You are on page 1of 23

‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪2‬‬

‫واألسر‬
‫الفصل العاشر‬
‫العالج المتمركز حول الحل‬
‫‪Solution - Focused Brief Therapy‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫يعتبر هذا األسلوب العالجي من أحدث األساليب العالجية المختصرة‪،‬‬


‫إذ تعود نشأته إلى أوائل الثمانينات من القرن العشرين على يد مؤسسه ‪Steve‬‬

‫‪ de Shazer‬العالم األمريكي رئيس مركز العالج األسري‪ 1‬بمدينة ميلواكي‪ 1‬بوالية‬


‫ويسكنس األمريكية‪.‬‬

‫وعلى الرغم من حداثة النشأة فإن تطبيقاته العملية وإ سهامات الباحثين‬


‫حول التقنيات التي يقدمها ومدى مالئمتها في التعامل مع الفئات االجتماعية‬
‫المختلفة تعتبر دليالً على انتشاره (‪.)Murphy, 1997‬‬

‫وعلى خالف األساليب العالجية األخرى‪ ،‬فإن هذا األسلوب العالجي ال‬
‫يستغرق في البحث عن األعراض المرضية وال عن العوامل التي ساهمت في‬
‫نشأتها بقدر ما يتوجه مباشرة إلى الحلول التي تساهم في القضاء على المشكلة‬
‫أو التخفيف من حدتها أو التكيف مع إفرازاتها‪ .‬ومن هنا فإنه عالج موجه‬
‫ومباشر‪ 1‬نحو الهدف النهائي الذي يسعى له العميل وهو الوصول‪ 1‬إلى التوافق‪1‬‬
‫النفسي واالجتماعي‪ 1‬مع الذات ومع البيئة المحيطة‪.‬‬

‫نشأة أساليب العالج المختصرة‪-:‬‬

‫يشير التراث األدبي للعالج النفسي إلى استخدام‪ 1‬الممارسين لمجموعة‬


‫من المسميات المختلفة للعالج المختصر فنجد البعض يطلق مسمى ‪Short-term‬‬
‫‪3‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬
‫‪ Therapy‬العالج قصير‪ 1‬األمد وهناك من يطلق مسمى العالج محدود‪ 1‬الوقت‬
‫‪ .Time-limited Therapy‬وعلى الرغم من تعدد هذه المسميات إال أن المحور‪1‬‬
‫الذي يدور‪ 1‬حوله العالج المختصر هو تقديم عملية المساعدة بكفاءة وفاعلية في‬
‫وقت قصير‪.‬‬
‫ويمكن اإلشارة إلى بعض العوامل التي ساهمت في نشأة وتطور‬
‫وشيوع استخدام‪ 1‬العالج المختصر‪-:‬‬
‫‪ -1‬قلة عدد المختصين في مجال مهن المساعدة اإلنسانية وعدم توفر‪1‬‬
‫الخبرة الكافية لدى البعض منهم‪.‬‬
‫‪ -2‬ازدياد حجم ونوعية المشكالت اإلنسانية التي يعاني منها األفراد‪1‬‬
‫والجماعات والمجتمعات‪ 1‬اإلنسانية نتيجة للتحوالت االجتماعية‬
‫واالقتصادية والتقنية المتسارعة والتي ساهمت في التأثير على نمط‬
‫المعيشة وأنماط‪ 1‬السلوك اإلنساني‪.‬‬
‫‪ -3‬قلة عدد المؤسسات المجتمعية التي يتم من خاللها تقديم أوجه الرعاية‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4‬نمط الحياة المتسارع والذي أصبح سمة هذا العصر فنجد معظم األفراد‪1‬‬
‫ينشغلون بأمور حياتهم إلى الحد الذي ال يتيح لهم الدخول في عالقات‬
‫عالجية طويلة األمد وهو ما يميز األساليب العالجية التقليدية (‬
‫‪.)Lieberman, 1979‬‬
‫و‪1‬ي‪1‬ر‪1‬ى‪ 1‬ك‪1‬ل‪ 1‬م‪1‬ن‪ )Metcalf, 19951( 1‬أن‪ 1‬ه‪1‬ذ‪1‬ه‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬و‪1‬ا‪1‬م‪1‬ل‪ 1‬س‪1‬ا‪1‬ه‪1‬م‪1‬ت‪ 1‬ب‪1‬ق‪1‬د‪1‬ر‪ 1‬ك‪1‬ب‪1‬ي‪1‬ر‪1‬‬
‫ف‪1‬ي‪ 1‬ن‪1‬ش‪1‬أ‪1‬ة‪ 1‬و‪1‬ت‪1‬ط‪1‬و‪1‬ر‪ 1‬أ‪1‬س‪1‬ا‪1‬ل‪1‬ي‪1‬ب‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬ال‪1‬ج‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬م‪1‬خ‪1‬ت‪1‬ص‪1‬ر‪1‬ة‪ 1‬ف‪1‬ي‪ 1‬م‪1‬ح‪1‬ا‪1‬و‪1‬ل‪1‬ة‪ 1‬ل‪1‬ل‪1‬ت‪1‬ك‪1‬ي‪1‬ف‪ 1‬م‪1‬ع‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ت‪1‬ز‪1‬ا‪1‬ي‪1‬د‪1‬‬
‫ا‪1‬ل‪1‬م‪1‬ض‪1‬ط‪1‬ر‪1‬د‪ 1‬ف‪1‬ي‪ 1‬أع‪1‬د‪1‬ا‪1‬د‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬م‪1‬ال‪1‬ء‪ 1‬و‪1‬ت‪1‬د‪1‬ن‪1‬ي‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬م‪1‬و‪1‬ا‪1‬ر‪1‬د‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬م‪1‬ا‪1‬د‪1‬ي‪1‬ة‪ 1‬و‪1‬ا‪1‬ل‪1‬ب‪1‬ش‪1‬ر‪1‬ي‪1‬ة‪ 1‬ف‪1‬ي‪ 1‬م‪1‬ق‪1‬ا‪1‬ب‪1‬ل‪1‬ة‪ 1‬ذ‪1‬ل‪1‬ك‪1.1‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪4‬‬
‫واألسر‬
‫وبالرغم من أهمية العوامل سالفة الذكر في بلورة العالج المختصر‪ 1‬إال‬
‫أن هناك عامالً ال يمكن تجاوزه في هذا الصدد وهو الجانب االقتصادي المتمثل‬
‫في دور شركات التأمين الصحي في المجتمعات الغربية وما تمارسه من‬
‫ضغوط على المؤسسات‪ 1‬االجتماعية والممارسين لتقنين عملية المساعدة‬
‫وتقليص اإلنفاق على جلسات العالج‪ ،‬بل إن األمر تعدى ذلك إلى تخصيص‬
‫عدد محدد من الجلسات على الممارس تقديم عملية المساعدة خاللها‪.‬‬

