You are on page 1of 71

‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬

‫‪République Algérienne Démocratique et Populair‬‬


‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫جامعة حممد بوضياف‪ -‬املسيلة‪-‬‬
‫‪Université de Mohamed Boudiaf a M'sila‬‬
‫‪Faculté des sciences Humaines et Sociales‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫‪Département de Sociologie‬‬ ‫قسم علم االجتماع‬

‫مقياس‪:‬‬

‫العمل الاجتماعي‪ ،‬لطلبة السنة‬


‫الثانية‬
‫شعبة علم الاجتماع‪ ،‬نظام ‪L. M. D‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوساق هجيرة‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202 :‬‬


‫المحاضرة األولى ‪ :‬مدخل للعمل االجتماعي‬
‫‪ ‬المحاضرة األولى‪:‬‬
‫‪ .1‬ماهية العمل االجتماعي‬
‫‪ -1-1‬مفهوم العمل االجتماعي‬
‫‪ -2-1‬أهمية العمل االجتماعي‬
‫‪-3-1‬أهداف العمل االجتماعي‬
‫‪-4-1‬مقومات العمل االجتماعي‬
‫‪ -5-1‬مجاالت العمل االجتماعي‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫تبعا لحاجة الشعوب واألمم والمتغيرات الكثيرة التي يتعرض لها اإلنسان عبر‬
‫تظهر العلوم وتتطور ً‬
‫ٍ‬
‫نطاق‬ ‫العصور‪ ،‬ويعد تخصص العمل االجتماعي أحد أبرز حقول العمل اإلنساني الحديث الذي ينتشر على‬
‫أحيانا بالخدمة االجتماعية وقد شاعت هذه التسمية في االدبيات‬
‫ً‬ ‫واسع في اآلونة األخيرة‪ ،‬وقد يشار إليه‬
‫المصرية‪ ،‬لتعرفه بصورة أوسع بمهنة العمل االجتماعي ترجمة لمصطلح " ‪ ،" Social Work‬والذي تعتبره‬
‫المدرسة المصرية تدليال على أحدى آليات طريقة تنظيم المجتمع‪ ،‬الذي يقابله مصطلح " ‪Social Action‬‬
‫" والذي يدل على الفعل االجتماعي‪ ،‬أي مجموعة اإلجراءات التي يقوم بها أعضاء المجتمع من أجل تطويره‬
‫وتنميته‪ ،‬ويعرف على أنه أحد فروع العلوم االجتماعية التي تدرس النظرية االجتماعية ومناهج البحث‬
‫سعيا لدراسة حياة الجماعات واألفراد وتحسينها‪.‬‬
‫االجتماعي ً‬
‫ويتمتع العمل االجتماعي بتاريخه العريق في النهوض بالمجتمع ومحاربة الفقر والمشكالت التي‬
‫تنجم عنه‪ .‬ونتيجة لذلك فإن العمل االجتماعي يرتبط إلى حد كبير بفكرة العمل الخيري‪ ،‬ويرجع مفهوم العمل‬
‫تلقائيا منذ القرون الغابرة‪ ،‬وذلك ألنه ال يتعارض‬
‫ً‬ ‫الخيري إلى عصور قديمة فالشعوب ً‬
‫قديما كانت تمارسه‬
‫واألخالق والمفاهيم الطيبة من التعاون والتكافل والتعاضد وعمل أفراد المجتمع كوحدة واحدة‪ ،‬وقد دعت‬
‫جميع األديان السماوية إلى فعل الخير والحض على مساعدة الفقراء وتقديم العون لهم‪ ،‬انطالقا من الديانة‬
‫اليهودية ثم المسيحية ثم الديانة االسالمية‪.‬‬

‫ولكن ممارسة العمل االجتماعي ‪ -‬باعتباره مهنة ‪ -‬تستند إلى حد ما على أساس علمي‪ ،‬يرجع إلى‬
‫البدايات األولى للقرن التاسع عشر‪ ،‬وبدأت هذه الممارسة في أول األمر في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية وانجلت ار‪ ،‬بعد نهاية نظام اإلقطاع وظهور الثورة الصناعية وما ترتب عنها من انتشار للفقر والتسول‬
‫والتشرد واآلفات االجتماعية‪ ،‬ولذلك قامت هذه الدول بتشكيل هيئات وجمعيات ومنظمات لتقديم الرعاية لمن‬
‫طا وثيًقا بالصحة العامة والمرض النفسي في‬
‫هم بحاجة لها‪ ،‬ولقد ارتبط تطوير مهنة العمل االجتماعي ارتبا ً‬
‫البداية‪ ،‬وبحلول القرن العشرين ومع التطورات العلمية والتكنولوجية وجد العالم نفسه أمام عدة مشكالت‬
‫اجتماعية تأخذ في االنتشار في مختلف المجتمعات المتقدمة منها والمتخلفة‪ ،‬الفقيرة منها والغنية‪ ،‬عندما‬
‫انعكست عليها منجزات الحضارة وتوجهات المدينة‪ ،‬فقد أصبح الفقر ظاهرة بارزة تبعا لتفشي البطالة‪ ،‬وأصبح‬
‫التحضر يخلف أزمات ومشكالت كثيرة‪ ،‬مما وسع نطاق العمل االجتماعي ليشمل مجاالت متعددة‪.‬‬

‫والعمل االجتماعي يستهدف العنصر البشري تحديداً‪ ،‬بحيث يقوم على جملة من المقومات الرئيسية‬
‫التي تجعل منه عمالً متكامالً يسعى لخدمة البشرية‪ ،‬لذلك نجده منتش اًر في كافة دول العالم‪ ،‬ويسعى إلى‬
‫تحقيق جملة من األهداف الرئيسية والفرعية‪ ،‬ألن العمل االجتماعي يهدف عموما إلى العناية باألشخاص‬
‫الذين يعانون داخل المجتمعات‪ ،‬هؤالء األشخاص يحتاجون إلى من يرافقهم ويساندهم ويدعمهم‪.‬‬
‫ونظ اًر ألهميته سنحاول التعرف على مفهوم العمل االجتماعي‪ ،‬ونشأته وتطوره عبر العصور‪ ،‬وكذا أهمية‬
‫وأهداف ومقومات العمل االجتماعي وعالقته بالعلوم األخرى‪ ،‬وأهم الوسائل واألدوات التي يستخدمها‬
‫االخصائي االجتماعي في عالج المشكالت االجتماعية‪ ،‬وطرق العمل االجتماعي ‪ ،‬كما اخترنا أن نستعرض‬
‫أهم مجاالت العمل االجتماعي والتي يتم تناولها في االعمال الموجهة بتفصيل أكثر‪.‬‬
‫ماهية العمل االجتماعي‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ - 1-1‬مفهوم العمل االجتماعي‪:‬‬
‫يختلف مفهوم العمل االجتماعي باختالف األطر والمجاالت التي تتعامل مع هذا المفهوم‪ ،‬فبينما‬
‫لمفهوم العمل االجتماعي معنى خاص في إطار علم االجتماع والدراسات السوسيولوجية‪ ،‬نجد أن نفس‬
‫المفهوم يختلف معناه في االطار العام في الوقت الذي تستخدمه طريقة تنظيم المجتمع كإحدى طرق الخدمة‬
‫االجتماعية‪ .‬وهناك العديد من المفاهيم التي تناولت العمل االجتماعي نذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬تعريف على بن إبراهيم النملة‪ ":‬يقصد بالعمل االجتماعي ذلك األداء المناط بكيانات إدارية حكومية أو‬
‫غير حكومية‪ ،‬تعمل على تحقيق الرفاه االجتماعي ( و ازرات الشؤون االجتماعية والجهات األخرى الحكومية‬
‫وغير الحكومية التي تقدم خدمات اجتماعية )‪ ،‬ومن المهم هنا التوكيد أن العمل االجتماعي هو في محصلته‬
‫النهائية عمل خيري بالمفهوم الشامل للعمل الخيري حتى وان تعددت أهدافه وتنوعت وظائفه"‪.‬‬
‫‪-‬ويعرف العمل االجتماعي بأنه‪ :‬هو مجموعة من العمليات المقصودة والمنتظمة التي تهدف بشكل رئيسي‬
‫إلى إحداث التغييرات المختلفة في السياسات العامة القائمة في الوقت الحاضر‪ ،‬أو فيما ينتج عن البرامج‬
‫والخطط‪ ،‬حيث يقوم به مجموعة من األفراد الممثلين للشعب‪ ،‬على شكل مجموعات أو هيئات تخضع للقيادة‬
‫من قائد أخصائي اجتماعي‪ ،‬حيث تتحقق العديد من األهداف االجتماعية المرغوبة‪ ،‬والتي تنتج عنها تغيرات‬
‫إيجابية واضحة‪.‬‬
‫‪-‬ويمكن تعريف العمل االجتماعي أيضاً على أنه "أحد المهن العصرية العملية التي تطبق األساليب الحديثة‬
‫في العمل االجتماعي والخدماتي اإلنساني‪ ،‬حيث ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر‪ ،‬وأوائل القرن التاسع‬
‫عشر كنتيجة حتمية عن الثورة الصناعية التي زادت االنتقال من األرياف إلى المدن‪ ،‬وأدت إلى العديد من‬
‫الهجرات الواسعة‪ ،‬وصاحب ذلك ُجملة من التغييرات االجتماعية‪ ،‬سواء على نمط المعيشة‪ ،‬أو على الصحة‪،‬‬
‫والعالقات االجتماعية"‪.‬‬
‫‪-‬وهناك مفهوم آخر للعمل االجتماعي‪" ،‬حيث إنه أحد العلوم اإلنسانية التي تقوم على العديد من المبادئ‬
‫والقيم االجتماعية‪ ،‬وعلى رأسها مبدأ دعم ومساندة الذات االجتماعية‪ ،‬ويمثل أحد أهم الجوانب اإلنسانية التي‬
‫تهدف إلى مساعدة البشر‪ ،‬حيث ظهر بعد الحرب العالمية الثانية كأحد أبرز الفنون الحديثة في التعامل مع‬
‫العنصر البشري"‪.‬‬
‫‪-‬ويعرف أيضا "هو مجهود جماعي منظم يهدف إلى ضمان التقدم االجتماعي والى حل المشكالت‬
‫االجتماعية التي تؤثر في أعداد كبيرة من الناس‪ ،‬عن طريق التأثير في التشريع االجتماعي أو الجهات التي‬
‫تدير مشروعات الرعاية االجتماعية"‪.‬‬
‫‪-‬وهناك من يرى بأنه" هو حق من حقوق اإلنسان يستطيع عن طريق جهوده مع غيره من الناس‪ ،‬إلى‬
‫توجيه تغيير في المؤسسات العامة لتلبية احتياجاته واشباع رغباته بطرق صحيحة وسليمة"‪.‬‬
‫‪-‬ويعرف أيضا‪ :‬العمل االجتماعي يهدف إلى احداث تغيرات في النظم السياسية في المجتمع‪ ،‬لصالح‬
‫الفئات الضعيفة مهضومة الحقوق‪ ،‬بحيث يتطلب األمر العمل على تنظيمها لتستطيع مطالبة المجتمع‬
‫بموارد مناسبة أو بمعاملة عام أي أن األمر يتطلب إعادة توزيع القوة والموارد واكتساب صوت أعلى في‬
‫اتخاذ الق اررات‪ ،‬أو احداث تغيرات في سياسات أو برامج أو خطط المنظمات الرسمية لصالح هذه الفئات‬
‫الضعيفة‪.‬‬
‫‪-‬ويعرفه رشيد زرواتي‪ :‬العمل االجتماعي أو اإلجراء االجتماعي‪" :‬هو جزء من اإلصالح االجتماعي الذي‬
‫يمكن لألخصائيين االجتماعيين القيام به في حدود مهنتهم‪ ،‬فالخدمة االجتماعية باإلضافة إلى أنها تعمل‬
‫على مساعدة األفراد والجماعات على النمو والتكيف فإنها تعمل أيضا من جانب آخر على تغيير الظروف‬
‫المحيطة بهم واصالحها‪.‬‬
‫وعلى هذا يمكن القول بأن العمل االجتماعي يتمثل في المجهود الذي يقوم بقيادته األخصائيون كي يساهموا‬
‫في العمل على تغيير الظروف البيئية بدرجة تكفل مستويات أفضل للمعيشة"‪.‬‬
‫ويشير مصطلح (إجراء اجتماعي‪ ،‬عمل اجتماعي) إلى جهود منظمة مشروعة تهدف إلى استثارة الرأي‬
‫العام للمطالبة بأهداف اجتماعية مرغوب فيها‪.‬‬
‫ولقد ظهر العمل االجتماعي (اإلجراء االجتماعي) بنمو حركة المحالت االجتماعية العالمية‪،‬‬
‫فالمحلة تصبح مركز للحي يتالقى فيه سكانه بقصد بحث مشاكلهم في أوربا في القرن الثامن عشر‪.‬‬
‫كما يعرفه أيضا بأنه" مجهود جماعي منظم يهدف إلى ضمان التقدم االجتماعي‪ ،‬والى حل المشكالت‬
‫االجتماعية التي تؤثر في أعداد كبيرة من الناس‪ ،‬عن طريق التأثير في التشريع االجتماعي أو الجهات التي‬
‫تدير مشروعات الرعاية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف االجرائي للعمل االجتماعي‪:‬‬
‫"هو مجموعة العمليات المقصودة التي يقوم بها أفراد يمثلون مجتمعهم‪ ،‬أو تلك التي يقوم بها الشعب من‬
‫خالل جماعات أو هيئات لتحقيق أهداف اجتماعية مرغوبة‪ ،‬عن طريق مطالبة السلطات المسؤولة بإحداث‬
‫تغيرات في السياسات العامة القائمة أو فيما ينبثق عنها من سياسات أخرى أو الخطط والبرامج المنفذة"‪.‬‬
‫‪ -2-1 -‬أهمية العمل االجتماعي‪ :‬يحتاج المجتمع إلى العديد من األفراد المنضمين إلى ركب العمل‬
‫االجتماعي‪ ،‬وخاصة بعد النتائج اإليجابية التي حققها العاملون في هذا المجال‪ ،‬وسندرج ً‬
‫عددا من‬
‫النقاط التي تبين أهمية العمل االجتماعي فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تلبية حاجة السوق من األيدي العاملة ورأب الصدع الناجم عن التضخم االقتصادي الذي اجتاح دول‬
‫العالم ككل وخاصة دول العالم الثالث التي تعاني من وضع اقتصادي ٍ‬
‫مترد‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحقيق المساواة في الفرص لكال الجنسين ولكافة األديان والعروق والطوائف دون تمييز‪.‬‬
‫ت‪ -‬اإلعداد السليم للشباب ليكونوا قادرين على اإلنتاج واإلنجاز وتحمل المسؤولية وأعباء المجتمع الموكلة‬
‫إليهم‪.‬‬
‫ث‪ -‬ترسيخ القواعد األولية للحوار والنقاش بين األطراف وتقبل اآلخر واحترامه‪.‬‬
‫ج‪ -‬إجراء الدراسات البحثية االجتماعية التي تُعنى بكل صغيرة وكبيرة في المجتمع من أجل االرتقاء به‬
‫وحل مشاكله كافة‪.‬‬
‫ح‪ -‬يقّلل إلى حد كبير األعباء الواقعة على عاتق الحكومة‪.‬‬
‫خ‪ -‬يقلل األخطاء والعيوب المنتشرة في المجتمع‪.‬‬
‫د‪ -‬يعتبر أكثر تأثي اًر وفاعلية من العمل الفردي‪.‬‬
‫ذ‪ -‬يعتبر شامالً لكافة فئات المجتمع‪.‬‬
‫ر‪ -‬يقوي الجانب الرقابي على األجهزة الحكومية‬
‫المشكالت المختلفة‪.‬‬
‫ز‪ -‬يعزز جانب الوعي واإلدراك حول عالج وحل ُ‬
‫س‪ -‬ينظم عمل المسؤولين في اللجان المختلفة‪.‬‬
‫ش‪ -‬يحدد المشكالت بكل دقة من خالل دراستها دراسة عميقة وعلمية وبشكل موضوعي‪ ،‬مما يساهم في‬
‫حلها‪.‬‬
‫ص‪ -‬يوصل إلى الحقائق الالزمة‪ ،‬ويضع البدائل‪ ،‬ويختار األفضل منها‪.‬‬
‫ض‪ -‬يتابع العمل االجتماعي واإلنساني‪ ،‬ويحرص على التخطيط العلمي الجيد له‪.‬‬
‫‪-3-1‬أهداف العمل االجتماعي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المساعدة على إيجاد تنظيم اجتماعي شعبي يمثلهم لدى مسؤولين مثل لجان التنمية االجتماعية أو‬
‫الجمعيات المحلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد المشكلة ودراستها دراسة علمية دقيقة‪.‬‬
‫ت‪ -‬إيصال الحقائق التي توصل إليها األخصائي االجتماعي (إن األخصائيون االجتماعيون يمارسون‬
‫أعمالهم من خالل مؤسسات وهيئات حكومية رسمية بينما العمال االجتماعي يقوم به هيئات ومنظمات‬
‫شعبية باألصل يبتعد األخصائي االجتماعي عن ممارسة العمل االجتماعي‪.‬‬
‫ث‪ -‬تقديم المقترحات لحل المشكالت‪.‬‬
‫ج‪ -‬مناقشة هذه المقترحات‪.‬‬
‫ح‪ -‬اختيار أنسب المقترحات والمطالبة بها‪.‬‬
‫خ‪ -‬تحديد الجهات والسلطات المسؤولة التي تدخل في نطاقها حل المشكلة‪.‬‬
‫د‪ -‬تحديد الوسائل التي يمكن استخدامها في مطالبة المسؤولين (رفع الطلبات‪ ،‬تشكيل لجان من الناس‬
‫ومقابلة المسؤولين في مكاتبهم وشرح طلباتهم‪ ،‬دعوة المسؤولين لزيارة المنطقة لرؤية المشكلة على الطبيعة‪،‬‬
‫رفع الشكاوى والمطالبة من خالل وسائل اإلعالم‪ ،‬المؤتمرات والندوات والمحاضرات‪ ،)....‬إذا لم يجدي ذلك‬
‫نستخدم أساليب الضغط من خالل المؤسسات المدنية واألحزاب السياسية بتنظيم مظاهرات سلمية وتنظيم‬
‫مسيرات دون عنف أو إخالل بالنظام وذلك في البلديات التي تتمتع بالحرية‪.‬‬
‫ذ‪ -‬متابعة العمل االجتماعي‪.‬‬
‫ر‪ -‬تقييم العمل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -4-1‬مقومات العمل االجتماعي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االعتماد على التخطيط العلمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكون التنظيم الذي يتبنى العمل االجتماعي تنظيما شعبيا يمثل كل الفئات‪.‬‬
‫ت‪ -‬أن تكون أهداف العمل االجتماعي أهداف عامة ومشروعة‪.‬‬
‫ث‪ -‬مراعاة تطبيق مبادئ تنظيم المجتمع‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يكون لدى الناس وعي بالمشكالت الموجودة لدى المجتمع‪.‬‬
‫تبعا للقطاعات الرئيسية في‬
‫‪ -5-1‬مجاالت العمل االجتماعي‪ :‬تتنوع مجاالت العمل االجتماعي وتتنوع ً‬
‫تحديدا‪ ،‬ومن أبرز تلك المجاالت نذكر‪ :‬العمل التطوعي العام مثل المشاركة في‬
‫ً‬ ‫الدولة‪ ،‬التي تهم المواطن‬
‫إزالة األوساخ من الحي أو طالء جدران المباني بألوان زاهية وجميلة‪ .‬المجال الحقوقي الذي يتفرع لعدة‬
‫أقسام أبرزها وأكثرها أهمية حقوق األطفال والحرص على ضمانها‪ .‬العمل في المجال النفسي الذي يعنى‬
‫بدراسة التغيرات الطارئة على الشخصية وسبل تحسينها‪ .‬تأهيل األحداث‪ ،‬وهم األشخاص الذين ارتكبوا‬
‫مخالفات وجنايات رغم صغر عمرهم‪ .‬المجال األسري الذي يركز على إنشاء األسرة في جو حميمي سليم‬
‫بعيدا عن العنف والمشاحنات‪ .‬التطوع المدرسي الذي ينمي روح التعاون لدى طلبة المدارس ويجعلهم يرتقون‬
‫ً‬
‫بمرافقهم الصفية لألفضل‪ .‬العمل في مجال حقوق المرأة فهنالك الكثير من النساء الالتي يعانين من‬
‫االضطهاد واالستغالل والعنف‪ .‬التطوع في مجاالت اإلغاثة العالمية وحقوق اإلنسان الذي تعرض للصراعات‬
‫والحروب في العالم‪ .‬العمل من أجل الحد من مستوى الجريمة بعد دراسة أسبابها والوقوف عند الحلول‬
‫األنسب‪ .‬التطوع لذوي االحتياجات الخاصة ومساعدتهم على االندماج في المجتمع‪ .‬التطوع في المجال‬
‫الطبي مثل حمالت التبرع بالدم والتوعية لألمراض المستعصية المنتشرة‪ .‬العمل في المجال التوعوي للشباب‬
‫والمخاطر التي تحدق بهم كالمخدرات والتدخين وغيرها‪ .‬التطوع لدى الكهول وكبار السن ومساعدتهم على‬
‫االعتناء بحالتهم النفسية والجسدية‪.‬‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populair‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫جامعة حممد بوضياف‪ -‬املسيلة‪-‬‬
‫‪Université de Mohamed Boudiaf a M'sila‬‬
‫‪Faculté des sciences Humaines et Sociales‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫‪Département de Sociologie‬‬ ‫قسم علم االجتماع‬

‫مقياس‪:‬‬

‫العمل الاجتماعي‪ ،‬لطلبة السنة‬


‫الثانية‬
‫شعبة علم الاجتماع‪ ،‬نظام ‪L. M. D‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوساق هجيرة‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202 :‬‬


‫‪ ‬المحاضرة الثانية‪:‬‬
‫‪ -6-1‬مفاهيم مرتبطة بالعمل االجتماعي‬
‫‪-7-1‬عالقة العمل االجتماعي بالعلوم األخرى‬
‫المحاضرة الثانية ‪:‬‬
‫‪ -6-1‬مفاهيم مرتبطة بالعمل االجتماعي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العمل الخيري‪" :‬هو جزء فاعل في العمل االجتماعي لتحقيق الرفاه االجتماعي "‬
‫ب‪ -‬الرفاه االجتماعي‪" :‬المراد بالرفاه االجتماعي تحقيق الوفاق والوئام االجتماعي"‬
‫ويقصد بالرفاه لغة‪( :‬الرفاه)‪ ،‬يقال للمتزوج‪ :‬بالفاه والبنين‪:‬الوفاق والوئام‪.‬‬
‫ج‪ -‬الرعاية االجتماعية‪" :‬هي الحماية االجتماعية المحافظة أي حماية الفرد والجماعة‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق‬
‫تقديم جميع أنواع الخدمات االجتماعية المادية والمعنوية وعلى هذا فالرعاية االجتماعية هدف وأما الخدمة‬
‫االجتماعية فهي وسيلة‪".‬‬
‫د‪ -‬الخدمة االجتماعية‪:‬‬
‫يعرف بيار ماسي ومادالن قينار الخدمة على أنها‪" :‬المعونة‪ ،‬السند‪ ،‬المساعدة‪ ،‬الدعم‪ ،‬النجدة‪،‬‬
‫إعطاء (منح)‪ ،‬قدم‪ ،‬دفع‪ ،‬توزيع تعني هذه المفاهيم أن يكون اإلنسان في خدمة أخيه اإلنسان كلما طلب‬
‫األمر ذلك‪ ،‬وتنطبق هذه المفاهيم على مستوى األفراد كما تنطبق على مستوى اإلدارة مثل الخدمات البريدية"‪.‬‬
‫أما محمد كامل البطريق فقد ربط مفهوم الخدمة االجتماعية بمفهوم الرعاية االجتماعية على أنها‪:‬‬
‫"الخدمة المباشرة التي تقدمها الهيئات والمؤسسات لمعالجة عدم التكيف أو سد العوز أو التفكك والحياة‬
‫العائلية الصحيحة والتكيف والتأهيل االجتماعي وتقديم الصحة وارتفاع مستوى التعليم ونشره وحسن استغالل‬
‫أوقات الفراغ والنمو الذاتي للفرد والجماعة نحو مزيد من الخبرات والتجارب‪ ،....".‬كما يجب أن ينبه األذهان‬
‫إلى أن الخدمات االجتماعية ليست محددة لخدمة الناس أصحاب المشاكل فقط أو ذوي الفاقة في‬
‫المجتمع‪ .....‬ولكن تقديم الخدمات االجتماعية تشمل أيضا األسوياء بهدف إسعاد جميع أفراد المجتمع‬
‫بغض النظر عن فئاتهم االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫ونظ ار لتقارب مفهوم الرعاية االجتماعية والخدمة االجتماعية فيفضل التفريق بينهما‪ ،‬إذ أن مفهوم‬
‫الرعاية يشير إلى تحسين ظروف الحياة االجتماعية والنفسية والصحية لألفراد والجماعات‪ ،‬بينما الخدمة‬
‫االجتماعية‪ ،‬في ذلك العلم الذي يخص دراسة الخدمات االجتماعية وتقديمها لألفراد والجماعات‪ ،‬بغية‬
‫تحسين ظروف الحياة االجتماعية والنفسية والصحية‪.‬‬
‫وبناءا على هذا فإن مفهوم الرعاية االجتماعية أوسع من الخدمة االجتماعية فهو يشمل العديد من‬
‫الخدمات من بينهما الخدمات االجتماعية‪ ،‬وعليه فإن الخدمات االجتماعية تعتبر وسيلة أو أسلوبا تقني‬
‫لتحقيق الرعاية االجتماعية‪.‬‬
‫فعالقة الخدمة االجتماعية بمنظمات الرعاية االجتماعية هي عالقة التوجيه العلمي الذي تقوم به‬
‫الخدمة االجتماعية نحو الرعاية االجتماعية‪ ،‬ومن حيث الوظيفة فهي عالقة المساعدة‪ ،‬إذ هي أسلوب علمي‬
‫يساعد على توصيل الرعاية االجتماعية لألفراد والجماعات‪.‬‬
‫ه‪ -‬التنمية االجتماعية‪ :‬هي عبارة عن عملية تعبئة جهود أفراد المجتمع للعمل المشترك مع الهيئات‬
‫الحكومية لحل المشاكل االجتماعية ورفع مستوى أبنائه اجتماعيا واقتصاديا ز ثقافيا‪ ،‬على أن يكون انتفاع‬
‫كامل بكافة الموارد الطبيعية والبشرية والفنية والمالية المتاحة"‪.‬‬
‫و‪ -‬اإلصالح االجتماعي‪" :‬وهو الحركة العامة التي تحاول القضاء على المساوئ التي تنشأ عن خلل وظائف‬
‫النسق االجتماعي أو أي جانب منه‪ ،‬ويقع اإلصالح االجتماعي في مفهومه وأهدافه بين الخدمة االجتماعية‬
‫والهندسة االجتماعية‪ ،‬ويهدف اإلصالح عادة إلى التقليل من الفوارق بين الطبقات‪ ،‬وتكافؤ الفرص والمساواة‬
‫أمام القانون والعدالة في توزيع أعباء االنفاق العام‪ ،‬واشتراك جميع أفراد المجتمع في المسؤولية السياسية‬
‫والتمتع بالحريات األساسية "‪.‬‬
‫‪ -7-1‬عالقة العمل االجتماعي بالعلوم األخرى‪:‬‬
‫العمل االجتماعي أو الخدمة االجتماعية هي إحدى فروع العلوم االجتماعية ولها صلة وطيدة بهذه‬
‫العلوم‪ ،‬حيث يجمعها هدف واحد وهو تحقيق الرفاهية للفرد والجماعة والمجتمع باستخدام مناهج علمية‬
‫للوصول إلى هذا الغرض‪ ،‬باإلضافة إلى استنادهم على فلسفة إصالحية واحدة‪ ،‬مع العلم أن هناك اختالف‬
‫بينهم فيما يخص النشأة والتفاصيل المنهجية وخصائص المجال التطبيقي‪.‬‬
‫وهناك ارتباط كبير بين الخدمة االجتماعية والعلوم االجتماعية األخرى‪ ،‬ويظهر ذلك أن علم االجتماع وعلم‬
‫النفس يعتبران بمثابة علوم تحليلية‪ ،‬إذ أن من أغراض علم االجتماع‪ :‬دراسة أسباب األمراض والمشاكل‬
‫االجتماعية السائدة في المجتمع دراسة تخليلية‪ ،‬وعلم النفس يهتم بدراسة األمراض والمشاكل النفسية لدى‬
‫مختلف األفراد ‪.‬‬
‫وعلى هذا فإن الخدمة االجتماعية تستند في كثير من المجاالت على علم االجتماع وعلم النفس‬
‫كإطار نظري لها‪.‬‬
‫وأما عالقة القانون بالخدمة االجتماعية‪ ،‬فإن الخدمات االجتماعية بعد أن تصبح في شكل دراسات‪،‬‬
‫فإنه يخطط لها تحت شكل مخططات الخدمة االجتماعية لتنفيذها ثم يوضع لها قوانين بمقتضاها يتم تطبيقها‬
‫في المجتمع‪.‬‬
‫وكذلك تستعين الخدمة االجتماعية بعلوم االقتصاد واإلحصاء والسياسة وغير ذلك من العلوم اإلنسانية‬
‫والبيولوجية مما سنوضحه بالفصيل‪:‬‬
‫‪ -1-7-1‬عالقة الخدمة االجتماعية بعلم االجتماع‪:‬‬
‫المشكالت التي يعالجها االخصائي االجتماعي تتعلق بأفراد لهم عادات وتقاليد‪ ،‬وينتمون إلى طبقات تختلف‬
‫من الناحية االقتصادية واالجتماعية والدينية‪...‬الخ‪.‬‬
‫علم االجتماع يدرس الظاهر االجتماعية المختلفة للوصول إلى القوانين التي تحكم هذه الظواهر‪،‬‬
‫أما الخدمة االجتماعية فتستعين بالنتائج التي يتوصل إليها علم االجتماع في تحديد أوجه النقص وموضع‬
‫الخلل ومسبباته وتحديد خطة العالج والوقاية المطلوبة‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال فإن علم االجتماع يمدنا بالحقائق والمعلومات الالزمة عن ظاهرة انحراف‬
‫االحداث والعوامل التي تؤدي إلى الوقوع فيها أما الخدمة االجتماعية فعن طريقها يتم تقديم أنواع العالج‬
‫المختلفة عن طريق االخصائي االجتماعي‪ ،‬واقتراح إنشاء مؤسسات لوقاية االحداث من االنحراف كجانب‬
‫وقائي للمشكلة‪.‬‬
‫‪ -2-7-1‬عالقة الخدمة االجتماعية بالعلوم النفسية‪:‬‬
‫العلوم النفسية من أكثر العلوم التي أخذت منها الخدمة االجتماعية‪ ،‬فاألخصائي االجتماعي يتعامل‬
‫مع أفراد ومع جماعات وهو في كلتا الحالتين يحتاج للوقوف على خصائص الشخصية اإلنسانية ‪.‬من حيث‬
‫مظاهر السل وك واآلثار المترتبة على ضغوط المشكالت االقتصادية واالجتماعية والصحية‪ ،‬وكذلك أثر‬
‫العالقات االسرية في نشأة الطفل ويقوم أخصائي خدمة الفرد بتناول الحاالت الفردية بالعالج بعد الوقوف‬
‫على دوافع السلوك‪ ،‬وقد أعطى علم النفس الفردي للخدمة االجتماعية ذخيرة من المعلومات القيمة حول‬
‫السلوك اإلنساني وديناميكيته‪.‬‬
‫كذلك قدم علم النفس االجتماعي خصائص كثيرة عن طبيعة الجماعات والتعرف على أنماط السلوك‬
‫الجماعي‪ ،‬وكيفية حدوث ديناميكية الجماعة وأفضل السبل لتوجيه الجماعة والعمل معها عن طريق وقوفه‬
‫على المؤثرات التي تحرك الدماعة وتدفعها لتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫وفي مجال تنظيم المجتمع فإن االخصائي االجتماعي يستفيد من علم النفس أيضا فهو يعمل مع‬
‫الجماعات من خالل لدان متعددة وبوقوف االخصائي على العوامل المؤثرة التي تساعد الجماعات واالفراد‬
‫إلى االندفاع نحو تنفيذ الخطط الموضوعة فذلك يساعد على تحقيق األهداف بخطى ناجحة‪.‬‬
‫وما نود في الختام توضيحه في هذه العالقة أن الخدمة االجتماعية اعتمدت في مبادئها وقيمها على الحقائق‬
‫التي انتهى إليها علم النفس الحديث‪ ،‬وأن ما احرزه علم النفس من تقدم انعكس أثره على طرق وأساليب‬
‫الخدمة االجتماعية‪ ،‬وأنه يمكن تشبيه العالقة بين علم النفس والخدمة االجتماعية كالعالقة بين علم‬
‫الفسيولوجية (وظائف األعضاء) ومهنة الطب‪ ،‬حيث يعتمد الطب على الحقائق التي انتهى إليها علم وظائف‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫‪-3-7-1‬عالقة الخدمة االجتماعية بعلم االقتصاد‪:‬‬
‫علم االقتصاد يتناول كثي ار من الموضوعات التي تمس عمل االخصائي االجتماعي بشكل ملحوظ‬
‫بل إن كثي ار من المشكالت تسمى مشكالت اجتماعية اقتصادية ألن الجانبين االجتماعي واالقتصادي فيهما‬
‫يكونا متماسكين ويعتمد الواحد منهما على اآلخر‪.‬‬
‫واالخصائي االجتماعي يدرك أن البطالة ومستوى األجر والغالء وارتفاع مستوى المعيشة لها دور‬
‫كبير في واقع كثير من الحاالت لذلك البد أن يتم عالجها عن طريق المدخل االقتصادي للمشكلة كتدبير‬
‫عمل لرب األسرة أو شراء لوازم األطفال حتى ينتظموا في دراستهم كما أنه في مجال الضمان االجتماعي‬
‫يظهر جليا تالزم المستوى االقتصادي مع كثير من المشكالت االجتماعية والصحية‪ ،‬والحاجة لتدخل‬
‫االخصائي االجتماعي لتنظيم ميزانية األسرة أو تدعيم مواردها كما أن كثير من حاالت المنازعات الزوجية‬
‫والتي تصل لحد الطالق وتشرد األبناء يلعب العامل االقتصادي دو ار رئيسيا في حدوثها والمام االخصائي‬
‫االجتماعي بالمعارف االقتصادية يساعده كثي ار في تناول المشكالت ويكون أقدر على السير في عالجها‪.‬‬
‫كما أن قيام االخصائي االجتماعي بالعمل مع بيئات مختلفة المستويات االقتصادية كالبيئة الريفية‪-‬العمالية‬
‫– الشعبية‪...‬الخ‪ ،‬تجعله يستفيد من دراسة االقتصاد في حل مشكالتها‪.‬‬
‫‪-4-7-1‬عالقة الخدمة االجتماعية بالتشريعات‪:‬‬
‫ونعني هنا بالتشريعات – التشريعات الدينية والوضعية( القوانين)‪ -‬وهي تمثل قيودا يلتزم بها األفراد‬
‫باتباعها حماية للمجتمع من التفكك واالنحالل ‪.‬‬
‫ونشمل هذه التشريعات تشريعات األسرة من زواج وطالق ونفقة وحضانة (تشريعات سماوية) وكثي ار‬
‫ما يعمل االخصائي االجتماعي مع مشكالت ترتبط بهذه األمور ودراسته لهذه التشريعات يساعده على حل‬
‫هذه المشكالت ‪.‬‬
‫كما أن التشريعات العمالية من تأمينات اجتماعية وعمل ومعاشات الشيخوخة والعجز والفصل‬
‫والتعويضات عن إصابة العمل ( قوانين وضعية) تبين حقوق العامل وواجباته نحو صاحب العمل‪ ،‬وهي‬
‫أمور تنشأ عنها مشكالت كثيرة تمثل جانبا كبي ار من مشكالت العمالء التي يتعامل معها األخصائي‬
‫االجتماعي والتي البد أن يلم بها بجانب إلمامه بقوانين الضمان االجتماعي واألحداث والجمعيات والمؤسسات‬
‫االجتماعية‪...‬الخ‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populair‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫جامعة حممد بوضياف‪ -‬املسيلة‪-‬‬
‫‪Université de Mohamed Boudiaf a M'sila‬‬
‫‪Faculté des sciences Humaines et Sociales‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫‪Département de Sociologie‬‬ ‫قسم علم االجتماع‬

