Professional Documents
Culture Documents
مقياس:
ولكن ممارسة العمل االجتماعي -باعتباره مهنة -تستند إلى حد ما على أساس علمي ،يرجع إلى
البدايات األولى للقرن التاسع عشر ،وبدأت هذه الممارسة في أول األمر في الواليات المتحدة
األمريكية وانجلت ار ،بعد نهاية نظام اإلقطاع وظهور الثورة الصناعية وما ترتب عنها من انتشار للفقر والتسول
والتشرد واآلفات االجتماعية ،ولذلك قامت هذه الدول بتشكيل هيئات وجمعيات ومنظمات لتقديم الرعاية لمن
طا وثيًقا بالصحة العامة والمرض النفسي في
هم بحاجة لها ،ولقد ارتبط تطوير مهنة العمل االجتماعي ارتبا ً
البداية ،وبحلول القرن العشرين ومع التطورات العلمية والتكنولوجية وجد العالم نفسه أمام عدة مشكالت
اجتماعية تأخذ في االنتشار في مختلف المجتمعات المتقدمة منها والمتخلفة ،الفقيرة منها والغنية ،عندما
انعكست عليها منجزات الحضارة وتوجهات المدينة ،فقد أصبح الفقر ظاهرة بارزة تبعا لتفشي البطالة ،وأصبح
التحضر يخلف أزمات ومشكالت كثيرة ،مما وسع نطاق العمل االجتماعي ليشمل مجاالت متعددة.
والعمل االجتماعي يستهدف العنصر البشري تحديداً ،بحيث يقوم على جملة من المقومات الرئيسية
التي تجعل منه عمالً متكامالً يسعى لخدمة البشرية ،لذلك نجده منتش اًر في كافة دول العالم ،ويسعى إلى
تحقيق جملة من األهداف الرئيسية والفرعية ،ألن العمل االجتماعي يهدف عموما إلى العناية باألشخاص
الذين يعانون داخل المجتمعات ،هؤالء األشخاص يحتاجون إلى من يرافقهم ويساندهم ويدعمهم.
ونظ اًر ألهميته سنحاول التعرف على مفهوم العمل االجتماعي ،ونشأته وتطوره عبر العصور ،وكذا أهمية
وأهداف ومقومات العمل االجتماعي وعالقته بالعلوم األخرى ،وأهم الوسائل واألدوات التي يستخدمها
االخصائي االجتماعي في عالج المشكالت االجتماعية ،وطرق العمل االجتماعي ،كما اخترنا أن نستعرض
أهم مجاالت العمل االجتماعي والتي يتم تناولها في االعمال الموجهة بتفصيل أكثر.
ماهية العمل االجتماعي -1
- 1-1مفهوم العمل االجتماعي:
يختلف مفهوم العمل االجتماعي باختالف األطر والمجاالت التي تتعامل مع هذا المفهوم ،فبينما
لمفهوم العمل االجتماعي معنى خاص في إطار علم االجتماع والدراسات السوسيولوجية ،نجد أن نفس
المفهوم يختلف معناه في االطار العام في الوقت الذي تستخدمه طريقة تنظيم المجتمع كإحدى طرق الخدمة
االجتماعية .وهناك العديد من المفاهيم التي تناولت العمل االجتماعي نذكر منها:
-تعريف على بن إبراهيم النملة ":يقصد بالعمل االجتماعي ذلك األداء المناط بكيانات إدارية حكومية أو
غير حكومية ،تعمل على تحقيق الرفاه االجتماعي ( و ازرات الشؤون االجتماعية والجهات األخرى الحكومية
وغير الحكومية التي تقدم خدمات اجتماعية ) ،ومن المهم هنا التوكيد أن العمل االجتماعي هو في محصلته
النهائية عمل خيري بالمفهوم الشامل للعمل الخيري حتى وان تعددت أهدافه وتنوعت وظائفه".
-ويعرف العمل االجتماعي بأنه :هو مجموعة من العمليات المقصودة والمنتظمة التي تهدف بشكل رئيسي
إلى إحداث التغييرات المختلفة في السياسات العامة القائمة في الوقت الحاضر ،أو فيما ينتج عن البرامج
والخطط ،حيث يقوم به مجموعة من األفراد الممثلين للشعب ،على شكل مجموعات أو هيئات تخضع للقيادة
من قائد أخصائي اجتماعي ،حيث تتحقق العديد من األهداف االجتماعية المرغوبة ،والتي تنتج عنها تغيرات
إيجابية واضحة.
-ويمكن تعريف العمل االجتماعي أيضاً على أنه "أحد المهن العصرية العملية التي تطبق األساليب الحديثة
في العمل االجتماعي والخدماتي اإلنساني ،حيث ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر ،وأوائل القرن التاسع
عشر كنتيجة حتمية عن الثورة الصناعية التي زادت االنتقال من األرياف إلى المدن ،وأدت إلى العديد من
الهجرات الواسعة ،وصاحب ذلك ُجملة من التغييرات االجتماعية ،سواء على نمط المعيشة ،أو على الصحة،
والعالقات االجتماعية".
-وهناك مفهوم آخر للعمل االجتماعي" ،حيث إنه أحد العلوم اإلنسانية التي تقوم على العديد من المبادئ
والقيم االجتماعية ،وعلى رأسها مبدأ دعم ومساندة الذات االجتماعية ،ويمثل أحد أهم الجوانب اإلنسانية التي
تهدف إلى مساعدة البشر ،حيث ظهر بعد الحرب العالمية الثانية كأحد أبرز الفنون الحديثة في التعامل مع
العنصر البشري".
-ويعرف أيضا "هو مجهود جماعي منظم يهدف إلى ضمان التقدم االجتماعي والى حل المشكالت
االجتماعية التي تؤثر في أعداد كبيرة من الناس ،عن طريق التأثير في التشريع االجتماعي أو الجهات التي
تدير مشروعات الرعاية االجتماعية".
-وهناك من يرى بأنه" هو حق من حقوق اإلنسان يستطيع عن طريق جهوده مع غيره من الناس ،إلى
توجيه تغيير في المؤسسات العامة لتلبية احتياجاته واشباع رغباته بطرق صحيحة وسليمة".
-ويعرف أيضا :العمل االجتماعي يهدف إلى احداث تغيرات في النظم السياسية في المجتمع ،لصالح
الفئات الضعيفة مهضومة الحقوق ،بحيث يتطلب األمر العمل على تنظيمها لتستطيع مطالبة المجتمع
بموارد مناسبة أو بمعاملة عام أي أن األمر يتطلب إعادة توزيع القوة والموارد واكتساب صوت أعلى في
اتخاذ الق اررات ،أو احداث تغيرات في سياسات أو برامج أو خطط المنظمات الرسمية لصالح هذه الفئات
الضعيفة.
-ويعرفه رشيد زرواتي :العمل االجتماعي أو اإلجراء االجتماعي" :هو جزء من اإلصالح االجتماعي الذي
يمكن لألخصائيين االجتماعيين القيام به في حدود مهنتهم ،فالخدمة االجتماعية باإلضافة إلى أنها تعمل
على مساعدة األفراد والجماعات على النمو والتكيف فإنها تعمل أيضا من جانب آخر على تغيير الظروف
المحيطة بهم واصالحها.
وعلى هذا يمكن القول بأن العمل االجتماعي يتمثل في المجهود الذي يقوم بقيادته األخصائيون كي يساهموا
في العمل على تغيير الظروف البيئية بدرجة تكفل مستويات أفضل للمعيشة".
ويشير مصطلح (إجراء اجتماعي ،عمل اجتماعي) إلى جهود منظمة مشروعة تهدف إلى استثارة الرأي
العام للمطالبة بأهداف اجتماعية مرغوب فيها.
ولقد ظهر العمل االجتماعي (اإلجراء االجتماعي) بنمو حركة المحالت االجتماعية العالمية،
فالمحلة تصبح مركز للحي يتالقى فيه سكانه بقصد بحث مشاكلهم في أوربا في القرن الثامن عشر.
كما يعرفه أيضا بأنه" مجهود جماعي منظم يهدف إلى ضمان التقدم االجتماعي ،والى حل المشكالت
االجتماعية التي تؤثر في أعداد كبيرة من الناس ،عن طريق التأثير في التشريع االجتماعي أو الجهات التي
تدير مشروعات الرعاية االجتماعية.
-تعريف االجرائي للعمل االجتماعي:
"هو مجموعة العمليات المقصودة التي يقوم بها أفراد يمثلون مجتمعهم ،أو تلك التي يقوم بها الشعب من
خالل جماعات أو هيئات لتحقيق أهداف اجتماعية مرغوبة ،عن طريق مطالبة السلطات المسؤولة بإحداث
تغيرات في السياسات العامة القائمة أو فيما ينبثق عنها من سياسات أخرى أو الخطط والبرامج المنفذة".
-2-1 -أهمية العمل االجتماعي :يحتاج المجتمع إلى العديد من األفراد المنضمين إلى ركب العمل
االجتماعي ،وخاصة بعد النتائج اإليجابية التي حققها العاملون في هذا المجال ،وسندرج ً
عددا من
النقاط التي تبين أهمية العمل االجتماعي فيما يلي:
أ -تلبية حاجة السوق من األيدي العاملة ورأب الصدع الناجم عن التضخم االقتصادي الذي اجتاح دول
العالم ككل وخاصة دول العالم الثالث التي تعاني من وضع اقتصادي ٍ
مترد.
