You are on page 1of 28

‫محاضرات ‪:‬‬

‫مقياس التوجيه المهني والمشروع الشخصي‬

‫الخاص بالسنة األولى ماستر علم النفس عمل وتنظيم‬


‫يعتـبر مفهـوم االختيـار المهنـي مـن المفـاهيم ذات األهميـة في حيـاة الفـرد الحـاضرة والمستقبلية حيث يعني‬
‫اختيار الفرد لمهنة من المهن حسب قدراته وميولـه وسـماته الشخصـية وظروفه االجتماعية ‪.‬ويشمل هذا ‪.‬‬

‫المفهوم ثالثة خطوات ‪:‬‬

‫‪ −‬معرفة الفرد لنفسه من حيث قدراته وميوله وسـماته الشخصـية وظروفـه البيئيـة ونـوع مستوى تعليمة‬
‫وتدريبه ‪.‬‬

‫‪ −‬معرفة المهن المختلفة وما تتطلبه من قدرات وسمات وتعليم وتدريب ‪.‬‬

‫‪ −‬المطابقة بين الخطوتين السابقتين حتى يتم االختيار الموفق‬

‫ويرى أوها ار أن االختيار يجب أن يكونً موائما بين صاحب القرار المهني وبـين استعداداته واهتماماته‪,‬‬
‫وقيمة الشخصية ومتطلبات المهنة‪ .‬بينما يرى ميللر أن السلوكيات لدى الفـرد هـي صـاحبة التـأثير األكـبر‬
‫عـلى عملية االختيار‪ .‬اما جيالت فيرى بأن عملية االختيار المهني هي عملية مستمرة تبدأ عنـدما يـدرك‬
‫الفـرد وجود حاجة التخاذ القرار المهني‪ ,‬ويحدد الهدف المراد تحقيقه‪ ,‬وذلك بجمع المعلومات الالزمة عن‬
‫المهنة التي يريد أن يلتحق بها ‪.‬أما سوبر فيرى أن الفـرد لديـه القـدرة عـلى النجـاح في أكثـر مـن مهنـة وأن‬
‫األفـراد يتفاوتون في مستوى كفاءتهم المهنية بناء على مدى ميلهم وقدرتهم لها فيصبح الفرد أكثر كفاءة‬
‫في المهن التي تطابق ميوله وقدراته وحسب هوالند أن الفرد يتجه بشكل دائم للمهنة التي تلبي اتجاهه‪,‬‬
‫وإذا كان هناك أكثر من اتجاه شبيهات ببعضها البعض أو قريبة الشبه عـلى األقـل في قوتهـا فـإن الفـرد‬
‫سـيتردد في اختيار المهنة المناسبة‪ ,‬وعندها فإن الفرد سيبحث عن المهنـة األكثـر مناسـبة لالتجـاه األقـوى‬
‫ومدى انسجامها مع قدراته‬

‫ويرى جينزبرج أن االختيار المهني عبارة عن عمليات تطورية مستمرة تعكس المواءمة بين ميول الفرد‬
‫وقيمه وقدراته وبين فرص العمل المتاحة في البيئة التي يعـيش فيهـا‪.‬‬
‫ويرى أصحاب النظرية الموقفية بأن هناك عوامـل خـارج قـدرة الفـرد ال يسـتطيع أن يتحكم بها تلعبً دو ارً‬
‫هاما في مجرى حياته كلها بما في ذلك اختياره لمهنته ‪ .‬و يوافقهم في ذلك أصحاب النظرية االجتماعيـة‬
‫الـذين قللـوا درجـة حريـة الفـرد في اختياره المهني وأن االتجاه االجتماعي هو المسؤول عن اختيار الفرد‬
‫لمهنة ما واالستمرار عليها( ‪.‬‬

‫اما علماء التحليل النفسي أن االختيار المهني حسبهم هو اسـتجابة للحاجـات الالشـعورية التي لم يتم‬
‫إشباعها لدى الفرد‪ .‬بينما يرى السلوكيون أن االختيار المهني مشرـوط بـالخبرات التـي تعـززً طرقـا معينـة‬
‫للسلوك على حساب طرق أخرى ممكنة‪.‬‬

‫أن أهمية االختيار المهني ال تقتصر على سعادة ورضاء العمال‪ ,‬بل تكون من جهة ما تتحصل علية‬
‫المنظمة الصناعية ذاتها من فوائد كزيـادة في اإلنتـاج‪ ,‬وتحسـين العالقات اإلنسانية إلى غير ذلك ‪.‬‬

‫يرى المشعان (‪1993‬م) أن اختيار الفرد للعمل المناسـب يجعلـه قـاد اًر عـلى التفـوق ‪ ,‬والترقي فيه‪ ,‬ويجعلهً‬
‫قاد ار على الوقوف في وجه المنافس لمهنته‪ ,‬كما يساعده على االستم اررية في مجال عمله وعدم االنقطاع‬
‫عنه وااللتحاق في مهنة أخرى‪ ,‬والبدء في أول السـلم مـن جديـد ‪,‬وكذلك مالءمة العمل للفرد يجزيهً كسبا‬
‫أوفرً وأج ار أعلىً وفضال عن ذلـك فـإن هنـاك خـير أجدى وهو الراحة النفسية التي يلقاها الفرد في أدائهً‬
‫عمال يستمتع به‪ ,‬وكـذلك عنـد اختيـار الفرد للمهنة التي تتيح له الفرصة للعيش في المجتمع الـذي يريـد‪,‬‬
‫ومـع طبقـة النـاس الـذين يرتاح إليهم ‪.‬ويرى ياسين وعلي (‪1999‬م) أن لالختيار المهني أهمية تكمن فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -‬زيادة اإلنتاجية‪ ,‬فإن وضع الفرد المناسب في المكان المناسب يؤدي إلى زيادة اإلنتاجً كمياً وكيفيا‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة األرباح‪ :‬فاالختيار السليم يجنب اإلصابات وتفادي الوقوع في الحوادث‪ ,‬وتعنـيً أيضا المعنويات‬
‫العالية والدوافع القوية‪ ,‬وكل هـذه العنـاصر تعتـبر مقومـات اساسـية لزيادة الربح ‪.‬‬

‫‪ -‬االنتقاء المهني الجيد والذي من شأنه أن يقلل من فـترات التـدريب والنفقـات الالزمـة لتأهيلهم وكذلك المدة‬
‫الزمنية التي تستغرق في تدريبهم ‪.‬‬

‫‪ -‬التقليل من الفقد البشري والمالي‪ :‬إذ نجد من تـرك الفـرد لمهنتـه والـذي يـؤدي لضـياع أموال كثيرة سبق‬
‫أن أنفقت في إعدادهم وتأهيلهم إضافة إلى ما تنفقه المؤسسة من أموال ووقت على تدريب أفراد آخرين‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل اإلصابات والوقوع في الحوادث عند اختيار الفرد للمهنة التي تتالءم مع إمكاناته ورغباته‪ ,‬فال‬
‫شك أنه سيتوحد معها ويحبها ويرتفع مستواه المهاري‪ ,‬ومن ثم تقل نسـبة اإلصابات وينخفض معدل الوقوع‬
‫في الحوادث‪.‬‬

‫‪-‬عدالة توزيع األجور والحوافز والترقيات‪ :‬عند االختيار المهنـي الصـحيح فإنـه سـوف يستبعد الفرد غير‬
‫المناسب والذي قد يقصر في إنتاجه وعدم مساواته بالفرد الذي يؤدي أداء ‪ ً ً.‬متمي از من حيث الكم‬
‫والكيف ويشير (كشرود) للدور الذي يلعبه االختيار المهني في تحسين عملية العالقـات اإلنسانية‪ ,‬ألن‬
‫الفرد الـذي يشـعر بالثقـة بـالنفس والرضـا الـوظيفي والسـعادة يكـون أكثـرً استعدادا للتفاهم والتعاون والعمل‬
‫مع الغير‪ ,‬أما الفرد الذي ال تنتابه هذه المشاعر يكونً قلقـا باستمرار كثير الشكاوى‪ ,‬وكثير التذمر مما‬
‫يساعد على اإلساءة والتأثير على عالقاتـه برؤسـائه وزمالئه في مكان العمل ‪.‬كما يرى ياسين (‪1999‬م)‬
‫أن أهمية االختيار المهني تتجاوز عملية انتقاء أحسن األفراد لمهنة ما بل يشمل ‪:‬‬

‫‪ -‬المتابعة والتي تكون على الفرد وإذا كشفت عن عدم ارتياح الفرد أو عدم نجاح وتدني أداؤه فال بد من‬
‫نقله للقسم الذي يتجانس فيه قدراته ومهاراته‪ ,‬فعند نقل الفـرد ربـما يسبب هدر الوقت والمجهود على حد‬
‫سواء‪ً.‬‬

‫‪ -‬تطـوير وتحسـين األداء باختيـار األفـراد لاللتحـاق بـالبرامج التدريبيـة التـي توافـق قدراتهم ‪.‬‬

‫هناك بعض المبادئ التي تساعد الفرد على اختيار مهنته‪ ,‬كما تساعد األخصائي النفسي على إرشاد‬
‫الناس إلى تخير المهن التي يحتمل أن يحرزوا فيها أكبر قدر مـن النجـاح‪ ,‬ومـن هـذه المبادئ أنه من‬
‫الخطأ االعتقاد أن الفرد المعين ال يصلح أال لمهنة معينة‪ ,‬أنه غـير قابـل للتغيـير ‪.‬كذلك من الخطأ‬
‫االعتقاد بأن لكل مهنة مطالب ثابتة وجامـدة‪ ,‬فاإلنسـان لديـة القـدرة عـلى التكيف والتوافق‪ .‬عندما يدخل‬
‫الفرد مهنة معينة فإن علية أن يكيف نفسه لها‪ .‬ولكنه في نفـس الوقت يحدث بعض التعديالت البسيطة‬
‫في هذه المهنة فنحن لسنا مهيئين بالطبيعة لمهنة واحدة بعينها دون غيرها‪ ,‬فالفرد يصلح ألكثر من مهنة‪,‬‬
‫ولكنه يختار أكثر المهنً جلبا للشعور بالرضـا وللسعادة‪ ,‬وأقلها في طلب تكيفه لها‪ .‬أي التي تناسبه وال‬
‫تتطلبً كثير امن التعديالت أو إعادة تكيفه حتى يقوم بها بطريقة طبيعية‪ ,‬ودون بذل كثير مـن الجهـد‬
‫والتعـب‪ ,‬وينبغـي أن تكـون عملية االختيار المهني عملية مستمرة ومتصلة‪ ,‬بمعنى أن تتاح للفرد حرية‬
‫االختيـار والتقريـر في مصيره في كل مرحلة من مراحل عمره‪ ,‬وعلى ذلك فيجب أن يكون هناك توجيـه‬
‫مهنـي في المدرسة ثم الجامعة ثم بعد التخرج من الجامعة‪ ,‬ألن الفرد يتغـير والمجتمـع مـن حولـه يتغـير‬
‫مهنا تسود فترة ثم تصبح بعد ذلك عديمة األهمية في فترة أخرى وأيضا‬ ‫والمهن واألعمال تتغير‪ ,‬نرى ً‬
‫تستحدث مهن وتتطلب مهارات جديـدة لم يكـن يتقنهـا الفـرد مـن قبـل‪ .‬ومن المبادئ األساسية في اختيار‬
‫المهنة أال يختار الفـرد مهنـة لمجـرد أنـه أرى أن المهنـة ناجحة ‪,‬وأنه رأي أشخاصا ناجحين فيها‪ .‬ومن‬
‫المالحظ أن الشباب يندفعون وراء الدراسات العملية‪ ,‬بينما ال يمكن أن يكونواً جميعا معدين للنجاح في‬
‫الكليات العملية‪ .‬فالفرد ال ينبغي أن ينقاد وراء اآلخرين‪ ,‬أو أن يدخل مهنة لمجرد التقليد والمحاكـاة‪ .‬وال‬
‫ينبغـي أن تكـون شـهرة المهنة هي الدافع الوحيد وراء الدخول فيها‪ ,‬ولكن ينبغي أن يرغب فيها الفرد رغبـة‬
‫صـادقة ‪ .‬ويرى (عيسوي‪ ),‬أن هناك بعض األسس التي تحكم اختيار الفرد لمهنتـه ولكنـه يرى أنه ال يجوز‬
‫أن يختار الفرد مهنته نتيجة نجاحها أو على حسب رأي أناس نجحـوا فيهـا أو ا لهم أو عدم فهـم لتلـك‬
‫المهـن ومتطلباتهـا ‪.‬‬