‫وتشير معظم المصادر‪ 1‬العلمية إلى أن العالج المختصر ارتبط بعلم‬


‫النفس الدينامي ونظرية التحليل النفسي لفترة من الزمن وأنه لم ينقل إال في‬
‫الستينات من القرن الماضي (‪ .)Aguilera & Messick, 1986‬بيد أن‬
‫العالج المختصر يمكن أن يعزى إلى إسهامات ‪ Milton Erickson‬عندما‬
‫أطلق عبارته الشهيرة‪:‬‬

‫‪No general Theory, No general Client‬‬

‫ال يوجد نظرية عامة وال يوجد عميل عام‬

‫ويشير )‪ Murphy (1997‬إلى أن إسهامات ‪ Erickson‬كان لها قصب‬


‫السبق في صياغة أساسيات العالج المختصر‪ .‬ويضيف أن عبارة ‪Erickson‬‬

‫تتضمن أنه من الصعب الحصول على نظرية واحدة تستطيع‪ 1‬تفسير السلوك‬
‫اإلنساني كما أنه من الصعب أن ينظر إلى العمالء نظرة واحدة حتى وإ ن كانت‬
‫تبدو مشكالتهم متشابهة ويرى )‪ Garfield (1994‬أن العالج المختصر‪ 1‬فعال‬
‫ومؤثر‪ 1‬نتيجة لآلتي‪-:‬‬
‫‪5‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬
‫‪ -1‬معظم األفراد يلجأون لطلب العالج لمشكلة محددة يواجهونها‪ 1‬وليس من‬
‫أجل الحصول على االستبصار‪ 1‬بتأثيرها فقط‪.‬‬

‫‪ -2‬م‪1‬ع‪1‬ظ‪1‬م‪ 1‬م‪1‬ن‪ 1‬ي‪1‬ط‪1‬ل‪1‬ب‪1‬و‪1‬ن‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬م‪1‬س‪1‬ا‪1‬ع‪1‬د‪1‬ة‪ 1‬ي‪1‬ت‪1‬و‪1‬ق‪1‬ع‪1‬و‪1‬ن‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ن‪1‬ت‪1‬ا‪1‬ئ‪1‬ج‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬ا‪1‬ج‪1‬ل‪1‬ة‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ت‪1‬ي‪ 1‬ال‪1‬‬


‫ت‪1‬س‪1‬ت‪1‬ن‪1‬ز‪1‬ف‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬و‪1‬ق‪1‬ت‪ 1‬و‪1‬ا‪1‬ل‪1‬ج‪1‬ه‪1‬د‪1.1‬‬

‫ومما يجدر اإلشارة إليه في تطور أساليب العالج المختصر اإلسهامات‬


‫الكبيرة التي قدمها معهد األبحاث العقلية )‪Mental Research Institute (MRI‬‬

‫في مدينة ‪ Palo Alto‬بوالية كاليفورنيا‪ 1‬بالواليات المتحدة األمريكية منذ العام‬
‫‪ 1967‬ومن أبرز العلماء ‪ Bateson‬و ‪ Jackson‬و ‪ Weakland‬و ‪Watzlawick‬‬

‫وغيرهم ويرى (‪ )Goldenberg & Goldenberg, 1985‬أن العالج المختصر‬


‫هو عالج محدود الوقت يتميز بالواقعية والتركيز على الحاضر‪ 1‬والنشاط الموجه‬
‫والتدرج في الوصول لألهداف‪.‬‬

‫و‪1‬ي‪1‬ق‪1‬د‪1‬م‪ 1‬م‪1‬ع‪1‬ه‪1‬د‪ 1‬ا‪1‬أل‪1‬ب‪1‬ح‪1‬ا‪1‬ث‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬ق‪1‬ل‪1‬ي‪1‬ة‪ 1‬ن‪1‬م‪1‬و‪1‬ذ‪1‬ج‪1‬اً‪ 1‬ي‪1‬و‪1‬ض‪1‬ح‪ 1‬ك‪1‬ي‪1‬ف‪1‬ي‪1‬ة‪ 1‬ت‪1‬ع‪1‬ا‪1‬م‪1‬ل‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬م‪1‬ي‪1‬ل‪ 1‬م‪1‬ع‪1‬‬
‫ا‪1‬ل‪1‬م‪1‬ش‪1‬ك‪1‬ل‪1‬ة‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ت‪1‬ي‪ 1‬ت‪1‬و‪1‬ا‪1‬ج‪1‬ه‪1‬ه‪ 1‬و‪1‬م‪1‬د‪1‬ى‪ 1‬م‪1‬س‪1‬ا‪1‬ه‪1‬م‪1‬ة‪ 1‬ه‪1‬ذ‪1‬ه‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ط‪1‬ر‪1‬ي‪1‬ق‪1‬ة‪ 1‬ف‪1‬ي‪ 1‬ت‪1‬ف‪1‬ا‪1‬ق‪1‬م‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬م‪1‬ش‪1‬ك‪1‬ل‪1‬ة‪ 1‬و‪1‬ا‪1‬ز‪1‬د‪1‬ي‪1‬ا‪1‬د‪1‬‬
‫ح‪1‬د‪1‬ث‪1‬ه‪1‬ا‪1( 1‬ش‪1‬ك‪1‬ل‪ 1‬ر‪1‬ق‪1‬م‪1.)1 1‬‬

‫ومن خالل النظر إلى الشكل يمكن مالحظة أن العميل يدور في دائرة‬
‫مغلقة من خالل محاولة عالج المشكلة بحلول أثبتت فشلها وساهمت في تفاقم‬
‫المشكلة‪ .‬والعالج لهذا الوضع كما يراه ‪ MRI‬تكمن في كسر هذه الدائرة من‬
‫خالل التخلي عن الحلول عديمة الفائدة ومحاولة إيجاد حل مختلف‪.‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪6‬‬
‫واألسر‬

