You are on page 1of 17

‫في ‪ 1‬تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ 2010‬ليقدم توجهات )أيزو ‪ 26000‬هو معيار دولي أطلقته المنظمة الدولية للمعايير (أيزو‬

‫والهدف منه هو المشاركة في عملية التنمية المستدامة العالمية من خالل تشجيع الشركات بخصوص المسؤولية االجتماعية‬
‫والمنظمات األخرى على المشاركة في ممارسة المسؤولية االجتماعية لتحسين هذه الممارسة على عمال هذه الشركات‬
‫‪[1].‬والمنظمات وبيئتها الطبيعية ومجتمعاتها‬

‫محتويات‬
‫‪‬‬ ‫معيار توجيهي تطوعي لجميع المنظمات ‪1‬‬
‫‪‬‬ ‫المبادئ األساسية والموضوعات الرئيسية ضمن أيزو ‪2 26000‬‬
‫‪‬‬ ‫المراجع ‪3‬‬
‫‪‬‬ ‫انظر أيضا ‪4‬‬

‫معيار توجيهي تطوعي لجميع المنظمات‬


‫يقدم المعيار أيزو ‪ 26000‬دليل توجيهي عن سلوكيات المسؤولية اإلجتماعية واألفعال الممكنة‪ .‬يحتلف هذا المعيار عن المعايير‬
‫األخرى األكثر إنتشارا المصممة للشركات والتي تستلزم تحقيق متطلبات معينة ضمن النشاطات كالتصنيع واإلدارة والمحاسبة‬
‫‪.‬ورفع التقارير‬

‫‪1.‬‬ ‫أيزو ‪ 26000‬هو معيار توجيهي تطوعي والتالي هو ال يحتوي على متطلبات مثل تلك المعايير التي يمكن استخدامها‬
‫‪).‬للحصول على (شهادة مطابقة‬
‫المنظمات كالمستشفيات والمدارس ‪.‬أيزو ‪ 26000‬مصمم ليت استخدامه من قبل جميع المنظمات‪ ،‬ليس فقط الشركات ‪2.‬‬
‫والجمعيات الخيرية (غير الربحية) ‪ ...‬إلخ هي أيضا متضمنة في المعيار‬
‫تم تطوير أيزو ‪ 26000‬من خالل عملية تتضمن العديد من الجهات المهتمة واجتماعات ضمن ثمانية مجموعات عمل ‪3.‬‬
‫بجلسات عامة تم عقدها بين العامين ‪ 2005‬و‪ 2010‬باإلضافة إلى اجتماعات اللجنة واستشارات من خبراء عن طريق‬
‫البريد اإللكتروني ضمن عملية استغرقت خمس سنوات‪ .‬تقريبا خمسمائة مندوب ساهم في هذه العملية يمثلون ست‬
‫قطاع الصناعة‪ ،‬القطاع الحكومي‪ ،‬المنظمات غير الربحية‪ ،‬النقابات العمالية‪ ،‬المستهلكين‪ ،‬وقطاع ‪:‬قطاعات ذات صلة‬
‫‪.‬سادس يمثل الخدمات والدعم واألبحاث وباقي الجهات األخرى وهم المستشارين والهيئات األكاديمية بشكل رئيسي‬

‫المبادئ األساسية والموضوعات الرئيسية ضمن أيزو ‪26000‬‬


‫‪:‬المبادئ السبعة األساسية والتي تعتبر كجدور سلوك المسؤولية االجتماعية هي‬

‫‪‬‬ ‫المسؤولية‬
‫‪‬‬ ‫الشفافية‬
‫‪‬‬ ‫السلوك األخالقي‬
‫‪‬‬ ‫‪.‬احترام اهتمامات الجهات ذات الصلة‬
‫‪‬‬ ‫احترام القواعد والقوانين‬
‫‪‬‬ ‫احترام قواعد السلوك الدولي‬
‫‪‬‬ ‫احترام حقوق اإلنسان‬

‫‪:‬الموضوعات الرئيسية التي يجب على كل مستخدم لمعيار أيزو ‪ 26000‬هي‬

‫‪‬‬ ‫حوكمة المنظمات‬


‫‪‬‬ ‫حقوق اإلنسان‬
‫‪‬‬ ‫الممارسات العمالية‬
‫‪‬‬ ‫البيئة‬
‫‪‬‬ ‫عدالة ممارسات التشغيل‬
‫‪‬‬ ‫قضايا المستهلكين‬
‫‪‬‬ ‫المشاركة والتنمية المجتمعية‬

‫يقيس ‪.‬حتاج كل مؤسسة إلى القيام بإجراءات تهدف إلى جعل العالم مكانًا أفضل‬
‫أداء وتطور مؤسستك من ‪ SGS‬تقييم األداء لمعيار األيزو ‪ 26000‬من شركة‬
‫ناحية السلوك المسؤول اجتماعيًا‪ .‬هناك خمسة مستويات تتعلق بزيادة درجات‬
‫‪.‬األداء‬
‫إن الشركات التي تهمل دمج السلوك المسؤول اجتماعيا في استراتيجياتها‪ ،‬تُعرض أنظمتها وممارساتها للسقوط أمام منافسيها‪.‬‬
‫ّ‬
‫يقرر العمالء والهيئات وأصحاب المصالح والمستثمرون وشركاء األعمال والحكومات والمجتمعات بشكل متزايد عدم دعم‬
‫‪.‬الشركات التي ال تولي اهتماما كبيرا لكوكبنا األرضي ورفاهية من يعيشون عليه‬

‫يناسب تقييم األداء الخاص بنا جميع المؤسسات في القطاعين العام والخاص‪ ،‬في الدول النامية والمتقدمة‪ ،‬وأيضا في الدول التي‬
‫تمر اقتصاداتها بمرحلة انتقالية‪ .‬ويعمل هذا التقييم كأداة للتعرف على مستوى أداء مؤسستك في وقت التقييم‪ .‬كما يساعدك على‬
‫‪.‬العمل بطريقة مقبولة من الناحية االجتماعية وهو األمر الذي يحتاج إليه المجتمع بشكل متزايد‬

‫سيتم تقييم مؤسستك بشكل وحدةي في المراحل األولى من إعداد برنامج حول المسؤولية االجتماعية‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يتم تطبيقه بشكل‬
‫‪.‬مثالي كطريقة تقييم مستمرة‪ ،‬حيث يتم تحديد أهداف المؤسسة وفقا له‬

‫ّ‬
‫إن تحسين مستوى أدائك في تطبيق مبادئ اإلرشادات بشأن المسؤولية االجتماعية للمعيار األيزو ‪ 26000‬يظهر بوضوح‬
‫‪.‬اإلجراءات اإليجابية التي تتخذها مؤسستك للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫تعتبر الشبكة العالمية ‪ SGS.‬قم بإدارة مشكالت اليوم واستعد لمشكالت الغد مع تقييم األداء لمعيار األيزو ‪ 26000‬من شركة‬
‫التابعة لنا وشبكتنا العالمية من الخبراء الذين يتحدثون لغتك ويفهمون ثقافة السوق المحلي الخاص بك معيارا عالميا للجودة‬
‫‪.‬والتكامل‬

‫شركات اليوم ال تعتبر كيانات اقتصادية فحسب‪ ،‬بل كيانات ترتبط كذلك بالوطن الذي تعمل فيه‪ .‬فهي تعمل في بيئة اجتماعية‬
‫واقتصادية معقدة‪ ،‬تتعرض فيها لضغوط من أجل تحقيق الكفاية االقتصادية من جانب أصحاب هذه الشركات‪ ،‬ولضغوط من‬
‫أجل تحمل مسئولياتها سواء كانت تلك الضغوط من جانب الحكومة أو المجتمع المدني أو المستهلكين‪.‬ورغم أن الجدل الدائر‬
‫بشأن المسئولية االجتماعية للشركات أمر ليس بجديد‪ ،‬فقد حظي باهتمام أكبر في السنوات األخيرة‪،‬نتيجة للتطورات في‬
‫الظروف االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬وظهور الحركات المناهضة للعولمة وفضائح الفساد في الشركات واستمرار‬
‫الظروف السيئة التي تعانى منها الكثير من الدول النامية ‪ .‬وقد شهدت العقود األخيرة من القرن العشرين تطورا في النظرة إلى‬
‫أهداف الشركات‪ ،‬وكان للفكر االقتصادي بصفة خاصة أثرا واضحا في تحديد طبيعة تلك األهداف‪.‬ففي ظل الفكر االقتصادي‬
‫التقليدي‪ ،‬كان ينظر للشركات على أن هدفها الوحيد هو تعظيم الربح من خالل تحقيق اكبر عائد ممكن للمستثمرين‪ ،‬وان تحقيق‬
‫وتتمثل النظرة التقليدية للشركات‪ ،‬كما أوجزها بعض االقتصاديين ‪.‬الربح سوف يتبعه تحقيق أهداف المجتمع بصورة تلقائية‬
‫في السبعينات من القرن الماضي‪،‬وجهة النظر الكالسيكية حول مفهوم )‪ (Milton Friedman‬أمثال ميلتون فريدمان‬
‫المسؤولية االجتماعية‪ ،‬إذ يرى أن مسئولية الشركة تتحقق من خالل سداد األجور للعاملين مقابل العمل الذي يقومون به‪ ،‬وتقديم‬
‫السلع والخدمات للمستهلكين مقابل ما يدفعونه من أموال‪ ،‬وسداد الضرائب للحكومات التي تقوم بتوفير الخدمات العامة‬
‫للمواطنين‪ ،‬واحترام سيادة القانون عن طريق احترام العقود المبرمة‪ .‬وأن تبني الشركة لفلسفة المسؤولية االجتماعية من شانه‬
‫أن يقلل أرباحها ويزيد تكاليف العمل‪ ،‬كما من شأنه إعطاء قوة اجتماعية لألعمال بشكل اكثر من الالزم‪.‬غير أن هذه النظرة‬
‫التقليدية لم تعد مقبولة‪،‬فشركات اليوم تعنى بما هو أكثر من مجرد تقديم السلع والخدمات للمستهلكين وسداد حصة عادلة من‬
‫الضرائب‪ .‬ورغم أن الدور الذي تلعبه الشركات في التنمية والحوكمة الرشيدة قد تطور تطورا جذريا في العقود الماضية‪ ،‬تشير‬
‫التوقعات إلى أن هذا الدور سيشهد المزيد من التطور في المستقبل‪.‬وتشير الدراسات إلى اهتمام المستهلكين بالسلوك األخالقي‬
‫والقول التقليدي بأن الشركات ليست مسئولة إال أمام أصحابها ربما لم يعد مقبوال في عالم اليوم الذي يتسم بتشابك ‪.‬للشركات‬
‫العالقات والمصالح‪ ،‬عالم يتيح للمستهلكين خيارات عديدة‪ ،‬ويبحث فيه المستثمرون عن توفير االستقرار واألمان الستثماراتهم‪،‬‬
‫وتتعرض فيه الشركات لغرامات هائلة نتيجة للمخالفات القانونية‪ ،‬عالم يسوده الخوف والقلق واألفكار الخاطئة ‪ .‬ولعل من ابرز‬
‫والذي يرى أن مفهوم المسؤولية االجتماعية يمثل البعدين )‪ (Paul Samuelson‬أنصارها ومؤيديها رجل االقتصاد المعروف‬
‫االقتصادي ‪،‬واالجتماعي معا‪ .‬كما يشير إلى أن الشركات في عالم اليوم يجب أال تكتفي باالرتباط بالمسؤولية االجتماعية‪ ،‬بل‬
‫‪.‬يجب أن تغوص في أعماقها‪ ،‬وان تسعى نحو اإلبداع في تبنيها‬

