You are on page 1of 12

‫مقدمة‪:‬‬

‫تزايد في اآلونة األخيرة الحديث عن موضوع المسؤولية االجتماعية و التي يقصد بها اهتمام‬
‫المؤسسات بمصالح المجتمعات و تحمل مسئولية اآلثار الناجمة عن نشاطات المؤسسات على‬
‫الزبائن والعاملين والمالك والمجتمع والبيئة ‪،‬وهذه المسئولية ال تقتصر فقط على االلتزامات‬
‫القانونية بل تتجاوزها إلى تحسين العالقة مع أصحاب المصلحة ‪.‬‬
‫و من المفروض أن تنظم المسئولية االجتماعية ضمن الخطط السنوية للمؤسسات بحيث تظهر في‬
‫تقاريرها السنوية حتى تضمن استدامتها والعمل على تطويرها‪ ،‬وتختلف البرامج من تدريب للعاملين‬
‫إلى البرامج التعليمية إلى المساهمة في تطوير المتنزهات والمحميات وتشجيع المبادرات البيئية‬
‫واالهتمام بأسر العاملين ودعم المؤسسات الخيرية و الشركات الناشئة‪.‬‬
‫ونظرا لوجود مشكالت كثيرة ارتبطت بإهمال الشركات لمسؤولياتها االجتماعية و ما نجم عن ذلك‬
‫من فساد اقتصادي و اجتماعي ظهرت مبادرة دولية لرعاية هذا المفهوم‪ ،‬فوضت المنظمة الدولية‬
‫مواصفة إرشادية أطلق عليها (‪ ، )ISO 26000‬وهي مواصفة تقدم إرشادات وتوضيحات حول‬
‫المسؤولية االجتماعية للمؤسسات‪.‬‬
‫من هنا نطرح االشكالية التالية‪:‬ماهي موصفات االيزو ‪ 26000‬وما عالقته بالمسؤلية‬
‫االجتماعية؟‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المسؤولية االجتماعية للمؤسسات االقتصادية‬

