Professional Documents
Culture Documents
والهدف منه هو المشاركة في عملية التنمية المستدامة العالمية من خالل تشجيع الشركات بخصوص المسؤولية االجتماعية
والمنظمات األخرى على المشاركة في ممارسة المسؤولية االجتماعية لتحسين هذه الممارسة على عمال هذه الشركات
[1].والمنظمات وبيئتها الطبيعية ومجتمعاتها
محتويات
معيار توجيهي تطوعي لجميع المنظمات 1
المبادئ األساسية والموضوعات الرئيسية ضمن أيزو 2 26000
المراجع 3
انظر أيضا 4
1. أيزو 26000هو معيار توجيهي تطوعي والتالي هو ال يحتوي على متطلبات مثل تلك المعايير التي يمكن استخدامها
).للحصول على (شهادة مطابقة
المنظمات كالمستشفيات والمدارس .أيزو 26000مصمم ليت استخدامه من قبل جميع المنظمات ،ليس فقط الشركات 2.
والجمعيات الخيرية (غير الربحية) ...إلخ هي أيضا متضمنة في المعيار
تم تطوير أيزو 26000من خالل عملية تتضمن العديد من الجهات المهتمة واجتماعات ضمن ثمانية مجموعات عمل 3.
بجلسات عامة تم عقدها بين العامين 2005و 2010باإلضافة إلى اجتماعات اللجنة واستشارات من خبراء عن طريق
البريد اإللكتروني ضمن عملية استغرقت خمس سنوات .تقريبا خمسمائة مندوب ساهم في هذه العملية يمثلون ست
قطاع الصناعة ،القطاع الحكومي ،المنظمات غير الربحية ،النقابات العمالية ،المستهلكين ،وقطاع :قطاعات ذات صلة
.سادس يمثل الخدمات والدعم واألبحاث وباقي الجهات األخرى وهم المستشارين والهيئات األكاديمية بشكل رئيسي
المسؤولية
الشفافية
السلوك األخالقي
.احترام اهتمامات الجهات ذات الصلة
احترام القواعد والقوانين
احترام قواعد السلوك الدولي
احترام حقوق اإلنسان
يقيس .حتاج كل مؤسسة إلى القيام بإجراءات تهدف إلى جعل العالم مكانًا أفضل
أداء وتطور مؤسستك من SGSتقييم األداء لمعيار األيزو 26000من شركة
ناحية السلوك المسؤول اجتماعيًا .هناك خمسة مستويات تتعلق بزيادة درجات
.األداء
إن الشركات التي تهمل دمج السلوك المسؤول اجتماعيا في استراتيجياتها ،تُعرض أنظمتها وممارساتها للسقوط أمام منافسيها.
ّ
يقرر العمالء والهيئات وأصحاب المصالح والمستثمرون وشركاء األعمال والحكومات والمجتمعات بشكل متزايد عدم دعم
.الشركات التي ال تولي اهتماما كبيرا لكوكبنا األرضي ورفاهية من يعيشون عليه
يناسب تقييم األداء الخاص بنا جميع المؤسسات في القطاعين العام والخاص ،في الدول النامية والمتقدمة ،وأيضا في الدول التي
تمر اقتصاداتها بمرحلة انتقالية .ويعمل هذا التقييم كأداة للتعرف على مستوى أداء مؤسستك في وقت التقييم .كما يساعدك على
.العمل بطريقة مقبولة من الناحية االجتماعية وهو األمر الذي يحتاج إليه المجتمع بشكل متزايد
سيتم تقييم مؤسستك بشكل وحدةي في المراحل األولى من إعداد برنامج حول المسؤولية االجتماعية .بعد ذلك ،يتم تطبيقه بشكل
.مثالي كطريقة تقييم مستمرة ،حيث يتم تحديد أهداف المؤسسة وفقا له
ّ
إن تحسين مستوى أدائك في تطبيق مبادئ اإلرشادات بشأن المسؤولية االجتماعية للمعيار األيزو 26000يظهر بوضوح
.اإلجراءات اإليجابية التي تتخذها مؤسستك للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة
تعتبر الشبكة العالمية SGS.قم بإدارة مشكالت اليوم واستعد لمشكالت الغد مع تقييم األداء لمعيار األيزو 26000من شركة
التابعة لنا وشبكتنا العالمية من الخبراء الذين يتحدثون لغتك ويفهمون ثقافة السوق المحلي الخاص بك معيارا عالميا للجودة
.والتكامل
شركات اليوم ال تعتبر كيانات اقتصادية فحسب ،بل كيانات ترتبط كذلك بالوطن الذي تعمل فيه .فهي تعمل في بيئة اجتماعية
واقتصادية معقدة ،تتعرض فيها لضغوط من أجل تحقيق الكفاية االقتصادية من جانب أصحاب هذه الشركات ،ولضغوط من
أجل تحمل مسئولياتها سواء كانت تلك الضغوط من جانب الحكومة أو المجتمع المدني أو المستهلكين.ورغم أن الجدل الدائر
بشأن المسئولية االجتماعية للشركات أمر ليس بجديد ،فقد حظي باهتمام أكبر في السنوات األخيرة،نتيجة للتطورات في
الظروف االقتصادية والسياسية واالجتماعية ،وظهور الحركات المناهضة للعولمة وفضائح الفساد في الشركات واستمرار
الظروف السيئة التي تعانى منها الكثير من الدول النامية .وقد شهدت العقود األخيرة من القرن العشرين تطورا في النظرة إلى
أهداف الشركات ،وكان للفكر االقتصادي بصفة خاصة أثرا واضحا في تحديد طبيعة تلك األهداف.ففي ظل الفكر االقتصادي
التقليدي ،كان ينظر للشركات على أن هدفها الوحيد هو تعظيم الربح من خالل تحقيق اكبر عائد ممكن للمستثمرين ،وان تحقيق
وتتمثل النظرة التقليدية للشركات ،كما أوجزها بعض االقتصاديين .الربح سوف يتبعه تحقيق أهداف المجتمع بصورة تلقائية
في السبعينات من القرن الماضي،وجهة النظر الكالسيكية حول مفهوم ) (Milton Friedmanأمثال ميلتون فريدمان
المسؤولية االجتماعية ،إذ يرى أن مسئولية الشركة تتحقق من خالل سداد األجور للعاملين مقابل العمل الذي يقومون به ،وتقديم
السلع والخدمات للمستهلكين مقابل ما يدفعونه من أموال ،وسداد الضرائب للحكومات التي تقوم بتوفير الخدمات العامة
للمواطنين ،واحترام سيادة القانون عن طريق احترام العقود المبرمة .وأن تبني الشركة لفلسفة المسؤولية االجتماعية من شانه
أن يقلل أرباحها ويزيد تكاليف العمل ،كما من شأنه إعطاء قوة اجتماعية لألعمال بشكل اكثر من الالزم.غير أن هذه النظرة
التقليدية لم تعد مقبولة،فشركات اليوم تعنى بما هو أكثر من مجرد تقديم السلع والخدمات للمستهلكين وسداد حصة عادلة من
الضرائب .ورغم أن الدور الذي تلعبه الشركات في التنمية والحوكمة الرشيدة قد تطور تطورا جذريا في العقود الماضية ،تشير
التوقعات إلى أن هذا الدور سيشهد المزيد من التطور في المستقبل.وتشير الدراسات إلى اهتمام المستهلكين بالسلوك األخالقي
والقول التقليدي بأن الشركات ليست مسئولة إال أمام أصحابها ربما لم يعد مقبوال في عالم اليوم الذي يتسم بتشابك .للشركات
العالقات والمصالح ،عالم يتيح للمستهلكين خيارات عديدة ،ويبحث فيه المستثمرون عن توفير االستقرار واألمان الستثماراتهم،
وتتعرض فيه الشركات لغرامات هائلة نتيجة للمخالفات القانونية ،عالم يسوده الخوف والقلق واألفكار الخاطئة .ولعل من ابرز
والذي يرى أن مفهوم المسؤولية االجتماعية يمثل البعدين ) (Paul Samuelsonأنصارها ومؤيديها رجل االقتصاد المعروف
االقتصادي ،واالجتماعي معا .كما يشير إلى أن الشركات في عالم اليوم يجب أال تكتفي باالرتباط بالمسؤولية االجتماعية ،بل
.يجب أن تغوص في أعماقها ،وان تسعى نحو اإلبداع في تبنيها
مقدمة
يكتسب الدور االجتماعي للشركات فى الدول العربية أهمية متزايدة بعد تخلي عديد من الحكومات عن كثير من أدوارها
االقتصادية والخدمية التي صحبتها بطبيعة الحال برامج اجتماعية كان ينظر إليها على أنها أمر طبيعي ومتوقع في ظل انتفاء
الهدف الربحي للمؤسسات االقتصادية التي تديرها الحكومات ،وإن كانت في كثير من األحيان تحقق إيرادات وأرباحا
طائلة.وكان متوقعا مع تحول هذه المؤسسات إلى الملكية الخاصة وإعادة تنظيمها وإدارتها على هذا األساس أن يتوقف دورها
االجتماعي ،ولكن التطبيق العملي لتجارب الخصخصة أظهر أن الدور االجتماعي وااللتزام األخالقي للشركات هو أيضا
استثمار يعود عليها بزيادة الربح واإلنتاج وتقليل النزاعات واالختالفات بين اإلدارة وبين العاملين فيها والمجتمعات التي تتعامل
معها ،ويزيد أيضا انتماء العاملين والمستفيدين إلى هذه الشركات.وأظهر أيضا أن كثيرا من قادة وأصحاب الشركات يرغبون
في المشاركة االجتماعية ،وينظرون إلى العملية االقتصادية على أنها نشاط اجتماعي ووطني وإنساني يهدف فيما يهدف إليه إلى
التنمية والمشاركة في العمل العام ،وليس عمليات معزولة عن أهداف المجتمعات والدول وتطلعاتها.وقد ترتب على ذلك تطورا
في شكل العالقة بين الحكومة والقطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني في عديد من الدول العربية ،شأنها في ذلك شأن
عدد كثير من الدول النامية؛حيث حل القطاع الخاص تدريجيا محل القطاع العام الذي تقلص دوره في النشاط االقتصادي وفي
توفير فرص العمل ،بينما تركز اهتمام الحكومة حول السعي نحو تهيئة المناخ المالئم لجذب االستثمار المحلي واألجنبي .كما
زادت أهمية الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في التنمية االقتصادية واالجتماعية وفي الرقابة على كل من الحكومة والقطاع