ب -تحقيق المساواة في الفرص لكال الجنسين ولكافة األديان والعروق والطوائف دون تمييز.
ت -اإلعداد السليم للشباب ليكونوا قادرين على اإلنتاج واإلنجاز وتحمل المسؤولية وأعباء المجتمع الموكلة
إليهم.
ث -ترسيخ القواعد األولية للحوار والنقاش بين األطراف وتقبل اآلخر واحترامه.
ج -إجراء الدراسات البحثية االجتماعية التي تُعنى بكل صغيرة وكبيرة في المجتمع من أجل االرتقاء به
وحل مشاكله كافة.
ح -يقّلل إلى حد كبير األعباء الواقعة على عاتق الحكومة.
خ -يقلل األخطاء والعيوب المنتشرة في المجتمع.
د -يعتبر أكثر تأثي اًر وفاعلية من العمل الفردي.
ذ -يعتبر شامالً لكافة فئات المجتمع.
ر -يقوي الجانب الرقابي على األجهزة الحكومية
المشكالت المختلفة.
ز -يعزز جانب الوعي واإلدراك حول عالج وحل ُ
س -ينظم عمل المسؤولين في اللجان المختلفة.
ش -يحدد المشكالت بكل دقة من خالل دراستها دراسة عميقة وعلمية وبشكل موضوعي ،مما يساهم في
حلها.
ص -يوصل إلى الحقائق الالزمة ،ويضع البدائل ،ويختار األفضل منها.
ض -يتابع العمل االجتماعي واإلنساني ،ويحرص على التخطيط العلمي الجيد له.
-3-1أهداف العمل االجتماعي:
أ -المساعدة على إيجاد تنظيم اجتماعي شعبي يمثلهم لدى مسؤولين مثل لجان التنمية االجتماعية أو
الجمعيات المحلية.
ب -تحديد المشكلة ودراستها دراسة علمية دقيقة.
ت -إيصال الحقائق التي توصل إليها األخصائي االجتماعي (إن األخصائيون االجتماعيون يمارسون
أعمالهم من خالل مؤسسات وهيئات حكومية رسمية بينما العمال االجتماعي يقوم به هيئات ومنظمات
شعبية باألصل يبتعد األخصائي االجتماعي عن ممارسة العمل االجتماعي.
ث -تقديم المقترحات لحل المشكالت.
ج -مناقشة هذه المقترحات.
ح -اختيار أنسب المقترحات والمطالبة بها.
خ -تحديد الجهات والسلطات المسؤولة التي تدخل في نطاقها حل المشكلة.
د -تحديد الوسائل التي يمكن استخدامها في مطالبة المسؤولين (رفع الطلبات ،تشكيل لجان من الناس
ومقابلة المسؤولين في مكاتبهم وشرح طلباتهم ،دعوة المسؤولين لزيارة المنطقة لرؤية المشكلة على الطبيعة،
رفع الشكاوى والمطالبة من خالل وسائل اإلعالم ،المؤتمرات والندوات والمحاضرات ،)....إذا لم يجدي ذلك
نستخدم أساليب الضغط من خالل المؤسسات المدنية واألحزاب السياسية بتنظيم مظاهرات سلمية وتنظيم
مسيرات دون عنف أو إخالل بالنظام وذلك في البلديات التي تتمتع بالحرية.
ذ -متابعة العمل االجتماعي.
ر -تقييم العمل االجتماعي.
-4-1مقومات العمل االجتماعي:
أ -االعتماد على التخطيط العلمي.
ب -أن يكون التنظيم الذي يتبنى العمل االجتماعي تنظيما شعبيا يمثل كل الفئات.
ت -أن تكون أهداف العمل االجتماعي أهداف عامة ومشروعة.
ث -مراعاة تطبيق مبادئ تنظيم المجتمع.
ج -أن يكون لدى الناس وعي بالمشكالت الموجودة لدى المجتمع.
تبعا للقطاعات الرئيسية في
-5-1مجاالت العمل االجتماعي :تتنوع مجاالت العمل االجتماعي وتتنوع ً
تحديدا ،ومن أبرز تلك المجاالت نذكر :العمل التطوعي العام مثل المشاركة في
ً الدولة ،التي تهم المواطن
إزالة األوساخ من الحي أو طالء جدران المباني بألوان زاهية وجميلة .المجال الحقوقي الذي يتفرع لعدة
أقسام أبرزها وأكثرها أهمية حقوق األطفال والحرص على ضمانها .العمل في المجال النفسي الذي يعنى
بدراسة التغيرات الطارئة على الشخصية وسبل تحسينها .تأهيل األحداث ،وهم األشخاص الذين ارتكبوا
مخالفات وجنايات رغم صغر عمرهم .المجال األسري الذي يركز على إنشاء األسرة في جو حميمي سليم
بعيدا عن العنف والمشاحنات .التطوع المدرسي الذي ينمي روح التعاون لدى طلبة المدارس ويجعلهم يرتقون
ً
بمرافقهم الصفية لألفضل .العمل في مجال حقوق المرأة فهنالك الكثير من النساء الالتي يعانين من
االضطهاد واالستغالل والعنف .التطوع في مجاالت اإلغاثة العالمية وحقوق اإلنسان الذي تعرض للصراعات
والحروب في العالم .العمل من أجل الحد من مستوى الجريمة بعد دراسة أسبابها والوقوف عند الحلول
األنسب .التطوع لذوي االحتياجات الخاصة ومساعدتهم على االندماج في المجتمع .التطوع في المجال
الطبي مثل حمالت التبرع بالدم والتوعية لألمراض المستعصية المنتشرة .العمل في المجال التوعوي للشباب
والمخاطر التي تحدق بهم كالمخدرات والتدخين وغيرها .التطوع لدى الكهول وكبار السن ومساعدتهم على
االعتناء بحالتهم النفسية والجسدية.
اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية
République Algérienne Démocratique et Populair
وزارة التعليم العايل والبحث العلمي
Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique
جامعة حممد بوضياف -املسيلة-
Université de Mohamed Boudiaf a M'sila
Faculté des sciences Humaines et Sociales كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية
Département de Sociologie قسم علم االجتماع
مقياس:
مقياس:
مقياس:
-3-3-2الخدمة االجتماعية في المجتمعات اإلسالمية :المجتمعات العربية كانت وال تزال مجتمعات
الرعاية االجتماعية قبل أن تظهر القوانين الوضعية في المجتمعات الغربية بآالف السنين ،وكانت الرأسمالية
الغربية تعتبر الفقر مشكلة فردية تأتي لكسل الفرد وتقصيره في بذل جهود بعكس الغني الذي جمع أمواله
بحسن تصرفه وذكاءه ،وهذه الرأسمالية اضطرت وتحت ظروف وأزمات اقتصادية ،أن تعترف بما ينبغي
للفقراء من حقوق في ظل قوانين النظام االجتماعي وبرامج التأمينات االجتماعية والمساعدات العامة،
والماركسيون أروا أنه ال سبيل للقضاء على الفقر إال عن طريق القضاء على األغنياء ومصادرة أموالهم
وحرمانهم من التملك الفردي واستيالء الحكومة على جميع وسائل اإلنتاج وتحمل مسؤوليات الرعاية
االجتماعية والقضاء على الفقر والحرمان والبطالة ،أما موقف اإلسالم من مشكلة الفقر فقد رأيناه سابقا
إضافة إلى نظام التماسك االجتماعي أو التكفل االجتماعي ،ومن أهم ما تميزت به الخدمة االجتماعية في
المجتمعات اإلسالمية ،ففي سنة 1718م عندما عاد رفاعة الطنطاوي من فرنسا إلى مصر ،كان متأث ار
بخدمات الرعاية االجتماعية فيها ،فدعا إلى تكوين الجمعيات الخيرية ،وحث األغنياء على التبرع ورصد
الوقف على الفقراء والمحتاجين .وطالب بإنشاء مدارس لتعليم المكفوفين (من اإلناث) ،واقامة مستشفيات
لمعالجة المرضى وذوي العاهات والعناية باأليتام والمسنين ومرضى العقل ،كما دعا إلى إنشاء جمعيات
خيرية والعناية باأليتام والمسنين ومرضى العقل ،كما دعا إلقراض المدنيين والمفلسين من التجار والمتعطلين
وانقاذهم من التعامل بالربا ،وفي عام 1781م قدم جمال الدين األفغاني إلى مصر ،وأخذ يدعو في مجالس
أهل العلم وأرباب القلم إلى الكتابة في المسائل االجتماعية ،وقد صاحب حركة التحرر الفكري الدعوة إلى
أهمية إصالح حالة المجتمع في الجوانب السياسية واالجتماعية وبرزت بعض الحركات منها:
أ -حركة الجمعيات الخيرية :وهدفها لم يكن مجرد النهوض بالمستوى االجتماعي للمواطنين الفقراء ،بل
كانت تهتم بنشر الثقافة األجنبية والترويج لمذاهبها الدينية ،واهتمت هذه الجمعيات بإنشاء المدارس لتعليم
الفقراء من الجنسين وتقديم المساعدات المادية لألسر الفقيرة ،وقام األقباط بجهود مماثلة لنشر التعليم بين
الفقراء األقباط وتكونت جمعية التوفيق القبطية في عام 1771م لتوفير المساعدات المالية للفقراء ،ولقد نجح
الشيخ محمد عبده في تكوين الجمعية الخيرية اإلسالمية الثانية في العام 1772م ،وكانت غايتها إنشاء
المدارس لتعليم أبناء الفقراء ومساعدتهم ،كما اهتم بمحاربة األساليب التبشيرية للجمعيات األجنبية إلغراء
الفقراء المسلمين ،وحثهم على ترك عقيدتهم ،وقام باالشتراك مع الشيخ رشيد رضا بتكوين جمعية الدعوة
واإلرشاد إلعادة ثقة المسلمين في دينهم ومقومة حركة التبشير ،وتكونت عام 1772م جمعية العروي الوثقى
اإلسالمية بمدينة اإلسكندرية لرعاية األطفال واأليتام واللقطاء ،ويرجع إلى هذه الجمعية الفضل في إنشاء
المدارس التي تعنى بالتعليم الصناعي ألول مرة في مصر.
