النسق االجتماعي هو أية وحدة اجتماعية ضمن نظام اجتماعي تؤدي وظيفة ضمن شبكة معقدة يهدف أطرافها
إلى تحقيق التكافل
واالستقرار في المجتمع]3[]2[]1[. ومن التعريفات Cاألخرى تعريف ليفي بأنه( :أي نسق للسلوك االجتماعي يتضمن Cجمعا من األفراد المتفاعلين. ).ويع ّرفه راد كليف براون بأنه( :مجموعة Cمعينة من األفعال والتفاعالت بين األشخاص الذين توجد بينهم صالت متبادلة .ويسمى أيضا بالنظرية .الوظيفية النظرية تعتبر هذه النظرية من اإلضافات التي قدمها Cتالكوت بارسونز لنمو وتطور النظرية البنيوية الوظيفية .إن نظرية النسق التي بلور .معالمها Cتالكوت بارسونز تدرس األنساق الثالثة وهي الثقافة ،والشخصية ،والنظام االجتماعي فنسق الثقافة يتكون من العالقات المتداخلة للقيم والمعتقدات والرموز المشتركة ، Cالتي توجد في أي مجتمع .ونسق الشخصية وهو نسق الدوافع والمؤثرات واألفكار ،وكلها تتصل بالفرد .والنسق االجتماعي هو مجموعة األدوار ذات العالقة المتداخلة ،تلك األدوار .التي تحدد أو تشخص بواسطة المعايير المشتركة (عرابي )191 :2003, إن التكامل الموضوعي بين األنساق الثالثة يعني بأن الثقافة ال يمكن فهمها إال عن طريق الشخصية والنظام االجتماعي ،وأن النظام " .االجتماعي ال يمكن فهمه بدون فهم ودراسة واستيعاب الثقافة والشخصية "(الحسن )53 :2005, الوظائف :يرى بارسونز بأن هناك ضرورات وظيفية للنظام االجتماعي وهي قابلية النظام على تكييف نفسه لألنظمة األخرى وللبيئة الطبيعية التي يوجد فيها.تحقيق األهداف الرئيسية للنظام.قابلية النظام على .تحقيق الوحدة بين أعضائه.قدرته على المحافظة على االستقرار واالنسجام :أما المتطلبات الوظيفية للنظام االجتماعي فهي تحقيق وتهيئة الظروف األساسية التي تساعد النسق االجتماعي على البقاء Cواالستمرار والتطور.وجود لغة مشتركة تساعد على التفاهم واالتصال بين األفراد والجماعات.طريقة توزيع األدوار االجتماعية على أبناء المجتمع أو الجماعة.توزيع المكافآت .واالمتيازات والحقوق على األفراد بطريقة تعتمد على طبيعة الواجبات التي يقومون بها المنظرون البارزون أوغست كونت أشار أوغست كونت "أب الفلسفة الوضعية" إلى الحاجة إلبقاء Cالمجتمع مو ّحدًا مع تناقص العديد من التقاليد ،فكان أوّل من صاغ مصطلح علم االجتماع .اقترح كونت أن علم االجتماع هو نتاج لمراحل تطوّر ثالث]4[: المرحلة الالهوتية :اتّ خذ الناس من بدايات التاريخ البشري حتى نهاية العصور الوسطى األوروبية رؤية دينية أن المجتمع يعبّر عن إرادة اإلله ] 4[.في الحالة الالهوتية ،بحث العقل البشري في الطبيعة الجوهرية للكائنات واألسباب األولى والنهائية (األصل والغاية)C أن كل الظواهر تنتج بتوسط أفعال من قبل موجودات خارقة للطبيعة[. لجميع المؤثرات – في معرفة مطلقة مقتضبة -تفترض ّ ] 5المرحلة الماورائية :بدأ الناس ينظرون للمجتمع كنظام طبيعي من فعل موجودات خارقة .