‫مقياس‪:‬‬

‫العمل الاجتماعي‪ ،‬لطلبة السنة‬


‫الثانية‬
‫شعبة علم الاجتماع‪ ،‬نظام ‪L. M. D‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوساق هجيرة‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202 :‬‬


‫‪ ‬المحاضرة الثالثة‪:‬‬
‫‪ .2‬نشأة وتطور العمل االجتماعي‬
‫‪ -1-2‬العمل االجتماعي في العصور القديمة‬
‫‪ -2-2‬العمل االجتماعي في العصور الوسطى‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬
‫‪ -2‬نشأة وتطور العمل االجتماعي(الخدمة االجتماعية)‪ :‬عرف اإلنسان الرعاية االجتماعية منذ أن عرف‬
‫االستقرار والتجمع‪ ،‬ويرتبط بظهور التفكير االجتماعي الذي وضع في الفكر المصري القديم وكذلك في‬
‫الفكر الصيني والهندي‪ ،‬قبل أن يظهر التفكير االجتماعي عند فالسفة اليونان القدامى‬
‫ويمكن القول بأن أهم االتجاهات التي كان ينصب حولها التفكير االجتماعي القديم‪ ،‬يمكن تلخيصها في‬
‫ثالثة اتجاهات رئيسية‪ :‬منها اعتبار الدين عامل أساسي في التفكير االجتماعي القديم‪ ،‬ومنها ظهور‬
‫اليوتوبيات كفكرة مثالية يريد بها المفكر أن يصل بمجتمعه الذي يعيش فيه إلى المدن الفاضلة‪ ،‬ثم البحث‬
‫عن أخالقيات تنظيم السلوك اإلنساني لتجعله متجها إلى الفضيلة وبعيدا عن الشرور‬
‫وهذه االتجاهات التي حددت مالمح التفكير االجتماعي القديم‪ ،‬والذي جعل االهتمام بالمرضى والمعوقين‬
‫يأخذ مكانا متمي از بين مختلف االهتمامات المجتمعية األخرى‪ ،‬التي تتناول مختلف نواحي الحياة‪ ،‬وكان هذا‬
‫االهتمام في مجموعه رعاية للمرضى والمعوقين‪ ،‬واتخذ صو ار شتى سواء كان بالمغاالة في العطاء والخدمات‬
‫لهم أو تقربا من المعبود وكان للدوافع اإلنسانية والدينية دور كبير في حث األفراد على مساعدة الضعفاء‬
‫والعجزة والفقراء‪ ،‬فعرفت على أنها واجب إنساني حثت عليه األديان‪ ،‬وعمل بها اإلنسان لمساعدة أخيه‬
‫اإلنسان‬
‫ونظ ار الختالف مفهوم وأساليب العمل االجتماعي (الخدمة االجتماعية) عبر العصور‪ ،‬فسنعرض‬
‫الخدمة االجتماعية في العصور القديمة والوسطى والحديثة‬
‫‪-1-2‬العمل االجتماعي(الخدمة االجتماعية )في العصور القديمة‪ :‬تباينت االهتمامات المجتمعة بالمرضى‬
‫والمعوقين عبر التاريخ بين الرعاية اإليجابية وبين المعاملة الشاذة‪ ،‬فقد ذكرت كتب التاريخ أن منفتاح األول‬
‫(حوالي ‪ 1211‬ق م) قام بعزل آالف المجذومين من بني إسرائيل في محاجر طرة‪ ،‬ثم أسكنهم بعد ذلك في‬
‫مدينة تانيس بشمال شرق الدلتا وكانت المدينة خالية بعد طرد الهكسوس منها‪ ،‬ويقال أن استفحال المرضى‬
‫بين بني إسرائيل كان من األسباب التي دفعت الفراعنة إلى طرد اليهود من مصر‪ ،‬وسنعرض اآلن صور‬
‫الخدمات االجتماعية في المجتمعات التالية‪:‬‬
‫‪ -1-1-2‬العمل االجتماعي(الخدمة االجتماعية )عند المصريين‪ :‬ال شك أنه كان آلثار قدماء المصريين‬
‫الفضل األكبر في معرفة ما كانوا يقومون به من خدمات اجتماعية كانت تؤدى للشعب منذ آالف السنين‪،‬‬
‫ولقد كان التعاون أساس المجتمع المصري القديم‪ ،‬حيث ظهرت معاملة واضحة في تكوين القرى وحمايتها‬
‫من خطر الفيضانات وفي نظم الزراعة والري وبناء المساكن وفي نقل المؤن والحاجات الضرورية –وكان‬
‫كل ذلك يتم بمجهود الجماعة وتضامنها مما ساهم في تكوين مجتمع سليم يحرص على راحة أفراده وأمنهم‬
‫وهذا يتمثل في‪:‬‬
‫أ) مظاهر اإلحسان‪ :‬ويتضح ذلك من الصور والرسوم المنقوشة على الجدران معابد قدماء المصريين وقبورهم‪،‬‬
‫وكان ذلك يتم عن طريق الدولة‪ ،‬فكان رئيس البالد يرأس الحفالت التي تجمع فيها التبرعات وتوزع على‬
‫الفقراء والمحتاجين كما كان بمثابة الكافل لمن ال أم له والملجأ لليتيم والعون للشيخ (المسن) والمعين الثابت‬
‫لكل محتاج ويتجلى ذلك وضوحا في لوحة وجدت في قبر إمنحنت الثالث جاء فيها " لقد أعطيت الخبز‬
‫للجائع وسمحت لمن ال يستطيع عبور النيل أن يستعمل قاربي‪ ،‬وكنت أبا لليتيم وزوجا لألرملة وواقيا لمن‬
‫يعاني الفقر "‬
‫ب) كما كانت المعابد بمعظمها تستعمل كمراكز للبر واإلحسان بجانب تلقين العلوم والفنون واآلداب‪ ،‬وكان بعضها‬
‫يستعمل كمالجئ للعجزة والمقعدين والمرضى حتى مرض العقول فقد تسامت فلسفة قدماء المصريين على‬
‫المبدأ القائل‪" :‬البقاء لألصلح " ولذا عزلوهم عن المجتمع ومنحوهم حق الحياة ومدوهم بالغذاء واإلمكانيات‬
‫المريحة والعناية الخاصة حتى تقضي اآللهة فيهم شأنها للتكفير عن الذنوب إذا كانوا يعتقدون أن المجنون ال‬
‫بد أنه أخطأ في حق اآللهة‬
‫ت) مظاهر رعاية األسرة‪ :‬كان قدماء المصريين أكثر الناس اعت از از باألسرة وتكوينها وتوطيد عالقاتها ة روابطها‪،‬‬
‫وتدل اآلثار على ما كان لألسرة من مكانة عندهم (مركز ممتاز لرب األسرة كذلك للمرأة فكان لها الحق في‬
‫ممارسة نواحي النشاط المختلفة من تجارة وزراعة بجانب رعايتها لألسرة)‪.‬‬
‫ث) مظاهر الترويح‪ :‬عني الفراعنة بإنشاء الحدائق العامة لألطفال كما عنوا باأللعاب الرياضية (ألعاب الحكشة‬
‫"الهوكي" الباسبول‪ ،‬كرة ال مضرب والكرة والصولجان "البولو"‪ ،‬الفروسية‪ ،‬السباحة‪ ،‬الصيد والرماية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الخ)‬ ‫الموسيقى والغناء والفنون الجميلة‬
‫ج) مظاهر رعاية العمال‪ :‬وهذا يتمثل في تحسين حالة العمال لجهة سد حاجاتهم‪ ،‬وتبين لوحات رمسيس الثاني‬
‫حرصه على توفير الطعام لعماله واقامتهم في مكان صحي نظيف وتبريد مياه الشرب وتوفير األحذية والمالبس‬
‫والعطور‬
‫ح) ه‪ -‬مظاهر تنسيق الخدمات‪ :‬ويتمثل بإحصاء معابد الرعاية وأماكنها واألموال الخيرية المخصصة لها وهذا‬
‫النظام هو أقرب ما يكون إلى فكرة سجل تبادل المعلومات الذي يعتبر من أحدث النظم في تنسيق المجتمع‬
‫خ) نظام الحكم‪ :‬كان نظام الحكم عند المصريين القدماء ال مركزي حيث كانت كل والية تختص بالحكومة اإلقليمية‬
‫أو البلدية ويديرها حاكم أو مدير مكلف برعاية شؤونها‪ ،‬ويعتبر ذلك نظاما ديمقراطيا وهذا يدل على استقرار‬
‫مجتمعهم في ظل حضارة عتيدة‬
‫‪ -2-1-2‬العمل االجتماعي ( الخدمة االجتماعية )عند اليونان‪ :‬عند النظر إلى اليونان القدامى ونسقهم‬
‫االجتماعي فهناك أسلوب شاذ يساير فلسفتهم في النظر إلى الحياة‪ ،‬فقوانين "ديكورجوس" االسبرطي‬
‫و"سلون" األثيني كانت تسمح بالتخلص بمن بهم نقص جسمي‪ ،‬كما أعلن أفالطون وأرسطو وطاليس‬
‫موافقتهما على هذا العمل‪ ،‬وكانت السالل تباع علنا في أسواق اسبرطة وأثينا ليوضع فيها الصغار المشوهين‬
‫خارج المدينة إهالكا لهم‬
‫أما المريض العقلي أو النفسي فقد عرفه اإلنسان منذ القديم‪ ،‬وعرفه اليونان عندما وضع "أيبوقراط"‬
‫(‪ 044‬ق م) نظريته عن األمزجة األربعة لإلنسان‪ ،‬وجاء في كتاب الجمهورية ألفالطون نصيحة بأال يظهر‬
‫أي مصاب بمرض عقلي في طرقات المدينة‪ ،‬بل يقوم أقاربه بمالحظته في المنزل بقدر إمكانهم ومعرفتهم‪،‬‬
‫ويتعرضون لغرامة مالية إذا أهملوا في أداء هذا الواجب‬
‫وعموما فقد تميزت الفلسفة اليونانية بصفة القوة‪ ،‬إذ لم تكن تعرف الشفقة‪ ،‬غير أن ذلك لم يمنع من‬
‫وجود بعض الخيرين الذين كانوا يساعدون العبيد‪ ،‬وبصفة عامة تميزت العصور األولى من تاريخ اليونان‬
‫بالفقر‪ ،‬وعندما ظهرت المدن أدت إلى تفكك الروابط العائلية‪ ،‬وجعلت من الجيران غرباء‪ ،‬وبالتالي اضطرت‬
‫الدولة إلى التدخل للعناية بأفراد المجتمع‪ ،‬ومن أمثلة ذلك وجود مأوى للفقراء بمدينة أثينا وكانت هذه المآوي‬
‫تسمى بالمنازل‪ ،‬كما كانت الدولة تقوم بتعليم أيتام الحرب رغم أن هذه الخدمة االجتماعية كانت تقدمها‬
‫الدولة ألهداف سياسية‬
‫‪-3-1-2‬الخدمة االجتماعية عند الرومان‪ :‬قام المجتمع الروماني على أساس حكم األشراف وتمليكهم‬
‫األراضي الزراعية دون سائر الشعب‪ ،‬وكانت الدولة تعتقد سالمتها متوقفة على سالمة أفرادها وقوة أجسامهم‬
‫ومهاراتهم الحربية ولذلك كانت السياسة العامة للخدمات التي تقدم للشعب ترسم على هذا األساس‪ ،‬فكان‬
‫القانون يخول األهل التخلص من أبنائهم الضعفاء حيث كان المبدأ القائم هو "البقاء لألصلح"‪ ،‬وانتشرت‬
‫بذلك عادة قتل األطفال الضعفاء بتعريضهم للهالك في الجبال‬
‫وفي روما ظل الناس أجياال عديدة يفرقون األطفال غير مكتملي النمو في نهر النيبر‪ ،‬علما أن الرواقيين‬
‫الذين أثرت فلسفتهم على التفكير الروماني‪ ،‬كانوا يمثلون انسجاما آخر يربط بين الخير وبين حسن معاملة‬
‫المرضى والمعوقين‬
‫وبالرغم من ذلك نجد أن هناك خدمات كانت تأتي من األغنياء على سبيل هبات يقدم فيها الطع‬
‫ام ألفراد الشعب جميعا‪ ،‬كما أن تغيب الرجال في الحروب التي قامت بها الدولة الرومانية اضطر أو ل ي‬
‫األمر فيها لرعاية عائالت هؤالء المحاربين وكفالتهم‪ ،‬وكان إلى جانب ذلك أمور مشينة بحق اإلنسان‬
‫(العبد)‪ ،‬حيث كانت تسلية األغنياء تتم عن طريق نهش الحيوانات لآلدميين من العبيد بمدرجات هللا‪ ،‬ومما‬
‫اضطر بعض الحكام المصلحين فيما بعد بسن التشريعات التي تحفظ حياة العبيد وتحرم على سادتهم‬
‫إرسالهم إلى مدرجات اللهو‬
‫وكانت الخدمة االجتماعية تقدم أيضا بدوافع سياسية عند الرومان‪ ،‬غير أنها كانت أكثر تأث ار بالروح‬
‫الشعبية مقارنة بالدولة اليونانية‪ ،‬حيث كانت الغالل والزيوت واللحم والخبز توزع شهريا على الفقراء‬
‫‪-4-1-2‬الخدمة االجتماعية عند اليهود‪ :‬رأينا أن الخدمة االجتماعية كانت موجودة منذ القدم وقبل ظهور‬
‫األديان السماوية ولكنها تتم بصورة فردية يقوم بها أشخاص مدفوعين بدافع الرحمة والعطف أو الشفقة‪ ،‬ولم‬
‫تتخذ الرعاية االجتماعية طريقا واضحا إال عند نزول أولى الشرائع السماوية‬
‫وأول الديانات المنزلة هي الديانة اليهودية‪ ،‬ومع أنها لم تنشر تماما كالدين المسيحي أو اإلسالمي‪،‬‬
‫إال أنها جاءت بمبادئ كان لها أثرها الواضح في تغيير االتجاه نحو الخير والقضاء على الشرور التي كانت‬
‫سائدة منذ بدء التاريخ‪ ،‬لفساد النظم االقتصادية والسياسية والطبقية التي كانت قائمة آنذاك‪ ،‬ورجوعا إلى‬
‫مضمون بعض آيات التوراة التي نزلت على سيدنا موسى عليه السالم يمكن استخالص ‪-‬بإيجاز‪ -‬بعض‬
‫أهم مبادئ الدين اليهودي‪ :‬في االتحاد عماد الحياة االجتماعية (الفرد يحب لجاره ما يحب لنفسه‪-‬حياة الفرد‬
‫من أغلى شيء لديه وهي مرتبطة بحياة الجماعة فيجب المحافظة عليها ووقايتها من الشرور‪ ،‬ثروة الفرد‬
‫ملك هلل فيجب رعايتها وصرفها فيما يعود على الجماعة بالخير والرفاهية‪ ،‬وأن الفرد من صنع هللا‪ ،‬فإذا كان‬
‫األفراد إخوة والعطف وحسن المعاملة واجبة على كل قادر‪ ،‬وهذه يجب أن تكون أساس اإلحسان وهي أهم‬
‫من المال نفسه)‬
‫وقد نزلت على موسى عليه السالم الوصايا العشر في اآليات التالية‪" :‬أذكر يوم السبت لتقديسه‪،‬‬
‫ستة أيام عمل تعمل وتصنع جميع عملك‪ ،‬وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك ال تصنع فيه عمال أنت‬
‫وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك‪ ،‬أكرم أباك وأمك تطول أيامك على األرض‪:‬‬
‫ال تقتل‪ ،‬ال تزن‪ ،‬ال تسرق‪ ،‬ال تشهد على قريبك شهادة زور‪ ،‬ال تشته امرأة قريبك‪ ،‬وال عبده‪ ،‬وال أمته‪ ،‬وال‬
‫ثوره‪ ،‬وال حماره‪ ،‬وال شيئا مما لقريبك‬
‫ولتنظيم ذلك اإلحسان أوجدت اليهودية نظام العشور‪ ،‬وهو تقديم عشر المحصول أو الثمار والخيرات‬
‫لتوزع على الفقراء واألرامل واأليتام‪ ،‬كما جعل الدين اليهودي للمرضى وصفا خاصا لرعايتهم واالهتمام‬
‫بالنظافة التي تقي من األمراض‬
‫وعموما فإن اليهودية جاءت بتعاليم ومبادئ طيبة شملت أغلب نواحي الحياة والعالقات بين الناس‪،‬‬
‫وتتمثل مظاهر الخدمة فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬رعاية الفقراء والمحتاجين‪ :‬ورد في الشريعة الموسوية الكثير من التعاليم والوصايا الخاصة برعاية‬
‫الفقراء وواجب األغنياء نحوهم‪ ،‬وكان لهذه الوصايا من القوة ما دفع األفراد على احترامهم وتنفيذها‪ ،‬فقد جاء‬
‫على لسان موسى (ع) " إذا حصدت حصيدتك في حقلك ونسيت حزمة فال ترجع لتأخذها –للغريب واليتيم‬
‫وعندما تحصد حصيد أرضك ال تكمل زوايا حقلك في الحصاد ولفائض حصيدك ونثار‬ ‫واألرملة تكون‬
‫كرمك ال تلتقط للمسكين والغريب تتركه )‪ ،‬هذه اآليات مهدت وحضت على الرعاية االجتماعية إال أن‬
‫تنظيم الرعاية تصاحب مع دفع العشور‬
‫العشور‪ :‬هو نظام محكم دقيق‪ ،‬فعندما استولى اإلسرائيليون على أرض كنعان كانوا يقدمون عشورهم لإلنفاق‬
‫على الفقراء والمساكين واأليتام واألرامل والغرباء‪ ،‬ومن يقومون بجمع العشور‪ ،‬وقد نظمت العشور على‬
‫ثالث درجات‪:‬‬
‫العشر األول‪ :‬وهو يقدم على محصول السنة األولى‪ ،‬وكنا خاصا باألويين أي جامعي العشور‬
‫العشر الثاني‪ :‬تقدم عن العام الثاني من غلة األرض لتوزع بمعرفة األويين على خدام خيمة االجتماع كما‬
‫يخصص منها نسبة معينة للفقراء‬
‫العشر الثالث‪ :‬ويجيء على األرض والحيوانات والثمار ويكون خاصا بالفقراء والمحتاجين والغرباء‪ ،‬واأليتام‬
‫واألرامل وتوزع عليهم حسب احتياجاتهم‬
‫كذلك نصت الشريعة الموسوية على أن األرض تستمر زراعتها ست سنوات وفي العام السابع يكون‬
‫المحصول مشتركا بين مالكي األرض ومن يمتلك أرضا فتقسم حاصالت األرض على األسر بنسبة عددها‬
‫(عدد أفرادها)‬
‫وكان موظفو العشور (اآلويين) هم المتورطون بجمع العشور وتوزيعها وتخصصت من الحاخامات‬
‫في جمعها من كل بلد ثالثة حاخامات (اثنان للجمع والثالث للتوزيع)‬
‫ب‪ -‬رعاية األيتام واألرامل‪ :‬أولت الشريعة الموسوية عنايتها باليتيم واألرملة والفقير والمسكين‪ ،‬ونزلت ذلك‬
‫في الوصايا"ال تسيء إلى األرملة أو اليتيم‪ ،‬وان أقرضت لشعبي الفقير الذي عندك فال تكن له كالمرابي "‬
‫ت‪ -‬نظام الشورى‪ :‬لم يتفرد موسى بحكم اسرائيل وحده عمل بنظام الشورى ونزلت في ذلك اآليات التالية‪:‬‬
‫" فقال الرب لموسى اجمع سبعين رجال من شيوخ بني اسرائيل‪ ،‬اللذين تعلم أنهم شيوخ الشعب وعرفائه واقبل‬
‫بهم إلى خيمة االجتماع فيقفوا هناك معك ثقل الشعب فال تحمله أنت وحدك"‪ ،‬وكان الختيار هؤالء الشيوخ‬
‫وكانت اختصاصات هذا المجلس‬ ‫(السبعين) شروط عديدة منها‪ :‬أن يكون خائفين هللا‪ ،‬أمناء وذو عزم‬
‫(الشورى) تنحصر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬شرح الشريعة والبت في القضايا واألحكام العامة ورسم السياسة العليا لكل جماعة بني إسرائيل‬
‫‪ ‬تعيين القضاة على اختالف درجاتهم وعزلهم‬
‫‪ ‬وضع التشريعات التي تضمن تنفيذ برامجهم التي يضعونها‬
‫ث‪ -‬التعليم‪ :‬أسس اليهود المدارس وقد وضعوا أسسا للتعليم منها عدم قبول األطفال في المدارس دون سن‬
‫السادسة وكان المعلم يتميز بمركز ممتاز كان يطلق عليه "حارس المدينة "نسبة إلى اهتمامه بتربية النشئ‬
‫وتثقيفه‪ ،‬وأما الكبار فكانت أروقة الهيكل محط لطالبي العلم بها‬
‫ج‪ -‬مظاهر الرعاية االجتماعية العمالية‪ :‬اهتمت الشريعة الموسوية بتقديم الرعاية العمالية وتنظيم عالقة‬
‫العامل بصاحب العمل‪ ":‬ال تبيت أجر أجير عندك إلى الغد‪ ،‬وال تظلم مسكينا وفقي ار من أخوتك أو من‬
‫الغرباء الذين في أرضك في يومه تعطيه أجرته وال تغرب عليه الشمس" على أن بني إسرائيل لم يحافظوا‬
‫على هذه المبادئ ولم يكونوا الدولة التي ترعى هذه المبادئ كما فعل المسيحيون والمسلمون من بعد‬
‫‪ -5-1-2‬الخدمة االجتماعية عند المسيحيين‪ :‬عندما نزل الدين المسيحي سار على النهج السمح الذي‬
‫نزل به الدين اليهودي‪ ،‬واتجهت رسالة المسيح عليه السالم إلى تطهير البشر من كل الرذائل‪ ،‬ومحاربة‬
‫المادية البشعة التي أدت إلى تفاوت طبقي مرذول‪ ،‬وعودة إلى مظاهر التخلف واالنحراف التي كانت تسود‬
‫قبل نزول األديان السماوية‪ ،‬وجاهد المسيح عليه السالم وحوارييه لكي تعود للبشرية قيمتها الروحية‪ ،‬وتعود‬
‫التعاليم والمبادئ السمحة ليعم العدل وينتشر اإلخاء ويعيش الناس في سالم‬
‫أخذت المسيحية من مبادئها التماشي مع ناموس (شريعة) العهد القديم – الشريعة الموسوية – مع تكملة ما‬
‫نقص منها‪ ،‬ويؤيد ما جاء على لسان المسيح (ع) في اإلنجيل (ال تظنوا أني جئت ألنقص الناموس أو‬
‫األنبياء ما جئت ألنقص بل ألكمل)‬
‫ولقد اعترفت المسيحية بنظام العشور (الصدقة) الذي كان معموال به في العهد القديم‪ ،‬ولكنها عدلت‬
‫فيه فأصبح للفقير حق مشروع ولذا يجب أن يساعد كإنسان‪ ،‬كذلك تطورت الصدقة من كونها وصية في‬
‫العهد القديم إلى ركن من أركان العبادة في المسيحية‪ ،‬قال المسيح (ع)‪ " :‬الفقراء معكم في كل حين‬
‫من له ثوبان فليعط من ليس له "‪ ،‬وقد عرفت الصدقة بأنها مقارضة إلهية مهما كانت بسيطة فاهلل يقول‪:‬‬
‫الصدقة تجلب الرحمة يوم الدين "‪،‬‬ ‫" أريد رحمة ال ذبيحة وبالصدقة يقبل الصوم ومعها تقبل الصالة‬
‫والصدقة تشمل المال والعقار والطعام والثياب وهي واجبة على الجميع وهي نوعان‪:‬‬
‫فردية‪ :‬تعطى في الخفاء للعائالت بحيث تحفظ لها كرامتها ودون أن يعلم بها أحد وجهورية منها‪:‬‬
‫العشور‪( :‬تقديم جزء من عشرة أجزاء مما يرزق هللا اإلنسان وتعتبر حق للفقير ال صدقة جارية)‬
‫النذور‪( :‬كل ما ينذره اإلنسان من حي أو نبات أو جماد أو إقامة والئم يدعى لها الفقراء)‬
‫البكور‪ ( :‬وهي أوائل ثمار األرض وأشجارها وانتاج الحيوان والصوف وأجرة عمل اليدين)‬
‫الوقف الخيري‪( :‬وهوما يوقفه اإلنسان في حياته أو بعدها على جهة معينة لتنتفع به دون غيرها ودون‬
‫التصرف فيه بالبيع)‬
‫أما مظاهر الخدمة االجتماعية فتتمثل في‪:‬‬
‫أ‪ -‬رعاية األيتام واألرامل‪ :‬أولت الديانة المسيحية جل عنايتها لليتيم واألرملة فلقد جاء في رسالة بولس‬
‫هي افتقار األيتام ولألرامل في وضعيتهم وحفظ اإلنسان نفسه بال دنس"‪،‬‬ ‫للعب رانيين‪" :‬الديانة الظاهرة‬
‫"‬ ‫و"أيها األساقفة عندما تجمعوا الغالة قدموها للمحتاجين وفرقوها على األخوة األيتام واألرامل‬
‫ب‪ -‬رعاية األسرة والطفولة‪ :‬لما كان الزواج من أقدس وأهم مبادئ المسيحية إذ أنه سر من أسرار الكنيسة‬
‫فقد جاءت اآليات التي تنظم عالقة الزوجين مثال‪ " :‬يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا‬
‫واحدا وما زوجه (جمعه) الرب ال يفرقه إنسان"‬
‫كذلك حرمت المسيحية الزواج بأكثر من امرأة واحدة‪ ،‬وذلك لضمان وحدة األسرة وتكاملها‪ ،‬وقد‬
‫حث الدين المسيحي على رعاية الطفولة فقال المسيح (ع)‪" :‬دعوا األوالد يأتون إلى وال تمنعوهم ألن لمثل‬
‫هؤالء ملكوت السماوات "‬
‫ت‪ -‬رعاية المرضى‪ :‬كانت من مهام رجال الكنيسة افتقاد المرضى وزيارتهم‪ ،‬ونهجت الكنيسة نهجا حسنا‬
‫بفتح المستشفيات والمستوصفات وتخصص كثير من رجالها في الطب‬
‫كما أنهم أكدوا على تسلية المريض المصاب باالكتئاب وعالجه بوسائل الرياضة البدنية والموسيقى والقراءة‬
‫بصوت عال‪ ،‬وأوصوا لبعض المرضى بالغذاء الجيد والحمامات الدافئة‬
‫ث‪ -‬التعليم‪ :‬اهتمت المسيحية بالتعليم كوسيلة لنشر الدين فنرى بولس يقول لتلميذه تيموموس‪" :‬علم وعظ‪،‬‬
‫وال يستهين أحد بحداثتك "‪ ،‬و" ال تزجر شيخا بل عظه كأب‪ ،‬واألحداث كأخوة والعجائز كأمهات "‬
‫ج‪ -‬المسيحية ورعاية ذوي العاهات‪ :‬اهتمت المسيحية بجميع أبنائها على السواء ويقول بطرس الرسول‬
‫في ذلك‪" :‬أسندوا الضعفاء" ونرى الراهب المصري ديرموس (أواخر القرن الثالث الميالدي) كان ضري ار‬
‫يقوم بعمل بحث في مشكلة المعاقين (المكفوفين)‪ ،‬فكان أو ل من فكر في إنشاء قسم المرتلين بالكنيسة‬
‫وجعل هذه الوظيفة وقفا على المكفوفين وكان يجمعهم ليحفظوا عن ظهر قلب األناشيد الدينية‬
‫ح‪ -‬نظام القضاء‪ :‬كان القضاء في أو ل األمر يعرض على الرسل للبت فيه بحسب الشرائع ولما انقسمت‬
‫األبرشيات أسند القضاء لألسقف‪ ،‬وكانت هيئة المحكمة تتألف من األسقف رئيسا‪ ،‬يساعده اثنان من الكهنة‬
‫وشماس كمسجل للجلسة وكانت تعقد الجلسات في يوم االثنين من كل أسبوع‬
‫ولقد مارس المسيحيون المساعدة على أصح وجه‪ ،‬مدفوعين في ذلك بعاطفة حب الجار التي جعلت منها‬
‫المسيح قانونا ساميا‬
‫وبذلك عمل الرهبان والراهبات بتخفيف آالم األبدان ومساعدة األطفال والمرضى وكان هؤالء الرهبان‬
‫والراهبات يمثالن الزائرين الصحيين أو المساعدين االجتماعيين‬