‫فوائد اختيار المهنة المناسبة‪:‬‬

‫أن لالختيار المناسب للمهنة فوائد ومنافع عديدة تنبع من خالل االنعكاسات اإليجابية لالختيار على كل‬
‫من العامل وصاحب العمل‪ ,‬وبالتالي على االقتصـاد الـوطني بشـكل عـام ‪.‬فالنسبة للعامل‪ ,‬فإن اختياره‬
‫لمهنة مناسبة له يتيح له فرصة التقـدم والتطـور في مهنتـه‪ ,‬عـالوة على ما يحققه من االختيار للمهنة‬
‫المناسبة من ارتقاء‪ .‬أما بالنسبة لصاحب العمل فإن االختيـار السليم يساعد على خلق جو عمل ورضا‬
‫وظيفي أفضل وبالتالي إنتاج وكسب أكثر‪ ,‬وبالنسـبة لالقتصاد الوطني والمجتمع بشكل عام‪ ,‬فإن االختيار‬
‫للمهنة المناسـبة يرفـع جـودة المنتجـاتً نظ ار الرتفاع سوية أداء العمال المهنيين‪ ,‬حيث أنه من الطبيعي أن‬
‫يـنعكس ذلـك عـلى تحسـين الدخل القومي بشكل أعم‪.‬ولعلنا إذا أردنا اإلشارة إلى فوائد اختيار المهنة‬
‫المناسبة أن نشير إلى النقاط اآلتية‪:‬‬

‫إن االختيار المهني المناسب يؤدي إلى تحسين العالقات اإلنسانية في المجاالت المختلفةً نظ ار‬
‫لممارسة الفرد للعمل الذي يناسبه فيساعده على زيادة ثقته بنفسه ورفـع معنوياتـه ورضـاه وسعادته فيسهل‬
‫تعامله مع اآلخرين ‪.‬‬
‫تقليص حجم الخسائر االقتصادية من خالل استم اررية الفرد في عملة والناتج عـن فشـل التخطيط‬
‫الذي يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة‪ ,‬حيث ذكرت بعض الدراسات وأكـدت على خسائر أمريكا بسبب‬
‫العمل تقدربـ ـ‪٩٠‬مليون دوالر في السنة‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة نسبة النجاح عند العاملين وتقليل األخطاء وحسن استخدام القوة البشرـية وزيـادة الكفاية‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ −‬انخفاض معدل اإلصابات الناتج عن سوء استخدام اآلالت أو المواد الخام التـي يتعامـل معها الفرد ‪.‬‬

‫كما وأن سوء االختيار سيكونً مصـد ار للمتاعـب وباالختيـار المناسـب السـليم للمهنـة المناسبة سنتفادى‬
‫هذه األمور‪( .‬الخطيب‪.( 1995,‬كذلك فإن ما أشار إليه زهـران (‪1998‬م) مـن فوائـد تتمثـل في الرضـا‬
‫واإلنتـاج في العمل وزيادة الدخل ‪ ,‬تعتبر فوائد لالختيار المناسب للمهنـة‪ .‬أن وضـع الفرد في المهنـة التـي‬
‫تناسبه من العوامل التي تساعده على االتزان الذاتي واالجتماعـي‪ ,‬عـلى اعتبـار أن المهنـة هـي الهدف‬
‫الذي يسعى إليه لكي يصبحً عضوا في المجتمعً مستقال عن أسرتـه ‪ ,‬فـما لم تحقـق المهنة للفرد‬
‫االستحسان االجتماعي الذي ينشده فإن سعادته ال تتحقق وبالتالي سـيترتب عـلى ذلك انخفاض إنتاجيته‬
‫وعدم إحساسه باالطمئنان‪ .‬وعلى العكس من ذلـك ‪ ,‬فعنـدما تكـون المهنة مناسبة لمن يعمل بها يكونً‬
‫قاد ار على التفوق فيها وترقيه إلى أعلى قمة من سلم وظيفتـه (مهنته ‪).‬ونستطيع استعراض الفوائد التالية‬
‫التي تعود على الفرد والمجتمع من االختيار للمهنة المناسبة ‪:‬‬

‫اإلحساس بالطمأنينة واألمان ‪.‬‬

‫معرفة وضعيته االجتماعية بين جماعته وفي مجتمعه‪.‬‬

‫عالقات اجتماعية تربطه في المجتمع الذي يعيش فيه ‪.‬‬

‫االطمئنان على سريان مستقبله في مجراه الطبيعي‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة هنا‪ ,‬وفي ظل الحديث عن فوائد االختيار المناسب للمهنة ‪ ,‬أن نتحدث بشكل مختصر‬
‫عن بعض العوامل واألسس التي تجنب الفرد أثناء اختيـاره للمهنـة الوقـوع في األخطاء‪ ,‬فنذكر منها اآلتي ‪:‬‬
‫‪ −‬تحكيم النظرة العلمية والتقديرات الصحيحة في كل مراحل االختيار من توفير معلومات كافية للمسترشد‬
‫عن نفسه‪ ,‬وعن مجاالت العمـل المختلفـة التـي تالئمـه‪ ,‬وقيـام الفـرد بالمواءمة بين قدراته واهتمامه وميوله‬
‫وحاجة المجتمع ‪.‬‬

‫‪ −‬القدرة العقلية من العوامل الهامة في اختيار المهنة حيث يمكن التعرف عليها مـن خـالل االختبارات‬
‫المختلفة التي تجري له ‪.‬‬

‫‪ −‬يجب أن يحلل الفرد نفسه ‪ ,‬بمعنى أن يحـدد لـه قد ارتـه واسـتعداداته‪ ,‬وميولـه وسـمات شخصيته وذلك‬
‫قبل أن يتخذ القرار شأن العمل الذي سوف يمارسه ‪.‬‬

‫‪ −‬ينبغي أن تقاس قدرات الفردً قياساً موضوعياً دقيقا واالبتعاد عن التقـديرات الذاتيـة في هذا المجال ‪.‬‬

‫‪ −‬ينبغي على الفرد أن يختار دوافعه الشعورية والالشعورية وأن يختـار مهنتـه عـلى أسـاس المعرفة الكاملة‬
‫بهذه الدوافع ‪.‬‬

‫‪ −‬البد من تقدير العوامل الواقعية التي تحيط بالفرد مـن حيـث متطلبـات العمـل المنـوي احترافه وما يحتاجه‬
‫هذا العمل من اإلعداد والتدريب والدراسة باإلضافة عـلى شـمول النظرة الواقعية لمجمل الخصائص‬
‫والصفات الذاتية للفرد ‪.‬هذا وهناك المزيد من الفوائد لالختيار المهني المناسب‪ ,‬مثل ‪:‬‬

‫‪ -‬االشتغال بالمهنة المناسبة طريق على زيادة الكسب واالجر ‪.‬‬

‫‪ -‬االشتغال في المهنة المناسبة يجزي صاحبه زيادة في الرضا واإلنتاج ‪.‬‬

‫‪ -‬للمهنة التي يختارها الشخص أثر فعال في تحديد البيئـة واألصـدقاء مـن حولـه وال شك من أن االختيار‬
‫المناسب للمهنة يرتبطً ارتباطـاً وثيقـاً وايجابيـا بالصـحة النفسـية للفرد حيث أنه كلما كان اختيار الفرد‬
‫لمهنتـهً مناسـب اكـان ذلـك الفـرد أقـرب إلى الصـحة النفسية‪ ,‬عالوة على ما يحققه االختيار المهني للعمل‬
‫المناسب من ارحـة ورخـاء اقتصـادي ومعيشي ينعكس عليه من خالل آثار التوافـق المهنـي كنتيجـة منطقيـة‬
‫لالختيـار السـليم‪.‬‬

‫تشير نتائج البحوث المعنية بهذا الموضوع‪ ,‬إن بعض الناس يختارون مهنهم إما لظروف طارئة‪ ,‬أو‬
‫نصائح عارضه‪ ,‬أو تً أث ار بقراءة قصة في كتاب أو سماع محاضرة من شخصية محببة‪ ,‬أو ا بضغط‬
‫تأثر العيش كما كـان الحـال‬
‫الوالدين‪ ,‬أو مسايرة لرغبات األقران‪ ,‬فاختيـار المهنـة لم يعـد مجـرد كسـب لقمـة ً‬
‫في المـاضي‪ ,‬بـل أصـبح وسـيلة إلرضـاء الـدوافع الشـعورية النفسـية واالجتماعية‪ ,‬فقد أكد فرويد أن الدوافع‬
‫الالشعورية تـؤثر بوضـوح في اختيـار الفـرد لمهنتـه ‪,‬فنحن نختار المهنةً أحيانا من باب مجاراة أحد‬
‫األقارب أو االمتثال لرغبة الوالد‪ ,‬وعلى أي حال فأنه يمكن إجمال العوامل المؤثرة في اختيار الفـرد لمهنتـه‬
‫وذلـك عـلى النحـو اآلتي‪:‬‬

