Professional Documents
Culture Documents
sS
يعتبر (بيتر دريكر ) من أوائل الكتاب في االدارة أن الهدف من اي مشروع هو ارضاء مطالب
المستهلك ,و أن هذا الهدف يأتي من خارج المشروع نفسه وهو يكمن في المجتمع ,ذلك أن
.المشروع ما هو اال جهاز للمجتمع يؤدي دورا ووظيفة في خدمته
و يؤكد (دريكر) بأنه ليس هناك اال تعريف واحد صحيح للهدف من اي مشروع وهو خلق عميل أو
.زبون
ومن هنا تظهر األهمية التي يحتلها التسويق داخل المؤسسة فماهو التسويق ؟ و ماهي العوامل التي
أدت الى زيادة االهتمام به دون بقية الوظائف األخرى في المؤسسة ؟
صالح الشنواني :االدارة التسويقية الحديثة مؤسسة شباب الجامعة االسكندرية 2001ص 1_ 2 5
محمدسعيد عبد الفتاح :التسويق المكتب العربي الحديث الطبعة الخامسة االسكندرية 3
الفصل االول :عموميات حول التسويق و المنتج
نظام متكامل تتفاعل فيه مجموعة من االنشطة التي تعمل بهدف تخطيط و تسعير و ترويج
السلع و الخدمات للمستهلكين الحاليين و المرتقبين يعتبر التعريف الى السياسات التسويقية التي
بتفاعلها وتكاملها تتتحقق المؤسسة كما يشير التعريف الى أهم عنصر في انشاط التسويقي أال وهو
.المستهلك
أمـا محـي الـدين األزهـري فيقـول في كتابـه إن ":التسـويق هـو النشـاط الـذي يقـوم علـى تخطـيط وتقـديم
المـزيجـ المتكامـل وتخطـيط المنتجـات ،األسـعار ،الـترويجـ ،البيـع و التوزيـع الـذي يشـبع حاجـات
" .ورغبات المستهلك و أهداف المؤسسة و قدراتها في ظل الظروف البيئية المحيطة
rosenbergروزنبورغ الذي يهتم بالناحية االجتماعية و االقتصادية ب ":التسويق هو عملية و
يعرفه
مواءمة على أساس األهداف والقدرات بواسطتها يتمكن المنتج من تقديم مزيج تسـويقي ( السـلعة ،
".الخـدمات اإلعـالن ،الـترويج ،التسـعيرـ ) يتقابـل مع حاجات المستهلكين داخل حدود المجتمع
يبين تعريف كوتلر أن النشاط التسويقي نشاط بشري اجتماعي يقوم على إشباع الحاجة و ال يكتفي
بذلك بل يبحث في رغبات الفرد و يعمل على تلبيتها وهو ما يجعله نشاط يقوم على البحث
واالستقصاء الدائم والمستمر طالما أن هذه الحاجات و الرغبات تتميز بالتغير و التطور وبالتالي فهو
.يبحث عن خلق القيمة
لقد تعددت تعاريف التسويق ،فهناك من يرى أن التسويق يلي عملية اإلنتاج و ينشغل بكيفية إيصال
المنتج أو الخدمة إلى الزبون ،بينما هناك من يرى أن التسويق يسبق عملية اإلنتاج و يواكبها و
يستمر إلى ما بعدها و هذا ال يعني أن نحكم على بعضها الخطأ و إنما يرجع هذا االختالف إلى تغير
نطاق ) Lendrevie Jaquesالظروف المحيطة به و هو ما يجعل ضيق أي (تقليدي) و الثاني في
المصدر :د .الغيص ،منى ،إدريس ،ثابت ) 7221 ) ،إدراة التسويق ،مدخل استراتيجي و تطبيقي ،مكتبة الفالح للنشر و التوزيع ص 42
الفصل االول :عموميات حول التسويق و المنتج
واسع أي (حديث) فالتسويق في مفهومه الضيق هو مجموعة الوسائل و األساليب التي تجوز عليها
.المؤسسة من أجل بيع منتجاتها لزبائنها بطريقة تضمن لها الربح
أما التعربف الواسع الذي جاء كنتيجة مباشرة لتوسع نطاق التسويق الذي لم يقتصر على المؤسسة
