You are on page 1of 25

‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ‪:‬‬

‫تُعتبر المدرسة المعرفية السلوكية من المدارس الحديثة في مجال علم النفس بصفة عامة‪ ،‬وفي مجال العﻼج‬
‫النفسي بصفة خاصة حيث بدأ اﻻهتمام باﻻتجاه المعرفي السلوكي مع بداية النصف اﻷخير من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬ولم يكن ذلك اﻻهتمام وليد المصادفة ولكنه كان بمثابة تصديق لفكرة أن الناس ﻻ يضطربون‬
‫بسبب اﻷحداث ولكن بسبب ما يرتبط بهذه اﻷحداث من أفكار‪.‬‬

‫ولقد تنبه علماء المسلمين للدور الذي يلعبه التفكير في توجيه سلوك اﻹنسان وفي سعادته وفي شقائه‪ ،‬وقد‬
‫اتصفت آراؤهم في هذا الموضوع بالفهم المتمكن لطبيعة النفس البشرية‪ ،‬والعوامل التي تتأثر بها وتؤثر‬
‫فيها‪ ،‬وقد سبقوا بذلك العلماء المحدثين في إبراز أهمية العوامل المعرفية في توجيه استجابات الفرد‬
‫للظروف المحيطة به‪ .‬فقد أوضح "ابن القيم "قدرة اﻷفكار‪ ،‬إذا لم يتم تغييرها‪ ،‬على التحول إلى دوافع ثم إلى‬
‫سلوك حتى تصبح عادة يحتاج التخلص منها إلى جهد كبير‪ ،‬وقد أشار "الغزالي" إلى أن بلوغ اﻷخﻼق‬
‫الجميلة يتطلب أوﻻً تغيير أفكار الفرد عن نفسه‪ ،‬ثم القيام بالممارسة العملية لﻸخﻼق المراد اكتسابها حتى‬
‫تصبح عادة‪ ،‬ولم يخ ُل التراث اﻹسﻼمي أيضا ً من اﻹشارات الواضحة ﻷثر التفكير‪ ،‬ليس فقط في توجيه‬
‫السلوك ولكن في الحالة الصحية للناس‪،‬‬

‫مع بداية النصف اﻷخير من القرن العشرين بدأ اﻻهتمام الفعلي بالجوانب المعرفية ودورها في‬
‫اﻻضطرابات وفي العﻼج النفسي‪ ،‬فقد نشأ أسلوب العﻼج المعرفي ضمن حدود العﻼج السلوكي‪ ،‬وكان‬
‫نشوء هذا اﻷسلوب نتيجة التذمر وعدم الرضا الذي ساد بين بعض العاملين من خارج أصحاب المدرسة‬
‫السلوكية‪ ،‬وقد بُني هذا التذمر والنقد للمدرسة السلوكية وتقنياتها على أساس أنها مدرسة ميكانيكية مادية‪،‬‬
‫وبأنها ﻻ تأخذ الحياة النفسية والعقلية للفرد بعين اﻻعتبار‪،‬ﻻ في فرضياتها وﻻ في تطبيقاتها العملية‬
‫العﻼجية‪ ،‬فجاء التطور الجديد بتوجه اﻻهتمام إلى ما يحمله اﻹنسان في ذهنه من أفكار‪ ،‬وما يتوجه به من‬
‫مواقف نحو المحيط واﻷشياء ‪ ،‬وما يستجيب به من مسالك وعواطف‪ ،‬وضرورة أخذ هذا كله بين اﻻعتبار‬
‫في العملية العﻼجية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فالعﻼج المعرفي السلوكي عبارة عن؛ مظلة تنطوي على العديد من أنواع العﻼج التي تتشابه في جوهرها‬
‫وتختلف في مدى تأكيدها على أنواع معينة من الفنيات‪ .‬وعلى الرغم من أنه من الممكن رصد أكثر من‬
‫عشرين نوعا ً من هذه اﻷنواع إﻻ أن أشهرها ما يأتي‪:‬‬
‫‪1-‬التصورات الشخصية لكيلي‪Kelly.‬‬
‫‪2-‬العﻼج العقﻼني اﻻنفعالي ﻹليس‪Ellis.‬‬
‫‪3-‬العﻼج المعرفي لبيك‪Beck.‬‬
‫‪4-‬أسلوب حل المشكﻼت عند جولد فريد وجولد فريد‪Goldfred & Goldfred.‬‬
‫‪5-‬تعديل السلوك المعرفي عند ميكنباوم ‪Meichenbaum‬‬

‫‪ -1‬نشأه العﻼج المعرفي السلوكى ‪:‬‬

‫يعتبر دونالد هربربت هو مؤسس العﻼج المعرفي السلوكى ‪.‬الذي يعرفه فريمان بأنه أحد أنواع العﻼج‬
‫السلوكى الذي يهدف لتصحيح المفاهيم الخاصه بالسلوك الﻼتوائمى فهناك اتجاهين أساسيين في علم النفس‬
‫هما اﻻتجاه المعرفي واﻻتجاه السلوكى ومن خﻼلهما بدأت اﻷفكار المعرفيه والسلوكيه اﻷول يهتم بالجوانب‬
‫المعرفية واﻷخر يركز علي الجوانب السلوكي‪.‬‬

‫يعتمد اطاره النظري على اﻹسهامات التي قدمها كل من ألبرت أليس في العﻼج العقﻼنى اﻻنفعالي وطريقه‬
‫ميكنيبوم في ارشاد الذات في التعديل السلوكى‪.‬‬

‫سلوكي المعرفي ‪:‬‬


‫‪ -2‬تعريف العﻼج ال ﱡ‬

‫هو أحد طرق العﻼج النفسي الذي يستعمل في الكثير من اﻷمراض النفسية مثل الكآبة والقلق وتعكر المزاج‬
‫الثنائي القطب وحاﻻت نفسية اخرى ويستند على مساعدة المريض في إدراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية؛‬
‫بهدف تغيرها إلى أفكار أو قناعات إيجابية أكثر واقعية‪ ،‬ويستعمل هذا النوع من العﻼج بصورة متزامنة مع‬
‫اﻷدوية المستعملة لعﻼج الكآبة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أحد أهم أعراض مرض الكآبة هو التفكير السلبي ونقد الذات وعدم اﻹيمان بالقدرات الشخصية وعدم‬
‫اﻹيمان باحتمالية التحسن والشعور بأن وجود الشخص أو عدمه لن يغير من اﻷمور شيئا وهنا تكمن الفكرة‬
‫اﻷساسية في هذا النوع من العﻼج؛ حيث يتم بصورة تدريجية على هيئة جلسات تكون فردية أحيانا‬
‫وجماعية في أحيان أخرى‪ ،‬تقوم على إقناع المريض أن ما يشعر به من إحباط وسوداوية ما هو إﻻ أعراض‬
‫لمرض ﻻ يختلف عن أي مرض آخر‪ ،‬فعندما يصاب الشخص بأي التهاب على سبيل المثال فإن هناك‬
‫جراثيم معينة تسبب هذا اﻻلتهاب والذي ينتج عنه أعراض مختلفة مثل الحمى فعلى نفس المنوال توجد‬
‫لﻸمراض النفسية أسبابًا معينة‪ ،‬ومن أهمها التخلخل في نسبة الناقﻼت العصبية مثل السيروتونين في الدماغ‬
‫وهذا التخلخل يؤدي إلى ظهور أعراض مثل‪) :‬الخمول‪ ،‬وعدم الثقة بالنفس(‪ ،‬فهذه اﻷعراض إذن هي‬
‫أعراض مؤقتة لمرض معين له أسباب وعﻼج‪ ،‬وليست طباع متأصلة في شخصية اﻹنسان‪.‬‬

‫‪ -3‬الطرق و اﻻساليب الفنيﺔ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬طريﻘﺔ التﻘويم السلوكي المعرفي‬

‫من المعتاد في العمل مع حاﻻت اﻻضطرابات النفسية و العقلية أن يستخدم أحد أسلوبين لتقدير المشكﻼت‬
‫ذلك باستخدام اﻻختبارات النفسية وفي اﻷسلوب اﻷول تجرى المقارنة بين مجموعة مرضية و مجموعة‬
‫أخرى ليس لديها اضطرابات أما في اﻷسلوب الثاني فان نتائج اﻻختبارات ترجع الى مجموعة معيارية و‬
‫تبحث عن اضطرابات معينة‪ .‬و لوجود عيوب في كﻼ اﻻسلوبين فان اﻻرشاد او العﻼج السلوكي المعرفي‬
‫يتبنى أسلوبا يعرف بالطريقة الوظيفية المعرفية و التي نتحدث عنها باختصار فيمايلي‬

‫أ‪ -‬الطريﻘﺔ الوظيفيﺔ المعرفيﺔ للتﻘﺪير السلوكي المعرفي‪:‬‬

‫يشمل التحليل الوظيفي للسلوك على تمحيص تفصيلى للمقدمات و النتائج البيئية )المثيرات و المعززات (‬
‫في عﻼقتها باﻻستجابات و يتطلب ذلك تحديدا دقيقا لفئة السلوك و معرفة لتكرار اﻻستجابات في الموافق‬
‫المختلفة و ترجيع او ضبط لﻸحداث البيئية ﻹظهار العﻼقات السببية و يركز التحليل المعرفي الوظيفي‬
‫على الدور الذي تقوم به الجوانب المعرفية بالنسبة لمخزون السلوك و يحتاج المرشد ان ينخرط في الواجب‬
‫او المهمة حتى يستكشف العوامل التي تؤذي الى ضعف اﻷداء لدى المسترشد و يشمل تحليل المهام على‬
‫تجزئة الواجب الى مكوناته او الى استراتيجيات معرفية مطلوبة للقيام به بدءا بتفهم طبيعة المهمة او‬
‫التعليمات‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ب‪-‬التطبيق اﻻكلينيكي لطريﻘﺔ التﻘﺪير السلوكي المعرفي‪:‬‬

