You are on page 1of 18

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الحاج لخضر ‪ - 1‬باتنة –‬
‫كلية العلوم االجتماعية و االنسانية‬ ‫‪‬‬
‫قسم علم النفس و األرطوفونيا و علوم التربية‬ ‫‪‬‬
‫التخصص ‪ :‬ماستر ‪ 02‬علم النفس العيادي‬ ‫‪‬‬
‫الفوج ‪02 :‬‬ ‫‪‬‬
‫المقياس‪ :‬علم النفس المرضي االجتماعي‬

‫الجماعة كعامل خطر مسبب لألمراض النفسية‬

‫تحت اشراف ‪:‬‬ ‫من اعداد‪:‬‬


‫األستاذ ‪ :‬بشقة عز الدين‬ ‫غروي صونية‬

‫السنة الجامعية‪2023 / 2022 :‬‬


‫قائمة المحتويات ‪:‬‬
‫المقدمة‬
‫‪ .1‬مفهوم الجماعة‬
‫‪ .2‬تصنيفات الجماعة‬
‫‪ .3‬تعريف عامل الخطر‬
‫الخصائص النفسية و االجتماعية للجماعة‬ ‫‪.4‬‬
‫أ‬
‫ت ثير الجماعة على نفسية الفرد‬ ‫‪.5‬‬
‫أل‬
‫مفهوم ا مراض النفسية‬ ‫‪.6‬‬
‫أ أل‬
‫هم ا مراض النفسية التي تسببها الجماعة‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ .8‬الخلفية االجتماعية وعالقتها بتصور االمراض النفسية‬
‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫مما ال شك فيه تعدد الجماعات التي يتمي إليها الفرد خالل تعاقب مراحله العمرية‪ ،‬وكل‬

‫نوع من هذه الجماعات يلعب أدورا مختلفة على عدة مستويات‪ ،‬والتي من بينها الصعيد‬

‫االجتماعي حيث تعمل على الحفاظ على هوية امختمع وتنظيم حياة الفرد من خالل التقيد‬

‫بالمعايير االجتماعية‪ ،‬ولضمان حدوث ذلك تمارس هذه الجماعات ما يعرف بالضغوط‬

‫االجتماعية والتي هي عبارة عن قوة اجتماعية تدفع الفرد إلى أن يمتثل لقواعد ومعايير‬

‫الجماعة التي ينتمي إليها‬

‫و عليه ورغم كون الجماعة عام ل ايج ابي على الف رد اال أنه ا تش كل عام ل خط ر علي ه‬

‫حيث أن الضغط الذي تمارسه قد يكون سبب العديد من األمراض النفسية كما أنه في كث ير من‬

‫المجتمعات والثقاف ات اإلنس انية ترتب ط فك رة االض طراب والعالج ببعض المفهوم ات الثقافي ة‬

‫كال دين والقيم والمع ايير والع ادات االجتماعيةوالثقافي ة الس ائدة في نط اق ه ذه المجتمع ات‬

‫وتفس ير ذل ك أن الثقاف ة المحلي ة الس ائدة تعت بر مس ؤولة عن ظه ور ه ذه ال رؤى الثقافي ة‬

‫لالضطراب وألسبابه‪.‬‬

‫و من هنا نتسائل ‪ :‬ماهي الجماعة و فيما تتمثل أهم اإلضطرابات التي تسببها على‬

‫الفرد ؟‬
‫‪ .1‬مفهوم الجماعة ‪:‬‬
‫ال يوجد اتفاق بين العاملين في الميدان على معنى محدد لمفهوم الجماعة‪ .‬لذلك يرى بعض‬
‫الباحثين أن تحديد هذا المفهوم يكون أكثر مالئمة من تقديم تعريف واحد لها‪.‬‬

‫تعريف ‪ :BaIes‬الجماعة هي عدد من األشخاص ممن يتفاعل كل منهم مع اآلخر في أحد‬


‫مواقف المواجهة أو عدد من هذه المواقف تفاعال يتلقى فيه كل عضو من األعضاء انطباعا أو‬
‫إدراكا متميزا للغاية عن كل عضو آخر بالقدر الذي يمكنه من أن يصدر رد‬