‫نعم‬

‫المشكلة‬ ‫محاولة حلها‬ ‫النجاح في حلها‬

‫محاولة حلها بنفس‬


‫ال‬
‫الحلول السابقة‬

‫المشكلة‬
‫المشكلة تتفاقم‬
‫تتفاقم أكثر‬

‫محاولة حلها بنفس‬


‫الحلول السابقة‬
‫‪7‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬

‫نشأة العالج المتمركز حول الحل‪:‬‬

‫لقد ارتبط العالج المتمركز حول الحل في بداية الثمانينات من القرن‬


‫العشرين بالعالم األمريكي ‪ Steve de Shazer‬وزمالءه في معهد العالج األسري‬
‫المختصر ‪ Brief Family Therapy Center‬بوالية ويسكنسن األمريكية‪ .‬والمتتبع‬
‫لهذا النوع من العالج يالحظ أن ‪ de Shazer‬وزمالءه استفادوا كثيراً من‬
‫إسهامات ‪ Milton Erickson‬من خالل اآلتي‪-:‬‬

‫ال من التركيز على الماضي واالستغراق فيه‪.‬‬


‫‪ -1‬التركيز على المستقبل بد ً‬
‫‪ -2‬التركيز على الحلول بدالً من التركيز‪ 1‬على المشكالت‪.‬‬

‫‪ -3‬ا‪1‬ل‪1‬ت‪1‬ر‪1‬ك‪1‬ي‪1‬ز‪ 1‬ع‪1‬ل‪1‬ى‪ 1‬ق‪1‬د‪1‬ر‪1‬ا‪1‬ت‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬م‪1‬ي‪1‬ل‪ 1‬و‪1‬إ م‪1‬ك‪1‬ا‪1‬ن‪1‬ي‪1‬ا‪1‬ت‪1‬ه‪ 1‬ب‪1‬د‪1‬الً‪ 1‬م‪1‬ن‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ت‪1‬ر‪1‬ك‪1‬ي‪1‬ز‪ 1‬عل‪1‬ى‪ 1‬م‪1‬و‪1‬ا‪1‬ط‪1‬ن‪1‬‬
‫ا‪1‬ل‪1‬ض‪1‬ع‪1‬ف‪1.1‬‬

‫وعلى هذا حاول )‪ de Shazer (1985‬ورفاقه االهتمام بالجوانب‬


‫اإليجابية في حياة العمالء واستثمارها إلى أقصى مدى حتى يتمكنوا من التغلب‬
‫على الصعوبات التي تعوق أدائهم لوظائفهم‪ 1‬االجتماعية والقيام بأدوارهم‪1‬‬
‫االجتماعية (‪.)de Shazer, 1985‬‬

‫ويشير )‪ Jeffrey Kottler (1997‬إلى أن ‪ de Shazer‬بدأ في مالحظة‬


‫التغير الذي يحدث للعمالء بين الجلسات العالجية من خالل التركيز‪ 1‬على‬
‫األوقات التي ال تحدث فيها المشكلة أو التي ال يتعرض العميل فيها للضغوط‬
‫وذلك بحثا منه على الحلول المنشودة‪ .‬ومن هنا فهو ال يركز على المشكلة وال‬
‫على أعراضها‪ 1‬بل إنه يعتبر ذلك مضيعة للوقت‪.‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪8‬‬
‫واألسر‬
‫ومثال على ذلك أن المرأة التي تطلب اإلرشاد النفسي واالجتماعي‬
‫نتيجة لسوء معاملة زوجها‪ 1‬لها‪ ،‬يمكن أن تحدد بعض األوقات التي يعاملها‬
‫زوجها معاملة جيدة حتى وإ ن كانت تلك الفترات الزمنية قصيرة جداً‪ .‬ويؤكد‬
‫)‪ de Shazer (1988‬أن المشكلة ال تستمر‪ 1‬مع العميل طوال الوقت بل إنها تأتي‬
‫وتذهب تبعاً للمؤثرات والعوامل‪ 1‬التي تتسبب في حدوثها‪.‬‬

‫وخالصة القول أن نشأة العالج المتمركز‪ 1‬حول الحل – على خالف‬


‫غيره من األساليب العالجية – رغم حداثتها القت صدى كبيراً لدى الممارسين‬
‫في مجال العالج النفسي والخدمة االجتماعية لعدة أسباب يمكن حصرها في‬
‫اآلتي‪-:‬‬

‫‪ -1‬التركيز على المعطيات الحاضرة والتطلع إلى المستقبل‪.‬‬

‫‪ -2‬استغالل كل ما يحضره العميل للعالج النفسي وعدم االستغراق‪ 1‬في‬


‫الماضي‪.‬‬

‫‪ -3‬أنه عالج مباشر وموجه وفعال‪.‬‬

‫‪ -4‬سهولة تطبيقه في الواقع االجتماعي وتدريب‪ 1‬الممارسين عليه‪.‬‬

‫‪ -5‬يتعامل مع مشكالت الحياة اليومية بفاعلية وال يجهد العمالء أو يستنفذ‬


‫أوقاتهم‪ 1‬في جلسات العالج الطويلة‪.‬‬

‫المفاهيم األساسية‪-:‬‬

‫لقد حاول كل من )‪ de Shazer (1987) ، Berg & Miller (1992‬أن‬


‫يحددوا ثالثة مسلمات يقوم عليها العالج المتمركز حول الحل هي‪-:‬‬
‫‪9‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬
‫‪ -1‬العمالء هم الذين يحددون أهدافهم‪ 1‬العالجية وال يجب أن تفرض تلك‬
‫األهداف من قبل المعالج النفسي‪ .‬وعلى هذا يجب أن يكون التركيز‬
‫منصباً على مساعدة العمالء على الوصول إلى الحلول بدالً من البحث‬
‫في العوامل التي ساهمت في تفاقم المشكلة‪ .‬واتجاه المعالج النفسي نحو‬
‫ذلك يجعل العميل يتجاوب مع العالج ويمكنه من استثمار قدراته‬
‫وإ مكانياته‪.‬‬

‫‪" -2‬إذا عرفت ما الذي يحقق التغيير فالزمه وساعد العميل على عمل‬
‫المزيد منه"‪ .‬ومعنى ذلك أن التغيير مهما كان بسيطاً هو الهدف‬
‫المنشود والوصول إليه وشعور‪ 1‬العميل بما يحدثه في حياته هو لب‬
‫العالج ويجب أن يستمر العمل من خالله حتى يتحقق التغيير الكامل‬
‫وهو زوال المشكلة أو على األقل الحد من آثارها على العميل‪.‬‬