‫‪ -2-2‬العمل االجتماعي (الخدمة االجتماعية) في العصور الوسطى‪:‬‬


‫‪ - 1-2-2‬الخدمة االجتماعية في اإلسالم‪ :‬تدلنا تعاليم الدين اإلسالمي على أنه لم يعزل الدنيا عن‬
‫الدين‪ ،‬ولقد رسم اإلسالم السبيل لوضع أسس وقوانين لظروف الحياة الخاصة والعامة‪ ،‬ويدخل فيها كل ما‬
‫يتصل بالنظم التشريع ية التي تتمشى مع تطورات المدينة والحضارة لكل عصر ولكل زمن‪ ،‬كما أن الدين‬
‫اإلسالمي حدد ماهية الرعاية والنظم االجتماعية وكيفيتها وأسسها وطريقة أدائها ومكافأة القائمون عليها‪،‬‬
‫كما أو ضح اإلسالم مسؤولية الفرد األدبية والشرعية نحو أسرته وال سيما الوالدين واألقارب‪ ،‬مع توكيد على‬
‫األسرة كوحدة اجتماعية أساسية في تكوين المجتمع‪ ،‬وهذا ولقد سن اإلسالم التشريعات االجتماعية التي‬
‫تنظم العالقة بين األفراد كالتشريعات الخاصة بالزواج‪ ،‬والطالق‪ ،‬وحضانة األطفال وحقوقهم في حاالت‬
‫الخ‬ ‫الطالق واليتم‪ ،‬كما أوضح شروط اإلرث والوقف واإلحسان‬
‫ويمتاز اإلسالم باعترافه بكرامة الفرد وحريته الشخصية واحترام حقوقه من الدولة والمجتمع كما حض اإلسالم‬
‫المشورة (الديمقراطية في الحكم)‪ ،‬ونجد اآلن أن أغلب هذه المبادئ يعد أساسا في نظم الخدمة االجتماعية‬
‫الحديثة‬
‫وفي اإلسالم فإن الرعاية االجتماعية فيه تعتمد على مبدأ التكافل االجتماعي‪ ،‬فهو يقرر أن المحتاج‬
‫إلى الرعاية تقع مسؤولية رعايته على المجتمع وللفرد حق المطالبة بها والتقاضي بشأنها‪ ،‬إذ جعل اإلسالم‬
‫كفالة المحتاج على أفراد أسرته مسؤولية مقررة سواء كان طفال أو أرملة أو مطلقة أو عاجز عن الكسب‪،‬‬
‫فإذا عجزت األسرة عن هذه الكفالة انتقلت المسؤولية للدولة التي تتكفل برعاية المحتاج‪ ،‬ولم يجعل اإلنسان‬
‫هذه الكفالة تصدق أو إحسانا ولكنه أو جبها قانونا بحيث يكون للمحتاج حقا مفروضا‬
‫ولقد بلغت فكرة الزكاة في اإلسالم أو ج عظمتها إذ تمثل إحدى قواعد اإلسالم الخمس (اإليمان‬
‫باهلل‪ ،‬الزكاة الصوم‪ ،‬الحج) حيث جعل اإلسالم الزكاة ضريبة يدفعها الغني للفقير‪ ،‬فهي حق للفقير في مال‬
‫الغني‪ ،‬يأخذها الفقير بدون إذالل وال إهانة‪ ،‬وهي مصدر عيش دائم أو منتظم للفقير‪ ،‬وليست الزكاة هي‬
‫مصدر العيش الوحيد لدى الفقير‪ ،‬بل هناك الصدقة والهبة واعانات كثيرة ومتنوعة يأمر بها اإلسالم إلعانة‬
‫الفقراء‪ ،‬كما يأمر حكام األمة بالتكفل بالمحتاجين ومساعدتهم من الناحية االجتماعية والتربوية والثقافية‬
‫واالقتصادية والنفسية والصحية والروحية‬
‫ولقد كان محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬القائد األمثل في الحرص على تطبيق ما جاء في القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬من تأسيس العدالة واإلحسان وخدمة البشرية في جميع النواحي‪ ،‬فهو صلى هللا عليه وسلم القائل‪:‬‬
‫"ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" والقائل‪« :‬ليس منا من بات شبعان وجاره جائع"‬
‫وكان عمر بن الخطاب أبرز الشخصيات في الخدمات االجتماعية‪ ،‬فكان يعتني بالفقراء والمساكين‬
‫ويتفقد أحوالهم‪ ،‬كما أن ميزة أصحابه في أعمال المواساة ومقاومة الفقر واآلمر بالمعروف والنهي عن المنكر‬
‫تعتبر مواقف يفخر بها التاريخ اإلسالمي‬
‫والتاريخ اإلسالمي حافل بأعمال البر فقد عني عبد الملك بن مروان بالمجذومين والضعفاء كما سعى‬
‫الخليفة األموي الوليد بن عبد الملك في تحسين حالة العميان‪ ،‬وقد جعل لكل واحد منهم قائدا على نفقته‪،‬‬
‫كما جعل لكل مقعد خادما‬
‫وفي ظل السياسة الشرعية‪ ،‬فلقد احتاج األمر إلى تشريع جميع األحوال الجديدة فظهر في منتصف‬
‫القرن الثاني للهجرة‪ :‬تشريع أبي حنيفة‪ ،‬وقد اشتمل على بعض النصوص الخاصة بمسؤولية الدولة عن‬
‫بعض رعاياها ومن أمثلة ذلك أن المادة ‪ 364‬تنص على أنه "إذا لم يكن للقيط مال وال أدعى أحد نسبه‬
‫ورفض الملتقط اإلنفاق عليه وبرهن على كونه لقيطا‪ ،‬فإنه يخصص له راتب من بيت مال المسلمين ما‬
‫يحتاج إليه من نفقة وكسوة وسكن ودواء إذا مرض ومهر إذا زوجه القاضي‪ ،‬ويكون إرثه ولودية لبيت المال"‬
‫وتنص المادة ‪014‬على "وجوب نفقة الشيخ الكبير والمريض على بيت مال المسلمين عند عدم وجود قريب‬
‫يعولهم "‬
‫وتنص المادة ‪ 541‬على أنه "تجوز الوصية للمساجد والمستشفيات والمدارس‪ ،‬كما تجوز ألعمال‬
‫البر والتصرف في طرق الخير‪ ،‬ومنها بناء الجسور والمساجد والمعاملين عليها وطلبة العلم"‬
‫كما عرف األطباء المسلمين المرض النفسي‪ ،‬وكانت المستشفيات تضم أجنحة لألمراض العقلية والعصبية‪،‬‬
‫ووضع بعض األطباء المسلمون رسائل في األمراض النفسية فابن نمراص وضع كتاب في الماليخوليا‪،‬‬
‫وكتب ابن الهيثم عن تأثير الموسيقى في اإلنسان والحيوان ويعني الرازي رائد الطب النفسي حيث قال‪:‬‬
‫"على الطبيب أن يرجى (يمني) مريضه بالشفاء وحتى لو كان ميؤوسا منه‪ ،‬فإن مزاج الجسم نابع من مزاج‬
‫النفس واستطاع ابن سينا أن يكتشف الصلة بين الجسم والنفس وأورد في كتابه "القانون" قصة طريفة عن‬
‫شاب قريب ألحد الحكام مرض بشدة واستطاع ابن سينا أن يجس نبض المريض وأن يتعرف على أن الشاب‬
‫عاشق لفتاة معينة وعالجه"‬
‫أما مظاهر الرعاية االجتماعية فتتمثل في‪:‬‬
‫والزكاة حق مفروض‬ ‫أ‪ -‬رعاية الفقراء والمحتاجين عن طريق الزكاة‪ :‬والتي هي ركن من أركان اإلسالم‬
‫بقوة اإلسالم مقدر في المال بحساب معلوم‪ ،‬وبجانبها الصدقة وهي موكولة لضمير الفرد بال حساب كما‬
‫‪ ،‬وسميت الزكاة بهذا االسم ألنه إخراج شيء من مال‬ ‫أن الصدقة تعتبر قرضا من هللا مضمون الوفاء‬
‫اإلنسان والتصديق به كفيل بتنمية هذا المال وانزال البركة فيه‬
‫الخ)‪ ،‬وزكاة عروض التجارة وزكاة الزرع‬ ‫والزكاة أنواع كثيرة منها زكاة النقد والسوائم (اإلبل والغنم والبقر‬
‫الخ‬ ‫والثمار‬
‫وتوزع أموال الزكاة على ثمانية أنواع من الناس‪ ،‬وهم الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم‪ " :‬إنما الصدقات‬
‫للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين‪ ،‬وفي سبيل هللا وابن السبيل فريضة‬
‫من هللا وهللا عليكم حكيم "‬
‫ب‪ -‬نفقة األقارب‪ :‬وهي عبارة عن كل ما قرره اإلسالم من أموال يدفعها الموسرين (األغنياء) إلى ذوي‬
‫قرباهم الذين هم في حاجة إليها‪ ،‬والقرابة نوعان‪:‬‬
‫* قرابة الوالدة (وتشمل كل أصول الشخص وفروعه)‬
‫* قرابة غير الوالدة (وتشمل القرابة المحرمة للزواج كاإلخوة والعمومة واألخوال وبين األعمام وبين األخوال‬
‫والفرد ملزم بالنفقة لجميع هؤالء األقارب في حالة احتياجهم ما عدا أبناء األعمام وأبناء األخوال‬
‫واإلسالم يعتبر أن من حق األفراد على الدولة أن تسدي إليهم المعونة وقت الحاجة والنفقة وتكون على‬
‫بيت المال الذي يدخل في تكوين ماليته الزكاة والنفقة أيام اإلسالم األول‪ ،‬كانت تتبع المستوى الفردي يعني‬
‫ليست مجرد تكاليف الطعام والملبس والمسكن‪ ،‬بل إنها راعت الظروف االجتماعية والثقافية للمحتاج من‬
‫تكاليف تعليم ونوع الحياة التي يعيشها وترتيب المستحقين يكون باألقرب أو ال بالنسبة للنفقة‬
‫ت‪ -‬الوقف الخيري ‪ :‬الوقف هو حبس جزء من الملك عن التصرف فيه بالبيع أو الوهب أو الوراثة‪ ،‬ولكن‬
‫يستغل إيراده على الصرف ألحد أو جه البر والخير كاإلنفاق على الفقراء والمساكين والشيوخ والعجزة أو‬
‫األيتام واألرامل أو يصرف على المستشفيات أو على المدارس الخ‪ ،‬ولقد أدى هذا النظام من نظم اإلسالم‬
‫خدمات اجتماعية ال توصف فوقفت الثروات الطائلة على المساجد والمدارس والمستشفيات والزوايا ورصدت‬
‫أموال في بيوت المال أو بيوت القضاء إلغاثة الملهوف ومساعدة الشيوخ والعجزة وايوائهم واعانة‬
‫المسافر الخ‬
‫ث‪ -‬اإلسالم والشورى‪ :‬يمتاز اإلسالم بأنه يقوم على مثل عليا من أخالق وفضائل وحرية فردية‪ ،‬وجاء‬
‫اإلسالم بمبدأ الشورى وهو عبارة عن استطالع الرأي الشعبي أو ما يسمى اآلن باالنتخابات العامة‪ ،‬والمقصود‬
‫بالشورى هو التعرف على حاجات الشعب ومواجهتها بما يالءم الحياة االجتماعية‬
‫ج‪ -‬اإلسالم والرعاية الصحية‪ :‬وهذا يتمثل بإنشاء المستشفيات ومراكز التعليم الطبي‪ ،‬وهذا شكل آخر من‬
‫الرعاية االجتماعية الصحية‬
‫ح‪ -‬اإلسالم والتعليم‪ :‬عني اإلسالم بالتعليم أشد عناية‪ ،‬فلقد أنشئت الكتاتيب لتعليم اللغة العربية وتحفيظ‬
‫الخ‬ ‫القرآن للصغار وكذلك أنشأت الكليات مثل المدرسة النظامية‬
‫خ‪ -‬اإلسالم واألمومة والطفولة‪ :‬اهتم اإلسالم بكافلة الطفل وحدد معاني العناية بالجنين قبل والدته‬
‫وبحضانته وتربيته والمحافظة على ثروته‪ ،‬ولقد حرم اإلسالم اإلجهاض إال في حاالت معينة (كمرض األم‬
‫مثال) وتظهر عناية اإلسالم باألم الحامل بأن أجاز لها أن تنقص ركنا من أركان اإلسالم وهو الصوم‪،‬‬
‫كذلك شرع اإلسالم أن ترضع األم طفلها مدة حولين كاملين الخ‬
‫وهكذا نرى أن اإلسالم قد وازن في أسلوب الرعاية االجتماعية ما بين سن تشريعات اجتماعية من‬
‫رعاية حكومية وبين حثه على قيام مؤسسات أهلية تمول عن طريق وقف األموال على وسائل الرعاية‬
‫التعليمية والصحية‬
‫‪ -2-2-2‬الخدمة االجتماعية في أوروبا‪ :‬رأينا فيما سبق كيف كانت مشاعر االنتماء والحماية المتبادلة‬
‫تسير موازية لدوافع اإلنسانية في السيطرة على الفئات الضعيفة كما تشير الدراسات االجتماعية إلى أن‬
‫مشاعر االنتماء هذه كانت من الظواهر األساسية في بداية المجتمعات اإلنسانية‪ ،‬ولقد قام رجال الدين بدور‬
‫بارز في حماية الضعفاء واألرامل واأليتام والمرضى وأصبحت األخوة الدينية هي أقوى دوافع البر واإلحسان‪،‬‬
‫وفي أو ربا سيطرت فكرة اإلحسان على المسيحيين وكان الدافع األساسي لهم هو الحصول على الرضاء‬
‫الرب ونيل مثوبته ورحمته‬
‫وبازدياد نفوذ الكنيسة وانتشار المسيحية في معظم أنحاء أوروبا أنشئت مؤسسات رعاية الفقراء‬
‫وألحقت باألديرة كالمالجئ لأليتام والمسنين والفقراء‪ ،‬وبيوت الغرباء إليواء أبناء السبيل والمسافرين‪ ،‬ولقد‬
‫أصدرت الدولة قوانين تم نع التسول وتحرم جمع الصدقات‪ ،‬وفيما بعد قامت الدولة بتكوين مجالس المراقبة‬
‫ولجأت السلطة إلى تكليف المجتمعات المحلية بتقديم المساعدات عن طريق المجالس البلدية وتحولت‬
‫مسؤولية جمع المال تحت إشرافها‬
‫وعموما فإن الخدمة االجتماعية في أوروبا في العصور الوسطى كان سيئا للغاية ولنأخذ بريطانيا كمثال‬
‫على ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬تطور الخدمة االجتماعية في بريطانيا‪ :‬مع انتهاء النظام اإلقطاعي بدأت التغيرات االجتماعية نتيجة‬
‫النظام االقتصادي الجديد الذي حرر رقيق األرض وحولهم إلى عمال زراعيين يعملون مقابل أجور معينة‪،‬‬
‫وبعد ذلك واجه الملك وأعوانه مشكلة استتباب النظام بين العمال‪ ،‬ووضع حدا لهجرة األيدي العاملة وتعرضهم‬
‫للتشرد في حالة عدم العمل‪ ،‬أو حالة المرض والعجز والشيخوخة‬
‫وقد تدخلت الدولة لتنظيم الرعاية االجتماعية وصدر أول قانون يعالج مشكلة الفقر في إنكلت ار سنة ‪1341‬م‬
‫على إثر انتشار وباء الطاعون الذي قضى على ثلثي السكان خالل عامين‪ ،‬ونشأ عن هذا المرض نقص‬
‫األيدي العاملة وزيادة بالغة في األجور‪ ،‬فصدر قانون العمال سنة ‪1341‬م‪ ،‬والذي يلزم العمال القادرين ممن‬
‫ال دخل لهم بقبول العمل الذي يعرضه صاحب العمل (األرض)‪ ،‬كما يلزم القانون بعدم مغادرة القرى وكذلك‬
‫مع تقديم الصدقة للمتسولين‬
‫وكانت أول خطوة اتخذتها الحكومة لتنظيم مساعدة الفقراء جاءت في قانون هنري عام ‪1531‬م‪،‬‬
‫الذي اقتصر الصدقات على الفقراء المحتاجين العاجزين عن كسب رزقهم‪ ،‬ونص القانون على قيام العمدة‬
‫والقضاة بفحص المسنين والمكفوفين واألطفال واألرامل والحوامل الفقراء‬
‫ولقد فرضت الحكومة البريطانية في سنة ‪1541‬م ضريبة على أهالي لندن لمساعدة الفقراء‪ ،‬ثم تال ذلك‬
‫وضع مشروع األسقف سنة ‪1552‬م‪ ،‬وقد أقرته الحكومة‪ ،‬وكان قد جاء بتقسيم المحتاجين كما يلي‪:‬‬
‫* المرضى والمقعدين‪ ،‬وهؤالء يدخلون المستشفيات‬
‫* األيتام ويدخلون المالجئ‪ ،‬من أجل تدريبهم على شتى المهن‬
‫* األصحاء‪ ،‬ويرغمون على العمل ويخصص لهم مكان إليوائهم‬
‫غير أن النفقات على هذا المشروع كانت عظيمة‪ ،‬مما جعل البرلمان يعمل على تنظيم حالة الفقراء‬
‫بطريقة أخرى‪ ،‬عن طريق سن قوانين‬
‫وفي عام ‪1512‬م صدر قانون لفرض ضريبة عامة لتمويل مساعدة الفقراء وأكد مسؤولية الدولة في‬
‫مساعدة األشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم‪ ،‬كذلك في عام ‪1516‬م أنشئت "بيوت اإلصالح" إليداع‬
‫الفقراء القادرين على العمل‪ ،‬وزودت بالصوف والكتان والحديد وأجبر هؤالء على العمل فيها‪ ،‬كما أنشئت‬
‫عام ‪1511‬م "بيوت الصدقة " إليداع العاجزين عن العمل من ذوي العاهات والمعوقين وقرر القانون مسؤولية‬
‫األفراد على أقاربهم‬
‫وفي سنة ‪1611‬م صدر "قانون الفقراء" في عهد الملكة إليزابيت‪ ،‬وقد كان من أبرز التشريعات وأبعدها‬
‫تأثي ار في تحول الفكر االجتماعي نحو مكافحة الفقر وتوفير الرعاية للفقراء‪ ،‬واستحدث القانون نصا إلعالة‬
‫األجداد ومعاملتهم كاآلباء في حالة الحاجة والعجز‬
‫كما أكد القانون على مسؤولية المجتمع المحلي في مساعدة الفقراء الذين ولدوا في دائرته أو أقاموا فيها‬
‫مدة ال تقل عن ثالث سنوات متواصلة‪ ،‬وقد صنف القانون الفقراء في ثالث فئات‪:‬‬
‫‪ -‬الفقراء القادرون على العمل‪ :‬وهؤالء منع القانون عنهم المساعدة واذا رفضوا العمل يودعون في السجن‬
‫‪ -‬الفقراء العاجزون عن العمل‪ :‬مثل المرضى والمسنون وذوي العاهات واألمهات ذوات األطفال وينص‬
‫القانون على إيداعهم بيت الصدقة‪ ،‬واذا تبين أن لديهم مسكن‪ ،‬يوصى بإعادتهم إلى مساكنهم وتقديم لهم‬
‫مساعدات عينية كالطعام والمالبس والوقود‬
‫‪ -‬األطفال الذين ال عائل لهم‪ :‬مثل األيتام‪ ،‬اللقطاء‪ ،‬المشردين‪ ،‬يسلم هؤالء ألي مواطن بتربيهم دون مقابل‬
‫من السلطات وان لم يتوفر ذلك يسلم الطفل إلى من يطلب أقل مبلغ لقاء تربيته وعندما يبلغ الطفل سن‬
‫الثامنة عشرة يسلم إلى أرباب الحرف للعمل في منازلهم وفي غالب األحيان كان يتعلم الطفل حرفة معلمه‬
‫ويظل في خدمته حتى سن ‪ 24‬سنة‪ ،‬والبنات كن يعملن كخادمات في المنازل حتى سن ‪21‬سنة وقد نص‬
‫هذا القانون على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة الفقراء من مال الدولة‪ ،‬ومنع التسول‬
‫‪ -‬مراقبة دور العمل المخصصة للفقراء‪ ،‬حتى يدخلها البؤساء فقط‬
‫‪ -‬تدريب الصغار على المهن‪ ،‬مع حرمانهم من التعليم المدرسي‬
‫‪ -‬تشييد المستشفيات للعجزة والمقعدين‬
‫وفي عام ‪1611‬م سن قانون بتخصيص سجل لكل مدينة‪ ،‬يدون فيها الفقراء‪ ،‬ثم جاءت البنسلونية‬
‫فارتفعت أسعار الحاجيات وازداد الفقر‪ ،‬ومن أجل عالج هذا تقرر دفع إعانات مالية ألسر الفقراء‬
‫ولكن كل هذه القوانين والحلول لم تجدي نفعا‪ ،‬إذ كان الفقراء يعاملون معاملة العبيد‪ ،‬بل كثي ار ما كانوا‬
‫يجلدون وكان العمال الذين يرتكبون أخطاء مهنية للمرة الثالثة يعدمون‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populair‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫جامعة حممد بوضياف‪ -‬املسيلة‪-‬‬
‫‪Université de Mohamed Boudiaf a M'sila‬‬
‫‪Faculté des sciences Humaines et Sociales‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫‪Département de Sociologie‬‬ ‫قسم علم االجتماع‬

‫مقياس‪:‬‬

‫العمل الاجتماعي‪ ،‬لطلبة السنة‬


‫الثانية‬
‫شعبة علم الاجتماع‪ ،‬نظام ‪L. M. D‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوساق هجيرة‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202 :‬‬