الخاص .وقد اهتمت الشركات المحلية—أسوة بالشركات العالمية—بتقييم اآلثار المترتبة على نشاطها على العاملين بها
ومستوى رفاهيتهم ،وعلى المجتمع المحلي والبيئة المحيطة بها ،ثم على المجتمع ككل ،اقتناعا منها بأهمية ذلك ومردوده على
نشاطها واستثماراتها وأرباحها ونموها واستدامتها .ومع زيادة درجة الوعي باألثر السلبي للنشاط االقتصادي على البيئة،
والدور الهام الذي تلعبه وسائل االتصال الحديثة في توعية المستهلكين .وفي ضوء االهتمام بالتنمية البشرية لرفع مستويات
اإلنتاجية سعى عدد كثير من الشركات إلى تبني برامج فعالة للمسئولية االجتماعية تأخذ في االعتبار ظروف المجتمع والتحديات
التي تواجهه.والشك أن المسئولية االجتماعية تعد حجر الزاوية ،وأداة مهمة للتخفيف من سيطرة العولمة وجموحها ،حيث يمثل
القطاع الخاص والشركات الجزء األكبر واألساسي في النظام االقتصادي الوطني ،وعليه أصبح االهتمام بالمسئولية االجتماعية
مطلبا أساسيًّا للحد من الفقر من خالل التزام المؤسسات االقتصادية ) شركات محلية أو مؤسسات دولية( بتوفير البيئة المناسبة،
وعدم تبديد الموارد ،والقيام بعمليات التوظيف والتدريب ورفع القدرات البشرية ،وتمكين المرأة ورفع قدراتها ومهاراتها بما
يؤهلها للمشاركة في عملية التنمية المستدامة ،ومساندة الفئات األكثر احتياجا.ونجاح قيام الشركات بدورها في المسئولية
اال جتماعية يعتمد أساسا على التزامها بثالثة معايير هي :االحترام والمسئولية تجاه العاملين وأفراد المجتمع ..ودعم المجتمع
ومساندته..وحماية البيئة سواء من حيث االلتزام بتوافق المنتج الذي تقدمه الشركة للمجتمع مع البيئة ،أو من حيث المبادرة بتقديم
ما يخدم البيئة ،وي حسن من الظروف البيئية في المجتمع ويعالج المشاكل البيئية المختلفة.وفي واقع األمر يمكن القول إنه الزال
هناك غموض وعدم دراية كافية من جانب كل من األفراد والشركات والمجتمع العربي ككل بمفهوم المسئولية االجتماعية
للشركات وأبعادها ومدى تطورها وكذلك بمدى فعاليته وكيفية بلورته واإلفادة منه .وفي ضوء ذلك ،تطرح الورقة التساؤالت
التالية :ما هو المقصود بالمسئولية االجتماعية للشركات ،وما هو التطور التاريخي لهذا المفهوم؟ وما هي الدروس المستفادة من
التجارب الدولية في مجال المسئولية االجتماعية للشركات؟ وما هي أهم المبادرات العربية في هذا المجال؟ وما هي الدوافع التي
تشجع الشركات على االضطالع بمسئوليتها االجتماعية وكذلك التحديات التي تواجهها للقيام بدورها االجتماعي؟وأخيرا ،ما هو
الدور الذي تستطيع الدولة ومنظمات األعمال والقطاع الخاص والشركات عابرة القارات أن تلعبه لتنمية مبادرات المسئولية
االجتماعية في الدول العربية؟ويهدف هذا البحث إلى دراسة المسئولية االجتماعية للشركات فى الدول العربية ،وذلك بغية
.التوصل إلى مجموعة من التوصيات التي من شأنها تعزيز دورها في التنمية فى الدول العربية
المبحث األول
المسؤولية االجتماعية للشركات :الماهية واألهمية
:مفهوم المسؤولية االجتماعية للشركات :أوال
هناك توافق واسع بين كافة المؤسسات العامة والخاصة التي تقوم على مفهوم المسؤولية االجتماعية للشركات ،أنه على الشركة
.تحقيق التوازن بين مصالح جميع أصحاب المصلحة في إطار التخطيط االستراتيجي والعمليات
وقد ظهرت فى السنوات الماضية العديد من المناقشات حول مسألة ما إذا كانت هذه المسؤوليات يجب أن تكون طوعية أو ال ،
وبخاصة ما يتعلق منها بتزايد التحديات البيئية في مجاالت مثل تغير المناخ ،وكذلك فيما يتعلق بإنفاذ معايير العمل وحقوق
اإلنسان األساسية .وتجدر االشارة الى أن هناك من يرى ان دور القطاع الخاص ينبغى ان يقوم على تعظيم اإلنتاج والربح ،
على افتراض أن الحكومة عموما فقط هى التى ينبغي أن تأخذ على عاتقه قضايا الرعاية االجتماعية والبيئية من خالل أطر
وآليات سياسة فعالة .وعالوة على ذلك ،فأنه يالحظ أنه ينظر الى المسؤولية االجتماعية للشركات في كثير من األحيان على أنه
ببساطة نوع من 'العمل الخيري للشركات' و 'العطاء الخيري ،والتي بدورها وغالبا ما تكون منفصلة عن األعمال األساسية ،
ودون وجود خطة استراتيجية وراء ذلك.وتختلف النظرة اليوم عما سبق ،حيث ينظر الى المسؤولية االجتماعية للشركات على
فقد أظهر عدد متزايد من األمثلة الناجحة أن احترام المسؤولية االجتماعية .نطاق واسع باعتبارها احدى استراتيجيات االدارة
للشركات ،إما يؤدي إلى زيادة الناتج االقتصادي ،أو على األقل هو (في المدى القصير) محايد في أثره على أرباح الشركات.
على ضرورة )وعالوة على ذلك ،اعترف عدد متزايد من الشركات الكبيرة (وعدد متزايد من الشركات الصغيرة والمتوسطة
تحسين إدارة المخاطر واالستراتيجيات االجتماعية والبيئية الخاصة بهم ،واغتنام الفرص في مجال تطوير التكنولوجيا المبتكرة
وخلق المعرفة ،والمشاركة بمزيد من الفعالية مع أصحاب المصلحة.في حين يتزايد وضوح المفاهيم حول المسؤولية
االجتماعية للشركات ،وأنشطة المساعدة التقنية في هذا المجال ال تزال نادرة .إحدى المشاكل هي أن الشركات الصغيرة
والمتوسطة ،وال سيما في البلدان النامية ،غالبا ما تفتقر إلى القدرات والفرص للتعرف على نهج المسؤولية االجتماعية
ولذلك فإن هذه الشركات إما القبض على حين غرة في االحتياجات .للشركات ممكن في تخطيط وإدارة العمليات اليومية
المسؤولية االجتماعية للشركات' من العمالء (شمال عادة) ،والنظراء ،وغالبا في شكل مدونات سلوك معقدة ،أو '-المفاجئة
.أنها تواجه صعوبات متزايدة في الوصول إلى سالسل التوريد العالمية
ان مفهوم للمسؤولية االجتماعية للشركات ،وإدراج االهتمامات البيئية واالجتماعية ينبغى ان يكون ضمن استراتيجية الشركة .
األمر الذى ينعكس عمليا ،هذا يعني فى الكشف عن والتغلب على أوجه القصور في عملية إنتاجها ،وتحسين مستمر في نوعية
منتجاتها ،ويطور تدريجيا خبرتهم في مجال التسويق والمبيعات في السوق على نطاق أوسع .وبذلك ،فإنها في نهاية المطاف
.تحسين أدائها البيئي واالجتماعي ،وبالتالي قدرتها التنافسية الشاملة
وجدير بالذكر أنه يوجد هناك عدة تعريفات لمفهوم المسئولية االجتماعية للشركات ،وكلها تدور حول ذات المعنى ،وهي تحمل
.الشركات لمسئوليتها تجاه أصحاب المصالح من حملة األسهم والمستهلكين والعمالء والموردين والعاملين والبيئة والمجتمع
ويقصد بهذا المفهوم التزام الشركات ليس فقط بتحقيق أرباح لمساهميها ،وال تقتصر المسئولية تجاه االقتصاد القومي فقط ،ولكن
تمتد لتشمل البيئة والعاملين وأسرهم وفئات أخرى من المجتمع .ومن أهم التعريفات وأكثرها شيوعا تعريف البنك الدولي
.واالتحاد األوروبي ومجلس األعمال الدولي للتنمية المستدامة
عرف البنك الدولي المسؤولية االجتماعية على أنها التزام أصحاب النشاطات التجارية بالمساهمة في التنمية المستدامة من خالل
العمل مع موظفيهم و عائالتهم و المجتمع المحلي و المجتمع ككل لتحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم التجارة و يخدم
.التنمية في آن واحد
كما عرفت الغرفة التجارية العالمية المسؤولية االجتماعية على أنها جميع المحاوالت التي تساهم في تتطوع الشركات لتحقيق
تنمية بسبب اعتبارات أخالقية و اجتماعية .و بالتالي فإن المسؤولية االجتماعية تعتمد على المبادرات الحسنة من الشركات دون
.وجود إجراءات ملزمة قانونيا .و لذلك فإن المسؤولية االجتماعية تتحقق من خالل اإلقناع و التعليم
كما عرفها مجلس األعمال العالمي للتنمية المستدامة بأنها االلتزام المستمر من قبل مؤسسات األعمال بالتصرف أخالقيا
والمساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائالتهم ،إضافة إلى
.المجتمع المحلي والمجتمع ككل
ويعرف االتحاد األوروبي المسئولية االجتماعية على أنها مفهوم تقوم الشركات بمقتضاه بتضمين اعتبارات اجتماعية وبيئية في
أعمالها وفي تفاعلها مع أصحاب المصالح على نحو تطوعي.ويركز االتحاد األوروبي على فكرة أن المسئولية االجتماعية
.مفهوم تطوعي ال يستلزم سن القوانين أو وضع قواعد محددة تلتزم بها الشركات للقيام بمسئوليتها تجاه المجتمع
ويحدد المجلس االقتصادي واالجتماعي الهولندى -وهو هيئة استشارية للحكومة الهولندية -المسؤولية االجتماعية للشركات
:على أنها تتضمن عنصرين
.ما يكفي من التركيز من قبل الشركة على مساهمتها في رفاه المجتمع في المدى الطويل 1.
