You are on page 1of 12

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫بحث بعنوان‬

‫المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال – رؤية معاصرة‬

‫إعداد الدكتور‬
‫هايل عبد المولى إبراهيم طشطوش‬
‫محاضر ومدرب في المعهد الكندي العربي لتنمية الموارد البشرية ‪/‬األردن‬

‫‪2012‬‬
‫خطة البحث‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى بيان الدور الهام والحيوي الذي يمكن لمنظمات األعمال أن تلعبه في الحفاظ على األرض واإلنسان‬
‫الذي يعيش عليها وذلك من خالل التركيز على أدوارها االجتماعية واإلنسانية وفق رؤية معاصرة وخاصة أن منظمات‬
‫األعمال اليوم أصبحت جزءا هاما من مكونات الوجود اإلنساني على هذه األرض ‪.‬‬
‫أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫تتبدى أهمية الدراسة في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪. 1‬إن كوكب األرض اليوم بحاجة ماسة لجهود كل من يعيش علية سواء كان بشر أم مؤسسات وذلك للحفاظ على مقدراته‬
‫من التلويث والهدر واالستهالك الجائر واستنزاف الطاقات والموارد‪.‬‬
‫‪ .2‬بيان أهمية الدور االجتماعي الذي يمكن تلعبه منظمات األعمال في الوقت الحاضر في ظل التطورات الهائلة في‬
‫االتصاالت والمعلومات‪.‬‬
‫‪ . 3‬أنها تسلط الضوء على دور منظمات األعمال ومسؤولياتها أمام األطراف والجهات المختلفة للعملية اإلنتاجية واثر ذلك‬
‫على تحقيق تنمية مستدامة للمجتمعات اإلنسانية‪.‬‬
‫مخطط الدراسة ‪:‬‬
‫لذا ومن اجل وصول هذه الدراسة إلى هدفها فانه تم تقسيمها إلى مبحثين كالتالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬واقع المسؤولية االجتماعية للمؤسسات ومنظمات األعمال‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األدوار االجتماعية للشركات في المجتمع‬
‫نتائج وتوصيات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‬
‫واقع المسؤولية االجتماعية للمؤسسات ومنظمات األعمال‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ال شك ان األرض اليوم تحيا مرحلة هامة من مراحلها الحياتية حيث تتعرض مواردها إلى االستنزاف‬
‫واالستهالك والتلويث مما اوجد حالة من االرتباك بين بني البشر بسبب نقص الغذاء والكساء والماء والدواء ‪...‬الخ‬
‫تتضح أهمية هذه الدراسة من خالل بيانها ألهمية وقيمة الدور االجتماعي الذي يمكن للمؤسسة أن تقدمة للمجتمع‬
‫والناس حيث إن الحكمة الصينية القديمة تقول"إذا أردت أن يكون عملك نافعا أجعله نافعا للناس أوال"‪.‬‬
‫تحديد المفهوم‪:‬‬
‫يعتبر مفهوم المسؤولية االجتماعية للمؤسسات من احد المفاهيم الحديثة‪ ،‬والتي لم يتم االتفاق بعد على تعريفها اإلجرائي‪،‬‬
‫بالرغم من وضوح جوهره النظري‪ ،‬وهو انسجام المؤسسات في أعمالها وأنشطتها مع توقعات المجتمع‪ ،‬واستجابتها‬
‫لمتطلباته القانونية واألخالقية والقيمية والبيئة(‪.)1‬‬

‫لقد برز هذا المفهوم بمسميات مختلفة فهو عبارة عن المسؤولية االجتماعية للشركات (‪ ،)CSR‬وأيضا بمسؤولية الشركات‪،‬‬
‫ومواطنة الشركات‪ ،‬العمل المسؤول‪ ،‬العمل المسؤول المستمر (‪ ،)SRB‬أو أداء المؤسسات االجتماعية‪ ،‬وهو شكل من‬
‫أشكال التنظيم الذاتي التي يمكن من خاللها رصد وضمان التزامها بالقانون والمعايير األخالقية والدولية ووضع القواعد‬
‫األخالقية التي تحافظ على المثلث الذهبي وهو ‪ :‬الناس والكوكب والربح‪ .‬وحتى وقتنا الراهن لم يتم تعريف مفهوم‬
‫المسؤولية االجتماعية تعريفا يكتسب قوة إلزام قانونية وطنية أو دولية رغم الحاجة لذلك‪ ،‬وال تزال هذه المسؤولية في‬
‫جوهرها أدبية ومعنوية‪ ،‬أي أنها تستمد قوتها وقبولها وانتشارها من طبيعتها الطوعية االختيارية‪ ،‬وقد اكتسب الدور‬
‫االجتماعي للشركات والقطاع الخاص أهمية متزايدة بعد تخلي الحكومات عن كثير من أدوارها االقتصادية والخدمية التي‬
‫وازتها بطبيعة الحال برامج اجتماعية كان ينظر إليها على أنها أمر طبيعي ومتوقع في ظل انتفاء الهدف الربحي للمؤسسات‬
‫االقتصادية التي تديرها الحكومات‪ ،‬وإن كانت في كثير من األحيان تحقق إيرادات وأرباحا طائلة(‪.)2‬‬