‫‪ -1‬ماهي الجوانب التي يخفق المسترشد في ان يقولها لنفسه و التي اذا وجدت فانها تساعد على اﻷداء‬
‫المﻼئم و الى السلوك التكيفي‪.‬‬
‫‪-2‬ماهو محتوى المعارف الذي يشوش على السلوك التكيفي‪.‬‬
‫وهناك عدة وسائل لﻺجابة على هذين السؤالين منها‬
‫‪-1‬المقابلة اﻻكلينيكية‬
‫‪-2‬اﻻختبارات السلوكية‬
‫تبدأ المقابلة اﻻكلنيكية اﻷولى باستكشاف للدرجة و اﻻستمرارية الخاصة بمشكلة المسترشد على النحو الذي‬
‫يعرضها به المسترشد نفسه و كذلك التعرف على توقعات المسترشد من العﻼج و يمكن اﻻستفادة في هذه‬
‫الجوانب من بعض النماذج المتاحة مثل نموذج بيترسون الذي يشمل على التحليل الموقفى للسلوك كذلك فان‬
‫المرشد او المعالج يطلب من المسترشد ان يتخيل المواقف التي تشتمل على مشكلة او مشكﻼت شخصية و‬
‫ان يقضى بأفكاره و تخيﻼته و سلوكياته قبل و اثناء وبعد هذه اﻷحداث )المشكﻼت( ثم ان المرشد يستكشف‬
‫وجود أفكار و مشاعر مشابهة لما أظهره المسترشد في مواقف او مراحل مبكرة من حياة المسترشد و قد‬
‫يطلب اليه ان ينظر فيها خﻼل اﻷسبوع القادم ‪.‬‬
‫فالتقدير المعرفي الوظيفي يجعل المسترشد يدرك ان جانبا من مشكلته ينتج عن التعبيرات اذا أراد ان يفعل‬
‫ذلك وربما يكون المسترشد غير واع بما يقوله لنفسه و يرجع ذلك الى ان التوقعات و التخيﻼت تصبح‬
‫تلقائية بحكم العادة و قد تبدو للفرد انها جوانب ﻻ ارادية شأنها في ذلك شأن اﻷشياء التي تكرر تعلمها بشكل‬
‫زائد‪.‬‬
‫اما في اﻻختيارات النفسية يشترك المسترشد في سلوكيات تشتمل على مشكلة سواء في المختبر او في‬
‫موقف حياة و يتبع ذلك استكشاف اﻷفكار و المشاعر خﻼل هذه الخبرة ومن امثلة اﻻختبارات المستخدمة‬
‫اختبارات تفهم الموضوع‪T.A.T‬‬
‫و لكنها مرتبطة ومشاعر المسترشد كذلك تستخدم مجموعة من اﻻختبارات النفسية‬
‫التي تقيس العمليات المعرفية مثل اختبارات اﻻبتكارية و حل المشكﻼت كما تجري مثل هذه اﻻختبارات في‬
‫صورة جمعية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ثانيا ‪:‬ادخال العواﻣل المعرفيﺔ في أساليب العﻼج السلوكي‬
‫وتشمل هذه العوامل على ثﻼثة وهي‬
‫‪-1‬أشرط التخلص من القلق‪.‬‬
‫‪-2‬التخلص المنتظم من الحساسية‬
‫‪ -3‬النمذجة )استخدام النماذج(‬
‫فيما يتعلق باﻷسلوب السلوكي للتحرر من القلق فان استبعاد مثير منفر يرتبط مع ادخال كلمة مثل "هدوء او‬
‫اهدأ" ومن هنا فانه يمكن أن نخفض القلق اذا جعلنا المسترشد يقول لنفسه او ينصح نفسه بأن يكون "هادئا"‬
‫وقد أجرى ميكينبوم تجربة ﻹزالة الخوف المرضى " فوبيا" من الثعابين‪ .‬حيث استخدام صدمات كهربية‬
‫وقد درب أفراد البحث على النطق باسم الشئ الذي يخافون منه )الثعبان( يعقبها تفكير مرتبط بالخوف مثﻼ‬
‫ان مشكلة قبيح ﻻ أستطيع أن أنظر اليه وعند النطق بهذه الكلمات‬
‫فان الصدمة تظهر ثم ينطق أفراد البحث بعبارات المواجهة او التعامل مثل " أهدأ أو أسترخي يمكن أن‬
‫ألمسه" يعقبها استبعاد الصدمة‪.‬‬
‫اما أسلوب التخلص المنظم من الحساسية فيرى وولبه أن هذه الطريقة تزيل الخوف ﻻن الخوف ﻻ يتوافق‬
‫مع اﻻسترخاء و هذا التفسير القائم على اﻻشراط المضاد قد ثارت حوله بعض التساؤﻻت و قد تبين من‬
‫متابعة الجلسات العﻼجية التي قام بهاو ولبه مع حاﻻته ان هناك جوانب معرفية تدخل في العﻼج‪.‬‬
‫ويمكن تعديل هذا اﻷسلوب التدريجي للتخلص من الحساسية باستخدام الجوانب المعرفية بشكل صريح مثل‬
‫الجانب الخاص بأسلوب اﻻسترخاء في هذه العلمية يمكن اختصاره و تسهيله بأن يجعل المسترشد يتبنى‬
‫مجموعة عقلية لﻼسترخاء عن طريق التعليمات الذاتية كما يمكن تبسيط الجزء التخيلي بأن نجعل المسترشد‬
‫يرى نفسه وهو يتعامل مع القلق عن طريق تخيل المنظر و التنفس ببطء و عمق و اﻻسترخاء بالتعليمات‬
‫الذاتية و في هذه الحالة فان الخبرة المولدة للقلق تصبح مؤشرا للمواجهة و لﻸداء رغم وجود القلق و بذلك‬
‫ينظر المسترشد للقلق على انه ميسر بدﻻ من كونه معطﻼ انه إشارة الى سلوك المواجهة و التعامل كما‬
‫تشير لذلك تجارب ميكينبوم وزمﻼئه‪.‬‬
‫اما أسلوب النمذجة فقد أكد باندورا على انه في هذا اﻷسلوب يحول المشاهدة )المتعلم( المعلومات التي‬
‫يحصل عليها من النموذج الى تخيﻼت معرفية ادراكية ضمنية و الى استجابات لفظية متكررة تستخدم فيما‬
‫بعد كمؤشرات للسلوك الظاهر ومثل هذه اﻻستجابات هي بشكل أساسي تعليمات ذاتية و يمكن للنمذجة‬
‫الصريحة لهذه اﻻستجابات ان تيسر تغير السلوك و يمكن للنماذج ان يفكروا بصوت عال اثناء أدائهم‬
‫للسلوك المنمذج و يشمل ذلك اظهار سلوك التمكن و كذلك سلوكيات التعامل مثل مواجهة الشكوك الذاتية‬
‫عقب النجاح و قد أظهرت بحوث ميكينبوم و اخرون ان الطريقة اكثر فاعلية عن أسلوب النمذجة العادية‬

‫‪5‬‬
‫ثالﺜا ‪:‬طريﻘﺔ التﺪريب على التحصين ضﺪ الضغوط‬
‫هذه الطريقة تشبه عملية التحصين البيولوجي ضد اﻻمراض العامة وهي تقوم على أساس مقاومة اﻻنضغاط‬
‫)القلق( عن طريق برنامج يعلم المسترشد كيف يواجه او يتعامل مع مواقف متدرجة لﻼنضغاط وهذا‬
‫اﻷسلوب متعدد اﻷوجه نظرا لما يحتاجه من مرونة في مواجهة المواقف المتنوعة للضغوط و كذلك لوجود‬
‫فروق فردية و ثقافية و أيضا لتنوع أساليب الواجهة‬
‫وتتضمن طريقة التدريب على التحصين ضد الضغوط على ثﻼث مراحل هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻣرحلﺔ التعليم‬
‫‪-2‬ﻣرحلﺔ التكرار‬
‫‪-3‬ﻣرحلﺔ التﺪريب التطبيﻘي‬
‫في المرحلة التعلم يزود المسترشد بإطار تصورى لفهم طبيعة ردود الفعل الصادرة عنه تجاه الضغوط‬
‫ويكون ذلك بأسلوب بسيط ويكون الهدف من تحديد هذا اﻻطار هو مساعدة المسترشد على ان ينظر للمشكلة‬
‫بشكل عقلي او منطقي‪.‬‬
‫وان يتعاون مع اﻻرشاد المناسب‪ .‬وعلى سبيل المثال فانه عند دراسة حالة احد المسترشدين يعاني من‬
‫مخاوف )فوبيا( متعددة وبعد مقابلة تقويمية اعد اطار خارجي بالقلق لدى هذا المسترشد على انه يشتمل‬
‫على عنصرين أساسيين‬
‫‪-1‬استثارة فيزيولوجية عالية مثل ضربات القلب سرعة التنفس و عرق اليدين و غيرها من اﻻعراض التي‬
‫يخبرنا بها المسترشد‪.‬‬
‫‪-2‬مجموعة اﻷفكار الهروبية المولدة للقلق كما يدل عليها استياء المسترشد و اﻹحساس بانعدامه الحيلة و‬
‫أفكار اﻷلم و الرغبة في الهروب‪.‬‬
‫وعندما يعرف المسترشد تلك العبارات التي يقولها لنفسه اثناء استشارة الفلف قد أدت الى سلوك التجنب‬
‫اﻻنفعالي‪-‬وان العﻼج او اﻻرشاد سيتجه الى‬
‫‪-1‬مساعدة المسترشد على ضبط اﻻستشارة الفيزيولوجية‬
‫‪-2‬تغيير العبارات الذاتية التي تمت تحت ظروف اﻻنضغاط‪.‬‬
‫اما مرحلة التكرار فقد قام المرشد بتزوير المسترشد بأساليب المواجهة و التي تشتمل على إجراءات مباشرة‬
‫ووسائل مواجهة معرفية يستخدمها في كل مرحلة من المراحل اﻷربع‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وتشمل اﻹجراءات المباشرة على الحصول على معلومات حول اﻷشياء المخيفة المعرفية فتشتمل على‬
‫مساعدة المسترشد ان تصبح واعيا بالعبارات السلبية القاهرة للذات و استخدامها كإشارات على تكوين‬
‫عبارات ذاتية غير مناسبة للمواجهة وفيها امثلة لكل مرحلة من المراحل اﻷربع السابقة‪.‬‬
‫‪-1‬تستطيع ان تعد خطة للتعامل مع الضغط )الخوف(‬
‫‪-2‬استرخى خذ نفسا عميقا‬
‫‪-3‬عندما يأتي الخوف توقف‬
‫‪-4‬لقد نجحنا‬
‫وفي مرحلة التدريب التطبيقي يصبح المسترشد ماهرا في أساليب المواجهة كان المعالج يعرض له في‬
‫المختبر سلسلة من المهددة لﻼنا و المهددة باﻷلم بما في ذلك وجود صدمات كهربية غير متوقعة كما قام‬
‫المرشد بنمذجه استخدام مهارات المواجهة‪ .‬كذلك فقد كان التدريب في صور متعددة حيث اشتمل على‬
‫مجموعة من اﻷساليب العﻼجية و التي تشتمل على التدريب على الكﻼم و المنافسة و النمذجة و تعليمات‬
‫للذات و عملية تكرار السلوك و كذلك التعزيز‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أساليب إعادة البنيﺔ المعرفيﺔ‬
‫هناك مجموعة من الطرق او اﻷساليب العﻼجية توضع تحت مسميات العﻼج بإعادة البنية المعرفية او‬
‫العﻼج بالدﻻﻻت اللفظية ‪ .‬و تهتم هذه الطريقة بتعديل تفكير المسترشد و استدﻻﻻته و افتراضاته‪.‬و‬
‫اﻻتجاهات التي تقف وراء الجوانب المعرفية لديه‪.‬‬
‫وينظر في هذه الحاﻻت الى المرض العقلي على انه اختﻼل في التفكير يتضمن عمليات تفكير محرفة تؤذي‬
‫الى رؤية محرفة للعالم و الى انفعاﻻت غير سارة و صعوبات و مشكﻼت سلوكية‪.‬و تمثل هذه الطرق او‬
‫اﻷساليب ما يعرف باسم العﻼج الموجه باﻻستبصار و في الواقع فان هذه المجموعة الواسعة من الطرق ﻻ‬
‫تمثل طريقة او نظرية واحدة للعﻼج و انما عﻼجات مختلفة ورغم كونها تهتم بالجوانب المعرفية لدى‬
‫المسترشد فان المعالجين يتصورون هذه الجوانب المعرفية للمسترشدين بطرق تختلف من معالج ﻷخر مما‬
‫يؤذي الى أساليب عﻼجية متنوعة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -3‬خصائص العﻼج المعرفي السلوكي‪:‬‬

