Professional Documents
Culture Documents
العالج المعرفي السلوكي هو أحد األساليب العالجية الحديثة التي تهتم بصفة أساسية بالمدخل المعرفي لالضطرابات النفسية ويهدف
هذا األسلوب إلى إزالة األلم النفسي وما يشعر به الفرد من ضيق وكرب وذلك من خالل التعرف على المفاهيم واإلشارات الذاتية
.الخاطئة وتحديدها والعمل على تصحيحها ومن ثم تعديلها
ويتوقف تحقيق هذا الهدف على وجود عالقة عالجية دافئة بين المعالج والمريض ،الذي يجب أن يتصف بالقبول والتقبل والود
والدفء والتعاون والمشاركة الوجدانية ،وأن يقوم المعالج بتدريب المريض وتعليمه كيفية التعرف على المشكالت وحلها ،وعلى مكوناتها
األساسية وأسبابها وعالقتها باالضطراب ( .عبد الله )69-67 :2000 ،
:وهناك العديد من األساليب العالجية التي تستخدم خالل االتجاه المعرفي السلوكي منها
:وهناك العديد من الفنيات التي تساعد المرضى على تحديد أفكارهم التلقائية السلبية .ومن أشهر هذه الفنيات
:طريقة مناقشة أحداث الخبرات االنفعالية 1-
Discussion of the Events of Emotive Experiences
في هذه الطريقة يطلب من المريض تذكر آخر حادث أو موقف من الحوادث أو المواقف المرتبطة بالموضوع االنفعالي لديه؛ على أن
يكون من الحوادث أو المواقف التي يتذكرها جيدا ً؛ بحيث يصف المريض الحادثة بشيء من التفصيل ،ويحاول المعالج جعل المريض
يتذكر األفكار المرتبطة بظهور واستمرار رد الفعل االنفعالي باستخدام أسئلة مثل (ما هو أسوا ً ما توقعت حدوثه عندما كنت قلقا ً
جدا ً ؟ ) ما الذي خطر في ذهنك آنذاك ؟ هل تخيلت شيئا ً ما في تلك اللحظة ؟
:استخدام التخيل إلعادة الخبرة االنفعالية 2-
Using Imagery to Get Back the Emotive Experience
عندما ال يستطيع المعالج استخدام األسئلة البسيطة المباشرة إلثارة األفكار التلقائية ،فمن الممكن أن يطلب المعالج من المريض
تخيل الموقف أو تمثيله ،وفي حالة كون الموقف عبارة عن تفاعل مع اآلخرين فباإلمكان االستعانة بعدد مناسب من الناس للعب
األدوار إلى جانب المريض( .المحارب)192-110 :2000 ،
مما سبق ترى الباحثة أن هذه الفنية تفيد كال ً من المعالج والعميل ،في التعرف على األفكار السلبية التي تؤدي إلى التوتر
واالضطراب ،ومن ثم تبديلها بأفكار إيجابية تؤدي إلى نهاية حسنة ،وذلك من خالل الواجبات اليومية التي تُعتبر بدورها جزء من
ثم تفيد المعالج في اختيار األسلوب المناسب للتعامل معها .العالج ،ومن ّ
: The Technique of Self Monitoringفنية المراقبة الذاتية 2-
ي ُقصد بالمراقبة الذاتية في العالج المعرفي السلوكي ،قيام المريض بمالحظة وتسجيل ما يقوم به في مفكرة ،أو نماذج معدة مسبقا ً
من المعالج وفقا ً لطبيعة مشكلة المريض .ويحرص المعالج على البدء في استخدام المراقبة الذاتية بأسرع وقت ممكن ،خالل عملية
التقويم لكي يتمكن من التعرف على مشكلة المريض بشكل يسمح له بإعداد صياغة مشكلة المريض واالستمرار في استخدامها؛
لمتابعة العملية العالجية ،وباإلضافة إلى ذلك فالمراقبة الذاتية تؤدي في الغالب إلى انخفاض معدل تكرار السلوكيات غير المرغوب
فيها لدى المريض ،وتقدم أدلة تحد من ميل المريض إلى تذكر فشله بدال ً من تذكر نجاحاته(.المحارب)118 :2000 ،
ويطلب المعالج من المريض تعبئة هذه االستمارة بتسجيل وقت ومصدر المواقف التي تسبب القلق والخوف ،واألعراض الجسدية
واألفكار التي صاحبته .ومن الممكن أيضا ً أن يقوم بتقييم قلقه بمقياس من ( صفر )100 -ليصف كيف يواجه الموقف ،ونضع
هذه المعلومات أساسا ً لتسجيل مدى تكرار نوبات التوتر أو أي أعراض جسدية أخرى ،ويساعد المعالج على معرفة مصادر ومظاهر