.وجود عالقة مع أصحاب المصالح بها والمجتمع بشكل عام 2.
economicوقد شدد المجلس على أن مساهمة الشركة في رفاهية المجتمع ال يتكون فقط من خالل تحقيق القيمة االقتصادية
،:ولكن يشمل تحقيق القيمة في ثالثة مجاالت هى value creation
البعد االقتصادي .هذا البعد يشير إلى خلق القيمة من خالل إنتاج السلع والخدمات ،ومن خالل خلق فرص العمل ومصادر 1-
.الدخل
البعد االجتماعي .وهذا يشمل مجموعة متنوعة من الجوانب المتعلقة تأثير عمليات الشركة على البشر داخل وخارج المنظمة 2-
،.مثل عالقات العمل السليمة والصحة والسالمة
.البعد البيئي .هذا البعد يتعلق بآثار أعمال وأنشطة الشركة على البيئة الطبيعية 3-
الموظفين والموردين والعمالء والمنافسين -العنصر الثاني في التعريف يؤكد على العالقة مع أصحاب المصالح والمجتمع ككل
والمجتمع ككل -وفقا لنهج ما يسمى بأصحاب المصلحة ،فالشركات غير مسؤولة فقط على المساهمين ،ولكن ينبغي عليها أن
.توازن أيضا بين مصالح أصحاب المصلحة التي يمكن أن تؤثر أوقد تتأثر من عملياتها
و كذلك ضمن قواعد و مبادئ الشركة ،واعتبار .بمعنى دمج المسئولية االجتماعية في رسالة و رؤية و فلسفة المنشاة و ثقافتها
المسئولية االجتماعية من مسئوليات اإلدارة التنفيذية ،ضمن التخطيط االستراتيجي للشركة ،واعتبار المسئولية االجتماعية
ضمن مسئوليات و إشراف المنشاة ،و إدماجها ضمن برامج االتصاالت و التعليم و التدريب للشركة .و نرى ان تتضمن
المسئولية االجتماعية االعتراف بقيمة الموظف و منحه الحوافز الكافية ،و أن تضع الشركات التقارير الدورية و القيام بالتدقيق
.حول مدى مراعاتها لمسئوليتها االجتماعية
فالعالقات الجيدة مع أصحاب المصلحة تتطلب أيضا أن تقوم الشركة بالرد على األسئلة التى تشغل المهتمين بها
،وأن تشارك في استمرار الحوار مع كافة األطراف المعنية .وهذا يتطلب أن تطبق الشركة بعض
المعايير اإلجرائية التي تسهم في تحقيق الشفافية في الشركة .وتوظيف األدوات التنظيمية التي تعزز إدماج المسؤولية
.االجتماعية للشركات في ممارسة األعمال اليومية
وباإلضافة إلى هذه التعريفات ،يقترح بعض الباحثين والمتخصصين تحويل مصطلح المسئولية االجتماعية إلى مصطلح
االستجابة االجتماعية حيث إن المصطلح األول يتضمن نوعا من اإللزام ،بينما يتضمن الثاني وجود دافع أو حافز أمام رأس
المال لتحمل المسئولية االجتماعية.وقد تعددت المصطلحات المتعلقة بمفهوم المسئولية االجتماعية ومنها مواطنة الشركات
والشركات األخالقية والحوكمة الجيدة للشركات.وعلى الرغم من تعدد هذه المصطلحات إال أنها في النهاية تنصب على مساهمة
كما تشتمل المسئولية االجتماعية على عدة أبعاد منها البعد .الشركات في تحمل مسئوليتها تجاه أصحاب المصالح المختلفين
االقتصادي ،والقانوني،واإلنساني ،واألخالقي ،وتتركز في بعض المجاالت ،خاصة العمل االجتماعي ،ومكافحة الفساد ،والتنمية
البشرية،والتشغيل ،والمحافظة على البيئة.وتستند المسئولية االجتماعية للقطاع الخاص إلى نظرية أصحاب المصالح والتي
تنص على أن الهدف األساسي لرأس المال يتمثل في توليد وتعظيم القيمة لكل أصحاب المصالح؛ من حملة أسهم ،وشركاء،
وموردين ،وموزعين ،وعمالء وأيضا العاملين وأسرهم ،والبيئة المحيطة والمجتمع المحلي والمجتمع ككل.وتعد المسئولية
االجتماعية للقطاع الخاص أداة رئيسية للوصول إلى هذا الهدف من خالل تحقيق االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي
والبيئي لمجتمع األعمال .ويرى عدد من الباحثين أن المسئولية االجتماعية لرأس المال هي الوسيلة التي تستخدمها الشركات
إلدارة وتنظيم عالقاتها بالمتعاملين معها ،ومن ثم تصبح برامج المسئولية االجتماعية نوعا من االستثمار االجتماعي الذي يهدف
إلى بناء رأس المال االجتماعي الذي يؤدي بدوره إلى تحسين كفاءة األداء االقتصادي للشركات.وبالنظر إلى التعريفات السابقة
يمكن القول أنه حتى وقتنا الراهن ،لم يتم تعريف مفهوم المسئولية االجتماعية بشكل محدد وقاطع يكتسب بموجبه قوة إلزام
قانونية وطنية أو دولية ،وال تزال هذه المسئولية في جوهرها أدبية ومعنوية ،أي إنها تستمد قوتها وقبولها وانتشارها من طبيعتها
الطوعية االختيارية .ومن هنا فقد تعددت صور المبادرات والفعاليات بحسب طبيعة البيئة المحيطة ونطاق نشاط الشركة
وأشكاله ،وما تتمتع به كل شركة من قدرة مالية وبشرية .وهذه المسئولية بطبيعتها ليست جامدة ،بل لها الصفة الديناميكية
.والواقعية وتتصف بالتطور المستمر كي تتواءم بسرعة وفق مصالحها وبحسب المتغيرات االقتصادية والسياسية واالجتماعية
وخالصة القول أن المسئولية االجتماعية للشركات تعنى التصرف على نحو يتسم بالمسئولية االجتماعية والمساءلة.ليس فقط
أمام أصحاب حقوق الملكية ولكن أمام أصحاب المصلحة األخرى بمن فيهم الموظفين والعمالء والحكومة والشركاء
والمجتمعات المحلية واألجيال القادمة .ويعد مفهوم المساءلة مكونا رئيسيا من المسئولية االجتماعية للقطاع الخاص،كما تعتبر
التقارير الدورية للمسئولية االجتماعية للشركات أداة تسعى هذه الشركات عن طريقها لطمأنة أصحاب المصلحة بأنها تعنى
باستمرار بما يشغلهم على نحو استباقي وإبداعي عبر كل ما تقوم به من عمليات.وتتضمن تلك التقارير السياسات وإجراءات
.القياس والمؤشرات الرئيسية لألداء واألهداف فى المجاالت الرئيسية
ثانيا :التطور التاريخي لمفهوم المسئولية االجتماعية للشركات
تطورت منذ مطلع القرن العشرين فلسفات اقتصادية تزامنت مع االنفصال المتزايد بين الملكية واإلدارة في الشركات الحديثة.
فابتداء كانت الفلسفة االقتصادية الكالسيكية تفترض بأن واجب الشركات األساسي ،ان لم يكن الوحيد ،هو أن تعظم من ربحيتها
دون أن تقوم بأي واجب آخر تجاه المجتمع ،األمر الذي سوف يمكن المشروعات من النمو ،ويوفر بالتالي طائفة أوسع من السلع
والخدمات للمستهلكين ،وسوف يؤمن دفع أجور أفضل للمستخدمين.بخالف هذه النظرية فقد شرع المدراء التنفيذيون باالهتمام
بأهداف أخرى إلى جانب تعظيم ألرباح ،مثل مصالح المستهلكين والموظفين والدائنين والمجتمعات المحلية .وكان هذا التطور
قد ارتبط بنشوء جماعات المصالح وال سيما النقابات العمالية ،وفي الوقت نفسه كانت التشريعات الخاصة ببيئة األعمال تتطور،
فأخذت الحكومات في البلدان المتقدمة صناعيا تمنح إعفاءات ضريبية للتبرعات المقدمة من الشركات والجمعيات ألعمال
الخير ،األمر الذي شجع الشركات على تخصيص حصة من األرباح لألعمال االجتماعية ،مستفيدة من هذه اإلعفاءات والحوافز
.المادية
وخالل الخمسينات والستينات من هذا القرن ،ومع تكريس االنفصال بصورة مزايدة ما بين الملكية واإلدارة والذي ميز
الشركات العمالقة ،بدأت جماعات الحقوق المدنية وجمعيات حماية المستهلكين ،وغيرها من الحركات االجتماعية بالتأثير على
سلوك الشركات ،عن طريق مراقبة اآلثار البيئية للصناعات الكبيرة .ومستوى جودة المنتجات للتأكد من خلوها من المواد
الضارة.وبالمثل فقد ازدادت فاعلية حركات الحقوق المدنية وجماعات الضغط ،كالمنظمات العمالية والنسائية وحركات السود
واألقليات في الواليات المتحدة وأوروبا ،األمر الذي ألزم الشركات بتطوير سياساتها في مجال االستخدام ،مثل تعيين حد أدنى
من المستخدمين النساء العامالت،والمواطنين السود والملونين ،وأبناء األقليات ،بل تم التراجع عن السياسات التمييزية تجاه
المعاقين وذوي االحتياجات الخاصة ،وتطورت أنظمة الرقابة والحماية ضد التلوث وازداد االهتمام بالحد من هدر
الطاقة.وبالنظر الى التأثير الكبير الذي باتت تمارسه الشركات العمالقة على اقتصادات المجتمعات المتقدمة ،ووصولها الى
مختلف مكونات وجوانب حياة هذه المجتمعات ،فقد ازدادت الحاجة إلى وضع ضوابط ومعايير للتأكد من استجابة هذه الشركات
.للمصلحة العامة ،وقام علماء اإلدارة واالقتصاد بتطوير قواعد ملموسة لقياس مسؤولية الشركات االجتماعية
ومن العوامل التي ساهمت زيادة االهتمام بموضوع المسئولية االجتماعية للشركات ،خاصة في الواليات المتحدة األمريكية،
التي شجعت عدد كبير من الشركات الكبيرة على الدعم المادي والمعنوي للمضارين أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١
.من هذه األحداث ،وكذلك الفضائح المالية لعدد من الشركات العالمية وتفشي الفساد بها
ومن أهم األسباب التي أدت إلى تزايد الحديث عن برامج المسئولية االجتماعية للشركات ،زيادة االهتمام بالقضايا المتعلقة
بالفقر ،وانخفاض مستوى معيشة بعض الفئات ،والبطالة ،وهي أمور ظلت لفترة طويلة من الزمن من مسئوليات الحكومات.
ولكن مع تنامي االهتمام بالتنمية االجتماعية والتأكيد على أهمية إقامة شراكات بين الحكومة والقطاع العام والقطاع الخاص
والمجتمع المدني ،وفي ضوء تأكد الشركات من أن تدهور مستوى التنمية االجتماعية يؤدي إلى هروب رأس المال ويؤثر سلبا
.على االستثمار المحلي واألجنبي ،زاد االهتمام بهذا المفهوم
:ثالثا :أسباب بروز وتنامي مفهوم المسؤولية االجتماعية للشركات
فرضت مسالة المسؤولية االجتماعية للشركات نفسها عنوة مؤخرا في محيط العالقات االقتصادية سواء الوطنية منها أو الدولية.