‫المحاضرة الرابعة‪:‬‬
‫‪ -3-2‬العمل االجتماعي في العصور الحديثة‬
‫‪-4-2‬العمل االجتماعي في العصر المعاصر(القرن العشرين)‬
‫‪ -3-2‬الخدمة االجتماعية في العصور الحديثة‪:‬‬
‫‪ -1-3-2‬الخدمة االجتماعية في القرن الثامن عشر‪ :‬كان هذا القرن قرن الثورات الفكرية‪ ،‬فظهرت كثير‬
‫من األفكار التي تنتقد النظم القديمة‪ ،‬وعلى غرار ذلك ساد الشعور باإلخاء بين الناس ومبدأ احترام اإلنسان‪،‬‬
‫وكان من نتيجة ذلك أن ظهرت كثير من األدبيات التي اهتمت بدراسة أسباب الفقر والبحث عن وسائل‬
‫عالجه‪ ،‬فانبثق من ذلك وجوب نشر التعليم وتشغيل العاطلين عن العمل‪ ،‬واتخاذ الوسائل الالزمة لمنع الفقر‬
‫ومساعدة الفقراء وحماية األطفال والمرضى والعجزة‪.‬‬
‫ففي بريطانيا‪ ،‬وفي سنة ‪1872‬م أسند تنفيذ قانون الفقراء إلى موظفين يتقاضون مرتبات‪ ،‬وأصبح‬
‫من حق الفقير القادر على العمل أن يتلقى الرعاية في مسكنه‪ ،‬وخالل األعوام ‪1711-1873‬م ونتيجة‬
‫للحروب التي نشأت بين فرنسا وانكلت ار ارتفعت تك اليف المعيشة ورفض مشوهو الحرب الع اجزين االلتحاق‬
‫ببيوت الصدقة مع أسرهم‪ ،‬وأصروا على الحصول على مساعدات الفقراء مع إقامتهم في منازلهم الخاصة‪،‬‬
‫وقد تدخلت الدولة لعالج مظاهر الشقاء واتخذت إجراءات منها زيادة األجور ومساعدات تكملة أجر العامل‬
‫ووضع المعيار في ضوء أسعار الخبز الالزم إلطعام أسرة‪ .‬وقد أطلق على هذا النظام "مقياس الخبز"‪.‬‬
‫وهذه اإلجراءات أسهمت في تخفيف ضغوط الحياة عن الفئات العامة وبعض فئات الفقراء‪ ،‬وكانت‬
‫سببا في ازدياد النفقات الالزمة لرعاية الفقراء وزيادة أعباء الضرائب‪ ،‬مما أدى إلى انحطاط مستوى األجور‬
‫وتدني مستوى المعيشة وقد أثار هذا النظام موجة من السخط فنشأت المعارضة التي تركزت على المساعدة‬
‫الخارجية واعتبرت هذا النظام مسئوال عن الفشل االقتصادي والتحلل األخالقي‪ ،‬فبرزت نظريات عدة معارضة‬
‫لتدخل الحكومة في توفير الرعاية االجتماعية وكان‪:‬‬
‫‪ -‬نظرية االقتصاد الحر‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية مالتوس في السكان‪.‬‬
‫‪ -‬فلسفة توماس شالمرز المبنية على دور االشتراكات والتبرعات يقدمها لألهالي في تحسين فعالية الرعاية‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫وفي ألمانيا وضع القانون المدني سنة ‪1871‬م إذ ينص على قيام الدولة بمساعدة الفقراء‪ ،‬كما‬
‫أنشئت مالجئ للعميان والمستشفيات ومساكن للعمال‪.‬‬
‫وفي فرنسا ظهرت فكرة الشحاذة ال يعاقب عليها ما لم توفر الدولة لكل فرد فرصة العمل وتمده بوسائل‬
‫الرزق‪.‬‬
‫‪ -2-3-2‬الخدمة االجتماعية في القرن التاسع عشر‪ :‬لقد انتبهت إنجلت ار في مستهل القرن التاسع عشر‬
‫إلى أهمية الخدمة االجتماعية‪ ،‬فسنت قوانين تبيح لفقراء كل حي باللجوء إلى الكنيسة لطلب المساعدة‬
‫واإلرشاد‪.‬‬
‫ولم يقف الرأي العام موقف المتفرج من المشكالت االجتماعية‪ ،‬فتصدى الكتاب االجتماعيون‬
‫لمعالجة القضايا االجتماعية واثارة االهتمام بها‪ ،‬وبدأت المطالبة بتدخل الدولة لجهة حل الكثير من‬
‫المشكالت االجتماعية فامتدت خدمات الرعاية لتحسين الرعاية في الظروف الصحية واالجتماعية من خالل‬
‫البرامج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬برامج الصحة العامة‪( :‬حرمان معظم األنحاء في إنجلت ار من المياه النقية والصرف الصحي‪.).. .‬‬
‫‪ -‬تنظيم تشغيل الصغار من خالل‪ :‬تحديد ساعات العمل‪ ،‬منع العمل ليال وعدم السماح بتشغيل األطفال‬
‫دون التاسعة (‪1782‬م)‪ ،‬إضافة إلى تعيين مفتشي لمراقبة ظروف العمل (قانون ‪1733‬م)‪ ،‬وعدل هذا القانون‬
‫عام ‪1718‬م‪ ،‬وحدد ساعات العمل بعشر ساعات للنساء واألطفال حتى سن الثامنة عشر‪.‬‬
‫‪ -‬إصالح السجون‪ :‬وجدت حركة إصالح السجون أقوى دعاتها في شخص "جون هوارد"‪ ،‬والذي طالب‬
‫بتحسين الطعام وتوفير التهوية والنظافة والرعاية الطبية في السجون‪ ،‬كذلك "إليزابيت فراي " التي أنشأت‬
‫مدرسة لألطفال في سجن للنساء ونظمت برامج لتشغيل النزيالت في أشغال اإلبرة والتطريز‪ .‬وظل االهتمام‬
‫بالخدمة االجتماعية في تزايد في البلدان األوروبية وفي أمريكا حتى أصبحت جمعيات تنظيم حركة اإلحسان‬
‫وحركة المحالت االجتماعية وهيئات التمويل المشترك‪ ،‬وهيئات التنسيق بين الخدمات االجتماعية في انجلت ار‬
‫والواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬المنطلق التاريخي لنشوء وتنظيم الخدمة االجتماعية‪.‬‬
‫ولقد ظهر أول جهاز لتنظيم حركة اإلحسان في إنجلت ار سنة ‪ ،9681‬وفي أمريكا سنة‪ ،9611‬وكانت أهم‬
‫أهداف هذه الجمعية والمحالت االجتماعية هي محاولة تعليم الفقراء ورفع مستواهم والقيام ببرامج إصالحية‬
‫واستثارة الرأي العام لمواجهة المشكالت االجتماعية والعمل على حلها‪.‬‬
‫والفرق بين حركة اإلحسان وحركة المحالت االجتماعية‪ ،‬أن حركة اإلحسان تعتمد في تقديم خدماتها‬
‫االجتماعية على الخارج عن طريق المتطوعين‪ ،‬بينما حركة المحالت االجتماعية فتعتمد في خدماتها‬
‫االجتماعية على استثارة الجهود الذاتية ألهالي المجتمع المحلي‪.‬‬
‫في أمريكا‪ :‬تأثر المجتمع األمريكي بقانون الفقر الذي صدر في إنجلت ار عام ‪ ،1661‬وأخذت بمبادئه‬
‫كثير من الواليات األمريكية‪ ،‬مع تعديله بما يناسب ظروف الحياة في كل والية ـوظهرت بالطبع بيوت‬
‫اإلحسان إلقامة العجزة والمقعدين والشيوخ‪ ،‬وكذلك وأيضا أنشئت المالجئ للفقراء ومرضى العقول واألرامل‬
‫واأليتام‪...‬الخ‬
‫و في عام ‪ 1713‬أنشأت جمعية رعاية الفق ارء بهدف رفع مستوى الفقراء جسميا وأخالقيا‪ ،‬أو إعطائهم‬
‫إعانة مناسبة‪ ،‬كما توالت إنشاء أكثر من ثالثين مؤسسة لهذا الغرض في أنحاء البالد والعمل على تحسين‬
‫مساكن الفقراء في محاولة تغيير الظروف السببية للفقر ولم يستطيع هذا النظام " نظام االحسان والمساعدات‬
‫الخيرية مواجهة موجة الكساد الذي تعرضت له البالد عام ‪.1783‬‬
‫‪ -‬و في نفس العام ‪ 1783‬عقد مؤتمر قومي لجمعيات االحسان‪ ،‬كما أنشأ صموئيل جورمين أول جمعية‬
‫لتنظيم االحسان عام ‪ 1788‬عل غرار جمعية تنظيم االحسان بلندن‪ ،‬بهدف مساعدة األسر المحتاجة‬
‫وتوعية المجتمع بوسائل محاربة الفقر والقضاء على أسبابه‪ ،‬وبحلول عام ‪ 1773‬بلغ عدد جمعيات‬
‫تنظيم االحسان (‪ )72‬جمعية‪ ،‬وقد ساعدت تلك الجمعيات في تطور الرعاية االجتماعية من حيث أنها‪:‬‬
‫‪ ‬قامت بدراسة وتوضيح الظروف الفردية التي أدت إلى الحالة للمساعدة ‪.‬‬
‫‪ ‬استعانت بأساتذة الجامعات المتخصصين لتقدير أحقية الحالة للمساعدة ‪.‬‬
‫*قدمت بعض الخدمات التكميلية مثل ( دور الحضانة‪ ،‬والممرضات الزائرات ومكاتب التشغيل‬
‫‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪-‬في عام ‪ 1778‬أنشئت أول محلة في مدينة نيويورك باسم محلة الجيرة وسميت فيما بعد بمحلة‬
‫الجامعة‪ ،‬وتم إنشاء العديد من بعدها‪ ،‬مثل محلة شيكاغوا عام ‪ 1777‬ومحلة بوسطن عام ‪،1772‬‬
‫ومحلة هنري سريت بنيويورك عام ‪ ،...1771‬ونظ ار ألنهم غير مدربين نظمت الجمعيات برامج تدريبية‬
‫لموظفيها والتي توجب عام ‪ 1777‬بأنشاء "جمعية نيويورك لتنظيم االحسان "أول مدرسة لتدريب العاملين‬
‫في مجاالت الرعاية االجتماعية‪ ،‬وهي مدرسة نيويورك لألعمال اإلنسانية تلك التي أصبحت مدرسة‬
‫الخدمة االجتماعية بجامعة كولومبيا حاليا‪ ،‬أول مدرسة للخدمة االجتماعية في أمريكا‪ ،‬وبدأت الجمعية‬
‫بتنظيم برامج تدريبية لبعض العاملين في مجال الرعاية االجتماعية‪ ،‬مدة الدراسة به ستة أسابيع‪.‬‬

‫‪-3-3-2‬الخدمة االجتماعية في المجتمعات اإلسالمية‪ :‬المجتمعات العربية كانت وال تزال مجتمعات‬
‫الرعاية االجتماعية قبل أن تظهر القوانين الوضعية في المجتمعات الغربية بآالف السنين‪ ،‬وكانت الرأسمالية‬
‫الغربية تعتبر الفقر مشكلة فردية تأتي لكسل الفرد وتقصيره في بذل جهود بعكس الغني الذي جمع أمواله‬
‫بحسن تصرفه وذكاءه‪ ،‬وهذه الرأسمالية اضطرت وتحت ظروف وأزمات اقتصادية‪ ،‬أن تعترف بما ينبغي‬
‫للفقراء من حقوق في ظل قوانين النظام االجتماعي وبرامج التأمينات االجتماعية والمساعدات العامة‪،‬‬
‫والماركسيون أروا أنه ال سبيل للقضاء على الفقر إال عن طريق القضاء على األغنياء ومصادرة أموالهم‬
‫وحرمانهم من التملك الفردي واستيالء الحكومة على جميع وسائل اإلنتاج وتحمل مسؤوليات الرعاية‬
‫االجتماعية والقضاء على الفقر والحرمان والبطالة‪ ،‬أما موقف اإلسالم من مشكلة الفقر فقد رأيناه سابقا‬
‫إضافة إلى نظام التماسك االجتماعي أو التكفل االجتماعي‪ ،‬ومن أهم ما تميزت به الخدمة االجتماعية في‬
‫المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬ففي سنة ‪1718‬م عندما عاد رفاعة الطنطاوي من فرنسا إلى مصر‪ ،‬كان متأث ار‬
‫بخدمات الرعاية االجتماعية فيها‪ ،‬فدعا إلى تكوين الجمعيات الخيرية‪ ،‬وحث األغنياء على التبرع ورصد‬
‫الوقف على الفقراء والمحتاجين‪ .‬وطالب بإنشاء مدارس لتعليم المكفوفين (من اإلناث)‪ ،‬واقامة مستشفيات‬
‫لمعالجة المرضى وذوي العاهات والعناية باأليتام والمسنين ومرضى العقل‪ ،‬كما دعا إلى إنشاء جمعيات‬
‫خيرية والعناية باأليتام والمسنين ومرضى العقل‪ ،‬كما دعا إلقراض المدنيين والمفلسين من التجار والمتعطلين‬
‫وانقاذهم من التعامل بالربا‪ ،‬وفي عام ‪1781‬م قدم جمال الدين األفغاني إلى مصر‪ ،‬وأخذ يدعو في مجالس‬
‫أهل العلم وأرباب القلم إلى الكتابة في المسائل االجتماعية‪ ،‬وقد صاحب حركة التحرر الفكري الدعوة إلى‬
‫أهمية إصالح حالة المجتمع في الجوانب السياسية واالجتماعية وبرزت بعض الحركات منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬حركة الجمعيات الخيرية‪ :‬وهدفها لم يكن مجرد النهوض بالمستوى االجتماعي للمواطنين الفقراء‪ ،‬بل‬
‫كانت تهتم بنشر الثقافة األجنبية والترويج لمذاهبها الدينية‪ ،‬واهتمت هذه الجمعيات بإنشاء المدارس لتعليم‬
‫الفقراء من الجنسين وتقديم المساعدات المادية لألسر الفقيرة‪ ،‬وقام األقباط بجهود مماثلة لنشر التعليم بين‬
‫الفقراء األقباط وتكونت جمعية التوفيق القبطية في عام ‪1771‬م لتوفير المساعدات المالية للفقراء‪ ،‬ولقد نجح‬
‫الشيخ محمد عبده في تكوين الجمعية الخيرية اإلسالمية الثانية في العام ‪1772‬م‪ ،‬وكانت غايتها إنشاء‬
‫المدارس لتعليم أبناء الفقراء ومساعدتهم‪ ،‬كما اهتم بمحاربة األساليب التبشيرية للجمعيات األجنبية إلغراء‬
‫الفقراء المسلمين‪ ،‬وحثهم على ترك عقيدتهم‪ ،‬وقام باالشتراك مع الشيخ رشيد رضا بتكوين جمعية الدعوة‬
‫واإلرشاد إلعادة ثقة المسلمين في دينهم ومقومة حركة التبشير‪ ،‬وتكونت عام ‪1772‬م جمعية العروي الوثقى‬
‫اإلسالمية بمدينة اإلسكندرية لرعاية األطفال واأليتام واللقطاء‪ ،‬ويرجع إلى هذه الجمعية الفضل في إنشاء‬
‫المدارس التي تعنى بالتعليم الصناعي ألول مرة في مصر‪.‬‬
‫ب‪ -‬مؤسسات الرعاية اإليوائية‪ :‬شعرت بعض الجمعيات األهلية بحاجة إلى ظروفهم األسرية فأقدمت على‬
‫إنشاء المالجئ لرعاية األطفال اليتامى واالهتمام بهم‪ ،‬وفي سنة ‪9111‬امتد نشاط الجمعيات التبشيرية إليواء‬
‫األطفال المسلمين وتضافرت بعد ذلك الجهود الشعبية مع المجالس المحلية ومجالس المحافظات إلنشاء‬
‫المالجئ حتى شملت المحافظات كافة بوجه عام‪ ،‬وكانت هذه المالجئ تضم خليط من األطفال الصم‬
‫والمكفوفين والبكم والمعوقين وضعاف العقول‪ ،‬كما ولم تتوفر فيها الشروط الصحية أو التغذية الالزمة‪.‬‬
‫‪ -1-2‬الخدمة االجتماعية في القرن العشرين‪ :‬لقد شهدت الخدمة االجتماعية في القرن العشرين تطو ار‬
‫معتب ار فعوضا أن كانت تعتمد على مبدأ اإلحسان وأنها عموما عبارة عن مساعدات فردية ضيقة‪ ،‬فإنها‬
‫أصبحت تنظمها الدولة وتعتمد على مبدأ العدالة والمساواة بين األفراد‪ ،‬وأصبح لها مناهج ووسائل ومفاهيم‬
‫ونظريات‪ ،‬وهكذا أصبحت الخدمة االجتماعية تعني تلك المعرفة النظرية والعملية لمساعدة من هم بحاجة‬
‫إلى مساعدة‪ ،‬وسنعرض لتطور الخدمة االجتماعية في كل من أمريكا ومصر‪.‬‬
‫أ‪ -‬الخدمة االجتماعية في أمريكا‪ :‬في أوائل القرن العشرين أصدرت الحكومة األمريكية العديد من‬
‫التشريعات الخاصة برعاية الطفل واالم ـوتوسعت برامج الرعاية االجتماعية‪ ،‬وتعددت مؤسساتها‬
‫المحلية والقومية‪ ،‬ومن بينها المؤسسة القومية لعالج مرض السل والوقاية منه عام ‪ ،1781‬المؤسسة‬
‫األمريكية للتشريع العمالي عام ‪ ، 1786‬باإلضافة إلى الجمعيات الخيرية األهلية مثل جمعية رعاية‬
‫األسرة وجمعية االتحاد القومي للمحالت االجتماعية عام ‪ 1711‬وجمعية الفتيات الكشافة األمريكية‬
‫للصحة والرعاية االجتماعية عام ‪.1711‬‬
‫‪ -‬كما ساهمت هذه المرحلة في نفس الوقت بتكوين لجان قوميين تهدف في اإلشراف والمتابعة بمجاالت‬
‫الرعاية االجتماعية المتنوعة‪ ،‬وغيرها من المجاالت وكذلك رعاية األحداث والمنحرفين ومن أمثلة تلك‬
‫اللجان ( اللجنة القومية لألطفال العاملين عام ‪ ،1786‬اللجنة القومية عام‪ 1787‬والعيادات الطبية‬
‫عام‪.)1781‬‬
‫‪ -‬أما عن المتطوعين فكان لهم النصيب األكبر في القيام باألعمال الخيرية واإلنسانية واالجتماعية وهذا‬
‫مما ساعد المتطوعين المدربين في إنجاز أعمالهم في مختلف المجاالت الرعاية االجتماعية والعمل‬
‫التطوعي‪ ،‬وأيضا امتازت هذه المرحلة بإنشاء هيئات التنسيق والتنظيم بين المؤسسات االجتماعية ومن‬
‫أمثلة ذلك‪ ،‬مجلس مؤسسات اإلحسان عام ‪1787‬و المؤسسات االجتماعية وهيئات التمويل المشترك‬
‫عام‪.1713‬‬
‫ويتبين من المرحلة السابقة أنها مثلت آلية عمل منظمة من تأسيس مؤسسة اجتماعية وتشكيل لجان‬
‫متخصصة فرق عمل مكونة من مجموعة متطوعين مدربين لديهم استعداد لقيام ونجاح العمل األهلي‬
‫التطوعي ‪.‬‬
‫ولكن في عام ‪ 1712‬أعلن فلكستر أن الخدمة االجتماعية كمهنة وليدة ينقصها الكثير لتستكمل مقوماتها‬
‫كمهنة ‪.‬‬
‫‪ -‬وفي عام ‪ 1711‬وفي المؤتمر القومي للخدمة االجتماعية أعلن أهم المعايير التي لم تتوفر للمهنة وهي‬
‫القاعدة العلمية واألساليب الفنية والنظام التعليمي الخاص بها‪ ،‬والشروط الالزمة لممارسي المهنة‬
‫(االخصائيين االجتماعيين)و هذا يعتبر بداية لظهور الخدمة االجتماعية ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1718‬عقد المؤتمر القومي للخدمة االجتماعية واعترف بخدمة الفرد كأول طريقة لمهنة‬ ‫‪-‬‬
‫الخدمة االجتماعية‪ ،‬وتقرر تدريها في كل مدارس الخدمة االجتماعية‪ ،‬وفي نفس العام أصدرت ماري‬
‫ريتشموند كتابها"التشخيص االجتماعي"‪ ،‬وقد تضمن المعرفة العلمية الضرورية للتعامل مع األفراد‪،‬‬
‫كما تضمن المهارات التي أثبتتها من الخبرات الميدانية‪ ،‬وفي عام ‪ 1717‬افتتحت مدرسة لتدريب‬
‫األخصائيين لتأهيلهم للعمي مع الجنود المصابين بصدمة القنابل وباالضطرابات العصبية وفي نفس‬
‫العام تكونت الجمعية األمريكية لألخصائيين االجتماعيين العاملين في المجال الطبي ‪.‬‬
‫‪ -‬وفي عام ‪ 1717‬تم إنشاء الجمعية األمريكية لألخصائيين االجتماعيين النفسانيين‪ ،‬وفي عام ‪1727‬‬
‫عقد مؤتمر ميلفورد وتقرر أن خدمة الفرد هو مساعدة الفرد الذي يعاني من مشكالت اجتماعية ونفسية‬
‫على التكيف مع البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬وفي نفس العام ‪ 1727‬تكونت اللجنة الدولية لمدارس الخدمة االجتماعية لظم المؤسسات والمدارس‬
‫التعليمية لمدارس الخدمة االجتماعية ومجاالتها‪ ،‬وبها تحول المتطوع األعمال الخيرية إلى اختصاصي‬
‫اجتماعي‪ ،‬كما تم انضمام عدد كبير من هؤالء المدربين واالختصاصيين والمتطوعين في مجموعة‬
‫دورات دراسية وتدريبية‪ ،‬فكان الهدف من تلك الدورات هو ألحاق االختصاصيين إلى أعلى مستوى من‬
‫العلم‪.‬‬
‫‪ -‬وفي عام ‪1738‬أصدرت جريس كويل كتابا بعنوان" العملية االجتماعية للجماعات المنظمة " وحللت‬
‫فيه السلوك اإلنساني في الجماعات‪ ،‬واعترف بطريقة "خدمة الجماعة" كطريقة ثانية للخدمة االجتماعية‬
‫عام ‪.1736‬‬
‫وفي سنة ‪1733‬م أنشئ المجلس الوطني للخدمة االجتماعية في أمريكا‪ ،‬ثم عدل اسمه إلى المجلس‬ ‫‪-‬‬
‫الوطني للرعاية االجتماعية‪ ،‬بعد اتساع ميدان نشاطه سنة ‪9191‬وتضمنت أهم مهامه ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة المشكالت االجتماعية ورسم السياسة االجتماعية الفعالة‪.‬‬
‫تقديم المنشورات الفنية لألجهزة العملة في ميدان الرعاية االجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم التسهيالت واإلمكانيات الممكنة لمنظمات األعضاء في المجلس‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع الجهود التطوعية في مجال العمل االجتماعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومع تعدد منظمات الرعاية االجتماعية التي يعمل بها أخصائيون اجتماعيون بدأت تظهر الحاجة إلى‬
‫التعامل مع هذه المنظمات بغرض تدعيمها ولتسهيل التعامل مع العمالء‪.‬‬
‫‪ -‬وفي عام ‪ 1716‬اعترف المؤتمر القومي للخدمة االجتماعية" بتنظيم المجتمع "كطريقة أساسية في‬
‫مهنة الخدمة االجتماعية وتكونت نفس العام الجمعية االمريكية لدراسة تنظيم المجتمع‪ .‬ثم ظهرت‬
‫مرحلة تكوين المنظمات المهنية وأهمها‪:‬‬
‫‪ -‬المجلس المؤقت ألعضاء الجمعية االجتماعية عام ‪.1718‬‬
‫‪ -‬مجلس تعليم الخدمة االجتماعية ‪C S W E‬عام ‪.1713‬‬
‫‪ -‬الجمعية القومية لألخصائيين االجتماعيين ‪N A S W‬عام ‪.1711‬‬
‫‪ -‬أكاديمية الخدمة االجتماعية ‪A C S W‬عام ‪.1761‬‬
‫‪ -‬وفي نفس العام ‪ ،1761‬أنشئت الجمعية الوطنية لألخصائيين والتي هدفت بالممارسة المهنية للخدمة‬
‫االجتماعية من منظور خدمة الفرد والجماعة والمجتمع‪.‬‬
‫ثم تأتي مرحلة االزدهار العلمي واالحتراف المهني وفي هذه المرحلة ازداد االهتمام بإصدار الدوريات‬
‫العلمية‪ ،‬وعقد المؤتمرات العلمية ‪.‬‬
‫ففي عام ‪ 1771‬حددت الجمعيات القومية لألخصائي االجتماعي تصنيفا يحدد متطلبات تعليمية وخبرة‬
‫لكل مستوى مهني من تلك المستويات ‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بتخريج الـأخصائيين االجتماعيين ‪.‬‬
‫‪ -‬الترخيص بمزاولة المهنة واألجور والممارسة الخاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬تم اصدار الدوريات العلمية ومنها دائرة معارف الخدمة االجتماعية‪ ،‬قاموس الخدمة االجتماعية ‪.1778‬‬
‫جريدة الخدمة االجتماعية عام ‪ 1777‬التي تهتم بنشر االخبار االجتماعية والقضايا والمشكالت والعمل على‬
‫كيفية معالجتها بتوظيف مهنة الخدمة االجتماعية بطرقها الثالث‪ ،‬وبهذا ازدادت المؤتمرات العلمية التي‬
‫هدفت في التعرف على مفهوم الخدمة االجتماعية والتعرف على إيجاد الحلول على المستوى الفردي‬
‫والجماعي والمجتمعي‪.‬‬
‫‪ -‬وهكذا وصلت الخدمة االجتماعية إلى درجة المهنية واالحترافية‪ ،‬وانعكس ذلك على وجود روابط دولية‬
‫لمدارس الخدمة االجتماعية‪.‬‬
‫في مصر‪ :‬تأثرت الخدمة االجتماعية في مصر بالمدرسة األمريكية فقد تم نقلها من خالل سرتا فهمي‬ ‫‪-‬‬
‫في القاهرة ومنى صدقي في اإلسكندرية‪ ،‬ويحمالن الجنسية األمريكية‪ ،‬وكذلك من خالل رواد الخدمة‬
‫االجتماعية األوائل‪.‬‬
‫وأهم ما ميز مالمح الخدمة االجتماعية في مصر‪.‬‬
‫‪ -‬تعاظم دور المؤسسات األهلية في تقديم برامج الرعاية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬اهتمام الحكومة برعاية األطفال والنساء العامالت في الصناعة والتجارة وحمايتهم من االستغالل‬
‫وصدور تشريع عام ‪ 1787‬يقضي بعدم تشغيل األطفال دون سن العاشرة‪ ،‬ثم جاء قانون تنظيم تشغيل‬
‫النساء وحرم اشتغالهم ليال عام ‪.1723‬‬
‫‪ -‬االهتمام برعاية الشباب عام ‪ ،1728‬االهتمام الملحوظ برعاية المسنين حيث أنشأ دار شيوخ‬
‫"أنطونيادس"‪ ،1721‬ثم دار "سانتا فاليسيا" بباكوس باإلسكندرية عام ‪ ،1727‬ثم دار للعجزة اإليطالي‬
‫عام‪.1733‬‬
‫‪ -‬االهتمام برعاية المتسولين حيث صدر قانون رقم ‪17‬عام ‪.1733‬‬
‫‪ -‬االهتمام بالعيادات النفسية‪ ،‬حيث أنشأ أول عيادة نفسية عام ‪.1731‬‬
‫وتعتبر هذه المرحلة البداية الحقيقية لمهنة الخدمة االجتماعية في مصر‪ ،‬حيث تم االهتمام بإنشاء‬
‫مدارس الخدمة االجتماعية وبعض الجمعيات المهنية‪.‬‬
‫‪ -‬فتم تأسيس جمعية الدراسات والبحوث العلمية االجتماعية عام ‪ 1731‬على يد جالية يونانية وقامت‬
‫بإنشاء مدرسة الخدمة االجتماعية لمدينة اإلسكندرية في نفس العام‪ ،‬وهي المعهد العالي للخدمة‬
‫االجتماعية باإلسكندرية حاليا‪.‬‬
‫‪ -‬تكون اتحاد المشتغلين بالمهنة عام ‪ 1738‬من مصريين وأجانب‪.‬‬
‫وأهم األنشطة التي قامت عن إنشاء المؤسسات السابقة‪:‬‬
‫‪ ‬أجراء د ارسة على مشكلة الفقر عام ‪. 1737‬‬
‫‪ ‬دراسة مشكلة األطفال المشردين عام‪.1737‬‬
‫‪ ‬إنشاء مكتب الخدمة االجتماعية لرعاية األحداث عام ‪1737‬‬
‫‪ ‬إنشاء مكتب لألبحاث االجتماعية لألحداث باإلسكندرية عام ‪.1711‬‬
‫‪ ‬صدور قانون رقم ‪ 121‬عام ‪ 1712‬لرعاية األحداث ‪.‬‬
‫‪ ‬وفي عام ‪ 1718‬تخرجت الدفعات األولى من االخصائيين االجتماعيين ووجدوا أمامهم فرص‬
‫للعمل بو ازرة الشؤون االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ ‬في ‪1711‬تأسيس الجمعية المصرية لألخصائيين االجتماعيين ‪.‬‬
‫‪ -‬قامت الدولة وألول مرة بإنشاء المعهد العالي للخدمة االجتماعية للفتيات بالقاهرة " وهو كلية الخدمة‬
‫االجتماعية بجامعة خلوان حاليا‪ ،‬ويعد ذلك اعترافا من الدولة بمهنة الخدمة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬صدور أول قانون للضمان االجتماعي رقم ‪ 116‬عام ‪ 1718‬وهو يكفل حق الفقير في معاش نقدي‬
‫شهري ‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مجالس تنسيق الخدمات باألحياء بمدينة اإلسكندرية عام ‪ ،1711‬وتوالت بعد ذلك إنشاء المجالس‬
‫في مدن أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء مركز نموذجي لرعاية المكفوفين بحلمية الزيتون وهو مركز يمد خدماته للمكفوفين المصريين‬
‫وكافة المكفوفين في الدول العربية ‪.‬‬
‫‪ -‬ثم تأتي مرحلة االهتمام بتعليم وممارسة الخدمة االجتماعية‪ ،‬واهتم في هذه المرحلة بالتوسع بإنشاء‬
‫المعاهد التعليمية للخدمة االجتماعية وتطوير الدراسة بها‪ ،‬وكذلك االهتمام برفع المستوى العلمي لتدريس‬
‫المهنة وبداية الدراسات العليا‪ ،‬وكان لقيام ثورة يوليو‪ 1712‬األثر في محاولة القضاء على التخلف فبي‬
‫المجتمع وتحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬فزادت حركة تنظيم المؤسسات التي تعمل في مجال الرعاية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتم إصدار القوانين التي تنظم عملها وتحددت عالقاتها بالدولة واتسع نطاق ومستويات‬
‫العمل في منظمات الرعاية االجتماعية‪.‬‬
‫ومن أهم مالمح هذه المرحلة‪:‬‬
‫‪ -‬التوسع في أنشاء المعاهد التعليمية وتطوير الدراسة بها ‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور مؤسسات تعمل على مستوى محافظات في مجاالت متعددة النشاط مثل االتحادات اإلقليمية‪،‬‬
‫وكذلك لجنة التخطيط القومي ‪ 1718‬لتخطيط برامج الرعاية االجتماعية في مختلف المجاالت ‪,‬‬
‫‪ -‬كما أصبح هناك منظمات تعمل على المستوى القومي مثل االتحاد النوعي لرعاية االحداث ‪،1711‬‬
‫اتحاد رعاية ذوي العاهات ‪ ،1711‬المجلس األعلى لتنظيم األـسرة عام ‪ ،1761‬المجلس القومي للطفولة‬
‫لمحو االمية ‪...‬الخ‬
‫‪ -‬وبصدور القونين االشتراكية عام ‪ ،1761‬ونتيجة للتوسع في مؤسسات الرعاية االجتماعي المختلفة في‬
‫جميع المجاالت بدأت ممارسة الخدمة االجتماعية تخرج عن نطاق الخدمة المدرسية إلى مجاالت أخرى‬
‫مثل المستشفيات المصانع ‪...‬الخ‬
‫‪ -‬مرحلة االزدهار العلمي لمهنة الخدمة االجتماعية من ‪ 1778‬إلى يومنا هذا‪ ،‬وفي هذه المرحلة توالى‬
‫إنشاء معاهد وكليات الخدمة االجتماعية‪ ،‬كما تم االهتمام بعقد المؤتمرات العلمية‪ ،‬واصدار المؤلفات‬
‫والمجالت العلمية في الخدمة االجتماعية ‪ ،‬وكذلك االهتمام بتعديل اللوائح المرتبطة بمناهج بعض‬
‫الكليات وتطورت أساليب الممارسة في الخدمة االجتماعية‪ ،‬نحو الممارسة "العامة للخدمة االجتماعية"‪،‬‬
‫والتي تهتم بالممارسة مع مختلف الوحدات – الوحدات الصغرى (أفراد‪ ،‬أسر)‪ ،‬الوحدات المتوسطة(‬
‫الجماعات الصغرى‪ ،‬المؤسسة‪ ،)...‬الوحدات الكبرى (المجتمع المحلي‪ ،‬المجتمع القومي‪)...‬‬
‫وهكذا نالحظ أن الخدمة االجتماعية مرت بثالث مراحل أساسية‪:‬‬
‫تمثلت المرحلة األولى‪ :‬في مرحلة الشيوع واالرتجال‪ ،‬وفيها كانت الخدمات االجتماعية يقدمها‬
‫األقارب وذوي النفوذ وكبار السن ورجال الدين‪ ،‬كما لم تكن هناك مؤسسات مستقلة خاصة تقدم فيها هذه‬
‫الخدمات على النحو الذي عليه حاليا‪.‬‬
‫وأما المرحلة الثانية‪ :‬فتمثلت في صدور قوانين الفقر المتوالية في إنجلت ار وأمريكا خالل القرن الثامن‬
‫عشر والتاسع عشر‪ ،‬إذ ظهرت خالل هذه الفترة الحاجة إلى مشرفين على شؤون الفقراء ومراقبين زائرين‬
‫لتنفيذ ومتابعة وقوانين الفقراء‪ ،‬كما ظهرت الحاجة إلى إيجاد وظائف في المستشفيات‪ ،‬يتخصص شاغلوها‬
‫للتحري عن حالة الفقراء وزيارتهم في منازلهم لمتابعة العالج كوظيفة سيدة اإلحسان‪ ،‬والممرضة الزائرة‬
‫والمدرس الزائر‪ ،‬وال شك أن هذه الوظائف كانت هي النواة األولى التي مهدت لميالد مهنة الخدمة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫وكانت الخطوة األولى لميالد هذه المهنة عندما نادت " ماري ريتشموند" المشرفة على جمعية‬
‫تنظيم اإلحسان " بفيالدلفيا" بأهمية إعداد دراسات للعاملين بالمؤسسة االجتماعية أتزودهم باألساليب العلمية‬
‫لدراسة الحاالت لتبدأ أول دورة تدريبية لهم سنة ‪1777‬م‪ ،‬ولتبدأ معها مرحلة التخصص المهني في خدمة‬
‫الفرد كأول طريقة في الخدمة االجتماعية‪.‬‬
‫أما المرحلة الثالثة‪ :‬فتمثلت في المرحلة المهنية‪ ،‬والتي بدأت في أوائل القرن العشرين وصاحب‬
‫ذلك الدفعة األولى من األخصائيين االجتماعيين من جامعة كولومبيا‪ ،‬لتمارس خدمة الفرد أو ل مرة بأسلوب‬
‫جديد قام على أنقاض تاريخ طويل من العشوائية واالرتجال‪ .‬وقد وضعت "ناري ريتشموند" اللبنة األولى‬
‫لخدمة الفرد في كتابها "التشخيص االجتماعي" سنة ‪9191‬م‪ ،‬لتحدد إطارها العام وأهدافها واألساليب التي‬
‫تتبع فيها‪.‬‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populair‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫جامعة حممد بوضياف‪ -‬املسيلة‪-‬‬
‫‪Université de Mohamed Boudiaf a M'sila‬‬
‫‪Faculté des sciences Humaines et Sociales‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫‪Département de Sociologie‬‬ ‫قسم علم االجتماع‬