‫‪-1‬خصائص الفرد وقدراته ‪:‬إن خصائص الفرد تعتبر من المحددات األساسية في اختيـاره لمهنـة مـن‬
‫المهـن‪ ,‬ومـن خصائص الفرد (قدراته ‪,‬ذكاؤه‪ ,‬اسـتعداداته‪ ,‬ميولـه‪ ,‬سـماته‪ ,‬قيمـه‪ ,‬واتجاهاتـه) فالشـخص الذكي‬
‫يختار المهنة التي تتطلب نفس القدر من الذكاء‪ ,‬والشخص يختار المهنة التي يميـل إليهـا فذلك يمكن أن‬
‫يحقق لنفسه النجاح‪ ,‬ويالحـظ أن الشـخص الـذي يشـعر بعـدم الكفـاءة ال يفضل أن يلتحق بالعمل الذي‬
‫يتطلب هذا القدر من الكفاءة وإنما يسعى للعمل الذي تقل فيه المسئوليات‪ ,‬وإن الشخص الذي يميل للناس‬
‫ولديه صالت اجتماعية قوية يختار العمل الـذي يقـوم عـلى العالقـات االجتماعيـة وتكثـر فيـه التفـاعالت‬
‫بـاآلخرين وتبقـى عـلى وجاهتـه االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -2‬تأثير الوالدين ‪:‬ويظهر تأثير الوالدين في اختيار الفرد لمهنته وذلك من خالل وراثة المهنة‪ ,‬فقد‬
‫أشارت نتائج إحدى الدراسات أن ‪% ٩٩‬من أبناء المزارعين يواصلون العمل الزراعي والسيما إذا كان هذا‬
‫العمل في المجال الحرفي واليـدوي‪ ,‬فيشـترك األبنـاء مـع اآلبـاء في الصـغر ثـمً غالبـا مـا يواصلون ذلك في‬
‫الكبر‪ ,‬أي أن اآلباء يوفرون ألبنائهم مجال التدريب المهني‪ ,‬فإن ابن النجـار يصبح كذلك وابن السائق‬
‫يصبح كذلك‪ ً,‬وغالبـا مـا يحـدث ذلـك لـدى األسر ذات الـدخل المحدود‪ ,‬هذاً فضال عن أن اآلباء يشكلون‬
‫نماذج سلوكية لألبنـاء‪ ,‬وهـذا مـن شـانه يـدفعهم للتوحد بهم واالختيار عن غير وعي لمهنة اآلباء فهناك‬
‫بعض الذين يجـبرون أبنـائهم الختيـار مهن معينة كانوا يودون ويأملون االشتغال بها لوال أنهم فشلوا لسبب‬
‫أو ألخر‪ ,‬فاألب الـذي كان يود أن يكونً طبيبا‪ ,‬ولم يحصل على الدرجات التي تؤهله لهذه الكلية تـراه‬
‫يجـبر ابنـه عـلى االلتحاق بهذه الكلية حتى يعوض ما فقده في شبابه‪ ,‬وقد يجبر األب االبن اختيار مهنة‬
‫ما ألنها تليق بالمستوى االجتماعي للعائلة‪ ,‬أو أن بعض اآلباء يجبرون األبناء على االلتحاق بأعمال‬
‫راقية من باب تغيير المستوى االجتماعي للعائلة واالرتقاء بها‪.‬‬

‫‪ -3‬تأثير األقران والجماعة المرجعية ‪:‬إن نتائج البحوث في هذا المقام تثيرً قد ار من الجدل‪ ,‬بعض هـذه‬
‫الد ارسـات يؤكـد أن لألقران واألصدقاءً دو ارً واضحا في توجيه بعضهم الختيـار مهنـة واحـدة وذلـك مـن‬
‫بـاب استم اررية السلوك التعلقي‪ ,‬وبعض الدراسات لمتثبت صحة هذا الفرض وأشارت أن تـأثير الوالدين‬
‫يفوق أث ار ألقران في توجيه اختيار األبناء لمهن محددة‪.‬‬

‫‪ -4‬واقعية االختيار ‪:‬لقد بينت الدراسات العديدة عن واقعية االختيارات المهنيـة في الغالـب‪ .‬ومـن أمثلـة‬
‫ذلك أن يفضل التالميذ مهنا تتطلب مستوى من الذكاء أعلى مما لديهم‪ ,‬وثمة تناقض فيما توصلت إليه‬
‫كثير من الدراسات الخاصة بمدى واقعية االختيـارات المهنيـة التـي يعـبر عنهـا تالميذ المدرسة الثانوية‪,‬‬
‫ففي بعض الدراسات يبدون أكثر واقعية عـن بعضـها األخـر‪ .‬وربـما كان بعض هذا التناقض ارً جعا إلى‬
‫تعدد معنى ((االختيار)) ويتوقف ذلك على الطريقـة التـي كتبت بها أسئلة االستفتاء الذي يجيب عنه‬
‫التلميذ‪ ,‬ووجهات النظر التي تصدر عنها اإلجابات وما إلى ذلك‪.‬‬

‫‪ -5‬المدرسة والمعلم ‪:‬للمدرسة أدوارها التي ال تنكر في توجيه األبناء الختيار مهن محـدده وكـذلك اختيـار‬
‫بعض التخصصات وهذا األمر ليسً غريبا ‪ ً,‬فكثير اما يكون للمعلـم والهيئـة المدرسـية أدوا ار تأثيرية تفـوق‬
‫تـأثير الوالـدينً فأحيانـا ينظـر للمعلـم وكأنـه األب البـديل‪.‬‬

‫‪-6‬اهتمام بالمكانة والنجاح ‪:‬قد يكون تفضيل المهن الفنية العليا إلى حد كبير نتيجة لمكانـة مثـل هـذه‬
‫المهـن‪ .‬وثمـة سبب آخر لتفضيل تلك المهن وهو النجاح المادي الذي يناله الشخص إذا مارسها فيستطيع‬
‫أن يحسن وضعه االجتماعي واالقتصادي في هذه الحالة‪ .‬وعلى الرغم مـن الخـالف عـلى تعريـف النجاح‬
‫إال انه يتضمن في العادة ترقية الشخص ووضعه االقتصادي واالجتماعي ‪.‬ولما كان االهتمام بالنجاحً‬
‫كبيرا‪ ,‬وبوجه خاص عندما يعبر عنـه بأنـه مـا يحققـه الفـردً اجتماعياً واقتصاديا‪ ,‬كان من العسير على‬
‫كثـير مـن األفـراد أن يكونـوا سـعداء بـدون تحقيـق األهداف المهنية التي وضـعوها ألنفسـهم‪ .‬وعنـدما يسـعى‬
‫أشـخاص كثـيرون نحـو تحقيـق أهدافهم ويصل بعضهم إلى األهداف‪ ,‬ففي هذه الحالة قد يعاني البعض من‬
‫القلـق والمضـايقة نتيجة للتنافس‪ ,‬وبـالطبع فمـن حـق الشـباب في مجتمعنـا أن يشـعروا بحريـة الطمـوح عـلى‬
‫مستويات مهنية تفوق مستويات أباءهم‪ .‬ولما كانت مثل هذه اآلمال ال يمكن تحقيقهـا دائـما إذ يخفق‬
‫بعض األشخاص في بلوغها; فليس معنى ذلك تخفيض مستوى طمـوح الشـباب وإنـما معناه أن هناك‬
‫مستويات مختلفة لذلك الطموح تصلح لمختلـف األشـخاص‪ .‬فالتلميـذ الـذي يضع نصب عينيه هدفا‬
‫متواضعا ولكنً واقعيا ينبغي أال نجعله يشعر بالخجل من خطته هـذه ‪,‬والشك أن عدم المبالغة في‬
‫االهتمام بمكانة بعض المهن وتقبل األعمال والحرف األخرى سوف يزيد من حرية كثير من األشخاص‬
‫في اختيار مهنهم ألسباب قد تؤدي إلى رضا شخصي أكبر ‪.‬يتضح من المناقشة السابقة أن عدم كفاية‬
‫فهم الفرد لذاته وكذلك عدم كفاية معلوماته عن عالم العمل تعتبر مشكالت يواجهها كثير من األفراد ‪.‬‬
‫وتتداخل مثل هذه المشكالت مع صالحية االختيار المهني والتوافق في المهنة ‪.‬وعلى ذلك يجب أن نعمل‬
‫على زيادة فهم الفرد لذاته وعلى تزويده بمعلومـات شـاملة وأكثر دقة عن عالم المهن المختلفة ‪ .‬وعلى‬
‫المدارس أن تنشئ برامج للتوجيه في مرحلة الدراسة المتوسطة والثانويـة وذلـك لمساعدة التالميذ الذين‬
‫يعانون صعوبات تعليمية مهنية‪ .‬وتستطيع المدرسة أن تيسر لتالميـذها البيانات الكافية عن المهن‬
‫المختلفة‪ .‬كما ينبغـي أن تقـوم بتطبيـق االختيـارات النفسـية المقننـة الخاصة بقياس القدرات والتحصيل‬
‫والميول‪ ,‬وذلك لمساعدة التالميذ على أن يفهـم إمكانياتـه إذا قورن بغيره من التالميـذ‪ .‬كـما أن المناقشـات‬
‫الجمعيـة أو الفرديـة مـع األخصـائيين تعـين التالميذ على فهم ما تعنيه الفروق الفردية في القدرات والميول‬
‫بالنسبة لمختلف المهن‪( .‬المشعان ‪(.1993‬‬

‫‪-7‬الحيرة والتردد ‪ :‬ال يدهشنا عندئذ أن نجد بعض التالميذ مترددين وغير واقعيين في تفكـيرهم المهنـي ‪.‬‬
‫ولقد بينت البحوث أن الفتيات أقل حيرة في الغالب عن الفتيان ‪ ,‬وربما كان ذلك ألن الفرص المهنية‬
‫أمامهن محدودة‪ .‬والحيرة في اختيار مهنة خاصة ليست بالضرورة ضـارة بالنسـبة للفـرد وقد تكون مرحلة‬
‫ضرورية‪ ,‬تؤدي به إلى تحديد هدف مهني‪ ,‬فوجود خطة عامة شاملة يمكـن تحديدها وتصنيفها خالل‬
‫مرحلة الدراسة الثانوية‪ ,‬كـما أن نضـج التلميـذ تعـد مفيـدة إذ أنهـا تصلح كدليل يجنب التلميذ الجمود‬
‫والتمسك باختيار مهني معين‪ ,‬ومن ناحيـة أخـر￯ فعـدم القدرة على اتخاذ ق اررات مناسبة في الوقت‬
‫المناسب في المرحلة الثانوية قد يضر باإلعداد المهني وبالتالي بالتوافق المهني‪( .‬المشعان‪( 1993 ,‬‬

