Professional Documents
Culture Documents
−معرفة الفرد لنفسه من حيث قدراته وميوله وسـماته الشخصـية وظروفـه البيئيـة ونـوع مستوى تعليمة
وتدريبه .
−معرفة المهن المختلفة وما تتطلبه من قدرات وسمات وتعليم وتدريب .
ويرى أوها ار أن االختيار يجب أن يكونً موائما بين صاحب القرار المهني وبـين استعداداته واهتماماته,
وقيمة الشخصية ومتطلبات المهنة .بينما يرى ميللر أن السلوكيات لدى الفـرد هـي صـاحبة التـأثير األكـبر
عـلى عملية االختيار .اما جيالت فيرى بأن عملية االختيار المهني هي عملية مستمرة تبدأ عنـدما يـدرك
الفـرد وجود حاجة التخاذ القرار المهني ,ويحدد الهدف المراد تحقيقه ,وذلك بجمع المعلومات الالزمة عن
المهنة التي يريد أن يلتحق بها .أما سوبر فيرى أن الفـرد لديـه القـدرة عـلى النجـاح في أكثـر مـن مهنـة وأن
األفـراد يتفاوتون في مستوى كفاءتهم المهنية بناء على مدى ميلهم وقدرتهم لها فيصبح الفرد أكثر كفاءة
في المهن التي تطابق ميوله وقدراته وحسب هوالند أن الفرد يتجه بشكل دائم للمهنة التي تلبي اتجاهه,
وإذا كان هناك أكثر من اتجاه شبيهات ببعضها البعض أو قريبة الشبه عـلى األقـل في قوتهـا فـإن الفـرد
سـيتردد في اختيار المهنة المناسبة ,وعندها فإن الفرد سيبحث عن المهنـة األكثـر مناسـبة لالتجـاه األقـوى
ومدى انسجامها مع قدراته
ويرى جينزبرج أن االختيار المهني عبارة عن عمليات تطورية مستمرة تعكس المواءمة بين ميول الفرد
وقيمه وقدراته وبين فرص العمل المتاحة في البيئة التي يعـيش فيهـا.
ويرى أصحاب النظرية الموقفية بأن هناك عوامـل خـارج قـدرة الفـرد ال يسـتطيع أن يتحكم بها تلعبً دو ارً
هاما في مجرى حياته كلها بما في ذلك اختياره لمهنته .و يوافقهم في ذلك أصحاب النظرية االجتماعيـة
الـذين قللـوا درجـة حريـة الفـرد في اختياره المهني وأن االتجاه االجتماعي هو المسؤول عن اختيار الفرد
لمهنة ما واالستمرار عليها( .
اما علماء التحليل النفسي أن االختيار المهني حسبهم هو اسـتجابة للحاجـات الالشـعورية التي لم يتم
إشباعها لدى الفرد .بينما يرى السلوكيون أن االختيار المهني مشرـوط بـالخبرات التـي تعـززً طرقـا معينـة
للسلوك على حساب طرق أخرى ممكنة.
أن أهمية االختيار المهني ال تقتصر على سعادة ورضاء العمال ,بل تكون من جهة ما تتحصل علية
المنظمة الصناعية ذاتها من فوائد كزيـادة في اإلنتـاج ,وتحسـين العالقات اإلنسانية إلى غير ذلك .
يرى المشعان (1993م) أن اختيار الفرد للعمل المناسـب يجعلـه قـاد اًر عـلى التفـوق ,والترقي فيه ,ويجعلهً
قاد ار على الوقوف في وجه المنافس لمهنته ,كما يساعده على االستم اررية في مجال عمله وعدم االنقطاع
عنه وااللتحاق في مهنة أخرى ,والبدء في أول السـلم مـن جديـد ,وكذلك مالءمة العمل للفرد يجزيهً كسبا
أوفرً وأج ار أعلىً وفضال عن ذلـك فـإن هنـاك خـير أجدى وهو الراحة النفسية التي يلقاها الفرد في أدائهً
عمال يستمتع به ,وكـذلك عنـد اختيـار الفرد للمهنة التي تتيح له الفرصة للعيش في المجتمع الـذي يريـد,
ومـع طبقـة النـاس الـذين يرتاح إليهم .ويرى ياسين وعلي (1999م) أن لالختيار المهني أهمية تكمن فيما
يلي:
-زيادة اإلنتاجية ,فإن وضع الفرد المناسب في المكان المناسب يؤدي إلى زيادة اإلنتاجً كمياً وكيفيا.
-زيادة األرباح :فاالختيار السليم يجنب اإلصابات وتفادي الوقوع في الحوادث ,وتعنـيً أيضا المعنويات
العالية والدوافع القوية ,وكل هـذه العنـاصر تعتـبر مقومـات اساسـية لزيادة الربح .
-االنتقاء المهني الجيد والذي من شأنه أن يقلل من فـترات التـدريب والنفقـات الالزمـة لتأهيلهم وكذلك المدة
الزمنية التي تستغرق في تدريبهم .
-التقليل من الفقد البشري والمالي :إذ نجد من تـرك الفـرد لمهنتـه والـذي يـؤدي لضـياع أموال كثيرة سبق
أن أنفقت في إعدادهم وتأهيلهم إضافة إلى ما تنفقه المؤسسة من أموال ووقت على تدريب أفراد آخرين.
-تقليل اإلصابات والوقوع في الحوادث عند اختيار الفرد للمهنة التي تتالءم مع إمكاناته ورغباته ,فال
شك أنه سيتوحد معها ويحبها ويرتفع مستواه المهاري ,ومن ثم تقل نسـبة اإلصابات وينخفض معدل الوقوع
في الحوادث.
-عدالة توزيع األجور والحوافز والترقيات :عند االختيار المهنـي الصـحيح فإنـه سـوف يستبعد الفرد غير
المناسب والذي قد يقصر في إنتاجه وعدم مساواته بالفرد الذي يؤدي أداء ً ً.متمي از من حيث الكم
والكيف ويشير (كشرود) للدور الذي يلعبه االختيار المهني في تحسين عملية العالقـات اإلنسانية ,ألن
الفرد الـذي يشـعر بالثقـة بـالنفس والرضـا الـوظيفي والسـعادة يكـون أكثـرً استعدادا للتفاهم والتعاون والعمل
مع الغير ,أما الفرد الذي ال تنتابه هذه المشاعر يكونً قلقـا باستمرار كثير الشكاوى ,وكثير التذمر مما
يساعد على اإلساءة والتأثير على عالقاتـه برؤسـائه وزمالئه في مكان العمل .كما يرى ياسين (1999م)
أن أهمية االختيار المهني تتجاوز عملية انتقاء أحسن األفراد لمهنة ما بل يشمل :
-المتابعة والتي تكون على الفرد وإذا كشفت عن عدم ارتياح الفرد أو عدم نجاح وتدني أداؤه فال بد من
نقله للقسم الذي يتجانس فيه قدراته ومهاراته ,فعند نقل الفـرد ربـما يسبب هدر الوقت والمجهود على حد
سواءً.
-تطـوير وتحسـين األداء باختيـار األفـراد لاللتحـاق بـالبرامج التدريبيـة التـي توافـق قدراتهم .
