You are on page 1of 40

‫خطة البحث‪:‬‬

‫‪      ‬املبحث األول ‪:‬عموميات عن التأتأة‪.‬‬


‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬مفهوم التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثاين ‪:‬مظاهر التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثالث‪ :‬مراحل تطور التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الرابع‪ :‬الفرق اجلنسي يف التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب اخلامس‪ :‬عاملية التأتأة (املنظمة العاملية للتأتأة‪ ,‬اليوم العاملي هلا‪ ,‬أشهر املتأتيني) ‪.‬‬
‫‪      ‬املبحث الثاين‪ :‬أسباب وأنواع التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬أسباب التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثاين‪ :‬أنواع التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثالث‪ :‬مستويات التأتأة حسب العمر‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الرابع ‪:‬معدل انتشار التأتأة‪.‬‬
‫‪      ‬املبحث الثالث‪ :‬األعراض املصاحبة للتأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬اخلصائص النفسية للمتأتئني‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثاين‪ :‬السلوكات املرتتبة عن التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثالث‪ :‬ما ميكن أن يزيد من حدة التأتأة‪.‬‬
‫‪      ‬املبحث الرابع‪ :‬طرق عالج التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب األول‪ :‬ميكانيكية التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثاين‪ :‬تشخيص التأتأة‪.‬‬
‫‪ ‬املطلب الثالث‪ :‬طرق عالج التأتأة‪.‬‬
‫‪      ‬خامتة‪.‬‬
‫‪      ‬قائمة املراجع‪.‬‬
‫املقدمة‪:‬‬

‫تعترب التأتأة من االضطرابات اللغوية‪,‬اذ تعد من العيوب الكالمية األكثر انتشارا سواء‬
‫عند األطفال املتمدرسني أويف مرحلة ما قبل التمدرس كوهنا مرحلة يتم فيها اكتساب‬
‫اللغة ‪,‬خاصة مرحلة الثالث ‪,‬األربع‪,‬واخلمس سنوات واليت تعترب مرحلة حساسة عند‬
‫الطفل باستقالله عن أمه فقد عرف مند القدم بأهنا اضطراب لغوي صعب ألنه يعيق‬
‫عملية التواصل اللغوي ويزداد تعقيدا كلما تقدم املريض يف السن‪,‬هدا وحاول البعض‬
‫تفسريها على أهنا اضطراب نفسي عصيب واجته آخرون إىل ردها إىل مرحلة الطفولة‬
‫األوىل فيما اعتربها آخرون مشكال يف التنسيق بني القدرات اإلدراكية والقدرات العصبية‬
‫واحلركية ‪. ‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬

‫عموميات عن التأتأة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم ‪ ‬الت ــأتــأة‪]1[.‬‬
‫التأتأة هي نوع من الرتدد واالضطراب وانقطاع يف سالسة الكالم حيث يردد الفرد املصاب صوتاً‬
‫لغوياً أو مقطعاً ترديداً ال إرادياً مع عدم القدرة على جتاوز ذلك إىل املقطع التايل‪ .‬ويال حظ على‬
‫املصاب بالتأتأة اضطراب يف حركيت الشهيق والزفري أثناء النطق مثل احنباس النفس مث انطالقه‬
‫بطريقة تشنجه كما نشاهد لدى املصاب حركات زائدة عما يتطلبه الكالم العادي وتظهر هذه‬
‫احلركات يف اللسان والشفتني والوجه واليدين‪ .‬وتبدأ التأتأة بشكل تدرجيي منذ الطفولة املبكرة‬
‫وتتطور من مرحلة إىل أخرى تكون أشد خطورة من سابقتها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪  :‬مظاهر التأتأة‪]2[:‬‬
‫للتأتأة ثالثة مظاهر أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬التكرار ملقطع أو كلمة‪.‬‬
‫‪ -‬التوقف أي توقف الصوت أو اهلواء أثناء إصدار هذا الصوت‪ ،‬مثل (ك‪ -‬فراغ‪ -‬مث كامل(‬
‫‪-‬اإلطالة‪ ،‬مثل سس‪----------‬يارة‪.‬‬
‫وللتخلص من هذه املشكلة حيدث أن يبتكر الطفل سلوكيات يعتقد أهنا تساعده على الكالم‬
‫بطريقة أفضل أو أسهل‪ ،‬مثل شد الفك أو اليد أو القدم أو رمش العني أو وضع اليد على الفم‬
‫وغريها وتسمى هذه السلوكيات املصاحبة‪.‬‬
‫ومع التقدم بالعمر وصعوبة التخلص من املشكلة وظهور بعض االستهزاء من اآلخرين والتوتر من‬
‫األهل وغري ذلك من مظاهر الفتة لالنتباه يبدأ الطفل بتكوين صورة سيئة عن الكالم وعن نفسه‪،‬‬
‫ويبدأ إما باالنسحاب االجتماعي أو العدوان اليدوي للتعامل مع آثار املشكلة‪.‬‬
‫تظهر التأتأة علي هيئة حركات إرتعاشية‪ ،‬واحتباس توقفي يف الكالم يعقبه االنطالق‪ ،‬ويبذل‬
‫جهدا شاقًا ليخفف من احتباس الكالم‪ ،‬وعندما تشتد وطأة اللجلجة حيرك‬ ‫الشخص املتلجلج ً‬
‫املريض يداه ويضغط على قدميه ويرتعش وحيرك رأسه وخيرج لسانه من فمه‬
‫*ومن وجهه نظر كال من فروشلز ‪ Froschels‬وشتني ‪ Stein‬أن املتلجلج يبدأ جللجته عادة‬
‫على شكل تشنج اهتزازي خالص‪ ،‬ومن مث يتطور مع تراخى الزمن إىل تشنج اهتزازي توقفي‬
‫خالص ‪.‬‬
‫وقد استعمل كال منهما اصطالح التشنج االهتزازي التوقفي للتعبري عن اللجلجة ‪.‬‬
‫*ويقول شتني ‪ Stein‬أن ‪:‬‬
‫التشنج االهتزازي التوقفي ‪ :‬إنه نوع من التوتر يطغي أو يسيطر على احلركات أو االرتعاشات أو‬
‫االهتزازات التكرارية اليت تظهر عليها اللجلجة يف أوىل مراحله‪.‬‬
‫* وكذلك يتحدث فروشلز ‪ Froschels‬عن التشنج التوقفى فيقول ‪ :‬إنه يظهر يف وضوح بعد‬
‫جهودا وحماوالت‪ ،‬فتبدو‬
‫ً‬ ‫بداية اللجلجة بنحو سنة‪ ،‬إذ يبذل املتلجلج عند حتريك عضالته الكالمية‬
‫بوادر الضغط على شفتيه وعضالته احلنجرية‪ ،‬وبذلك حتتبس طالقة كالمه‬
‫المطلب الثالث‪  :‬مراحل تطور التأتأة‪]3[:‬‬
‫تتطور اللجلجة من مرحلة ألخرى حبيث تكون كل مرحلة أشد خطورة من سابقتها ويصف"‬
‫بلودستني" (‪ )Bloodstein‬أربع مراحل عامة لتطور التأتأة هي‪:‬‬
‫املرحلة األوىل ‪ :‬وهي مرحلة ما قبل املدرسة‪:‬‬
‫التأتأة يف هذه املرحلة عرضية ‪ : Episodic‬ومتتاز التأتأة يف هذه املرحلة بتكرار املقاطع‬
‫واحلروف‪ ،‬ويظهر الطفل يف هذه املرحلة ردود فعل قليلة لعدم الطالقة يف الكالم‪ ،‬والتأتأة يف هذه‬
‫املرحلة تظهر عندما يكون الطفل واقع حتت ضغط الكالم و تتميز هذه املرحلة مبا يلي‪:‬‬
‫• متيل الصعوبة فيها لتكون عارضة‪ ،‬وغري ثابتة‪ ،‬وقد تظهر يف فرتة زمنية متفاوتة أسابيع مثال‬
‫وشهور وأحيانًا أوقات طويلة من الكالم السلس‪.‬‬
‫• تزداد التأتأة إذا تعرض الطفل لضغوط سواء كالمية أو انفعالية‪.‬‬
‫• التكرار هو املسيطر على هذه املرحلة‪ ،‬ويف بعض األحيان يقل التكرار‪ ،‬ويكون التكرار يف‬
‫املقاطع األوىل من الكلمة‪.‬‬