‫لقد اتجه االهتمام في السنوات األخيرة إلى صوغ النظريات الخاصـة باالختيـار المهنـي ‪.‬والتي تتحدث عن‬
‫مفهوم الفرد عن نفسه وعن سماته الشخصـية وخـبرات طفولتـه‪ ,‬وطـرق تنشئته األسرية وصحته الجسمية‬
‫والنفسية وعن ميوله وقدراته المختلفة وعن قيمه الشخصـية وعن تفضيالته المهنية وعن أثر مستوى التعليم‬
‫ونوعه وعن خبرات الفرد الناجح والفاشل في مجاله وعن دور األسرة والمدرسة والمؤسسات المختلفـة في‬
‫عمليـة االختيـار المهنـي وفـيما يـلي سوف يستعرض الباحث هذه النظريات بشيء من التفصيل ‪:‬أوالً‪:‬‬
‫نظريات الشخصية ‪:‬برزت نظريات ونماذج عديدة تعتمد على الشخصية في مجال االختيـار والنمـو‬
‫المهنـي ونشرت ضمن دراسات قام بها بعض علماء النفس خالل فـترة الخمسـينات مـن هـذا القـرن "سمول"‪.‬‬
‫وأكد هؤالء العلماء العالقة الوثيقة بـين و "شافر "و "جون هوالند "و "مثل" آن رو عمليات االختيار‬
‫المهني ونظريات الشخصية ‪ ,‬وذلك من حيث الحاجـات الخاصـة بالفئـات المهنية وأنماط الحياة عند‬
‫العـاملين في المهـن المختلفـة واألمـراض المرتبطـة بـالمهن واألعـمال ‪.‬وتستند هذه النظريات إلى أساس‬
‫االرتباط بين خبرات الشخص في طفولته المبكـرة واتجاهاتـه وميوله وقدراته وبين عوامل الشخصـية المـؤثرة‬
‫في اختيـاره المهنـي ‪ ,‬باعتبـار أن الفـرد يختـار وظيفته ومهنته لكونه يرى فيها إمكانية إشباع حاجاته ‪ ,‬وإن‬
‫نجاحـه في العمـل واندماجـه بـه يعبر بالتدريج عن خصائص شخصيته (القاسم‪.( 2001,‬‬

‫نظرية آن رو " ‪:‬في نظريتها في االختيار المهنـي في اسـتخدامها لقد تأثرت "آن رو لتقنية الطاقة‬
‫النفسية التي يقوم بها األهل كطريق تسير وتتدفق من خالله طاقة األطفـال نحـو العمل‪ ,‬كما تأثرت‬
‫بنظرية "ماسلو" في الحاجات والعوامل الوراثية التي تحـدث عنهـا فرويـد والكبت والالشعور في النظرية‬
‫التحليليـة ورأت بـأن للتنشـئة األسريـة للطفـلً دو ار آخـر في عملية اختياره لمهنته‪(.‬الراهدي‪.( 2005 ,‬‬

‫أثر التنشئة األسرية على القرار المهني من وجهة نظر آن رو " ‪:‬بأن الجينات الموروثة تحدد إمكانية نمو‬
‫جميع خصائص الفرد وأن مظاهر ترى "آن رو "هذا التحكم الجيني ومدى طبيعته تختلف باختالف‬
‫خصائص الفرد المختلفـة وتـرى "آن روً أيضا بأن الخصائص الوراثية عند الفرد ال تتأثر فقط بالخبرات‬
‫التي مر بها في سن الطفولة‪ ,‬بـل تتأثر بالثقافة والوضع االجتماعي واالقتصادي في األسرة وبالدرجة التي‬
‫يسمح بهـا الوالـدان "بأن حاجـات الطفـل تتطـور حسـب للطفل بإشباع حاجاته أو عدم إشباعها‪ ,‬وترى "آن‬
‫رو اتجاهات الوالدين وأكدت أن هناك عالقة بين الجو األسري في مرحلة الطفولة المبكرة والنمـو المهني‬
‫لدى آن رو ‪:‬توثر خبرات‬ ‫عندهً مستقبال‪( .‬عبدالهادي والعزة‪.( 1999 ,‬محددات االختيار المهني‬
‫الطفولة في عمليات االختيار المهني لدى الفرد عنـد وصـوله إلى مرحلـة اتخاذ قرار هذا االختيار‪.‬‬

‫وأن األفراد الـذين يعملـون في مهـن ذات توجـه إنسـاني وشخصيـ يتذكرون خبرات طفولتهم المبكرة الدافئة‬
‫أكثر من الـذين يعملـون في مهـن غـير ذات توجـه إنساني ‪.‬هناك عدة عوامل وراثية في الذكاء والقدرات ال‬
‫تشـكلً دلـيالً واضـحاً وقطعيـا عـلى أهميتها في االختيار المهني‪ ,‬ولكن نوع الشخص وكونهً ذك ار أو‬
‫تباينـا في القـدرات حيـث تتجـه قـدرات الـذكور نحـو منحـى معـين‬
‫أنثى تحدده العوامـل الوراثيـة ‪.‬وأن هنـاك ً‬
‫كـالنواحي الميكانيكية‪ ,‬بينما تتجه قدرات اإلناث باتجاه النواحي اللغويةً مـثال‪ ,‬وأن أسـلوب التعبـير عـن تلك‬
‫القدرات يدخل ضمن العوامل البيئية ‪.‬إن األشخاص الـذين يعملـون في مهـن ووظـائف وأعـمال ذات توجـه‬
‫نحـو النـاس يظهرونً ميال لالختالط باآلخرين وبناء عالقات معهم مثل علماء النفس واالجتماع أكثر مـن‬
‫األفراد الذين يعملون في مهن غير ذات توجه نحو الناس مثل علماء الطبيعة والمهندسين ‪.‬إن األسلوب‬
‫الذي تنمو به الميول والقدرات الخاصة وعوامل الشخصية األخرى هو الذي يتحدد بواسطة االتجاهات و‬
‫النواحي التي تتصرف بها الطاقة النفسـية وبصـورة تلقائيـة‪ ,‬فمثال عندما يذهب الفرد للسوق‪ ,‬فإنـه يـدرك‬
‫أشـياء معينـه أو بضـائع محـدده تكشـف عـن اهتماماته وميوله الشخصية ‪.‬تتعلق المجـاالت التـي تتصرـف‬
‫فيهـا الطاقـات النفسـية لألفـراد بنـواحي اإلرضـاء واإلحباط في الطفولـة‪ ,‬وأن هنـاك عوامـل وراثيـة تحـدد‬
‫حاجـات اإلنسـان كـالتي حـددها وهي الحاجات الفسيولوجية كالماء والطعام والهواء والحاجات األمنيـة‬
‫كاالسـتقرار ""واالمن والنظام والحماية والقلق‪ ,‬إضافة إلى الحاجـات األخـرى كـاالنتماء وتقـدير اآلخـرين‬
‫والحب وتقدير الذات ‪ .‬إن النواحي الشعورية والالشعورية تؤثر على إنجازات الفـرد وأن المحـور األسـاسي‬
‫لدافعية الشخص ال يقتصر على قوة الحاجات الالشعورية وتنظيمها فقط ‪.‬إن النواحي الالشعورية تؤثر‬
‫على اختيارات الفرد في المجاالت المختلفة وأن توجيهات الطاقة النفسية واهتمامها هي المحدد األساسي‬
‫للميدان أو الميادين التي يختارهـا الفـرد لنفسـه ‪,‬وال ينطبق هذا على المهنة فحسب بل يشمل مجاالت‬
‫الحياة جميعها ‪.‬هناك حاجـات تـرضى بسـهولة عنـد الفـرد وهنـاك حاجـات تـرضى بصـعوبة‪ .‬وأن الحاجات‬
‫التي ترضى تمنع ظهور الحاجات التالية وتصبح كأنهـا دوافـع مانعـه فالطفـل الـذي يبديً حبا لالستطالع‬
‫في موقف معين فإن هذه الحاجة تؤدي إلى كف الحاجة إلى االستطالع في بعض المواقف‪ ,‬وأن‬
‫الحاجات التي يؤجل إرضـائها عنـد الشـخص إلى وقـت الحـق تصـبح محركات دافعية الشـعورية للسـلوك‬
‫وتكـون قويـة التـأثير بقـدر مـدة تأجيـل اإلرضـاء وأن اختيارات الفرد المهنية مرتبطة بالحاجات التي أجل‬
‫إرضاؤها ‪.‬إن االتجاهات والعالقات األسرية والوالدية تنعكس على سلوك الراشد وهـي تكـون واحدا من‬
‫ثالثة‪ :‬األول تجنب الطفل‪ ,‬والثاني تقبل الطفل‪ ,‬والثالث االهتمام الزائد بـه‪ ,‬ومنهـا يمكن تحديد مجموعات‬
‫مهنية عديدة ترتبط بسلوك ال ارشد المهني ‪.‬إن الخصائص التي تميز المجموعة والمسـتوى الـذي سـيختاره‬
‫الفـرد تبـدأ في الظهـور بوقت مبكرً جـدا عـلى األقـل في مرحلـة المراهقـة‪ ,‬وأن موقـف البيـت واألسرة يحـدد‬
‫تلـك الخصائص واألنماط إلى درجة كبيرة في مرحلة مبكرة من حياة الفرد‪( .‬القاسم‪.( 2001,‬‬

‫تقييم النظرية ‪:‬على الرغم من أن هذه النظرية قدمتً إسهاماً ممي از في مجال االختيار المهني إال أنه‬
‫يوجه لها بعض النقد حيث أن هذه النظرية لم تحدد بدقة دور الوراثة ودور الجينات في عملية االختيار‬
‫المهني ‪.‬كما أن هذه النظرية اعتبرت أن عدم إشـباع الفـرد لحاجاتـه العليـا في هـرم الحاجـات سيؤدي إلى‬
‫اختفاء هذه الحاجات‪ ,‬وسيكون عنده تثبيت للحاجـات المشـبعة والتـي ستصـبح مسيطرة والحقيقة أن هذه‬
‫الحاجات تبقى مكبوتة في الالشعور حتى يتم إشباعها ‪.‬إن الدراسات التي أجرتها آن رو شملت علماء‬
‫بيولوجيا وفيزياء وعلماء اجـتماع وهـم ليسوا عاديين‪ ,‬ولذلك جاءت نتائجها منطبقة على هذا المجتمع‪,‬‬
‫األمر الذي ال يمكن تعميمـه على بقية أفراد المجتمع‪( .‬الراهدي‪.( 2005 ,‬‬