ب -مؤسسات الرعاية اإليوائية :شعرت بعض الجمعيات األهلية بحاجة إلى ظروفهم األسرية فأقدمت على
إنشاء المالجئ لرعاية األطفال اليتامى واالهتمام بهم ،وفي سنة 9111امتد نشاط الجمعيات التبشيرية إليواء
األطفال المسلمين وتضافرت بعد ذلك الجهود الشعبية مع المجالس المحلية ومجالس المحافظات إلنشاء
المالجئ حتى شملت المحافظات كافة بوجه عام ،وكانت هذه المالجئ تضم خليط من األطفال الصم
والمكفوفين والبكم والمعوقين وضعاف العقول ،كما ولم تتوفر فيها الشروط الصحية أو التغذية الالزمة.
-1-2الخدمة االجتماعية في القرن العشرين :لقد شهدت الخدمة االجتماعية في القرن العشرين تطو ار
معتب ار فعوضا أن كانت تعتمد على مبدأ اإلحسان وأنها عموما عبارة عن مساعدات فردية ضيقة ،فإنها
أصبحت تنظمها الدولة وتعتمد على مبدأ العدالة والمساواة بين األفراد ،وأصبح لها مناهج ووسائل ومفاهيم
ونظريات ،وهكذا أصبحت الخدمة االجتماعية تعني تلك المعرفة النظرية والعملية لمساعدة من هم بحاجة
إلى مساعدة ،وسنعرض لتطور الخدمة االجتماعية في كل من أمريكا ومصر.
أ -الخدمة االجتماعية في أمريكا :في أوائل القرن العشرين أصدرت الحكومة األمريكية العديد من
التشريعات الخاصة برعاية الطفل واالم ـوتوسعت برامج الرعاية االجتماعية ،وتعددت مؤسساتها
المحلية والقومية ،ومن بينها المؤسسة القومية لعالج مرض السل والوقاية منه عام ،1781المؤسسة
األمريكية للتشريع العمالي عام ، 1786باإلضافة إلى الجمعيات الخيرية األهلية مثل جمعية رعاية
األسرة وجمعية االتحاد القومي للمحالت االجتماعية عام 1711وجمعية الفتيات الكشافة األمريكية
للصحة والرعاية االجتماعية عام .1711
-كما ساهمت هذه المرحلة في نفس الوقت بتكوين لجان قوميين تهدف في اإلشراف والمتابعة بمجاالت
الرعاية االجتماعية المتنوعة ،وغيرها من المجاالت وكذلك رعاية األحداث والمنحرفين ومن أمثلة تلك
اللجان ( اللجنة القومية لألطفال العاملين عام ،1786اللجنة القومية عام 1787والعيادات الطبية
عام.)1781
-أما عن المتطوعين فكان لهم النصيب األكبر في القيام باألعمال الخيرية واإلنسانية واالجتماعية وهذا
مما ساعد المتطوعين المدربين في إنجاز أعمالهم في مختلف المجاالت الرعاية االجتماعية والعمل
التطوعي ،وأيضا امتازت هذه المرحلة بإنشاء هيئات التنسيق والتنظيم بين المؤسسات االجتماعية ومن
أمثلة ذلك ،مجلس مؤسسات اإلحسان عام 1787و المؤسسات االجتماعية وهيئات التمويل المشترك
عام.1713
ويتبين من المرحلة السابقة أنها مثلت آلية عمل منظمة من تأسيس مؤسسة اجتماعية وتشكيل لجان
متخصصة فرق عمل مكونة من مجموعة متطوعين مدربين لديهم استعداد لقيام ونجاح العمل األهلي
التطوعي .
ولكن في عام 1712أعلن فلكستر أن الخدمة االجتماعية كمهنة وليدة ينقصها الكثير لتستكمل مقوماتها
كمهنة .
-وفي عام 1711وفي المؤتمر القومي للخدمة االجتماعية أعلن أهم المعايير التي لم تتوفر للمهنة وهي
القاعدة العلمية واألساليب الفنية والنظام التعليمي الخاص بها ،والشروط الالزمة لممارسي المهنة
(االخصائيين االجتماعيين)و هذا يعتبر بداية لظهور الخدمة االجتماعية .
وفي عام 1718عقد المؤتمر القومي للخدمة االجتماعية واعترف بخدمة الفرد كأول طريقة لمهنة -
الخدمة االجتماعية ،وتقرر تدريها في كل مدارس الخدمة االجتماعية ،وفي نفس العام أصدرت ماري
ريتشموند كتابها"التشخيص االجتماعي" ،وقد تضمن المعرفة العلمية الضرورية للتعامل مع األفراد،
كما تضمن المهارات التي أثبتتها من الخبرات الميدانية ،وفي عام 1717افتتحت مدرسة لتدريب
األخصائيين لتأهيلهم للعمي مع الجنود المصابين بصدمة القنابل وباالضطرابات العصبية وفي نفس
العام تكونت الجمعية األمريكية لألخصائيين االجتماعيين العاملين في المجال الطبي .
-وفي عام 1717تم إنشاء الجمعية األمريكية لألخصائيين االجتماعيين النفسانيين ،وفي عام 1727
عقد مؤتمر ميلفورد وتقرر أن خدمة الفرد هو مساعدة الفرد الذي يعاني من مشكالت اجتماعية ونفسية
على التكيف مع البيئة.
-وفي نفس العام 1727تكونت اللجنة الدولية لمدارس الخدمة االجتماعية لظم المؤسسات والمدارس
التعليمية لمدارس الخدمة االجتماعية ومجاالتها ،وبها تحول المتطوع األعمال الخيرية إلى اختصاصي
اجتماعي ،كما تم انضمام عدد كبير من هؤالء المدربين واالختصاصيين والمتطوعين في مجموعة
دورات دراسية وتدريبية ،فكان الهدف من تلك الدورات هو ألحاق االختصاصيين إلى أعلى مستوى من
العلم.
-وفي عام 1738أصدرت جريس كويل كتابا بعنوان" العملية االجتماعية للجماعات المنظمة " وحللت
فيه السلوك اإلنساني في الجماعات ،واعترف بطريقة "خدمة الجماعة" كطريقة ثانية للخدمة االجتماعية
عام .1736
وفي سنة 1733م أنشئ المجلس الوطني للخدمة االجتماعية في أمريكا ،ثم عدل اسمه إلى المجلس -
الوطني للرعاية االجتماعية ،بعد اتساع ميدان نشاطه سنة 9191وتضمنت أهم مهامه ما يلي:
-دراسة المشكالت االجتماعية ورسم السياسة االجتماعية الفعالة.
تقديم المنشورات الفنية لألجهزة العملة في ميدان الرعاية االجتماعية -
تقديم التسهيالت واإلمكانيات الممكنة لمنظمات األعضاء في المجلس -
تشجيع الجهود التطوعية في مجال العمل االجتماعي. -
ومع تعدد منظمات الرعاية االجتماعية التي يعمل بها أخصائيون اجتماعيون بدأت تظهر الحاجة إلى
التعامل مع هذه المنظمات بغرض تدعيمها ولتسهيل التعامل مع العمالء.
-وفي عام 1716اعترف المؤتمر القومي للخدمة االجتماعية" بتنظيم المجتمع "كطريقة أساسية في
مهنة الخدمة االجتماعية وتكونت نفس العام الجمعية االمريكية لدراسة تنظيم المجتمع .ثم ظهرت
مرحلة تكوين المنظمات المهنية وأهمها:
-المجلس المؤقت ألعضاء الجمعية االجتماعية عام .1718
-مجلس تعليم الخدمة االجتماعية C S W Eعام .1713
-الجمعية القومية لألخصائيين االجتماعيين N A S Wعام .1711
-أكاديمية الخدمة االجتماعية A C S Wعام .1761
-وفي نفس العام ،1761أنشئت الجمعية الوطنية لألخصائيين والتي هدفت بالممارسة المهنية للخدمة
االجتماعية من منظور خدمة الفرد والجماعة والمجتمع.