‫‪ -‬اﻻرتكاز على نموذج معرفي لﻼستجابات اﻻنفعالية‪:‬‬


‫فكرة العﻼج المعرفي السلوكي هي" أن أفكارنا هي السبب وراء مشاعرنا وسلوكياتنا وليس اﻷشياء‬
‫السطحية أو الخارجية كالناس أو المواقف أو اﻷحداث"‪ ،‬ونفع هذه الفكرة هو أننا نستطيع أن نغير طريقة‬
‫تفكيرنا لنشعر ونتصرف بشكل أفضل حتى وان لم تتغير المواقف‪.‬‬

‫‪ -‬العﻼج المعرفي السلوكي هو عﻼج مختصر ومحدد بوقت‪:‬‬


‫يعتبر العﻼج المعرفي السلوكي واحد من أهم طرق العﻼج الفعالة التي تأتي بنتائج سريعة‪،‬متوسط جلسات‬
‫العﻼج المعرفي السلوكي هو ‪ 16‬جلسة في جميع أشكال العﻼج أو حتى في جميع اﻻضطرابات التي يقوم‬
‫بعﻼجها وهو يخلف هنا عن العﻼج بالتحليل النفسي الذي يستلزم سنوات وما يجعل العﻼج المعرفي‬
‫السلوكي موجزا ومختصرا هو طبيعته التثقيفية التي تجعل عمﻼئه وكأنهم في عمل مستمر حتى بعيدا عن‬
‫مراكز العﻼج‪ ،‬ثم أن هناك نقطة معينة ينتهي عندها العﻼج و هذه النهاية يقررها كل من العميل و المعالج‬
‫على حد سواء بمعنى أن العﻼج المعرفي السلوكي ليس مفتوحا أو بﻼ نهاية و نحن في بداية العﻼج نشرح‬
‫للعميل هذه النقطة جيدا ونفهمه أن العﻼج محدد الوقت‪.‬‬

‫‪ -‬قيام عﻼقة عﻼجية ناجحة هو أمر هام في نجاح العﻼج ولكنه ليس كل ما في اﻷمر‪:‬‬
‫بعض أشكال العﻼج اﻷخرى ترى أن العنصر اﻷساسي في نجاحها هو بناء عﻼقة إيجابية بين العميل‬
‫والمعالج ويعترف العﻼج السلوكي المعرفي بأهمية هذه النقطة ولكنها ليست وحدها كافية‪ .‬فالعﻼج‬
‫المعرفي السلوكي يرى أن التغيرات التي تحدث للعميل تحدث ﻷنه قد تعلم كيف يفكر بشكل مختلف فيركز‬
‫المعالج على تعليم مهارة" إعانة واستشارة النفس‪".‬‬

‫‪ -‬العﻼج المعرفي السلوكي هو جهد متعاون بين العميل والمعالج‪:‬‬


‫يسعى العﻼج المعرفي السلوكي لتعليم المريض كيف يبني حياته ويحدد أهدافه ومن ثم يساعده على تحقيق‬
‫هذه اﻷهداف ودور المعالج هو اﻻستماع والتعليم والتشجيع بينما دور العميل هو التركيز فيما يسمع وأن‬
‫يتعلم ويوظف ما تعلمه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬للعﻼج المعرفي السلوكي مﻼمح فلسفية‪:‬‬
‫ﻻ تشدد معظم أفرع العﻼج السلوكي المعرفي على الوصول للرصانة أو اﻻنسجام العقلي التام‪ ،‬فﻼ يخبرنا‬
‫العﻼج السلوكي المعرفي بما يتوجب علينا من أحاسيس وإن كانت الغالبية العظمى تقصد العﻼج المعرفي‬
‫السلوكي بهدف أن تتبدل مشاعرهم التي يشعرون بها والتي هي في الغالب مشاعر مؤلمة وغير سارة‪.‬‬
‫أما اﻷفرع العﻼجية التي تهتم برصانة السلوك واﻻنسجام العقلي التام فهي تشدد على تعلم أهمية المشاعر‪,‬‬
‫ففي أسوأ اﻷحوال فعليك أن تتمالك رباطة جأشك وأن تهدأ إن واجهك موقف غير مرغوب وتشدد هذه‬
‫العﻼجات على حقيقة مفادها أننا نقابل الكثير من المواقف غير المرغوبة والمشاكل وإن تركنا أنفسنا‬
‫نغضب فنحن هنا نكون بصدد مشكلتين المشكلة اﻷولى هي مشكلة الموقف غير المرغوب فيه والمشكلة‬
‫الثانية هي مشكلة غضبنا‪.‬‬
‫معظمنا يريد أن يواجه عدد أقل من المشاكل قدر اﻹمكان لذا فإن تعلمنا كيف نهدئ من أنفسنا بشكل أفضل‬
‫كلما واجهتنا المشكﻼت فنحن ليس فقط نشعر بارتياح ولكنا نضع أنفسنا في حالة تمكننا من توظيف طاقتنا‬
‫وذكائنا ومعارفنا في حل المشكلة‪.‬‬

‫‪ -‬العﻼج المعرفي السلوكي يستخدم المنهج السقراطي‬


‫يسعى العﻼج المعرفي السلوكي ﻷن يفهم العمﻼء بشكل جيد جدا ما يقلقهم وكثيرا ما يكون هو محور‬
‫استفساراتهم وتكثر أسئلتهم حوله مثل" ‪:‬كيف أعرف على وجه الحقيقة إذا كان هؤﻻء الناس يضحكون‬
‫ي أم يضحكون على شخص آخر‪".‬‬
‫عل ّ‬

‫‪ -‬العﻼج المعرفي السلوكي هو عﻼج توجيهي منظم‪:‬‬


‫هناك هدف محدد ومسبق لكل جلسه عﻼجيه ولكل مفهوم يتم تعليمه في كل جلسه وينصب تركيز العﻼج‬
‫المعرفي السلوكي على" أهداف "العميل وما يريده هو ﻻ أن نصنع لهم أهدافا أو نملي عليهم ما يريدون بل‬
‫نحن موجهون نوضح للعميل كيف يشعر ويتصرف بالطرق التي توصله لمبتغاه ‪...‬نحن ﻻ نقول للعميل‬
‫ماذا يفعل بل كيف يفعل‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬العﻼج المعرفي السلوكي يعتمد على نموذج تعليمي‪:‬‬
‫يقوم العﻼج المعرفي السلوكي على افتراض علمي داعم يقول أن" مشاعرنا وتصرفاتنا متعلمة "ويعمل‬
‫العﻼج السلوكي المعرفي على هذا اﻻفتراض فيساعد العميل على أن يتجاهل ردود اﻷفعال غير المرغوبة‬
‫وأن يتعلم بدﻻ منها أفعال أخرى جديدة مرغوب فيها ‪ ،‬وأهمية التعلم في العﻼج السلوكي هو أن نتائجه‬
‫طويلة اﻷمد فإذا عرفنا لماذا وكيف يتحسن أداؤنا فسوف نستمر في عمل ما يجعلنا نؤدي بشكل أفضل ‪،‬‬
‫فالعﻼج المعرفي السلوكي ليس مجرد كﻼم فنحن نستطيع أن نتحدث مع أي شخص‪.‬‬