‫مقدمة‬
‫يكتسب الدور االجتماعي للشركات فى الدول العربية أهمية متزايدة بعد تخلي عديد من الحكومات عن كثير من أدوارها‬
‫االقتصادية والخدمية التي صحبتها بطبيعة الحال برامج اجتماعية كان ينظر إليها على أنها أمر طبيعي ومتوقع في ظل انتفاء‬
‫الهدف الربحي للمؤسسات االقتصادية التي تديرها الحكومات‪ ،‬وإن كانت في كثير من األحيان تحقق إيرادات وأرباحا‬
‫طائلة‪.‬وكان متوقعا مع تحول هذه المؤسسات إلى الملكية الخاصة وإعادة تنظيمها وإدارتها على هذا األساس أن يتوقف دورها‬
‫االجتماعي‪ ،‬ولكن التطبيق العملي لتجارب الخصخصة أظهر أن الدور االجتماعي وااللتزام األخالقي للشركات هو أيضا‬
‫استثمار يعود عليها بزيادة الربح واإلنتاج وتقليل النزاعات واالختالفات بين اإلدارة وبين العاملين فيها والمجتمعات التي تتعامل‬
‫معها‪ ،‬ويزيد أيضا انتماء العاملين والمستفيدين إلى هذه الشركات‪.‬وأظهر أيضا أن كثيرا من قادة وأصحاب الشركات يرغبون‬
‫في المشاركة االجتماعية‪ ،‬وينظرون إلى العملية االقتصادية على أنها نشاط اجتماعي ووطني وإنساني يهدف فيما يهدف إليه إلى‬
‫التنمية والمشاركة في العمل العام‪ ،‬وليس عمليات معزولة عن أهداف المجتمعات والدول وتطلعاتها‪.‬وقد ترتب على ذلك تطورا‬
‫في شكل العالقة بين الحكومة والقطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني في عديد من الدول العربية‪ ،‬شأنها في ذلك شأن‬
‫عدد كثير من الدول النامية؛حيث حل القطاع الخاص تدريجيا محل القطاع العام الذي تقلص دوره في النشاط االقتصادي وفي‬
‫توفير فرص العمل‪ ،‬بينما تركز اهتمام الحكومة حول السعي نحو تهيئة المناخ المالئم لجذب االستثمار المحلي واألجنبي‪ .‬كما‬
‫زادت أهمية الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في التنمية االقتصادية واالجتماعية وفي الرقابة على كل من الحكومة والقطاع‬
‫الخاص‪ .‬وقد اهتمت الشركات المحلية—أسوة بالشركات العالمية—بتقييم اآلثار المترتبة على نشاطها على العاملين بها‬
‫ومستوى رفاهيتهم‪ ،‬وعلى المجتمع المحلي والبيئة المحيطة بها‪ ،‬ثم على المجتمع ككل‪ ،‬اقتناعا منها بأهمية ذلك ومردوده على‬
‫نشاطها واستثماراتها وأرباحها ونموها واستدامتها‪ .‬ومع زيادة درجة الوعي باألثر السلبي للنشاط االقتصادي على البيئة‪،‬‬
‫والدور الهام الذي تلعبه وسائل االتصال الحديثة في توعية المستهلكين‪ .‬وفي ضوء االهتمام بالتنمية البشرية لرفع مستويات‬
‫اإلنتاجية سعى عدد كثير من الشركات إلى تبني برامج فعالة للمسئولية االجتماعية تأخذ في االعتبار ظروف المجتمع والتحديات‬
‫التي تواجهه‪.‬والشك أن المسئولية االجتماعية تعد حجر الزاوية‪ ،‬وأداة مهمة للتخفيف من سيطرة العولمة وجموحها‪ ،‬حيث يمثل‬
‫القطاع الخاص والشركات الجزء األكبر واألساسي في النظام االقتصادي الوطني‪ ،‬وعليه أصبح االهتمام بالمسئولية االجتماعية‬
‫مطلبا أساسيًّا للحد من الفقر من خالل التزام المؤسسات االقتصادية ) شركات محلية أو مؤسسات دولية( بتوفير البيئة المناسبة‪،‬‬
‫وعدم تبديد الموارد‪ ،‬والقيام بعمليات التوظيف والتدريب ورفع القدرات البشرية‪ ،‬وتمكين المرأة ورفع قدراتها ومهاراتها بما‬
‫يؤهلها للمشاركة في عملية التنمية المستدامة‪ ،‬ومساندة الفئات األكثر احتياجا‪.‬ونجاح قيام الشركات بدورها في المسئولية‬
‫اال جتماعية يعتمد أساسا على التزامها بثالثة معايير هي‪ :‬االحترام والمسئولية تجاه العاملين وأفراد المجتمع‪ ..‬ودعم المجتمع‬
‫ومساندته‪..‬وحماية البيئة سواء من حيث االلتزام بتوافق المنتج الذي تقدمه الشركة للمجتمع مع البيئة‪ ،‬أو من حيث المبادرة بتقديم‬
‫ما يخدم البيئة‪ ،‬وي حسن من الظروف البيئية في المجتمع ويعالج المشاكل البيئية المختلفة‪.‬وفي واقع األمر يمكن القول إنه الزال‬
‫هناك غموض وعدم دراية كافية من جانب كل من األفراد والشركات والمجتمع العربي ككل بمفهوم المسئولية االجتماعية‬
‫للشركات وأبعادها ومدى تطورها وكذلك بمدى فعاليته وكيفية بلورته واإلفادة منه‪ .‬وفي ضوء ذلك‪ ،‬تطرح الورقة التساؤالت‬
‫التالية‪ :‬ما هو المقصود بالمسئولية االجتماعية للشركات ‪،‬وما هو التطور التاريخي لهذا المفهوم؟ وما هي الدروس المستفادة من‬
‫التجارب الدولية في مجال المسئولية االجتماعية للشركات؟ وما هي أهم المبادرات العربية في هذا المجال؟ وما هي الدوافع التي‬
‫تشجع الشركات على االضطالع بمسئوليتها االجتماعية وكذلك التحديات التي تواجهها للقيام بدورها االجتماعي؟وأخيرا‪ ،‬ما هو‬
‫الدور الذي تستطيع الدولة ومنظمات األعمال والقطاع الخاص والشركات عابرة القارات أن تلعبه لتنمية مبادرات المسئولية‬
‫االجتماعية في الدول العربية؟ويهدف هذا البحث إلى دراسة المسئولية االجتماعية للشركات فى الدول العربية‪ ،‬وذلك بغية‬
‫‪.‬التوصل إلى مجموعة من التوصيات التي من شأنها تعزيز دورها في التنمية فى الدول العربية‬
‫المبحث األول‬
‫المسؤولية االجتماعية للشركات‪ :‬الماهية واألهمية‬
‫‪:‬مفهوم المسؤولية االجتماعية للشركات ‪:‬أوال‬
‫هناك توافق واسع بين كافة المؤسسات العامة والخاصة التي تقوم على مفهوم المسؤولية االجتماعية للشركات ‪،‬أنه على الشركة‬
‫‪.‬تحقيق التوازن بين مصالح جميع أصحاب المصلحة في إطار التخطيط االستراتيجي والعمليات‬
‫وقد ظهرت فى السنوات الماضية العديد من المناقشات حول مسألة ما إذا كانت هذه المسؤوليات يجب أن تكون طوعية أو ال ‪،‬‬
‫وبخاصة ما يتعلق منها بتزايد التحديات البيئية في مجاالت مثل تغير المناخ ‪ ،‬وكذلك فيما يتعلق بإنفاذ معايير العمل وحقوق‬
‫اإلنسان األساسية‪ .‬وتجدر االشارة الى أن هناك من يرى ان دور القطاع الخاص ينبغى ان يقوم على تعظيم اإلنتاج والربح ‪،‬‬
‫على افتراض أن الحكومة عموما فقط هى التى ينبغي أن تأخذ على عاتقه قضايا الرعاية االجتماعية والبيئية من خالل أطر‬
‫وآليات سياسة فعالة‪ .‬وعالوة على ذلك ‪،‬فأنه يالحظ أنه ينظر الى المسؤولية االجتماعية للشركات في كثير من األحيان على أنه‬
‫ببساطة نوع من 'العمل الخيري للشركات' و 'العطاء الخيري ‪ ،‬والتي بدورها وغالبا ما تكون منفصلة عن األعمال األساسية ‪،‬‬
‫ودون وجود خطة استراتيجية وراء ذلك‪.‬وتختلف النظرة اليوم عما سبق ‪،‬حيث ينظر الى المسؤولية االجتماعية للشركات على‬
‫فقد أظهر عدد متزايد من األمثلة الناجحة أن احترام المسؤولية االجتماعية ‪ .‬نطاق واسع باعتبارها احدى استراتيجيات االدارة‬
‫للشركات ‪ ،‬إما يؤدي إلى زيادة الناتج االقتصادي ‪ ،‬أو على األقل هو (في المدى القصير) محايد في أثره على أرباح الشركات‪.‬‬
‫على ضرورة )وعالوة على ذلك ‪ ،‬اعترف عدد متزايد من الشركات الكبيرة (وعدد متزايد من الشركات الصغيرة والمتوسطة‬
‫تحسين إدارة المخاطر واالستراتيجيات االجتماعية والبيئية الخاصة بهم ‪ ،‬واغتنام الفرص في مجال تطوير التكنولوجيا المبتكرة‬
‫وخلق المعرفة ‪ ،‬والمشاركة بمزيد من الفعالية مع أصحاب المصلحة‪.‬في حين يتزايد وضوح المفاهيم حول المسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات ‪ ،‬وأنشطة المساعدة التقنية في هذا المجال ال تزال نادرة‪ .‬إحدى المشاكل هي أن الشركات الصغيرة‬
‫والمتوسطة ‪ ،‬وال سيما في البلدان النامية ‪ ،‬غالبا ما تفتقر إلى القدرات والفرص للتعرف على نهج المسؤولية االجتماعية‬
‫ولذلك فإن هذه الشركات إما القبض على حين غرة في االحتياجات ‪.‬للشركات ممكن في تخطيط وإدارة العمليات اليومية‬
‫المسؤولية االجتماعية للشركات' من العمالء (شمال عادة) ‪ ،‬والنظراء ‪ ،‬وغالبا في شكل مدونات سلوك معقدة ‪ ،‬أو ‪ '-‬المفاجئة‬
‫‪.‬أنها تواجه صعوبات متزايدة في الوصول إلى سالسل التوريد العالمية‬
‫ان مفهوم للمسؤولية االجتماعية للشركات ‪ ،‬وإدراج االهتمامات البيئية واالجتماعية ينبغى ان يكون ضمن استراتيجية الشركة ‪.‬‬
‫األمر الذى ينعكس عمليا ‪ ،‬هذا يعني فى الكشف عن والتغلب على أوجه القصور في عملية إنتاجها ‪ ،‬وتحسين مستمر في نوعية‬
‫منتجاتها ‪ ،‬ويطور تدريجيا خبرتهم في مجال التسويق والمبيعات في السوق على نطاق أوسع‪ .‬وبذلك ‪ ،‬فإنها في نهاية المطاف‬
‫‪.‬تحسين أدائها البيئي واالجتماعي ‪ ،‬وبالتالي قدرتها التنافسية الشاملة‬
‫وجدير بالذكر أنه يوجد هناك عدة تعريفات لمفهوم المسئولية االجتماعية للشركات‪ ،‬وكلها تدور حول ذات المعنى‪ ،‬وهي تحمل‬
‫‪ .‬الشركات لمسئوليتها تجاه أصحاب المصالح من حملة األسهم والمستهلكين والعمالء والموردين والعاملين والبيئة والمجتمع‬
‫ويقصد بهذا المفهوم التزام الشركات ليس فقط بتحقيق أرباح لمساهميها‪ ،‬وال تقتصر المسئولية تجاه االقتصاد القومي فقط‪ ،‬ولكن‬
‫تمتد لتشمل البيئة والعاملين وأسرهم وفئات أخرى من المجتمع‪ .‬ومن أهم التعريفات وأكثرها شيوعا تعريف البنك الدولي‬
‫‪.‬واالتحاد األوروبي ومجلس األعمال الدولي للتنمية المستدامة‬

‫عرف البنك الدولي المسؤولية االجتماعية على أنها التزام أصحاب النشاطات التجارية بالمساهمة في التنمية المستدامة من خالل‬
‫العمل مع موظفيهم و عائالتهم و المجتمع المحلي و المجتمع ككل لتحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم التجارة و يخدم‬
‫‪.‬التنمية في آن واحد‬
‫كما عرفت الغرفة التجارية العالمية المسؤولية االجتماعية على أنها جميع المحاوالت التي تساهم في تتطوع الشركات لتحقيق‬
‫تنمية بسبب اعتبارات أخالقية و اجتماعية‪ .‬و بالتالي فإن المسؤولية االجتماعية تعتمد على المبادرات الحسنة من الشركات دون‬
‫‪.‬وجود إجراءات ملزمة قانونيا‪ .‬و لذلك فإن المسؤولية االجتماعية تتحقق من خالل اإلقناع و التعليم‬
‫كما عرفها مجلس األعمال العالمي للتنمية المستدامة بأنها االلتزام المستمر من قبل مؤسسات األعمال بالتصرف أخالقيا‬
‫والمساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائالتهم‪ ،‬إضافة إلى‬
‫‪.‬المجتمع المحلي والمجتمع ككل‬
‫ويعرف االتحاد األوروبي المسئولية االجتماعية على أنها مفهوم تقوم الشركات بمقتضاه بتضمين اعتبارات اجتماعية وبيئية في‬
‫أعمالها وفي تفاعلها مع أصحاب المصالح على نحو تطوعي‪.‬ويركز االتحاد األوروبي على فكرة أن المسئولية االجتماعية‬
‫‪.‬مفهوم تطوعي ال يستلزم سن القوانين أو وضع قواعد محددة تلتزم بها الشركات للقيام بمسئوليتها تجاه المجتمع‬
‫ويحدد المجلس االقتصادي واالجتماعي الهولندى ‪-‬وهو هيئة استشارية للحكومة الهولندية ‪ -‬المسؤولية االجتماعية للشركات‬
‫‪:‬على أنها تتضمن عنصرين‬
‫‪.‬ما يكفي من التركيز من قبل الشركة على مساهمتها في رفاه المجتمع في المدى الطويل ‪1.‬‬
‫‪.‬وجود عالقة مع أصحاب المصالح بها والمجتمع بشكل عام ‪2.‬‬
‫‪economic‬وقد شدد المجلس على أن مساهمة الشركة في رفاهية المجتمع ال يتكون فقط من خالل تحقيق القيمة االقتصادية‬
‫‪ ،:‬ولكن يشمل تحقيق القيمة في ثالثة مجاالت هى ‪value creation‬‬
‫البعد االقتصادي‪ .‬هذا البعد يشير إلى خلق القيمة من خالل إنتاج السلع والخدمات ‪ ،‬ومن خالل خلق فرص العمل ومصادر ‪1-‬‬
‫‪.‬الدخل‬