‫جدا‪ ،‬فتكون يف الكلمة األوىل‬ ‫• متيل التأتأة أن تكون يف بداية اجلمل أما بالنسبة لألطفال الصغار ً‬
‫من اجلملة‪ .‬حتدث االنقطاعات يف كل أنواع الكالم‪ ،‬وال يبايل األطفال هبذه االنقطاعات يف‬
‫كالمهم (‪(1‬‬
‫املرحلة الثانية‪:‬‬
‫يف هذه املرحلة التأتأة تصبح مزمنة أكثر‪ ،‬والطفل يفكر بنفسه كشخص متأتئ‪ ،‬وتظهر التأتأة يف‬
‫جزء كبري من كالمه‪ ،‬ويظهر الطفل ردود فعل قليلة للصعوبات اليت يواجهها يف الكالم‪ .‬وبسب‬
‫ظهورها يف سنوات املدرسة االبتدائية يكون االضطراب فيها مزمنًا‪ ،‬ويصبح هؤالء األطفال على‬
‫وعي بصعوباهتم الكالمية ويعتربون أنفسهم متلجلجني‪ ،‬وتكثر اللجلجة يف األجزاء الرئيسة للكالم‬
‫كاألمساء‪ ،‬واألفعال‪ ،‬والصفات‪ ،‬والظروف بصورة ميكن أن تكون زمنية‪ ،‬وتظهر عدم القدرة على‬
‫النطق بوضوح خاصة صعوبة نطق الكلمة األوىل مع وجود جهد واضح ‪(2( .‬‬
‫املرحلة الثالثة‪:‬‬
‫من سن الثامنة إىل سن البلوغ‪ ،‬وتكون يف األغلب لدى األطفال يف سن العاشرة حىت بداية مرحلة‬
‫املراهقة )الطفولة املتأخرة( وتصبح التأتأة فيها إىل حد كبري ‪ ,‬و التأتأة يف هذه املرحلة تظهر حسب‬
‫املواقف‪ ،‬ويأخذ الشخص املتأتئ بعني االعتبار احلروف والكلمات الصعبة أكثر من غريها‪،‬‬
‫ويستبدهلا حبروف وبكلمات أسهل‪ ،‬كما يستخدم املتأتأ يف هذه املرحلة الكلمات البديلة أو‬
‫استحضار معىن آخر للكلمة والدوران على املعىن‪ ،‬كما يظهر علية عالمات تشري إىل االرتباك‪،‬‬
‫توقعا للتأتأة‪.‬‬
‫وهو يف هذه املرحلة يظهر ً‬
‫املرحلة الرابعة‪:‬‬
‫وتظهر منوذجيًا يف مرحلة املراهقة املتأخرة والرشد‪ ،‬حيث تكون التأتأة راسخة ومتأصلة يف الفرد‬
‫وتظهر نتيجة القلق والتوتر الذي يصاحب مواقف‪ ،‬فالشخص املتأيت يف هذه املرحلة خياف من‬
‫توقع التأتأة‪ ،‬ويبدي خوفًا من احلروف والكلمات واملواقف الكالمية‪ ،‬ويشعر باخلوف واالرتباك‬
‫وباحلاجة إىل املساعدة‪.‬‬
‫أما " فان رايرب" ‪ Van Riper‬فقد وصف ثالث مراحل لتطور التأتأة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬مرحلة التأتأة األولية ‪ Primary Stuterning‬ومتتاز التأتأة يف هذه املرحلة‬
‫بتكرارات وإطالالت وإعادات للحروف واملقاطع والكلمات واجلمل‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬املرحلة االنتقالية ‪Transitio‬ومتتاز التأتأة يف هذه املرحلة بتكرار للمقاطع‬
‫واحلروف وإطاالت هلا‪ ،‬ويبدأ الطفل باملقاومة والشعور باإلحباط‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬التأتأة الثانوية ‪Secondary stuttering‬ومتتاز باملقاومة والشعور باإلحباط‬
‫واخلوف والتجنب‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪  :‬الفرق الجنسي في التأتأة‪]4[:‬‬
‫بالنسبة للنمو اللغوي‪ ،‬فمنذ الطفولة الباكرة يبدي البنات تفوقًا يف اللغة يف السن الذي يبدأن فيه‬
‫بالكالم‪ ،‬ويظهر هذا التفوق يف حجم املفردات اللغوية‪ ،‬ويف بناء أو تركيب اجلمل‪ ،‬ويف عدد‬
‫األصوات الكالمية ‪ ...‬اخل‬
‫وهناك أدلة تشري إىل أن هذا النمو يستمر يف مراحل احلياة الالحقة‪.‬ولقد وجد أن التأتأة أكثر‬
‫انتشارا بني الذكور عنها بني اإلناث الصغار ‪.‬‬
‫ً‬
‫شرحا هلذا الفرق يرجع التأتأة يف‬
‫واضحا إمنا " دانلوب " ‪:‬يقدم ً‬
‫ً‬ ‫ولكن تفسري هذا الفرق ليس‬
‫الطفل إىل خوفه من أن يقول شيئًا رديئًا أو يستخدم بعض التعبريات احملرمة أو )الشقية( واليت رمبا‬
‫ما جتلب العقاب‪ ،‬ولكن الذكور حبكم لعبهم يف الشارع يلتقطون مثل هذه التعبريات أكثر من‬
‫اإلناث‪ ،‬واخلوف يكون أعظم يف حالة الذكور ولكن هذه النظرية يف حاجة إىل مزيد من البحوث‬
‫نوعا من عدم الطالقة إال أن اإلحصاءات‬ ‫قبل قبوهلا وعلى الرغم من أن كل األطفال يظهرون ً‬
‫توضح أن هناك نسبة ‪ 4‬من الذكور و‪ 1‬البنات يصابون بالتأتأة فاألطفال الذكور أكثر إصابة‬
‫بالتأتأة عن اإلناث‬

