Professional Documents
Culture Documents
نوع من هذه الجماعات يلعب أدورا مختلفة على عدة مستويات ،والتي من بينها الصعيد
االجتماعي حيث تعمل على الحفاظ على هوية امختمع وتنظيم حياة الفرد من خالل التقيد
بالمعايير االجتماعية ،ولضمان حدوث ذلك تمارس هذه الجماعات ما يعرف بالضغوط
االجتماعية والتي هي عبارة عن قوة اجتماعية تدفع الفرد إلى أن يمتثل لقواعد ومعايير
و عليه ورغم كون الجماعة عام ل ايج ابي على الف رد اال أنه ا تش كل عام ل خط ر علي ه
حيث أن الضغط الذي تمارسه قد يكون سبب العديد من األمراض النفسية كما أنه في كث ير من
المجتمعات والثقاف ات اإلنس انية ترتب ط فك رة االض طراب والعالج ببعض المفهوم ات الثقافي ة
كال دين والقيم والمع ايير والع ادات االجتماعيةوالثقافي ة الس ائدة في نط اق ه ذه المجتمع ات
لالضطراب وألسبابه.
و من هنا نتسائل :ماهي الجماعة و فيما تتمثل أهم اإلضطرابات التي تسببها على
الفرد ؟
.1مفهوم الجماعة :
ال يوجد اتفاق بين العاملين في الميدان على معنى محدد لمفهوم الجماعة .لذلك يرى بعض
الباحثين أن تحديد هذا المفهوم يكون أكثر مالئمة من تقديم تعريف واحد لها.
فعل معين تجاه كل فرد من هؤالء ،حتى وإن اقتصر ذلك على مجرد تذكر أن اآلخر كان
موجودا".
تعريف شاو :الجماعة هي شخصين أو أكثر يتفاعلون مع بعضهم البعض بالطريقة التي تجعل
االجتماعي".
نالحظ من خالل هذين التعريفين ،وانطالقا من تركيزهما على التفاعل االجتماعي كأكثر
الخصائص أهمية في تعريف الجماعة ،أن الجماعة ال تعني مجرد تجمع األفرادأو تقاربهم
المكاني ،بل تعني إطارا عاما يتضمن عالقات وتفاعال ديناميا بين عدد من األفراد( .أحمد،
،1956الصفحات )78-79
.2تصنيفات الجماعة :
تصنيف حسب نظام تكوين الجماعات:
-جماعات رسمية :تقوم من خالل السلطة الرسمية في المنظمات الرسمية لتحقيق أهداف
معينة ،وهي مرتبطة بمصلحة تلك المنظمة كعمال في المصنع .تنشأ هذه الجماعة بمقتضى
قرارات السلطة وقانون يحدد فيه دور كل فرد طبقا لوظيفته.
-جماعة غير رسمية :تتكون خارج الهيكل التنظيمي الرسمي وتستند إلى ميول واتجاهات
وقيم وأهداف مشتركة بين األعضاء مثلجماعة األنشطة في مؤسسة تعليمية.
-جماعات أولية :كاألسرة والقرابة تقل غالبا على عشرين فرد تجمع بينهم أواصر المحبة
والصداقة والمعرفة الشخصية تربطهم ببعضهم عالقات مباشرة وجها لوجه.
-جماعات ثانوية :ال يتوفر بين أعضائها إلى حد ما عنصر المعرفة الشخصية واالتصال
المباشر ،يغلب على العالقات بين أعضاء ها الطابع غير الشخصي ،تتسم بالعمومية
والسطحية وفقدان االتصال المباشر.كما أن هذه الجماعة غير منتظمة من حيث بنائها كأبناء
الحي السكني الواحد.
-حس ب حجم الجماع ة :جماع ات ص غيرة ،جماع ات متوس طة (كطالب قس م بالمدرس ة)
وجماعات كبيرة،
يمكننا أن نضيف تصنيفات أخرى مثل تصنيف الجماعات حسب المهنة المشتركة والتي تتع دد
بتعدد المهن (كجماعة األطباء والفالحين ورجال األمن( .)...الرزاق ،1984 ،صفحة )91
.3تعريف عامل الخطر :
عامل الخطر أو عامل المخاطرة في علم األوبئة هو متغير يرتبط بزيادة خطر مرض أو
عدوى أحيانا ً ،يستخدم "المحدد" كونه متغير يرتبط بزيادة أو نقصان الخطر.