‫مقياس‪:‬‬

‫العمل الاجتماعي‪ ،‬لطلبة السنة‬


‫الثانية‬
‫شعبة علم الاجتماع‪ ،‬نظام ‪L. M. D‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوساق هجيرة‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202 :‬‬


‫المحاضرة الخامسة‪:‬‬
‫‪ .3‬األخصائي االجتماعي‬
‫‪ –1-3‬المميزات الواجب توفرها في االخصائي االجتماعي‬
‫‪-2-3‬وظائف االخصائي االجتماعي‬
‫‪ .3‬األخصائي االجتماعي‪:‬‬
‫إن العالقات اإلنسانية الموجهة بل وأكثر من ذلك العالقات التنظيمية بين الناس تعتمد إلى حد‬
‫كبير على جماعة لها قيادة‪ ،‬فقيادة الجماعة إذن ضرورة اجتماعية ألنها قدرة تتطلبها طبيعة النمو االجتماعي‬
‫واالقتصادي والصحي والنفسي والتعليمي‪ ،‬ومن هنا يصح لنا أن نتساءل‪ ،‬هل كل من هؤالء القادة أخصائيون‬
‫اجتماعيون؟‬
‫الواقع أن كل هذه القيادات يستخدم طريقة الجماعة في مستوى معين بمعنى أنه يستخدم الطريقة‬
‫كوسيلة للنهوض بالجماعة التي يعمل معها للوصول إلى أقصى ما يمكن من اإلنتاج‪ ،‬فرئيس العمل حينما‬
‫يتعامل مع الموظفين في شكل لجنة أو مجلس إنما يتدارس الوسائل الكفيلة بتحقيق مستوى أعلى من العمل‪،‬‬
‫يتفق مع ما وصل إليه العمل من نمو ومع قدرات الموظفين واإلمكانيات األخرى كذلك المعلم الذي يعمل‬
‫مع الطالب في مجلس اتحاد الشعبية أو الصف أو المدرسة‪ ،‬إنما يعمل معهم يقصد معاونتهم على التعبير‬
‫عن احتياجاتهم ورغباتهم التعليمية واالجتماعية والنفسية والصحية‪.‬‬
‫وهكذا يمكن أن نطلق على هؤالء القادة اسم رواد جماعات أما أخصائي الخدمات االجتماعية فهو‬
‫بال شك رائد غير أنه يجدر مالحظة أنه ليس كل رائد للجماعة هو أخصائي خدمة الجماعة‪.‬‬
‫ويمكن أن يحدد الفرق بينهم فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬يعمل كل من الرائد واألخ مع الجماعات‪.‬‬
‫ب‪ -‬اخصائي الخدمة االجتماعية مهني متخصص للعمل مع الجماعات بصورة مباشرة بقصد جعلها‬
‫مجاالت صالحة لنمو أعضائها‪ ،‬كما أنه قد يعمل بصورة غير مباشرة مع الجماعات التي بها رواد لمعاونة‬
‫هذه الريادة فيما تتطلبه من احتياجات مهنية للعمل كمجلس إدارة مؤسسة اقتصادية الذي يمثل جماعة قيادية‬
‫في المؤسسة‪ ،‬يحتاج إلى الخدمات االجتماعية لكي يعمل معه بقصد تزويده بالمعلومات االجتماعية الخاصة‬
‫بالموظفين أو تبصيره بالمصادر الفنية للخدمات باإلضافة إلى معاونته على تنظيم وتتبع أعماله وق ارراته‪.‬‬
‫ت‪-‬إن األخ االجتماعي يعمل مع الجماعات الحرة التي ال تصلها رعاية منظمة‪ ،‬كشلل األطفال أو موضوع‬
‫الشباب في المجتمع سواء في األحياء أو القرى أو المدن‪ ،‬والذي يعمل مع الجماعات المنظمة التي تحتاج‬
‫إلى رعاية من نوع خاص كجماعات المرض أو جماعات التأهيل‪.‬‬
‫ث‪-‬إن األخ االجتماعي ال يعمل مع الجماعات االنشائية أو الوقائية فقط‪ ،‬بل يعمل أيضا مع الجماعات‬
‫التي يحتاج أفرادها إلى عالج اجتماعي‪ ،‬فالجماعة هنا جماعة عالجية‪ ،‬أي أنها أداة لعالج أعضائها كما‬
‫هو الحال مع جماعات األحداث المنحرفين‬
‫و بناءا على ذلك فإن االخصائي االجتماعي مهني متخصص يعمل مع الجماعات بقصد تهيئتها‪ ،‬لكي‬
‫تصبح مجاال صالحا لنمو أعضائها سواء في النواحي الوقائية أو االنشائية أو العالجية‪.‬‬
‫‪ -1-3‬المميزات الواجب توفرها في األخ االجتماعي‪:‬‬
‫‪-1-1-3‬المعرفة العلمية‪ :‬التي تمكنه من فهم ودراسة السلوك اإلنساني ودوافعه العوامل التي تؤثر فيه‬
‫مما يعينه على توجيه التفاعل الجماعي نحو الغايات التي يهدف إليها‪.‬‬
‫فالبد لألخ االجتماعي أن يكون مزود بقدر مالئم من علم االجتماع وعلم النفس والقانون واالقتصاد والجغرافيا‬
‫البشرية والصحية‪.‬‬
‫‪-2-1-3‬المهارات‪ :‬إن مجموع المهارات تساعد األخ االجتماعي على العمل وتختلف المهارات عن المعرفة‬
‫في أن المعرفة يقصد بها تمكين األخ من التحليل العلمي السليم ومن فهم المواقف الجماعية والوقوف على‬
‫الدوافع والعوامل الكامنة‪ ،‬وراء السلوك اإلنساني‪ ،‬أما المهارات فيقصد بها التوجيه العملي لنشاط الجماعة‪.‬‬
‫‪-3-1-3‬االتجاهات الصالحة‪ :‬هناك اتجاهات صالحة للعمل على الجماعات كاالهتمام بهم وتقدير‬
‫جهودهم وتقبلهم واإليمان بقدراتهم والمحافظة على مواعيد العمل معهم والظهور بالمظهر الالئق الذي يالئم‬
‫الظروف التي يعمل فيها‪.‬‬
‫‪-4-1-3‬القدرة على التقويم‪ :‬يجب على األخ االجتماعي أن يتميز بقدرة على تقويم مشكل العميل‪ ،‬وهل‬
‫هو مشكل يرتبط بشخصية العميل فقط أو بمحيطه االجتماعي أو بمحيطه الجغرافي‪ ،‬أم بالتشريعات القانونية‬
‫أم بالتنظيمات اإلدارية أم بالسياسات االجتماعية أم ببرامج الخدمة االجتماعية‪ ،‬والواقع أن األخ االجتماعي‬
‫تفرض على األخصائي االجتماعي تركيب كل هذه العناصر وادراك تكاملها‪ ،‬فيعمل مع الفرد ومحيطه إذ‬
‫ينتقل من الفرد إلى األسرة ومن الجماعات إلى المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2-3‬وظائف األخ االجتماعي‪ :‬لألخصائي االجتماعي عدة وظائف نذكر منها‪:‬‬
‫‪-1-2-3‬المرشد‪ :‬يساعد الفرد والجماعة والمجتمع على تحديد أهدافهم وابتكار الوسائل لتحقيقيها‪ ،‬إذ أنه‬
‫بما لديه من معرفة ومهارات يستطيع أن يوجه المجتمع بمرونة تتسم بالذكاء وسرعة البديهة والحكمة نحو‬
‫الوصول إلى الهدف المنشود‪.‬‬
‫‪-2-2-3‬المساعد‪ :‬يهدف األخ االجتماعي وظيفته كمساعد إلى أن يستحدث عملية تنظيم الفرد والجماعة‬
‫والمجتمع ويوجهها إلى ما يصبوا إليها المجتمع‪ ،‬ويعمل جاهدا للوصول إليها‪ ،‬ولكي يحقق األخ االجتماعي‬
‫ذلك أن يساعد الفرد والجماعة والمجتمع على تركيز فاعليتهم في نطاق الشعور بعدم االرتياح لألحوال‬
‫السيئة‪ ،‬وبالتالي العمل على الرغبة في اإلصالح والتغلب على األحوال السيئة الموجودة في المجتمع والتي‬
‫يعاني منها الفرد والجماعة التي مرجعها عدم توفر أو نقص أو سوء توزيع في الخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫‪-3-2-3‬الخبير‪ :‬يعمل األخ االجتماعي كخبير‪ ،‬ألنه يتمتع بالمعرفة والمهارات والخبرة التي أتت عن‬
‫طريق التعلم في االختصاص واألعمال التدريبية واالحتكاك بالبيئة ومتطلباتها لذلك فإن األخ االجتماعي‬
‫يقدم للمجتمع بعض الحقائق والمعلومات والنصيحة المباشرة في بعض المسائل التي ال يستطيع الفرد أو‬
‫الجماعات أو االسر والمجتمع حلها‪.‬‬
‫‪-4-2-3‬المعالج‪ :‬تتم وظيفة األخ االجتماعي كمعالج عمل نطاقين هما‪:‬‬
‫‪ -‬معالجة المشاكل على مستوى الفرد والجماعة واألسرة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬معالجة المشاكل االجتماعية بغية تشخيص المشكالت التي يعاني منها الفرد والجماعة والمجتمع‪،‬‬
‫ومساعدتهم على حلها‪ ،‬وهو في وظيفته العالجية يتعامل مع تلك العوامل الكامنة التي ال يدركها المجتمع‬
‫والتي تعمل باستمرار على تفككه وعدم تنظيمه‪.‬‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populair‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫جامعة حممد بوضياف‪ -‬املسيلة‪-‬‬
‫‪Université de Mohamed Boudiaf a M'sila‬‬
‫‪Faculté des sciences Humaines et Sociales‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫‪Département de Sociologie‬‬ ‫قسم علم االجتماع‬

‫مقياس‪:‬‬

‫العمل الاجتماعي‪ ،‬لطلبة السنة‬


‫الثانية‬
‫شعبة علم الاجتماع‪ ،‬نظام ‪L. M. D‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوساق هجيرة‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202 :‬‬


‫المحاضرة السادسة‪:‬‬
‫‪ .40‬طرق العمل االجتماعي‬
‫‪ -1-4‬طريقة خدمة الفرد‬
‫‪ -2‬طرق العمل االجتماعي (الخدمة االجتماعية)‪ :‬لحياة الفرد ثالثة أوجه‪:‬‬
‫فأما الوجه األول‪ :‬فإنه فرد وحيد ديناميكي‪ ،‬وقابل للتغيير‪ ،‬له صفاته المشتركة مع األفراد اآلخرين‪ ،‬كما‬
‫له صفاته المختلفة عن اآلخرين وله قوته‪ ،‬كما له‪ ،‬نقطا ضعفه‪ ،‬وله صفاته البنائية وصفاته الهدامة‪ ،‬فلكل‬
‫إنسان استعداداته وقدراته وصفاته الخاصة به التي تميزه عن اآلخر في المجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬سواء‬
‫كانت هذه االستعدادات عملية أم خلقية وذلك راجع إلى صفاته الموروثة والمكتسبة من بيئته الخاصة‪.‬‬
‫وأما الوجه الثاني‪ :‬أن الفرد عضو في جماعات تتميز بالتغير واالختالف فمن اللحظة األولى التي يوجد‬
‫فيها الفرد يصبح عضوا في الجماعة األساسية األولى وهي األسرة‪ ،‬وكلما كبر ونما في الظروف العادية‬
‫كلما زاد عدد الجماعات التي ينتمي إليها‪ ،‬كجماعات اللعب والجماعات المدرسية وجماعات العمل وجماعات‬
‫المجتمع المحلي‪ ،‬والجماعات الدولية‪ ،‬وتبدأ التنشئة االجتماعية للفرد منذ والدته والتي تتم عن طريق تفاعالته‬
‫وعالقاته وخبراته في هذه الجماعات المختلفة وبواسطة التنشئة االجتماعية يتحول الفرد البيولوجي الذي هو‬
‫عبارة عن مجموعة الخاليا المختلفة المزودة باالستعدادات الفطرية إلى إنسان اجتماعي‪ ،‬وتصبح حياته‬
‫تتأثر بهذه الجماعات وتؤثر فيها‪.‬‬
‫أما الوجه الثالث‪ :‬أن الفرد عضو في مجتمع متغير له ثقافته الخاصة وقوى اجتماعية مختلفة ونظم‬
‫اجتماعية السائدة فيه بالنظام السياسي واالقتصادي واالجتماعي والثقافي‪ ،‬واإلداري‪ ،‬فاألستاذ يتأثر بهذه‬
‫النظم ويؤثر فيها‪.‬‬
‫فاألوجه الثالثة لحياة الفرد منفصلة نظريا‪ ،‬وذلك للدراسة والتسلسل ولكنها متداخلة ومتفاعلة إذا‬
‫نظرنا إليها من الناحية العملية‪ ،‬ولها ثالثة أو جه مختلفة لوحدة واحدة‪ ،‬هذه الوحدة‪ ،‬وهذا الكل هو اإلنسان‪.‬‬
‫ولهذا السبب أن األخصائي االجتماعي تعاملت مع هذه األوجه الثالثة كحياة الفرد بغية تقديم‬
‫مساعدة له بهدف تنمية قدراته الجسمية والنفسية والعقلية والخلقية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -1-4‬طريقة خدمة الفرد‪ :‬خدمة الفرد هي أول طريقة ظهرت في الخدمة االجتماعية ولم يكن هذا‬
‫المصطلح "خدمة الفرد" مستخدما وال مطروقا حتى سنة ‪1981‬م‪ ،‬وكانوا يقصدون به‪ :‬دراسة العميل وبيئته‬
‫دراسة دقيقة ثم تقدمت خدمة الفرد تقدما ملموسا بفضل تقدم الطب النفسي‪.‬‬
‫ولم يعد مجال الخدمة االجتماعية الفردية قاص ار على تقديم النصح أو توقيع العقاب كوسيلة‬
‫لإلصالح فحسب‪ ،‬بل أصبحت تقوم على إشباع االحتياجات الشخصية لألف ارد وذلك بدراسة كل حالة على‬
‫حده‪ ،‬وبحث الظروف البيئية والنواحي النفسية‪.‬‬
‫‪ -1-1-4‬تعريف طريقة خدمة الفرد‪:‬‬
‫‪-‬تعريف ماري ريتشموند‪" :‬إن خدمة الفرد عبارة عن تلك العمليات التي تهدف لتنمية الشخصية‪ ،‬بتحقيق‬
‫التكيف بين شخصية الفرد وبيئته االجتماعية بطريقة شعورية مقصودة‪ ،‬على أن تتم هذه العملية بالنسبة‬
‫لألفراد فردا فردا"‪.‬‬
‫‪-‬تعريف أستاذة فاطمة الحوراني‪" :‬خدمة الفرد هي طريقة مهنة الخدمة االجتماعية في مساعدة األفراد‬
‫سيئي التكيف الذين يقعون في مجالها باستغالل الطاقات الشخصية والبيئية في تصحيح تكيفهم"‪.‬‬
‫‪-‬ويعرفها الدكتور عبد الفتاح عثمان‪ :‬بأنها عملية‪ ،‬تعتمد على العلم والمهارة لمساعدة األفراد وأسرهم على‬
‫تحقيق أقصى قدر من القدرة على مواجهة العقبات المعوقة ألداء وظائفهم االجتماعية في حدود فلسفة‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2-1-4‬تطور طريقة خدمة الفرد‪ :‬مرت طريقة خدمة الفرد بثالث مراحل أساسية هي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬مرحلة الشيوع‪ :‬وتمثل هذه المرحلة التاريخ الطويل الذي عاشته اإلنسانية منذ بدايتها حتى نهاية القرن‬
‫الثامن عشر وفي هذه المرحلة كانت الخدمات الفردية كظواهر إنسانية تلقائية‪ ،‬وكانت من مميزات هذه‬
‫المرحلة االرتجالية والعشوائية في تقديم الخدمات‪ ،‬وقد قام بممارسة هذه الخدمات األقارب وذوي النفوذ وكبار‬
‫السن ورجال الدين‪ ،‬كما كانت هذه الخدمات تمارس في البيوت أو المساجد أو الكنائس أو بيوت المال دون‬
‫أن يكون لها مؤسسات مستقلة تؤدي فيها‪.‬‬
‫ب‪-‬المرحلة التمهيدية‪ :‬وهي المرحلة التي تلت صدور قوانين الفقراء ببريطانيا وأمريكا خالل القرن السابع‬
‫عشر والثامن عشر‪ ،‬ولقد ظهرت في هذه الفترة الحاجة إلى مشرفين على شؤون الفقراء‪ ،‬و"مراقبين زائرين"‬
‫لمراقبة وتنفيذ قوانين الفقراء ذاتها في المؤسسات اإلصالحية‪ ،‬كما ظهرت وظيفة "سيد اإلحسان" و"الممرض‬
‫الزائر" لزيارة المرضى في منازلهم لمتابعة العالج كما ظهرت في المدارس وظيفة "الزائر المدرسي" ليختص‬
‫في بحث حالة الطالب ذو المشكالت‪.‬‬
‫‪ -3-1-4‬مبادئ خدمة الفرد‪ :‬تقوم خدمة الفرد على مجموعة من المبادئ األساسية التي يجب أن تتوفر‬
‫فيه‪:‬‬
‫أ‪-‬العالقة المهنية‪ :‬وهي ذلك التفاعل بين الديناميكي لالتجاهات والتفاعالت بين األخصائي والعميل‪،‬‬
‫بغرض مساعدة العميل على تحقيق التكيف بينه وبين الوسط المحيط به‪.‬‬
‫والعالقة في خدمة الفرد هي األداة الرئيسية لألخصائي االجتماعي‪ ،‬كما أن المعارف والمهارات والخبرات‬
‫التي تتوفر لألخصائي لن تفيد كثي ار‪ ،‬ما لم تستخدم لمساعدة العميل من خالل العالقة بين الطرفين‪ ،‬وهذا‬
‫ما دفع البعض بتشبيه العالقة في خدمة الفرد بأنها الروح‪.‬‬
‫والعالقة المهنية هي أساس العالج وتسمى العالقة العالجية‪ ،‬والمقصود بذلك االتجاه الوجداني لكل من‬
‫األخصائي والعميل نحو اآلخر أثناء المقابلة وأثر التفاعل الوجداني‪.‬‬
‫‪-‬التفريد‪ :‬يحتاج العميل ألن يعامل كشخص له ذاتيته الخاصة وله كيانه الخاص‪.‬‬
‫‪-‬التعبير الهادف عن المشاعر‪ :‬البد من تشجيع العميل على التعبير عن مشاعره ألن ذلك يساهم في‬
‫إشباع حاجاته للمعاملة كفرد‪ ،‬وحاجته للتنفيس عما يدور في نفسه‪ ،‬وحاجته للتقبل من اآلخرين والمشاركة‬
‫في حل مشكلته‪.‬‬
‫ب‪-‬مبدأ التقبل‪ :‬العميل في حاجة ألن يكون مقبوال كشخص‪ ،‬ال تنفصل عن حاجاته لعدم إصدار األحكام‬
‫عليه‪ ،‬أو توجيه االتهامات له بسبب المشاكل أو الصعوبات التي يواجهها‪.‬‬
‫ونعني بالتقبل األخصائي للعميل كإنسان أيا كان سلوكه أو مظهره باعتبار أن العميل إنسان يعني مشكلة‬
‫ويحتاج إلى مساعدة أكثر من العقاب‪.‬‬
‫ت‪-‬مبدأ السرية‪ :‬يعتبر مبدأ سرية المعلومات في الخدمة االجتماعية من أهم الواجبات التي تحتم آداب‬
‫المهنة وجوب مراعاتها‪ ،‬وهذا المبدأ يقوم على حق العميل في االحتفاظ بالمعلومات الشخصية التي يصرح‬
‫بها األخصائي والتي تربطه به روابط مهنية‪.‬‬
‫فالبد على األخصائي االجتماعي أن يحافظ على كل أسرار العميل‪ ،‬ألن السرية هي أساس استمرار العالقة‬
‫بين األخصائي والعميل‪.‬‬
‫والسرية حسب محمد سيد فهمي هي صون المعلومات الخاصة بالعميل من التسرب إلى الغير أو‬
‫إلى أي شخص غير مهني‪ ،‬ويجب أن يطمئن العميل في بداية تعامله مع األخصائي االجتماعي إلى سرية‬
‫كل ما يدلي به من معلومات وحقائق‪.‬‬
‫ث‪-‬مبدأ تقرير المصير‪ :‬أي منح العميل المسئول ذي األهلية حق التصرف الحر في شئونه الخاصة داخل‬
‫نطاق المؤسسة أو خارجها‪ ،‬في حدود قوانين ونظم المؤسسة‪.. .‬إال أن هذا المبدأ ليس مطلقا لجميع العمالء‬
‫لكن يستثنى من تطبيقه في حاالت مشكالت األطفال وضعاف العقول ومرضى العقل‪.‬‬
‫للعميل الحق النهائي في تقرير مصيره واقتراح وتنفيذ العالج النهائي‪.‬‬
‫‪-4-1-4‬خطوات خدمة الفرد‪ :‬تضمنت خدمة الفرد ثالثة خطوات رئيسية هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدراسة‪( :‬دراسة الحالة)‪ :‬تهدف دراسة الحالة إلى تفهم شخصية العميل ومواقفه‪ ،‬كما تهدف إلى تفهم‬
‫مشكلته في ضوء الحقائق الشخصية والموضوعية تمهيدا لعالج هذه المشكلة‪ ،‬وعلى ذلك يعتبر دراسة الحالة‬
‫في خدمة الفرد عملية نفسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬بمعنى أنها تهتم بدراسة شخصية العميل ودراسة المؤثرات‬
‫االجتماعية في حياته‪ ،‬ويمكن جمع المعلومات من العميل ذاته ومن المصادر الخارجية سواء (األسرة‪،‬‬
‫المدرسة‪ ،‬جماعة الرفاق‪ ،‬الجيران‪ ،‬العمل‪.)...‬‬
‫وهناك مجموعة من الوسائل تجمع بها المعلومات هي‪:‬‬
‫‪ -‬المقابلة‪.‬‬
‫‪ -‬المستندات والسجالت المختلفة (شخصية‪ ،‬صحية‪ ،‬قانونية‪)...‬‬
‫‪ -‬االستعانة بالعلوم األخرى وآراء الخبراء‪.‬‬
‫‪ -‬االختبارات النفسية والطبية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة البيئة ومواردها المختلفة‪.‬‬
‫وعند استيفاء جمع المعلومات المتعلقة بمناطق الدراسة‪ ،‬توضع المعلومات في استمارة خاصة تسمى‬
‫باستمارة البحث االجتماعي أو التاريخ االجتماعي‪.‬‬
‫ب‪ -‬التشخيص االجتماعي‪ :‬هو عملية االتصال بين عملية الدراسة والعالج‪.‬‬
‫والمقصود بالتشخيص االجتماعي‪ :‬هو فهم طبيعة المشكلة التي يعاني منها العميل وتفسيرها في ضوء‬
‫العوامل الشخصية والبيئية‪.‬‬
‫ويقصد به أيضا تحديد المشكلة التي يعرضها العميل وتفسيرها وتحليلها والوصول إلى تحديد العوامل التي‬
‫سببتها سواء كانت عوامل ذاتية أو عوامل خارجية (اجتماعية)‪.‬‬
‫فالتشخيص هو عملية تحليل للحقائق التي يصل إليها األخصائي‪ ،‬ويهتم بكشف وتحديد العوامل الذاتية‬
‫والبيئية للمشكلة‪ ،‬ومدى قدرة العميل على االعتماد على نفسه‪ ،‬وتحديد نوع المساعدة التي يحتاجها‪ ،‬وأفضل‬
‫الطرق للتعامل معه حتى يستجيب للعالج‪.‬‬
‫ت‪ -‬العالج االجتماعي‪ :‬العالج هو إمداد العميل بمجموعة الوسائل والخدمات التي يشير بها الشخص‬
‫السليم‪ ،‬لتصحيح األوضاع االجتماعية غير المرغوب فيها‪ ،‬وذلك بواسطة السيطرة البيئية‪ ،‬والتأثير في‬
‫السلوك‪ .‬ويقصد بالعالج مساعدة العميل على الوصول إلى مستوى مناسب من التوافق الذاتي واالجتماعي‬
‫بتحسين أو ضاعه الشخصية والبيئية واحداث تغيير فيها مالئم لظروفه وأحواله‪ ،‬والعالج مثله مثل الدراسة‬
‫والتشخيص يعتبر عملية نفسية –اجتماعية يعتمد فيها األخصائي على استخدام العالقة بينه وبين العميل‬
‫بطريقة موجهة‪ ،‬كما يعتمد على مهارته في عملية المقابلة‪ ،‬وعلى معرفته بالموارد القائمة في المجتمع وفهمه‬
‫إلمكانيات المؤسسة التي ينتمي إليها بحكم العمل‪.‬‬
‫وبطبيعة الحال تقوم الخطة العالجية الفعالة على أساس من التشخيص الدقيق‪ ،‬الذي يأخذ في االعتبار‬
‫المعرفة التامة بالعميل ومظاهر سلوكه‪ ،‬وبالموقف الذي يوجد فيه‪.‬‬
‫والعالج يتخذ أشكال ثالثة رئيسية هي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬تقديم خدمة للعميل‪ :‬يعين مساعدة العميل على اختيار واستخدام إحدى الموارد القائمة في المجتمع‬
‫سواء في المؤسسة نفسها أو في مؤسسات أخرى ذات صلة بمشكلة العميل‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬التعديل البيئي‪ :‬ويهدف إلى إدخال تعديالت في بيئة العميل أو تخفيض الضغوط أو الظروف‬
‫الخارجية‪ ،‬كإلحاق العميل بعمل أو إلحاق طالب بجماعة نشاط مدرسية أو نقله من مدرسة إلى أخرى‪.‬‬
‫واألساس في هذا العالج هو مساعدة العميل على أن يقوم بنفسه بتغيير أو تعديل البيئة أو االستفادة من‬
‫المؤسسات الموجودة في المجتمع واستخدامها لصالحه‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬العالج المباشر‪ :‬ويهدف إلى تنمية االتجاهات الالزمة لتحقيق التوازن العاطفي لدى العميل‬
‫ولمساعدته على اتخاذ الق اررات السليمة البناءة وتحقيق النمو والنضج الالزم للتوافق‪.‬‬
‫‪ -‬هناك أنواع أخرى يستخدمها األخصائي االجتماعي مع األفراد كالمساعدة النفسية عن طريق تشجيع‬
‫العميل على التعبير الحر عن مشاكله التي مر بها أو يمر بها ودعم ثقته بنفسه حتى يساهم في مواجهة‬
‫مشكلته بنفسه‪ ،‬كذلك العالج الفردي عن طريق التوضيح واإلرشاد‪ ،‬ويقصد من وراء ذلك تمكين العميل من‬
‫تفهمه ظروفه البيئية ومساعدته على تفهم اتجاهات اآلخرين‪ ،‬كما تتضمن هذه الطريقة مساعدة العميل على‬
‫تفهم كل العناصر الالزمة التخاذ قرار معين أو مساعدة على أن يتفهم ويعي مشاعره الخاصة واتجاهاته‪،‬‬
‫كل ذلك يهدف إلى االستجابة بطريقة واقعية من قبل العميل إضافة إلى مساعدته على التخطيط وتوازن‬
‫شخصيته‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك نوع آخر من العالج يسمى التبصير النفسي‪ ،‬ويهدف إلى زيادة فهم العميل لنفسه واتجاهاته‬
‫السلوكية ذات التأثير على إنتاج مشكلته وتعقدها‪ ،‬وعلى األخصائي مساعدة العميل على الكشف عن‬
‫مشاعره الحالية‪ ،‬واظهار المشاعر المكبوتة‪.‬‬
‫أخي ار إن العالج في خدمة الفرد يعمل في إطار المشكلة التي يوجد فيها العميل‪ ،‬سواء كانت ذاتية أو بيئية‬
‫بهدف تخفيف الضغوط وتحقيق التوازن والتوافق في شخصيته‪.‬‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populair‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫جامعة حممد بوضياف‪ -‬املسيلة‪-‬‬
‫‪Université de Mohamed Boudiaf a M'sila‬‬
‫‪Faculté des sciences Humaines et Sociales‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫‪Département de Sociologie‬‬ ‫قسم علم االجتماع‬