‫جون هوالند ‪:‬أن نظرية هوالند تفترض أن اختيار اإلنسان لمهنة يكون نتاج الوراثة وعدد غـير‬
‫قليـل من عوامل البيئة والثقافة والقوى الشخصية بما في ذلك الزمالء والوالدين والطبقة االجتماعية والثقافية‬
‫والبيئة الطبيعية ‪.‬ويفترض هوالند أنه يمكن تصنيف األشـخاص عـلى أسـاس مقـدار تشـابه سـماتهم‬
‫الشخصية إلى عدة أنماط كما انه يمكن تصنيف البيئات التي يعيشون فيها إلى عدة أصناف عـلى أساس‬
‫تشابه هذه البيئات بعضها ببعض‪ ,‬وأن المزاوجة بين أنماط الشخصية مـع أنـماط البيئـة التي تشبهها يؤدي‬
‫إلى االستقرار المهني والتحصيل واإلنجاز واإلبداع‪ ,‬فالشخص يختار عـادة المهنة التي تتفق مع سماته‬
‫الشخصية وميوله وقدراته مما يؤدي إلى شعوره بالسـعادة ويحقـق لـه الرضا النفسي‪.‬‬

‫إن جوهر نظرية هوالند تعتمد على ثالثة محاور أساسية‬

‫‪ -:‬يتعلق بالبيئة‬

‫‪-:‬يتعلق بالفرد ‪.‬‬

‫‪-‬يتعلق بتفاعل الفرد مع البيئة ‪.‬‬

‫وينطلق فهم هوالند للبيئة في مسارين ‪:‬األول‪ :‬البيئات المهنية وهي مجموعة مـن البـدائل المهنيـة التـي‬
‫يحـدد بموجبهـا مـدى االختيار ‪.‬الثاني‪ :‬البيئة االجتماعية وهي مجموعة المؤشرات التي يحـدد بموجبهـا شـدة‬
‫الضـغوط الموجهة نحو الفرد عند االختيار‪( .‬المشعان‪.( 1993 ,‬هذا وقد اقترح هوالند ستة بيئات مهنية‬
‫تقابلها سـتة أنـماط للشخصـية سـمي األول البيئات المهنية‪ ,‬والثانية التطور الهرمي للسمات الشخصية‬
‫ويمثل هذا التطـور الهرمـي تكيـف الفرد مع البيئات المهنية الست‪ ,‬هذا وقد أعطت البيئات المهنيـة السـت‬
‫نفـس أسـماء األنـماط الشخصية وهذه األنماط والبيئات هي ‪:‬‬

‫‪ −1‬البيئة الواقعية ‪:‬ويقابلها البيئة الميكانيكية أو اآللية ويتصف األشخاص ضمن هذه البيئة في ‪: −‬‬
‫العدوانية والميل نحو النشاطات التي تتطلبً تناسقاً حركيا وقوة ومهارة جسمية ‪. −‬يتجنبون المواقف التي‬
‫تتطلب مهارات لفظية وذات العالقة مع اآلخرين ‪. −‬يفضلون التصرف والفعل أكثر من التفكير ‪. −‬‬
‫يتميزون بأنهم يميلون في تعاملهم مع مشاكل الحياة ‪. −‬يفضلون األعمال اليدوية البارعة واألدوات‬
‫واألجهزة والحيوانات ويكرهـون المسـاعدة والفعاليات التعليمية ‪. −‬قيمهم أشياء ملموسة مثل المال والقوة ‪.‬‬
‫ومن األمثلة على المهن التي تمثلها هذه البيئات ‪:‬العمال‪ ,‬الفالحون‪ ,‬سائقو الشاحنات‪ ,‬النجارون ‪.‬‬
‫‪−2‬البيئة العقلية ‪:‬ويقابلها أصحاب التوجه العقلي ويتصف األشخاص ضمن هذه البيئة بأنهم‪:‬‬

‫‪ -‬يفضلون التفكير في حلول المشاكل من التصرف بها‪ ,‬ويميلون إلى التنظيم والفهم أكثر من السلطة ‪.‬‬

‫‪ -‬يستمتعون بمطالب ونشاطات العمل الغـامض ويهتمـون بالبحـث عـن علـل األشـياء وعالقتها ‪.‬‬

‫‪ -‬يمتلكون قيم واتجاهات غير ثقيلة‪.‬‬

‫‪ -‬يتجنبون التفاعل االجتماعي وتكوين العالقات مع اآلخرين ‪.‬ومن األمثلة على المهن التي تمثلها هذه‬
‫البيئة ‪:‬األطباء‪ ,‬الباحثون‪ ,‬الفيزيائيون‪ ,‬جراحي األسنان ‪.‬‬

‫‪ −3‬البيئة االجتماعية ‪:‬ويمثلها أصحاب التوجه االجتماعي ويتصف األشخاص ضمن هذه البيئة بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يمتلكون مهارات لفظية ومهارات تتعلق بالعالقات االجتماعية لتحقيق أهدافهم المهنية ‪.‬‬

‫‪ -‬قيمهم األساسية إنسانية ودينية ‪.‬‬

‫‪ -‬يفضلون التعليم والخدمات االجتماعي واإلرشادات والمعالجة النفسية ‪.‬‬

‫‪ -‬يتجنبون المواقف التي تتطلب حل المشاكل بطريقة عقلية أو تتطلب مهارات جديدة ‪.‬ومن األمثلة على‬
‫المهن التي تمثلها هذه البيئة ‪:‬األخصائيون االجتماعيون‪ ,‬المرشدون‪ ,‬المعلمون‪ ....‬الخ ‪.‬‬

‫‪ −4‬البيئة التقليدية ‪:‬وتقابلها البيئة الملتزمة ويتصف األشخاص ضمن هذه البيئة بـ ‪:‬‬

‫‪ -‬االلتزام والتقيد بالقوانين والقواعد واألنظمة والرغبـة في العمـل مـع أصـحاب السـلطة والنفوذ ‪.‬‬

‫‪ -‬يتجنبون المواقف التي تحتاج إلى عالقات شخصية ومهارات جسمية ‪.‬‬

‫‪ -‬يفضلون النشاطات التي تتضمنً تنظيماً لفظياً وعدديا ‪.‬‬

‫القدرة على ضبط النفس ‪.‬‬

‫‪-‬ينجزون أعمالهم من خالل االمتثال بالطاعة ‪.‬‬


‫‪-‬يحصلون على الرضاء ويتجنبون الصراع والقلق ‪.‬‬

‫‪ -‬يميلون إلى الروتين في حياتهم ‪. −‬يميلون إلى األعمال التي تتعلق بتنظيم األشياء وترتيبها ‪.‬ومن‬
‫األمثلة على المهن التي تمثلها هذه البيئة ‪:‬أمناء الصناديق في البنوك‪ ,‬أعمال السكرتارية‪ ,‬المحاسبون‪,‬‬
‫المكتبيون‪.‬‬

‫‪ −5‬بيئة المغامرة ‪:‬ويقابلها البيئة االقتصادية ويتصف األشخاص ضمن هذه البيئة في ‪:‬‬

‫‪ -‬إتقان المهارات اللفظية التي تحتاج إلى جهود عقلية ‪. −‬يدركون أنفسهم كأفراد أقوياء لديهم سلطة‬
‫وسيادة وقدرة على التأثير على اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -‬يتجنبون اللغة المحددة بشكل جيد ‪. −‬اجتماعيون يهتمون بالقوة والمركز االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -‬يميلون إلى األعمال الخطرة وغير العادية ‪.‬ومن هذه األمثلة على المهن التي تمثلها هذه البيئة ‪:‬رجال‬
‫السياسة والمحاماة والصحافة ورجال األعمال ومندوبي المبيعات‪.‬‬

‫‪ −6‬البيئة الفنية ‪:‬ويقابلها أصحاب التوجه الفني ويتصف هؤالء بأنهم ‪:‬‬

‫‪ -‬يفضلون العالقات غير المباشرة مع اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -‬يفضلون التعامل مع مشكالت البيئة من خالل التعبير الذاتي ‪.‬‬

‫‪ -‬يتجنبون المشاكل التي تتطلب التفاعل مع اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -‬يتجنبون المواقف التي تتطلب مهارات جسمية ‪.‬‬

‫‪ -‬درجاتهم على مقياس األنوثة عالية ‪.‬‬

‫‪ -‬يظهرونً قليال من ضبط النفس ‪.‬‬

‫–أكثر قدرة من اآلخرين على التعبير العاطفي ‪.‬‬

‫‪ -‬قيمهم تعبر عن شعور عظيم بالنفس ‪.‬ومن األمثلة على المهن التي تمثلها هذه البيئة ‪:‬الموسيقيون‪,‬‬
‫الشعراء‪ ,‬األدباء‪ ,‬الرسامون‪.‬‬
‫نظريات مفهوم الذات ‪ :‬استندت هذه النظريات في االختيار المهنـي إلى نـماذج مفهـوم الـذات وخاصـة‬
‫تلـك النماذج التي روجرز وجينزبرج ودونالد سوبر والتي أكدت على ميـل األفـراد لتكوين مفاهيم ذاتية‬
‫محددة تتضح بمرور الزمن وأنهم يكونواً صو ار ذهنية عن عالم المهـن مـن حولهم محاولين مقارنتها‬
‫بالصورة التي لديهم عن ذواتهم في إطار اتخاذهم الق اررات المهنية ‪.‬وتنطلق هذه النظريات من تفسير‬
‫مفهوم الذات باعتباره التنظيم الـديناميكي لمفـاهيم الفرد وقيمه وأهدافه ومثله والذي يقرر الطرق التي يسلك‬
‫بها باعتبارهـا الصـورة التـي تمثـل نفسه‪ ,‬وإنها عملية ارتقائيـة تبـدأ بمـيالد الفـرد وتتمايـز بالتـدريج خـالل‬
‫مرحلتـي الطفولـة والمرهقة‪ ,‬ومن أبرز علماء النفس في نظريات مفهوم الذات كارل روجرز وماسلو والى‬
‫جينـز برج ودونالد سوبر ‪.‬‬

‫نظرية جينزبيرج ‪:‬يرى أن هناك أربعة عوامل أساسـية تـتحكم في عمليـة االختيـار المهنـي وهي‪:‬عامل‬
‫الواقعية أي أن ما يتخذه الفرد من ق اررات تتعلق بالمهنة تأتي لتلبية واقع معين في ا ال حياته‪ ,‬نوع التعليم‬
‫دور يقل أهمية عن اآلخر في عملية‬
‫واتجاهات الفرد العاطفية وقيمة الشخصية واالجتماعي كل يلعـب ً‬
‫االختيار المهنـي تتضـمن هـذه النظريـة أربعـة عنـاصر خاصـة باختيار المهنة ‪:‬‬

‫‪ –1‬االختيار المهني عملية تنمو خالل فترة زمنية مداها عشر سنوات ‪.‬‬

‫‪ −2‬عملية االختيار قائمة على الخبرة والتجربة ‪.‬‬

‫‪ −3‬عملية االختيار المهني تنتهي بالتوفير بسبب ميول الفرد وقدراته من جهة وبين الفـرص المتاحة لهمن‬
‫جهة أخرى‬

‫‪ −4‬هناك ثالث فترات لالختيار المهني ‪:‬‬


‫أ‪ −‬فترة االختيار الخياري‬

‫ب‪ −‬فترة االختيارات التقريبية ‪.‬‬

‫ج‪ −‬فترة االختيارات الواقعية‪.‬‬

‫يرى جينزبيرج ورفاقه بأن الفرد يمر في فترات مختلفة من األعـمار يتطـور مـن خاللهـا حتى يستطيع أن‬
‫يتخذً ق ار ارً مهنياً مناسبا‪ ,‬ففي المراحل األولى تكون خياراته غير واقعية حتـى تصبح في النهاية مناسبة‬
‫ومالئمة‪ ,‬له ويرى جينزبيرج أن هذه المراحل تتمثل في مرحلة الخيال ‪,‬والتجريب‪ ,‬والواقع‪ ,‬وهي كما يلي ‪:‬‬

‫‪ −‬مرحلة االختيار التحليلي ‪:‬تتخلل هذه المرحلة فترة الطفولـة وتسـتغرق السـنوات (‪ )11 – 4‬سـنة‪ ,‬إذ يعـبر‬
‫فيهـا الطفل عن اختياره ونموه اللغوي عن طريق توجهه للعب باعتبـار أن األطفـال يعـبرون عـن تفضيالتهم‬
‫المهنية في سن مبكرة بحوالي السنة الرابعة من عمرهم ثم يحصل لديهم تغير تدريجي في توجهاتهم‬
‫المهنية من خالل اللعب التي يصنعونها من الطين والصلصال‪ ,‬ويشـعر األطفـال بنوع من الوهن وعدم‬
‫الكفاية بسبب إحساسهم بعدم فاعليتهم عند مقارنة أنفسهم بالراشدين الذين يقومون بتقليدهم والقيام بأدوار‬
‫عديدة تشبه أدوارهم ‪.‬‬

‫‪ −‬مرحلة االختيار المبدئي التجريبي‪ :‬تأتي هذه المرحلة بعد الفترة السابقة التي تقوم فيها الطفل بنشـاطات‬

‫وألعـاب وهميـة وتكون خالل فترة المراهقة وفي سنوات العمر(‪)11 – 8‬سنة‪ ,‬وتقسم هذه الفترة إلى الم ارحـل‬

‫األربعة اآلتية ‪:‬أ‪ −‬فترة الميل ‪:‬وتقع خالل السنين (‪ )12 – 11‬سنة وتتميز باهتمام الطفل بالنشاط المهني‬

‫بحاجتـه إلى اختيار وتحديد مهنته ويميز بين أوجه نشاط يحبها وأخرى ال يحبها ‪.‬‬

‫‪ −‬فترة القدرة ‪:‬وتتخلل السنوات (‪)14 – 12‬ويبدأ الطفل بإدخال فكرة أو عامـل القـدرة في اختيـاره المهنيً‬

‫متأث ار بمهنة أبيه واآلخرين ‪.‬ج‪ −‬فترة القيمة ‪ :‬تبدأ هذه الفترة خالل السنتين (‪ )16 – 15‬سنة وتحدث‬

‫تغيرات ملحوظة عند المراهقين و يبدأون بالتفكير في مستقبلهم المهني وحاجتهم وحاجة مجتمعهم لـذلك‬

‫االتجـاه نحـو مهنـة الطب كإشباع لدوافعهم الشخصية واإلنسانية‪ ,‬ويشعرون بأن المهن المختلفة تعود إلى‬

‫أساليب حياة مختلفة ويحاولون تتبع مجاالت العمل والفرص وسبل استثمار إمكاناتهم ومواهبهم في هذا‬
‫االتجاه ‪.‬د‪ −‬فترة االنتقال ‪:‬وهي تتخلل السنتين (‪ )18 – 17‬وفيها يـدرك الفـرد ضرورة اتخـاذ قـ اررات‬

‫عاجلـة تتصف بالواقعية حول مهنته المستقبلية وتحمله مسؤولية اتخاذ مثل هـذا القـرار بكونـه يصـبح يفكر‬

‫في شخصيته ويصبح يفكر في المكانة االجتماعي والنتائج التي يحققهـا في العمـل أكثر استقالال الذي‬

‫يختاره وفي نوع اإلعداد الالزم للمهن المختلفة ‪.‬‬

‫‪ −3‬مرحلة الواقعية ‪:‬تتخلل هذه المرحلة سنوات(‪ )23 – 18‬وتتصف بتمايز الفروق الفرديـة بـين الطـالب‬

‫وتنوعها بسبب اختالف أساليب التدريب وبرامجه وحسب متطلبات كل مهنة‪ ,‬وتشـمل هـذه المرحلة ثالث‬

‫فترات وهي‬

‫‪:‬أ‪ −‬فترة االستكشاف‪ :‬وتبدأ بدخول الطالب الكلية ويكون أكثرً اتساعا ويتميـز بالمرونـة المهنية‪.‬‬

‫ب‪ −‬فترة التبلور‪ :‬ويصبح الطلبة فيها مرتبطين بمجال مهني معـين وواضـحين في نظـرتهم للمهن‬

‫وواجباتها‪ ,‬ويتفاوت الطلبة في الوصول إلى فترة التبلور الكامل‪.‬‬

‫ج‪ −‬فترة التخصص‪ :‬وتمثل استقرار الفرد في اختياره المهني (القاسم‪.(2001 ,‬‬

‫محددات االختيار المهني ‪:‬إن جينزبيرج ورفاقه قد أروا بأن عملية الخيار المهني هي عملية تطوريـة‬

‫ونمائيـة وأنهـا تتفق مع العمر الزمني للفرد‪ ,‬وأنها عملية مواءمة بـين قد ارتـه وإمكاناتـه ومتطلبـات العمـل‬

‫وحاجاته الشخصية‪ ,‬ووصف جينزبيرج عملية الخيار المهني بالواقعية أي أنها متـأثرة بضـغط البيئة‪,‬‬

‫وبالعوامل التربوية والثقافية‪ ,‬حيث أن نوع الثقافة ومستواها لـهً دو ار في هـذه العمليـة و أرىً أيضا بأنها‬

‫تتأثربالعوامل العاطفية وأن لكل بعد عاطفي عند الفرد أنـواع مـن الفـرص المهنية المتنوعة التي تتناسب‬

‫معها و أر￯ً أيضا بأن لقيم الفرد دو ار آخر في عملية الخيار المهنـي( ‪.‬‬
‫نظرية سوبر ‪:‬اختلفت نظرة سوبر لالختيار المهني عن النظريات التي سبقت دراسته حيث يرى ‪:‬‬

‫‪ −1‬إن االختيار المهني عملية تمتد عبر الزمن من الوالدة حتى الوفاة ‪.‬‬

‫‪ −2‬إن االختيار في عالقته بمفهوم الذات يعتبرً حدثا عنـدما جمـع المفهـومين السـابقين في نظرية أطلق‬

‫عليها نظرية النمو المهني ‪.‬وقد بنى سوبر نظريته من خـالل تحليلـه للد ارسـات السـابقة عـن ظـاهرة‬

‫االختيـار وإمكانية تمييزه بين مفـاهيم االختيـار وااللتحـاق والتوافـق المهنـي وفي التسـوية بـين الميـول‬

‫والقدرات والقيم والفرص المتوفرة ومن النظريات التي ساهمت في التأثير بأفكار سوبرما جاء به كارل‬

‫روجرز وكاتر و بودرن اللذين ركزوا على أن سلوك الفرد ما هو إال انعكـاس يبحـث الفرد من خالله عن‬

‫تحقيق أفكاره المتعلقة بوصف الذات وتقييمهـا‪ ,‬كـما أشـار بـودرن إلى أن االستجابات لقوائم الميول المهنية‬

‫تمثل انعكاسا لمفهوم الفرد عن نفسه من خالل األنماط المهنية الجامدة التي يؤمن بها‪( .‬المشعان‪,‬‬

‫‪ .( ١٩٩٣‬وتعتمد هذه النظرية على منهج يحدث إلى إعادة تصنيف الوظائف عـن طريـق حصرـ‬

‫المهــارات واالســتعدادات المطلوبــة ألداء الوظــائف المختلفــة وتطــوير مجموعــة مقــاييس واختبارات نفسية‬

‫تساعد لتقرير ما إذا كان نمط معين من السمات الشخصية أكثرً انسجاما مع نوع معين من المهن دون‬

‫األنواع األخرى‪( .‬القاسم‪.( 2001,‬أما عملية النمو واالختيار المهني بحد ذاتها فقد أرى سوبر أنهـا تمـر‬

‫بخمـس م ارحـل سماها واجبات النمو المهني‪ ,‬وهذه المراحل هي‪:‬‬

‫مرحلة البلورة ‪:‬تمتد من عمر ‪ 18− 14‬سنة وفي هذه المرحلة يقوم الفرد بتكوين األفكـار عـن العمـل‬

‫المناسب ويطور مفهوم الذات المهني ويتم فيها تحديد أهدافه المهنية من خالل الـوعي بقد ارتـه وميوله‬

‫وقيمه كما يتم التخطيط لمهنته من خالل الوعي بقدراته وميوله وقيمه كما يتم التخطيط لمهنته المفضلة ‪.‬‬
‫مرحلة التحديد والتخصص ‪:‬وتمتد من ‪ 21−18‬سنة وينتقل فيها الفرد من الخيار المهني العام المؤقت‬

‫وغير المحـدد إلى الخيار المهني الخاص المحدد‪ ,‬ويتخذ الخطوات الضرورية لتنفيذ وتحقيق هذا القرار ‪.‬‬

‫مرحلة التنفيذ ‪:‬وتمتد من عمر ‪ 24 – 21‬سنة وفيهـا يـتم االنتهـاء مـن التعلـيم والتـدريب الالزمـين للمهنة‬

‫والدخول في مجال العمل المهني وتنفيذ الق اررات المهنية المتخذة ‪.‬‬

‫مرحلة الثبات واالستقرار ‪:‬وتمتد من عمر ‪ 35 – 25‬سنة ومن خصائص هذه المرحلة الثبات في العمل‬

‫واسـتعمال الفرد لمواهبه إلثبات صحة ومالئمة القرار المهني‪ ,‬وفي هذه المرحلة قد يغـير الفـرد في مسـتواه‬

‫المهني دون تغيير المهنة ‪.‬مرحلة االستمرار والنمو ‪ :‬وتمتد من ‪ ٣٠‬سنة فما فوق وفيها يتأقلم الفرد مع‬

‫مهنته من خالل إتقان مهارات العمل التي يكتسبها نتيجة قدمه فيها ويشعر الفرد في هذه المرحلة باألمن‬

‫والراحة النفسية ‪ .‬وقد ذكر سوبر عشر فرضيات لها عالقة في تحديـد م ارحـل النمـو المهنـي ومبنيـة عـلى‬

‫أسس نفسية واجتماعي وجسمية ومواقفية تمثل حياة الفرد المهنية ‪:‬‬

‫‪ −‬يختلف األفراد في قدراتهم وميولهم وسماتهم الشخصية ‪.‬‬

‫‪ −‬صفات الفرد تعلب دور كبي ار في تحديد المهن المالئمة له ‪.‬‬

‫‪ −‬كل مجموعة مهن تتطلب نمط متمي از من القدرات والميول والسمات الشخصـية‪ ,‬إال أن األفراد يصلحون‬

‫لمجموعة مهنيه متقاربة ‪.‬‬

‫‪ −‬إن النمو والخبرة يلعبانً دو ارً أساسيا في تحديد مفهوم الـذات‪ ,‬ومـن ثـم تحديـد المهنـة ودرجة الكفاءة‬

‫والنجاح‪ ,‬ويبدأ اكتمال الـذات بدرجـة كبـيرة بنهايـة مرحلـة المراهقـة المتأخرة ‪.‬‬

‫‪ −‬تمر عملية النمو المهني في خمس مراحل‪ :‬النمـو‪ ,‬االستكشـاف‪ ,‬التأسـيس‪ ,‬االحتفـاظ ‪,‬األعذار ‪.‬‬
‫‪ −‬إن المستوى االقتصادي واالجتماعي لألسرة‪ ,‬وقدرة الفرد العقليـة وسـماته الشخصـية والخبرات التي يمر‬

‫بها تعد عوامل أساسية في تحديد نمط حياة الفرد ‪.‬‬

‫‪ −‬إن نضج القدرات والميول يعدً عامالً مكمال لمساعدة المسترشد وإرشاده في تمنية مفهوم الذات‬

‫المهنية واختيار المهنة المناسبة لهً فعليا ‪.‬‬

‫– مفهوم الذات ناتج عن تفاعل االستعدادات الموروثة وممارسة األدوار المختلفة في الحياة بإيجابية‬

‫واستحسان المحيطين به‪ ,‬ويرى أن درجـة نمـو مفهـوم الـذات وتحقيقهـا يعـد جوهر عملية النمو المهني ‪.‬‬

‫‪−‬يحتاج الفرد للمواءمة بين الصـفات الفرديـة‪ ,‬والعوامـل االجتماعـي أن يحقـق مفهـوم الذات المهني في‬

‫مراحل النمو المهني‪ ,‬وعند عملية اإلرشاد المهني ‪.‬‬

‫‪ −‬إن نجاح الفرد في تحقيـق نمـو ذاتي مهنـي يتميـز بـالنمو‪ ,‬واالستكشـاف واالسـتقرار والمحافظة وتقبل‬

‫األعذار مما يجعله يحقق الرضا والسعادة في العمل مـدى الحيـاة‪( .‬أبـو عطية‪.( 2002 ,‬‬

‫مفهوم النضج المهني عند سوبر ‪:‬يمكن أن نوضح األمور التالية كدالئل على النضج المهني عند األفراد ‪:‬‬

‫‪−‬الوعي بالحاجة إلى القيام باختيارات تربوية ومهنية ‪.‬‬

‫‪ −‬تقبل المسؤولية لعمل خطط واتخاذ ق اررات مهنية ‪.‬‬

‫‪ −‬التخطيط والمشاركة في الحصول على المعلومات والتدريب الالزم للمهنة ‪.‬‬

‫‪ −‬توفر المعلومات الشخصية والمهنية وفهمها من اجل استعمالها في اتخاذ القرار المهني ‪.‬‬

‫‪ −‬الواقعية في التفضيالت المهنية تبعـا لمسـتوى القـدرات‪ ,‬الميـول‪ ,‬المسـتوى االجتماعـي ‪,‬واالقتصادي ‪.‬‬

‫‪ −‬الرضا بالعمل الذي يلتحق به الفرد‪.‬‬


‫ويرى سوبر أن عملية اختيار المهنـة في سلسـلة مـن م ارحـل الحيـاة التـي تتغـير فيهـا الطموحات واآلمال‬

‫والتوقعات المهنية‪ ,‬وتتجسد في مرحلتين أساسيتين وهما ‪:‬‬

‫‪−‬مرحلة االستطالع‪ ,‬وتشمل ثالثة أوجه وهي التخيل‪ ,‬ثم التصور المؤقت‪ ,‬ثم الواقعية ‪.‬‬

‫‪−‬مرحلة المحاولة والتحديد واالستقرار‪.‬‬

‫محددات االختيار المهني عند سوبر ‪:‬يرى سوبر أن محددات االختيار المهني تشمل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ −‬خصائص سلوكية‪ :‬مثل الذكاء والميول والشخصية والقيم والحاجات ‪.‬‬

‫‪ −‬الخصائص البدنية‪ :‬مثل الطول والوزن والصحة العامة والميزات البدنية الخاصـة أو نواحي العجز‬

‫البدني ‪.‬‬

‫‪ −‬الخــبرات ‪:‬مثــل الــتعلم والتــدريب وتــاريخ العمــل وتقمــص بعــض األدوار أو نبذها ‪.‬وتظهرً أيضا أهمية‬

‫ثالثة جوانب من الموقف الشخصي للفرد هي ‪:‬‬

‫أ‪ −‬مركز األسرة‪ ً:‬متضمنا مكانتها االجتماعي االقتصادية وشهرتها في المنطقـة الموجـودة بهـا واألخوة‬

‫والعالقات الشخصية‬

‫‪.‬ب‪ −‬موقـف األسرة‪ :‬وتشـمل مكانـة الزوجـة والعالقـات الشخصـية بـين أفـراد األسرة وخاصة مع الزوجة ‪.‬‬

‫ج‪ −‬الموقف العام‪ :‬ويتضمن الموقف المهني والمالي والشهرة الشخصـية وجهـة اإلقامـة وثمـة محددات‬

‫أخرى توجد في بيئة الفرد وهي المكانة االقتصادية والمهنية والتكنولوجية للدولة التي يتنسب إليها وقد‬

‫تظهر فيها عوامل غير متوقعة كالمرض والحوادث وما إلى ذلـك ‪,‬وتختلف األهمية النسبية للمحددات‬

‫المختلفة لألعمال من شخص إلى آخر ومـن مهنـة إلى أخرى وكذلك من فترة إلى أخرى ‪.‬وهذه المحددات‬

‫هامة في مفهـوم الـذات عنـد الفـرد وفهمه لنفسه وما يمكن أن يقوم به‪ ,‬ويتمثل ما أسهم به سوبر في هذا‬
‫المجال في إثباتـه أن اختيار المهنة إنما يشـكلً تحقيقـا لمفهـوم الـذات ‪.‬فخـالل نمونـا نصـل إلى صـورة‬

‫يـزداد وضوحها بالتدرج إلى أن نقول "إن هذا نوع الشـخص الـذي أريـد أن أكونـه" ثـم تـأتي "‪.‬الخطوة الثانيـة‬

‫فنقـول "لـذا‪ ,‬فـإن هـذا هـو نـوع العمـل الـذي أؤديـه وأسـتمتع بـه‪.‬‬
‫النظرية االجتماعية لالختيار المهني ‪:‬تم وضع هذه النظرية من قبل كورمب و لتز وميشيل وجيالت‬

‫سنة ‪, 1975‬وتعتمد هذه النظرية على أساس أن هناك العديد من العناصر خارج قدرة الفرد تلعبً دو ارً‬

‫هامـا في مجـرى حياته كلها بما في ذلك ق ارراته واختياراته التربوية والمهنية‪ ,‬ويعتقـد أصـحاب هـذا االتجـاه‬

‫أن درجة حرية الفرد في اختياره المهنة هي اقل بكثير مما يعتقد الفـرد وان توقعـات الفـرد الذاتيـة ليست‬

‫مستقلة عن توقعات المجتمع منه والمجتمع بدوره يفترض أن يقدمً فرصا مهنيـه معينـه ترتبط بالطبقة‬

‫االجتماعي التي ينتمي إليها الفرد ‪.‬كما أشاروا إلى تأثير األسرة كعامل مهم يساعد على التنبؤ باختيار‬

‫المهنة والتكيف معها ‪,‬وناقش بعضهم الصدفة كعامل رئيس ومهم في اختيارها والتكيف معها‪ ,‬حيث أشار‬

‫بانـدو ار إلى أن األحداث الواقعة بالصدفة تلعبً دو ارً مهما في تشكيل حياة اإلنسان‪ ,‬فهناك الكثير مـن‬

‫اللقاءات أو المقابالت غير المقصودة التي تتم بين أفراد ال توجـد بيـنهم معرفـة مـن قبـل تـتم بواسطة طرف‬

‫ثالث تؤثر على حياة الفرد المهنيـة بشـكل كبـير‪ ,‬ويشـيرً أيضـا إلى أن الظـروف االجتماعي والصـدف ال‬

‫تعمـل في معـزل عـن الخصـائص الفرديـة بـل إن تفاعـل العوامـل االجتماعي الفرديةً معا هو الذي يمكن‬

‫أن يقرر اثـر الصـدفة عـلى حيـاة اإلنسـان‪ ,‬وخالصـة القول إن االتجاه االجتماعي هو المسؤول عن اختيـار‬

‫الفـرد لمهنـة مـا واالسـتمرار بهـا ولـيس "ً مثال‪ ,‬وال مفهوم الـذات وسـعي خبرات الطفولة وعالقة الطفل مع‬

‫والدية كما ترى "آن رو الفرد وراء تحقيق صورته عن نفسه في عالم العمل كما يرى سوبر وال طبيعة‬

‫نمط الشخصـية كما يرى هوالند أو غير ذلك من العوامل التي تناولتها نظريات علم النفس في هذا‬

‫المجال إنـما تلعب العوامل االجتماعي والثقافية واالقتصادية الدوراألهم واألكبر ومن هذه العوامل ‪:‬‬

‫‪ −‬الطبقة االجتماعي التي ينتمي لها الفرد ‪.‬‬

‫‪ −‬دخل األسرة وثقافة الوالدين ‪.‬‬


‫‪ −‬الخلفية العرقية والدينية والقومية ‪.‬‬

‫‪ −‬األسرة وطموحات الوالدين‬

‫– وأثر األخوة واألخوات والقيم التي تؤمن بها ‪.‬‬

‫‪ −‬البيئة والمجتمع المحلي ‪.‬‬

‫‪ −‬المدرسة ‪.‬‬

‫‪ −‬الضغوطات االجتماعي وفرص العمل المتاحة وتوزيع سوق العمل ‪.‬‬

‫‪ −‬إدراك الفرد لدوره كقائد أو تابع ومدى تطابق هذا اإلدراك مع إدراك اآلخرين له ‪.‬‬