بدأ ذلك مع التنوير وأفكار هوبز ولوك وروسو .عكست تصورات المجتمع عيوب الطبيعة البشرية األنانية فضاّل عن كمال اإلله]6[.المرحلة الوضعية أو العلمية :تصف المجتمع من خالل تطبيق المقاربات Cالعلمية التي يعتمد على أعمال Cالعلماء]6[. هربرت سبنسر اشتهر الفيلسوف البريطاني هربرت سبنسر( )1903-1820بتطبيق نظرية االصطفاء الطبيعي على المجتمع .كان أول منسّق اجتماعي حقيقي على أصعدة ع ّدة ] 7[.في الحقيقة ،بينما كان يعد دوركايم المنسق األهم بين جميع المنظرين الوضعيين ،كان من المعلوم أن معظم تحليالته اقتطفت من قراءة أعمال سبنسر ،وبشكل خاص " مبادئ علم االجتماع" ( )96-1874خاصته .في وصف المجتمع ،يل ّم ح سبنسر إلى تشبيه الجسد البشري ،فبمثل ما تعمل الوحدات البنائية فيه – الهيكل العظمي والعضالت والعديد من األعضاء الداخلية -بشكل مستق ّل لتساعد في بقاء العضوية ككل على قيد الحياة ،فإن البناء االجتماعي يتكاتف بالعمل للحفاظ علىالمجتمع ]4[.بينما قد تكون قراءة مجلّدات سبنسر العظيمة مملّة (مقاطع طويلة تفسّر تشابه البنية العضوية مع اإلشارة إلى الخاليا والعضويات الدقيقة والحيوانات والبشر مع المجتمع) ،فإن بعض الرؤى المهمة فيها قد ألهمت تما ًما العديد من المنظرين المعاصرينC بمن فيهم تالكوت بارسونز في عمله األول " بناء الفعل االجتماعي" الذي نشر عام .1937استخدم علم اإلنسان الثقافي باتّساق علم .النفس الوظيفي أن درجة السلطة المركزية Cوالمو ّحدة في نظام سياسي معين نواح ع ّدة عال ًما اجتماعًيًّّCا سياسًيًّّCا ]7[،وأدرك ّ ٍ في الحقيقة ،كان سبنسر من قد تحقّق أو تحطّم قدرته على التكيّف .بمعنى آخر ،رأى سبنسر أن التو ّجه العام نحو مركزة Cالسلطة يؤدي إلى الركود ويضغط في ّ .نهاية المطاف إلى إبطال تمركزها بشكل أكثر دقّة ،ميّز سبنسر ثالثة احتياجات وظيفية أو متطلبات أساسية تنتج ضغوط على االنتقاء :فهي تنظيمية وعملية (إنتاج) وتوزيعية .كما جادل أن جميع المجتمعات بحاجة إلى حل قضاياها المتعلقة بالتح ّكم والتنسيق وإنتاج السلع والخدمات واألفكار إليجاد .طرق لتوزيع هذه الموارد في نهاية المطاف في البداية ،كانت هذه االحتياجات الثالثة غير قابلة للفصل في المجتمعات القبلية ،وكان نظام القرابة هو البناء المهيمن الذي يحققها. وكما أشار العديد من الباحثين ،فإن جميع المؤسسات تندرج تحت تنظيم القرابة ،ولكن ومع تزايد تعداد الس ّكان (من حيث ازدياد األعداد والكثافة) ،تض ّخمت القضايا أو المشاكل فيما يتعلّق بإطعام األفراد ،ما خلق أنماطًا جديدة من التنظيم –معنية بالتقسيم الناشئ .للعمل -تنسّق وتسيطر على الوحدات االجتماعية Cالمتباينة Cالعديدة ،وتط ّور أنظمة لتوزيع الموارد صا ،وعليه ظهر الرئيس أو "الرجل الكبير" وتبعه ظهور ص ً كان Cالحل بنظر سبنسر يكمن في التفريق بين البنى لملء أدوار أكثر تخ ّ مجموعة من المالزمين ،وفيما بعد ظهر الملوك واإلداريون .