Professional Documents
Culture Documents
مضامينه التطبيقية ،وصوال إلى فهم أعمق وتصور أشمل لهذا النشاط.
تعريف التسويق
اشتملت أوعية الفكر التسويقي على تعريفات عدة للتسويق نورد في هذا الفصل
أهمها ،وصوال إلى تقديم التعريف الواضح الذي يساعد القارئ على التعرف على
الجوانب األساسية للتسويق ويمكنه من التفرقة بين التسويق وبين أنشطة أخرى كالبيع
ومن أهم ما يميز هذا التعريف اعتباره التسويق نشاطا مؤسسيا ،وهو ما يعني
من الناحية التقليدية مجموعة العمليات التي تستهدف استمالة الطلب على السلع
والخدمات ،وتشمل التغليف والتعبئة والترويج ،والبيع الشخصي ،ومعظم الوظائف التي
تؤديها منشآت التوزيع المتخصصة(كمتاجر الجملة والتجزئة).
ومع ذلك ،فإن هذا التعريف تعتريه بعض جوانب القصور ،والتي من أبرزها
اهماله لكثير من األنشطة واألعمال ذات الطبيعة التسويقية التي تقوم بها المؤسسة
،كما أنه يتجاهل كثيرا من األنشطة التي يقوم بها المستهلك قبل وأثناء
وبعد شراء السلع والخدمات ،وما تتضمنه تلك األنشطة من عمليات سلوكية.
كذلك ،من جوانب القصور األخرى في تعريف الجمعية ،أنه قصر التسويق
على مؤسسات األعمال ،في حين أن النشاط التسويقي يمكن أن تقوم به مؤسسات
حكومية ذات طابع خدمي ،ومؤسسات أخرى ال تهدف إلى الربح
Nonprofit Organizations
كما عرف كندف وستل"Cundiff& Stil
إلى مشتريها.
ومع ذلك ،فقد خلط التعريف بين الوظائف المؤسسية والوظائف االدارية فهو
ينظر إلى التسويق على أنه أحد األنشطة التي تقوم بها المؤسسة ويعتبره في الوقت
نفسه نشاطا اداريا يشتمل على عمليات ذات مضامين ذهنية ،كالتخطيطPlanning
المواءمة بين السلع أو الخدمات أو األفكار وحاجات المستهلك .وطبقا لهذا التعريف،
فإن العملية التسويقية ال تقف عند حد إتمام هذه المطابقة بل إنها تستهدف تقديم
مضمون سلعي أو خدمي للمستهلك يتفق مع معايير اختياره االستهالكي ويحقق له
الرضا المرغوب فيه.
ومن مزايا هذا التعريف أنه يحقق هدفين رئيسين هما:
.1اضفاء أبعاد جديدة على الوظيفة التسويقية ،مما يجعلها أكثر انسجاما
التي يستطيع األفراد والجماعات من خاللها الحصول على ما يحتاجونه ويرغبون فيه
وتعامل وأسواق.
ومن خالل استعراضنا ألهم التعريفات الخاصة بالتسويق ،فإن ذلك يقودنا إلى
محاولة وضع تصورنا للتسويق مشيرين بذلك إلى األبعاد والمضامين التي ينطوي
عليها ،وبناء على ذلك فإن التسويق بمفهومه المعاصر يمثل مجموعة من األنشطة
المتكاملة التي توجه من خاللها موارد المرسة لفرص متاحة في سرق ما ،وتسعى من
خالل ذلك إلى تحقيق اقصى مستويات االشباع الحاجات ورغبات المستهلكين الحالية
والمستقبلية وبما يضمن تعظيم فرص الربح للمؤسسة سواء أكان هذا الربح ماديا أو
اجتماعيا.
وينطري هذا التعريف على مجموعة من المضامين المهمة نوردها على النحور
التالي:
.1ان التسويق يمثل نظاما متكامال . An Integrated Systerتتفاعل من
خالله مجموعات من األنشطة الفاعلة والمصممة ضمن صياغات محددة ،تستهدف
الوصول إلى نهايات معينة ،فإنا كنا ننشد نتائج ذات طبيعة ومواصفات محددة،
فإن هذا يفرض علينا توفر( اإلمكانيات والموارد (،بما فيها المعارف والمهارات
الالزمة لذلك.
.2إن التسويق بمثل عملية موجهة ومصممة مسبقا ،وهو ما يستلزم قدرا من
التخطيط واإلعداد الخاضعين للمطق الطمي ،وبالتالي فإن أي جهد تسويقي يجب أن
يكون ضمن إطار المواد المتاحة ومراعيا لمعطيات البيئة التسويقية
وقواها المؤثرة.
.3إن التسويق عملية ديناميكية ذات ابعاد تنعكس مضامينها على عمليات التحول
عن أية فلسفة تتبناها ادارة المؤسسة لتسويق سلعها وخدماتها في السوق .وتعد
العملية التسويقية ضمن هذا السياق تجسيدا للمعاني التي يشتمل عليها مفهوم
الذي يجب أن يسعى إليه اي نظام تسويقي فعال .ومن هذا المنظور تكون
.4إن مفهوم الربح ضمن سياق التعريف يمتد إلى أبعد من مجرد الربح المادي،
فالريح قد يكون إجتماعيا بالنسبة للمؤسسات األجتماعية التي ال تهدف الى الربح
في كل من تلك المراحل ،إلى أن وصل إلى مفهومه الحديث ،وهذه التوجهات هي:
يقوم التوجه اإلنتاجي للتسويق على االهتمام الشديد بزيادة اإلنتاج ،ورفع
مستويات الكفاية اإلنتاجية وصوال إلى معدالت انتاج عالية .وقد صاحبت هذا االهتمام
درجة عالية من التركيز على ابتكار األساليب التي من شأنها أن تحقق تلك األهداف
باحسن الوسائل وأقل التكاليف ،وقد برر هذا التوجه سيطرة العقلية الهندسية على الفكر
االداري.
السلع والخدمات المتوافرة والرخيصة .وبناء عليه ،فإن القوة التنافسية للمؤسسة تكمن
في قدرتها على توفير كميات كبيرة من السلع والخدمات لتلبي احتياجات الطلب الهائل.
وقد إرتكز مفهوم التسويق في ظل التوجه اإلنتاجي على فكرة" أننا نبيع ما تم
انتاجه .وظلت الفكرة كامنة وراء كافة التصرفات التسويقية التي تقوم بها
وبساطة المعايير المستخدمة في هذا االختيار .ومع ظهور حالة من الوفرة النسبية
للسلع وزيادة التشكيالت السلعية الموجودة في األسواق ،فقد أدى ذلك إلى نمو االختيار
االستهالكي .وهنا برز التوجه نحو المنتج (بفتح التاء) والذي ارتكز على االعتقاد بان
المستهلكين يفضلون المنتجات ذات الجودة األعلى واألداء األفضل باإلضافة إلى ما
تتصف به هذه المنتجات من خصائص أخرى .وقد أملي هذه التوجه على االدارة
وقد بدأ التوجه واضحا خالل الكساد العظيم في الثالثينات من هذا القرن ،حيث شهدت
هذه الفترة انخفاض القدرات الشرائية للمستهلكين ،وكان على مؤسسات األعمال أن
تبذل جهودا بيعية كبيرة للتأثير على المستهلكين الستمالتهم لشراء ما ينتج من سلع،
ولهذا انصبت الجهود على البحث عن أنجح أساليب البيع والترويج،
كاإلعالنات وأساليب الترويج األخرى ،وظهرت طبقة متخصصة من الوسطاء
والموزعين لسد الفجوة التي نجمت عن الخلل في التوازن بين قوى االنتاج وقوی
االستهالك.
وتبعا لذلك تبلی بعض رجال االدارة استراتيجيات عديدة اعتمد بعضها على
االستمرار في تطبيق التوجه البيغي مع تعزيز الجهود الترويجية ،واتباع
نظم توزيع أكثر كفاءة .في حين اعتمدت استراتيجيات أخرى على التنويع في
األول عند تخطيط الجهود االنتاجية وما يستلزمه ذلك من ترتيبات .إن أهمية
االختيار االستهالكي فرضت واقا جديدا كان على ادارة المؤسسة أن تواجهه،
كما فرض عليها ضرورة تبني نهج جديد يقوم على انتاج ما يمكن بيعه وتسويقه.
.2االهتمام بدراسات وبحوث السوق ،فالتوجه الجديد أملى على ادارة التسويق
ضرورة تبني نظم معلومات فعالة ،تضمن درجة عالية من االستمرارية في
تيفتها ،وكان من شان نلك ان بزت أهمية بحوث التسويق
مستويات أعلى من األداء يمكن أن تتم عن طريق التخصص في خلسة قطاعات سوقية
معينة ذات خصائص مشابهة مما يساعد على تطوير انسب االستراتيجيات التسويقية
لخمة تلك القطاعات
الترويجية قدرة على ايصال المنتج وخصائصه ومزاياه للمستهلك .إن نظم
االتصال الترويجي يجب أن تكون قادرة على مد االدارة بصورة مستمرة ومنتظمة
بالمعلومات الالزمة لصياغة أنسب الرسائل الترويجية للمستهلك ،بما يساعده
على معرفة وادراك المنتج ،واستيعاب مضمونه .كذلك ادى التخصص في وسائل
االعالم وخاصة الصحف وقنوات التلفاز وشبكات االنترنت الى االهتمام بتخطيط
برز هذا المفهوم نتيجة توجه االدارة نحو التركيز على البيئة الخارجية للمؤسسة،
والقوى التي تتحكم في مجريات األحداث فيها .وقد عكس هذا التحول المضامين
األساسية للمفهوم الحديث للتسويق.
إن االدراك الواعي من جانب االدارة الحقيقة أن بقاء المؤسسة واستمرارها يكمن في
قدرتها على توجيه مواردها ،وتكييف أوضاعها لمجاراة التطور في الحاجات
والرغبات االنسانية ألفراد المجتمع الذي توجد فيه ،قد أملي عليها مسؤولية
مهمة في مجال تحقيق الرفاه االجتماعي ،ولهذا ،فإن قيام المؤسسة بمسؤولياتها
االجتماعية يعتمد على ايجاد الصيغة المناسبة ،التي يتحقق من
خاللها التوازن بين االمكانيات والموارد المتاحة للمؤسسة ،وبين معطيات البيئة
بدور أكبر للمستهلك في الحد من التصرفات التي يمكن أن تضر بمصالحه ،قد
أكد العالقة المباشرة بين المستهلك ومؤسسة األعمال ،يضاف إلى ذلك فإن ظهور كثير
جهد تسويقي تقوم به المؤسسة .وأن بقاء أي مؤسسة يكمن في قدرتها على
.3إن المستهلك بثمن ايجابيا المؤسسات التي تعمل من أجله ،وتحاول تقديم السلع
والخدمات التي تحقق له أقصی اشباعات الحاجاته ورغباته.
.4إن التسويق ال يهم مؤسسة األعمال فحسب بل اصبح يتمتع بأهمية موازية من جانب
كثير من مؤسسات الخدمة العامة التي ال تستهدف تحقيق الربح(كالجامعات
والمستشفيات).
.5إن مؤسسات األعمال يجب أن تولي المجتمعات التي توجد فيها اهتمامات أكبر
حيث يجب على المؤسسات أن تهتم بقضايا المجتمع ومشاكله من حيث نقص المواد،
وزيادة معدالت النمو السكاني ،والتلوث والتضخم،
هذا المفهوم يعترف أن كل شيء مهم في التسويق ولهذا ،فان االمر يفرض ضرورة
تبني ادارة المؤسسة منظورا واسعا ومتكامال في اداءها ،وهكذا ،فان المفهوم
الشمولي يشكل مدخال تسويقيا متكامال يحاول االعتراف بنطاق االنشطة التسويقية
والصعوبة التي تكتنف القيام بها وتسويتها .ويرتكز المفهوم الشمولي للتسويق على
اربعة مرتكزات
أساسية هي ): (1تسويق العالقة (2) ،التسويق المتكامل (3) ،التسويق الداخلي
.1التسويق بالعالقة
.2التسويق المتكامل
.3التسويق الداخلي
هذا ،وسنقوم بتقديم عرض موجز لكل من هذه المرتكزات على النحو اآلتي:
)(1تسويق العالقة
ان أحد األهداف الرئيسة للتسويق هويناء وتطوير عالقة قوية ومستدامة مع
الجمهور وكافة المنظمات التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على نجاح
االنشطة التسويقية للمؤسسة .وضمن هذا آسياق فان التسويق بالعالقة بهدف الى بناء
عالقة تبادلية جيدة مستدامة مع كافة األطراف التي ترتبط بالمؤسسة بعالقات عمل
تربطها بالمؤسسة أية عالقة تشاركية مع المؤسسة .وضمن سياق الجهود التي تبذلها
المؤسسة في مجال تصميم وبناء عالقتها مع األطراف ذات الصلة ،فان مفهوم
التسويق الشمولي يجب أن يمتد ليتجاوز القيام بعملية ادارة العالقة مع العمالء الى
ادارة
نوع من العالقة التشاركية معهم .وتضم أطراف العالقة مع المؤسسة :العمالء ،
المدى الطويل .أن بناء عالقة قوية مع كافة هذه األطراف يتطلب من ادارة المؤسسة
ان تفهم القدرات والموارد المتاحة لدى كل طرف من تلك األطراف واهدافه وحاجاته
)(2التسويق المتكامل
والحقيقة أن التكامل المطلوب هنا يجب أن يتم على ثالثة مستويات ) : (1التكامل بين
النشاط التسويقي وبقية األنشطة األخرى في المؤسسة (2) ،التكامل بين األنشطة
التسويقية الفرعية والتي تمثل المزيج التسويقي للمؤسسة ( المنتج ،التسعير ،
الترويج ،التوزيع ) (3) ،التكامل بين النشاط التسويقي وہين رسالة المؤسسة
والمهام األساسية التي انشئ من أجلها .ان هذا النوع من التكامل الشامل من شأنه أن
يضمن تحقيق درجة عالية من االنسجام والتناغم بين األهداف والوسائل التي تتبناها
الوحدات االدارية المسؤولة عن هذه األنشطة .وضمن هذا السياق ،فانه ال بد من
التأكيد على أهمية االتصال والتنسيق بين كافة هذه الوحدات .ان هذا النمط من التكامل
األوركسترالي
من شأنه أن يدعم روح الفريق في تأدية النشاط التسويقي وتفعيل السينيرجية المطلوبة
ان من أبرز مزايا هذا التكامل أنه يساعد على تحقيق المطابقة الخالقة بين
الرؤية التسويقية االستراتيجية الدارة المؤسسة التي تتمثل في الكيفية التي تكون قد
صاغت بها عناصر المزيج التسويقي ) وبين رؤية المستهلك المتمثلة في تحقيق أهدافه
التي يسعى إلى تحقيقها من المنتج والقيم المنفعية التي يدركها العميل فيها والمرتبطة
وتوصيل القيم المتوقعة بالشكل المرغوب فيه من قبلهم ). (2أن كافة األنشطة
التسويقية
للمؤسسة قد تم تنسيقها باألسلوب الذي يؤدي الى تعظيم االثار المشتركة المتوقعة منه.
االنشطة وبرامج التسويق .ان االسباب التي أوجدت التسويق واالثار المتوقعة منه تمتد
الى أفاق تتجاوز المستهلك والمؤسسة الى المجتمع ككل .ان ادراك ادارة المؤسسة
الصحيح لمفهوم المسؤولية االجتماعية يجب أن يقودها الى النهم التام للدور الذي
تلعبه وذلك الذي تستطيع أن تلعبه في ظل بيئة أعمالها .وضمن هذا االطارفان
المفهوم الشمولي للتسويق يسع الى المدى الذي يشمل كثيرا من القضايا البلية
واالنسانية .ان هذا المضمون المجتي للتسويق بحمل في ثناياه جملة من
المسؤوليات التي تفرض نفسها ادارة المؤسسة عند تأديتهاا لالنشطة التسويقية
المختلفة .ان ادراك هذه االدارة لهذه المسؤوليات يضعها في المربع الذي يفرض عليها
القيام بتحديد الحاجات والرغبات االستهلكية الحالية والمتوقعة وتحقيق أقصى اشباعات
ممكنة لتلك الحاجات والرغبات بكفاية وفاعلية تفوق فيها على المؤسسات المنافسة
وباالسلوب الذي يسهم في تحقيق رفاهية الفرد والمجتمع.
)(4التسويق الداخلي
آن قدرة المؤسسة على تحقيق اهدافها تعتمد الى حد كبير على مدى توفر
الكوادر البشرية المؤهلة والتي تتمتع بااللتزام برسالة المؤسسة وأهدافها .ولهذا ،فان
المفهوم الشمولي للتسويق يمتد ليعطي األفراد العاملين في المؤسسة -بما فيهم االدارة
العمالء .ان مثل هذه المنهجية من شأها أن تؤسس لعالقات عمل فعالة وعلى كافة
مستويات األداء الوظيفي في المؤسسة ويتطلب تبني هذه المنهجية والعمل بموجبها
مستوى من المعارف والمهارات السلوكية والمهنية التي يجب تكوينها كمن خالل
برامج تدريبية موجهة لتحقيق التراكم المعرفي والمهني المطلوب.
التسويقية ،والذي تختلف باختالف المنتج (بفتح التاء) الذي يتم تسويقه .ففي حالة
التسويق السلعي فإن هذا المزيج يتكون من اربعة عناصر هي( :المنتج سلعة /خدمة)،
أما في حالة التسويق الخدمي فان هذا المزيج يتكون من سبعة عناصر تضم إلى جانب
العناصر األربعة السابقة
ثالثة عناصر اضافية هي األفراد ،العمليات وخدمة العمالء وسنقصر الحديث هنا
ونظرا لدرجة التكامل العالية واالعتمادية المتبادلة بين هذه العناصر ،فإن
وضعها مع بعضها في اية معادلة يشكل منها االستراتيجية التسويقية التي تتبناها
السلع والخدمات التي سيتم تسويقها .ويوضح الشكل ) (1العناصر الرئيسية األربعة
السعر
الترويج
الشكل (1):المزيج التسويقي السلعي وعناصره األساسية
.1المنتجProduct
يعرف المنتج( بفتح التاء )بأنه أية فكرة " "Ideaأو خدمة " "Serviceأو
سلعة " "Goodيمكن الحصول عليها من قبل المستهلك ،من خالل عملية
مبادلة بينه وبين البائع وذلك بمقابل نقدي Monetary Exchangeأو عيني.
وإذا نظرنا إلى المنتج من حيث مستوى االشباع الذي يمكن أن يحققه،
فإن المضمون السلعي الذي ينطوي عليه يمثل بعدين رئيسين هما :البعد المادي
ملموسة " "Tangibleفي المضمون السلعي .أما البعد الثاني فإنه رمزي
الخدمات بصفة عامة مثيله في السلعة ) .وضمن هذا السياق فإن كثيرا من أنماط
بشراء المنتجات ،ال لمجرد مضامينها المادية فحسب ،وانما لما تحمله له هذه
المضامين من معان وقيم رمزية يحددها ويقدرها المستهلك نفسه ،ويستخدمها كمعايير
ومن هذا المنطلق ،فإنه ينظر الى المنتج على انه مجموعة
الخصائص المادية والمعنوية التي تساعد في اشباع حاجات المستهلك ورغباته .ويعتمد
تقييم المستهلك لهذا المنتج على مدى تحقيقه لالشباع المرغوب فيه لتلك الحاجات
والرغبات.
.2السعرPrice
يعد السعر العنصر الثاني في المزيج التسويقي والذي يمثل قيمة ما يدفعه
المستهلك على المنتج .كما أنه الوسيلة التي تستطيع المؤسسة بواسطتها أن تغطبي
ويحدد السعر قيمة السلعة أو الخدمة بالنسبة للمستهلك ،فهو يمثل المدى الذي
يكون المستهلك راغبا في الوصول إليه في تقييمه للسلعة أو الخدمة التي
يبغي شراءها .إن مقدار ما يستطيع المستهلك أن يدفعه للحصول على سلعة أو خدمة
ما ،يشير إلى مدى أهمية وقيمة تلك السلعة أو الخدمة بالنسبة له .ولهذا،
فإن السعر من منظور أوسع ،يعد مؤشرا مهمة القيمة التي تنطوي عليها مضامين
السلع والخدمات .وهكذا .فإن للسعر معاني كثيرة بالنسبة إلدراكات المستهلكين ،وهو
ما يضفي على مفهوم السعر قدرا من التفاوت والنسبية .
.1يجب أن يغطي السعر كافة تكاليف اإلنتاج ،ويسمح بوجود هامش ربح Profit
Marginللمؤسسة المنتجة.
.3يجب أن يحافظ السعر على ثبات مستويات االنتاج من حيث الكم والنوع.
.4يجب أن يعكس السعر مستوى الجودة والشهرة اللذين يتمتع بهما المنتج (سلعة أو
عناصر هذا المزيج .فمثال من مجاالت العالقة بين السعر والترويج .أن هناك جدال
يدور حول أثر االعالن على األسعار ،وما يمكن أن يؤدي إليه من
رفع لألسعار أو خفض لها من خالل كفاية قوى السوق؟ وكذلك ،يجادل البعض
في أن أية زيادة في االنفاق االعالني ،من شأنها أن تنعكس على التكلفة التي
تعد عنصرا أساسيا في معادلة تحديد السعر.فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن
المؤسسة عندما تزيد من انفاقها على
االعالن بالمقارنة مع المؤسسات المنافسة فإن ذلك سيؤدي إلى تخفيض اسعارها.
ويحدث هذا بسبب أن االعالن يستمرل مستويات أعلى من الطلب على السلعة،
مما يملي على المؤسسات المتنافسة -أحيانا -ضرورة تخفيض اسعارها استجابة لذلك،
أما عالقة السعر بالتوزيع ،فإن األول غالبا ما يكون عامال محددا للقرار
الخاص باختيار منفذ التوزيع المناسب .بل هو تاجر الجملة أم تاجر التجزئة؟ فبعض
تجار التجزئة ال يتعاملون بسلعة ما .إن سعرها ال يقع في مدى سعر السلع التي
يتعاملون بها .كما أن هناك من تجار التجزئة من يرغب في التعامل فقط بالسلع ذات
كذلك ،فإن هناك عالقة واضحة بين جودة المنتج والسعر ،فكلما زادت الجودة
زاد السعر ،ويعود ذلك إلى أن الجودة ارتبط بعناصر تكلفة أكثر .ويضاف إلى ذلك،
أن للسعر وقعا معينا لدى بعض المستهكين حيث يدركون مستويات أعلى من الجودة
في السلع والخدمات ذات األسعار األولى .وهذا يفسر العالقة المدركة بين الجودة
والسعر التي غالبا ما يستخدم فيها السعر .كمؤشر للداللة على الجودة.
.3التوزيعDistribution
ضمن قنوات النظام التوزيع ،وال بد لهذه العالقات أن تنظم بصورة تضمن النظام
التوزيع امكانيات العمل بفاعلية عالية.
.2النقل المادي وينطوي على عملية التحريك المكاني للسلع والخدمات ،بحيث تتولد
من خالل ذلك مجموعة المنافع التي يسعى المستهلك إلى تحقيقها .وتتضمن المنفعة
المكانية ،والزمنية ،والشكلية.........،الخ.
.3األنشطة المساندة وهي مجموعة األنشطة التي تعمل على تسهيل عمليات
التدفق المادي للسلع والخدمات ،وتعمل على رفع كفاية نظام التوزيع .وتشمل هذه
األنشطة جمع المعلومات التسويقية ،التنويع ،التدريج السلعي ،التغليف ،واالئتمان ..الخ.
الوسطاء في النظام التوزيعي فإن تكاليف التوزيع تشكل الجزء األكبر في تكلفة النشاط
التسويقي والحقيقة أن التحدي الرئيسي الذي يواجه مدير التسويق يكمن ،في تحقيق
مستوى مقبول من التعاون والتنسيق بين مختلف عناصر النظام التوزيعي ،وصوال الى
مستويات أعلى من الكفاية والفاعلية .وقد يكون هذا التحدي صعبا ،نظرا الوجود قدر
من التفاوت في األهداف الرئيسية التي تتبناها المنشآت التسويقية المختلفة.
.4الترويجPromotion
.وإذا نظرنا إلى الترويج من منظار المستهلك ،فإنه يعد مصدرا رئيسا
للمعلومات التي يحتاجها التخاذ قراراته االستهالكية ،وعليه ،فالترويج يمد المستهلك
بمعرفة واسعة عن بدائل سلعية عديدة ،تمكنه من عقد المقارنات السلعية الالزمة التي
هذا ،وقد أصبحت شبكات االنترنت واألنظمة االلكترونية المختلفة قنوات جذابة
كذلك ،فإنه ال بد من النظر الى الترويج كعنصر في نظام أعم وأشمل وهو
التسويق .ولهذا فإن القرارات الترويجية يجب أن ال تتخذ بمعزل عن بقية العناصر
.3استمالة الطلب على السلع والخدمات المروجة ،بما يساعد على زيادة المبيعات،
ويحقق مزيدا من األرباح.
.4تكوين اتجاهات معينة نحو السلع والخدمات المروج لها ،مما يؤدي إلى تكوين
وتميل معظم المؤسسات الى علم االعتماد على وسيلة ترويجية واحدة .حيث
تحاول اختيار المزيج الترويجي المناسب ،الذي يمكن أن يحقق لها األهداف الترويجية
المرغوب فيها .وهكذا ،فإن سؤاال مهما يطرح نفسه في هذا السياق وهو :كيف تقرر
مدى توافر االمكانيات الالزمة لذلك .فإذا ما روعي ذلك ،فإن هناك اعتبارات ثالثة
أخرى وهي :نوع المنتج ،والمرحلة التي يمر بها في دورة حياته ،ثم المرحلة التي يمر
E-Marketingالتسويق االلكتروني
يعتبر التسويق االلكتروني أحد مجاالت المعرفة التسويقية حديثة العهد ،كما أن
محاوالت الكتابة فيها رائدة .وقد نما هذا المجال المعرفي بصورة متسارعة اسهم فيها
التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات ونظم االتصال اإللكتروني المرتبطة بها .حتی
عادت شبكات اإلنترنت قنوات فعالة للشركات ومؤسسات األعمال تعرض من خاللها
منتجاتها من السلع والخدمات على نطاق عالمي بأساليب بيع وترويج متقدمة لم تعهدها
األسواق من قبل .فقد أصبح التسوق عبر صفحات مواقع اإلنترنت هواية يعشقها كثير
من المستهلكين الذين يجدون في هذه المواقع مالذهم الذي يقضون فيه ساعات فراغهم.
وقد أدى ذلك إلى زيادة التراكم المعرفي لدى المستهلكين( أفراد أو مؤسسات)
حول السلع والخدمات المعروضة بتشكيالتها ومواصفاتها مما انعكس على إختيار
كذلك ،فإن مواقع مؤسسات األعمال في مختلف انحاء العالم تتيح فرصة واسعة
لعرض بدائل سلعية وخدمية تضع المستهلك أحيانا في حيرة من أمره بل وتجعله غير
ومما يدفع مؤسسات األعمال على اإلتفاق بسخاء على إنشاء مواقع لها على
شبكات اإلنترنت النطاق الجغرافي الواسع الذي تنتشر فيه المنتجات المعروضة .فقد
بلغ عدد مستخدمي هذه الشبكات ) (50مليون شخص خالل السنوات األربع الماضية
مجموعتين :أحدهما تتعلق بالمستهلك ،والثانية تتعلق بمؤسسة األعمال نفسها .ولتوسيع
دائرة معرفة القارئ بهذه المزايا فإننا نوردها على النحو التالي:
.2إثراء معرفة المستهلك باألسواق وما يطرح فيها من سلع وخدمات مما يسهم في
.3تخفيض تكلفة الحصول على السلع والخدمات .فشبكات اإلنترنت بما توفره من
مواقع عديدة لمؤسسات اعمال منافسة تفتح فرصة واسعة أمام المستهلك تقه
من الحصول على البديل السلعي و الخدمي المناسب بأقل سعر ممكن.
.4إن التسويق اإللكتروني يمكن المستهلك من إتخاذ قرارات شراء تتناسب مع
قدرته الشرائية وبالتالي يساعده عي تطوير نظام اولويات إنفاق معينة ضمن
.5توفر شبكات االنترنت فرص االتصال المباشر والسريع بين مؤسسات األعمال
التي تعرض منتجاتها من السلع والخدمات عبر تلك الشبكات وبين المستهلكين ،مما
يتيح عمليات التغذية العكسية الفورية من جانبهم بخصوص آرائهم ومقترحاتهم اتجاه
المنتجات المعروضة ،ويسمح بالتالي بمساهمة أكبر من جانبهم في تطوير المنتجات
الحالية وابتكار منتجات أخرى جديدة)(Treeze & Stewart, 2000
إن مؤسسة األعمال التي تستخدم التسويق اإللكتروني تستطيع أن تحقق المزايا التالية:
.1إن خاصية الكونية Globalizationالتي يوفرها التسويق الدولي للمنتجات
المعروضة عبر مواقع اإلنترنت تحقق انتشارا عالمية لتلك المنتجات ويمكنها
.2إن التسويق اإللكتروني بحكم سبل االتصال المباشر بالمستهلكين من شأنه أن
.3يساعد التسويق اإللكتروني على تجسير الفجوة المكانية بين مؤسسات األعمال
والمستهلكين في مختلف أنحاء العالم مما يجعل الوصول إلى األسواق عملية
اإللكتروني واألنظمة المرتبطة بها ،وقد ميز ليتل بين أربعة مراحل رئيسية في نموذج
إجراء بعض المسموحات والبحوث السوقية لتوفير قاعدة البيانات الالزمة لهذه
المرحلة.
وهي المرحلة التي يتم فيها تحقيق االتصال والتفاعل المباشر مع المشترين
المرتقبين لمنتجات مؤسسة األعمال .والبد أن تتيح هذه المرحلة درجة كبيرة من
المعرفة المتبادلة بين الطرفين .وتتطلب هذه المرحلة استخدام المداخل االتصالية
المناسبة.
ومن النماذج النظرية لالتصال االقناعي وطرق البيع الفعالة شائعة االستخدام
في هذا المجال ما يعرف بنموذج AIDAوالذي تشير الحروف المكونة له إلى
عمليات
.1جذب االنتباهAttention
.3إثارة الرغبةDesire
.4التصرف السلوكيAction .
حيث يتم خذ هذه المرحلة تبادل المنافع العائدة ألطراف العملية ،حيث
تحصل مؤسسة األعمال (البائع) علی مقابل منتجاتها باحد نظم الدفع اآلمنةSecure
إن النجاح التسويقي ال يعتمد فقط على توصيل السلعة أو الخدمة إلى
المستهلك ،بل يمتد إلى ما بعد ذلك .فمؤسسة األعمال يجب أن تحافظ على مشتري
منتجاتها وتعمل على تطوير عالقات وطيدة معهم حتى تكسب والءهم لمنتجاتها .فإذا
الفصل الثاني
البيئة التسويقية
المقدمة
تمثل المؤسسة نظاما مفتوحا Open Systemيؤثر ويتأثر بالبيئة التي تعمل
فيها وتعتمد فاعليتها على مدى التأثير الذي يحدثه التفاعل بين الطرفين .هذا وسنفرد
هذا الفصل الدراسة البيئة التسويقية والتعرف على قواها المختلفة والكيفية التي تؤثر
فيها على األداء التسويقي للمؤسسة.
االدارة في اتخاذ قرارات ناجحة بشأن بناء وتطوير عالقات ناجحة مع السوق .كما
أنها تتضمن عناصر نفع للمؤسسة أو عناصر تعطيل واعاقة لمسيرتها.
ومما ال شك فيه ،أن السلوك العام الذي تنتهجه المؤسسة في البيئة التي تعمل
فيها يعكس فهم إدارة التسويق فيها للعوامل البيئية والتفاعالت التي يمكن أن تحدث
بينها وأثر ذلك على بقاء المؤسسة واستمرارها في دنيا أعمالها .ويكمن ذلك كله في
قدرتها على التفاعل اإليجابي مع البيئة ،والرد على ما تفرزه من معطيات،
من خالل توظيف مواردها المتاحة وتكييفها لألوضاع البيئية السائدة .وذلك عن طريق
ايجاد الصيغة المناسبة ،التي تتكيف من خاللها تلك الموارد واالمكانيات لألوضاع
السياسية ،واالجتماعية واالقتصادية ،والثقافية السائدة .إن قدرة المؤسسة على تحقيق
وضمن هذا اإلطار ،يمكن تصور العالقة العضوية بين المؤسسة وبين بيئتها
الخارجية ،وما ينطوي على تلك العالقة من تطبيق لالستراتيجيات التسويقية ،والخطط
والبرامج التنفيذية المرتبطة بها .وهذا كله يملي على إدارة التسويق تبني مفهوم
التخطيط التسويقي الذي يتم على أساس عملية تقييم شاملة للقوى المؤثرة ،ودراسة
وتحليل ما يمكن أن ينتج عن ذلك التقييم من فرص أو تحديات.
ويجب اال تفهم العالقة بين المؤسسة وبيئتها التسويقية الخارجية على أنها ذات
اتجاه واحد ،تكون فيه البيئة هي وحدها المبادرة في عملية التأثير ،بل إن
هذه العالقة هي ذات طبيعة تبادلية ،تلعب فيها كل من المؤسسة والبيئة دورا في
احداث هذا التأثير .وفي إطار ذلك ينظر إلى المؤسسة على أنها" نظام مفتوحOpen
Systemتؤثر في البيئة المحيطة وتتأثر بها .ويتحدد مدى التأثير الذي تحدثه
المؤسسة بمدى قدرتها على المواجهة والتصدي لألوضاع التي تفرزها العوامل البيئية،
وإذا كانت المؤسسة ذات نفوذ ضعيف ،فإنها سترد على مجريات األحداث في
البيئة ،وتحاول التكيف معها بالطرق التي تراها مناسبة ،وتتفق مع إمكانياتها
ومواردها.
أما إذا كان نفوذ المؤسسة كبيرا ،وقدرتها التنافسية مؤثرة ،فإنها في هذه الحالة ستكون
مالكة لزمام المبادرة في التأثير ،وستكون بذلك قادرة على تشكيل وصياغة
تعرف البيئة التسويقية الجزئية بأنها القوى الوثيقة الصلبة بالمؤسسة التي تؤثر
على قدرتها على خدمة أسواقها .وتتكون هذه البيئة من المؤسسة نفسها ،والمؤسسات
التسويقية (كمنافذ التوزيع والموردين ،والمنافسين ،والجمهور العام) .هذا ،وسنولي كل
عنصر من هذه العناصر قدرة من الشرح الموجز.
ادائها .ويوضح الشكل ( )1الطبيعة المتداخلة بين هذه األنشطة بما فيها
النشاط التسويقي ،حيث تقوم ادارة التسويق باتخاذ القرارات ضمن إطار الخطط
والبرامج التي تكون قد وضعتها االدارة العليا .كما أن ما تضعه ادارة التسويق من
خطط يجب أن تتم الموافقة عليه من قبل االدارة العليا قبل تنفيذها .يضاف إلى ذلك،
فإن إدارة التسويق تقوم بأنشطتها جنبا إلى جنب مع اإلدارات األخرى في
المؤسسة .فالقرارات التسويقية لها ابعاد مالية توجب االتصال والتنسيق مع اإلدارة
المالية .كما أن أبعادا فنية تتعلق بالمواصفات والجودة تفرض على إدارة التسويق
التنسيق واالتصال مع إدارة البحوث والتطوير .وهكذا ،فإن أداء كل إدارة في
المؤسسة بما فيها إدارة التسويق يجب أن يتم في اطار العمل كفريق واحد .كذلك تلعب
السياسات واللوائح التنظيمية والتعليمات دورا هاما في عملية اتخاذ القرارات التسويقية.
حيث ينبغي على مدير التسويق أن يلتزم بقواعد السياسة العامة للمؤسسة.