فمن ناحية ،أثارت ردود أفعال المناهضين للعولمة ،منذ منتصف التسعينات ،وخاصة بعد قيام منظمة التجارة العالمية ،الصدى
العميق لدى الشركات المتعددة الجنسيات العمالقة حول دورها ومسؤولياتها الجديدة في مواجهة تنامي ظاهرة الفقر واإلفقار في
العالم ،نتيجة التطبيقات الصارمة لتحرير التجارة الدولية .ومن ناحية ثانية ،لقد أعادت منظمات دولية غير حكومية ألصحاب
األعمال مثل المنظمة الدولية ألصحاب األعمال التي تضم 137اتحاد فيدرالي وطني ألصحاب األعمال في 133دولة تقيم
أنشطتها والتدقيق في مواثيق إنشاءها لتذكير أعضاءها بمسؤولياتهم األساسية كممثلين للقطاع الخاص وكرموز القتصاديات
السوق في عصر العولمة.ومما أضفى على مناقشة هذه المسالة وبشكل موسع األهمية واإللحاح إن موجبات المسؤولية
االجتماعية للشركات ال تعني بالضرورة شريحة معينة من الشركات الوطنية والدولية ،الن فلسفة هذه المسؤولية مستمدة من
طابعها االختياري المرن والشامل بما يسمح ويشجع كل مؤسسة ،أيا كان حجم ونطاق أعمالها ،بان تنتهج ما تراه مناسبا ومالئما
من اإلجراءات والممارسات وفق إمكاناتها وقدراتها المادية وبما يتجاوب مع حقائق السوق ومقتضياته.فالشركات التجارية
واالقتصادية والمالية الوطنية والدولية ،على حد سواء ،ليست بمؤسسات خيرية وإنما هاجسها األول هو تحقيق أكبر عائد من
الربح على أصحابها .ومن هنا تبلورت فكرة وجوب تذكيرها بمسؤولياتها االجتماعية واألخالقية حتى ال يكون تحقيق الربح
عائدا عن تشغيل األطفال واإلخالل بالمساواة في األجور وظروف وشروط العمل.عالوة على ما تقدم ،فان ضرورة التزام
الشركات بمسؤولياتها االجتماعية تتعاظم دون أدنى شك في حالة وجود ثغرات في التشريعات الوطنية للدول التي تعمل فيها
هذه الشركات ،أي عندما ال تنظم مثل هذه التشريعات وتضبط مسائل الحقوق األساسية المنصوص عليها في اإلعالن العالمي
لحقوق اإلنسان و إعالن منظمة العمل الدولية بشان المبادئ والحقوق األساسية لإلنسان في العمل وإعالن ريو حول البيئة
.والتنمية المستدامة ،وغير ذلك من الصكوك الدولية التي تكفل حماية والحريات األساسية لإلنسان وحماية البيئة
ولعل قيام الشركات بدورها التجاري في المجتمع يعد أمرا حيويا،إذ أن عدم قيامها بذلك قد يضر بسمعتها ومكانتها ،ويحملها
المزيد من التكاليف الخاصة بممارسة األنشطة التجارية ،ويقلل من قدراتها التنافسية .وفى حقيقة األمر ،تشير العديد من
الدراسات إلى أن الممارسات التجارية المسئولة التي تهتم بعوامل أخرى بخالف مجرد تعظيم الربح في األجل القصير تساعد
الشركات في تحسين نتائج عمالها ،كما تجعل أداء هذه الشركات المسئولة يفوق أداء منافسيها .فمزايا تطبيق مفهوم المواطنة
الصالحة للشركات هي مزايا واضحة ،إذ يمكن استخدام هذا المفهوم كأداة فعالة لتحسين العالقة بين أصحاب األعمال
والمجتمع ،كما يجب مراقبة تطبيقه بدقة نظرا ألنه يمكن أن يساعد الشركة على تقليل المخاطر التي تواجهها ،وتحسين مكانتها،
وهكذا ،ستؤدى .وزيادة حصتها في السوق ،ورفع مستوى مبيعاتها ،وتعريف المستهلكين بعالمتها التجارية بأسلوب أكثر فاعلية
الممارسات األخالقية إلى ارتفاع أرباح الشركات .ورغم ما تمارسه الحكومات والمستهلكين والمجتمعات أجهزة األعالم من
ضغوط على الشركات حتى تتحمل المزيد من المسئولية تجاه المجتمع ،فإن العوامل الرئيسية التي تدفعها لتبنى برامج مواطنة
.الشركات غالبا ما تكون عوامل داخلية
وقد كشف أحدث استقصاء للرأي أجرى مع ما يزيد عن 500مدير شركة أمريكية من مختلف األحجام والقطاعات االقتصادية
عن طريق مركز مواطنة الشركات بجامعة بوسطن باالشتراك مع مركز مواطنة الشركات التابع لغرفة التجارة األمريكية،أن
الدافع الرئيسي لتطبيق اإلستراتيجيات الخاصة بمواطنة الشركات يتمثل في التقاليد والقيم التي تنبع من داخل الشركة()75%
واالهتمام بسمعة الشركة ومكانتها (.)59%غير أنه برغم تزايد االهتمام بمفهوم مواطنة الشركات من جانب الشركات الكبرى،
ال يزال هناك الكثير من اإلجراءات التي يجب اتخاذها .فقد أشارت دراسة عالمية أجراها مركز جالوب أواخر 2002إلى أن ثقة
المواطنين في الشركات الوطنية قد انخفضت إلى %42بينما لم تتعد ثقتهم في الشركات العالمية نسبة %39كما أشارت دراسة
إلى أن %90من األمريكيين يشعرون أن المديرين المسئولين عن إدارة الشركات ال 2003أخرى أجراها نفس المركز عام
.يمكن استئمانهم على رعاية مصالح العاملين لديهم ،بينما يشعر %49أن المديرين ال يهتمون إال برعاية مصالحهم الشخصية
وتثير هذه األرقام قضيتين :أولهما ،أن الشركات تحتاج للقيام بعمل أفضل من خالل توجيه تبرعاتها لصالح برامج التنمية
االقتصادية واالجتماعية للدول.وثانيهما،أن الشركات في حاجة إلى توجيه مزيد من االهتمام لآلثار االجتماعية المترتبة على
أنشطتها .وإذا لم تقم الشركات بذلك ،فقدت صبح أكثر عرضة للمخاطر في عالم اليوم الذي يتجه بسرعة نحو العولمة ،حيث
.يكون المستهلكون مستعدين لمعاقبة الشركات من خالل آليات السوق عن الممارسات التي يعتبرونها غير عادلة
Environicsوفى واقع األمر،أشارت أحدث دراسة بعنوان المرصد السنوي للمسئولية االجتماعية للشركات صادرة عن
أن %27من المستهلكين في 25دولة عاقبوا الشركات عن الممارسات التجارية غير المسئولة،وأن %27منهم International
فكروا في القيام بذلك .كما أشارت دراسة أخرى أجرتها شركة أسترالية تعمل في مجال استعالمات التسويق إلى أن %68من
المستهلكين األستراليين عاقبوا الشركات عن السلوك غير األخالقي ،وغالبا ما يأخذ العقاب شكل تحول المستهلكين لمنتجات
شركة منافسة .ورغم أن المستهلكين في الدول المتقدمة يبدون استعدادا أكبر للقيام بذلك ،فإن هذا االتجاه يوجد بوضوح أيضا في
بعض الدول النامية .إن االستياء المتزايد من جانب المواطنين تجاه الشركات الكبرى يجب أن يكون جرس إنذار لكافة الشركات
.التجارية لكي تضع وتطبق استراتيجيات فعالة تهدف إلى تحسين البيئات التي تعمل فيها واستعادة ثقة المستهلكين
كما تشير اإلحصاءات إلى أن %73من قادة األعمال في أوروبا ،يؤمنون أن االهتمام بالمسؤولية االجتماعية يمكن أن يسهم
بشكل فعال في رفع القاعدة اإلنتاجية إلى أقصى مداها ،وهناك دراسة صدرت عن جامعة هارفارد أثبتت أن الشركات التي
تطبقها نمت بمعدل أربعة أضعاف ،عن تلك التي لم تتبن هذا المجال ،إضافة إلى أن تثقيف الموظف بهذا المفهوم سيسهم في
% .تخفيف األعباء عن الشركات ،وزيادة اإلنتاجية ،وخفض التكاليف التي يتسبب بها الغياب والفواتير الصحية بنسبة 30
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى ان بروز وتنامي مفهوم المسؤولية االجتماعية جاء نتيجة العديد من التحديات كان من
:أهمها
العولمة :وتعد من أهم القوى الدافعة لتبني المنظمات لمفهوم المسؤولية االجتماعية ،حيث أضحت العديد من الشركات متعددة 1.
ترفع شعار المسؤولية االجتماعية ،و أصبحت تركز في حمالتها ) Multinational Companies (MNCsالجنسية
الترويجية على أنها تهتم بحقوق اإلنسان ،وأنها تلتزم بتوفير ظروف عمل آمنة للعاملين ،وبأنها ال تسمح بتشغيل األطفال ،كما
.أنها تهتم بقضايا البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية
تزايد الضغوط الحكومية والشعبية :من خالل التشريعات التي تنادي بضرورة حماية المستهلك والعاملين والبيئة ،األمر الذي 2.
قد يكلف المنظمة أمواال طائلة إذا ما رغبت في االلتزام بتلك التشريعات ،وبخالف ذلك قد تتعرض للمقاطعة والخروج من
.السوق بشكل عام
الكوارث والفضائح األخالقية :حيث تعرضت الكثير من المنظمات العالمية لقضايا أخالقية ،مما جعلها تتكبد أمواال طائلة 3.
كتعويضات للضحايا أو خسائر نتيجة المنتجات المعابة ،كما حدث في كارثة التلوث النفطي للمياه في ساحل أال سكا والتي
)(IBM & Banco Nacionالنفطية،أو كما حدث في فضيحتي الرشوة في شركتي ) (Exxon Valdezتسببت فيها شركة
فى عام 1970في أمريكا ،األمر الذي دعا السلطات األمريكية إلى سن قانون )(Lockheedفى األرجنتين ،وفضيحة رشوة
.ينظم التعامل مع قضايا الرشوة
التطورات التكنولوجية المتسارعة :والتي صاحبتها تحديات عديدة أمام منظمات األعمال فرضت عليها ضرورة االلتزام 4.