العلّية" .على سبيل المثال ،ال يمكن القول بأن كون اإلنسان شابا ً سيتسبب بإصابته بالحصبة،
لكن صغار السن هم األكثر عرضة لإلصابة بالحصبة بسبب ضعف احتمال تك ّون مناعة لديهم
السببية (على سبيل المثال ،الدراسة التي أجراها األطباء البريطانيون عن العالقة بين
التدخين وسرطان الرئة ( تثبت التحاليل اإلحصائية التي تجرى في الدراسات البيولوجية أن
عوامل الخطر هي سببية .يفضل البعض استخدام مصطلح "عوامل الخطر" لإلشارة إلى
المحدّدات السببية لزيادة نسبة اإلصابة بالمرض والروابط غير المثبتة التي يمكن تسميتها
و يمكن تعريفه بأنه خاصية على المستوى السوسيولوجي أو النفسي أو األسري أو المجتمعي
وجود هدف أو مجموعة من األهداف المشتركة التي يسعى األفراد إلى تحقيقها. -1
الدوام. -2
تمايز أدوار أعضاء الجماعة. -3
المعايير والقواعد المنظمة. -4
بروز شبكة من العالقات. -5
-1توفر الوعي واإلدراك بوجود الجماعة في تفكير األعضاء وتوفر الحس باالنتماء للجماعة
وأهدافها وأنشطتها (نحن).
-2توفر دوافع وحاجات وأهداف مشتركة بين األعضاء بجانب ال دوافع والحاج ات واأله داف
الفردية الخاصة بكل عضو.
- 3وجود نمط منظم للتفاعل بين األعضاء يحدد شكل العالقة وقابلية التأثر والتأثير المحتمل ة
بين األعضاء( .الجيالني ،2008 ،الصفحات )148-149
أ
.5ت ثير الجماعة على نفسية الفرد :
تؤثر الجماعة على مدركات ومفاهيم ومعتقدات وتصرفات الفرد من خالل المثيرات
والمدعمات التي تملكها والتي تحيط بالفرد وتشكل جزءاً من واقعه االجتماعي ،فجماعة
العمل التي يتعامل معها الفرد تنتقي وتفسر الكثير مما يرد له من معلومات عن الواقع المحيط
به ،فهي تتحكم في الكثير من مصادر المعلومات التي يعتمد عليها الفرد لتكوين مدركاته
ومفاهيمه عن المنظمة ونظامها والرؤساء واألجر وغير ذلك .وهي ايضا ً تفسر له الكثير مما
يتلقاه من معلومات ،وتحاول تطبيع مدركاته ومفاهيمه برؤية الجماعة ووجهة نظرها .وال
شك أن هذه المثيرات التي تتحكم فيها الجماعة تشكل وتحدد بدرجة كبيرة الواقع االجتماعي
الذي يتصرف وفقة الفرد ،وتتكون على اساسه مشاعره ومدركاته ومعتقداته .
وانطالقا من هذا تؤثر الجماعة في الوسط االجتماعي الذي يتحرك فيه الفرد في تشكيل
شخصيته ونموها ،كما تلعب الضغوط ومطالب الجماعة التي يعيش معها الفرد دورا هاما في
توافقه النفسي والشخصي واالجتماعي ،فاألسرة كأول جماعة تلعب دورا في نمو شخصية
الطفل بطريقة سوية ،وتحدث االختالالت الحادثة مثل سوء العالقة بين الوالدين و الشجار
والصدمات النفسية.....اإلصابة باألمراض النفسية والعقلية وغيرها من االضطرابات
واالنحرافات ،كما أن لجماعة الرفاق في الشارع والمدرسة دور كبير في حدوث هذه
االختالالت النفسية والعقلية ،من حيث تأثيرها على مدركات الفرد ووعيه وبنائه النفسي
خاصة في الطفولة وقبل البلوغ حيث مازلت البنية النفسية في بداية التكوين
وتؤكد الدراسات بشكل متزايد أنه يمكن للعالقات االجتماعية السلبية أن تزيد التوتر وتؤثر
ضا .إذ أثبتت األبحاث أنه يمكن
على الصحة النفسية ويمكنها أن تؤدي إلى أعراض جسدية أي ً
للمجتمعات التي ال توفر دع ًما نفسيًا كافيًا أن تساهم في تدهور الصحة النفسية للفرد أو تزيد
المرض النفسي سو ًءا ،إن معظم العناية التي يعتمد عليها مرضى االضطرابات النفسية تكون
بشكل أساسي ،لذلك حين يستنكر أفراد العائلة
ٍ مقدمة من العائلة التي هي جزء من المجتمع
لهذا الدعم ستتأثر عملية التعافي سلبًا (الرحمن ،2007 ،صفحة )254
أل
.6مفهوم ا مراض النفسية :
ان األمراض النفسية هي عبارة عن مجموعة من االنحرافات التي ال تنجم عن اختالل بدني أو
عضوي أو تلف في المخ (حتى ولو كانت أعراضها بدنية عضوية).