‫المطلب االول‪:‬ارتباط دوافع نشأة مفهوم‪ /‬المسؤولية االجتماعية بالتحديات التي تواجهها‬
‫المؤسسات صناعية‪:‬‬
‫ارتبط ظهور بعض المفاهيم الحديثة في االقتصاد و اإلدارة كمفهوم التنمية المستدامة و المسؤولية‬
‫االجتماعية بمجمعة من التحديات التي برزت في قطاعات األعمال المختلفة بما فيها القطاع‬
‫الصناعي‪ ،‬و التي من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬مراعاة حماية البيئة و عدم االضرار بها ‪ :‬تعتبر الصناعة المستخدم الرئيس للموارد الطبيعية‪،‬‬
‫لذلك فهي تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في انتشار ظاهرة التلوث‪ ،‬تتفاقم هذه الظاهرة كثيرا‬
‫كلما أهملت الشركات الصناعية تحمل تبعات نشاطاتها التي تؤدي إلى تلويث البيئة‪ ،‬و كلما غاب‬
‫الوعي البيئي لدى هذه الشركات‪ ،‬لذلك فإن الواقع االقتصادي مليء باألمثلة الحية للعديد من‬
‫الشركات الصناعية التي تسببت في تلويث البيئة‪ ،‬لن يكون آخرها التسرب النفطي الذي حصل في‬
‫خليج المكسيك في عام ‪ 2010‬و الصادر عن نشاطات شركة (‪ )BP‬النفطية العالمية‪.‬‬
‫و ال شك أن أجندة حماية البيئة و الحفاظ عليها‪ ،‬و تبني سياسات اإلدارة البيئية في الشركات‬
‫الصناعية ما كان لها أن تظهر لوال تزايد ضغوطات المنظمات غير الحكومية في هذا اإلطار‪ ،‬و‬
‫فرض القوانين المالية و الدولية التي تحفظ للبيئة سالمتها‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور معايير الجودة التي تتعلق بالمنتجات الصناعية‪ :‬يشهد القطاع الصناعي ثورة حقيقية في‬
‫التطوير و التصميم و االنتاج و استعمال التكنولوجيات الحديثة‪ ،‬هذه الثورة هي نتيجة حتمية‬
‫الزدياد حدة المنافسة بين الشركات الصناعية في سبيل الظفر بإرضاء المستهلكين‪ ،‬ذلك أن رضا‬
‫المستهلك هو السبيل الوحيد الستمرار هذه الشركات‪ ،‬لذلك فإن مراعاة جودة المنتجات في هذه‬
‫الشركات اصبح أولوية ال خيارا‪ ،‬و اصبحت مطالبة بتبني التوجهات السليمة في سبيل تحقيق هذه‬
‫الجودة‪ ،‬و يتم ذلك بسائل مختلفة‪ ،‬منها‪ :‬اتباع إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬أو مواصفات الجودة الدولية‬
‫مثل مواصفات االيزو أو تبني معايير و مواصفات محلية‪.‬‬
‫‪ ‬االس‪// /‬تجابة لمتطلب‪// /‬ات التنمي‪// /‬ة المس‪// /‬تدامة و دمج مفه‪// /‬وم‪ /‬الص‪// /‬ناعة الخض‪// /‬راء في السياس‪// /‬ات‬
‫التص ‪//‬نيعية لل ‪//‬دول‪ :‬تحت اج التنمي ة المس تدامة إدارة كف وءة و أخالقي ة للم وارد وال ثروات الطبيعي ة‬
‫واستخدام أساليب تقنية نظيفة بيئيا ومقبولة اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬مع ترشيد استهالك الطاقة وتحسين‬
‫كف اءة اس تخدامها‪ ،‬ك ل ذل ك يع دل من مس ار التنمي ة الص ناعية و يع زز من اس تدامتها‪ ،‬و تعم ل الي وم‬
‫العدي د من ال دول على تض مين ه ذه المتطلب ات في االس تراتيجيات والخط ط الص ناعية‪ ،‬ودمج قض ايا‬
‫الصناعات الخضراء واإلنتاج األنظف قي صلب السياسات الصناعية‪.‬‬
‫‪ ‬االل‪// /‬تزام بالمس‪// /‬ؤولية االجتماعي‪// /‬ة و تحقي‪// /‬ق التنمي‪// /‬ة االجتماعي‪// /‬ة‪ :‬ترس خ مفه وم المس ؤولية‬
‫االجتماعية في أول ظهور له في الدول الصناعية الكبرى التي تحتضن كبريات الشركات الصناعية‬
‫العمالقة التي توظف عشرات اآلالف من العاملين‪ ،‬وتستهلك كميات هائلة من المواد األولية‪ ،‬وتؤثر‬
‫تأثيرا مباشرا على البيئة وعلى حياة المجتمعات التي تعمل فيها‪.‬‬
‫ولق د زاد االهتم ام ب األداء البي ئي و االجتم اعي له ذه الش ركات الص ناعية بع د وق وع بعض الح وادث‬
‫المدمرة للبيئة والبشرية‪ ،‬فمن العدل أن تساهم هذه الشركات بجزء من أرباحها لتطوير حياة العاملين‬
‫وأس رهم‪ ،‬ب ل وتنمي ة المجتمع ات ال تي تم ارس نش اطها فيه ا‪ ،‬من خالل تب ني ب رامج المس ؤولية‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫و تستمد هذه الشركات الصناعية واجباتها تجاه المجتمع انطالقا من القوة االقتصادية التي تتمتع بها‪،‬‬
‫و امكاناتها المادية و البشرية و المالية الكبيرة التي تمكنها من لعب دورها االجتماعي و االقتصادي‬
‫على أكمل وجه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬تعريف المسؤولية االجتماعية في منظمات األعمال‪:‬‬
‫يتضمن مفهوم المسؤولية االجتماعية بشكل عام دمج االهتمامات البيئية و االجتماعية و االقتصادية‬
‫في نشاطاتها و تعامالتها مع اصحاب المصلحة‪ ،‬و هي ممارسات طوعية ال اجبارية‪ ،‬و قد ظهر‬
‫هذا المفهوم في األدبيات المتعلقة بمنظمات األعمال‪ ،‬في الستينات من القرن الماضي‪ ،‬من خالل‬
‫كتاب (‪ )H. Bowen ‬في ‪": 1953‬المسؤولية االجتماعية لرجال األعمال"‪ ،‬و "مسؤولية المنظمة"‬
‫لصاحبه ‪ )G Goyder( ‬في ‪ ،1961‬و بعدها انتشرت البحوث و الدراسات في هذا المجال و اتسع‬
‫نطاق المسؤولية االجتماعية لمنظمات االعمال‪.‬‬
‫و هناك تعريفات مختلفة للمسؤولية االجتماعية‪ ،‬و سنختار التعريف الذي وضعته المنظمة العالمية‬
‫للمعايرة (ايزو)‪ ،‬فهذه األخيرة تعتبر المسؤولية االجتماعية بأنها "ممارسات تقوم بها المنظمة لتحمل‬
‫المسؤولية الناجمة عن أثر النشاطات التي تقوم بها على المجتمع و المحيط لتصبح نشاطاتها‬
‫منسجمة مع منافع المجتمع و التنمية المستدامة‪ ،‬ترتكز المسؤولية االجتماعية على السلوك‬
‫االخالقي‪ ،‬احترام القوانين و االدوات الحكومية و تدمج مع النشاطات اليومية للمنظمة"‪.1‬‬
‫من خالل هذا التعريف يمكن أن نستخرج خصائص المسؤولية االجتماعية وفقا لرؤية المنظمة‬
‫العالمية للمعايرة‪:‬‬

‫‪Michel Capron et Françoise Quairel-Lanoizelée; la responsabilité d'entreprise; éditions la découverte; 1‬‬