القلق لدى المريض ،كما تساعد مراقبة الذات المريض على رؤية متاعبه بشكل مختلف فتشجعه على المحاولة ،وأن يكون موضوعيا ً
مع نفسه مما يساعده على تحديد مشكلته بأسلوب سلوكي معرفي متعلم ،ومن ثم تستخدم المعلومات من قوائم مراقبة الذات في
الجلسة التالية كأساس للنقاش .وتعد هذه الوسيلة وسيلة مقبولة تماما ً ،فتتزايد السلوكيات المرغوب فيها وتتناقص السلوكيات غير
المقبولة عندما يتم مراقبتها(.عوض )114 :2001 ،
وفي البحث الحالي ،استعانت الباحثة بسجل المراقبة الذاتي (ملحق رقم ( ))6الذي أعطي لكل سجينة منذ الجلسة األولى
لتسجيل وقت ومصدر المواقف التي تسبب القلق والسلوك العدواني ،وانخفاض الشعور بالمسئولية االجتماعية ،واألعراض الجسدية واألفكار
.التي تصاحبها ومناقشتها في بداية كل جلسة للوقوف على أسبابها وكيفية التخلص منها
:وتعتمد هذه الفنية على نظرية التعلم االجتماعي؛ إذ توجد ثالث عمليات أساسية لحدوث التعلم بالنمذجة وهي
:أ -عملية االنتباه
فمن الضروري االنتباه للنموذج السلوكي لكي يتم التعلم بالمالحظة.ويجب أن يكون النموذج مؤثرا ً على القائم بالمالحظة كي ينتبه
.للسلوك المراد تعلمه
ب -عملية االحتفاظ :
.فمن الضروري أن يتوفر لدى الفرد القدرة على التعلم ،فال يتأثر الفرد بسلوك النموذج المشاهد؛ إال إذا تذكر السلوك المراد تعلمه
:ج -عمليات اإلدراك الحركي
فالمالحظة لوحدها ال تؤدي إلى تعلم المهارات،كما أن المحاوالت واألخطاء ال تساعد وحدها في تعلم المهارات الحركية ،ولكن البد
من الممارسة ،ثم التغذية المرتدة لهذا األداء الممارس ،والذي يفيد في معالجة نواحي القصور في بعض جوانب السلوك المتعلم.
(عمارة )160-156 :2007،
وترى الباحثة أن هذه الفنية ليست بغريبة عن ّا كمسلمين في تعلمنا لكثير من القيم واألخالقيات والسلوكيات المرغوبة .فلقد استخدم
اإلسالم في تصويره للسلوك المرغوب مجموعة األساليب التي تعرض نماذج للسلوك وتعرض نتيج َة القيام بهذا السلوك .فنجد أسلوب
القصص القرآني ،األمثال النبوية ،أسلوب عرض المواقف .وكذلك نجد في السنة النبوية نماذج توجه سلوك المسلم على مدار اليوم
متمثلة في الرسول صلى الله عليه وسلم.ونجد في سيرة السلف الصالح الكثير من النماذج على تعلم مكارم األخالق وأنواع السلوك
.المرغوب
فتحول اإلنسان الغاضب "المتوتر" من وضع الوقوف إلى وضع الجلوس يعني تحول عضالته نسبيا ً من حالة الشد إلى االسترخاء ،
.وبالتالي خفض حالة الغضب عنده
أنه إذا كنت تشعر بالتوتر أو العصبية ،فإن هناك عضالت معينة " Groden & Cautelaوفي هذا الصدد يذكر "جرودون وكوتيال
في جسدك سوف تكون مشدودة في هذه اللحظة ،وإذا استطعت تعلم تحديد هذه العضالت وطريقة استرخائها ،فإنك تستطيع العمل
على استرخائها مما يجعلك تشعر بحالة هدوء ( .الرشيدي و السهل)302-300 :2000 ،
من هنا ترى الباحثة أن عملية االسترخاء يمكن أن تكون ضرورية لكثير من الناس؛ سواءٌ أكانوا من الذين يعانون من مشكالت أو
الذين ال يعانون من مشكالت أو اضطرابات نفسية .فاإلنسان المتوتر أكثر عرضة للقيام بسلوكيات غير مرغوبة؛ بل قد تسبب له
مشاعر سلبية مثل القلق ،فاالسترخاء عامل عضلي نفسي يعمل على خفض التوتر ،فإذا زال التوتر العضلي فإن اإلنسان تزول عنه
حالة التوتر النفسي ،فعملية االسترخاء تساعد على إطالق التوتر والقلق ،مما ينتج عنه توافق أفضل مع الموقف الذي سبب القلق
ثم التفاعل مع
يحس ن قدرة اإلنسان على االستماع لما يقوله اآلخرون والتفكير بشكل أفضل ،ومن ّ
ّ ،كما أن إطالق التوتر العضلي
.الحدث بطريقة إيجابية
وسوف تتطرق الباحثة لفاعلية االسترخاء مع القلق والسلوك العدواني .فاإلنسان تنتابه أحيانا ً حاالت من القلق (غير معروف المصدر)،
