Professional Documents
Culture Documents
ملخص :
يهدف هذا املقال إلى كشف بعد من أبعاد املسؤولية الاجتماعية التسويقية
للمنظمات ،وهو مسؤوليتها تجاه املستهلكين كمدخل تنافس ي تدرجه املنظمة في
سياستها التسويقية و إلاستراتيجية ودرجة انعكاس هاته املسؤولية على تحقيق رضا
أهم متعامل مع املنظمة وهو املستهلك .
إذ مما ال شك فيه أن املسؤولية الاجتماعية في مجال التسويق تعتبر الجانب
ألاحدث ،استوجب على منظمات ألاعمال إدراجه في السياسة التسويقية وذلك من
خالل طرح منتجات وخدمات تنطلق من حاجات و رغبات املستهلك تحقق له
إلاشباع الكافي في إطار عمل أخالقي يعزز ّ
القيم ألاخالقية في مجال التسويق يؤدي إلى
تحقيق رضا املستهلكين .
الكلمات الدالة :املسؤولية الاجتماعية -التسويق .
Abstract:
This article aims to expose of the dimensions of social
responsibility marketing organizations. A responsibility towards
the consumer as an input competitive includes it in its marketing
organization. And strategic reflection of these circumstances and
the degree of responsibility to achieve satisfaction with the most
important trader, a consumer organization.
It is no doubt that the social responsibility in the field of marketing
is a side later. This forced the business organizations included in
the marketing policy. And by introducing products and services.
Emanating from the needs and desires of the consumer. Check him
sufficient gratification in moral framework promotes moral values
in the field of marketing. Leading to achieve customer satisfaction.
Key words: Responsibility socio marketing.
-مقدمة :
يمكن القول أن املسؤولية من حيث معناها واحدة في شتى الوظائف إلادارية إال أنها
تختلف في درجة تأثيرها وممارستها تبعا للمستوى إلاداري الذي تمارس فيه.
ّ
فاملسؤولية تعني الالتزامات التي تتجلى بشكل خاص في الواجبات و السمات
ألاخالقية التي تعبر عنها نتائج لحاالت معينة ،فهي العالقة املترابطة ين الفاعلين
والجوهر التطبيقي لتلك العالقة يتمثل في تحمل وإنجاز قضية محددة .
وإذا ما تعلق ألامر بعملية التسويق فإن واجب املديرين في إنجاز العمليات التبادلية
بالشكل املناسب ما ينعكس على تحقيق مصلحة و منفعة املستهلكين و الزبائن ،
تعبر عنها بسلع و خدمات وبضائع ،يتحصلون عليها بدرجة من الجودة والتي ّ
والنوعية ،بل تمتد هذه املسؤولية بمراعاة الحماية بتقديم منافع أفضل
للمستهلكين.
أ -مشكلة البحث:
لم يعد ينظر ملنظمات ألاعمال نظرة تقليدية ترتكز على املناحي الاقتصادية فقط ،
بإنتاج سلع وخدمات معينة بأسعار محددة ،بل بدأت النظرة تأخذ أبعادا جديدة
أكثر تعقيدا،جعلت من مؤشرات قياس أداء املنظمات يتجاوز ألاداء املادي
والاقتصادي فحسب بل يتعداه إلى ألاداء الاجتماعي .
مما حتم على منظمات ألاعمال الاستجابة لتوقعات وتطلعات أفراد املجتمع من
املستهلكين باالستناد" لنموذج يصب فيه جهود كل الفاعلين أفرادا و جماعات في
تشكيل الحياة الاجتماعية " ،ضمن مبدأي التكامل و التفاضل و الذي يؤدي
بالضرورة إلشباع الحاجات الاقتصادية و الاجتماعية ألهم فاعل في العملية
التسويقية و هو املستهلك ،وهو ما يجعلنا نتساءل :ما هي الالتزامات الاجتماعية
التسويقية للمنظمة تجاه املستهلكين ؟وما درجة انعكاس هذه الالتزامات على
تحقيق رضا املستهلكين ؟
ب -فرضيات البحث:
يقوم البحث على فرضية مفادها :أن هناك عالقة معنوية ذات داللة إحصائية بين
تبني املؤسسة الاقتصادية للمسؤولية تجاه املستهلكين و تحقيق رضاهم .
ج -أهمية البحث:
-تظهر أهمية البحث بتوفير املزيد من امليكانزمات لتجسيد التزام منظمات
ألاعمال نحو أفراد املجتمع لسد حاجات أفراد املجتمع من املستهلكين
ومتطلباته الحياتية و املعيشية ،بتقديم السلع و املنتجات ذات جودة وتحقيق
الحماية الكافية ،فضال عن إلايفاء بحقوقهم كمستهلكين .