‫فعل معين تجاه كل فرد من هؤالء‪ ،‬حتى وإن اقتصر ذلك على مجرد تذكر أن اآلخر كان‬
‫موجودا"‪.‬‬

‫تعريف ماكراث ‪ :‬الجماعة هي مجموعة من األفراد يرتبطون مع بعضهم البعض بعالقات‬


‫تفاعلية ووعي بوجود المجموعة وماضيها ومستقبلها" ‪.‬‬

‫تعريف شاو ‪ :‬الجماعة هي شخصين أو أكثر يتفاعلون مع بعضهم البعض بالطريقة التي تجعل‬

‫كل شخص يؤثر في اآلخرين ويتأثر بهم‪.‬‬

‫تعريف فورسيث ‪ :‬الجماعة هي فرد أو أكثر يؤثرون في بعضهم من خالل التفاعل‬

‫االجتماعي"‪.‬‬

‫نالحظ من خالل هذين التعريفين‪ ،‬وانطالقا من تركيزهما على التفاعل االجتماعي كأكثر‬

‫الخصائص أهمية في تعريف الجماعة‪ ،‬أن الجماعة ال تعني مجرد تجمع األفرادأو تقاربهم‬

‫المكاني‪ ،‬بل تعني إطارا عاما يتضمن عالقات وتفاعال ديناميا بين عدد من األفراد‪( .‬أحمد‪،‬‬

‫‪ ،1956‬الصفحات ‪)78-79‬‬
‫‪ .2‬تصنيفات الجماعة ‪:‬‬
‫تصنيف حسب نظام تكوين الجماعات‪:‬‬

‫‪ -‬جماعات رسمية‪ :‬تقوم من خالل السلطة الرسمية في المنظمات الرسمية لتحقيق أهداف‬
‫معينة‪ ،‬وهي مرتبطة بمصلحة تلك المنظمة كعمال في المصنع‪ .‬تنشأ هذه الجماعة بمقتضى‬
‫قرارات السلطة وقانون يحدد فيه دور كل فرد طبقا لوظيفته‪.‬‬

‫‪ -‬جماعة غير رسمية‪ :‬تتكون خارج الهيكل التنظيمي الرسمي وتستند إلى ميول واتجاهات‬
‫وقيم وأهداف مشتركة بين األعضاء مثلجماعة األنشطة في مؤسسة تعليمية‪.‬‬

‫تصنيف حسب درجة التفاعل داخل الجماعة‪:‬‬

‫‪ -‬جماعات أولية‪ :‬كاألسرة والقرابة تقل غالبا على عشرين فرد تجمع بينهم أواصر المحبة‬
‫والصداقة والمعرفة الشخصية تربطهم ببعضهم عالقات مباشرة وجها لوجه‪.‬‬

‫‪ -‬جماعات ثانوية‪ :‬ال يتوفر بين أعضائها إلى حد ما عنصر المعرفة الشخصية واالتصال‬
‫المباشر‪ ،‬يغلب على العالقات بين أعضاء ها الطابع غير الشخصي‪ ،‬تتسم بالعمومية‬
‫والسطحية وفقدان االتصال المباشر‪.‬كما أن هذه الجماعة غير منتظمة من حيث بنائها كأبناء‬
‫الحي السكني الواحد‪.‬‬

‫تصنيف حسب مدة حياة الجماعة‪:‬‬

‫‪ -‬جماعات دائمة‪ :‬كاألسرة‪،‬‬

‫‪ -‬جماعات طويلة ‪ :‬األمد كالزمالء الدراسة‪،‬‬

‫‪ -‬جماعات مؤقتة ‪ :‬كركاب حافلة أو مصلين في مسجد‬


‫‪ -‬حسب العمر الزمني ‪ :‬ألعضاء الجماعة‪ :‬جماعة األطفال‪ ،‬جماعة الفتيان‪ ،‬جماع ة الكه ول‪،‬‬
‫جماعة الشيوخ‪،‬‬

‫‪ -‬حسب الجنس‪ :‬جماعة النساء وجماعة الرجال‪،‬‬

‫‪ -‬حس ب حجم الجماع ة‪ :‬جماع ات ص غيرة‪ ،‬جماع ات متوس طة (كطالب قس م بالمدرس ة)‬
‫وجماعات كبيرة‪،‬‬