‫وبالتالي فان هناك العديد من التعريفات للمسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬تختلف باختالف وجهات النظر في تحديد‬
‫شكل هذه المسؤولية‪ .‬فالبعض يراها بمثابة تذكير للشركات بمسؤولياتها وواجباتها إزاء مجتمعها الذي تنتسب إليه‪ ،‬بينما‬
‫يرى البعض اآلخر أن مقتضى هذه المسؤولية ال يتجاوز مجرد مبادرات اختيارية تقوم بها الشركات صاحبة الشأن بإرادتها‬
‫المنفردة تجاه المجتمع‪ .‬ويرى آخرون أنها صورة من صور المالءمة االجتماعية الواجبة على الشركات‪ .‬إال أن كل هذه‬
‫اآلراء تتفق من حيث مضمون هذا المفهوم‪ .‬وقد عرف مجلس األعمال العالمي للتنمية المستدامة المسؤولية االجتماعية على‬
‫أنها "االلتزام المستمر من قبل شركات األعمال بالتصرف أخالقيًا والمساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية والعمل على‬
‫تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائالتهم‪ ،‬والمجتمع المحلي والمجتمع ككل‪.‬‬

‫‪ . 1‬للمزيد انظر‪ :‬فواز الرطروط‪ ،‬مفهوم المسؤولية االجتماعية للمؤسسات وتطبيقاته العملية من واقع وزارة التنمية‬
‫االجتماعية في األردن‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر المسؤولية المجتمعية للمؤسسات‪ :‬ثقافة ونهج‪ ،‬المعقود في فندق‬
‫الشيراتون‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪ ،‬يوم ‪. 28/4/2009‬‬
‫‪ . 2‬للمزيد انظر‪ :‬المسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬مقالة في مجلة الوعي االسالمي‪ :‬وزارة االوقاف والشؤون االسالمية‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،532‬تاريخ ‪3/9/2010‬‬

‫‪3‬‬
‫كما يشير البعض إلى أنها "التزام على منشأة األعمال تجاه المجتمع الذي تعمل فيه وذلك عن طريق المساهمة بمجموعة‬
‫من األنشطة االجتماعية مثل محاربة الفقر وتحسين الخدمات الصحية ومكافحة التلوث‪ ،‬وخلق فرص عمل وحل مشكلة‬
‫اإلسكان و غيرها"(‪.)3‬‬
‫كما تعرفها جمعية اإلداريين األمريكيين بأنها استجابة إدارة الشركات إلى التغير في توقعات المستهلكين و االهتمام العام‬
‫بالمجتمع و االستمرار بإنجاز المساهمات الفريدة لألنشطة التجارية الهادفة إلى خلق الثروة االقتصادية(‪.)4‬‬

‫مما الشك فيه أن الشركات التجارية واالقتصادية والمالية ليست شركات خيرية‪ ،‬وأن هاجسها األول هو تحقيق أكبر عائد‬
‫من الربح ألصحابها‪ ،‬من هنا استوجب األمر ضرورة تذكير تلك الشركات بمسؤولياتها االجتماعية واألخالقية‪ ،‬حتى ال‬
‫يكون تحقيق الربح عن طريق أمور غير مقبولة أخالقيا أو قانونيا كتشغيل األطفال واإلخالل بالمساواة في األجور وظروف‬
‫وشروط العمل والحرمان من الحقوق األساسية للفرد‪ ،‬عالوة على ذلك فإن الدور الرئيسي الذي تلعبه الشركات كونها‬
‫المصدر الرئيسي للثروة وتوليد فرص العمل يحتم عليها القيام بواجباتها االجتماعية وفقا للمفاهيم الحديثة‪ ،‬ولم يعد تقييم‬
‫شركات القطاع الخاص يعتمد على ربحيتها فحسب ولم تعد تلك الشركات تعتمد في بناء سمعتها على مراكزها المالية فقط‪،‬‬
‫فقد ظهرت مفاهيم حديثة تساعد في خلق بيئة عمل قادرة على التعامل مع التطورات المتسارعة في الجوانب االقتصادية‬
‫والتكنولوجية واإلدارية عبر أنحاء العالم‪ ،‬ومن ابرز هذه المفاهيم مفهوم المسؤولية االجتماعية للشركات والمؤسسات الذي‬
‫جعل شركات القطاع الخاص غير معزولة عن المجتمع‪ .‬حيث أن االلتزام بالمسؤولية االجتماعية يقضي بأن أي منشأة يجب‬
‫أن ال تكتفي باستغالل الموارد المتاحة لها بما يخدم أهدافها االقتصادية فقط‪ ،‬بل إن مسؤوليتها تمتد إلى مواجهة المتطلبات‬
‫االجتماعية‪ ،‬والتي تؤدي الكتساب ثقة الجمهور ورضا المستهلكين‪ ،‬وهو ما يساعد في خدمة أهداف المنشأة االقتصادية‪.‬‬
‫وبناًء على هذا ال بد أن تساهم المنشأة في تحقيق رفاهية المجتمع بتحسين الظروف البيئية‪ ،‬ورعاية شؤون العاملين‪ ،‬وتحقيق‬
‫الرفاهية لهم‪ ،‬وتوفير األمن والرعاية الصحية واالجتماعية‪ ،‬وهو ما ينعكس بدوره على خدمة نشاط المنشأة‪ .‬وهو دور‬
‫يتجاوز حدود الشركة وعاِمِليها إلى المجتمع والتأثير فيه‪ ،‬وهو في حقيقته التزام أخالقي واعتراف بفضل المجتمع عليها في‬
‫الرفاهية التي وصلت إليها(‪.)5‬‬

‫لقد افرز تطور االجتماع اإلنساني ضرورات هامة ومسؤوليات كبيرة تقع على عاتق المؤسسات أبرزها الدور‬
‫االجتماعية والمسؤولية اإلنسانية‪ ،‬ولقد كان للعولمة وإفرازاتها الدور األكبر في استنهاض هذه المهمة‪ ،‬حيث التلوث البيئي‬
‫والتغير المناخي وانتشار الفقر والجوع والحروب والمجاعات والفيضانات واألمية وتزايد أعداد الالجئين والمشردين‪ ...‬الخ‬