ثم تأتي مرحلة االزدهار العلمي واالحتراف المهني وفي هذه المرحلة ازداد االهتمام بإصدار الدوريات
العلمية ،وعقد المؤتمرات العلمية .
ففي عام 1771حددت الجمعيات القومية لألخصائي االجتماعي تصنيفا يحدد متطلبات تعليمية وخبرة
لكل مستوى مهني من تلك المستويات .
-االهتمام بتخريج الـأخصائيين االجتماعيين .
-الترخيص بمزاولة المهنة واألجور والممارسة الخاصة .
-تم اصدار الدوريات العلمية ومنها دائرة معارف الخدمة االجتماعية ،قاموس الخدمة االجتماعية .1778
جريدة الخدمة االجتماعية عام 1777التي تهتم بنشر االخبار االجتماعية والقضايا والمشكالت والعمل على
كيفية معالجتها بتوظيف مهنة الخدمة االجتماعية بطرقها الثالث ،وبهذا ازدادت المؤتمرات العلمية التي
هدفت في التعرف على مفهوم الخدمة االجتماعية والتعرف على إيجاد الحلول على المستوى الفردي
والجماعي والمجتمعي.
-وهكذا وصلت الخدمة االجتماعية إلى درجة المهنية واالحترافية ،وانعكس ذلك على وجود روابط دولية
لمدارس الخدمة االجتماعية.
في مصر :تأثرت الخدمة االجتماعية في مصر بالمدرسة األمريكية فقد تم نقلها من خالل سرتا فهمي -
في القاهرة ومنى صدقي في اإلسكندرية ،ويحمالن الجنسية األمريكية ،وكذلك من خالل رواد الخدمة
االجتماعية األوائل.
وأهم ما ميز مالمح الخدمة االجتماعية في مصر.
-تعاظم دور المؤسسات األهلية في تقديم برامج الرعاية االجتماعية.
-اهتمام الحكومة برعاية األطفال والنساء العامالت في الصناعة والتجارة وحمايتهم من االستغالل
وصدور تشريع عام 1787يقضي بعدم تشغيل األطفال دون سن العاشرة ،ثم جاء قانون تنظيم تشغيل
النساء وحرم اشتغالهم ليال عام .1723
-االهتمام برعاية الشباب عام ،1728االهتمام الملحوظ برعاية المسنين حيث أنشأ دار شيوخ
"أنطونيادس" ،1721ثم دار "سانتا فاليسيا" بباكوس باإلسكندرية عام ،1727ثم دار للعجزة اإليطالي
عام.1733
-االهتمام برعاية المتسولين حيث صدر قانون رقم 17عام .1733
-االهتمام بالعيادات النفسية ،حيث أنشأ أول عيادة نفسية عام .1731
وتعتبر هذه المرحلة البداية الحقيقية لمهنة الخدمة االجتماعية في مصر ،حيث تم االهتمام بإنشاء
مدارس الخدمة االجتماعية وبعض الجمعيات المهنية.
-فتم تأسيس جمعية الدراسات والبحوث العلمية االجتماعية عام 1731على يد جالية يونانية وقامت
بإنشاء مدرسة الخدمة االجتماعية لمدينة اإلسكندرية في نفس العام ،وهي المعهد العالي للخدمة
االجتماعية باإلسكندرية حاليا.
-تكون اتحاد المشتغلين بالمهنة عام 1738من مصريين وأجانب.
وأهم األنشطة التي قامت عن إنشاء المؤسسات السابقة:
أجراء د ارسة على مشكلة الفقر عام . 1737
دراسة مشكلة األطفال المشردين عام.1737
إنشاء مكتب الخدمة االجتماعية لرعاية األحداث عام 1737
إنشاء مكتب لألبحاث االجتماعية لألحداث باإلسكندرية عام .1711
صدور قانون رقم 121عام 1712لرعاية األحداث .
وفي عام 1718تخرجت الدفعات األولى من االخصائيين االجتماعيين ووجدوا أمامهم فرص
للعمل بو ازرة الشؤون االجتماعية .
في 1711تأسيس الجمعية المصرية لألخصائيين االجتماعيين .
-قامت الدولة وألول مرة بإنشاء المعهد العالي للخدمة االجتماعية للفتيات بالقاهرة " وهو كلية الخدمة
االجتماعية بجامعة خلوان حاليا ،ويعد ذلك اعترافا من الدولة بمهنة الخدمة االجتماعية.
-صدور أول قانون للضمان االجتماعي رقم 116عام 1718وهو يكفل حق الفقير في معاش نقدي
شهري .
-إنشاء مجالس تنسيق الخدمات باألحياء بمدينة اإلسكندرية عام ،1711وتوالت بعد ذلك إنشاء المجالس
في مدن أخرى.
-إنشاء مركز نموذجي لرعاية المكفوفين بحلمية الزيتون وهو مركز يمد خدماته للمكفوفين المصريين
وكافة المكفوفين في الدول العربية .
-ثم تأتي مرحلة االهتمام بتعليم وممارسة الخدمة االجتماعية ،واهتم في هذه المرحلة بالتوسع بإنشاء
المعاهد التعليمية للخدمة االجتماعية وتطوير الدراسة بها ،وكذلك االهتمام برفع المستوى العلمي لتدريس
المهنة وبداية الدراسات العليا ،وكان لقيام ثورة يوليو 1712األثر في محاولة القضاء على التخلف فبي
المجتمع وتحقيق العدالة االجتماعية ،فزادت حركة تنظيم المؤسسات التي تعمل في مجال الرعاية
االجتماعية ،وتم إصدار القوانين التي تنظم عملها وتحددت عالقاتها بالدولة واتسع نطاق ومستويات
العمل في منظمات الرعاية االجتماعية.
ومن أهم مالمح هذه المرحلة:
-التوسع في أنشاء المعاهد التعليمية وتطوير الدراسة بها .
-ظهور مؤسسات تعمل على مستوى محافظات في مجاالت متعددة النشاط مثل االتحادات اإلقليمية،
وكذلك لجنة التخطيط القومي 1718لتخطيط برامج الرعاية االجتماعية في مختلف المجاالت ,
-كما أصبح هناك منظمات تعمل على المستوى القومي مثل االتحاد النوعي لرعاية االحداث ،1711
اتحاد رعاية ذوي العاهات ،1711المجلس األعلى لتنظيم األـسرة عام ،1761المجلس القومي للطفولة
لمحو االمية ...الخ
-وبصدور القونين االشتراكية عام ،1761ونتيجة للتوسع في مؤسسات الرعاية االجتماعي المختلفة في
جميع المجاالت بدأت ممارسة الخدمة االجتماعية تخرج عن نطاق الخدمة المدرسية إلى مجاالت أخرى
مثل المستشفيات المصانع ...الخ
-مرحلة االزدهار العلمي لمهنة الخدمة االجتماعية من 1778إلى يومنا هذا ،وفي هذه المرحلة توالى
إنشاء معاهد وكليات الخدمة االجتماعية ،كما تم االهتمام بعقد المؤتمرات العلمية ،واصدار المؤلفات
والمجالت العلمية في الخدمة االجتماعية ،وكذلك االهتمام بتعديل اللوائح المرتبطة بمناهج بعض
الكليات وتطورت أساليب الممارسة في الخدمة االجتماعية ،نحو الممارسة "العامة للخدمة االجتماعية"،
والتي تهتم بالممارسة مع مختلف الوحدات – الوحدات الصغرى (أفراد ،أسر) ،الوحدات المتوسطة(
الجماعات الصغرى ،المؤسسة ،)...الوحدات الكبرى (المجتمع المحلي ،المجتمع القومي)...
وهكذا نالحظ أن الخدمة االجتماعية مرت بثالث مراحل أساسية:
تمثلت المرحلة األولى :في مرحلة الشيوع واالرتجال ،وفيها كانت الخدمات االجتماعية يقدمها
األقارب وذوي النفوذ وكبار السن ورجال الدين ،كما لم تكن هناك مؤسسات مستقلة خاصة تقدم فيها هذه
الخدمات على النحو الذي عليه حاليا.
وأما المرحلة الثانية :فتمثلت في صدور قوانين الفقر المتوالية في إنجلت ار وأمريكا خالل القرن الثامن
عشر والتاسع عشر ،إذ ظهرت خالل هذه الفترة الحاجة إلى مشرفين على شؤون الفقراء ومراقبين زائرين
لتنفيذ ومتابعة وقوانين الفقراء ،كما ظهرت الحاجة إلى إيجاد وظائف في المستشفيات ،يتخصص شاغلوها
للتحري عن حالة الفقراء وزيارتهم في منازلهم لمتابعة العالج كوظيفة سيدة اإلحسان ،والممرضة الزائرة
والمدرس الزائر ،وال شك أن هذه الوظائف كانت هي النواة األولى التي مهدت لميالد مهنة الخدمة
االجتماعية.
وكانت الخطوة األولى لميالد هذه المهنة عندما نادت " ماري ريتشموند" المشرفة على جمعية
تنظيم اإلحسان " بفيالدلفيا" بأهمية إعداد دراسات للعاملين بالمؤسسة االجتماعية أتزودهم باألساليب العلمية
لدراسة الحاالت لتبدأ أول دورة تدريبية لهم سنة 1777م ،ولتبدأ معها مرحلة التخصص المهني في خدمة
الفرد كأول طريقة في الخدمة االجتماعية.