‫يمكننا أن نضيف تصنيفات أخرى مثل تصنيف الجماعات حسب المهنة المشتركة والتي تتع دد‬
‫بتعدد المهن (كجماعة األطباء والفالحين ورجال األمن‪( .)...‬الرزاق‪ ،1984 ،‬صفحة ‪)91‬‬
‫‪ .3‬تعريف عامل الخطر ‪:‬‬
‫عامل الخطر‪ ‬أو‪ ‬عامل المخاطرة‪ ‬في‪ ‬علم األوبئة‪ ‬هو‪ ‬متغير‪ ‬يرتبط بزيادة خطر مرض أو‬

‫عدوى أحيانا ً ‪ ،‬يستخدم "المحدد" كونه متغير يرتبط بزيادة أو نقصان الخطر‪.‬‬

‫عوامل الخطر أو المحددات هي‪ ‬ارتباطية‪ ‬وليس بالضرورة‪ ‬سببية‪ ،‬ألن "االرتباط ال يثبت‬

‫العلّية"‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬ال يمكن القول بأن كون اإلنسان شابا ً سيتسبب بإصابته‪ ‬بالحصبة‪،‬‬

‫لكن صغار السن هم األكثر عرضة لإلصابة بالحصبة بسبب ضعف احتمال تك ّون‪ ‬مناعة‪ ‬لديهم‬

‫لعدم إصابتهم‪ ‬بأوبئة‪ ‬مسبقاً‪ .‬تستخدم الوسائل‪ ‬اإلحصائية‪ ‬لتقييم قوة الترابط وتقديم األدلة‬

‫السببية (على سبيل المثال‪ ،‬الدراسة التي أجراها األطباء البريطانيون عن العالقة بين‬

‫التدخين‪ ‬وسرطان الرئة ( تثبت التحاليل اإلحصائية التي تجرى في الدراسات البيولوجية أن‬

‫عوامل الخطر هي سببية‪ .‬يفضل البعض استخدام مصطلح "عوامل الخطر" لإلشارة إلى‬

‫المحدّدات السببية لزيادة نسبة اإلصابة بالمرض والروابط غير المثبتة التي يمكن تسميتها‬

‫بالمخاطر المحتملة أو االرتباطات‪( .‬ريجدا‪ ،2006 ،‬صفحة ‪)15‬‬

‫و يمكن تعريفه بأنه خاصية على المستوى السوسيولوجي أو النفسي أو األسري أو المجتمعي‬

‫أو الثقافي الذي يسبق و يرتبط بإحتمالية أكبر لنتائج المخرجات‬


‫‪ .4‬الخصائص النفسية و االجتماعية للجماعة ‪:‬‬
‫يمكن تلخيص الخصائص التي تميز الجماعة انطالقا من الخصائص العامة التي أشارت لها‬
‫التعريفات والتي تمثل الحد األدنى لتميز الجماعة عن أي تجمع لعدد من الناس‪ ،‬وكذا آراء‬
‫بعض الباحثين والعلماء‪:‬‬

‫حدد تشاركز كولي ‪ CooIey‬خصائص الجماعة في‪:‬‬

‫التواصل المباشر‬ ‫‪-1‬‬


‫تواصل متعدد الجوانب‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الدوام النسبي لها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫محدودية عدد األفراد المكونين لها‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫األلفة النسبية بين األفراد‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪:‬أما هير فقد حددها في‬

‫وجود هدف أو مجموعة من األهداف المشتركة التي يسعى األفراد إلى تحقيقها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الدوام‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تمايز أدوار أعضاء الجماعة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المعايير والقواعد المنظمة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫بروز شبكة من العالقات‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫وإضافة إلى ما ذكره كل من تشاركز وهير‪ ،‬نذكر الخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬توفر الوعي واإلدراك بوجود الجماعة في تفكير األعضاء وتوفر الحس باالنتماء للجماعة‬
‫وأهدافها وأنشطتها (نحن)‪.‬‬
‫‪ -2‬توفر دوافع وحاجات وأهداف مشتركة بين األعضاء بجانب ال دوافع والحاج ات واأله داف‬
‫الفردية الخاصة بكل عضو‪.‬‬