‫‪Paris; 2007; p: 23‬‬
‫‪ ‬يتضمن مفهوم المسؤولية االجتماعية تحمل الشركات لكل اآلثار السلبية التي يمكن أن تحدثها‬
‫نشاطاتها على البيئة و المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬تهدف سياسات و برامج المسؤولية االجتماعية إلى تحقيق منافع ذات طابع اجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬تسهم المسؤولية االجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬تتمثل أسس و ركائز المسؤولية االجتماعية في ‪ :‬احترام أخالقيات األعمال‪ ،‬احترام القوانين و‬
‫اللوائح الحكومية‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يتم تنظيم ممارسة المسؤولية االجتماعية في الشركات من خالل اعتبارها جزء ال‬
‫يتجزأ من السياسة العامة لهذه الشركات‪.‬‬
‫و ما يؤاخذ على هذا التعريف أنه لم يشر إلى جميع أصحاب المصلحة الذين يجب أن تتوجه اليهم‬
‫الشركات ببرامج المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫أما مواصفة االيزو ‪ 26000‬عند تعريفها للمسؤولية االجتماعية‪ ،‬ترى بأن "مسؤولية المنظمة هي‬
‫ترجمة لقراراتها و نشاطاتها تجاه المجتمع و البيئة من خالل تبني سلوك شفاف و أخالقي‪:‬‬
‫‪ ‬يسهم في تحقيق التنمية المستدامة بما في ذلك الصحة و الرفاه في المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬يأخذ في االعتبار توقعات أصحاب المصالح‪.‬‬
‫‪ ‬يحترم القوانين السارية‪ ،‬و يتوافق مع المعايير الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬يدمج في المنظمة ككل و يتم ممارسته و تطبيقه في مستوياتها اإلدارية المختلفة"‪.2‬‬
‫و نالحظ أن هذا التعريف أكثر شموال‪ ،‬حيث يتم التركيز فيه على دور المنظمة في تحقيق التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬و التنمية في المجتمع‪ ،‬و كذا االستجابة لتطلعات أصحاب المصلحة‪ ،‬كما يشير التعريف‬
‫إلى أهمية دمج المسؤولية االجتماعية في إدارة المنظمة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬المسؤولية االجتماعية و الميزة التنافسية في المؤسسات الصناعية‪:‬‬
‫بالرغم من أن الجدل المتعلق بين ممارسة المسؤولية االجتماعية و تحقيق الربحية ما يزال قائما‪،‬‬
‫حيث لم تحسم البحوث المختلفة طبيعة هذه العالقة‪ ،‬إال أن برامج المسؤولية االجتماعية التي يتم‬
‫ممارستها في الشركات الصناعية تحقق مكاسبا مختلفة‪ ،‬و ان لم تكن هذه المكاسب ذات طابع مادي‬
‫بشكل مباشر إال أنها تقود في النهاية إلى تحقيق الهدف المادي لهذه الشركات و لو في األمد‬
‫الطويل‪ ،‬لذلك يمكن اعتبار ان المسؤولية االجتماعية لها دور في خلق العديد من المزايا التنافسية‬
‫لصالح الشركات‪ ،‬و الجدول التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫الجدول(‪ :)1‬ملخص يعرض مصادر الميزة التنافسية التي تحققها المسؤولية االجتماعية‬