تعمل األجزاء البنيوية للمجتمع (على سبيل المثال العائالت ،العمل) بشكل مترابط لمساعدة المجتمع على العمل .وبالتالي ،تعمل البنى االجتماعية معًا للحفاظ على المجتمع]9[]8[. ّ تتجذر قد تكمن عقبة سبنسر العظمى والتي تم مناقشتها بشكل واسع في علم االجتماع المعاصر في حقيقة أن معظم فلسفته االجتماعيةC في السياق االجتماعي والتاريخي لمصر القديمة .صاغ سبنسر مصطلح "البقاء لألصلح" في نقاش الحقيقة البسيطة أن القبائل أو المجتمعات Cالصغيرة Cتميل إلى االنهزام أو تُحت ّل من قبل المجتمعات األكبر منها .بالطبع ،ال يزال العديد من علماء االجتماع .يستخدمون أفكاره في تحليالتهم ،وبشكل خاص وفقًا النبعاث نظرية التطور تالكوت بارسونز بدأ تالكوت بارسونز الكتابة في ثالثينيات القرن العشرين وساهم في علم االجتماع والعلوم السياسية وعلم اإلنسان وعلم النفس .تلقّى النسق االجتماعي وبارسنز الكثير من النقد ،حيث أشار العديد من النقاد إلى عدم تأكيد بارسونز على الصراع السياسي والنقدي (المالي) ،وأساسيات التغيير االجتماعي ،والسلوك االستغاللي بشكل كبير وغير منظم بالصفات والمعايير C.يبدو أن النسق االجتماعي وقسط كبير من أعمال Cبارسونز غير كافية في تعريفاتها Cفيما يخصّ الروابط بين السلوك المؤسسي وغير المؤسسي من جهة .واإلجراءات التي يحدث بها إضفاء الطابع المؤسسي من جهة أخرى ديفيس ومور ق ّدم ك ّل من كينغسلي ديفيز ويلبرت إي .مور عام 1945حجّة للتد ّر ج االجتماعي الطبقي باالعتماد على فكرة "الضرورة الوظيفية" ض ا باسم فرضية ديفيس-مور) .فناقشا أن الوظائف األصعب في أي مجتمع لها المدخول األعلى بغية تحفيز األفراد للقيام (المعروفة أي ً باألدوار التي تندرج تحت تقسيم العمل على أتم وجه .وبالتالي تخدم عدم المساواة االستقرار االجتماعي]10[. روبرت ميرتون وضع روبرت ميرتون تحسينات مهمة في الفكر الوظيفي]4[.وافق روبرت نظرية بارسونز من حيث المبدأ ،وبالرغم من ذلك اعترف بإشكاليتها C،معتقدًا أنها كانت أكثر تعمي ًما]11C[.يميل ميرتون إلى التأكيد على نظرية المدى المتوسط عوضًا عن النظرية الكبرى Cأو العظمى ما يعني أنّه كان Cقاد ًرا على التعامل تحديدًا مع بعض القيود في نظرية بارسونز .اعتقد ميرتون أن أي بناء اجتماعي على الغالب لديه العديد من الوظائف ،بعضها Cأكثر وضوحًا من غيرها ]4[.عيّن ميرتون 3مح ّددات أساسية :الوحدة .الوظيفية والوظائفية الكونية والجوهرية ألموند وبويل في سبعينات القرن العشرين ،أدخل علماء السياسة غابرييل Cألموند وبنغام بويل مقاربة Cوظائفية بنائية لمقارنة Cالنظم السياسية ،ذاكرين إنه من أجل فهم النظام السياسي ،من الضروري أال نفهم مؤسساته (أو بناه) فحسب ،بل فهم مهامها Cأيضًا .كما أص ّروا أنه بغية فهم .هذه المؤسسات بشكل صحيح يجب وضعها في سياق تاريخي ذو معنى حيوي