هناك بعض المبادئ التي تساعد الفرد على اختيار مهنته ,كما تساعد األخصائي النفسي على إرشاد
الناس إلى تخير المهن التي يحتمل أن يحرزوا فيها أكبر قدر مـن النجـاح ,ومـن هـذه المبادئ أنه من
الخطأ االعتقاد أن الفرد المعين ال يصلح أال لمهنة معينة ,أنه غـير قابـل للتغيـير .كذلك من الخطأ
االعتقاد بأن لكل مهنة مطالب ثابتة وجامـدة ,فاإلنسـان لديـة القـدرة عـلى التكيف والتوافق .عندما يدخل
الفرد مهنة معينة فإن علية أن يكيف نفسه لها .ولكنه في نفـس الوقت يحدث بعض التعديالت البسيطة
في هذه المهنة فنحن لسنا مهيئين بالطبيعة لمهنة واحدة بعينها دون غيرها ,فالفرد يصلح ألكثر من مهنة,
ولكنه يختار أكثر المهنً جلبا للشعور بالرضـا وللسعادة ,وأقلها في طلب تكيفه لها .أي التي تناسبه وال
تتطلبً كثير امن التعديالت أو إعادة تكيفه حتى يقوم بها بطريقة طبيعية ,ودون بذل كثير مـن الجهـد
والتعـب ,وينبغـي أن تكـون عملية االختيار المهني عملية مستمرة ومتصلة ,بمعنى أن تتاح للفرد حرية
االختيـار والتقريـر في مصيره في كل مرحلة من مراحل عمره ,وعلى ذلك فيجب أن يكون هناك توجيـه
مهنـي في المدرسة ثم الجامعة ثم بعد التخرج من الجامعة ,ألن الفرد يتغـير والمجتمـع مـن حولـه يتغـير
مهنا تسود فترة ثم تصبح بعد ذلك عديمة األهمية في فترة أخرى وأيضا والمهن واألعمال تتغير ,نرى ً
تستحدث مهن وتتطلب مهارات جديـدة لم يكـن يتقنهـا الفـرد مـن قبـل .ومن المبادئ األساسية في اختيار
المهنة أال يختار الفـرد مهنـة لمجـرد أنـه أرى أن المهنـة ناجحة ,وأنه رأي أشخاصا ناجحين فيها .ومن
المالحظ أن الشباب يندفعون وراء الدراسات العملية ,بينما ال يمكن أن يكونواً جميعا معدين للنجاح في
الكليات العملية .فالفرد ال ينبغي أن ينقاد وراء اآلخرين ,أو أن يدخل مهنة لمجرد التقليد والمحاكـاة .وال
ينبغـي أن تكـون شـهرة المهنة هي الدافع الوحيد وراء الدخول فيها ,ولكن ينبغي أن يرغب فيها الفرد رغبـة
صـادقة .ويرى (عيسوي ),أن هناك بعض األسس التي تحكم اختيار الفرد لمهنتـه ولكنـه يرى أنه ال يجوز
أن يختار الفرد مهنته نتيجة نجاحها أو على حسب رأي أناس نجحـوا فيهـا أو ا لهم أو عدم فهـم لتلـك
المهـن ومتطلباتهـا .
أن لالختيار المناسب للمهنة فوائد ومنافع عديدة تنبع من خالل االنعكاسات اإليجابية لالختيار على كل
من العامل وصاحب العمل ,وبالتالي على االقتصـاد الـوطني بشـكل عـام .فالنسبة للعامل ,فإن اختياره
لمهنة مناسبة له يتيح له فرصة التقـدم والتطـور في مهنتـه ,عـالوة على ما يحققه من االختيار للمهنة
المناسبة من ارتقاء .أما بالنسبة لصاحب العمل فإن االختيـار السليم يساعد على خلق جو عمل ورضا
وظيفي أفضل وبالتالي إنتاج وكسب أكثر ,وبالنسـبة لالقتصاد الوطني والمجتمع بشكل عام ,فإن االختيار
للمهنة المناسـبة يرفـع جـودة المنتجـاتً نظ ار الرتفاع سوية أداء العمال المهنيين ,حيث أنه من الطبيعي أن
يـنعكس ذلـك عـلى تحسـين الدخل القومي بشكل أعم.ولعلنا إذا أردنا اإلشارة إلى فوائد اختيار المهنة
المناسبة أن نشير إلى النقاط اآلتية:
إن االختيار المهني المناسب يؤدي إلى تحسين العالقات اإلنسانية في المجاالت المختلفةً نظ ار
لممارسة الفرد للعمل الذي يناسبه فيساعده على زيادة ثقته بنفسه ورفـع معنوياتـه ورضـاه وسعادته فيسهل
تعامله مع اآلخرين .
تقليص حجم الخسائر االقتصادية من خالل استم اررية الفرد في عملة والناتج عـن فشـل التخطيط
الذي يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة ,حيث ذكرت بعض الدراسات وأكـدت على خسائر أمريكا بسبب
العمل تقدربـ ـ٩٠مليون دوالر في السنة.
-زيادة نسبة النجاح عند العاملين وتقليل األخطاء وحسن استخدام القوة البشرـية وزيـادة الكفاية
اإلنتاجية.
−انخفاض معدل اإلصابات الناتج عن سوء استخدام اآلالت أو المواد الخام التـي يتعامـل معها الفرد .
كما وأن سوء االختيار سيكونً مصـد ار للمتاعـب وباالختيـار المناسـب السـليم للمهنـة المناسبة سنتفادى
هذه األمور( .الخطيب.( 1995,كذلك فإن ما أشار إليه زهـران (1998م) مـن فوائـد تتمثـل في الرضـا
واإلنتـاج في العمل وزيادة الدخل ,تعتبر فوائد لالختيار المناسب للمهنـة .أن وضـع الفرد في المهنـة التـي
تناسبه من العوامل التي تساعده على االتزان الذاتي واالجتماعـي ,عـلى اعتبـار أن المهنـة هـي الهدف
الذي يسعى إليه لكي يصبحً عضوا في المجتمعً مستقال عن أسرتـه ,فـما لم تحقـق المهنة للفرد
االستحسان االجتماعي الذي ينشده فإن سعادته ال تتحقق وبالتالي سـيترتب عـلى ذلك انخفاض إنتاجيته
وعدم إحساسه باالطمئنان .وعلى العكس من ذلـك ,فعنـدما تكـون المهنة مناسبة لمن يعمل بها يكونً
قاد ار على التفوق فيها وترقيه إلى أعلى قمة من سلم وظيفتـه (مهنته ).ونستطيع استعراض الفوائد التالية
التي تعود على الفرد والمجتمع من االختيار للمهنة المناسبة :
وتجدر اإلشارة هنا ,وفي ظل الحديث عن فوائد االختيار المناسب للمهنة ,أن نتحدث بشكل مختصر
عن بعض العوامل واألسس التي تجنب الفرد أثناء اختيـاره للمهنـة الوقـوع في األخطاء ,فنذكر منها اآلتي :
−تحكيم النظرة العلمية والتقديرات الصحيحة في كل مراحل االختيار من توفير معلومات كافية للمسترشد
عن نفسه ,وعن مجاالت العمـل المختلفـة التـي تالئمـه ,وقيـام الفـرد بالمواءمة بين قدراته واهتمامه وميوله
وحاجة المجتمع .
−القدرة العقلية من العوامل الهامة في اختيار المهنة حيث يمكن التعرف عليها مـن خـالل االختبارات
المختلفة التي تجري له .
−يجب أن يحلل الفرد نفسه ,بمعنى أن يحـدد لـه قد ارتـه واسـتعداداته ,وميولـه وسـمات شخصيته وذلك
قبل أن يتخذ القرار شأن العمل الذي سوف يمارسه .
−ينبغي أن تقاس قدرات الفردً قياساً موضوعياً دقيقا واالبتعاد عن التقـديرات الذاتيـة في هذا المجال .
−ينبغي على الفرد أن يختار دوافعه الشعورية والالشعورية وأن يختـار مهنتـه عـلى أسـاس المعرفة الكاملة
بهذه الدوافع .