‫مقياس‪:‬‬

‫العمل الاجتماعي‪ ،‬لطلبة السنة‬


‫الثانية‬
‫شعبة علم الاجتماع‪ ،‬نظام ‪L. M. D‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوساق هجيرة‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202 :‬‬


‫المحاضرة السابعة‪:‬‬
‫‪ -2-4‬طريقة خدمة الجماعة‬
‫‪ -2-4‬طريقة خدمة الجماعة‪ :‬وهي إحدى طرق الخدمة االجتماعية‪ ،‬وتهدف إلى مساعدة األفراد على أن‬
‫يصبحوا أعضاء في الجماعة التي تتوفر لها فرص النمو في تفاعل جماعي‪ ،‬يكتسبون خالله نموا في‬
‫خبرتهم ومعلوماتهم ومقدراتهم‪ ،‬ويتمكنون من تكوين العالقات االجتماعية الالزمة لكي يتمتع كل واحد منهم‬
‫بنمو متزن يتفق مع احتياجاته وقدراته‪ .‬ويرتكز العمل في خدمة الجماعة على الجماعة‪ ،‬وأن محور الخدمة‬
‫هو عضو الجماعة (الفرد)‪ .‬فالجماعة هي أداة المجتمع في تنشئة أفرادها تنشئة اجتماعية سليمة‪ ،‬وتعتبر‬
‫خدمة الجماعة فن وهي نوع من أنواع التربية هدفه خدمة األفراد داخل حدود الجماعة‪ ،‬وهو على هذا‬
‫األساس أحد فروع الخدمة االجتماعية‪ ،‬التي تهتم بمراكز التوجيه االجتماعي أي األندية وما شابهها تحت‬
‫قيادة حكيمة موجهة‪ ،‬ويتداخل في فن خدمة الجماعة عوامل مختلفة هي المؤسسات والرواد واألهداف‬
‫والبرامج‪ ،‬فهو إذن عملية ووسيلة تساعدان األفراد عن طريق ريادة رشيدة في جماعات تطوي تحت لواء‬
‫مؤسسات لتحقيق مصلحة فردية وجماعية‪.‬‬
‫‪ -1-2-4‬تعريف طريقة خدمة الجماعة‪:‬‬
‫‪-‬تعريف مارجوري مورفي بقولها‪" :‬إن مبدأ خدمة الجماعة يعتبر واحدا من أساليب العمل االجتماعي‬
‫المختلفة ووسيلة تسهم في تعزيز الفعالية االجتماعية للفرد في إطار من التجربة المشتركة الفعالة"‪.‬‬
‫‪-‬تعريف الدكتور محمد شمس الدين أحمد‪ ":‬خدمة الجماعة طريقة يتضمن استخدامها عملية بواسطتها‬
‫يساعد األخصائي أفراد الجماعة أثناء ممارستهم ألوجه نشاط البرامج في األنواع المتعددة من الجماعات في‬
‫المؤسسات المختلفة لتنمو كأفراد وكجماعات حتى يسهموا في تغيير المجتمع في حدود أهداف المجتمع‬
‫وثقافته"‪.‬‬
‫‪ -2-2-4‬تطور خدمة الجماعة‪ :‬لقد بدأت خدمة الجماعة كجزء من نشاط الهيئات التي ارتبطت جهودها‬
‫بحركة تنظيم وخدمة المجتمع‪ ،‬ولم تتبلور خدمة الجماعة كطريقة من طرق الخدمة االجتماعية إال في‬
‫منتصف القرن العشرين‪ .‬وكانت مراحل التطور كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬جمعيات الشبان المسيحية ‪1444‬م‪ :‬لقد أنشأ "جورج وليامز" أو ل جمعية للشبان المسيحيين في إنجلت ار‬
‫عام ‪1444‬م بهدف حماية الشباب من االنزالق وراء المخاطر الخلقية واعادته إلى أسلوب الحياة النقية‪ .‬وقد‬
‫ساعد نجاح هذه الجمعية في لندن على إنشاء جمعية أخرى في بوسطن عام ‪1481‬م‪ ،‬ثم بعد ذلك توالى‬
‫إنشاء مثل هذه الجمعيات‪ ،‬والتي كان هدفها جميعا حماية الشباب وتوفير البيئة الصحية المالئمة لهم‪.‬‬
‫ب‪-‬أندية الصبيان ‪1481‬م‪ :‬ويعتبر نادي الصبيان في "هارتفورد" أو ل هذه األندية‪ ،‬والذي أقامته إحدى‬
‫الجمعيات الدينية النسائية من أجل توفير فرص النشاط لصغار الصبيان وحمايتهم من اللعب في الشوارع‬
‫وما يترتب عليه من حوادث‪ ،‬وقد كان لنجاح هذه الفكرة أثر كبير في انتشار مثل هذه النوادي في سائل‬
‫أنحاء أمريكا‪.‬‬
‫ت‪-‬جمعية الشابات المسيحيات ‪1488‬م‪ :‬وقد أقيمت في بوسطن أو ل جمعية للشابات المسيحيات عام‬
‫‪1488‬م‪ ،‬وذلك بهدف توفير أماكن سكنية مالئمة ومطابقة للشروط الصحية وبأجور رمزية وذلك للشابات‬
‫الالئي ينزحن إلى المدن من أجل العمل في المؤسسات الموجودة في المدن‪ ،‬وبعد نجاح هذه الجمعية‬
‫انتشرت الفكرة في معظم بلدان أمريكا وانجلترا‪.‬‬
‫ث‪-‬حركة المحالت االجتماعية‪ :‬وتعتبر هذه الحركة من العالمات المضيئة في تطور الخدمة االجتماعية‬
‫بصفة عامة وتطور خدمة الفرد بصفة خاصة‪ ،‬وقد كانت أولى هذه المحالت محلة "تويبني" في لندن‪ ،‬وكان‬
‫من أهداف إنشائها عالج اآلثار الناتجة عن الهجرة إلى المدن الكبرى من أجل العمل الصناعي‪ ،‬وقد تمثل‬
‫هذا العالج في إيجاد االحتكاك المستمر بين مثقفين من الرجال والنساء وبين الطبقات الفقيرة‪ ،‬حتى يمكن‬
‫عن طريق العمل المشترك والدراسة المستمرة إحداث تأثيرات ثقافية واجتماعية عميقة في البيئة‪ ،‬وخلق شعور‬
‫جديد بروح الجوار وتحويل األفراد إلى مواطنين صالحين‪ .‬وقد ساعد نجاح تويبني على انتشار الفكرة في‬
‫أمريكا فأقيمت أو ل محلة في مدينة نيويورك عام ‪1441‬م‪ ،‬ثم بعد ذلك انتشرت فكرة المحالت في مناطق‬
‫مختلفة‪ ،‬ولم تختلف أهداف تلك المحالت االجتماعية في أمريكا عنها في إنجلترا‪.‬‬
‫ج‪-‬الحركة الكشفية وانشاء المعسكرات ‪ :1111‬تكونت أو ل جمعية كشفية عام ‪1111‬م وذلك بهدف‬
‫تدريب الصغار على الطاعة والنظام حتى تنمو شخصياتهم ويستطيعوا االعتماد على أنفسهم في المواقف‬
‫المختلفة‪ ،‬وكذلك تدريبهم على ضبط النفس والعمل على توفير الصحة الجسمية عن طريق ممارسة الرياضة‬
‫والتسلق والسباحة‪.‬‬
‫وغالبا ما كانت الدوافع الدينية هي العامل األساسي كمحاولة إثارة الميول األخالقية والحماس الديني‬
‫عند األطفال والكبار من أهالي األحياء الفقيرة‪ ،‬كي ال تقع هذه الفئات ضحية االنحراف والجريمة‪ ،‬وبالرغم‬
‫من سيطرة هذه الدوافع الوقائية وحدها في البداية على أغلب المؤسسات إال أنها اتجهت فيما بعد نحو‬
‫األهداف البنائية‪ ،‬واهتمت بتحسين الخلق والروح والعقل باإلضافة إلى االهتمام بالجسم والسلوك االجتماعي‬
‫لكل من األطفال والشباب والكبار على السواء‪.‬‬
‫ولقد كان هذا بداية تطور خدمة الجماعة‪ ،‬ولقد أضاف التقدم العلمي جديدا على المظاهر األساسية‬
‫لسلوك الجماعة وأثر الثقافة وديناميت الجماعة وتأثيرها على الفرد والجماعة‪ .‬ولقد أكدت نظريات التربية‬
‫الحديثة أهمية الميول باعتبارها العامل األساسي والضروري للتعلم‪ ،‬كما جعلت االبتكار أهم من التقليد أو‬
‫الخبرة المتكررة‪ ،‬كما ظهرت أهمية تنمية االتجاهات االجتماعية وأثر النشاط الجماعي التلقائي في نمو‬
‫شخصية الفرد وبعث طاقاته الخالقة‪.‬‬
‫‪ -3-2-4‬أهداف طريقة خدمة الجماعة‪ :‬تهدف طريقة خدمة الجماعة إلى إكساب الفرد في الجماعة‬
‫مميزات أساسية أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬القدرة على التفكير الواقعي المعتمد على الحقائق وربط التفكير بالحاجات االجتماعية الواقعية‪.‬‬
‫‪ -‬اإليمان باألهداف العامة التي يشترك فيها الفرد مع الغير‪ ،‬حتى تصبح هذه األهداف ذات أهمية‬
‫اجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تستهدف خدمة الجماعة إتاحة الفرصة لألفراد للقيام بأعمال مشتركة عن طريق تعاونهم في تسيير‬
‫أمورهم الجماعية‪ ،‬مما يساعد األفراد على إيمانهم بدورهم وذلك عن طريق المناقشات الجماعية واتخاذ‬
‫الق اررات واالشتراكات في تنفيذها وفق ما تتطلبه مصلحة الجماعة ككل دون تحيز‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على القيادة والتبعية‪ ،‬طبيعة الحياة اإلنسانية تضع الفرد قائدا لغيره في بعض المواقف‪ ،‬وتابعا‬
‫لغيره في مواقف أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في برامج الخدمة العامة‪ ،‬سواء في التفكير مع اآلخرين في وضع خططها أو اإلسهام في‬
‫تنفيذها‪ ،‬بحيث يصبح الفرد مستعدا لتقديم هذه الخدمات للجماعة وللمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على اإلنتاج‪ ،‬ويقصد باإلنتاج كافة األشياء النافعة التي يقوم بها الفرد‪ ،‬فالتحصيل الدراسي هو‬
‫إنتاج واهتمام بالعمل‪ ،‬إنتاج وخلق العالقات التعاونية الطيبة إنتاج أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬اكتساب اللياقة البدنية‪ ،‬بمعنى استفادة الفرد من حياة الجماعة لياقة وقوة بدنية تسمح له بأن يكون مواطنا‬
‫صالح الجسم‪ ،‬صالح العقل‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحساس بالسعادة‪ ،‬ويقصد بها إحساس الفرد بالسعادة مع أعضاء الجماعة الذين يحبونه ويقرونه‪،‬‬
‫واحساسه بأنه ينتمي إلى أشخاص يسعد بلقائهم ويتمتع بالمساهمة معهم في خدمة نفسه وغيره‪.‬‬
‫‪ -‬تستهدف خدمة الجماعة احترام الفروق الفردية تماشيا مع مبدأ تكافؤ الفرص‪.‬‬
‫‪ -‬تستهدف تعديل السلوك المنحرف للفرد والوقاية من االنحراف‪ ،‬وغرس قيم جديدة مثل الصدق واألمانة‪،‬‬
‫كذلك فإن البرامج الجماعية تتيح لألعضاء فرص التعليم واكتساب كثير من المثل الفاضلة عن طريق‬
‫ممارستهم عمليا والتعود عليها‪ ،‬كذلك هي توفر للفرد كيف يستطيع أن يتمسك بحقه وأن يؤدي واجبه‬
‫ومسؤوليته دون إجبار‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة األفراد على النضج االجتماعي وتنمية شخصياتهم واكتسابهم كثي ار من الخبرات والمهارات التي‬
‫تساعدهم على التكيف مع أنفسهم وبيئتهم‪ ،‬ومع مجتمعهم حتى يصبحوا أعضاء منتجين في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -4-2-4‬مبادئ طريقة خدمة الجماعة‪ :‬يعرف المبدأ بأنه حقيقة أساسية أو قانون شامل يصدر عنه‬
‫قوانين أخرى ذات قاعدة ثابتة للعمل‪ ،‬ويعتبر المبدأ الذي تؤيده الخبرة أكثر من مجرد تلخيص ما يالحظ‬
‫بصفة خاصة في الحاالت الفردية التي سبق بحثها فالمبدأ هو تعميم مبنى على مثل هذه الحاالت‪.‬‬
‫ويمكن القول أن المبدأ هو حقيقة أساسية لها صفة العمومية يصل إليها اإلنسان عن طريق الخبرة أو‬
‫البحث العلمي‪.‬‬
‫ويجب على أخصائي خدمة الجماعة أال يقتصر في عمله على مجرد االلتزام بمبادئ معينة‪ ،‬وانما عليه‬
‫أن يكون على بينة باآلراء والفلسفة التي قامت عليها هذه المبادئ‪.‬‬
‫وأهم مبادئ طريقة العمل مع الجماعات هي‪:‬‬
‫أ‪-‬مبدأ تكون الجماعة على أساس مرسوم‪ :‬ينظر إلى هذا المبدأ باعتباره من أهم المبادئ التي تجعل من‬
‫الجماعة أداة إيجابية لنمو الفرد ومقابلة حاجاتهم‪ ،‬فمثال عند تكوين الجماعات يجب بقدر المستطاع مراعاة‬
‫العمر الزمني والعمر العقلي والعمر التحصيلي لألعضاء‪ ،‬كذلك مستواهم االقتصادي‪ ،‬واالجتماعي والصحي‬
‫باإلضافة إلى مراعاة العادات والتقاليد وحاجات ورغبات وخبرات األعضاء‪ ،‬وغيرها من العوامل التي تساعد‬
‫على تماسكها وحسن التكيف المرغوب فيه‪.‬‬
‫وهنا قد يقال أن مراعاة هذه العوامل تسبب عزلة األفراد والجماعات‪ ،‬وتخلق مجاال للنظام الطبقي ولكن هذا‬
‫غير صحيح‪ ،‬ألن أخصائي الجماعة يقوم بمساعدة األفراد والجماعات على النمو وتحقيق األهداف‬
‫الديمقراطية‪.‬‬
‫والجماعة هي الوحدة األساسية التي عن طريقها يمكن تقديم الخدمة للفرد‪ ،‬هذا المبدأ يقوم على‬
‫حقيقة مرادها أن الجماعات تختلف كاألفراد من حيث نموها وتطورها‪ ،‬والجماعة تتأثر إلى حد كبير بسلوك‬
‫أعضائها‪ ،‬أما العكس فهو تأثير الجماعة على الفرد‪.‬‬
‫ب‪-‬مبدأ التنظيم الوظيفي المرن‪ :‬والتنظيم الخاص بهذه الجماعات أمر هام يرتبط بمدى نمو الجماعة‬
‫ومعرفتها بأهمية هذا التنظيم‪ ،‬وطريقة خدمة الجماعة تتيح لهؤالء األفراد على تحمل المسؤولية واكتشاف‬
‫القيادات‪ ،‬من خالل مجموعة من الوظائف التي تحتاج الجماعة إليها‪ ،‬كأن يختار أفراد الجماعة في نادي‬
‫مثال مقر ار أو رئيسا لهم ويختاروا سكرتي ار للجماعة على القيادة والتبعية‪ ،‬وعلى تحمل المسؤولية وعلى الحياة‬
‫الديمقراطية بحيث يستطيع هذا التنظيم مقابلة احتياجات الجماعة‪ ،‬مع مالحظة أنه كلما نقصت حاجات‬
‫الجماعة قل عدد الوظائف والعكس الصحيح‪ ،‬فهذه المرونة تبقى المضمون الحقيقي للديمقراطية وتعمل على‬
‫احترامها فال تصبح الوظائف أمام األفراد مجرد شكل بل يكون لها معنى وقيمة‪.‬‬
‫ففي فن الجماعة‪ ،‬يساعد األخصائي الجماعة لتصنع لنفسها نظاما تستطيع عن طريقه وضع برامجها‬
‫ومناقشة مشاكلها‪ ،‬ويجب أن يكون هذا النظام مرنا يفهمه األعضاء ويعملون به‪ ،‬كما يجب أن يكون مالئما‬
‫للجماعة وأن يتغير كلما تغيرت الجماعة‪.‬‬

‫ت‪-‬مبدأ األهداف المعينة‬


‫وتنمو الجماعة نتيجة لعوامل ثالث وهي فلسفة األخصائي االجتماعي في الحياة‪ ،‬ومسؤوليته نحو‬
‫الجماعة التي تحددها وظيفة المؤسسة‪ ،‬والعامل الثالث حاجات الجماعة وحاجات أعضائها‪.‬‬
‫وهناك أهداف قريبة وأهداف بعيدة‪ ،‬فاألهداف القريبة هي مساعدة أعضاء الجماعة على تقبل بعضهم‬
‫البعض كذلك مساعدتها على ممارسة أو جه النشاط التي تشبع رغباتها‪ ،‬وتوفر لألعضاء فرص الشعور‬
‫بالتحصيل‪ ،‬أما األهداف البعيدة في مساعدة أعضاء الجماعة على النضج وليكونوا مواطنين صالحين‪.‬‬
‫ويسلم هذا المبدأ بأن الجماعة والمؤسسة واألخصائي يكونون وحدة واحدة تعمل متضامنة مع بعضها‬
‫لتحقيق أهدافها‪ ،‬وقد يضطر األخصائي أن يقوم بتجزئة الهدف البعيد إلى مجموعة من األهداف الفرعية‪،‬‬
‫أمال في الوصول إلى الغايات واألهداف البعيدة‪.‬‬
‫يضع األخصائ ي االجتماعي أهدافا محددة للجماعة تتفق ورغبات أعضائها وقدراتهم‪ ،‬مراعيا عدم‬
‫الخروج عن وظيفة المؤسسة‪ ،‬واألخصائي يعمل وفق هدف محدد‪ ،‬وبالتالي يقلل من تحقيق حاجاته الشخصية‬
‫في سبيل صالح الجماعة‪.‬‬
‫ث‪-‬مبدأ الدراسة المستمرة‪ :‬باعتبار أن األفراد والجماعات والمجتمعات وحدات مترابطة دائمة النمو والتغير‪،‬‬
‫وتؤثر كل وحدة في األخرى‪ ،‬فالبد من الدراسة المستمرة لهذه الوحدات‪ ،‬وتقع مسؤولية ذلك على األخصائي‬
‫الذي يؤمن بمبدأ االختالف والتغير‪.‬‬
‫واذا أراد أخصائي الجماعة أن تنمو الجماعة فيجب أن يحترس من نفسه خوفا من أن يدفعه‬
‫الحماس‪ ،‬سواء من جانب الجماعة نفسها‪ ،‬إلى بذل مجهودا ال يتفق مع طاقة الجماعة وقدرتها‪ ،‬وفي هذا‬
‫الحال تفشل الجماعة‪.‬‬
‫ولذلك يجب عليه أن يساعدها على النمو في حدود قدراتها وطاقتها وامكانياتها ورغبتها في الوقت‬
‫نفسه‪ ،‬وال يتم ذلك بنجاح إال عن طريق الدراسة المستمرة لألعضاء والجماعة معا‪.‬‬
‫ج‪-‬مبدأ الديمقراطية وتقرير المصير‪ :‬تقوم فلسفة الخدمة االجتماعية وطرقها المختلفة على اإليمان بكرامة‬
‫األفراد واالعتراف بفروقهم الفردية‪ ،‬وقوتهم وحقهم في تقدير أسلوب حياتهم‪ ،‬وبمعنى آخر فإن فلسفتها تقوم‬
‫على الفلسفة الديمقراطية‪.‬‬
‫وتؤمن خدمة الجماعة بقوة العميل‪ ،‬وحريته وحق تقرير مصيره‪ ،‬فمهما كانت قوة العميل ضعيفة‬
‫فهو يتحمل مسؤولية حياته‪ ،‬ويجب أن يستمر في تحملها وتكمن مهمة األخصائي في مساعدة األفراد على‬
‫تنمية قواهم الكامنة للتغلب على مشكالتهم‪.‬‬
‫أما عن تقرير المصير فال يعني ترك الحرية المطلقة للجماعة دون تدخل منه‪ ،‬بل كان من الضروري‬
‫التدخل في الوقت الذي يشعر فيه بمخالفة سياسة وأهداف المؤسسة‪ ،‬باعتبارها جزء ال يتج أز من المجتمع‪.‬‬
‫ح‪-‬مبدأ استغالل الموارد‪ :‬يجب استغالل كافة الموارد المتاحة والممكن تيسيرها لخدمة األفراد والجماعة‪،‬‬
‫والموارد تعني الطاقات واإلمكانيات المادية والبشرية التي يمكن أن تسهم في خدمة الجماعة‪ ،‬فخبرات‬
‫وطاقات األخصائي االجتماعي ومهارته‪ ،‬والجماعة نفسها وأفرادها والمؤسسة وامكانياتها‪ ،‬وامكانيات المجتمع‬
‫سواء مادية أو بشرية‪ ،‬كل ذلك يجب استغالله بمهارة لتحقيق أغراض الجماعة وأهدافها‪.‬‬
‫خ‪-‬مبدأ التقويم‪ :‬والتقويم المستمر من ضروريات العمل مع الجماعات للوصول إلى تحديد القيمة الفعلية‬
‫للتغيرات التي تصاحب الجهود التي تبذل في النواحي التي تتعلق بالعمل مع الجماعات‪.‬‬
‫وال يقتصر التقويم على جزء واحد من مقومات العمل مع الجماعات‪ ،‬بل يجب أن يمتد لكي يشتمل على‬
‫األفراد والجماعات والبرنامج وأخصائي الجماعات والمؤسسات‪.‬‬
‫ومن هذا يتضح لنا قيمة كتابة التقارير والملفات التي تساعدنا في عملية التقويم‪ ،‬والتوصل إلى‬
‫مناطق القوة والضعف في الخطط والبرامج المستخدمة لنمو الجماعات‪.‬‬
‫وهناك مجموعة أخرى من المبادئ تتمثل في مبدأ الخبرات التقديمية التي يتيحها البرنامج‪ ،‬ومبدأ‬
‫التفاعل الجماعي الموجه‪ ،‬ومبدأ دور األخصائي االجتماعي في تحقيق أغراض الجماعة‪.‬‬
‫‪-8-2-4‬أنواع الجماعات‪ :‬وللجماعات أنواع متعددة‪ ،‬وقد تبدوا من الناحية النظرية منفصلة‪ ،‬غير أنها‬
‫من الناحية العملية متداخلة‪ ،‬وعليه يمكن للجماعة الواحدة أن تشترك في أكثر من نوع واحد من هذه األنواع‪.‬‬
‫أ‪ -‬أنواع الجماعات من حيث الدافع لالنتماء إليها‪:‬‬
‫أوال‪ -‬جماعات الدوافع الشخصية‪ :‬وهذه الجماعات ينتمي إليها األفراد لمقابلة حاجاتهم الذاتية واشباع‬
‫رغباتهم الشخصية وتكون العالقات داخ لهذه الجماعات عالقات شخصية كجماعات الصداقة وجماعات‬
‫األندية الخاصة‪ ،‬وجماعات الهواة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬جماعات الدوافع االجتماعية‪ :‬ويفضل األفراد االنضمام إلى هذه الجماعات لتقديم خدمات ذات‬
‫طابع مجتمعي يخدم المجتمع هؤالء األفراد لتقديم خدمات أحسوا بضرورة تقديمها في حدود إمكانياتهم الذاتية‬
‫وامكانيات المجتمع المتاحة ومن هذه الجماعات الجمعيات الخيرية اإلسالمية والجمعية النسائية لتحسين‬
‫الصحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنواع الجماعات من حيث طبيعة تكوينها‪:‬‬
‫أوال‪ -‬جماعات طبيعية‪ :‬وهي تلك الجماعات التي يكون للبيئة االجتماعي سببا في قيامها حيث توفر‬
‫ألفرادها الشعور باالنتماء واألمن مثل "شلل الشوارع" جماعات اللعب‪ ،‬والجماعات الدينية والسياسية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬جماعات مكونة‪ :‬وهذه الجماعات ذو طبيعة خاصة حيث ينضم األعضاء إليها في إطار شروط‬
‫معينة تختلف باختالف أهداف الجماعة‪ ،‬وقد تتكون رغم إرادة أصحابها كالفصل المدرسي والجماعات التي‬
‫تقسم داخل المؤسسات االجتماعية‪.‬‬
‫ت‪-‬أنواع الجماعات من حيث تأثيرها في شخصية الفرد‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الجماعات األولية‪ :‬ولهذه الجماعة أكبر األثر في تكوين شخصية اإلنسان والتأثير فيها ومثال ذلك‬
‫جماعة األسرة وجماعة اللعب‪ ،‬وجماعة األندية‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬الجماعات الثانوية‪ :‬وتعتبر ثانوية بالنسبة للجماعات األولية السابقة من حيث تأثيرها على شخصية‬
‫الفرد إال أنها تجارب وخبرات الزمة وضرورية لنمو الفرد وتكيفه في المجتمع ومن أمثلة ذلك الجماعات‬
‫السياسية‪ ،‬والثقافية والجماعات الدينية‪...‬إلخ‪.‬‬
‫ث‪-‬أنواع الجماعات وفقا للرابطة التي تجمع بين أعضائها‬
‫أوال‪ -‬جماعات اختيارية‪ :‬وهذه الجماعات ينضم إليها األفراد برغبتهم واختيارهم وتكون عضويتها مرتبطة‬
‫بالرغبة في البقاء أو االنسحاب منها ومن أمثلتها جماعات األندية‪ ،‬وجماعات الهواية‪ ،‬الجماعات السياسية‪،‬‬
‫الجمعيات التعاونية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬جماعات إجبارية‪ :‬وهي تلك الجماعات التي يجبر الفرد على أن يكون عضوا فيها بغض النظر عن‬
‫حقيقة رغبته وارادته‪ ،‬وهذه الجماعات مثل جماعات األسرة وجماعات المهنة‪ ،‬وجماعة الفصول الدراسية‪.‬‬
‫‪ -8-2-4‬الصفات الواجب توفرها في أخصائي الجماعة‪:‬‬
‫‪ -‬االستعداد والرغبة في العمل مع الجماعات‪.‬‬
‫‪ -‬الفهم واإلدراك الواعي للمعارف اإلنسانية والرغبة في تطبيق هذه المعارف‪.‬‬
‫‪ -‬قوة الشخصية واتزانها االنفعالي والعاطفي‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية والقدرة على تحملها والفهم الصحيح ألبعادها‪.‬‬
‫‪ -‬القدوة الحسنة والنموذج الصالح‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنصاف والتقدير‪.‬‬
‫‪ -‬الثبات في المعاملة في المواقف المتشابهة‪.‬‬
‫‪ -‬االشتراك مع األعضاء والتجاوب معهم‪.‬‬
‫‪ -1-2-4‬البرنامج في خدمة الجماعة‪ :‬ويقصد بالبرنامج هو أي شيء وكل شيء تفعله الجماعة لترضي‬
‫ميولها واهتماماتها‪ ،‬بمعنى أن البرنامج هو الوسيلة التي يستخدمها أخصائي الجماعة لمقابلة حاجاتهم‬
‫وميولهم‪ ،‬من خالل التوجيه وتكوين العالقات داخل الجماعة‪.‬‬
‫ويتكون البرنامج من ثالث عناصر رئيسية‪ ،‬تتمثل في األعضاء وما لهم من حاجات ورغبات‪ ،‬وقدرات‬
‫خاصة وقيم ومعايير‪ ،‬كذلك أخصائي الجماعة وما له من معارف وخبرات‪ ،‬وقدرات خاصة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫محتوى البرنامج وهذه العناصر متفاعلة ومترابطة ببعضها البعض واذا ما أحسن االستخدام لهذه العناصر‬
‫قدمت الجماعة الخبرات والتجارب التي تجعل منهم مواطنين صالحين‪.‬‬
‫أ‪ -‬المبادئ الواجب توافرها عند وضع البرنامج‪ :‬وهي‪:‬‬
‫– يجب أن يكون البرنامج محققا لرغبات وحاجيات األعضاء‪.‬‬
‫– ضرورة ارتباط أهداف البرامج مع أهداف المؤسسة والجماعة‪.‬‬
‫– يجب أن توجه عمليات التفاعل في الجماعة توجيها صالحا لنمو الفرد والجماعة‪.‬‬
‫– يجب أن تكون البرنامج هو المادة العلمية لتعديل عادات واتجاهات األفراد‪.‬‬
‫– يجب أن يراعي في البرنامج اإلمكانيات والموارد المؤسسية والبيئية‪.‬‬
‫– يجب أن يكون البرنامج مالئما لعدد األفراد داخل الجماعة‪.‬‬
‫– يجب أن يكون البرنامج هو المادة الخصبة لتكوين عالقات الصداقة والتعاون‪.‬‬
‫– يجب أن تمارس الديمقراطية في شتى عملية وضع البرنامج‪.‬‬
‫– يجب أن يكون هناك تعاون بين المؤسسات المختلفة لتلبية حاجات المجتمع‪.‬‬
‫– يراعي أن يكون البرنامج مرنا وتقدميا‪.‬‬
‫– يجب أن يشترك األعضاء في وضع البرنامج‪.‬‬
‫– يراعى في وضع البرنامج حدود وقدرات األعضاء‪.‬‬
‫ب‪-‬أنواع البرامج‪ :‬وهي‪:‬‬
‫أوال‪-‬البرامج االجتماعية‪ :‬وتهتم هذه البرامج في تنمية مهارات األعضاء في تكوين العالقات الطيبة وحفزهم‬
‫نحو خدمة مجتمعهم‪.‬‬
‫وتهدف هذه البرامج إلى تنمية المهارات االجتماعية لدى أعضاء الجماعة ومعاونتهم على التفاعل‬
‫االجتماعي ومن أو جه النشاط مثال‪ :‬حفالت السمر والموسيقى والتمثيليات‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬البرامج الرياضية‪ :‬وتهدف هذه البرامج إلى إتاحة الفرصة ألعضاء الجماعة الكتساب مهارات رياضية‬
‫بالنشاط الترويحي‪ ،‬مع تنمية صفات القيادة والتبعية بينهم‪ ،‬ومن أهم أنواع النشاط الرياضي‪ :‬األلعاب الفردية‬
‫كالعدو والوثب وحمل واألثقال والسباحة‪ ،‬وكذلك األلعاب كالتنس والمصارعة والمالكمة واأللعاب لجماعية‬
‫ككرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة‪.‬‬
‫وتهدف إلى األعداد الجسمي والتهذيب النفسي وبث روح التعاون وروح الفريق‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬البرامج الثقافية تعتبر البرامج الثقافية من أكثر البرامج انتشا ار ألنها ضرورة من الضروريات وأداة‬
‫من أدوات تكوين الرأي‪.‬‬
‫وتهدف هذه البرامج إلى تقديم المعلومات والمعارف لألعضاء عن طريق المحاضرات‪ ،‬والندوات وحلقات‬
‫المناقشة‪.‬‬
‫رابعا‪-‬البرامج الفنية‪ :‬تعتبر تعبي ار لحياة الجماعة‪ ،‬ومن أمثلة ذالك األغنية واألنشودة والرسم والتصوير‪،‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن البرامج الفنية تعتبر من أهم برامج الجماعة التي تخلق االبتكار وتخفف من حدة‬
‫التوتر‪ ،‬وتهدف إلى تنمية الذوق العام والقدرة على التخيل وتنمية المهارات اليدوية‪.‬‬
‫‪ -4-2-4‬عمليات خدمة الجماعة‪ :‬كأي عمل موجه قائم على أسس فنية تمر طريقة العمل مع الجماعات‬
‫عند استخدامها براحل هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدراسة االجتماعية‪ :‬مرحلة الدراسة والبحث وجمع الحقائق والمعلومات الالزمة عن الجماعة وأعضائها‬
‫وتستهدف الدراسة اكتشاف حقائق جديدة والوصول إلى تفسيرات عملية بما يساند العمل مع الجماعة من‬
‫جهة‪ ،‬واضافة معارف جديدة إلى العمل مع الجماعات من جهة أخرى‪ ،‬ومن الطبيعي أن ترتبط الدراسة‬
‫والبحث في العمل مع الجماعات على التسجيل ولذلك فمن الضروري أن يصبح التسجيل قاعدة أساسية‬
‫لنجاح كل من الدراسة والبحث‪.‬‬
‫ومن أهم أساليب الدراسة والبحث في الجماعات اثنان‪:‬‬
‫أوال‪-‬المالحظة‪ :‬وتعتبر من أهم أساليب دراسة السلوك الجماعي سواء بالنسبة ألعضاء الجماعة أو بنمط‬
‫سلوكي معين في الجماعة‪ ،‬كما أن أسلوب المالحظة يساعد على تتبع أنشطة الجماعة واستجابتها للمثيرات‬
‫والعالقات المتبادلة بينها وأساليب الضبط األخرى في الجماعة‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬الدراسة الكشفية والوصفية‪ :‬ومن بين أهم األدوات السوسيومترية وغيرها من األدوات‪.‬‬
‫‪ -‬االستماع واإلنصات‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على عالقات األفراد بأعضاء جماعاتهم وأفراد أسرهم‪.‬‬
‫‪ -‬الزيارات المنزلية للتعرف على المؤثرات االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬التشخيص وخطة العمل‪ :‬وال يختلف التشخيص في طريقة خدمة الجماعة عن بقية طرق المهنة‬
‫األخرى‪ ،‬فهو يسعى للتعرف على شخصيات األفراد ودوافع سلوكهم لالنضمام إلى هذه الجماعات والرغبات‬
‫والحاجات األساسية لسبب انضمامهم‪ ،‬كذلك التعرف على العالقات االجتماعية داخل الجماعة وخارجها‪،‬‬
‫والمؤثرات االجتماعية واالقتصادية المرتبطة بهذه الجماعات‪.‬‬
‫ويعتبر التشخيص هنا ليس هدفا وانما لمساعدة األخصائي على وضع خطة عمله مع الجماعة لكي تحقق‬
‫النضج والنمو لها‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬تنفيذ خطة العمل (العالج)‪ :‬والمقصود بخطة العمل هنا وضع معطيات الدراسة والتشخيص‬
‫للجماعات موضع التنفيذ‪ ،‬بحيث يستطيع األخصائي االجتماعي من خالل العناصر اآلتية تحقيق أهداف‬
‫طريقة خدمة الجماعة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الجماعة نفسها وما تشمله من عالقات وديناميات وتفاعالت‪.‬‬
‫‪ -‬البرنامج باعتباره الوسيلة الفعالة بما يحتويه من أنشطة وخبرات صالحة للتطبيق لنمو الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬فهم األخصائي االجتماعي لألعضاء حتى يستطيع وضع خطة العمل المناسبة لهم بما يتماشى مع واقع‬
‫دراسته‪.‬‬
‫‪ -‬مهارة األخصائي االجتماعي من استخدام معارفه العلمية وممارسته الميدانية واستخدام نفسه وعالقته‬
‫المهنية مع أعضاء الجماعة‪.‬‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populair‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫جامعة حممد بوضياف‪ -‬املسيلة‪-‬‬
‫‪Université de Mohamed Boudiaf a M'sila‬‬
‫‪Faculté des sciences Humaines et Sociales‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫‪Département de Sociologie‬‬ ‫قسم علم االجتماع‬