‫‪2‬‬
‫‪Site AFNOR, La norme ISO 26000 en quelques mots, http://www.afnor.org/profils/centre-d-interet/rse-‬‬
‫‪.iso-26000/la-norme-iso-26000-en-quelques-mots‬‬
‫توضيح للممارسات‬ ‫وصف اآللية‬ ‫استعمال المسؤولية االجتماعية‬
‫كأداة لخلق ميزة تنافسية‬
‫استفادت شركة الفارج الفرنسية‬ ‫الشرعية و الترخيص بالنشاط‪ ،‬الحصول على تصريح‬
‫(‪)lafage‬من صورتها الجيدة‬ ‫بممارسة النشاط من طرف‬ ‫المسؤولية االجتماعية بصفها‬
‫(بفضل التزامها بالمسؤولية‬ ‫السلطات العمومية يرتبط غالبا‬ ‫ضامنة للسمعة و أداة للتسويق‬
‫االجتماعية) فحصلت من‬ ‫بسمعة الشركة‪ ،‬كما أن السمعة‬
‫السلطات على تراخيص‬ ‫تكسب الشركة ميزة تنافسية قد‬
‫باستغالل الموارد الطبيعية في‬ ‫ال يمتلكها المنافسون‪.‬‬
‫مناطق حساسة‪ ،‬في حين لم‬
‫تحصل الشركات المنافسة لها‬
‫على نفس االمتيازات‪.‬‬
‫ساهمت الشركة األمريكية (داو‬ ‫تشجيع المزيد من اللوائح و‬ ‫ارتفاع التكاليف التي يتكبدها‬
‫كيميكل) (‪Dow‬‬ ‫التنظيمات الصارمة على‬ ‫المنافسون‪ ،‬المسؤولية‬
‫‪)Chemical‬في وضع معايير‬ ‫مستوى القطاع من طرف‬ ‫االجتماعية كطريقة لتغيير‬
‫عالية للوقاية من تلوث البيئة‪،‬‬ ‫الشركات التي لها التزم كبير‬ ‫القوى التنافسية‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫بالمسؤولية االجتماعية‪ ،‬مما‬
‫يضاعف من تكاليف الموائمة‬
‫بالنسبة للشركات المنافسة و‬
‫يصعب دخول المنافسين الجدد‬
‫و المحتملين‪.‬‬
‫ضعت شركة (‪)Accenture‬‬ ‫تعتبر المسؤولية االجتماعية‬ ‫جذب اليد العاملة االكثر‬
‫برامجها المتعلقة بالمسؤولية‬ ‫للشركات ميزة جذابة للعمال‬ ‫انتاجية‪ ،‬حيث أن ممارسة‬
‫االجتماعية في أنظمة االتصال‬ ‫المرتقبين‪ ،‬خصوصا من‬ ‫المسؤولية االجتماعية هي‬
‫التي تستهدف الطالب و‬ ‫يملكون كفاءات عالية‪.‬‬ ‫اشارة للجودة في سوق العمل‪.‬‬
‫الخريجين الجدد‪.‬‬
‫قامت بعض الشركات ببناء‬ ‫تسمح المسؤولية االجتماعية‬ ‫زيادة المبيعات‪ ،‬حيث أن‬
‫المسؤولية االجتماعية تعتبر أداة بالتموقع التسويقي المميز‪ ،‬و قد استراتيجياتها التسويقية بناء‬
‫على المسؤولية االجتماعية‪،‬‬ ‫يتم اعتبارها من قبل بعض‬ ‫تسويقية تؤثر على سلوك‬
‫المستهلكين‪/‬الزبائن كسمة مميزة مثل (‪ )Patagonia‬و (‬ ‫الزبائن‪.‬‬
‫‪)The Body Shop‬‬ ‫لمنتج الشركة‪.‬‬
‫كأن تكون عملية شراء منتوج‬
‫ما مرتبطة بالتبرع الخيري أو‬
‫االسهام في قضية انسانية‪.‬‬
‫اقتصد (‪ )HSBC‬ماليين‬ ‫يمكن أن تحقق المسؤولية‬ ‫تخفيض المخاطر التحكم في‬
‫الدوالرات فقط من خالل غزالة‬ ‫التكاليف‪ ،‬المسؤولية االجتماعية االجتماعية وفرات في‬
‫ضوء الفتاته بعد الساعة‬ ‫المجاالت الطاقوية من خالل‬ ‫هي شكل من أشكال الفاعلية‬
‫العاشرة ليال‪.‬‬ ‫الحد من هدر الموارد‪ ،‬و‬ ‫التنظيمية‬
‫تخفيض المخاطر االجتماعية و‬
‫البيئية‪.‬‬
‫أظهرت دراسة قامت بها شركة‬ ‫يمكن أن تؤثر المسؤولية‬ ‫التأثير على السلوكات‬
‫استشارية انجليزية في عام‬ ‫االجتماعية على السلوكات‬ ‫التنظيمية‪ ،‬المسؤولية‬
‫‪ 2005‬أن المسؤولية‬ ‫المهنية‪ ،‬مثل المشاركة و‬ ‫االجتماعية للشركات كأداة‬
‫الرضا الوظيفي‪ ،‬كما تمنح دور االجتماعية للشركات تسمح‬ ‫لإلدارة االستراتيجية للموارد‬
‫بتخفيض معدل دوران العمل و‬ ‫اضافي ألداء الموارد البشرية‪.‬‬ ‫البشرية‪.‬‬
‫زيادة والء الموظفين تجاه‬
‫شركتهم‪.‬‬
‫نظام إدارة أصحاب المصالح‬ ‫تعزز المسؤولية االجتماعية‬ ‫التعلم‪ ،‬المهارات‪ ،‬المسؤولية‬
‫في شركة (‪ )Danone‬ولد‬ ‫التعلم المرتبط بمجال االدارة‬ ‫االجتماعية كمورد داخلي‬
‫االجتماعية و البيئية‪ ،‬كما تساهم الكثير من المعرفة التي يمكن‬ ‫استراتيجي‬
‫نشر الحقا في الشركة‪.‬‬ ‫المسؤولية االجتماعية في بناء‬
‫مهارات جديدة‪.‬‬
‫‪Source: Jean-Pascal Gond – Jacques Igalen, Manager la responsabilité‬‬
‫‪sociale de l'entreprise, http://www.dareios.fr/ftp/RSE/RSE_132-137.pdf.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم المواصفة الدولية ايزو ‪ 26000‬للمسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫المطلب االول‪ :‬نبذة تعريفية مختصرة عن المنظمة العالمية للمعايرة (للتقييس) ايزو‪:‬‬
‫المنظمة الدولية للمعايير (‪ )International Organization for Standardization ‬أيزو‪)ISO( ‬‬
‫هي منظمة غير حكومية ال تهدف للربح‪ ،‬تأسست في عام ‪ ،1947‬وتوجد األمانة المركزية للمنظمة‬
‫في‪ ‬جنيف بسويسرا‪ ،‬و يشارك في عضويتها ‪ 157‬هيئة مواصفات قومية من مختلف دول العالم‪ ،‬و‬
‫تعمل على رفع المستويات القياسية ووضع المعايير واألسس واالختبارات ومنح الشهادات المتعلقة‬
‫بها من أجل تشجيع تجارة السلع والخدمات على مستوى عالمي في شتى المجاالت‪.‬‬
‫‪-‬تعريف المواصفة‪:‬‬
‫‪ ‬المواصفة القياسية هي وثيقة أعدت على أساس من االتفاق‪ ،‬تم اعتمادها بواسطة منظمة معترف‬
‫بها لتـقدم (لالستخدام المتكرر) قـواعد و إرشادات أو خواص متعلقة بأنشطة أو بنتائجها بهدف‬
‫تحقيق الدرجة المثلى للنظام في إطار معيـن ‪.‬‬
‫‪-‬تعريف االيزو ‪:26000‬‬
‫اآليزو ‪ 26000‬هي "مواصفة دولية تعطي إرشادات حول المسؤولية االجتماعية و من المزمع‬
‫استخدامها من قبل جميع المنظمات بشتى أنواعها في كال القطاعين العام والخاص‪ ،‬في كل من‬
‫الدول المتقدمة و النامية وتلك التي تمر بمرحلة انتقالية و سوف تساعدهم في جهودهم الرامية‬
‫للتعاون بأسلوب مسئول اجتماعيا و الذي يتطلبه المجتمع بطريقة متزايدة"‪.3‬‬
‫و توفر منظمة االيزو "قيمة مضافة لكل المبادرات الحالية المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية‪ ،‬من‬
‫خالل عرض مجموعة من االرشادات و التوجيهات المتكاملة‪ ،‬ترتكز على اتفاق عالمي بين الخبراء‬
‫الذين يمثلون أطراف مختلفة من أصحاب المصالح‪ ،‬و تشجع هذه المواصفة أيضا على الممارسات‬
‫الجيدة في مجال المسؤولية االجتماعي في العالم ككل"‪.4‬‬

