Professional Documents
Culture Documents
التحميل
http://adf.ly/1eR61I
health psychologist
Admin
رد :محاضرات في علم النفس المرضي للطفل والمراهق مقدمة لطلبة علم النفس العيادي د .خياط خالد
مقدمة :
الطفل أب الرجل .بهذه العبارة البليغة اختصر العلماء بيان أهمية الطفولة في كيان المجتمع
البشري .تعد الطفولة نقطة االنطالق الرئيسي للحياة برمتها ،العضوية الجسمية والنفسية االنفعالية والعقلية
المعرفية واالجتماعية .لذلك توجب على البشرية جمعاء 3،وعلى العلماء بالخصوص االهتمام بهذه المرحلة،
والسعي إلى فهمها 3واد ا رك مكنوناتها ،من أجل معرفة وطرح والحرص على توفير ضمانات النمو السليم
المجتمع البشري ،فسوف تكون لها عواقب وخيمة على الفرد الذي تعرض لها .وكلما مست االختالالت
عددا أكبر كلما تفاقمت عواقبها على المحيطين الصغير والواسع لهؤالء األف ا رد )األطفال(.
من هذا المنطلق انصبت جهود العلماء على د ا رسة الطفل بمختلف جوانب حياته ،الجسمية والنفسية
والعقلية واالجتماعية .وكان علم النفس المرضي أحد التخصصات التي اعتنت بد ا رسة االضط ا ربات التي
يتعرض لها الطفل .والحقيقة أن الطالب الدارس لعلم النفس العيادي ال يكتمل تكوينه األكاديمي إال
بتحكمه في المعارف المتعلقة بمرحلتي الطفولة والم ا رهقة ،وعلى أ رسها علم النفس المرضي للطفل
والم ا رهق.
هذه المطبوعة هي خالصة موجزة للمحاض ا رت المقدمة طيلة أعوام عدة من تدريس مقياس علم
النفس المرضي للطفل والم ا رهق .وقد حاولنا إيجازها بما يمكن الطالب من اإلحاطة بمختلف االضط ا ربات
health psychologist
Admin
رد :محاضرات في علم النفس المرضي للطفل والمراهق مقدمة لطلبة علم النفس العيادي د .خياط خالد
حظي الم ا رهق منذ بداية القرن التاسع عشر باهتمام كبير – مع الد ا رسات على الخرف – لكن
الطفل و اضط ا رباته بقيا تقريبا غائبين عن د ا رسات علم النفس المرضي إلى أن قدم بينيه اختبار الذكاء
سنة . 1091في نفس السنة قدم فرويد " ثال مقاالت في النظرية الجنسية " لفتت أنظار الباحثين إلى
نفسية الطفل واضط ا رباتها ،وتوجه االهتمام تدريجيا من فحص الذكاء 3إلي تكوين الطفل ونموه
واضط ا ربات النمو )خاصة مع بياجي و فالون ( .انطالقا من أربعينات القرن العشرين تطورت الد ا رسات
على األطفال المضطربين عقليا ونفسيا وأخذ الطفل مكانة معتبرة ككائن قائم بذاته ،منفصل عن ال ا رشد
ساعدت المالحظة المباشرة للطفل والم ا رهق على معرفة م ا رحل نموها واآلليات التي تسيره و العوامل
المؤثرة فيه ،وأصبحت النظرة للطفل على أنه وحدة نفسية جسمية تعيش في محيط يؤثر عليها و تتأثر به
،هذه التأثي ا رت تفتح المجال لتطور إمكانات الطفل أو قمعها أو تعطيلها أو تشويشها )ميموني – 2991
– - 22 ) .ص ص 22
السواء و الال سواء مسألة معقدة و يمكن تناولهما كمفهومين متناقضين مثل الخير و الشر أو
د ا رستهما على أساس جدلية األضداد .يمكن حصر التعاريف المختلفة للسواء ضمن أربع فئات السواء
كصحة ،أو كطوبيا ،أو كمتوسط أو كعملية .إذ يمكن الحدي عن السواء كقيمة إحصائية و نطابق
بين السوي و الشائع و يتوزع األشخاص حسب منحى قوس و نتحد كذلك عن -السواء القيمي – أي
و نتحد أيضا عن السواء الوظيفي حسب ممي ا زت كل فرد إذا أمكن تعريف السواء بالنظر إلى
التكيف – وفق بعض المعايير البيولوجية – ليس فقط أحدا بعض التوازن إنما هو قدرة رد الفعل إلعادة
التوازن المفقود عقب موقف مجهد و من ال ا زوية النفسية االجتماعية ال يجدر بنا فهم التكيف كمجرد قبول
المبدأ الدينامي األساسي " ) ( J.Nuttinما أعطانا إياه العالم الخارجي أو المجتمع بل هو كما قال نوتين
De Ajuriaguerra -1980-ppليس التكيف مع العالم بل هو تحقيق الذات في هدا العالم " )152 -
153) .