−البد من تقدير العوامل الواقعية التي تحيط بالفرد مـن حيـث متطلبـات العمـل المنـوي احترافه وما يحتاجه
هذا العمل من اإلعداد والتدريب والدراسة باإلضافة عـلى شـمول النظرة الواقعية لمجمل الخصائص
والصفات الذاتية للفرد .هذا وهناك المزيد من الفوائد لالختيار المهني المناسب ,مثل :
-للمهنة التي يختارها الشخص أثر فعال في تحديد البيئـة واألصـدقاء مـن حولـه وال شك من أن االختيار
المناسب للمهنة يرتبطً ارتباطـاً وثيقـاً وايجابيـا بالصـحة النفسـية للفرد حيث أنه كلما كان اختيار الفرد
لمهنتـهً مناسـب اكـان ذلـك الفـرد أقـرب إلى الصـحة النفسية ,عالوة على ما يحققه االختيار المهني للعمل
المناسب من ارحـة ورخـاء اقتصـادي ومعيشي ينعكس عليه من خالل آثار التوافـق المهنـي كنتيجـة منطقيـة
لالختيـار السـليم.
تشير نتائج البحوث المعنية بهذا الموضوع ,إن بعض الناس يختارون مهنهم إما لظروف طارئة ,أو
نصائح عارضه ,أو تً أث ار بقراءة قصة في كتاب أو سماع محاضرة من شخصية محببة ,أو ا بضغط
تأثر العيش كما كـان الحـال
الوالدين ,أو مسايرة لرغبات األقران ,فاختيـار المهنـة لم يعـد مجـرد كسـب لقمـة ً
في المـاضي ,بـل أصـبح وسـيلة إلرضـاء الـدوافع الشـعورية النفسـية واالجتماعية ,فقد أكد فرويد أن الدوافع
الالشعورية تـؤثر بوضـوح في اختيـار الفـرد لمهنتـه ,فنحن نختار المهنةً أحيانا من باب مجاراة أحد
األقارب أو االمتثال لرغبة الوالد ,وعلى أي حال فأنه يمكن إجمال العوامل المؤثرة في اختيار الفـرد لمهنتـه
وذلـك عـلى النحـو اآلتي:
-1خصائص الفرد وقدراته :إن خصائص الفرد تعتبر من المحددات األساسية في اختيـاره لمهنـة مـن
المهـن ,ومـن خصائص الفرد (قدراته ,ذكاؤه ,اسـتعداداته ,ميولـه ,سـماته ,قيمـه ,واتجاهاتـه) فالشـخص الذكي
يختار المهنة التي تتطلب نفس القدر من الذكاء ,والشخص يختار المهنة التي يميـل إليهـا فذلك يمكن أن
يحقق لنفسه النجاح ,ويالحـظ أن الشـخص الـذي يشـعر بعـدم الكفـاءة ال يفضل أن يلتحق بالعمل الذي
يتطلب هذا القدر من الكفاءة وإنما يسعى للعمل الذي تقل فيه المسئوليات ,وإن الشخص الذي يميل للناس
ولديه صالت اجتماعية قوية يختار العمل الـذي يقـوم عـلى العالقـات االجتماعيـة وتكثـر فيـه التفـاعالت
بـاآلخرين وتبقـى عـلى وجاهتـه االجتماعية.
-2تأثير الوالدين :ويظهر تأثير الوالدين في اختيار الفرد لمهنته وذلك من خالل وراثة المهنة ,فقد
أشارت نتائج إحدى الدراسات أن % ٩٩من أبناء المزارعين يواصلون العمل الزراعي والسيما إذا كان هذا
العمل في المجال الحرفي واليـدوي ,فيشـترك األبنـاء مـع اآلبـاء في الصـغر ثـمً غالبـا مـا يواصلون ذلك في
الكبر ,أي أن اآلباء يوفرون ألبنائهم مجال التدريب المهني ,فإن ابن النجـار يصبح كذلك وابن السائق
يصبح كذلك ً,وغالبـا مـا يحـدث ذلـك لـدى األسر ذات الـدخل المحدود ,هذاً فضال عن أن اآلباء يشكلون
نماذج سلوكية لألبنـاء ,وهـذا مـن شـانه يـدفعهم للتوحد بهم واالختيار عن غير وعي لمهنة اآلباء فهناك
بعض الذين يجـبرون أبنـائهم الختيـار مهن معينة كانوا يودون ويأملون االشتغال بها لوال أنهم فشلوا لسبب
أو ألخر ,فاألب الـذي كان يود أن يكونً طبيبا ,ولم يحصل على الدرجات التي تؤهله لهذه الكلية تـراه
يجـبر ابنـه عـلى االلتحاق بهذه الكلية حتى يعوض ما فقده في شبابه ,وقد يجبر األب االبن اختيار مهنة
ما ألنها تليق بالمستوى االجتماعي للعائلة ,أو أن بعض اآلباء يجبرون األبناء على االلتحاق بأعمال
راقية من باب تغيير المستوى االجتماعي للعائلة واالرتقاء بها.
-3تأثير األقران والجماعة المرجعية :إن نتائج البحوث في هذا المقام تثيرً قد ار من الجدل ,بعض هـذه
الد ارسـات يؤكـد أن لألقران واألصدقاءً دو ارً واضحا في توجيه بعضهم الختيـار مهنـة واحـدة وذلـك مـن
بـاب استم اررية السلوك التعلقي ,وبعض الدراسات لمتثبت صحة هذا الفرض وأشارت أن تـأثير الوالدين
يفوق أث ار ألقران في توجيه اختيار األبناء لمهن محددة.
-4واقعية االختيار :لقد بينت الدراسات العديدة عن واقعية االختيارات المهنيـة في الغالـب .ومـن أمثلـة
ذلك أن يفضل التالميذ مهنا تتطلب مستوى من الذكاء أعلى مما لديهم ,وثمة تناقض فيما توصلت إليه
كثير من الدراسات الخاصة بمدى واقعية االختيـارات المهنيـة التـي يعـبر عنهـا تالميذ المدرسة الثانوية,
ففي بعض الدراسات يبدون أكثر واقعية عـن بعضـها األخـر .وربـما كان بعض هذا التناقض ارً جعا إلى
تعدد معنى ((االختيار)) ويتوقف ذلك على الطريقـة التـي كتبت بها أسئلة االستفتاء الذي يجيب عنه
التلميذ ,ووجهات النظر التي تصدر عنها اإلجابات وما إلى ذلك.
-5المدرسة والمعلم :للمدرسة أدوارها التي ال تنكر في توجيه األبناء الختيار مهن محـدده وكـذلك اختيـار
بعض التخصصات وهذا األمر ليسً غريبا ً,فكثير اما يكون للمعلـم والهيئـة المدرسـية أدوا ار تأثيرية تفـوق
تـأثير الوالـدينً فأحيانـا ينظـر للمعلـم وكأنـه األب البـديل.
-6اهتمام بالمكانة والنجاح :قد يكون تفضيل المهن الفنية العليا إلى حد كبير نتيجة لمكانـة مثـل هـذه
المهـن .وثمـة سبب آخر لتفضيل تلك المهن وهو النجاح المادي الذي يناله الشخص إذا مارسها فيستطيع
أن يحسن وضعه االجتماعي واالقتصادي في هذه الحالة .وعلى الرغم مـن الخـالف عـلى تعريـف النجاح
إال انه يتضمن في العادة ترقية الشخص ووضعه االقتصادي واالجتماعي .ولما كان االهتمام بالنجاحً
كبيرا ,وبوجه خاص عندما يعبر عنـه بأنـه مـا يحققـه الفـردً اجتماعياً واقتصاديا ,كان من العسير على
كثـير مـن األفـراد أن يكونـوا سـعداء بـدون تحقيـق األهداف المهنية التي وضـعوها ألنفسـهم .وعنـدما يسـعى
أشـخاص كثـيرون نحـو تحقيـق أهدافهم ويصل بعضهم إلى األهداف ,ففي هذه الحالة قد يعاني البعض من
القلـق والمضـايقة نتيجة للتنافس ,وبـالطبع فمـن حـق الشـباب في مجتمعنـا أن يشـعروا بحريـة الطمـوح عـلى
مستويات مهنية تفوق مستويات أباءهم .ولما كانت مثل هذه اآلمال ال يمكن تحقيقهـا دائـما إذ يخفق
بعض األشخاص في بلوغها; فليس معنى ذلك تخفيض مستوى طمـوح الشـباب وإنـما معناه أن هناك
مستويات مختلفة لذلك الطموح تصلح لمختلـف األشـخاص .فالتلميـذ الـذي يضع نصب عينيه هدفا
متواضعا ولكنً واقعيا ينبغي أال نجعله يشعر بالخجل من خطته هـذه ,والشك أن عدم المبالغة في
االهتمام بمكانة بعض المهن وتقبل األعمال والحرف األخرى سوف يزيد من حرية كثير من األشخاص
في اختيار مهنهم ألسباب قد تؤدي إلى رضا شخصي أكبر .يتضح من المناقشة السابقة أن عدم كفاية
فهم الفرد لذاته وكذلك عدم كفاية معلوماته عن عالم العمل تعتبر مشكالت يواجهها كثير من األفراد .