يضاف إلى ذلك فإن فلسفة وموقف االدارة العليا غالبا ما يؤثر على أداء وظيفة
التسويق سواء بتسهيليها أو اعاقتها .كما أن الموارد واالمكانيات المتاحة للمؤسسة تؤثر
أيضا على اداء ادارة التسويق.
التسويق
وهم األفراد والمؤسسات الذين يقومون بتزويد المؤسسة بمستلزمات أعمالها من
موارد وتجهيزات وغير ذلك مما يلزم انتاج وتجهيز السلع أو الخدمات المنتجة.
فمؤسسة النتاج السيارات مثال تحتاج إلى الحديد ،واأللمنيوم ،واالطارات ،والكراسي،
وغيرها من المواد والقطع الالزمة .وكل هذه المواد لها موردون .وهؤالء يؤثرون على
أداء إدارة التسويق ،بل أن عمليات التطوير وما ينجم عنها من ابتكارات جديدة يجب
أن تكون محل اهتمام ومتابعة من جانب إدارة التسويق .وعلى مديري التسويق أن
يراقبوا عن كثب االبتكارات والتجديدات التي تحدث على ما يحتاجونه من سلع ومواد
ومستلزمات صنع ،واتجاهات األسعار ونقص المواد األولية ......الخ .لتقدير ما يمكن
أن تعكسه هذه التغيرات من آثار على إدارة التسويق بصفة خاصة والمؤسسة بصفة
عامة.
إن لكل مؤسسة سوقها المستهدف وال بد لها من أن تكون حريصة على التعرف عليه
ودراسة حاجاته ورغباته ،والعمل على إشباع هذه الحاجات باستمرار .وقد تختار
المؤسسة سوقها من المستهلكين النهائيين الذين يقومون بشراء السلع االستهالكهم
النهائي .كما قد تختار المؤسسة لنفسها سوقة صناعية تتكون من المؤسسات التي
تشتري السلع إلعادة تصنيعها ،أو استخدامها في عمليات انتاجية الحقة .وقد يتكون
جمهور عمالء المؤسسة من مؤسسات تسويقية تقوم بشراء السلع إلعادة بيعها ،مقابل
هوامش ربح تحددها لنفسها ،كذلك قد يتكون جمهور عمالء
المؤسسة من المؤسسات واألجهزة الحكومية التي تشتري السلع أو الخدمات ،من أجل
انتاج خدمات عامة ،أو تحويل هذه السلع أو الخدمات إلى من يحتاج إليها .فقد تتعاقد
إحدى المؤسسات مع وزارة التموين لتوفير السلع األساسية كالرز والسكر ،بحيث تقوم
مؤسسات الوزارة بإعادة توزيع هذه السلع على الجمهور ،وفق سياسات وخطط معينة،
ترتبط باستراتيجية األمن الغذائي للدولة مثال .كما قد تتعامل المؤسسة مع أسواق دولية
تفرض األسواق الحالية على مؤسسة األعمال منافسة شديدة في مجال أو أكثر
من مجاال ت النشاط التي تزاولها .والمؤسسة الناجحة هي التي تكون أقدر من غيرها
على تلبية حاجات المستهلكين ورغباتهم وتبني االستراتيجيات التسويقية األكثر فاعلية
من تلك التي يتبناها منافسوها في التعامل مع نفس جمهور المستهلكين أو يمكنها من
الحصول على المزايا التنافسية الك افية العطائها مكانة متميزة بالمقارنة مع المؤسسات
المنافسة األخرى.
يتكون الجمهور العام للمؤسسة من مجموعة األفراد والمؤسسات الذين يكون لهم
مصلحة حقيقية أو محتملة في نجاح المؤسسة وقدرتها على تحقيق أهدافها .ويضم
الجمهور العام مجموعات متعددة من الفئات وتشمل:
أ .المصارف ومؤسسات المال واإلئتمان والتأمين وبيوت االستثمار...الخ.
ب .وسائل اإلعالم ،وهي تلك الوسائل التي تنقل من خاللها األخبار والمعلومات
إلى الرأي العام ،وتتضمن التلفاز ،والراديو ،والصحف ،والمجالت وشبكات
االنترنت ،وغيرها.
ج.الم ؤسسات والهيئات الحكومية التي ترتبط بالنشاط الذي تؤديه المؤسسة فيما
يتعلق بسالمة منتجاتها ،وصحة دعواها االعالنية.
د .المنظمات األهلية الضاغطة ،وهي المنظمات المكونة من أفراد المجتمع
النشطين في الدفاع عن حقوق الجمهور وحمايته من الممارسات االحتكارية
التي تقوم بها بعض المؤسسات االقتصادية .ومن هذه الهيئات ،منظمات حماية
المستهلك ،وجمعيات حماية البيئة التي تستهدف مكافحة التدخين ،ومنع
التلوث ،وغيرها ..وقد كان لهذه المنظمات دور مهم في استصدار كثير من
القوانين والتشريعات التي تكفل حماية الفرد والمجتمع .وقد شهد األردن في
السنوات األخيرة انشاء الكثير من هذه المنظمات .ومنها الجمعية الوطنية
لحماية المستهلك ،الجمعية الوطنية لحماية البيئة ،الجمعية الوطنية لمكافحة
التدخين والجمعية الوطنية للوقاية من حوادث الطرق ...وغيرها .وفي مواجهة
التأثير الذي يمكن أن تمارسه مثل تلك المنظمات ،سعت المؤسسات جاهدة
لتوفير عناصر السالمة العامة فيما تنتج من سلع أو خدمات .كما تراعي في
ذلك االبتعاد عن كل ما يحدث الضرر العام للمجتمع.
ه .الجمهور المحلي للمؤسسة ويتكون من األفراد والجماعات الذين يكونون الحي
أو المنطقة التي تزاول المؤسسة في نطاقه أعمالها .وال بد أن تؤكد المؤسسة
عالقاتها الوثيقة مع هذا الجمهور ،وذلك من خالل مساهماتها في تنمية
وتطوير مشاريع الخدمة العامة ،التي تعكس إحساس المؤسسة بمسؤوليتها إزاء
المجتمع المحيط .والحقيقة أن على إدارة التسويق في مؤسسة األعمال الحديثة
مسؤولية خاصة في هذا المجال .وتستطيع المؤسسة عمل الكثير من خالل
مساهمتها في تحقيق رفاهية المجتمع الذي توجد فيه .كما أن الرأي العام
المساند للمؤسسة من شأنه أن يؤثر على قبول أفراد المجتمع للسلع أو الخدمات
التي تنتجها .كما أن للمساهمات المادية والمعنوية التي تقدمها المؤسسة في
مجال تنمية وتطوير المجتمعات المحلية دورا مهما في بناء سمعة المؤسسة
والحفاظ عليها .ومن أمثلة ذاك ما يقوم به البنك العربي من خالل ما تقدمه
مؤسسة عبد الحميد شومان من فعاليات اجتماعية وثقافية .كما تقوم الجامعات
من خالل أجهزة الخدمة العامة فيها بالمساهمة في كثير من النشاطات العامة
التي تؤكد صلة تلك الجامعات بالمجتمع المحيط.
تضم البيئة التسويقية الكلية كافة القوى البيئية التي تزاول فيها المؤسسة أعمالها
والتي تؤثر على كافة المؤسسات االقتصادية .وتتمثل هذه البيئة في العوامل السكانية
واالقتصادية والطبيعية والتكنولوجية والسياسية والقانونية والثقافية .وتؤثر هذه العوامل
على المؤسسة ،من خالل ما تصيغه اين فرص ،وما تفرضه من تهديدات .ولهذا ،فإن
على المؤسسة أن تراقب حركة هذه العوامل واتجاهاتها ،حتى تستطيع أن ترد على ما
ينتج عن هذه العوامل من آثار .ويوضح الشكل ( )2قوى البيئة التسويقية الكلية
.1البيئة السكانية
السن ،أي الذين تزيد أعمارهم على 59سنة ،فقد انخفضت نسبتهم إلى العدد اإلجمالي
للسكان .في حين حافظت نسبة الجنس – أي نسبة الذكور إلى االناث -على نفس
كذلك تأثر نمو القوى العاملة بعوامل سكانية واقتصادية واجتماعية ،تركت
انعكاساتها على خصائصها .فزادت نسبة االلتحاق في مختلف المراحل التعليمية
واتسع إسهام المرأة ومشاركتها في سوق العمل المحلي .وقد استوعب قطاع الخدمات
المالية واالجتماعية ،وقطاع اإلدارة العامة عددا كبيرا من األناث العامالت .وفيما يتعلق
بالتوزيع المهني لالناث االردنيات العامالت فإنه يالحظ ارتفاع نسبتهن في المهن الفنية
المتخصصة واألعمال الكتابية.
.2البيئة االقتصادية
تلعب الحالة االقتصادية التي تسود السوق (کساد /رواج /تضخم) دورا في
تحديد كثير من القرارات التسويقية ،فمثال يعد الدخل القومي أحد العوامل االقتصادية
التي يجب أن تؤخذ في الحسبان ،عند تقرير السياسة التسعيرية في المؤسسة.
هذا وسنقوم فيما يلي باستعراض أهم العوامل االقتصادية مع توضيح مضامينها
وآثارها على األداء التسويقي للمؤسسة.
1.2الدخل Income
يعد الدخل من أهم العوامل االقتصا دية المحددة للطلب على السلع والخدمات.
فباالضافة إلى كونه محددا رئيسيا للقوة الشرائية للمستهلك ،فإنه يؤثر أيضا على الميل
الحدي لكل من االدخار واالتفاق ولهذا فإن الدخل يؤثر في كثير من القرارات التسويقية
الخاصة بتسعير السلع أو الخدمات ،الخصومات والتسهيالت االئتمانية التي يمكن
منحها.
وتبين حسابات الدخل القومي في األردن الى ارتفاع كبير في معدل دخل الفرد
باألسعار الجارية .كذلك – سجل حجم االستهالك الكلي ارتفاعا ملحوظا بلغ معدل نموه
السنوي 20.2في المائة باألسعار الجارية .وكان الرتفاع حجم االستهالك الخاص
األثر األك بر في تحقيق هذه الزيادة ،حيث بلغ معدل نموه السنوي 21.2في المائة،
وفي المقابل فقد بلغ معدل نمو االستهالك العام 17.2في المائة.
وتعد العالقة بين الدخل وحجم االنفاق واتجاهاته ذات مدلول مهم بالنسبة لمديري
التسويق .فالمعروف أن المستهلكين من مستويات بخل متفاوتة يتصفون بأنماط إنفاق
مختلفة .وقد لوحظ بعض هذا التفاوت في الدراسات التي
قام بها آرنست انجل ( )4لداالت االنفاق لدى مجموعة كبيرة من األفراد .والحظ
أن أنماط األنفاق عند هؤالء قد تغيرت بمجرد زيادة تخولهم .فقد وجد إنجل أن نسبة
االنفاق على الغذاء قد انخفضت مع الزيادة في تخل األسرة ،في حين بقيت نسبة
االتفاق على المسكن ثابتة (باستثناء بعض الخدمات الغاز والكهرباء) .وقد أثبتت
دراسات عديدة الحقة صحة بعض هذه التوجهات في النمط االستهالكي ،نتيجة للتغير
في مستويات الدخل.
أما في السوق االردني فإن ارتفاع نيمة الدخل المتاح قد أدى الى زيادة كبيرة
في االستهالك بحيث أصبح يفوق الناتج القومي االجمالي .هذا ،وقد اقترن بهذا التوجه
عدة مظاهر أصبحت مالزمة لالقتصاد األردي .وهذه المظاهر هي:
أ .زيادة الطلب على السلع االستهالكية ،المعمرة منها وغير المعمرة (سهلة
المنال) ،وعلى المواد الخام السلع الرأسمالية التي ال يمكن لالقتصاد
الوطني توفيرها من االنتاج المحلي ،مما اقتضى زيادة االستيراد من
الخارج.
ب.التغير في النمط االستهالكي ،حيث أصبح يتميز بالمحاكاة والتقليد
األنماط االستهالك في الدول المحيطة المنتجة للنفط وال يتماشى مع
الدخل المحلي.
ج.بقاء المدخرات المحلية سالبة تيجة قصور االنتاج المحلي اإلجمالي عن
تلبية الطلب الناجم عن الزيادة في الدخل المتاح.
1.3مستويات االسعار والتضخم
وا لسؤال الذي يطرح نفسه هو :كيف تستطيع المؤسسة اجراء التغيير المناسب
في أسعارها وذلك ردا على أية تعديالت يقوم بها المنافسون؟ إن االجابة عن هذا
السؤال تقتضي سلسلة من عمليات التحليل التي تستهدف معرفة اآلثار التي يمكن أن
تنجم عن أية تصرفات ضارة .فمثال ،يتعين على مدير التسويق معرفة ما إذا كان
للتغير في السعر أية آثار على المبيعات ،أو على الحصة السوقية للمؤسسة ،أو على
هوامش ربحها المتوقعة .وسنولي هذا الموضوع مزيدا من الدراسة والتحليل في الفصل
الخاص بالتسعير وسياساته.
.3البيئة التكنولوجية
يمثل التقدم التكنولوجي إحدى القوى الرئيسة المحددة لنمط حياتنا .وبعد
التسويق من أكثر مجاالت الحياة االنسانية تأثرة باالنجازات العلمية وذلك بالنظر إلى ما
تنطوي عليه هذه االنجازات من ابتكارات واختراعات تؤثر بشكل مباشر على تحصين
وتطوير السلع والخدمات الحالية وابتكار المنتجات الجديدة ،وما توفره من فرص
تسويقية كبيرة ،وتساعد المجتمع للوصول إلى مستويات أعلى من الرفاه .ولهذا ،فإن
مدير التسويق مسؤول أكثر من غيره عن تطويع منجزات التقدم العلمي لخدمة أهداف
المؤسسة .وإن مستويات المعيشة العليا التي وصلت إليها المجتمعات المتقدمة إنما
تعود إلى قدرة وكفاءة نظم التسويق فيها على استخدام مقدرات التكنولوجيا في تطوير
نظم االنتاج القادرة على تقديم سلع وخدمات يمكنها تحقيق مستويات أعلى من االشباع
لحاجات المستهلكين ورغباتهم.
إن كثيرا من السلع كالسيارات والطائرات والقفازات وغيرها من السلع ذات
التش كيالت الواسعة في النوع والموديالت ،استطاعت أن تسهم في تحسين مستوی
ونوعية المعيشة لنا نحن بني البشر.
ترتبط عوامل البيئة السياسية بالنظام السياسي في الدولة ،والفلسفة التي يتبناها
ذلك النظام في حكم وادارة شؤون تلك الدولة ،والتي تنعكس على ما تسنه من قوانين
وأنظمة وتشريعات ،يتطلبها تنظيم األنشطة والفعاليات المختلفة التي
تتم في نطاق حدودها .ولما كان التسويق هو أحد هذه األنشطة ،فإنه سيتأثر بالتأكيد
باألطر القانونية والتشريعية التي يحددها النظام السياسي القائم في الدولة.
كذلك ،تنعكس رو ح القوانين واألنظمة على مدى ما يمنحه النظام من حريات
في مجال النشاط االقتصادي العام ،والمدى الذي تذهب إليه الحكومة في الرقابة على
هذا النشاط والتدخل فيه ،والذي يتراوح بين دور المنظم للنشاط
ودور مالكه الذي يدير فعاليته .إن مدى تدخل الدولة في مجال النشاط
اال قتصادي والمؤسسات العاملة في إطاره من شأنه أن يلقي بظالله على عملية صنع
القرار التسويقي داخل المؤسسة نفسها ،ففي كثير من األوضاع كان النقد
الموجه الى التدخل المباشر للحكومة في النشاط االقتصادي مبنية على أساس أن
هذا التدخل يحد من القدرة على الحركة الالزمة ألداء النشاط االقتصادي ،وتفعيل
آلياته .ومن ناحية أخرى تتمتع االدارة في المؤسسات التي تعمل في ظل النظم
السياسية الحرة بدرجات أعلى من الديناميكية والمبادرة ،وهو ما ينعكس غالبة باإليجاب
على مستويات األداء التي تحققها تلك المؤسسات.
وقد إرتبط تطور دور الحكومة في النشاط االقتصادي بتطور طبيعة ودور
القوى االقتصادية والعالقة بينها .ولهذا ،فإنه نتيجة للتفاعل بين هذه القوى فقد نما دور
الحكومة في مجال النشاط االقتصادي ،من حيث وضع التشريعات والقوانين التي تنظم
عمل المؤسسات العاملة في نطاقه ،وتحديد العالقة بين تلك المؤسسات ،والعمل على
حماية كافة األطراف من الممارسات التي يقوم بها بعضها ،والتي يمكن أن تعود
بالضرر على األداء االقتصادي العام للدولة.
إن نظرة متمعنة إلى العالقة بين الحكومة ومؤسسات األعمال في ظل
نظم االقتصاد الحر ،من شأنها أن تحدد مالمح الدور الذي يمكن أن تقوم به الحكومة
في مجال تنظيم االقتصاد والرقابة على فعالياته .فقد أعطت تلك النظم أدوارة متفاوتة
للحكومات في هذا المجال وخاصة تنظيم النشاط االقتصادي ،وتوفير األطر اإلجرائية
الالزمة الداء فعالياته .وقد بررت هذا الدور أسباب كثيرة نوردها فيما يلي:
تتكون البيئة الثقافية من كافة المؤسسات والقوى التي تؤثر على القيم األساسية
للمجتمع ،وادراكات أفراده وتفضيالتهم وسلوكهم ،والمعروف أن األفراد ينشأون في
مجتمعات تؤثر في تشكيل وصياغة معتقداتهم وقيمهم األساسية .ومن خالل هذه القيم
والمعتقدات يصوغ المجتمع نظرتهم إلى العالم من حولهم وتتحدد تبعا لذلك عالقاتهم
مع بعضهم البعض .هذا ،ولما كان هؤالء األفراد هم المستهلكين للسلع أو الخدمات
التي تنتجها المؤسسات ،فإن المدى الذي يستطيع مدير التسويق أن يذهب إليه في فهم
هذه الجوانب يحدد بشكل كبير جدا قدرة إدرة التسويق على تخطيط البرامج التسويقية
الناجحة ،وتوجيهها إلى هؤالء بما يحقق لهم مستويات أعلى من االشباع لحاجاتهم
ورغباتهم ،ويضمن للمؤسسة قدرة مناسبة من األرباح.
1.5الثقافات الفرعية
2.5الطبقة االجتماعية
ينظر إلى الهيكل الطبقي بأنه المدى الذي تتدرج فيه األوضاع االجتماعية
األفراد المجتمع ،حيث يأخذ كل فرد منه مكانه .وقد لجأ الباحثون في تحديدهم لمفهوم
الطبقة االجتماعية ،وتعاملوا معه من خالل شرائح اجتماعية أصغر .ومن هنا ،استخدم
مفهوم الطبقة االجتماعية لتحديد مكانة األفراد واألسر في المجتمعات المختلفة في
مجموعات مختلفة تكون كل منها طبقة اجتماعية مميزة.
وعلى هذا األساس تعرف الطبقة االجتماعية Social Classبأنها ذلك القطاع
من المجتمع الذي يضم مجموعة من األفراد الذين يتصفون بقدر كبير من
التجانس في مكاناتهم االجتماعية ،وبصورة تشكل فيها هذه المكانة مستوى أعلى او
أنني من غيرها في سلسلة هرمية .وتتضح الخاصية الهرمية للتقسيم الطبقي بما
ينطوي عليه ذلك من تفاوت في ادراكات أفراد المجتمع بعضهم لبعض وادراكاتهم
الذواتهم .فهم ينظرون إلى غيرهم ضمن المستوى االجتماعي الواحد (الطبقة) بأنهم
األفراد الذين يستطيعون قبولهم كأنداد لهم ،ويرغبون في التعامل معهم واالشتراك معهم
بدون أن يتمالكهم أي شعور بوجود فوارق من أي نوع .وفي الوقت نفسه ،ينظرون إلى
أفراد الطبقة االجتماعية التي دونهم بوضاعة ،فال يرغبون التعامل معهم في أية أعمال
تجمعهم بهم ،وقد استخدمت تقسيمات متعددة إلبراز مفهوم الطبقة االجتماعية .فبعض
الباحثين تبني تقسيمة خماسية ،وبعضهم استخدم تقسيمة سداسية ،في حين تبنى آخرون
التقسيم التسعي .ويكاد التقسيم األخير يكون أكثر التقسيمات شيوعا.
ووفقا له فإن الطبقات االجتماعية تصنف على النحو التالي:
الفصل الثالث
السلوك الشرائي
.1المقدمة
يمثل المستهلك الطرف االخر لعملية المبادلة الى جانب طرفها الثاني وهو
المؤسسة البائعة .أن االعتراف بأهمية المستهلك مع ادراك التفاوت الشاسع الموجود في
حاجاتهم ورغباتهم يعتبر نقطة البداية للتعرف على األبعاد الرئيسة للسلوك الشرائي
والكيفية التي يقوم من خاللها المستهلك باشباع حاجاته االستهالكية .ويتناول هذا الفصل
دراسة وتحليل السلوك الشرائي الذي يقوم به األفراد للحصول على السلع أو الخدمات
بغرض استهالكها النهائي واالنتفاع بها ،وليس بغرض اعادة بيعها أوإدخالها في
عمليات صنع الحقة كما هو الحال في عمليات الشراء الصناعي .باالضافة الى
الجوانب النفسية واالجتماعية التي تنطوي عليها العمليات السلوكية التي تشكل هذا
السلوك .وسيتم في البداية التعريف بالسلوك الشرائي ثم المراحل الرئيسة التي تمر بها
عملية اتخاذ القرار الشرائي ومن ثم سيتم عرض النموذج العام للسلوك الشرائي .كما
يتضمن هذا الفصل التعريف باالنواع المختلفة للقرارات الشرائية .كذلك يتعرض هذا
الفصل للعوامل التي تؤثر على السلوك الشرائي والتي تحدد االتجاهات والمواقف
وغيرها من العمليات الذهنية التي تقود الفرد الى القيام بأي تصرف سلوكي ازاء السلع
والخدمات التي يكون بصدد اتخاذ قرار شراءها.
والحقيقة أن دراسة السلوك االستهالكي غالبا ما تركز على العملية الشرائية والعوامل
التي تؤثر فيها.
وهكذا ،فان منظومة السلوك الشرائي تنطوي على مجموعة من العمليات الذهنية
السابقة للسلوك والتي تحدد االتجاهات والميول السلوكية التي تؤدي الى الشراء وما
بعده .ولهذا فان السلوك الشرائي ال يقف عند مجرد القيام بعملية الشراء ،ولكنه يمتد الى
ما قبل الشراء مثل جمع المعلومات عن السلعة أو الخدمة محل الشراء وعمليات البحث
عنها .كما أن السلوك االستهالكي يمكن أن يكون أثناء الشراء مثل عمليات التقاط
المنتجات عن األرفف وقراءة المعلومات الموجودة على أغلفتها وعبواتها باالضافة الى
المقارنات السلعية التي يقوم بها المستهلك بين األصناف السلعية المختلفة التي تنتمي
إلى نفس المجموعة السلعية .كذلك يمتد اسلوك االستهالكي الى ما بعد الشراء ليشمل
كافة العم ليات السلوكية المتعلقة بتقييم العملية الشرائية وما يستتبعها من أثار من شأنها
أن تحدد االتجاهات والنوايا السلوكية المستقبلية نحو السلعة أو الخدمة التي تم شراءها.
ولهذا ،فان التجربة التي يخوضه المستهلك مع المنتجات ( السلع والخدمات) التي يقوم
بشراءها والتوقعا ت التي تتشكل في اعقاب هذه التجربة تعتبر جزءا من هذا السلوك.
وعموما ،فان دراسة السلوك النترائي للمستهلك تنطوي على تقديم اجابات
على األسئلة التالية:
ماذا يشتري؟
لماذا يشتري
كيف يشتري ؟
متي يشتري؟
من أين يشتري ؟
وهذا ما سنحاول فهمه واإلجابة عليه من خالل الفقرات التالية:
تمر عملية السلوك الشرائي بسلسلة من المراحل هي )1( :اقرار الحاجة)2( ،
جمع المعلومات عن السلعة أو الخدمة المراد شراءها )3( ،تقييم البدائل المتاحة التي
تم جمع المعلومات عنها ( )4الشراء ،واخيرا )5( ،تقييم ما بعد الشراء .والجدير
بالذكر ان هذه العملية ال تتم في فراغ وانما تخضع لتأثير مجموعة من العوامل
االجتماعية والمؤثرات التسويقية ،الى جانب مجمزعة اخرى من العوامل الوضعية .
ويوضح الشكل ( )1المراحل الرئيسية التي تمر بها عملية السلوك الشرائي والعوامل
المؤثرة عليها والتي غالبا ما يشار اليها بالنموذج العام للسلوك الشرائي .
_1اقرار الحاجة
_2البحث عن المعلومات
_3تقييم البدائل
_4الشراء
وال ثراء معرفة القارئ حول المراحل السابقة فاننا سنوليها قدرا من الشرح والتفصيل
على
النحو اآلتي:
تتولد الحاجة الى الشراء نتيجة تأثير مجموعتين من العوامل أحدها داخلية
واألخرى خارجية .ومن العوامل الداخلية الحاجات والدوافع .فعند وصول الحاجة الى
مستوى من االلحاح الذي يدفع إلى ا لشعور برغبة في ضرورة تلبية تلك الحاجة .كذلك
قد تتولد الحاجة الى السلعة أو الخدمة نتيجة التعرض لواحد أو أكثر من المنبهات
الحسية التي من شأنها أن تؤدي إلى ظهور الحاجة ،كتلك التي تفرضها مؤثرات
المناخات التسويقية في المراكز التجارية الكبرى.
األدنى من السلسلة) وبعد تلبية هذه الحاجات ينتقلون الى المستوى األعلى...وهكذا.
وبالرغم من االنتقادات الموجهة لفظية ماسلو بسبب افتقارها إلى البحوث العملية
الالزمة الدعم مصداقيتها إال أنها ال تزال تمثل اطارا مفاهيميا مفيدا لرجال التسويق
حيث يساعدهم على وضع خططهم وتصميم استراتيجياتهم التسويقية.
.2.3البحث عن المعلومات
بعد أن يتحقق المستهلك من حاجته الى سلعة أو خدمة معينة فانه يبدأ في البحث عن
المعلومات حول البدائل المتاحة من السلعة أو الخدمة التي يكون بحاجة اليها .والحقيقة
أن مدى حاجة المستهلك للمعلومات يعتمد على مدى خبرته السابقة
حول ها والمخزون المعرفي الذي يتوفر لديه عنها .ويعتمد المستهلك في الغالب على
مصدرين للحصول على المعلومات هما )1( :المصادر الداخلية وتتمثل في الذاكرة وما
يختزن فيها من المعلومات والخبرات السابقة )2( ،المصادر الخارجية وتتمثل في
تتضمن هذه المرحلة في عملية السلوك الشرائي قيام المستهلك بتقييم البدائل
المتاحة المختلفة من السلعة أو الخدمة التي يكون بصدد شرائها في ضوء مجموعة من
المعايير التي يكون قد طورها لنفسه وطبقا لهذه المعايير يقوم بتقييم القيم المنفعية التي
يمكن أن يجنيها من كل بديل سلعي اوخدمي .حيث يقوم المستهلك بمقارنة الخصائص
المرتبطة بكل بديل بمعايير اختياره وفي المحصلة يقوم باختيار البديل الذي يحقق له
أقصى قيم ( منافع ) اضافية .والحقيقة أن تقييم المنافع المرتبطة بكل بديل يتم في ضوء
التكاليف التي ينبغي على المستهلك التضحية بها في سبيل الحصول على البديل.
مثال عملي
يرغب أحد األفراد الحصول على قرض سكني من أحد المصارف وكان أمامه
ثالثة من المصارف البديلة التي يمكنه الحصول على القرض منها .وهذه المصارف
هي (أ ،ب ،ج) والموجودة في مدينة عمان .فاذا كان اختيار العميل لخدمة أي من
تلك المصارف محددا بالمعايير االلية :سعر الفائدة ،مبلغ القرض ،الضمانات
المطلوبة ،باالضافة الى طريقة السداد وكانت األهمية النسبية التي يوليها العميل لكل
من تلك المعايير على التوالي هي ،0.1، 0.2 ،0.3 ، 0.4 :كما كان ترتيب
وبمقارنة درجات تقييم المصارف الثالثة من حيث أفضلية خدمة القرض فانه
يتضح أن خدمة القرض المقدمة من المصرف (ج) قد حصلت على التقييم األعلى
وبالتالي فانه سيكون هو األنسب للحصول على القرض وفق معايير االختيار الخاصة
بالعميل.
بعد تقييم المستهلك للبدائل المتاحة والممكن الحصول عليها من السلعة أو
الخدمة التي يريد شراؤها ،فإن الخطوة التالية في اتخاذ قرار شراء البديل الذي يكون قد
حظي باختياره ،وفي ضوء المعايير التي يكون قد طورها لنفسه ومتأثرا بالعوامل
المختلفة التي يمكن أن تكون قد أثرت على عملية التقييم واالختيار .وال بد من االشارة
هنا إلى أن هذا القرار قد ال يتزامن مع عملية الشراء نفسها .فهناك الكثير من األوضاع
الشرائية التي يكون فيها المستهلك قد اتخذ قرار الشراء ولكنه يؤجل عملية الشراء
نفسها.
وهذا بالطبع ال يعني عدم وجود أوضاع أخرى يتزامن فيها قرار الشراء مع الشراء
الفعلي .والحقيقة أن التزامن بين العمليتين وسرعة عملية الشراء بعد اتخاذ قرار الشراء
غالبا ما يكون محكوما بمؤثرات وضعية مختلفة مثال أن تكون هناك عروض بيعية
مغرية يمكن أن تستميل المستهلك للتسريع في عملية الشراء واالستفادة من العروض
البيعية الموجودة ،أو أقتراب الصنف المراد شراؤه من النفاذ من السوق.
تعتبر المرحلة التي تلي عملية الشراء هامة جدا من حيث كونها تطوي في ثناياها
مستوي األداء الذي تكون السلعة أو الخدمة التي تم شراؤها ،وبالتالي درجة رضا
المستهلك عن هذا األداء .كذلك تعود أهمية هذه المرحلة تكمن في كونها تأتي في
أعقاب التجربة الفعلية حيث يكون المستهلك قد قام بتقييم مدى قدرة السلعة أو الخدمة
على االرتقاء إلى مستوى معايير اختياره وتوقعاته منها .ولهذا ،فان المخرج من
عملية التقييم هذه يعتبر محددا أساسيا العادة الشراء .ومن هنا فان ادارة التسويق يجب
أن تعيرمخرجات عملية تقييم ما بعد الشراء أهم ية كبيرة باعتبارها تشكل تغذية عكسية
ألية قرارات تسويقية يمكن أن تتخذها في المستقبل بخصوص الوضع السوقي للسلعة
أن حكم المستهلك بشان جودة ما يشتريه تعتبر حجر الزاوية ألية جهود يمكن أن تقوم
بها ادارة المؤسسة في مجال بناء والء المستهلك لمنتجاتها من السلع أو الخدمات .أن
اعادة المستهلك لتجربته التي يكون قد مر بها مع الصنف الذي اشتراه تتوقف على مدى
رضاه عن قراره السابق بشراءه وهذا الرضا يكون بحجم المنافع القيم المضافة
التي يكون قد جناها والتضحيات التي قدمها في مقابل ذلك (بما في ذلك التضحيات
المادية والنفسية وغيرها).
يمكن تصنيف قرارات الشراء التي يتخذها المستهلك الى ثالثة أنواع هي
Highly-involved
أما النوع الثاني من قرارات الشراء فانها غالبا ما تتخذ في األوضاع التي يكون لدى
المستهلك معرفة سابقة بالبدائل المتاحة نتيجة خبرات سابقة ،وأخيرا القرارات الروتينية
وهي تلك التي يتم اتخاذها بصورة دورية وذات طبيعة متكررة وهي غالبا ما تصنف
على النحو اآلتي:
أ .حاالت الشراء المتكرر.
ب .انخفاض تكلفة الشراء.
ج .حاالت السلع والخدمات سهلة المنال.
سبقت اإلشارة الى أ ن قرار الشراء يتاثر بعدة عوامل يمكن تصنيفها في ثالٹ
مجموعات :عوامل نفسية ،عوامل اجتماعية ،وعوامل وضعية
ولتوسيع معرفة القارئ حول هذه العوامل فاننا سنسلط الضوء على هذه العوامل.
.1.5العوامل النفسية
Psychological Influences
تضم هذه المجموعة عددا من العوامل المتعلقة بالمستهلك نفسه والتي تؤثر
جزئيا في عملية اتخاذ القرار الشرائي .وتضم هذه المجموعة عوامل کاالدراك،
الدوافع،
التعلم ،األتجاهات ،والشخصية باالضافة الى امط الحياة.
1.1االدراك Perception
يعرف االدراك بأنه العملية التي يقوم من خاللها الفرد باختيار المنبهات الحسية
التي يتعرض لها وتنظيمها وتفسيرها ضمن صورة متكاملة ذات معنى ومضمون.
ويمثل المنبه الحسي ضمن هذا السياق أي مؤثر نتعرض له الحواس البشرية ،مثل
السلع ،واالعالنات التجارية ،ويفرق علماء النفس بين مرحلتين أساسيتين في عملية
االدراك وهما )1 :الحس ،ويمثل الرد الفوري والمباشر لالعضاء الحسية على المنبه
الحسي الذي يكون الفرد قد تعرض له .و( )2األدراك نفسه الذي يتضمن استيعاب
المنبه وتفسيره وتخزينه في الذاكرة .وتتم العملية اإلدراكية بواسطة المعالجة الذهنية
للمعلومات التي يتم جمعها عن المنبهات الحسية التي يتعرض لها المستهلك .وضمن
هذا السياق ،فإن االدراك يمثل نشاطا يساعد الفرد على االرتباط بمحيطه بكل ما يكتنفه
من أوضاع وظروف ،والتفاعل مع أفراد المجتمع والجماعات التي ينتمي اليها
واألنشطة البيئية التي تحدث بما في ذلك المؤثرات التسويقية من جانب مؤسسات
األعمال .وبالنظر الى حالة الالتجانس الموجودة بين األفراد فانهم يدركون األشياء
المتشابهة بطريقة مختلفة.كما أنهم يتعرضون لعدد هائل من المنبهات الحسية التي ال
يستطيعوا – لقدرتهم المحدودة على ادراكها واستيعابها كل هذه المنبهات – فان
ادراكهم لها يكون انتقائيا .وبالتالي ،فانهم يقومون بانتقاء بعضها ويتجاهلون األخرى.
وذلك بناء على المعايير التي يكونوا قد طوروها ألنفسهم وفق هياكلهم المرجعية
السلوكية .والحقيقة ،أن الحاجات األنية للفرد تحدد مدى تعرض الفرد للمنبهات الحسية
المختلفة ومن ثم انتقاء ما يراه مناسبا .وبهذا ،فان الحاجات األشد الحاحا هي التي يكون
احتمال انتقاءها أعلى
والعكس صحيح .ولهذا فانه من غير المستغرب أن يكون بث االعالنات المتعلقة
بالوجبات السريعة في األوقات التي تشتد فيها الحاجة الى الطعام .وبعد اتمام هذه
المرحلة في االدراك فان األفراد يقومون بتنظيم المنبهات التي تم التعرض لها ،وبعد
ذلك ،يتم ربطها بما تعنيه لهم .وبالتالي يقومون بتفسيرها حسب توقعاتهم وما هومألوف
لهم.
وبالرغم من أن مسؤولي التسويق ال يمكنهم التحكم بادراكات األفراد فانهم يحاولون
التأثير عليها بالمعلومات التي يبثونها من خالل ما يقومون به من جهود ترويجية
مختلفة .والجدير بالذكر أن من أبرز المشاكل التي تواجه هؤالء المسوقين هي
الحاالت التي ال يدرك فيها المستهلكون منتجاتهم من السلع والخدمات أو التي ال
يتعرضوا فيها لجهودهم الترويجية.