فيرفض معيار التكيف و يعوضها بمفهوم قابلية التكيف إذ بالنسبة إليه " E.Trillatأما تريالت
الفرد السوي ال يتكيف أبدا بصفة تامة ،لكن المعتل النفسي غير قابل للتكيف " .
3
ويمكن تناول مسألة السواء مرتبطة بمسألة الصحة والمرض ،فالمرض هو حياة جديدة تميزها ثوابت
فيسيولوجية جديدة أن تكون سليما ليس فقط أن تكون سويا في موقف معين ،بل هو أيضا أن تكون
سويا في هذا الموقف كما في مواقف أخرى محتملة ،لهذا قيل :الصحة الجيدة هي القدرة على النهوض
من المرض أي الرفاهية البيولوجية .غير أن مصطلح " الال سواء " قد يصبح في وضع متناقض ألننا
يمكن أن ندرج ضمنه مختلف مخلفات المرض أو العيوب الثابتة كالتشوهات ،لهذا يفضل بعض المؤلفين
تعويض مصطلح "الال سواء" بمصطلح "االنح ا رف" أو "السلوك المنحرف" أو"الشخص المنحرف" .
يمكن فهم السوي و المرضي – كذلك – بناءا على السلوك ،و الفرق بين السلوك السوي و السلوك
المرضي ليس فرقا في الطبع إنما في الشكل ،السلوك المتسق هو السلوك المالئم للظروف الخصوصية
)154
Kenghelheinأول من وضع فروقا بين السوي والالسوي –عند الطفل– هو العالم كنقلهههاين
حي وضع أربع معايير لتحديدهما ،لكن فرويد انتقد هذه المعايير ،وأردف أننا كلنا عصابيين ألن لكل
فرد إما بنية عصابية أو بنية ذهانية ،وكل فلرد يعيش ص ا رعات أو أزمات يحلها بواسطة لليات الدفاع .
ساندت مالنهي كاليهن فكرة فرويد – هذه – لكن بنوع من االعت ا رض فال ينبغي – حسبه – الحدي عن
العصاب كضرورة في بنية كل شخص بل يجب البح عن العصاب الحقيقي لدى الطفل فال يمكن
عند األطفال الكثير من المشكالت العصابية هي في الحقيقة محصورة في اضط ا رب وظيفي واحد ،
والمسار من الص ا رع إلى العرض غالبا أقصر مما هو عليه في عصاب ال ا رشد .ويرى هارتمان أنه ال
يمكن فهم النمو العصابي إذا لم نعتمد على تحليل مفصل جدا ومعرفة مدققة لما هو " نمو طبيعي " ،
بينما حاليا األسئلة التي تطرح حول العصاب الطفلي أكثر من األجوبة التي تقدم و هذا مع تقدم على
تبين المالحظات أن الص ا رعات واألزمات ال يمكن تفاديها خالل عملية نمو Krisحسب كريس
الطفل يجب النظر إلى هذه األزمات كأنوية مهمة 3لهذا النمو ،منها ما هو منبع لهذه القابليات وما هو
إن بعض األع ا رض وليدة ظروف معيشية إذ تكون انعكاسا لها و تزول بزوالها أو خفتها أو
تحسنها ،مثال :الم ا رهق في نمو سريع على جميع األصعدة و يعيش أزمة جسمية نفسية اجتماعية
تجعله يتصرف بشكل غريب قد يأخذ أشكاال مرضية أحيانا لكنه ال يندرج ضمن إطار مرضي نظ ا ر
لكونه يدخل ضمن خصائص هذه المرحلة ،و يزول هذا السلوك بعد مرور هذه األزمة ) ميموني-
– 2991 ) .ص