‫البعد االجتماعي‪ .‬وهذا يشمل مجموعة متنوعة من الجوانب المتعلقة تأثير عمليات الشركة على البشر داخل وخارج المنظمة ‪2-‬‬
‫‪،.‬مثل عالقات العمل السليمة والصحة والسالمة‬
‫‪.‬البعد البيئي‪ .‬هذا البعد يتعلق بآثار أعمال وأنشطة الشركة على البيئة الطبيعية ‪3-‬‬
‫الموظفين والموردين والعمالء والمنافسين ‪ -‬العنصر الثاني في التعريف يؤكد على العالقة مع أصحاب المصالح والمجتمع ككل‬
‫والمجتمع ككل‪ -‬وفقا لنهج ما يسمى بأصحاب المصلحة ‪ ،‬فالشركات غير مسؤولة فقط على المساهمين ‪ ،‬ولكن ينبغي عليها أن‬
‫‪ .‬توازن أيضا بين مصالح أصحاب المصلحة التي يمكن أن تؤثر أوقد تتأثر من عملياتها‬
‫و كذلك ضمن قواعد و مبادئ الشركة ‪ ،‬واعتبار ‪.‬بمعنى دمج المسئولية االجتماعية في رسالة و رؤية و فلسفة المنشاة و ثقافتها‬
‫المسئولية االجتماعية من مسئوليات اإلدارة التنفيذية ‪،‬ضمن التخطيط االستراتيجي للشركة ‪ ،‬واعتبار المسئولية االجتماعية‬
‫ضمن مسئوليات و إشراف المنشاة ‪ ،‬و إدماجها ضمن برامج االتصاالت و التعليم و التدريب للشركة ‪ .‬و نرى ان تتضمن‬
‫المسئولية االجتماعية االعتراف بقيمة الموظف و منحه الحوافز الكافية ‪ ،‬و أن تضع الشركات التقارير الدورية و القيام بالتدقيق‬
‫‪ .‬حول مدى مراعاتها لمسئوليتها االجتماعية‬
‫فالعالقات الجيدة مع أصحاب المصلحة تتطلب أيضا أن تقوم الشركة بالرد على األسئلة التى تشغل المهتمين بها‬
‫‪،‬وأن تشارك في استمرار الحوار مع كافة األطراف المعنية‪ .‬وهذا يتطلب أن تطبق الشركة بعض‬
‫المعايير اإلجرائية التي تسهم في تحقيق الشفافية في الشركة‪ .‬وتوظيف األدوات التنظيمية التي تعزز إدماج المسؤولية‬
‫‪ .‬االجتماعية للشركات في ممارسة األعمال اليومية‬
‫وباإلضافة إلى هذه التعريفات‪ ،‬يقترح بعض الباحثين والمتخصصين تحويل مصطلح المسئولية االجتماعية إلى مصطلح‬
‫االستجابة االجتماعية حيث إن المصطلح األول يتضمن نوعا من اإللزام‪ ،‬بينما يتضمن الثاني وجود دافع أو حافز أمام رأس‬
‫المال لتحمل المسئولية االجتماعية‪.‬وقد تعددت المصطلحات المتعلقة بمفهوم المسئولية االجتماعية ومنها مواطنة الشركات‬
‫والشركات األخالقية والحوكمة الجيدة للشركات‪.‬وعلى الرغم من تعدد هذه المصطلحات إال أنها في النهاية تنصب على مساهمة‬
‫كما تشتمل المسئولية االجتماعية على عدة أبعاد منها البعد ‪.‬الشركات في تحمل مسئوليتها تجاه أصحاب المصالح المختلفين‬
‫االقتصادي‪ ،‬والقانوني‪،‬واإلنساني‪ ،‬واألخالقي‪ ،‬وتتركز في بعض المجاالت‪ ،‬خاصة العمل االجتماعي‪ ،‬ومكافحة الفساد‪ ،‬والتنمية‬
‫البشرية‪،‬والتشغيل‪ ،‬والمحافظة على البيئة‪.‬وتستند المسئولية االجتماعية للقطاع الخاص إلى نظرية أصحاب المصالح والتي‬
‫تنص على أن الهدف األساسي لرأس المال يتمثل في توليد وتعظيم القيمة لكل أصحاب المصالح؛ من حملة أسهم‪ ،‬وشركاء‪،‬‬
‫وموردين‪ ،‬وموزعين‪ ،‬وعمالء وأيضا العاملين وأسرهم‪ ،‬والبيئة المحيطة والمجتمع المحلي والمجتمع ككل‪.‬وتعد المسئولية‬
‫االجتماعية للقطاع الخاص أداة رئيسية للوصول إلى هذا الهدف من خالل تحقيق االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي‬
‫والبيئي لمجتمع األعمال‪ .‬ويرى عدد من الباحثين أن المسئولية االجتماعية لرأس المال هي الوسيلة التي تستخدمها الشركات‬
‫إلدارة وتنظيم عالقاتها بالمتعاملين معها‪ ،‬ومن ثم تصبح برامج المسئولية االجتماعية نوعا من االستثمار االجتماعي الذي يهدف‬
‫إلى بناء رأس المال االجتماعي الذي يؤدي بدوره إلى تحسين كفاءة األداء االقتصادي للشركات‪.‬وبالنظر إلى التعريفات السابقة‬
‫يمكن القول أنه حتى وقتنا الراهن‪ ،‬لم يتم تعريف مفهوم المسئولية االجتماعية بشكل محدد وقاطع يكتسب بموجبه قوة إلزام‬
‫قانونية وطنية أو دولية‪ ،‬وال تزال هذه المسئولية في جوهرها أدبية ومعنوية‪ ،‬أي إنها تستمد قوتها وقبولها وانتشارها من طبيعتها‬
‫الطوعية االختيارية‪ .‬ومن هنا فقد تعددت صور المبادرات والفعاليات بحسب طبيعة البيئة المحيطة ونطاق نشاط الشركة‬
‫وأشكاله‪ ،‬وما تتمتع به كل شركة من قدرة مالية وبشرية ‪ .‬وهذه المسئولية بطبيعتها ليست جامدة‪ ،‬بل لها الصفة الديناميكية‬
‫‪.‬والواقعية وتتصف بالتطور المستمر كي تتواءم بسرعة وفق مصالحها وبحسب المتغيرات االقتصادية والسياسية واالجتماعية‬
‫وخالصة القول أن المسئولية االجتماعية للشركات تعنى التصرف على نحو يتسم بالمسئولية االجتماعية والمساءلة‪.‬ليس فقط‬
‫أمام أصحاب حقوق الملكية ولكن أمام أصحاب المصلحة األخرى بمن فيهم الموظفين والعمالء والحكومة والشركاء‬
‫والمجتمعات المحلية واألجيال القادمة‪ .‬ويعد مفهوم المساءلة مكونا رئيسيا من المسئولية االجتماعية للقطاع الخاص‪،‬كما تعتبر‬
‫التقارير الدورية للمسئولية االجتماعية للشركات أداة تسعى هذه الشركات عن طريقها لطمأنة أصحاب المصلحة بأنها تعنى‬
‫باستمرار بما يشغلهم على نحو استباقي وإبداعي عبر كل ما تقوم به من عمليات‪.‬وتتضمن تلك التقارير السياسات وإجراءات‬
‫‪.‬القياس والمؤشرات الرئيسية لألداء واألهداف فى المجاالت الرئيسية‬
‫ثانيا‪ :‬التطور التاريخي لمفهوم المسئولية االجتماعية للشركات‬
‫تطورت منذ مطلع القرن العشرين فلسفات اقتصادية تزامنت مع االنفصال المتزايد بين الملكية واإلدارة في الشركات الحديثة‪.‬‬
‫فابتداء كانت الفلسفة االقتصادية الكالسيكية تفترض بأن واجب الشركات األساسي‪ ،‬ان لم يكن الوحيد‪ ،‬هو أن تعظم من ربحيتها‬
‫دون أن تقوم بأي واجب آخر تجاه المجتمع‪ ،‬األمر الذي سوف يمكن المشروعات من النمو‪ ،‬ويوفر بالتالي طائفة أوسع من السلع‬
‫والخدمات للمستهلكين‪ ،‬وسوف يؤمن دفع أجور أفضل للمستخدمين‪.‬بخالف هذه النظرية فقد شرع المدراء التنفيذيون باالهتمام‬
‫بأهداف أخرى إلى جانب تعظيم ألرباح‪ ،‬مثل مصالح المستهلكين والموظفين والدائنين والمجتمعات المحلية‪ .‬وكان هذا التطور‬
‫قد ارتبط بنشوء جماعات المصالح وال سيما النقابات العمالية‪ ،‬وفي الوقت نفسه كانت التشريعات الخاصة ببيئة األعمال تتطور‪،‬‬
‫فأخذت الحكومات في البلدان المتقدمة صناعيا تمنح إعفاءات ضريبية للتبرعات المقدمة من الشركات والجمعيات ألعمال‬
‫الخير‪ ،‬األمر الذي شجع الشركات على تخصيص حصة من األرباح لألعمال االجتماعية‪ ،‬مستفيدة من هذه اإلعفاءات والحوافز‬
‫‪.‬المادية‬
‫وخالل الخمسينات والستينات من هذا القرن‪ ،‬ومع تكريس االنفصال بصورة مزايدة ما بين الملكية واإلدارة والذي ميز‬
‫الشركات العمالقة‪ ،‬بدأت جماعات الحقوق المدنية وجمعيات حماية المستهلكين‪ ،‬وغيرها من الحركات االجتماعية بالتأثير على‬
‫سلوك الشركات‪ ،‬عن طريق مراقبة اآلثار البيئية للصناعات الكبيرة‪ .‬ومستوى جودة المنتجات للتأكد من خلوها من المواد‬
‫الضارة‪.‬وبالمثل فقد ازدادت فاعلية حركات الحقوق المدنية وجماعات الضغط‪ ،‬كالمنظمات العمالية والنسائية وحركات السود‬
‫واألقليات في الواليات المتحدة وأوروبا‪ ،‬األمر الذي ألزم الشركات بتطوير سياساتها في مجال االستخدام‪ ،‬مثل تعيين حد أدنى‬
‫من المستخدمين النساء العامالت‪،‬والمواطنين السود والملونين‪ ،‬وأبناء األقليات‪ ،‬بل تم التراجع عن السياسات التمييزية تجاه‬
‫المعاقين وذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬وتطورت أنظمة الرقابة والحماية ضد التلوث وازداد االهتمام بالحد من هدر‬
‫الطاقة‪.‬وبالنظر الى التأثير الكبير الذي باتت تمارسه الشركات العمالقة على اقتصادات المجتمعات المتقدمة‪ ،‬ووصولها الى‬
‫مختلف مكونات وجوانب حياة هذه المجتمعات‪ ،‬فقد ازدادت الحاجة إلى وضع ضوابط ومعايير للتأكد من استجابة هذه الشركات‬
‫‪.‬للمصلحة العامة‪ ،‬وقام علماء اإلدارة واالقتصاد بتطوير قواعد ملموسة لقياس مسؤولية الشركات االجتماعية‬
‫ومن العوامل التي ساهمت زيادة االهتمام بموضوع المسئولية االجتماعية للشركات ‪ ،‬خاصة في الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬
‫التي شجعت عدد كبير من الشركات الكبيرة على الدعم المادي والمعنوي للمضارين أحداث الحادي عشر من سبتمبر ‪٢٠٠١‬‬
‫‪.‬من هذه األحداث‪ ،‬وكذلك الفضائح المالية لعدد من الشركات العالمية وتفشي الفساد بها‬
‫ومن أهم األسباب التي أدت إلى تزايد الحديث عن برامج المسئولية االجتماعية للشركات‪ ،‬زيادة االهتمام بالقضايا المتعلقة‬
‫بالفقر‪ ،‬وانخفاض مستوى معيشة بعض الفئات‪ ،‬والبطالة‪ ،‬وهي أمور ظلت لفترة طويلة من الزمن من مسئوليات الحكومات‪.‬‬
‫ولكن مع تنامي االهتمام بالتنمية االجتماعية والتأكيد على أهمية إقامة شراكات بين الحكومة والقطاع العام والقطاع الخاص‬
‫والمجتمع المدني‪ ،‬وفي ضوء تأكد الشركات من أن تدهور مستوى التنمية االجتماعية يؤدي إلى هروب رأس المال ويؤثر سلبا‬
‫‪.‬على االستثمار المحلي واألجنبي‪ ،‬زاد االهتمام بهذا المفهوم‬
‫‪:‬ثالثا‪ :‬أسباب بروز وتنامي مفهوم المسؤولية االجتماعية للشركات‬
‫فرضت مسالة المسؤولية االجتماعية للشركات نفسها عنوة مؤخرا في محيط العالقات االقتصادية سواء الوطنية منها أو الدولية‪.‬‬
‫فمن ناحية‪ ،‬أثارت ردود أفعال المناهضين للعولمة‪ ،‬منذ منتصف التسعينات‪ ،‬وخاصة بعد قيام منظمة التجارة العالمية‪ ،‬الصدى‬
‫العميق لدى الشركات المتعددة الجنسيات العمالقة حول دورها ومسؤولياتها الجديدة في مواجهة تنامي ظاهرة الفقر واإلفقار في‬
‫العالم‪ ،‬نتيجة التطبيقات الصارمة لتحرير التجارة الدولية‪ .‬ومن ناحية ثانية‪ ،‬لقد أعادت منظمات دولية غير حكومية ألصحاب‬
‫األعمال مثل المنظمة الدولية ألصحاب األعمال التي تضم ‪ 137‬اتحاد فيدرالي وطني ألصحاب األعمال في ‪ 133‬دولة تقيم‬
‫أنشطتها والتدقيق في مواثيق إنشاءها لتذكير أعضاءها بمسؤولياتهم األساسية كممثلين للقطاع الخاص وكرموز القتصاديات‬
‫السوق في عصر العولمة‪.‬ومما أضفى على مناقشة هذه المسالة وبشكل موسع األهمية واإللحاح إن موجبات المسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات ال تعني بالضرورة شريحة معينة من الشركات الوطنية والدولية‪ ،‬الن فلسفة هذه المسؤولية مستمدة من‬
‫طابعها االختياري المرن والشامل بما يسمح ويشجع كل مؤسسة‪ ،‬أيا كان حجم ونطاق أعمالها‪ ،‬بان تنتهج ما تراه مناسبا ومالئما‬
‫من اإلجراءات والممارسات وفق إمكاناتها وقدراتها المادية وبما يتجاوب مع حقائق السوق ومقتضياته‪.‬فالشركات التجارية‬
‫واالقتصادية والمالية الوطنية والدولية‪ ،‬على حد سواء‪ ،‬ليست بمؤسسات خيرية وإنما هاجسها األول هو تحقيق أكبر عائد من‬
‫الربح على أصحابها‪ .‬ومن هنا تبلورت فكرة وجوب تذكيرها بمسؤولياتها االجتماعية واألخالقية حتى ال يكون تحقيق الربح‬
‫عائدا عن تشغيل األطفال واإلخالل بالمساواة في األجور وظروف وشروط العمل‪.‬عالوة على ما تقدم‪ ،‬فان ضرورة التزام‬
‫الشركات بمسؤولياتها االجتماعية تتعاظم دون أدنى شك في حالة وجود ثغرات في التشريعات الوطنية للدول التي تعمل فيها‬
‫هذه الشركات‪ ،‬أي عندما ال تنظم مثل هذه التشريعات وتضبط مسائل الحقوق األساسية المنصوص عليها في اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان و إعالن منظمة العمل الدولية بشان المبادئ والحقوق األساسية لإلنسان في العمل وإعالن ريو حول البيئة‬
‫‪.‬والتنمية المستدامة‪ ،‬وغير ذلك من الصكوك الدولية التي تكفل حماية والحريات األساسية لإلنسان وحماية البيئة‬
‫ولعل قيام الشركات بدورها التجاري في المجتمع يعد أمرا حيويا‪،‬إذ أن عدم قيامها بذلك قد يضر بسمعتها ومكانتها‪ ،‬ويحملها‬
‫المزيد من التكاليف الخاصة بممارسة األنشطة التجارية‪ ،‬ويقلل من قدراتها التنافسية‪ .‬وفى حقيقة األمر‪ ،‬تشير العديد من‬
‫الدراسات إلى أن الممارسات التجارية المسئولة التي تهتم بعوامل أخرى بخالف مجرد تعظيم الربح في األجل القصير تساعد‬
‫الشركات في تحسين نتائج عمالها‪ ،‬كما تجعل أداء هذه الشركات المسئولة يفوق أداء منافسيها‪ .‬فمزايا تطبيق مفهوم المواطنة‬
‫الصالحة للشركات هي مزايا واضحة‪ ،‬إذ يمكن استخدام هذا المفهوم كأداة فعالة لتحسين العالقة بين أصحاب األعمال‬
‫والمجتمع‪ ،‬كما يجب مراقبة تطبيقه بدقة نظرا ألنه يمكن أن يساعد الشركة على تقليل المخاطر التي تواجهها‪ ،‬وتحسين مكانتها‪،‬‬
‫وهكذا‪ ،‬ستؤدى ‪.‬وزيادة حصتها في السوق‪ ،‬ورفع مستوى مبيعاتها‪ ،‬وتعريف المستهلكين بعالمتها التجارية بأسلوب أكثر فاعلية‬
‫الممارسات األخالقية إلى ارتفاع أرباح الشركات‪ .‬ورغم ما تمارسه الحكومات والمستهلكين والمجتمعات أجهزة األعالم من‬
‫ضغوط على الشركات حتى تتحمل المزيد من المسئولية تجاه المجتمع‪ ،‬فإن العوامل الرئيسية التي تدفعها لتبنى برامج مواطنة‬
‫‪.‬الشركات غالبا ما تكون عوامل داخلية‬
‫وقد كشف أحدث استقصاء للرأي أجرى مع ما يزيد عن ‪ 500‬مدير شركة أمريكية من مختلف األحجام والقطاعات االقتصادية‬
‫عن طريق مركز مواطنة الشركات بجامعة بوسطن باالشتراك مع مركز مواطنة الشركات التابع لغرفة التجارة األمريكية‪،‬أن‬
‫الدافع الرئيسي لتطبيق اإلستراتيجيات الخاصة بمواطنة الشركات يتمثل في التقاليد والقيم التي تنبع من داخل الشركة(‪)75%‬‬
‫واالهتمام بسمعة الشركة ومكانتها (‪.)59%‬غير أنه برغم تزايد االهتمام بمفهوم مواطنة الشركات من جانب الشركات الكبرى‪،‬‬
‫ال يزال هناك الكثير من اإلجراءات التي يجب اتخاذها‪ .‬فقد أشارت دراسة عالمية أجراها مركز جالوب أواخر‪ 2002‬إلى أن ثقة‬
‫المواطنين في الشركات الوطنية قد انخفضت إلى‪ %42‬بينما لم تتعد ثقتهم في الشركات العالمية نسبة ‪ %39‬كما أشارت دراسة‬
‫إلى أن ‪ %90‬من األمريكيين يشعرون أن المديرين المسئولين عن إدارة الشركات ال ‪2003‬أخرى أجراها نفس المركز عام‬
‫‪.‬يمكن استئمانهم على رعاية مصالح العاملين لديهم‪ ،‬بينما يشعر‪ %49‬أن المديرين ال يهتمون إال برعاية مصالحهم الشخصية‬
‫وتثير هذه األرقام قضيتين‪ :‬أولهما‪ ،‬أن الشركات تحتاج للقيام بعمل أفضل من خالل توجيه تبرعاتها لصالح برامج التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية للدول‪.‬وثانيهما‪،‬أن الشركات في حاجة إلى توجيه مزيد من االهتمام لآلثار االجتماعية المترتبة على‬
‫أنشطتها‪ .‬وإذا لم تقم الشركات بذلك‪ ،‬فقدت صبح أكثر عرضة للمخاطر في عالم اليوم الذي يتجه بسرعة نحو العولمة‪ ،‬حيث‬
‫‪.‬يكون المستهلكون مستعدين لمعاقبة الشركات من خالل آليات السوق عن الممارسات التي يعتبرونها غير عادلة‬
‫‪ Environics‬وفى واقع األمر‪،‬أشارت أحدث دراسة بعنوان المرصد السنوي للمسئولية االجتماعية للشركات صادرة عن‬
‫أن ‪ %27‬من المستهلكين في ‪25‬دولة عاقبوا الشركات عن الممارسات التجارية غير المسئولة‪،‬وأن ‪%27‬منهم ‪International‬‬
‫فكروا في القيام بذلك‪ .‬كما أشارت دراسة أخرى أجرتها شركة أسترالية تعمل في مجال استعالمات التسويق إلى أن ‪ %68‬من‬
‫المستهلكين األستراليين عاقبوا الشركات عن السلوك غير األخالقي‪ ،‬وغالبا ما يأخذ العقاب شكل تحول المستهلكين لمنتجات‬
‫شركة منافسة‪ .‬ورغم أن المستهلكين في الدول المتقدمة يبدون استعدادا أكبر للقيام بذلك‪ ،‬فإن هذا االتجاه يوجد بوضوح أيضا في‬
‫بعض الدول النامية‪ .‬إن االستياء المتزايد من جانب المواطنين تجاه الشركات الكبرى يجب أن يكون جرس إنذار لكافة الشركات‬
‫‪.‬التجارية لكي تضع وتطبق استراتيجيات فعالة تهدف إلى تحسين البيئات التي تعمل فيها واستعادة ثقة المستهلكين‬
‫كما تشير اإلحصاءات إلى أن ‪ %73‬من قادة األعمال في أوروبا‪ ،‬يؤمنون أن االهتمام بالمسؤولية االجتماعية يمكن أن يسهم‬
‫بشكل فعال في رفع القاعدة اإلنتاجية إلى أقصى مداها‪ ،‬وهناك دراسة صدرت عن جامعة هارفارد أثبتت أن الشركات التي‬
‫تطبقها نمت بمعدل أربعة أضعاف‪ ،‬عن تلك التي لم تتبن هذا المجال‪ ،‬إضافة إلى أن تثقيف الموظف بهذا المفهوم سيسهم في‬
‫‪% .‬تخفيف األعباء عن الشركات‪ ،‬وزيادة اإلنتاجية‪ ،‬وخفض التكاليف التي يتسبب بها الغياب والفواتير الصحية بنسبة ‪30‬‬