‫‪" -3‬إذا كان العالج غير فعال ولم يحدث التغيير فال تعاود‪ 1‬محاولته مرة‬
‫ثانية" ومعنى ذلك أن على المعالج محاولة أسلوب آخر أو حل آخر‬
‫غير الذي ثبت فشله وفي هذا خروجاً من االحباطات التي يشعر بها‬
‫العميل واستثاره لقدراته وإ مكانياته في البحث عن حلول أخرى أكثر‬
‫فاعلية في التصدي لمشكلته‪.‬‬

‫وبناء على هذه المسلمات يقدم )‪ Kottlor (1997‬خمسة مفاهيم أساسية‬


‫يقوم عليها العالج المتمركز حول الحل وهي‪-:‬‬

‫‪ -1‬أن يتمحور‪ 1‬المفهوم األول في العالج المتمركز‪ 1‬حول الحل حول‬


‫التركيز على ما يمكن تحقيقه وفقاً لمعطيات شخصية العميل والبيئة‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪10‬‬
‫واألسر‬
‫المحيطة‪ .‬وعلى هذا فالممارس‪ 1‬تقع عليه مسؤولية توجيه العميل نحو‬
‫ما يمكن تحقيقه والنجاح فيه بدالً من ما ال يمكن تحقيقه والفشل فيه‪.‬‬
‫ويشير أنصار‪ 1‬هذا العالج إلى ذلك بمقولة "‪ "Solution talk‬حديث الحل‬
‫بدالً من "‪ "Problem talk‬حديث المشكلة‪ .‬ومعنى ذلك أن عملية العالج‬
‫يجب أن توجه نحو الحل وكيفية الوصول‪ 1‬إليه‪.‬‬

‫‪ -2‬المفهوم الثاني يدور حول التأكيد على أن كل مشكلة لها استثناءات‬


‫(هي األوقات التي ال تظهر فيها المشكلة) يمكن تحويلها والتعامل معها‬
‫على أنها حلول ممكنة للمشكلة‪ .‬ويرى مؤسسي‪ 1‬هذا النوع من العالج‬
‫أن العمالء يعتقدون خطًأ أن المشكالت التي يعانون منها مالزمة لهم‬
‫على الدوام بينما في الواقع تأثير المشكلة ال يستمر قوياً‪ 1‬طوال الوقت‬
‫بل إنه قد يتالشى ثم يعاود‪ .‬والمشكلة تكمن في أن العمالء ال يالحظون‬
‫تالشي المشكلة من حياتهم بالقدر الذي يشعرون بتأثيرها‪ 1‬متى عاودت‪.‬‬
‫من هنا فمالحظة الممارس لتلك االستثناءات يعتبر الخطوة األولى نحو‬
‫الوصول إلى الحلول الممكنة لمساعدة العميل وتقديم عملية المساعدة‪.‬‬

‫‪ -3‬المفهوم الثالث الذي يرتكز‪ 1‬عليه العالج المتمركز‪ 1‬حول الحل يقوم على‬
‫فكرة كرة الثلج "‪ "Snow ball‬بمعنى أن التغيير البسيط في حياة العميل‬
‫يؤدي إلى نجاح أكبر وصوالً‪ 1‬إلى الهدف النهائي وهو التوافق‪ 1‬النفسي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬
‫مثال‪-:‬‬

‫الطالب الذي‪ 1‬يعاني‪ 1‬من التأخر‪ 1‬الدراسي‪ 1‬نتيجة ألنه يكره‪ 1‬مادة‬
‫الرياضيات‪ 1‬ال يمكن للمرشد‪ 1‬الطالبي‪ 1‬أن يحقق الهدف‪ 1‬النهائي‪ 1‬وهو‪ 1‬هنا‪ 1‬التفوق‪1‬‬
‫الدراسي‪ 1‬ما‪ 1‬لم يسعى‪ 1‬في‪ 1‬البداية إلى‪ 1‬إحداث بعض التغييرات‪ 1‬البسيطة‪ 1‬في‪ 1‬حياة‬
‫الطالب مثل‪ :‬حث مدرس‪ 1‬الرياضيات‪ 1‬على تشجيع‪ 1‬الطالب‪ 1‬أمام زمالءه‪،‬‬
‫إعطاءه دروساً‪ 1‬خصوصية‪ 1‬في‪ 1‬أوقات‪ 1‬الفراغ‪ 1‬بين الحصص الدراسية‪ 1،‬إدماج‬
‫الطالب في‪ 1‬مجموعة صغيرة‪ 1‬مع بعض الطالب‪ 1‬المتفوقين‪ 1‬في‪ 1‬مادة‬
‫الرياضيات‪ 1.‬مثل‪ 1‬هذه التغييرات‪ 1‬الصغيرة‪ 1‬تؤدي‪ 1‬إلى‪ 1‬تغيير‪ 1‬أكبر‪ 1‬في‪ 1‬حياة‬
‫الطالب‪.‬‬

‫‪ -4‬المفهوم الرابع يدور حول أهمية االعتراف بأن لكل عميل قدرات (‬
‫‪ )Strengths‬يستطيع استخدامها للتغلب على ما يواجهه من صعوبات‪.‬‬
‫وعلى هذا يجب على الممارس أن يعطي اهتماماً كبيراً نحو اكتشاف‬
‫قدرات العميل وتجنب التركيز على مواطن الضعف فيه‪.‬‬

‫إن التركيز‪ 1‬على القدرات يزيد من ثقة العميل بنفسه ومن قدرته على‬
‫االعتماد عليها فترتفع روحه المعنوية ويكبر‪ 1‬األمل والتفاؤل داخله‬
‫ويصبح متطلعاً للمستقبل ومتخلصاً‪ 1‬من آثار الماضي‪.‬‬

‫‪ -5‬يدور هذا المفهوم حول ضرورة صياغة أهداف العميل بصورة إيجابية‬
‫‪ Positive goals‬بدالً من صياغتها بصورة سلبية ‪ Negative goals‬ألن‬
‫هناك فرقاً‪ 1‬شاسعاً بين النظر إلى نصف الكوب الملىء بالماء وبين‬
‫النظر إلى نصف الكوب الفارغ من الماء‪.‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪12‬‬
‫واألسر‬
‫إن الطريقة ال‪11‬تي ينظر بها اإلنس‪11‬ان إلى األش‪11‬ياء هي ال‪11‬تي توجه إمكاناته‬
‫وقدراته وهي بمثابة الوقود‪ 1‬الذي يتزود‪ 1‬منه اإلنسان بالطاقة‪.‬‬