‫‪ .‬طاهر محسن منصور الغالبي و صالح مهدي محسن العامري‪ ،‬المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال و شفافية نظام‬ ‫‪3‬‬

‫المعلومات (دراسة تطبيقية لعينة من المصارف األردنية)‪ ،‬مجلة وقائع المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،2002 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪.216‬‬
‫‪ .‬محمد الصيرفي‪ ،‬المسؤولية االجتماعية لإلدارة‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،2007‬ص ‪17 :‬‬


‫طاهر محسن منصور الغالبي و صالح مهدي محسن العامري‪ ،‬المسؤولية االجتماعية و أخالقيات األعمال(األعمال و‬ ‫?‬

‫المجتمع)‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2008 ،‬ص ‪71-69:‬‬
‫‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬هاني الجبير‪ ،‬المسؤولية االجتماعية للشركات في المفهوم السالمي‪ ،‬مجلة البيان‪.‬العدد ‪ ،269‬تاريخ‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪.4/11/1431‬‬

‫‪4‬‬
‫من اإلرهاصات الكثيرة التي تشتعل داخل المجتمع اإلنساني‪ ،‬إضافة إلى ظهور مصطلحات ومفاهيم لم تكن في سابق‬
‫العهود كمفهوم التنمية المستدامة‪..‬كل ذلك أوجد أهمية كبرى لموضوع المسؤولية االجتماعية للمؤسسة‪ ،‬وفي ظل العولمة‬
‫االقتصادية‪ ،‬دخلت منافسة الشركات الدولية مرحلة القدرة التنافسية الحقيقية‪ ،‬حيث تحولت المنافسة من األدوات الصلبة إلى‬
‫األدوات اللينة‪ ،‬بمعنى االنتقال من المنافسة في التكنولوجيا والمنتجات إلى المنافسة في المفهوم اإلداري واألخالقي‪ .‬ومن‬
‫هنا فإن مدراء الشركات الصينية‪ ،‬ال بد أن يتحولوا من "اقتصاديين" إلى "أعضاء في المجتمع"‪.‬‬
‫لقد برزت دعوات كثيرة من قبل جهات وأفراد دوليين تنادي بضرورة تحديد معايير لمسؤولية الشركات‬
‫والمنظمات تجاه المجتمع بأنها وهذا ما اكد علية مدير البنك الدولي الذي عرف هذه المسؤولية بأنها‪ :‬اإلدارة واألخالق‬
‫الجيدة للشركة وواجباتها تجاه العاملين والبيئة ومساهمتها في التنمية االجتماعية‪ .‬وكما يقول احد االقتصاديين الصينيين‬
‫منوها إلى أهمية المسؤولية االجتماعية للمؤسسة‪ ....":‬البعض يقول إن المسؤولية االجتماعية للمؤسسات االقتصادية تبدأ‬
‫بعد تحقيق الربح‪ ،‬ولكن هذا قول خاطئ‪ ،‬فتلك المسؤولية تولد مع المؤسسة‪ ،‬ألن رأسمالها وكفاءاتها وزبائنها من المجتمع‪،‬‬
‫وعليها أن ترد للمجتمع "‪.‬‬
‫ان سر نجاح كثير من الشركات الكبرى التي غزت العام هو اهتمامها بالمجتمع والبيئة هذا ما يبدو للعيان من غزو‬
‫ماكدونادز للعالم حيث أظهرت التقارير أن شركة مكدونالدز تهتم بأداء مسئوليتها تجاه المجتمع‪ ،‬فشعارها "رد جميل‬
‫المجتمع‪ ،‬والعناية باألطفال"‪ .‬فمثال في العشرين من نوفمبر عام ‪ ،2002‬وبمناسبة عيد األطفال‪ ،‬تبرعت مكدونالدز بدوالر‬
‫أمريكي واحد عن كل سندوتش باعته مطاعمها في كل العالم لمدة أربع وعشرين ساعة‪ ،‬وكانت حصيلة ذلك ‪ 12‬مليون‬
‫دوالر أمريكي‪ .‬قال المدير التنفيذي السابق في شركة مكدونالدز جيم كاتلبوه‪" :‬إن تحمل المسؤولية تجاه المجتمع هو سر‬
‫بقاء شركتنا وخالصة تجربتنا وهو أيضا وعدنا الدائم!"(‪. )6‬‬
‫وتشير آخر اإلحصائيات العالمية إلى أن ‪ % 73‬من قادة األعمال في أوروبا يؤمنون بأن االهتمام بالمسؤولية‬
‫االجتماعية يمكن أن يرفع من ربحية المؤسسات في الوقت الذي قام فيه ‪ %27‬من المستهلكين في نحو ‪ 25‬دولة متقدمة‬
‫بعقاب الشركات التي تهمل دورها االجتماعي؛ أضف إلى ذلك فإن ‪ %80‬من القوى العاملة في هذه الدول أعلنت أنها قد ال‬
‫تعمل في أي مؤسسة غير مسؤولة اجتماعيا إذا ما كان لهم حق االختيار(‪.)7‬‬