أما المرحلة الثالثة :فتمثلت في المرحلة المهنية ،والتي بدأت في أوائل القرن العشرين وصاحب
ذلك الدفعة األولى من األخصائيين االجتماعيين من جامعة كولومبيا ،لتمارس خدمة الفرد أو ل مرة بأسلوب
جديد قام على أنقاض تاريخ طويل من العشوائية واالرتجال .وقد وضعت "ناري ريتشموند" اللبنة األولى
لخدمة الفرد في كتابها "التشخيص االجتماعي" سنة 9191م ،لتحدد إطارها العام وأهدافها واألساليب التي
تتبع فيها.
اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية
République Algérienne Démocratique et Populair
وزارة التعليم العايل والبحث العلمي
Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique
جامعة حممد بوضياف -املسيلة-
Université de Mohamed Boudiaf a M'sila
Faculté des sciences Humaines et Sociales كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية
Département de Sociologie قسم علم االجتماع
مقياس:
مقياس:
مقياس:
مقياس:
يستخدم الممارسون المهنيون في تنظيم العديد من الوسائل واألدوات خالل تنفيذهم لخطوات هذه
الطريقة ،أي خالل مراحل الدراسة والتخطيط واثارة الوعي ،والتنفيذ والتقويم وأهم هذه الوسائل:
-اإليضاح :وذلك عن طريق االتصال بالمؤسسات القائمة بالخدمات وهذه الوسيلة تتطلب فهما وقدرة ومهارة
في تنظيم العالقات العامة حيث يشمل اإليضاح المجتمع وما فيه من مؤسسات ،وموارد وعدد السكان
والمشكالت...إلخ.
-االستشارات الفنية :وتتناول هذه االستشارات وسائل الميزانيات ورسم الخطط ،واثارة الوعي االجتماعي
واظهار المشاكل وطرق توضيحها.
-المفاوضات :وهي عبارة عن االتصال باألفراد والجماعات مع مالحظة اختيار وسائل هذا االتصال وكيفية
المناقشة ،واثارة االهتمام والوصول إلى المشاركة ثم التنفيذ.
-الندوات واالجتماعات :وتهتم هذه الندوات واالجتماعات لمناقشة مشكالت تتصل بالمجتمع أو مشكالت
عامة وتوضيح أبعادها وأخطارها وكيفية مواجهة هذه المشكالت ،وتكوين رأي عام تجاه موضوع معين،
وتسمح هذه الطريقة بمشاركة أكبر عدد ممكن من المواطنين لوضع الخطط ورسم السياسة.
-اللجان :وهي اإلدارة األساسية في طريقة تنظيم المجتمع ،فيتم تشكيل اللجان إما لدراسة موضوعات
معينة وتقديم الرأي والمشورة ،وقد تكون لجان دائمة أو لجان مؤقتة ،ويختلف عدد أفرادها وفقا للمسؤوليات
الملقاة على عاتقها.
-وسيلة اإلدارة :وتتطلب ذلك أخصائي اجتماعي مدرك ألهميتها ودورها في وضع نظام إشرافي إداري
لوضع نظم الميزانيات وبنود اإلنفاق....إلخ.
-العالقات الخارجية :ونعني بهذا أن يكون للمؤسسة برنامج للعالقات الخارجية يربط بين غايات الهيئة
ووسائلها في تحقيق األهداف.
-العمل االجتماعي :ويقصد به الجهود المبذولة إليجاد الحلول للمشاكل المشتركة وهو عبارة عن نتائج
عمليات تنظيم المجتمع.
-القوى العاملة :بحيث تشمل طرق الحركة والتنفيذ ،وضع المشروعات وتنفيذها ،طرق جمع المواطنين
واكتشاف القيادات ،التمويل ،التقارير...إلخ.
-التسجيل :وهو اإلثبات اليومي والدوري باألسلوب العملي لما تم اتخاذه من خطوات واجراءات في عمليات
التنظيم ،واثبات المعلومات المنظمة من المجتمع وموارده واحتياجاته.
اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية
République Algérienne Démocratique et Populair
وزارة التعليم العايل والبحث العلمي
Ministère de l'enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique
جامعة حممد بوضياف -املسيلة-
Université de Mohamed Boudiaf a M'sila
Faculté des sciences Humaines et Sociales كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية
Département de Sociologie قسم علم االجتماع
مقياس:
*المحاضرة التاسعة:
.1مناهج العمل االجتماعي
-1-5المنهج العالجي
-2-5المنهج الوقائي
-3-5المنهج اإلنمائي
-6وسائل العمل االجتماعي
-1-6المقابلة
-2-6المالحظة
-5مناهج(أهداف) العمل االجتماعي( الخدمة االجتماعية) :إذا اعتبرنا أن الخدمة أو التدخل يجمع في
هيكليته القيم واألهداف والقدسية والمعرفة واألسلوب ،وانطالق من الفلسفة التي تستند عليها الخدمة
االجتماعية ،فقد بلورت لنفسها أهدافا تسعى إليها من خالل عمليات التدخل المهني ،وقد أخذت هذه األهداف
طابعا مختلفا بين أن تسعى لعالج الحاالت والمشكالت واألزمات ،أو أن تقى الناس من الوقوع بالمشكالت
واألزمات ،أو أن تساعد في تهيئة األجواء المناسبة وتسهم في تنمية األفراد والجماعات ليعيشوا بمنأى عن
المشكالت واألزمات بقدر اإلمكان ،حيث يصبحوا قادرين على التكيف االجتماعي وعلى أداء أدوارهم
االجتماعية من غير صعوبات أو معوقات ذاتية أو بيئية ،وتنحصر في ثالثة مناهج:
-1-5المنهج (الهدف)العالجي:
مساعدة األفراد والجماعات على تحديد مشاكلهم وحلها أو على األقل تخفيف حدتها ،تلك المشاكل
التي تنجم عن خلل في التوازن بينهم وبين محيطهم.
وتعمل الخدمة االجتماعية على إعادة تأهيل األفراد أو الجماعات أو المجتمعات ليصبحوا أكثر قدرة
على القيام بأدوارهم االجتماعية ،ولذلك فإن التدخل المهني العالجي للخدمة االجتماعية يأخذ أبعاد تقوم
على دراسة المشكالت وتشخيصها ووضع الخطط والبرامج العالجية المناسبة لمواجهتها للقضاء عليها،
والحد من تأثيراتها السلبية على األقل ،كما تعد برامج تأهيل جسماني ـو تأهيل مهني أو تأهيل نفسي
اجتماعي لألفراد ،ليتاح لهم استثمار قدراتهم واستخدام طاقاتهم إلى أقصى قدر ممكن.
وتتدخل الخدمة االجتماعية عالجيا لتوفير المساعدات المادية أو العينية للمحتاجين إليها في إطار مواجهة
المشكالت واألزمات الطارئة ،مثلما تتدخل في إنشاء مؤسسات ومراكز عالجية للفئات االجتماعية المنحرفة
أو المعاقة لتقويم انحرافها أو تجاوز إعاقتها.
-2-5المنهج( الهدف) الوقائي :تحديد المكان الذي قد ينجم عنه خلل في التوازن بين األفراد والمجموعات
من جهة ومحيطهم االجتماعي من جهة أخرى ،ومحاولة لمنع خلل في التوازن.
فتعمل الخدمة االجتماعية على ما من شأنه وقاية األفراد من الوقوع في المشكالت واألزمات
االجتماعية ،وتزيل من أمامهم ما يدفع بعضهم إلى االنحراف من جديد ،بعد أن يتم عالجه وأعادته إلى
السيرة الطبيعية المقبولة في الحياة االجتماعية.
وتتدخل الخدمة االجتماعية وقائيا عن طريق نشر الوعي العام وتحسين مستوى المعيشة وتطوير
ظروف البيئة وتغيير أنماط السلوك ،يساعد األفراد والجماعات والمجتمعات على استثمار قدراتهم واستخدام
طاقاتهم الذاتية للتكيف واإلنتاج واالبداع.
وتهدف الخدمة االجتماعية من تدخلها الوقائي إلى التعرف على الظروف واألسباب المنشئة
للمشكالت الفردية واالجتماعية من خالل الدراسات والمسوح ،وال تكتفي بمجرد التعرف عليها فقط ،ولكن
تتعدى ذلك إلى وضع الخطط المناسبة للقضاء عليها ،ومن خالل هذا الجهد قد يبرز أمامها حقائق في
المجتمع تشكل عقبة أمام التطور أو مساهمة كبيرة في االنحراف فتعمل على التغيير المخطط للوصول إلى
حالة اجتماعية أفضل تزيل تلك العقبة وتجنب المجتمع االنحراف.
ولذلك فإن الخدمة االجتماعية تساعد االفراد والجماعات والمجتمعات المحلية على تحديد المشكالت التي
يعانون منها أو يشعرون باعتراضها لحياتهم ،وتواصل تدخلها هذا حتى وضع الحلول المناسبة لها ،وهي
في سبيل ذلك تعمل على أيجاد جهد تعاوني تكاملي بين األطراف ذات العالقة الرسمية منها والشعبية.