‫ومن هنا كان على الممارس أن يساعد العميل على صياغة أهدافه‬
‫بطريقة إيجابية من خالل سؤاله عما يود فعله وليس ما ال يود فعله‪ .‬وهذا ألن‬
‫العمالء يكتسبون القوة من خالل إنجاز األهداف التي وضعوها لحل مشكالتهم‪1‬‬
‫التي يواجهونها‪.‬‬

‫العالقة بين األخصائي االجتماعي والعميل‪:‬‬

‫يقوم األخصائي االجتماعي المستخدم‪ 1‬ألسلوب العالج المتمركز حول‬


‫الحل بدور فاعل ونشيط‪ 1‬ويبذل جهداً أكبر مقارنة باألساليب العالجية األخرى‪.‬‬
‫ويتمحور‪ 1‬الدور األكبر لألخصائي االجتماعي حول مساعدة العميل في تحديد‬
‫األهداف العالجية والمحافظة على تركيزه في إنجاز تلك األهداف (‪O'Hanlon‬‬

‫‪.)& Weiner-Davis, 1995‬‬

‫ومن المه ‪11 1 1 1‬ارات ال‪11 1 1 1‬تي يجب على المع‪11 1 1 1‬الج أن يكتس‪11 1 1 1‬بها‪ 1‬في عالقته مع‬
‫العمالء ما يلي‪-:‬‬

‫‪ -1‬التعاطف والمشاركة الوجدانية (‪ )empathy‬وفيها‪ 1‬يظهر اهتمام المعالج‬


‫بالعميل من خالل فهمه لمشكلته وتقديره لمشاعره والمعاناة التي يشعر‬
‫بها‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬
‫األخصائي‪ :‬أقدر‪ 1‬مشاعر األلم التي تشعر بها اآلن وأعلم مقدار المعاناة التي تمر‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ -2‬االستعداد لمناقشة كل شيء وأي شيء يود العميل مناقشته ‪Readiness‬‬
‫‪ to discuss everything‬ولكن هذا األمر ال يعني بالضرورة أن‬
‫المعالج يستطيع أن يعالج كل مشكالت العميل أو أن لديه إجابة لكل‬
‫سؤال أو استفسار يطرحه العميل بل يعني أن المعالج لديه استعداد لبذل‬
‫الجهد في محاولة مساعدة العميل‪.‬‬
‫‪ -3‬الهدوء ورباطة الجأش (‪ )Composure‬وتعني أن يكون المعالج مرتاحاً‪1‬‬
‫من عالقته بالعميل بغض النظر عن اعتقاداته وآراءه الشخصية‬
‫وبغض النظر عن الفوارق االجتماعية أو االقتصادية‪ .‬فالعميل في‬
‫نهاية المطاف إنسان يجب احترامه واالهتمام به‪ .‬والهدوء هنا يجعل‬
‫المعالج قادراً على التركيز في كل ما يقوله أو يشعر به العميل‪.‬‬
‫‪ -4‬التشجيع (‪ )encouragement‬وهو اإليمان الكامل بأن لكل عميل قدرات‬
‫وإ مكانيات يستطيع‪ 1‬استثمارها إلى أقصى حد من أجل التغلب على‬
‫المشكالت التي تعوق تكيفه النفسي واالجتماعي‪ .‬وقيام‪ 1‬األخصائي‬
‫االجتماعي بتشجيع العميل على تحمل المسؤولية يكسب األخير الثقة‬
‫بذاته وبقدراته كما أن ذلك يسهل عملية تقديم المساعدة‪.‬‬
‫‪ -5‬الهدفيه (‪ )Purposefulness‬وتعني‪ 1‬أن يكون األخصائي االجتماعي‬
‫هادفاً في عمله فلكل نشاط يقوم به هدف وغاية يسعى إلى تحقيقها‬
‫وتخدم مصالح عمالءه‪ .‬كما يجب عليه أن يسعى إلى توضيح ذلك‬
‫للعمالء الذين يتعامل معهم‪ .‬وكلما كانت تلك األهداف واضحة لدى‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪14‬‬
‫واألسر‬
‫األخصائي والعميل كلما كان ذلك أدعى ألن تصبح عملية المساعدة‬
‫أكثر كفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫وعلى هذا فالعالقة المهنية بين كل من األخصائي االجتماعي والعميل‬
‫هي عالقة تبادلية (‪ )Reciprocal‬بمعنى أن األخصائي االجتماعي ال يفرض‬
‫على العميل أهدافاً محددة ويجبره على تبنيها كما أن العميل ينظر إلى‬
‫األخصائي االجتماعي كشخص مقبول ومتفهم ويمكن االعتماد عليه (‪Aguilera‬‬

‫‪ .)& Messick, 1986‬وهذا النوع من العالقة مهم إلنجاز األهداف العالجية‬


‫وإ تمام عملية التدخل المهني‪.‬‬

‫و‪1‬ي‪1‬م‪1‬ك‪1‬ن‪ 1‬ل‪1‬ن‪1‬ا‪ 1‬أن‪ 1‬ن‪1‬ن‪1‬ظ‪1‬ر‪ 1‬إ‪1‬ل‪1‬ى‪ 1‬ط‪1‬ب‪1‬ي‪1‬ع‪1‬ة‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬ال‪1‬ق‪1‬ة‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬م‪1‬ه‪1‬ن‪1‬ي‪1‬ة‪ 1‬ا‪1‬ل ‪1 1‬ت‪1‬ي‪ 1‬ت‪1‬ر‪1‬ب‪1‬ط‪ 1‬ا‪1‬أل‪1‬خ‪1‬ص ‪1 1‬ا‪1‬ئ‪1‬ي‪1‬‬
‫ا‪1‬ال‪1‬ج‪1‬ت‪1‬م‪111‬ا‪1‬ع‪1‬ي‪ 1‬ب‪1‬ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬م‪1‬ي‪1‬ل‪ 1‬ف‪1‬ي‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬ال‪1‬ج‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬م‪1‬ت‪1‬م‪1‬ر‪1‬ك‪1‬ز‪ 1‬ح‪111‬و‪1‬ل‪ 1‬ا‪1‬ل‪1‬ح‪1‬ل‪ 1‬م‪1‬ن‪ 1‬خ‪1‬ال‪1‬ل‪ 1‬م‪1‬ع‪1‬ر‪1‬ف‪1‬ة‪ 1‬ط‪1‬ب‪1‬ي‪1‬ع‪1‬ة‪1‬‬
‫ا‪1‬ل‪1‬ع‪1‬م‪1‬ال‪1‬ء‪1.1‬‬