‫‪ - 3‬وجود نمط منظم للتفاعل بين األعضاء يحدد شكل العالقة وقابلية التأثر والتأثير المحتمل ة‬
‫بين األعضاء‪( .‬الجيالني‪ ،2008 ،‬الصفحات ‪)148-149‬‬
‫أ‬
‫‪ .5‬ت ثير الجماعة على نفسية الفرد ‪:‬‬
‫تؤثر الجماعة على مدركات ومفاهيم ومعتقدات وتصرفات الفرد من خالل‪  ‬المثيرات‬
‫والمدعمات التي تملكها والتي تحيط بالفرد وتشكل جزءاً من واقعه االجتماعي ‪ ،‬فجماعة‬
‫العمل التي يتعامل معها الفرد تنتقي وتفسر الكثير مما يرد له من معلومات عن الواقع المحيط‬
‫به ‪ ،‬فهي تتحكم في الكثير من مصادر المعلومات التي يعتمد عليها الفرد لتكوين مدركاته‬
‫ومفاهيمه عن المنظمة ونظامها والرؤساء واألجر وغير ذلك ‪ .‬وهي ايضا ً تفسر له الكثير مما‬
‫يتلقاه من معلومات ‪ ،‬وتحاول تطبيع مدركاته ومفاهيمه برؤية الجماعة ووجهة نظرها ‪ .‬وال‬
‫شك أن هذه المثيرات التي تتحكم فيها الجماعة تشكل وتحدد بدرجة كبيرة الواقع االجتماعي‬
‫الذي يتصرف وفقة الفرد ‪ ،‬وتتكون على اساسه مشاعره ومدركاته ومعتقداته ‪.‬‬

‫وانطالقا من هذا تؤثر الجماعة في الوسط االجتماعي الذي يتحرك فيه الفرد في تشكيل‬
‫شخصيته ونموها‪ ،‬كما تلعب الضغوط ومطالب الجماعة التي يعيش معها الفرد دورا هاما في‬
‫توافقه النفسي والشخصي واالجتماعي‪ ،‬فاألسرة كأول جماعة تلعب دورا في نمو شخصية‬
‫الطفل بطريقة سوية‪ ،‬وتحدث االختالالت الحادثة مثل سوء العالقة بين الوالدين و الشجار‬
‫والصدمات النفسية‪.....‬اإلصابة باألمراض النفسية والعقلية وغيرها من االضطرابات‬
‫واالنحرافات‪ ،‬كما أن لجماعة الرفاق في الشارع والمدرسة دور كبير في حدوث هذه‬
‫االختالالت النفسية والعقلية‪ ،‬من حيث تأثيرها على مدركات الفرد ووعيه وبنائه النفسي‬
‫خاصة في الطفولة وقبل البلوغ حيث مازلت البنية النفسية في بداية التكوين‬

‫وتؤكد الدراسات بشكل متزايد أنه يمكن للعالقات االجتماعية السلبية أن تزيد التوتر وتؤثر‬
‫ضا‪ .‬إذ أثبتت األبحاث أنه يمكن‬
‫على الصحة النفسية ويمكنها أن تؤدي إلى أعراض جسدية أي ً‬
‫للمجتمعات التي ال توفر دع ًما نفسيًا كافيًا أن تساهم في تدهور الصحة النفسية للفرد أو تزيد‬
‫المرض النفسي سو ًءا‪ ،‬إن معظم العناية التي يعتمد عليها مرضى االضطرابات النفسية تكون‬
‫بشكل أساسي‪ ،‬لذلك حين يستنكر أفراد العائلة‬
‫ٍ‬ ‫مقدمة من العائلة التي هي جزء من المجتمع‬
‫لهذا الدعم ستتأثر عملية التعافي سلبًا (الرحمن‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)254‬‬
‫أل‬
‫‪ .6‬مفهوم ا مراض النفسية ‪:‬‬
‫ان األمراض النفسية هي عبارة عن مجموعة من االنحرافات التي ال تنجم عن اختالل بدني أو‬
‫عضوي أو تلف في المخ (حتى ولو كانت أعراضها بدنية عضوية)‪.‬‬