‫‪ -‬تعتمد نظرية العﻼج المعرفي السلوكي وتقنياته على المنهج اﻻستقرائي‪:‬‬


‫من اﻷساسيات التي يعتمد عليها العﻼج العقﻼني" الواقع الحالي "فنحن عندما نغضب بسبب أشياء ما ففي‬
‫واقع اﻷمر هذه اﻷشياء ليست ما يغضبنا ولكننا نغضب ﻷنها خالفت توقعاتنا‪ ،‬والمنهج اﻻستقرائي يحثنا‬
‫على رؤية أفكارنا بشكل آخر فيدعونا لرؤيتها كـ"افتراضات "قابله للنقاش والتجريب وإذا توصلنا إلى أن‬
‫هذه اﻻفتراضات)اﻷفكار(غير صحيحة ‪-‬ودائما ما نصل لهذا القناعة بعد استسقائنا لمعلومات جديدة–‬
‫فعندها نصبح قادرين على تغييرها ورؤيتها كما هي بالفعل وحينئذ سنكون قد وضعنا قدمنا على‬
‫الدرب الصحيح‪.‬‬

‫‪ -‬الواجب المنزلي )أو البيتي( أساس من أساسيات العﻼج المعرفي السلوكي‬


‫لكي نحقق هدف عﻼجي في العﻼج المعرفي السلوكي فعلينا أن نتمرن ونمارس التقنيات التي تعلمناها‬
‫لساعات في اﻷسبوع تكون مخصصة لهذا الهدف فيحث العﻼج المعرفي السلوكي عمﻼئه بأن يجعلوا من‬
‫هذه اﻷمور واجبا منزليا يقومون به‪.‬‬

‫‪ -4‬دور اﻷخصائي في العﻼج المعرفي السلوكي ‪:‬‬

‫يؤدي أخصائي العﻼج المعرفي السلوكي عددا من اﻷدوار عندما يعالج اﻷطفال و المراهقين ‪ ،‬فهو يعمل‬
‫كمرشد ‪ ،‬ومشخص ‪،‬ومعلم‪،‬فعليه أن يطبق أساليب العﻼج المعرفي السلوكي في العﻼج ‪ ،‬وأن يركز على‬
‫عمليات اﻷفكار التي يعتقد أنها وسيط للقلق المرتبطة بالسلوك ‪ ،‬وأفكار الطفل ‪،‬وإعتقاداته‬
‫واتجاهاته‪،‬والتعبير الذي هو مصدر رئيسي لمشكلة القلق ‪(Drobes&Straun,1993,789).‬‬

‫فدوره كمرشد في مساعدة الطفل على تنمية مهارات التفكير بشكل مستقل‪،‬والتعاون معه في محاولة لحل‬
‫مشكلته ‪،‬بتوليد اﻷفكار ‪،‬وتزويده باﻹقتراحات و إعطاءه فرصة مناسبة ﻻختيار هذه اﻷفكار دون إخباره‬
‫ماذا يفعل ‪،‬وإيجاد الفرص المناسبة لتدريبه ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وكمشخص حيث يجمع المعلومات عن الطفل من مصادر متعددة عن طريق الطفل و الوالدين و المدرسين‬
‫حيث يدمج المعلومات التي حصل عليها في تحديد طبيعة اﻹضطراب وفي تخطيط التدخل المناسب للطفل‪.‬‬

‫وكمعلم حيث يعني بالتدريب على المهارات وينصب اهتمامه على فهم إدراك الطفل‪ .‬فيعلم الطفل التشويه‬
‫المعرفي ومدى تأثيره على سلوكه ‪ ،‬وتعليمه كيف يحل نماذج التفكير المشوهة أو اﻷفكار المحرفة‬
‫‪،‬ويضع مكانها نماذج تكيفية ‪ ،‬فهو يحاول تعليم الطفل التفكير الصحيح )‪(Eisen&Kearney,1995,145‬‬

‫و من خﻼل العرض السابق لمفهوم اﻹرشاد و البرنامج المعرفي السلوكي ﻻضطرابات القلق لدى اﻷطفال‪،‬‬
‫يمكن استخﻼص وجهة نظرعامة لﻼسترشاد بها عند إعداد برامج اﻹرشاد المعرفي السلوكي لﻸطفال‬
‫القلقين على الوجه التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬إن اﻹرشاد المعرفي السلوكي المستخدم بتعامل مع أفكار و مشاعر وسلوك الطفل ‪ ،‬ويجمع ما بين بعض‬
‫الفنيات المعرفية و السلوكية ‪.‬‬
‫‪ -2‬يقدم البرنامج المعرفي السلوكي المفاهيم و الفنيات المعرفية في الجلسات اﻷولى ‪،‬و التي يتم تطبيقها في‬
‫الجلسات المتبقية باستخدام فنيات سلوكية‬
‫‪ -3‬يهتم البرنامج بالعﻼقات و التفاعﻼت ما بين المرشد و اﻷطفال ‪،‬واﻷطفال بعضهم البعض ‪ ،‬والتي يعتمد‬
‫عليها نجاح البرنامج ويخصص الجلسات اﻷولى من البرنامج لذلك ‪.‬‬
‫‪ -4‬يستخدم البرنامج المعرفي السلوكي اﻹرشاد الجماعي و الفردي لﻸطفال ‪،‬والذي يخدم أهداف إقامة‬
‫واستمرار العﻼقة بين المرشد و اﻷطفال ‪،‬وهدف البرنامج نفسه ‪.‬‬
‫‪ -5‬يتعاون في هذا البرنامج المرشد و اﻷطفال ‪،‬حيث يتحملون جزء من المسؤولية من خﻼل قيامهم بأداء‬
‫الواجبات المنزلية و متابعة تطبيق المهارات المطلوبة بعد الجلسة ‪.‬‬
‫‪ -6‬يقوم المرشد في البرنامج المعرفي السلوكي بدور مهم ‪ ،‬فهو مرشد يساعد الطفل على تنمية بعض مهارات‬
‫حل المشكلة بشكل مستقل ‪ ،‬وكشخص يجمع معلومات متنوعة من مصادر متعددة عن الطفل ‪،‬كمعلم يدرب‬
‫الطفل على العديد من المهارات التي يتضمنها البرنامج‬
‫‪ -7‬يتكون البرنامج من ست عشر جلسة يتم تقسيمها إلى جلسات اكتساب مهارات وعددها ثماني‬
‫جلسات‪،‬وجلسات تطبيق المهارات وعددها ثماني جلسات ‪ ،‬تعقد أسبوعيا بواقع )‪(80-60‬دقيقة‪ ،‬ويتخللها‬
‫أربع جلسات منفصلة للوالدين ‪،‬إﻻ أنه يمكن أن نزيد الجلسات عن ذلك خاصة في الجزء الثاني من‬
‫البرنامج حسب الحاجة ‪) .‬أسماء عبد ﷲ العطية‪( 73-71،2011،‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -5‬برنامج اﻹرشاد السلوكي المعرفي ﻻضطرابات القلق لدى اﻷطفال ‪:‬‬

‫يعتمد العﻼج المعرفي السلوكي لﻸطفال كما هو الحال مع الكبار على افتراض مؤداه أن السلوك‬
‫تكيفي يمكن تغييره ‪ ،‬وأن هناك تفاعﻼ بين أفكار الفرد ومشاعره و سلوكه ‪،‬فالتوجه اﻻساسي في هذا‬
‫العﻼج يتجه نحو فهم طبيعة و نمو اﻻنماط السلوكية للفرد و المصاحبة لها في النواحي المعرفية ‪،‬وهي‬
‫مجموعة من المعارف و المعتقدات و اﻻستراتيجيات التي توظف المعلومات بطريقة تكيفية ‪).‬ابراهيم علي‬
‫ابراهيم‪. (308،1997،‬‬

‫وقد قدم كيندال ‪ (1991-1985)kendall‬الفروق بين والقصور المعرفي ‪ Cognitive Efficeincies‬و‬


‫الذي يرجع إلى غياب التفكير ‪،‬فاﻷطفال مع القصور المعرفي ينقصهم تفسير المعلومات في المواقف التي‬
‫يكون بها التفكير مقيدا وﻻبد من تنمية أسلوب حل المشكلة لديهم ‪ ،‬التحريف المعرفي ‪Congnitive‬‬
‫‪ Distortions‬أو التشويه المعرفي وهو دليل على أن اﻷطفال يفسرون المعلومات ولكن في نمط متحيز‬
‫أو مختل‪،‬والذي يظهر في سوء الفهم و إدراك الموقف و البيئة بطريقة خاطئة ‪،‬و الرؤية القاسية و الناقدة‬
‫للذات ‪،‬لذا يرتبط القلق و اﻹكتئاب لدى هؤﻻء اﻷطفال ‪،‬ومن هنا يجب تحديد اﻷفكار الخاطئة و تعديلها‬
‫)أسماء عبد ﷲ العطية‪(61،2011،‬‬

‫وقد نال العﻼج المعرفي السلوكي ﻻضطرابات القلق في مرحلة الطفولة تدعيما تجريبيا‪ ،‬ﻷنه خاطب‬
‫التفكير و المشاعر و السلوك المرتبطة بالقلق ‪،‬ودمج مابين اﻷساليب المعرفية و السلوكية ‪،‬لتحقيق الهدف‬
‫النهائي المتمثل في أن يطور الطفل أطر التعامل مع مواقف القلق بطريقة سهلة الضبط و التحكم ‪،‬فالعﻼج‬
‫هنا يركز على مساعدة الطفل لتنمية مهارات تفكير خاصة ويطبقها عند مواجهة مثيرات الخوف أو القلق‬
‫‪،‬حيث يتم مساعدة الطفل على الوعي بأنماط التفكير السالبة التي تعيق أداءه‪،‬وأخيرا تعلم المهارات‬
‫المعرفية و السلوكية )أسماء عبد ﷲ العطية‪(62،2011،‬‬