بتطوير المنتجات ،وتطوير مهارات العاملين ،وضرورة االهتمام بالتغيرات في أذواق المستهلكين و تنمية مهارات متخذي
القرار .خاصة في ظل التحول من االقتصاد الصناعي إلى اقتصاد قائم على المعلومات والمعرفة ،وزيادة االهتمام برأس المال
.البشري بدرجة اكبر من راس المال المادي
وبالتالي نجد انه مع تغير بيئة العمل العالمية ،فان متطلبات النجاح والمنافسة تغيرت أيضا .إذ أصبح لزاما على منظمات
األعمال أن تضاعف جهودها ،وان تسعى نحو بناء عالقات استراتيجية اكثرعمقا مع المستهلكين والعاملين وشركاء العمل
ودعاة حماية البيئة والمجتمعات المحلية والمستثمرين،حتى تتمكن من المنافسة والبقاء في السوق .حيث ان بناء هذه العالقات
من شأنه أن يعمل على تكوين أساس الستراتيجية جديدة تركز على أفراد المجتمع ،وبالتالي تتمكن منظمات األعمال من مواجهة
.التحديات التي تتعرض لها في عصرنا الراهن
المبحث الثانى
طبيعة المسؤولية االجتماعية عند الشركات في الدول العربية
تؤشر التجارب العربية القائمة أو التاريخية بوضوح على الدور االجتماعي للقطاع الخاص ،فالحضارة العربية يغلب عليها
تاريخيا طابع المجتمعات أكثر من الدول ،والتضامن والتكافل والتقدم الحضاري والعلمي الذي أنجز كان يعتمد على المجتمعات
واألفراد أكثر من الدول.فالحضارة العربية واإلسالمية كانت قائمة تاريخيا على مؤسستين متكاملتين ومستقلتين ،وهما الدولة
والمجتمعات التي كانت تنظم التعليم والرعاية والتكافل في حين كانت السلطة تنسق شؤون األمن والدفاع وترعى )(السلطة
المجتمعات وتساعدها ،وكانت تجربة الدولة المؤسسية التي تقوم على التنمية والرفاه والخدمات في التجربة العربية حديثة
جدا.ولكن المسئولية االجتماعية للقطاع الخاص ال تقف عند التبرعات للمشروعات والبرامج التنموية والخيرية ،فثمة مجاالت
للعمل ومبادئ يجب أن تلتزم بها الشركات وسيعود ذلك على المجتمعات والدول بفوائد كبرى ،ويجنبها كوارث وأزمات بيئية
واقتصادية واجتماعية ستكون في تكاليفها ونتائجها أكبر بكثير من التكاليف المترتبة على هذه المسئوليات وااللتزامات.ومن
مجاالت ومحاور هذه المسئوليات االجتماعية ،تنظيم وإدارة األعمال وفق مبادئ وقواعد أخالقية ،والمشاركة مع الفقراء
والطبقات الوسطى (على أساس ربحي) ،وحماية البيئة وتطويرها ،وحماية الموارد األساسية كالمياه والغابات والحياة البرية
والتربة وتطويرها ،ومكافحة الفساد وتجنبه ،والتزام حقوق اإلنسان والعمل والعمال ،ومساعدتهم في تحقيق مكاسب اقتصادية
واجتماعية مثل االدخار والتأمين والرعاية لهم ولعائالتهم ،ومشاركتهم في األرباح .وعلى الرغم من الدور الواسع للحكومات
في دول الخليج إزاء الرفاهية والتنمية والرعاية االجتماعية ،فقد تواصلت فيها المساهمات التنموية واالجتماعية لألفراد
والشركات .وعندما حققت هذه الدول تقدما اقتصاديا ،بدأ الدور االجتماعي والتنموي لمجتمعاتها وشركاتها يتعدى الحدود إلى
المجتمعات والدول األخرى في جميع أنحاء العالم ،ويمكن اليوم مالحظة مئات اآلالف من المساجد والمدارس والمراكز الطبية
.وآبار المياه ومشروعات اإلغاثة والتنمية ،بتمويل مجتمعي إما فردي أو مؤسسي
ومما ال شك فيه أن مستوى المسئولية االجتماعية للقطاع الخاص فى الدول العربية لم يصل بعد إلى ما وصل إليه في الدول
الكبرى .فبرغم اإلكثار من النقاش عن دور القطاع الخاص في التنمية و خاصة بعد تقلص دور الدولة في التنمية االقتصادية و
االجتماعية في العقود األخيرة من القرن الماضي ،إال أن هذا الدور مازال في طوره األول دون تطور فعال .و تكمن أهمية
تفعيل دور القطاع الخاص في التنمية إلى تملكه لرأس المال و لقوة اقتصادية قادرة مع تعاونها مع القطاع العام و المجتمع
المدني أن تحدث نقلة حقيقية في المجتمع ،مع األخذ في االعتبار أن بالدول العربية العديد من التجمعات التى تراعى مصالح
رجل األعمال و استثماراتهم .ومن أهم نتائج تفعيل مسؤولية القطاع الخاص هو شحذ مواردنا المحلية و االعتماد عليها و
توظيفها للتنمية و تقليل االعتماد على المساعدات الخارجية .وعلى صعيد الدفع بموضوع المسئولية االجتماعية للبروز اقتصاديا
واجتماعيا ،شهد عدد من الدول العربية إقامة العديد من المؤتمرات والندوات التى تهتم بموضوع المسئولية االجتماعية ،
بمشاركة المؤسسات الحكومية والخاصة ،ونخبة من كبار المتخصصين في مجال المسئولية االجتماعية للمؤسسات ،و بدعم
ومساندة من المنظمات الدولية وعلى رأسها برنامج األمم المتحدة اإلنمائي،كما تمت مناقشة األزمة االقتصادية العالمية و أثرها
على المسئولية االجتماعية للشركات ،وكيف يمكن للشركات أن تتفاعل مع هذه األزمة وتخرج منها بأقل خسائر ممكنة ،وخاصة
.أنه يتوقع أن تستمر هذه األزمة ،وهو ما يخلق العديد من التحديات أمام الشركات
و من المالحظ في اآلونة األخيرة أن هناك بعض الجهود الفردية لبعض شركات القطاع الخاص ،و خاصة أصحاب الشركات
الكبرى ،الذين أصبحوا على وعي بمسئولياتهم االجتماعية .و لكن معظم هذه الجهود غير مؤثرة أو محسوسة وقد بدأت عديد
من الشركات العربية فى تبنى توجه المسئولية االجتماعية للشركات بقوة،كالشركات المحلية الرائدة والرعايا المقيمين متعددى
الجنسية والقليل من المشروعات الصغيرة المتوسطة ذات الرؤية المستقبلية.وإحدى خصائص هذه الحركة هي المشاركة العربية
.فى االتفاق العالمي وفى شبكة دولية من الشركات والمنظمات غير الحكومية ومنظمات أخرى أنشأتها األمم المتحدة
ففي مملكة البحرين ،شكلت وزارة الصناعة والتجارة عبر إدارة المواصفات والمقاييس لجنة فنية لدراسة مشروع المواصفة
وتتضمن المواصفة ، ''.وذلك تجاوبا مع ما أعلنته المنظمة الدولية للتقييس '' آيزوISO 26000الدولية للمسئولية االجتماعية
دليال إرشاديا لمبادئ المسئولية والشراكة االجتماعية داخل المنشآت بمختلف أنواعها بما في ذلك الحكومية واألهلية والصناعية
.والتجارية من منطلق الشراكة االجتماعية بين المؤسسة والمجتمع ،والتطلعات لمد خطوط االتصال بينها على مختلف األصعدة
وفي سلطنة عمان تقوم الشركات الخاصة مع الشركات الحكومية بدور اجتماعي ملحوظ من خالل تقديم المساعدة ألصحاب
الدخول المحدودة ومساعدة الباحثين عن العمل ،كما تنامى
الشعور لدى الشركات ورجال االعمال بأنهم مدينون للمجتمع الذي هم جزء منه بالنجاحات واألرباح التي حققوها ،مما يستدعي
.تقديم جزء من أرباحهم هذه لصالح خدمة المجتمع الذي احتضنهم وآمن بقدراتهم وكان سببا في نجاحهم واستمرارهم
كما أطلق في االردن مشروع بناء المنتدى األردني لمسئولية الشركات االجتماعية ،وذلك بهدف نشر ثقافة مواطنة الشركات
والممارسات األفضل للمسئولية االجتماعية ،وتوفير بيئة و أدوات عمل محفزة للمبادرات االجتماعية للشركات مثل :الشراكات،
.والتحالفات ،والمشاريع المشتركة مع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع العام
وفى اإلمارات العربية المتحدة تم تأسيس أكاديمية اإلمارات للمسؤولية االجتماعية للمؤسسات في العاصمة أبوظبي ،في بادرة
هي األولى من نوعها في الوطن العربي ،في إطار الجهود التي تبذل لترسيخ ثقافة المسؤولية االجتماعية للمؤسسات ما بين
مؤسسات الدولة وباألخص القطاعات الخاصة ،حيث تركز األكاديمية على عقد دورات وبرامج تعليمية وتدريبية متخصصة
تتناول أساسيات ومعايير ومبادرات المسؤولية االجتماعية واستراتيجيات المؤسسات المختلفة في هذا الجانب .وال شك فى أن
.ذلك من شأنه أن يعزز ثقافة المسؤولية االجتماعية بين أفراد المجتمع
وبرزت في السعودية العديد من نماذج وبرامج المسئولية االجتماعية التي تقوم بها الشركات السعودية بتنفيذها ،من خالل أقسام
وإدارات متخصصة في مجاالت عمل المسئولية االجتماعية ،وتحققت نجاحات كبيرة في مجاالت التعليم ،والصحة ،والثقافة،
والرياضة ،والتدريب ،والتوعية ،المرتبطة برفع كفاءة ومهارات أفراد المجتمع ،مما مكنهم وفق خطط وبرامج مدروسة من
تجاوز العقبات التي تواجههم ،و أن تتوافر لهم فرص عمل تتوافق مع تطلعاتهم وطموحاتهم ،األمر الذي أسهم بشكل كبير في
تقليص البطالة لدى األسر محدودة الدخل ،واألسر الفقيرة ،واأليتام ،وذوي االحتياجات الخاصة .وقد تم إنشاء مجلس المسؤولية
االجتماعية ويقوم المجلس بدعم أنشطة ومشروعات المسؤولية االجتماعية التي تتبناها المنشآت لتنمية المجتمع وتلبية احتياجاته
،ويسعى إلى حشد المساندة لبرامج التنمية المستدامة في منطقة الرياض خاصة ومناطق المملكة عامة ،ويختص باقتراح
.األنشطة والبرامج االجتماعية التي يتوالها القطاع الخاص وإيجاد معايير وأنظمة ومحفزات لتطبيقها
وفى مصر ،وسعيا منه إلى تأكيد النجاح ،ووضع استراتيجية دعم وطني لمزيد من االنتشار لمبادئ المسئولية االجتماعية
