالت االجتامعي�ة التي حتد‬
‫تتزاي�د مع الوقت‪ ,‬والرتباط املوضوع�ات التي تعنى هبا‬ ‫كثري ًا من تقدم املجتمعات ونموها‪.‬‬
‫بقضاي�ا الرعاي�ة االجتامعي�ة واملهن املرتبطة هب�ا‪ ،‬والتي‬ ‫وكل تل�ك الوقائع واحلقائ�ق حركت كثري ًا من أفراد‬
‫ت�أيت يف مقدمته�ا مهنة اخلدم�ة االجتامعي�ة‪ ،‬فإهنا تكون‬ ‫املجتم�ع ومجاعات�ه؛ لتبنيه�ا واملس�امهة يف إجي�اد احللول‬
‫م�ن ضمن املوضوع�ات الت�ي يتوقع م�ن املهتمني هبذه‬ ‫هل�ا؛ وذلك بعدم االعتامد الكيل على الدور احلكومي يف‬
‫املجاالت العلمية تناوهلا بالبحث والطرح العلمي؛ حتى‬ ‫حلها ومواجهتها؛ من خالل إنشاء منظامت ومؤسسات‬
‫يتس�نى تفعيلها وتقديمها كش�كل من أش�كال خدمات‬ ‫غير حكومية؛ كاجلمعيات اخلريي�ة يف بداية األمر‪ ،‬ومن‬
‫الرعاية االجتامعية‪ ،‬وتوضيح أمهيتها ودورها يف حتسين‬ ‫ث�م تطورت إىل م�ا عرف بمنظامت املجتم�ع املدين ذات‬
‫تلك اخلدمات املقدمة لألفراد واجلامعات واملجتمعات؛‬ ‫الطاب�ع غري الربحي التي س�عت لس�د قص�ور املنظامت‬
‫من أجل حتقيق الرفاهية اإلنسانية‪.‬‬ ‫احلكومية يف العمل مع القضايا واملش�كالت االجتامعية‬
‫والتنموي�ة؛ وذلك مل�ا تتميز به من ممي�زات جتعل قدرهتا‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬ ‫على التدخ�ل والتعام�ل م�ع املش�كالت أرسع‪ ,‬وذات‬
‫تتمثل مشكلة الدراسة احلالية يف ماهية ريادة األعامل‬ ‫فاعلية أكرب (‪.)Petrovici,2013‬‬
‫االجتامعية؟ وما مقوماهتا؟ وما دورها يف حتسني خدمات‬ ‫ومع تعقد الواقع‪ ،‬وتراكم املشكالت نتيجة األزمات‬
‫الرعاية االجتامعية؟‬ ‫املتك�ررة واملتالحقة‪ ،‬ف�إن املنظامت املجتمعية نفس�ها مل‬
‫تس�تطع مواكب�ة ما حيصل من مش�كالت ومعوقات؛ مما‬
‫نوع الدراسة‪:‬‬ ‫دفع أفراد ًا م�ن املجتمع اتصفوا بصفة احلس االجتامعي‬
‫تعد هذه الدراس�ة من البحوث ذات الطابع النظري‬ ‫الع�ايل؛ ألن يكون�وا ناش�طني اجتامعيين‪ ،‬وحمركين‬
‫(املكتب�ي)؛ حيث تس�عى الباحثة إىل مراجع�ة الكتابات‬ ‫لل�رأي الع�ام نح�و تلك القضاي�ا واملش�كالت؛ للعمل‬
‫والبحوث العربية‪ -‬إن وجدت‪ -‬واألجنبية ذات الصلة‬ ‫على حله�ا ومواجهته�ا‪ ،‬حت�ى تط�ور األم�ر لينتج عن‬
‫بموضوع الدراس�ة احلالية؛ وذلك هب�دف تقديم معرفة‬ ‫ذل�ك احل�راك املجتمعي يف مب�ادرات اجتامعي�ة هلا ميزة‬

‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬ ‫‪84‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫أن تس�تفيد منه�ا لتوجيه نش�اطها نحو دع�م املرشوعات‬ ‫جدي�دة عن مفهوم ريادة األعامل االجتامعية ومقوماهتا‪،‬‬
‫الت�ي تندرج حت�ت تصنيف ريادة األعمال االجتامعية‪ ،‬بام‬ ‫وما يمكن أن تقدمه لتحسني خدمات الرعاية االجتامعية‬
‫حيقق مزي�د نجاح ألهدافه�ا‪ ،‬وكذل�ك الحتوائها معرفة‬ ‫املقدمة يف املجتمعات احلديثة‪.‬‬
‫يمكن أن يستفيد منها مدرسو مهنة اخلدمة االجتامعية‪ ،‬يف‬
‫تعلي�م الطلبة ‪ -‬يف ختصص اخلدم�ة االجتامعية ‪ -‬مفهوم ًا‬ ‫أمهية الدراسة‪:‬‬
‫وأس�لوب ًا حديث� ًا لتقدي�م خدم�ات الرعاي�ة االجتامعية‪،‬‬ ‫تأيت أمهية هذه الدراس�ة من منطلق التوجه نحو تنويع‬
‫يمك�ن االس�تفادة منه وتطبيق�ه‪ ،‬باعتبارهم أكث�ر املعنيني‬ ‫خدم�ات الرعاي�ة االجتامعي�ة وتطويره�ا‪ ،‬والعم�ل عىل‬
‫بالشأن االجتامعي‪ ،‬وحل املشكالت االجتامعية‪ ،‬بام يتاح‬ ‫استحداث وابتكار خدمات ومرشوعات جديدة؛ للتعامل‬
‫من وسائل وأساليب‪.‬‬ ‫مع املشكالت التي تعيق أفراد املجتمع عن التكيف‪ ،‬وعن‬
‫ولع�ل املعرف�ة بكيفي�ة حتويل األف�كار إىل مب�ادرات‬ ‫حتقيق إنجاز جمتمعي فعال يف كافة املجاالت‪.‬‬
‫اجتامعي�ة قابلة للتطبي�ق والتنفيذ يف الواق�ع من املهارات‬ ‫وري�ادة األعمال االجتامعي�ة ه�ي إح�دى احلل�ول‬
‫الت�ي يفترض أن يمتلكه�ا املتخص�ص يف اخلدم�ة‬ ‫االبتكارية لتقديم خدمات الرعاية االجتامعية‪ ،‬والتعامل‬
‫االجتامعي�ة؛ س�واء أكان رائد ًا اجتامعي� ًا‪ ،‬أو يف نقل ثقافة‬ ‫مع قضاياها بأس�لوب حديث‪ ،‬يعرب عن حاجات فعلية‪،‬‬
‫الري�ادة االجتامعي�ة لرشائ�ح عمالئه؛ خصوص� ًا يف جمال‬ ‫ويمك�ن أن حيقق صفة االس�تدامة التي تعد عدم القدرة‬
‫رعاي�ة الش�باب‪ ،‬أو يف املج�االت الرتبوي�ة‪ ،‬أو حت�ى من‬ ‫عىل الوص�ول هلا أح�د املعوقات التي تواج�ه املبادرات‬
‫خالل العمل يف القطاع اخلريي واملؤسسات اخلريية‪.‬‬ ‫االجتامعي�ة ذات الطاب�ع اخليري‪ ،‬وم�ن هن�ا ف�إن هذه‬
‫الدراس�ة ستتناول مفهوم الريادة االجتامعية ومتطلباهتا‪،‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬ ‫وعالقتها بتحسين خدمات الرعاية االجتامعية‪ ،‬وكيف‬
‫هتدف هذه الدراسة لتحقيق عدد من األهداف؛ وهي‪:‬‬ ‫يمك�ن أن تك�ون أح�د س�بل تقدي�م خدم�ات الرعاي�ة‬
‫‪ -1‬التع�رف عىل مفهوم ري�ادة األعمال االجتامعية‪,‬‬ ‫االجتامعية‪ ،‬وحتقيق أهدافها السامية‪.‬‬
‫وخصائصها‪.‬‬ ‫ل�ذا فإن هناك أمهي�ة علمية وعملية ملناقش�ة مثل هذه‬
‫‪ -2‬التعرف عىل مقومات ريادة األعامل االجتامعية ‪.‬‬ ‫املوضوعات؛ إلثراء املكتبة العربية التي تفتقر لتناول هذه‬
‫‪ -3‬مناقش�ة دور ريادة األعامل االجتامعية يف حتسني‬ ‫املوضوعات بالبحث والدراسة‪ ،‬وعىل الرغم من أن هذه‬
‫خدمات وبرامج الرعاية االجتامعية‪.‬‬ ‫البحوث والدراس�ات يعول عليه�ا تقديم معارف يمكن‬
‫االستفادة منها؛ خصوص ًا من قبل الناشطني االجتامعيني‪،‬‬
‫تساؤالت الدراسة‪:‬‬ ‫واملنظامت واجلهات الت�ي تعنى برعاية العمل االجتامعي‬
‫‪ -1‬ما ريادة األعامل االجتامعية؟ وما خصائصها؟‬ ‫واألهلي؛ بحي�ث يمك�ن أن تقدم هل�م املعرف�ة لتثقيفهم‬
‫‪ -2‬ما مقومات ريادة األعامل االجتامعية؟‬ ‫بموض�وع ريادة األعامل االجتامعية‪ ،‬واالس�تفادة منها يف‬
‫‪ -3‬م�ا دور ري�ادة األعمال االجتامعي�ة يف حتسين‬ ‫الواق�ع العميل‪ ،‬إضاف�ة إىل أن املنظمات املقدمة خلدمات‬
‫خدمات وبرامج الرعاية االجتامعية؟‬ ‫الرعاية االجتامعية؛ سواء أكانت حكومية أو خاصة يمكن‬

‫‪85‬‬ ‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫امل�ردود االقتصادي لنش�اط ريادة األعمال االجتامعية‪،‬‬ ‫ماهية ريادة األعامل االجتامعية‪ :‬املفهوم‪ ،‬واخلصائص‪:‬‬
‫ف�إن الثاين تركيزه يكون عىل إجياد حل ملش�كلة اجتامعية‬ ‫تعود اجلذور األوىل ملفهوم الريادة ‪Entrepreneurial‬‬
‫(‪.)Petrovici, 2013‬‬ ‫إىل الكتاب�ات الفرنس�ية خلال القرنين الس�ابع عشر‬
‫وكانت بداية ظهور مفهوم ريادة األعامل االجتامعية‬ ‫والثامن عرش؛ حيث استخدم املصطلح ليشري إىل النشاط‬
‫يف مطل�ع الثامنين�ات م�ن القرن امل�ايض‪ ،‬ولكن�ه مل حيظ‬ ‫الذي يس�عى صاحبه لتقديمه بأفض�ل طريقة ممكنة‪ ،‬مع‬
‫بالقب�ول ال�كايف ليك�ون مفهوم� ًا علمي� ًا ومهني� ًا إال مع‬ ‫حتقيق عائد اقتصادي باس�تخدام موارد بسيطة‪ ،‬ويمكن‬
‫هناية عقد التس�عينات؛ حيث تبلور املفهوم وأصبح أكثر‬ ‫أن حيق�ق قيم�ة مضافة لالقتصاد القوم�ي (‪Dees et al,‬‬
‫وضوح ًا ومتيز ًا عن مفهوم ريادة األعامل بصورته العامة‪.‬‬ ‫‪ .)2001‬وق�د تط�ور املفهوم فيام بع�د ليصبح واحد ًا من‬
‫(‪ )Nega & Schnieder, 2014‬وذل�ك من خالل تنوع‬ ‫جماالت األعامل التجارية املعرتف هبا كشكل من أشكال‬
‫املرشوعات واألنش�طة التي أوجدت حلوالً ملش�كالت‬ ‫النش�اط االقتصادي املنتمي للقطاع األهيل (‪Salarzehi‬‬
‫اجتامعي�ة‪ ،‬كانت تعيق تق�دم املجتمع�ات أو حتى أفراد‬ ‫‪ .)et al, 2010‬والري�ادة كمفه�وم تشير لب�دء مشروع‬
‫منه‪ ،‬وم�ع تراكم التجارب الفردي�ة واملبادرات اجلامعية‬ ‫م�ن ال يشء‪ ،‬بدافع ش�خيص من فرد لدي�ه ملكة املبادرة‬
‫ذات الس�مة االجتامعي�ة‪ ،‬أصبح هناك تركي�ز عىل بلورة‬ ‫واالبت�كار‪ ،‬ولدي�ه الق�درة عىل حتمل املخاط�رة‪ ،‬هبدف‬
‫وصياغ�ة صفة اعتبارية ملاهية الري�ادة االجتامعية؟ ومن‬ ‫تقديم نش�اط ل�ه قيمة اقتصادي�ة مضاف�ة ‪Peredo &(.‬‬
‫هو الرائد االجتامعي؟‬ ‫‪)Mclean, 2006‬‬
‫إن ري�ادة األعمال االجتامعي�ة كموض�وع علمي يف‬ ‫وتشترك ري�ادة األعمال االجتامعي�ة كمفه�وم م�ع‬
‫املج�االت األكاديمي�ة م�ازال يف ط�ور النم�و؛ حلداث�ة‬ ‫مفاهيم أخرى؛ م�ن حيث األهداف واملوضوعات التي‬
‫املفه�وم نس�بي ًا‪ ،‬وم�ع ذلك فق�د حظي باهتمام عدد من‬ ‫يمكن حتقيقها‪ ،‬فهي مث ً‬
‫ال تشرتك مع املؤسسة االجتامعية‬
‫الباحثين يف ختصص�ات متنوع�ة؛ وذل�ك لتداخل�ه مع‬ ‫‪ Social Enterprise‬؛ حي�ث إن مجيعه�ا تقدم مرشوع ًا‬
‫ع�دة جم�االت خمتلف�ة‪ ،‬فنج�د كتاب�ات علمي�ة حوله يف‬ ‫ذا ه�دف اجتامعي ملواجهة مش�كلة ذات طابع اجتامعي‬
‫جم�ال االقتصاد‪ ،‬وجمال العمل االجتامعي‪ ،‬وجمال العمل‬ ‫م�ن خلال عم�ل منظ�م‪ .‬كما أهن�ا تشترك م�ع مفهوم‬
‫املؤسيس‪ ،‬وجمال العمل اخلريي‪ ،‬وإن كان ارتباطه األكرب‬ ‫ري�ادة األعامل؛ إذ إهنام يشتركان يف أن احللول تكون هلا‬
‫يبدو ملحوظ ًا بمجاالت العمل غري الربحي ذي الصبغة‬ ‫س�مة االبتكاري�ة‪ ،‬وينفذه�ا رائد له سمات وخصائص‬
‫االجتامعية ‪ )Cook et al, 2001(.‬وهناك باحثون يرون‬ ‫متي�زه‪ ،‬وجتعله ق�ادر ًا عىل حتوي�ل الفكرة إىل نش�اط قائم‬
‫أن أي عم�ل في�ه س�مة اإلب�داع وذو م�ردود اجتامع�ي‬ ‫وملم�وس‪ ،‬لذا فإن هناك العديد م�ن التعريفات ملفهوم‬
‫حتى وإن قدم يف ش�كل ربحي هو ريادة أعامل اجتامعية‬ ‫ري�ادة األعمال االجتامعية الت�ي تتش�ابه يف املنطلق؛ من‬
‫‪)Weerawdena& Mort, 2006(.‬‬ ‫حي�ث إهن�ا فكرة عمل تتمي�ز باالبتكاري�ة‪ ،‬واالختالف‬
‫وق�د اطلع�ت الباحث�ة عىل ع�دد من البح�وث التي‬ ‫يكون حسب جمال املعرفة؛ فكاتب يف املجاالت املالية له‬
‫تناول�ت موضوع ري�ادة األعمال االجتامعية‪ ،‬ووجدت‬ ‫نظرة لريادة األعمال االجتامعية‪ ،‬خيتلف عن متخصص‬
‫أن هناك العديد من التعريفات ملفهوم الريادة االجتامعية‪,‬‬ ‫يف جم�ال اجتامع�ي‪ ،‬فف�ي حني يك�ون تركي�ز األول عىل‬

‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬ ‫‪86‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫االجتامعي�ة؟ وم�ن الرائ�د االجتامعي؟ وم�ا خصائص‬ ‫ومفه�وم الرائ�د االجتامعي‪ ،‬ولكل من ه�ذه التعريفات‬
‫الريادة االجتامعية؟‬ ‫اجتاه�ه وجوانب حمددة ركز عليها‪ ،‬تبناها دون س�واها‪.‬‬
‫ويتناول اجلدول التايل حرص ًا لبعض من تعريفات‬ ‫ونظ�ر ًا هلذا التن�وع والتعدد‪ ،‬فقد كان من املناس�ب أخذ‬
‫ري�ادة األعمال االجتامعية؛ م�ن حيث تاري�خ التعريف‬ ‫جمموع�ة م�ن ه�ذه التعريف�ات وحتليله�ا؛ وذلك هبدف‬
‫وحمتواه‪ ،‬وحتديد ألهم سامت الريادة والرائد االجتامعي‬ ‫الوقوف عىل أهم املحددات التي ركز عليها كل تعريف؛‬
‫كام حدده التعريف‪:‬‬ ‫لنص�ل من خالل ه�ذا الع�رض لوصف ماهي�ة الريادة‬

‫جدول رقم (‪)1‬‬


‫سامت الريادة‬
‫التعريف‬ ‫املصدر‬
‫والرائد االجتامعي‬
‫الريادة االجتامعية‪ :‬هي جمموعة من األنشطة الريادية بمفهومها العام • شكل من أشكال الريادة‬ ‫أوستن‬
‫• ذات رسالة اجتامعية‬ ‫والتي تتضمن غرض ًا اجتامعي ًا‪.‬‬ ‫‪)2006( Austin‬‬
‫ريادة األعامل االجتامعية تلعب دور ًا يف إحداث تغيري يف املنظامت يف‬
‫القطاع االجتامعي من خالل‪:‬‬
‫• تعزيز القيم‬ ‫• االعتامد عىل رسالة املنظمة يف تعزيز القيم‪.‬‬
‫• االلتزام‬ ‫• العمل بال هوادة عىل متابعة الفرص التي حتقق الغايات‪.‬‬ ‫ديس‬
‫• املحاسبية‬ ‫• املجال اجلذاب لألنشطة التي تتطلب االستمرارية واإلبداع والتعلم‪.‬‬ ‫‪)2001( Dees‬‬
‫• االستمرارية‬ ‫• العمل بدافعية لالستفادة من مجيع املصادر املتاحة‪.‬‬
‫• املستوى املرتفع من املحاسبية يف خدمة اجلمهور‪ ،‬وحتقيق استفادهتم‬
‫القصوى من النشاط‪.‬‬
‫رائد األعامل االجتامعية هو رائد مبدع‪ ،‬لديه قدرة عىل حتويل الواقع‪.‬‬
‫• مدير‬ ‫ليدبيرت‬
‫قائد ومدير لألفراد‪ ،‬لديه رؤية عىل اقتناص الفرص وبناء التحالفات‪،‬‬
‫• قائد‬ ‫(‪)Leadbeater1998‬‬
‫يدرك املشكلة االجتامعية‪ ،‬وخيلق بيئة عمل قادرة عىل التغيري االجتامعي‪.‬‬
‫رواد األعامل االجتامعية هم أشخاص يدركون الفرص التي يمكن من‬
‫• اقتناص الفرص‬
‫خالهلا إشباع احتياجات عجز نظام الرعاية االجتامعية عن إشباعها‪ ،‬كام‬ ‫ثومبسون‬
‫• اإلهلام والتغيري‬
‫‪ )2000( Thompson et al‬أن لدهيم القدرة عىل حتديد املصادر الرضورية؛ سوا ًء أكانت (موارد‬
‫مالية‪ ،‬أفراد ًا (متطوعني)‪ ،‬جتهيزات فنية) يتم توظيفها خللق الفرق‪.‬‬
‫ريادة األعامل االجتامعية تشمل جمموعة من األنشطة والعمليات التي‬
‫تضطلع باكتشاف واستغالل الفرص من أجل حتسني واقع الرعاية • اإلبداع‬ ‫زهراء وآخرون‬
‫االجتامعية والصحية؛ من خالل خلق مشاريع جديدة‪ ،‬أو إدارة مشاريع • املبادرة‬ ‫‪)2008( Zahra et al‬‬
‫قائمة بطريقة إبداعية مستحدثة‪.‬‬
‫ريادة األعامل االجتامعية هي العملية التي يمكن أن تقدم حلوالً ناجحة‬
‫ملشكالت اجتامعية؛ من خالل حتسني اخلدمات االجتامعية (الصحة‪ • ،‬حل املشكالت‬ ‫بورزا وآخرون‬
‫التعليم‪ ،‬خلق فرص عمل)‪ ،‬والتقليل من اإلشكاليات املرتتبة عىل عدم • حتسني اخلدمات‬ ‫‪)2009( Borza‬‬
‫توفر فرص عمل يف سوق العمل‪.‬‬
‫رواد األعامل االجتامعية هم أشخاص مبدعون‪ ،‬لدهيم التزام جتاه‬
‫• الرؤية الثاقبة‬ ‫أشوكا وآخرون‬
‫املجتمع‪ ،‬وقدرة عىل إجياد حلول ملشكالت اجتامعية‪ ،‬تتسم ببعد الرؤية‬
‫• االلتزام‬ ‫‪)2011( Ashoka et al‬‬
‫والواقعية؛ بحيث تكون قابلة للتطبيق يف هيئة مرشوعات‪.‬‬

‫‪87‬‬ ‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫ويمث�ل كل ج�زء م�ن أج�زاء التعري�ف خاصية من‬ ‫م�ن خالل العرض الس�ابق‪ ،‬نجد أن هن�اك اختالفات‬
‫خصائ�ص ري�ادة األعمال االجتامعي�ة‪ ،‬وس�يتم تناوهلا‬ ‫مثلام هناك تش�ابه فيام تشير ل�ه ريادة األعمال االجتامعية‪،‬‬
‫بالتفصيل‪:‬‬ ‫ولع�ل مصطل�ح (اجتامع�ي) ه�و املصطل�ح املشترك بني‬
‫‪ -1‬نش�اط ذو قيم�ة اجتامعي�ة‪ :‬يف الوق�ت ال�ذي‬ ‫مجيع تعريف�ات ريادة األعامل االجتامعي�ة‪ ،‬وهو ما يميزها‬
‫تك�ون في�ه القيم�ة يف النش�اط التج�اري مادية‪،‬‬ ‫ع�ن غريه�ا م�ن األنش�طة؛ فمث ً‬
‫لا مت�ت اإلش�ارة للتغيري‬
‫فإهن�ا يف الريادة االجتامعي�ة هلا مردود عىل الواقع‬ ‫االجتامع�ي‪ ،‬والقيم�ة االجتامعية‪ ،‬والغاي�ة االجتامعية‪ ،‬يف‬
‫االجتامع�ي وحتقق قيم�ة مضافة؛ إم�ا عن طريق‬ ‫صياغ�ة العديد من تعريفات ريادة األعامل االجتامعية‪ ،‬كام‬
‫حل مشكلة اجتامعية‪ ،‬أو تقديم خدمة تحُ سن من‬ ‫أنه تم حتديد عدد من السامت والصفات التي متيز شخصية‬
‫حياة أفراد أو مجاعات يف املجتمع‪ ،‬أو حتى يمكن‬ ‫املبادر االجتامعي‪ ،‬والتي ال ش�ك فيها ‪ -‬وإن كانت تتشابه‬
‫أن تس�اهم يف تعديل اجتاهات أو س�لوكيات غري‬ ‫يف نواح�ي م�ع ش�خصية رائد األعمال؛ م�ن حيث احلس‬
‫مرغوبة‪ ،‬أو يف تقديم معرفة يمكن االستفادة منها‬ ‫اإلبداعي ‪ -‬أهنا تتميز بمزيد من املسؤولية االجتامعية‪.‬‬
‫يف جوان�ب خمتلف�ة‪ ،‬أو تنمي�ة مه�ارات اجتامعية‬ ‫كل م�ن داك�ن وداك�ن ع�ام‬ ‫فف�ي دراس�ة أجراه�ا ٌ‬
‫(‪.)Martin &Osberg ,2007‬‬ ‫(‪ )2011‬قام�ا خالهل�ا بتحليل ما يق�ارب (‪ )37‬تعريف ًا‬
‫‪ -2‬االبتكارية‪ :‬تعد االبتكارية أحد أهم سمات ريادة‬ ‫ملفه�وم ري�ادة األعمال االجتامعي�ة‪ ،‬وق�د خلص�ا منه�ا‬
‫األعمال بش�كل عام‪ ،‬فما يميز النش�اط عن كونه‬ ‫لصياغ�ة تعري�ف ش�امل لكل ما س�بق أن قام�ا بتحليله‬
‫ريادي ًا أو نشاط ًا تقليدي ًا هو االبتكار‪ ،‬فعادة النشاط‬ ‫من تعريفات؛ حيث عرفاها بأهنا «نشاط‪ ،‬الغاية النهائية‬
‫الريادي ال بد أن يقدم جديد ًا‪ ،‬مل يكن موجود ًا من‬ ‫منه�ا هي خلق قيم�ة اجتامعية حلل مش�كلة اجتامعية» ‪.‬‬
‫قب�ل‪ ،‬أو على األقل يكون نش�اط ًا مقدم� ًا بطريقة‬ ‫(‪)Dacin&Dacin, 2011‬‬
‫جدي�دة‪ ،‬ختتلف عما كان س�ائد ًا وش�ائع ًا لتقديم‬ ‫وبع�د اس�تعراض جمموع�ة التعريف�ات الت�ي قدمها‬
‫اخلدمة (‪.)Weeraawardena& Mort, 2006‬‬ ‫باحث�ون متعددون‪ ،‬فإن الباحثة س�عت لصياغة تعريف‬
‫‪ -3‬التغيري البيئي‪ :‬تتميز أنشطة الريادة االجتامعية أهنا‬ ‫ملفهوم ريادة األعامل االجتامعية‪ ،‬مستمد مما سبق حتديده‬
‫حتقق تغيري ًا اجتامعي ًا وبيئي ًا مقصود ًا يف واقع قائم؛‬ ‫يف التعريف�ات املتعددة‪ ،‬إضاف�ة إىل رؤيتها حول ما جيب‬
‫م�ن خالل ابت�كار حلول مناس�بة للتعام�ل معه‪،‬‬ ‫أن يشري له مفهوم ريادة األعامل االجتامعية‪ ،‬واخلصائص‬
‫وه�ذا التغيير ال بد أن يك�ون له تأثير ملموس؛‬ ‫املميزة هلذا املفهوم عن غريه من املفاهيم األخرى‪.‬‬
‫إما عىل فئة أو فئات من أفراد املجتمع‪ ،‬يساعدهم‬ ‫فري�ادة األعامل االجتامعي�ة وفق ًا لذلك هي‪ :‬نش�اط‬
‫يف حتسين ظروف حياهت�م لألفض�ل؛ من خالل‬ ‫ذو قيم�ة اجتامعية‪ ،‬له س�مة االبتكارية‪ ،‬هيدف إلحداث‬
‫تغيير اجتاهاهتم جتاه قضايا اجتامعية‪ ،‬بام حيقق هلم‬ ‫تغيري بيئي؛ من خالل حل مش�كلة اجتامعية‪ ،‬يكون هلذا‬
‫مردود ًا إجيابي ًا (‪.)Rantanen&Tokkio, 2013‬‬ ‫احلل صفة االستدامة‪ ،‬ويس�اعد عىل خلق فرص‪ ،‬وعىل‬
‫‪ -4‬ح�ل مش�كلة اجتامعية‪ :‬مع التغيرات املجتمعية‬ ‫مواجه�ة خماط�ر اجتامعية‪ ،‬إضافة إىل م�ا يمكن أن حيققه‬
‫والقضاي�ا املس�تحدثة‪ ،‬ف�إن ذل�ك حيت�م ظه�ور‬ ‫من عوائد اقتصادية‪.‬‬

‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬ ‫‪88‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫هلا صفة االس�تباقية يف استش�عار خماط�ر اجتامعية‬ ‫مش�كالت جدي�دة وطارئ�ة‪ ،‬تتطل�ب تدخ ً‬
‫لا‬
‫قد حتصل مس�تقبالً‪ ،‬ويمكن أن تؤثر عىل املجتمع‬ ‫حلله�ا ومواجهته�ا‪ ،‬وتقليدي� ًا كان�ت اجله�ات‬
‫وأف�راده بش�كل أو بآخ�ر(‪)Dutta et al, 2013‬‬ ‫احلكومية هي من ُيعنى بحل املشكالت القائمة‪،‬‬
‫‪ .‬وع�ادة ف�إن اجله�ات الرس�مية بما تتس�م به من‬ ‫وه�ذا يتطلب جه�د ًا ووقت� ًا‪ ،‬ومع انتش�ار ثقافة‬
‫بريوقراطي�ة وب�طء يف اإلنج�از‪ ،‬ف�إن جتاوهب�ا مع‬ ‫املس�ؤولية االجتامعي�ة ودور أف�راد املجتم�ع يف‬
‫املش�كالت واالحتياج�ات املجتمعي�ة يأخ�ذ وقت ًا‬ ‫تنمية املجتمعات‪ ،‬ف�إن ريادة األعامل االجتامعية‬
‫طويلاً‪ ،‬مما ق�د يفاقم من تأثريها‪ ،‬ل�ذا فإن ما يميز‬ ‫أصبحت إح�دى مظاه�ر املس�ؤولية االجتامعية‬
‫أنش�طة ريادة األعامل االجتامعي�ة أهنا أرسع جتاوب ًا‬ ‫اهلادفة حلل مشكالت اجتامعية بطريقة ابتكارية؛‬
‫م�ع م�ا يستش�عره املجتمع م�ن خماطر ق�د تقع‪ ،‬أو‬ ‫عن طري�ق مرشوعات قابلة للتنفي�ذ دون انتظار‬
‫حت�ى تلك الت�ي ترصده�ا مراكز التنب�ؤ باملخاطر‬ ‫تدخ�ل حكومي‪ ،‬ق�د يس�تغرق لتحقي�ق أهدافه‬
‫االجتامعي�ة؛ ومنه�ا على س�بيل املث�ال ارتف�اع‬ ‫وقت طويل(‪. )Dabic&Skuric, 2014‬‬
‫معدالت البطالة نتيجة تقلبات اقتصادية‪ ،‬وارتفاع‬ ‫‪ -5‬االس�تدامة‪ :‬خاصي�ة االس�تدامة ه�ي العالم�ة‬
‫أع�داد الفقراء نتيجة أزم�ات وكوارث قد حتصل‪،‬‬ ‫الفارق�ة بين نش�اط ري�ادة األعمال االجتامعي�ة‬
‫فيمكن للناشط االجتامعي أن يستشعرها‪ ،‬ويسعى‬ ‫وبني األعامل اخلريية التقليدية يف حل مش�كالت‬
‫لتقديم خدمة مبتكرة تساعد يف التخفيف منها‪.‬‬ ‫اجتامعي�ة والتعامل معها‪ ،‬فأنش�طة ريادة األعامل‬
‫أم�ا فيما يتعل�ق بتحقيق الرب�ح املادي من خلال ريادة‬ ‫االجتامعي�ة تس�عى لتقدي�م حل�ول تتس�م بصفة‬
‫األعمال االجتامعي�ة‪ ،‬فهو موض�وع حظي بنق�اش العديد‬ ‫االس�تدامة واالس�تمرارية؛ أي ال تك�ون مؤقت�ة‬
‫م�ن املهتمني به‪ ,‬وهناك من يرى أنه ال مانع من حتقيق الربح‬ ‫وطارئ�ة‪ ،‬ب�ل يك�ون أثره�ا مس�تمر ًا لفترات‬
‫امل�ادي‪ ،‬ولكن ال يكون هو الغاية للنش�اط‪ ،‬فأصحاب هذا‬ ‫طويلة(‪. )Abu Saifan, 2012‬‬
‫التوج�ه يرون عىل س�بيل املث�ال أن تقديم أي نش�اط يؤدي‬ ‫‪ -6‬خل�ق الف�رص‪ :‬الغاي�ة األس�مى لري�ادة األعمال‬
‫خلف�ض تكلفة اس�تهالك الغ�ذاء‪ ،‬ويكون موجه� ًا للفقراء‬ ‫االجتامعية هي مس�امهتها يف حتسين واقع خدمات‬
‫يع�د ريادة أعامل اجتامعية‪ ،‬يف حني لو كان النش�اط موجه ًا‬ ‫الرعاي�ة االجتامعية‪ ،‬ودعمه�ا بربامج ومرشوعات‬
‫خلفض تكلفة اس�تهالك غ�ذاء األثرياء فهو هنا ليس ضمن‬ ‫وخدم�ات متط�ورة وحديث�ة تس�د احلاجة املاس�ة‪،‬‬
‫الري�ادة االجتامعي�ة (‪.)Elkington&Hartigan, 2008‬‬ ‫وختل�ق فرص� ًا ألف�راد املجتم�ع باملش�اركة يف ه�ذه‬
‫وعلي�ه فإن من سيس�تفيد ه�و ما حي�دد إذا ما كان النش�اط‬ ‫األنشطة؛ من خالل العمل املبارش‪ ،‬أو الدعم املادي‬
‫يصنف ضم�ن أو خارج ري�ادة األعامل االجتامعي�ة‪ ،‬وبنا ًء‬ ‫واملعنوي (‪.)Weeraawardena& Mort, 2006‬‬
‫على هذا الرأي‪ ،‬فإن�ه ‪ -‬حتى لو أن طبيعة بعض األنش�طة‬ ‫‪ -7‬مواجه�ة خماط�ر اجتامعية‪ :‬مما يميز األنش�طة التي‬
‫قد تؤدي إىل احلصول عىل ربح وفائدة مادية ‪ -‬جيب العمل‬ ‫تصن�ف حتت مس�مى ري�ادة األعمال االجتامعية‪،‬‬
‫عىل أن يتم اس�تثامر الربح يف استمرارية النشاط ومتويله‪ ،‬ال‬ ‫أهنا تعرب ع�ن احتياجات قائمة وفعلية‪ ،‬وتتجاوب‬
‫أن تك�ون غاي�ة لتحقيق مكاس�ب مادية‪ .‬يف حين أن هناك‬ ‫مع متطلبات مجاعات أو أفراد من املجتمع‪ ،‬كام أن‬

‫‪89‬‬ ‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫االجتامعية‪ ،‬هيدف إىل حتقيق أهداف الرعاية االجتامعية‪،‬‬ ‫وجه�ة نظر أخرى ت�رى أن حتقيق الربح امل�ادي‪ ،‬ال جيعلها‬
‫لذا فإنه س�يتم فيام يأيت عرض مل�ا يمكن أن يكون األبرز‬ ‫ختتلف عن ريادة األعامل التجارية؛ إذ إن الربح س�يتحقق‪،‬‬
‫م�ن املقومات التي جيب أخذها يف االعتبار عند احلديث‬ ‫وعلي�ه فإن م�ن يتبنون ه�ذا التوجه ي�رون أن يعتم�د رائد‬
‫عن ريادة األعامل االجتامعية‪ :‬‬ ‫األعمال االجتامع�ي على التط�وع ‪ volunteer‬والتربعات‬
‫أوالً‪ :‬التعلي�م‪ ،‬التثقي�ف‪ ،‬التدري�ب‪ :‬يع�د التعلي�م هو‬ ‫املادية ‪ donate‬لتوفري رأس امل�ال املادي والبرشي ‪capital‬‬
‫احللق�ة األوىل يف صناع�ة الري�ادة‪ ،‬فمنظوم�ة التعلي�م ه�ي‬ ‫لتقديم نش�اطه‪ .‬فمث ً‬
‫ال يرى كل من سيرتو وميللر ‪2008‬م‬
‫الس�بيل األمث�ل خللق مبتكري�ن ومبدعين يف املجتمعات‪،‬‬ ‫أن وجود هدف مادي يف مرشوع الريادة االجتامعية يضعف‬
‫فوج�ود رواد اجتامعيين ليس حم�ض صدفة‪ ،‬ب�ل هو نتاج‬ ‫م�ن القيمة االجتامعي�ة ل�ه (‪.)Certo and Miller, 2008‬‬
‫عملي�ة ورؤي�ة ثاقب�ة من قب�ل صن�اع سياس�ات التعليم يف‬ ‫وم�ن وجهة نظر الباحثة‪ ،‬فإن حتقيق الربح املادي ليس‬
‫ال�دول املتقدم�ة‪ ،‬ومع التوجه�ات احلديثة الت�ي تركز عىل‬ ‫ه�و فقط ما حيدد إذا كان النش�اط يقع ضمن ريادة األعامل‬
‫مش�اركة أف�راد املجتم�ع يف التنمي�ة املجتمعي�ة‪ ،‬فإن خطط‬ ‫االجتامعي�ة أو غري ذلك‪ ،‬ولكن ما هيدف النش�اط لتحقيقه‬
‫ومناه�ج التعليم أصبحت مرس�ومة لتحقق ه�ذه الغايات‬ ‫م�ن قيم�ة اجتامعي�ة ه�و ما جيعل�ه يصن�ف كنش�اط ريادة‬
‫واأله�داف‪ .‬وحت�ى يتس�نى يف الدول النامي�ة صناعة رواد‬ ‫اجتامعية‪ .‬وبالطبع فإن استطاع رائد األعامل االجتامعية أن‬
‫اجتامعيني‪ ،‬مع جعل مفهوم الريادة سائد ًا ومقبوالً اجتامعي ًا‬ ‫حيصل عىل تربعات لتمويل نش�اطه‪ ،‬فإن هذه غاية أس�مى‬
‫الب�د من العم�ل بداية عىل إجياد بيئة تعليمي�ة توفر الفرص‬ ‫لتحقي�ق الريادة االجتامعي�ة‪ ،‬ولكن الوص�ول هلذا اهلدف‬
‫واإلمكان�ات إلجي�اد رواد ومبتكري�ن‪ ،‬وه�ذا يتحق�ق من‬ ‫يتطلب وج�ود قناعة جمتمعية‪ ،‬تتضمن سياس�ات وبرامج‬
‫خالل املناهج التعليمية التي تشجع عىل التفكري اإلبداعي‪،‬‬ ‫ومنظمات تدعم وتيرس ابتكار مش�اريع ريادية ذات س�مة‬
‫وتغ�رس قي ً‬
‫ما تنم�ي ح�س املس�ؤولية االجتامعي�ة وح�س‬ ‫اجتامعي�ة‪ ،‬ولكن هذا ال يمن�ع أن حيقق الربح هبدف متويل‬
‫املواطنة‪ ،‬وتؤدي الكتش�اف مكامن القيادة يف ش�خصيات‬ ‫املرشوع بام يتيح له فرصة أكرب لالستمرارية‪.‬‬
‫الطالب‪ ،‬وتعم�ل عىل صقلها وتطويرها‪ ،‬إضافة إىل وجود‬
‫اجتاه�ات إجيابي�ة ل�دى املعلمين واملربني بأمهي�ة احتضان‬ ‫مقومات ريادة األعامل االجتامعية‪:‬‬
‫أف�كار الطلبة وتنميته�ا‪ ،‬وإمكانية حتويله�ا خلدمات يمكن‬ ‫تقوم ريادة األعمال االجتامعية كغريها من قطاعات‬
‫االستفادة منها يف الواقع (‪.)Trantanen, 2013‬‬ ‫األعامل عىل عدد من األسس‪ ،‬وتتطلب وجود مقومات‬
‫وال يتوق�ف دور التعليم عند غرس القيم يف املراحل‬ ‫حت�ى تؤيت ثامرها‪ ،‬ويكون هلا عائد خيدم املجتمع‪ ،‬ويلبي‬
‫التعليمي�ة التأسيس�ية‪ ،‬بل يس�تمر من خالل نشر ثقافة‬ ‫احتياجاته من كل أنواع هذه املقومات‪ ،‬وحتت كل مقوم‬
‫الري�ادة اجتامعي� ًا بني أف�راد املجتم�ع بأطياف�ه املختلفة؛‬ ‫منها جمموع�ة من االعتبارات واملتطلب�ات؛ لتتحول من‬
‫وذل�ك بتنمي�ة ح�س املش�اركة باعتبارها أحد أش�كال‬ ‫جمرد مفهوم نظري إىل أنشطة وبرامج ومرشوعات ختدم‬
‫التكاف�ل االجتامع�ي‪ .‬وق�د ج�رت الع�ادة أن تقدي�م‬ ‫الواق�ع وتس�اعد يف حتس�ينه‪ .‬فهذه املقومات ه�ي بمثابة‬
‫التربعات واهلبات والتطوع يف األعامل اإلنسانية املختلفة‬ ‫البن�اء الذي يمكن من خالله خلق ريادة أعامل اجتامعية‬
‫ه�و س�مة للمواطن�ة الصاحل�ة‪ ،‬إضاف�ة لقيمت�ه الديني�ة‬ ‫يف املجتمعات‪ ،‬باعتبارها قطاع ًا مضاف ًا لقطاعات التنمية‬

‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬ ‫‪90‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫واألفراد عىل حد س�واء‪ ،‬وعليه فق�د أصبح هناك اهتامم‬ ‫واالجتامعية املهمة‪ ،‬وهذا املنطلق القيمي والفلسفي هو‬
‫بتوفير بيئ�ة تس�اعد على خل�ق ال�رواد‪ ،‬وتدعمهم من‬ ‫ما تسعى ريادة األعامل االجتامعية للوصول إليه‪ ،‬ولكن‬
‫نواح�ي تقنية ومادي�ة وفنية عىل حد س�واء‪ .‬لذا تم إجياد‬ ‫يض�اف له أن تتم املس�اعدة اإلنس�انية من خلال تقديم‬
‫ما يعرف بحاضنات األعمال ‪ Incubators‬ومرسعات‬ ‫خدم�ة أو نش�اط ملم�وس ل�ه م�ردود إجيايب يف حتسين‬
‫األعامل ‪Accelerators‬؛ حيث تعد ش�ك ً‬
‫ال من أش�كال‬ ‫حي�اة األفراد‪ ،‬فالعمل عىل نرش ثقاف�ة الريادة حيتاج وقت ًا‬
‫املنظمات الت�ي توف�ر الدع�م لل�رواد‪ ،‬وتس�اعدهم عىل‬ ‫وجهد ًا‪ ،‬وحيتاج أيض ًا وجود استراتيجيات وسياس�ات‬
‫تطوي�ر أفكاره�م وحتويله�ا خلدمات يف الواق�ع‪ .‬ولكل‬ ‫تنفذ من خالل أجهزة متعددة (‪.)Abu Saifan, 2012‬‬
‫منه�ا أهدافه�ا وغاياهت�ا وأس�لوهبا يف العم�ل وحتقي�ق‬ ‫كام أن التدريب له دوره املهم يف تنمية قدرات وإمكانيات‬
‫األهداف‪ ,‬ونظ�ر ًا ألمهية وجود احلاضن�ات واملرسعات‬ ‫الناش�طني االجتامعيني‪ ،‬ومس�اعدهتم عىل حتويل أفكارهم‬
‫كأح�د املقوم�ات األساس�ية لصناع�ة ري�ادة األعمال‬ ‫ملرشوع�ات قابلة للتطبيق؛ من خلال تدريبهم عىل مهارة‬
‫جمتمعي ًا‪ ،‬فإنه س�يتم تناول ما يشير له كل منهام‪ ،‬وطريقة‬ ‫إع�داد املرشوعات‪ ،‬ودراس�ة اجل�دوى وتقويمها؛ بحيث‬
‫عملهام‪ ،‬والفرق بينهام مع اإلش�ارة لبعض من التجارب‬ ‫يتم تقدي�م برامج اجتامعية ذات كفاءة عالية‪ .‬فالرائد ال بد‬
‫العاملي�ة واإلقليمية واملحلية الت�ي تعد أمثلة للحاضنات‬ ‫أن يتوف�ر له جمموعة م�ن اجل�دارات ‪ competences‬التي‬
‫واملرسع�ات؛ إذ كان�ت بمثاب�ة منص�ات انطلق�ت منها‬ ‫جتعل�ه كفئ ًا إلنش�اء املرشوعات‪ ،‬والعمل عىل اس�تمرارها‬
‫مشاريع ريادة أعامل اجتامعية‪.‬‬ ‫وتطويره�ا بش�كل حيق�ق اهل�دف منه�ا‪ .‬ويت�م التدري�ب‬
‫أ) احلاضنات‪ :‬أصبح مفه�وم حاضنات األعامل من‬ ‫إلعداد الرواد االجتامعيني عن طريق منظامت ومؤسسات‬
‫املفاهيم الشائعة خالل السنوات املاضية‪ ،‬فقد بدأ‬ ‫متخصصة‪ ،‬لدهيا اخلربة الكافية يف صناعة الرواد ودعمهم‬
‫ظهور املنظمات التي أعطيت مس�مى حاضنات‬ ‫خلال مراحل عملهم املختلف�ة(‪ . )Spear, 2006‬وهناك‬
‫يف الوالي�ات املتح�دة األمريكي�ة ع�ام ‪1959‬م‪،‬‬ ‫جوان�ب ال ب�د م�ن الرتكي�ز عليها عن�د تدري�ب األفراد؛‬
‫ثم انترشت يف دول أوربية متعددة‪ ،‬حتى صارت‬ ‫ليكون�وا رواد ًا اجتامعيني‪ ،‬ويمكن تقس�يم اجلدارات التي‬
‫عالم�ة بسماهتا ووظائفه�ا موج�ودة يف دول‬ ‫حيتاجه�ا صناعة الرواد االجتامعيين إىل جدارات معرفية؛‬
‫كثيرة ح�ول الع�امل (‪ .)Aernoudt, 2004‬وتعد‬ ‫تتمث�ل يف جمموعة من املع�ارف التي جيب أن يلم هبا الفرد؛‬
‫احلاضن�ات ه�ي املنظمات األولية الت�ي حتتضن‬ ‫حتى يمكن أن يكون رائد ًا اجتامعي ًا‪ ،‬وجدارات اجتامعية؛‬
‫أف�كار ال�رواد‪ ،‬بل قد تكون البيئ�ة األوىل لوالدة‬ ‫تتمث�ل يف خلق دواف�ع واجتاهات عند الف�رد؛ ليكون رائد‬
‫األف�كار االبتكارية؛ من خالل العمل عىل تنظيم‬ ‫أعمال اجتامع�ي‪ ،‬وج�دارات وظيفي�ة متثله�ا جمموعة من‬
‫أنش�طة وفعالي�ات ت�ؤدي الكتش�اف املبتكرين‪،‬‬ ‫امله�ارات والفنيات التي حيتاجها العم�ل يف ريادة األعامل‬
‫أو حت�ى تس�اعد من لدي�ه اهلم�ة يف تنمية احلس‬ ‫االجتامعية ‪)Orhei et al, 2012(.‬‬
‫املجتمع�ي وحتوي�ل اهتاممات�ه م�ن جمرد أنش�طة‬ ‫ثاني ًا‪ :‬املؤسس�ات واملنظمات الداعمة‪ :‬نظ�ر ًا ألمهية‬
‫اجتامعي�ة إىل خدمات يمك�ن أن تغري يف واقع أو‬ ‫ريادة األعامل ودورها يف دعم االقتصاديات ودفع عجلة‬
‫تضيف قيمة ما (اهل�زاين‪ .)2015 ،‬فقد وصفت‬ ‫التنمي�ة‪ ،‬فق�د القت اهتامم ًا واس�ع ًا من قب�ل احلكومات‬

‫‪91‬‬ ‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫األعامل االجتامعية م�ن خدمات ال خيتلف كثري ًا‬ ‫مجعية حاضنات األعامل الوطنية األمريكية ‪The‬‬
‫يف جوهره عام تقدمه حاضنات األعامل األخرى؛‬ ‫‪American National Business Incubation‬‬
‫س�واء حاضنات األعمال‪ ،‬أو حاضنات البحث‬ ‫‪ )Association (NBIA‬احلاضن�ات بأهن�ا‬
‫العلم�ي‪ ،‬أو احلاضن�ات التكنولوجية؛ من حيث‬ ‫منظمات ديناميكي�ة تس�عى لتطوي�ر األعمال‪،‬‬
‫توفري الدعم‪ ،‬وتقديم التس�هيالت املادية‪ .‬ولكن‬ ‫وتس�اعد وتش�جع األف�راد عىل الب�دء يف أعامهلم‬
‫االختلاف يكون يف الفلس�فة الت�ي تنطلق منها؛‬ ‫اخلاص�ة‪ ،‬ويف دعم الشركات يف تطوير منتجات‬
‫فاحلاضن�ات االجتامعي�ة تس�عى لس�د فج�وة يف‬ ‫إبداعية ‪.)United Nation, 2000(.‬‬
‫جانب اخلدمات االجتامعية‪ ،‬ويكون روادها ‪ -‬يف‬ ‫األنش�طة الت�ي تقدمها احلاضنات‪ :‬يت�م النظر يف‬ ‫ ‬
‫الغالب ‪ -‬ناش�طني اجتامعيني‪ ،‬يرغبون يف تقديم‬ ‫الغال�ب للحاضن�ات عىل أهنا مس�احات مكتبية‬
‫خدم�ات خمتلفة عام هو موج�ود أو تطوير طريقة‬ ‫جمه�زة بأجه�زة مكتبية وس�كرتري خي�دم الرواد‪،‬‬
‫تقدي�م خدم�ة م�ا (‪ .)Aernoudt, 2004‬وعادة‬ ‫ف�إىل جان�ب توفير التجهي�زات‪ ،‬هن�اك حزم�ة‬
‫فإن احلاضنات االجتامعية تصنف كمنظامت غري‬ ‫م�ن اخلدم�ات واألنش�طة التي تقدمها ملس�اعدة‬
‫ربحية ‪)Non- profit organizations (NPOS‬‬ ‫رواد األعمال على إنج�از أعامهل�م؛ وم�ن ذلك‬
‫إضاف�ة إىل مهامه�ا يف تقدي�م الدع�م الفن�ي‬ ‫تقدي�م خدم�ات إدارية‪ ،‬واملس�اعدة يف الوصول‬
‫واللوجس�تي‪ ،‬فإهن�ا أيض ًا تس�عى للقي�ام بمهام‪:‬‬ ‫إىل املمولين‪ ،‬وإجي�اد احلل�ول املالي�ة والفني�ة‪،‬‬
‫خلق الفرص‪ ،‬واإلرشاد‪ ،‬وتقديم االستشارات‪،‬‬ ‫وتقدي�م االستش�ارات القانوني�ة‪ ،‬وتس�ويق‬
‫والتش�جيع والتوجي�ه‪ .‬وهناك ح�ول العامل عدد‬ ‫اخلدم�ات واملنتج�ات‪ ،‬والوص�ول ملناف�ذ بي�ع‬
‫م�ن املنظمات الت�ي تصن�ف كحاضن�ات ري�ادة‬ ‫املنتج�ات‪ ،‬أو تقديم اخلدمات‪ ،‬أو حتى تس�هيل‬
‫أعمال اجتامعية؛ ومنها عىل س�بيل املثال‪ :‬منظمة‬ ‫الوص�ول للمس�تفيدين (اجلف�ري وآخ�رون‪،‬‬
‫‪)Global Social Benefit Incubator (GSBI‬‬ ‫‪2005‬؛(‪.)Hansen et al, 2000‬‬
‫فق�د تأسس�ت قب�ل عشر س�نوات يف الواليات‬ ‫واحلاضن�ات االجتامعي�ة ‪Social Incubators‬‬ ‫ ‬
‫املتحدة األمريكية‪ ،‬وانترشت حول العامل يف دعم‬ ‫تع�د إح�دى أن�واع احلاضن�ات الت�ي انتشرت‬
‫املرشوعات؛ وخصوص ًا ذات العوائد االجتامعية‬ ‫عاملي� ًا يف العقدي�ن املاضي�ة‪ ،‬فق�د ظه�ر ع�دد‬
‫‪)Miller center, 2016(.‬وهن�اك أيض� ًا منظمة‬ ‫م�ن املؤسس�ات التي تبن�ت العم�ل كحاضنات‬
‫‪ Head of The Curve‬وه�ي منظم�ة تأسس�ت‬ ‫اجتامعي�ة لدع�م مرشوع�ات الش�باب‪ ،‬ونشر‬
‫يف مصر‪ ،‬وقدمت الكثري م�ن الدعم ملرشوعات‬ ‫الوع�ي بأمهي�ة املش�اركة يف العم�ل االجتامعي؛‬
‫ري�ادة الش�باب هن�اك ذات التوج�ه االجتامع�ي‬ ‫من أجل حل املش�كالت القائمة‪ ،‬وحتقيق التغيري‬
‫(‪ .)www.ahead-ofthecurve.com‬أم�ا حملي� ًا‬ ‫املنش�ود لتحسين احلي�اة م�ن خلال خدم�ات‬
‫فهن�اك منظمة تس�امي‪ ،‬وهي منظم�ة غري ربحية‬ ‫وبرام�ج متنوعة وخمتلفة عام هو س�ائد ومتعارف‬
‫تأسس�ت يف الع�ام ‪2014‬م هب�دف نشر ثقاف�ة‬ ‫علي�ه‪ .‬ويف واق�ع األم�ر فإن ما تقدم�ه حاضنات‬

‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬ ‫‪92‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫أكرب يمك�ن االعتامد عليه�ا يف تطوير املرشوع‪،‬‬ ‫ري�ادة األعمال جمتمعي� ًا‪ ،‬وتقديم الدع�م للرواد‬
‫ويف الوص�ول ملزي�د من العمالء واملس�تفيدين؛‬ ‫االجتامعيني ملس�اعدهتم يف تأس�يس مرشوعاهتم‬
‫بحيث إن نشاطها يكون فيه تركيز أكرب عىل حل‬ ‫االجتامعي�ة من خالل وج�ود نخبة من املهتمني‪،‬‬
‫مشكالت التشغيل‪ ،‬وإجياد احللول للمشكالت‬ ‫وهل�ا بع�ض املب�ادرات االجتامعي�ة ‪www.(.‬‬
‫التمويلي�ة‪ ،‬وح�ل املش�كالت اإلداري�ة‪ ،‬كما‬ ‫‪)tasamy.com‬‬
‫أهن�ا تق�دم جانب� ًا تعليمي� ًا وتدريبي ًا أكبر منه يف‬ ‫ب) املرسع�ات‪ :‬ال ختتل�ف املرسع�ات ع�ن‬
‫حاضن�ات األعامل الت�ي توفر بيئة تس�اعد عىل‬ ‫احلاضن�ات كثير ًا‪ ،‬فف�ي الوق�ت ال�ذي يكون‬
‫إطالق املرشوع (‪.)Cohen, 2013‬‬ ‫في�ه دور احلاضنات املس�اعدة يف حتويل الفكرة‬
‫مما س�بق نصل إىل أنه عىل الرغم من أن هناك تش�اهب ًا‬ ‫ملشروع‪ ،‬ف�إن املرسعات ت�أيت لتق�دم خدمات‬
‫فيام تشير ل�ه كل من احلاضن�ات واملرسعات إال‬ ‫تس�اعد عىل نمو املرشوع واس�تمراره‪ ،‬وصوالً‬
‫أن هناك أوج�ه اختالف‪ ،‬واجلدول التايل يوضح‬ ‫الس�تدامته وق�د عرف�ت كوه�ن ‪ Cohen‬ع�ام‬
‫الفروق بينهام (‪:)Isabelle, 2013: 19‬‬ ‫(‪ )2013‬مرسع�ات األعمال بأهن�ا “ املنظامت‬
‫الت�ي تق�وم بالعم�ل م�ع جمموع�ة م�ن ال�رواد‬
‫جدول رقم (‪ )2‬الفرق بني احلاضنات واملرسعات‬ ‫م�ن خلال التعلي�م والدع�م يف فترة حم�ددة؛‬
‫املرسعات‬ ‫احلاضنات‬ ‫للمس�اعدة يف انطلاق املشروع م�ن خلال‬
‫تتناسب مع املرشوعات القائمة‬ ‫تتناسب مع األفكار يف‬ ‫برامج تس�اعد عىل اس�تمرارية املشروع‪ ،‬وهي‬
‫لتطويرها ومساعدهتا عىل النمو‬ ‫مراحلها األولية‬ ‫تتش�ابه مع احلاضن�ات‪ ،‬ولكن ختتل�ف عنها يف‬
‫عملياهتا قصرية‬ ‫عملياهتا طويلة حلد ما‬ ‫أهنا تعمل مع جمموعات ذات أنش�طة متش�اهبة‬
‫املرسعات عبارة‬ ‫احلاضنات عبارة‬ ‫إىل ح�د كبري أكثر من العمل مع األفراد بش�كل‬
‫عن برامج يف مؤسسات‬ ‫عن مؤسسات‬
‫منف�رد” ‪ )Cohen, 2013:33(.‬أو م�ن خلال‬
‫تعمل عىل تطوير أجزاء‬ ‫تعمل عىل بناء‬
‫حمددة من املرشوع‬ ‫استدامة للمرشوع‬ ‫اإلرش�اد والتعليم والتثقيف‪ ،‬إضافة إىل العمل‬
‫تعمل مع جمموعات لدهيا‬ ‫تعمل مع كل مرشوع‬ ‫على القيام بآلية التش�بيك بين كل من صاحب‬
‫مرشوعات متشاهبة‬ ‫بشكل فردي‬ ‫املرشوع ومن يتوقع منهم دعمه من مس�تثمرين‬
‫تركز عىل تطوير‬ ‫ورشكاء حمتملين‪ ،‬فالبداية تك�ون مع احلاضنة‬
‫تركز عىل نمو املرشوع‬
‫املرشوع اقتصادي ًا‬
‫الت�ي توفر البيئ�ة األولية لتولي�د الفكرة وتوفري‬
‫يف الغالب‬
‫يف الغالب مؤسساهتا ربحية‬ ‫املن�اخ املناس�ب لتحويله�ا ملرشوع‪ ،‬لي�أيت دور‬
‫مؤسساهتا غري ربحية‬
‫اهلدف تطوير قدرات‬ ‫اهلدف العمل عىل تطوير‬ ‫املرسعة من خالل العمل عىل مساعدة املرشوع‬
‫وإمكانيات الرائد ليطور أعامله‬ ‫املرشوع بحد ذاته‬ ‫على النم�و الرسي�ع وحتقي�ق العوائ�د؛ أي أن‬
‫ظهرت منذ أكثر‬ ‫املرسع�ات ال تس�عى لتقديم مس�احات يمكن‬
‫ظهرت خالل العقد املايض‬
‫من ثالثة عقود تقريب ًا‬
‫العم�ل م�ن خالهلا‪ ،‬ب�ل تقدم خدمات بش�كل‬

‫‪93‬‬ ‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫أما عدم وضوح الترشيعات أو حتى غياهبا فيؤثر س�لب ًا‪،‬‬ ‫ثالث ًا‪ :‬الترشيعات والقوانني واإلجراءات‪ :‬عىل الرغم‬
‫ويقلل من االجت�اه نحو ريادة األعامل االجتامعية‪ ،‬ولعل‬ ‫من أن ريادة األعامل االجتامعية هي عبارة عن مبادرات‬
‫م�ا نجده يف ال�دول املتقدم�ة من إقبال على مرشوعات‬ ‫ذاتية حلل مش�كالت اجتامعية‪ ،‬يدفعها حس املس�ؤولية‬
‫ري�ادة األعامل االجتامعي�ة هو نتاج لوج�ود الترشيعات‬ ‫االجتامعي�ة إال أهن�ا تتم من خلال برامج ومرشوعات‪،‬‬
‫ووضوحه�ا؛ خصوص� ًا تل�ك الت�ي تدع�م وتش�جع‬ ‫وبالتايل حتى تتأس�س هذه الربامج واملرشوعات وتنمو‬
‫املب�ادرات املجتمعي�ة‪ ،‬ومس�امهة أف�راد املجتمع يف حل‬ ‫فال ب�د من وجود حزمة من األنظم�ة والترشيعات التي‬
‫مشكالهتم‪ .‬يف حني أن املشاركة املجتمعية تقل يف الدول‬ ‫تس�اعد الرواد على تأس�يس مرشوعاهتم‪ ،‬واس�تدامتها‬
‫النامي�ة‪ ،‬وخصوص� ًا الدول الت�ي ال يوجد فيه�ا قوانني‬ ‫بع�د ذلك‪ .‬ولعل أول م�ا يمكن االعتامد عليه هو وجود‬
‫وترشيع�ات تدع�م وتش�جع على إجي�اد املرشوع�ات‪،‬‬ ‫إرادة سياس�ية م�ن ُّصن�اع الق�رارات‪ ،‬وقناع�ة بأمهي�ة‬
‫وصنع املبادرات االجتامعية‪.‬‬ ‫املش�اركة املجتمعي�ة يف حل املش�كالت القائم�ة‪ ،‬فإذا مل‬
‫رابع� ًا‪ :‬وع�ي وقب�ول جمتمع�ي‪ :‬ختتل�ف املجتمعات‬ ‫تك�ن تل�ك القناعات موج�ودة فلن تك�ون ألي مبادرة‬
‫فيما بينه�ا يف تقدمها ووعيه�ا ويف قدرهتا على التعاطي‬ ‫ص�دى ومردود‪ .‬ويعقب ذلك س�ن ترشيع�ات وأنظمة‬
‫م�ع مش�كالهتا ومواجهته�ا واملس�امهة يف حله�ا‪ ،‬فعادة‬ ‫تساعد عىل إنشاء مؤسسات داعمة للرواد؛ سوا ًء كانت‬
‫املجتمع�ات املتخلف�ة تع�اين م�ن األمية ونق�ص قنوات‬ ‫تابعة لقطاع�ات حكومية؛ مثل مراك�ز ريادة األعامل يف‬
‫التواص�ل بين أف�راد املجتم�ع ومكوناته‪ ،‬مم�ا جيعل نمو‬ ‫اجلامعات‪ ،‬أو تلك التابعة لرشكات يف القطاع اخلاص‪ ،‬أو‬
‫احل�س املجتمعي فيه�ا ضعيف ًا‪ ،‬عىل عك�س املجتمعات‬ ‫مؤسس�ات غري ربحية أنشئت لريادة األعامل االجتامعية‬
‫املتقدم�ة الت�ي تتمي�ز بمس�تويات مرتفع�ة م�ن التعليم‪،‬‬ ‫خصيص� ًا‪ ،‬إضاف�ة إىل وج�ود حزم�ة م�ن التنظيمات‬
‫ومس�احات كبرية تتاح ملش�اركة أفراد املجتمع يف حتقيق‬ ‫والترشيع�ات الت�ي تدع�م إنش�اء املؤسس�ات الصغرية‬
‫األه�داف التنموي�ة بعيدة امل�دى التي خت�دم توجهاهتا‪.‬‬ ‫‪ )Eyal-cohen, 2014(.‬ونظ�ر ًا لالهتامم العاملي مؤخر ًا‬
‫وعلي�ه فإن ريادة األعمال االجتامعية حت�ى تزدهر البد‬ ‫باملش�اركة املجتمعية يف تنمية اقتصاديات الدول‪ ،‬إضافة‬
‫أن يك�ون هناك وعي من قب�ل أفراد املجتمع بدورهم يف‬ ‫إىل تنش�يط العمل املجتمعي‪ ،‬فقد أصبح هناك عمل عىل‬
‫حل املش�كالت‪ ،‬ويف قدرهتم على التعامل مع املعوقات‬ ‫تطوير األنظمة واس�تخدامها لصالح دعم هذا النوع من‬
‫الت�ي حتد من تقدم املجتمع؛ من خالل ابتكار احللول يف‬ ‫األنش�طة‪ ،‬باعتبارها روافد اقتصادي�ة مؤثرة؛ من خالل‬
‫ش�كل أنش�طة وبرامج تقدم خدمات حتس�ن م�ن الوقع‬ ‫وض�ع القوانني التي تس�هل عملية متويل مش�اريع رواد‬
‫وتط�وره لألفضل‪ ،‬ولع�ل هذا املقوم هو م�ا جيعل ريادة‬ ‫األعامل‪ ،‬فوجود حزمة من الترشيعات ختفف من خماطر‬
‫األعامل االجتامعي�ة تنجح يف املجتمعات الغربية؛ حيث‬ ‫فش�ل مرشوعات رواد األعامل‪ ،‬وتساعدهم عىل تطوير‬
‫إهن�ا ظه�رت يف الوالي�ات املتح�دة األمريكي�ة والدول‬ ‫أعامهلم واستمراريتها (‪ .)Dutta et al, 2013‬ويف ريادة‬
‫األوروبي�ة‪ ،‬وخالل العقدين املاضيين أيض ًا بدت تلقى‬ ‫األعامل االجتامعية‪ ،‬فإن وجود التس�هيالت والضامنات‬
‫رواج� ًا يف دول رشق آس�يا‪ ،‬يف حني أن�ه يف دول الرشق‬ ‫الترشيعي�ة ووضوح اإلجراءات يش�جع على تطويرها‪،‬‬
‫األوس�ط مازالت يف بداياهتا‪ ،‬وهناك حاجة لنرش الوعي‬ ‫وإقب�ال أفراد املجتمع عىل البدء يف مش�اريعهم الريادية‪.‬‬

‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬ ‫‪94‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫الت�ي حتك�م أس�اليب عم�ل املنظمات احلكومي�ة ع�ن‬ ‫بأمهيته�ا من خالل العمل عىل توس�يع دائرة اهتامم أفراد‬
‫مواجهتها بالشكل املطلوب‪ ،‬ومن هنا ظهرت اجتاهات‬ ‫املجتم�ع بكل أطيافه بالعم�ل املجتمعي املبتكر‪ .‬وحيث‬
‫نح�و إجياد حل�ول رسيعة وفعال�ة‪ ،‬فتعددت األنش�طة‬ ‫إن ه�ذه ال�دول ه�ي يف حاج�ة أكبر ألن يك�ون هن�اك‬
‫واخلدم�ات‪ ،‬فظه�ر عىل س�بيل املثال ما ع�رف بربامج‬ ‫ح�راك جمتمع�ي أرسع للتجاوب مع مش�كالت الواقع؛‬
‫املس�ؤولية االجتامعي�ة ‪ Social Responsibility‬التي‬ ‫خصوص ًا يف ظل األزمات الراهنة؛ س�واء كانت سياسية‬
‫تُق�دَّ م يف الغال�ب م�ن قب�ل منظمات ربحي�ة‪ ،‬وإن كان‬ ‫أو اقتصادية‪ ،‬أدت لرتاجع احلكومات عن التزاماهتا جتاه‬
‫غايته�ا البعي�دة ربحي�ة إال أهن�ا يف الغال�ب تتج�ه نحو‬ ‫أفرادها‪ ،‬وذلك للتعاطي مع املش�كالت وحلها حتى ال‬
‫تقديم خدمات ُمش�بعة الحتياج�ات املجتمع أو قطاع‬ ‫تتفاق�م ويرتتب عليه�ا اهنيارات يف بن�اءات املجتمعات‬
‫منه‪ .‬ومن أشكال خدمات الرعاية أيض ًا تلك التي يقوم‬ ‫(‪ .)Naem, 2014‬ل�ذا ف�إن قب�ول أف�راد املجتم�ع‬
‫هب�ا يف الغال�ب ناش�طون اجتامعيون‪ ،‬والت�ي اعتمدت‬ ‫للمسامهة يف حل األزمات‪ ،‬وعدم االعتامد عىل ما تقدمه‬
‫يف بداياهت�ا عىل جمهودات تطوعي�ة تفتقر للتنظيم‪ ،‬ومن‬ ‫احلكومات مه�م جد ًا يف زيادة اإلقبال عىل تبني أنش�طة‬
‫ثم تط�ورت لتظه�ر يف هيئة مرشوع�ات خدمية هتدف‬ ‫ريادة األعامل االجتامعية‪.‬‬
‫إلح�داث تغيير اجتامع�ي‪ ،‬وحتقيق قيم�ة اجتامعية من‬
‫خالل مرشوع حمدد‪.‬‬ ‫ريادة األعامل االجتامعية ودورها يف حتسين خدمات‬
‫ب�دأ ينف�ذ يف أرض الواق�ع برامج وخدم�ات أعدها‬ ‫الرعاية االجتامعية‪:‬‬
‫ونفذه�ا ناش�طون اجتامعي�ون‪ ،‬اتس�مت بصف�ة الريادة‬ ‫ظل�ت ومازال�ت املش�كالت املتعلق�ة بجوان�ب‬
‫لكوهنا اتصف�ت باإلبداع‪ ،‬واعتامدها عىل موارد بس�يطة‬ ‫الرعاية االجتامعية هاجس ًا مقلق ًا لكل املنتمني للسياسة‬
‫ومتوي�ل قد يك�ون خارجي ًا يف غالب األح�وال (‪Zaeri,‬‬ ‫واالقتصاد واالجتامع؛ إذ إن وجود مشكالت اجتامعية‬
‫‪ .)2014‬ولع�ل ظه�ور مفه�وم ري�ادة األعمال يف إطار‬ ‫عالق�ة وغير مش�بعة يعن�ي وجود أف�راد غير راضني‬
‫األعمال التجاري�ة أ ّث�ر كثير ًا على تط�ور مفه�وم ريادة‬ ‫ع�ن الواقع املعيشي‪ ،‬وبالتايل يتوقع أن يك�ون أداؤهم‬
‫األعمال االجتامعي�ة‪ ،‬وتبلوره كنوع من أنواع وأش�كال‬ ‫وإنجازه�م وانتامؤهم قليلاً‪ .‬وتتنافس الدول فيام بينها‬
‫خدمات الرعاي�ة االجتامعية‪ ،‬إال أن الري�ادة االجتامعية‬ ‫يف تقدي�م الرعاية االجتامعية وتنوع يف أس�اليبها‪ ،‬فقبل‬
‫ال م�ن أش�كال تقدي�م خدمات‬ ‫أصبح�ت مؤخ�ر ًا ش�ك ً‬ ‫ع�دة عقود من الزمن كانت الدول�ة بقطاعها العام هي‬
‫الرعاي�ة االجتامعي�ة يف املجتمع�ات احلديث�ة؛ خصوص ًا‬ ‫املعني�ة بتقدي�م خدم�ات الرعاي�ة االجتامعي�ة لألفراد‬
‫تل�ك التي حترص عىل تنمية مس�امهة األفراد يف املجتمع‬ ‫واملجتمعات‪ ،‬وعندما مل تستطع أن حتقق تطلعات أفراد‬
‫من خالل تبني استراتيجيات التمكين لفئات املجتمع‬ ‫املجتم�ع‪ ،‬ص�ار هناك توج�ه لتقديم خدم�ات وبرامج‬
‫املختلف�ة؛ بحي�ث يتحول�ون م�ن جم�رد مس�تفيدين من‬ ‫رعاية اجتامعية عن طريق القطاع اخلاص بشقيه الربحي‬
‫اخلدم�ات ملقدمني هل�ا‪ .‬ولعل االهتامم بحقوق اإلنس�ان‬ ‫‪ Profit‬وغري الربحي ‪( Non-Profit‬الورفيل‪.)2012 ،‬‬
‫وحقوق املواطنة يف العقود األخرية كان أحد أسباب دفع‬ ‫واس�تمر احلال عىل ذلك النحو‪ ،‬ولكن لألس�ف كانت‬
‫الش�باب نحو حتميلهم جزء ًا من املسؤوليات املجتمعية؛‬ ‫تظهر مش�كالت مس�تجدة وطارئة تعجز البريوقراطية‬

‫‪95‬‬ ‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫‪ -3‬املش�اركة‪ :‬فتك�ون بتقبل الف�رد ألدوار اجتامعية‬ ‫م�ن خالل قيامهم باملبادرات واملس�امهات باملرشوعات‬
‫تتناس�ب م�ع قدرات�ه وإمكانيات�ه (املصطف�ى‪،‬‬ ‫الصغيرة لدعم االقتصادي�ات املحلية‪ ،‬وحتقي�ق التنمية‬
‫‪ .)2014‬إضاف�ة إىل اشتراك الف�رد يف األعمال‬ ‫االجتامعية‪.‬‬
‫الت�ي تس�اعد اجلامعة على أن تش�بع احتياجاهتا‪،‬‬ ‫وهن�اك ارتب�اط بين ري�ادة األعمال االجتامعي�ة‪،‬‬
‫وحتل مشكالهتا من خالل العمل عىل مواجهتها‬ ‫وع�دد من قضايا الرعاي�ة االجتامعية؛ ومنها املس�ؤولية‬
‫(اللحي�اين‪ .)2011 ،‬ويف واقع األم�ر فإن هناك‬ ‫االجتامعي�ة وحتقيق االس�تدامة‪ ،‬كام أن هل�ا عالقة بمهنة‬
‫مؤسس�ات اجتامعي�ة متع�ددة هل�ا دور يف تنمي�ة‬ ‫اخلدم�ة االجتامعية الت�ي تعد أحد أهم امله�ن التي تعنى‬
‫ح�س املس�ؤولية االجتامعي�ة‪ ،‬ومتثل مؤسس�ات‬ ‫بتنفي�ذ برام�ج وخدم�ات الرعاي�ة االجتامعي�ة‪ ،‬وعلي�ه‬
‫التنشئة االجتامعية أحد أهم املؤسسات التي يقع‬ ‫سيتم فيام يأيت تناول عالقة رياد األعامل االجتامعية هبذه‬
‫على عاتقه�ا تنمية ح�س املس�ؤولية االجتامعية‪،‬‬ ‫القضايا‪:‬‬
‫ويأيت عىل رأسها األرسة من خالل عملية التنشئة‬ ‫ري�ادة األعمال االجتامعي�ة واملس�ؤولية االجتامعية‪:‬‬
‫االجتامعية‪ ،‬فإذا ما تبنت أس�اليب تنش�ئة س�وية‬ ‫تعتبر ري�ادة األعمال االجتامعي�ة أح�د مظاه�ر وصور‬
‫فإهن�ا ستش�كل وعي� ًا اجتامعي� ًا ممي�ز ًا ألفراده�ا‪،‬‬ ‫املس�ؤولية االجتامعي�ة الت�ي متثل أح�د القي�م املجتمعية‬
‫يس�اعدهم عىل التع�اون مع اآلخري�ن والتكافل‬ ‫العاكس�ة النتماء الف�رد ملجتمع�ه‪ ،‬وإحساس�ه بنواح�ي‬
‫معهم (بن عبيد‪ .)2015 ،‬وهذه القيم هي النواة‬ ‫القص�ور الت�ي يع�اين منه�ا أف�راده ومجاعات�ه؛ وذل�ك‬
‫الت�ي يمك�ن م�ن خالهل�ا أن ينم�و ح�س العمل‬ ‫م�ن خلال العمل عىل س�د تل�ك االحتياج�ات بتقديم‬
‫االجتامع�ي ل�دى األبن�اء مس�تقبالً‪ ،‬ويمك�ن أن‬ ‫خدم�ات تش�بعها‪ ،‬وتعبر ع�ن التزام�ه جت�اه املجتم�ع‬
‫يتطور ليصل إىل تنفيذ برامج ومرشوعات ريادية‬ ‫وقضاي�اه املختلف�ة‪ ،‬وح�س املس�ؤولية االجتامعية وإن‬
‫ختدم املجتم�ع وحتقق غاياته‪ .‬وإىل جانب األرسة‬ ‫كان�ت ذاتية املنش�أ إال أن هن�اك جانب ًا منها يتم اكتس�ابه‬
‫أيض� ًا هن�اك مس�ؤولية تق�ع على عاتق املدرس�ة‬ ‫من خالل التفاع�ل االجتامعي‪ ،‬واملس�ؤولية االجتامعية‬
‫باعتباره�ا املؤسس�ة الثانية يف تش�كيل ش�خصية‬ ‫تتكون من ثالثة عنارص هي‪:‬‬
‫األف�راد من خالل م�ا تقدمه من مناه�ج تعليمية‬ ‫‪ -1‬االهتامم‪ :‬وهو يكون باحلرص عىل ترابط مجاعات‬
‫وأنش�طة طالبي�ة تس�عى لغ�رس قي�م ومب�ادئ‬ ‫املجتمع ومتاس�كها وبلوغها أهدافه�ا‪ ,‬ولعل أبرز‬
‫وأخالقيات نبيلة (املصطفى‪ .)2014 ،‬ولعل من‬ ‫أش�كال االهتمام باجلامع�ة التوح�د معه�ا وم�ع‬
‫تلك القيم‪ :‬املس�ؤولية االجتامعي�ة‪ ،‬والقدرة عىل‬ ‫اهتامماهتا والعمل من أجلها (اجلهني‪.)2010 ،‬‬
‫اإلحس�اس باحتياجات املجتمع‪ ،‬ومع الدعوات‬ ‫‪ -2‬الفه�م‪ :‬ع�ن طري�ق فه�م الف�رد ملجتمع�ه؛ م�ن‬
‫املتزاي�دة لتمكين الش�باب‪ ،‬وع�دم االعتامد عىل‬ ‫حيث نظم�ه وقيم�ه وثقافت�ه‪ ،‬وامله�ام واألدوار‬
‫القط�اع احلكومي يف احلصول عىل فرص العمل‪،‬‬ ‫املوكلة لكل فرد‪ ،‬وأن يدرك الفرد آثار س�لوكياته‬
‫إضافة إىل احلراك املجتمعي الواس�ع الذي شهده‬ ‫وترصفاته وقيمة س�لوكياته عىل اجلامعة (اهلذيل‪،‬‬
‫الع�امل يف العقدين األخريين‪ ،‬ف�إن ريادة األعامل‬ ‫‪.)2009‬‬

‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬ ‫‪96‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫لضمان وجود عوائد تس�اعد عىل اس�تمراره‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫االجتامعي�ة وج�دت حاضن�ة جي�دة لتتبل�ور‬
‫ق�درة املرشوع على تطوير املهارات اإلداري�ة والتنفيذية‬ ‫كش�كل من أش�كال العمل املجتمعي والنش�اط‬
‫ل�دى القائمني علي�ه‪ .‬وحتى يمكن أن حتقق االس�تدامة‬ ‫االقتصادي يف آن واحد‪ ،‬وهذا ما جيعلها نش�اط ًا‬
‫ال ب�د م�ن وج�ود عن�ارص وم�ؤرشات يمك�ن قياس�ها‬ ‫ذا طبيع�ة متمي�زة‪ ،‬وخاص�ة أن�ه مزي�ج م�ا بين‬
‫لتحدي�د إمكاني�ة اس�تدامة املرشوع من عدمه�ا‪ ،‬وهناك‬ ‫الوعي باحتياجات املجتم�ع‪ ،‬والقدرة عىل إدارة‬
‫عدة عوام�ل يمكن أن تؤخذ كم�ؤرشات لتحديد قدرة‬ ‫وتنفي�ذ املرشوع�ات‪ ،‬إضاف�ة إىل س�مة اإلب�داع‬
‫الربام�ج على االس�تمرار واالس�تقالل ضم�ن قدرات‬ ‫التي تالزم أنش�طة الريادة‪ ،‬إىل جانب أهنا تعكس‬
‫املجتمع والفئة املس�تهدفة عىل وجه التحديد‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫شك ً‬
‫ال من أش�كال وصور املسؤولية االجتامعية؛‬
‫الق�درة عىل تنظيم املس�تفيدين‪ ،‬وتوفري التدريب ملقدمي‬ ‫حيث تشترك معها يف األه�داف والغايات‪ ،‬ويف‬
‫اخلدم�ة‪ ،‬ووج�ود آلي�ة للتموي�ل والتس�ويق‪ ،‬إىل جانب‬ ‫مس�امهتها يف ح�ل مش�كالت املجتم�ع‪ ،‬وإجي�اد‬
‫قياس مس�تمر ل�رىض املس�تفيدين‪ ،‬واآلث�ار االجتامعية‬ ‫حلول ابتكارية هلا (‪.)Mitra&Borza, 2011‬‬
‫واالقتصادية املرتتبة عىل املرشوع (حسن‪.)1996 ،‬‬
‫ريادة األعامل االجتامعية واالستدامة‪:‬‬
‫ريادة األعامل االجتامعية ومهنة اخلدمة االجتامعية‪:‬‬ ‫تتنوع األنشطة التي تقدم من خالل أفراد ومجاعات أو‬
‫تع�د مهن�ة اخلدم�ة االجتامعي�ة م�ن املهن اإلنس�انية‬ ‫حتى منظامت هبدف غري ربحي أو حتى تطوعي وخريي‬
‫الت�ي تس�عى إلش�باع احتياج�ات األف�راد واجلامع�ات‬ ‫يف مرات متعددة‪ ،‬وهناك العديد من احلمالت والربامج‬
‫واملجتمع�ات؛ من خلال مس�اعدهتا يف تقديم خدمات‬ ‫الت�ي ت�رى النور‪ ،‬وحتق�ق أهداف ًا ومن ث�م ختبو وختتفي‪،‬‬
‫الرعاية االجتامعية‪ ،‬وتبني موضوعاهتا؛ لتكون خدمات‬ ‫والسبب خلف ذلك غياب إستراتيجية االستدامة عند‬
‫مؤسس�ية يستفيد منها األفراد‪ ،‬فعندما يستجد شكل من‬ ‫مقدميه�ا والقائمين عليه�ا‪ .‬فعدم وجود غاي�ات بعيدة‬
‫أش�كال برام�ج الرعاية االجتامعي�ة‪ ،‬فإنه س�يكون ملهنة‬ ‫امل�دى‪ ،‬أو وجود آلية حمددة للتمويل وخطة لالس�تمرار‬
‫اخلدم�ة االجتامعي�ة دور يف تقديم هذا الربام�ج‪ ،‬وعليه‬ ‫جتع�ل املوض�وع حمض� ًا للصدف�ة‪ ,‬وق�د يتوقف النش�اط‬
‫ف�إن مهن�ة اخلدمة االجتامعي�ة يمكن أن تس�اهم يف نرش‬ ‫بمج�رد وج�ود أي عائ�ق‪ ،‬فاالعتماد على املجه�ودات‬
‫ثقاف�ة ريادة األعمال االجتامعي�ة من خالل ع�دة أوجه‬ ‫الش�خصية وعىل التربعات يف متوي�ل املرشوعات بدون‬
‫يمكن إمجاهلا فيام يأيت‪:‬‬ ‫وجود خطة جلعل التمويل من املصادر الثابتة نسبي ًا‪ ،‬هو‬
‫‪ -1‬تعلي�م اخلدم�ة االجتامعي�ة‪ :‬يمك�ن العم�ل على‬ ‫م�ا جيعل نش�اط الريادة االجتامعية خيتلف عن األنش�طة‬
‫تضمين موضوع�ات ري�ادة األعمال االجتامعية‬ ‫اخلريي�ة والتطوعي�ة األخ�رى‪ ،‬فمرشوع�ات الري�ادة‬
‫يف مق�ررات ومناه�ج تعلي�م اخلدم�ة االجتامعية‪،‬‬ ‫االجتامعي�ة ال ب�د أن تض�ع يف اعتباره�ا االس�تمرارية‬
‫فمق�ررات مث�ل(إدارة املؤسس�ات االجتامعي�ة)‬ ‫وحتقي�ق اس�تدامة للمشروع لفترات طويل�ة‪ .‬وه�ذا‬
‫و(تقوي�م املرشوعات والربام�ج االجتامعية) هي‬ ‫يتأت�ى من خلال العمل على إجياد مص�ادر متويل تغني‬
‫م�ن املقررات الرئيس�ة التي يتعلمه�ا طلبة اخلدمة‬ ‫ع�ن االس�تعانة باملمولين؛ كأن يكون ربحي� ًا للمرشوع‬