2.1.5الدوافع Motives
يعرف الدافع بأنه القوة الداخلية المحفزة التي توجه تصرفات الفرد نحو تلبية
حاجاته أو تحقيق أهدافه .والحقيقة أن تصرفات الفرد تتأثر بمجموعة من الدوافع وليس
بمجرد دافع واحد .ففي لحظة زمنية معينة يمكن أن تكون بعض الدوافع أقوى من
غيرها .فدوافع الفرد الحتساء فنجان من القهوة عندما يستيقظ من النوم تكون أقوى من
دوافع احتسائها عند النوم .كذلك تؤثر الدوافع على اتجاه السلوك وقوته.حيث أن بعض
الدوافع يمكن ان تساعد الفرد على تحقيق أهدافه في حين يحول البعض االخر منها
دون ذلك.
3.1.5التعلم Learning
يعرف التعلم بأنه التغير في طريقة تفكيرالفرد وسلوكه الناتجة عن تلقي مستوى
من المعرفة والخبرة الذي ينعكس على تصرفاته السلوكية في المستقبل .والجدير
بالذكر ،ان هذه االثار السلوكية لها تأثير مباشر على عملية التعلم .كذلك ،فانه ال بد من
التأكيد على أن الفرد يكررالقيام بالتصرفات السلوكية التي تكون أثارها ملبية لرغباته
ومؤكدة لتوقعاته وتن سجم مع ميوله واتجاهاته ويكف عن تكرار تلك التصرفات التي
ترك اثارا سلبية وغير مرضية .والحقيقة أنه يمكن تعميم هذه الخالصة ضمن اطار
السلوك الشرائي .حيث يقوم المستهلك بتكرار شراء المنتجات التي تلبي له حاجاته
وترتقي الى مستوى توقعاته .وفي الوقت الذي تصبح تلك المنتجات غير ذلك فانه
سيتوقف عن ذلك يتحول الى منتجات أخرى تحقق له حاجاته ورغباته .ومن هنا ،فاننا
يجب أن نتوقع أن يختلف التصرف السلوكي الذي يقوم به المستهلك الذي تتوفر لديه
المعرفة والخبرات السابقة حول سلعة أو خدمة معينة عن ذلك التصرف الذي يقوم به
مستهلك اخر ليس لديه مثل تلك المعرفة وتلك الخبرات السابقة .بل أن عمليات المعالجة
الذهنية التي يقوم بها كل منهما ستكون مختلفة أيضا.
والحقيقة أن المستهلكين الذين تتوفر لديهم المعرفة االوفر والخبرة األوسع
يستطيعون اتخاذ قرارات شراء أفضل وأقرب الى الرشد والعقالنية من هؤالء الذين ال
تتوفر لديهم تلك المعارف والخبرات .ومن هنا ،فان المستهلكين
للحصول على المعلومات ممن لديهم عن المنتجات التي يرغبون في شراءها .ولذلك
فان المسوقين يجب أن يساعدوا المستهلكين على اتخاذ قراراتهم الشرائية عن طريق
تزويدهم بالمعلومات الكافية عن منتجاتهم عن طريق كثير من وسائل الترويج المباشرة
وغير المباشرة .
األكثر من ذلك ،فان التأثير الذي يمكن أن تحدثه العينات المجانية
والكوبونات التي تقدمها مؤسسات األعمال في مجال تعريف المستهلكين بمنتجاتها
واكسابهم الخبرات الخاصة باستعمالها بما يساعدهم على اتخاذ قرارات عقالنية بعيدة
عن المخاطر.
4.1.5االتجاهات Attitudes
يعرف االتجاه بانه حالة ذهنية تعبر عن تقييم الفرد الثابت لمشاعره وميوله السلوكية
نحو شيئ معين أو فكرة معينة .وهذه األمور التي نبدي اتجاهنا نحوها يمكن أن تكون
ملموسة أو غير ملموسة .وبالتالي ،فإنه يمكن أن يكون لنا اتجاهات نحو األفراد
والمنتجات من السلع والخدمات وكثير من القضايا االجتماعية واالقتصادية والسياسية
والدينية ،وغير ذلك .وبالرغم من امكانية تغيير االتجاه اال أنها على العموم تبقى ثابتة
وال تختلف من لحظة الى اخرى .كما أن اتجاهات الفرد نحو األشياء – بالرغم من
ثباتها – اال أن آثارها قد ال تكون بالضرورة متساوية ولهذا ،فإن االتجاه يعبر عن حالة
من االستعداد السلوكي لدى الفرد باتجاه شيء معين في كل األوقات .ويتكون االتجاه
من ثالثة عناصر أساسية هي :العنصر المعرفي ( االدراكي) ،العنصر الشعوري
والعنصر السلوكي .ويمثل العنصر األول مقدار المعرفة والمعلومات التي تتوفر لدى
الفرد عن الشيئ الذي يكون االتجاه نحوه ،ويشكل العنصر الثاني ( الشعوري) مشاعر
الفرد وعواطفه نحو األشياء .أما العنصر السلوكي فانه يتمثل في ميول الفرد واستعداده
للقيام بتصرف سلوكي نحو األشياء .وال بد أن نؤكد على حقيقة أن التغير في احد هذه
العناصر ال يؤثر بالضرورة على بقية العناصر .وضمن السياق التسويقي فانه يمكن
القول أن المستهلك قد يحمل العنصر المعرفي حول منتجات معينة ولكنه ال يكون لديه
مشاعر ( يفضلها أو !! يفضلها) .كما انه ند يحمل العنصرين
المعرفي والشعوري دون أن يقوم بشراءها.
وضمن هذا اإلطار ،فإن االتجاهات تعتبر محددا هاما للسلوك الشرائي وهو ما
پستوجب قيام المسوقين بقياس ما يبديه المستهلكون من اتجاهات نحو منتجاتهم
وأسعارها وجودتها وأغلفتها وتصميمها واالعالنات المروجة لها وغيرها من جوانب
المزيج التسويقي األخرى .أن التغذية الراجة من هذا القياس من شأنها أن تساعد صناع
القرار التسويقي على تطوير منتجاتهم او تغييرها بمنتجات اخرى .كذلك تساعد
اقتراحات المستهلكين التي توفرها تلك التغذية .المسوقين على تعديل أية سياسات تتعلق
بأي عنضر من المزيج التسويقي للمؤسسة.
وضمن هذا السياق فان ادارة المؤسسة ال يجب أن تهمل أو تغض الطرف عن أية
اتجاهات سلبية يعبر عنها المستهلكون نحو أي من تلك العناصر .فمثل تلك االتجاهات
يمكن أن تتفاعل في أذهان المستهلكين ،األمر الذي يمكن أن يقودهم الى التحول الى
منتجات أخرى منافسة .
والبد من التأكيد على ضرورة معرفة االدارة للفجوة السلبية في اتجاهات المستهلكين
نحو منتجات المؤسسة .بمعنى ،أن تعرف فيما اذا كانت الفجوة معرفية أم شعورية أم
سلوكية وأن تحاول القيام بصياغة أهداف حمالتها الترويجية واختيار األسلوب
الترويجي األنسب بما ي ساعد على غلق الفديوة الموجودة .فمثال ،يعتبر توزيع العينات
المجانية من السلعة أسلوبا فعاال في التأثير على المكون السلوكي التجاهات المستهلكين.
تعرف الشخصية بانها مجموعة السمات الداخلية والميول السلوكية المميزة التي تؤدي
الي انتهاج الفرد ألنماط سلوكية متسقة ومتوافقة في أوضاع معينة .وتشكل شخصية
الفرد بحكم الخصائص الموروثة والمعارف التي يكتسبها من خالل عمليات التكيف
االجتماعي .باالضافة إلى خبراته الشخصية التي يكونها من خالل تفاعله مع االخرين
واألح داث التي تدور من حوله .واألمثلة على السمات الشخصية كثيرة كالشجاعة،
المبادرة ،الطموح ،العناد ،الذاتية في اتخاذ القرارات ،التواكل ،االستقاللية
والتنافسية....الخ .وتبدو هذه األنماط من الشخصية مهمة أذا أدركنا عالقتها القوية
بالسلوك الشرائي .فقد أثبتت دراسات عديدة وجود مثل تلك العالقة .بل ان كثيرا من
خبراء التسويق يعتقدون أن نمط شخصية المستهلك يعتبر محددة أساسية لنوع المنتجات
التي يشتريها والعالمات التجارية التي يختارها أيضا .فاختيار المستهلك لنوع معين من
المالبس ،أو المجوهرات ( النساء اوالسيارات يعكس سمة أو أكثر من سمات شخصيته.
ومن هنا ،فان المسوقين يجب أن يأخذوا كل ذلك بعين االعتبار عند تصميم الكثير من
استراتيجياتهم التسويقية وخاصة ما يتعلق منها باالعالنات التجارية وغيرها من أساليب
الترويج األخرى .
من ناحية أخرى ،يلعب إدراك الفرد لذاته أو رؤيته لنفسه Self
يعرف النمط الحياتي للفرد بأنه النمط الذي ينتهجه الفرد في حياته ومزاولته كما تعبر
عنه األنشطة التي يزاولها واهتماماته وأراءه في مختلف القضايا الحياتية .ويتضمن ذلك
الكيفية التي يقضي بها الفرد الوقت ومدى تفاعله مع االخرين ونظرته العامة للحياة
والمعيشة .والجدير بالذكر أن الفرد نفسه هو الذي يحدد نمط حياته ،ولكن نمط الحياة
يتأثر أيضا بمجموعة أخرى كالعوامل الديموغرافية ( العمر ،التعليم ،الدخل والطبقة
االجتماعية التي ينت مي اليها الفرد والجماعة المرجعية ..الخ) .وال بد من االشارة الى
أن النمط الحياة تأثير قوي على كثير من جوانب عملية اتخاذ القرار الشرائي .فهو
يؤثر كافة مراحل هذه العملية من مرحلة اإلقرار بالحاجة الى مرحلة تقييم البدائل
السلعية أو الخدمية المتاحة ...الخ ما هناك.
تعرف هذه المجموعة من العوامل المؤثرة على السلوك الشرائي بأنها تلك التي تصدر
عن اآلخرين .وتضم هذه المجموعة خمسة عوامل رئيسة هي ،األدوار ،األسرة ،
الجماعات المرجعية ،قيادات الرأي العام واخيرا الطبقة االجتماعية .والثراء معرفة
القارئ بهذه العوامل فاننا سنقوم بعرضها بقدر من التفصيل.
1.2.5األدوار Roles
Family 2.2.5العائلة
وهو ما يعني اختالف األدوار التي يقوم بها أعضاء األسرة في عملية الشراء
والحقيقة أن لهذه الخالصة مضامين تسويقية هامة .اذ يتعين على صانعي السياسات
التسويقية ومصممي البرامج التي تخدمها أن يأخذوا بعين االعتبار األهمية النسبية
األدوار اعضاء األسرة وأن توجه الجهود الالزمة لتنفيذها الى االعضاء المعنيين بها.
ان المسوقين ي جب أن يحددوا من هو متخذ قرار الشراء ومن هم المشتركين فيه
والمؤثرين على اتخاذه داخل األسرة .
تعرف الجماعة المرجعية بأنها المجموعة التي تؤثر على القيم واالتجاهات التي
يحملها الفرد والتصر فات السلوكية التي يقوم بها سواء كان هذا التأثير سلبيا أم ايجابيا.
هذه الجماعات حسب طبيعتها واألدوار التي تقوم بها .وتعتبر األسرة
احدى هذه الجماعات باالضافة الى النوادي المدنية والمنظمات الجمعيات المهنية
وغيرها .هذا ،وال بد من التفرقة بين ثالثة أنواع من الجماعات المرجعية:
ويعرف النوع األول من الجماعات بأنها تلك التي ينتمي اليها الفرد بصورة
حقيقية وهي التي يسعى الفرد ليكون عضوا فيها ،كما تكون رغبته قوية القران نفسه
بها واعتناق قيم أفرادها وتبني اتجاهاتهم ومحاكاة أنماطهم السلوكية .
أما النوع الثاني من الجماعات فهي تلك التي يطمح الفرد في االنتماء اليها .حيث
يرغب الفرد في محاكاة أعضاءها والتش به بهم .وتعرف الجماعة من النوع األخير بأنها
تلك التي ال يكون الفرد راغبا في اقران نفسه به بها أو حمل أفكارها وقيمها أو تبني
اتجاهاتها أو محاكاة سلوكيات أعضاءها ويحاول تجنب كل ذلك .ويمكن استخدام
الجماعة المرجعية من قبل الفرد كأساس للمقارنة وكمصدر للمعلومات .فالمستهلك
يمكن أن يقوم بتغيير أو تعديل قيمة السلوكية لتتوافق مع القيم التي يحملها أعضاء
الجماعة .فنراه يتوقف عن شراء منف معين ويتحول الى صنف اخر بناء على توصية
من أحد أعضاء الجماعة .فمثال قد يتوقف احد األفراد عن شراء هاتف نقال نوكيا
ويتحول إلى جهاز
اخر م ثل سامسونج بناء على نصيحة أحد أعضاء الجماعة التي يتبعها .هذا ،ويعتمد
مدى تأثير الجماعة المرجعية على السلوك الشرائي للفرد على مدى المعلومات
المتوفرة لديه أو مدى ما يملكه من معايير التقييم جودة المنتجات .أو عندما يكون
متشككا حول ما يمكن أن يكون االختيار األفضل لبعض السلع أو الخدمات .والحقيقة أن
لمفهوم الجماعة المرجعية مضامين تسويقية تطبيقية هامة .فالمسوقين يمكنهم استخدام
واحد او أكثر من أفراد الجماعة المرجعية التي ينتمي اليها المستهلك كنموذج في
األعالن
الستم الة السلوك الشرائي لألفراد الذين ينتمون إلى تلك الجماعة.
كذلك ،يرتبط مفهوم الجماعات المرجعية بمفهوم قيادات الراي .حيث يمكن أن
يكون أحد أعضاء الجماعة من قيادات الراي ويقوم بتزويد أعضاء الجماعة بمعلومات
كافية وصحيحة باعتباره قائدا للراي .وينظر األفراد الى هذه المعلومات على أنها
موثوقة باعتبار أن مصدرها شخصي ة جديرة بالثقة .وتزداد حاجة المستهلكين إلى
المعلومات المتوفرة لدي قيادات الرأي في األوضاع التي يكون فيها القرار الشرائي من
النوع الممتد الذي يتطلب مزيد من المعلومات وافتقار المستهلك لمثل هذه المعلومات.
تعرف الطبقة االجتماعية بأنها مجموعة مفتوحة من األفراد الذين يحتلون نفس
المكانة االجتماعية .ويعود وصف الطبقة بانها مفتوحة المكانية تحرك األفراد منها
واليها .ففي حالة توفر معايير التصنيف في أحد األفراد ،فان ذلك يضعه في طبقة
معينة وفي حالة عدم توفرها فانه يخرج منها لينضوي تحت لواء طبقة أخرى .والجدير
بالذكر ،أن المعايير التي يتم بها التقسيم الطبقي تختلف من مجتمع الى اخر .ويعتبر
مستوى النمو والتطور االقتصادي والحضاري محددا أساسيا لكثير من المعايير التي
يتم بموجبها هذا كالمهنة ،مستوى التعليم ،الدخل ،الثروة التي يمتلكها الفرد ،العرق
وغيرها .ونظرا للتفاوت الموجود بين المجتمعات فيما يتعلق بمعايير التقسيم الطبقي
فان المعايير المستخدمة في هذا التقسيم تتصف بالنسبية ،فمثال ،قد يصنف الفرد في
احدی المجتمعات بأنه من طبقة معينة واذا ما انتقل إلى مجتمع اخر يكون تصنيفه في
طبقة أخرى ...وهكذا .ففي بعض المجتمعات يكون الدخل معيارة أساسية في تحديد
الطبقة
االجتماعية في حين ال يكون كذلك في مجتمعات أخرى .والمعروف أن األفراد داخل
الطبقة االجتماعية الواحدة لهم انماط سلوكية مشتركة كما أن لهم اتجاهات وقيم وأنماط
لغوية متشابهة .وال بد من االشارة الى أن الطبقة االجتماعية تؤثر على مختلف نواحي
حياة األفراد .فهي تؤثر في اختياراتهم لعدد األطفال الذين ينبغي انجابهم .
والمهن التي يتخصصون فيها ،وأختيارهم ألماكن سكنهم ،والمتاجر التي يتسوقون
منها واألنشطة التي يقومون بها في أوقات الفراغ ،وغير ذلك من نواحي الحياة
األخرى .أما في سياق التسويق فان للطبقة االجتماعية تأثير قوي على السلوك الشرائي
ألفرادها.
فهؤالء األفراد لهم أنماط خاصة في طريقة انفاق النقود والتوفير وكمية ونوع السلع
التي يشترونها والمتاجر التي يتعاملون معها .كما أن لهم معاييرهم الخاصة التي
يستخدمونها في شراء تلك السلع .وهم في معظم تصرفاتهم السلوكية يعبرون عن قيم
ومعتقدات الطبقة التي ينتمون اليها .كذلك يؤثر االنتماء الطبقي لألفراد على انواع
األطعمة والمأكوالت التي يتناولونها المالبس التي يرتدونها واألثاث المنزلي الذي
يقتلونه .يضاف الى ذلك ،فان النتهاء الفرد لطبقة معينة تأثير مباشر على نمط
تعرضه لوسائل االتصال المختلفة ولبرامج التي يشاهدها في تلك الوسائل وأوقات
مشاهدته لها .والحقيقة أن لكل ذلك يضامين تسويقية هامة يجب أن ياخذوها بعين
االعتبار عند تخطيطهم الستراتيجياتهم وبرامجهم التسويقية والترويجية وتصميمهم
الحمالتهم االعالنية وطبيعة ونوع الرسائل االعالنية الموجهة.
الفصل الرابع
المنظومة التسويقية االستراتيجية
تمهيد:
تتكون المنظومة التسويقية االستراتيجية من ثالثة محاور هي:
.2تحديد المعايير التي سيتم على أساسها تقسيم السوق إلى قطاعات محتملة
تتصف بالتجانس فيما بينها ،مع تقييم القطاعات المختلفة على أساس تلك
المعايير ،ثم اختيار القطاع (أو القطاعات) المستهدف.
هذا ،والبد من اإلشارة إلى أن أي من القطاعات التي يتم الوصول إليها ال
يعني فقط االستهداف فقط من المؤسسة .فعملية تحديد القطاع المستهدف يجب أن
تخضع العتبارات وأولويات استراتيجية تدركها إدارة المؤسسة ومسؤولي التسويق
فيها.
وبالتالي ،فإن تقسيم السوق من شأنه أن يساعد اإلدارة في التعرف على الفرص السوقية
المتاحة والمقارنة بينها ومن ثم اختيار األنسب منها .فالتقسيم يساعد المؤسسة على
تحديد أولوياتها االستثمارية وترشيد القرارات المتعلقة بها .ونظرا ألهمية القرارات
المتعلقة بتقسيم السوق ،فإننا سنقوم بمناقشة المرحلتين السابقتين على النحو اآلتي:
بغض النظر عن االستراتيجية المتبعة في تقسيم السوق ،فإن هناك مجموعة من
الشروط التي يجب توفرها في السوق الذي تتوي المؤسسة دخوله .وهذه الشروط هي:
أ .أن تكون حاجات المستهلكين غير متجانسة ،إذ كلما كان االختالف كبيرة فإن
فرص التقسيم تكون أكبر حيث يمكننا التمييز بوضوح بين القطاعات
المختلفة) .أما إذا كان االختالف بسيطة ،وكانت الحاجات متشابهة ،فال داعي للتقسيم.
ب .أن تكون هناك مجموعة من المعايير (األسس) التي يمكن استخدامها للتقسيم
ج .سهولة المقارنة بين القطاعات السوقية المختلفة من أجل اختيار القطاع السوقي
األكثر ربحية.
*العمر
*النوع االجتماعي
* الدخل
*التعليم
*المهنة
*حجم االسرة
*دورة حياة األسرة
*الدين
*الطبقة االجتماعية
*سمات الشخصية
* دوافع الشراء
* نمط الحياة
.4معايير سلوكية مثل:
* حجم االستخدام
*المنافع المتوقعة
*الوالء للعالمة
* الحساسية للسعر
. 7طريقة التعاقد واالختيار المفضلة لدى العميل مثل مؤسسات تفضل التاجير
ومؤسسات تفضل الشراء ومؤسسات تفضل عقود الخدمة (عقود المقاوالت).
. 2قد تستخدم بعض المعايير المذكورة أعاله أو غيرها حسب طبيعة المنتج والنمط
االستهالكي لالفراد .فمثال إن كنت تريد أن تبيع كتب خارجية للطلبة فقد
تحتاج الى تقسيمهم إلى طلبة دروس خصوصية وطلبة ال يذهبون إلى دروس
خصوصية ،وقد تحتاج إلى تقسيمهم إلى طلبة مدارس حكومية وطلبة مدارس
خاصة ،وكذلك طلبة مدارس لغة عربية وطلبة لغة إنجليزية وطلبة لغة فرنسية.
كذلك قد تحتاج إلى تقسيم عمالء خدمة الهاتف األرضي إلى مستخدمي
المحمول وغير مستخدمي المحمول
.3ان عملية تقسيم السوق ليس لها قواعد ثابتة سوى أننا نريد الوصول إلى
سوق المالبس الى ذكور وإناث ثم يتم تقسيم كل منهم إلى أطفال وشباب
وكبار ثم يتم تقسيم كل منهم إلى غنى ومتوسط الحال ومحدود الدخل.
.5انه يمكن لمؤسسة األعمال أن تنتج مجموعة من المنتجات بحيث يوجه كل
.6ان سوق بعض المنتجات يكون مكونا من مستهلكين أفراد والبعض االخر
ي تكون من مؤسسات .وتبعا لذلك فان األسواق نوعان رئيسيان :أسواق أعمال
( مؤسسات ) واسواق استهالكية ( أفراد) ثم يتم تقسيم كل منهما بعد ذلك .وقد
يكون هناك تشابه بين احتياجات بعض المستهلكين وبعض مؤسسات االعمال
و ( الشركات ) فيتم التقسيم حسب طبيعة االستخدام وهكذا.
.7ان تقسيم السوق قد يساعد على ادارة المؤسسة على اكتشاف قسم من
بعد أن تتم عملية تقسيم السوق فان الخطوة التالية هي تقييم كل من
القطاعات السوقية التي تم الوصول اليها من أجل تحديد األنسب منها للمؤسسة التي
قامت بالتقسيم .وتخضع هذه العملية لمجموعة من المعايير هي:
وقد حدد بورتر ( ) 1خمسة عوامل رئيسية يمكن أن تحدد مدى الجانبية الداخلية للقطاع
السوقي على المدى البعيد .وهذه العوامل هي
* مدى التهديد الذي تفرضه كثافة المنافسة داخل القطاع السوقي.
*مدى التهديد الناجم عن دخول مؤسسات جديدة إلى القطاع.
* مدى التهديد الناجم عن دخول أصناف جديدة بديلة للصنف الحالي.
*مدى التهديد الذي تشكله قوة المشترين المتنامية على المساومة.
*مدى التهديد الذي تشكله قوة الموردين المتنامية على المساومة.
.6أهداف المؤسسة ومواردها المتاحية
قد يكون تقييم القطاع السوقي من حيث الحجم إيجابيا ،ولكن ذلك قد ال يكون كافيا ال
التحديد مدى الجدوى المرتبطة بالقالع وال إلقناع اإلدارة بهذه الجدوى .فقد يكون
احتمال نمو القطاع المتوقع في المستقبل هو األهم ،ولهذا ،فإن إدارة التسويق يجب
أن تأخذ في االعتبار عوامل أخرى واهداف المؤسسة ومواردها المتاحة وكيفية توظيف
هذه الموارد في عالقتها بكل قطاع سوقي على حدة .وحتى لو كان القطاع مناسبة
األهداف المؤسسة فإن اإلدارة البد ان تخلد فيما إذا كانت المؤسسة تملك من الموارد
والخبرات والجدارات الالزمة ما يمكنها من تحقيق النجاح في خدمة كل قطاع.
وبناء عليه ،فإن القطاع السوقي الذي ال يستوف تلك المعايير مجتمعة يجب استبعاده.
وضمن هذا السياق فإن أمام المؤسسة خياران استراتيجيان هما:
وتقوم هذه االستراتيجية على اختيار قطاع سوقي واحد من بين القطاعات
المختلفة وتوجيه جميع الجهود والنشاطات التسويقية لهذا القطاع ،وتطوير الصنف
المناسب لهذا القطاع وبسعر يناسب القدرات الشرائية ألفراد هذا القطاع .وتطوير
وسائل تشجيعية وترو يجية ،ونظم توزيعية مناسبة) .وكمثال على ذلك :سيارة رولز
رويس التي تركز على طبقة مرفهة من مستخدمي السيارات .ومع ذلك ،فإن لهذه
االستراتيجية مزايا وعيوب .ومن جملة مزاياها االستفادة من التخصص ،وتحقيق مركز
قوي في السوق (نتيجة التخصص) ،وكذلك تحقيق وفورات اقتصادية في مجاالت
اإلنتاج والتوزيع والترويج .أما عيوبها فتشمل خطورة هبوط أو تغيير) الطلب الخاص
على هذه السلعة ألي سبب من األسباب ،مما يؤثر سلبا على الشركة العتمادها الكامل
على سلعة واحدة ،وعلى مجموعة واحدة من المستهلكين كذلك فإن نجاح أحد المنافسين
في دخول السوق ،قد يخلق الكثير من المشاكل والمصاعب للشركة وقد يبطئ نموها،
وأخيرا فإن التخصص قد ال يتيح لها الفرصة لدخول أسواق جديدة ،وانتهاز فرص
سوقية جذابة.
طبقة لهذه االستراتيجية فإن المؤسسة تقوم بتجزئة السوق إلى قطاعات
مختلفة ،حسب الرغبات والحاجات ومن ثم تختار واحدة أو أكثر من هذه القطاعات
( األجزاء) لخدمتها .وتتعامل مع كل قطاع كسوق مستقل .مزيجه التسويقي الخاص
به .فقد قامت شركة سكوداك» الآلت التصوير بتقسيم سوق السلعة إلى عدة قطاعات،
ثم اختيار بعضها لخدمته ،فتقوم الشركة مثال بإنتاج أجهزة التصوير للمصورين
المحترفين ،كما تنتج أجهزة أخرى للمبتدئين ،وثالثة للمتمرنين على التصوير ،وأخرى
لذوي الحرف التي تتطلب التصوير الفوري .ولهذه االستراتيجية أيضا مزايا وعيوب،
ومن مزاياها :زيادة المبيعات ،وذلك بسبب تنويع السلع ،وتعدد القطاعات ،واستخدام
الطاقة المعطلة ،أو زيادة التشغيل إلى الحد األمثل .أما من عيوبها فينكر إرتفاعالتكاليف
الناتجة عن تنويع البرامج التسويقي
االستراتيجية التي يجب يتم انجازها عندما يتعلق األمر بوضع االستراتيجية التسويقية
وكال القرارين يعتمد على م دى القهم الدسحيح لحاجات والرغبات االستهالكية ،والتقييم
الجيد للقدرات والموارد المتاحة للمؤسسة وتلك المتوفرة لدى المنافسين .ولهذا ،فان
عملية تحديد مكانة المنتج في السوق ڈطلب معرفة المستهلكين المحتملين لهذا المنتج
باإلضافة إلى معرفة امكانياتك وقدرات المؤسسة.
تنطوي عملية تحديد المكانة السوقية للمنتج على األنشطة المؤسسية التي
تهدف الى تحديد المكانة الوضع النسبية للمنتج ( سلعة /خدمة) على اساس واحدة
او ألكثر من الخصائص التي يجب ،أن يتصف بها المنتج والتي تعطيه وضعا مختلفا
ومتميزا عن المنتجات المماثلة التي تقدمها المؤسسات المنافسة .ولهذا فان تحديد المكانة
السوقية يمثل اجراءة تسويقية استراتيجية يحدد اين "نحن" بالنسبة للمنافسين .ولهذا،
فان التحديد الخاطئ لهذه المكانة من شأنه أن يضع المؤسسة في وضع سوقي حرج،
ربما يقودها ا لى الخروج من السوق .والحقيقة أن المكانة السوقية يمكن أن تحدد على
أساس واحد أو اثنين أو ربما ثالن ،من المنافع التي يبحث عنها المستهلك والتي يمكن
للمؤسسة أن توفرها له في الوقد ،الذي تكون فيه المؤسسات األخرى المنافسة غير
قادرة على فعل ذلك .أن التحديد النعال لمكانة المنتج في السوق يجب أن يرتكز على
عدد محدود من المنافع ،ألن تعددة المنافع من شأنها أن تعكس مستوى عال من المبالغة
ويجعل نسيانها أمرا محتمال .ولهذا ،فان القائمين على عملية تحديد مكانة المنتج يجب
ان يكونوا انتقائيين في تحديد عدد المنافع التي يتم على أساسها تحديد
المكانة النسبية للمنتج بين المنتجات المماثلة المنافسة.
ان القاعدة الذهبية التي يجب ان تحكم تلك االنتقائية :هي أن المنافع التي
يجب اختيارها هي تلك التي يكون المستهلك المحتمل بأشد الحاجة لها والتي يمكن أن
توفرها المؤسسة في منتجها بأعلى مستوي من الجودة التي ترقي بالمنتج الى مستوى
توقعات المستهلكين المحتملين .وهكذا ،فان عملية تحديد المكانة السوقية للمنتج يجب أن
تحاك من خالل الموائمة بين المنافع التي تتوفر في المنتج والتي يكون افراد الجمهور
المستهدف راغبين في الحصول عليها وقدرات المؤسسة
تتطلب عملية تحديد مكانة المنتج في السوق االجابة على األسئلة األربعة التالية:
.3ما هي المنفعة (او الم نافع ) المرتبطة بالمنتج وال توجد في المنتجات البديلة
.3المنافع االستهالكية
ان التحديد الفعال لمكانة المنتج في السوق يعتمد الى حد كبير على قدرة
ادارة المؤسسة على معرفة المنفعة ( مجموعة المنافع الرئيسة التي يبحث أفراد القطاع
السوقي المستهدف عنها وتشكل ميزة نسبية تحدد اختياره للمنتج (سلعة أو خدمة )
وبالتالي قرار شراءه له .فاذا كانت لدى المستهلك القدرة واالمكانيات التي تمكنه من
تقديم هذا المنتج بحيث تحقق للمستهالك تلك المنفعة وبشكل أفضل من أي مؤسسة
منافسة أخرى فان هذه الم نفعة يجب أن تكون العامل األساسي في تحديد مكانة منتجك
في سوقه.
ان هذا التفرد المتميز هو االساس االستراتيجي لتحديد مكانة المنتج
سلعة/خدمة) في سوقها .ويطلق على المنفعة التي ينفرد بها المنتج عن غيره من
إن نقطة البداية في عملية تحديد الهيكل المرجعي التنافسي الالزمة لبناء
مكانة الصنف تكمن في تحديد المنتجات أو األصناف التي تعتبر منافسة حقيقية
للصنف ،ومدى عالقته معها كبدائل ممكنة لهذا الصنف .كذلك ،فإن تحديد السوق
المستهدفة غالبا ما يعتبر أحد المتطلبات الرئيسة للهيكل المرجعي التنافسي .فتحديد
جمهور معين من المستهلكين األفراد من شأنه أن يساعد في معرفة حجم ومدی
المنافسة ومجاالتها الرئيسة .وتتطلب عملية تحديد الهيكل المرجعي فهمة عميقة لطبيعة
وخصائص السلوك اال ستهالكي ،وخاصة فيما يتعلق بطريقة إدراك المستهلك لألصناف
المختلفة ومقارنتها ببعضها وتقييمها للوصول إلى ما يسمى بمجموعته المعتبرة (التي
تشكل نطاق اختياره) من األصناف فيما بعد.
بعد القيام بتحديد الهيكل المرجعي التنافسي والقطاع السوقي وخاصة فيما
يتعلق بدراسة وتحليل السلوك االستهالكي وأنماط هذا السلوك ،باإلضافة إلى التحديد
الدقيق للمنافسة ومجاالتها الرئيسة ،فإنه ينبغي على القائمين بالتسويق القيام بتحديد
النقاط التي تشكل مجاالت التماثل واالختالف بين األصناف المختلفة والعالقات التي
تربطها ببعضها.
2.3.3نقاط االختالف Points of Difference
()PODS
تشير هذه النقاط إلى مجموعة السمات أو المنافع التي يربطها المستهلك
بشكل قوي بالصنف ويقيمها إيجابيا ،ويعتقد أنها ال تتوفر بنفس المدى في األصناف
األخرى المنافسة .ومن األمثلة على ذلك ،الخاصية التي تتمتع بها شركة فيدكس في
توصيل خدماتها خالل ليلة واحدة .وشركة ديل للكمبيوتر .تستطيع تجميع
الجهاز بعد ( ) 8ساعات من تلقيها طلب الشراء إلكترونيا .وتعتبر هاتين الخاصيتان
ميزتان تتميز بهما الشركتان عن سواهما من الشركات التي تتعامل بنفس األصناف.
( )POPS
من ناحية أخرى ،تشير نقاط التمائل إلى تلك السمات أو المزايا التي ليس من
الضروري أن تكون فريدة وخاصة بالصنف نفسه ،بل يمكن أن تشترك فيها مع غيرها
من األصناف األخرى المنافسة .وضمن هذا السياق يمكن التفرقة بين مجموعتين من
هذه النقاط :األولى ،ويرى فيها المستهلكون صفات أساسية ومجاأل رئيسة من مجاالت
االختالف عند المقارنة بين الصنف وغيره من األصناف األخرى ،ولكنها ال تعتبر
شروطأ كافية الختياره .أما الثانية فهي نقاط التماثل التنافسية ،وهي في الحقيقة تكون قد
صممت إلبطال مفعول نقاط االختالف الموجودة في األصناف المنافسة .وإذا استطاع
الصنف أن يحقق التعادل في تلك المجاالت التي يحاول فيها المنتج إيجاد ميزة معينة
تحقق مزايا في مجاالت أخرى فإن الصنف يجب أن يكون قوية إلى الدرجة التي ال
يمكن معها مضاهاته (وضع تنافسي قوي).
أما فيما يتعلق بنقاط االختالف فإن الصنف يجب أن يحقق تفوقة واضحة .كما أن
المستهلكين يجب أن يكونوا مقتنعين بذلك .وعلى مسؤولي التسويق أن يحددوا المستوى
المطلوب من االختالف بين الصنف وغيره من األصناف المنافسة األخرى .وبناء على
ذلك فإن مسوقي صابون دوف Doveيستطيعوا التمييز بين ثالثة مستويات من
االختالف .فعلى مستوى سمات الصنف يمكنهم التحدث عن وجود كمية معينة من
معجون التنظيف .وعلى مستوى منافع الصنف يمكنهم التحدث عن القدرة على جعل
البشرة ناعمة .وأخيرا يمكنهم الحديث عن جانبية الصنف .وعموما ،فإنه يمكن القول
بأن توفر السمات التي يتصف بها الصنف يمثل الحد األدني لتفضيل المستهلك.
الفصل الخامس
بحوث التسويق وأنظمة المعلومات التسويقية
المقدمة
يهدف هذا الفصل إلى التعريف ببحوث بالتسويق كنشاط استراتيجي في
مؤسسة األعمال الحديثة ،ثم ربط هذا النشاط بأنظمة المعلومات ،واتخاذ القرارات
بطريقة تبرر البعد التكاملي ،واالعتماد المتبادل بين هذه الحلقات بما يؤكد الطبيعة
النظمية لها ،كما يهدف إلى تزويد القارئ باإلطار اإلجرائي الواجب اتباعه عند القيام
ب بحث التسويق ،بما ينطوي عليه ذلك من توضيح للخطوات الرئيسة في
عملية بحوث التسويق ،باإلضافة إلى التعريف باآلليات التي تشتمل عليها تلك العملية.