‫وقد أشارت العديد من الدراسات إلى ان بروز وتنامي مفهوم المسؤولية االجتماعية جاء نتيجة العديد من التحديات كان من‬
‫‪:‬أهمها‬
‫العولمة‪ :‬وتعد من أهم القوى الدافعة لتبني المنظمات لمفهوم المسؤولية االجتماعية‪ ،‬حيث أضحت العديد من الشركات متعددة ‪1.‬‬
‫ترفع شعار المسؤولية االجتماعية‪ ،‬و أصبحت تركز في حمالتها )‪ Multinational Companies (MNCs‬الجنسية‬
‫الترويجية على أنها تهتم بحقوق اإلنسان‪ ،‬وأنها تلتزم بتوفير ظروف عمل آمنة للعاملين‪ ،‬وبأنها ال تسمح بتشغيل األطفال‪ ،‬كما‬
‫‪.‬أنها تهتم بقضايا البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية‬
‫تزايد الضغوط الحكومية والشعبية‪ :‬من خالل التشريعات التي تنادي بضرورة حماية المستهلك والعاملين والبيئة‪ ،‬األمر الذي ‪2.‬‬
‫قد يكلف المنظمة أمواال طائلة إذا ما رغبت في االلتزام بتلك التشريعات‪ ،‬وبخالف ذلك قد تتعرض للمقاطعة والخروج من‬
‫‪.‬السوق بشكل عام‬
‫الكوارث والفضائح األخالقية‪ :‬حيث تعرضت الكثير من المنظمات العالمية لقضايا أخالقية‪ ،‬مما جعلها تتكبد أمواال طائلة ‪3.‬‬
‫كتعويضات للضحايا أو خسائر نتيجة المنتجات المعابة‪ ،‬كما حدث في كارثة التلوث النفطي للمياه في ساحل أال سكا والتي‬
‫)‪(IBM & Banco Nacion‬النفطية‪،‬أو كما حدث في فضيحتي الرشوة في شركتي )‪ (Exxon Valdez‬تسببت فيها شركة‬
‫فى عام ‪ 1970‬في أمريكا ‪،‬األمر الذي دعا السلطات األمريكية إلى سن قانون )‪(Lockheed‬فى األرجنتين‪ ،‬وفضيحة رشوة‬
‫‪.‬ينظم التعامل مع قضايا الرشوة‬
‫التطورات التكنولوجية المتسارعة‪ :‬والتي صاحبتها تحديات عديدة أمام منظمات األعمال فرضت عليها ضرورة االلتزام ‪4.‬‬
‫بتطوير المنتجات‪ ،‬وتطوير مهارات العاملين‪ ،‬وضرورة االهتمام بالتغيرات في أذواق المستهلكين و تنمية مهارات متخذي‬
‫القرار‪ .‬خاصة في ظل التحول من االقتصاد الصناعي إلى اقتصاد قائم على المعلومات والمعرفة‪ ،‬وزيادة االهتمام برأس المال‬
‫‪.‬البشري بدرجة اكبر من راس المال المادي‬
‫وبالتالي نجد انه مع تغير بيئة العمل العالمية‪ ،‬فان متطلبات النجاح والمنافسة تغيرت أيضا‪ .‬إذ أصبح لزاما على منظمات‬
‫األعمال أن تضاعف جهودها‪ ،‬وان تسعى نحو بناء عالقات استراتيجية اكثرعمقا مع المستهلكين والعاملين وشركاء العمل‬
‫ودعاة حماية البيئة والمجتمعات المحلية والمستثمرين‪،‬حتى تتمكن من المنافسة والبقاء في السوق‪ .‬حيث ان بناء هذه العالقات‬
‫من شأنه أن يعمل على تكوين أساس الستراتيجية جديدة تركز على أفراد المجتمع‪ ،‬وبالتالي تتمكن منظمات األعمال من مواجهة‬
‫‪.‬التحديات التي تتعرض لها في عصرنا الراهن‬