‫وتأخذ هذه االنحرافات مظاهر متتوعة من أهمها‪ :‬التوتر النفسي‪ .‬والكأبة‪ .‬والقلق والوساوس‪.‬‬
‫واألفعل القسرية الالرادية‪ .‬والتحول الهستيري‪ .‬والشعور بوهن العزيمة ولعجز عن تحقيق‬
‫األهداف‪ .‬والمخاوف واألفكار السداء التي تحاصر الفرد في يقظته فتدعه مشتت البال‪ .‬وفي‬
‫النوم تجعله أرقا ال يعرف النوم إلى جفنه سبيال‪.‬‬

‫وبذلك يكون المرض النفسي اضطراب في الشخصية يبدو في صورة أعراض جسمية أو‬
‫نفسية أو كليهما‪.‬هذه األعراض تعود الى اضطرابات وظيفية وال ترجع لى تلف أو عطب في‬
‫الجهاز العصبي‪ .‬ومن الخطأ تسميتها كما هو شائع لدى العامة باألمراض العصبية ألن‬
‫األمراض العصبية اضطرابات عضوية تنتج عن تلف عضوي يصيب الجهار العصبي وتبدو‬
‫في صورة جسمية وإن كانت تصاحبها في كثير من األحيان أعراض نفسية شتى‬

‫ويُستخدم مفهوم المرض النفسي ك ُمرادف لالضطرابات أو األمراض العقلية ‪ ،‬وقد اعتمدت‬
‫الجمعية األمريكية للطب النفسي في النسخة األخيرة من دليلها التشخيصي ‪ Dsm5‬استخدام‬
‫االضطرابات العقلية كمصطلح ُمعتمد‪ ،‬والتي عرفته على أنه‪ :‬متالزمة ذات آثار ملحوظة على‬
‫إدراك المصاب أو قدرته على التحكم بمشاعره أو السلوك الخاص به‪ ،‬األمر الذي يعكس خلاًل‬
‫من الناحية النفسية أو البيولوجية أو التطور‪ ،‬وعادةً ما تُصاحب األمراض النفسية صعوبات‬
‫أو مشاكل واضحة في الجانب االجتماعي أو الوظيفي أو األشياء المهمة االخرى في حياة‬
‫الشخص‪ ،‬ولذلك فإنّ تشخيص اإلصابة باألمراض النفسية تُر ّكز على األعراض التي يشكو‬
‫منها المصاب والمرتبطة بسلوكه وأفكاره‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أنّ ردود األفعال المتوقعة على أحداث الحياة ال ُمحزنة جدًا أو ال ُمزعجة‬
‫للغاية ال تُصنّف ضمن االمراض النفسية‪ ،‬فمثاًل ال تُعتبر ردود األفعال على وفاة شخص قريب‬
‫ضا أنّ التصرفات الخارجة عن عادات المجتمع وما ألفه الناس ليست‬
‫ضا نفسيًا‪ ،‬ويُشار أي ً‬
‫مر ً‬
‫ضا نفسية طالما لم تكن مصحوبة باختالل عقل ّي (مصطفى‪ ،1978 ،‬صفحة ‪)157‬‬
‫أمرا ً‬
‫أل‬ ‫أ‬
‫‪ .7‬هم ا مراض النفسية التي تسببها الجماعة ‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلكتئاب ‪ :‬يعرف بأنه عبارة عن " خبرة وجدانية ذاتية أعراضها الحزن‬

‫والتشاؤم وفقدان االهتمام والالمباالة والشعور بالفشل وعدم الرضا والرغبة في إيذاء المرء‬
‫لنفسه والتردد وعدم البت في األمور واإلرهاق وفقدان الشهية واحتقار الذات وبطء االستجابة‬
‫وعدم القدرة على بذل أي جهد‪.‬‬

‫‪ .2‬يرتبط بالمزاج المضطرب غير السوي الذي يختل نتيجة تعرض المريض إلى سلسلة‬
‫تالحقه من االحباطات والفشل ‪.‬‬

‫‪ .3‬كمتالزمة تحتوي على اضطراب مزاج إضافة إلى جميع أعراض االكتئاب البدنية‬
‫والوظيفية المصاحبة له التي تمنع المريض من أداء واجباته وأعماله اليومية كليا أو جزئيا‪( .‬‬
‫ابراهيم‪ ،1998 ،‬صفحة ‪)16‬‬