للشركات في البالد ،قام البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة ،وبالتعاون مع مكتب الميثاق العالمي ومركز المديرين المصري
بتأسيس المركز المصري لمسئولية الشركات ،لكي يصبح هذا الكيان الجديد دعامة وطنية رئيسية لوضع استراتيجيات المسئولية
االجتماعية للشركات في إطار النماذج الفعالة والناجحة .ومهمة المركز تتلخص فى تقديم كل ما يتعلق بالمسئولية االجتماعية
للشركات في مصر من خالل إدارة المعلومات وتقديمها « بشكل مهني وعلى المستوى المطلوب وزيادة الوعي لدى رجال
العمال بأهمية مفهوم المسئولية االجتماعية للشركات والعمل على تحسين قدراتهم في ضوء الممارسات الجيدة والمسئولة والتي
تؤدى إلى وضع استراتيجيات مستدامة للمسئولية » .االجتماعية للشركات والمؤثرة بشكل ايجابي على االستثمارات على المدى
:-الطويل.كما يهدف الى
.دعم المشاركة الفعالة والمهنية للشركات في األنشطة المسئولة اجتماعيا •
.زيادة الوعي باالستراتيجيات الفعالة للمسئولية االجتماعية للشركات ضمن إدارات الشركة •
وضع دليل يضم قواعد وإرشادات وتوجيهات المسئولية االجتماعية للشركات ،والتي تسهل من التنفيذ الجيد الستراتيجيات •
.المسئولية االجتماعية للشركات في إطار ممارسات الشركة
تحسين قدرة الشركات والمنظمات األهلية من خالل إقامة دورات تدريبية معترف بها دوليا ،والدعاية للمسئولية االجتماعية •
.للشركات ،عن طريق إقامة المنتديات وورش العمل والبرامج التدريبية
.مساعدة الشركات على االلتزام بمعايير العمل والبيئة ،من خالل تعضيد الشفافية والمصداقية •
صياغة نماذج ألفضل ممارسات المسئولية االجتماعية للشركات ،وتقديم الدعم لمختلف قطاعات األعمال ،والتي تتبنى •
.وتعضد االتفاقيات
.تشجيع ودعم وتمكين إطار العمل المحلي للميثاق العالمي للشركات المصرية •
كما تم أطالق المؤشر المصري للمسئولية االجتماعية للشركات لتكون مصر أول دولة عربية وأفريقية تقوم بتطبيق هذا المؤشر
والثانية على المستوى العالمي بعد الهند ،ويندرج تحت هذا المؤشر 30شركة مقيدة بالبورصة وينتظر أن ساهم في زيادة روح
المنافسة بين الشركات في إطار احترام قواعد المسئولية االجتماعية للشركات بقواعدها األربعة احترام حقوق البيئة ،واحترام
.حقوق اإلنسان ،واحترام حقوق العاملين ،البعد عن أي معامالت بها شبهة فساد
رغم ماسبق فانه يمكن القول بأن معظم الشركات العربية ال تعي مفهوم المسئولية االجتماعية بمعناها الواسع ،وأنها تشمل
جوانب كثيرة ،منها االلتزام باألنظمة والقوانين المتبعة ،والنواحي الصحية والبيئية ،ومراعاة حقوق اإلنسان وخاصة حقوق
العاملين ،وتطوير المجتمع المحلي ،وااللتزام بالمنافسة العادلة ،والبعد عن االحتكار ،وإرضاء المستهلك .ويرى عدد من خبراء
المسؤولية االجتماعية أن على القطاع الخاص أن يعي عائد المسؤولية االجتماعية على المدى الطويل ،فالشركات التي تعتنق
مفهوم المسؤولية االجتماعية يزيد معدل الربحية فيها %18عن تلك التي ليس لديها برامج في المسؤولية .ويجب على هذه
الشركات القيام بإصدار تقاريرها السنوية غير المالية والتي تحدد فيها آليتها بوضوح في المسئولية االجتماعية ،لتحقيق مبدأ
الشفافية ومساعدة وسائل اإلعالم على القيام بمسؤولياتها تجاه تلك الشركة أو ال ،كما تشمل الشفافية في العمل ،والبعد عن الفساد
اإلداري والمالي واألخالقي ..إلى غير ذلك من العوامل التي يرتبط بعضها ببعض ،وتشكل في مجموعها األساس للمسئولية
.االجتماعية للشركات
:-وهناك أسبابا عديدة تعوق انتشار المسئولية االجتماعية للشركات فى الدول العربية ،من أهمها
عدم وجود ثقافة المسئولية االجتماعية لدى معظم الشركات العربية .فمن المالحظ أن عدد الشركات المتبنية هذه الثقافة 1.
.يمثلون قلة من الشركات الكبرى في حين أن الغالبية يجهلون تماما هذا المفهوم
إن معظم جهود هذه الشركات غير منظمة .فالمسئولية االجتماعية للقطاع الخاص كي تكون مؤثرة في حاجة إلى أن تأخذ 2.
.شكل تنظيمي و مؤسسي له خطة و أهداف محددة ،بدال من أن تكون جهودا عشوائية مبعثرة
غياب ثقافة العطاء للتنمية حيث أن معظم جهود الشركات تنحصر في أعمال خيرية غير تنموية مرتبطة بإطعام فقراء أو 3.
.توفير مالبس أو خدمات لهم دون التطرق إلى مشاريع تنموية تغير المستوى المعيشي للفقراء بشكل جذري و مستدام
قلة الخبرات والمعرفة والقدرة العلمية على وضع المقاييس والمعايير لقياس المجهودات ،فهناك حتى اآلن خلط بين األعمال 4.
.الخيرية والمسئولية االجتماعية
وتجدر االشارة الى أنه إذا كان عددا من الشركات ينفق األموال للحصول على شهادات الجودة (األيزو) لتضيف قيمة لنفسها،
فبالمثل ينبغي عليها عمله تجاه األنشطة االجتماعية ،واعتبارها استثمارا يبقى وليس عبئا أو تكلفة غير مجدية ،ورغم أن مجال
المسئولية االجتماعية ألغلب الشركات ال يزال في مرحلة اإلنشاء وأن %90من المديرين التنفيذيين يعلمون أنها تؤثر على
سمعة شركاتهم ،إال أن %50من األفراد يعتقدون أن العمل االجتماعي هو مسؤولية الحكومات ،وألنها ال تمتلك القدر الكافي
من المهارات والخبرات واألموال التي يمتلكها القطاع الخاص ،ويتضح ضرورة تضافر الجهود ودمجها بينه وبين القطاع
الحكومي .وقد أوضحت اإلحصاءات الدولية أن %86من المستهلكين يفضلون الشراء من الشركات التي لديها دور في خدمة
المجتمع ،و %70يرون أن المسؤولية االجتماعية لها دور مهم جدا ،و %64يشجعون فكرة أن تكون المسؤولية االجتماعية
.للشركات من معايير تقييم الشركات
فالمسئولية االجتماعية للشركات منهج إداري يأخذ بعين االعتبار دور الشركة في المجتمع واآلثار (االيجابية والسلبية) المترتبة
،حيث يتضح أهمية )من أنشطتها على أصحاب المصالح (القطاعات المختلفة في المجتمع التي تتأثر وتؤثر في أنشطة الشركة
قطاع المشروعات الصغيرة كجزء من شبكة أصحاب المصالح في المجتمع والتي تتأثر وتؤثر في نجاح الشركة والقدرة
وتستدعى النظرة إلى المسئولية االجتماعية كمشروع تنموي شمولي البحث عن تقاطع المصالح بين .التنافسية لالقتصاد ككل
قطاع المشروعات الصغيرة وتدعيم المجتمع من كافة جوانبه ،والبحث عن نقاط االلتقاء المشتركة ،ومن خالل ذلك يمكن أن
نحدد حوافز محددة وآليات عمل لكيفية تفعيل المسئولية االجتماعية .فللتوضيح يمكن أن نقول أن هناك التقاء مصالح بين القدرة
التنافسية لقطاع األعمال وتوفر بيئة جذابة لألعمال الريادية والمشروعات الصغيرة .وهذا الترابط تم تأكيده في كثير من
الدراسات والبحوث في قضايا التنافسية (على اختالف مدارسها) .فالمشروعات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورا مهما فى
تحقيق األهداف التنموية لأللفية الجديدة.حيث تساعد تلك المشروعات فى التنمية الصناعية وتساعد على تحيق نمو اقتصادي
عادل ومتوازن.وتمتلك تلك المشروعات قدرة أكبر على االنتشار من الشركات المتعددة الجنسيات والشركات الوطنية الكبيرة
والتى غالبا ما تكون سالسل تزويدها بالمدخالت محدودة وشبكات توزيعها ومبيعاتها موجه نحو المراكز الحضرية.تركز
المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى الغالب على األمد القصير وذلك نظرا لصغر حجمها وتأثيرها المحدود وافتقارها الى
الموارد والخبرات لذلك فهى فى أمس الحاجة لتطبيق برامج المسئولية االجتماعية ولهذا فان مد يد العون لهذه المشروعات فى
مرحلة مبكرة سيكون له مردود كبير،مثل إدارة المخلفات وحماية البيئة.ويحتاج الوضع إلى بذل المزيد من الجهد لخلق البيئة
المواتية للمسئولية االجتماعية للشركات فى قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإزالة المدركات الخاطئة حول التكلفة
المالية لهذه المسئولية فى أوساط الشركات الصغر حجما.ولعل فهم كل من الشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة
الحتياجات المجتمع يساعدها على تطوير منتجات وخدمات مالئمة وفى نفس الوقت تحقيق المزيد من الدخل وخلق فرص عمل
جديدة وتوجيه أعمالها الخيرية نحو الشرائح األقل حظا بالمجتمع.وبتسهيل وصولها إلى التكنولوجيا والتمويل والمهارات ،مما
يمكن من تقاسم العائد االقتصادي بين الشركات المتعددة الجنسية والشركات الوطنية الكبيرة وأيضا المشروعات الصغيرة
والمتوسطة.فاالقتصاد التنافسي ال يقوم على وجود الشركات العمالقة والكبيرة وحدها فقط ،بل وبوجود بيئة جذابة لألعمال
الريادية وتوفر شبكة واسعة ومتنوعة من الموردين من المشروعات الصغيرة الكفؤة القادرة على تلبية احتياجات الشركات
.الكبيرة وغيرها من األنشطة التكميلية في أي من القطاعات االقتصادية
وعلى ذلك يمكن القول أن جزءا كبيرا في مسألة إيجاد أطر عمل جذابة لبرامج المسئولية االجتماعية نحو خدمة مصالح
المشروعات الصغيرة يرتكز على دور للمؤسسات الحكومية ،واإلعالم والمؤسسات التي تخاطب باسم أصحاب المشروعات