‫رابعا‪:‬مظاهر احترام المؤسسات لمسؤولياتها االجتماعية على الصعيد الدولي‬


‫تطلعت كافة الدول المتقدمة والنامية أيضا في العصر الحديث إلي وضع استراتيجيات يرتكز عليها النمو االقتصادي للمجتمع‬
‫المحلي والدولي‪ ،‬ومن هنا ظهرت وتطورت مجموعة من التطلعات والحوافر التي من شأنها أن تساعد على زيادة دمج‬
‫ومشاركة القطاع الخاص في المسئولية االجتماعية ‪ ،‬ولم يعد تقييم شركات القطاع الخاص يعتمد على ربحيتها فحسب‪ ،‬ولم تعد‬
‫تلك الشركات تعتمد في بناء سمعتها على مراكزها المالية فقط‪ ،‬فقد ظهرت مفاهيم حديثة تساعد على خلق بيئة عمل قادرة على‬
‫‪.‬التعامل مع التطورات المتسارعة في الجوانب االقتصادية والتكنولوجية واإلدارية عبر أنحاء العالم‬
‫وتبلورت على الصعيد الدولي عدة مرتكزات وأسس عمل باتت تعد من قبيل المراجع الواقعية في تحديد نطاق وأبعاد المسئولية‬
‫‪:-‬االجتماعية للشركات‪ .‬وفي هذا الخصوص يذكر ما يلى‬
‫‪.‬مبادرات عالم األعمال‪ ،‬ميثاق غرفة التجارة الدولية بشأن التنمية المستدامة ‪1.‬‬
‫إعالن المبادئ الثالثية حول الشركات المتعددة الجنسيات والسياسية االجتماعية الصادر عن منظمة العمل الدولية‪ ،‬المبادئ ‪2.‬‬
‫‪.‬التوجيهية لمنظمة التعاون والتنمية االقتصادية بشان الشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬الميثاق العالمي‬
‫المبادرات الصادرة عن المنظمات غير الحكومية؛توجيهات منظمة العفو الدولية في مسائل حقوق اإلنسان في المؤسسات‪3. ،‬‬
‫‪.‬المدونة األساسية لممارسات العمل الصادرة عن االتحاد الدولي للنقابات الحرة‪ ،‬والسكرتاريات المهنية الدولية‬
‫‪.‬المبادرات ذات الطابع الحكومي الصادر عن حكومة الواليات المتحدة‪ ،‬الوثيقة البيضاء الصادرة عن المفوضية األوروبية ‪4.‬‬
‫المبادرات التجارية ‪،‬المبادرات التي وضعتها المؤسسات العالمية ذاتها مثل مختلف مدونات السلوك الفردية‪ ،‬آليات التقارير‪5. .‬‬
‫وجميع هذه المبادرات وغيرها ال تشكل نموذجا عالميا موحدا‪ ،‬وال تفرض في حد ذاتها قيودا والتزامات على المؤسسات‪ ،‬وإنما‬
‫هي أنماط وسلوك عمل يتسم بالمرونة والتنوع كي تسترشد بها المؤسسات صاحبة القرار في تحديد ما يالئمها ويتفق مع‬
‫‪.‬مصالحها وبرامج عملها وصوالًَ للنتائج المبتغاة منها‬
‫الميثاق العالمي للمسئولية االجتماعية وهو مبادرة دولية صدر في عام ‪ ،١٩٩٩‬دعت بمقتضاها األمم المتحدة الشركات ‪6.‬‬
‫للتحلي بروح المواطنة المؤسسية‪ ،‬وزيادة مساهمتها في التصدي لتحديات العولمة‪ ،‬والمشاركة الطوعية في التنمية‬
‫المستدامة‪.‬ويعتبر الميثاق المسئولية االجتماعية للشركات بأنها هي كل ما تقوم به الشركات ‪ ،‬أيا كان حجمها أو مجال عملها‪،‬‬
‫طواعية من أجل تعظيم قيمتها المضافة للمجتمع ككل‪ .‬والمسئولية االجتماعية هي مسئولية كل شخص بالشركة وليست مسئولية‬
‫إدارة واحدة أو مدير واحد‪ .‬وتبدأ المسئولية االجتماعية للشركات من التزام الشركات بالقوانين المختلفة خاصة ما يتعلق بحقوق‬
‫العاملين‪ ،‬والحفاظ على البيئة‪ ،‬وتنمية المجتمع‪ .‬وتم تشجيع الشركات على االلتزام بالمبادئ العشر للميثاق العالمي لألمم المتحدة‬
‫والتى يجب مراعاتها بشكل يومي عند اتخاذ كافة القرارات ووضع اإلستراتيجيات‪ .‬وتم تشجيع الشركات ليس فقط على االلتزام‬
‫تقسم ‪.‬بتلك المعايير‪ ،‬وإنما أيضا محاولة االمتناع عن عقد صفقات تجارية مع الشركات التي ال تحترم كل أو بعض تلك المعايير‬
‫‪ :‬المبادئ العشر لالتفاق العالمي للمسئولية االجتماعية للمؤسسات والشركات الى المجموعات األربعة التالية‬
‫‪:‬حقوق اإلنسان‪1-‬‬
‫‪.‬دعم حماية حقوق اإلنسان المعلنة دوليا واحترامها •‬
‫‪.‬التأكد من عدم االشتراك في انتهاكات حقوق اإلنسان •‬
‫‪:‬معايير العمل ‪2-‬‬
‫‪.‬احترام حرية تكوين الجمعيات واالعتراف الفعلي بالحق في المساومة الجماعية •‬
‫‪.‬القضاء على جميع أشكال السخرة والعمل اإلجباري •‬
‫‪.‬القضاء على عمالة االطفال •‬
‫‪.‬القضاء على التمييز في مجال التوظيف والمهن •‬
‫‪:‬المحافظة على البيئة ‪3-‬‬
‫‪.‬تشجيع إتباع نهج احترازي إزاء جميع التحديات البيئية •‬
‫‪.‬االضطالع بمبادرات لتوسيع نطاق المسؤولية عن البيئة •‬
‫‪.‬تشجيع تطوير التكنولوجيا غير الضارة بالبيئة ونشرها •‬
‫‪:‬مكافحة الفساد‪4-‬‬
‫‪.‬مكافحة الفساد بكل أشكاله‪ ،‬بما فيها االبتزاز والرشاوي •‬
‫خامسا‪ :‬اتجاهات نشر المسئولية االجتماعية للشركات‬
‫‪:-‬يمكن نشر المسئولية االجتماعية للشركات من خالل ثالثة اتجاهات كمايلى‬
‫المساهمة المجتمعية التطوعية‪ :‬ويلقى هذا المجال معظم االهتمام فى الدول التى يكون فيها الحوار حول المسئولية االجتماعية ‪1-‬‬
‫للشركات حديثا نسبيا‪.‬ومن الممكن أن يتضمن ذلك الهبات الخيرية وبرامج التطوع واالستثمارات المجتمعية طويلة األمد فى‬
‫‪.‬الصحة أو التعليم أو المبادرات األخرى ذات المردود المجتمعي‬
‫العمليات الجوهرية لألعمال وسلسلة القيمة‪:‬غالبا ما تكون رؤية وقيادة األفراد والمنظمات الوسيطة ضرورية إلدخال ‪2-‬‬
‫المسئولية االجتماعية للشركات‪.‬وتستطيع أى شركة من خالل التفاعل النشط مع موظفيها‪،‬تحسين الظروف واألوضاع وتعظيم‬
‫فرص التنمية المهنية‪.‬ومن ذلك تطبيق إجراءات لتقليل استهالك الطاقة والمخلفات‪.‬وتستطيع الشركات أن تكفل صدق وسهولة‬
‫االتصاالت مع عمالئها‪.‬ومن ناحية تأثيراتها غير المباشرة عبر سلسلة القيمة ومواثيق الشرف فى تدبير االحتياجات وبرامج‬
‫‪.‬بناء القدرات‪،‬وتستطيع الشركات مساعدة مورديها وموزعيها على تحسين أداء قوة العمل والحد من الضرر البيئى‬
‫حشد التأييد المؤسسى وحوار السياسات والبناء المؤسسى‪ :‬على الصعيد الداخلى تضع قيادات المسئولية االجتماعية للشركات ‪3-‬‬
‫الرؤية وتهيىء المناخ العام الذى يمكن العاملين من تحقيق التوازن المسئول بين المتطلبات المتعارضة لزيادة األرباح‬
‫والمبادىء‪.‬أما على الصعيد الخارجي فان كثيرا من رؤساء مجالس اإلدارات وكبار المديرين يقودون مشاركة األعمال فى‬
‫‪.‬قضايا التنمية بمفهومها األوسع ويؤيدون المبادرات الخاصة بالصناعة وغيرها من المبادرات‬
‫سادسا‪ :‬مزايا التزام الشركات بالمسؤولية االجتماعية‬
‫فى ظل تزايد االهتمام بمفهوم المسئولية االجتماعية للشركات ‪،‬يثور التساؤل حول األسباب التي تشجع‬
‫الشركات على االلتزام بهذه المسئولية خاصة في ضوء ما تنطوي عليه من أعباء مالية ومادية‪ .‬وتشير التجارب الدولية إلى أن‬
‫‪:‬المزايا التي تعود على الشركات تتمثل فيما يلي‬
‫تحسين سمعة الشركات والتي تُبنى على أساس الكفاءة في األداء‪ ،‬والنجاح في تقديم الخدمات‪ ،‬والثقة المتبادلة بين الشركات ‪1.‬‬
‫وأصحاب المصالح ومستوى الشفافية الذي تتعامل به هذه الشركات‪ ،‬ومدى مراعاتها لالعتبارات البيئية واهتمامها باالستثمار‬
‫‪.‬البشري‪ .‬ويسهم التزام الشركات بمسئوليتها االجتماعية بدرجة كبيرة في تحسين سمعتها‬
‫تسهيل الحصول على االئتمان المصرفي خاصة في ضوء استحداث بعض المؤشرات التي تؤثر على القرار االئتماني ‪2.‬‬
‫والذي أُطلق )‪Dow Jones Sustainability Index (DJSI‬للبنوك‪ .‬وتتضمن هذه المؤشرات مؤشر داو جونز لالستدامة‬
‫عام ‪ ١٩٩٩‬ويُعنى بترتيب الشركات العالمية وفقا لدرجة مراعاتها لألبعاد االجتماعية ولالعتبارات البيئية خالل ممارستها‬
‫‪.‬لنشاطها االقتصادي‬
‫استقطاب أكفأ العناصر البشرية حيث يمثل التزام الشركات بمسؤوليتها تجاه المجتمع الذي تعمل به عنصر جذب أمام ‪3.‬‬
‫العناصر البشرية المتميزة خاصة بالنسبة للشركات عابرة القارات أو كبرى الشركات المحلية التي تعمل في مجاالت متخصصة‬
‫‪.‬وتستخدم تكنولوجيا حديثة‬
‫بناء عال قات قوية مع الحكومات مما يساعد في حل المشكالت أو النزاعات القانونية التي قد تتعرض لها الشركات أثناء ‪4.‬‬
‫‪.‬ممارستها لنشاطها االقتصادي‬
‫حسن إدارة المخاطر االجتماعية التي تترتب على قيام الشركات بنشاطها االقتصادي‪ ،‬خاصة في إطار العولمة‪ .‬وتتمثل هذه ‪5.‬‬
‫المخاطر في االلتزام البيئي واحترام قوانين العمل وتطبيق المواصفات القياسية‪،‬والتي تمثل تحديا للشركات‪ ،‬خاصة الصغيرة‬
‫‪.‬والمتوسطة‬
‫‪.‬رفع قدرة الشركات على التعلم واالبتكار ‪6.‬‬
‫سابعا‪:‬عوامل نجاح المسئولية االجتماعية للشركات‬
‫وحتى تنجح الشركات في تطبيق المسئولية االجتماعية لها هناك العديد من العوامل الرئيسية التي يجب إعدادها وتنظيمها قبل‬
‫‪:‬الشروع في إطالق هذه البرامج وفي مقدمة هذه العوامل ما يلي‬
‫ضرورة إيمان الشركة بقضية المسئولية االجتماعية نحو المجتمع‪ ،‬وأن تكون هناك قناعة ويقين من قبل كل مسئول فيها ‪1 -‬‬
‫ابتداء من أصحاب الشركات‪ ،‬مرورا بمديريها التنفيذيين‪ ،‬وانتهاء بالموظفين حول أهمية هذا الدور‪ ،‬وأنه أمر واجب على كل‬
‫‪.‬شركة تجاه المجتمع الذي تعيش فيه‪ ،‬وهو أمر ال تتفضل به الشركة على مجتمعها بل تفتخر به وتعتبره واجبا عليها‬
‫أن تقوم الشركة بتحديد رؤية واضحة نحو الدور االجتماعي الذي تريد أن تتبناه والقضية الرئيسية التي ستهتم بالعمل على ‪2 -‬‬
‫‪.‬المساهمة في معالجتها والمبادرة التي ستقدمها للمجتمع بدال من االنتقاد والشكوى للسلبيات الموجودة‬
‫أن يصبح هذا النشاط جزءا رئيسيا من أنشطة الشركات يتم متابعته من قبل رئيس الشركة‪ ،‬كما يتم متابعة النشاط التجاري‪3 - ،‬‬
‫‪.‬وتوضع له المخططات المطلوب تحقيقها تماما كما توضع مخططات المبيعات وغيرها من األنشطة التجارية‬
‫يجب على الشركة أن تخصص مسئوال متفرغا تفرغا كامال لهذا النشاط‪ ،‬وتحدد له األهداف والمخططات المطلوبة‪ ،‬ويرتبط ‪4 -‬‬
‫‪ .‬مباشرة باإلدارة العليا ويمنح الصالحيات المطلوبة‪ ،‬وأن يكون له دور رئيسي وفعال على مستوى الشركة‬
‫من أكبر المعوقات التي تواجه الشركات الراغبة في االنطالق في برامج المسئولية االجتماعية‪ ،‬رغبة هذه المؤسسات في ‪5 -‬‬
‫االنطالق من خالل مشاريع كبيرة وضخمة وذات أرقام عالية‪ ،‬وال ضرر في أن توضع هذه األهداف على المدى البعيد‪ ،‬ولكن‬
‫حتى يتم البدء في مثل هذه البرامج يجب أن تكون االنطالقة من خالل أهداف صغيرة ومحدودة تكبر بمرور األيام لتحقق‬
‫‪.‬المشاريع والبرامج الكبيرة‬
‫الحرص على عدم اإلعالن عن البرامج االجتماعية إال بعد انطالقها‪ ،‬فكثير من البرامج االجتماعية التي يعلن عنها ال يكتب ‪6 -‬‬
‫‪.‬لها االستمرار لعدم قدرة المسئولين عنها على تنفيذها طبقا لما تم اإلعالن عنه وهذا قد يساهم في المستقبل في توقف البرنامج‬
‫االهتمام بجعل هذه البرامج االجتماعية قائمة بذاتها مستقبال وتعمل على تغطية مصروفاتها بنفسها حتى يكتب لها االستمرار ‪7 -‬‬
‫‪.‬والبقاء‪ ،‬وحتى ال تصبح مركز تكلفة قد تلجأ الشركة في يوم من األيام إلى االستغناء عنه‬
‫الحرص على تقديم هذه البرامج بأداء قوي ومتميز وجودة عالية‪ ،‬وكأن هذه البرامج منتج تجاري يجب االهتمام به والعناية ‪8 -‬‬
‫‪.‬بتقديمه بشكل متميز يساهم فعال في خدمة المجتمع وتحقيق أهدافه‬
‫الحرص على أن تسعى هذه البرامج االجتماعية على التعاون والتنسيق مع ما هو موجود من برامج وأنشطة مشابهة حتى ‪9 -‬‬
‫ال يتم تكرار الجهد وضياع الوقت وصرف المال في برامج قائمة‪ ،‬مع التأكيد على أن االحتياج للبرامج االجتماعية كبير جدا‬
‫‪.‬ويحتاج إلى آالف البرامج من الشركات‬
‫كل مؤسسة أو شركة صغيرة أو كبيرة قادرة على أن تقدم شيئا لمجتمعها ولمن حولها وليس المهم حجم البرنامج الذي يقدم ‪10 -‬‬
‫‪.‬بل األهم أن يتم تقديم شيء يستفيد منه المجتمع مهما كان حجمه‬