وتتداخل مثل هذه المشكالت مع صالحية االختيار المهني والتوافق في المهنة .وعلى ذلك يجب أن نعمل
على زيادة فهم الفرد لذاته وعلى تزويده بمعلومـات شـاملة وأكثر دقة عن عالم المهن المختلفة .وعلى
المدارس أن تنشئ برامج للتوجيه في مرحلة الدراسة المتوسطة والثانويـة وذلـك لمساعدة التالميذ الذين
يعانون صعوبات تعليمية مهنية .وتستطيع المدرسة أن تيسر لتالميـذها البيانات الكافية عن المهن
المختلفة .كما ينبغـي أن تقـوم بتطبيـق االختيـارات النفسـية المقننـة الخاصة بقياس القدرات والتحصيل
والميول ,وذلك لمساعدة التالميذ على أن يفهـم إمكانياتـه إذا قورن بغيره من التالميـذ .كـما أن المناقشـات
الجمعيـة أو الفرديـة مـع األخصـائيين تعـين التالميذ على فهم ما تعنيه الفروق الفردية في القدرات والميول
بالنسبة لمختلف المهن( .المشعان (.1993
-7الحيرة والتردد :ال يدهشنا عندئذ أن نجد بعض التالميذ مترددين وغير واقعيين في تفكـيرهم المهنـي .
ولقد بينت البحوث أن الفتيات أقل حيرة في الغالب عن الفتيان ,وربما كان ذلك ألن الفرص المهنية
أمامهن محدودة .والحيرة في اختيار مهنة خاصة ليست بالضرورة ضـارة بالنسـبة للفـرد وقد تكون مرحلة
ضرورية ,تؤدي به إلى تحديد هدف مهني ,فوجود خطة عامة شاملة يمكـن تحديدها وتصنيفها خالل
مرحلة الدراسة الثانوية ,كـما أن نضـج التلميـذ تعـد مفيـدة إذ أنهـا تصلح كدليل يجنب التلميذ الجمود
والتمسك باختيار مهني معين ,ومن ناحيـة أخـر فعـدم القدرة على اتخاذ ق اررات مناسبة في الوقت
المناسب في المرحلة الثانوية قد يضر باإلعداد المهني وبالتالي بالتوافق المهني( .المشعان( 1993 ,
لقد اتجه االهتمام في السنوات األخيرة إلى صوغ النظريات الخاصـة باالختيـار المهنـي .والتي تتحدث عن
مفهوم الفرد عن نفسه وعن سماته الشخصـية وخـبرات طفولتـه ,وطـرق تنشئته األسرية وصحته الجسمية
والنفسية وعن ميوله وقدراته المختلفة وعن قيمه الشخصـية وعن تفضيالته المهنية وعن أثر مستوى التعليم
ونوعه وعن خبرات الفرد الناجح والفاشل في مجاله وعن دور األسرة والمدرسة والمؤسسات المختلفـة في
عمليـة االختيـار المهنـي وفـيما يـلي سوف يستعرض الباحث هذه النظريات بشيء من التفصيل :أوالً:
نظريات الشخصية :برزت نظريات ونماذج عديدة تعتمد على الشخصية في مجال االختيـار والنمـو
المهنـي ونشرت ضمن دراسات قام بها بعض علماء النفس خالل فـترة الخمسـينات مـن هـذا القـرن "سمول".
وأكد هؤالء العلماء العالقة الوثيقة بـين و "شافر "و "جون هوالند "و "مثل" آن رو عمليات االختيار
المهني ونظريات الشخصية ,وذلك من حيث الحاجـات الخاصـة بالفئـات المهنية وأنماط الحياة عند
العـاملين في المهـن المختلفـة واألمـراض المرتبطـة بـالمهن واألعـمال .وتستند هذه النظريات إلى أساس
االرتباط بين خبرات الشخص في طفولته المبكـرة واتجاهاتـه وميوله وقدراته وبين عوامل الشخصـية المـؤثرة
في اختيـاره المهنـي ,باعتبـار أن الفـرد يختـار وظيفته ومهنته لكونه يرى فيها إمكانية إشباع حاجاته ,وإن
نجاحـه في العمـل واندماجـه بـه يعبر بالتدريج عن خصائص شخصيته (القاسم.( 2001,
نظرية آن رو " :في نظريتها في االختيار المهنـي في اسـتخدامها لقد تأثرت "آن رو لتقنية الطاقة
النفسية التي يقوم بها األهل كطريق تسير وتتدفق من خالله طاقة األطفـال نحـو العمل ,كما تأثرت
بنظرية "ماسلو" في الحاجات والعوامل الوراثية التي تحـدث عنهـا فرويـد والكبت والالشعور في النظرية
التحليليـة ورأت بـأن للتنشـئة األسريـة للطفـلً دو ار آخـر في عملية اختياره لمهنته(.الراهدي.( 2005 ,
أثر التنشئة األسرية على القرار المهني من وجهة نظر آن رو " :بأن الجينات الموروثة تحدد إمكانية نمو
جميع خصائص الفرد وأن مظاهر ترى "آن رو "هذا التحكم الجيني ومدى طبيعته تختلف باختالف
خصائص الفرد المختلفـة وتـرى "آن روً أيضا بأن الخصائص الوراثية عند الفرد ال تتأثر فقط بالخبرات
التي مر بها في سن الطفولة ,بـل تتأثر بالثقافة والوضع االجتماعي واالقتصادي في األسرة وبالدرجة التي
يسمح بهـا الوالـدان "بأن حاجـات الطفـل تتطـور حسـب للطفل بإشباع حاجاته أو عدم إشباعها ,وترى "آن
رو اتجاهات الوالدين وأكدت أن هناك عالقة بين الجو األسري في مرحلة الطفولة المبكرة والنمـو المهني
لدى آن رو :توثر خبرات عندهً مستقبال( .عبدالهادي والعزة.( 1999 ,محددات االختيار المهني
الطفولة في عمليات االختيار المهني لدى الفرد عنـد وصـوله إلى مرحلـة اتخاذ قرار هذا االختيار.