أخيرا فإن هذا الفصل يعرف القارئ بطرق واساليب جميع البيانات واالجراءات
اإلحصائية المرتبطة باختيار العينات ،تصميم التجارب الميدانية والخطوات الخاصة
بإجراء البحوث التسويقية الميدانية وذلك باتباع المنهجية العلمية.
تعريف بحوث التسويق واهميتها
يتطلب إعداد البرنامج التسويقي الفعال وجود قاعدة معلوماتية عن السوق
والقوى الرئيسية المؤثرة فيها ،كما أن إعداد مثل هذا البرنامج يحتاج إلى التعرف
المستمر على حاجات المستهلكين ورغباتهم وتفضيالتهم وردود أفعالهم لما تطرحه
المؤسسة من السلع والخدمات ،واتجاهاتهم نحو كل عنصر من عناصر المزيج
التسويقي (السلعة ،السعر ،التوزيع ،االتصال التسويقي) وتفضيالتهم ومحددات
اختيارهم.
والحقيقة أن توفر هذه المعلومات يحدد إلى درجة عالية قدرة المؤسسة على
الرد واالستجابة لما يجري في السوق من أحداث وتكيفها معها ،وبالتالي بقاؤها
واستمرارها في دنيا األعمال.
وقد أدى اتساع األسواق المخدومة من قبل المؤسسات ،والتعقيد في عملياتها
إلى زيادة الحاجة إلى معلومات أكثر وأفضل .كما ساعد التطور الهائل
في تقنيات تحليل ومعالجة المعلومات وتجهيزها إلى زيادة امكانيات االستفادة
منها ،فباستخدام أجهزة ونظم الحاسوب المتطورة استطاعت االدارة في تلك المؤسسات
رفع مستوى جودة المعلومات ،وبالتالي انعكس ذلك على جودة ما
تتخذه من قرارات .ومن هذه المقدمة يمكن تعريف بحوث التسويق بأنها نظام متكامل
، Integrated Systemينطوي على سلسلة من العمليات ذات الطبيعة الذهنية
والميدانية المصممة ،بهدف جمع المعلومات عن ظاهرة أو مشكلة تسويقية معينة،
وتصنيف هذه المعلومات وتحليلها وتفسيرها بأسلوب منطق علمي ،يستطيع
الباحث من خالله الوصول إلى مجموعة من الحقائق التي يمكن أن تساعده على فهم
تلك الظاهرة أو المشكلة ،ومن ثم التنبؤ بما سيكون عليه سلوكها في
المستقبل .ويساعد هذا بالطبع إدارة التسويق على اتخاذ القرارات الالزمة بخصوص
أساليب التصرف الممكنة للتصدي لتلك المشكالت أو الظواهر ،واتخاذ إجراءات
الحيطة والحذر إزاء احتماالت حدوثها .ويقتضي هذا من باحثي التسويق أن يكونوا
قادرين على التعامل مع كافة الجهات المعنية في المؤسسة ،وذلك من خالل التنسيق
والتشاور والعمل كفريق واحد.
()MIS
تعرف االستخب ارات التسويقية بانها المعلومات السرية التي تقوم إدارة التسويق
بجمعها عن المنافسين للمؤسسة في السوق ،ففي ضوء هذه المعلومات
تقوم المؤسسة بتعديل خططها وبرامجها التسويقية .وتزداد أهمية هذه المعلومات مع
ازدياد حدة المنافسة ،وزيادة حرص مؤسسات األعمال على معرفة ما يقوم المنافسون
بعمله لتقديم مستويات إشباع أعلى لحاجات المستهلكين .وتتبنى المؤسسات الكبيرة
نظمة متقدمة للمعلومات التسويقية السرية عن منافسيها .ومن األمثلة على هذه
المؤسسات شركات :فورد ،وويستنجهاوس ،جنرال موتورز ،وجيليت وغيرها .وتعتمد
المؤسسات على م صادر عديدة للحصول على مثل هذه المعلومات ،أهمها:
أ .مراكز التوظيف والموظفون العاملون في المؤسسات المنافسة .حيث تعد طلبات
التوظيف وما تتضمنه من شروط ومؤهالت علمية وعملية الزمة الشغل الوظائف
التسويقية الشاغرة لدى المؤسسات المنافسة مصدرا المعلومات مهمة عن اتجاهات تلك
المؤسسات .كذلك يعد موظفو
المؤسسات المنافسة أنفسهم مصدرا مهما لالستخبارات التسويقية ،فمن مناقشاتهم
وأحاديثهم يمكن للمؤسسة استقاء الكثير من المعلومات.
ب .موظفو المؤسسة أنفسهم من مديرين ومهندسين وعلماء وباحثين يمكن أن يكونوا
كلهم قنوات معلومات ،ومصادر مهمة للتغذية العكسية المستمرة والمنتظمة إلى
مؤسستهم عن كل ما يجري في البيئة ،وما يقوم به المنافسين من أفعال
رمارسات.
ج.اإلفراد والمؤسسات الذين يتعاملون مع المنافسين؛ إذ يعد عمالء مؤسسة ما،
الكندي بقرب طرحها لموس الحالقة الجديد في السوق األمريكية ،قام هذا األخير
بإخبار شركة بيك Bicبذلك ،مما مكن الشركة األخيرة من وضع برنامج تسويقي
كاسح استطاعت من خالله البدء ببيع موسها للحالقة بعد طرح جيليت لموسها
بوقت قصير.
د .التقارير والمعلومات المنشورة .إن هذه المعلومات والمواد االعالمية المنشورة عن
المؤسسات المنافسة تمثل مصدرة في غاية األهمية ،فالتقارير تبوح بما تقوله
المؤسسات عن نفسها .فما تنشره الصحافة عن هذه المؤسسات وانجازاتها
واختراعاتها وما تعلن عنه في اعالناتها ،يمكن أن تزود المؤسسة المنافسة
بمعلومات سرية مهمة.
ه .مالحظة تصرفات المنافسين وتحليل األدلة المادية عن هذه التصرفات ،حيث يمكن
للمؤسسة شراء بعض منتجات المؤسسة المنافسة ،ودراسة وتحليل المضمون
السلع ي لهذه المنتجات ،وتكلفتها اإلنتاجية وطرق إنتاجها .يضاف إلى ذلك ،فإنه
يمكن للمؤسسة االستفادة من تحليل أوضاع المؤسسات المنافسة لها في السوق من
حيث حصصها السوقية ،وحجم اإلنتاج ،ونظم التوزيع التي تستخدمها تلك
المؤسسات وأساليب تعاملها مع الموزعين.
و .التقارير والنشرات الدورية التي تصدرها بعض األجهزة الحكومية المعنية بالنشاط
الصناعي والتجاري ،كوزارة الصناعة والتجارة ،وغرف الصناعة وجمعيات
المصدرين ،ومراكز األبحاث واالستشارات التي تقوم بإصدار الكثير من النشرات
والتقارير التي يمكن أن تستفيد منها مؤسسات األعمال.
وقد عمدت المؤسسات ألجل تعزيز قدرتها التنافسية في األسواق إلى تحصين
نفسها ضد ممارسات المؤسسات لمنافسة والمحافظة على سرية ماتقوم
به من أعمال .كما قامت في الونت نفسه بإنشاء مكاتب متخصصة لجمع
المعلومات التي تنشر عن المؤسسات المنافسة وتحليلها وتوزيعها على الجهات التي
تحتاج إليها داخل المؤسسة.
ينظر إلى بحوث التسويق على أنها الوسيلة التي تربط المستهلكين والعمالء
والجمهور بصانع القرار التسويقي في المؤسسة .ومن شأن المعلومات التي يتم جمعها
من البيئة التسويقية أن تساعد في التعر ف على كثير من الفرص الموجودة في السوق.
والحقيقة أن صانع القرار التسويقي ال يستطيع االعتماد فقط على ما يحصل عليه من
معلومات استخبارية ،ولهذا ،فإنه يحتاج في الغالب إلى دراسات ميدانية األوضاع
معينة .فقد ال يستطيع نظام استخبارات التسويقية توفير المعلومات الالزمة ،وهنا يتعين
على إدارة التسويق إجراء در سات تستهدف الحصول على هذه المعلومات ،والتي تفيد
االدارة كثيرا في تصميم ووضع الخطط والبرامج واالستراتيجيات التسويقية.
وتوضح إحدى الدراسات الحديث :أن باحثي التسويق يقومون بنشاطات متعددة،
تتراوح بين تحليل المبيعات والحصوں السوقية ،وبين القيام بدراسات عن القيم
االجتماعية والفرص السوقية المحتملة .وعموما ،فقد أوضحت الدراسة أن هناك عشرة
أنشطة رئيسة لوظيفة بحوث التسويق ،هي:
.4تحليل المبيعات.
1.1تحديد المشكلة
أشرنا فيما سبق إلى أن البحث التسويقي يمثل وسيلة لمساعدة صانع القرار
التسويقي في مواجهة المشكالت التي يمكن أن تظهر من خالل األداء التسويقي.
ولهذا ،فإن على مدير التسويق وباحث التسويق أن يعمال معا لتحديد هذه المشكالت
وتحديد أولويات بحثها ومعالجتها.
إن فهم مدير التسويق لطبيعة المشكلة أو الظاهرة التي تواجهه من جانب ،وفهم الباحث
لطبيعة وآليات البح ث التسويقي من جانب آخر ،يعتبران محددان أساسيان لنجاح البحث
التسويقي؛ ولهذا األمر ،كان واجبة على اإلثنين العمل معة التحديد المشكلة ،فمن شأن
ذلك أن يقود إلى الوصول إلى سيناريو متكامل ،ونظرة شمولية موحدة للمشكلة محل
البحث ،وهو ما يمكن أن يضع صناعة القرار التسويقي في مسارها الصحيح .والحقيقة
أن التعاون بين مدير التسويق وباحث التسويق يمثل ضرورة ،تمليها الصعوبات التي
تكتنف عملية تحديد المشكلة ،وأثرها على مجريات البحث .فربما كان بإمكان مدير
التسويق أن يعرف أن مشكلة ما أو خطا محتمال قد وقع في إحدى مجاالت عمل
إدارية ،ولكنه قد ال يعرف األسباب الحقيقية الكامنة وراء تلك المشكلة .فمثال ،قد يالحظ
مدير التسويق وجود انخفاض في حجم المبيعات في فترة ما من السنة ،وقد يكون
بمقدوره عزو تلك المشكلة إلى عدم فاعلية الجهد اإلعالني .وبعدها يتقرر القيام بدراسة
تستهدف تقييم تلك الجهد اإلعالني ،والوقوف على اسباب عجزه عن تحقيق أرقام
المبيعات المخططة :فإذا تبين من الدراسة أن الحملة اإلعالنية كانت جيدة ،وفي نطاق
ما خطط لها من أساليب ووسائل ،وأن الرسالة اإلعالنية كانت مناسبة وقادرة على
تحقيق الهدف منها ،هو الوصول إلى الجمهور المستهدف بها ،فإن تفكير مدير التسويق
سيتحول عندئذ إلى أسباب أخرى ربما كانت مسؤولة عن انخفاض المبيعات .وهكذا،
فإنه يبدو واضنة أن التحديد الواضح للمشكلة ،وما يستلزمه ذلك من تعاون وثيق بين
كل من مدير التسويق والباحث ،يعد خطوة أساسية في تحديد مجريات البحث الالحقة
واالسهام في الوصول إلى الهدف بأحسن الوسائل وأقل التكاليف.
بعد االنتهاء من تحديد المشكلة ،يتعين على الباحث أن يضع أهداف واضحة
ومحددة لبحثه .وفي هذه الحال ،يمكن التفرنة بين ثالثة أنواع من األهداف هي:
وتتجمع هذه األهداف في جمع البيانات الالزمة العطاء تصور أشمل يمكن أن
يساعد في تحديد المشكلة بشكل أوضح ،وبالتالي تكوين الفروض األساسية الواجب
إختبارها في البحث.
بعد أن يكون الباحث قد فرغ من تحديد المشكلة محل البحث ،ووضع األهداف
األساسية لبحثه ،فإن الخطوة التالية تقتضي منه صياغة المشكلة بطريقة أقرب إلى
المنطق الواقعي ،وهو ما يستلزم منه ترجمة ذلك إلى مجموعة من العالقات االفتراضية
بين المشكلة وبين ما يمكن أن يكون اسبابة في حدوثها .ويعتمد مضمون هذه العالقات
على األهداف التي يسعى الباحث إلى تحقيقها .فإذا كان الهدف هو تفسير حدوث
المشكلة (هدف تفسيري) ،فإن األمر يقتضي وضع مجموعة من الفروض
Hypotyesesالتي تنطوي على محاوالت لبناء عالقات سببية افتراضية
Causal Relationships
يضاف إلى ذلك ،فإن مدى وعدد العالقات السببية التي يستطيع الباحث
الوصول إليه ا يعتمد على خبرته ،ومعرفته بحيثيات المشكلة والظروف المحيطة
بها .ولما كانت صياغة الفرضية تعتمد إلى حد كبير على عملية تعليل سببي منطق
Logical casual Attribution
يتم من خاللها عزو المشكلة إلى أسبابها المحتملة ،فإن هذا التعليل ال بد أن يعزز
بالتبرير العلمي فدرجة االثبات التي تتوفر في النتائج التي يتوصل إليها الباحث توضح
مدى الدقة التي روعيت في صياغة الفرضية ،ومقدار ما انطوت عليه تلك الفرضية من
منطق .وبهذا ،فإن اختبار الفرضية هو في الحقيقة اختبار لمنطق الباحث عند صياغته
للفرضية.
المرحلة الثانية :تصميم البحث التسويقي:
بعد انتهاء الباحث من المرحلة األولى في تخطيط البحث التسويقي التي تنطوي
على تحديد المشكلة ،ووضع األهداف الرئيسة للبحث ،وصياغة الفروض األساسية التي
ينبغي اختبارها ،فإن المرحلة التالية هي تصميم البحث بكل ما تتضمنه من خطوات
اجرائية .وفيما يلي عرض موجز ألهم هذه الخطوات.
وتشتمل هذه الخطوة على تحديد واضح لطبيعة البيانات المطلوبة التي غالبا ما تترجم
األهداف األساسية للبحث .وتجدر اإلشارة إلى أن هذه البيانات قد تكون
أولية Primaryأو ثانوية .Secondaryوفي الوقت الذي يستلزم فيه الحصول
على
النوع األول من البيانات قيام الباحث نفسه بتحليل وتفسير المشكلة ،والحصول على
البيانات المطلوبة بنفسه من خالل دراسة ميدانية ،Field Studyيلجا فيها الباحث
إلى المنهاج التطبيقي ،حيث يقوم بتشخيص المشكلة ،وجمع البيانات الخاصة بها ،ثم
تحليل هذه البيانات ،واستخالص النتائج التي يمكن أن تساعد في فهم المشكلة محل
البحث ،وتفسير أسباب حدوثها ،فإن البيانات الثانوية متاحة في كثير من الكتب
والمراجع والتقارير الدورية والنشرات الحكومية التي تصدرها الكثير من الدوائر
والجهات الحكومية أو مراكز االستشارات .وفي األردن الكثير من هذه األجهزة ومنها:
وزارة التخطيط*.
البنك المركزي*.
بعد تحديد طبيعة ونوع البيانات المطلوبة يكون على الباحث تحديد مجتمع الدراسة
The Population
وفي معظم
األوضاع ،فإن تحديد األفرا .الذين سيكونون مصدرة للبيانات ينطوي على
بعض الغموض ،فعلى سبيل المثال ،إذا رغبت إحدى
المؤسسات في التعرف على أنماط األسرة األردنية في اتخاذ القرار الخاص بشراء
السيارة ،فهل سيتعين على الباحث أن ياخذ البيانات الخاصة بهذا
الموضوع من الزوج أو الزوجة او أي فرد آخر في األسرة او من تاجر
السيارات؟ إن تحديد الجهة التي ستكون مصدرا لهذه البيانات بشكل قرارا ضروريا
يجب على الباحث أن ياخذه بعين االعتبار عند اختيار العينة المناسبة لبحثه.الالزمة
للدراسة المنوي .2. The Sample Sizeتحديد حجم العينة
القيام بها .فالمعروف إحصائية أنه كلما زاد العدد الذي تتكون منه عينة
الدراسة ،زادت درجة الثقة في النتائج التي يمكن الحصول عليها ،وبالتالي
زادت إمكانيات تعميم هذه النتائج على مجتمع الدراسة التي سحبت منه
تلك العينة .وفي بعض األوضاع ،وخاصة إذا ما زوعيت في اختيار العينة
.3العينات المنتظمة.
وتعرف العينة االحتمالية البسيطة بأنها العينة التي يتم اختيارها على أساس
الصدفة المحضة ،حيث يعطي كل أفراد المجتمع فرصة متكافئة ومعلومة المقدار
للظهور في العينة .فإذا كان لدينا مجتمع مكون من 100شخص فإن توفير االحتمالية
في سحب العينة يستوجب إعطاء كل فرد في هذا المجتمع فرصة تنطوي على احتمال
قدره .1/100
أما العينات القطاعية فإنها تستخدم عندما يكون الباحث أمام مجتمع تكون
مفرداته غير متجانسة في خصائصها الهيكلية ذات العالقة بموضوع البحث .وفي هذه
الحالة يقوم الباحث بتقسيم مجتمع الدراسة إلى قطاعات متجانسة في خصائصها.
وبعد ذلك يتم إختيار عينة من كل قطاع بالطريقة االحتمالية البسيطة ،بحيث تكون
النسبة بين عدد مفردات العينة وعدد مفردات العينات كلها ،هي نفس النسبة بين عبد
مفردات القطاع الواحد ،وعدد مفردات المجتمع ككل .فبهذا اإلجراء يضمن الباحث
تمثيل العينة لكافة القطاعات التي يتكون منها المجتمع.
وبالنسبة للعينات المنتظمة فإنه يتم إختيارها على أساس البدء بالصدفة ،ثم
تسحب العينات على فترات متساوية من نقطة البداية .فإذا افترضنا أن مجتمعة يتكون
من 1000فرد ،أدرج افراده في كشف ورقموا بشكل متسلسل ،وكان المطلوب سحب
عينة حجمها 250مفردة ،فإن الباحث يحدد نسبة العينة الى المجتمع 4 :1وفي هذه
الحالة يقوم الباحث باختيار أي رقم ما بين ( )1و ( )4بطريقة عشوائية بحتة وليكن
الرقم ( )3وهكذا ،حتى يتم سحب كل مفردات العينة ،وبذلك يحصل الباحث على عينة
أما العينات المتعددة المراحل فإنها تستخدم عندما يكون مجتمع البحث كبيرة
إلى الحد الذي يصعب عنده إعداد قوائم أو كشوف تتضمن كافة مفرداته .وهنا يقوم
الباحث بتقسيم المجتمع إلى وحدات أولية ثم يختار منها عينة ،ثم يسحب من األخيرة
عينة أخرى كمرحلة ثانية ،وهكذا .ولتوضيح هذا اإلجراء ،فإننا نفترض أن الباحث
بصد سحب عينة متعددة المراحل ،وأن مجتمع الدراسة يتكون من كافة المنازل
الموجودة في أمانة عمان الكبرى .ففي هذه الحالة يقوم الباحث بتقسيم أمانة عمان
الكبرى إلى مائة منطقة ،ثم يختار من هذه المناطق عينات تكون مفرداتها ممثلة في
العينة الكلية ألمانة عمان .ثم يتم حصر الشوارع الواقعة في كل منطقة ،ويختار من
بينها عينة عشوائية من هذه الشوارع .وإذا كانت العمارات (االبنية) في كل شارع ذات
ارقام
،فإنه يتم اختيار عدد من األبنية في كل شارع لتكون عينة تمثل األبنية الكلية في
كل المنطقة وهكذا.
وهي عينة غير احتمالية أيضا ،فإن الباحث يلجا إلى اختيارها قاصدة متعمدة ولهدف
معين يسعی إليه ،وخاصة إذا لم تتوافر لديه البيانات الالزمة الختيار عينة احتمالية
كالتي اشرنا إليها.
وال بد من مراعاة بعض المعايير التي تساعد على توفير صفات محددة
في مفردات العينة تكون ذات الصفات السائدة في المجتمع.
والحقيقة أن أسلوب العينات ينطوي على نوعين رئيسين من الخطة االحصائي
الذين يجب أن يأخذه الباحث بعين االعذبار عند اختيار العينة وهما )1( :خطا الصدفة
و ( )2خطة التحيز .وينتج خطا الصدفة (العينة) عن وجود اختالف بين خصائص
مفردات المجتمع ،أما خطأ التحيز فإنه ينتج أثناء عملية اخذ العينة من مجتمع
الدراسة ،أو عند جمع البيانات من مفردات العينة .ونظرا لضرورة إخضاع االجراءات
الخاصة ببحث التسويق للمنهجية العلمية ،فإن من مسؤوليات الباحث أن يبذل قصارى
جهده لكي تسلم اجراءات بحثه من هذا النوع من األخطاء .وعموما فإن خطة التحيز
يمكن عزوه إلى )1( :سحب العينة من مجتمع غير المجتمع األصلي ( )2التحيز في
يتميز أسلوب االستبيان بانخفاض التكاليف والحصول على أكبر قدر من
البيانات .فاألمر ال يحتاج من الباحث سوى تصميم صحيفة االستبيان وتحديد مجتمع
الدراسة ،ثم توزيع االستبانات إما بصورة شخصية أو بالبريد.
ويصلح هذا األسلوب للدراسات الوصفية .فإذا أرادت إحدى المؤسسات معرفة
مدى إدراك الجمهور لسلعتها أو خدمتها أو لها نفسها ،أو اتجاهات أفراد هذا الجمهور
وتفضيالتهم ،أو أنماطهم االستهالكية ،فقد يكون هذا األسلوب أكثر مالئمة لجمع
البيانات .كذلك يعد أسلوب االستبيان أكثر استخدامة في جمع البيانات األولية ،وذلك لما
يتصف به من مرونة عالية .حيث يمكن أن يستخدم لجمع أنواع عديدة من
البيانات في أوضاع تسويقية مختلفة .كذلك ،فإنه إذا ما روعي في تصميم االستبيان
الوضوح والتسلسل المنطقي ،فإن ذلك يزيد من احتماالت الوصول إلى نتائج دقيقة
يمكن تعميمها.
وهنالك بعض األوضاع التي يكون فيها البحث عن أسلوب آخر أكثر فاعلية
في جمع البيانات الالزمة للبحث أمرا ضرورية .وهنا تبرز أساليب أخرى كالمقابالت
Interviews
والتجارب Experiments
كبدائل لالستبيان.
2.3.2المقابالت Interviews
وأسلوب المقابلة من أفضل األساليب لجمع البيانات ،كما أنه يزود الباحث
بمرونة أكبر من تلك التي يزودها االستبيان .وبالنظر إلى ما يتيحه أسلوب المقابلة من
االتصال الشخصي المباشر ،فإن ذلك يرفع من درجة فهم األشخاص المشمولين
بالدراسة لألسئلة ،وبالتالي يعطيهم الفرصة في معرفة المقصود بكل سؤال يوجه إليهم،
وهذا يتيح للباحث إمكانية الحصول على البيانات التي يحتاجها مما يرفع من مستوى
صدقها .والمقابالت الشخصية إما أن تكون
مباشرة Direct
وينقسم النوع األول إلى قسمين :مقابالت شخصية مصممة مسبقة ،بمعنی
أن الباحث يقوم بتوجيه مجموعة من األسئلة المعدة مسبقة ،وتتم المقابلة في إطار
تلك األسئلة .ولهذا فإنه يطلق على هذا النوع من المقابالت "المقابلة الموجهة"
Structured Interviews
Open Interviews
وهي التي تترك فيها المقابلة حرة ويقوم الباحث بتوجيه األسئلة التي تمكنه من
الحصول على البيانات المطلوبة.
وقد تتم المقابالت الشخصية المباشرة أحيانة بواسطة الهاتف
،وهي طريقة مفضلة عندما يرغب الباحث في الحصول على البيانات
بسرعة ،وعندما يود إضفاء درجة من الرقابة على جو المقابلة .وتختلف المقابالت
الشخصية عن المقابالت التليفونية بالنسبة لمجموعة من المعايير ،ويوضح الجدول
بعض أوجه المقارنة بين كل من المقابالت الشخصية والمقابالت التليفونية.
Individual Interviews
الشكل األول على قيام الباحث الشخص الذي يجري المقابلة) بالتحدث إلى شخص
معين يود الحصول منه على بيانات معينة .وال بد أن يكون الباحث قادرة على استمالة
تعاون األفراد معه ،حتى يستطيع الحصول على البيانات المطلوبة
أما في المقابالت الجماعية فإن الباحث يقوم بمقابلة مجموعة من األفراد
من 6إلى 10أفراد ،بهدف الحصول على معلومات معينة بشأن موضوع ما .وال بد
أن يكون لدى الباحث قدرة من التدريب والمهارة في اجراء هذا النوع من المقابالت.
فهو يحتاج إلى الموضوعية ،والمعرفة العميقة بالموضوع الذي ستجري بشأنه المقابلة.
باإلضافة إلى فهم تام لطبيعة وديناميكيات السلوك الفردي والجماعي .ويستخدم هذا
النوع من المقابالت في كثير من األوضاع التي يحاول فيها باحث التسويق اختبار
كثير من األمور التي تضطلع بها إدارة التسويق .فقد يحتاج الباحث إلى اختبار Copy
،testرسالة اعالنية
،تنوي المؤسسة طرحه في السوق ...الخ .ونظرا ألن الباحث يحاول تركيز
الجماعة حول موضوع معين ،فقد أطلق على هذه المقابالت اسم
ومع المزايا العديدة التي يمكن جنيها خالل تطبيق هذا األسلوب ،إال أنه يكتنفه بعض
القصور ،وخاصة فيما يتعلق بارتفاع تكلفة اجرائه ،والصعوبات المرتبطة باختيار
أفراد عينة المقابلة ،باإلضافة إلى أن هذا األسلوب بالنظر إلى قلة عدد أفراد العينة
المستخدمة في المقابلة فإن إمكانيات تعميم ما يمكن أن يتم التوصل إليه من نتائج تكون
منخفضة نسبية.
الخاصة بجمع البيانات ذات الطبيعة التفسيرية .وتتم إجراءات البحث التجريبي
عادة في جو يحكم فيه الباحث الرقابة على كافة المتغيرات التي يحاول دراستها ،سواء
كانت هذه المتغيرات مستقلة أم تابعة ونعني هنا بالمتغيرات المستقلة :تلك العوامل
المؤثرة على المشكلة محل الدراسة ،التي تعتبر متغيرة تابعة .كما يحاول الباحث عن
طريق إحكام الرقابة على جو البحث إستثناء وعزل اية متغيرات أخرى ال صلة لها
بالمشكلة ،وذلك لتحديد األثر الفعلي للمتغيرات المستقلة على المتغير التابع
( المشكلة).
ويلجأ الباحث إلى هذا النوع من أساليب جمع البيانات عندما يكون الهدف من
البحث هو الحصول على بيانات تحدد ثر أحد المتغيرات المستقلة على المتغير التابع
المشكلة محل الدراسة ،وجدير بالذكر أن أسلوبي المالحظة الشخصية واالستبيان
يمكن إستخدامها أثناء إجراء التجربة.
ورغم المزايا المرتبطة باألسلوب التجريبي ،وخاصة فيما يتعلق بصدق
ودقة النتائج التي يمكن الوصول إليها ،إال أنه -كما قلنا سابقا -يحتاج إلى مقتضيات
تطبيق معينة (إختبار عالقة سببية بين المتغيرات) ،كما أنه ينطوي
على تكلفة مرتفعة تتعلق بتوفير المناخ التجريبي الذي ستتم فيه التجربة.
باإلضافة إلى المهارات والكفايات العالية التي يستلزم توفرها في الباحث ،وخاصة فيما
يتعلق في مجال ضبط وإحكام ارقابة ،والحد من أية احتماالت للتحيز.
كذلك ،يكتف األسلوب التجريبي قدر من القصور عندما يكون المعيار المستخدم في
وهنا يسدل ستار من الشك على ذلك ،ألن عينة التجربة -امام االمكانيات المحدودة
للباحث -تكون من الصغر بحيث تصبح غير ممثلة للمجتمع كله ،وهو ما يمكن أن يحد
من امكانيات تعميم النتائج التي يتم التوصل إليها.
بعد االنتهاء من إجراءات تنفيذ الخطة الخاصة بالبحث وجمع البيانات ،فإن
الخطوة التالية هي معالجة وتحليل هذه البيانات ،واستخالص النتائج .ويمكن انجاز هذه
الخطوة يدوية أو عن طريق استخدام الحاسوب .وتشتمل هذه المعالجة على كثير من
العمليات الفرعية كالجدولة والتمثيل البياني وغير ذلك.
وبعد االنتهاء من تحليل البيانات إحصائية باستخدام أساليب التحليل
اإلحصائي المناسبة ألغراض البحث ،فإن الخطوة التالية تتعلق بإعداد وتجهيز
البيانات .ويجب أن تتم هذه الخطوة بالشكل الذي يسمح بقراءة النتائج بصورة بسيطة
وسهلة.
يتعين على الباحث في هذه الخطوة من خطوات البحث التسويقي أن يضع ما
توصل إليه من نتائج في صورة أكثر وضوحا وتفسيرا .إن االبقاء على النتائج في
صورتها الرقمية واإلحصائية قد ينفر القارئ منها .ولهذا فإنه يفضل وضعها وعرضها
باألسلوب الذي يساعد القارئ على دراستها وفهم محتواها .كذلك على الباحث أن يسلط
الضوء على النتائج ،وخاصة تلك النتائج ذات الدالالت اإلحصائية العالية ،التي يمكن
أن تشكل أهمية كبيرة بالنسبة لصانع القرار
هذا ،وال بد أن يتم تفسير النتائج من خالل التعاون بين الباحث ومدير
التسويق؛ فغالبا ما يكون األول خبيرة في مجاالت معينة ،كتصميم البحث والتحليل
اإلحصائي ،ولكن مدير التسويق يكون أكثر إحاطة ومعرفة بالمشكلة محل البحث فغالبا
ما تفسر النتائج بطرق مختلفة نتيجة للتفاوت االدراكي بين األفراد الذين يقومون
بالتقسير.
ولهذا فإن المزيد من المناقشات وعمليات التنسيق بين الباحث ومدير التسويق
يوفر المناخ المناسب لعملية تفسير منطقية وواقعية للنتائج .وكذلك ،من الممكن أن
يثير مدير التسويق عددا من األسئلة والتعليقات على ما تم التوصل إليه من نتائج.
وهكذا ،فإن مناقشة النتائج تمثل مسألة حيوية لعملية اتخاذ القرار ،وخاصة إذا أقررنا
العالقة الوظيفية بين بحوث التسويق وعملية اتخاذ القرار
إن تفسير النتائج التي يتم التوصل إليها تمثل خطوة مهمة في عملية البحث
التسويقي ،فحتى لو أن البحث على درجة عالية من الدقة ،فإنه سيكون غير ذي مدلول
إذا حاول مدير التسويق قبول النتائج ،والتسليم بها ،واتخاذ اإلجراء المناسب دون
مناقشة وتفسير تلك النتائج مع الباحث .وقد يكون في قبوله بها نوع من التحيز،
وخاصة إذا كانت هذه النتائج متفقة مع توقعاته السابقة ،حيث ال يجوز ذلك إال إذا
أثبتت عمليات تقييم النتائج ومناقشاتها ذلك.
وفي ختام ذلك يقوم الباحث بصياغة التصورات النهائية للنتائج ،وتقديم
التوصيات الالزمة بعد أن تكون قد فسرت في ضوء المعطيات والمؤشرات المحيطة
بالمؤسسة.
الفصل السادس
المقدمة
تدور المناقشة في هذا الفصل حول المنتجات ،أنواعها وخصائصها وتصنيفاتها
المختلفة؛ إذ تعد معرفة المنتجات ودراستها مدخال ضرورية لدراسة التسويق .والجدير
من سلع أو خدمات ،تعتمد إلى حد كبير على طبيعة هذه المنتجات وخصائصها.
فالمعروف أن المنتج (سلعة ،خدمة) يمر أثناء دورة حياته بمجموعة من المراحل
شأنها في ذلك شأن الكائن الحي( تقديم ،نمو نضوج ،ثم انحدار) ،ولهذا ،فإنه يكون
أمرا طبيعية أن تختلف االستراتيجية التسويقية تبعا للمرحلة التي يمر بها المنتج
وخاصة إذا ما علمنا أن لكل مرحلة خصائصها ،ومعاييرها ومقتضيات تطبيق خاصة
بها.
السلعية ،إضافة إلى التغليف ،والعالمات التجارية .وستساعد دراسة هذه الموضوعات
في التعرف على الجوانب األساسية للقرارات الخاصة بالسلع والخدمات واستراتيجيات
عرفت الجمعية األمريكية للتسويق المنتج (بفتح التاء) بأنه الشيء الذي يمكن
عرضه في السوق ،بغرض جنب االنتباه أو التملك أو االستهالك أو االستعمال والذي
يمكن أن يحقق قدرا من االشباع الحاجة أو رغبة إنسانية .ويتضمن ذلك السلع المادية،
والرغبات االستهالكية ،كما أنه مصدر للربح الذي يسعى إليه كل من الموزع والمنتج.
بل يتعداه إلى كل األبعاد التي يمكن أن تحقق للمستهلك المنافع التي يسعى إلى
تحقيقها.
إن هذه النظرة الشاملة لمفهوم المنتج لها مضامين تطبيقية مهمة لمدير
التسويق ،فيما يتعلق بكثير من القرارات المتعلقة بتخطيط المنتج وتصميمه ،إضافة إلى
الرئيسي الذي يقف وراء شراء المستهلك للسلعة أو الخدمة .وبعبارة أخرى فإنه
إنه يشير إلى مجموعة األبعاد الخامسة بالجودة ،والسمات المميزة ،والموبيل،
والعالمة والغالف .والحقيقة أن هذه األبعاد تلعب دورا رئيسيا في نقل جوهر
السلعة إلى المستهلك في إطار التفضيل ،االستهالكي الخاص به.
ويمثل مضمونة سلعية متكامال ،إذ يشير إلى جوهر المنتج وحقيقته ،إضافة إلى
مجموعة الخدمات والمزايا المقترنة به.
وهكذا ،فإن المنتج يمثل مفهومة تجاوز حدود تلك المجموعة الملموسة
يسعى إليها المستهلك وهو يبحث عن السلع والخدمات التي يعتقد أنها تساعد على
إشباع حاجاته ورغباته
وبهذا ،فإن المنتج يمثل مضمونة منفعية يشكل المصدر الرئيسي ليس فقط
لالشباع المادي ،وإنما أيضا لكثير من اإلشباعات المعنوية (الرمزية) التي يسعى إليها
المستهلك.
ويدعم هذا التوجه حقيقة أننا كمستهلكين نشتري السلع والخدمات في كثير من
األوضاع الشرائية ،ال لمجرد مضامينها التي تحقق لنا إشباعات مادية لحاجتنا
ورغباتنا
االستهالكية فحسب ،وإنما أيضا لما تحمله لنا من مضامين تنطوي على قيم رمزية
نسعى إليها من وراء شراء السلعة أو الخدمة .ويبدو هذا واضحا في شراء الخدمة
حيث يبرز مفهوم جودة الخدمة Quality of Serviceكمعيار اساسي يحدد
اختيار العميل للخدمة .كما هو الحال في الخدمات المصرفية
إن دوافع التفاخر والتباهي التي تكمن وراء كثير من قرارات الشراء تفسر
إلى حد بعيد هذه الفكرة ،وتؤكد مدى ما ينطوي عليه القرار االستهالكي من رمزية
ولعل في هذه المقولة الكثير مما يمكن أن يستفاد ألغراض التخطيط الترويجي بصورة
خاصة .إن هذه الرمزية يجب التعبير عنها في الدعاوي البيعية التي تقوم عليها الكثير
من الحمالت الترويجية .فالدعوى البيعية ،يجب أن تخاطب هذه الدوافع الشرائية ،التي
يمكن أن يعبر عنها عن طريق تحويل البعد الملموس في جوهر المنتج ،الى ابعاد ال
ملموسة يعبر عنها المضمون السلعي الحقيقي الذي يمثل حقيقة االختيار االستهالكي.