‫وهنا يجب أن يكون الطفل المشارك في هذا العﻼج مدركا لمخاوفه وقلقه ‪،‬و التوقعات المختلفة للخوف‬
‫)ماذا يفعل عندما يشعر بالخوف ؟(‪،‬العناصر المعرفية )ماذا يعتقد أويقول لنفسه في هذه الحالة ؟ و‬
‫العناصر النفسية )كيف يتأثر الجسم عندما يشعر بالخوف ؟( ‪ ،‬وأن تكون لديه حصيلة لفظية لتعديل‬
‫تصريحات الذات السالبة ‪،‬ويستطيع أن يطبقها في المواقف التي يخبر فيها الخوف أو القلق‪) .‬مشيلون‬
‫واشر‪.(158،1987،‬فالجزء الهام هنا في هذا اﻷسلوب يتم إنجازه بتدريب الطفل على أفكار‪،‬ثم على طرق‬
‫جديدة في التفكير في حضور المعالج الذي يساعده في ذلك‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وقد استخدم هذا العﻼج بفعالية مع اﻷطفال و المراهقين ‪،‬في عﻼج كل من اضطرابات القلق‪،‬واضطراب‬
‫ضعف اﻻنتباه‪،‬و النشاط الزائد‪،‬اﻷكتئاب ‪،‬اﻻندفاعية ‪،‬صعوبات التعلم ‪،‬ومع اﻷطفال الذين يعانون من‬
‫مرض المزمن‪.‬‬

‫وكذلك في عﻼج قلق اﻻنفصال و القلق العام لدى اﻷطفال و الوالدين ‪،‬ومخاوف الظﻼم لدى اﻷطفال‪.‬‬
‫)أسماء عبد ﷲ العطية‪(2011،‬‬

‫‪ -1-5‬البرنامج اﻹرشادي المعرفي السلوكي ‪:‬‬


‫يخاطب هذا البرنامج أفكار ومشاعر وسلوك الطفل ‪ ،‬ويدمج بعض اﻷساليب و الفنيات المعرفية و المتمثلة‬
‫في أسلوب حل المشكلة و التحكم الذاتي و الواجبات المنزلية ‪ ،‬مع بعض فنيات سلوكية كالتحصين‬
‫التدريجي و اﻹسترخاء و التعزيز ‪،‬و التي يتم التدريب عليها باستخدام فنيات سلوكية أخرى كالنمذجة‬
‫ولعب الدور ‪.‬‬
‫‪ -2-5‬مصادر إعداد البرنامج ‪:‬‬
‫اعتمد في إعداد البرنامج اﻹرشادي المعرفي السلوكي على عدة مصادر ‪:‬‬
‫‪ ‬مراجعة العديد من المصادر العربية اﻷجنبية التي تناولت موضوع عﻼج اضطرابات القلق لدى اﻷطفال و‬
‫منها ‪:‬‬

‫ميشلون واشر ‪، (1987)Michlelson &Acher‬كيندال ‪، (1992) Kendall‬كيندال و اخرين‬


‫)‪ ،(1992‬ايسن وكارني ‪، (1995)Eisen & Kearney‬وايسن واخرين )‪ ،(1995‬مارش‬
‫‪ ، (1995)March‬كيندال وتريدول ‪ ، (1997)Kendall & treadwell‬شوشوم جيريو وآخرون‬
‫‪ ، (1997)Southarm Gergw et al‬وسيلفرمان وكرتش ‪.(1996)Siverman & Kurrines‬‬

‫‪ ‬اﻹطﻼع على بعض البرامج اﻹرشادية العربية و اﻹجنبية في خفض بعض اضطرابات القلق لدى اﻷطفال‬
‫‪ ،‬حيث شملت المصادر العربية ‪:‬برنامج صﻼح الدين عراقي )‪ (1985‬ومدحت الطاف )‪،(1989‬عزة عبد‬
‫الجواد )‪، (1990‬أسماء غريب إبراهيم )‪ ،(1994‬فوزي يوسف )‪، (1994‬صﻼح عبد الغني عبود‬
‫)‪، (1995‬وﷴ محمود ﷴ )‪، (1995‬فيصل الزراد )‪ . (1997‬أما المصادر اﻷجنبية فشملت ‪ :‬البرنامج‬
‫الذي قام بإعداده شرودر و كيندال ‪ (1996)Schroeder & Kendall‬وهو البرنامج المعرفي السلوكي‬
‫لﻸطفال القلقين ‪ ،‬دليل اﻷخصائي للعﻼج الجماعي ‪Conitive-behavioral therapy for anxious‬‬
‫‪ ،children therapist manual for group treatment‬و البرنامج الذي قام بإعداده كيندال و‬
‫آخرين ‪ (1992) Kendall et all‬و هو العﻼج المعرفي السلوكي لﻸطفال القلقين دليل اﻷخصائي‬

‫‪13‬‬
‫‪ ، Conitive-behavioral therapy for anxious children therapist manual‬وكراسات‬
‫المهمات و الواجبات المنزلية الخاص بالعﻼج المعرفي السلوكي لﻸطفال القلقين و الذي أعده كيندال‬
‫‪ ، coping cat workbook & coping cat notebook (1992) kendall‬و البرنامج الذي قام‬
‫بإعداده هوارد و كيندال ‪ (1996)Hward & kendall‬وهو خاص بالعﻼج المعرفي السلوكي اﻷسري‬
‫لﻸطفال القلقين دليل اﻷخصائي ‪Conitive-behavioral family therapy for anxious .‬‬
‫‪) .children :therapist manual.‬أسماء عبد ﷲ العطية‪(77،2011،‬‬

‫‪ -3-5‬أهمية البرنامج ‪:‬‬


‫تتضح أهمية البرنامج اﻹرشادي فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬يساعد البرنامج اﻹرشادي على مواجهة المواقف المثيرة للقلق لدى اﻷطفال دون حدوث أي توتر قدر‬
‫اﻹمكان ‪.‬‬
‫‪ -2‬إسهام البرنامج اﻹرشادي المعرفي السلوكي في تعلم طريقة جديدة للتغلب على بعض المشكﻼت التي‬
‫تواجه اﻷطفال في حياتهم من خﻼل إستخدام بعض اﻷساليب المعرفية و السلوكية ‪.‬‬
‫‪ -3‬يساعد هذا البرنامج أيضا على خفض بعض إضطرابات القلق لدى اﻷطفال مما يساهم في تحقيق قدر من‬
‫التوافق النفسي لديهم‪.‬‬
‫الحاجة إلى البرنامج ‪:‬‬
‫أكدت بعض الدراسات السابقة على أن اﻷطفال في هذه المرحلة يعانون من بعض اضطرابات القلق مما‬
‫يسبب لهم الكثير من اﻹضطرابات النفسجسمية كالصداع وسرعة ضربات القلب وضيق التنفس و غيرها‪،‬‬
‫إلى جانب اﻹضطرابات اﻹجتماعية والتي تتمثل في اﻹنسحاب و التجنب من المواقف اﻹجتماعية ‪ ،‬إضافة‬
‫إلى اﻹضطرابات اﻹنفعالية التي تظهر في الشعور بالتردد و الشك وعدم الثقة بالنفس وغيرها ‪ ،‬كذلك‬
‫اضطرابات في عمليات التفكير و الذاكرة ‪ ،‬كاﻹعتقادات السلبية و التقييم الخاطئ للبيئة وصعوبات تركيز‬
‫اﻹنتباه ‪،‬وفي الوقت ذاته دلت تلك الدراسات أيضا على فاعلية العﻼج المعرفي السلوكي في خفض بعض‬
‫اضطرابات القلق لديهم ‪ ،‬وذلك لما يوفره من فنيات متنوعة كاﻷساليب المعرفية و السلوكية التي تساعد‬
‫اﻷطفال على تنمية أطر للتعامل مع المواقف المثيرة و المسببة ﻻضطرابات القلق لديهم بطريقة سهلة‬
‫الضبط و التحكم ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -4-5‬اﻻسس التي يقوم عليها البرنامج ‪:‬‬

‫يرى سيد ﷴ صبحي أنه عند بناء برامج اﻹرشاد المعرفي السلوكي فﻼبد وأن تقوم على مجموعة من‬
‫اﻷسس أو الركائز العلمية و الفلسفية و التربوية ‪،‬و المتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻷسس العامة ‪ :‬قد روعي حق الطفل في التقبل دون قيد أو شرط وكذا حقه في اﻹرشاد النفسي ‪،‬كذلك‬
‫قابلية السلوك للتعديل و التغيير ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻷسس الفلسفية ‪ :‬استمد هذا البرنامج أصوله الفلسفية من النظرية المعرفية السلوكية بشكل عام ‪،‬إلى جانب‬
‫اعتماده على اﻷسس الفلسفية العامة التي تضمن مراعاة أخﻼقيات اﻹرشاد وسرية البيانات ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻷسس النفسية ‪:‬روعي الخصائص العامة للنمو في هذه المرحلة و الخصائص المميزة لها و الفروق‬
‫الفردية بين اﻷطفال في هذه المرحلة ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻷسس التربوية ‪ :‬روعي أن يكون الهدف واضحا ﻻ يخرج عن الهدف العام الذي تتطلع إليه المدرسة وهو‬
‫تحقيق التوافق الشخصي و اﻹجتماعي لﻸطفال ‪.‬‬
‫‪ -5‬الﻸسس اﻹجتماعية ‪ :‬استخدم أسلوب اﻹرشاد المعرفي السلوكي ‪،‬حيث اظهرت بعض الدراسات أن هذا‬
‫اﻷسلوب ذو فاعلية في العﻼج بطريقة جماعية وفردية ‪،‬وذلك حسب ما تتطلبه طبيعة كل جلسة وظروف‬
‫كل طفل ‪.‬‬
‫‪ -6‬اﻷسس الفسيولوجية و العصبية ‪ :‬استخدم فيه التحصين التدريجي‪،‬وما تتضمنه هذه الفنية من تدريب‬
‫اﻻسترخاء العضلي ‪،‬حيث تم مراعاة تلك اﻻسس التي تساعد الجسم على الوصول إلى حالة اﻹسترخاء‬
‫الكامل ‪.‬‬
‫‪ -7‬اﻷسس اﻹدارية ‪ :‬والتي يتضمن تهيئة المناخ اﻹداري المناسب من المكان و اﻷدوات و الوسائل الﻼزمة‬
‫للتطبيق ‪) .‬أسماء عبد ﷲ العطية‪(2011،‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -5-5‬الخدمات التي يقدمها البرنامج ‪:‬‬