وأن األفراد الـذين يعملـون في مهـن ذات توجـه إنسـاني وشخصيـ يتذكرون خبرات طفولتهم المبكرة الدافئة
أكثر من الـذين يعملـون في مهـن غـير ذات توجـه إنساني .هناك عدة عوامل وراثية في الذكاء والقدرات ال
تشـكلً دلـيالً واضـحاً وقطعيـا عـلى أهميتها في االختيار المهني ,ولكن نوع الشخص وكونهً ذك ار أو
تباينـا في القـدرات حيـث تتجـه قـدرات الـذكور نحـو منحـى معـين
أنثى تحدده العوامـل الوراثيـة .وأن هنـاك ً
كـالنواحي الميكانيكية ,بينما تتجه قدرات اإلناث باتجاه النواحي اللغويةً مـثال ,وأن أسـلوب التعبـير عـن تلك
القدرات يدخل ضمن العوامل البيئية .إن األشخاص الـذين يعملـون في مهـن ووظـائف وأعـمال ذات توجـه
نحـو النـاس يظهرونً ميال لالختالط باآلخرين وبناء عالقات معهم مثل علماء النفس واالجتماع أكثر مـن
األفراد الذين يعملون في مهن غير ذات توجه نحو الناس مثل علماء الطبيعة والمهندسين .إن األسلوب
الذي تنمو به الميول والقدرات الخاصة وعوامل الشخصية األخرى هو الذي يتحدد بواسطة االتجاهات و
النواحي التي تتصرف بها الطاقة النفسـية وبصـورة تلقائيـة ,فمثال عندما يذهب الفرد للسوق ,فإنـه يـدرك
أشـياء معينـه أو بضـائع محـدده تكشـف عـن اهتماماته وميوله الشخصية .تتعلق المجـاالت التـي تتصرـف
فيهـا الطاقـات النفسـية لألفـراد بنـواحي اإلرضـاء واإلحباط في الطفولـة ,وأن هنـاك عوامـل وراثيـة تحـدد
حاجـات اإلنسـان كـالتي حـددها وهي الحاجات الفسيولوجية كالماء والطعام والهواء والحاجات األمنيـة
كاالسـتقرار ""واالمن والنظام والحماية والقلق ,إضافة إلى الحاجـات األخـرى كـاالنتماء وتقـدير اآلخـرين
والحب وتقدير الذات .إن النواحي الشعورية والالشعورية تؤثر على إنجازات الفـرد وأن المحـور األسـاسي
لدافعية الشخص ال يقتصر على قوة الحاجات الالشعورية وتنظيمها فقط .إن النواحي الالشعورية تؤثر
على اختيارات الفرد في المجاالت المختلفة وأن توجيهات الطاقة النفسية واهتمامها هي المحدد األساسي
للميدان أو الميادين التي يختارهـا الفـرد لنفسـه ,وال ينطبق هذا على المهنة فحسب بل يشمل مجاالت
الحياة جميعها .هناك حاجـات تـرضى بسـهولة عنـد الفـرد وهنـاك حاجـات تـرضى بصـعوبة .وأن الحاجات
التي ترضى تمنع ظهور الحاجات التالية وتصبح كأنهـا دوافـع مانعـه فالطفـل الـذي يبديً حبا لالستطالع
في موقف معين فإن هذه الحاجة تؤدي إلى كف الحاجة إلى االستطالع في بعض المواقف ,وأن
الحاجات التي يؤجل إرضـائها عنـد الشـخص إلى وقـت الحـق تصـبح محركات دافعية الشـعورية للسـلوك
وتكـون قويـة التـأثير بقـدر مـدة تأجيـل اإلرضـاء وأن اختيارات الفرد المهنية مرتبطة بالحاجات التي أجل
إرضاؤها .إن االتجاهات والعالقات األسرية والوالدية تنعكس على سلوك الراشد وهـي تكـون واحدا من
ثالثة :األول تجنب الطفل ,والثاني تقبل الطفل ,والثالث االهتمام الزائد بـه ,ومنهـا يمكن تحديد مجموعات
مهنية عديدة ترتبط بسلوك ال ارشد المهني .إن الخصائص التي تميز المجموعة والمسـتوى الـذي سـيختاره
الفـرد تبـدأ في الظهـور بوقت مبكرً جـدا عـلى األقـل في مرحلـة المراهقـة ,وأن موقـف البيـت واألسرة يحـدد
تلـك الخصائص واألنماط إلى درجة كبيرة في مرحلة مبكرة من حياة الفرد( .القاسم.( 2001,
تقييم النظرية :على الرغم من أن هذه النظرية قدمتً إسهاماً ممي از في مجال االختيار المهني إال أنه
يوجه لها بعض النقد حيث أن هذه النظرية لم تحدد بدقة دور الوراثة ودور الجينات في عملية االختيار
المهني .كما أن هذه النظرية اعتبرت أن عدم إشـباع الفـرد لحاجاتـه العليـا في هـرم الحاجـات سيؤدي إلى
اختفاء هذه الحاجات ,وسيكون عنده تثبيت للحاجـات المشـبعة والتـي ستصـبح مسيطرة والحقيقة أن هذه
الحاجات تبقى مكبوتة في الالشعور حتى يتم إشباعها .إن الدراسات التي أجرتها آن رو شملت علماء
بيولوجيا وفيزياء وعلماء اجـتماع وهـم ليسوا عاديين ,ولذلك جاءت نتائجها منطبقة على هذا المجتمع,
األمر الذي ال يمكن تعميمـه على بقية أفراد المجتمع( .الراهدي.( 2005 ,
جون هوالند :أن نظرية هوالند تفترض أن اختيار اإلنسان لمهنة يكون نتاج الوراثة وعدد غـير
قليـل من عوامل البيئة والثقافة والقوى الشخصية بما في ذلك الزمالء والوالدين والطبقة االجتماعية والثقافية
والبيئة الطبيعية .ويفترض هوالند أنه يمكن تصنيف األشـخاص عـلى أسـاس مقـدار تشـابه سـماتهم
الشخصية إلى عدة أنماط كما انه يمكن تصنيف البيئات التي يعيشون فيها إلى عدة أصناف عـلى أساس
تشابه هذه البيئات بعضها ببعض ,وأن المزاوجة بين أنماط الشخصية مـع أنـماط البيئـة التي تشبهها يؤدي
إلى االستقرار المهني والتحصيل واإلنجاز واإلبداع ,فالشخص يختار عـادة المهنة التي تتفق مع سماته
الشخصية وميوله وقدراته مما يؤدي إلى شعوره بالسـعادة ويحقـق لـه الرضا النفسي.
-:يتعلق بالبيئة
وينطلق فهم هوالند للبيئة في مسارين :األول :البيئات المهنية وهي مجموعة مـن البـدائل المهنيـة التـي
يحـدد بموجبهـا مـدى االختيار .الثاني :البيئة االجتماعية وهي مجموعة المؤشرات التي يحـدد بموجبهـا شـدة
الضـغوط الموجهة نحو الفرد عند االختيار( .المشعان.( 1993 ,هذا وقد اقترح هوالند ستة بيئات مهنية
تقابلها سـتة أنـماط للشخصـية سـمي األول البيئات المهنية ,والثانية التطور الهرمي للسمات الشخصية
ويمثل هذا التطـور الهرمـي تكيـف الفرد مع البيئات المهنية الست ,هذا وقد أعطت البيئات المهنيـة السـت
نفـس أسـماء األنـماط الشخصية وهذه األنماط والبيئات هي :
−1البيئة الواقعية :ويقابلها البيئة الميكانيكية أو اآللية ويتصف األشخاص ضمن هذه البيئة في : −
العدوانية والميل نحو النشاطات التي تتطلبً تناسقاً حركيا وقوة ومهارة جسمية . −يتجنبون المواقف التي
تتطلب مهارات لفظية وذات العالقة مع اآلخرين . −يفضلون التصرف والفعل أكثر من التفكير . −
يتميزون بأنهم يميلون في تعاملهم مع مشاكل الحياة . −يفضلون األعمال اليدوية البارعة واألدوات
واألجهزة والحيوانات ويكرهـون المسـاعدة والفعاليات التعليمية . −قيمهم أشياء ملموسة مثل المال والقوة .
ومن األمثلة على المهن التي تمثلها هذه البيئات :العمال ,الفالحون ,سائقو الشاحنات ,النجارون .