الصغيرة .فعال سبيل المثال يمكن أن تقوم البنوك في توفير القروض الميسرة للمشروعات الصغيرة بدافع من المسئولية
فقد تكون ....االجتماعية والحس الوطني ...ولكن حقيقة األمر الواقع إن إطار عمل البنوك قد ال يؤهلها للقيام بهذا الدور
تشريعات إعطاء القروض والتي تحكم عملها في اإلقراض ال تناسب واحتياجات أصحاب المشروعات الصغيرة .وهنا من المهم
.مناقشة آلية تفعيل أطر عمل مناسبة واألدوار المختلفة
الخالصة:تعتبر المسئولية االجتماعية من أهم الواجبات الواقعة على عاتق الشركات والمؤسسات الوطنية وهي التزام مستمر
من قبلهم بالمساهمة في تطوير و تحسين المستوى الثقافي و التعليمي و االقتصادي و الصحي ألصحاب المشروعات الصغيرة
والمتوسطة ،وذلك من خالل توفير الخدمات المتنوعة التي من شأنها رفع مستواها بصفة خاصة والمجتمع و تغير الصور
.السلبية السائدة بصفة عامة
المبحث الثالث
تفعيل دور المسئولية االجتماعية للشركات فى التنمية االقتصادية واالجتماعية العربية
تشير التجارب الدولية إلى اختالف درجة تبني الشركات لبرامج المسئولية االجتماعية من حيث المفهوم وعدد المبادرات المنفذة
والقضايا التي تتبناها هذه المبادرات .ففي الواليات المتحدة األمريكية يتفاوت تطبيق مفهوم المسئولية االجتماعية للشركات بين
الشركات بدرجة كبيرة .فهناك شركات تطبق برامج المسئولية االجتماعية لسنوات طويلة لدرجة الوصول إلى مرحلة ابتكار
برامج جديدة ،بينما ال تزال بعض الشركات في المراحل األولى من تبني هذا المفهوم .فالشركات الكبرى مثل شركة فورد أو
جنرال موتورز أصبحت تضع معايير خاصة بها لقياس مدى نجاحها في تطبيق برامج المسئولية االجتماعية .كما نجحت هذه
الشركات في تبني برامج ناجحة للمسئولية االجتماعية ليس فقط على المستوى المحلي ولكن عالميا من خالل سالسل القيمة التي
تعمل هذه الشركات من خاللها.ويشجع االتحاد األوروبي قيام نوع من الشراكة بين قطاع األعمال من ناحية والحكومات
وأصحاب المصالح من ناحية أخرى .وينبع اهتمام بلدان االتحاد األوروبي بمفهوم المسئولية االجتماعية من سعيها نحو تحقيق
نمو مستدام وزيادة فرص العمل الالئق ومواجهة التحديات الناجمة عن تزايد المنافسة العالمية.كما يسعى االتحاد أيضا نحو
إقامة مجتمع قائم على تكافؤ الفرص وتوفير مستوى معيشي مرتفع وبيئة أفضل.وتعتقد بلدان االتحاد األوروبي أن قطاع
األعمال يستطيع المساهمة بفعالية في تحقيق هذه األهداف من خالل تبني مفهوم المسئولية االجتماعية ووضعه على رأس أجندة
أولويات الشركات األوروبية سواء العالمية أوالمحلية وبغض النظر عن حجمها .إال أن االتحاد ال يؤيد أن يتم ذلك من خالل
فرض مزيد من القواعد واإلجراءات أو سن القوانين حتى ال تزيد من أعباء الشركات وترفع تكلفة تطبيق برامج المسئولية
.االجتماعية
كما أكدت هذه التجارب على أهمية مساندة الحكومات للشركات ومساعدتها على تبنى برامج فعالة للمسئولية االجتماعية
للشركات وتقديم المشورة الفنية لبناء قدرات هذه الشركات في هذا المجال.ففى سنغافورة على سبيل المثال قامت الحكومة بسن
القوانين واللوائح الالزمة لتنظيم وتشجيع مشاركة الشركات في برامج المسئولية االجتماعية .كما قامت بتبني برنامجا للعقد
االجتماعي بين الشركات وأصحاب المصالح .ومن ثم يغلب الطابع اإلجباري وليس التطوعي على تجربة المسئولية االجتماعية
للشركات في سنغافورة ،خاصة في ضوء القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على التزام الشركات بالمعايير الدولية
وبأفضل الممارسات في مجال الحوكمة.وفي عام ٢٠٠٤أطلقت الحكومة المبادرة الوطنية الثالثية وذلك من أجل رسم
.إستراتيجية للمسئولية بين الشركات
وعلى الرغم من غياب إحصاءات دقيقة ودورية عن برامج المسئولية االجتماعية وأثرها على تنمية المجتمع ،إال أن المؤشرات
والدراسات تؤكد على األثر اإليجابي لبرامج المسئولية االجتماعية على تنمية المجتمع والتنمية البشرية والبيئة ومكافحة الفساد
وعلى أداء الشركات ونشاطها ومؤشراتها المالية والعاملين بها وغيرهم من أصحاب المصالح .وقد أشارت التجارب الدولية
أيضا إلى أن الترويج لمفهوم "فكر المشاركة" يعد من أهم العوامل التي تساعد على نجاح المشاركة االجتماعية لرأس المال،
حيث إن اعتماد خطط اإلنتاج والتسويق على فكر المشاركة سوف ينعكس على أسلوب إدارة الشركات وعلى مستوى الخدمات
التي تقوم بتقديمها وعلى حقوق العاملين بها .وعند صياغة الشركات للرسالة التي تسعى لتحقيقها وعند رسم خططها التسويقية
البد وأن تتضمن بشكل واضح األهداف االجتماعية التي تسعى الشركة للمساهمة في تحقيقها وتحديد الفئات التي تستهدفها من
.خالل برامج المسئولية االجتماعية
مما سبق يمكن القول بأن المسئولية االجتماعية للقطاع الخاص ال تعنى مجرد المشاركة في األعمال الخيرية و عمل حمالت
تطوعية و إنما تتسع لتشمل مسئوليتهم تجاه أفراد المجتمع المتعاملين معهم و العمل على فتح باب رزق للشباب فخلقهم لمشاريع
الشباب الستيعاب البطالة مثال يعد من أسمى ما يمكن أن يقوموا به من عطاء ،فيجب أن يكون للقطاع الخاص العربى دورا
تنمويا أساسيا و أن يصبح العطاء من أجل التنمية جزء ال يتجزأ من أنشطة هذا القطاع ،وكي تصبح المسئولية االجتماعية
مؤثرة فهي في حاجة ألن تأخذ شكل تنظيمي و مؤسسي له خطة و أهداف محددة بدال من أن تكون جهودا عشوائية مبعثرة و
خيرية قد تؤدى إلى اإلتكالية و هذا يستدعى وضع خطة تغيير مجتمعي لنهضة المجتمع العربى.ويمكن أن تساهم المسئولية
:-االجتماعية للقطاع الخاص فى ذلك من خالل عدة محاور كما يلى
يعتبر المحور التعليمي من أهم المحاور التي تتناولها إدارة المسئولية االجتماعية،و من خالله تقوم الشركات بتبني من البرامج •
والمنح للتعليم والتدريب بما يمكن من تطوير المهارات وتحسين فرص الشباب في إيجاد وظائف مناسبة و ذات دخل معقول .و
هنا تأتي مساهمة تندرج تحت مظلة المسئولية االجتماعية ،فمن جهة هي توفر فرص وظيفية لعدد من الشباب في مختلف
المجاالت أو مساعدتهم في إنشاء مشاريع صغيرة تعود بالفائدة على مجتمعهم .ومن جهة أخرى تعمل على ترقية األجيال
.العربية ورفع كفاءتها
ومن المحاور المهمة التي يتناولها برنامج المسئولية االجتماعية ،المحور الصحي حيث يتوجب على الشركات العربية •
المساهمة في نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع بمختف طبقاته و شرائحه و ذلك من خالل تنظيم الحمالت الموجهة من
.جهة وتوفير الموال الالزمة لذلك
برنامج المسئولية االجتماعية الخاص بالمتقاعدين الذين ما زالت لديهم قدرة على العطاء و ذلك بابتكار مشاريع تتناسب مع •
.أعمارهم و اهتماماتهم و توفر لهم دخل مناسب
يمكن أيضا أن تقوم هذه الشركات العربية الكبيرة بتشجيع التعاقد من الباطن مع عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة •
لتنفيذ عمليات معينة واستغالل الطاقات المتاحة بها واستقطاب عدد آخر منها لالنخراط بسلسلة التوريد العالمي لهذه الشركات
.بما يتيح فرصا تصديرية لهذه المشروعات
باختصار تنبع مشاريع المسئولية االجتماعية من رغبة صادقة و إحساسا بالمسئولية تجاه المتجمع و تصب في كل الجهات التي
من شأنها رفع المستوى العام للمجتمع في مختلف المجاالت و ذلك بتوظيف كل مواردها و إمكانياتها في سبيل تنظيم آلية موحدة
والشك في أن هناك حاجة إلى مجهودات كبيرة .تخدم المشاريع والحمالت الموجهة لخدمة المجتمع و أبناء الوطن من الجنسين
لنشر ثقافة المسئولية االجتماعية و ثقافة العطاء التنموي بين المؤسسات و الشركات الكبرى في الدول العربية .و هذه الثقافة
يجب أن تنتشر من خالل إبراز الواجب األخالقي و الوطني الذي يحتم على المؤسسات أن يقوموا به و أيضا من خالل وضع
القوانين المحفزة للمؤسسات و التي تجعل من عطائهم حافزا إلنجاح و ترويج أنشطتهم التجارية .ومن الضروري التأكيد على
أن نشر الوعي بالمسؤولية االجتماعية بين الشركات واألفراد يحتاج إلى سنوات ،وأن الشركات وخاصة التي تريد التوسع فى
الخارج ستضطر إلى تبني برامج مسئولية اجتماعية أسوة بالشركات في الدول المتقدمة .ولذلك يجب على الشركات تبني برامج
:-عمل علمية محددة في مجال المسؤولية يمكن تقييمها وقياس مردودها.وفى هذا الخصوص نوصى بما يلى
:دور الحكومات 1-
.توفير مناخ مالئم لقيام الشركات بنشاطها ومواجهة تحديات المنافسة المحلية والعالمية •
إعطاء القدوة الحسنة للشركات من خالل اإلفصاح واإلعالن بشفافية عن سياسات الحكومة المختلفة وتوفير المعلومات •
.وإتاحتها وتحسين نظم الحوكمة في الهيئات واإلدارات الحكومية المختلفة وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص
تشجيع الشركات على التزامها بمسئوليتها االجتماعية تجاه مختلف أصحاب المصالح من خالل الحوافز الضريبية •