‫المجتمع كعامل خطر لالصابة باالكتئاب‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن أصحاب المدرسة السلوكية يرون أن للبيئة االجتماعية دورا كبيرا في إصابة الفرد‬
‫باالكتئاب وذلك ضمن العالقة بين الفرد والمجتمع فإذا كانت العالقة إيجابية قوية نتسم‬
‫بالديناميكية وبالتفهم فإنه من الصعب إصابة الفرد باالكتئاب فعالقة الفرد بالمجتمع الذي‬
‫يعيش فيه يجعله إما راضيا أو غاضبا أو ناجحا أو فاشال ولهذا قد تكون األرضية في جديد‬
‫بحيث أنه يجابه بعض األحيان مهيأة وذلك بفعل تعرض الشخص إلى جهد انفعالي الموقف بما‬
‫تبقى لديه من إحباط نفسي وجسدي فتصبح بذلك حياته سهلة االستشارة مما يجعله يجد‬
‫صعوبة في حياته العائلية فالعالقات االجتماعية إنن تشكل منبع الضغوط االنفعالية المستمرة‬
‫والتي تصبح فيما بعد مرضية وذلك نتيجة الحوادث المؤلمة (وفاة‪ ،‬شخص غال‪ ،‬فقدان العمل‪،‬‬
‫طالق‪ )....‬وفي هذه الحالة قد تظهر ردود األفعال االكتئابية حيث يبلغ القلق ذروته ويعجز‬
‫الفرد عن صد ومواجهة هذه الصراعات االنفعالية واألزمات النفسية المعاشة وهذا ما يؤدي‬
‫إلى حالة اكتئاب‪.‬‬

‫‪ .2‬اضطراب القلق ‪ :‬هو خبرة انفعالية غير سارة يعاني منها الفـرد عندما يشعر بخوف أو‬
‫تهديد من شيء دون أن يستطيع تحديده تحديداً واضحاً‪ ،‬وغالبا ً ما تصاحب هذه الحالة بعض‬
‫التغيرات الفيزيولوجية كازدياد عـدد ضـربات القلـب وارتفاع ضغط الدم والغثيان وفقدان‬
‫الشهية وازدياد معدل التنفس والشعور باالختنـاق وعدم القدرة على النوم العميق‪ ،‬وقد‬
‫يصاحب القلق بتوتر عضلي وازدياد في النـشاط الحركي وإحساس بتعب عضلي بجانب شعور‬
‫عام بعدم القدرة على التفكير والتنظـيم وفقدان القدرة على السيطرة على ما يقوم به الفرد من‬
‫عمل‪ ،‬في حـين تـشير سـمة القلق ‪ Trait Anxiety‬إلى استعداد أو قابلية لـدى الـشخص‬
‫ثابتـة نـسبياً‪ ،‬تدفعـه لالســتجابة للمواقــف المدركــة علــى أنهــا مواقــف خطــرة ومهــددة (‬
‫األحمدأمل‪ ،2001 ،‬صفحة ‪)140‬‬

‫المجتمع كعامل خطر لالصابة بالقلق ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫العوامل االجتماعية المؤدية لقلق ‪:‬‬

‫الصراع بين الزوجين ‪ /‬الوالدين‬ ‫‪.1‬‬


‫الصراع األسري بين الوالدين و األطفال‬ ‫‪.2‬‬
‫تعاطي الوالدين للمخدرات‬ ‫‪.3‬‬
‫بطالة الوالدين‬ ‫‪.4‬‬
‫عدم توفير الجو العاطفي للفرد‬ ‫‪.5‬‬
‫الفشل الدراسي‬ ‫‪.6‬‬
‫العدوان تجاه األقران‬ ‫‪.7‬‬

‫‪ .3‬اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع ‪ :‬اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع‪ ،‬الذي يُس َّمى‬
‫أحيانًا "االعتالل االجتماعي"‪ ،‬هو اضطراب عقلي ال يُظهر فيه الشخص أبدًا أي اعتبار‬
‫للصواب والخطأ‪ ،‬ويتجاهل حقوق اآلخرين ومشاعرهم‪ .‬يميل األشخاص المصابون باضطراب‬
‫الشخصية المعادية للمجتمع إلى التالعب باآلخرين أو معاملتهم بال مباالة قاسية‪ .‬ال يُظهرون‬
‫أي إحساس بالذنب أو الندم على سلوكهم‪.‬‬