أو القلق االجتماعي (معروف المصدر) وليس لديه القدرة على مواجهتها ،وغالبا ً ما يعاني اإلنسان في هذه المواقف من ضيق وخوف
وتوتر؛ ألنه ال يعرف كيف يتخلص من هذا القلق ،ومن الضروري أن يعرف كيف يتصرف في هذه المواقف ،كي ال تتفاقم حالة القلق
.التي يتعرض لها
وال يمكن لمن يعمل في هذا المجال االدعاء بأن تدريبات االسترخاء هي المخلص الوحيد من القلق ،إال أنها يمكن أن
"Borkovec&Costelloتعمل كأداة أولية أو ثانوية في عالج هذه المشكالت .ولقد استخدم كال ً من "بوركوفكس وكوستيلو
تدريبات االسترخاء في عالج حاالت القلق بنجاح(.الرشيدي والسهل" )306-305 :2000 ،
كما أن اختيار التوقيت المالئم لممارسة تدريبات االسترخاء يُعد عامال ً ال يقل أهمية عن عامل اختيار المكان ،فيجب على الفرد
أن يمارس تدريبات االسترخاء في وقت مناسب له ،بحيث ينظم هذه الممارسة ،والوقت المناسب هو ذلك الوقت الذي يالئم ظروف
الفرد واستعداداته الجسمية والنفسية .فيجب عدم اختيار وقت يكون فيه الفرد مجهدا ً من عناء أداء نشاط جسماني أو عضلي
.سابق؛ بل يجب على الفرد أن يختار وقتا ً يكون مستعدا ً فيه ألداء التدريبات
إضافة إلى ذلك فإن الحالة النفسية التي يكون عليها الفرد تلعب دورا ً بارزا ً في مدى استفادته من تدريبات االسترخاء ،فحاالت
االنفعال والتوتر والخوف وغيرها يمكن أن تؤثر سلبا ً على هذه التدريبات ،فقد تنتاب الفرد بعض األفكار والوساوس من كونه مقدما ً
على تعلم خبرة جديدة ال عالقة لها بالمشكلة النفسية أو المشكالت التي يعاني منها .لذلك من المناسب أن يساعد المعالج
الفرد على أن يكون مستعدا ً نفسيا ً لهذه الخبرة ،فيجب على المعالج أن يمد الفرد ببعض المعلومات والتوقعات عن ما يمكن أن
يحصل له في أثناء وبعد ممارسته لتدريبات االسترخاء (.الرشيدي والسهل)314-312 :2000 ،
:وعند إعداد الفرد لممارسة التدريب على االسترخاء العضلي يبين المعالج للفرد النقاط التالية
.أنه مقبل على تعلم خبرة جديدة أو مهارة جديدة ال تختلف عن أي مهارة أخرى تعلمها في حياته قبل ذلك 1-
أنه قد يشعر ببعض المشاعر الغربية كالتنميل في أصابع اليد ،أو إحساس أقرب للسقوط ،وأنه يجب أن ال يخشى ذلك .وأن 2-
.هذا شيء عادي ،ودليل على أن عضالت الجسم بدأت تسترخي
الفرد بأن تكون أفكاره كلها مركزة في اللحظة ،أي في عملية االسترخاء وذلك للمساعدة على تعميق اإلحساس 3-َ المعالج
ُ ينصح
به .ولكي يساعد المعالج على تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح في هذه المرحلة ،قد يطلب من الفرد أن يتخيل بعض اللحظات
.في حياته التي كان يعيش فيها مشاعر هادئة
من المخاوف التي تنتاب بعض األفراد شعورهم بأنهم سيفقدون القدرة على ضبط النفس .ففي مثل هذه الحاالت من األفضل أن 4-
.يتدخل المعالج ما بين الحين واآلخر بتعليق أو بأكثر حتى يبعث الطمأنينة في نفس الفرد
يجب على المعالج توجيه الفرد بالمحافظة على كل عضالت الجسم في حالة االرتخاء التام أثناء االسترخاء ،خاصة تغميض 5-
العينين لمنع المشتتات البصرية التي قد تعوق االسترخاء التام .لكن في كثير من الحاالت خاصة في الجلسات األولى من العالج،
قد يكون من الضروري بين الحين واآلخر السماح للفرد بأن يفتح عينيه .وهذا ضروري بشكل خاص في حاالت األشخاص الذين
.تتملكهم الريبة أو الشك
من العوامل الهامة التي قد تعوق االسترخاء الناجح تجول العقل أو الفكر في تخيالت بعيدة ،فمن األفضل الرجوع بهذه األفكار 6-
.إلى الموقف بقدر االستطاعة
أن يكون المعالج قادرا ً على فهم عميله ،وحساسا ً لكل شكوكه ومخاوفه ،وأن يكون قادرا ً على كسب ثقته وتعاونه في نجاح 7-
)إبراهيم . (Helen:1997:71 ) (164-160 :1998،االسترخاء