‫ويقدم كل من )‪ Fisch et al (1982‬و )‪ de Shazer (1988‬تصنيفا‬


‫للعمالء يقسمهم إلى ثالثة أنواع‪-‬‬

‫‪ -1‬العميل الزائر (‪ )Visitor‬وهو العميل الذي ال يرغب في العالج وال‬


‫يفعل شيئاً تجاه المشكلة التي يعاني منها‪ .‬ومثال ذلك الطالب الذي‬
‫يرغم على مقابلة المرشد الطالبي من قبل مدير المدرسة‪.‬‬

‫‪ -2‬العميل كثير الشكوى‪ )Complainant( 1‬وهو العميل الذي يعترف‪1‬‬


‫بوجود المشكلة وتأثيرها عليه ولكنه ال يرغب في عمل أي شيء‬
‫لمواجهتها أو التصدي لها‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬
‫‪ -3‬العميل الزبون (‪ )Customer‬وهو العميل الذي يعترف بوجود‪ 1‬المشكلة‬
‫ويرغب في حلها ولديه االستعداد‪ 1‬الكامل للتعاون مع األخصائي‬
‫االجتماعي في حلها‪.‬‬

‫والسؤال المهني الذي يفرض نفسه هنا هو كيف تواجه كل نوعية من‬
‫العمالء باستخدام العالج المتمركز حول الحل ؟ ولإلجابة على هذا السؤال يطرح‬
‫)‪ Murphy (1997‬عددًا من المهارات التي يمكن أن تساعد األخصائي االجتماعي‪.‬‬

‫المهارات‬ ‫الوصف‪1‬‬ ‫نوع العميل‬


‫االمتناع عن‬ ‫‪-‬‬ ‫ال يدرك‬ ‫‪-‬‬ ‫العميل الزائر‬
‫االقتراحات التي تتضمن أفعال‪.‬‬ ‫المشكلة ويراها مرتبطة‬
‫تقدير الموقف ووجهة‬ ‫‪-‬‬ ‫بشخص آخر‪.‬‬
‫النظر التي يتبناها العميل‪.‬‬ ‫يأتي إلى‬ ‫‪-‬‬
‫مدح الجوانب اإليجابية‬ ‫‪-‬‬ ‫العالج مرغماً‪.‬‬
‫في موقفه‪.‬‬ ‫ليس‬ ‫‪-‬‬
‫نقاش العميل في‬ ‫‪-‬‬ ‫لديه التزام في العملية‬
‫المشكلة واألهداف بطريقة ذات معنى‪.‬‬ ‫العالجية‪.‬‬
‫ناقش مع العميل‬ ‫‪-‬‬
‫مواضيع محببة مثل هواياته‪.‬‬
‫االمتناع عن‬ ‫‪-‬‬ ‫يعترف‬ ‫‪-‬‬ ‫العميل كثير‬
‫االقتراحات التي تتضمن أفعال‪.‬‬ ‫بالمشكلة وتأثيرها ولكن‬ ‫الشكوى‬
‫استمع وقدم المديح‪1.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ال يرغب في المساعدة‬
‫قدم أسئلة وتوجيهات‬ ‫‪-‬‬ ‫على حلها‪.‬‬
‫بأسلوب غير مباشر‪.‬‬ ‫يرى‬ ‫‪-‬‬
‫حاول مع العميل‬ ‫‪-‬‬ ‫نفسه عاجزاً عن حل‬
‫الوصول إلى حلول عن طريق الوصف‬ ‫مشاكله‪.‬‬
‫الذهني‪.‬‬ ‫يرى أن‬ ‫‪-‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪16‬‬
‫واألسر‬
‫أجعل العميل يتأمل في‬ ‫‪-‬‬ ‫مسؤولية حل مشاكله تقع‬
‫واقعه ويالحظ األحداث التي تدور حوله‪.‬‬ ‫على غيره‪.‬‬
‫اقترح مهام تتضمن‬ ‫‪-‬‬ ‫يعترف‬ ‫‪-‬‬ ‫العميل الزبون‬
‫أفعال‪.‬‬ ‫بوجود المشكلة ويرغب‬
‫اكتشف واستخدم‬ ‫‪-‬‬ ‫في حلها‪.‬‬
‫األفكار التي يحضرها العميل معه أثناء‬ ‫عنصر‬ ‫‪-‬‬
‫المقابلة‪.‬‬ ‫فاعل في عملية‬
‫االتصال بالعميل‬ ‫‪-‬‬ ‫المساعدة‪.‬‬
‫وإ طالعه على التقدم الذي حصل‪.‬‬
‫حاول أن تجعل العميل‬ ‫‪-‬‬
‫متصالً بعملية المساعدة ومشاركا في كل‬
‫مهامها‪.‬‬

‫تكنيكات العالج‪:‬‬

‫إن التكنيكات‪ 1‬التي‪ 1‬يقدمها المتمركز‪ 1‬حول الحل هي‪ 1‬وسائل‪ 1‬تعتمد‪1‬‬
‫بدرجة كبيرة‪ 1‬على‪ 1‬مهارة األخصائي‪ 1‬االجتماعي‪ 1‬وعلى مدى‪ 1‬استجابة‪ 1‬العميل‬
‫أثناء عملية المساعدة‪ .‬ومع‪ 1‬عرضنا‪ 1‬لهذه التكنيكات‪ 1‬يظل هناك‪ 1‬تساؤالً‪ 1‬حول‬
‫مدى‪ 1‬مالئمة تطبيقها‪ 1‬في‪ 1‬المجتمعات‪ 1‬العربية حيث أنها‪ 1‬نشأت وتطو‪1‬رت‪ 1‬وتم‪1‬‬
‫تطبيقها‪ 1‬فأثبتت‪ 1‬فاعلية في‪ 1‬المجتمعات‪ 1‬الغربية‪ .‬وهذا‪ 1‬ألن المشكالت‪ 1‬اإلنسانية‬
‫وإ ن تشابهت‪ 1‬األسماء يظل‪ 1‬التراث الثقافي‪ 1‬واالجتماعي‪ 1‬عامالً مؤثراً‪ 1‬في‪1‬‬
‫الجانب التطبيقي‪ 1‬فلكل‪ 1‬مجتمع خصوص‪1‬يته‪ 1‬الثقافية واالجتماعية‪1.‬‬