‫المبحث الثانى‬
‫طبيعة المسؤولية االجتماعية عند الشركات في الدول العربية‬
‫تؤشر التجارب العربية القائمة أو التاريخية بوضوح على الدور االجتماعي للقطاع الخاص‪ ،‬فالحضارة العربية يغلب عليها‬
‫تاريخيا طابع المجتمعات أكثر من الدول‪ ،‬والتضامن والتكافل والتقدم الحضاري والعلمي الذي أنجز كان يعتمد على المجتمعات‬
‫واألفراد أكثر من الدول‪.‬فالحضارة العربية واإلسالمية كانت قائمة تاريخيا على مؤسستين متكاملتين ومستقلتين‪ ،‬وهما الدولة‬
‫والمجتمعات التي كانت تنظم التعليم والرعاية والتكافل في حين كانت السلطة تنسق شؤون األمن والدفاع وترعى )(السلطة‬
‫المجتمعات وتساعدها‪ ،‬وكانت تجربة الدولة المؤسسية التي تقوم على التنمية والرفاه والخدمات في التجربة العربية حديثة‬
‫جدا‪.‬ولكن المسئولية االجتماعية للقطاع الخاص ال تقف عند التبرعات للمشروعات والبرامج التنموية والخيرية‪ ،‬فثمة مجاالت‬
‫للعمل ومبادئ يجب أن تلتزم بها الشركات وسيعود ذلك على المجتمعات والدول بفوائد كبرى‪ ،‬ويجنبها كوارث وأزمات بيئية‬
‫واقتصادية واجتماعية ستكون في تكاليفها ونتائجها أكبر بكثير من التكاليف المترتبة على هذه المسئوليات وااللتزامات‪.‬ومن‬
‫مجاالت ومحاور هذه المسئوليات االجتماعية‪ ،‬تنظيم وإدارة األعمال وفق مبادئ وقواعد أخالقية‪ ،‬والمشاركة مع الفقراء‬
‫والطبقات الوسطى (على أساس ربحي)‪ ،‬وحماية البيئة وتطويرها‪ ،‬وحماية الموارد األساسية كالمياه والغابات والحياة البرية‬
‫والتربة وتطويرها‪ ،‬ومكافحة الفساد وتجنبه‪ ،‬والتزام حقوق اإلنسان والعمل والعمال‪ ،‬ومساعدتهم في تحقيق مكاسب اقتصادية‬
‫واجتماعية مثل االدخار والتأمين والرعاية لهم ولعائالتهم‪ ،‬ومشاركتهم في األرباح‪ .‬وعلى الرغم من الدور الواسع للحكومات‬
‫في دول الخليج إزاء الرفاهية والتنمية والرعاية االجتماعية‪ ،‬فقد تواصلت فيها المساهمات التنموية واالجتماعية لألفراد‬
‫والشركات‪ .‬وعندما حققت هذه الدول تقدما اقتصاديا‪ ،‬بدأ الدور االجتماعي والتنموي لمجتمعاتها وشركاتها يتعدى الحدود إلى‬
‫المجتمعات والدول األخرى في جميع أنحاء العالم‪ ،‬ويمكن اليوم مالحظة مئات اآلالف من المساجد والمدارس والمراكز الطبية‬
‫‪.‬وآبار المياه ومشروعات اإلغاثة والتنمية‪ ،‬بتمويل مجتمعي إما فردي أو مؤسسي‬
‫ومما ال شك فيه أن مستوى المسئولية االجتماعية للقطاع الخاص فى الدول العربية لم يصل بعد إلى ما وصل إليه في الدول‬
‫الكبرى‪ .‬فبرغم اإلكثار من النقاش عن دور القطاع الخاص في التنمية و خاصة بعد تقلص دور الدولة في التنمية االقتصادية و‬
‫االجتماعية في العقود األخيرة من القرن الماضي‪ ،‬إال أن هذا الدور مازال في طوره األول دون تطور فعال‪ .‬و تكمن أهمية‬
‫تفعيل دور القطاع الخاص في التنمية إلى تملكه لرأس المال و لقوة اقتصادية قادرة مع تعاونها مع القطاع العام و المجتمع‬
‫المدني أن تحدث نقلة حقيقية في المجتمع‪ ،‬مع األخذ في االعتبار أن بالدول العربية العديد من التجمعات التى تراعى مصالح‬
‫رجل األعمال و استثماراتهم‪ .‬ومن أهم نتائج تفعيل مسؤولية القطاع الخاص هو شحذ مواردنا المحلية و االعتماد عليها و‬
‫توظيفها للتنمية و تقليل االعتماد على المساعدات الخارجية‪ .‬وعلى صعيد الدفع بموضوع المسئولية االجتماعية للبروز اقتصاديا‬
‫واجتماعيا ‪،‬شهد عدد من الدول العربية إقامة العديد من المؤتمرات والندوات التى تهتم بموضوع المسئولية االجتماعية ‪،‬‬
‫بمشاركة المؤسسات الحكومية والخاصة‪ ،‬ونخبة من كبار المتخصصين في مجال المسئولية االجتماعية للمؤسسات‪ ،‬و بدعم‬
‫ومساندة من المنظمات الدولية وعلى رأسها برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪،‬كما تمت مناقشة األزمة االقتصادية العالمية و أثرها‬
‫على المسئولية االجتماعية للشركات‪ ،‬وكيف يمكن للشركات أن تتفاعل مع هذه األزمة وتخرج منها بأقل خسائر ممكنة‪ ،‬وخاصة‬
‫‪.‬أنه يتوقع أن تستمر هذه األزمة ‪ ،‬وهو ما يخلق العديد من التحديات أمام الشركات‬
‫و من المالحظ في اآلونة األخيرة أن هناك بعض الجهود الفردية لبعض شركات القطاع الخاص‪ ،‬و خاصة أصحاب الشركات‬
‫الكبرى‪ ،‬الذين أصبحوا على وعي بمسئولياتهم االجتماعية‪ .‬و لكن معظم هذه الجهود غير مؤثرة أو محسوسة وقد بدأت عديد‬
‫من الشركات العربية فى تبنى توجه المسئولية االجتماعية للشركات بقوة‪،‬كالشركات المحلية الرائدة والرعايا المقيمين متعددى‬
‫الجنسية والقليل من المشروعات الصغيرة المتوسطة ذات الرؤية المستقبلية‪.‬وإحدى خصائص هذه الحركة هي المشاركة العربية‬
‫‪.‬فى االتفاق العالمي وفى شبكة دولية من الشركات والمنظمات غير الحكومية ومنظمات أخرى أنشأتها األمم المتحدة‬
‫ففي مملكة البحرين‪ ،‬شكلت وزارة الصناعة والتجارة عبر إدارة المواصفات والمقاييس لجنة فنية لدراسة مشروع المواصفة‬
‫وتتضمن المواصفة ‪ ، ''.‬وذلك تجاوبا مع ما أعلنته المنظمة الدولية للتقييس '' آيزو‪ISO 26000‬الدولية للمسئولية االجتماعية‬
‫دليال إرشاديا لمبادئ المسئولية والشراكة االجتماعية داخل المنشآت بمختلف أنواعها بما في ذلك الحكومية واألهلية والصناعية‬
‫‪.‬والتجارية من منطلق الشراكة االجتماعية بين المؤسسة والمجتمع‪ ،‬والتطلعات لمد خطوط االتصال بينها على مختلف األصعدة‬
‫وفي سلطنة عمان تقوم الشركات الخاصة مع الشركات الحكومية بدور اجتماعي ملحوظ من خالل تقديم المساعدة ألصحاب‬
‫الدخول المحدودة ومساعدة الباحثين عن العمل‪ ،‬كما تنامى‬
‫الشعور لدى الشركات ورجال االعمال بأنهم مدينون للمجتمع الذي هم جزء منه بالنجاحات واألرباح التي حققوها‪ ،‬مما يستدعي‬
‫‪.‬تقديم جزء من أرباحهم هذه لصالح خدمة المجتمع الذي احتضنهم وآمن بقدراتهم وكان سببا في نجاحهم واستمرارهم‬
‫كما أطلق في االردن مشروع بناء المنتدى األردني لمسئولية الشركات االجتماعية‪ ،‬وذلك بهدف نشر ثقافة مواطنة الشركات‬
‫والممارسات األفضل للمسئولية االجتماعية‪ ،‬وتوفير بيئة و أدوات عمل محفزة للمبادرات االجتماعية للشركات مثل‪ :‬الشراكات‪،‬‬
‫‪.‬والتحالفات‪ ،‬والمشاريع المشتركة مع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع العام‬
‫وفى اإلمارات العربية المتحدة تم تأسيس أكاديمية اإلمارات للمسؤولية االجتماعية للمؤسسات في العاصمة أبوظبي‪ ،‬في بادرة‬
‫هي األولى من نوعها في الوطن العربي‪ ،‬في إطار الجهود التي تبذل لترسيخ ثقافة المسؤولية االجتماعية للمؤسسات ما بين‬
‫مؤسسات الدولة وباألخص القطاعات الخاصة‪ ،‬حيث تركز األكاديمية على عقد دورات وبرامج تعليمية وتدريبية متخصصة‬
‫تتناول أساسيات ومعايير ومبادرات المسؤولية االجتماعية واستراتيجيات المؤسسات المختلفة في هذا الجانب ‪ .‬وال شك فى أن‬
‫‪ .‬ذلك من شأنه أن يعزز ثقافة المسؤولية االجتماعية بين أفراد المجتمع‬
‫وبرزت في السعودية العديد من نماذج وبرامج المسئولية االجتماعية التي تقوم بها الشركات السعودية بتنفيذها‪ ،‬من خالل أقسام‬
‫وإدارات متخصصة في مجاالت عمل المسئولية االجتماعية‪ ،‬وتحققت نجاحات كبيرة في مجاالت التعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والثقافة‪،‬‬
‫والرياضة‪ ،‬والتدريب‪ ،‬والتوعية‪ ،‬المرتبطة برفع كفاءة ومهارات أفراد المجتمع‪ ،‬مما مكنهم وفق خطط وبرامج مدروسة من‬
‫تجاوز العقبات التي تواجههم‪ ،‬و أن تتوافر لهم فرص عمل تتوافق مع تطلعاتهم وطموحاتهم‪ ،‬األمر الذي أسهم بشكل كبير في‬
‫تقليص البطالة لدى األسر محدودة الدخل‪ ،‬واألسر الفقيرة‪ ،‬واأليتام‪ ،‬وذوي االحتياجات الخاصة‪ .‬وقد تم إنشاء مجلس المسؤولية‬
‫االجتماعية ويقوم المجلس بدعم أنشطة ومشروعات المسؤولية االجتماعية التي تتبناها المنشآت لتنمية المجتمع وتلبية احتياجاته‬
‫‪ ،‬ويسعى إلى حشد المساندة لبرامج التنمية المستدامة في منطقة الرياض خاصة ومناطق المملكة عامة ‪ ،‬ويختص باقتراح‬
‫‪ .‬األنشطة والبرامج االجتماعية التي يتوالها القطاع الخاص وإيجاد معايير وأنظمة ومحفزات لتطبيقها‬
‫وفى مصر ‪،‬وسعيا منه إلى تأكيد النجاح‪ ،‬ووضع استراتيجية دعم وطني لمزيد من االنتشار لمبادئ المسئولية االجتماعية‬
‫للشركات في البالد‪ ،‬قام البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة‪ ،‬وبالتعاون مع مكتب الميثاق العالمي ومركز المديرين المصري‬
‫بتأسيس المركز المصري لمسئولية الشركات‪ ،‬لكي يصبح هذا الكيان الجديد دعامة وطنية رئيسية لوضع استراتيجيات المسئولية‬
‫االجتماعية للشركات في إطار النماذج الفعالة والناجحة‪ .‬ومهمة المركز تتلخص فى تقديم كل ما يتعلق بالمسئولية االجتماعية‬
‫للشركات في مصر من خالل إدارة المعلومات وتقديمها « بشكل مهني وعلى المستوى المطلوب وزيادة الوعي لدى رجال‬
‫العمال بأهمية مفهوم المسئولية االجتماعية للشركات والعمل على تحسين قدراتهم في ضوء الممارسات الجيدة والمسئولة والتي‬
‫تؤدى إلى وضع استراتيجيات مستدامة للمسئولية »‪ .‬االجتماعية للشركات والمؤثرة بشكل ايجابي على االستثمارات على المدى‬
‫‪:-‬الطويل‪.‬كما يهدف الى‬
‫‪.‬دعم المشاركة الفعالة والمهنية للشركات في األنشطة المسئولة اجتماعيا •‬
‫‪.‬زيادة الوعي باالستراتيجيات الفعالة للمسئولية االجتماعية للشركات ضمن إدارات الشركة •‬
‫وضع دليل يضم قواعد وإرشادات وتوجيهات المسئولية االجتماعية للشركات‪ ،‬والتي تسهل من التنفيذ الجيد الستراتيجيات •‬
‫‪.‬المسئولية االجتماعية للشركات في إطار ممارسات الشركة‬
‫تحسين قدرة الشركات والمنظمات األهلية من خالل إقامة دورات تدريبية معترف بها دوليا‪ ،‬والدعاية للمسئولية االجتماعية •‬
‫‪.‬للشركات‪ ،‬عن طريق إقامة المنتديات وورش العمل والبرامج التدريبية‬
‫‪.‬مساعدة الشركات على االلتزام بمعايير العمل والبيئة‪ ،‬من خالل تعضيد الشفافية والمصداقية •‬
‫صياغة نماذج ألفضل ممارسات المسئولية االجتماعية للشركات‪ ،‬وتقديم الدعم لمختلف قطاعات األعمال‪ ،‬والتي تتبنى •‬
‫‪.‬وتعضد االتفاقيات‬
‫‪.‬تشجيع ودعم وتمكين إطار العمل المحلي للميثاق العالمي للشركات المصرية •‬
‫كما تم أطالق المؤشر المصري للمسئولية االجتماعية للشركات لتكون مصر أول دولة عربية وأفريقية تقوم بتطبيق هذا المؤشر‬
‫والثانية على المستوى العالمي بعد الهند ‪،‬ويندرج تحت هذا المؤشر ‪ 30‬شركة مقيدة بالبورصة وينتظر أن ساهم في زيادة روح‬
‫المنافسة بين الشركات في إطار احترام قواعد المسئولية االجتماعية للشركات بقواعدها األربعة احترام حقوق البيئة‪ ،‬واحترام‬
‫‪.‬حقوق اإلنسان‪ ،‬واحترام حقوق العاملين‪ ،‬البعد عن أي معامالت بها شبهة فساد‬
‫رغم ماسبق فانه يمكن القول بأن معظم الشركات العربية ال تعي مفهوم المسئولية االجتماعية بمعناها الواسع‪ ،‬وأنها تشمل‬
‫جوانب كثيرة‪ ،‬منها االلتزام باألنظمة والقوانين المتبعة‪ ،‬والنواحي الصحية والبيئية‪ ،‬ومراعاة حقوق اإلنسان وخاصة حقوق‬
‫العاملين‪ ،‬وتطوير المجتمع المحلي‪ ،‬وااللتزام بالمنافسة العادلة‪ ،‬والبعد عن االحتكار‪ ،‬وإرضاء المستهلك‪ .‬ويرى عدد من خبراء‬
‫المسؤولية االجتماعية أن على القطاع الخاص أن يعي عائد المسؤولية االجتماعية على المدى الطويل‪ ،‬فالشركات التي تعتنق‬
‫مفهوم المسؤولية االجتماعية يزيد معدل الربحية فيها ‪ %18‬عن تلك التي ليس لديها برامج في المسؤولية‪ .‬ويجب على هذه‬
‫الشركات القيام بإصدار تقاريرها السنوية غير المالية والتي تحدد فيها آليتها بوضوح في المسئولية االجتماعية‪ ،‬لتحقيق مبدأ‬
‫الشفافية ومساعدة وسائل اإلعالم على القيام بمسؤولياتها تجاه تلك الشركة أو ال‪ ،‬كما تشمل الشفافية في العمل‪ ،‬والبعد عن الفساد‬
‫اإلداري والمالي واألخالقي‪ ..‬إلى غير ذلك من العوامل التي يرتبط بعضها ببعض‪ ،‬وتشكل في مجموعها األساس للمسئولية‬
‫‪.‬االجتماعية للشركات‬
‫‪:-‬وهناك أسبابا عديدة تعوق انتشار المسئولية االجتماعية للشركات فى الدول العربية‪ ،‬من أهمها‬
‫عدم وجود ثقافة المسئولية االجتماعية لدى معظم الشركات العربية‪ .‬فمن المالحظ أن عدد الشركات المتبنية هذه الثقافة ‪1.‬‬
‫‪.‬يمثلون قلة من الشركات الكبرى في حين أن الغالبية يجهلون تماما هذا المفهوم‬
‫إن معظم جهود هذه الشركات غير منظمة‪ .‬فالمسئولية االجتماعية للقطاع الخاص كي تكون مؤثرة في حاجة إلى أن تأخذ ‪2.‬‬
‫‪.‬شكل تنظيمي و مؤسسي له خطة و أهداف محددة‪ ،‬بدال من أن تكون جهودا عشوائية مبعثرة‬
‫غياب ثقافة العطاء للتنمية حيث أن معظم جهود الشركات تنحصر في أعمال خيرية غير تنموية مرتبطة بإطعام فقراء أو ‪3.‬‬
‫‪.‬توفير مالبس أو خدمات لهم دون التطرق إلى مشاريع تنموية تغير المستوى المعيشي للفقراء بشكل جذري و مستدام‬
‫قلة الخبرات والمعرفة والقدرة العلمية على وضع المقاييس والمعايير لقياس المجهودات‪ ،‬فهناك حتى اآلن خلط بين األعمال ‪4.‬‬
‫‪.‬الخيرية والمسئولية االجتماعية‬
‫وتجدر االشارة الى أنه إذا كان عددا من الشركات ينفق األموال للحصول على شهادات الجودة (األيزو) لتضيف قيمة لنفسها‪،‬‬
‫فبالمثل ينبغي عليها عمله تجاه األنشطة االجتماعية‪ ،‬واعتبارها استثمارا يبقى وليس عبئا أو تكلفة غير مجدية‪ ،‬ورغم أن مجال‬
‫المسئولية االجتماعية ألغلب الشركات ال يزال في مرحلة اإلنشاء وأن ‪ %90‬من المديرين التنفيذيين يعلمون أنها تؤثر على‬
‫سمعة شركاتهم‪ ،‬إال أن ‪ %50‬من األفراد يعتقدون أن العمل االجتماعي هو مسؤولية الحكومات‪ ،‬وألنها ال تمتلك القدر الكافي‬
‫من المهارات والخبرات واألموال التي يمتلكها القطاع الخاص‪ ،‬ويتضح ضرورة تضافر الجهود ودمجها بينه وبين القطاع‬
‫الحكومي‪ .‬وقد أوضحت اإلحصاءات الدولية أن ‪ %86‬من المستهلكين يفضلون الشراء من الشركات التي لديها دور في خدمة‬
‫المجتمع‪ ،‬و‪ %70‬يرون أن المسؤولية االجتماعية لها دور مهم جدا‪ ،‬و‪ %64‬يشجعون فكرة أن تكون المسؤولية االجتماعية‬
‫‪.‬للشركات من معايير تقييم الشركات‬
‫فالمسئولية االجتماعية للشركات منهج إداري يأخذ بعين االعتبار دور الشركة في المجتمع واآلثار (االيجابية والسلبية) المترتبة‬
‫‪ ،‬حيث يتضح أهمية )من أنشطتها على أصحاب المصالح (القطاعات المختلفة في المجتمع التي تتأثر وتؤثر في أنشطة الشركة‬
‫قطاع المشروعات الصغيرة كجزء من شبكة أصحاب المصالح في المجتمع والتي تتأثر وتؤثر في نجاح الشركة والقدرة‬
‫وتستدعى النظرة إلى المسئولية االجتماعية كمشروع تنموي شمولي البحث عن تقاطع المصالح بين ‪.‬التنافسية لالقتصاد ككل‬
‫قطاع المشروعات الصغيرة وتدعيم المجتمع من كافة جوانبه‪ ،‬والبحث عن نقاط االلتقاء المشتركة‪ ،‬ومن خالل ذلك يمكن أن‬
‫نحدد حوافز محددة وآليات عمل لكيفية تفعيل المسئولية االجتماعية‪ .‬فللتوضيح يمكن أن نقول أن هناك التقاء مصالح بين القدرة‬
‫التنافسية لقطاع األعمال وتوفر بيئة جذابة لألعمال الريادية والمشروعات الصغيرة‪ .‬وهذا الترابط تم تأكيده في كثير من‬
‫الدراسات والبحوث في قضايا التنافسية (على اختالف مدارسها) ‪.‬فالمشروعات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورا مهما فى‬
‫تحقيق األهداف التنموية لأللفية الجديدة‪.‬حيث تساعد تلك المشروعات فى التنمية الصناعية وتساعد على تحيق نمو اقتصادي‬
‫عادل ومتوازن‪.‬وتمتلك تلك المشروعات قدرة أكبر على االنتشار من الشركات المتعددة الجنسيات والشركات الوطنية الكبيرة‬
‫والتى غالبا ما تكون سالسل تزويدها بالمدخالت محدودة وشبكات توزيعها ومبيعاتها موجه نحو المراكز الحضرية‪.‬تركز‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى الغالب على األمد القصير وذلك نظرا لصغر حجمها وتأثيرها المحدود وافتقارها الى‬
‫الموارد والخبرات لذلك فهى فى أمس الحاجة لتطبيق برامج المسئولية االجتماعية ولهذا فان مد يد العون لهذه المشروعات فى‬
‫مرحلة مبكرة سيكون له مردود كبير‪،‬مثل إدارة المخلفات وحماية البيئة‪.‬ويحتاج الوضع إلى بذل المزيد من الجهد لخلق البيئة‬
‫المواتية للمسئولية االجتماعية للشركات فى قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإزالة المدركات الخاطئة حول التكلفة‬
‫المالية لهذه المسئولية فى أوساط الشركات الصغر حجما‪.‬ولعل فهم كل من الشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة‬
‫الحتياجات المجتمع يساعدها على تطوير منتجات وخدمات مالئمة وفى نفس الوقت تحقيق المزيد من الدخل وخلق فرص عمل‬
‫جديدة وتوجيه أعمالها الخيرية نحو الشرائح األقل حظا بالمجتمع‪.‬وبتسهيل وصولها إلى التكنولوجيا والتمويل والمهارات‪ ،‬مما‬
‫يمكن من تقاسم العائد االقتصادي بين الشركات المتعددة الجنسية والشركات الوطنية الكبيرة وأيضا المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪.‬فاالقتصاد التنافسي ال يقوم على وجود الشركات العمالقة والكبيرة وحدها فقط‪ ،‬بل وبوجود بيئة جذابة لألعمال‬
‫الريادية وتوفر شبكة واسعة ومتنوعة من الموردين من المشروعات الصغيرة الكفؤة القادرة على تلبية احتياجات الشركات‬
‫‪.‬الكبيرة وغيرها من األنشطة التكميلية في أي من القطاعات االقتصادية‬
‫وعلى ذلك يمكن القول أن جزءا كبيرا في مسألة إيجاد أطر عمل جذابة لبرامج المسئولية االجتماعية نحو خدمة مصالح‬
‫المشروعات الصغيرة يرتكز على دور للمؤسسات الحكومية‪ ،‬واإلعالم والمؤسسات التي تخاطب باسم أصحاب المشروعات‬
‫الصغيرة‪ .‬فعال سبيل المثال يمكن أن تقوم البنوك في توفير القروض الميسرة للمشروعات الصغيرة بدافع من المسئولية‬
‫فقد تكون ‪....‬االجتماعية والحس الوطني ‪ ...‬ولكن حقيقة األمر الواقع إن إطار عمل البنوك قد ال يؤهلها للقيام بهذا الدور‬
‫تشريعات إعطاء القروض والتي تحكم عملها في اإلقراض ال تناسب واحتياجات أصحاب المشروعات الصغيرة‪ .‬وهنا من المهم‬
‫‪.‬مناقشة آلية تفعيل أطر عمل مناسبة واألدوار المختلفة‬
‫الخالصة‪:‬تعتبر المسئولية االجتماعية من أهم الواجبات الواقعة على عاتق الشركات والمؤسسات الوطنية وهي التزام مستمر‬
‫من قبلهم بالمساهمة في تطوير و تحسين المستوى الثقافي و التعليمي و االقتصادي و الصحي ألصحاب المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬وذلك من خالل توفير الخدمات المتنوعة التي من شأنها رفع مستواها بصفة خاصة والمجتمع و تغير الصور‬
‫‪.‬السلبية السائدة بصفة عامة‬
‫المبحث الثالث‬
‫تفعيل دور المسئولية االجتماعية للشركات فى التنمية االقتصادية واالجتماعية العربية‬
‫تشير التجارب الدولية إلى اختالف درجة تبني الشركات لبرامج المسئولية االجتماعية من حيث المفهوم وعدد المبادرات المنفذة‬
‫والقضايا التي تتبناها هذه المبادرات‪ .‬ففي الواليات المتحدة األمريكية يتفاوت تطبيق مفهوم المسئولية االجتماعية للشركات بين‬
‫الشركات بدرجة كبيرة‪ .‬فهناك شركات تطبق برامج المسئولية االجتماعية لسنوات طويلة لدرجة الوصول إلى مرحلة ابتكار‬
‫برامج جديدة‪ ،‬بينما ال تزال بعض الشركات في المراحل األولى من تبني هذا المفهوم‪ .‬فالشركات الكبرى مثل شركة فورد أو‬
‫جنرال موتورز أصبحت تضع معايير خاصة بها لقياس مدى نجاحها في تطبيق برامج المسئولية االجتماعية‪ .‬كما نجحت هذه‬
‫الشركات في تبني برامج ناجحة للمسئولية االجتماعية ليس فقط على المستوى المحلي ولكن عالميا من خالل سالسل القيمة التي‬
‫تعمل هذه الشركات من خاللها‪.‬ويشجع االتحاد األوروبي قيام نوع من الشراكة بين قطاع األعمال من ناحية والحكومات‬
‫وأصحاب المصالح من ناحية أخرى‪ .‬وينبع اهتمام بلدان االتحاد األوروبي بمفهوم المسئولية االجتماعية من سعيها نحو تحقيق‬
‫نمو مستدام وزيادة فرص العمل الالئق ومواجهة التحديات الناجمة عن تزايد المنافسة العالمية‪.‬كما يسعى االتحاد أيضا نحو‬
‫إقامة مجتمع قائم على تكافؤ الفرص وتوفير مستوى معيشي مرتفع وبيئة أفضل‪.‬وتعتقد بلدان االتحاد األوروبي أن قطاع‬
‫األعمال يستطيع المساهمة بفعالية في تحقيق هذه األهداف من خالل تبني مفهوم المسئولية االجتماعية ووضعه على رأس أجندة‬
‫أولويات الشركات األوروبية سواء العالمية أوالمحلية وبغض النظر عن حجمها‪ .‬إال أن االتحاد ال يؤيد أن يتم ذلك من خالل‬
‫فرض مزيد من القواعد واإلجراءات أو سن القوانين حتى ال تزيد من أعباء الشركات وترفع تكلفة تطبيق برامج المسئولية‬
‫‪.‬االجتماعية‬
‫كما أكدت هذه التجارب على أهمية مساندة الحكومات للشركات ومساعدتها على تبنى برامج فعالة للمسئولية االجتماعية‬
‫للشركات وتقديم المشورة الفنية لبناء قدرات هذه الشركات في هذا المجال‪.‬ففى سنغافورة على سبيل المثال قامت الحكومة بسن‬
‫القوانين واللوائح الالزمة لتنظيم وتشجيع مشاركة الشركات في برامج المسئولية االجتماعية‪ .‬كما قامت بتبني برنامجا للعقد‬
‫االجتماعي بين الشركات وأصحاب المصالح‪ .‬ومن ثم يغلب الطابع اإلجباري وليس التطوعي على تجربة المسئولية االجتماعية‬
‫للشركات في سنغافورة‪ ،‬خاصة في ضوء القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على التزام الشركات بالمعايير الدولية‬
‫وبأفضل الممارسات في مجال الحوكمة‪.‬وفي عام ‪ ٢٠٠٤‬أطلقت الحكومة المبادرة الوطنية الثالثية وذلك من أجل رسم‬
‫‪.‬إستراتيجية للمسئولية بين الشركات‬