‫‪97‬‬ ‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫مه�ارات التفكير اإلبداعي‪ ،‬والقدرة عىل دراس�ة‬ ‫االجتامعي�ة‪ ،‬ويت�م تدريس�ها يف أقس�ام اخلدم�ة‬
‫الواقع وحتليله‪ ،‬وتلمس االحتياجات واكتشافها‪،‬‬ ‫االجتامعي�ة‪ ،‬ومث�ل ه�ذه املق�ررات ه�ي متطلب‬
‫وهذه املهارات تتطلب نس�ق ًا م�ن املعارف والقيم‬ ‫أس�اس ال ب�د أن يك�ون ل�دى الرائ�د االجتامعي‬
‫واالجتاه�ات الت�ي ال ب�د أن توجد ل�دى املامرس‬ ‫معرفة به؛ حتى يتسنى له تطوير أفكاره ملرشوعات‬
‫املهن�ي للخدم�ة االجتامعي�ة‪ ،‬ويمك�ن العمل عىل‬ ‫قابلة للتطبي�ق والتنفيذ يف الواقع‪ .‬كام أن من يتجه‬
‫تطويره�ا وتدعيمه�ا أكث�ر بفك�رة اإلب�داع؛ حتى‬ ‫لدراسة اخلدمة االجتامعية هم يف الغالب أشخاص‬
‫يتس�نى صقل مهارات األخصائيين االجتامعيني‪،‬‬ ‫لدهيم اهتامم باملجتمع وبمشكالته‪ ،‬وبالتايل يمكن‬
‫ويمك�ن أن يكون�وا رواد ًا اجتامعيين قادرين عىل‬ ‫توجيهه�م بأال يكونوا جم�رد مقدمي خدمات‪ ،‬بل‬
‫حل مشكالت املجتمع بطرق أكثر ابتكارية‪.‬‬ ‫مبتك�ري خدمات م�ن خالل تلم�س احتياجات‬
‫‪ -3‬إجراء البحوث االجتامعية وتقديم االستش�ارات‪:‬‬ ‫املجتمع وقياس�ها‪ ،‬ومن ثم ابتكار خدمات يمكن‬
‫يع�د البح�ث االجتامعي أحد أس�س مهن�ة اخلدمة‬ ‫أن تغري من واقعهم وحتسنه‪ .‬ويف الواقع فإن هناك‬
‫االجتامعية‪ ،‬وهناك إنتاج علمي وبحثي كبري يقدمه‬ ‫جتارب� ًا يف العامل ألخصائيني اجتامعيني اس�تطاعوا‬
‫املتخصص�ون يف مهن�ة اخلدم�ة االجتامعية؛ س�واء‬ ‫أن يكون�وا رواد ًا ناجحني من خالل ابتكار برامج‬
‫أكانوا أكاديميني أم باحثني أم ممارسني‪ ,‬ويف الغالب‬ ‫وخدمات‪ ،‬ساعدت مستفيدين من خدمات مهنة‬
‫ف�إن ه�ذه البح�وث تتج�ه الكتش�اف مش�كالت‬ ‫اخلدمة االجتامعية يف حتسني حياهتم بصورة أفضل‬
‫املجتم�ع‪ ،‬والتعرف عىل نواح�ي القصور والنقص‬ ‫(بن سعيد‪.)2014 ،‬‬
‫ٍ‬
‫بحاج�ة للمواجه�ة والتعام�ل معه�ا‬ ‫الت�ي ه�ي‬ ‫‪ -2‬التدري�ب‪ :‬يمك�ن أن تس�اهم مهن�ة اخلدم�ة‬
‫مب�ارشةً‪ ،‬ويمكن االس�تفادة منه�ا يف توجيه اهتامم‬ ‫االجتامعي�ة يف تقدي�م التدري�ب للراغبين يف‬
‫الناش�طني االجتامعيين نح�و القضايا الت�ي حتتاج‬ ‫أن يكون�وا رواد ًا اجتامعيين م�ن الناش�طني‬
‫عم ً‬
‫ال لتطويرها وحتس�ينها‪ .‬كما يمكن ملهنة اخلدمة‬ ‫االجتامعيين؛ وذل�ك بالعمل على تقديم دورات‬
‫االجتامعي�ة من خلال البحث العلمي اس�ترشاف‬ ‫هلم يف كيفية إدارة املؤسسات غري الربحية‪ ،‬وكيفية‬
‫املس�تقبل‪ ،‬وم�ا يمك�ن أن يس�تجد من مش�كالت‬ ‫تأسيس املرشوعات االجتامعية‪ ،‬ودراسة جدواها‬
‫قد حتت�اج إجياد خدمات للتعام�ل معها‪ .‬كام يمكن‬ ‫وتقوي�م نجاحه�ا‪ ،‬إضافة إىل تزويده�م بمهارات‬
‫أن يعم�ل املنتم�ون هلا من باحثين وأكاديميني عىل‬ ‫البحث االجتامعي الس�تقصاء حاجات املجتمع‪،‬‬
‫التع�اون مع مؤسس�ات دع�م وتولي�د مرشوعات‬ ‫والتعرف على متطلبات�ه وثقافت�ه وطبيعته؛ حيث‬
‫الري�ادة االجتامعية (احلاضن�ات واملرسعات)؛ من‬ ‫إن كل ه�ذه العوام�ل هل�ا دور رئي�س يف نج�اح‬
‫خلال تقديم االستش�ارات لل�رواد االجتامعيني‪،‬‬ ‫مرشوعات ريادة األعمال االجتامعية‪ .‬ويف حقيقة‬
‫وتقدي�م التوجي�ه؛ حت�ى تك�ون اخلدم�ات‬ ‫األمر ف�إن اجلدارات التي جيب أن يتمتع هبا الرائد‬
‫واملرشوع�ات املقدم�ة معبرة فعلي� ًا ع�ن احتي�اج‬ ‫االجتامعي ال ختتلف كثري ًا عن تلك اجلدارات التي‬
‫جمتمعي‪ ،‬مما يضمن هلا االستمرار والديمومة‪.‬‬ ‫يتسم هبا خريج مهنة اخلدمة االجتامعية؛ من حيث‬

‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬ ‫‪98‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫االجتامعية عىل وجه اخلصوص؛ لالنطالق ملزيد من البحث‬ ‫تعليق ختامي‪:‬‬


‫العلم�ي يف املوضوع وتناوله من جوانب خمتلفة‪ ،‬بام يس�اعد‬ ‫تن�اول ه�ذا البح�ث موضوع� ًا حديث� ًا يف جم�ال العم�ل‬
‫على جعله موضوع ًا يمكن طرحه يف املؤسس�ات التعليمية‬ ‫االجتامع�ي واالقتصادي على حد س�واء‪ ،‬أال وهو موضوع‬
‫ومن خالل وس�ائل اإلعلام املتعددة؛ حت�ى يمكن أن جيد‬ ‫ري�ادة األعامل االجتامعية التي تلقى حالي ًا اهتامم ًا واس�ع ًا من‬
‫صدى يساعد عىل تنمية فكر الريادة االجتامعية يف املجتمع‪.‬‬ ‫قب�ل العديد من املتخصصني واملهتمني‪ ،‬وعلى الرغم من أن‬
‫ري�ادة األعامل االجتامعية حتقق تقدم ًا ملحوظ ًا يف العديد من‬
‫التوصيات‪:‬‬ ‫دول الع�امل‪ ،‬إال أهن�ا مازالت يف بداياهت�ا يف جمتمعاتنا العربية‪،‬‬
‫‪ -1‬العم�ل عىل تنظي�م حمارضات ومؤمت�رات حول‬ ‫ويف املجتمع السعودي عىل وجه التحديد‪ ،‬مع أن التوجهات‬
‫ري�ادة األعمال االجتامعي�ة لنرشه�ا كثقاف�ة بني‬ ‫احل�ارضة نح�و مزيد م�ن مش�اركة األف�راد يف تنمي�ة املوارد‬
‫أف�راد املجتم�ع‪ ،‬بام يس�اعد عىل اكتش�اف الرواد‬ ‫البرشي�ة‪ ،‬فخط�ة التنمي�ة الع�ارشة (‪1436‬ه�ـ ‪1440-‬هـ)‬
‫واملبتكرين يف جماالت العمل االجتامعي‪.‬‬ ‫رك�زت عىل موض�وع التمكين لفئ�ات املجتم�ع ورشائحه‬
‫‪ -2‬العم�ل عىل تنظي�م إجراءات تنفي�ذ مرشوعات‬ ‫املختلفة‪ ،‬والتح�ول من الرعوية احلكومي�ة املبارشة إىل مزيد‬
‫ريادة األعامل االجتامعي�ة‪ ،‬وإصدار أدلة إجرائية‬ ‫من مش�اركة املجتمع بمؤسس�اته ومجاعاته وأفراده يف حتقيق‬
‫لذلك‪ ،‬واالهتامم هبا‪ ،‬باعتبارها قطاع ًا جديد ًا من‬ ‫تنمي�ة اجتامعي�ة حقيقي�ة‪ ،‬تعبر ع�ن احتي�اج فعيل‪ ،‬وتش�بع‬
‫قطاعات العمل األهيل االجتامعي‪.‬‬ ‫حاجات رضورية هلا أولوية أكثر من سواها(وزارة التخطيط‪،‬‬
‫‪ -3‬تبني املؤسس�ات االجتامعية فكرة ريادة األعامل‬ ‫‪ .)2016‬والريادة االجتامعية هي إحدى السبل لتحقيق هذا‬
‫االجتامعي�ة‪ ،‬والعم�ل كحاضنات لتولي�د أفكار‬ ‫التوجه‪ ،‬فمن خالهلا يمكن استثارة الشباب نحو تقديم أفكار‬
‫ري�ادة األعمال االجتامعية‪ ،‬واالس�تثامر يف متويل‬ ‫ابتكارية تالمس الواقع االجتامعي؛ من خالل أنشطة وبرامج‬
‫ال الصورة األفضل لتمكني‬ ‫مرشوعاهت�ا؛ ألهنا فع ً‬ ‫جدي�دة‪ ،‬تس�تطيع االس�تمرار والديمومة يف حتقي�ق أهداف‬
‫شباب وشابات املجتمع يف العمل االجتامعي‪.‬‬ ‫تالمس جوانب الرعاي�ة االجتامعية‪ .‬لذا فإن الكتابات حول‬
‫‪ -4‬يق�ع على عات�ق املؤسس�ات التعليمي�ة؛ وعلى‬ ‫هذا املوضوع وتناوله بالطرح العلمي‪ ،‬سيجعل ثراء يف أدبيات‬
‫رأس�ها اجلامعات الدور األكرب يف نرش فكر ريادة‬ ‫املوضوع بشكل يساهم يف وعي جمتمعي عن مسامهات ريادة‬
‫األعمال االجتامعي�ة بني الطلبة‪ ،‬ل�ذا ال بد من أن‬ ‫األعامل االجتامعية يف تطوير مظاهر العمل االجتامعي‪ ،‬ومن‬
‫يك�ون هن�اك مراكز متخصصة الكتش�اف الرواد‬ ‫ثم يش�جع الكثري منهم على االنخ�راط يف مرشوعات ريادة‬
‫والناشطني االجتامعيني‪ ،‬ومساعدهتم عىل حتويل‬ ‫األعامل االجتامعية وتقديمها بصور متعددة‪.‬‬
‫أفكارهم خلدمات اجتامعي�ة ابتكارية؛ من خالل‬ ‫وقد سعت الباحثة من خالله إىل تقديم يشء من املعرفة‬
‫تضاف�ر جه�ود القائمين على تلك املؤسس�ات‪،‬‬ ‫يف موض�وع ريادة األعمال االجتامعية ومقوماهت�ا‪ ،‬لعل أن‬
‫واالستفادة من خربات املتخصصني واإلمكانات‬ ‫جي�د فيها من لدي�ه اهتامم ‪ -‬من مؤسس�ات اجتامعية وأفراد‬
‫املتاح�ة يف البيئ�ة اجلامعية‪ ،‬بام يس�اعد عىل تطوير‬ ‫‪ -‬معلومات تس�اعده يف تطوير أفكار ابتكارية وريادية‪ ،‬كام‬
‫برامج ومرشوعات اجتامعية ختدم املجتمع وتعرب‬ ‫يمك�ن أن يكون بداية يس�تفيد منها باحثون آخرون هيتمون‬
‫عن شكل من أشكال املسؤولية االجتامعية‪.‬‬ ‫بقضايا الرعاية االجتامعية بشكل عام‪ ،‬وموضوعات الريادة‬