-كما تظهر أهمية البحث في توضيح عناصر املسؤولية الاجتماعية التسويقية
تجاه املستهلك .
د -أهداف البحث :
تهدف هذا البحث لتحقيق ما يلي :
-محاولة التعمق في مفاهيم املسؤولية الاجتماعية و التسويقية .
-قراءة في واقع هذه املسؤولية من خالل معرفة التطبيقات الفعلية من وجهة
نظر مسيري املنظمات الاقتصادية .
-تقييم املستهلكين بما تتوجه به املنظمة من أنشطة في مجال املسؤولية
الاجتماعية التسويقية .
ه -منهج و أدوات و أساليب البحث :
أما عن إلاجراءات املنهجية للدراسة فقد كانت كاآلتي :
-املنهج الوصفي :و الذي يدرس الظواهر الاجتماعية و الاقتصادية وذلك
بالتحديد الدقيق لألنشطة و ألاشياء و العمليات كما هي في الحاضر ،وعن
كيفية تطبيق هذا املنهج في البحث فقد تم اعتماده في فهم و التعمق في
العناصر املكونة ّ
ملتغير املسؤولية الاجتماعية تجاه املستهلكين .
-املنهج إلاحصائي :والذي يتناسب وتحويل العناصر النوعية لعينة الدراسة إلى
عناصر كمية قابلة للقياس وثم تحليل بيانات البحث باستعمال الوسائل
إلاحصائية التالية:
-الانحراف املعياري :تم استخدامه ملعرفة مدى التشتت في آراء املبحوثين.
-املتوسط الحسابي :تم اعتماده لوصف آراء املبحوثين حول متغيرات الدراسة.
-معامل الارتباط بيرسون :وتم استخدام هذا ألاسلوب ملعرفة نوع و درجة
العالقة بين املتغيرات الدراسة .
-أما عن أدوات جمع البيانات :فقد تم استخدام الاستمارة كأداة أساسية
،أسئلتها قياسية موزعة على املجتمع إلاحصائي املتكون من موظفي منظمة
بلغيث ،إضافة لعينة قصدية من مستهلكي منتجات هذه املنظمة .
تحديد املصطلحات : -1
-1-1تعريف املسؤولية الاجتماعية للمنظمات :
إن املسؤولية الاجتماعية قد أصبحت حقيقة واضحة من الصعب على إدارة
املنظمة تجاهلها ،إال أنه ال يوجد اتفاق حول تحديد مفهوم واحد لها ،فيرى
Blomstromو"Davidأن فكرة املسؤولية الاجتماعية هي التزام صانعي القرار بحماية
وتحسين رفاهية املجتمع ككل بجانب املصلحة الخاصة"(.)1
-0-1تعريف التسويق :
يتضمن تحديد حاجات ورغبات املستهلكين وتفهمها في ضوء طاقات
املنظمة ثم تعريف املختصين بها لكي يشكلوا أو ينتجوا املنتجات وفق للحاجات التي
تم التعرف عليها ثم إيصالها إلى املستهلك"(.)2
-3-1مفهوم املسؤولية الاجتماعية التسويقية :
يمكن القول أن ظهور الدراسات التي اهتمت باملسؤولية الاجتماعية للتسويق
وشكلها املتخصص نحو املستهلك ،وما يقوم به من عمليات الشراء كان بداية عام
1079بالواليات املتحدة ألامريكية ،وتم تعريفها بشكل مختصر بأنها ":التوقف عن
تقديم املفاهيم املتعلقة بالتضليل والخداع"( ،)3ويالحظ أن التعريف لم يعطي
وضوحا كافيا للمعنى املطلوب ألنه جاء في مرحلة مبكرة من دراسة املسؤولية
الاجتماعية ،وهو تعريف يركز على املفاهيم مما يجعله يقترب من مفهوم التسويق
الاجتماعي ،وعرفت أيضا على أنها :قبول املسوقين بااللتزامات التي يضعونها على
أنفسهم آخذين بعين الاعتبار تحقيق أهداف الربح ورضا املستهلك ،ورفاهية
املجتمع ،بما يكافئ مستوى ألاداء املتحقق للشركة.
من خالل الجدول الذي يبين املتوسطات الحسابية و الانحرافات املعيارية املتعلقة
بدرجة التزام منظمة بلغيث بمسؤولياتها تجاه املستهلكين ،يالحظ أن املتوسطات
الحسابية للعبارات جاءت مرتفعة و مرتفعة جدا منحصرة في الفئتين ()4429-3441
و ( )5-4421من سلم لكرت .
و يالحظ أن منظمة بلغيث تعمل على الالتزام بكافة مسؤولياتها تجاه املستهلكين
ولعل مرد ذلك كون املنظمة تنشط في قطاع إنتاجي استهالكي في مجال ألاغذية ،و
عليه فإن املستهلكين هم محور العملية التسويقية و أحد عناصر السوق التنافسية
،بحكم من يستهلكون منتجاتها ،وعليه فإن التسويق انتقل من مفهوم التوجه
باإلنتاج إلى مفهوم التوجه بمتطلبات املستهلكين و العمل على إلايفاء بها و تحقيق
الرض ي الذي يرتقي و تطلعاتهم من عملية الاستهالك .
نتائج املحور الثاني :املتوسطات الحسابية و الانحرافات املعيارية لتقييم
أفراد املبحوثين حول انعكاسات املسؤولية الاجتماعية على رضا املستهلك
التكرار املتوسط الانحراف العبارات الرمز
الحسابي املعياري
تمتع املؤسسة بمواصفات إلايزو E13
94817 4422 58
العاملية يحقق رضاك .
خدمات ما بعد البيع املقدمة من قبل E16
14924 4,97 58
املؤسسة تؤدي إلى تحقيق رضاك.
املعلومات املتاحة من قبل مؤسسة E3
94026 4495 58
بلغيث تحقق رضاك .
استخدام مؤسسة بلغيث لنظام E14
94036 4493 58
تغليف صحي أدى لتحقيق رضاك .
العالقات التجارية ملؤسسة بلغيث مع E2
94027 3408 58
مستهلكيها و زبائنها تحقق رضاك.
استقبال شكاوى و استفسارات E15
94003 3488 58 املستهلكين و الزبائن من قبل مؤسسة
بلغيث أدى لتحقيق رضاك .
تزيد إتاحة املنتجات في املكان و الوقت E4
14215 3488 58 املناسبين من قبل مؤسسة بلغيث
يحقق رضاك
58 املجموع
من خالل إجابات املبحوثين و املتوسطات الحسابية التي تراوحت بين مرتفعة و
مرتفعة جدا كما أن الانحراف املعياري لم يتجاوز (.)14534
على ّ
أن العبارات ألاكثر رضا للمستهلكين ()4-15-2-14-3-16-13-
ونستنتج من خالل املعطيات السابقة أن الباحثين و املهتمين بإشكالية املسؤولية
الاجتماعية في مجال التسويق ،مفهوم وليد متطلبات التنمية املستدامة و الشراكة
في التنمية الاقتصادية و القطاع الخاص ،لبناء مستقبل أفضل لألجيال القادمة
بهدف إيجاد دعم لبرامج املسؤولية الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية مستدامة
مستقاة من الاحتياجات و ألاولويات الوطنية .
اختبار الفرضية: -1-0
وصف أبعاد متغير املسؤولية تجاه املستهلك: -1-1-0
ّ
تؤكد تصريحات املبحوثين من موظفي منظمة بلغيث أن املنظمة حريصة على
إلايفاء بمسؤوليتها تجاه املستهلك سواء ما تعلق بالحقوق أو بالحماية أو من خالل
عبرت عنها العبارات الخاصة بالفقرة ،جاءت الجودة ،حيث عكست ألابعاد التي ّ
بمتوسطات حسابية مرتفعة جدا تندرج ضمن فئتي] [4.29 -3.41و ][5 – 4.21
حسب مقياس لكرت.
تقييم املستهلك للمسؤولية الاجتماعية التسويقية للمنظمة : -0-1-0
أما فيما يخص انعكاس هاته املسؤولية تجاه املستهلكين فقد أكدت إجابات
املبحوثين حول هذا املتغير أنه ينعكس على رضاهم ،و هو ما يمكن كشفه من خالل
عبارات الفقرة و التي جاءت بمتوسطات حسابية مرتفعة تندرج ضمن فئة ]-3.41
[4.29من مقياس لكرت ،و بانحراف معياري لم يتجاوز (، )1و هو ما يؤكد ّتركز
إجابات املبحوثين حول عبارات الفقرة.
فمسيري املنظمة يلتزمون تجاه أهم فاعل في العملية التسويقية و هو ّ و عليه
املستهلك و ذلك بتجاوز املفهوم التسويقي التقليدي الذي يقتصر على املفهوم البيعي
بل يتجاوز ذلك إلى املفهوم الحديث ]التوجه باملستهلك [.