‫يقدم البرنامج عدد من الخدمات منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬الخدمات اﻹرشادية و العﻼجية ‪ :‬تتمثل في خدمات مباشرة كمساعدة اﻷطفال على خفض بعض‬
‫إضطرابات القلق لديهم ‪ ،‬وخدمات غير مباشرة فهي تتضمن مساعدة وتوجيه إرشاد أمهات اﻷطفال في‬
‫كيفية التعامل مع أطفالهن ‪،‬وأيضا إرشادهن ومساعدتهن على الحصول على بعض الخدمات اﻹرشادية و‬
‫النفسية لهن وﻹخوة أطفالهن خاصة في بعض حاﻻت التفكك اﻷسري‪.‬‬
‫‪ -2‬الخدمات الوقائية ‪:‬يقدم البرنامج خدمة وقائية مهمة ‪ ،‬حيث يتم تدريب اﻷطفال على استخدام فنية التحكم‬
‫الذاتي و أسلوب حل المشكلة و اﻻسترخاء في المواقف التي تواجههم في الحاضر وكيفية التغلب على‬
‫قلقهم في المستقبل ‪.‬‬
‫‪ -3‬الخدمات التربوية ‪ :‬وتمثلت في تحسين التحصيل الدراسي و اﻷداء بالمدرسة بشكل عام بطريقة غير‬
‫مباشرة ‪،‬وذلك باستخدام اﻷطفال لما تعلموه في الجلسات أثناء فترة اﻻمتحانات كالتحكم الذاتي و‬
‫اﻻسترخاء لما لهذه الفنيات من فعالية في خفض مستوى القلق لديهم‪.‬‬
‫‪ -4‬الخدمات اﻻجتماعية ‪ :‬وتتمثل في تدعيم العﻼقات بين اﻷطفال خﻼل الجلسات اﻷولى أثناء تدريبهم على‬
‫فنيات البرنامج ‪،‬وذلك من خﻼل التفاعل اﻻجتماعي المثمر بينهم خﻼل كل جلسة وتدعيم العﻼقات بينهم‬
‫‪،‬و اﻻهتمام بالمناسبات الخاصة بهم ‪،‬كأعياد الميﻼد‪،‬والنجاح في المدرسة ‪،‬وتبادل الهدايا و بطاقات‬
‫المعايدة ‪.‬‬
‫‪ -5‬الخدمات الترويحية ‪ :‬وتتمثل في حث اﻷطفال على استغﻼل أوقات فراغهن في ممارسة اﻷنشطة‬
‫الرياضية و الفنية و اﻻجتماعية ‪،‬وﻹرشادهم إلى بعض المراكز الموجودة في الدولة لتنمية هواياتهم‬
‫ومواهبهم في الرسم و الرياضة‪،‬إضافة إلى إقامة الحفﻼت بين كل فترة وأخرى لﻸطفال وأمهاتهم أثناء‬
‫تطبيق البرنامج و أثناء المتابعة‪.‬‬
‫‪ -6‬خدمات متابعة ‪:‬و تتمثل في المتابعة لكل خطوة من خطوات البرنامج للوقوف على التأثيرات التي أحدثها‬
‫البرنامج في اﻷطفال ‪،‬و المتابعة لهم في كافة شؤونهم اﻷسرية و المدرسية و السؤال الدائم عنهم و عن‬
‫أسرهم ‪.‬‬
‫خدمات إنسانية ‪:‬و تتمثل في اﻹهتمام باهتمامات اﻷطفال و مشاركتهم في كافة اﻻنشطة التي‬ ‫‪-7‬‬
‫يحبونها و تقبل اﻷطفال في جميع حاﻻتهم النفسية و حل المشكﻼت التي تواجههم كلما امكن‪) .‬أسماء عبد‬
‫ﷲ العطية‪(2011،‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -6-5‬التخطيط العام للبرنامج ‪:‬‬

‫تشمل عملية التخطيط العام للبرنامج على تحديد اﻷهداف العامة و اﻹجرائية ‪،‬ومحتواه العملي ‪،‬و اﻹجرائي‬
‫و اﻹستراتيجيات و اﻷساليب المتبعة في تنفيذه ‪،‬و تقييم الجلسات اﻹرشادية ‪،‬وتحديد المدى الزمني‬
‫للبرنامج و عدد الجلسات اﻹرشادية ‪،‬ومدة كل جلسة ‪،‬ومكان إجراء البرنامج ومن ثم تقييم البرنامج ككل‪.‬‬

‫‪ -1-6-5‬أهداف البرنامج ‪:‬‬


‫تنقسم أهداف البرنامج إلى قسمين ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷهداف العامة و التي تتحدد في هدفين ‪:‬‬
‫‪ ‬هدف عﻼجي ‪ :‬حيث يهدف إلى خفض بعض اضطرابات القلق لدى اﻷطفال من خﻼل تدريبهم على‬
‫استخدام بعض اﻷساليب المعرفية و السلوكية المتضمنة في البرنامج ‪.‬‬
‫‪ ‬هدف وقائي ‪:‬حيث يكتسب اﻷطفال بعض الفنيات المعرفية و السلوكية التي تساعدهم على مواجهة‬
‫المواقف المثيرة للقلق لديهم في المستقبل‪.‬‬
‫اﻷهداف اﻹجرائية ‪ :‬وتتحقق اﻷهداف اﻹجرائية من خﻼل العمل المثمر داخل الجلسات ومن خﻼل‬ ‫‪-‬‬
‫القيام بأداء اﻻنشطة داخل الجلسة‪،‬و الواجبات المنزلية و التي يكلف بها اﻷطفال و المتعلقة بالمواقف‬
‫المثيرة للقلق لديهم واستخدام اﻻسترخاء ‪ ،‬وتتلخص اﻻهداف اﻹجرائية فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬التعرف على الدور الذي يؤديه القلق في الحياة وما يسببه من مشكﻼت ‪.‬‬
‫‪ .2‬اكتساب المهارات الﻼزمة للتعايش بنجاح مع المواقف المتنوعة المثيرة لبعض اضطرابات القلق لديهم ‪،‬‬
‫باستخدام بعض اﻻستراتيجيات المعرفية و السلوكية التي تم تعلمها في البرنامج ‪.‬‬
‫‪ .3‬التدريب على استخدام بعض اﻷساليب السلوكية و التي تم تعليمها أثناء تطبيق البرنامج وتساعد في التغلب‬
‫على المواقف المسببة ﻻضطرابات القلق ‪ ،‬وهي التحصين التدريجي و اﻻسترخاء ‪.‬‬
‫‪ .4‬التعرف على الدور الذي يؤديه اﻻسترخاء العضلي في خفض التوتر و القلق ومن ثم التدريب على‬
‫استخدمه في مواجهة المواقف المثيرة ﻻضطرابات القلق لديهم‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -2-6-5‬اﻹعداد المبدئي للبرنامج ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مراحل تطبيق البرنامج ‪ :‬يمر البرنامج بأربع مراحل وهي ‪:‬‬
‫المرحلة اﻷولى ‪ :‬التي يتم من خﻼلها التعارف ‪ ،‬و التمهيد وتبادل المعلومات الشخصية بين‬
‫اﻷطفال‪،‬وتقديم اﻹطار العام للبرنامج وأهدافه وذلك في الجلسة اﻷولى و الثانية ‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬وهي المرحلة المعرفية و التي هدفت إلى تقديم خطة التغلب على القلق من خﻼل تقديم‬
‫المفاهيم النظرية و المهارات المعرفية للتحكم في القلق ‪،‬ويتم ذلك خﻼل الجلسات الثالثة إلى الخامسة‬
‫عشرة ‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬وهي المرحلة السلوكية وهدفها تقديم تلك اﻹجراءات وممارستها بعد تقديم المفهوم‬
‫النظري لها ‪،‬وذلك من خﻼل الجلسات السادسة عشر إلى السادسة و العشرين ‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة ‪ :‬وهي المرحلة الختامية وهدفها تلخيص أهداف البرنامج ‪،‬وتقييم وتهنئة اﻷطفال ﻻنهاء‬
‫البرنامج ‪،‬وذلك في الجلسات السابعة و العشرون ‪،‬و الثامنة و العشرون ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻷسلوب اﻹرشادي المستخدم في تنفيذ البرنامج ‪:‬‬
‫استخدم اسلوب اﻹرشاد الفردي و الجماعي في تنفيذ هذا البرنامج‪ ،‬حيث كانت أغلب جلسات البرنامج‬
‫جماعية‪ ،‬بحيث ﻻ يقل عدد اﻷطفال في المجموعة الواحدة عن خمسة على اﻷقل و ﻻ يزيد عن عشرة‪،‬‬
‫وذلك حتى يسهل توجيههم بشكل مناسب و إتاحة الفرصة لهم بالمشاركة و التفاعل ‪،‬و بالتالي يمكن تكوين‬
‫عﻼقات فيما بينهم إضافة إلى تسهيل عملية تقييم مستوى ﻷدائهم‪ .‬أحيانا تكون الجلسات فردية عند استخدام‬
‫التحصين خاص بقلق كل طفل واحيانا جماعية حين تخص القلق الضائع بين اﻻطفال‪.‬‬
‫ج‪ -‬الوسائل المستخدمة في البرنامج ‪:‬‬
‫‪ -‬شريط تسجيل للتدريب على اﻹسترخاء ‪.‬‬
‫‪ -‬أوراق عمل متنوعة تخدم أهداف جلسات البرنامج‪.‬‬
‫‪ -‬شريط تسجيل لملخص البرنامج المقدم لكل طفل‪.‬‬