ذات االهداف الربحية وإ نما إمتد إلى مجال الخدمة السياسية ,الجمعية الخيرية ,المؤسسات
الدينية ,البنوك ,السياحة ...إلخ
في عام : AMA 7220تعريف الجمعية االمريكية للتسويق
التسويق هو تنفيذ أنشطة المشروع المختلفة التي تهدف إلى توجيه السلع والخدمات من المنتج إلى "
المستهلك أو المستخدم " ،حيث يفهم من هذا التعريف أن التسويق وظيفة تبدأ بعد أن يتم االنتهاء من
.إنتاج السلعة وتنتهي مهامه بمجرد بيعها إلى المستهلكين النهائيين والمستعملين الصناعيين
و يعرفه كل من " Still and Cundiffكونديف وستيل التسويق هو العملية اإلدارية التي يتم
تحقيق االلتقاء بين السلع وبين األسواق ومن خاللها تتحول ملكية المنتجات" " .بواسطتها
أما عمر عقيلي وآخرون فقد عرفوا التسويق على انه " مجموعة من األنشطة واألعمال المتكاملة
التي
تقوم بها إدارة متخصصة في المنظمة ،تسعى من خاللها إلى توفير السلعة أو الخدمة أو الفكرة
للمستهلك الحالي والمرتقب بالكميات والمواصفاتـ والجودة المناسبة والمطلوبة ،وبأقل تكلفة ممكنة
وأسهل وأيسر السبل ،وذلك بالتعاون والتنسيق مع إدارة اإلنتاج ،ودراسة المستهلك وطلباته ومن ثم
تخطيط إنتاج سلعة أو الخدمة أو الفكرة بما يتوافق مع هذه المتطلبات ،وتحديد سعرها المناسب
وترويجها وتوزيعها وايصالها إليه ،وهذا كله بهدف إشباع حاجات ورغبات المستهلك الحالية
والمستقبلية وا مركز تنافسي للمنظمة في السوق يساعدها على تحقيق أرباح مناسبة لها .ومن خالل
:هذه التعريفات يمكن أن نجمل اإلطار العام للتسويق في ثالثة عناصر رئيسية هي
حميد الطائي ،محمد الصميدعي ،بشير العالق ،األسس العملية للتسويق الحديث ،دار اليازوري العملية 2001 ،ص70.1
إبراهيم مرزقالل ،مرجع نفسه ،ص71.2
.عقيلي وصفي عمر و آخرون ،مبادئ التسويق مدخل متكامل ،عمان ،دار زهران ، 7221 ،ص3. 03 ،02
الفصل االول :عموميات حول التسويق و المنتج
_الحكومة_ المنافسة
_الجمهور_ الموردون
المشترين Buyers – المنتجون Producers
مؤسسات حكومية−
المزيج التسويقي
دول−
Marketing Mix-
منتجات – ترويج
تسعير -توزيع
مقابل ذو قيمة
حميد الطائي ،محمد الصميدعي ،بشير العالق ،األسس العملية للتسويق الحديث ،دار اليازوري العملية 2001 ،ص70.1
إبراهيم مرزقالل ،مرجع نفسه ،ص71.2
.عقيلي وصفي عمر و آخرون ،مبادئ التسويق مدخل متكامل ،عمان ،دار زهران ، 7221 ،ص3. 03 ،02
الفصل االول :عموميات حول التسويق و المنتج
لقد مر المفهوم التسويقي بعدة مراحل قبل أن يصبح فلسفة وتوجها ومفهوما قائما بذاته و عموما يمكن
:حصر هذه المراحل فيما يلي
و هي مرحلة تفوق الطلب حيث تغلبت كفة الطلب على كفة العرض خالل الربع األول من القرن
العشرين .ألن إمكانيات اإلنتاج كانت ال تزال مقتصرة على اإلشباع الكمي الحتياجات السوق فان
الشغل الشاغل لرؤساء المؤسسات أنذاك كان تحسين وسائل اإلنتاج و البحث عن المصادر الالزم
لتمويل االستثمارات لقد سادت في هذه الرحلة الفكرة " أنتج بوفرة وأقل تكلفة » و من ثم فان تحسين