−2البيئة العقلية :ويقابلها أصحاب التوجه العقلي ويتصف األشخاص ضمن هذه البيئة بأنهم:
-يفضلون التفكير في حلول المشاكل من التصرف بها ,ويميلون إلى التنظيم والفهم أكثر من السلطة .
-يستمتعون بمطالب ونشاطات العمل الغـامض ويهتمـون بالبحـث عـن علـل األشـياء وعالقتها .
-يتجنبون التفاعل االجتماعي وتكوين العالقات مع اآلخرين .ومن األمثلة على المهن التي تمثلها هذه
البيئة :األطباء ,الباحثون ,الفيزيائيون ,جراحي األسنان .
−3البيئة االجتماعية :ويمثلها أصحاب التوجه االجتماعي ويتصف األشخاص ضمن هذه البيئة بما يلي :
-يمتلكون مهارات لفظية ومهارات تتعلق بالعالقات االجتماعية لتحقيق أهدافهم المهنية .
-يتجنبون المواقف التي تتطلب حل المشاكل بطريقة عقلية أو تتطلب مهارات جديدة .ومن األمثلة على
المهن التي تمثلها هذه البيئة :األخصائيون االجتماعيون ,المرشدون ,المعلمون ....الخ .
−4البيئة التقليدية :وتقابلها البيئة الملتزمة ويتصف األشخاص ضمن هذه البيئة بـ :
-االلتزام والتقيد بالقوانين والقواعد واألنظمة والرغبـة في العمـل مـع أصـحاب السـلطة والنفوذ .
-يتجنبون المواقف التي تحتاج إلى عالقات شخصية ومهارات جسمية .
-يميلون إلى الروتين في حياتهم . −يميلون إلى األعمال التي تتعلق بتنظيم األشياء وترتيبها .ومن
األمثلة على المهن التي تمثلها هذه البيئة :أمناء الصناديق في البنوك ,أعمال السكرتارية ,المحاسبون,
المكتبيون.
−5بيئة المغامرة :ويقابلها البيئة االقتصادية ويتصف األشخاص ضمن هذه البيئة في :
-إتقان المهارات اللفظية التي تحتاج إلى جهود عقلية . −يدركون أنفسهم كأفراد أقوياء لديهم سلطة
وسيادة وقدرة على التأثير على اآلخرين .
-يتجنبون اللغة المحددة بشكل جيد . −اجتماعيون يهتمون بالقوة والمركز االجتماعي .
-يميلون إلى األعمال الخطرة وغير العادية .ومن هذه األمثلة على المهن التي تمثلها هذه البيئة :رجال
السياسة والمحاماة والصحافة ورجال األعمال ومندوبي المبيعات.
−6البيئة الفنية :ويقابلها أصحاب التوجه الفني ويتصف هؤالء بأنهم :
-قيمهم تعبر عن شعور عظيم بالنفس .ومن األمثلة على المهن التي تمثلها هذه البيئة :الموسيقيون,
الشعراء ,األدباء ,الرسامون.
نظريات مفهوم الذات :استندت هذه النظريات في االختيار المهنـي إلى نـماذج مفهـوم الـذات وخاصـة
تلـك النماذج التي روجرز وجينزبرج ودونالد سوبر والتي أكدت على ميـل األفـراد لتكوين مفاهيم ذاتية
محددة تتضح بمرور الزمن وأنهم يكونواً صو ار ذهنية عن عالم المهـن مـن حولهم محاولين مقارنتها
بالصورة التي لديهم عن ذواتهم في إطار اتخاذهم الق اررات المهنية .وتنطلق هذه النظريات من تفسير
مفهوم الذات باعتباره التنظيم الـديناميكي لمفـاهيم الفرد وقيمه وأهدافه ومثله والذي يقرر الطرق التي يسلك
بها باعتبارهـا الصـورة التـي تمثـل نفسه ,وإنها عملية ارتقائيـة تبـدأ بمـيالد الفـرد وتتمايـز بالتـدريج خـالل
مرحلتـي الطفولـة والمرهقة ,ومن أبرز علماء النفس في نظريات مفهوم الذات كارل روجرز وماسلو والى
جينـز برج ودونالد سوبر .
نظرية جينزبيرج :يرى أن هناك أربعة عوامل أساسـية تـتحكم في عمليـة االختيـار المهنـي وهي:عامل
الواقعية أي أن ما يتخذه الفرد من ق اررات تتعلق بالمهنة تأتي لتلبية واقع معين في ا ال حياته ,نوع التعليم
دور يقل أهمية عن اآلخر في عملية
واتجاهات الفرد العاطفية وقيمة الشخصية واالجتماعي كل يلعـب ً
االختيار المهنـي تتضـمن هـذه النظريـة أربعـة عنـاصر خاصـة باختيار المهنة :
–1االختيار المهني عملية تنمو خالل فترة زمنية مداها عشر سنوات .
−3عملية االختيار المهني تنتهي بالتوفير بسبب ميول الفرد وقدراته من جهة وبين الفـرص المتاحة لهمن
جهة أخرى
يرى جينزبيرج ورفاقه بأن الفرد يمر في فترات مختلفة من األعـمار يتطـور مـن خاللهـا حتى يستطيع أن
يتخذً ق ار ارً مهنياً مناسبا ,ففي المراحل األولى تكون خياراته غير واقعية حتـى تصبح في النهاية مناسبة
ومالئمة ,له ويرى جينزبيرج أن هذه المراحل تتمثل في مرحلة الخيال ,والتجريب ,والواقع ,وهي كما يلي :
−مرحلة االختيار التحليلي :تتخلل هذه المرحلة فترة الطفولـة وتسـتغرق السـنوات ( )11 – 4سـنة ,إذ يعـبر
فيهـا الطفل عن اختياره ونموه اللغوي عن طريق توجهه للعب باعتبـار أن األطفـال يعـبرون عـن تفضيالتهم
المهنية في سن مبكرة بحوالي السنة الرابعة من عمرهم ثم يحصل لديهم تغير تدريجي في توجهاتهم
المهنية من خالل اللعب التي يصنعونها من الطين والصلصال ,ويشـعر األطفـال بنوع من الوهن وعدم
الكفاية بسبب إحساسهم بعدم فاعليتهم عند مقارنة أنفسهم بالراشدين الذين يقومون بتقليدهم والقيام بأدوار
عديدة تشبه أدوارهم .
−مرحلة االختيار المبدئي التجريبي :تأتي هذه المرحلة بعد الفترة السابقة التي تقوم فيها الطفل بنشـاطات
وألعـاب وهميـة وتكون خالل فترة المراهقة وفي سنوات العمر()11 – 8سنة ,وتقسم هذه الفترة إلى الم ارحـل
األربعة اآلتية :أ −فترة الميل :وتقع خالل السنين ( )12 – 11سنة وتتميز باهتمام الطفل بالنشاط المهني
بحاجتـه إلى اختيار وتحديد مهنته ويميز بين أوجه نشاط يحبها وأخرى ال يحبها .
−فترة القدرة :وتتخلل السنوات ()14 – 12ويبدأ الطفل بإدخال فكرة أو عامـل القـدرة في اختيـاره المهنيً
متأث ار بمهنة أبيه واآلخرين .ج −فترة القيمة :تبدأ هذه الفترة خالل السنتين ( )16 – 15سنة وتحدث
تغيرات ملحوظة عند المراهقين و يبدأون بالتفكير في مستقبلهم المهني وحاجتهم وحاجة مجتمعهم لـذلك
االتجـاه نحـو مهنـة الطب كإشباع لدوافعهم الشخصية واإلنسانية ,ويشعرون بأن المهن المختلفة تعود إلى
أساليب حياة مختلفة ويحاولون تتبع مجاالت العمل والفرص وسبل استثمار إمكاناتهم ومواهبهم في هذا
االتجاه .د −فترة االنتقال :وهي تتخلل السنتين ( )18 – 17وفيها يـدرك الفـرد ضرورة اتخـاذ قـ اررات
عاجلـة تتصف بالواقعية حول مهنته المستقبلية وتحمله مسؤولية اتخاذ مثل هـذا القـرار بكونـه يصـبح يفكر
في شخصيته ويصبح يفكر في المكانة االجتماعي والنتائج التي يحققهـا في العمـل أكثر استقالال الذي
−3مرحلة الواقعية :تتخلل هذه المرحلة سنوات( )23 – 18وتتصف بتمايز الفروق الفرديـة بـين الطـالب
وتنوعها بسبب اختالف أساليب التدريب وبرامجه وحسب متطلبات كل مهنة ,وتشـمل هـذه المرحلة ثالث
فترات وهي
:أ −فترة االستكشاف :وتبدأ بدخول الطالب الكلية ويكون أكثرً اتساعا ويتميـز بالمرونـة المهنية.