تختلف طرق وأساليب تسويق المنتجات باختالف أنواعها ،وال يوجد هناك
استراتيجية تسويقية واحدة يمكن أن تكون صالحة لكافة أنواع المنتجات .فال يعقل
استخدام استراتيجية لتسويق المنظفات الكيماوية لتسويق المالبس مثال.
للتصنيف.
ويمكن تقسيم المنتجات طبقا لهذا التصنيف إلى ثالثة مجموعات رئيسة هي
وهي السلع المحسوسة التي تتصف باستعمالها لفترة زمنية طويلة نسبية ،والتي
غالبا ما تشتري مرات محدودة أثناء حياة المشتري .ومن أمثلة ذلك األجهزة
الكهربائية ،والسيارات ،واالثاث وغير ذلك.
وتتصف سلع هذه المجموعة بارتفاع أسعارها نسبية ،واستعداد المستهلك لجمع
أكبر قدر من المعلومات عنها ،وذلك لعمل المقارنات السلعية المتعمقة بينها .ولذلك،
فإنه غالبا ما نالحظ أن مشتري هذه السلع يقوم بأكثر من رحلة تسوقية
للوصول إلى اختيار البديل األنسب .ولهذا السبب ،يطلق أحيانا على هذا النوع من
كذلك ،فإن من أهم خصائص هذا النوع من السلع أن قرار شرائها ينطوي
على معامل خطر مدرك عال نسبية نظرا الرتفاع أسعارها ،وانطواء قرار شرائها
على درجة من التفاخر االجتماعي الذي يكون دافعة للشراء في كثير من أوضاع
الشراء.
وبالنظر إلى االنتقائية التي ينطوي عليها سلوك شراء هذه السلع واختيارها .فإننا نجد
أن تنوع وعمق التشكيلة السلعية يلعب دورا بارزا في تسويق هذه السلع ونجاحها .كما
أن استراتيجية ترويجها يجب أن تعتمد على إبراز ميزة نسبية فيها،
بحيث تصبح فريدة ومميزة بالمقارنة مع مثيالتها في نفس المجموعة السلعية المنافسة،
ويميل موزعو السلع المعمرة إلى التعامل مع منتجيها مباشرة دون وساطة أي
من حلقات التوزيع كتجار الجملة ،وذلك لتعظيم هوامش ربحهم وضمان قدر أكبر من
تتصف هذه المجموعة من السلع بارتفاع معدل تكرار شرائها واستخدامها من
قبل المستهلك كالصابون ومعاجين اسنان ،ولذلك ،فإننا نجد المستهلك ال يلجأ
إلى كثير من األساليب التي يستخدمها عندما يشتري سلعة معمرة ،كالمقارنات
السلعية المتعمقة .بل يكون سلوده في شرائها أقرب إلى السلوك العفوي
""Habitual Behavior
1.3.ج .الخدماتServices
وتطلق على كافة األنشطة والعمليات التي يبرز فيها الجانب غير الملموس
بشكل أوضح من الجانب الملموس والذي يتولد عنها منافع واشباعات يمكن بيعها.
كالخيمة الفندقية والخدمية المصرفية ،وما شابه ذلك .وضمن سياق هذه الرؤية عرف
موربيك وآخرون الخدمة بأنها" النشاط االقتصادي الذي يستهدف توليد المنافع
الزمنية ،والمكانية ،والشكلية والنفسية للمستهلك ".فمثال توفر خدمة الطيران للراكب
األخرى .وكذلك الحال بالنسبة لخدمة تقديم المعلومات فإنها تقدم لمستخدمها المعلومات
بالشكل الذي يرغب فيه مولدة بذلك ما يسد می بالمنفعة الشكلية للمعلومات.
في اطار هذا التصنيف قدم فكرو التسويق معيارا آخرا لتصنيف السلع
المختلفة .وبناء عليه ،فقد فرقوا بين نوعين رئيسين للسلع هما :السلع االستهالكية
حاجاته ورغباته الشخصية .ومن أبرز التصنيفات التقليدية الخاصة بالسلع االستهالكية
ذلك الذي قدمته الجمعية األمريكية للتسويق اعتمادا على التباين الموجود في عادات
التصنيف الجمعية ،فإنه يمكن التمييز بين ثالثة أنواع من هذه السلع وهي :السلع
نوعا آخرا من السلع االستهالكية أسمياه" السلع غير المطلوبة ".هذا وسنستعرض فيما
وبأقل جهد ممكن ،وبدرجة قليلة من المقارنة .كما أنها تتصف بانخفاض الفروق بين
أصناف المجموعة السلعية الواحدة .ويرغب المستهلك في أن تكون هذه السلع في
متناول يده ،وفي أقرب مكان يوجد فيه .كذلك ،تتسم السلع السهلة المنال بانخفاض
أسعار شرائها ،مما يجعل الخطر المدرك The perceived Riskفي قرار
شرائها منخفضة نسبية ،وهو ما يبرر عدم ميل المستهلك إلى عمل المقارنات السلعية
عند شرائه لها .ومن األمثلة على السلع السهلة المنال ،الصابون والصحف والسجاير.
السلع سهلة المنال إلى ثالثة أنواع فرعية هي :السلع الرئيسة وهي السلع التي تشتری
بصورة منتظمة ودائمة من قبل المستهلك ،والسلع النزوية وهي السلع التي يشتريها
المستهلك بقدر قليل من التخطيط والجهد في البحث عنها ،ويوصف سلوك المشتري
عند شرائه لها بأنه عفوي .وتتميز هذه السلع بأنها موجودة في أماكن كثيرة .وهكذا،
فإن بعض أصناف الحلوى والمجالت غالبا ما توضع إلى جانب الصندوق في
المحالت .وأخيرا السلع الموسمية الطارئة ).وهي السلع التي تشترى عند الحاجة
الماسة لها ،كالمالبس الصوفية عندما يحل فصل الشتاء .ويلجا منتجو هذه السلع إلى
توزيعها بصورة شاملة ،حتى تكون في متناول يد المستهلك عندما تقتضي الحاجة إلى
شرائها.
وهي السلع التي يميل المستهلك في شرائها إلى اجراء المقارنات السلعية على
اساس مالءمتها ،وجودتها ،وسعرها ،وموديلها وتصميمها ،وغير ذلك من المعايير
التي يطورها لنفسه وتحدد تفضيله وقدرته على الشراء .واألمثلة على هذا النوع من
السلع كثيرة ومتعددة وتتضمن ،األثاث ،والمالبس ،السيارات ،واألجهزة الكهربائية،
كالثالجات والغساالت وأجهزة الكمبيوتر .ويمكن تقسيم سلع التسوق إلى مجموعتين
رئيسيتين هما:
سلع التسوق الموحدة النمطية )وسلع التسوق غير الموحدة .وتتصف المجموعة األولى
بقدر كبير من التشابه والتماثل في جودتها ،ومواصفاتها النوعية ،في الوقت الذي يكون
التفاوت في أسعارها شاسعة ،وذلك لتبرير عملية المقارنة السلعية بين أصناف
المجموعة السلعية الواحدة .أما المجموعة الثانية من سلع التسوق فتشمل األثاث
والمالبس ،وغالبا ما يكون بعض ما تتصف به هذه السلع من خصائص أكثر أهمية
بالنسبة للمستهلك من السعر .فالسعر ال يمثال معيارة مهمة في اختيار المستهلك لمثل
هذا النوع من السلع .بل األمر األكثر أهمية من ذلك ،هو العالقة المدركة بين شعر
هذه السلع ومستوى الجودة الذي تتمتع به .بمعنى أن السعر هنا يعد مؤشرة للداللة على
مستوى جودة السلعة .فمثال يميل المستهلك عند شرائه القميص مناسب ،إلى تبني
معايير غير السعر ،للمقارنة بين األنواع المختلفة البديلة المعروضة من القمصان.
فمدى المالعمة ،واللون ،ونوعية القماش والموديل تعد معايير أكثر أهمية من
االختالفات السعرية.
ومن أجل هذا كله ،يتحتم على بائعي سلع التسوق غير الموحدة إبراز
مثل هذه الجوانب في دعاواهم البيعية ،والتركيز على ضرورة االرتقاء بالسلعة
الى مستوى المعايير التفضيلية للمستهلك ،حتى يمكن استمالة استجابته للشراء.
إن بيع هذه المجموعة السلعية وترويجها يتطلب من البائع قدرة كبيرة من
وهي السلع التي تتصف بخصائص متميزة وفريدة ،وترتبط بعالمات تجارية
مميزة ،والتي يكون بعض المستهلكين على استعداد لبذل جهود خاصة من أجل
الحصول عليها .كما ينطوي قرار شرائها على رغبة من جانب المستهلك للتميز
والتفاخر بها ،ويكون وراء شراء مثل هذا النوع من السلع ميل من جانب المستهلك
كذلك يميل المستهلك في شرائه للسلع التخصصية إلى تبني عالمات مميزة
يحاول أن يؤكد والءه لها رغم وجود بدائل سلعية أخرى ،وتكون أسعار هذه السلع في
العادة مرتفعة .واألمثلة على السلع التخصصية كثيرة ،ويقع في عدادها أنواع معينة من
السيارات ،واللوحات الفنية والتحف ومالبس المناسبات الخاصة .وإذا نظرنا إلى النمط
االستهالكي لهذه السلع ،وجدنا أن المستهلكين ،يميلون في العادة إلى اجراء المقارنات
بين هذه السلع ،كما يحاولون الوصول إلى موزعيها المعتمدين مهما بذلوا في ذلك من
الجهد والعناء .ولهذا ،فإن من أهم مقومات تسويق هذه السلع أن يتيح موزعوها
للجمهور معرفة أماكن وجودهم ،ونال ،مساعدة منهم للمستهلك ،وتقليال للجهد الذي
يبذله في ذلك.
وال بد من العلم أن بعض السلع االستهالكية ،سواء أكانت سهلة المنال أو سلع
تسوق ،يمكن أن تعد سلعة تخصصية نحت ظروف شرائية معينة مثلها في ذلك مثل
وهي السلع التي ربما ال يعرفها المستهلك ،أو يعرفها ولكنه ال يفكر في شرائها
حالية ،وغالبا ما تكون هذه السلع جديدة ،كأجهزة إنذار الدخان .ومثل هذه السلع يحتاج
المستهلك إلى التعرف عليها .ما ينهلب حمالت إعالنية مكثفة ،تستهدف تكوين
قاعدة معرفية لدى المستهلكين عنها .ومن أمثلة هذه السلع التأمين على الحياة،
والموسوعات العلمية .ونظرا للصعوبة التي تنطوي عليها عملية تسويق وبيع
من السلع ،فإن األساليب والطرق المستخدمة في بيعها ،تعد من أهم وأنجح أساليب
البيع المعاصر.
بالشكل(2):
السلع االستهالكية تقسم الى
_3سلع التسوق _4السلع سهلة المنال _2سلع غير مطلوبة _1سلع تخصصية
تقسم السلع سهلة المنال الى_1:السلع الرئيسية _2السلع النزوية _3السلع الموسمية
وهي السلع التي يشتريها األفراد ،أو المؤسسات ،بغرض استخدامها في عمليات
إنتاجية الحقة ،إلنتاج سلع استهالكية أو إنتاجية ،او الستخدامها في تسيير األعمال أو
العادة بيعها .وعلى ذلك فإن المعيار األساسي في التفرقة بين السلع االستهالكية
والسلع الصناعية ،يتمثل في الغرض من الشراء ،فعلى سبيل المثال ،إذا قام المستهلك
بشراء جهاز حاسوب الستخداماته الشخصية فإنه يعد سلعة استهالكية .أما إذا تم شراء
نفس الجهاز ليستعمل في مكتب اعمال ،فإنه بعد سلعة صناعية ،وهكذا يكون الغرض
اإلنتاجية وطبقا لتكلفتها .وبناء على ذلك ،فإنه يمكن تصنيف هذه السلع إلى :المواد
وهي السلع التي تدخل في عملية االنتاج بصورة كلية وتتضمن المواد الخام،
والسلع نصف المصنعة ،واألجزاء ،سواء أكان ذلك بغرض إتمام عملية اإلنتاج ،أو
باعتبارها أجزاء أساسية في إنتاج سلعة أخرى .ويمكن تصنيف هذه المجموعة من
السلع الصناعية إلى مجموعتين فرعيتين هما ): (1المواد الخام والمواد المصنعة،
إدخالها في عمليات تصنيع إلنتاج سلع أخرى تطرح فيما بعد في األسواق لبيعها.
أما المواد المصنعة واألجزاء ،فإنها تدخل غالبا بصورة جزئية أو كلية
في إنتاج السلع ،ولكن بعد أن يكون قد أدخل عليها بعض عمليات التصنيع .مثال
ذلك ،خيوط الغزل والجلود ،واالسمنت ،واألسالك الكهربائية .أما األجزاء فإنها تدخل
في السلعة التامة كلية ،ودون إدخال أية تعديالت أو تغييرات في شكلها .ومن أمثلتها
الموتورات الصغيرة التي توضع في المكانس الكهربائية ،واإلطارات عندما توضع في
السيارة ،وتباع معظم المواد المصنعة واألجزاء مباشرة إلى مستخدميها من المنتجين
أو وكالئهم أو موزعين معتمدين من قبلهم .ويعد السعر والخدمة من العناصر األساسية
في أية استراتيجية لبيع هذه المواد ،في حين يلعب اإلعالن ،والتمييز السلعي دورة أقل
وهي السلع الصناعية التي تساعد على إنتاج سلع أخرى ،ولكنها ال تدخل في
تكوينها ،ويمكن تصنيفها إلى مجموعتين هما (1) ،التجهيزات اآللية الرئيسية وهي ال
تدخل في إنتاج السلع ،وإنما تساعد في اإلنتاج ،مثل المعامل والمكاتب ،والمولدات
Services
وهي سلع ال تدخل في إنتاج السلعة ولكنها تساعد في ذلك كمهمات التشغيل،
والزيوت المعدنية ،والوقود ،وورق الطباعة ،وأدوات القرطاسية ،واألصناف األخرى
الالزمة لعمليات الصيانة ،كالدهانات والمسامير .ويعد هذا النوع من السلع الصناعية
كسلع التسوق ،ألنها تشتري في العادة بقدر من الجهد والتحضير واجراء المقارنات
السلعية .وتتضمن خدمات استشارية (قانونية ،ادارية ،إعالنية) .ويتم شراء هذه السلع
في العادة بموجب عقود .فخيمة الصيانة مثال غالبا ما تتوافر لدى المصانع التي تنتج
األجهزة األصلية.
ويوضح الشكل رقم ) (3تصنيف ،السلع الصناعية على النحو الذي ورد في
تقسم السلع الصناعية الى _1:المواد االولية واالجزاء _2السلع الرأس مالية
أو خدمات بنوع هذه السلع .والمؤسسة التي يكون لديها عدة خطوط منتجات يكون
لديها ما يسمى بمزيج خطوط المنتجات ، Product Lines Mixو يعرف بأنه
مجموعة خطوط المنتجات وما يندرج تحتها من األصناف المتشابهة في استعمالها أو
التي تباع لنفس المجموعة من المستهلكين ،أو التي توزع عن طريق نفس منافذ
فمثال ،يتكون مزيج خطوط المنتجات الشركة الصفوة األردنية من عدة خطوط،
خطوط هذه المنتجات يتكون من عدة أصناف .فمثال يتكون خط المنظفات الذي تنتجه
ويشير اتساع مزيج خطوط المنتجات The Product Mix Widthإلى عدد
إلى ستة خطوط .أما طول المزيج فإنه يشير إلى العدد الكلي لألصناف التي تنتجها
كافة خطوط االنتاج الخاصة بالشركة .وفي هذه الحالة فإن هذا العدد يصل إلى تسعة
عشر صنفة ،تمثل مجموعة األصناف التي تتكون منها الخطوط الستة.
كذلك يمكن حساب ما يسمى بمتوسط طول هذا الخط عن طريق قسمة طول
أما عمق مزيج خطوط المنتجات The Product Mix Depthفإنه يشير إلى
مدى التشكيلة السلعية التي تتكون منها كافة خطوط المنتجات ،فمثال إذا كان معجون
إحداهما بكلوروفيل ،والثانية بدون ذلك ،فإنه يمكن القول بان تشكيلة كرست تتكون من
ستة أشكال مختلفة ،وهكذا ،فإنه يمكن حساب عمق مزيج المنتجات ،عن طريق جمع
وأخيرا فإن البعد الرابع في المزيج هو التوافق ،ويشير إلى درجة الترابط
واالتساق بين مختلف خطوط المنتجات ،سواء أكان ذلك من حيث استعمالها النهائي،
أو مستلزمات إنتاجها ،أو طرق توزيعها ،أو أي شكل آخر .فعلى سبيل المثال فإنه
بالنسبة لشركة الصفوة ،فإن درجة التوافق واالنسجام بين خطوط منتجاتها ،تكمن في
كونها كلها سلعة إستهالكية ،ويتم توزيعها من خالل نفس قنوات التوزيع ،وتكون هذه
الخطوط أقل إنسجاما إذا كانت هذه المنتجات تؤدي وظائف مختلفة للمستهلك.
إن معرفة هذه األبعاد األربعة لمزيج خطوط المنتجات من شأنها أن تساعد
صانع القرار التسويقي في تخطيط االستراتيجية التسويقية المناسبة لكل منتج .والحقيقة
.1إضافة خطوط منتجات جديدة لتوسيع مزيج منتجاتها .وفي هذا تستطيع
المنتجات القديمة .حيث يتم تعميم نجاح تلك المنتجات على المنتجات الجديدة.
.2إطالة خطوط المنتجات الموجودة حاليا ،بصورة تكتمل بها خطوط المنتجات
الخاصة بالمؤسسة.
.3إضافة نماذج معدلة من المنتج إلى كل خطوط المنتجات ،مما يساعد على
. 4زيادة التكامل والترابط بين خطوط المنتجات ،بحيث تصبح أكثر
برتكز مفهوم دورة حياة المنتج Product Life Cycleعلى تشبيه المنتج
بالكائن الحي .فكما أن حياة هذا الكائن لها نطاق زمني محدد ،تمر عبره بمراحل
مختلفة ،فإن للمنتج أيضا دورة حياة ،تبدا بظهوره في األسواق ،وتنتهي إلى االنحدار.
وبالرغم من أن غالبية المنتجات تمر بدورة حياة نمطية في عدد مراحلها ،اال انها
متباينة في طول كل مرحلة من هذه المراحل بالنسبة لمختلف أنواع المنتجات ،ويوضح
مرحلة دون أخرى ،وهكذا .ويمكن لمفهوم دورة حياة المنتج أن يصف مجموعة سلعية
كاملة ،أو شكال من أشكالها أو عالمة تجارية .فمثال مرت دورة حياة منتج .كالتليفون
عبر المقسم بدورة حياة منتظمة ،بدءا بالتقديم ،فالنمو السريع ،فالنضوج ،ومن ثم
االنحدار وكذلك الحال بالنسبة للتلفزيون ،ففي حين بقي المنتج موجودة ،إال أن أحد
أشكاله( األبيض واألسود )قد وصل إلى االنحدار .وهناك عالمات تجارية معينة لسلع
معينة ،يمكن أن تتغير بصورة سريعة ،نظرا لتغير أوضاع السوق والقوى المؤثرة
فيها.
ويستخدم مفهوم دورة حياة المنتج من قبل مديري التسويق كاطار يمكن أن
يساعد في وصف كيفية تطور وضع المنتجات في السوق .ولكن استخدام مفهوم دورة
الحياة ألغراض التنبؤ بالمبيعات ،أو لتطوير السياسات التسويقية ،يمكن أن يملي بعض
المشكالت التطبيقية .فربما يجد مدير التسويق أن من الصعوبة بمكان معرفة المرحلة
الحالية التي يمر بها المنتج في دورة حياته ،وخاصة عندما ينتقل من مرحلة إلى
أخرى ،والعوامل المختلفة التي تؤثر على الكيفية التي تم بها هذا االنتقال .وفي الواقع
ال توجد معايير يمكن بواسطتها التعرف على مرحلة تطور المنتج .حتى بالنسبة
للمجموعة السلعية الواحدة إذ يصعب الوصول إلى مثل هذه المعايير ،وهو ما يجعل
عملية الترتيب المرحلي للمنتج مسألة يكتنفها كثير من الصعوبات .فال يمكن من
الناحية العملية مثال التنبؤ ال بالمبيعات المتوقعة في كل مرحلة من مراحل الدورة
الحياتية للمنتج ،وال بطول كل مرحلة ،أو شكل المنحنى فيها .
كذلك ،يواجه استخدام مفهوم دورة حياة المنتج ألغراض تخطيط سياسات
التسويق كثيرة من االنتقادات ،ألن السياسة في حد ذاتها ،تكون سببا ونتيجة في آن
واحد لدورة حياة المنتج .فالوضع الحالي لدورة حياة المنتج يشير إلى أن السياسات
التسويقية ،واالستراتيجيات التسويقية الناتجة عنها تؤثر على أداء المنتج في المراحل
المتأخرة من دورة الحياة.
ومع ذلك ،فإن مفهوم دورة حياة المنتج إذا ما استخدم بحذر فإنه يمكن أن
يكون أداة تحليلية تساعد في تطوير استراتيجيات تسويقية فعالة لمختلف مراحل دورة
حياة المنتج.
يكون المنتج (السلعة أو الخدمة) في مرحلة التقديم عندما يكون متاحة للشراء
في السوق ألول مرة ،ولذلك تأخذ مرحلة تقديم المنتج الى السوق وقتا طويال ،فتكون
المبيعات منخفضة نسبية ،ويكون معدل نموها بطيئة .فقد استغرقت مرحلة تقديم الكثير
من المنتجات التي أصبحت اآلن معروفة جدة ،كالقهوة سريعة الذوبان ،وعصير
البرتقال الجاهز ،وقتا طويال قبل أن تدخل مرحلة النمو من دورة حياتها.
وتتسم هذه المرحلة في دورة حياة المنتج أيضا ،بانخفاض األرباح ،وذلك
بسبب انخفاض المبيعات ،وارتفاع تكلفة التوزيع والترويج .فحتى يمكن استمالة
الموزعين للتعامل بالمنتج وتحفيزهم على قبوله ،فإن ذلك يتطلب إنفاق مبالغ كبيرة،
باإلضافة إلى ما يجب أن ينفق على أنشطة الترويج المختلفة للتعريف بالمنتج ،واقناع
المستهلكين بجودته ومالعمته .أما بالنسبة للمنافسة فإنها ال تكاد تذكر كما أن فئة
و تكون السلعة أو الخدمة في مرحلة النمو ،عندما يبدأ معدل النمو في مبيعاتها
بالزيادة السريعة .وهنا تبدا المؤسسة بجني أرباح كبيرة ،مما يكون حافزا كافية لدخول
منافسين جدد إلى السوق .كما يحاول كل منهم تقديم سلعة أو خدمة أفضل من حيث
إلى زيادة درجة التنوع في التشكيالت السلعية المتاحة .وتعد المنافسة االحتكاريةThe
وتتراوح الفترة الزمنية التي تستغرقها مرحلة نمو المنتج بين عدة أيام وعدة
سنوات ،ويعتمد ذلك على طبيعة ونوع المنتج .وبالرغم من أن المؤسسة تستطيع في
هذه المرحلة تحقيق أقصى أرباح ممكنة ،إال أن الوصول إلى هذا المستوى يمثل إيذانا
ببدء انخفاض األرباح أيضا.
حدة بينها وبين غيرها من المنتجات المماثلة .فكما قلنا ،فإن زيادة األرباح المتولدة عن
الدخول الى السوق .وإلى أن تستطيع السوق إفراز الظروف المواتية لظهور
إحتكار القلة ،فإن هذه المنافسة ستزداد ..ولهذا ،تتصف هذه المرحلة بميل األرباح الى
االنخفاض .يساعد على ذلك االرتفاع في حجم االنفاق الترويجي في هذه المرحلة،
وهذا كله يقود إلى الضغط على األسعار فتهبط .ومن أبرز الصفات التي تتميز بها
هذه المرحلة توجه المؤسسة التمييز منتجاتها .ويكون الترويج أداة فعالة في تحقيق
ذلك.
ومن العوامل التي تساعد المؤسسة في تخطيط جهدها الترويجي في هذه المرحلة
معرفتها ألكثر المجاالت التي تحظى باهتمام المستهلكين ،والتي تثير رغباتهم في
الشراء .وهنا يتعين على المؤسسة تمييز ما تنتجه من سلع أو خدمات ،ألن القدرة
التنافسية للمؤسسة تعتمد على المكانة التنافسية للمنتج ،واإلغراءات السعرية ،وكثافة
الجهد اإلعالني ،ووسائل الترويج األخرى .وإلعب االعالن دورا مهما في هذه
المرحلة ،حيث يجب أن يوجه بالطريقة التي يتم من خله إبراز الميزة النسبية للمنتج.
يتصف المنتج الذي يصل إلى هذه المرحلة بدرجة عالية من التعثر .والحقيقة،
أن المنتج ال ينبغي له أن يصل إلى هذه المرحلة إال بوجود بديل جديد
مناسب يحل مكانه او بتطوير المنتج نفسه .وبعض المنتجات يمكن أن تولد قدرا من
طريق التطوير واالبتكار حيث يتم من خالل ذلك تجديد دورة حياة المنتج
.Recyclying
وهكذا ،فإن دورة حياة المنتج تمنل مفهوما في غاية األهمية بالنسبة
التخطيط السياسات السلعية ،وخاصة فيما يتعلق بالمزيج التسويقي المناسب لكل
مرحلة.
تعد المرحلة التي يمر بها المنتج خالل دورة حياته أحد العوامل التي يجب
تراعي عند تخطيط االستراتيجية التسويقية للمنتج .وألن كل مرحلة من هذه المراحل
يمكن أن يكون لها سيناريو مختلف ،فإن ذلك يفرض أن يكون لكل مرحلة إسراتيجيتها
التسويقية الخاصة بها ،ولهذا ،فإننا سنحاول في هذا الجزء أن نسلط الضوء على
تنطوي عملية تقديم المنتج إلى السوق على مخاطر كثيرة .ومن هذه المخاطر
إحتمال فشل المنتج .ولهذا فإن على إدارة التسويق أن تضع لنفسها من أساليب
التصرف والبرامج التسويقية ما يضمن للمنتج عملية تقديم آمنة إلى السوق ،وخاصة
بالنسبة للتسعير والترويج ،والتوزيع ،وتحديد جودة المنتج .وكثير من حاالت الفشل
الذي منيت به كثير من المنتجات كانت في هذه المرحلة .هذا ونستعرض فيما يلي أربع
استراتيجيات مهمة يمكن إلدارة التسويق أن تتبناها في مرحلة تقديم المنتج ،وهذه
االستراتيجيات هي:
تركز هذه االستراتيجية على تقديم المنتج إلى السوق بسعر مرتفع مصحوب
بجهد ترويجي مكثف .وتستهدف إدارة التسويق بذلك محاولة الوصول إلى أقصى ربح
إجمالي لكل وحدة منتجة .فهي تتفق بسخاء على الترويج ،لتعريف جمهور المستهلكين
بمزايا المنتج وخصائصه النسبية واقناعهم بشرائه ،وتحاول تبرير السعر المرتفع،
بمستويات الجودة العالية التي يتصف بها المنتج أو االستفادة من كون المنتج جديدة
وليس له منافس في هذه المرحلة .ولهذا ،فإن تكثيف الترويج من شأنه أن يساعد في
عملية القشط السريع للسوق.
والحقيقة أن هذه االستراتيجية تكون فعالة في األوضاع التالية :أ )عدم معرفة
قطاع كبير من الجمهور بالمنتج( .ب )ان افراد الجمهور الذين يكونون قد عرفوا
المنتج سيبدأون بشراء المنتج ،وسيكونون قادرين على دفع السعر المرتفع( .ج )وجود
منافسة شديدة .ولهذا ،فإن المؤسسة ترغب في بناء تفضيالت استهالكية سريعة
لمنتجها.
تقوم هذه االستراتيجية على أساس تقديم المنتج إلى السوق بسعر مرتفع
مصحوب بجهد ترويجي منخفض .وتهدف سياسة السعر المرتفع إلى تحقيق أقصى
ربح اجمالي للوحدة الواحدة من المنتج .في حين يحافظ تخفيض الجهد الترويجي على
بقاء التكاليف عند حدها األدنى .إن تطبيق هذه االستراتيجية من شأنه أن يحقق
للمؤسسة أرباحة عالية ومع ذلك ،فإن هذه االستراتيجية تفترض ما يلي( :أ )صغر
حجم السوق (،ب )وجود معرفة تامة بالمنتج من قبل الجمهور (،ج )استعداد الجمهور
لدفع السعر المرتفع (،د )عدم وجود منافسة شديدة).
تستند هذه االستراتيجية على تقديم المنتج إلى السوق بسعر منخفض ،مع جهد
ترويجي مكثف .حيث يكون هذان المحوران كافيين لتحقيق تغلغل أسرع داخل السوق،
وتحقيق أكبر حصة سوقية فيها .وتكون هذه االستراتيجية فعالة في األوضاع التالية:
)عندما يكون السوق واسعة وحجم الطلب فيه كبيرة (،ب )عدم معرفة الجمهور
بالمنتج (،ج )زيادة حساسية السوق السعر المرتفع (،د )وجود منافسة شديدة (،ه)
انخفاض تكلفة اإلنتاج تبعا لحجم اإلنتاج وزيادة الخبرة االنتاجية .وتعد االستراتيجية
التي تتبناها مؤسسة ضراغمة التجارية مثاال على هذا النوع من االستراتيجيات. 176
تقوم هذه االستراتيجية على أساس تقديم المنتج إلى السوق بسعر
المستهلك للمنتج ،كما يساعد المؤسسة على إبقاء تكاليف الترويج عند أدنى مستوياتها
من أجل تحقيق مستوى أعلى من الربح .كما تفترض المؤسسة أن الطلب على المنتج
مرن جدا ،ولكن مرونة الطلب بالنسبة للترويج قليلة نسبية .وعموما تعد هذه
االستراتيجية مناسبة في األوضاع التالية( :أ )وجود سوق كبيرة للمنتج (،ب) معرفة
تامة بالمنتج من جانب الجمهور (،ج )ارتفاع حساسية السوق السعر (،د )وجود
االستهالكية ،فإنه سيحظى حتمأ بقبول المستهلك .ألن المنتج في هذه الحالة
سيكون قادرة على تحقيق االشباعات التي يتوقعها المستهلك ،مما يزيد من حجم
المبيعات ،ويسرع من معدل نموها ،بها يساعد على الدخول إلى مرحلة النمو.
فالمستهلكون الذي بادروا إلى شراء المنتج( االبتكاريون )سيستمرون في شرائه نظرا
لالنطباعات والقناعات االيجابية حوله .كما أن المستهلكين الذين لم ينضموا بعد إلى
الركب ،سيبداون بالشراء محاكين بذلك من سبقوهم وخاصة عندما يسمعون كالم الثناء
واالستحسان عن أداء المنتج ،والتوصية باستخدامه .وفي ضوء النجاح الذي يحققه
المنتج في السوق ،فإن المبيعات العالية المقترنة بفرص ربح عالية أيضأ ستغري
المنافسين بالدخول إلى السوق ،وسيحاو ون تقديم منتجات جديدة بمواصفات جديدة
أيضا ،وستتسع السوق لذلك .فالزيادة في عدد المنافسين ستقود إلى زيادة في عدد
منشآت التوزيع ،وسيؤدي ذلك إلى مبيعات أعلى .والحقيقة أنه ال يمكن إجراء أية
زيادات في األسعار ،ألن من شأن المنافسة أن تكبح جماح أية ممارسات في هذا
االتجاه .أما اإلنفاق على التوزيع والترويج فينتظر أن يزداد لمواجهة المنافسة ،حيث
وتتصف مرحلة النمو في دورة حياة السلعة بزيادة األرباح .فتكاليف الترويج
دعاية واعالن ...وغيرها )ستوزع على عدد أكبر من المنتجات ،مما يقلل نصيب
الوحدة الواحدة من هذه التكاليف .وهي ميزة تتحقق عادة في ظل االنتاج الكبير
Mass production
وللحفاظ على مكانتها التنافسية في السوق ،وتعزيز هذه المكانة فإن بإمكان
المؤسسة تبني عدة استراتيجيات تسويقية أبرزها :ا .تحسين مستوى الجودة النوعية
للسلعة أو الخدمة ،وإضافة مواصفات جديدة وموديالت أكثر للسلعة التمييز السلعي
وتنويع التشكيلة السلعية)( ،ب) محاولة الوصول إلى قطاعات استهالكية جديدة
إن وصول المنتج إلى مرحلة النضوج يعني ضبمنية اجتيازه لمرحلة النمو،
وتحسن موقفه في السوق .وبالرغم من ذلك ،فإن النمو في مبيعات المؤسسة قد
ينخفض في أوقات معينة .فمرحلة النضوج غالبا ما تستمر وقتا أطول من المراحل
السابقة( التقديم والنمو) ،كما أنها تفرض كثيرة من التحديات على إدارة التسويق في
كثيرين ،مع وجود منتجات كثيرة للبيع .وهذا سيقود بالتالي إلى زيادة حدة المنافسة.
فالمؤسسات المتنافسة تبدأ بتخفيض أسعارها ،وزيادة حجم اإلنفاق على اإلعالن وغيره
من أساليب وطرق الترويج ،كما أنها ستلجأ إلى تدعيم موازناتها المخصصة ألغراض
البحث والتطوير ،من أجل الوصول إلى منتجات مطورة تستطيع بها تعزيز المكانة
التنافسية لمنتجاتها.
ومن شأن كل هذه الممارسات أن تؤدي إلى تخفيض هوامش الربح ،التي يمكن
أن تحققها المؤسسات المتنافسة ،وسيقود ذلك إلى خروج بعض المؤسسات الضعيفة،
التي ال تقوى على المواجهة والتصدي من السوق ،بحيث يبقى في السوق تلك
وإزاء هذا السيناريو السوقي المتوقع ،فإن القدرات الدفاعية للمؤسسة لن تكون
سهلة المنال ،ويمكن للمؤسسة أن تقوم بتسديد هجوم كوسيلة للدفاع عن منتجاتها .وفي
ظل هذا التوجه فإن بامكان ادارة التسويق في المؤسسة أن تأخذ في اعتبارها
وتلجأ المؤسسة إذا ما تبنت هذه االستراتيجية إلى زيادة االستهالك من المنتج
الحالي ،وذلك عن طريق زيادة استعمال المنتج من قبل المستهلكين الحاليين ،أو
الوصول إلى قطاعات استهالكية جديدة ،أو قيام المؤسسة بإعادة النظر في وضع
المنتج في السوق ،ومحاولة ترويجه في أطر جديدة ،حتى يصبح أكثر قبوال واستحسانا
من قبل المستهلك .ويلعب االعالن دورا بارزا في تحقيق أهداف المؤسسة في هذه
المرحلة ،ويكون عليه في هذا الصدد بناء تفضيالت للمنتج لدى المستهلك.
2.3.6استراتيجية تعديل المنتجProduct Modification
وتين ،السلعة أو الخدمة التي تنتجها .وفي إطار هذا التوجه تستطيع مؤسسة األعمال
تجهين اداء المدد ،من حيث طول فترة تعميره ،او تحسين امكانيات
االعتماد عليه ،أو تحسين مذاقه إن كان المنتج سلعة غذائية .وتعد هذه
االستراتيجية فعالة ومناسبة في الحاالت التي يمكن فيها تحسين جودة المنتج،
أو تلك التي يؤمن فيها المستهلكون بالتطوير ،أو عندما يكون هناك اعداد
للمنتج كاألمان والمالعة .وقد استخدمت هذه االستراتيجية بكفاية عالية من
ج -إستراتيجية تطوير الموديل وتستهدف زيادة جاذبية المنتج ،وفرص قبوله من
جديد.