‫‪ -3-6-5‬المدى الزمني للجلسة ‪:‬‬

‫استغرقت الفترة الزمنية لكل جلسة ما بين )‪ (50-45‬دقيقة بمعدل ثﻼث جلسات أسبوعيا‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -4-6-5‬محتوى الجلسات ‪:‬‬

‫لقد تم انتقاء محتوى الجلسات اﻹرشادية بناء على اﻷهداف التي تم تحديدها في البرنامج ‪ ،‬وكذلك‬
‫اﻹجراءات العملية بما تتضمنه من الفنيات و اﻷسلوب اﻹرشادي و الوسائل المستخدمة ‪،‬و الجدول)‪(1‬‬
‫يوضح محتوى جلسات البرنامج وعددها وزمن كل جلسة و الفنيات المستخدمة في كل جلسة ‪.‬‬

‫وقد روعي مجموعة من المعايير في اختيار محتوى الجلسات وهي ‪:‬‬

‫‪ ‬استخدام اﻷلفاظ والعبارات الواضحة و المفهومة لدى اﻷطفال في هذه المرحلة ‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم المفاهيم و المهارات التي يتضمنها البرنامج في ترتيب منطقي متسلسل من البسيط إلى اﻷكثر‬
‫تعقيدا ‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة خصائص اﻷطفال في هذه المرحلة بما يتناسب مع الخصائص النمائية لهم‪،‬وتنوع فنيات و‬
‫اجراءات البرنامج بما يساعد على اجتذاب اﻻطفال وزيادة دافعيتهم ‪ ،‬في سبيل تحقيق أهداف البرنامج‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم أهداف و أسلوب الجلسات بحيث يشجع اﻷطفال التعبير عن مخاوفهم وقلقهم ومشاعرهم المختلفة‬
‫مع احترام خبرات و آراء أعضاء المجموعة ‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام اﻻلعاب و اﻻنشطة الترفيهية لتعزيز الترابط و التفاعل بين أعضاء المجموعة الواحدة‪.‬‬
‫‪ ‬تصميم أنشطة الجلسات و الواجبات المنزلية على أساس تطبيق ما تم تعلمه في كل جلسة ‪.‬‬

‫واتبع عند تدريب اﻷطفال على مهارات البرنامج اﻹرشادي الخطوات التالية‬

‫‪ ‬تقديم نموذج للمفاهيم و المهارات الجديدة في كل جلسة‪.‬‬


‫‪ ‬دعوة الطفل للمشاركة في اﻻداء ‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع الطفل على اﻷداء بشكل مستقل ‪.‬‬
‫‪ ‬تحديد جلسات فردية في حالة غياب أحد اﻻطفال للتدريب على المهارات التي تضمنتها الجلسة بحيث‬
‫تحضر قبل الجلسة بنصف ساعة على اﻷقل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -5-6-5‬الفنيات المستخدمة في البرنامج ‪:‬‬

‫استخدم في البرنامج اﻹرشادي فنيات معرفية تضمنت ‪ ،‬و أسلوب حل المشكلة ‪، Problem-Solving‬‬
‫و الواجبات المنزلية ‪Assignment‬‬

‫التحكم الذاتي ‪ : self control‬هذا اﻹجراء يهدف إلى تعليم الفرد مواجهة المثيرات المسببة‬ ‫‪‬‬
‫للضغوط و اﻻفكار المرتبطة بها ‪،‬ومحاولة إيقافها ثم اﻹسترخاء وتعزيز الذات‬
‫)‪. (Sutheland,1989,394‬‬
‫ويستخدم في البرنامج المعرفي السلوكي ‪،‬حيث يركز على أفكار الطفل ودورها في استمرار القلق‪ ،‬حيث‬
‫يطلب من الطفل مﻼحظة أفكاره في المواقف المتنوعة المثيرة للقلق ‪،‬ثم تعليمه كيف يغير هذه اﻷفكار‬
‫ويضع مكانها أفكارا غير قلقة ‪،‬وقد أقترح كيندال وزمﻼؤه )‪ (1990‬في هذا الصدد نموذجا يشجع الطفل‬
‫على سؤال نفسه عدة أسئلة بصوت عال ‪،‬مثﻼ هل يمكن أن يحدث هذا ؟ هل حدث بالفعل؟ ما الدليل على‬
‫ذلك ‪ ،‬ويشجع الطفل على ذلك ‪ ،‬حيث تبدأ أوﻻ بتدريبه على اﻻسترخاء الذي يساعده في التحكم في‬
‫اﻷعراض النفسجسمية و النفسية بنفسه ‪،‬ثم تقييم ومكافأة نفسه بنفسه‬
‫)‪ (Silverman,Kurtinrs ,1996,69-70‬هذا اﻹجراء يؤكد على تعليم الطفل أوﻻ كيف يعرف ويﻼحظ‬
‫تصريحات الذات المرتبطة بالقلق و المشاعر و اﻻفكار ‪ ،‬ومتى استطاع التعرف على اﻹفصاح الذاتي غير‬
‫المتوافق‪،‬فإنه سيعمل مع اﻷخصائي ﻹيجاد تصريحات ذات تساعد على خفض القلق‪).‬أسماء عبد ﷲ‬
‫العطية‪(91،2011،‬‬
‫ويتضمن هذا اﻹجراء مﻼحظة ‪ Self Monitoring‬و تسجيل اﻷفكار و المشاعر ‪،‬و السلوكيات‬
‫باستمرار‪،‬ثم تقييم الذات ‪ Self Reinforcement‬وتقديم مكافأة ﻻستخدام استراتيجيات العﻼج و التحكم‬
‫في القلق ‪.‬‬
‫تستخدم هذه الفنية بتعليم اﻷطفال عن المشاعرالمختلقة اﻹيجابية و السلبية ثم اﻹنتقال إلى المشاعر السلبية‬
‫كاﻹحساس الزائد بالخوف و القلق ‪،‬حيث يتعلم اﻷطفال أن شعورهم بالقلق الزائد هو سلوك يمكن تعديله‪ ،‬و‬
‫سطلب منهم كتابة مواقف مثيرة لمشاعر مختلفة حدثت لهم ‪ .‬ثم تعليمهم مﻼحظة أنفسهم في مواقف القلق و‬
‫اﻷفكار ‪،‬و الكلمات التي يتحدثون بها مع أنفسهم ‪،‬و اﻷعراض التي تظهر عليهم ‪،‬ثم مساعدتهم على‬
‫استخدام عبارات إيجابية و استخدام اﻹسترخاء ﻷنها تساعد على نمو الثقة بالنفس ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ‬التدريب على أسلوب حل المشكلة ‪: Problem Solving Training‬‬

‫يعرف بأنه إجراء إكلينيكي تم استخدامه في العﻼج السلوكي من قبل كل من دزريﻼ وكولد‬
‫‪،(1971) D’zurilla&Gold‬ويتكون من عدة خطوات وهي تعريف المشكلة ‪ ،‬ثم تحديد اﻻحتياجات لحلها‬
‫‪.‬فتولد البدائل التي يمكن ان تستخدم ‪،‬وتقييم البدائل و النتائج المرتبطة بها ‪،‬وأخيرا التحقق من النتائج‬
‫)أسماء عبد ﷲ العطية‪(2011،‬‬

‫يستطيع اﻷطفال تعلم حل المشكلة عن طريق الواجبات المنزلية ‪،‬ومن ثم يستطيعون تطبيقها في حياتهم‬
‫الشخصية ‪،‬كما إنه إجراء سهل جدا إذا استخدم طريقة كل من كيندال وبراسول )‪(Kendall&Braswell‬‬
‫‪، 1985‬التي تتضمن تعليم الطفل أن يسأل نفسه أسئلة جادة في سبيل حل المشكلة ‪،‬فعلى سبيل المثال يسأل‬
‫نفسه ما المشكلة ؟ ما الحلول التي أستطيع أن أطبقها لحل المشكلة ؟ ماذا يمكن أن يحدث لي إذا أنا فعلت‬
‫كل هذه الحلول ؟ ما الحل المناسب؟ ما هي نتيجة تطبيق الحل؟)‪( Francis&Beidel ,1995,328‬‬

‫وهذا اﻷسلوب له فوائد كثيرة ‪،‬منها مساعدة الطفل على إدراك مشكلته ‪،‬ثم تشجيعه على التركيز على تقديم‬
‫وتقييم الحلول الممكنة المتنوعة لحل المشكلة ) ‪ (Southam-Gerow,1997,115‬وذلك من خﻼل تقديم‬
‫نماذج لمواقف ومشكﻼت تواجههم وكيفية حلها و التغلب عليها بتطبيق خطوات تلك الفنية‪).‬في‪) :‬أسماء‬
‫عبد ﷲ العطية‪(2011،‬‬

‫‪ ‬الواجبات المنزلية ‪Assignment :‬‬

‫وهي تلك التي كان يكلف بها اﻷطفال ككتابة المواقف المثيرة للقلق لديهم‪ ،‬وما يرتبط بها من أفكار و‬
‫أعراض مختلفة ‪،‬و التدريب على اﻻسترخاء و غيرها‪،‬و التي يتم مناقشتها في الجلسات التالية ‪.‬وذلك‬
‫بغرض مساعدتهم على ممارسة المهارات المتعلمة في جلسات البرنامج‪ ،‬حيث يحدد في كل مرة واجب‬
‫منزلي تتغير أهدافه حسب موضوع وهدف كل الجلسة‪ ،‬ويتم مكافأة الطفل على أدائها في كل مرة ‪،‬وفي‬
‫حالة تعذر فهم الواجب يقدم نموذجا له ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ‬الفنيات السلوكية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحصين التدريجي ‪Systematie Desenitizatio:‬‬

