Professional Documents
Culture Documents
قمت بإجراء دراسة حالة على إحدى الحاالت اإلكتئابية من ذوي اضطراب الشخصية الحدية
تم أخذ مجموعة من المعلومات األولية والثانوية الخاصة بالحالة كاإلسم والسن والمؤهل والوظيفة والحالة
االجتماعية واالقتصادية وغيرها ....إلخ ،وكذلك التاريخ المرضي للحالة ومتى بدأت الشكوى .....إلخ.
الحالة (س .ع) تبلغ من العمر 31عام ،أنسة ،مؤهل عالي ،ال تعمل ،مستوى اجتماعي جيد ،بدأت شكوى للحالة
منذ سنوات الطفولة المبكرة واستمرت معها حتى هذا الوقت ولكن األعراض كان في تباين من فترة ألخرى.
جزء من شكوى الحالة على لسانها -:أنا بنت حياتي صعبة ،في مخي تفكير كثير لدرجة أني عاجزة عن مواصلة
التفكير ،ومنهارة ووحيدة ،أجد متعة غريبة فى مضايقة وإ يذاء اآلخرين (ميول سيكوباتية) أفكر أفكار غير منطقية
وخاصة لما حد يسبنى أو يهجرنى ،مش عاوزه أصدق دا .أقارن نفسى بأخوتى Eالبنات • .أشعر أننى أنانية وأن
رغباتى كثيرة ،وأحب جذب األخرين لي .جعانة إهتمام وحب ،مش عندي أصحاب وال أرغب فى ذلك .مكتئبة،
دائمة البكاء والحزن ،عندى أفكار إنتحارية وميول إنتحارية ،مش عاوزه أنتحر علشان ماما ،فكرة الموت تطاردنى
بإستمرار.
وممكن يشغلني موضوع حب ،عشق مش عارفة ،جسمي تعبان وتعبانة بسبب ظروف المعيشة .طريقي صعب كله
شوك والطرق الفرعية فيه مغلقة ،وال تؤدي إلى الخروج ،وأنا أرغب في الخروج منها ،لكن مش قادرة ،كلها
مغلقة ،أتمنى من اهلل يفتح طريقي.
ومن خالل هذه المعلومات وبعض المقابالت األولية التشخيصية تم التوصل إلى شكوى العميلة ،واألعراض التي
تعاني منها ،حيث أظهرت الصفحة النفسية للمسترشدة (العميلة /الحالة /العميلة /المريضة) اشتراكها في كثير من
سمات الشخصية التي عكستها نتائج المقاييس االكلينيكية مقاييس االكتئاب والشخصية الحدية ،ويمكن اجمالها
فيما يلي:
تعانى المفحوصة مـن مشـاعر إكتئايبـة حـادة ،وهـو مـا ظهـر مـن وجـود صـدمة وهـو مـا يـدل علـى معاناتهـا مـن
إضـطرابات Eوجدانيـة وإ نفعاليـة ذات طـابع إكتئـابى ،مـع وجـود افكار وتخيالت تشاؤمية وكف لتوقع Eحدث مؤلم وغير
سار ،واعراض اضطراب الشخصية الحدية المتمثلة فيما يلي-:
مشكالت سلوكية: مشكالت انفعالية: مشكالت اجتماعية
األفكار السلبية تجاه الذات واآلخرين واألحداث والمستقبل. القلق العالقات االجتماعية/
سلوكيات اندفاعية ُمضرة تجاه الذات واآلخرين.
سلوكيات متهورة" ،كالقيادة المتهورة". التوترE الشخصية غير المستقرة.
االنتحار .إيذاء الذات .االندفاعية .العدائية ،العدوان. االكتئاب العالقات العاطفية غير
االعتمادية .النرجسية ،او جنون العظمة .إساءة تفسير
ضعف االستقرار االنفعالي المستقرة.
تعبيرات الوجه .اضطراب الذات والهوية .تشوه صورة
الذات .ضعف توجيه الذات .ضعف السيطرة على الذات. عدم استقرار الحالة الخوف الشديد من الهجر.
االنشغال بالشكاوى Aالبدنية ،نقص الدافعية ،السلبية والتشاؤمA. المزاجية
الحزن العام ،عدم الرضا ،اليأس ،مشاعر الذنب ،مشاعر
الدونية .الشعور Aباالغتراب والبعد عن البيئة ،االنضغاطA
الموقفي أو الشخصي .التشكك ،العدائية ،فرط Aالحساسية،
اضطراب التفكير .القلق ،التوتر ،التردد ،االهتياج .الخجل،
تجنب اآلخرين.
الصعوبات التي واجهتني
ضعف دافعية المريضة وقلة نشاطها وبطء استجاباتها.
تخلفها عن موعد الجلسات مما أدى إلى طول مدة جمع البيانات.
ضعف البيئة وامكاناتها ،فبالرغم من الجهد الذي بذلته في الدراسة االستطالعية النتقاء عيادة تسمح مرافقها
وجدولها بتطبيق Eالدراسة إال أن جدول العيادة اضطرب بسبب مسيرات العودة واختالف Eاألنشطة ،وذلك
كلفني مزيداً من الوقت.
تراجع الدافعية نتيجة التأثر بالظروف السياسية واالقتصادية السيئة
أبرز الحيل النفسية لدى الحالة (العميلة) :الكبت والتبرير Eوالعقلنة والنكوص.
ومن هذا التشخيص القائم على العالج انبثقت األهداف العالجية التالية:
التخفيف من األعباء والتغلب على اإلنهاك وبناء قوة مقاومة.
تطوير Eوبناء تصميم لليوم واألسبوع Eممكنة التنفيذ تركز Eعلى التوازن بين األحداث المرغوبة وغير
المرغوبة.
تعلم إدراك الحاجات الخاصة والتمكن من السماح لرغباتها الخاصة.
تعلم مهارات مناسبة للتعبير Eعن هذه الحاجات وتوكيدها( Eتنفيذها) (في العمل ،مع األوالد).
معالجة االنفصال والحدود Eمع العشيق السابق.
تغيير القناعات األساسية الوعي بالواجب ،االستعداد للمساعدة ،اإلعزاءات المعطوبة (الذنب ،اليأس).
تم عرض المعلومات التشخيصية (الوصفية والوظيفية) على المريضة ،وتوضيحها بالتفصيل ومناقشتها استناداً
إلى األهداف المنبثقة عنها.
وقد Eساعدت األهداف التي تمت صياغتها بشكل مشترك في النهاية في البدء بالعالج مضادات اكتئاب ومعالجة
سلوكية استعرافية وتبريره.
أهم التوصيات الواجبة لألخذ بعين االعتبار:
توعية مرضى االكتئاب واألطباء النفسيين واألخصائيين النفسيين بأهمية العالج النفسي ،وعدم االقتصارE
على العالج الدوائي فقط.
إشراك مرضى االكتئاب الرئيسي في وضع الخطط العالجية الخاصة بهم.
إرشاد الوالدين والقائمين على عملية التربية باالهتمام بالطفولة وحمايتها ألن ذلك يشكل سداً منيعا يحول
دون تطور Eاضطرابات نفسية في الرشد ،ومنها االكتئاب الرئيسي Eواضطراب Eالشخصية الحدية.