‫‪ 3‬شركة تنمية املعرفة‪ ،‬املسؤولية االجتماعية‪:‬ايزو ‪ ،26000‬نشرة تعريفية‪.‬‬


‫‪.L’ISO et la responsabilité sociétale, http://www.iso.org 4‬‬
‫و تعتبر المواصفة بمثابة دليل إرشادي لتطبيق مبادئ المسؤولية االجتماعية‪ ،5‬كما تهدف إلى دمج‬
‫ممارسات المسؤولية االجتماعية ضمن الخطط االستراتيجية واألنظمة والممارسات والعمليات‬
‫للشركات‪.‬‬
‫‪-‬مراحل اإلعداد لمواصفة ايزو ‪:26000‬‬
‫شهدت المواصفة مرحلة اعداد طويلة قبل أن ترى النور‪ ،‬حيث "بدأت فكرة مشروع ايزو ‪26000‬‬
‫ابتداء من سنة ‪ 2001‬من قبل منظمات حماية حقوق المستهلك‪ ،‬حيث كانت هذه المنظمات قلقة‬
‫حيال توجهات بعض الشركات متعددة الجنسيات و متخوفة من امكانية تأثير نشاطات هذه الشركات‬
‫على ظروف العمل و مستوى المعيشة‪ ،‬فكانت لجنة (‪ 6)COPOLCO‬المسئولة عن العالقات مع‬
‫المستهلكين تم البدء في اجراء دراسة جدوى لوضع مواصفة قياسية للمسؤولية االجتماعية"‪.7‬‬
‫و خلصت هذه اللجنة خلصت اللجنة إلى القدرة على إعداد المواصفات القياسية الدولية الخاصة‬
‫بالمسئولية االجتماعية‪ ،‬لذا تم البدء في تفعيل هذا المشروع‪ ،‬ففي "بداية عام ‪ 2003‬قامت منظمة‬
‫األيزو بتكوين مجموعة استشارية إستراتيجية ‪ )SAG(8‬لتختص بالمسئولية االجتماعية بهدف‬
‫المساعدة في تقرير ما إذا كان هذا المشروع المعد من ايزو قد تضيف أية قيمة للمبادرات‬
‫والبرامج المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية و القائمة بالفعل"‪.9‬‬
‫وقد خلصت المجموعة االستشارية اإلستراتيجية إلى ضرورة المضي قدما نحو اعداد المواصفة‪ ،‬و‬
‫تم إنشاء مجموعة عمل جديدة تقوم بإعداد مواصفة قياسية دولية تقدم التوجيه فيما يختص‬
‫بالمسئولية االجتماعية‪ ،‬وفي يناير ‪ 2005‬صوت ‪ 37‬عضوا في األيزو على اقتراح بند عمل‬
‫جديد‪) 10‬وهو اقتراح إلعداد مواصفة قياسية جديدة( حول المسئولية االجتماعية‪.‬‬
‫و كانت التتابع الزمني الصدار مواصفة االيزو ‪ 26000‬كما يلي‪:11‬‬
‫‪ ‬تم االنتهاء من مسودة العمل األولى في عام ‪.2006‬‬
‫‪ ‬المسودة النهائية للمواصفة القياسية الدولية تم إعدادها في سبتمبر ‪.2008‬‬