‫جاءت البدايات اﻷولى ﻻستخدام الكف بالنقيض مرتبطة بعﻼج المخاوف المرضية الشديدة )الرهاب(‪،‬حيث‬
‫تبدو الفكرة الرئيسية لهذا اﻷسلوب العﻼجي حول إزالة اﻻستجابة المرضية )الخوف أو القلق( تدريجيا من‬
‫خﻼل استبدالها بسلوك آخر معارض لها ‪،‬عدد ظهور الموضوعات المرتبطة به ‪ .‬وقد بدأت أول محاولة‬
‫منظمة ﻻستخدام هذا المبدأ على يد جونز ‪ Jones‬تلميذة واطسن لمساعدة أحد اﻷطفال للتخلص من‬
‫مخاوفه المرضية الشديدة المتعلقة بالحيوانات‪،‬حيث تم إزالة مخاوف الطفل بتعريضه لمصدر الخوف‬
‫تدريجيا ‪،‬ومازال هذا اﻷسلوب من اﻻساليب المستخدمة في حاﻻت الخوف و القلق لدى اﻷطفال)عبد‬
‫الستار إبراهيم‪(71،1993،‬‬

‫ويتطلب استخدام هذا اﻷسلوب مع اﻷطفال قدرة الطفل على تحديد اﻻستجابات المتعارضة مع القلق‪ ،‬ثم‬
‫تقسيمها إلى مواقف فرعية صغيرة متدرجة بحسب الشدة ‪،‬بحيث تبدأ بأقلها إثارة لمخاوف الطفل ‪،‬ثم‬
‫تعريضه للمواقف المخيفة تدريجيا ‪،‬وذلك إما من خﻼل الخيال أو الواقع )عبد الستار إبراهيم و‬
‫آخرين‪ .(72،1993،‬وتم تدريب اﻷطفال على هذه الفنية بعد أن يتم تدريبهم على اﻻسترخاء‪،‬وتحديد‬
‫المواقف المثيرة للقلق لديهم ‪،‬ثم اﻻقتران بين تلك المواقف في الخيال‪.‬‬

‫ب‪ -‬اﻻسترخاء ‪Relaxation :‬‬

‫استخدم اﻻسترخاء في الطب و العﻼج وعلم النفس اﻹكلينيكي منذ فترة طويلة )‪ (1929‬على يد الطبيب‬
‫النفسي جيكبسون ‪ ، Jacobson‬الذي قرر أن استخدامه يؤدي إلى فوائد عﻼجية ملموسة لدى مرضى‬
‫القلق‪ .‬ويعرف بالمعنى العلمي بأنه توقف كامل لكل اﻹنقباضات و التقلصات العضلية المصاحبة‬
‫للتوتر)عبد الستار إبراهيم ‪،(153،1994،‬واستخدم هذا اﻹجراء مع اﻷطفال و أثبت فاعلية في ذلك ‪،‬فمن‬
‫خﻼله يتعلم الطفل كيف يقلل الشعور المنفر المرتبط بالخوف و القلق ‪،‬وكيف يسترخي ويمارس التنفس‬
‫العميق‪ ،‬ويتعرف الطفل على الفرق بين العضﻼت المشدودة و المسترخية ‪ ،‬ثم إثارة الدافع لديه للتعامل مع‬
‫المواقف المثيرة للقلق ‪.‬عن طريق مثيرات عدائية ضده )أسماء عبد ﷲ العطية‪ .(96،2011،‬واستخدم هذا‬
‫اﻹجراء مع اﻷطفال وأثبت فاعليته في ذلك‪،‬فمن خﻼله يتعلم الطفل كيف يقلل الشعور المنفر المرتبط‬
‫بالخوف و القلق ‪،‬وكيف يسترخي و يمارس التنفس العميق ‪،‬ويتعرف الطفل على الفرق بين العضﻼت‬
‫المشدودة و المسترخية ‪،‬ثم إثارة الدافع لديه للتعامل مع المواقف المثيرة للقلق‪ .‬عن طريق مثيرات عدائية‬
‫ضده )أسماء عبد ﷲ العطية‪، (96،2011،‬وقد تم تدريب اﻷطفال على استخدام فنية اﻻسترخاء العضلي‬

‫‪22‬‬
‫بدأ من قمة الجسم إلى أسفله بطريقة ثابتة و نظامية ‪،‬وإعطاء كل طفلة شريط خاص بها للتدريب على‬
‫اﻻسترخاء ‪.‬‬

‫ج‪ -‬النمذجة ‪Modeling :‬‬

‫أشارت نظرية التعلم اﻻجتماعي لباندورا )‪ Bandura (1977‬بأن اﻷطفال يتعلمون كما هائﻼ من‬
‫السلوكيات بواسطة مﻼحظة أو مشاهدة اﻵخرين ‪،‬وكذلك الحال للطفل القلق الذي يتعلم من خﻼل مﻼحظة‬
‫طريقة اﻵخرين في التعامل مع مثيرات الخوف و القلق ‪ .‬فهذه النظرية تفترض بأن الطفل الذي يعاني من‬
‫القلق قد تأثر بواسطة البيئة ‪،‬ومن هنا فإن سلوك الخوف و القلق سلوك متعلم عن طريق مﻼحظة آخرين‬
‫ويمكن التخلص منه عن طريق جعل الطفل يﻼحظ نماذج تمارس بنجاح التعامل مع مثيرات التي يخافها‬
‫الطفل ‪.‬وتكون هذه الطريقة أكثر فاعلية عندما يطلب من الطفل القلق المشاركة‪ ،‬وعندما يتشابه النموذج مع‬
‫الطفل القلق في السن و مستوى القلق و الخبرة مع حاﻻت ومثيرات القلق )أسماء عبد ﷲ‬
‫العطية‪.(97،2011،‬‬

‫فالنمذجة لها أهمية في العﻼج المعرفي‪ -‬السلوكي ‪،‬فمن خﻼلها يتم التركيز على فكرة أن السلوك يمكن أن‬
‫يكتسب و يتخلص منه بسهولة من خﻼل مﻼحظة النموذج‪ .‬وهناك أنواع مختلفة من النماذج تستخدم‬
‫بواسطة المعالج المعرفي – السلوكي ‪،‬وهي النموذج الرمزي ‪،‬و النموذج الحسي ‪،‬ثم النموذج المشارك‪.‬‬
‫واستخدم هذه الفنية بتقديم و توضيح عدد من المفاهيم و المهارات المتضمنة في البرنامج للتدريب على‬
‫الفنيات اﻷخرى‪.‬‬

‫د‪ -‬لعب الدور ‪Role Playing :‬‬

‫هو أحد أساليب التعلم اﻻجتماعي الذي يتضمن تدريب الطفل على أداء جوانب من السلوك اﻻجتماعي عليه‬
‫أن يتقنها و يكتسب المهارة فيها )عبد الستار إبراهيم و آخرون‪.(345،1993،‬‬

‫وجزء هام في العﻼج المعرفي‪ -‬السلوكي يستخدم كأسلوب في العﻼج ﻹعطاء الطفل فرصة مناسبة‬
‫لممارسة التعايش ‪،‬واختبار الحلول المتعددة للمشكلة ‪،‬ويتضمن تصميم حدث مفتعل وطريقة للممارسة في‬
‫المواقف المثيرة للقلق ‪،‬وتم استخدام هذه الفنيات عند تقديم بعض المواقف المثيرة للقلق التي سجلها‬
‫اﻷطفال‪،‬وتوضح كيفية التغلب عليها باستخدام الفنيات المتضمنة في البرنامج ومن ثم قيام اﻷطفال بذلك‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ه‪ -‬التعزيز ‪Reinforcement :‬‬

‫يعتبر التعزيز أسلوب في العﻼج السلوكي يقدم في كل مرة يؤدى بها السلوك المرغوب ‪ ،‬واستخدم هذا‬
‫اﻹجراء في هذا البرنامج بتقديم التعزيز للطفل عند أدائه للمهارات المطلوبة منه ‪،‬ويكون التأكيد ليس فقط‬
‫على النجاح الكلي بل حتى على الجزئي أيضا و يشترك الطفل في ‘عداد قائمة للمكافآت التي تبدأ بالمادية‬
‫ثم المعنوية‪ .‬وكذلك يتم تدريب الطفل على تعزيز ومكافأة نفسه من خﻼل أسلوب التحكم الذاتي السابق‬
‫الذكر في اﻹستراتيجيات المعرفية ‪.‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫اذن العﻼج ‪ /‬اﻻرشاد المعرفي السلوكي من انجع اﻻساليب لعﻼج أو خفض مستوى اﻻضطرابات لدى‬
‫الطفل و المراهق الناتجة عن سوء تقدير الذات وعدم معرفة الفرد لقدراته ‪.‬قد يكون العﻼج فردي وقد‬
‫يكون جماعي عن طريق اتباع برنامج عﻼجي‪/‬ارشادي حسب اﻻضطراب الذي يقدمه الفرد أو مجموعة‬
‫من اﻻفراد ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫المراجع ‪:‬‬

‫‪ -1‬العطية‪،‬أسماء عبد ﷲ)‪.(2011‬اﻻرشاد السلوكي المعرفي ﻻضطرابات القلق لدى اﻻطفال‪.‬اﻻسكندرية‪:‬‬


‫مؤسسة حورس الدولية ‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد الستار‪ ،‬ابراهيم)‪.(1994‬العﻼج النفسي السلوكي المعرفي الحديث‪.‬القاهرة‪:‬الفجر للنشر و التوزيع‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الستار‪،‬ابراهيم واخرون)‪.(1993‬العﻼج السلوكي للطفل أساليبه ونماذج من حاﻻته‪،‬سلسلة عالم‬
‫المعرفة ‪.‬الكويت‪:‬المجلس الوطني للثقافة و الفنون و اﻵداب ‪.‬‬
‫‪ -4‬ابراهيم علي ابراهيم)‪.(1997‬اﻻتجاهات الحديثة في العﻼج السلوكي ‪،‬مجلة البحث في التربية وعلم‬
‫النفس ‪.‬جامعة المنيا‪.‬العدد‪.3‬المجلد ‪.10‬‬
‫‪ -5‬إيناس ‪.‬منبر اﻷقسام العامة والخدمات‪.‬ما تود أن تعرفه عن العﻼج المعرفي السلوكي‪.‬استرجع يوم‬
‫‪ 2017/11/1‬من الموقع اﻻلكتروني ‪http://www.hurras.org :‬‬

‫‪25‬‬

You might also like