4.6إستراتيجيات مرحلة االنحدار
سبق لنا القول إلى أن السلعة أو الخدمة تصل إلى مرحلة االنحدار عند انخفاض
المبيعات منها ،سواء بشكل بطيء أو سريع ،كما تصل المبيعات انخفاض
بما يعكسه من ارتفاع في معدالت تقادم المنتج ،والتغير في مستويات اهتمام المستهلك
به ،وزيادة حدة المنافسة في السوق .وتلجا المؤسسة في هذه األوضاع إلى تبني أحد
وتملي هذه التصرفات على االدارة :ضرورة االهتمام بخطوط منتجاتها ،والقيام
بعمليات المراجعة المستمرة والمنتظمة لكل صنف في خطوط منتجاتها .وفي هذا
الصدد ،يتعين على االدارة االضطالع بمهمة تحديد كافة األصناف المتعثرة التي تكون
قد وصلت إلى مرحلة االنحدار .و تحديد الموقف السوقي لكل صنف ،ومعدالت نموه،
واتجاهات هذا النمو .باإلضافة إلى تحديد الحصة السوقية والمكانة التنافسية للصنف
وفي ضوء هذا النوع من التحليل فإنه يكون على االدارة أن تقرر فيما إذا كان
عليها االبقاء على الصنف المتعثر ،مع محاولة جني كل ما يمكن جنيه من ارباح منه،
أو إسقاطه وحنفه من خط المنتجات كلية
وإذا ما قررت االدارة االبقاء على الصنف ،فإنه يجب أن يكون لبقائه
مبرر ،كخروج واحد من المنافسين أو أكثر من السوق .وقد تفكر االدارة كذلك في
مكانة المنتجRepositioning
Product
بما يتناسب مع ظروف ومستجدات الوضع في السوق .فإذا كان جمهور المستهلكين
المستهدف باحد اصناف العطور مثال ينتمي إلى الطبقة االجتماعية العليا ،فإنه يمكن
إعادة تحديد مكانة هذا الصنف وعرضه ليناسب تفضيالت أفراد الطبقة الوسطى.
كذلك ،قد تحاول إدارة المؤسسة االبقاء على الصنف عن طريق تخفيض
تكاليف االنتاج والصيانة ،والبحث والتطوير ،واالعالن والترويج ،وذلك من أجل
المحافظة على ما تدره المبيعات من ارباح .وإذا ما نجحت المؤسسة في تحقيق ذلك،
وأخيرا ،فإن االدارة قد ترى أن ال أمل في تحقيق أية مزايا من خالل االبقاء
على الصنف ،ولذلك فإن إسقاطه الصنف من خط المنتجات ،قد يكون الخيار
االستراتيجي ،باستخدام مفهوم دورة حياة المنتج ،حيث حاول وضع سيناريوهات
مرحلية
الدورة حياة المنتج وذلك على أساس مجموعة من الخصائص السوقية كالمبيعات
واألرباح والتدفقات النقدية ...إلخ ،ثم وضع عناصر االستراتيجية التسويقية التي يمكن
إستخدامها في كل مرحلة من مراحل حياة المنتج.
جدول)(2
المتعلق باختيار وتصميم العالمة المناسبة المميزة لتلك السلعة أو الخدمة .وهنالك
الكثير من التعريفات التي وردت بخصوص العالمة المميزة ،إال أن أكثرها شيوعا ذلك
الذي قدمته الجمعية األمريكية للتسويق ،والذي ينص على أن العالمة التجارية المميزة
هي" االسم ،أو المصطلح ،أو اإلشارة ،أو الرمز ،أو التصميم أو أية مجموعة منها،
الذي يستهدف تمييز السلع والخدمات الخاصة ببائع أو مجموعة من البائعين ،والمقارنة
بينها وبين مثيالتها المنافسة
ويعول المستهلكون كثيرا على العالمة المميزة ،ويعتبرونها ذات بعد مهم في
المفهوم السلعي ،بالنظر إلى ما يمكن أن تضفيه هذه العالمة للسلعة أو الخدمة من قيم
مادية ورمزية يسعى إليها المستهلك .باإلضافة إلى أن كثيرا من المستهلكين يستخدمون
العالمة المميزة ،وخاصة التجارية ،كأداة لتقييم السلعة التي تحملها ،ومقارنتها بغيرها
الخدمة ،وإلى المكانة االجتماعية للشخص الذي يمكن أن يستخدمها .ومن هنا ،يمثل
القرار الخاص بوضع العالمة المميزة محورا أساسيا في عملية تخطيط المنتج.
تعريف العالمة التجارية
ال بد ضمن سياق حديثنا عن العالمات المميزة أن نفرق بين مجموعة
من المصطلحات الشائعة في هذا الصدد .ومنها إسم العالمة الذي يمكن التعبير عنه
ما يسمى بالعالمة المميزة وتتمثل في ذلك الجزء من العالمة الذي يمكن التحقق منه،
ولكنه غير منطوق ،وقد يكون رمزا و عالمة ،أو لونة ،أو حرفة مميزة.
مثال ذلك حرف " "Kاألحمر المكتوب على علبة أفالم كوداك .وهناك أيضا ما يطلق
عليه العالمة التجارية Trademarkوهو يشير إلى العالمة نفسها ،أو إلى ذلك
الجزء منها الذي يمكن أن يضفي على السلعة أو الخدمة نوعا من الحماية
القانونية ،فهي تحمي الحقوق الشاملة المانعة للبائع أو المنتج( بكسر التاء )فيما يتعلق
باستعمال العالمة.
وينبغي على إدارة المؤسسة أن تقرر فيما إذا كانت راغبة في تمييز منتجاتها
من السلع أو الخدمات بأية عالمات معينة ،وفي ظل المنافسة يجب أن تضع من
األسباب ما يكفي لتبرير عدم قيامها بتمييز السلعة أو الخدمة التي تنتجها.
وبالرغم من ندرة السلع التي ال تحمل أية عالمات مميزة .فإن هناك
اتجاها ملحوظا نحو عدم التمييز بالعالمات ،وخاصة بالنسبة للسلع التي تتصف
بنمطية مضمونها السلعي كالورق الصحي ،أو بعض السلع األساسية كاألغذية المعلبة
المناشف الورقية ،األغذية المجمدة مثال .إن وضع مثل هذا النوع في عبوات ال تحمل
أي شكل أو عالمة تمييزية من شأنه أن يخفض من تكلفة التغليف مما ينعكس على
بيعها ،ويتيح
لقد أثار اإلقبال الشديد من جانب المستهلكين على هذا النوع من السلع
ومع ذلك ،فإن جودة الصنف ال تزال تشكل معيارة مهمة في القرار االستهالكي،
بل وتمثل بعدة أساسية في تفضيل الصنف من قبل كثير من المستهلكين .ونظرة للعالقة
التي يدركها بعض المستهلكين بين السعر والجودة ،فإن تجنب هؤالء المستهلكين
األصناف غير المميزة غالبا ما يكون نابعة من اعتقادهم بأن انخفاض سعرها ،ربما
يكون على حساب ما يمكن أن ينطوي عليه المضمون السلعي لألصناف غير المميزة
من مستويات الجودة المرغوب فيها .ولهذا ،فإننا غالبا ما نجد المستهلك عند شرائه
لبعض األصناف ،كمستحضرات التجميل ،والعطور ،واألغنية .ما يضحي بالسعر في
مقابل الجودة العالية.
حول هذا ،فإن القرار الخاص بالعالمة المميزة يجب أن يتخذ ،في ضوء قناعات
مانع هذا القرار بالمزايا التي يمكن أن تجنيها المؤسسة من ذلك ،وبأية تكلفة .ومن
هذا المنطلق فإن دراسة استطالعية ألهم المزايا الخاصة بالعالمة المميزة ،ستكون
ذات فائدة كبيرة لصانع القرار .وتسهيال لعملية الدراسة واالستنكار لهذه المزايا فإننا
.1تلعب العالمة المميزة دورا بارزا في االستدالل على جودة السلعة ،حيث يمكن أن
تبوح العالمة بالكثير في هذا المجال .وهذا يفسر قيام المستهلك بتكرار شراء
السلعة ذات العالمة المميزة ،وذلك إلدراكه بأنه سيحصل على نفس مستوى الجودة
.2إن وجود العالمة المميزة من شأنه أن يفع كفاية عملية التسوق التي تشير إلى
عدد األصناف التي يمكن أن يشتريها المستهلك في وحدة زمنية معينة ،ولتحقيق
مستوى معين من اإلشباع.
.3تساعد العالمة المميزة التي تحملها السلعة :في لفت انتباه المستهلك ألية خصائص
أو سمات يمكن أن تتصف بها السلع ،وخاصة الجديدة منها .وتكون ذات فائدة
له.
.4تستخدم العالمة المميزة ،وخاصة المشهورة ،من قبل فئة من المستهلكين الذين ال
توجد لديهم معرفة سابقة بالسلعة كوسيلة لتخفيض الخطرين النفسي واالجتماعي
المدركين في قرار الشراء .فالمعروف أن المستهلك يقوم بعملية تقييم لقرار شرائه
بعد شرائه للسلعة ليحاول من خاللها الوقرف على مدى الحكمة التي انطوى عليها
قرار .وتبدو هذه العملية واضحة في حالة السلع المعمرة والخاصة التي غالبا ما
يحاول المستهلك عند شرائها استخدام معايير اختيار تتبع من دوافعه لتحقيق ذاته
تارة ،أو لتأكيد مكانته االجتماعية بين المجموعة التي ينتمي إليها ،والتي يمكن أن
تعزز من خالل عمليات الشتاء االجتماعي الذي يحصل عليه من قبل أفراد
إذا كانت العالمة المميزة تحقق ما ذكر من مزايا للمستهلك ،فإن ما يمكن أن
تحققه للبائع من مزايا أخرى ال تقل أهمية ،ومن هذه المزايا ما يلي:
.1تساعد العالمة المميزة البائع في عملية بيع الصنف وإعادة طلبه إذا كانت تمثل
جزءا من مخزونه السلعي .كما أن العالمة تساعد على معالجة كثير من
الخصائص الفريدة التي يمكن أن يتصف بها المضمون السلعي للصنف ،والتي
.3تنطوي العالمة المميزة على بعد ترويجي يتمثل في قدرتها على جنب تلك الفئة
من المستهلكين الذين ليس لهم أي والء للصنف الذي يحمل تلك العالمة.
بعشر عالمات مميزة ،بحيث توجه كل عالمة لفئة استهالكية معينة .ولهذا ،فإن
العالمة المميزة يجب أن تعبر عن الخصائص الفريدة التي تتصف بها كل فئة،
المميزة يمكن أن تعود بفوائد أخرى على المجتمع يمكن إيجازها على النحو التالي:
.1تعد العالمة المميزة وسيلة الستمالة المنافسة بين المؤسسات التي تنتج
مجموعات سلعية متماثلة .فالعالمة المميزة تشجع تلك المؤسسات على تقديم
سلع ذات مستويات جودة أعلى ،مما يساعد على تخفيض درجة االختالف في
مستويات الجودة النوعية للسلع التي تنتمي إلى المجموعة السلعية الواحدة،
ويمكن المستهلك من الحصول على سلع وخدمات أفضل.
.2تعقيبا على ما ورد في الميزة السابقة مباشرة ،فإن حرص المؤسسات المتنافسة
.4إن العالمة المميزة -بحكم مساهمتها في رفع كفاية عملية التسوق -توفر
عمليات التسوق.
،أو أن يقوم المنتج ببيع السلعة إلى الموزع دون أية عالمة مميزة لها ،مع
تخويله حق وضع هذه العالمة بالطريقة التي يراها مناسبة .أو يمكن أن يتبنى المنتج
استراتيجية مختلطة تعتمد على األخذ بأكثر من خيار في آن واحد .وفي ظل هذه
االستراتيجية األخيرة ،فإن المنتج يقوم ببيع جزء من إنتاجه تحت عالمة مميزة خاصة
به ،في حين يتم وضع عالمات أخرى ال يكون المنتج مسؤوال عنها بالنسبة لما تبقى
من اإلنتاج.
فمثال ،تتبنى شركة IBMعالمة تجارية مميزة خاصة بها لكافة منتجاتها ،في حين
ومن ناحية أخرى تلجأ كثير من المؤسسات العالمية المشهورة إلى بيع حقوقها
المتعلقة بعالماتها التجارية ،في حين يلجأ البعض اآلخر إلى تاجير تلك العالمات
والحقيقة ،أن كثيرا من الدول اآلخذة في النمو قد تبنت هذه الطريقة البيع أو
،كوسيلة تستطيع من خاللها نقل واكتساب التكنولوجيا الصناعية الحديثة من
الشركة التجارية الفسلطينية للشاي الذي تقوم بتوزيعه ،في الوقت الذي تقوم فيه هذه
المميزة )ينطوي على كثير من الجوانب القانونية ،مما يستلزم من إدارة المؤسسة
االهتمام بها ،والمحافظة على الحقوق المترتبة على استخدام تلك العالمة المميزة.
يقوم المنتج في ظل هذه االستراتيجية بوضع عالمة مميزة على كل سلعة يقوم
بإنتاجها.
فمثال تقوم شركة اإلنتاج باستخدام عالمات مختلفة لمجموعة السلع التي تنتجها .حيث
وتقوم المؤسسة بموجب هذه االستراتيجية بوضع عالمتها المميزة على كافة
أنواع السلع التي تقوم بإنتاجها ،فمثال تقوم شركة جنرال الكتريك General
Electricبإنتاج ما يزيد على 5000صنف تحمل لها نفس العالمة.
وهنا تقوم المؤسسة المنتجة بوضع عالمة مميزة خاصة لكل مجموعة سلغية
تنتجها أو تتعامل بها .فمثال تستخدم عالمة" سوني "لمجموعة األجهزة الكهربائية،
و"دانا "لألدوات المنزلية .و" روز "للعطور ومستحضرات التجميل ..إلخ.
إلى مزاياه العديدة .ومن أبرزها الفصل بين اسم المؤسسة واسم السلعة التي تنتجها.
وبالتالي فإن من شأن ذلك أن يحول دون تعميم م ما قد يلحق العالمة التجارية من فشل
على سمعة المؤسسة وشهرتها .باالضافة إلى امكانية بيع حق استخدام عالمة تجارية
من تكلفة الترويج الالزم للتعريف بالسلع ،والتفضيل االستهالكي لها .ومع ذلك ،فإن
استخدام هذه االستراتيجية ينطوي على بعض المخاطر ،وخاصة بالنسبة للمؤسسات
ذات اإلنتاج المتنوع( مجموعات سلعية عديدة) ،فإذا فشلت إحدى العالمات التجارية
المميزة لسلعة ما ،فقد يتم تعميم الفشل على بقية السلع األخرى.
سبق القول إن للعالمة دورة رئيسة تؤديه ضمن الجهد التسويقي المبذول من قبل
المؤسسة .فهي تمثل بعدة رئيسية في المزيج السلعي ، Product Mixإلى جانب
األبعاد األخرى كالجودة ،والشكل ،والحجم .. ،إلخ.
ومع هذا الدور المهم للعالمة ،فإن المستهلكين يدركونها بصور متفاوتة ،وهو
ما يجعل انطباعاتهم وتفضيالتهم تتفاوت من عالمة إلى أخرى .ولذلك فإن للعالمة
المميزة مضامين تسويقية مهمة ،وحري بمدير التسويق أن يعيها ويدرك انعكاساتها
على قراراته.
التسويقي في مؤسسة األعمال الحديثة .إن تحقيق هذا الهدف يمثل بالنسبة
اإلعالن .كما إن أحد المجاالت التي تعتمد عليها المنافسة بين المؤسسات هو محاولة
الوصول إلى ذهن المستهلك ،وتمكين العالمة المميزة من خالل الدعوى البيعية التي
يتضمنها اإلعالن من بلوغ مكانة متميزة لها في سلم التفضيل لدى المستهلك.
والحقيقة ،أن العالمات التجارية التي يمكنها الوصول إلى ذهن المستهلك،
والتي يمكنها أن تصبح بدائل ضمن نطاق اختياره ،غالبا ما تكون قليلة العدد ،ألن ذلك
يحتاج منه إلى خبرة متراكمة تمكنه من تقييمها والحكم عليها ،قبل أن يأخذها بعين
العالمات التجارية المعروفة من قبل المستهلك ،ولديه معلومات عنها .وتتقسم هذه
يعدها المستهلك دون معاييره في االختيار ،وبالتالي فإنه ينظر إليها بصورة
حيادية.
جانب المستهلك فال يعيرها أي اهتمام عند اتخاذ قراره الشرائي .ويعمل رجال
أ .أنه بالنظر إلى الديناميكية التي تتسم بها العالمات التجارية ،فإن باإلمكان
منتجاتها ،وتتراوح هذه الشارات بين البطانة الصغيرة المثبتة على السلعة، Tag
الرسوم المعقدة التي تكون جزءا من الغالف .و هذه الشارات أو البطاقات إما أن تحمل
اسم العالمة فقط أو تحمل بعض المعلومات التوضيحية الخاصة بالسلعة.
.3تؤدي هذه الشارات أو األختام دورا بارزا في وصف بعض األشياء الخاصة
بالسلعة.
.4إن الشارة يمكن أن تلعب دورا ترويجية من خالل الرسوم التي تحتوي
عليها ،أو المغزى الذي تحمله إذا كانت تشير إلى عالمة مميزة مشهورة.
ونظرا لما يمكن أن تسهم به الشارة من داللة على السلعة ،فإنها تقوم بدور
رئيس في تكوين صورة ذهنية خاصة بتلك السلعة ،ومع ذلك ،فإن مرور الزمن قد
يجعل الشارة مرتبطة بموضة قديمة ،ولهذا ،قد يجري تعديلها بصورة ال تؤدي إلى
يعتبر السعر احد المكونات الرئيسة للمزيج التسويقي .ويمثل العنصر األساسي
الذي يولد االيرادات المؤسسة األعمال .وينظر دائما الى السعر باعتباره العنصر
األسهل بين عناصر المزيج التسويقي من حيث تحديده وتعديله .كما انه يعتبر العنصر
األسهل من ناحية امكانية تقليده من قبل المؤسسات المنافسة .يضاف الى ذلك ،فانه
ينظر الى السعر باعتباره عنصرا مكمال لبقية عناصر المزيج التسويقي في تأثيرها
على تشكيل ادراكات المستهلكين حول المنتج (سواء كان سلعة أو خدمة) ،وخاصة
فيما يتعلق باعتباره أحد المؤشرات الرئيسة للجودة والقيم التي يسعى اليها المستهلكون .
ولهذا فان عملية تحديد السعر ال بد أن تتم في سياق استراتيجية تحديد الوضع النسبي
للمنتج في السوق.
.2تعريف السعر
يعرف السعر بأنه القيمة النقدية أوالعينية التي يكون المشتري على استعداد
الدفعها مقابل حصوله على السلعة أو الخدمة التي يرغب الحصول عليها .ومن منظور
أوسع فإن السعر يجب أال يعكس مجموع القيم المنفعية التي يمكن للمستهلك الحصول
عليها مقابل القيم التي يدفعها المستهلك والمعروف أن السعر يحدده المشتري والبائع
من خالل المساومة .فالبائعون يقوموا بعرض منتجاتهم بأسعار تفوق توقعاتهم في
حين يسعى المشترين للحصول على هذا المنتج مقابل سعر أقل مما يتوقعون .ومن
خالل المساومة يتم الوصول الى السعر المقبول من الطرفين .وعند هذا الحد يكون كال
السعر .فالبائع يقبل بسعر يقل عن توقعاته كما يقبل المشتري بالسعر الذي يفوق
توقعاته وعند ذلك تحصل الصفقة .أما في الوقت الحاضر فان البائع يضع سعرا ثابتا
لكافة المشترين .كذلك يعتبر السعر القدير الوحيد في المزيج التسويقي الذي يولد
بعد االنتهاء من صياغة أهداف از تسعير فان البعد االخر في عملية التسعير
تتمثل في تحديد العوامل التي يجب أن تؤخ :بعين االعتبار عند اتخاذ القرارات المتعلقة
بالتسعير ،والتي ال بد من دراستها و تحليلها بشكل دقيق .وضمن هذا السياق فانه
يمكن تقسيم هذه العوامل الى مجموعتين :عوامل (اعتبارات) داخلية وأخرى خارجية.
الشكل ) (1العوامل المؤثرة على قرارات التسعير
قرارت التسعير
العوامل الخارجية العوامل الداخلية
العوامل الداخلية
1.13.األهداف التسويقية
سبقت اإلشارة الى أن السعر يعتبر أحد مكونات المزيج التسويقي األخرى ( المنتج،
الفعال بين السعر وتلك المكونات فان ذلك يحتم ضرورة أن يبقى السعرفي فلك
المؤسسة وبالذات االستراتيجية التسويقية .ومن هنا كانت النظرة الى السعر باعتباره
عنصرا مكمال لعناصر المزيج التسويقي األخرى .والجدير بالذكران أهداف التسعير
اما أن تكون قصيرة أو بعيدة األجل .وطبقا لهذا التصنيف ،فان األهداف قصيرة األجل
.1ضمان البقاء واالستمرار ،حيث أن مبيعات منتجات المؤسسة يجب أن تسهم في
.2تحقيق أقصى أرباح ممكنة في الوقت الحالي .ويمكن للمؤسسة تحقيق ذلك إذا
استطاعت تحديد العناصر األساسية للتكلفة بدقة ،باالضافة الى داالت الطلب
ذلك ،فإن المؤسسة التي تلجا الى هذه الممارسة انما تضحي باالرباح طويلة
األجل.
كذلك ،يوجد للتسعير أهدافا طويلة األجل يمكن تلخيصها على النحو التالي:
مزيد من الطلب على المنتج وبالتالي زيادة المبيعات مما يؤدي الى تمكين
المبيعات من شأنه مساعدة المؤسسة على زيادة حجم عملياتها اإلنتاجية وتحقيق
والحقيقة ،أن من شأن ذلك أن يمكن المؤسسة من تحقيق أوضاعا نسبية أفضل
في السوق التي تحد من دخول المؤسسات المنافسة الى السوق.
.2يساعد السعر المنخفض المؤسسة على جني أكبر أرباح ممكنة بسرعة ( قشد
السوق ) .ويبدو هذا واضحا في الظروف السوقية التي يتصف فيها الطلب
بحساسية السعر .والحقيقة أن المؤسسة تستطيع تحقيق ذلك عند تقديم منتجات
جديدة( ابتكارات ).وما أن تحقق ذلك ،فانها تلجا الى تخفيض اسعارها حتی
معدالت نمو عالية .ومما ال شك فيه أن قدرة المؤسسة على تحقيق ذلك من
و الخبرة.
.4يعتبر السعر متغيرا هاما في تحديد مكانة المنتج النسبية في سوق المنتجات
المنافسة .فالسعر المناسب يضيف بعدا هاما فيما يتعلق بالجودة .وكلنا يعرف
أهمية العالقة المدركة بين السعر المرتفع والجودة في حالة كثير من السلع
الكمالية التي يكون فيها السعر مؤشرا لمستوى جودة عالية .ففي كثير من
فان السعر يكون ذا أهمية كبيرة كمؤشر للجودة .وضمن هذا السياق ،فان
.5أن السعر يجب أن يسهم في بناء القدرة التنافسية للمؤسسة .فعندما تقوم
المؤسسات المنافسة بعرض منتجات متشابهة في جوهرها ومضمونها المنفعي
فان السعر يكون العامل الرئيسي الذي يبرر تحول المستهلكين الى المنتجات المنافسة
األقل سعرا .وبالتالي فان السعر يصبح ميزة نسبية في المنتج ذي
.6يجب على مؤسسة األعمال عند تحديد أسعار منتجاتها أن تراعي ضعف القدرة
الشرائية لبعض فئات المجتمع وخاصة تلك التي يكون أفرادها ذوي دخل محدود
وال يستطيعوا تحمل السعر المرتفع .ولهذا ،فان ادارة المؤسسة وانطالقا من
تلك الفئات وتمكنهم من الحصول على السلعة أو الخدمة وفق قدراتهم الشرائية.
ان من شأن ذلك أن يدعم مكانة المؤسسة في السوق ويرسخ صورتها االيجابية
يعتبر السعر أحد مكونات المزيج التسويقي للمؤسسة كما أنه األداة التي يمكن
بواسطتها تحقيق أهدافها التسويقية .ولهذا ،فان القرارات المتعلقة بالسعر يجب أن
تراعي االعتبارات الخاصة بكل مكون من تلك المكونات ( تصميم المنتج ،التوزيع
واالتصال التسويقي )وبالتنسيق مع كافة الوحدات االدارية المسؤولة عن اتخاذ
القرارات بشأنها ان العمل في هذا االطار من شأنه أن يضمن درجة عالية من التكامل
بين تلك المكونات بما يتيح مستويات عالية من الفاعلية في أداء األنشطة والعمليات
التي يتضمنها البرنامج التسويقي للمؤسسة .فمثال ،قرار االدارة بتقديم منتج يتصف
بمستوی من الجودة العالية في مواصفاته تقتضي أن يكون سعر هذا المنتج مرتفعة
حتى يمكن تغطية تكاليف انتاجه العالية .كذلك ،فان ادارة المؤسسة اذا قررت تبني
استراتيجية الدفع في توزيع منتجاتها -والذي يقتضي االعتماد على عدد كبير من
الوسطاء الموزعين ) -فان ذلك يعني مراعاة هوامش الربح الذي يتقضاها هؤالء
الوسطاء مقابل
ما يقومون به من أدوار هامة من شأنها أن تسهم في تعزيز مكانة المنتج في السوق.
وتلجا أعلب المؤسسات الى تحديد سعر بيع منتجها في البداية تم تقوم بعد ذلك باتخاذ
قراراتها بالنسبة لبقية مكونات المزيج التسويقي .وفي هذه الحالة ،فان القائمين على
اتخاذ القرارات المتعلقة بالسعر يجب أن يراعوا العالقة التكاملية بينه وبين كل مكون
3.1.3.التكلفةThe Cost
تنطوي عملية تحديد السعر على مجموعة من االعتبارات المالية التي يجب ان
تؤخذ بالحسبان .فقبل البدء في تحديد السر ال بد للقائمين على عملية التسعير تحديد
كل من التكاليف المتغيرة والتكاليف الثابتة .وتعرف التكاليف الثابتة بأنها التكاليف التي
ال تتغير مع التغير في عدد الوحدات المنتجة (حجم االنتاج) .أما التكاليف المتغيرة
فانها تلك التي تتغير تبعا للتغير في عدد تلك الوحدات .ويجمع هذين النوعين من
التكاليف نصل الى التكاليف الكلية .أما معل التكاليف فيمكن الوصول اليه عن طريق
هذا ،وال بد من التأكيد على أن إدارة المؤسسة .يجب تعرف كيف تختلف
التكاليف تبعا لالختالف في االنتاج واالمراء الواجب اتخاذه .أن عدم قدرة المؤسسة
على االنتاج بتكاليف تقل عن مثيالتها الخاصة بالمؤسسات المنافسة ستجعلها غير
قادرة على البيع باسعار تقل عن أسعار بيع منتجات تلك المؤسسات مما يقود الى
2.3.العوامل الخارجية
تضم هذه المجموعة مدى من العوامل البيئية ( الكلية والجزئية ) التي يمكن أن
تؤثر على الكيفية التي يتم بها تسعير المنتجات .ونستعرض فيما يلي أهم هذه
العوامل:
1.2.3الحالة االقتصادية
وضمن هذا السياق ،فإنه سيتم مناقشة عملية التسعير في ظل الحاالت التالية:
والمشترين مع وجود منتج( سلعة أوخدمة )يتصف بدرجة عالية من النمطية كالقمح
مثال .وفي هذه الحالة فانه ال يوجد ألية مؤسسة أي مبرر لتسعير منتجها بأعلى من
سعر بقية المؤسسات المنافسة ،كما انه لن يكون بمقدور أي من البائع أو المشتري
التأثير على السعر السائد في السوق .واذا اتخذت األسعار اتجاها صعوديا فان ذلك
يعني زيادة الفرص أمام المؤسسات لتحقيق مزيد من األرباح .األمر الذي يجعل السوق
جذابا إلى الحد الكافي الستمالة مؤسسات أخرى للدخول فيه .والحقيقة أن المنافسة
التامة تشكل حالة سوقية افتراضية نادرة الحدوث .وفي ظل هذه الحالة السوقية ال
تكون المؤسسة بحاجة الى أية جهود تسويقية كبحوث التسويق ،تطوير المنتجات،
الترويج وغيرها من االنشطة التسويقية.
2.1.2.3التسعير في ظل المنافسة االحتكارية
تكون مختلفة عن مثيالتها .وغالبا ما يكون هذا التمييز في مجاالت كالجودة اوبعض
الخصائص او حتی خدمات ما بعد البيع .والحقيقة أن هذا التمييز إذا ما أدركه
المستهلكون فانه سيكون مبررا كافيا الختالف السعر وادراك المزايا النسبية المرتبطة
به وال بد من اإلشارة هنا إلى أن الجهود لتسويقية وخاصة التمييز بالعالمات التجارية
والجهود الترويجية المكثفة تلعب دورا هاما في تقديم المنتجات بشكل مختلف عن
مثيالتها .ويعتبر االعالن أداة فعالة في ترويج وابراز مجاالت االختالف للمنتجات
المعلن عنها.
األخرى التي تتبناها .وقد تكون المنتجات التي تتعامل بها هذه المؤسسات نمطية في
شكلها ومضمونها المنفعي أو متنوعة( غير نمطية ).ولهذا ،فإن أسعار منتجات هذه
المؤسسات تكاد تكون متشابهة ألن أي من هذه المؤسسات لن يكون قادرا على
تخفيض أسعاره .فاذا قامت احدى المؤسسات بتخفيض سعرها فان ذلك سيكون مبررا
كافيا لعمالء المؤسسات األخرى للتحول الى تلك المؤسسة األمر الذي يستميل تلك
المؤسسات لتخفيض اسعارها هي األخرى .ولهذا ،فان هذه الحساسية السعرية تقود الى
ايجاد حالة من التوافق الملزم وغير المكتوب بين تلك المؤسسات على عدم اللجوء الى
تخفيض السعر .لذلك ،فان المؤسسات العاملة في ظل هذه الحالة السوقية اذا ما أرادت
زيادة فرص الربح غالبا ما تلجأ الى تنويع منتجاتها للوصول الى قطاعات سوقية
التحقيق ذلك.
والجدير بالذكر ان االدارة في تلك المؤسسات يجب أن تتسم بدرجة عالية من
الحصافة والذكاء التسويقي بما يمكنها من فهم اآلليات التسويقية التي تعمل بها
المؤسسات األخرى وأن تكون قادرة على تصميم االستراتيجيات التسويقية المناسبة
لمواجهة ممارسات تلك المؤسسات بالطرق والوسائل المختلفة ( بالطبع غير السعر)
ان المثال الحي على المؤسسات المحكومة بهذه الحالة السوقية المصارف
يجعل التنافس حولها أمرا صعبا ولهذا ،فإن المصارف غالبا ما تلجا الى تنويع خدماتها
وتطوير جودتها وتبني البرامج الفعالة الموجهة من أجل كسب العمالء وبناء والءاتهم.
يطلق على حالة السوق التي تكون فيها مؤسسة واحدة هي التي تتحكم في
السوق االحتكار التام (المطلق) وغالبا ما يرتبط استخدام هذا النموذج االقتصادي
بامتيازات طويلة األجل وتكون المؤسسات العاملة وفقه مملوكة من قبل الدولة .ويشبع
وجود هذا النموذج في القطاع الخدمي كاالتصاالت السلكية والالسلكية والتنقيب عن
النفط.
وبالرغم من أن االحتكار المطلق يمثل الحالة النقيضة للمنافسة الكاملة اال انها
مشابهة لها من حيث ندرة حدوثها .وفي اطار هذه الحالة السوقية يكون منتج (منتجات)
هذه المؤسسة هي الوحيدة في السوق وبدون وجود أية منتجات منافسة أخرى ،األمر
الذي يجعلها البديل الوحيد المتاح أمام المستهلك ويضفي على تلك المنتجات قوة سوقية
كبيرة نظرا النها تعتبر الخيار الوحيد امام المستهلك .ومن الظروف التي تدعو الى
.1احتكار أحدى المؤسات النتاج أحد المدخالت األساسية الالزمة إلنتاج سلعة أو
خدمة معينة مما يكسبها ميزة حصرية تمكنها من القدرة على أحداث التكامل
والمثال على ذلك شركة أمريكا لاللمنيوم التي كانت المنتجة الوحيدة للبوكسيت
الذي يعتبر المدخل الرئيسي في انتاج األلمنيوم وقد تمكنت الشركة بذلك من
السيطرة على سوق منتجات االمنيوم لفترة زمنية طويلة وشركة مصفاة البترول
األردنية التي احتكرت سوق المروقات لزمن طويل وحتى وقت طويل
.2وجود مؤسسة وحيدة قادرة على نتاج احدى السلع والخدمات بأقل تكلفة ممكنة،
األمر الذي يعطيها دورا قياديا في هذا المجال .والحقيقة أن هذه القدرة الحصرية
من شأنها أن تمكن هذه المؤسسة أن تكون األقدر على البيع بأسعار أقل من أية
مؤسسات أخرى ،بل إن دخول ،تلك المؤسسات الى السوق لن يكون ممكنا
ويقصره على المؤسسة المحتكر وحدها .وبالرغم من القدرة المطلقة التي تملكها
المؤسسة المحتكرة على رفع سفوف أسعارها الى أبعد الحدود ان هي رغبت في
ذلك .اال أنها ال تفعل ذلك للمحافظة على استقرار السوق ولضمان بقاءه
واستمراره على حاله باعتبار أن ذلك يخدم مصالحها على المدى البعيد.
.3ان المؤسسة يمكن أن تكون محتكرة وحيدة للسوق اذا هي ملكت براءة
براءات )Patentsاختراع تتعلق بانتاج سلعة أو خدمة معينة .ال يملكها غيرها
يكسبها حقوقة ملكية فكرية تضنها لها القوانين واألعراف الدولية .والحقيقة أن
هذه الحقوق المطلقة للمؤسسة يكسبها القدرة الفريدة الالزمة الحتكار سوق السلعة
.4قد تصبح احدى المؤسسات محتكرة وحيدة النتاج وتوزيع سلعة أو خدمة معينة
بموجب مرسوم حكومي يمنحها احق المطلق في ذلك .وفي معظم األحيان يكون
هذا الحق محدودا في منطقة جغرافية معينة ( منطقة امتياز )أو لفترة زمنية
.1اذا كانت الحكومة هي التي تقوم بدور المحتكر فان السعر يجب أن يغطي
التكلفة أو جزءا منها .أو على أساس التكاليف مضافا اليها هامش ربح .ونظرا
االن قيام الحكومة بدور المحتكر يجب أن ينطلق من كونها المنظم للنشاط
االقتصادي والضامن لتلبية حاجات ورغبات افراد المجتمع بعدالة فان االعتبار
األساسي الذي يجب أن يؤخذ في الحسبان عند التسعير هو أن يكون سعر
السلعة أو الخدمة عادال لدرجة يجعلها متاحة لجميع أفراد المجتمع .كما أن
قيام الحكومة بدور المحتكر يجب أن يكرس حرصها على منع مؤسسات
األعمال من التحكم في تلبية حاجات األفراد .وقد تلجا الحكومة الى رفع سعر
المنتج ويكون هذا في الغالب بداعي رغبة الحكومة من الحد من االستهالك
المفرط ألفراد المجتمع من السلعة أو الخدمة وتوزيعها بغرض الترشيد وحسن
استخدام الموارد المتاحة.