‫األفراد ال ُمصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع غالبًا ما ينتهكون القانون‪،‬‬


‫ويصبحون مجرمين‪ .‬قد يكذبون ويتصرفون بعنف أو رعونة‪ ،‬وتكون لديهم مشكالت مع إدمان‬
‫المخدرات والكحول‪ .‬بسبب هذه الصفات‪ ،‬ال يمكن لألشخاص المصابين بهذا االضطراب عادةً‬
‫تح ُّمل مسؤوليات العائلة أو العمل أو المدرسة‪( .‬جابر‪ ،2002 ،‬صفحة ‪)278‬‬

‫المجتمع كعامل خطر على اضطراب الشخصية العدوانية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬تاريخ األسرة الضطراب الشخصية االنطوائية أو غيرها من اضطرابات الشخصية أو‬


‫اضطرابات الصحة العقلية‬

‫التعرض لإليذاء أو اإلهمال أثناء الطفولة‬


‫ُّ‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ .3‬حياة أسرية غير مستقرة أو عنيفة أو فوضوية أثناء الطفولة‬

‫‪ .4‬التعرض للتنمر من قبل األصدقاء و األقران‬

‫‪ .5‬تعاطي المخدرات‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫وفي األخير فإن المرض النفسي يوجد في كافة المجتمعات وعلى مختلف المستويات‬

‫والطبقات‪ ،‬وهو في ازدياد مستمر حيث تشير الكتابات المختلفة في هذا الموضوع والذي‬

‫ترجع أسبابه إلى تعقد وزيادة متطلبات وتغير أسلوب الحياة تغيرا واضحا والذي ظهر في‬

‫اتساع العالقات االجتماعية وتشابكها وتغاير أشكالها إلى درجة كبيرة مما أفقدها كثيرا من‬

‫صفة الكل المتكامل خاصة وسط الجماعات ‪.‬‬

‫وأصبحت الحياة اإلنسانية خليطا معقدا من المثيرات والمواقف‪ ،‬أدخلت الفرد في تفاعالت‬

‫كثيرة متنوعة ومتغايرة تضمنت العديد من التحديات المعيشية والضغوط االجتماعية مما‬

‫عرضه ألشكال مختلفة من اإلحباط والصراع وكان من نتيجة ذلك أن أصبح التوتر والقلق‬

‫يسيطران بصورة أو بأخرى على الكثير من األفراد ودخولهم في دائرة المرض النفسي‬
‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬

‫أبو زيد أحمد‪ .)1956( .‬البناء االجتماعي‪ .‬مصر لقاهرة‪ :‬الدار القومية للطباعة والنشر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫األحمدأمل‪ .)2001( .‬حالة القلق وسمة القلق وعالقتهما بمتغيـري الجـنس‪ .‬دمشق‪ :‬مجلة‬ ‫‪.2‬‬
‫جامعة دمشق‪ ،‬العدد ‪، 1‬المجلد ‪. 17‬‬

‫الجلبي علي عبد الرزاق‪ .)1984( .‬دراسات في المجتمع والثقافة والشخصية‪ .‬لبنان‬ ‫‪.3‬‬
‫بيروت‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬

‫جودت بني جابر‪ .)2002( .‬المدخل إلى علم النفس‪ .‬عمان‪ :‬مكتبة دار الثقافة للنشر و‬ ‫‪.4‬‬
‫التوزيع ‪.‬‬

‫جورج ريجدا‪ .)2006( .‬مبادئ ادارة الخطر و التأمين ‪ .‬االسكندرية ‪ :‬دار المريخ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫حسان الجيالني‪ .)2008( .‬التنظيم والجماعات‪ .‬القاهرة‪ :‬ط‪ ،1‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫عبد الستار ابراهيم‪ .)1998( .‬االكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه و أساليب عالجه ‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫عالم المعرفة ‪.‬‬

‫فهمي مصطفى‪ .)1978( .‬مجاالت علم النفس‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة مصر‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫معايطة خليل عبد الرحمن‪ .)2007( .‬علم النفس االجتماعي‪ .‬عمان‪ :‬ط‪ ،2‬دار الفكر للنشر‬ ‫‪.9‬‬
‫والتوزيع‪.‬‬

You might also like