ب −فترة التبلور :ويصبح الطلبة فيها مرتبطين بمجال مهني معـين وواضـحين في نظـرتهم للمهن
ج −فترة التخصص :وتمثل استقرار الفرد في اختياره المهني (القاسم.(2001 ,
محددات االختيار المهني :إن جينزبيرج ورفاقه قد أروا بأن عملية الخيار المهني هي عملية تطوريـة
ونمائيـة وأنهـا تتفق مع العمر الزمني للفرد ,وأنها عملية مواءمة بـين قد ارتـه وإمكاناتـه ومتطلبـات العمـل
وحاجاته الشخصية ,ووصف جينزبيرج عملية الخيار المهني بالواقعية أي أنها متـأثرة بضـغط البيئة,
وبالعوامل التربوية والثقافية ,حيث أن نوع الثقافة ومستواها لـهً دو ار في هـذه العمليـة و أرىً أيضا بأنها
تتأثربالعوامل العاطفية وأن لكل بعد عاطفي عند الفرد أنـواع مـن الفـرص المهنية المتنوعة التي تتناسب
معها و أرً أيضا بأن لقيم الفرد دو ار آخر في عملية الخيار المهنـي( .
نظرية سوبر :اختلفت نظرة سوبر لالختيار المهني عن النظريات التي سبقت دراسته حيث يرى :
−1إن االختيار المهني عملية تمتد عبر الزمن من الوالدة حتى الوفاة .
−2إن االختيار في عالقته بمفهوم الذات يعتبرً حدثا عنـدما جمـع المفهـومين السـابقين في نظرية أطلق
عليها نظرية النمو المهني .وقد بنى سوبر نظريته من خـالل تحليلـه للد ارسـات السـابقة عـن ظـاهرة
االختيـار وإمكانية تمييزه بين مفـاهيم االختيـار وااللتحـاق والتوافـق المهنـي وفي التسـوية بـين الميـول
والقدرات والقيم والفرص المتوفرة ومن النظريات التي ساهمت في التأثير بأفكار سوبرما جاء به كارل
روجرز وكاتر و بودرن اللذين ركزوا على أن سلوك الفرد ما هو إال انعكـاس يبحـث الفرد من خالله عن
تحقيق أفكاره المتعلقة بوصف الذات وتقييمهـا ,كـما أشـار بـودرن إلى أن االستجابات لقوائم الميول المهنية
تمثل انعكاسا لمفهوم الفرد عن نفسه من خالل األنماط المهنية الجامدة التي يؤمن بها( .المشعان,
.( ١٩٩٣وتعتمد هذه النظرية على منهج يحدث إلى إعادة تصنيف الوظائف عـن طريـق حصرـ
المهــارات واالســتعدادات المطلوبــة ألداء الوظــائف المختلفــة وتطــوير مجموعــة مقــاييس واختبارات نفسية
تساعد لتقرير ما إذا كان نمط معين من السمات الشخصية أكثرً انسجاما مع نوع معين من المهن دون
األنواع األخرى( .القاسم.( 2001,أما عملية النمو واالختيار المهني بحد ذاتها فقد أرى سوبر أنهـا تمـر
مرحلة البلورة :تمتد من عمر 18− 14سنة وفي هذه المرحلة يقوم الفرد بتكوين األفكـار عـن العمـل
المناسب ويطور مفهوم الذات المهني ويتم فيها تحديد أهدافه المهنية من خالل الـوعي بقد ارتـه وميوله
وقيمه كما يتم التخطيط لمهنته من خالل الوعي بقدراته وميوله وقيمه كما يتم التخطيط لمهنته المفضلة .
مرحلة التحديد والتخصص :وتمتد من 21−18سنة وينتقل فيها الفرد من الخيار المهني العام المؤقت
وغير المحـدد إلى الخيار المهني الخاص المحدد ,ويتخذ الخطوات الضرورية لتنفيذ وتحقيق هذا القرار .
مرحلة التنفيذ :وتمتد من عمر 24 – 21سنة وفيهـا يـتم االنتهـاء مـن التعلـيم والتـدريب الالزمـين للمهنة
والدخول في مجال العمل المهني وتنفيذ الق اررات المهنية المتخذة .
مرحلة الثبات واالستقرار :وتمتد من عمر 35 – 25سنة ومن خصائص هذه المرحلة الثبات في العمل
واسـتعمال الفرد لمواهبه إلثبات صحة ومالئمة القرار المهني ,وفي هذه المرحلة قد يغـير الفـرد في مسـتواه
المهني دون تغيير المهنة .مرحلة االستمرار والنمو :وتمتد من ٣٠سنة فما فوق وفيها يتأقلم الفرد مع
مهنته من خالل إتقان مهارات العمل التي يكتسبها نتيجة قدمه فيها ويشعر الفرد في هذه المرحلة باألمن
والراحة النفسية .وقد ذكر سوبر عشر فرضيات لها عالقة في تحديـد م ارحـل النمـو المهنـي ومبنيـة عـلى
أسس نفسية واجتماعي وجسمية ومواقفية تمثل حياة الفرد المهنية :
−كل مجموعة مهن تتطلب نمط متمي از من القدرات والميول والسمات الشخصـية ,إال أن األفراد يصلحون
−إن النمو والخبرة يلعبانً دو ارً أساسيا في تحديد مفهوم الـذات ,ومـن ثـم تحديـد المهنـة ودرجة الكفاءة
والنجاح ,ويبدأ اكتمال الـذات بدرجـة كبـيرة بنهايـة مرحلـة المراهقـة المتأخرة .
−تمر عملية النمو المهني في خمس مراحل :النمـو ,االستكشـاف ,التأسـيس ,االحتفـاظ ,األعذار .
−إن المستوى االقتصادي واالجتماعي لألسرة ,وقدرة الفرد العقليـة وسـماته الشخصـية والخبرات التي يمر
−إن نضج القدرات والميول يعدً عامالً مكمال لمساعدة المسترشد وإرشاده في تمنية مفهوم الذات
– مفهوم الذات ناتج عن تفاعل االستعدادات الموروثة وممارسة األدوار المختلفة في الحياة بإيجابية
واستحسان المحيطين به ,ويرى أن درجـة نمـو مفهـوم الـذات وتحقيقهـا يعـد جوهر عملية النمو المهني .
−يحتاج الفرد للمواءمة بين الصـفات الفرديـة ,والعوامـل االجتماعـي أن يحقـق مفهـوم الذات المهني في
−إن نجاح الفرد في تحقيـق نمـو ذاتي مهنـي يتميـز بـالنمو ,واالستكشـاف واالسـتقرار والمحافظة وتقبل
األعذار مما يجعله يحقق الرضا والسعادة في العمل مـدى الحيـاة( .أبـو عطية.( 2002 ,
مفهوم النضج المهني عند سوبر :يمكن أن نوضح األمور التالية كدالئل على النضج المهني عند األفراد :
−توفر المعلومات الشخصية والمهنية وفهمها من اجل استعمالها في اتخاذ القرار المهني .