‫‪ −‬وضع المرأة ومكانتها في المجتمع وما يتاح لها من فرص ‪.‬‬

‫‪ −‬منطقة السكن‬

‫‪.‬وعند استعمال هذه النظرية في اإلرشاد المهني يجب مراعاة االفتراضات التالية ‪:‬‬

‫‪ −‬اتخاذ القرار مهارة تعليمية يمكن تعلمها ‪.‬‬

‫‪ −‬األشخاص الذين يقومون باختيار مهني يحتاجون للمساعدة واإلرشاد ‪.‬‬

‫‪ −‬النجاح في عملية اتخاذ القرار المهني يقاس على أساس المهارات الموجودة لدى الطالب ‪.‬‬

‫‪ −‬المسترشدون يأتون من مجموعات واسعة ومتباينة ‪.‬‬

‫‪ −‬على المرشدين عدم الشعور بالذنب إذا أساءوا االختيار ‪.‬‬

‫‪ −‬ال توجد مهنة كأفضل مهنة للفرد ‪.‬‬


‫االختيار والمشروع المهني‪:‬‬

‫عملية‬
‫الشغل‪ ،‬وهي ّ‬
‫بالنسبة إلى طالب ّ‬
‫النجاح و التّألق ّ‬
‫ان التخطيط الجيد لبناء المشروع المهني مفتاح ّ‬
‫أن الفرد يجد نفسه في موقف المسؤول عن تحديد مساره المستقبلي‬
‫معقدة وصعبة بعض الشيء‪ ،‬حيث ّ‬
‫المهنية‪.‬‬
‫خصية (العائلة‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬الترفيه‪ )...‬و ّ‬
‫الش ّ‬
‫في تناغم كّلي بين التزاماته ّ‬

‫ما ال يمكن اعتباره مشروعا مهنيا‪:‬‬

‫الرغبة العابرة في إنجاز عمل ما دون اإللمام ّ‬


‫بمؤهالتك وتحديد ألهدافك ؛البحث عن شغل بهدف العمل‬ ‫ّ‬
‫ال غير ؛االقتصار على ارتفاع األجر كشرط أساسي في اختيار الوظيفة ؛‬
‫طموح المبالغ فيه ؛البحث المتذبذب والمفتقر إلى خيارات واضحة ودقيقة‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫ما يعتبر مشروعا مهنيا‪:‬‬
‫عدة‬
‫يتم إعداده كتابيا‪ ،‬ويقع التّصديق عليه من قبل شخص أو ّ‬
‫ومفصل‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫المشروع المهني تخطيط دقيق‬
‫يتم اختيارهم للغرض‪.‬‬
‫أشخاص ّ‬
‫وهو وثيقة تبرز‪:‬‬
‫خصية ؛معرفتك الواعية للمهارات والقدرات اّلتي ترغب في تطويرها ؛رؤيتك‬
‫الدقيق بسماتك ال ّش ّ‬
‫إلمامك ّ‬
‫الواضحة للمسار المهني اّلذي تنوي اتّباعه وما يتطّلبه من مسؤوليــات ومـ ـوارد وتأهيل وما سيفضي إليه‬
‫الدقيق للمحيط االقتصادي والثّقافي واإلداري اّلذي ستعتمده في تحقيق أهدافك‪.‬‬
‫من نتائج ؛إدراكك ّ‬
‫مراحل بناء المشروع المهني‪:‬‬
‫يتطّلب بناء المشروع المهني نضجا ذاتيا ومهنيا وعالئقيا يمكن مالحظته من خالل اكتساب الفرد درجة‬
‫طموح المعقول والتّفتّح ال ّذهني‪.‬‬
‫بالنفس ووضوح األفكار وال ّ‬
‫من الثّقة ّ‬
‫طي مراحل إعداد المشروع‬
‫يتعين توافرها قبل االنطالق في تخ ّ‬
‫السمات شرطا أساسيا ّ‬
‫وتعتبر هذه المظاهر و ّ‬
‫المهني والمتمّثلة في‪:‬‬
‫المهنية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪1.‬إعداد الموازنة‬
‫تحدد من خاللها‪:‬‬
‫وذلك بضبط قائمة ّ‬
‫الفنّية‪ ،‬المشكالت اّلتي يمكنك حّلها ‪ )...‬مع ذكر القطاع‬
‫األعمال اّلتي تتقنها (مهاراتك ّ‬
‫المؤسسة‪ ،‬قطاع نشاطها‪.. ..‬‬
‫ّ‬ ‫اّلذي يم ّكنك من إثباث نجاحك في هذه األعمال (حجم‬

‫وترتيبها حسب رغبتك و ميوالتك ؛األعمال اّلتي يمكنك إتقانها مستقبال مع ذكر نوع التّكوين أو الخبرة‬
‫ذاتية أو خارجة عن نطاقك‪.‬‬
‫اّلتي تحتاج إليها ؛األعمال اّلتي يصعب عليك إتقانها ألسباب ّ‬

‫خصية‪:‬‬
‫الش ّ‬
‫‪2.‬إعداد الموازنة ّ‬
‫قوتك ونقاط ضعفك‪ ،‬ثقافتك‪ ،‬قيمك‪ ،‬اهتماماتك‪،‬‬
‫اتية (نقاط ّ‬
‫وهي عبارة عن جرد لـ‪ :‬سماتك وخصائصك ال ّذ ّ‬
‫تطّلعاتك ‪)...‬‬

‫وكيفية بلوغه ؛‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية‬
‫ّ‬ ‫المسؤوليات‪ ،‬الوضع المادي‪ ،‬المنزلة‬
‫ّ‬ ‫الوضع اّلذي تطمح إليه (المهنة‪،‬‬
‫صرفات اّلذي تنفرها ‪.‬‬
‫(السلوك اّلذي تنبذه‪ ،‬التّ ّ‬
‫تحبذها ّ‬
‫الصفات اّلتي ال ّ‬
‫ّ‬
‫‪3.‬ضبط قائمة باألهداف اّلتي تصبو إلى تحقيقها‪:‬‬
‫وذلك بتحديد‪:‬‬
‫المهنة اّلتي تريد ممارستها‪،‬‬
‫النشاط اّلذي تطمح إلى العمل به‪،‬‬
‫المهارات والقدرات اّلتي ترغب في تنميتها ‪،‬قطاع ّ‬
‫المسؤولية اّلتي تريد االضطالع بها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المؤسسة اّلتي تنوي االنضمام إليها‪ ،‬درجة‬
‫ّ‬ ‫نوع وحجم‬

‫صياغة المشروع المهني‪:‬‬

‫طرق إليها في المراحل ّ‬


‫السابقة‪ ،‬وذلك‬ ‫تدون بها مختلف البيانات اّلتي ّ‬
‫تم التّ ّ‬ ‫الصياغة في إعداد وثيقة ّ‬
‫تتمّثل ّ‬
‫محدد وهو ‪ :‬إثارة اهتمام القارئ‪ ،‬أي المسؤول‬
‫اقعية‪ ،‬ويستجيب لهدف ّ‬ ‫بالدقة والوضوح والو ّ‬
‫يتميز ّ‬
‫بأسلوب ّ‬
‫المؤسسة اّلتي ترغب في العمل بها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عن اإلنتدابات لدى‬
‫المتخصصين (مستشاري اإلعالم والتّوجيه المهني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تتم صياغة المشروع بمساعدة أحد‬
‫ويستحسن أن ّ‬
‫المتخصصين‪...).‬‬
‫ّ‬ ‫وغيرهم من‬

‫مكونات المشروع المهني‪:‬‬


‫ّ‬
‫تتكون وثيقة المشروع المهني أساسا من العناصر الخمس التّالية‪:‬‬
‫ّ‬
‫النشاط اّلذي ترغب في االنضمام إليه‪ ،‬والخطط‬ ‫يبين قطاع ّ‬
‫تقدم من خالله خدماتك وعنوان فرعي ّ‬
‫عنوان ّ‬
‫المهنية وجاهزّيتك ؛حوصلة لما يمكنك تقديمه‬
‫ّ‬ ‫اّلتي تنوي التّ ّ‬
‫رشح لها‪ ،‬ومعلومات مختصرة حول تجربتك‬
‫المؤهالت اّلتي ستم ّكنك من إنجازه ؛حوصلة لخبرتك‬
‫ّ‬ ‫للمؤسسة من خدمات وما ترغب في القيام به‪ ،‬وكذلك‬
‫ّ‬
‫المهنية في شكل مكتسبات على مستوى المعارف‬
‫ّ‬ ‫المهنية وإلنجازاتك ومبادراتك ؛حوصلة لخبرتك‬
‫ّ‬
‫السلوك ؛حوصلة لنشاطك الجمعوي وغير المهني‪.‬‬
‫والمهارات و ّ‬

‫ال ّتصديق على مشروعك المهني‪:‬‬


‫المؤسساتي لمساعدتك على التّصديق على‬
‫استعن بآراء أطراف من محيطك العائلي و االجتماعي و ّ‬
‫مشروعك المهني‪:‬‬
‫الزمالء‪،‬‬
‫المقربين ‪ ،‬أحد ّ‬
‫أحد األصدقاء ّ‬
‫المتخصصين في مجال االنتداب والموارد البشرّية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أحد‬
‫أحد األشخاص اّلذين ال يعرفونك جيدا‪..‬‬

‫دون عند ّ‬
‫كل استشارة‪:‬‬ ‫ّ‬
‫بالنظر إلى ملمحك‪،‬‬
‫كيف بدا له مشروعك ّ‬
‫ما اّلذي استخلصه من المشروع‪،‬‬
‫مهما وممكنا‪،‬‬
‫ما اّلذي بدا له ّ‬
‫ما اّلذي بدا له غير مهم وغير ممكن‪،‬‬
‫ثم راجع مشروعك على اثر هذه المالحظات واآلراء‪ ،‬وادخل التعديالت المناسبة إن لزم األمر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فوائد المشروع المهني‪:‬‬

‫الدقيق على ذاته وعلى خصائص سوق ّ‬


‫الشغل‪ ،‬ويساعده‬ ‫عرف ّ‬ ‫الشغل ‪ :‬يم ّكنه من التّ ّ‬
‫بالنسبة إلى طالب ّ‬
‫ّ‬
‫؛بالنسبة إلى العامل ‪ :‬يساعده على تحقيق التّوازن والتّناغم بين حياته‬
‫على االندماج االجتماعي والمهني ّ‬
‫بالنسبة إليه مصد ار لالبتكار و‬
‫المؤسسة ‪ :‬يعتبر ّ‬
‫ّ‬ ‫؛بالنسبة إلى صاحب‬
‫االجتماعية ّ‬
‫ّ‬ ‫العائلية و‬
‫ّ‬ ‫المهنية و‬
‫ّ‬
‫االستقاللية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المسؤولية و‬
‫ّ‬

You might also like