-3-5المنهج (الهدف)االنمائي :باإلضافة إلى الهدفين (العالجي والوقائي) فإن الهدف الثالث هو البحث
عن الطاقات القصوى في األفراد والجماعات والمجتمعات ،بهدف تنشيط هذه الطاقات وتعزيزها وايجاد
الفرص المناسبة لها.
فالتدخل يركز على الخلل في التوازن بين اإلنسان ومحيطه االجتماعي ويتمحور هذا التركيز حول
نقطتين مرتبطتين بعضهما ببعض (الشخص-الحالة) و(الجماعة –المحيط) بهدف الوصول إلى درجة
التكامل بين كل فرد ومحيطه االجتماعي ،ويتم هذا التكامل بواسطة التفاعل والتغيير وذلك عن طريق
المهارات التقنية لألخصائي االجتماعي ،ويعد الهدف األول واألخير للخدمة االجتماعية هو:
تكوين المواطن الصالح وأن هذا الهدف في الواقع هو هدف كل األهداف ،وتحقيقه يعتبر ضرورة اجتماعية
وموضوع المواطن الصالح هو موضوع متعدد األبعاد والزوايا ،وهو موضوع متغير تبعا لتغير المجتمع
ولألدوار االجتماعية المطلوبة من المواطن .أي النظرة إلى اإلنسان وعالقاته االجتماعية واتجاهاته وأسلوب
تفكيره.. .الخ
إذا إننا نريد بناء اإلنسان الذي هو مجال التنمية االجتماعية في محيط المادة البشرية على مستويات
مختلفة :جسمية ،عقلية ،عاطفية ،معرفية ،اجتماعية وثقافية،
وقد حدد محمد سيد فهمي أهداف الخدمة االجتماعية في:
-مساعدة األفراد والجماعات على مواجهة مشكالتهم التي تعوق من أدائهم وأدوارهم
االجتماعية.
-إحداث التغيير في النظم االجتماعية العتيقة التي لم تستطع القيام بدورها في سد
االحتياجات اإلنسانية المتغيرة.
-غرس القيم االجتماعية كالعدل واألمانة واحترام العمل واإلنجاز والدافعية واحترام الوقت
لدفع عجلة التنمية.
-منع المشكالت المرتبطة بالجريمة واإلدمان وذلك عن طريق تحسين الظروف االجتماعية
والتوعية الخاصة بهذه المشكالت.
-زيادة حجم الطاقة المنتجة في المجتمع وذلك نتيجة لعودة المتكاسلين والمنحرفين لعجلة
اإلنتاج.
-تجنب المجتمع أعباء اقتصادية مستقبلية بتوجيه هذه الفئات ومساعدتهم على مواجهة
مشاكلهم.
-تدعيم التكافل والتضامن من االجتماعي ،فالخدمة االجتماعية إحدى مظاهر العدالة والحب
والشعور الجمعي التي تبث في المواطن الوالء لمجتمعه حتى يتحمل بدوره تبعات وأعباء
التنمية.
-االكتشاف المبكر لألمراض االجتماعية ومظاهر التفكك ،فمن خالل دراسة المشكالت
وتحليل أسبابها يستطيع المجتمع الوقوف على نقاط العلل التي كانت سببا في هذه
المشكالت.
-المساهمة في تنمية الموارد البشرية وذلك من خالل مجموعة من البرامج المعدة لنمو األفراد
والجماعات واإلعداد االجتماعي والنفسي بطريقة تضمن خلق المواطن الصالح.
وحسب فيصل محمود غرايبية فإن الخدمة االجتماعية على الصعيد التنموي أو اإلنمائي أو البنائي
تتدخل في سبيل تنمية القدرات الفردية والجماعية وفي سبيل تطوير المجتمع وتقدمه ،ولذلك فهي تدلي برأيها
بالسياسات االجتماعية وتقترح ما يجب أن تحتويه ،وتطالب بتالزم الجانبين االجتماعي واالقتصادي لخطط
التنمية ،وتغذي روح العمل التطوعي والمشاركة الشعبية في الرعاية االجتماعية وفي تنمية المجتمع المحلي،
وتدعو إلى تحقيق التنمية المتكاملة المتوازنة المتعادلة بين شقي المجتمع الريفي والحضري ،وتدعو إلى
تعزيز دور المرأة وتعد البرامج لزيادة هذا الدور وتحسين كفاءته ،كما تسعى إلى العناية باألطفال واعداد
البرامج والخطط لالهتمام الخاص بهم ،وكذلك االهتمام بالمسنين وتأمين الرعاية المتكاملة لهم.
-6وسائل العمل االجتماعي:
الخدمة االجتماعية مهنة ذات علم وفن ،فهي دراسة نظرية تستند على مناهج وطرق ومبادئ
وفلسفة ،وبالتالي فهي دراسة تسعى لبناء المعرفة ،وهي فن ومهارات لتمكن الدارس المتخصص من التعامل
مع االنسان فردا أو جماعة أو مجتمعا .
وان هذا التمكن الذي يوفره البناء المعرفي في الحقيقة ،ال يتأتى من ذلك البناء المعرفي وحده ،إنما
هو يحتاج إلى براعة في استخدامه ودراية لالستفادة منه ،وهذا ما يسعى إليه فن الخدمة االجتماعية ،حين
يركز على األساليب والتقنيات ،أو حتى عندما يركز أكثر على التمسك بالفلسفة الديمقراطية والمبادئ
اإلنسانية والمثل العليا للخدمة االجتماعية ،التي وضعت إطار أخالقيات المهنة ضمن هذه الفلسفة والمبادئ
والمثل.
وتتعدد الوسائل والتقنيات واألدوات التي يمكن االخصائي االجتماعي استخدامها في مجال عمله،
كما أنه ال يمكن المفاضلة فيما بينها ولكن كل أداة أو وسيلة تستخدم حسب مدى تناسبها مع الموقف وقد
تستخدم أكثر من أداة ووسيلة في وقت واحد...والبحث في مدى األفضلية حسب ما يمكن أن تحققه من
نتائج ولكل منها جوانب إيجابية وسلبية ،وسوف موضح ذلك في ضوء تناولنا لبعض منها فيما يلي:
-1-6المقابلة:
تحتل المقابلة مكانة متميزة في العمل المهني للخدمة االجتماعية بصفة عامة كما هو في المهن
والتخصصات اإلنسانية األخرى ،وتختلف طبيعة المقابلة تبعا للطريقة ومستوى ووحدة العمل ،وسوف نتناول
المقابلة كأداة وأسلوب لجمع البيانات على النحو التالي:
-1-1-6تعريف المقابلة:
أ -يعرف ماكويي وماكويي المقابلة بأنها" تفاعل لفظي بين فردين في موقف مواجهة ،يحاول أحدهما
استثارة بعض المعلومات والتعبيرات لدى اآلخر".
ب -ويعرف فيصل محمود غرايبية المقابلة بأنها "تفاعل لفظي يتم بين شخصين في موقف مواجهة
حيث يحاول أحدهما وهو القائم بالمقابلة ،أن يستثير بعض المعلومات أو التغيرات لدى المبحوثين،
والتي تدور حول آرائه ومعتقداته ،فالمقابلة هي ـعضل وسيلة الختيار وتقويم الصفات الشخصية،
وذات فائدة كبرى في تشخيص ومعالجة المشكالت اإلنسانية وخاصة العاطفية منها ،وذات فائدة
كبرى في االستشارات ،وتزود الباحث بمعلومات إضافية تؤكد المعلومات التي حصل عليها بواسطة
وسائل أخرى من وسائل جوع المعلومات ".
-2-1-6إجراءات المقابلة :عند التمعن في المقابلة من الناحية العملية نجدها تتكون من اإلجراءات
التالية:
أ -االعداد :ويتضمن إعداد الخطوط العريضة والمحاور الرئيسية التي تدور حولها المقابلة وموضوعات
المناقشة ،وتحديد أسلوب بدء المقابلة وتحديد األسئلة الرئيسية ،واالطالع على ما تيسر من معلومات من
الوسائل األخرى حتى تتحدد النواحي المطلوب فيها المزيد من المعلومات.
ب -الزمان :يجب أن يكون الزمن كافيا إلجراء المقابلة .
ت -المكان :يجب أن يكون مكان المقابلة غرفة خاصة هادئة خالية من الضوضاء والمقاطعات والتدخل .
ث -البدء :تبدأ المقابلة عادة بحديث ترحيب وحديث عام حتى ال تكون البداية حادة قبل الدخول في الموضوع
.
ج -تكوين االلفة :إن تكوين األلفة والتجارب نقطة هامة في إجراء المقابلة وتتضمن األلفة االحترام والفهم
واالهتمام واإلخالص المتبادل والثقة المتبادلة .
ح -المالحظة :أي مالحظة سلوك صاحب الحالة وكالمه وحركاته وتعبيراته ومالمح وجهه.
خ -االصغاء :يجب أن يكون إصغاء االخصائي االجتماعي أكثر من كالمه ،وأن يكون االصغاء بعقل واع
واهتمام وتعبير عن المشاركة االنفعالية والتعبير المناسب مما يساعد على التنفيس االنفعالي من جانب
صاحب الحالة.
د -التقبل :ويعني تقل صاحب الحالة وما يقوله بكل حرية وتسامح وليس تقبل سلوكه ويجب أن يدرك هو
ذلك .