‫أراء حول المسؤولية االجتماعية للشركات‪:‬‬

‫حتى وقتنا الراهن لم يتم تعريف مفهوم المسؤولية االجتماعية تعريفا يكتسب قوة إلزام قانونية وطنية أو دولية رغم‬
‫الحاجة لذلك‪ ،‬وال تزال هذه المسؤولية في جوهرها أدبية ومعنوية‪ ،‬أي أنها تستمد قوتها وقبولها وانتشارها من طبيعتها‬
‫الطوعية االختيارية‪ ،‬وقد اكتسب الدور االجتماعي للشركات والقطاع الخاص أهمية متزايدة بعد تخلي الحكومات عن كثير‬
‫من أدوارها االقتصادية والخدمية التي وازتها بطبيعة الحال برامج اجتماعية كان ينظر إليها على أنها أمر طبيعي ومتوقع‬
‫في ظل انتفاء الهدف الربحي للمؤسسات االقتصادية التي تديرها الحكومات‪ ،‬وإن كانت في كثير من األحيان تحقق إيرادات‬
‫وأرباحا طائلة‪ ،‬ومع هذا التوجه العالمي كثر الجدل بين الخبراء واألكاديميين والباحثين من مؤيدين ومعارضين‪ ،‬إذ يشير‬

‫‪.‬مقال بعنوان‪ :‬المسؤولية االجتماعية للمؤسسة االقتصادية متاح على الموقع‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2006n/0609/p50.htm‬‬
‫‪ .‬للمزيد انظر‪http://www.qatarshares.com/vb/archive/index.php/t-93776.html :‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪5‬‬
‫أصحاب الرأي األول وهم أنصار المسؤولية االجتماعية للشركات إلى أن المسؤولية االجتماعية تفيد الشركة على المدى‬
‫البعيد من عدة طرق ال تحسب بحساب الربح والخسارة السريع كما يرى أنصار المسؤولية االجتماعية للشركات انه البد من‬
‫ِج عل االقتصاَد في ِخ ْد َم ة البشِر ‪ ،‬لذا فان ُك ّل الكيانات االقتصادية عليها التزاُم تجاه المجتمع‪ ،‬وعالوة على ذلك‪ ،‬كما ذكرنا‬
‫أنفا‪ ،‬يرى أنصار المسؤولية االجتماعية للشركات إلى أن المسؤولية االجتماعية للشركات يمكن أن تحسن إلى حد كبير على‬
‫المدى الطويل ربحية الشركات ألنها تقلل من المخاطر وعدم الكفاءة في حين تقدم مجموعة من المزايا المحتملة مثل تعزيز‬
‫سمعة العالمة التجارية‪ ،‬وتشجيع الموظفين على المشاركة‪.‬‬

‫وعلى الطرف اآلخر يرى فريق ثان أن المسؤولية االجتماعية ال تدخل ضمن حساب الربح والخسارة‪ ،‬وعليه‬
‫يجب أال تدخل ضمن المسؤوليات التجارية‪ ،‬فيما يعتقد البعض أن الموضوع مجرد تجميل زائف للشركة‪ ،‬وآخرون يرونه‬
‫تخفيفا للعبء واللوم عن الحكومة التي يجب أن تقوم بهذه األعمال والمسؤوليات‪ ،‬فالمسؤولية االجتماعية هي مسؤولية‬
‫الحكومة‪ ،‬حيث إنها تجني الضرائب والرسوم من القطاع التجاري لتقوم بهذا الدور وهم بذلك يؤيدون رأي ملتون فريدمان‬
‫الذي قال أن الناس هم الوحيدون الذين ُيمكُن َأْن َيأُخ ذوا المسؤولياَت االجتماعيَة‪ ،‬والشركات مسؤولة فقط عن َح َم لِة أسهمها‬
‫وليس للمجتمَع ككل كما يرى فريدمان في وجهه نظره الكالسيكية هذه أن مسئولية الشركة تتحقق من خالل سداد األجور‬
‫للعاملين مقابل العمل الذي يقومون به‪ ،‬وتقديم السلع والخدمات للمستهلكين مقابل ما يدفعونه من أموال‪ ،‬وسداد الضرائب‬
‫للحكومات التي تقوم بتوفير الخدمات العامة للمواطنين‪ ،‬واحترام سيادة القانون عن طريق احترام العقود المبرمة‪ .‬وأن تبني‬
‫الشركة لفلسفة المسؤولية االجتماعية من شانه أن يقلل أرباحها ويزيد تكاليف العمل‪ ،‬كما من شأنه إعطاء قوة اجتماعية‬
‫لألعمال بشكل أكثر من الالزم‪.‬غير أن هذه النظرة التقليدية لم تعد مقبولة‪،‬فشركات اليوم تعنى بما هو أكثر من مجرد تقديم‬
‫السلع والخدمات للمستهلكين وسداد حصة عادلة من الضرائب‪ ،‬وأنصار هذا الرأي يرون أن الشركات ليس لديها أي التزام‬
‫آخر للمجتمع وبعض الناس ينظرون إلى المسؤولية االجتماعية للشركات أنها تتعارض مع طبيعتها والغرض من األعمال‪،‬‬
‫بل وتعتبر عقبة أمام التجارة الحرة‪ .‬وهؤالء الذين يؤكدون على أن المسؤولية االجتماعية للشركات تتطابق مع الرأسمالية‬
‫وتتم لصالح الليبرالية الجديدة(‪.)8‬‬

‫والبعض من الباحثين يروا أن هذه الحجة الليبرالية الجديدة تختلف مع رفاهية المجتمع‪ ،‬وتعتبر عائقا أمام حرية‬
‫اإلنسان‪ .‬ويزعمون أن هذا النوع من الرأسمالية التي تمارس في كثير من البلدان النامية ما هو إال شكل من أشكال‬
‫اإلمبريالية االقتصادية والثقافية‪ ،‬مشيرين إلى أن هذه الدول عادة ما تكون أقل حماية في مجال العمل‪ ،‬وبالتالي يقع مواطنيها‬
‫في خطر أعلى لالستغالل من قبل الشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫دوافع الشركات للقيام بالمسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫بعض النقاد يعتقدون أن برامج المسؤولية االجتماعية للشركات التي تضطلع بها الشركات إنما هي لتشتيت انتباه‬
‫الرأي العام عن القضايا األخالقية التي تطرحها عملياتها األساسية‪ .‬كما أنهم يقولون إن بعض الشركات تبدأ برامج‬
‫المسؤولية االجتماعية للشركات التجارية التي تتمتع بها لالستفادة من خالل رفع سمعتها أمام الجمهور أو أمام الحكومة‪.‬‬
‫ويرى هؤالء أن هناك مصدر آخر للقلق هو عندما تدعي الشركات لتعزيز المسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬وتكون ملتزمة‬
‫بالتنمية المستدامة‪ ،‬بينما في الوقت نفسه تنخرط في ممارسات تجارية ضارة‪.‬‬

‫‪The Social Responsibility of Business is to Increase its Profits.milltom fridman“1970.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪6‬‬
‫وفي ظل العولمة وقوى السوق تسعى الشركات إلى النمو من خالل العولمة‪ ،‬ولكنها تواجه التحديات الجديدة التي‬
‫تفرض قيودا على النمو واألرباح المحتملة‪ .‬وتعد األنظمة الحكومية‪ ،‬والتعريفات الجمركية‪ ،‬من القيود البيئية والمعايير‬
‫المتباينة لماهية االستغالل في العمل وهي من المشاكل التي يمكن أن تكلف المنظمات الماليين من الدوالرات‪ .‬وعرض‬
‫بعض القضايا األخالقية‪ ،‬تعتبر مجرد عائق مكلف‪ .‬وتستخدم بعض الشركات منهجيات المسؤولية االجتماعية للشركات‬
‫كتكتيك استراتيجي لكسب التأييد الشعبي لتواجدها في األسواق العالمية‪ ،‬ومساعدتها في المحافظة على الميزة التنافسية من‬
‫خالل استخدام مساهماتها االجتماعية‪.‬‬

‫وبالتالي فإن القول التقليدي بأن الشركات ليست مسؤولة إال أمام أصحابها ربما لم يعد مقبوًال في عالم اليوم الذي‬
‫يتسم بتشابك العالقات والمصالح‪ ،‬عالم يتيح للمستهلكين خيارات عديدة‪ ،‬ويبحث فيه المستثمرون عن توفير االستقرار‬
‫واألمان الستثماراتهم‪ ،‬وتتعرض فيه الشركات لغرامات هائلة نتيجة للمخالفات القانونية‪ ،‬عالم يسوده الخوف والقلق‬
‫واألفكار الخاطئة‪ ،‬ولعل من ابرز أنصارها ومؤيديها رجل االقتصاد المعروف (‪)Paul Samuelson‬والذي يرى أن مفهوم‬
‫المسؤولية االجتماعية يمثل البعدين االقتصادي‪ ،‬واالجتماعي معًا‪ .‬كما يشير إلى أن الشركات في عالم اليوم يجب أال تكتفي‬
‫باالرتباط بالمسؤولية االجتماعية‪ ،‬بل يجب أن تغوص في أعماقها‪ ،‬وان تسعى نحو اإلبداع في تبنيها(‪.)9‬‬

‫إن نجاح قيام الشركات بدورها في المسؤولية االجتماعية يعتمد أساسا على التزامها بثالثة معايير هي‪:‬‬
‫االحترام والمسؤولية تجاه العاملين بها وأفراد المجتمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعم المجتمع ومساندته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حماية البيئة سواء من حيث االلتزام بتوافق المنتج الذي تقدمه الشركة للمجتمع مع البيئة أو من حيث المبادرة‬ ‫‪-‬‬
‫بتقديم ما يخدم البيئة ويحسن من الظروف البيئية في المجتمع ومعالجة المشاكل البيئية المختلفة‪.‬‬
‫من هذا المنطلق تبنى االتحاد األوروبي إستراتيجية وأصدر قوانين تزاوج بين االقتصاد والمجتمع والبيئة والتنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬إلى جانب تنوير العميل لكي يساعد الشركات التي تلتزم بتلك المعايير‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫األدوار االجتماعية للشركات في المجتمع‬

‫‪ . 9‬للمزيد انظر‪ :‬احمد السيد الكردي‪ ،‬أهمية المسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬متاح على الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/334782‬‬

‫‪7‬‬
‫أن المسئولية االجتماعية تعد حجر الزاوية‪ ،‬وأداة مهمة للتخفيف من سيطرة العولمة وجموحها‪ ،‬حيث يمثل القطاع‬
‫الخاص والشركات الجزء األكبر واألساسي في النظام االقتصادي الوطني‪ ،‬وعليه أصبح االهتمام بالمسئولية االجتماعية‬
‫مطلًبا أساسًّيا من اجل ما يلي‪:‬‬
‫للحد من الفقر من خالل التزام المؤسسات االقتصادية بتوفير البيئة المناسبة للعمل واالنتاج‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عدم تبديد الموارد واستزاف الطاقات‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫القيام بعمليات التوظيف والتدريب ورفع القدرات البشرية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تمكين المرأة ورفع قدراتها ومهاراتها بما يؤهلها للمشاركة في عملية التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مساندة الفئات األكثر احتياًجا‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المساهمة في التخفيف من البطالة ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫إن نجاح قيام الشركات بدورها في المسئولية االجتماعية يعتمد أساسا على التزامها بالمعايير الثالثة المشار إليها‬
‫أنفا‪.‬‬

‫وفي الدول العربية يكتسب الدور االجتماعي للشركات في الدول العربية أهمية متزايدة بعد تخلي عديد من‬
‫الحكومات عن كثير من أدوارها االقتصادية والخدمية التي صحبتها بطبيعة الحال برامج اجتماعية كان ينظر إليها على أنها‬
‫أمر طبيعي ومتوقع في ظل انتفاء الهدف الربحي للمؤسسات االقتصادية التي تديرها الحكومات‪ ،‬وإن كانت في كثير من‬
‫األحيان تحقق إيرادات وأرباحا طائلة‪.‬وكان متوقعا مع تحول هذه المؤسسات إلى الملكية الخاصة وإعادة تنظيمها وإدارتها‬
‫على هذا األساس أن يتوقف دورها االجتماعي‪ ،‬ولكن التطبيق العملي لتجارب الخصخصة أظهر أن الدور االجتماعي‬
‫وااللتزام األخالقي للشركات هو أيضا استثمار يعود عليها بزيادة الربح واإلنتاج وتقليل النزاعات واالختالفات بين اإلدارة‬
‫وبين العاملين فيها والمجتمعات التي تتعامل معها‪ ،‬ويزيد أيضا انتماء العاملين والمستفيدين إلى هذه الشركات‪ ،‬وأظهر أيضا‬
‫أن كثيرا من قادة وأصحاب الشركات يرغبون في المشاركة االجتماعية‪ ،‬وينظرون إلى العملية االقتصادية على أنها نشاط‬
‫اجتماعي ووطني وإنساني يهدف فيما يهدف إليه إلى التنمية والمشاركة في العمل العام‪ ،‬وليس عمليات معزولة عن أهداف‬
‫المجتمعات والدول وتطلعاتها‪.‬وقد ترتب على ذلك تطورا في شكل العالقة بين الحكومة والقطاع العام والقطاع الخاص‬
‫والمجتمع المدني في عديد من الدول العربية‪ ،‬شأنها في ذلك شأن عدد كثير من الدول النامية؛حيث حل القطاع الخاص‬
‫تدريجيا محل القطاع العام الذي تقلص دوره في النشاط االقتصادي وفي توفير فرص العمل‪ ،‬بينما تركز اهتمام الحكومة‬
‫حول السعي نحو تهيئة المناخ المالئم لجذب االستثمار المحلي واألجنبي‪ ،‬كما زادت أهمية الدور الذي يلعبه المجتمع المدني‬
‫في التنمية االقتصادية واالجتماعية وفي الرقابة على كل من الحكومة والقطاع الخاص‪ .‬وقد اهتمت الشركات المحلية—‬
‫أسوة بالشركات العالمية—بتقييم اآلثار المترتبة على نشاطها على العاملين بها ومستوى رفاهيتهم‪ ،‬وعلى المجتمع المحلي‬
‫والبيئة المحيطة بها‪ ،‬ثم على المجتمع ككل‪ ،‬اقتناعا منها بأهمية ذلك ومردوده على نشاطها واستثماراتها وأرباحها ونموها‬
‫واستدامتها(‪.)10‬‬

‫‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪8‬‬
‫المنظور المعاصر للمسؤولية االجتماعية للشركة(‪:)11‬‬
‫يمكن تقسيم مسؤولية الشركة االجتماعية وأدوارها إلى األقسام واألجزاء التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬المسؤولية االجتماعية تجاه المالكين(مالك األسهم)‪ :‬حملة األسهم هم المالك الحقيقيون للشركة‪ ،‬فيجب أن تتعهد‬
‫المنظمات باإلدارة الجيدة ألموالهم‪ ،‬و لهم الحق في معرفة الكيفية التي تدار بها أموالهم‪ ،‬وخاصة ان منظمات األعمال هي‬
‫المسؤولة عن على ذلك ‪ ،‬ويتوجب أيضا على المنظمات أن توفر لهم قدرا من عوائد استثماراتها والتي يجب أن تستخدم‬
‫على النحو األمثل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسؤولية االجتماعية للشركة تجاه الكوادر البشرية العاملة فيها‪:‬‬
‫تتضمن مسؤولية الشركات االجتماعية القيام بالكثير من الواجبات تجاه العاملين بها على اعتبار أن الموارد البشرية ورأس‬
‫المال البشري هو أساس العمل واإلنتاج والتقدم ومن ابرز هذه المسؤوليات ‪:‬‬
‫‪ ‬االهتمام بتدريب العاملين ورفع قدراتهم وتزويدهم بالمهارات والمعارف وكل ما يستجد من علوم وتطورات‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء الحق للعامل في المشاركة في اتخاذ القرارات ‪.‬‬
‫‪ ‬توقير الضمان االجتماعي له وخاصة عند العجز أو البطالة وفي ظل األزمات‪ ،‬وضمان الحياة الكريمة للعاملين من خالل‬
‫نظام التكافل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬تقوية الروابط االجتماعية بين العاملين وإقامة الحق والعدل بين العمال‪ ،‬ذلك أن إقامة الحق والعدل تشد عالقات األفراد‬
‫بعضهم ببعض وتقوى الثقة بين العامل وصاحب العمل وتنمي الثروة وتزيد من اإلنتاج‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬مسؤولية الشركة تجاه المجتمع ‪ :‬تقع على الشركات ومنظمات األعمال اليوم مسؤولية كبرى وأولى تجاه المجتمع‬
‫حيث يمكن للمنظمات المشاركة في التنمية االجتماعية من خالل عدة نشاطات منها‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع بال تفريق بين جنس أو طبقة أو لون أو دين‪ ،‬أي أن الجهد اإلنساني كله يجب أن‬
‫يتعاون في إيجاد التنمية االجتماعية الشاملة(‪.)12‬‬
‫‪ ‬التكافل االجتماعي طريق مهم يمكن أن تساهم المنظمات من خالله بضمان حقوق األفراد في المجتمع‪ ،‬و الزكاة هي‬
‫أهم مظهر للتكافل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬منع التعسف في استعمال الحق و تحديد حرية األفراد لصالح الجماعة‪ ،‬و االنتفاع بالمباح بشرط عدم الضرر بالمصلحة‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ ‬االبتعاد عن المعامالت التجارية المحرمة والتي تترك أثارًا سلبية على المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬على المنظمة ان تساهم في توفير فرص العمل للقادرين وعليها واجب تقليص البطالة وذلك لحماية المجتمع من اآلفات‬
‫واألخطار االجتماعية التي تنجم عن تعطل الشباب والقادرين على العمل‪..‬‬
‫‪ ‬االستخدام األمثل والمخطط للموارد‪ ،‬مما يحول دون حدوث األزمات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بالنشاطات االجتماعية واألعمال الخيرية بكل ما تستطيع سواء بالعمل أو بالتمويل‪ ،‬ودعم المؤسسات الخيرية‪،‬‬
‫وتمويل المشاريع االجتماعية والتنموية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬المسؤولية االجتماعية تجاه المستهلك‪:‬‬
‫‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬وهيبة مقدم‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ .‬محسن عبد الحميد‪ ،‬اإلسالم والتنمية االجتماعية‪ ،‬دار المنارة للنشر والتوزيع‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،‬الطبعة األولى‪،1989 ،‬‬ ‫‪12‬‬

‫ص ‪46 :‬‬
‫فؤاد محمد حسين الحمدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪75-74 :‬‬ ‫?‬

‫‪9‬‬
‫المستهلك هو العنصر الهام والحيوي في العملية اإلنتاجية ‪ ،‬فعمل الشركات كله من اجل المستهلك لذا فعلى المنظمات‬
‫والشركات المنتجة أن تسعى إلى احترام المستهلك من خالل‪:‬‬
‫احترام ذوق المستهلك من خالل تقديم المنتج الصالح لالستعمال ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصدق في التعامل مع العمالء ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم استغالل مشاعر المستهلكين من خالل عمليات الدعاية واإلعالن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خامسا‪ :‬المسؤولية االجتماعية للشركات تجاه الدولة‪ :‬منظمات األعمال مسئولة اجتماعيا تجاه الحكومة حيث عليها أن‬
‫تلتزم بدفع الضرائب المفروضة وممارسة العمليات التجارية واألنشطة وفقا للقوانين التي تحددها الحكومة‪ ،‬كما ينبغي أن‬
‫تشارك المنظمة في األنشطة االجتماعية وتكون داعمة لسياسات الحكومة خصوصا تلك التي تدعم التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬المسؤولية االجتماعية تجاه الموردين(العالقات التجارية )‪:‬‬
‫على منظمات األعمال لقيام بالمعامالت وفق القوانين والتي من أبرزها ‪:‬‬
‫ضرورة وجود عقد مكتوب يوضح كل ما يتعلق بالتعامالت المالية و التجارية‪ ،‬مع التوثيق والتسجيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫احترام المواعيد والصدق في التعامل وذلك لكي تتوافر الثقة بين األطراف كلها فيتم العمل التجاري بسهولة‬ ‫‪-‬‬
‫ودون تحمل أية تكاليف وأعباء إضافية‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬المسؤولية االجتماعية للشركة تجاه البيئة ‪ :‬مسؤولية الشركات تجاه البيئة هي مسؤولية عظمى وهامة وحيوية‬
‫وهناك الكثير من المبادئ واألسس والواجبات التي يمكن للشركات القيام بها للحفاظ على سالمة البيئة ومنها ما يلي(‪:)13‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على مواردها‪ :‬على الشركات والمنظمات الحفاظ على الموارد المتاحة واستعمالها بطريقة تحقق الكفاءة‬
‫والفاعلية أي االستغالل األمثل لهذه الموارد بعيدا عن اإلسراف واالستعمال الجائر الن ذلك ضرورة هامة لتحقيق تنمية‬
‫مستدامة‪ ،‬كذلك على الشركات الحفاظ على الموارد من اإلتالف الذي يفضي إلى عجز البيئة عن التعويض الذاتي لما يقع‬
‫إتالفه فيؤول إلى االنقراض واإلتالف قي استخدام مواردها ولو كان ذلك اإلتالف استهالكا في منفعة‪.‬‬
‫‪ ‬االمتناع عن تلوث البيئة‪ :‬وذلك من خالل االمتناع عن رمي المواد السامة والملوثة التي تؤدي إلى إتالف التربة‬
‫وتسميمها مما يؤدي إلى نشر األمراض بين الناس وحرمان البشرية من عنصر هام وحيوي من عناصر التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬االستخدام العقالني لمحتويات البيئة من غير إسراف وتبذير‪ :‬ان الضرورة تقتضي استخدام الموارد بأسلوب التوازن‬
‫واالعتدال حتى في حال توافر المواد وكثرتها وكثيرة الن التبذير واإلسراف هو تدمير لمقدرات األرض ومواردها بغير‬
‫وجه حق وبالتالي حرمان األجيال القادمة منها ‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تنمية البيئة وإعمارها‪ :‬إن أعمار الكون والبيئة هو من واجبات اإلنسان األولى التي كلفه بها الخالق جل‬
‫وعال ولذلك سخر له األرض وما فيها وأمره بان يعمرها ويرعاها ويصون مقدراتها وذلك بالتثمير والتنمية(‪.)14‬‬

‫‪ .‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬البيئة والحفاظ عليها من منظور إسالمي‪ ،‬بحث مقدم إلى‪ :‬الدورة التاسعة عشرة لمجمع الفقه‬ ‫‪13‬‬