وتأخذ هذه االنحرافات مظاهر متتوعة من أهمها :التوتر النفسي .والكأبة .والقلق والوساوس.
واألفعل القسرية الالرادية .والتحول الهستيري .والشعور بوهن العزيمة ولعجز عن تحقيق
األهداف .والمخاوف واألفكار السداء التي تحاصر الفرد في يقظته فتدعه مشتت البال .وفي
النوم تجعله أرقا ال يعرف النوم إلى جفنه سبيال.
وبذلك يكون المرض النفسي اضطراب في الشخصية يبدو في صورة أعراض جسمية أو
نفسية أو كليهما.هذه األعراض تعود الى اضطرابات وظيفية وال ترجع لى تلف أو عطب في
الجهاز العصبي .ومن الخطأ تسميتها كما هو شائع لدى العامة باألمراض العصبية ألن
األمراض العصبية اضطرابات عضوية تنتج عن تلف عضوي يصيب الجهار العصبي وتبدو
في صورة جسمية وإن كانت تصاحبها في كثير من األحيان أعراض نفسية شتى
ويُستخدم مفهوم المرض النفسي ك ُمرادف لالضطرابات أو األمراض العقلية ،وقد اعتمدت
الجمعية األمريكية للطب النفسي في النسخة األخيرة من دليلها التشخيصي Dsm5استخدام
االضطرابات العقلية كمصطلح ُمعتمد ،والتي عرفته على أنه :متالزمة ذات آثار ملحوظة على
إدراك المصاب أو قدرته على التحكم بمشاعره أو السلوك الخاص به ،األمر الذي يعكس خلاًل
من الناحية النفسية أو البيولوجية أو التطور ،وعادةً ما تُصاحب األمراض النفسية صعوبات
أو مشاكل واضحة في الجانب االجتماعي أو الوظيفي أو األشياء المهمة االخرى في حياة
الشخص ،ولذلك فإنّ تشخيص اإلصابة باألمراض النفسية تُر ّكز على األعراض التي يشكو
منها المصاب والمرتبطة بسلوكه وأفكاره.
تجدر اإلشارة إلى أنّ ردود األفعال المتوقعة على أحداث الحياة ال ُمحزنة جدًا أو ال ُمزعجة
للغاية ال تُصنّف ضمن االمراض النفسية ،فمثاًل ال تُعتبر ردود األفعال على وفاة شخص قريب
ضا أنّ التصرفات الخارجة عن عادات المجتمع وما ألفه الناس ليست
ضا نفسيًا ،ويُشار أي ً
مر ً
ضا نفسية طالما لم تكن مصحوبة باختالل عقل ّي (مصطفى ،1978 ،صفحة )157
أمرا ً
أل أ
.7هم ا مراض النفسية التي تسببها الجماعة :
.1اإلكتئاب :يعرف بأنه عبارة عن " خبرة وجدانية ذاتية أعراضها الحزن
والتشاؤم وفقدان االهتمام والالمباالة والشعور بالفشل وعدم الرضا والرغبة في إيذاء المرء
لنفسه والتردد وعدم البت في األمور واإلرهاق وفقدان الشهية واحتقار الذات وبطء االستجابة
وعدم القدرة على بذل أي جهد.
.2يرتبط بالمزاج المضطرب غير السوي الذي يختل نتيجة تعرض المريض إلى سلسلة
تالحقه من االحباطات والفشل .
.3كمتالزمة تحتوي على اضطراب مزاج إضافة إلى جميع أعراض االكتئاب البدنية
والوظيفية المصاحبة له التي تمنع المريض من أداء واجباته وأعماله اليومية كليا أو جزئيا( .
ابراهيم ،1998 ،صفحة )16
إن أصحاب المدرسة السلوكية يرون أن للبيئة االجتماعية دورا كبيرا في إصابة الفرد
باالكتئاب وذلك ضمن العالقة بين الفرد والمجتمع فإذا كانت العالقة إيجابية قوية نتسم
بالديناميكية وبالتفهم فإنه من الصعب إصابة الفرد باالكتئاب فعالقة الفرد بالمجتمع الذي
يعيش فيه يجعله إما راضيا أو غاضبا أو ناجحا أو فاشال ولهذا قد تكون األرضية في جديد
بحيث أنه يجابه بعض األحيان مهيأة وذلك بفعل تعرض الشخص إلى جهد انفعالي الموقف بما
تبقى لديه من إحباط نفسي وجسدي فتصبح بذلك حياته سهلة االستشارة مما يجعله يجد
صعوبة في حياته العائلية فالعالقات االجتماعية إنن تشكل منبع الضغوط االنفعالية المستمرة
والتي تصبح فيما بعد مرضية وذلك نتيجة الحوادث المؤلمة (وفاة ،شخص غال ،فقدان العمل،
طالق )....وفي هذه الحالة قد تظهر ردود األفعال االكتئابية حيث يبلغ القلق ذروته ويعجز
الفرد عن صد ومواجهة هذه الصراعات االنفعالية واألزمات النفسية المعاشة وهذا ما يؤدي
إلى حالة اكتئاب.