‫وعلى الرغم من غياب إحصاءات دقيقة ودورية عن برامج المسئولية االجتماعية وأثرها على تنمية المجتمع‪ ،‬إال أن المؤشرات‬
‫والدراسات تؤكد على األثر اإليجابي لبرامج المسئولية االجتماعية على تنمية المجتمع والتنمية البشرية والبيئة ومكافحة الفساد‬
‫وعلى أداء الشركات ونشاطها ومؤشراتها المالية والعاملين بها وغيرهم من أصحاب المصالح‪ .‬وقد أشارت التجارب الدولية‬
‫أيضا إلى أن الترويج لمفهوم "فكر المشاركة" يعد من أهم العوامل التي تساعد على نجاح المشاركة االجتماعية لرأس المال‪،‬‬
‫حيث إن اعتماد خطط اإلنتاج والتسويق على فكر المشاركة سوف ينعكس على أسلوب إدارة الشركات وعلى مستوى الخدمات‬
‫التي تقوم بتقديمها وعلى حقوق العاملين بها‪ .‬وعند صياغة الشركات للرسالة التي تسعى لتحقيقها وعند رسم خططها التسويقية‬
‫البد وأن تتضمن بشكل واضح األهداف االجتماعية التي تسعى الشركة للمساهمة في تحقيقها وتحديد الفئات التي تستهدفها من‬
‫‪.‬خالل برامج المسئولية االجتماعية‬
‫مما سبق يمكن القول بأن المسئولية االجتماعية للقطاع الخاص ال تعنى مجرد المشاركة في األعمال الخيرية و عمل حمالت‬
‫تطوعية و إنما تتسع لتشمل مسئوليتهم تجاه أفراد المجتمع المتعاملين معهم و العمل على فتح باب رزق للشباب فخلقهم لمشاريع‬
‫الشباب الستيعاب البطالة مثال يعد من أسمى ما يمكن أن يقوموا به من عطاء ‪ ،‬فيجب أن يكون للقطاع الخاص العربى دورا‬
‫تنمويا أساسيا و أن يصبح العطاء من أجل التنمية جزء ال يتجزأ من أنشطة هذا القطاع ‪ ،‬وكي تصبح المسئولية االجتماعية‬
‫مؤثرة فهي في حاجة ألن تأخذ شكل تنظيمي و مؤسسي له خطة و أهداف محددة بدال من أن تكون جهودا عشوائية مبعثرة و‬
‫خيرية قد تؤدى إلى اإلتكالية و هذا يستدعى وضع خطة تغيير مجتمعي لنهضة المجتمع العربى‪.‬ويمكن أن تساهم المسئولية‬
‫‪:-‬االجتماعية للقطاع الخاص فى ذلك من خالل عدة محاور كما يلى‬
‫يعتبر المحور التعليمي من أهم المحاور التي تتناولها إدارة المسئولية االجتماعية‪،‬و من خالله تقوم الشركات بتبني من البرامج •‬
‫والمنح للتعليم والتدريب بما يمكن من تطوير المهارات وتحسين فرص الشباب في إيجاد وظائف مناسبة و ذات دخل معقول‪ .‬و‬
‫هنا تأتي مساهمة تندرج تحت مظلة المسئولية االجتماعية ‪،‬فمن جهة هي توفر فرص وظيفية لعدد من الشباب في مختلف‬
‫المجاالت أو مساعدتهم في إنشاء مشاريع صغيرة تعود بالفائدة على مجتمعهم ‪.‬ومن جهة أخرى تعمل على ترقية األجيال‬
‫‪.‬العربية ورفع كفاءتها‬
‫ومن المحاور المهمة التي يتناولها برنامج المسئولية االجتماعية‪ ،‬المحور الصحي حيث يتوجب على الشركات العربية •‬
‫المساهمة في نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع بمختف طبقاته و شرائحه و ذلك من خالل تنظيم الحمالت الموجهة من‬
‫‪.‬جهة وتوفير الموال الالزمة لذلك‬
‫برنامج المسئولية االجتماعية الخاص بالمتقاعدين الذين ما زالت لديهم قدرة على العطاء و ذلك بابتكار مشاريع تتناسب مع •‬
‫‪.‬أعمارهم و اهتماماتهم و توفر لهم دخل مناسب‬
‫يمكن أيضا أن تقوم هذه الشركات العربية الكبيرة بتشجيع التعاقد من الباطن مع عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة •‬
‫لتنفيذ عمليات معينة واستغالل الطاقات المتاحة بها واستقطاب عدد آخر منها لالنخراط بسلسلة التوريد العالمي لهذه الشركات‬
‫‪.‬بما يتيح فرصا تصديرية لهذه المشروعات‬