‫‪ 5‬تعطي منظمة اآليزو تعطي احلق للدول املتحفظة على املواصفة ببناء مواصفة حملية يف جمال املسؤولية اجملتمعية يف ضوء مبادئها اخلاصة هبا‬
‫استنادا إىل املواصفة العاملية آيزو ‪.26000‬‬
‫‪ISO Committee on ConsumerPolicy (COPOLCO) 6‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Site AFNOR, La norme ISO 26000 en quelques mots, http://www.afnor.org/profils/centre-d-interet/rse-‬‬
‫‪.iso-26000/la-norme-iso-26000-en-quelques-mots‬‬
‫‪ISO Advisory Group on SocialResponsibility (SAG) 8‬‬
‫‪ 9‬نشرية صادرة عن املنظمة العاملية للمعايرة‪ ،‬املشاركة يف املواصفة القياسية الدولية املستقبلية أيزو ‪ 26000‬حول املسئولية االجتماعية‪ ،‬ص‪.3:‬‬
‫‪ 10‬يعد اقرتاح بند العمل اجلديد هو الوثيقة األساسية إىل تقدم اخلطوط االرشادية الرئيسية إلعداد املواصفة القياسية اجلديدة‪ ،‬وقد حصل هذا‬
‫االقرتاح على أغلبية كافية ضمت ‪ 32‬دولة‪ ،‬وقد أعربت هذه الدول عن استعدادها للمشاركة يف إعداد مواصفة قياسية خاصة باملسئولية‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ 11‬نشرية صادرة عن املنظمة العاملية للمعايرة‪ ،‬املشاركة يف املواصفة القياسية الدولية املستقبلية أيزو ‪ 26000‬حول املسئولية االجتماعية‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.8‬‬
‫‪ ‬إصدار المواصفة القياسية الدولية في ديسمبر ‪.2008‬‬
‫و أخيرا تم نشر هذه المواصفة في ‪ 01‬نوفمبر ‪.2010‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬أهداف مواصفة المسؤولية االجتماعية ايزو ‪ 26000‬في المؤسسات الصناعية‪:‬‬
‫تتمثل أهداف مواصفة ايزو ‪ 26000‬فيما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬على مستوى أداء المؤسسات تجاه المجتمع‪:‬‬
‫‪ ‬مساعدة المؤسسات في مخاطبة مسؤولياتها االجتماعية‪ ،‬و في نفس الوقت احترام االختالفات‬
‫الثقافية االجتماعية و البيئية و القانونية و ظروف التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬توفير التوجيهات العملية التي تجعل من المسؤولية االجتماعية قابلة للتطبيق و الممارسة‬
‫العملية‪ ،‬تعزيز مصداقية التقارير المعدة من أجل عرض تقييم ممارسات المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬التوافق مع االتفاقات و المبادرات الدولية المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية للشركات‪.‬‬
‫‪ ‬نشر الوعي بأهمية المسؤولية االجتماعية و التحسيس بأهميتها و مكاسبها للشركات‪.‬‬
‫‪ ‬العمل المشترك على المستوى الدولي في حقل المسؤولية االجتماعية و توحيد ممارساتها ليسهل‬
‫تقييمها بشكل متماثل في الدول المختلفة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬على مستوى األداء البيئي و الدور التنموي‪:‬‬
‫‪ ‬جعل من الممارسات العملية للمسؤولية االجتماعية أداة لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬و الحفاظ على‬
‫االنسان و الحيوان و البيئة‪ ،‬و االعتماد على القوانين المنظمة لذلك مثل ‪ :‬حقوق االنسان و قوانين‬
‫حماية البيئة‪.‬‬
‫‪ ‬اعتبار كل قضايا التنمية كمكون أصيل لمواصفة المسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬نشر مفاهيم و ممارسات المسؤولية االجتماعية من خالل دمجها في البرامج التنموية و‬
‫التعليمية و التثقيفية و برامج البحث العلمي في الجامعات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬على مستوى عالقة المؤسسات بأصحاب المصلحة‪:‬‬
‫‪ ‬تحسين العالقة بين المؤسسة و باقي أصحاب المصلحة المتعاونين معها‪ ،‬و ذلك من خالل خلق‬
‫حوار بين مشترك بين الطرفين موضوعه عن أهمية تحقيق المنافع المتبادلة‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بحقوق كل من العاملين و المستهلكين و الموردين‪ ،‬و تحسنها بشكل مستمر‪ ،‬في سبيل‬
‫أن تتحسن الذهنية تجاه المؤسسة‪ ،‬و تتكاتف جهود كل االطراف لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم اهمال حق المجتمع في استفادته من مزايا تمنحها المؤسسة االقتصادية الصناعية‪ ،‬مثل‬
‫عدالة التوظيف‪ ،‬و منح المساعدات و الهبات لمنظمات المجتمع المدني‪ ،‬و المساهمة في تحقيق‬
‫التنمية بكافة أشكالها‪.‬‬
‫‪ ‬تحمل تبعات النشاطات الصناعية على البيئة‪ ،‬فان كانت نشاطات ملوثة يجب التخفيف من حدة‬
‫التلوث‪ ،‬مع محاولة تجنب كل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على البيئة و تفاديه‪.‬‬
‫‪.6‬أهم االرشادات و التوجيهات التي تقدمها ايزو ‪ 26000‬للمنظمات‪:‬‬
‫تقدم ايزو ‪ 26000‬توجيهات لجميع أنواع المنظمات‪ ،‬بغض النظر عن حجمها أو نشاطها أو موقعها‬
‫‪12‬‬
‫للعمل بأسلوب مسئول اجتماعيا بتقديم إرشادات بخصوص‪:‬‬
‫‪ ‬المفاهيم والمصطلحات والتعريفات المتصلة بالمسئولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬خلفية واتجاهات وخصائص المسئولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬المبادئ والممارسات المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬المواضيع والقضايا األساسية ذات الصلة بالمسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬دمج وتنفيذ وتعزيز السلوك المسئول اجتماعيا في المنظمة بأسرها ومن خالل سياساتها‪.‬‬
‫وممارساتها ضمن مجال نفوذها‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد أصحاب المصلحة والتعامل معهم‪.‬‬
‫‪ ‬تبادل االلتزامات‪ ،‬واألداء و المعلومات األخرى المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬هيكل مواصفة‪ /‬ايزو ‪( 26000‬بنود المواصفة)‪:‬‬
‫بنود المواصفة تتكون مسودة المواصفة العالمية ‪ ISO26000‬من تمهيد ومقدمة وسبعة بنود وعدة‬
‫مالحق‪ ،‬يوضح الجدول التالي بنود هذه المواصفة‪:13‬‬
‫الجدول(‪ :)2‬هيكل مواصفة ايزو‪26000‬‬