‫مقياس‪:‬‬

‫العمل الاجتماعي‪ ،‬لطلبة السنة‬


‫الثانية‬
‫شعبة علم الاجتماع‪ ،‬نظام ‪L. M. D‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوساق هجيرة‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202 :‬‬


‫‪ ‬المحاضرة الثامنة‬
‫‪ -3-4‬طريقة تنظيم المجتمع‬
‫‪ -3-4‬طريقة تنظيم المجتمع‪ :‬وتتعامل هذه الطريقة مع تنظيم المحيط االجتماعي للناس‪ ،‬ويتم هذا التنظيم‬
‫عن طريق إنشاء مؤسسات الخدمة االجتماعية بغية تقديم خدمات اجتماعية في جميع مجاالت الخدمة‬
‫االجتماعية‪ ،‬ويقوم عملية إنشاء هذه المؤسسات وفق المواءمة بين احتياجات وموارد المجتمع‪ ،‬وتسمى طريقة‬
‫خدمة المجتمع أيضا بطريقة تنظيم المجتمع‪.‬‬
‫‪ -1-3-4‬تعريف طريقة تنظيم المجتمع‪ :‬لقد ظهرت تعريفات كثيرة لخدمة المجتمع‪ ،‬وبالطبع سنتوقف عند‬
‫أهمها‪ .‬ومن أشهرها وأقدمها تعريف روبرت لين ‪1131‬م‪ ،‬والذي يقول‪ ":‬ان الهدف العام الذي تسعى إليه‬
‫خدمة المجتمع هو إيجاد توازن فعال بين احتياجات المجتمع‪ ،‬وبين ما في حوزته من موارد بغية تحقيق‬
‫الرفاهية االجتماعية "‪.‬‬
‫‪-‬تعريف أحمد كمال‪" :‬تنظيم المجتمع طريقة أخرى للخدمة االجتماعية يستخدمها األخصائيون االجتماعيون‬
‫والمتعاونون معهم‪ ،‬لتنظيم الجهود المشتركة حكومية وشعبية وفي مختلف المستويات لتعبئة الموارد الموجودة‬
‫أو التي يمكن إيجادها‪ ،‬لمواجهة الحاجات الضرورية وفقا لخطط مرسومة في حدود السياسة العامة"‪.‬‬
‫‪-‬تعريف د‪.‬هدى بدران‪" :‬تنظيم المجتمع طريقة من طرق الخدمة االجتماعية يستخدمها األخصائي‬
‫االجتماعي للتأثير في الق اررات المجتمعية التي تتخذ على جميع المستويات وتنفيذا لبرامج التنمية االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬بحيث تؤدي هذه إلى تقوية الروابط بين أهل المجتمع الواحد وبين المجتمع المحلي والمجتمع‬
‫األكبر"‪.‬‬
‫ومن خالل تعاريف تنظيم المجتمع نستطيع أن نستخلص منها مجموعة من الخصائص الرئيسية للطريقة‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -‬إنها طريقة رئيسية من طرق الخدمة االجتماعية لها أساسها النظري من معارف وخبرات ومهارات‪.‬‬
‫‪ -‬يمارس هذه الطريقة أخصائيون اجتماعيون مدربون للقيام بدورهم‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل الطريقة على التأثير في الق اررات المجتمعية وتمكين سكان المجتمع من مواجهة مشكالتهم‪.‬‬
‫‪ -‬االستعانة بالخبراء المتخصصين في مجاالت العمل‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون مشاركة المواطنين والحكومة أساس في تقديم الخدمات المجتمعية‪.‬‬
‫‪ -‬تمارس طريقة تنظيم المجتمع من خالل أجهزة متخصصة لتنظيم المجتمع أو في أجهزة معينة مثل‬
‫المدارس والمصانع‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام واستحداث الموارد لمقابلة االحتياجات المتزايدة لألهالي‪.‬‬
‫‪ -‬تهدف إلى تنمية روح التعاون بين األفراد والجماعات والمجتمعات‪.‬‬
‫‪ -‬لها مستويات مختلفة جغرافية ووظيفية‪.‬‬
‫‪ -‬يسير العمل على أساس وضع خطة في إطار إيديولوجية المجتمع وسياسته العامة‪.‬‬
‫‪ -‬ترتبط خطة تنظيم المجتمع في إطار خطة التنمية الشاملة للمجتمع القومي‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة اشتراك سكان المجتمع في تقويم البرامج المقدمة لهذه المجتمعات‪.‬‬
‫‪ -2-3-4‬تطور طريقة خدمة المجتمع‪ :‬يعتمد تنظيم المجتمع في ظهوره على األساس التاريخي للخدمة‬
‫االجتماعية عموما‪ ،‬وهو الذي يتضح في نشاط جمعيات تنظيم اإلحسان في انجلت ار والواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬وذلك منذ دعت الحاجة إلى ضرورة التنسيق بين جمعيات وهيئات اإلحسان‪.‬‬
‫ولقد كان هدف جمعية تنظيم اإلحسان التي ظهرت بأمريكا عام ‪1711‬م هو تنسيق العمل بين المؤسسات‬
‫االجتماعية كي يسود مناخ يتسم بالتعاون بين الهيئات والمؤسسات االجتماعية بدال من الصراع‪ ،‬وبعد نجاح‬
‫هذه الفكرة تم إنشاء العديد من جمعيات تنظيم اإلحسان في نيويورك عام ‪1772‬م من أجل تحقيق التنسيق‬
‫في تقديم الخدمات من المؤسسات والهيئات المختلفة ثم أنشأت هيئة منفصلة تكون مسؤولياتها التنسيق بين‬
‫البرامج االجتماعية والتخطيط لها وذلك عام ‪1197‬م‪ ،‬كما تم إنشاء بعض الهيئات واألجهزة المشابهة بعد‬
‫ذلك مثل إتحاد الهيئات والمؤسسات االجتماعية سنة ‪1191‬م في مدن متعددة مثل "كليفالند" و"مينابوليس"‬
‫وقد أعقب ذلك إنشاء صندوق التمويل المشترك‪ ،‬وعموما فإن مثل هذه الهيئات والمنضمات اهتمت بتطوير‬
‫الظروف واإلمكانيات على المستوى المحلي‪ ،‬وذلك عن طريق إنشاء مالعب لممارسة األنشطة الترويحية‪،‬‬
‫وكذلك الحدائق والمعسكرات الصيفية لألطفال خالل الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وتعتبر مؤسسات الجيرة‬
‫مؤسسات هامة‪ ،‬حيث تحملت وظيفة إعادة بناء المجتمع بعدما أصيب بأضرار الحرب‪ ،‬ولقد أعقب ذلك‬
‫إنشاء عدد من المؤسسات والهيئات التي اعتمدت على التنظيم الجيد للموارد واإلمكانيات وتعبئتها وتوزيعها‬
‫على الحاجات االجتماعية‪ ،‬وهكذا ظهرت طريقة خدمة المجتمع كطريقة من طرق الخدمة االجتماعية لها‬
‫أهميتها الكبرى في تحقيق التنسيق بين الخدمات االجتماعية والمواءمة بين اإلمكانيات والموارد واالحتياجات‪.‬‬
‫‪-3-3-4‬الركائز األساسية التي تقوم عليها طريقة تنظيم المجتمع‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد االحتياجات األساسية المادية والبشرية (المرتبطة بالعالقات)‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الموارد المتاحة (مادية‪ ،‬بشرية‪ ،‬خدمات)‪.‬‬
‫‪ -‬المواءمة بين حقائق الموقف والموارد المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق المشاركة قبل قياداته المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬استفادة وتعبئة المشاعر لدى جماعات المجتمع لمساندة أهداف التغيير‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد األولويات وفقا للعوامل التي تؤثر في المواقف (الموارد‪ ،‬حجم المشكالت‪ ،‬عدد‪ ،‬تكلفة كل بديل)‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة دعم الخدمات القائمة بالعمليات التنسيقية وضمان عدم التدخل‪.‬‬
‫‪ -‬إحداث التغيير في المجتمع في ضوء متطلبات المجتمع واحتياجات جماعاته‪.‬‬
‫‪ -‬دعم الخلفية النظرية والعلمية التي تسند عليها الممارسة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير الدعم المادي واألدبي والمعنوي للممارسة‪.‬‬
‫‪ -4-3-4‬أهداف طريقة تنظيم المجتمع‪ :‬تعتبر طريقة خدمة المجتمع أسلوبا يقوم على أساس تعاون بين‬
‫خدمات أو أنشطة هيئات الخدمة االجتماعية العاملة في ميدان أو ميادين متعددة من ميادين الخدمة‬
‫االجتماعية تحقيقا ألهداف عديدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على أقصى ما يمكن معرفته من احتياجات وموارد‪.‬‬
‫‪ -‬مقابلة االحتياجات بأقصى ما يمكن من خدمات‪ ،‬مع استغالل واستثمار الموارد القائمة قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تحقيق التوازن في توزيع الخدمات من حيث قدرتها ونوعها حسب االحتياجات الواقعية‪.‬‬
‫‪ -‬المساعدة المشتركة في توفير الخدمات الفنية كالقيادة وأجهزة البحوث‪ ،‬وتوفير الخدمات اإلدارية الالزمة‬
‫إلى جانب المساعدة المشتركة في التمويل والتموين‪.‬‬
‫‪ -5-3-4‬مبادئ طريقة تنظيم المجتمع‪ :‬بداية نشير إلى أن مبادئ خدمة المجتمع تتضمن بالضرورة‪،‬‬
‫مبادئ خدمة الفرد والجماعة‪ ،‬فاألخصائي االجتماعي يعمل بالضرورة‪ ،‬مع أشخاص لهم عالقات اجتماعية‬
‫في المجتمع الذي يعيشون فيه أي مع أشخاص أعضاء في جماعات‪ ،‬ولذلك فإنه هناك عدة مبادئ يجب‬
‫مراعاتها نذكر منها‪:‬‬
‫أ ‪-‬االستثارة ‪ :Stimulation‬يمكن أن تبدأ عملية االستثارة من داخل المجتمع كما يمكن أن تأتي إليه من‬
‫الخارج ونعني باالستثارة الداخلية أي أن المواطنين يشعرون بوجود مشكالت أو حاجات اجتماعية غير‬
‫مشبعة ويعايشونها ويعملون على تغير هذه الظروف‪ ،‬أما االستثارة من الخارج فتكون في حالة ما إذا كان‬
‫المجتمع يعايش العديد من المشكالت ولكن قيم ومعايير ال ترى في ذلك تمثيال لحاجة حقيقية‪ ،‬وهذه الفروق‬
‫تتضح في نسبة المشكالت االجتماعية بين المجتمعات‪ ،‬وعلى ذلك ال تتوقع أن يتحرك المجتمع للعمل على‬
‫تناول مشكالته واحداث التغيير االجتماعي المقصود‪ ،‬إال إذا توفر اإلحساس لدى المجتمع بهذه المشكالت‬
‫والرغبة في إحداث التغيير‪.‬‬
‫ولقد عبر "ميري روس" ‪ Mury ROSS‬عن ذلك بمفهوم المبادأة‪ ،‬وكيف يمكن أن تكون المبادأة‬
‫من قبل المنظم االجتماعي لحين توفر اإلحساس بالمشكلة من قبل المجتمع‪ ،‬وكيف أن المبادأة من قبل‬
‫األخصائي ال تتعارض مع مبدأ الديمقراطية وحق تقرير المصير وهو أحد المبادئ األساسية في الخدمة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬اشتراك األهالي (المشاركة)‪ :‬وهذا المبدأ له صفة العمومية ويتوقف األخذ به على مدى إحساس‬
‫المواطنين بالمشكلة وشعورهم باالنتماء إلى المجتمع‪ ،‬ومدى وطأة هذه المشكلة أو تأثرهم بها تأثر مباشر‪،‬‬
‫فليس من المعقول أن يشارك المواطنين في تنفيذ مشروعات للتنمية أو للتغيير االجتماعي‪ ،‬وهم أصال ليس‬
‫لديهم اإلحساس بالرغبة في التغير أو مدى فاعلية هذا التغيير‪.‬‬
‫ت‪ -‬حق تقرير المصير‪ :‬مهما تعددت مشكالت المجتمع وانعدمت لدى القيادات اإلحساس بالمشكالت‪،‬‬
‫فإن ذلك ال يعتبر مبر ار لسلب حق المجتمع في تقرير مصيره‪.‬‬
‫وتظهر أهمية هذا المبدأ من خالل أهمية المشاركة من جانب‪ ،‬ومن خالل احترام كرامة أفراد المجتمع‬
‫وحقهم في اختيار طريقة الحياة التي يحبونها‪.‬‬
‫وقد يتبادر إلى الذهن حق تقرير المصير ال يتناسب مع أسلوب التخطيط الشامل‪ ،‬أو مع أسلوب السياسة‬
‫االجتماعية المركزية على مستوى الدولة‪ ،‬ولكن حقيقة األمر تؤكد ضرورة حق تقرير المصير في ظل‬
‫السياسة االجتماعية‪ ،‬وفي ظل أسلوب التخطيط القومي الشامل‪ ،‬ألن أسلوب التخطيط العلمي يجب أن يأخذ‬
‫في االعتبار حصر مشكالت وموارد المجتمع‪ ،‬والمواطنين أنسب مصادر للمعلومات في هذه المرحلة‪ ،‬كما‬
‫أن الخطة مهما قامت على أسس وتوقعات نموذجية‪ ،‬إال أنها البد وأن تظهر فيها ثغرات وحق تقرير المصير‬
‫يضمن سد هذه الثغرات‪ ،‬ويضمن تقويم المشروعات كما يضمن مساندة الجماهير لهذه المشروعات‪.‬‬
‫لكن قد تتمثل المشكلة في هل حق تقرير المصير يجب أن يسبق المشروعات؟ أم يتمشى معها؟ ويلحق‬
‫بها؟‬
‫واذا أخذنا في االعتبار أهمية المشروعات القومية والمشروعات على المستوى القومي أو المحلي فإن حق‬
‫تقرير المصير يرتبط ارتباطا وثيقا بمستوى التخطيط وأهمية عامل الزمن‪ ،‬ومدى خطورة الموقف ونضج‬
‫قيادات المجتمع كما أن تطبيق المبدأ يسمح للمواطنين بكسب الثقة في أنفسهم وعدم االتكالية على المسئولين‪.‬‬

‫‪ -6-3-4‬وسائل وأدوات تنظيم المجتمع‪:‬‬

‫يستخدم الممارسون المهنيون في تنظيم العديد من الوسائل واألدوات خالل تنفيذهم لخطوات هذه‬
‫الطريقة‪ ،‬أي خالل مراحل الدراسة والتخطيط واثارة الوعي‪ ،‬والتنفيذ والتقويم وأهم هذه الوسائل‪:‬‬

‫‪-‬اإليضاح‪ :‬وذلك عن طريق االتصال بالمؤسسات القائمة بالخدمات وهذه الوسيلة تتطلب فهما وقدرة ومهارة‬
‫في تنظيم العالقات العامة حيث يشمل اإليضاح المجتمع وما فيه من مؤسسات‪ ،‬وموارد وعدد السكان‬
‫والمشكالت‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪-‬االستشارات الفنية‪ :‬وتتناول هذه االستشارات وسائل الميزانيات ورسم الخطط‪ ،‬واثارة الوعي االجتماعي‬
‫واظهار المشاكل وطرق توضيحها‪.‬‬

‫‪-‬المفاوضات‪ :‬وهي عبارة عن االتصال باألفراد والجماعات مع مالحظة اختيار وسائل هذا االتصال وكيفية‬
‫المناقشة‪ ،‬واثارة االهتمام والوصول إلى المشاركة ثم التنفيذ‪.‬‬

‫‪-‬الندوات واالجتماعات‪ :‬وتهتم هذه الندوات واالجتماعات لمناقشة مشكالت تتصل بالمجتمع أو مشكالت‬
‫عامة وتوضيح أبعادها وأخطارها وكيفية مواجهة هذه المشكالت‪ ،‬وتكوين رأي عام تجاه موضوع معين‪،‬‬
‫وتسمح هذه الطريقة بمشاركة أكبر عدد ممكن من المواطنين لوضع الخطط ورسم السياسة‪.‬‬

‫‪-‬اللجان‪ :‬وهي اإلدارة األساسية في طريقة تنظيم المجتمع‪ ،‬فيتم تشكيل اللجان إما لدراسة موضوعات‬
‫معينة وتقديم الرأي والمشورة‪ ،‬وقد تكون لجان دائمة أو لجان مؤقتة‪ ،‬ويختلف عدد أفرادها وفقا للمسؤوليات‬
‫الملقاة على عاتقها‪.‬‬

‫‪-‬وسيلة اإلدارة‪ :‬وتتطلب ذلك أخصائي اجتماعي مدرك ألهميتها ودورها في وضع نظام إشرافي إداري‬
‫لوضع نظم الميزانيات وبنود اإلنفاق‪....‬إلخ‪.‬‬

‫‪-‬العالقات الخارجية‪ :‬ونعني بهذا أن يكون للمؤسسة برنامج للعالقات الخارجية يربط بين غايات الهيئة‬
‫ووسائلها في تحقيق األهداف‪.‬‬

‫‪-‬العمل االجتماعي‪ :‬ويقصد به الجهود المبذولة إليجاد الحلول للمشاكل المشتركة وهو عبارة عن نتائج‬
‫عمليات تنظيم المجتمع‪.‬‬

‫‪-‬القوى العاملة‪ :‬بحيث تشمل طرق الحركة والتنفيذ‪ ،‬وضع المشروعات وتنفيذها‪ ،‬طرق جمع المواطنين‬
‫واكتشاف القيادات‪ ،‬التمويل‪ ،‬التقارير‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪-‬التسجيل‪ :‬وهو اإلثبات اليومي والدوري باألسلوب العملي لما تم اتخاذه من خطوات واجراءات في عمليات‬
‫التنظيم‪ ،‬واثبات المعلومات المنظمة من المجتمع وموارده واحتياجاته‪.‬‬
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬
‫‪République Algérienne Démocratique et Populair‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫‪Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬
‫جامعة حممد بوضياف‪ -‬املسيلة‪-‬‬
‫‪Université de Mohamed Boudiaf a M'sila‬‬
‫‪Faculté des sciences Humaines et Sociales‬‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫‪Département de Sociologie‬‬ ‫قسم علم االجتماع‬

‫مقياس‪:‬‬

‫العمل الاجتماعي‪ ،‬لطلبة السنة‬


‫الثانية‬
‫شعبة علم الاجتماع‪ ،‬نظام ‪L. M. D‬‬

‫الدكتورة‪ :‬بوساق هجيرة‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202 :‬‬