.2اذا كان المحتكر مؤسسة أعمال خاصة تكون قد حصلت على حق االحتكار
بموجب االنظمة والقوانين المعمول بها في الدولة .وفي هذه الحالة فان على
هذه المؤسسة أن تعمل بموجب تلك األنظمة وأن تقوم بدور الحكومة بالوكالة.
وحتى تضمن لنفسها االستمرار فان الحكومة تسمح للمؤسسة ان .تضع أسعارها
بالطريقة التي تمكنها من تحقيق عوائد معقولة.
3.اذا كانت مؤسسة األعمال المحتكرة قد تمكنت من الوصول الى هذه المكانة
السوقية بفعل قدرتها الخاصة وليس بموجب االنظمة والقوانين .وفي هذه الحالة
يكون للمؤسسة مطلق الحرية في وضع األسعار عند أقصى مستويات تروق
لها .اال ان المؤسسة ال تلجأ الى ذلك حتى ال تستميل االسعار العالية
عنها بمرونة الطلب -من أهم العوامل التي تؤثر على منظومة التسعير .فالتعميمات
العلمية التي طرحتها النظرية االقتصادية تفترض وجود عالقة ارتباط عكسية بين سعر
وبالتالي ،فان الطلب على المنتج يزداد تبعا النخفاض السعر والعكس صحيح .وقد
يكون تأثير السعر على الطلب بشكل سريع أو بطيء .والحقيقة أن درجة التأثير التي
يتركها السعر تعتمد على درجة حساسية الطلب ألية تغيرات في السعر.
1.3.3.مرونة الطلب
تشير مرونة الطلب الى العالقة بين السعر والطلب .ودرجة استجابة الطلب
الية تغيرات في السعر غالبا ما تكون محكومة بعوامل عديدة .ورغم ذلك ،فقد يبطل
مفعول (تأثير) السعر على الطلب في ظل حاالت معينة مثل تلك التي تمثلها العالقة
المعركة بين السعر والجودة .حيث يكون ارتفاع السعر مؤشرا للجودة األمر الذي
يكون كافيا الستمالة فئات معينة من المستهلكين لشراء المنتجات ذات السعر المرتفع
بدعوی ما يحمله السعر المرتفع من مضامين الجودة .كذلك ،هناك من الحاالت التي
يكون فيها الطلب على المنتجات محكوما بعوامل أخرى غير السعر كالغالف،
والضمان ،خدمات ما بعد البيع ودرجة والء المستهلك.
واذا أرادت ادارة المؤسسة تعظيم ايراداتها الكلية فانها ستحاول اللجوء الى رفع
أسعار منتجاتها التي يتصف الطلب عليها بعدم المرونة مع تخفيض أسعار تلك التي
يتصف الطلب عليها بالمرونة .ولكن األمور في الواقع العملي ال تتم بهذه السهولة
فهناك الكثير من العوامل التي يجب أخذها في االعتبار من اال غير مجرد االيراد
الكلي عند اتخاذ أية قرارات تتعلق بتحديد السعر .وعموما ،فان مرونة الطلب هي
ان وجود بدائل مناسبة من السلعة أو الخدمة المراد شراؤها والتي تكون متشابهة
في جودة مضمونها المنفعي وسعرها أمام المستهلك يعتبر مبررا منطقيا كافيا
الستجابته للبديل أو التحول اليه .وبالطبع ،فان من شأن ذلك أن يبطل مفعول أية
محاولة من جانب أي مؤسسة لرفع سعرها ويقلل من أهمية أية استراتيجية تسويقية
تحاول المؤسسة تبنيها الحل سلعتها أو خدمتها في السوق على أساس السعر المرتفع .
وهو ما يقتضي منها اللجوء الى أية ممارسات تسويقية أخرى يمكن أن تحدث بها
التمييز( االختالف) الكافي لتخفيض مستوى ادراكات المستهلك باعتبار السلعة أو
الخدمة البديل األنسب واقناعه بشراءها.
3.1.3.3.معل االستخدام
يعتبر معدل استخدام المستهلكين للسلعة أو الخدمة المراد شراؤها محددا اساسيا
المرونة الطلب عليها .واذا كان بامكان المؤسسة تخفيض أسعار منتجاتها فان هذا
شراؤها والتي يمكن أن تكون ألغراض التخزين أوأية اغراض ثانوية أخرى.
مثل كثير من السلع الميسرة( كاال لبان ،األجبان والخبز العادي ) ومعظم الخدمات
كالخدمة المصرفية مثال ).وفي مثل هذه الحاالت فإن عملية التمييز( احداث
االختالف في المضامين المنفعية لهذه المنتجات تكون غير سهلة .كما أن عملية
تحديد المكانة النسبية للمنتج سواء في السون او في أذهان المستهلكين تتطلب من ادارة
المؤسسة البحث عن خصائص( مزايا )أخرى غير السعر تربطها بالمنتج كأساس
التمييز منتجها .كذلك فإن سمعة المؤسسة ،وصورتها في أذهان أفراد الجمهور تعتبر
الجمهور .ان ما تقوم به بعض المؤسسات خاصة الخدمية منها (كشركات االتصاالت
المؤسسات األخرى المنافسة .بل أن هذه الجهود من شأنها أن تبني لدى عمالء تلك
المؤسسات والءات غير مباشرة نحوها.
هناك عامل خارجي آخر يؤثر على القرارات المتعلقة بالتسعير ويتعلق بأسعار
المنافسين وما يقدمونه من عروض وردود أفعالهم نحو ممارسات المؤسسة المنافسة.
باالضافة الى العوامل السابقة هناك مجموعة أخرى من العوامل الخارجية التي
يجب على ادارة المؤسسة مراعاتها وأخذها بعين االعتبار عند تحديد أسعار منتجاتها.
ترتفع دخول األفراد وتزداد قدراتهم الشرائية بما ينعكس ايجابا على القدرات البيعية
للمؤسسات ،والعكس صحيح .كذلك يتعين على ادارة المؤسسة أن تعير انتباهها لما
تسنه الحكومة من قوانين وتشريعات يمكن أن يكون لها انعكاسات على السياسة
التسعيرية للمؤسسة.
والحقيقة أن الضرائب التي تفرضها الحكومة بين الحين واالخر على المؤسسات
مثل ضريبة المبيعات ،من شأنه أن يقود األخيرة الى اضافة كل ذلك إلى اسعار بيع
منتجاتها ويؤدي إلى رفعها ويكون المستهلك هو الضحية لكل تلك الممارسات.
.4استراتيجيات التسعير
ان تبني المؤسسة ألية استراتيجية تسعيرية يرتبط بقدرة هذه االستراتيجية على
تحقيق األهداف التسويقية بصفة خاصة ،واألهداف العامة للمؤسسة .ومن هذه
األهداف ): 1تحقيق قبول سريع للمنتج من قبل المستهلكين .ويكون هذا واضحا في
حالة المنتجات الجديدة ). 2المحافظة على القدرة التنافسية للمؤسسة في السوق.
عموما ،توجد ثالث استراتيجيات رئيسية بديلة يمكن اتباعها من قبل المؤسسة
تقوم هذه االستراتيجية على أساس السعر المرتفع .وذلك لجني أكبر أرباح
ممكنة في أقصر وقت .وغالبا ما يتم تبني هذه االستراتيجية بالنسبة للمنتجات الجديدة
التي ترغب ادارة المؤسسة بتحديد مكانتها في السوق( اي احاللها على أساس السعر
المرتفع .وخاصة اذا ارتبط المنتج بمستويات جودة عالية تبرر ارتفاع السعر ،أو
بالنظر
الى ما يعنيه السعر المرتفع من دالالت التميز والفرادة في ادراكات المستهلكين كما
هو الحال في المنتجات التي تحمل عالمات تجارية مشهورة .والحقيقة أن تطبيق هذه
االستراتيجية تناسب األوضاع االتية:
.1اذا كانت مرونة الطلب على المنتج الجديد منخفضة ( .اي عدم تأثر الطلب
.3أن السعر المرتفع يوحي في كثير من األحيان بان المنتج يتصف بدرجة عالية
من الجودة.
وتشيع استخدام هذه االستراتيجية في األوضاع التي تكون فيها العالقة المدركة بين
سعر المنتج وجودته عالية .حيث يدرك السعر المرتفع على انه مؤشر للداللة على
الجودة ،مع أن ذلك ال يشكل دائما القاعدة .فهناك الكثير من المنتجات التي تكون
.4تستخدم استراتيجية القشد كوسيلة الختبار مدى حساسية الطلب على المنتج
الجديد .حيث تقوم المؤسسة بوضع سعر مرتفع لمنتجها ،ثم تقوم بتخفيضه فيما
بعد استجابة لمقتضيات سوقية معينة .وربما يكون هذا االجراء أسلم من وضع
سعر منخض في البداية ثم رفعه فيما بعد .والجدير بالذكر أن التصرف األول
غالبا ما تكون له مبرراته وخاصة في مرحلة تقديم المنتج الجديد نظرا لما تتصف
به هذه المرحلة من االرتفاع في النفقات سبية في رفع السعر لتغطية تلك
النفقات.
.5أن استراتيجية القشد غالبا ما تساعد ادارة المؤسسة على جني أكبر قدر ممكن
من اإليرادات في مرحلة التقديم مما يساعد على دعم الجهود التسويقية المبذولة
على العكس من استراتيجية القشد تقوم هذه االستراتيجة على اساس السعر
المنخفض .والحقيقة أن المبرر المنطقي الذي يقف وراء هذا التوجه هو أن تخفيض
السعر من شأنه أن يستميل الطلب على المنتج وبالتالي تحقيق اكبر حصة سوقية
ممكنة باسرع وقت ،وبعد ذلك ،تقوم المؤسسة برفع السعر بعد ان تكون قد تمكنت من
السوق وأخذت مكانة القيادة فيه .وتلجأ بعض المؤسسات الى استخدام هذه االستراتيجية
باستمرار كوسيلة لتعظيم األرباح في فترة قصيرة .بل إن بعضها يحاول أن يخرج
المنتج من السوق ألنه لم يبق في السوق ما يمكن جنيه من األرباح ،على أن تقوم فيما
بعد بطرح منتجات جديدة الى السوق متبعة نفس التكتيك وهكذا ...هذا ويوضح الجدول
في الوقت الذي يلعب فيه عنصر التكلفة دورا رئيسة في تحديد السعر وفقا
لالستراتيجيتين السابقتين فان القيمة المنفية ( الملموسة وغير الملموسة ) التي يدركها
المستهلك ويتوقعها من السلعة أوالخدمة تتبر العامل الرئيسي في عملية التسعير طبقا
االسترايجية التسعير النفسي .فكلما زادت هذه القيمة فان أولوية اختيار المستهلك تكون
عالية .ولهذا ،فان ادارة التسويق يجب أن تأخذ في اعتبارها مدي ادراك المستهلك للقيم
المنفعية ،التي ينطوي عليها المضمون المنفعي للسلعة أوالخدمة .والجدير بالتأكيد أن
المستهلك ال يدرك القيم المفعية المقترنة بما يشتري بمعزل عن تكلفة الحصول على
الحصول عليه
ويتضمن عنصر التكاليف المبلغ النقدي الذي يدفعه المستهلك مقابل حصوله على
السلعة أو الخدمة وقيمة كافة الجهود المكرسة لذلك والوقت المستغل في ذلك....الخ.
ومن المعادلة السابقة نرى أن القيمة التي يدركها المستهلك فيما يشتريه من السلع أو
الخدمات تكون أكبر عندما تكون المنافع المدركة المقترنة أكبر أو أقل تكلفة من
ان المضمون التسويقي التطبيقي لما تنطوي عليه معادلة القيمة المدركة يشير
الى أن مسؤولي التسويق القائمين على تخطيط السعر يجب أن يقرنوا منتجاتهم بقيم
منفعية أكبر من تلك المقترنة بالمنتجات المنافسة وخاصة تلك الشبيهة لها في السعر.
في ضوء تبني االدارة الحدى االستراتيجيات التسعيرية السابقة فان هناك
مجموعة من الطرق التي يمكنها استخدامها في تسعير المنتجات والتي من شأنها أن
تلبي األهداف األساسية لتلك االستراتيجية وتخدم توجهاتها .ونعرض فيما يلي أهم هذه
الطرق:
االقتصادي الذي تنطوي عليه .ومن هنا فإن الخطوة األساسية الالزمة لتحديد السعر
وفقا لهذه الطريقة هي تحديد التكلفة الكلية للوحدة الواحدة من السلعة أو الخدمة وتشمل
التكلفة الثابتة والمتغيرة ثم يضاف اليها نسبة معينة من التكلفة اإلجمالية للوحدة
الواحدة من المنتج تراها االدارة مناسبا كهامش ربح ،مع مراعاة كافة العوامل
والحقيقة أن لهذه الطريقة بعض المزايا وان كانت ال تخلو أيضا من بعض
العيوب .فمن اهم مزاياها السهولة والموضوعية وخاصة في حالة وجود عدد كبير من
السلع التي تتعامل بها المؤسسة ،باإلضافة الى أن هذه الطريقة تراعي التكلفة الكلية
الكل سلعة وبالتالي فان التفاوت في سعر كل سلعة يعكس التفاوت في تكلفتها .وتنطوي
هذه الطريقة في التسعير على المنطق والعدالة .ومع ذلك فإنها ال تخلو من بعض
العيوب وخاصة ما يتعلق بصعوبة التحديد الدقيق للتكلفة الفعلية للسلعة .كذلك ،فان
هذه الطريقة ال تراعي امكانية تأثير عوامل أخرى على التسعير مثل الطلب على
السلعة ومرونته أو المنافسة .ولهذا فان قرار االدارة باختيار هذه الطريقة في التسعير
فمدی مرونة الطلب على السلعة وحساسيته من أهم العوامل المحددة للسعر .فاذا كان
الطلب المتوقع على السلعة عاليا وكانت مرونته منخفضة فان من شان ذلك أن يكون
االدارة ويساعد على تطبيق استراتيجية قشد السوق .وبالرغم من ذلك ،فان مخططي
السياسة التسعيرية وفق هذه الطريقة يجب أن يأخذوا بعين االعتبار عوامل أخرى لها
عالقة بالسعر غير مرونته وحساسيته ،مثل الذوق والتفضيل االستهالكي ووالء
المستهلك وامكانية تحوله الى بدائل سلعية أوخدمية أخرى .كذلك يجب أن يؤخذ في
والجدير بالذكر أن بامكان ادارة المؤسسة تطبيق اسلوب التسعير التمييزي في
ظل حالتي التفاوت النسبي في تكلفة السلع ودرجة مرونة الطلب عليها .وهنا ،ولنجاح
هذه الطريقة في التسعير فانه يتعين على االدارة القيام بتجزئة السوق على أساس واحد
oriented pricing
تعتبر هذه الطريقة من اسهل أساليب التسعير وتعتمد على سعر المنتجات
المماثلة المنافسة .ولهذا ،فان تطبيق هذه الطريقة يتطلب متابعة حثيثة ومستمرة ألسعار
المنافسين وأي تعديالت يمكن إجراؤها على اسعارهم .والحقيقة ،أنه ليس من
الضروري أن يكون السعر مشابها لسعر المنافسين اذا كانت هناك بعض االختالفات
التي تبرر االختالف في السعر .ونستطيع القول ان التصرف الصحيح الذي يمكن أن
تقوم به ادارة المؤسسة فيما يتعلق بالتسعير يجب أن يأخذ في االعتبار عوامل كثيرة
ترجح القيام بذلك التصرف.
الى الحصول على السلع والخدمات األقل سعرا .ولكنهم على استعداد أيضأ لدفع مبالغ
أكثر للحصول على األفضل والتي تحقق لهم قيما منفعية أكثر من غيرها .فإنهم كما
أنهم في نفس الوقت ليسوا على استعداد لدفع مبالغ أكبر لشراء منتجات تحقق له قيما
منفعية متساوية ،أو دفع مبالغ متساوي :لمنتجات تحقق له قيما منفعية أقل .فعلى
سبيل المثال نرى أن المستهلكين الذين يشترون سيارة مرسيدس على استعداد لدفع
مبالغ أقل اذا هم قاموا بشراء سيارة تويوتا .كما أنهم يدركون انه يتعين عليهم دفع
مبالغ أكبر للحصول على سيارة رولز رويس .وفي كثير من األوضاع الشرائية
وخاصة في حالة السلع المعمرة التي تتصف بارتفاع أسعارها والتي يصاحب
قرارشراءها درجة عالية من
الخطر المدرك يحاول المستهلك أن يكونوا عقالنيين .بمعنى أخر ،فانهم يحاولوا تعظيم
.7تعديل األسعار
سبقت اإلشارة الى أن السعر النهائي للسلعة أو الخدمة يجب أن يتفق وينسجم
مع االستراتيجية الرئيسة للمؤسسة ،أهداف ،التسعير ،االسعار السائدة في السوق،
ردود أفعال المنافسين ،التغير في السلوك النمرائي وأنماط تفضيالتهم ومدی حساسيتهم
للسعر ،مرونة الطلب ،والتكاليف باالضافة الى العوامل األخرى .والحقيقة أن هناك
من األوضاع مايقتضي من ادارة المؤسسة اجراء بعض التعديالت على اسعارها وذلك
استجابة لبعض التغييرات التي تطرأ في السوق والتي تفرض على االدارة ان تتخذ
االجراءات المناسبة للتعامل مع هذه التغيرات وبما يحفظ الوضع التنافسي للمؤسسة في
السوق.
وفي اطار ادراك االدارة لكافة هذه العوامل فان أمامها مجموعة من أساليب
التصرف (تكتيكات ) التي يمكن بواسطتها مواجهة تلك التغيرات والتصدي لها.
والثراء معرفة القارئ بهذه األساليب فاننا نعرض أهمها على النحو اآلتي:
5.استخدام سياسة السعر التفضيلي ( المشتري األول يتمتع بسعر يقل عن السعر
لمن يليه .وهكذا مثال شركات الطيران)
أما فيما يتعلق بتعديل أسعار المنتجات فان ادارة المؤسسة غالبا ما تلجا الى
ذلك سواء كان ذلك بمبادرة منها أو توصية من ادارة التسويق كتكتيك منها للرد على
ممارسات المؤسسات المنافسة أو حتى استجابة لما تتطلبه بعض القوانين والتشريعات
الحكومية .ونستعرض فيما يلي أهم األوضاع التي تقتضي اجراء التعديل على األسعار
باالضافة الى االعتبارات التي يجب أن تراعى عند تاللجزء الى هذا االجراء.
تبادر ادارة المؤسسة وتقديرا منها لبعض األوضاع التي يمكن أن تمر بها
المؤسسة من حين الى اخر والتي تقتضي تعديل أسعار منتجاتها من السلع أو
.1الرغبة في تنشيط الطلب على السلعة أو الخدمة وخاصة تلك التي تعاني من
.2اذا كان سعر سلعة المؤسسة أعلى نسبيا من سعر مثيلتها المنافسة.
بمنتجاتها.
.4عدم وجود توازن بين اسعار االصناف التي تنتمي إلى نفس خط هذه األصناف
هناك بعض األوضاع التي تفرض على ادارة المؤسسة القيام بتعديل أسعار
منتجاتها وذلك لمواجهة الممارسات التنافسية التي تقوم بها المؤسسات المنافسة
وخاصة حرق األسعار ).ويبدو هذا التوجه ضروريا في حالة اتصاف السلع بدرجة
كبيرة من التماثل الذي يبرر التشابه أو التقارب بين أسعارها .أن المدى الذي يجب أن
تذهب اليه ادارة المؤسسة في تعديل أسعارها يعتمد على اإلجابة عن األسئلة األتية:
من آثار سلبية في المدى البعيد .فعلى سبيل المثال ،فان استخدام سياسة الخصومات
التجارية والموسمية بصورة مستمرة بالرغم من قدرتها على استمالة الطلب السريع
على السلعة أو الخدمة -اال ان هذه االستراتيجية يمكن أن يكون لها آثار سلبية فيما
يتعلق بالصورة الذهنية للعالمة التجارية المشهورة التي تحملها تلك السلعة أو الخدمة -.
وفيما يتعلق بتعديل السعر فان على ادارة المؤسسة أن تراعي التوقيت المناسب الجراء
هذا التعديل وانعكاساته على أوضاع المؤسسة في السوق في المدى البعيد والمدى
القريب باالضافة الى توقع ردود فعل المؤسسات المنافسة لهذا التعديل.
الفصل التاسع
قنوات التوزيع
1.المقدمة
عندما يكون الحديث عن قنوات التوزيع فانه يتبادر إلى أذهان الكثيرين ان
النشاط الذي تقوم به هذه القنوات يقتصر فقط على التوزيع المادي للسلع والذي يشير
الى التحريك المادي لتلك السلع من أماكن انتاجها الى أماكن استهالكها دون االشارة
الى الوظائف واالنشطة األساسية والخدمات اللوجستية المختلفة التي تقوم به هذه
القنوات والتي يتبلور من خاللها الدور الحيوي الهام الذي تقوم به في نطاق النظام
التسويقي المتكامل .أن قنوات التوزيع تقوم -الى جانب ما تقوم به من عمليات النقل
التكاليف .وضمن اطار هذا الفصل فاننا سنعرض أهم المفاهيم العلمية والجوانب
التطبيقية التي ينطوي عليها النشاط التوزيعي وأهم القضايا المتعلقة به.
يمكن تعريف قناة التوزيع بأنها المنفذ الذي تعبر من خالله المنتجات منذ
خروجها من أماكن انتاجها الى أن تصل الى مستخدميها ومستهلكيها النهائيين .وتتكون
بيعها.
وبالتالي ،فان قناة التوزيع تمثل حلقة وسيطة بين المنتجين والمستهلكين .كما
أنها تعتبر المكان المادي واالفتراضي الذي يلتقي فيه الطلب على السلع والخدمات مع
المعروض منها .والجدير بالذكر الموقع المادي للمتجر لم يعد ضروريا التمام عملية
المبادلة والوصول الى الصفقات التجارية .فمع التطور التكنولوجي وما أفرزه من
التطبيقات الواسعة وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات ونظم االتصال أصبح العالم
قرية صغيرة .فقصرت المسافات ،بل والغيت .واصبح المستهلك -بالضغط عی
مفاتيح جهاز الحاسوب -قادرا على الدخول الى موقع المتجر على شبكة االنترنت
والتجول في جنباته واختيار ما برغب من السلع أو الخدمات ومن ثم طلبه ليتم بعد ذلك
توصيله له اينما يكون في هذا العالم الرحب .وموقع األمازون خير مثال على هذا
الواقع الجديد .فقد وصل األمر ببعض مفكري التسويق إلى وضع عالمة استفهام كبيرة
أمام الدور التقليدي الذي يمكن أن تقوم به قنوات التوزيع التقليدية ،والمستقبل الذي
ينتظرها .وقراءة متمعنة في التقارير المنشورة حول العالم تشير الى الكم الهائل من
مؤسسات التوزيع األمريكية التي تغلق في كل يوم المزيد من فروعها بسبب انعدام
جلوی بقاءها .ولعل أفضل وسيلة لتقريب مفهوم قناة التوزيع هي من خالل النظر اليها
(قيم مضافة)
وكما يبدو واضحا من الشكل فان بداية الحلقة تتمثل في الموردين الذين يقومون
بدورهم في تزويد الموسسة المنتجة بمستلزمات االنتاج من المواد األولية والعمالة
والتكنولوجيا الصناعية المناسبة التي تسهم في تصنيع المنتج القابل لالستهالك والتي
يمكن أن تضيف القيم المنفعية المرغوب فيها .وبعد ذلك تقوم المؤسسة المنتجة بدفع
منتجاتها عبر قنوات التوزيع المناسبة لتقوم بدورها من خالل أنشطتها المتخصصة
بإضافة المزيد من القيم المنفعية التي تجعل تلك المنتجات أكثر قبوال من جانب
المستهلك والالزمة لتمكينه من الحصول عليها بالشكل األنسب .وبالتالي ،فان وجود
قناة التوزيع ضمن النظام التسويقي من شأنه أن يضيف قيما منفعية الى جانب القيم
المنفعية التي تضيفها
عناصر المزيج التسويقي األخرى ( المنتج ،التسعير ،االتصال التسويقي) والحقيقة أن
توليد القناة لهذه القيم يفرض ان يكون له مقابل لتعويضها عن جهودها المبذولة في
توليد تلك القيم .ولهذا ،فان لقناة التوزيع دورا حيويا تقوم به وأن فاعليتها تعتمد على
قدرتها على القيام بهذا الدور وأن التعويض الذي تحصل عليه القناة يجب أن يكافئ
قدرتها على القيام بهذا الدور
إن القنوات التوزيع دور اساسي تقوم به ضمن النظام التسويقي المتكامل .ومن
خالل قيامها بهذا الدور والوظائف المرتبطة به تستطيع توليد مجموعة من المنافع التي
تحمل في مضامينها قيما يستطيع أن يدركها المستهلك عند شراءه للمنتجات .وفيما يلي
وهي المنفعة التي يدركها المستهلك في المنتجات التي يشتريها عندما تأخذ
شكال أو وضعا معينا .والجدير بالذكر أن توليد هذه المنافع ال يقتصر على منتجي تلك
هذا التعديل .فطحن حبوب البن يحولها من منتج غير قابل لالستعمال الى مشروب
يمكن أن يتناوله األفراد .كذلك فان تحول حبوب القمح الى دقيق يدخل في انتاج الخبز
ومشتقاته .فبقاء القمح الخام كما هو ان تكون له أي قيمة منفعية بالنسبة للمستهلك
وهي المنفعة التي يدركها المستهلك في المنتجات عند حصوله عليها في الوقت
الذي يطلبها فيه (أي أن تكون متاحة .في الوقت المناسب ) .والحقيقة ،أن التوقيت
المناسب لحصول المستهلك على المنتات التي يرغب في الحصول عليها يعني الكثير
بالنسبة للمستهلك .فقد تكون الحاجة لسلعة أو الخدمة انية وابنة وقتها ،األمر الذي
يقتضي ضرورة الحصول عليها لتلبية تلك الحاجة بحيث يكون الحصول عليها غير
ذي قيمة بعد ذلك الوقت .واألمثلة على ذلك كثيرة وخاصة في حالة األدوية
والمستلزمات الطبية التي غالبا ما يكون تعاطيها مقرونا بأوقات محددة كأدوية الضغط
والسكري وغيرها من األمراض المزمنة .وضمن هذا السياق فان قنوات التوزيع
المختلفة وخاصة متاجر التجزئة باعتبارها الحلقة األقرب إلى المستهلك لها دور هام
في هذا المجال .آن قدرة حلقة التوزيع في توفير السلع والخدمات في الوقت المناسب
كما أن فاعلية الدور الذي تقوم به قنوات التوزيع تعتمد الى حد بعيد على مدى
يقصد بالمنفعة المكانية القيمة التي يدركها المستهلك في السلعة أو الخدمة عند
توفرها في المكان المناسب .ولهذا ،فان كفاءة حلقة التوزيع وفاعلية الدور الذي تقوم به
يعتمد على قدرتها على اضافة هذه القيمة المنفعية ضمن سلسلة حلقات التسويق
المختلفة .وضمن هذا السياق ،فان ادارة قنوات التوزيع يجب أن تحرص أن تكون
مواقع المتاجر وفروعها قريبة من أماكن سكن المستهلكين ومن السهل الوصول اليها .
وبالرغم من توفر وسائل المواصالت ( سواء العامة أو الخاصة) فإن تكلفتها تمثل
بالنسبة للمستهلك أحد عناصر تكلفة الحصول على السلعة أو الخدمة عند حسابه للقيمة
المنفعية المدركة والتي تحدد بالتالي قرار شراءها .ومن هنا فإن خدمة التوصيل الى
المنازل تعتبر ميزة نسبية تنافسية تتمتع بها المؤسسة التي تقدمها على المؤسسات
األخرى.
وهي المنفعة التي يدركها المستهلك عند حيازته السلعة أو تملكه لها ،أو
االستفادة منها سواء بمنحه االتمان المطلوب لشراءها أو تقديم أية تسهيالت مالية
تساعده على الحصول عليها .وفي هذا المجال فان قنوات التوزيع المختلفة تقوم بدور
هام في استمالة الطلب على السلع والخدمات وبالتالي تسريع دورات النشاط التجاري.
والحقيقة أن خدمة التمويل التأجيري التي تقدمها بعض المصارف التجارية ومؤسسات
التمويل األخرى الذي يقود الى تملك العميل للسلعة أو الحرفة التي يشتريها تعتبر مثاال
المتكامل .والحقيقة أن أداء هذا الدور يتم من خالل القيام بمجموعة من الوظائف
الرئيسة التي من شأنها أن تضيف مجموعة من القيم المنفعية غير تلك التي تضيفها
المؤسسة المنتجة والتي يسعى المستهلكون الي تحقيقها .أن قيام قناة التوزيع بوظائفها
بالكفاءة المناسبة من شأنه أن يزيد من حيوية النظام التسويقي وفاعليته .وضمن هذا
ان من أهم الوظئف التي تقدمها قناة التوزيع هي توفير السلع والخدمات
المستخدميها ولمستهلكيها النهائيين وتمكينهم من الحصول عليها في الوقت والمكان
المالئمين .كذلك تقوم قناة التوزيع بعمل التشكيالت السلعية المرغوبة من قبل هؤالء
ان الدور الذي تقوم به قناة التوزيع كحلقة وسيطة بين منتجي السلع والخدمات
ومستهلكيها من شأنه تسهيل عملية التعرف على المتاح من السلع والخدمات المطروحة
في األسواق ومنتجيها .باالضافة الى تمكينهم من الحصول عليها في الوقت والمكان
والكمية والسعر المناسب .وبدون هذا الدور الوسيط فانه سيتعين على المستهلكين
البحث بأنفسهم عن منتجي تلك السلع والخدمات أينما يكونوا للحصول على ما يرغبونه
منها لتلبية حاجاتهم ورغباتهم منها .ويبدو هذا الدور أكثر أهمية في حالة التسويق
عند االتصاالت الالزمة للمستهلكين للوصول الى قناة التوزيع حيث تتواجد سلع
وخدمات هؤالء المنتجين هو أيضا (4) .أي أن مجموع االتصاالت الالزمة اللتقاء
الطرفين هو (8) .أما في حالة عدم وجود القناة فان االتصال بين الطرفين يحتاج الى
ضعف هذا العيد (16).وهو ما يشير إلى أهمية الدور الذي تقوم به قناة التوزيع في
تسهيل عمليات االتصال بين الطرفين ورفع كفايتها .وبالرغم من أن هذه الخالصة
تبدو منطقية من الناحية النظرية اال أن طول قناة التوزيع وتعبدالحلقات داخلها غالبا ما
يؤثر سلبا على أداء القناة ويجعل عملية االتصال صعية الى حد ما .كذلك ،فان
واالعتبارات التسويقية التقليدية التي عه دناها منذ وقت طويل .والمتصفح للتقارير
حيث تقوم قنوات التوزيع بتمويل عمليات التبادل بين حلقات التوزيع داخل القناة
الواحدة .كذلك تقوم قنوات التوزيع بتقديم التسهيالت المالية واالئتمانية بما يساعد
حلقات التوزيع من القيام بانشطتها بكفاية عالية ،وتعتبر هذه الوظيفة من أهم الوظائف
التي تقوم به متاجر الجملة.
كذلك تقوم كثير من متاجر التجزئة الكبيرة بمنح االئتمان لزبائنها عن طريق
اصدار بطاقات ائتمان خاصة بها توفر لهم فرص االستفادة من الفرص التسويقية
والعروض البيعية الخاصة والموسمية التي تقدمها تلك المتاجر
.
4.4.تحمل المخاطر
والعمليات التي تنطوي على درجة من الخطورة كالنقل والتخزين .كما انها تتحمل
4. 5.التغليف والتعبئة
وضمن هذا السياق ،فان القناة تقوم بدور هام في تجزئة الكميات الكبيرة التي ال
يستطيع المستهلك شراءها وتكييفها لتتناسب مع طلب وأذواق المستهلكين وقدراتهم
الشرائية .والحقيقة أن هذه الوظيفة تعثر من أهم الوظائف التي تقوم بها متاجر التجزئة
تقوم قنوات التوزيع بجهود كبيرة في مجال الترويج للمنتجات واستمالة الطلب
عليها وخلق المناخات التسويقية المناسبة لها .واستخدام المؤثرات الحسية التي من
شأنها جنب المستهلكين واثارة رغبتهم في الشراء .ومن شأن ذلك أن يسهم في تنشيط
تأخذ قنوات التوزيع أنماطا مختلفة طبقا لنوع السلعة التي يتم توزيعها .فمثال،
القناة التي تعتبر مناسبة لتوزيع سلعة معينة قد ال تصلح بالضرورة لتوزيع سلعة
أخرى.
ولهذا ،فان األنماط التي تأخذها القناة عند توزيع السلع االستهالكية تختلف عن التي
تأخذها في توزيع السلع الصناعية .ونستعرض فيما يلي األنماط الشائعة االستخدام
المنتجات .أما األنماط األخرى فانها ممكنة ولها ايضا مزايا وعيوب .ومن أبرز
مزاياها أنها تتيح للمنتجات درجة أوسع من االنتشار في السوق .والحقيقة أن توجه
االدارة نحو
سبقت اإلشارة إلى أن نوع قنوات التوزيع واألنماط التي تأخذها يختلف نتيجة
عوامل كثيرة أبرزها التوجهات االستراتيجية الدارة المؤسسة المنتجة ونوع وطبيعة
السلعة.
منتجو السلع الصناعية .وكما هو الحال في السلع االستهالكية فان منتجي السلع
الصناعية يستطيعوا استخدام نمطا أو أكثر من هذه األنماط ،وذلك يعتمد على ظروف
ومقتضيات التطبيق في كل مؤسسة .وتمثل القناة ) (4النمط الذي يقوم فيه المنتج
بتوزيع منتجاته مباشرة وبدون وساطة أي من حلقات التوزيع المعروفة .وهو نمط
شائع االستخدام من قبل منتجي السلع الصناعية وذلك خالفا لما هو موجود في توزيع
السلع االستهالكية التي غالبا ما يتم توزيعها عن طريق الوسطاء الذين يتعاملون بخط
أو أكثر من هذه المنتجات .والحقيقة أن معظم المشترين الصناعيين يفضلون التعامل
مباشرة مع منتجي هذه السلع حتي يمكنهم االستفادة من أية مزايا يمكن أن يقدمها
هؤالء.
ويبدو هذا واضحا في حالة السلع الصناعية ذات األسعار المرتفعة والمعقدة حيث
يرغب المشتري الصناعي في االستفادة من أية خصومات تجارية أو تسهيالت الدفع
أو االستفادة من الخدمات األخرى كالمساعدة الفنية كالتدريب على االستعمال أو
خدمات الصيانة التي يمكن أن تكون ضمن الصفقة التي يتم االتفاق عليها بين الطرفين.