−الواقعية في التفضيالت المهنية تبعـا لمسـتوى القـدرات ,الميـول ,المسـتوى االجتماعـي ,واالقتصادي .
−مرحلة االستطالع ,وتشمل ثالثة أوجه وهي التخيل ,ثم التصور المؤقت ,ثم الواقعية .
محددات االختيار المهني عند سوبر :يرى سوبر أن محددات االختيار المهني تشمل ما يلي :
−الخصائص البدنية :مثل الطول والوزن والصحة العامة والميزات البدنية الخاصـة أو نواحي العجز
البدني .
−الخــبرات :مثــل الــتعلم والتــدريب وتــاريخ العمــل وتقمــص بعــض األدوار أو نبذها .وتظهرً أيضا أهمية
أ −مركز األسرة ً:متضمنا مكانتها االجتماعي االقتصادية وشهرتها في المنطقـة الموجـودة بهـا واألخوة
والعالقات الشخصية
.ب −موقـف األسرة :وتشـمل مكانـة الزوجـة والعالقـات الشخصـية بـين أفـراد األسرة وخاصة مع الزوجة .
ج −الموقف العام :ويتضمن الموقف المهني والمالي والشهرة الشخصـية وجهـة اإلقامـة وثمـة محددات
أخرى توجد في بيئة الفرد وهي المكانة االقتصادية والمهنية والتكنولوجية للدولة التي يتنسب إليها وقد
تظهر فيها عوامل غير متوقعة كالمرض والحوادث وما إلى ذلـك ,وتختلف األهمية النسبية للمحددات
المختلفة لألعمال من شخص إلى آخر ومـن مهنـة إلى أخرى وكذلك من فترة إلى أخرى .وهذه المحددات
هامة في مفهـوم الـذات عنـد الفـرد وفهمه لنفسه وما يمكن أن يقوم به ,ويتمثل ما أسهم به سوبر في هذا
المجال في إثباتـه أن اختيار المهنة إنما يشـكلً تحقيقـا لمفهـوم الـذات .فخـالل نمونـا نصـل إلى صـورة
يـزداد وضوحها بالتدرج إلى أن نقول "إن هذا نوع الشـخص الـذي أريـد أن أكونـه" ثـم تـأتي ".الخطوة الثانيـة
فنقـول "لـذا ,فـإن هـذا هـو نـوع العمـل الـذي أؤديـه وأسـتمتع بـه.
النظرية االجتماعية لالختيار المهني :تم وضع هذه النظرية من قبل كورمب و لتز وميشيل وجيالت
سنة , 1975وتعتمد هذه النظرية على أساس أن هناك العديد من العناصر خارج قدرة الفرد تلعبً دو ارً
هامـا في مجـرى حياته كلها بما في ذلك ق ارراته واختياراته التربوية والمهنية ,ويعتقـد أصـحاب هـذا االتجـاه
أن درجة حرية الفرد في اختياره المهنة هي اقل بكثير مما يعتقد الفـرد وان توقعـات الفـرد الذاتيـة ليست
مستقلة عن توقعات المجتمع منه والمجتمع بدوره يفترض أن يقدمً فرصا مهنيـه معينـه ترتبط بالطبقة
االجتماعي التي ينتمي إليها الفرد .كما أشاروا إلى تأثير األسرة كعامل مهم يساعد على التنبؤ باختيار
المهنة والتكيف معها ,وناقش بعضهم الصدفة كعامل رئيس ومهم في اختيارها والتكيف معها ,حيث أشار
بانـدو ار إلى أن األحداث الواقعة بالصدفة تلعبً دو ارً مهما في تشكيل حياة اإلنسان ,فهناك الكثير مـن
اللقاءات أو المقابالت غير المقصودة التي تتم بين أفراد ال توجـد بيـنهم معرفـة مـن قبـل تـتم بواسطة طرف
ثالث تؤثر على حياة الفرد المهنيـة بشـكل كبـير ,ويشـيرً أيضـا إلى أن الظـروف االجتماعي والصـدف ال
تعمـل في معـزل عـن الخصـائص الفرديـة بـل إن تفاعـل العوامـل االجتماعي الفرديةً معا هو الذي يمكن
أن يقرر اثـر الصـدفة عـلى حيـاة اإلنسـان ,وخالصـة القول إن االتجاه االجتماعي هو المسؤول عن اختيـار
الفـرد لمهنـة مـا واالسـتمرار بهـا ولـيس "ً مثال ,وال مفهوم الـذات وسـعي خبرات الطفولة وعالقة الطفل مع
والدية كما ترى "آن رو الفرد وراء تحقيق صورته عن نفسه في عالم العمل كما يرى سوبر وال طبيعة
نمط الشخصـية كما يرى هوالند أو غير ذلك من العوامل التي تناولتها نظريات علم النفس في هذا
المجال إنـما تلعب العوامل االجتماعي والثقافية واالقتصادية الدوراألهم واألكبر ومن هذه العوامل :
−المدرسة .
−إدراك الفرد لدوره كقائد أو تابع ومدى تطابق هذا اإلدراك مع إدراك اآلخرين له .
−منطقة السكن
.وعند استعمال هذه النظرية في اإلرشاد المهني يجب مراعاة االفتراضات التالية :
−النجاح في عملية اتخاذ القرار المهني يقاس على أساس المهارات الموجودة لدى الطالب .
عملية
الشغل ،وهي ّ
بالنسبة إلى طالب ّ
النجاح و التّألق ّ
ان التخطيط الجيد لبناء المشروع المهني مفتاح ّ
أن الفرد يجد نفسه في موقف المسؤول عن تحديد مساره المستقبلي
معقدة وصعبة بعض الشيء ،حيث ّ
المهنية.
خصية (العائلة ،األصدقاء ،الترفيه )...و ّ
الش ّ
في تناغم كّلي بين التزاماته ّ
وترتيبها حسب رغبتك و ميوالتك ؛األعمال اّلتي يمكنك إتقانها مستقبال مع ذكر نوع التّكوين أو الخبرة
ذاتية أو خارجة عن نطاقك.
اّلتي تحتاج إليها ؛األعمال اّلتي يصعب عليك إتقانها ألسباب ّ
خصية:
الش ّ
2.إعداد الموازنة ّ
قوتك ونقاط ضعفك ،ثقافتك ،قيمك ،اهتماماتك،
اتية (نقاط ّ
وهي عبارة عن جرد لـ :سماتك وخصائصك ال ّذ ّ
تطّلعاتك )...
وكيفية بلوغه ؛
ّ االجتماعية
ّ المسؤوليات ،الوضع المادي ،المنزلة
ّ الوضع اّلذي تطمح إليه (المهنة،
صرفات اّلذي تنفرها .
(السلوك اّلذي تنبذه ،التّ ّ
تحبذها ّ
الصفات اّلتي ال ّ
ّ
3.ضبط قائمة باألهداف اّلتي تصبو إلى تحقيقها:
وذلك بتحديد:
المهنة اّلتي تريد ممارستها،
النشاط اّلذي تطمح إلى العمل به،
المهارات والقدرات اّلتي ترغب في تنميتها ،قطاع ّ
المسؤولية اّلتي تريد االضطالع بها.
ّ المؤسسة اّلتي تنوي االنضمام إليها ،درجة
ّ نوع وحجم
دون عند ّ
كل استشارة: ّ
بالنظر إلى ملمحك،
كيف بدا له مشروعك ّ
ما اّلذي استخلصه من المشروع،
مهما وممكنا،
ما اّلذي بدا له ّ
ما اّلذي بدا له غير مهم وغير ممكن،
ثم راجع مشروعك على اثر هذه المالحظات واآلراء ،وادخل التعديالت المناسبة إن لزم األمر. ّ
فوائد المشروع المهني: