Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
المبحث الثاني :أنواع جريمة السرقة والعوامل المؤدية لها -دراسة استكشافية حول
ظاهرة السرقة
خاتمة
الفرضيات
مقدمة:
الفرق بين الحالة والظاهرة أن الحالة قد تك ون وحي دة أو أك ثر ،لكنه ا ال ت رقى إلى أن تع د
ظاهرة .أما الظاهرة فهي استمرار لظه ور الحال ة ،أو تك رار لح دوثها بص ورة غ ير قليل ة.
وهذا التعريف ينسحب على حاالت وظواهر اإليجاب والممدوح من العادات واألفع ال ،كم ا
ينسحب على حاالت وظواهر السلب والمذموم من العادات واألفعال كذلك .وبديهة أن الحالة
والظاهرة اإليجابيتين من شأنهما أن يعززا ألن في تعزيزهما مصلحة للمجتم ع وق وة ونم اء
له .أما الحالة والظاهرة السلبيتين ،فمن شأنهما أن يقوما ويعالجا من أج ل التخلص منهم ا أو
الحد منهما ومنع تفاقمهما على األقل لتخليص المجتمع من آثاره ا والت داعيات الس لبية ال تي
تترتب عليهما .وطبيعي أن أي مجتمع بشري ال يخلو من الحاالت والظواهر السلبية (ومنها
السرقة) ،إال أن يكون مدينة فاضلة مثالية كما تخيلها أفالطون ،م ع أن المجتمع ات البش رية
يمكن أن تتفاوت من حيث وجود حاالت وظواهر اإليج اب وح االت وظ واهر الس لب .وفي
الوقت ذاته ،ال ينبغي أن يكون هذا م بررا للس كوت على المش كلة أو الحال ة أو الظ اهرة أو
التعامي عنها أو إهمالها إن وجدت وتركها للتزايد والتفاقم بما يحمل ذلك من آث ار اجتماعي ة
ال تحمد عواقبها .
من هنا نطرح اإلشكالية التالية :ماهية خطورة ظاهرة السرقة في المجتمع؟
وق66د تع66رض موض66وع بحثن66ا لدراس66ات س66ابقة :مق66ورة مص66طفى ،الش66روع في جريم 6ة6
السرقة ،مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر
-تعريف السرقة :اخذ الشيء من الغير خفية ومنها استرق السمع أي سمع مستخفيا ً ويقال هو
بسارق النظر اليه اذا انتظر غفلة لينظر اليه ()1
()2
السرقة في المفهوم $االجتماعي :سلوك اناني غير منضبط يفتقد لاليثار االجتماعي ،يحصل ب ه الف رد على
ما ليس من حقه ()3
وتذهب الباحثة مابل اليوت ( )M. Elliottفي كتابها (الجريمة في المجتمع الحديث) الى تعري ف الس رقة
بانها سلوك يعبر عن المصالح الشخصية الشخاص يبحثون عن اش باع حاج اتهم ورغب اتهم الخاص ة فق ط
والسرقة خطر ضد قيم االمانة وحرمة الممتلكات الخاصة لالفراد ()4
ويبدو للباحث ان المفهوم االجتماعي للسرقة متأثر بما ذهب اليه دوركهايم ،من ان الجرائم تختلف في شدة
جرحها للعاطفة الجمعية على الرغم من كونها ظاهرة سوية واعتيادي ة ،فالس رقة برأي ه س لوك ان اني ومن
اكثر الجرائم اعتدا ًء على العاطفة االيثارية ،لذلك كانت عقوبة السارق قاسية ( )5وعموما فان السرقة ل ون
من الوان االنحراف االجتماعي الخطر الذي اتخذ من الملكية هدفا له ،وانها تش مل على ان واع متع ددة من
السلوك المنحرف ال ذي يختل ف في درج ة خطورت ه وم دى م ا يس ببه من اض رار تبع ا لدوافع ه واهداف ه
واساليب تنفيذه ،
انماط السرقة هي:
-1السرقة البسيطة :هذا النوع من السرقات ال يقترن بظروف مشددة ،ويكون اسلوب ارتكبه ا اعتيادي ا ال
يتخطى فيه السارق الحواجز ،كسرقة البضائع المعروضة في المت اجر وس رقة ادوات الس يارات المودع ة
() احمد الكبيسي ،احكام السرقة في الشريعة االسالمية ،القانون ،بغداد،1971 ،ص.56 1
)( 2سعود عبد العزي ز الدوس ري ،ظ اهرة الس رقة عن د األطف ال وخطورته ا على المجتم ع ،مجل ة جامع ة الش ارقة للعل وم
الشرعية والقانونية ،المجلد ،2012 ،9كلية الشريعة والدراسات االسالمية -جامعة الكويت مدينة الكويت – الكويت ص
70
)( 3حسن الس اعاتي ،النظري ات االجتماعي ة لتفس ير الس لوك االج رامي ،ابح اث الن دوة العلمي ة السادس ة ،المرك ز الع ربي
للدراسات االمنية والتدريب ،الرياض ،1987 ،ص.104
)( 4ابراهيم ابو الغار ،سرقة المساكن في المناطق الحضرية بمدينة الق اهرة ،المجل ة الجنائي ة القومي ة ،الع دد االول ،المجلد
،12القاهرة ،1978 ،ص.6
)( 5اميل دوركهايم ،السوي والمنحرف ،ترجمة وتعليق د .محمد المشاط ،مجلة البحث العلمي ،الع دد ،7الرب اط،1966 ،
ص.93-92
في االماكن والساحات المكشوفة ،والنشل يعد من السرقات البسيطة وهو يع ني اس تخراج الم ال موض وع
السرقة من مالبس المجني عليه في غفلة منه ،سواء أكان من الجيوب ام من أي موضع اخ ر ي ودع الم ال
فيه كسرقة ساعة او سوار من المعصم وكثيرا م ا يس تعين النش ال ببعض الحرك ات او يفتع ل المواق ف ال
شغال ضحيته
ويتطلب النشل نوعا من المهارة وخفة اليد وقد يستعين النشال بالمش ارط واالم واس ،وتنف ذ ه ذه الجريم ة
ع ادة في المن اطق المزدحم ة ال تي تس مح بتم اس الن اس ك دور الس ينما وح افالت النق ل الع ام واالس واق
وغيرها.
-2السطو :هذا النمط من السرقة يتم بأسلوب مخط ط ل ه مس بقا ،وق د يش ترك في التنفي ذ اك ثر من س ارق
يتبعون اسلوب الهجوم المنسق على الهدف ،ويتم توزيع االدوار على الشركاء حسب مهارة الش خص كم ا
في سرقة المساكن وسرقة المتاجر بعد اقفالها ،حيث يعمد السراق الى كس ر االقف ال او تس لق الج دران او
اية وسيلة اخرى تسهل عليهم اختراق الهدف.
-3السلب :هو السرقة المقترنة باالكراه وتمثل مجاهرة باألجرام وفيها يعم د الس ارق الى مواجه ة ض حيته
وتحديها ،وقد يقترن تنفيذها بالقتل وهو ما يدعونه فقهاء الشريعة (بالحرابة) وهي الخ روج على الم ارة ال
خذ المال على سبيل المغالبة واالستعانة بالس الح وكث يرا م ا ت رتكب ه ذه الج رائم بعي دا عن العم ران في
الطرق العامة ،فتعطل ارادة الضحية وال يقوى على دفع االذى عن نفسه او االستعانة بالناس()6
() محمود نجيب حسني ،قانون العقوبات ،القسم الخاص ،القاهرة ،1986 ،ص.140 6
()7
ي أتي في مقدم ة تل ك العوام ل ،األس رة .فاألس رة إذا لم تكن فعال مدرس ة يتعلم فيه ا اإلنس ان المع ارف الطيب ة والقيم
األخالقية ،ومنها قيمة حفظ حقوق وممتلكات اآلخرين وعدم التعدي عليها بس رقتها أو إتالفه ا ،فهي تع اني من إش كالية
أساسية وخلل رئيس البد من عالجه .والمؤسسة االجتماعية ،سواء كانت رسمية أو أهلية ،إذا قصـرت في أداء دوره ا
أو لم تتحمله بصورة صحيحة ،فهي تساهم عمليا في وجود تلك اإلشكالية أو ذلك الخلل .وهكذا الحال بالنس بة للمؤسس ة
الرسمية ،سواء ك انت مدرس ة أو مؤسس ة إعالمي ة أو غيره ا .ك ذلك يكـون المحي ط االجتم اعي ،ومن أب رز وجوه ه
الصداقة واألصدقاء ،أحد العوامل واسعة التأثير للدخول في خط السرقة واللصوصية .فالمثل السائر يقول“ :من عاش ر
قوما أربعين يوما صار منهم” ،ومن يصادق السارق ،أو يتيح له والداه فرصة مصادقته بصورة إرادية أو غير إرادية،
فال غرابة أن يص بح س ارقا مثل ه ب التكيف االجتم اعي مع ه .والمؤس ف أن هن اك من وق ع في ممارس ة الس رقة كع ادة
اعتادها ،وربما يجد صعوبة أو نقصا حينما يكف عن ممارستها .وهنا تحضرني قصة تلك المرأة التي تنتمي إلى عائل ة
ثرية ،وكانت تمارس السرقة منذ صغرها ،وذات مرة ضُبطت في إحدى المحالت التجارية وهي تس رق ،وفي التحقي ق
حينما سئلت عن السبب الذي يجعلها تمارس السرقة مع أنها من عائلة ثرية ومكتفية ماليا ورفاهيا ،أجابت بأنها اعت ادت
هذه العادة منـذ صغرها ،وهي حينما تمارسها تجد إحساسا بالمتعة ،وحينم ا ال تمارس ها تش عر وأن رغب ة م ا تنقص ها.
وهكذا كما تقول الحكمة الشهيرة“ :الخير عادة والش ر ع ادة” ،وكم ا يق ول المث ل الس ائر“ :من ش ب على ش يء ش اب
عليه” ،وكما يقول المثل السائر اآلخر“ :من يسرق بيضة قد يسرق جمال”)8( .
من ناحية أخرى ،يؤدي الحرمان إلى السرقة واللصوصية ،خصوص ا م ع وج ود ف وارق طبقي ة فاحش ة في ظ ل تآك ل
ملحوظ للطبقة المتوسطة ،طبقة أثرياء وطبقة محرومين ،طبقة تملك كل شيء وطبقة ال تملك أي ش يء أو القلي ل ج دا.
ويزداد الحرمان تأثيرا سلبيا وخطورة حينم ا يك ون مقترن ا بالجه ل وغي اب الثقاف ة والتربي ة األخالقي ة .ومن العوام ل
المؤدية إلى الحرمان :البطال ة عن العم ل -وال تي ينبغي أن تواج ه بجدي ة عن طري ق توس يع التنمي ة من ج انب والح د
والتقليل من العمالة األجنبية من ج انب آخ ر -واإلهم ال الوال دي لألبن اء ،واإلهم ال في التربي ة ،والط رد من الم نزل،
نايف بن محمد المرواني ،جريمة السرقة "دراسة نفسية اجتماعية" ط ،1جامعة نايف العربية للعلوم االمنية ،الرياض ،2011 ،ص ص-60 () 7
61
)( 8السيد رض$ا عل$وي ،الس$رقة في مجتمعن$ا :ه$ل هي ظ$اهرة بحاج$ة إلى دراس$ة وعالج؟ مق$ال منش$ور على الموق$ع
التالي /https://www.redha -alawi.comاطلع عليه يوم ،2022-12-25على الساعة 19:20
والعنف وإساءة المعاملة ،والتعديد األهوج في الزوجية ،والتفكك األسري وأشده الطالق ،وهي أمور قد تقود الم رء إلى
السلوك المنحرفة ،ومنها التفكير بااللتجاء إلى ممارسة السرقة كطريق غير مشروع لتحصيل الحاجة.
وإذا كان مه ّمًا طرح المشكلة للتعرف عليها وتشخيصها ،وما أك ثر م ا قي ل ويق ال في المش كالت ومنه ا السـرقة ،ف إن
األهم من ذلك هو التوجه الجاد لعالجها .والعالج ينبغي أن يكون متعددا بتعدد الجهات التي قد ينشأ منه ا الخل ل ،بس بب
تقصيرها أو عدم قيامها بمسؤوليتها .والعالج يبدأ من العائلة ،ألنها الوحدة االجتماعـية األولى ال تي يتلقى اإلنس ان فيه ا
معارفه وثقافته وقيمه وأخالقه ،ويتعلم فيها كيف يتصرف وكيف يسلك في واقعه الداخلي وفي واقعه الخارجي ،الداخلي
مع نفسه ،والخارجي مع مجتمعه وبني نوعه .وهنا ينبغي التشديد علـى دور ووظيف ة العائل ة في غ رس القيم األخالقي ة
في إنسانها ،وتطبيعه عليها ،ومنها بال ترديد :حف ظ أمـوال الن اس وممتلك اتهم وع دم التع دي على حق وقهم ،والطريق ة
المشروعة واألخالقية لتحصيل الحاجة ،والبد من تأهيلها للقيام بهذا الدور التربوي على خير م ا ي رام .والب د أن تك ون
9
قاعدة “المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه” في صلب قواعد التربية والتهذيب في العائلة ( ) .
السرقة
يتض==ح من خالل الج==دول= أن من ال==نزالء من فئ==ة الثانوي==ة فأق==ل مانس==بته %90.1وهن==ا نالح==ظ أن أغلبي==ة مرتك==بي
الجريم==ة هم من فئ==ة ال==ذين لم يكمل==وا مراح==ل تعليمهم ،في حين ك==انت نس==بة ال==نزالء ال==ذين أتم==وا تعليمهم الج==امعي
والدراسات= العليا مانسبته %9.9من أفراد العينة.
9
() السيد رضا علوي ،مرجع سابق.
()10
10
() وسيم أحمد حسن مبارك،جريمة السرقة والسطو في محافظات غزة "دراسة في جغرافية الجريمة" الجامة االسامية
– غــزة ،بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير ،2017 ،ص ص102-101
خاتمة:
نسنتج مم ا س بق أن ظ اهرى الس رقة ق د تتس بب بالعدي د من األض رار النفس ية والجس دية
للشخص الذي قد تمت سرقته ،ويمكن تلخيص هذه األضرار بما يلي:
الشعور بعدم األمان والخوف من الخروج من المنزل أو الذهاب لألماكن العامة.
الشعور بالرعب وتقلب المزاج.
المشاكل الجسدية التي تحدث نتيجة السرقة.
عدم القدرة على التوقف عن التفكير في حادثة السرقة .فقدان الثقة بالناس .الشعور بالغض ب
أو اإلحباط.
الفرضيات:
-5تك88ثيف ال88دوريات الس88رية والرس88مية وذل88ك في المن88اطق المكتظ88ة بالس88كان وال88تي تع88اني
من