.واالمتيازات الخاصة بالمناقصات الحكومية ،لفترة محددة وربطها بتحقيق أهداف اجتماعية بعينها
.منح بعض الجوائز المالية والمعنوية لتشجيع الشركات على المساهمة الفعالة في برامج المسئولية االجتماعية لرأس المال •
:دور منظمات األعمال 2-
.تحديد مفهوم مسئولية االجتماعية لرأس المال ،على نحو يعكس الواقع االقتصادي واالجتماعي للمجتمع العربي •
تنظيم حمالت واسعة النطاق للترويج لمفهوم المسئولية االجتماعية للشركات وزيادة الوعي لدى هذه الشركات ،خاصة •
الصغيرة والمتوسطة ،بأهمية هذه البرامج وأثرها على أرباح الشركات في المدى المتوسط والطويل وعلى اندماجها في سالسل
.التوريد العالمية
.ترتيب أولويات التنمية االجتماعية التي يتعين على قطاع األعمال استهدافها وتحديد أكفأ الطرق للتعامل معها •
رسم إستراتيجية متكاملة للمسئولية االجتماعية لرأس المال يتم بناء عليها تحديد األولويات التي سيتم التعامل معها وأيضا •
.المبادئ العامة التي يجب أن تلتزم بها الشركات عند تنفيذ برامج المسئولية االجتماعية
تحديد إطار زمني لتنفيذ هذه اإلستراتيجية واختيار بعض المؤشرات التي تقيس مدى نجاح برامج اإلستراتيجية في تحقيق •
.األهداف المرجوة منها
تشجيع الشركات على اإلفصاح والشفافية وعلى تبني معايير محددة بخصوص اإلفصاح عن البيانات غير المالية الخاصة •
.ببرامج المسئولية االجتماعية
دور القطاع الخاص 3-
ضمن الرسالة الخاصة بها سياستها في تحمل مسئوليتها االجتماعية تجاه مختلف أصحاب المصالح• ، يتعين على كل شركة أن ت ُ ِ
.على النحو الذي يؤكد على حماية أصول الشرك ،واحترام حقوق أصحاب المصالح
تبني الشركات سياسة واضحة للتنمية البشرية ،بحيث تنص على مشاركة العاملين بالشركات في إدارتها من خالل مراجعة •
.الميزانيات السنوية وتحديد األجور ومستوى الرعاية الصحية التي يتمتعون بها وأيضا التدريب الذي يحتاجون إليه
تلتزم الشركات بمجموعة من القواعد األخالقية التي تحددها مجالس إدارات هذه الشركات ويقرها حملة األسهم ويتم إعالنها •
.بكل شفافية وتلتزم الشركات بتطبيقها
.يتعين على الشركات أن تهتم بتلبية التزاماتها تجاه عمالئها وأن تسعى جاهدة لتلبية رغباتهم وحماية حقوقهم •
.ضرورة مراعاة االعتبارات البيئية أثناء ممارسة الشركات لنشاطها االقتصادي •
.إعداد توجيهات استرشادية للمسئولية االجتماعية •
دور اإلعالم 4-
تفعيل أهمية دور اإلعالم في نشر المسؤولية االجتماعية ،برغم من أهمية دور اإلعالم في نشر المسؤولية االجتماعية لكنه ال
يزال يفتقر لمفردات الوعي بالمسؤولية االجتماعية إلى حد عدم التفريق بينها وبين ممارسات أخرى لذا من الجيد اإلعالن عن
الجهود االجتماعية المبذولة حتى نكون قدوة لآلخرين ،ومن ثم يتسابق الجميع في هذا المضمار لتحقيق قدر أكبر من المنفعة
.للمجتمع
دور الشركات عابرة القارات 5-
تقديم خبراتها المتراكمة من العمل في مجال المسئولية االجتماعية لرأس المال في البلدان المختلفة،خاصة ما يتعلق بالبرامج •
.الفعالة والمؤثرة وكيفية تنفيذها وتمويلها وأيضا أسلوب ومنهجية المتابعة والتقييم واإلفصاح وإعداد التقارير
تقديم الدعم للشركات المحلية خاصة في مجال تدريب المدربين وتأهيلهم في مجال رسم وتنفيذ برامج المسئولية االجتماعية •
.لرأس المال
الخاتمة
اوال :نتائج الدراسة
ثانيا :التوصيات
:لتفعيل مبدأ المسؤولية االجتماعية في البالد العربية نوصى بما يلى
قيام الجهات المعنية بتوفير البنية التحتية الالزمة ألداء مسؤولية المنشآت للمسؤولية االجتماعية وعلى وجه الخصوص 1.
.األنظمة وتوفير الدراسات والمعلومات على ضوء االحتياجات الفعلية للمجتمع
ضرورة اهتمام وسائل اإلعالم بالتوعية بنشر ثقافة المسؤولية االجتماعية ومبادئها الصحيحة والمجاالت المرتبطة بها 2.
.والعائد على كل من المنشآت المؤدية لها وعلى المجتمع
قيام الدولة بتيسير اإلجراءات المرتبطة بأداء ا لمنشآت للمسؤولية االجتماعية ،وتوفير محفزات نظامية للمنشآت على ضوء 3.
.تميزها في المسؤولية االجتماعية
.سن التشريعات التى تكفل توفير عنصري الشفافية واإلفصاح من قبل الشركات المنفذة في مجال المسؤولية االجتماعية 4.
تنظيم ورشة عمل على مستوى تمثيل إقليمي عالي المستوى تضم صناع للقرار في الجهات المعنية لتحديد معايير آداء 5.
المسؤولية االجتماعية بالدول العربية ،تعميم منح جوائز للتميز في أداء المسؤولية االجتماعية إلذكاء التنافسية بين الشركات في
.تحقيق وتوسعة نطاقات المسؤولية االجتماعية
ضرورة وجود ادارات متخصصة للمسؤولية االجتماعية داخل الشركات تتولى تخطيط وتنفيذ البرامج والتنسيق مع الجهات 6.
ذات العالقة ،على أن تتبع اإلدارة العليا مباشرة ،وتبادل الخبرة والتجارب العملية فيما بينها والتعرف على نقاط القوة والضعف
.لتطبيق أفضل األساليب جدوى في مجاالت المسؤولية االجتماعية
قيام الغرف التجارية الصناعية وغيرها من الجهات التنظيمية بتنظيم دورات تدريبية وندوات لصقل الخبرات في مجاالت 7.
.المسؤولية االجتماعية
أهمية وجود مؤشر عربي للمسؤولية االجتماعية،يمكن تصور مؤشر المسؤولية االجتماعية المشتركة للبالد العربية على أنه 8.
أداة قياس تتسم بالجدية والمسؤولية ،فهو يتيح للشركات أن تقيس مدى جهودها في تحمل المسؤولية االجتماعية المشتركة
.بطريقة من شأنها تعزيز ملكية الشركات ،وإعطاء تقييمات وافية عنها وإجراء مقارنات فيما بينها
جون سوليفان وآخرون( ألكسندرشكولنيكوف جوش ليتشمان)،مواطنة الشركات المفهوم والتطبيق،مجلة االصالح
االقتصادى،العدد ،24مركز المشروعات الدولية الخاصة،ص 8
UNIDO and the World Summit on Sustainable Development, Corporate Social Responsibility:
Implications for Small and Medium Enterprises in Developing Countries, Vienna, 2002,p5
World Bank, Opportunities and options for governments to promote corporate social
responsibility in Europe and Central Asia: Evidence from Bulgaria, Croatia and Romania.
Working Paper, March 2005..p1
World Business Council for Sustainable Development (WBCSD).. Meeting changing
expectations: Corporate social responsibility,1999,p 3
Ven van de, B. and Graaand, J.J.,Strategic and moral motivation for corporate social
responsibility, MPRA Paper No. 20278, Online at http://mpra.ub.uni-muenchen.de/20278/ ,pp 2-
4
هاني الحوراني ،حاكمية الشركات ومسؤوليتها االجتماعية في ضوء مستجدات األزمة االقتصادية العالمية الراهنة ،المؤتمر
الثاني حول"مواطنة الشركات والمؤسسات..والمسؤولية االجتماعية" ،صنعاء 25-24 ،يونيو ، 2009ص ص 5-4
نهال المغربل ،ياسمين فؤاد،المسئولية االجتماعية لرأس المال في مصر:بعض التجارب الدوليه،المركز المصرى للدراسات
االقتصاديه،ورقة عمل ،١٣٨ديسمبر ،٢٠٠٨ص 4
:مفهوم المواطنة وتطبيقاته في مجال األعمال ،متاح فى
http://www.mcrsc.org/gdetails.asp?g_id=457
فؤاد محمد حسين الحمدى ،األبعاد التسويقية للمسؤولية االجتماعية للمنظمات وانعكاساتها على رضا المستهلك؛دراسة تحليلية
آلراء عينة من المديرين والمستهلكين في عينة من المنظمات المصنعة للمنتجات الغذائية في الجمهورية اليمنية،كلية اإلدارة
،ص ص 200336-35واالقتصاد ،الجامعة ،
حسين عبد المطلب األسرج ،المسؤولية االجتماعية للشركات ،سلسلة جسر التنمية ،اإلصدار رقم ، 90المعهد العربي للتخطيط
،الكويت،فبراير ،2010ص 7-5
نهال المغربل ،ياسمين فؤاد،المسئولية االجتماعية لرأس المال في مصر:بعض التجارب الدوليه،مرجع سابق ،ص5
بأنها تتناول مسئولية المؤسسة حيال جميع األنشطة التي ISO 26000ويمكن تلخيص المواصفة الدولية للمسئولية االجتماعية
تقوم بها ،وما يترتب عليها من آثار على المجتمع والبيئة ،حيث توجب أن تكون هذه األفعال متماشية مع مصالح المجتمع
والتنمية المستدامة ،وتكون قائمة على السلوك األخالقي ،واالمتثال للقانون المطبق والجهات العاملة فيما بين الحكومات،وتكون
مفهوم قديم يشوبه الغموض والخلط ،مجلة :مدمجة في األنشطة المستمرة للمنشأة.راجع ،حسن العالى،المسئولية االجتماعية
.االصالح االقتصادى،نشرة دورية يصدر مركز المشروعات الدولية الخاصة ،سبتمبر – أكتوبر ، 2009ص 70
ستار جبار خليل البياتي،القطاع الخاص العراقي بين دوره اإلنتاجي ومسئوليته االجتماعية ،مجلة االصالح االقتصادى،نشرة
.دورية يصدر مركز المشروعات الدولية الخاصة ،سبتمبر – أكتوبر ، 2009ص 50
صا لح السحيبانى،المسئولية االجتماعية ودورها فى مشاركة القطاع الخاص فى التنمية حاله تطبيقية على المملكة العربية
القطاع الخاص فى التنمية :تقييم استشراف" بيروت ،لبنان 25-23،مارس " 2009السعودية،المؤتمر الدولى حول