‫شرح محتوى البند‬ ‫الهدف منه‬ ‫البند‬


‫تعريف وتحديد المحتوى الذي تغطيه هذه المواصفة‪ ،‬ويحدد‬ ‫المجال‬ ‫البند (‬
‫القيود أو االستثناءات‪ ،‬كما أنه ينص على أن هذه المواصفة‬ ‫‪)1‬‬
‫الدولية تقدم دليال إرشاديا لجميع أنواع المنشآت بغض النظر‬
‫عن حجمها أو موقعها‪.‬‬
‫يحدد هذا البند معاني المصطلحات الرئيسية المستخدمة في هذه‬ ‫التعريفات‬ ‫البند (‬
‫المواصفة‪ ،‬وبلغ عدد التعريفات ‪ 22‬مصطلحا‪ ،‬أهمها مصطلحا‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫المسؤولية االجتماعية (‪14 )Social Responsibility‬و‬
‫أصحاب المصلحة ( ‪.stakeholder(15‬‬

‫‪ 12‬شركة تنمية املعرفة‪ ،‬املسؤولية االجتماعية‪:‬ايزو ‪ ،26000‬نشرة تعريفية‪.‬‬


‫‪13‬‬
‫عوض سامل احلريب‪ ،‬املسؤولية اجملتمعية يف ضوء املواصفة العاملية‪ISO26000 (02/01/2012)،‬‬
‫‪http://www.aleqt.com/2010/03/21/article_366761.html‬‬
‫‪ 14‬املسؤولية االجتماعية كما تعرفها املواصفة هي مسؤولية املنشأة جتاه تأثريات قراراهتا وأنشطتها يف اجملتمع والبيئة‪ ،‬وذلك من خالل سلوك‬
‫شفاف وأخالقي من شأنه‪ :‬املسامهة يف التنمية املستدامة متضمنة صحة ورخاء اجملتمع‪ ،‬األخذ يف االعتبار توقعات األطراف املعنية‪ ،‬التماشي مع‬
‫القوانني املطبقة ومعايري السلوك الدولية‪ ،‬التكامل بني املنشأة وممارساهتا املختلفة من خالل العالقة بينها‪.‬‬
‫يشرح هذا البند بشكل مفصل مفهوم المسؤولية االجتماعية و‬ ‫فهم المسؤولية‬ ‫البند (‬
‫يوضح أهم خصائصها‪.‬‬ ‫االجتماعية‬ ‫‪)3‬‬
‫حددت المواصفة‪ /‬سبعة مبادئ للمسؤولية االجتماعية هي‪:‬‬ ‫مبادئ المسؤولية‬ ‫البند(‪)4‬‬
‫القابلية للمساءلة ‪،‬الشفافية‪ ،‬السلوك األخالقي‪ ،‬احترام مصالح‬ ‫االجتماعية‬
‫األطراف المعنية‪ ،‬احترام سلطة القانون‪ ،‬احترام األعراف‬
‫الدولية للسلوك‪ ،‬احترام حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫البند(‪ )5‬االعتراف بالمسؤولية يتناول هذا البند اعتراف الشركة بمسؤوليتها االجتماعية‪ ،‬من‬
‫االجتماعية و التعرف خالل تحديد تأثيراتها السلبية في المجتمع‪ ،‬وكذلك الطريقة التي‬
‫ينبغي بها التصدي لهذه التأثيرات من أجل المساهمة في‬ ‫على اصحاب‬
‫التنمية المستدامة‪ ،‬و تحديد أصحاب المصلحة‪ 16‬وإ شراكهم في‬ ‫المصلحة و التفاعل‬
‫ممارساتها االجتماعية‪.‬‬ ‫معهم‬
‫و هو أهم البنود في المواصفة‪ ،‬و فيه ذكر للمجاالت األساسية‬ ‫دليل الموضوعات‬ ‫البند(‪)6‬‬
‫السبع للمسؤولية االجتماعية و الواجب تبنيها من قبل‬ ‫الرئيسة للمسؤولية‬
‫المنظمات و هي‪ :17‬الحوكمة المؤسسية‪ ،‬حقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫االجتماعية‬
‫ممارسات العمال‪ ،‬البيئة‪ ،‬الممارسات التشغيلية العادلة مع‬
‫األفراد والمنظمات‪ ،‬قضايا المستهلك‪ ،‬مشاركة وتنمية المجتمع‪.‬‬
‫يوضح هذا البند إرشادات وتوجيهات مهمة من أجل إدارة جيدة‬ ‫دليل إرشادي حول‬ ‫البند(‪)7‬‬
‫للمسؤولية االجتماعية في المنظمة‪،‬حيث يمكن أن تتم هذه‬ ‫تطبيق المسؤولية‬
‫اإلدارة من خالل أربعة خطوات هي‪ :‬التزام اإلدارة العليا‪ ،‬تحديد‬ ‫االجتماعية‬
‫و تحليل تطلعات أصحاب المصلحة‪ ،‬مرحلة التنفيذ و الممارسة‪،‬‬
‫التقييم و المتابعة‪ ،‬المراجعة‪.‬‬