‫‪99‬‬ ‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‪ ،‬العدد (‪ ،)14‬أغسطس ‪2018‬م ‪ -‬ذو القعدة ‪1439‬هـ‬

‫‪ -‬اللحي�اين‪ ،‬أزه�ار صلاح (‪ ،)2011‬التفكير‬ ‫قائمة املراجع‬


‫األخالق�ي وعالقت�ه باملس�ؤولية االجتامعي�ة يف‬ ‫املراجع العربية‪:‬‬
‫ض�وء بعض املتغريات األكاديمي�ة لدى عينة من‬ ‫‪ -‬ب�ن س�عيد‪ ،‬النا حس�ن (‪ ،)2014‬ري�ادة األعامل‬
‫طالب�ات جامع�ة أم القرى بمدينة مك�ة املكرمة‪،‬‬ ‫االجتامعي�ة وموق�ف اخلدم�ة االجتامعي�ة منها‪،‬‬
‫رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬جامعة أم القرى‪.‬‬ ‫بحث منش�ور باملجل�ة االجتامعية الص�ادرة عن‬
‫‪ -‬الورفلي‪ ،‬مه�ا (‪ ،)2012‬الرعاي�ة االجتامعي�ة‬ ‫اجلمعي�ة الس�عودية لعل�م االجتماع واخلدم�ة‬
‫وحق�وق اإلنس�ان‪ ،‬جمل�ة دراس�ات يف اخلدم�ة‬ ‫االجتامعي�ة‪ ،‬جامع�ة اإلم�ام حمم�د ب�ن س�عود‬
‫االجتامعي�ة والعل�وم اإلنس�انية‪ ،‬جامعة حلوان‪،‬‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬
‫العدد‪ ،33 :‬اجلزء‪.2673-2694 ،7‬‬ ‫‪ -‬بن عبي�د‪ ،‬عهود ن�ارص (‪ ،)2015‬دور األرسة يف‬
‫‪ -‬اهل�زاين‪ ،‬اجلوه�رة (‪ ،)2015‬دور حاضن�ات‬ ‫تنمية املس�ؤولية االجتامعية لدى أبنائها‪ ،‬رس�الة‬
‫األعمال يف دع�م رواد األعمال واملرشوع�ات‬ ‫ماجس�تري غير منش�ورة‪ ،‬كلي�ة اآلداب‪ ،‬جامع�ة‬
‫الصغرية‪ :‬دراس�ة مطبقة على حاضنات األعامل‬ ‫امللك سعود‪.‬‬
‫يف مدين�ة الري�اض‪ ،‬جمل�ة اخلدم�ة االجتامعي�ة‬ ‫‪ -‬اجلف�ري‪ ،‬ياسين وحبي�ب‪ ،‬شكيلوباش�يخ‪،‬‬
‫(اجلمعي�ة املرصي�ة لألخصائيين االجتامعيني)‪،‬‬ ‫عبداللطي�ف (‪ ،)2005‬حاضن�ات األعمال‬
‫عدد ‪.69-15 ،54‬‬ ‫ومس�تقبل األعمال الصغيرة‪ ،‬جمل�ة البح�وث‬
‫‪ -‬اهلذيل‪ ،‬نايف رساج (‪ ،)2009‬االجتاه نحو ظاهرة‬ ‫التجارية (كلية التجارة‪ -‬جامعة الزقازيق)‪ ،‬جملد‬
‫اإلرهاب وعالقته باملسؤولية االجتامعية وبعض‬ ‫‪ ،27‬عدد ‪.411-391 ،2‬‬
‫املتغيرات األخرى ل�دى طلبة املرحل�ة الثانوية‪،‬‬ ‫‪ -‬اجلهن�ي‪ ،‬حن�ان عطي�ة (‪ ،)2010‬دور اإلعالم يف‬
‫رس�الة ماجس�تري غير منش�ورة‪ ،‬كلي�ة اآلداب‪،‬‬ ‫تعزيز املسؤولية االجتامعية لدى الشباب‪ ،‬املؤمتر‬
‫جامعة أم القرى‪.‬‬ ‫العلم�ي احلادي عشر للن�دوة العاملية للش�باب‬
‫اإلسالمي يف جاكرتا‪ ،‬اجلزء ‪.3‬‬
‫‪ -‬حس�ن‪ ،‬زين�ب يوس�ف (‪ ،)1996‬االس�تدامة يف‬
‫مشاريع التنمية املحلية يف األردن (دراسة ميدانية‬
‫ملش�اريع حياكة البس�ط التقليدي�ة املنفذة من قبل‬
‫املؤسس�ات غري احلكومية)‪ ،‬رسالة ماجستري غري‬
‫منشورة‪ ،‬اجلامعة األردنية‪.‬‬
‫‪ -‬املصطف�ى‪ ،‬زي�ن العابدي�ن (‪ ،)2014‬املس�ؤولية‬
‫االجتامعي�ة ل�دى الش�باب‪ :‬املرحل�ة اجلامعي�ة‬
‫نموذج� ًا‪ ،‬جمل�ة أم�ة اإلسلام العلمي�ة‪ ،‬جامع�ة‬
‫السودان‪ ،‬عدد ‪.189 -161 ،14‬‬
‫جميدة بنت حممد الناجم‪ :‬ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها ‪ -‬مقوماهتا ‪ -‬دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية)‬ ‫‪100‬‬
‫هـ‬1439 ‫ ذو القعدة‬- ‫م‬2018 ‫ أغسطس‬،)14( ‫ العدد‬،‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

in the Recent 25 Years. Proceedings of :‫املراجع األجنبية‬


the 2nd International OFEL Conference -Abo Saifan, S. (2012). Social Entrepreneurship:
on Governance, Management and Definition and Boundaries. Technology
Entrepreneurship, 4th - 5th April, 2014, Innovation Management Review. February
Dubrovnik, Croatia. 2012 PP. 2227-.
- Dacin, M. T., &Dacin, P. A. (2011). Social - Aernoudt, R. (2004). Incubators: Tool
Entrepreneurship: A critique and future for Entrepreneurship?.Journal of small
directions. Organization Science, Vol. Business Economics.Vol. (23). 127- 135.
(22). No.(5), 1203–1213. - Ashoka, U.& Brock, D. 2011, The Social
- Dees, J., Gregory, J. E., & Peter.E. (2001). Entrepreneurship Education Resource
Enterprising Nonprofits: A Toolkit for Handbook. for colleges and universities
Social Entrepreneurs. New York: John engaged in teaching, research and
Wiley & Sons, Inc. applied learning in social entrepreneur.
- Dutta, N. Sobel, R. Roy, S. (2013). The fifth edition.
Entrepreneurship and Political Risk. - Austin, J., Stevenson, H., & Wei-Skillern,
Journal of Entrepreneurship and Public J. (2006). Social and commercial
Policy. Vol. (2). No. (2). pp. 130143-. entrepreneurship: Same, different, or
- Elkington, J., &Hartigan, P. (2008). The both? Entrepreneurship: Theory &
power of unreasonable people: How Practice, Vol (30). No. (1), 1–22.
social entrepreneurs create markets that - Borza, A., Mitra, C., Nistor, R., Bordean,
change the world. Boston, MA: Harvard O. (2009), “Social Enterprise and
Business Press. Competitiveness”,Management &
- Eyal-Cohen, M. (214).Legal Mirrors of Marketing, Vol. 4, No. 3, pp. 193-
Entrepreneurship.Boston Collage Law - Certo, S. T., & Miller, T. (2008). Social
Review.Vol. (55). pp. 719773-. entrepreneurship: Key issues and concepts.
- Hansen M. Horhia. N. Breger. J. (2000). Business Horizons,Vol.( 51), pp267–271.
The State of the Incubator Market Cohen, S , (2013). How to Accelerate Learning
Space, Harvard Business School. : Entrepreneurial Ventures Participating in
- Isabelle, D. (2013). Key Factors Affecting Accelerator Programs. Doctoral Thesis.
a technology Entrepreneur’s, Choice of Kenan- Falger School of Business.
Incubator or Accelerator.Technology - Cook, B., Dodds, C., &Mitchell,W.
Innovation management review.www. (2001). Social entrepreneurship: False
timreview.ca. premises and dangerous forebodings.
- Leadbeater, C. and Goss, S. (1998). Centre of Full Employment and Equity,
Civic Entrepreneurship, Demos/Public University of Newcastle, Working
Management Foundation, London. Paper pp. 0124-.
- Mair, J. Marti, I. (2006). Social - Dabic, M. &Skuric, N. (2014).Why Social
Entrepreneurship Research: A source Entrepreneurship Research Increased

101 )‫ دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية‬- ‫ مقوماهتا‬- ‫ ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها‬:‫جميدة بنت حممد الناجم‬
‫هـ‬1439 ‫ ذو القعدة‬- ‫م‬2018 ‫ أغسطس‬،)14( ‫ العدد‬،‫مجلة العلوم اإلنسانية واإلدارية‬

people in the Finnish welfare state. Poznan of explanation, prediction, and delight.
university of Economic Review.Vol. (13), Journal of World Business, Vol. (41), No
No. (1). Pp 724-. (1).Pp 3644-.
- Salarzehi, H.Armesh, H. Nikbin, D. (2010). - Miller center. (2016). Miller Center for Social
Waqf as a Social Entrepreneurship Entrepreneurship. Santa Carla University.
Model in Islam.International Journal - Martin, R &Osberg, S (2007). Social
of Business and Management.Vol. (5), Entrepreneurship: Case for Defintion.
No.(7). pp179186-. Stanford Social Innovation Review.Vol.
- Spear, R. Social entrepreneurship: a different (5), No. (2). Pp 2839-.
model?.International Journal of Social - Mitra, C &Broza, A (2011). Social
Economics.Vol . (33). No. (5). PP 399410-. Entrepreneurship and Social Responsibility:
- Thompson, J.Alvy, G. Lees, A. (2000). Comparative Study. Management &
“Social entrepreneurship – a new Marketing Challenges for the Knowledge
look at the people and the potential”, Society.Vol. (6), No.(2), pp. 243254-
Management Decision, Vol. 38 Iss: 5, - Naem, M. (2014).Social Entrepreneurship:
pp.328 – 338. An Effective Mode of Promoting Public
- Trantanen, T.(2013). Social Values, Private Partnership in Middle East.
Societal entrepreneurship attitudes Asia Pacific Journal of Management &
and entrepreneurial intention of young Entrepreneurship Research (APJMER).
people in the finish welfare state. Journal Vol.(3). Issue.( 2).
of Poznan University of Economics. - Orhei, L. Bibu, N. Vinke, J. (2012).The
Vol. (13). No. (1). Competenceof SocialEntrepreneurshipin
- United Nations, (2000). Best Practice Romania. A profile fromexpertsinthe
in Business Incubation, Economic field.Managerial Challenges of the
Commission for Europe. Contemporary Society.Proceedings.Babes
- Weerawardena, J. Mrot, G. (2006). Bolyai University, Faculty of Economics
Investigating social entrepreneurship: and Business Administration.
A multidimensional model. Journal of - Petrovici, A. (2013). Social Economyand
World Business.Vol.(41).Pp21–35. Social Entrepreneurship: An ExerciseOf
- Zahra, S. A., Rawhouser, H. N., Bhawe, N., Social Responsibility. Journal of Community
Neubaum, D. O., & Hayton, J. C. (2008). Positive Practices, XIII(4) ,pp 315-.
Globalization of social entrepreneurship - Peredo, A .Mclean, M. (2006). S o c i a l
opportunities. Strategic Entrepreneurship Entrepreneurship: A critical review of
Journal, Vol(2),pp 117–131. the concept. Journal of World Business.
- Zaeri, M. (2014).A Theoretical Study Of Vol. (41). Issue.(1).pp. 5665-.
Social Entrepreneurship. Journal of Asia - Rantanen, T &Toikko, T. (2013).Social
Entrepreneurship and Sustainability values, societal entrepreneurship attitudes
VolX ,Iss(2) and entrepreneurial intention ofyoung

)‫ دورها يف حتسني خدمات الرعاية االجتامعية‬- ‫ مقوماهتا‬- ‫ ريادة األعامل االجتامعية (مفهومها‬:‫جميدة بنت حممد الناجم‬ 102

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like