ذ -التوضيح :ويتضمن ذلك ربط األفكار وتوضيحها وهذا يساعد على التركيز حول الموضوع الرئيسي للمقابلة
واستمرارها واشعار صاحب الحالة باالهتمام واالنتباه.
ر -األسئلة :ويعتبر إعداد وتوجيه األسئلة أثناء المقابلة مهارة هامة ،إذ يجب اختيار األسئلة المناسبة بصيغة
مناسبة وفي الوقت المناسب وتوجيهها بطريقة تشعر المقابل بأهمية اإلجابة عنها بصدق.
ز -الكالم :يقصد كالم وجديث وتعليقات االخصائي االجتماعي بأسلوب بفهمه صاحب الحالة ،وينصح بترك
المجال له ليتكلم أكثر مما يتكلم هو وتشجيعه على الكالم بكافة الوسائل .
س -التسجيل :يالحظ أن بعض أصحاب الحاالت بمجرد أن يرى االخصائي االجتماعي يكتب يمتنع تماما
عن االدالء بأي معلومة ،واذا رأى أي جهاز يشك في أنه جهاز تسجيل وتتعقد األمور ولتفادي هذه
المشكالت تقترح وارترز ضرورة تعريف هؤالء بأهمية التسجيل واستئذانهم في ذلك .وأن تقتصر الكتابة
أثناء المقابلة على الضروري وارجاء ما يمكن إرجاؤه إلى نهاية المقابلة وحفظها في ملف الحالة.
ش -إنهاء المقابلة :يجب أن تنتهي المقابلة عند تحقيق هدفها ،وأن يكون إنهاء المقابلة متدرجا ،وليس مفاجئا
بانتهاء الزمن أو انتهاء وقت العمل ،مما قد يشعر باإلحباط والرفض ،ومن أساليب إنهاء المقابلة الشائعة
استع ارض وتلخيص ما دار فيها واإلشارة إلى موعد المقابلة القادمة.
-3-1-6طرق العمل في المقابلة:
أ -المقابلة في العمل مع الفرد :المقابلة هي اجتماع االخصائي االجتماعي بصاحب الحالة أو غيره وجها
لوجه ،وهي وسيلة يتمكن بها من الحصول على المعلومات التي تهمه في التشخيص ،كما أنها أيضا إحدى
وسائل التشحيص والعالج ،وتختلف المقابلة في العمل مع االفراد عن المهن والفنون األخرى فهي ال تسعى
لغرض شخصي أو لكسب مادي ،ولكم هي وسيلة لفهم الموقف على حقيقته تمهيدا لتوجيه الدوافع اإلنسانية
ومساعدة الناس على التخلص من العوامل النفسية السلبية .كما أنها من احسن الفرص المتاحة لألخصائي
االجتماعي لمالحظة صاحب الحالة.
وللمقابلة في العمل مع األفراد أغراض يمكن أن تحددها في:
-اعطاء فرصة لالستماع إلى مشكلته والوصول إلى معرفة نوع حاجاته واكتشاف مستوياته العقلية وعالقتها
بمشكلته.
-تكوين عالقة مهنية مع الفرد يكون على أساسها الثقة والتفاهم وتكون بدورها أساسا لما يتبع من الصلة بين
االخصائي وصاحب الحالة.
-الحصول على مصادر المعلومات التي تعين االخصائي على فهم الموقف ومناقشة الطرق الممكنة إلثبات
استحقاق الفرد الخدمة المؤسسة.
-اتاحة الفرص للفرد خالل المقابلة للتعبير عن مشاعره السلبية واإليجابية وأزالة المخاوف فيما يتعلق بالموقف
الذي يعاني منه وتخفيف شعوره بالضعف بسبب التجائه المساعدة .
-البدء في توجيه دوافع الفرد لكي يعتمد على نفسه وذلك بتشجيعه على المساهمة في بذل ما يمكن بذله من
نشاط لعالج موقفه.
ب -المقابلة في العمل مع الجماعة:
تمثل المقابلة في العمل مع الجماعة مكانة متميزة وهي وسيلة هامة النضمام األعضاء الجدد للجماعة،
وعقد اللقاء أو المقابلة معهم للتعرف على المعلومات المرتبطة بانضمامهم لتحقيق مبدأ تكوين الجماعة على
أساس مرسوم ،ويقوم االخصائي بمساعدته عل اختيار الجماعة التي يريد االنضمام إليها .
-يستخدم أخصائي الجماعة المقابلة بين األفراد الذين يتولون بعض المسئوليات القيادية داخل الجماعة
وذلك بهدف معاونتهم على أداء مسئولياتهم .
-يستخدم االخصائي االجتماعي المقابلة لمساعدة األفراد الذين يلقون صعوبة في مباشرة دورهم داخل
الجماعة ويعاونون من سوء التكيف.
-يستخدمها االخصائي االجتماعي لمساعدة األعضاء على االنسحاب من الجماعات التي ال تتفق
وحاجاتهم .
-يستخدمها مع ممثلي الجماعات المنتخبين داخل المؤسسة .
-يستخدمها للعمل مع األفراد الذين يحتاجون لمساعدة خارجية من البيئة.
-يستخدمها لدراسة ومالحظة سلوكيات بعض أفراد الجماعة أو لتطبيق مقاييس.
ومهارة المقابلة من المهارات األساسية لمساعدة أخصائي خدمة الجماعة على تحقيق وظائفه وأهدافه التي
تتعلق ليس فقط للعمل مع الجماعة كجماعة ،وانما العمل مع بعص االفراد في إطار خدمة الجماعة.
ج-المقابلة في العمل مع المجتمع:
تعتبر المقابالت من الوسائل األساسية في طريقة تنظيم المجتمع وتنميته ويمكن تقسيم المقابالت إلى عدة
أنواع:
-المقابلة بين قيادات المجتمع وجماعاته وتكون وسيلة فعالة إلقناع المواطنين للمشاركة
وتدعيم مشروعات تنظيم المجتمع ،وكسب تأييدهم واستشارتهم لإلحساس بمشكالت هذا
المجتمع والمطالبة بإحداث التغيير المناسب .
-مقابالت األخصائي االجتماعي مع قيادات وجماعات المجتمع ،وفي هذا المجال تعتبر
المقابالت هي المجال الذي يسمح بتوفير المناخ المناسب لنمو القيادات ونضجها وتحقيق
عمليات تنظيم المجتمع.
-مقابالت القيادات المجتمعية مع القيادات التنفيذية في المجتمع ،ويمتاز هذا النوع من
المقابالت أنه لقاء الوجه بالوجه بين القيادات المجتمعية التي تعايش المشكالت ،وربما
لديها أنجع الحلول لمقابلة هذه المشكالت مع المسئولين التنفيذيين الذين يمكن أن تكون
بيدهم سلطة أخذ الق اررات في هذا الشأن .
تشكل هذه المقابالت فرصة شرح أبعاد المشكالت ونقل وجهة نظر المجتمع ومدى معاناته إلى المسئولين
كما تسمح هذه المقابالت بالتوصل إلى تقريب وجهات النظر والحلول البديلة التي تتمشى مع مقابلة
احتياجات المجتمع وفقا إلمكانيات المنظمات المسئولة في المجتمع.
ولكن هذا ال يمنع من وجود بعض السلبيات لهذه المقابلة من بينها أنها قد ال تتفق وسياسة الباب المفتوح،
أو أنها قد تمثل ضغطا على المسئولين أو مضيعة للوقت إذا تركت بدون تنظيم ،أو قد تسمح بتحقيق بعض
األهداف العامة .
-المقابالت التي تتم بين قيادات المجتمع والخبراء بغرض رفع مستوى إدراكهم ألبعاد
المشكالت وأسبابها الحقيقية ،وأنسب الحلول من واقع الخبرة العملية لمقابلة تلك المشكالت،
وتساهم هذه المقابالت في كسب تأييد قيادات المجتمع للمشروعات عن اقتناع وبعد
المناقشات.
-4-1-6المهارات واألساليب الفنية للمقابلة:
تحتاج المقابلة إلى بعض المهارات التي يمكن إجمالها على النحو التالي:
أ -الصراخة والوضوح:هي الوسيلة الفعالة التي تساعد االخصائي االجتماعي على اكتساب ثقة المتعاملين،
وتدخل في نفسه األمن والطمأنينة وتمهد لتكوين العالقة المهنية التي تعتمد عليها في إنجاح المقابالت.
ب -محاولة تخليص صاحب الحالة من الحيل الدفاعية :عندما يلجأ الحالة لبعض الحيل الدفاعية على شكل
المقاومة ،وخاصة في المقابالت األولى ،فعلى االخصائي االجتماعي أن يفهم دوافع ذلك ويقدرها ويساعده
على تذليلها ويحرص على تقبله واكتساب ثقته واحترامه حتى يستطيع مواجهته باتجاهاته المختلفة بلباقة
وحسن تصرف.
ت -البدء مع وحدة العمل من حيث هي :يجب على االخصائي االجتماعي البدء بما يستشير وحدة العمل
ويجذب انتباهه ،ويجعله متحمسا للمشاركة أي يبدأ ببؤرة اهتمام وحدة العمل ثم يحرص على توجيهه بلباقة
إلى البداية السليمة التي يراها االخصائي االجتماعي مناسبة.