‫باختصار تنبع مشاريع المسئولية االجتماعية من رغبة صادقة و إحساسا بالمسئولية تجاه المتجمع و تصب في كل الجهات التي‬
‫من شأنها رفع المستوى العام للمجتمع في مختلف المجاالت و ذلك بتوظيف كل مواردها و إمكانياتها في سبيل تنظيم آلية موحدة‬
‫والشك في أن هناك حاجة إلى مجهودات كبيرة ‪.‬تخدم المشاريع والحمالت الموجهة لخدمة المجتمع و أبناء الوطن من الجنسين‬
‫لنشر ثقافة المسئولية االجتماعية و ثقافة العطاء التنموي بين المؤسسات و الشركات الكبرى في الدول العربية‪ .‬و هذه الثقافة‬
‫يجب أن تنتشر من خالل إبراز الواجب األخالقي و الوطني الذي يحتم على المؤسسات أن يقوموا به و أيضا من خالل وضع‬
‫القوانين المحفزة للمؤسسات و التي تجعل من عطائهم حافزا إلنجاح و ترويج أنشطتهم التجارية‪ .‬ومن الضروري التأكيد على‬
‫أن نشر الوعي بالمسؤولية االجتماعية بين الشركات واألفراد يحتاج إلى سنوات‪ ،‬وأن الشركات وخاصة التي تريد التوسع فى‬
‫الخارج ستضطر إلى تبني برامج مسئولية اجتماعية أسوة بالشركات في الدول المتقدمة‪ .‬ولذلك يجب على الشركات تبني برامج‬
‫‪:-‬عمل علمية محددة في مجال المسؤولية يمكن تقييمها وقياس مردودها‪.‬وفى هذا الخصوص نوصى بما يلى‬
‫‪:‬دور الحكومات ‪1-‬‬
‫‪.‬توفير مناخ مالئم لقيام الشركات بنشاطها ومواجهة تحديات المنافسة المحلية والعالمية •‬
‫إعطاء القدوة الحسنة للشركات من خالل اإلفصاح واإلعالن بشفافية عن سياسات الحكومة المختلفة وتوفير المعلومات •‬
‫‪.‬وإتاحتها وتحسين نظم الحوكمة في الهيئات واإلدارات الحكومية المختلفة وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬
‫تشجيع الشركات على التزامها بمسئوليتها االجتماعية تجاه مختلف أصحاب المصالح من خالل الحوافز الضريبية •‬
‫‪.‬واالمتيازات الخاصة بالمناقصات الحكومية‪ ،‬لفترة محددة وربطها بتحقيق أهداف اجتماعية بعينها‬
‫‪.‬منح بعض الجوائز المالية والمعنوية لتشجيع الشركات على المساهمة الفعالة في برامج المسئولية االجتماعية لرأس المال •‬
‫‪:‬دور منظمات األعمال ‪2-‬‬
‫‪.‬تحديد مفهوم مسئولية االجتماعية لرأس المال‪ ،‬على نحو يعكس الواقع االقتصادي واالجتماعي للمجتمع العربي •‬
‫تنظيم حمالت واسعة النطاق للترويج لمفهوم المسئولية االجتماعية للشركات وزيادة الوعي لدى هذه الشركات‪ ،‬خاصة •‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬بأهمية هذه البرامج وأثرها على أرباح الشركات في المدى المتوسط والطويل وعلى اندماجها في سالسل‬
‫‪.‬التوريد العالمية‬
‫‪.‬ترتيب أولويات التنمية االجتماعية التي يتعين على قطاع األعمال استهدافها وتحديد أكفأ الطرق للتعامل معها •‬
‫رسم إستراتيجية متكاملة للمسئولية االجتماعية لرأس المال يتم بناء عليها تحديد األولويات التي سيتم التعامل معها وأيضا •‬
‫‪.‬المبادئ العامة التي يجب أن تلتزم بها الشركات عند تنفيذ برامج المسئولية االجتماعية‬
‫تحديد إطار زمني لتنفيذ هذه اإلستراتيجية واختيار بعض المؤشرات التي تقيس مدى نجاح برامج اإلستراتيجية في تحقيق •‬
‫‪.‬األهداف المرجوة منها‬
‫تشجيع الشركات على اإلفصاح والشفافية وعلى تبني معايير محددة بخصوص اإلفصاح عن البيانات غير المالية الخاصة •‬
‫‪.‬ببرامج المسئولية االجتماعية‬
‫دور القطاع الخاص ‪3-‬‬
‫ضمن الرسالة الخاصة بها سياستها في تحمل مسئوليتها االجتماعية تجاه مختلف أصحاب المصالح‪• ،‬‬ ‫يتعين على كل شركة أن ت ُ ِ‬
‫‪.‬على النحو الذي يؤكد على حماية أصول الشرك‪ ،‬واحترام حقوق أصحاب المصالح‬
‫تبني الشركات سياسة واضحة للتنمية البشرية‪ ،‬بحيث تنص على مشاركة العاملين بالشركات في إدارتها من خالل مراجعة •‬
‫‪.‬الميزانيات السنوية وتحديد األجور ومستوى الرعاية الصحية التي يتمتعون بها وأيضا التدريب الذي يحتاجون إليه‬
‫تلتزم الشركات بمجموعة من القواعد األخالقية التي تحددها مجالس إدارات هذه الشركات ويقرها حملة األسهم ويتم إعالنها •‬
‫‪.‬بكل شفافية وتلتزم الشركات بتطبيقها‬
‫‪.‬يتعين على الشركات أن تهتم بتلبية التزاماتها تجاه عمالئها وأن تسعى جاهدة لتلبية رغباتهم وحماية حقوقهم •‬
‫‪.‬ضرورة مراعاة االعتبارات البيئية أثناء ممارسة الشركات لنشاطها االقتصادي •‬
‫‪.‬إعداد توجيهات استرشادية للمسئولية االجتماعية •‬
‫دور اإلعالم ‪4-‬‬
‫تفعيل أهمية دور اإلعالم في نشر المسؤولية االجتماعية‪ ،‬برغم من أهمية دور اإلعالم في نشر المسؤولية االجتماعية لكنه ال‬
‫يزال يفتقر لمفردات الوعي بالمسؤولية االجتماعية إلى حد عدم التفريق بينها وبين ممارسات أخرى لذا من الجيد اإلعالن عن‬
‫الجهود االجتماعية المبذولة حتى نكون قدوة لآلخرين‪ ،‬ومن ثم يتسابق الجميع في هذا المضمار لتحقيق قدر أكبر من المنفعة‬
‫‪.‬للمجتمع‬
‫دور الشركات عابرة القارات ‪5-‬‬
‫تقديم خبراتها المتراكمة من العمل في مجال المسئولية االجتماعية لرأس المال في البلدان المختلفة‪،‬خاصة ما يتعلق بالبرامج •‬
‫‪.‬الفعالة والمؤثرة وكيفية تنفيذها وتمويلها وأيضا أسلوب ومنهجية المتابعة والتقييم واإلفصاح وإعداد التقارير‬
‫تقديم الدعم للشركات المحلية خاصة في مجال تدريب المدربين وتأهيلهم في مجال رسم وتنفيذ برامج المسئولية االجتماعية •‬
‫‪.‬لرأس المال‬
‫الخاتمة‬
‫اوال ‪ :‬نتائج الدراسة‬

‫‪ :‬انتهت الدراسة الى مجموعة من النتائج و من اهمها مايلى‬


‫أظهرت الدراسة انه ال يوجد تعريف واحد متفق عليه للمسئولية االجتماعية للشركات ‪ .‬و مع ذلك يمكن تعريف المسئولية ‪1.‬‬
‫االجتماعية للشركات على انها ما تقوم به الشركات و تقدمه للمجتمع طبقا لتوقعاته من هذه الشركات على ان تتضمن هذه‬
‫المسئولية االجتماعية مراعاة لحقوق اإلنسان و قيم المجتمع و أخالقياته و االلتزام بالقوانين و مكافحة الفساد و الشفافية و‬
‫‪ .‬اإلفصاح‬
‫تزايد االهتمام بالمسئولية االجتماعية للشركات فى معظم البلدان و اصبح لها األولوية من حيث تحويل الشركات إلي شركاء ‪2.‬‬
‫‪ .‬فى التنمية المستدامة‬
‫تحمل الشركات لمسئولياتها االجتماعية يحقق العديد من الفوائد للمجتمع المحلى و الشركات معا و التى تتمثل فى تقديم سلع ‪3.‬‬
‫و منتجات صحية للمجتمع و المحافظة على بيئة نظيفة خالية من التلوث و زيادة والء الموظفين و تمتع الشركة بالمصداقية و‬
‫‪.‬خلق عالقات جيدة مع المساهمين و غيرهم من أصحاب المصالح‬
‫الزال هناك غموض وعدم دراية كافية من جانب كل من األفراد والشركات والمجتمع العربي ككل بمفهوم المسئولية ‪4.‬‬
‫‪.‬االجتماعية للشركات وأبعادها ومدى تطورها وكذلك بمدى فعاليته وكيفية بلورته واإلفادة منه‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬
‫‪:‬لتفعيل مبدأ المسؤولية االجتماعية في البالد العربية نوصى بما يلى‬
‫قيام الجهات المعنية بتوفير البنية التحتية الالزمة ألداء مسؤولية المنشآت للمسؤولية االجتماعية وعلى وجه الخصوص ‪1.‬‬
‫‪ .‬األنظمة وتوفير الدراسات والمعلومات على ضوء االحتياجات الفعلية للمجتمع‬
‫ضرورة اهتمام وسائل اإلعالم بالتوعية بنشر ثقافة المسؤولية االجتماعية ومبادئها الصحيحة والمجاالت المرتبطة بها ‪2.‬‬
‫‪ .‬والعائد على كل من المنشآت المؤدية لها وعلى المجتمع‬
‫قيام الدولة بتيسير اإلجراءات المرتبطة بأداء ا لمنشآت للمسؤولية االجتماعية ‪ ،‬وتوفير محفزات نظامية للمنشآت على ضوء ‪3.‬‬
‫‪ .‬تميزها في المسؤولية االجتماعية‬
‫‪ .‬سن التشريعات التى تكفل توفير عنصري الشفافية واإلفصاح من قبل الشركات المنفذة في مجال المسؤولية االجتماعية ‪4.‬‬
‫تنظيم ورشة عمل على مستوى تمثيل إقليمي عالي المستوى تضم صناع للقرار في الجهات المعنية لتحديد معايير آداء ‪5.‬‬
‫المسؤولية االجتماعية بالدول العربية‪ ،‬تعميم منح جوائز للتميز في أداء المسؤولية االجتماعية إلذكاء التنافسية بين الشركات في‬
‫‪ .‬تحقيق وتوسعة نطاقات المسؤولية االجتماعية‬
‫ضرورة وجود ادارات متخصصة للمسؤولية االجتماعية داخل الشركات تتولى تخطيط وتنفيذ البرامج والتنسيق مع الجهات ‪6.‬‬
‫ذات العالقة ‪ ،‬على أن تتبع اإلدارة العليا مباشرة ‪،‬وتبادل الخبرة والتجارب العملية فيما بينها والتعرف على نقاط القوة والضعف‬
‫‪ .‬لتطبيق أفضل األساليب جدوى في مجاالت المسؤولية االجتماعية‬
‫قيام الغرف التجارية الصناعية وغيرها من الجهات التنظيمية بتنظيم دورات تدريبية وندوات لصقل الخبرات في مجاالت ‪7.‬‬
‫‪ .‬المسؤولية االجتماعية‬
‫أهمية وجود مؤشر عربي للمسؤولية االجتماعية‪،‬يمكن تصور مؤشر المسؤولية االجتماعية المشتركة للبالد العربية على أنه ‪8.‬‬
‫أداة قياس تتسم بالجدية والمسؤولية‪ ،‬فهو يتيح للشركات أن تقيس مدى جهودها في تحمل المسؤولية االجتماعية المشتركة‬
‫‪.‬بطريقة من شأنها تعزيز ملكية الشركات‪ ،‬وإعطاء تقييمات وافية عنها وإجراء مقارنات فيما بينها‬
‫جون سوليفان وآخرون( ألكسندرشكولنيكوف جوش ليتشمان)‪،‬مواطنة الشركات المفهوم والتطبيق‪،‬مجلة االصالح‬
‫االقتصادى‪،‬العدد ‪،24‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪،‬ص ‪8‬‬
‫‪UNIDO and the World Summit on Sustainable Development, Corporate Social Responsibility:‬‬
‫‪Implications for Small and Medium Enterprises in Developing Countries, Vienna, 2002,p5‬‬
‫‪World Bank, Opportunities and options for governments to promote corporate social‬‬
‫‪responsibility in Europe and Central Asia: Evidence from Bulgaria, Croatia and Romania.‬‬
‫‪Working Paper, March 2005..p1‬‬
‫‪World Business Council for Sustainable Development (WBCSD).. Meeting changing‬‬
‫‪expectations: Corporate social responsibility,1999,p 3‬‬
‫‪Ven van de, B. and Graaand, J.J.,Strategic and moral motivation for corporate social‬‬
‫‪responsibility, MPRA Paper No. 20278, Online at http://mpra.ub.uni-muenchen.de/20278/ ,pp 2-‬‬
‫‪4‬‬

‫هاني الحوراني‪ ،‬حاكمية الشركات ومسؤوليتها االجتماعية في ضوء مستجدات األزمة االقتصادية العالمية الراهنة‪ ،‬المؤتمر‬
‫الثاني حول"مواطنة الشركات والمؤسسات‪..‬والمسؤولية االجتماعية"‪ ،‬صنعاء‪ 25-24 ،‬يونيو ‪، 2009‬ص ص ‪5-4‬‬
‫نهال المغربل ‪ ،‬ياسمين فؤاد‪،‬المسئولية االجتماعية لرأس المال في مصر‪:‬بعض التجارب الدوليه‪،‬المركز المصرى للدراسات‬
‫االقتصاديه‪،‬ورقة عمل ‪،١٣٨‬ديسمبر ‪،٢٠٠٨‬ص ‪4‬‬
‫‪ :‬مفهوم المواطنة وتطبيقاته في مجال األعمال ‪،‬متاح فى‬
‫‪http://www.mcrsc.org/gdetails.asp?g_id=457‬‬

‫فؤاد محمد حسين الحمدى‪ ،‬األبعاد التسويقية للمسؤولية االجتماعية للمنظمات وانعكاساتها على رضا المستهلك؛دراسة تحليلية‬
‫آلراء عينة من المديرين والمستهلكين في عينة من المنظمات المصنعة للمنتجات الغذائية في الجمهورية اليمنية‪،‬كلية اإلدارة‬
‫‪،‬ص ص ‪200336-35‬واالقتصاد ‪ ،‬الجامعة ‪،‬‬
‫حسين عبد المطلب األسرج‪ ،‬المسؤولية االجتماعية للشركات‪ ،‬سلسلة جسر التنمية‪ ،‬اإلصدار رقم ‪، 90‬المعهد العربي للتخطيط‬
‫‪،‬الكويت‪،‬فبراير ‪،2010‬ص ‪7-5‬‬
‫نهال المغربل ‪ ،‬ياسمين فؤاد‪،‬المسئولية االجتماعية لرأس المال في مصر‪:‬بعض التجارب الدوليه‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪5‬‬
‫بأنها تتناول مسئولية المؤسسة حيال جميع األنشطة التي ‪ ISO 26000‬ويمكن تلخيص المواصفة الدولية للمسئولية االجتماعية‬
‫تقوم بها‪ ،‬وما يترتب عليها من آثار على المجتمع والبيئة‪ ،‬حيث توجب أن تكون هذه األفعال متماشية مع مصالح المجتمع‬
‫والتنمية المستدامة‪ ،‬وتكون قائمة على السلوك األخالقي‪ ،‬واالمتثال للقانون المطبق والجهات العاملة فيما بين الحكومات‪،‬وتكون‬
‫مفهوم قديم يشوبه الغموض والخلط‪ ،‬مجلة ‪:‬مدمجة في األنشطة المستمرة للمنشأة‪.‬راجع ‪ ،‬حسن العالى‪،‬المسئولية االجتماعية‬
‫‪.‬االصالح االقتصادى‪،‬نشرة دورية يصدر مركز المشروعات الدولية الخاصة ‪ ،‬سبتمبر – أكتوبر ‪ ، 2009‬ص ‪70‬‬
‫ستار جبار خليل البياتي‪،‬القطاع الخاص العراقي بين دوره اإلنتاجي ومسئوليته االجتماعية‪ ،‬مجلة االصالح االقتصادى‪،‬نشرة‬
‫‪.‬دورية يصدر مركز المشروعات الدولية الخاصة ‪ ،‬سبتمبر – أكتوبر ‪ ، 2009‬ص ‪50‬‬

‫صا لح السحيبانى‪،‬المسئولية االجتماعية ودورها فى مشاركة القطاع الخاص فى التنمية حاله تطبيقية على المملكة العربية‬
‫القطاع الخاص فى التنمية‪ :‬تقييم استشراف" بيروت‪ ،‬لبنان ‪ 25-23،‬مارس ‪" 2009‬السعودية‪،‬المؤتمر الدولى حول‬

You might also like