‫اإلسالمي الدولي بالشارقة‪ ،‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ص ص‪12-10 :‬‬
‫‪ .‬للمزيد من التفصيل انظر‪ :‬وهيبة مقدم‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪10‬‬
‫الخاتمة والنتائج‬
‫الشك أن المؤسسة ومنظمة األعمال إضافة إلى هدفها التجاري والمادي الرئيس وهو تحقيق الربح إال انه وفي ظل تغير‬
‫ظروف الحياة اإلنسانية وتغير نمط النظام االقتصادي السائد في العالم وخاصة نمط سيادة العولمة القائم على تشابك‬
‫المصالح واالعتماد المتبادل فأنه يقع على عاتقها‬
‫‪ -‬إن تغير ظروف االجتماع اإلنساني وخاصة سيادة العولمة قد رتب على الشركات ومنظمات األعمال مسؤوليات‬
‫إضافية تتمثل بضرورة مساهمتها في الحياة االجتماعية للمجتمع الذي تعمل فيه‪ ،‬ومن وجهه نظر معاصرة فان المسؤولية‬
‫التي تقع على عاتق المؤسسة هي مسؤولية عظيمة ودور كبير ال ينبغي لها التهرب والتنصل منه ألنه جزء من واجبها‬
‫اإلنساني واالقتصادي الذي تفرضه ضرورات االجتماع اإلنساني وصوال إلى مرحلة رفاه اإلنسان‪.‬‬
‫و من خالل ما أوردناه آنفا فانه يمكننا التوصل إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يجب على الشركات ومنظمات األعمال ولكي تكسب جمهورا عريضا من العمالء إلى إدخال الواجبات والمسؤوليات‬
‫االجتماعية ضمن دول أعمالها‪.‬‬
‫‪ -‬مازالت هناك آراء مختلفة حول المسؤولية االجتماعي للشركات فالبعض يراها واجب والبعض يراها معوق من معوقات‬
‫العمل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬ان قيام الشركات بواجباتها االجتماعية هو جزء من مساهمتها في خلق التنمية المستدامة وحماية األجيال القادمة وتوفير‬
‫ما تحتاجه من غذاء وكساء ودواء ‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫تكثيف عقد المؤتمرات والندوات التي تركز على بيان الدور االجتماعي واإلنساني الهام والحيوي الذي‬ ‫‪-‬‬
‫يمكن أن تلعبه الشركات ومنظمات األعمال إضافة إلى هدفها الرئيس وهو تحقيق الربح المادي‪.‬‬
‫وضع القوانين الصارمة على المستوى العالمي واإلقليمي والمحلي التي تلزم المنظمات بالحفاظ على البيئة‬ ‫‪-‬‬
‫واإلنسان معا‪.‬‬
‫التركيز على موضوع استخدام الطاقة المتجددة حفاظا على موارد األرض من االستنزاف والهدر كذلك‬ ‫‪-‬‬
‫حماية وصيانة للبيئة والمجتمعات اإلنسانية من التلويث والتدمير‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫‪ .1‬فواز الرطروط‪ ،‬مفهوم المسؤولية االجتماعية للمؤسسات وتطبيقاته العملية من واقع وزارة التنمية االجتماعية في‬
‫األردن‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر المسؤولية المجتمعية للمؤسسات‪ :‬ثقافة ونهج‪ ،‬المعقود في فندق الشيراتون‪،‬‬
‫عمان‪ -‬األردن‪ ،‬يوم ‪. 28/4/2009‬‬
‫المسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬مقالة في مجلة الوعي االسالمي‪ :‬وزارة االوقاف والشؤون االسالمية‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫العدد ‪ ،532‬تاريخ ‪.3/9/2010‬‬

‫‪11‬‬
‫طاهر محسن منصور الغالبي و صالح مهدي محسن العامري‪ ،‬المسؤولية االجتماعية لمنظمات األعمال و شفافية‬ ‫‪.3‬‬
‫نظام المعلومات (دراسة تطبيقية لعينة من المصارف األردنية)‪ ،‬مجلة وقائع المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫محمد الصيرفي‪ ،‬المسؤولية االجتماعية لإلدارة ‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪.4‬‬
‫األولى‪.2007 ،‬‬
‫طاهر محسن منصور الغالبي و صالح مهدي محسن العامري‪ ،‬المسؤولية االجتماعية و أخالقيات‬ ‫‪.5‬‬
‫األعمال(األعمال و المجتمع )‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2008 ،‬‬
‫هاني الجبير‪ ،‬المسؤولية االجتماعية للشركات في المفهوم االسالمي‪ ،‬مجلة البيان‪.‬العدد ‪ ،269‬تاريخ‪،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪.4/11/1431‬‬
‫‪ .7‬مقال بعنوان‪ :‬المسؤولية االجتماعية للمؤسسة االقتصادية متاح على الموقع‪:‬‬
‫‪http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2006n/0609/p50.htm‬‬
‫الموقع االلكتروني‪http://www.qatarshares.com/vb/archive/index.php/t-93776.html :‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪The Social Responsibility of Business is to Increase its Profits.milltom fridman“1970‬‬ ‫‪.9‬‬

‫‪ .10‬احمد السيد الكردي‪ ،‬أهمية المسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬متاح على الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/334782‬‬
‫‪ .11‬محسن عبد الحميد‪ ،‬اإلسالم والتنمية االجتماعية‪ ،‬دار المنارة للنشر والتوزيع‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.1989‬‬
‫‪ .12‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬البيئة والحفاظ عليها من منظور إسالمي‪ ،‬بحث مقدم إلى‪ :‬الدورة التاسعة عشرة لمجمع الفقه‬
‫اإلسالمي الدولي بالشارقة‪ ،‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like