‫ومن هذه التكنيكات ما يلي‪-:‬‬

‫‪ -1‬إعادة التشكيل (‪)Reframing‬‬


‫‪17‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬
‫وهو أسلوب يستخدم‪ 1‬من أجل مساعدة العمالء على تفهم مواقفهم‪1‬‬
‫وصياغة أهداف العميل العالجية‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫الطالب‪ :‬ال أريد أن يوقفني المعلم أمام التالميذ ألنني لم أقم بحل الواجب؟‬
‫(هدف سلبي)‪.‬‬

‫هذا الطالب صاغ هدفه بطريقة سلبية تجعله ال يتقدم في العملية‬


‫العالجية والسبب أنه ربط اإليقاف في الفصل بعملية أنه لم يقم بحل الواجب‪.‬‬
‫وهنا على األخصائي أن يساعد الطالب في تغيير هذا الهدف السلبي إلى هدف‬
‫إيجابي كاآلتي‪-:‬‬

‫األخصائي‪ :‬كيف يمكن للمعلم أن ال يوقفك أمام التالميذ ؟‬

‫الطــالب‪ :‬إذا قمت بحل الواجب فإن المعلم لن يوقفني أمام التالميذ‪.‬‬

‫‪ -2‬السؤال المعجزة (‪)Miracle Question‬‬

‫أن الهدف الرئيسي‪ 1‬من هذا التكنيك هو البحث عن االستثناءات التي‬


‫يمكن أن تقود العميل إلى عملية المساعدة‪ .‬ولقد قدم )‪ de Shazer (1988‬صيغة‬
‫لهذا التكنيك كما يلي‪-:‬‬

‫األخص ـ ــائي‪ :‬تخيل أنك قمت من الن ‪11 1 1‬وم في الص ‪11 1 1‬باح وقد انتهت المش ‪11 1 1‬كلة ال ‪11 1 1‬تي‬
‫تواجهك‪ .‬ما الذي يمكن أن يتغير في حياتك ؟‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪18‬‬
‫واألسر‬
‫من خالل إجابة العميل حول هذا االفتراض يمكن لألخصائي‪1‬‬
‫االجتماعي أن يبحث عن الحلول وفقاً لما يراها العميل ثم يقوم بمناقشة العميل‬
‫حول إمكانية تطبيق تلك الحلول‪.‬‬

‫ولعل من األمور‪ 1‬التي تؤكد ضرورة تعديل األساليب العالجية بما‬


‫يتوافق‪ 1‬مع البيئة اإلسالمية هو تعديل بعض المسميات المرتبطة بتلك األساليب‬
‫والتكنيكات العالجية مثل السؤال المعجزة لعدم توافق‪ 1‬ذلك مع المعطيات‬
‫اإلسالمية واقترح‪ 1‬أن يسمى سؤال الحلم (‪ )Dream Question‬فإن ذلك أدعى‬
‫للقبول لدى األفراد في المجتمعات اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -3‬أسئلة " ماذا بعد ؟ " (‪)What else questions‬‬

‫إن اله‪11 1 1‬دف من ه‪11 1 1‬ذه األس‪11 1 1‬ئلة هو زي‪11 1 1‬ادة وتعزيز فرصة العمالء في أن‬
‫يجدوا الحلول الممكنة للمشكالت التي يواجهونها‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫العمــيل‪ :‬أريد أن أتخلص من كل المشكالت التي أعاني منها‪.‬‬
‫األخصائي‪ :‬م‪11‬اذا بعد أن تتخلص من كل المش‪11‬كالت‪ ،‬ما ال‪11‬ذي يمكن أن يتغ‪11‬ير في‬
‫حياتك؟‬
‫‪ -4‬خريطة العقل (‪)Mind mapping‬‬
‫إن هذا التكنيك العالجي ما هو إال رسم خريطة لألفكار‪ 1‬التي تقود‬
‫وتوجه العمالء وتصبغ سلوكهم‪ 1‬ومشاعرهم‪ .‬ولكي يستخدمه األخصائي‪1‬‬
‫االجتماعي فإن عليه أن يقوم باستدعاء سلوك العميل اإليجابي مهما كان صغيراً‬
‫وتعزيز‪ 1‬ذلك السلوك في حياة العميل ومطالبته بعمل المزيد منه‪ .‬هذا السلوك‬
‫‪19‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬
‫سوف يعمل بمثابة الخارطة التي سوف‪ 1‬تقود العميل وترشده إلى الوصول‪ 1‬إلى‬
‫النجاح في العملية العالجية وفيما‪ 1‬يحقق أهدافها‪.‬‬
‫‪ -5‬توجيه النجاح (‪)Cheer Leading‬‬
‫يعرف )‪ Kottler (1997‬هذا التكنيك بأنه مساندة وتشجيع نجاح العميل‬
‫من خالل إسماع العميل كلمات المدح والثناء‪ .‬فالعمالء يحبون من يثني على ما‬
‫يقدمون أو ما يقومون به من أفعال‪ .‬وذلك إن حدث يمنحهم الثقة بالنفس ويعتبر‪1‬‬
‫بمثابة الوقود الذي يدفعهم للمشاركة الفاعلة في عملية المساعدة‪.‬‬
‫ويمكن لألخصائي‪ 1‬أن يظهر هذا التكنيك من خالل‪-:‬‬
‫‪ -1‬رفع مستوى الصدق أثناء الحوار ليري العميل كيف أن عملية‬
‫المساعدة تتقدم‪.‬‬
‫‪ -2‬التعبير للعميل عن السرور‪ 1‬عندما يقوم العميل بمحاولة جادة للوصول‪1‬‬
‫إلى حل للمشكلة‪.‬‬
‫‪ -3‬إظهار اإلعجاب بما يقدمه العميل من تفكير بناء ورشيد وناضج في‬
‫المشكلة التي يواجهها‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬

‫األخصائي‪ :‬حقيقة فعلت ذلك !!‬ ‫‪)1‬‬

‫األخصائي‪ :‬أنا بالفعل معجب بما قمت به !!‬ ‫‪)2‬‬

‫األخصائي‪ :‬ما قمت به يستحق التقدير واالحترام !!‬ ‫‪)3‬‬

‫‪ -6‬المقياس (‪)Scaling‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪20‬‬
‫واألسر‬
‫هذا التكنيك يهدف إلى مراقبة التحسن الذي يطرأ على الحالة من مقابلة‬
‫إلى أخرى أثناء العملية العالجية‪ ،‬ويتم ذلك من خالل الطلب من العميل أن‬
‫يحدد على مقياس يبدأ من صفر إلى ‪ 10‬بحيث أن الصفر يعني أنه ال يوجد تقدم‬
‫أو تحسن في حل المشكلة بينما يعني رقم ‪ 10‬أن المشكلة تماماً انتهت وتم‬
‫التوصل إلى حل لها‪ .‬وعندما يختار العميل رقماً‪ 1‬بين طرفي‪ 1‬المقياس يقوم‬
‫األخصائي االجتماعي بسؤاله عن سبب اختيار الرقم‪ 1‬وعن مقدار التحسن الذي‬
‫طرأ على الحالة‪.‬‬

‫فمثالً عندما يختار العميل في المقابلة األولى صفر وفي المقابلة الثانية‬
‫يختار الرقم ‪ 4‬يتم مساءلة العميل عما حدث من تقدم وما هي األفعال والمهام‬
‫التي قام بها في مواجهة المشكلة التي يعاني منها‪ .‬ثم عندما يذكر العميل بعضاً‬
‫من تلك األفعال التي ساهمت في عملية التغيير يطالبه األخصائي‪ 1‬باالستمرار‪1‬‬
‫في فعل ذلك حتى تستمر‪ 1‬حالة التغيير وصوالً إلى األهداف العالجية‪.‬‬

‫تقييم العالج المتمركز‪ 1‬حول الحل‪-:‬‬

‫على الرغم من النجاحات المتوالية التي تزخر بها أدبيات العالج‬


‫النفسي حول كفاءة وفاعلية العالج المتمركز حول الحل في التعامل مع‬
‫المشكالت اإلنسانية في مجاالت التربية والصحة العقلية واالنحراف‪ 1‬السلوكي‬
‫وسوء التوافق األسري‪ ،‬إال أن تعميم تلك النجاحات في المجتمعات اإلنساني‬
‫ومع مختلف الثقافات ال يزال أمرا يحتاج إلى الكثير من البحوث اإلمبيريقية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬
‫وما من شك أن العالج المتمركز حول الحل عالج فعال وموجه نحو‬
‫الحلول دون االستغراق في مالحظة األعراض واالستغراق‪ 1‬في البحث عن‬
‫العوامل وايجاد التفسيرات المنطقية ألنماط السلوك‪ .‬بيد أن المشكالت اإلنسانية‬
‫ليست دائما متماثلة أو متطابقة‪ ،‬كما وأن العمالء يتمايزون في قدراتهم الذاتية‬
‫ويختلفون في بيئاتهم‪.‬‬

‫ومن هنا يتوجه النقد إلى العالج المتمركز حول الحل في كونه أسلوبا‬
‫عالجيا تفاؤليا إلى حد المبالغة‪ .‬فهو ينظر إلى العميل على أنه يملك من القدرات‬
‫واإلمكانيات ما يؤهله للتغلب على الصعوبات التي تواجهه‪ .‬وفي‪ 1‬هذا نوع من‬
‫التفاؤل المفرط فالعمالء ليسوا في مستوى‪ 1‬واحد من القدرات الصحية والنفسية‬
‫واالجتماعية وبالتالي‪ 1‬فمن المنطقي أن يختلفوا في مستوى استجاباتهم وردود‬
‫أفعالهم‪.‬‬

‫ومن النقد الذي يوجه أيضا لهذا األسلوب العالجي أنه يعتمد كثيرا على‬
‫البحث عن االستثناءات (األوقات‪ 1‬التي ال تظهر فيها المشكلة) ودفع العميل نحو‬
‫مالحظتها وإ دامة فتراتها‪ .‬وفي‪ 1‬هذا هروب من مواجهة المشكلة ومحاولة‬
‫للتوافق معها ومع تأثيراتها‪ 1‬كما وأن ذلك يجعل العميل يقف موقفا سلبيا منها‪.‬‬

‫وما يهمنا في هذا المقام هو مدى مالئمة هذا النوع من العالج في‬
‫مجتمعاتنا العربية واإلسالمية التي تتميز بخصوصيتها‪ 1‬الثقافية والدينية‪ .‬وهذا‬
‫األمر من الصعوبة الخوض فيه‪ ،‬حيث أنه يحتاج إلى المزيد من األبحاث‬
‫التطبيقية والممارسة المهنية‪.‬‬
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ 22
‫واألسر‬

‫مراجع الفصل العاشر‬

Aguilera, D, & Messick, J. (1986). Crisis Intervention:


Theory and Methodology. The Mosbycom, St. Luis.

Berg, I. & Miller, S. (1992). Working with the Problem


Drinker. Norton, New York.

De Shazer, S. (1985). Keys to Solution in Brief Therapy.


Norton, New York

De Shazer, S. (1987). Minimal Elegance. The Family


Therapy Networker, 59.

De Shazer, S. (1988). Clues: Investigating Solutions in Brief


Therapy. Norton, New York.
23
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬
‫واألسر‬
Fisch, R. et al,. (1982). The Tactics of Change: Doing
Therapy Briefly. Jossey-Bass, San Francisco.

Garfield, S. (1994). Research in Client Variables in


Psychotherapy. Handbook of Psychotherapy and Behavior
Change. Wiley, New York.

Goldenberg, I, & Goldenberg, H. (1994). Counseling


Today's Families. Brooks/Cole, CA.

Kottler, J. (1997). Brief Counseling That Works. Corwin


Press, Inc., CA.

Lieberman, F. (1979). Social Work with Children. Human


Sciences Press, Inc., New York.

Metcalf, L. (1995). Counseling Toward Solutions. The


Center for Applied Research in Education, New York.

Murphy, J. (1997). Solution-focused Counseling in Middle


and High Schools. American Counseling association, VA.

O'Hanlon, W. & Weiner-Davis, M. (1989). In Search of


Solution: A New Direction in Psychotherapy. Norton, New
York.
‫المداخل العالجية المعاصرة للعمل مع األفراد‬ ‫‪24‬‬
‫واألسر‬

You might also like