‫‪ 15‬أصحاب املصلحة ( (‪stakeholder‬ويقصد به الفرد أو اجملموعة اليت يكون هلا مصلحة أو تكون معنية بأي نشاط أو قرار خاص باملنشأة‪.‬‬
‫‪ 16‬ميكن الرتكيز على مخس أطراف أساسية من أصحاب املصاحل و هم‪ :‬الدولة‪ ،‬الزبائن‪ ،‬ممثلو املستخدمني‪ ،‬املوردون و املتعاقدون‪ ،‬املنظمات‬
‫غري احلكومية‪.‬‬
‫‪ 17‬جيب مراعاة أمهية قضية تدرج املنظمات يف عملية التبين والتطبيق ووضع األولويات اليت بطبيعة احلال ختتلف من منظمة إىل أخرى‪.‬‬
‫خاتمـــــــــــــــة ‪:‬‬
‫قد يبدو من المبكر إثارة النقاش في بلد نام مثل الجزائر بخصوص مواصفة دولية طوعية صدرت‬
‫منذ نحو سنيتن فقط‪ ،‬إال أن مثل هذه النقاشات من شانها ان تكون ممهدا مهما لنشر ثقافة المسؤولية‬
‫االجتماعية و البيئية في أوساط القطاع الصناعي في الجزائر‪ ،‬و ال شك أن تبني المواصفات‬
‫خصوصا مواصفة ايزو ‪ 26000‬يحتاج إلى ثقافة واعية و قناعة راسخة بأهميتها‪ ،‬يمكن نشرها من‬
‫خالل الجامعات و مراكز البحث‪ ،‬و تبعا لذلك فقد جاءت هذه الدراسة لتجس النبض بخصوص هذه‬
‫المواصفة في الجزائر‪ ،‬فخلصنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ ‬شهادة األيزو ‪ 26000‬هي معيار دولي يقدم إرشادات حول المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وهو مصمم‬
‫ليستخدم من قبل جميع أنواع المؤسسات‪ ،‬و يساعد هذا المعيار المؤسسات في العمل بطريقة مسئولة‬
‫اجتماعيا بأسلوب أفضل‪ ،‬بما يحقق النفع للمجتمع و يلبي متطلبات التنمية المستدامة‪ ،‬و يشتمل‬
‫معيار األيزو ‪ 26000‬على إرشادات طوعية‪ ،‬وليست واجبة‪.‬‬
‫‪ ‬تمثل المواصفة الدولية للمسؤولية االجتماعية مرجعا رئيسا أمام جميع المؤسسات للتأسيس‬
‫والعمل بمفهوم المسؤولية االجتماعية وأهميتها في توجيه هذه المؤسسات نحو الخدمة المجتمعية في‬
‫كل مشروعاتها وبرامجها‪.‬‬
‫‪ ‬تضمن مواصفة االيزو ‪ 26000‬من ورائها المسؤولية االجتماعية حقوق العديد من األطراف‪،‬‬
‫من أهمهم‪ :‬العمال و المستهلكين و المجتمع و البيئية‪ ،‬كما أن تبنيها يعكس درجة المواطنة التي‬
‫تتمتع بها المؤسسات عامة‪ ،‬هذه المواطنة تنعكس من خالل أداء اجتماعي و بيئي متميز و عال‪.‬‬

You might also like