.2اضطراب القلق :هو خبرة انفعالية غير سارة يعاني منها الفـرد عندما يشعر بخوف أو
تهديد من شيء دون أن يستطيع تحديده تحديداً واضحاً ،وغالبا ً ما تصاحب هذه الحالة بعض
التغيرات الفيزيولوجية كازدياد عـدد ضـربات القلـب وارتفاع ضغط الدم والغثيان وفقدان
الشهية وازدياد معدل التنفس والشعور باالختنـاق وعدم القدرة على النوم العميق ،وقد
يصاحب القلق بتوتر عضلي وازدياد في النـشاط الحركي وإحساس بتعب عضلي بجانب شعور
عام بعدم القدرة على التفكير والتنظـيم وفقدان القدرة على السيطرة على ما يقوم به الفرد من
عمل ،في حـين تـشير سـمة القلق Trait Anxietyإلى استعداد أو قابلية لـدى الـشخص
ثابتـة نـسبياً ،تدفعـه لالســتجابة للمواقــف المدركــة علــى أنهــا مواقــف خطــرة ومهــددة (
األحمدأمل ،2001 ،صفحة )140
.3اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع :اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ،الذي يُس َّمى
أحيانًا "االعتالل االجتماعي" ،هو اضطراب عقلي ال يُظهر فيه الشخص أبدًا أي اعتبار
للصواب والخطأ ،ويتجاهل حقوق اآلخرين ومشاعرهم .يميل األشخاص المصابون باضطراب
الشخصية المعادية للمجتمع إلى التالعب باآلخرين أو معاملتهم بال مباالة قاسية .ال يُظهرون
أي إحساس بالذنب أو الندم على سلوكهم.
.5تعاطي المخدرات
الخاتمة :
وفي األخير فإن المرض النفسي يوجد في كافة المجتمعات وعلى مختلف المستويات
والطبقات ،وهو في ازدياد مستمر حيث تشير الكتابات المختلفة في هذا الموضوع والذي
ترجع أسبابه إلى تعقد وزيادة متطلبات وتغير أسلوب الحياة تغيرا واضحا والذي ظهر في
اتساع العالقات االجتماعية وتشابكها وتغاير أشكالها إلى درجة كبيرة مما أفقدها كثيرا من
وأصبحت الحياة اإلنسانية خليطا معقدا من المثيرات والمواقف ،أدخلت الفرد في تفاعالت
كثيرة متنوعة ومتغايرة تضمنت العديد من التحديات المعيشية والضغوط االجتماعية مما
عرضه ألشكال مختلفة من اإلحباط والصراع وكان من نتيجة ذلك أن أصبح التوتر والقلق
يسيطران بصورة أو بأخرى على الكثير من األفراد ودخولهم في دائرة المرض النفسي
قائمة المصادر و المراجع :
أبو زيد أحمد .)1956( .البناء االجتماعي .مصر لقاهرة :الدار القومية للطباعة والنشر. .1
األحمدأمل .)2001( .حالة القلق وسمة القلق وعالقتهما بمتغيـري الجـنس .دمشق :مجلة .2
جامعة دمشق ،العدد ، 1المجلد . 17
الجلبي علي عبد الرزاق .)1984( .دراسات في المجتمع والثقافة والشخصية .لبنان .3
بيروت :دار النهضة العربية.
جودت بني جابر .)2002( .المدخل إلى علم النفس .عمان :مكتبة دار الثقافة للنشر و .4
التوزيع .
جورج ريجدا .)2006( .مبادئ ادارة الخطر و التأمين .االسكندرية :دار المريخ. .5
حسان الجيالني .)2008( .التنظيم والجماعات .القاهرة :ط ،1دار الفجر للنشر والتوزيع. .6
عبد الستار ابراهيم .)1998( .االكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه و أساليب عالجه . .7
عالم المعرفة .
فهمي مصطفى .)1978( .مجاالت علم النفس .القاهرة :مكتبة مصر. .8
معايطة خليل عبد الرحمن .)2007( .علم النفس االجتماعي .عمان :ط ،2دار الفكر للنشر .9
والتوزيع.