والمثال على ذلك ما يحدث في شراء الحاسوب والنظم الحاسوبية والبرمجيات وأجهزة
المختبرات العلمية والعدد الصناعية والحرفية....الخ .أما القناة ) (3فانها تمثل نمطا
أخرا يقوم بموجبه المنتج بتوزيع منتجاته الى مشتريها عن طريق موزع أو أكثر من
الموزعين الصناعيين المستقلين الذين يحملون أسماء المنتجات التي يوزعوها .والجدير
بالذكر أن هذه المنتجات تتصف بدرجة عالية من نمطية موصفاتها األمر الذي يجعل
شراءها عملية أسهل نسبيا .وبالرغم المزايا المقترنة بالشراء المباشر اال ان هناك
بعض المساوئ التي ال يمكن اغفالها وخاصة اذا ما علمنا أن موزعي السلع الصناعية
غالبا ما يقوموا بتوزيع سلع متنافسة ألكثر من منتج وبالتالي فانهم غالبا ما يكونوا
موجهين بمصالحهم مع بعض المنتجين الذين يمنحونهم هوامش ربح اكبر ومزايا
خاصة أخرى .أما النمط اآلخر الذي توضحه القناة ) (3فان المنتجين الصناعيين
يقومون بتوزيع منتجاتهم عن طريق وكالء معتمدين من قبلهم ويرتبطون معهم
بعالقات تحكمها اتفاقات مبرمة بين الطرفين .وتحدد هذه االتفاقات المناطق الجغرافية
التي تنحصر في نطاقها حقوق التوزيع كما تحدد العموالت التي يتقضاها الوكالء نظير
قيامهم بالمهام
التي تتحددها لهم االتفاقات .وعلى خالف الموزع الصناعي فان وكالء المنتجين ال
يحملون أسماء أي من المنتجات التي يوزعونها كما أنهم ال يحوزوا ملكية المنتجات
التي يتم توزيعها .وضمن هذا السياق فان وكالء المنتجين بقيامهم بدور مندوب البيع
ال يملكوا القدرة التفاوضية الكافية حول اسعار المنتجات التي يوزعوها أو شروط
بيعها .والحقيقة أن الوكالء يقدمون للمنتجين خدمات عديدة ،حيث أن لديهم معرفة فنية
وسوقية واسعة كما أن لديهم قاعدة عريضة من العمالء الذين يمكن أن يجيروا السلع
المنتجين الذين يرتبطون بهم .يضاف الى ذلك ،فان استخدام الوكالء كحلقة توزيع
يعتبر خيارا ذا جدوى اقتصادية عالية بالنظر ألنهم يتقاضون عمولة على مبيعاتهم.
وبالرغم من هذه الميزة اال أن استخدام الوكالء ال يخلو من العيوب ،وأبرزها ضعف
قدرة المنتجين على الرقابة على أدائهم والتحكم في تصرفاتهم وممارساتهم في السوق.
أخيرا ،فان النمط األخير لقنوات توزيع السلع الصاعية فانه يعتمد على استخدام كل من
الموزعين الصناعيين والوكالء في أن واحد .وغالبا ما يلجأ المنتجون الى هذا النمط
في األوضاع التي يرغبون في تحقيق درجة أكبر من التغطية السوقية بدون استخدام
عدد كبير من مندوبي البيع واألوضاع التي يتصف فيها الطلب على المنتجات بدرجة
عالية من الموسمية.
لتحقيق تغطية أكبر لسوق منتجاتها تلجأ بعضهم مؤسسات األعمال الى اتباع
أكثر من قناة توزيع وأكثر من وسيط .ويمكن للمؤسسة أن تقوم بتوزيع منتجاتها عن
طريق تجار التجزئة وتجار الجملة .فعلى سبيل المثال يمكن توزيع المنتج الكاتشاب
عن طريق محالت السوبرماركت والمطاعم معا .بمعنى أن تقوم المؤسسة باستخدام
نظام التوزيع الثنائي أي بتوزيع نفس المنتج عن طريق أكثر من منفذ توزيع ( تجار
التجزئة ،باالضافة الى البيع المباشر عن طريق الدؤسسة نفسها ) .ويشيع استخدام هذا
النظام في تجارتي الجملة والتجزئة حيث يقوم بعض تجار الجملة بعمليات التجزئة
بالبيع المباشر للمستهلكين متجاوزين في ذلك متاجر التجزئة التي يفترض أن تقوم بهذا
الدور .والحقيقة أن هذه الممارسات غالبا ما تؤدي إلى ظهور النزاعات داخل قنوات
التوزيع .كذلك ،يطبق هذا النظام من قبل النين غالبا ما تكون أسعارهم أقل بكثير من
ينتج التحالف داخل قنوات التوزيع عن طريق قيام واحدة أو أكثر من حلقات
التوزيع سواء كانت من داخل القناة أو خارجها بتوزيع منتجات يتم توزيعها من قبل
حلقات توزيع أخرى .وهذه المنتجات غابا ما تكون متشابهة من حيث مستخدميها
أومستهلكيها النهائيين أو حتى استخداماتها ولكنها في نفس الوقت غير متنافسة .فعلى
سبيل المثال ،توزع قوارير المياه المعبأة جنبا إلى جنب مع المشروبات الغازية .كذلك
بالرغم من أن كافة حلقات التوزيع تسعى إلى تحقيق نفس الهدف وهو توزيع
المنتجات بربحية وكفاية عاليتين ،فقد تتعارض أحيانا مصالح تلك الحلقات الكيفية
والوسائل التي يمكن بواسطتها تحقيق ذلك الهدف .األمر الذي يكون سببا في
نشأة النزاع بينها .وحتى في الحاالت التي تكون فيها الممارسات التي تقوم بها بعض
حلقات
التوزيع بطريقة عفوية أو اعتقادا منها بان هذه الممارسات يمكن أن تحقق مصلحتها
وتوقعاتها حول ما ينبغي أن تقوم به من أدوار بشكل أفضل .ومع ذلك ،فإن مثل هذه
الممارسات يمكن أن تؤذي المصالح الحيوية لبعض الحلقات األخرى وتضر بها
ويعتبر عدم التنسيق مع عدم وجود قنوات اتصال فعالة بين حلقات التوزيع من أبرز
األسباب التي يمكن أن تقود الى نشأة النزاع بين تلك الحلقات والذي يؤدي بدوره الى
التضارب في تأدية األدوار والى المزيد من عدم التنسيق.
التجزئة المستقلة أو حتى بعض فروعها التي فقدت الجدوى االقتصادية من تواجدها
المادي في السوق .كذلك ،فان قدرة مؤسسات الجملة على احداث التكامل الرأسي في
تانية النشاط التوزيعي قد قادت الى الغاء دور الكثير من متاجر التجزئة المستقلة.
وللحد من احتماالت نشأة النزاع بين حلقات التوزيع فان المنتجين الصناعيين يجب أن
ال يزودوا تلك حلقات بمنتجات متشابهة ،وتوزيع األسواق أو المناطق البيعية بين
الحلقات داخل القناة بحيث تمنع التضارب في تأدية األدوار التي تقوم بها.
سبقت اإلشارة الى مجموعة األنشطة التي تؤديها قنوات التوزيع في نطاق
قيامها بدور الوسيط بين منتجي السلع ومستهلكيها النهائيين أو مستخدميها وتمكينهم
من االتصال والتواصل بما يحقق مصالح الطرفين .وبالتالي ،فان دور حلقات التوزا
وما تقوم به من وظائف عديدة ال يمكن الغاؤه اال اذا استطاع المشترون هم أنفسهم
القيام بذلك وتحمل كافة التكاليف المختلفة والجهود الالزمة المترتبة على ذلك.
والحقيقة ،أن كثيرا من الوظائف التي تقوم بها حلقات التوزيع يمكن أن تؤدي من قبل
حلقة واحدة يمكن أن تقود وتدير األنشطة والعمليات التي تتم داخل قناة التوزيع ،سواء
كان ذلك من خالل التكامل األفقي أو الرأسي الذي يمكن أن تحدثه الحلقة والذي
يستوجب توفر االمكانيات والقدرات الالزمة لذلك .أن مثل هذا التكامل يمكن أن يحقق
الكثير من المزايا للمؤسسة (حلقة التوزيع ) مثل تخفيض التكاليف وسهولة االتصال
والتنسيق والمساعدة على استقرار وثبات التدفق في عرض المنتجات داخل القناة .هذا،
وسنعرص فيما يلي هذين النوعين من نظم التكامل تحقيقا لمزيد من المعرفة حول هذا
الموضوع.
يحدث التكامل الرأسي داخل قنوات التوزيع عندما تقوم حلقة توزيع واحدة
بوظائف أكثر من حلقة من حلقات التوزيع التالية لها وادارتها في مستويات التوزيع
المختلفة داخل القناة الواحدة .ويتم ذلك عن طريق قيام الحلقة بالعمليات التي تقوم بها
حلقات التوزيع األخرى مما يؤدي الى الغاء الحاجة لها .وضمن هذا النوع من التكامل
فان حلقة التوزيع تقوم بتأدية العمليات والوظائف التي تقوم بها الحلقات األخرى والتي
تعتبرها امتدادا لعملياتها هي نفسها .ويعتبر التكامل الرأسي استراتيجية توزيعية فعالة
في وجه المنافسة ألنه يساعد في تقوية قدرة الحلقة المتكاملة على المساومة وتخفيض
المسؤوليات .واذا كان المنتج الصناعي هو المبادر في تطبيق التكامل ،فانه غالبا ما
وتقديم المشورة الالزمة لتفعيل النشاط التوزيعي .ويأخذ تطبيق هذه النظم أحد النماذج
الثالثة األتية:
واضحا في قطاعي صناعة األثاث والمفروشات .أما نموذج التكامل الثاني فانه يتكون
من مجموعة من حلقات التوزيع المستقلة ولكنها ترتبط مع بعضها بدرجة عالية من
االدارة التنظيمية فيما بينها من خالل التنسيق غير الرسمي .ويمكن لتلك الحلقات تبني
اجراءات (نظم ) نمطية تتعلق بالمحاسبة واصدار أوامر الطلبيات وغيرها من
االجراءات التي تكفل سير العمل بسالسة وكفاية .مع االحتفاظ باستقالليتها في القيام
بكافة الجهود الترويجية التي تناسبها .أما النموذج التكاملي األخير وهو شائع التطبيق،
فانه يتكون من مجموعة من حلقات التوزيع التي ترتبط ببعضها البعض بموجب
تعاقدية تحدد الحقوق التي تتمتع بها الحلقات األعضاء في االتفاقية وااللتزامات التي
ترتبها .والمثال على هذا النوع من التكامل كل من سلسلة مطاعم ماكدونالد وكي اف
سي
ويتمثل هذا النوع من التكامل في انضمام أكثر من حلقة توزيع مستقلة الى
بعضها للقيام بالنشاط التوزيعي على نفس المستوى ( جملة ،تجزئة ..ألخ) تحت ادارة
واحدة .وقد يكون ذلك باالندماج .والمثال على ذلك عندما تقوم حلقة التوزيع بانشاء
فروع متعددة لها في مناطق مختلفة ،كالمقاهي ومطاعم الوجبات السريعة ومحالت
السوبرماركت ومحطات توزيع المحروقات .والجدير بالذكر أن هذا النموذج يتيح
لحلقة التوزيع من تحقيق ايرادات وفيرة كما يمكنها من تحقيق التكامل الرأسي .كذلك
يساعد هذا النموذج حلقات التوزيع من تحقيق وفورات الحجم الكبير في عمليات
الشراء والترويج وتوظيف الكفايات البشرية المؤهلة ومع و ذلك فان هذا النموذج ال
يخلو من العيوب وخاصة عندما يكون حجم الحلقات كبير األمر الذي يقلل من مرونة
العمل ويخلق بعض المشاكل المتعلقة باالتصال والتنسيق .والحقيقة أن حلقات التوزيع
العاملة وفق هذا النموذج يمكن أن تعمل بكفاءة أعلى عندما تكون في ظل ادرة واحدة.
للسلع والخدمات الجديدة ،ودور الترويج في إنجاز هذه العملية .وعموما ،فإن هذا
الفصل هو بمثابة مدخل يستطيع القارئ أن يتعرف من خالله على طبيعة العملية
الترويجية كنظام لالتصال اإلقناعي ،وأن يدرك اآللية التي يعمل بها الترويج للتأثير
المفاهيم تمكن من تحديد األبعاد والمضامين األساسية لعملية الترويج .ومع ذلك ،فإن
محاولة القيام بذلك ،ستكون المحور الرئيسي الذي سترتكز عليه المناقشة في هذا
ومع ذلك ،فإن هناك محاوالت عديدة استطاع من خاللها مفكرو التسويق رسم
المعالم والخصائص الرئيسية التي تميز النشاط الترويجي عن غيره من األنشطة
التسويقية األخرى .وسنحاول في هذا الفصل بتسليط الضوء عليها ،وصوال إلى تحديد
واضح لمفهوم الترويج ،يمكن أن يكون مفيدة للدارس والباحث في هذا المجال.
البائع إلقناع المشتري المرتقب بقبول معلومات معينة عن سلعة أو خدمة ،وحفظها في
ذهنه بشكل يمكنه من استرجاعها .وبصورة أكثر تحديدا ،فإن عملية الترويج تنطوي
على محاولة من جانب البائع إلبراز الخصائص المميزة للسلعة أو الخدمة المروج لها
كالتصميم ،والتغليف ،واسم العالمة ،والجودة ،والسعر ثم إقناع المشتري المرتقب بهذه
الخصائص لشراء هذه السلعة أو الخدمة .ويستلزم ذلك بالضرورة وجود تدفق
للمعلومات من جانب البائع إلى المشتري المرتقب بشكل مباشر أو غير مباشر
أما كوتلر Kotlerفقد عرف الترويج على أنه النشاط الذي يتم ضمن إطار
أي جهد تسويقي ،وينطوي على عملية اتصال إقناعي .ومع أن هذا التعريف يتصف
بقدر كبير من الدقة والشمولية التي تكسب المفهوم الترويجي درجة من التميز عن
غيره من األنشطة التسويقية األخرى ،إال أن كوتلر نفسه يعترف بالصعوبة الكبيرة
التي تكتنف عملية تحديد مفهوم الترويج .فسعر السلعة ،والنموذج( الموديل) ،ومستوی
الجودة ،والخدمة ،والعالمة المميزة ،كل ذلك له مضامين ترويجية يمكن من خاللها
استمالة السلوك الشرائي .ومع ذلك فإنه إذا ما قبلنا هذه المقولة فإن مفهوم الترويج
سينطوي على قدر كبير من الغموض وااللتباس .ولهذا ،فإن األمر يحتاج إلى محاولة
جادة يتم من خاللها إبراز مفهوم الترويج ،كنشاط تسويقي متميز ومتخصص ،ذي
2.أن الترويج ينطوي على محاوالت إقناع ،وهذا يؤكد المضمون االتصالي للترويج.
ومع األخذ في الحسبان كل هذه االعتبارات عرف ليفي (3) Levyالترويج بأنه:
مجموعة من الوسائل التي يمكن استخدامها لتحريك وإثارة رغبة الشراء لدى
المستهلكين ،من خالل عملية اتصال إقناعي يكون البائع هو المبادر فيها.
ذلك ،فقد وقف تعريف كوتلر عاجزة دون إبراز المحتوى الترويجي (الشيء
الذي يروج له) بما يوضح الغرض من الترويج كنشاط متخصص ذي مضمون محلد،
وأهداف معينة.
ومع
ومع أن ذلك ال يضيف كثيرة إلى ما قدمه كوتلر .إال أن أهم ما يشير إليه هذا
أدوات الترويج المختلفة( إعالن ،دعاية ،بيع شخصي ،ووسائل ترويج المبيعات )يتم
نقل معلومات عن السلعة باسلوب إقناعي مصمم وموجه ،للتأثير على ذهن المستهلك
بما يقوده في النهاية إلى تصرف سلوكي ما اتجاه السلعة أو الخدمة التي يروج لها،
وهو ما يعبر عنه في العادة بالسلوك الشرائي.
وبناء على ما تقدم ،فإننا اآلن في وضع يمكننا من تقديم تعريفنا للترويج .وهو
أنه نشاط تسويقي ينطوي على عملية اتسال إقناعي ،يتم من خاللها التعريف بسلعة أو
خيمة أو فكرة ،أو مكان أو شخص ،أو نمط سلوكي معين ،بهدف التأثير على أذهان
الترويجية إما مدفوعة ،وتخضع لفئات ،سعر محددة( كاإلعالن) ،أو غير مدفوعة،
كالدعاية التي غالبا ما ترد على شذل مادة إخبارية تتضمن اإلشارة إلى محتوی
ومن تحليلنا لمضمون ما ورد في تعريفنا للترويج ،تبرز ثالثة أبعاد رئيسة في
1.أن النشاط الترويجي يمثل عمليات اتصال تنطوي على محاوالت إقناعية تستهدف
2.أن الترويج هو عملية مصممة وهادنة ،لتحقيق غايات محددة يرغب فيها
المروج.
3.ان الترويج ال يعتمد على أساليب اإلقناع القسرية ،وإنما على أساليب التأثير
الذهني
وهكذا ،فإن الدور األساسي للترويج يتمثل في تهيئة المستهلك ذهنية ليستجيب
سلوكية (سلوك شراء مثال)
.1المنتج(السلعة /الخدمة)
.2السعر
.3الترويج
.4التوزيع
ويمثل المزيج التسويقي إطارة لمفاهيم مهمة يمكن االستفادة منها في تخطيط
أي برنامج متكامل للتسويق لفترة زمنية معينة ،ولتحقيق أهداف محددة من خالل
تحقيق مستويات معينة من اإلشباع الحاجات ورغبات جمهور معين من المستهلكين.
وينظر عادة إلى كل عنصر من عناصر المزيج التسويقي على أنه مزيج في
حد ذاته ،وبناء عليه ،فإن هناك مزيجا للمنتج Product Mixالذي يتكون من
عناصر كثيرة كالماركة التجارية ،والموديل ،واللون ،والحجم ،والتصميم ،والجودة،
والغالف ،والعبوة ،والضمان الممنوح ،ثم الخدمة المصاحبة .وهناك أيضا مزيج للسعر
Price Mix
واالئتمان الممنوح .كذلك ،هناك ما يطلق عليه المزيج المكاني Place Mixالذي
يعبر عن النشاط التوزيعي ،وما ينطوي عليه من عمليات فرعية كالنقل المادي للسلع
أو الخدمات ،والتخزين ،وتجارة الجملة .وتجارة التجزئة .وأخيرة هناك ما يسمى
بالمزيج الترويجي Promotion Mixالذي يتكون من مجموعة من األساليب التي
تستخدم في ترويج السلعة أو الخدمة للمستهلك ،بقصد التأثير عليه وإقناعه الستمالة
سلوكه
الشرائي .ومن هذه األساليب ،اإلعالن ،والدعاية ،والبيع الشخصي ،ووسائل تنشيط
المبيعات ،وكل هذه األساليب تمثل أنشطة ذات مضمون اتصالي إقناعي
Persuasive Communication
كالعالقات العامة هو المؤسسة كلها ،وأن الغرض الرئيسي من هذا النشاط هو تكوين
صورة ذهنية إيجابية Positive Public Imageللمؤسسة في أذهان أفراد
الجمهور .في حين يكون الترويج لسلعة أو خدمة هو ما يروج له نشاط آخر كاإلعالن
التجاري مثال.
ويوضح الشكل رقم ) (2العناصر األساسية للمزيج الترويجي والتي تستهدف في
النهاية
المستهلك
وهكذا ،فإنه المزيج الترويجي يمثل نظاما متكامال وينظر إلى العناصر المكونة
له على أنها نظم فرعية .واعتبار المزيج الترويجي نظاما يعني أنه يتكون من ثالثة
=وإذا كانت األنشطة الترويجية تمثل أبعادة أساسية في النظام التسويقي ،فإن
المخرجات الرئيسية هي المستويات المتوقعة من اإلشباع الذي يمكن أن يحققه التسويق
وفي إطار هذه الرؤية ،فإن هناك عملية تأثير متبادل بين الترويج من ناحية
وهكذا ،فإنه يجب أن ينظر إلى الترويج من وجهة نظر متكاملة ،تجعل منه
عنصرا متكامال مع بقية العناصر األخرى في أية خطة او استراتيجية تسويقية .وبهذا
المعنى يمكن أن نؤكد مفهوم التكاملية على كافة المستويات بين الترويج وبقية األنشطة
البعد اإلقناعي في الترويج يتضمن الترويج محاولة للتأثير الذهني تستهدف إقناع
المستهلكين بشراء ما يروج من سلع أو خدمات .وتتم عملية اإلقناع هذه من خالل
عملية اتصال ،يتم من خاللها تدفق المعلومات ذات طبيعة إقناعية ،وهو ما يضفي على
عملية الترويج صفة االتصال اإلقناعي Persuasive Communication.
ومن هنا ،فإن عملية الترويج تؤدي وفق نظام اتصال يتكون من مجموعة من العناصر
المكملة لبعضها البعض ،بمعنى أن النظام يفقد فاعليته بدون وجود كافة عناصره .
والحقيقة أن اعتبار الترويج نظامة لالتصال يعني أنه ينطوي على نفس المكونات التي
تتألف منها عملية االتصال،
وهي مصدر االتصال ،والرسالة ،والوسيلة االتصالية ،ومستقبل الرسالة االتصالية .مع
.1المصدرSource
يمثل المصدر في نظام االتصال النرويجي الجهة التي تصدر عنها المعلومات
الخاصة بما يروج له من سلع أو خدمات المحتوى الترويجي )إلى جمهور مستهدف
الترويجي المستخدم .ففي اإلعالن بعد از متحدث الذي يقدم الرسالة اإلعالنية هو
المصدر .والمصدر في حالة البيع الشخصي هو مندوب البيع أما في حالتي الدعاية
التجارية أو العالقات العامة فإنه الشخص المفوض بالقيام بهذين النشاطين ،كمدير
التسويق ،أو مدير العالقات العامة في المؤسسة .وتعتمد قدرة مصدر الترويج على
اإلقناع وتحقيق أهدافه إلى حد كبير على مدى الصدق الذي يدركه جمهور المستهلكين
.2الرسالةmessage
المستهلك .وتتمثل الرسالة في النص اإلعالني في حالة اإلعالن .كما تتمثل في البيع
الشخصي بالدعوى البيعية التي يقدمها مندوب البيع إلى المستهلك ،باإلضافة إلى
المعلومات التي ينقلها المندوب عما يروجه من سلع أو خدمات .وتتكون الرسالة
.3وسيلة االتصالmedium
وفي حين يتم االتصال بالوسائل األولى بصورة شخصية مباشرة ،يكون
نفسه .فمثال ينفذ اإلعالن من خالل وسائل االتصال الجماهيرية( غير شخصية )وهو
ما يميزه عن البيع الشخصي الذي يتم من خالل اللقاء الشخصي المباشر .أما
األساليب األخرى للترويج كالدعاية التجارية ،والعالقات العامة ،فإما أن تتم من خالل
يعد مستقبل الرسالة الترويجية هو الجهة التي يسعى المروج للوصول إليها من
خالل جهده الترويجي ،وهو في الغالب جمهور مستهلكين أو قطاع معين من السوق،
له خصائص متجانسة من حيث أنماط السلوك االستهالكي التي يتبناها أفراده ،وهنا
يجب على مصمم الرسالة الترويجية أن يصيغ مضمون رسالته بطريقة تخاطب أفراد
ذلك الجمهور ،من حيث أنماط استهالكهم ،ورغباتهم وحاجاتهم االستهالكية ،وقيمهم
وتقاليدهم الحضارية والدينية ..الخ .وحتى تكون الرسالة الترويجية فعالة ومقنعة فالبد
أن تنقل معاني رمزية يبحث عنها مستقبل الرسالة ،بمعنى أن الرسالة بمحتواها البد أن
تعني شيئا للمستقبل ،وإال فإنها ستذهب في فراغ دون إحداث األثر المطلوب.
باالتصال الترويجي عند مجرد وصول المعلومات الترويجية إلى المستقبل .وإنما قد
تتجاوزه إلى أفراد آخرين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .وغالبا ما يتم هذا
فعلى سبيل المثال ،فإن الوسيط التجاري يقوم بتمرير هذه الرسائل بمضامينها
إلى المستهلكين المرتقبين الذين يقومون بشراء السلع أو الخدمات ال بتأثير المعلومات
التي تلقوها مباشرة من مصادرها الرئيسية ،وإنما بواسطة أفراد ،كاألصدقاء وأفراد
يشكل اإلدراك جزءا مهما في دراسة نظام االتصال الترويجي وخاصة فيما
يتعلق بفهم الكيفية التي يستطيع بها الترويج إحداث األثر الذي تستهدفه الرسالة
الترويجية .فاألشياء المتشابهة تحرك من قبل األفراد بطرق مختلفة .ويشير ذلك إلى
وجود نوع من التفاوت اإلدراكي بين المروج( بكسر الواو )والمستهلك ،وبهذا فالبد أن
تتضمن الرسالة مضامين مشتركة يمكن أن تعبر عن إدراكات متشابهة بينهما .ولذلك،
فإن المروج البد أن يفهم العالم اإلدراكي للمستهلك ،ألن اإلدراك هو المحدد الرئيسي
وليس من قبيل المبالغة إذا قلنا إن مدى األثر اإلقناعي الذي تتركه الرسالة
الترويجية إنما يتوقف على مدى توافق مضمون هذه الرسالة ومحتواها مع عناصر
الهيكل المرجعي للمستهلك .فعلى سبيل المثال .فإن المستهلك إن لم تتوافر لديه الحاجة
الشراء سلعة ما ،فإن الرسالة الترويجية من شأنها أن تمر بدون اهتمام.
وتجدر اإلشارة إلى أن اآللية اإلقناعية للترويج تعمل على مستويين هما:
االتصال ،حيث يتم من خطه نقل المعلومات عن السلعة أو الخدمة ،ثم إحداث التأثير
المطلوب من خالل عمليات التعلم واالكتساب التي تتيحها عملية االتصال .وبالرغم من
أن هذا الفصل هالمي في طبيعته .إال أنه مفيد لتوضيح الكيفية التي يعمل من خاللها
الترويج.
وبالطبع ،فإن األثر اإلقناعي الحث هو أثر تراكمي ،فيما يحدثه من
مضامين ملوكية .بمعنى أن أية زيادة في مستوى اإلقناع الذي تحدثه الرسالة الترويجية
يعكس تطورا في عملية الصياغة السلوكية ندى الفرد بشكل يدفعه إلى تبني
Adoptionما يروج له .كذلك ،فإن عملية التبني هذه ال تتم بطريق عشوائية،
ولكنها عملية بناء سلوكي وصاغ من خاللها السلوك الشرائي المستهلك.
للمنتجات ،والكيفية التي تتم بها .ولئن كان مستوى التحليل والمناقشة في هذا المؤلف
لن يتيح الفرصة للغوص إلى أكثر من المستوى المطلوب في هذا المجال ،إال أن ذلك
لن يثنينا عن عرض أهم األفكار والمفاهيم التي انطوت عليها أبرز تلك المحاوالت
وخاصة أنها جميعا تلتقي حول فكرة التابع اإلدراكي في عملية التبني أي مرورها
بعدة مراحل -نلك ألن هذه المحاولة من شأنها تزويد الدارس بإطار المفاهيم الالزمة
الفهم واستيعاب الكيفية التي تتم بها عملية التبني ،والدور الذي يقوم به الترويج في هذا
المجال.
فقد استطاعت لجنة من علماء االجتماع ) (8في عام 1955تحديد خمس مراحل
أساسية يمر بها المستهلك ،في تبنيه السلعة أو الخدمة الجديدة .وهذه المراحل هي:
)(1اإلدراك المعرفة) (2) ،االهتمام (3) ،التقييم (4) ،التجربة وأخيرة ) (5التبني.
وفي محاولة أخرى استهدفت تطبيق األفكار والمفاهيم الخاصة بالتبني ضمن
لعملية التبني وربطاها بثالثة أبعاد نفسية أساسية .على النحو الذي يوضحه الشكل(3).
السلوكي
اإلدراك
البعد اإلدراكي
المعرفة
التفضيل
القناعة
البعد اإلداري
الشراء
ومع ذلك فإن المراحل الثالث األساسية (اإلدراك ،الشعور ،اإلرادة) تبقى
ومن أكثر النماذج النظرية شيوعا ،والذي يلتقي إلى حد كبير مع التوجهات
األساسية لعملية التبني ،هو نموذج آيدا ADAالذي تشير الحروف االنجليزية فيه
األربع عمليات نفسية متتالية ،تحدث من خاللها عملية التبني .ويوضح
النموذج المذكور.
االنتباه
)(Attention
االهتمام
)(Interest
الرغبة
)(Desire
التصرف
)(Action
والحقيقة أن لهذه النماذج مضامين تطبيقية مهمة في الترويج .فكما قلنا ،إنها
تزود مخططي الترويج بمنهجية متكاملة يمكن أن تحتذى عند تصميم وتخطيط
برامجهم الترويجية (إعالن ،دعاية ،بيع شخصي) الخاصة بتقديم السلع والخدمات
الجديدة إلى السوق ،ويذلك ،فإن هذه النماذج تساعدهم على فهم واستيعاب المراحل
الذهنية التي تمر بها عملية تبني المستهلك لما يقدمونه من سلع أو خدمات.
ومما ال شك فيه ،أن تجاوب األفراد مع السلعة الجديدة ،وتبنيهم لها محكوم
بعوامل واعتبارات عديدة ،منها ما يرتبط بخصائص السلعة أو الخدمة ذاتها ،ومنها ما
يرتبط بالمستهلك نفسه( نفسية ،اجتهاعية ،ديموغرافية ،ثقافية) ،في حين يرتبط البعض
اآلخر بالوضع الشرائي.
وعموما ،فإنه يمكن تصنيف األفراد طبقا لمدى تبنيهم للسلع والخدمات الجديدة
1.االبتكاريونInnovators
5.المتقاعسونLaggards
ويوضح الشكل ) (5توزيع المجموعات الخمس على أساس نسبي يقيس مدى
وبحكم ما يوضحه الشكل) ، (5فإن فئة االبتكاريين تسبق فئة المتبنين األوائل
تبنيها للسلعة الجديدة .وهذه الفئة األخيرة تسبق الغالبية المبكرة ..وهكذا.
في وقد استمالت هذه المضامين التطبيقية دراسات الكثير من الباحثين (10) ،الذين
كما توضح أهمية نظم االتصال الشخصي كقنوات للتغذية العكسية في تعزيز عمليات
تبني المستهلكين للسلع الجديدة .وبالطبع ،فإن ذلك يشير إلى الدور الرئيسي الذي تلعبه
أهمية وسائل االتصال الجماهيرية في مرحلة تقديم السلعة أو الخدمة الجديدة .أما في
المراحل الالحقة .فتشير النتائج إلى أهمية أكبر لقنوات االتصال الشخصي
وطبقا لهذه المعطيات ،فإن وسائل االتصال الجماهيرية تتيح قدرة من
المعلومات عن المنتج( سلعة أو خدمة الجديد التي تقود إلى زيادة المعرفة مع مرور
الوقت ،وإذا تضمنت هذه المعلومات جوانب إيجابية ،فإن ذلك سيؤدي إلى تعزيز
عمليات االكتساب االيجابي ،وبالتالي تكوين انطباعات واتجاهات سلوكية ايجابية
ومحببة ،ويتم هذا بطريقة أشبه ما تكون بطريقة تكوين الكرة الثلجيةSnowball.
ومما يدعم هذا االتجاه عالقة االرتباط التي يفترضها نموذج العملية اإلدراكية
وبالطبع ،فإنه كلما كبرت المؤسسة وتضخمت عملياتها ،فإن من شأن ذلك أن يضاعف
من الجهود التسويقية ،وبالتالي فإن األمر يتطلب استخدام العديد من أساليب الترويج
.1اإلعالنAdvertising
يعرف اإلعالن بأنه عملية االتصال اإلقناعي التي تنفذ من خالل وسيلة
اتصال جماهيرية ،تروج لسلعة أو خدمة ا .فكرة أو شخص أو مكان أو نمط سلوكي
معين ،وتستهدف أحداث تأثير ذهني بقصد تحقيق استجابة سلوكية في االتجاه الذي
يبغيه المعلن.ويتصف النشاط اإلعالني بأنه مدفوع ،وأن شخصية المعلن (المروج)
يجب أن تكون واضحة ،أو يمكن االستدالل عليها من خالل الرسالة اإلعالنية.
أ .إن اإلعالن ينطوي على محاولة إقناعية تستهدف استمالة سلوك المستهلك في
ب .إن اإلعالن يمثل نشاطة مدفوع القيمة وهو ما يعطي الجهة المعلنة( صاحبة
المصلحة الحقيقية فيما يروج له اإلعالن )إمكانية توجيه العملية اإلعالنية ،والرقابة
عليها من حيث المحتوى اإلعالن ،أو المساحة المخصصة ،أو الوقت أو
األساليب المستخدمة في إعداده وإخراجه .ويمتد هذا الحق في الرقابة واإلشراف
على العملية اإلعالنية ،سواء أكان اإلعالن يعد من قبل المؤسسة نفسها أو من
ج .إن شخصية المعلن يجب أن يفصح ،منها أو يمكن االستدالل عليها من خالل
واضحة.
.2الدعاية التجاريةPublicity
تمثل الدعاية التجارية نشاطا ترويجية مماثال لإلعالن من حيث المفهوم .ولعل
هذا التشابه بين المفهومين هو السبب الرئيسي الذي يكمن وراء الخلط وااللتباس الذي
يكتف عملية تحديد كل من المفهومين .ورغم ذلك فإن هناك اختالفا جوهرية ال يجب
إغفاله بين مفهومي اإلعالن والدعاية التجارية .ويتمثل الفرق األول في أن الدعاية تتم
دون دفع أجر محدد .ولهذا ،فإنها تمثل نشاطا ترويجية غير مدفوع.
أما االختالف الثاني فيتمثل في كون شخصية المروج في الدعاية التجارية غير
مفصح عنها ،بالرغم من إمكانية االستدالل عليها من خالل الحدث الدعائي .والدعاية
تمثل سيفا ذا حدين ،ذلك أن لها وجهين أحدهما ايجابي واآلخر سلبي ،فقد تعمل في
فيها من مصداقية عالية .فطبقا للمفاهيم األساسية في نظرية العزو السببي فإن
الشخص إذا أدرك أن هناك مصلحة مادية فيما تروجه له جهة معينة ،فإن مصداقية
هذه الجهة المدركة من قبل هذا الشخص تكون منخفضة .وإذا أخذنا الدعاية كمثال،
فإننا نرى أن الجهة الداعية تقوم بالجهد الترويجي ،دون أن يكون هناك أجر مدفوع،
وهو ما ينفي وجود مصلحة مادية يمكن أن ينطوي عليها الجهد الدعائي ،وبالتالي يرفع
كما هو الحال في اإلعالن ،فإن البيع الشخصي ينطوي على عملية اتصال
إقناعية ،تستهدف استمالة السلوك الشرائي للمستهلك المرتقب .كذلك هنالك تشابه بين
البيع الشخصي واإلعالن من حيث كون كل منهما نشاطا ترويجية ،حيث تتطوي
ومع ذلك ،فإن هنالك اختالفا جوهرية بين اإلعالن والبيع الشخصي ،ويتمثل
في الوسيلة االتصالية التي تتم من خاللها وبواسطتها العملية الترويجية .ففي الوقت
الذي تتم فيه العملية اإلعالنية من خالل وسيلة اتصال جماهيرية كالتلفاز ،أو اإلذاعة،
أو الصحافة ،وهو ما جعل البعض يطلق عليها البيع الجماهيري، Mass Selling
فإن البيع الشخصي يتم من خالل االتصال الشخصي المباشر.
.يتضمن هذا النوع من الجهود الترويجية األنشطة الخاصة بإدارة نوافذ العرض.
المبيعات هذه بشكل كبير من قبل مؤسسات تجارة التجزئة ،وذلك لدعم الطلب على
د .وسائل أخرى
باالضافة الى أساليب الترويج السابقة ،هناك وسائل كثيرة يمكن أن تساعد
على دعم وتعزيز الجهد الترويجي .ومن أمثلة هذه الوسائل ما يحمله الغالف من
معلومات (رسوم ،رموز ،صور) ،وخاصة في المتاجر التي تعتمد على نظام الخدمة
الذاتية للمستهلك ،كالسوبر ماركت ،ويطلق بعض الكتاب على هذا النوع من األساليب
الترويجية اسم البائع الصامت Silent Seller.حيث يقوم المستهلك بالتعرف على
السلعة من خالل الطابع الخاص الذي تتصف به عبوة السلعة .فضال عن استخدام
شبكات االنترنت .وقد بدأت الممارسة الحقيقية للترويج االلكتروني بعد عام1994
حيث ظهر أول إعالن تجاري على شبكات االنترنت ،ويتطلب الترويج االلكتروني
أن يتم من قبل أفراد محترفين ويعتبر ذلك من مسؤوليات إدارة المؤسسة.