ث -عدم مقاطعة المقابل :يعتمد االخصائي االجتماعي على ما يقوله المقابل من معلومات وحقائق فلذلك يجب
أن يتيح له الفرصة للتعبير عن نفسه وعن وجهة نظره ،أما إذا خرج عن موضوع المشكلة فيمكن توجيهه
عن طريق األسئلة التحويلية الترابطية وبذلك يعيده إلى الموضوع األصلي.
ج -توجيه المقابل لموضوعات محددة :بالرغم من أن االخصائي االجتماعي يترك للمقابل الحرية الكافية للتعبير
عن مشكلته ومشاعره فإنه ال يقف موقفا سلبيا أثناء المقابلة ،ولكنه يتدخل عندما يتطلب األمر ذلك وحاصة
مع أصحاب الحاالت الذين يتكلمون كثي ار عن أشياء بعيدة عن المشكلة ،وعندئذ يحول الحديث إلى الموضوع
الذي يريده بأسئلة مباشرة عن موضوع ينتقيه االخصائي االجتماعي أو ينتقي جانبا نعيبنا أو أكثر من
الجوانب الدراسية للتركيز عليها نظ ار ألهميته الخاصة سواء لصاحب الحالة أو للمشكلة.
ح -اشراك صاحب الحالة في الخطوات التالية :يجب على االخصائي االجتماعي في نهاية كل مقابلة إشراك
صاحب الحالة في الخطوات التالية سواء في تحديد المصادر الدراسية الواجب الرجوع لها ،أو تحديد موعد
اللقاء التالي ،أو تحديد المهام التي سينجزها ،أو تحديد المسؤوليات التي سيتحملها صاحب الحالة وما إلى
ذلك ،ألن عدم إشراكه يدفعه إلى مقاومة المقابلة.
-2-6المالحظة :يلجأ االخصائي االجتماعي في عمله مع الوحدات اإلنسانية (فرد ،أسرة ،جماعة ،منظمة،
مجتمع) إلى مالحظة ما يدور فيها ،وما يبدوا على وجه المحيطين به من تعبيرات ،وما يقومون به من
سلوك أو استجابات لتصرفاته معهم في مواقف الممارسة المهنية ،لمالحظة التقدم الذي يط أر على وحدة
العمل .
وتعتبر المالحظة من الوسائل األساسية لجمع المعلومات من صاحب الحالة وأسرته وبيئته وكيفية تناوله
للموضوع أو المشكلة ،فالمالحظة من أهم األساليب في دراسة السلوك االجتماعي .
وسوف نتناول مفهوم المالحظة كأداة وأسلوب لجمع البيانان على النحو التالي:
-1-2-6تعريف المالحظة:
تعرف المالحظة "بأنها المشاهدة الدقيقة لظاهرة ما ،مع االستفادة بأساليب البحث والدراسة التي تتالءم مع
طبيعة الظاهرة ،وهذا هو المعنى العام للمالحظة ،وكذلك يستخدم هذا المصطلح نفسه بمعنى خاص ،فيطلق
على الحقائق المشاهدة التي يقررها الباحث في فرع خاص من فروع المعرفة.
والمالحظة لغويا هي المعاينة المباشرة للشيء أو مشاهدته وهو ينمو من الوضع الذي هو عليه".
و المالحظة حسب علماء االجتماع عبارة عن تفاعل وتبادل المعلومات بين شخصين أو أكثر واآلخر
المستجيب أو المبحوث عن طريق جمع معلومات محددة حول موضوع معين ويالحظ أثناء الباحث ما يثار
من ردود فعل على المبحوث".
وتعرف أيضا":بأنها مراقبة مقصودة تستهدف رصد أي تفسيرات تحدث على موضوع المالحظة ،سواء كانت
ظاهرة طبيعية أو إنسانية أو مناخية ".
و المالحظة "انتباه مقصود ومنظم وضابط للظواهر أو االحداث أو األمور من أجل اكتشاف أسبابها
وقوانينها ،باستخدام الحواس المختلفة وخاصة حاسة البصر".
-2-2-6أهمية المالحظة :تعود أهمية استخدام االخصائي االجتماعي لمهارة المالحظة في المواقف
المختلفة للعوامل التالية:
-تؤكد على قدرة االخصائي على تطبيق الجوانب النظرية ،واستخدامها في توظيف ما حصل عليه من حقائق
ومعلومات.
-تؤكد على قدرته في استخدام ما يتميز به ذاتيا في استخدام بعض حواسه ،وتجاوبه مع موضوع الممارسة
واستخدامه للمكونات الواقعية.
-تؤكد على أن االخصائي االجتماعي قادر على تطبيق المنهجية العلمية والبداية الصحيحة للحصول على
الحقائق أو تأكيد ما توصل إليه.
-توضح تفاعل االخصائي االجتماعي مع الواقع الفعلي واإلحساس الحقيقي لما يصدر من الطرف اآلخر (
الفرد -الجماعة –المجتمع).
-تعبر عن االهتمام بالتعبير اإلنساني اللفظي وغير اللفظي ،وهذا ال يمكن تحقيقه إال من خالل التعبير
اللفظي.
-تساعد المستفيدين من الخدمة االجتماعية على استم اررية التعامل والتفاعل مع االخصائي االجتماعي ،ألنه
دليل على اهتمامه واحترامه لهم في المواقف السلبية أو اإليجابية.
-تساهم في وضع خطة لعملية المساعدة مبنية على حقائق مؤكدة من الواقع ألن هذه الوسيلة أكثر واقعية
من الوسائل األخرى.
-3-2-6طرق العمل في المالحظة:
أ -المالحظة في العمل مع الفرد:تبدأ المالحظة في طريقة خدمة الفرد عند بداية المقابلة األولى والى نهايتها،
وأول خطوات المالحظة هي االدراك الحسي ،فال يمكن ألية معلومات جديدة أن تدخل إلى عقل االنسان
إال عن طريق الحواس ،إذ أن االدراك الحسي يسبق االدراك العقلي .
فالمالحظة تعتمد على الحواس ،وهذه الحواس صادقة ما دامت سليمة وطبيعية ،وعلى العقل تفسير هذه
المحسوسات وتحليل مدلولها.
ب -المالحظة في العمل مع الجماعات :تعتبر المالحظة في خدمة الجماعة من أهم أساليب دراسة السلوك
الجماعي وتسجيله بالطريقة السردية ،وهي تحتل مكان الصدارة بين أساليب دراسة ديناميات الجماعة وفي
دراسة السلوك الجماعي ،حيث تعتبر المالحظة من أهم األدوات التي يستخدمها االخصائي االجتماعي بأن
يحدد الهدف من قيامه بالمالحظة ،وما الذي يجب مالحظته من سلوك ومواقف ،وكيفية تسجيله ألنماط
السلوك أو التفاعل الذي يخضع لمالحظته.
وقد حدد توماس دوجالس أهمية المالحظة في العمل مع الجماعات في النقاط التالية:
-معرفة نمط االتصال في الجماعة .
-فهم ديناميات عملية صنع القرار في الجماعة.
-معرفة وفهم وسائل التعبير غير اللفظية المصاحبة لعملية التفاعل الجماعية .
-معرفة وفهم العوامل التي ترتبط بالقوى والتأثير في فهم العملية الجماعية .
وتتم المالحظة في العمل مع الجماعات إما عن طريق االعضاء أنفسهم أو بواسطة االخصائي االجتماعي،
فالمالحظة ألعضاء الجماعة تساعد في إدراك أعضاء وسائل لتسجيل مالحظاتهم أهمها الجداول واليوميات
ومقاييس التقدير المتدرجة.
ت -المالحظة في العمل مع المجتمع :تتضح أهمية المالحظة كوسيلة أساسية يستخدمها األخصائي االجتماعي
في مختلف الوسائل ،بهدف التعرف على المجتمع والمشكالت والموارد التي يمكن االستفادة منها في النهوض
بالمجتمع ،ويستخدم االخصائي االجتماعي في ممارسة تنظيم المجتمع المالحظة كوسيلة أساسية لجمع
البيانات(المعلومات) التي ال يمكن جمعها بطريقة أخرى ،وذلك من خال اللقاءات واالحتكاكات مع سكان
المجتمع .
وقد قسم جاتي المالحظة أثناء المشاركة إلى ثالثة أنواع:
-عندما يكون المالحظ فيه موجودا بدنيا ،ولكنه ال يتفاعل مع المواقف الظاهرة .
-عندما يشارك المالحظ في الموقف في حدود اهتماماته فقط وجمع المعلومات.
-عندما يصبح مشاركا حقيقيا في الموقف ،وبعد ذلك بمالحظة ما قام به من سلوك ويحل ما قام به من أفعال
ويستخدم االخصائي االجتماعي الممارس لطريقة تنظيم المجتمع المالحظة أـثناء المشاركة ،أثناء مساعدته
للمجتمع المحلي ،الذي يعمل نعه حتى يستطيع من خاللها معرفة القيادات واألدوار المؤثرة في المجتمع
المحلي ،والذي يستطيع الممارس أن يستثمرها لتحقيق األهداف الذي يسعى إليها.