كفاءة اإلنتاج و التوزيع و القدرة على تخفيض التكلفة و العمل على إتاحة السلع في األسواق عن
طريق التغطية الكاملة كانت الركائز األساسية لتوجيه أوجه نشاط المؤسسة لم يلعب التسويق في هذه
المرحلة دورا فعاال حيث كان ينظر إليه كنشاط إضافي هدفه الوحيد تصريف اإلنتاج المتنامي نتيجة
.التطور التقني
إن المفهوم السلعي ينطلق من فكرة أن المستهلك يفضل السلعة التي تعرض أحسن جودة ،و في هذه
الحالة فان المؤسسة ستنشغل و بالدرجة األولى بتحسين جودة المنتوج مما قد يوقعها فيما يعرف بقصر
النظر التسويقي حيث أن التوجه الرئيسي لهذا المفهوم يكون إلى حاجات األفراد و األسواق ( ) 2و
محمد فريد الصحن إسماعيل السيد التسويق الدار الجامعية G،القاهرة ، 2001 ،ص1 22
بالرغم من سيادة فكرة أن المنتوج الجيد يبيع نفسه إال أن المسعى التسويقي في هذه الحالة كان يهدف
:إلى
شيئا فشيئا و كنتيجة مباشرة لإلنتاج الوفير أصبح العرض يفوق الطلب ،و هنا سادت فكرة أن
المستهلك لن يقوم بعملية الشراء إال إذا تم تنبيهه ،أو إثارته إلى المنتوج فلم يكن األمر مقتصرا على
ما يريده الزبون و إنما انصب االهتمام على مضاعفة الجهود لكي يتقبل المنتوج و لذلك فقد استخدمت
.أساليب الضغط في البيع
لقد كانت المؤسسات في هذه الفترة تتمتع بقدرة عالية على اإلنتاج ،و كان هدفها هو بيع ما تم إنتاجه
و ليس إنتاج ما يمكن بيعه ،و في ظل ظروف سوق المشترين أصبح المشكل الجوهري للمؤسسة
إيجاد الزبون فلم تجد أمامها سوى السعي إلى فرض سلعتها في السوق مستخدمة طرق اإلشهار
المكثف و أساليب الضغط في البيع مما أدى إلى االعتقاد بأن التسويق ما هو إال مرادف للبيع و الشراء
:أما عن المسعى التسويقي في هذه المرحلة فقد كان يهدف إلى
1−Debourg Marie Camille et autres, Pratique du marketing, Alger, 2004, p 2
الفصل االول :عموميات حول التسويق و المنتج
لم تكن هذه الجهود كافية لبيع المنتجات ،و لذلك بقي البحث عن األساليب و التقنيات الجديدة في البيع
.مستمرا
لم يعد الترويج وحدة كافية لمواجهة مشترين أكثر وعيا فقد صارت المؤسسات تبحث في حاجات و
رغبات المستهلكين من أجل النجاح في تكييف منتجاتها و هنا انتشر المفهوم التسويقي كبديل عن
الفلسفات السابقة و يعرفه Kingبأنه "تعبئة و استغالل" و الرقابة على الجهد الكلي للمشروع بغرض
.مساعدة المستهلكين في حل مشاكل معينة وبطرق تتفق مع الدعم المخطط للمركز الربحي للمشروع
.للمؤسسة المنتجة للسلع و الخدمات والتي ال بد أن تحسن موقعة قيمها من أجل تحقيق أهدافها
خالل السنوات األخيرة زاد التساؤل حول إمكانية تكييف المفهوم التسويقي مع واقع يسوده تلوث
البيئة ،و هدر الموارد و انفجار للسكان و الخدمات االجتماعية غير المكيفة و غيرها ،و المشكل
المطروح هو معرفة ما إذا كانت تلك المؤسسات التي يمكنها تلبية حاجات ورغبات المستهلكين بطريقة
محمد فريد الصحن إسماعيل السيد التسويق الدار الجامعية G،القاهرة ، 2001 ،ص1 22
أكثر كفاءة من منافسيها ،تضع في اعتبارها و هي تسعى إلى تحقيق هذا الهدف مصلحة وسالمة كافة
.المستهلكين في المجتمع