‫المحاضرة التاسعة‪:‬‬

‫*المحاضرة التاسعة‪:‬‬
‫‪ .1‬مناهج العمل االجتماعي‬
‫‪ -1-5‬المنهج العالجي‬
‫‪ -2-5‬المنهج الوقائي‬
‫‪-3-5‬المنهج اإلنمائي‬
‫‪-6‬وسائل العمل االجتماعي‬
‫‪ -1-6‬المقابلة‬
‫‪-2-6‬المالحظة‬
‫‪-5‬مناهج(أهداف) العمل االجتماعي( الخدمة االجتماعية)‪ :‬إذا اعتبرنا أن الخدمة أو التدخل يجمع في‬
‫هيكليته القيم واألهداف والقدسية والمعرفة واألسلوب‪ ،‬وانطالق من الفلسفة التي تستند عليها الخدمة‬
‫االجتماعية‪ ،‬فقد بلورت لنفسها أهدافا تسعى إليها من خالل عمليات التدخل المهني‪ ،‬وقد أخذت هذه األهداف‬
‫طابعا مختلفا بين أن تسعى لعالج الحاالت والمشكالت واألزمات‪ ،‬أو أن تقى الناس من الوقوع بالمشكالت‬
‫واألزمات‪ ،‬أو أن تساعد في تهيئة األجواء المناسبة وتسهم في تنمية األفراد والجماعات ليعيشوا بمنأى عن‬
‫المشكالت واألزمات بقدر اإلمكان‪ ،‬حيث يصبحوا قادرين على التكيف االجتماعي وعلى أداء أدوارهم‬
‫االجتماعية من غير صعوبات أو معوقات ذاتية أو بيئية‪ ،‬وتنحصر في ثالثة مناهج‪:‬‬
‫‪ -1-5‬المنهج (الهدف)العالجي‪:‬‬
‫مساعدة األفراد والجماعات على تحديد مشاكلهم وحلها أو على األقل تخفيف حدتها‪ ،‬تلك المشاكل‬
‫التي تنجم عن خلل في التوازن بينهم وبين محيطهم‪.‬‬
‫وتعمل الخدمة االجتماعية على إعادة تأهيل األفراد أو الجماعات أو المجتمعات ليصبحوا أكثر قدرة‬
‫على القيام بأدوارهم االجتماعية‪ ،‬ولذلك فإن التدخل المهني العالجي للخدمة االجتماعية يأخذ أبعاد تقوم‬
‫على دراسة المشكالت وتشخيصها ووضع الخطط والبرامج العالجية المناسبة لمواجهتها للقضاء عليها‪،‬‬
‫والحد من تأثيراتها السلبية على األقل‪ ،‬كما تعد برامج تأهيل جسماني ـو تأهيل مهني أو تأهيل نفسي‬
‫اجتماعي لألفراد‪ ،‬ليتاح لهم استثمار قدراتهم واستخدام طاقاتهم إلى أقصى قدر ممكن‪.‬‬
‫وتتدخل الخدمة االجتماعية عالجيا لتوفير المساعدات المادية أو العينية للمحتاجين إليها في إطار مواجهة‬
‫المشكالت واألزمات الطارئة‪ ،‬مثلما تتدخل في إنشاء مؤسسات ومراكز عالجية للفئات االجتماعية المنحرفة‬
‫أو المعاقة لتقويم انحرافها أو تجاوز إعاقتها‪.‬‬
‫‪ -2-5‬المنهج( الهدف) الوقائي‪ :‬تحديد المكان الذي قد ينجم عنه خلل في التوازن بين األفراد والمجموعات‬
‫من جهة ومحيطهم االجتماعي من جهة أخرى‪ ،‬ومحاولة لمنع خلل في التوازن‪.‬‬
‫فتعمل الخدمة االجتماعية على ما من شأنه وقاية األفراد من الوقوع في المشكالت واألزمات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتزيل من أمامهم ما يدفع بعضهم إلى االنحراف من جديد‪ ،‬بعد أن يتم عالجه وأعادته إلى‬
‫السيرة الطبيعية المقبولة في الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫وتتدخل الخدمة االجتماعية وقائيا عن طريق نشر الوعي العام وتحسين مستوى المعيشة وتطوير‬
‫ظروف البيئة وتغيير أنماط السلوك‪ ،‬يساعد األفراد والجماعات والمجتمعات على استثمار قدراتهم واستخدام‬
‫طاقاتهم الذاتية للتكيف واإلنتاج واالبداع‪.‬‬
‫وتهدف الخدمة االجتماعية من تدخلها الوقائي إلى التعرف على الظروف واألسباب المنشئة‬
‫للمشكالت الفردية واالجتماعية من خالل الدراسات والمسوح‪ ،‬وال تكتفي بمجرد التعرف عليها فقط‪ ،‬ولكن‬
‫تتعدى ذلك إلى وضع الخطط المناسبة للقضاء عليها‪ ،‬ومن خالل هذا الجهد قد يبرز أمامها حقائق في‬
‫المجتمع تشكل عقبة أمام التطور أو مساهمة كبيرة في االنحراف فتعمل على التغيير المخطط للوصول إلى‬
‫حالة اجتماعية أفضل تزيل تلك العقبة وتجنب المجتمع االنحراف‪.‬‬
‫ولذلك فإن الخدمة االجتماعية تساعد االفراد والجماعات والمجتمعات المحلية على تحديد المشكالت التي‬
‫يعانون منها أو يشعرون باعتراضها لحياتهم‪ ،‬وتواصل تدخلها هذا حتى وضع الحلول المناسبة لها‪ ،‬وهي‬
‫في سبيل ذلك تعمل على أيجاد جهد تعاوني تكاملي بين األطراف ذات العالقة الرسمية منها والشعبية‪.‬‬
‫‪ -3-5‬المنهج (الهدف)االنمائي‪ :‬باإلضافة إلى الهدفين (العالجي والوقائي) فإن الهدف الثالث هو البحث‬
‫عن الطاقات القصوى في األفراد والجماعات والمجتمعات‪ ،‬بهدف تنشيط هذه الطاقات وتعزيزها وايجاد‬
‫الفرص المناسبة لها‪.‬‬
‫فالتدخل يركز على الخلل في التوازن بين اإلنسان ومحيطه االجتماعي ويتمحور هذا التركيز حول‬
‫نقطتين مرتبطتين بعضهما ببعض (الشخص‪-‬الحالة) و(الجماعة –المحيط) بهدف الوصول إلى درجة‬
‫التكامل بين كل فرد ومحيطه االجتماعي‪ ،‬ويتم هذا التكامل بواسطة التفاعل والتغيير وذلك عن طريق‬
‫المهارات التقنية لألخصائي االجتماعي‪ ،‬ويعد الهدف األول واألخير للخدمة االجتماعية هو‪:‬‬
‫تكوين المواطن الصالح وأن هذا الهدف في الواقع هو هدف كل األهداف‪ ،‬وتحقيقه يعتبر ضرورة اجتماعية‬
‫وموضوع المواطن الصالح هو موضوع متعدد األبعاد والزوايا‪ ،‬وهو موضوع متغير تبعا لتغير المجتمع‬
‫ولألدوار االجتماعية المطلوبة من المواطن‪ .‬أي النظرة إلى اإلنسان وعالقاته االجتماعية واتجاهاته وأسلوب‬
‫تفكيره‪.. .‬الخ‬
‫إذا إننا نريد بناء اإلنسان الذي هو مجال التنمية االجتماعية في محيط المادة البشرية على مستويات‬
‫مختلفة‪ :‬جسمية‪ ،‬عقلية‪ ،‬عاطفية‪ ،‬معرفية‪ ،‬اجتماعية وثقافية‪،‬‬
‫وقد حدد محمد سيد فهمي أهداف الخدمة االجتماعية في‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة األفراد والجماعات على مواجهة مشكالتهم التي تعوق من أدائهم وأدوارهم‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬إحداث التغيير في النظم االجتماعية العتيقة التي لم تستطع القيام بدورها في سد‬
‫االحتياجات اإلنسانية المتغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬غرس القيم االجتماعية كالعدل واألمانة واحترام العمل واإلنجاز والدافعية واحترام الوقت‬
‫لدفع عجلة التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬منع المشكالت المرتبطة بالجريمة واإلدمان وذلك عن طريق تحسين الظروف االجتماعية‬
‫والتوعية الخاصة بهذه المشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة حجم الطاقة المنتجة في المجتمع وذلك نتيجة لعودة المتكاسلين والمنحرفين لعجلة‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب المجتمع أعباء اقتصادية مستقبلية بتوجيه هذه الفئات ومساعدتهم على مواجهة‬
‫مشاكلهم‪.‬‬
‫‪ -‬تدعيم التكافل والتضامن من االجتماعي‪ ،‬فالخدمة االجتماعية إحدى مظاهر العدالة والحب‬
‫والشعور الجمعي التي تبث في المواطن الوالء لمجتمعه حتى يتحمل بدوره تبعات وأعباء‬
‫التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬االكتشاف المبكر لألمراض االجتماعية ومظاهر التفكك‪ ،‬فمن خالل دراسة المشكالت‬
‫وتحليل أسبابها يستطيع المجتمع الوقوف على نقاط العلل التي كانت سببا في هذه‬
‫المشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في تنمية الموارد البشرية وذلك من خالل مجموعة من البرامج المعدة لنمو األفراد‬
‫والجماعات واإلعداد االجتماعي والنفسي بطريقة تضمن خلق المواطن الصالح‪.‬‬
‫وحسب فيصل محمود غرايبية فإن الخدمة االجتماعية على الصعيد التنموي أو اإلنمائي أو البنائي‬
‫تتدخل في سبيل تنمية القدرات الفردية والجماعية وفي سبيل تطوير المجتمع وتقدمه‪ ،‬ولذلك فهي تدلي برأيها‬
‫بالسياسات االجتماعية وتقترح ما يجب أن تحتويه‪ ،‬وتطالب بتالزم الجانبين االجتماعي واالقتصادي لخطط‬
‫التنمية‪ ،‬وتغذي روح العمل التطوعي والمشاركة الشعبية في الرعاية االجتماعية وفي تنمية المجتمع المحلي‪،‬‬
‫وتدعو إلى تحقيق التنمية المتكاملة المتوازنة المتعادلة بين شقي المجتمع الريفي والحضري‪ ،‬وتدعو إلى‬
‫تعزيز دور المرأة وتعد البرامج لزيادة هذا الدور وتحسين كفاءته‪ ،‬كما تسعى إلى العناية باألطفال واعداد‬
‫البرامج والخطط لالهتمام الخاص بهم‪ ،‬وكذلك االهتمام بالمسنين وتأمين الرعاية المتكاملة لهم‪.‬‬
‫‪-6‬وسائل العمل االجتماعي‪:‬‬
‫الخدمة االجتماعية مهنة ذات علم وفن‪ ،‬فهي دراسة نظرية تستند على مناهج وطرق ومبادئ‬
‫وفلسفة‪ ،‬وبالتالي فهي دراسة تسعى لبناء المعرفة‪ ،‬وهي فن ومهارات لتمكن الدارس المتخصص من التعامل‬
‫مع االنسان فردا أو جماعة أو مجتمعا ‪.‬‬
‫وان هذا التمكن الذي يوفره البناء المعرفي في الحقيقة‪ ،‬ال يتأتى من ذلك البناء المعرفي وحده‪ ،‬إنما‬
‫هو يحتاج إلى براعة في استخدامه ودراية لالستفادة منه‪ ،‬وهذا ما يسعى إليه فن الخدمة االجتماعية‪ ،‬حين‬
‫يركز على األساليب والتقنيات‪ ،‬أو حتى عندما يركز أكثر على التمسك بالفلسفة الديمقراطية والمبادئ‬
‫اإلنسانية والمثل العليا للخدمة االجتماعية‪ ،‬التي وضعت إطار أخالقيات المهنة ضمن هذه الفلسفة والمبادئ‬
‫والمثل‪.‬‬
‫وتتعدد الوسائل والتقنيات واألدوات التي يمكن االخصائي االجتماعي استخدامها في مجال عمله‪،‬‬
‫كما أنه ال يمكن المفاضلة فيما بينها ولكن كل أداة أو وسيلة تستخدم حسب مدى تناسبها مع الموقف وقد‬
‫تستخدم أكثر من أداة ووسيلة في وقت واحد‪...‬والبحث في مدى األفضلية حسب ما يمكن أن تحققه من‬
‫نتائج ولكل منها جوانب إيجابية وسلبية‪ ،‬وسوف موضح ذلك في ضوء تناولنا لبعض منها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-6‬المقابلة‪:‬‬
‫تحتل المقابلة مكانة متميزة في العمل المهني للخدمة االجتماعية بصفة عامة كما هو في المهن‬
‫والتخصصات اإلنسانية األخرى‪ ،‬وتختلف طبيعة المقابلة تبعا للطريقة ومستوى ووحدة العمل‪ ،‬وسوف نتناول‬
‫المقابلة كأداة وأسلوب لجمع البيانات على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1-1-6‬تعريف المقابلة‪:‬‬
‫أ‪ -‬يعرف ماكويي وماكويي المقابلة بأنها" تفاعل لفظي بين فردين في موقف مواجهة‪ ،‬يحاول أحدهما‬
‫استثارة بعض المعلومات والتعبيرات لدى اآلخر"‪.‬‬
‫ب‪ -‬ويعرف فيصل محمود غرايبية المقابلة بأنها "تفاعل لفظي يتم بين شخصين في موقف مواجهة‬
‫حيث يحاول أحدهما وهو القائم بالمقابلة‪ ،‬أن يستثير بعض المعلومات أو التغيرات لدى المبحوثين‪،‬‬
‫والتي تدور حول آرائه ومعتقداته‪ ،‬فالمقابلة هي ـعضل وسيلة الختيار وتقويم الصفات الشخصية‪،‬‬
‫وذات فائدة كبرى في تشخيص ومعالجة المشكالت اإلنسانية وخاصة العاطفية منها‪ ،‬وذات فائدة‬
‫كبرى في االستشارات‪ ،‬وتزود الباحث بمعلومات إضافية تؤكد المعلومات التي حصل عليها بواسطة‬
‫وسائل أخرى من وسائل جوع المعلومات "‪.‬‬
‫‪ -2-1-6‬إجراءات المقابلة‪ :‬عند التمعن في المقابلة من الناحية العملية نجدها تتكون من اإلجراءات‬
‫التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬االعداد‪ :‬ويتضمن إعداد الخطوط العريضة والمحاور الرئيسية التي تدور حولها المقابلة وموضوعات‬
‫المناقشة‪ ،‬وتحديد أسلوب بدء المقابلة وتحديد األسئلة الرئيسية‪ ،‬واالطالع على ما تيسر من معلومات من‬
‫الوسائل األخرى حتى تتحدد النواحي المطلوب فيها المزيد من المعلومات‪.‬‬
‫ب‪ -‬الزمان‪ :‬يجب أن يكون الزمن كافيا إلجراء المقابلة ‪.‬‬
‫ت‪ -‬المكان‪ :‬يجب أن يكون مكان المقابلة غرفة خاصة هادئة خالية من الضوضاء والمقاطعات والتدخل ‪.‬‬
‫ث‪ -‬البدء‪ :‬تبدأ المقابلة عادة بحديث ترحيب وحديث عام حتى ال تكون البداية حادة قبل الدخول في الموضوع‬
‫‪.‬‬
‫ج‪ -‬تكوين االلفة‪ :‬إن تكوين األلفة والتجارب نقطة هامة في إجراء المقابلة وتتضمن األلفة االحترام والفهم‬
‫واالهتمام واإلخالص المتبادل والثقة المتبادلة ‪.‬‬
‫ح‪ -‬المالحظة‪ :‬أي مالحظة سلوك صاحب الحالة وكالمه وحركاته وتعبيراته ومالمح وجهه‪.‬‬
‫خ‪ -‬االصغاء‪ :‬يجب أن يكون إصغاء االخصائي االجتماعي أكثر من كالمه‪ ،‬وأن يكون االصغاء بعقل واع‬
‫واهتمام وتعبير عن المشاركة االنفعالية والتعبير المناسب مما يساعد على التنفيس االنفعالي من جانب‬
‫صاحب الحالة‪.‬‬
‫د‪ -‬التقبل‪ :‬ويعني تقل صاحب الحالة وما يقوله بكل حرية وتسامح وليس تقبل سلوكه ويجب أن يدرك هو‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ذ‪ -‬التوضيح‪ :‬ويتضمن ذلك ربط األفكار وتوضيحها وهذا يساعد على التركيز حول الموضوع الرئيسي للمقابلة‬
‫واستمرارها واشعار صاحب الحالة باالهتمام واالنتباه‪.‬‬
‫ر‪ -‬األسئلة‪ :‬ويعتبر إعداد وتوجيه األسئلة أثناء المقابلة مهارة هامة‪ ،‬إذ يجب اختيار األسئلة المناسبة بصيغة‬
‫مناسبة وفي الوقت المناسب وتوجيهها بطريقة تشعر المقابل بأهمية اإلجابة عنها بصدق‪.‬‬
‫ز‪ -‬الكالم‪ :‬يقصد كالم وجديث وتعليقات االخصائي االجتماعي بأسلوب بفهمه صاحب الحالة‪ ،‬وينصح بترك‬
‫المجال له ليتكلم أكثر مما يتكلم هو وتشجيعه على الكالم بكافة الوسائل ‪.‬‬
‫س‪ -‬التسجيل‪ :‬يالحظ أن بعض أصحاب الحاالت بمجرد أن يرى االخصائي االجتماعي يكتب يمتنع تماما‬
‫عن االدالء بأي معلومة‪ ،‬واذا رأى أي جهاز يشك في أنه جهاز تسجيل وتتعقد األمور ولتفادي هذه‬
‫المشكالت تقترح وارترز ضرورة تعريف هؤالء بأهمية التسجيل واستئذانهم في ذلك ‪.‬وأن تقتصر الكتابة‬
‫أثناء المقابلة على الضروري وارجاء ما يمكن إرجاؤه إلى نهاية المقابلة وحفظها في ملف الحالة‪.‬‬
‫ش‪ -‬إنهاء المقابلة‪ :‬يجب أن تنتهي المقابلة عند تحقيق هدفها‪ ،‬وأن يكون إنهاء المقابلة متدرجا‪ ،‬وليس مفاجئا‬
‫بانتهاء الزمن أو انتهاء وقت العمل‪ ،‬مما قد يشعر باإلحباط والرفض‪ ،‬ومن أساليب إنهاء المقابلة الشائعة‬
‫استع ارض وتلخيص ما دار فيها واإلشارة إلى موعد المقابلة القادمة‪.‬‬
‫‪-3-1-6‬طرق العمل في المقابلة‪:‬‬
‫أ‪ -‬المقابلة في العمل مع الفرد‪ :‬المقابلة هي اجتماع االخصائي االجتماعي بصاحب الحالة أو غيره وجها‬
‫لوجه‪ ،‬وهي وسيلة يتمكن بها من الحصول على المعلومات التي تهمه في التشخيص‪ ،‬كما أنها أيضا إحدى‬
‫وسائل التشحيص والعالج‪ ،‬وتختلف المقابلة في العمل مع االفراد عن المهن والفنون األخرى فهي ال تسعى‬
‫لغرض شخصي أو لكسب مادي‪ ،‬ولكم هي وسيلة لفهم الموقف على حقيقته تمهيدا لتوجيه الدوافع اإلنسانية‬
‫ومساعدة الناس على التخلص من العوامل النفسية السلبية ‪.‬كما أنها من احسن الفرص المتاحة لألخصائي‬
‫االجتماعي لمالحظة صاحب الحالة‪.‬‬
‫وللمقابلة في العمل مع األفراد أغراض يمكن أن تحددها في‪:‬‬
‫‪ -‬اعطاء فرصة لالستماع إلى مشكلته والوصول إلى معرفة نوع حاجاته واكتشاف مستوياته العقلية وعالقتها‬
‫بمشكلته‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين عالقة مهنية مع الفرد يكون على أساسها الثقة والتفاهم وتكون بدورها أساسا لما يتبع من الصلة بين‬
‫االخصائي وصاحب الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على مصادر المعلومات التي تعين االخصائي على فهم الموقف ومناقشة الطرق الممكنة إلثبات‬
‫استحقاق الفرد الخدمة المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬اتاحة الفرص للفرد خالل المقابلة للتعبير عن مشاعره السلبية واإليجابية وأزالة المخاوف فيما يتعلق بالموقف‬
‫الذي يعاني منه وتخفيف شعوره بالضعف بسبب التجائه المساعدة ‪.‬‬
‫‪ -‬البدء في توجيه دوافع الفرد لكي يعتمد على نفسه وذلك بتشجيعه على المساهمة في بذل ما يمكن بذله من‬
‫نشاط لعالج موقفه‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقابلة في العمل مع الجماعة‪:‬‬
‫تمثل المقابلة في العمل مع الجماعة مكانة متميزة وهي وسيلة هامة النضمام األعضاء الجدد للجماعة‪،‬‬
‫وعقد اللقاء أو المقابلة معهم للتعرف على المعلومات المرتبطة بانضمامهم لتحقيق مبدأ تكوين الجماعة على‬
‫أساس مرسوم‪ ،‬ويقوم االخصائي بمساعدته عل اختيار الجماعة التي يريد االنضمام إليها ‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدم أخصائي الجماعة المقابلة بين األفراد الذين يتولون بعض المسئوليات القيادية داخل الجماعة‬
‫وذلك بهدف معاونتهم على أداء مسئولياتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدم االخصائي االجتماعي المقابلة لمساعدة األفراد الذين يلقون صعوبة في مباشرة دورهم داخل‬
‫الجماعة ويعاونون من سوء التكيف‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدمها االخصائي االجتماعي لمساعدة األعضاء على االنسحاب من الجماعات التي ال تتفق‬
‫وحاجاتهم ‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدمها مع ممثلي الجماعات المنتخبين داخل المؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدمها للعمل مع األفراد الذين يحتاجون لمساعدة خارجية من البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدمها لدراسة ومالحظة سلوكيات بعض أفراد الجماعة أو لتطبيق مقاييس‪.‬‬
‫ومهارة المقابلة من المهارات األساسية لمساعدة أخصائي خدمة الجماعة على تحقيق وظائفه وأهدافه التي‬
‫تتعلق ليس فقط للعمل مع الجماعة كجماعة‪ ،‬وانما العمل مع بعص االفراد في إطار خدمة الجماعة‪.‬‬
‫ج‪-‬المقابلة في العمل مع المجتمع‪:‬‬
‫تعتبر المقابالت من الوسائل األساسية في طريقة تنظيم المجتمع وتنميته ويمكن تقسيم المقابالت إلى عدة‬
‫أنواع‪:‬‬
‫‪ -‬المقابلة بين قيادات المجتمع وجماعاته وتكون وسيلة فعالة إلقناع المواطنين للمشاركة‬
‫وتدعيم مشروعات تنظيم المجتمع‪ ،‬وكسب تأييدهم واستشارتهم لإلحساس بمشكالت هذا‬
‫المجتمع والمطالبة بإحداث التغيير المناسب ‪.‬‬
‫‪ -‬مقابالت األخصائي االجتماعي مع قيادات وجماعات المجتمع‪ ،‬وفي هذا المجال تعتبر‬
‫المقابالت هي المجال الذي يسمح بتوفير المناخ المناسب لنمو القيادات ونضجها وتحقيق‬
‫عمليات تنظيم المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬مقابالت القيادات المجتمعية مع القيادات التنفيذية في المجتمع‪ ،‬ويمتاز هذا النوع من‬
‫المقابالت أنه لقاء الوجه بالوجه بين القيادات المجتمعية التي تعايش المشكالت‪ ،‬وربما‬
‫لديها أنجع الحلول لمقابلة هذه المشكالت مع المسئولين التنفيذيين الذين يمكن أن تكون‬
‫بيدهم سلطة أخذ الق اررات في هذا الشأن ‪.‬‬
‫تشكل هذه المقابالت فرصة شرح أبعاد المشكالت ونقل وجهة نظر المجتمع ومدى معاناته إلى المسئولين‬
‫كما تسمح هذه المقابالت بالتوصل إلى تقريب وجهات النظر والحلول البديلة التي تتمشى مع مقابلة‬
‫احتياجات المجتمع وفقا إلمكانيات المنظمات المسئولة في المجتمع‪.‬‬
‫ولكن هذا ال يمنع من وجود بعض السلبيات لهذه المقابلة من بينها أنها قد ال تتفق وسياسة الباب المفتوح‪،‬‬
‫أو أنها قد تمثل ضغطا على المسئولين أو مضيعة للوقت إذا تركت بدون تنظيم‪ ،‬أو قد تسمح بتحقيق بعض‬
‫األهداف العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬المقابالت التي تتم بين قيادات المجتمع والخبراء بغرض رفع مستوى إدراكهم ألبعاد‬
‫المشكالت وأسبابها الحقيقية‪ ،‬وأنسب الحلول من واقع الخبرة العملية لمقابلة تلك المشكالت‪،‬‬
‫وتساهم هذه المقابالت في كسب تأييد قيادات المجتمع للمشروعات عن اقتناع وبعد‬
‫المناقشات‪.‬‬
‫‪-4-1-6‬المهارات واألساليب الفنية للمقابلة‪:‬‬
‫تحتاج المقابلة إلى بعض المهارات التي يمكن إجمالها على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصراخة والوضوح‪:‬هي الوسيلة الفعالة التي تساعد االخصائي االجتماعي على اكتساب ثقة المتعاملين‪،‬‬
‫وتدخل في نفسه األمن والطمأنينة وتمهد لتكوين العالقة المهنية التي تعتمد عليها في إنجاح المقابالت‪.‬‬
‫ب‪ -‬محاولة تخليص صاحب الحالة من الحيل الدفاعية‪ :‬عندما يلجأ الحالة لبعض الحيل الدفاعية على شكل‬
‫المقاومة‪ ،‬وخاصة في المقابالت األولى‪ ،‬فعلى االخصائي االجتماعي أن يفهم دوافع ذلك ويقدرها ويساعده‬
‫على تذليلها ويحرص على تقبله واكتساب ثقته واحترامه حتى يستطيع مواجهته باتجاهاته المختلفة بلباقة‬
‫وحسن تصرف‪.‬‬
‫ت‪ -‬البدء مع وحدة العمل من حيث هي‪ :‬يجب على االخصائي االجتماعي البدء بما يستشير وحدة العمل‬
‫ويجذب انتباهه‪ ،‬ويجعله متحمسا للمشاركة أي يبدأ ببؤرة اهتمام وحدة العمل ثم يحرص على توجيهه بلباقة‬
‫إلى البداية السليمة التي يراها االخصائي االجتماعي مناسبة‪.‬‬
‫ث‪ -‬عدم مقاطعة المقابل‪ :‬يعتمد االخصائي االجتماعي على ما يقوله المقابل من معلومات وحقائق فلذلك يجب‬
‫أن يتيح له الفرصة للتعبير عن نفسه وعن وجهة نظره‪ ،‬أما إذا خرج عن موضوع المشكلة فيمكن توجيهه‬
‫عن طريق األسئلة التحويلية الترابطية وبذلك يعيده إلى الموضوع األصلي‪.‬‬
‫ج‪ -‬توجيه المقابل لموضوعات محددة‪ :‬بالرغم من أن االخصائي االجتماعي يترك للمقابل الحرية الكافية للتعبير‬
‫عن مشكلته ومشاعره فإنه ال يقف موقفا سلبيا أثناء المقابلة‪ ،‬ولكنه يتدخل عندما يتطلب األمر ذلك وحاصة‬
‫مع أصحاب الحاالت الذين يتكلمون كثي ار عن أشياء بعيدة عن المشكلة‪ ،‬وعندئذ يحول الحديث إلى الموضوع‬
‫الذي يريده بأسئلة مباشرة عن موضوع ينتقيه االخصائي االجتماعي أو ينتقي جانبا نعيبنا أو أكثر من‬
‫الجوانب الدراسية للتركيز عليها نظ ار ألهميته الخاصة سواء لصاحب الحالة أو للمشكلة‪.‬‬
‫ح‪ -‬اشراك صاحب الحالة في الخطوات التالية‪ :‬يجب على االخصائي االجتماعي في نهاية كل مقابلة إشراك‬
‫صاحب الحالة في الخطوات التالية سواء في تحديد المصادر الدراسية الواجب الرجوع لها‪ ،‬أو تحديد موعد‬
‫اللقاء التالي‪ ،‬أو تحديد المهام التي سينجزها‪ ،‬أو تحديد المسؤوليات التي سيتحملها صاحب الحالة وما إلى‬
‫ذلك‪ ،‬ألن عدم إشراكه يدفعه إلى مقاومة المقابلة‪.‬‬
‫‪ -2-6‬المالحظة‪ :‬يلجأ االخصائي االجتماعي في عمله مع الوحدات اإلنسانية (فرد‪ ،‬أسرة‪ ،‬جماعة‪ ،‬منظمة‪،‬‬
‫مجتمع) إلى مالحظة ما يدور فيها‪ ،‬وما يبدوا على وجه المحيطين به من تعبيرات‪ ،‬وما يقومون به من‬
‫سلوك أو استجابات لتصرفاته معهم في مواقف الممارسة المهنية‪ ،‬لمالحظة التقدم الذي يط أر على وحدة‬
‫العمل ‪.‬‬
‫وتعتبر المالحظة من الوسائل األساسية لجمع المعلومات من صاحب الحالة وأسرته وبيئته وكيفية تناوله‬
‫للموضوع أو المشكلة‪ ،‬فالمالحظة من أهم األساليب في دراسة السلوك االجتماعي ‪.‬‬
‫وسوف نتناول مفهوم المالحظة كأداة وأسلوب لجمع البيانان على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1-2-6‬تعريف المالحظة‪:‬‬
‫تعرف المالحظة "بأنها المشاهدة الدقيقة لظاهرة ما‪ ،‬مع االستفادة بأساليب البحث والدراسة التي تتالءم مع‬
‫طبيعة الظاهرة‪ ،‬وهذا هو المعنى العام للمالحظة‪ ،‬وكذلك يستخدم هذا المصطلح نفسه بمعنى خاص‪ ،‬فيطلق‬
‫على الحقائق المشاهدة التي يقررها الباحث في فرع خاص من فروع المعرفة‪.‬‬
‫والمالحظة لغويا هي المعاينة المباشرة للشيء أو مشاهدته وهو ينمو من الوضع الذي هو عليه"‪.‬‬
‫و المالحظة حسب علماء االجتماع عبارة عن تفاعل وتبادل المعلومات بين شخصين أو أكثر واآلخر‬
‫المستجيب أو المبحوث عن طريق جمع معلومات محددة حول موضوع معين ويالحظ أثناء الباحث ما يثار‬
‫من ردود فعل على المبحوث"‪.‬‬
‫وتعرف أيضا‪":‬بأنها مراقبة مقصودة تستهدف رصد أي تفسيرات تحدث على موضوع المالحظة‪ ،‬سواء كانت‬
‫ظاهرة طبيعية أو إنسانية أو مناخية "‪.‬‬
‫و المالحظة "انتباه مقصود ومنظم وضابط للظواهر أو االحداث أو األمور من أجل اكتشاف أسبابها‬
‫وقوانينها‪ ،‬باستخدام الحواس المختلفة وخاصة حاسة البصر"‪.‬‬
‫‪ -2-2-6‬أهمية المالحظة‪ :‬تعود أهمية استخدام االخصائي االجتماعي لمهارة المالحظة في المواقف‬
‫المختلفة للعوامل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تؤكد على قدرة االخصائي على تطبيق الجوانب النظرية‪ ،‬واستخدامها في توظيف ما حصل عليه من حقائق‬
‫ومعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬تؤكد على قدرته في استخدام ما يتميز به ذاتيا في استخدام بعض حواسه‪ ،‬وتجاوبه مع موضوع الممارسة‬
‫واستخدامه للمكونات الواقعية‪.‬‬
‫‪ -‬تؤكد على أن االخصائي االجتماعي قادر على تطبيق المنهجية العلمية والبداية الصحيحة للحصول على‬
‫الحقائق أو تأكيد ما توصل إليه‪.‬‬
‫‪ -‬توضح تفاعل االخصائي االجتماعي مع الواقع الفعلي واإلحساس الحقيقي لما يصدر من الطرف اآلخر (‬
‫الفرد‪ -‬الجماعة –المجتمع)‪.‬‬
‫‪ -‬تعبر عن االهتمام بالتعبير اإلنساني اللفظي وغير اللفظي‪ ،‬وهذا ال يمكن تحقيقه إال من خالل التعبير‬
‫اللفظي‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد المستفيدين من الخدمة االجتماعية على استم اررية التعامل والتفاعل مع االخصائي االجتماعي‪ ،‬ألنه‬
‫دليل على اهتمامه واحترامه لهم في المواقف السلبية أو اإليجابية‪.‬‬
‫‪ -‬تساهم في وضع خطة لعملية المساعدة مبنية على حقائق مؤكدة من الواقع ألن هذه الوسيلة أكثر واقعية‬
‫من الوسائل األخرى‪.‬‬
‫‪-3-2-6‬طرق العمل في المالحظة‪:‬‬
‫أ‪ -‬المالحظة في العمل مع الفرد‪:‬تبدأ المالحظة في طريقة خدمة الفرد عند بداية المقابلة األولى والى نهايتها‪،‬‬
‫وأول خطوات المالحظة هي االدراك الحسي‪ ،‬فال يمكن ألية معلومات جديدة أن تدخل إلى عقل االنسان‬
‫إال عن طريق الحواس‪ ،‬إذ أن االدراك الحسي يسبق االدراك العقلي ‪.‬‬
‫فالمالحظة تعتمد على الحواس‪ ،‬وهذه الحواس صادقة ما دامت سليمة وطبيعية‪ ،‬وعلى العقل تفسير هذه‬
‫المحسوسات وتحليل مدلولها‪.‬‬
‫ب‪ -‬المالحظة في العمل مع الجماعات‪ :‬تعتبر المالحظة في خدمة الجماعة من أهم أساليب دراسة السلوك‬
‫الجماعي وتسجيله بالطريقة السردية‪ ،‬وهي تحتل مكان الصدارة بين أساليب دراسة ديناميات الجماعة وفي‬
‫دراسة السلوك الجماعي‪ ،‬حيث تعتبر المالحظة من أهم األدوات التي يستخدمها االخصائي االجتماعي بأن‬
‫يحدد الهدف من قيامه بالمالحظة‪ ،‬وما الذي يجب مالحظته من سلوك ومواقف‪ ،‬وكيفية تسجيله ألنماط‬
‫السلوك أو التفاعل الذي يخضع لمالحظته‪.‬‬
‫وقد حدد توماس دوجالس أهمية المالحظة في العمل مع الجماعات في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬معرفة نمط االتصال في الجماعة ‪.‬‬
‫‪ -‬فهم ديناميات عملية صنع القرار في الجماعة‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة وفهم وسائل التعبير غير اللفظية المصاحبة لعملية التفاعل الجماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة وفهم العوامل التي ترتبط بالقوى والتأثير في فهم العملية الجماعية ‪.‬‬
‫وتتم المالحظة في العمل مع الجماعات إما عن طريق االعضاء أنفسهم أو بواسطة االخصائي االجتماعي‪،‬‬
‫فالمالحظة ألعضاء الجماعة تساعد في إدراك أعضاء وسائل لتسجيل مالحظاتهم أهمها الجداول واليوميات‬
‫ومقاييس التقدير المتدرجة‪.‬‬
‫ت‪ -‬المالحظة في العمل مع المجتمع‪ :‬تتضح أهمية المالحظة كوسيلة أساسية يستخدمها األخصائي االجتماعي‬
‫في مختلف الوسائل‪ ،‬بهدف التعرف على المجتمع والمشكالت والموارد التي يمكن االستفادة منها في النهوض‬
‫بالمجتمع‪ ،‬ويستخدم االخصائي االجتماعي في ممارسة تنظيم المجتمع المالحظة كوسيلة أساسية لجمع‬
‫البيانات(المعلومات) التي ال يمكن جمعها بطريقة أخرى‪ ،‬وذلك من خال اللقاءات واالحتكاكات مع سكان‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫وقد قسم جاتي المالحظة أثناء المشاركة إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ -‬عندما يكون المالحظ فيه موجودا بدنيا‪ ،‬ولكنه ال يتفاعل مع المواقف الظاهرة ‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يشارك المالحظ في الموقف في حدود اهتماماته فقط وجمع المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يصبح مشاركا حقيقيا في الموقف‪ ،‬وبعد ذلك بمالحظة ما قام به من سلوك ويحل ما قام به من أفعال‬
‫ويستخدم االخصائي االجتماعي الممارس لطريقة تنظيم المجتمع المالحظة أـثناء المشاركة‪ ،‬أثناء مساعدته‬
‫للمجتمع المحلي‪ ،‬الذي يعمل نعه حتى يستطيع من خاللها معرفة القيادات واألدوار المؤثرة في المجتمع‬
‫المحلي‪ ،‬والذي يستطيع الممارس أن يستثمرها لتحقيق األهداف الذي يسعى إليها‪.‬‬

You might also like