‫المطلب الخامس‪ :‬عالمية التأتأة‪]5[:‬‬


‫أشهر املتأتإين ‪18 -‬‬
‫‪:‬هناك عبارة شهرية تقول‬
‫" ‪" If you stutter, you are in a good company‬‬
‫‪ ً :‬وتعين اصطالحا‬
‫إذا كنت تتلعثم ‪ ،‬فهناك الكثري من عظماء التاريخ كانوا يشاركونك يف نفس املشكلة‬
‫‪ :‬ومن أشهر من أصيب بالتلعثم‬
‫سيدنا موسى "كليم اهلل " عليه السالم ‪ ،‬ويظهر هذا يف قوله لربه يف سورة الشعراء " قال رب *‬
‫إين أخاف أن يكذبون ‪ ،‬ويضيق صدري وال ينطلق لساين فأرسل إىل هارون " فقد وصف سيدنا‬
‫موسى عليه السالم حالته أثناء التلعثم بقولـه " ويضيق صدري " تعبريا عن ما كان جييش بداخله‬
‫من ضغط وضيق عند حماولة الكالم ‪ ،‬ولذلك دعا موسى عليه السالم ربه يف سورة طــه قائال ً "‬
‫واحلل عقدة من لساين يفقه قويل " ‪ ،‬وعندما ذهب موسى عليه السالم ليدعو فرعون إىل عبادة‬
‫اهلل الواحد األحد سخر فرعون من أسلوبه يف الكالم وعدم فصاحته فقال مقارنا ً بينه وبني موسى‬
‫‪ " " .‬أم أنا خري من هذا الذي هو مهني وال يكاد يبني‬
‫أثناء احلرب العاملية الثانية كانت بريطانيا تـُـقاد بشخصني متلعثمني مها امللك جورج السادس •‬
‫‪ .‬ورئيس وزرائه ونستون تشرشل‬
‫‪ .‬أرسطو ‪ ،‬الفيلسوف الشهري •‬
‫‪ .‬روبرت بويل ‪ ،‬عامل الفيزياء الشهري •‬
‫‪ .‬إسحاق نيوتن ‪ ،‬عامل الفيزياء الشهري •‬
‫‪ .‬تشارلز دارون ‪ ،‬عامل األحياء الشهري •‬
‫‪ .‬مارلني مونرو ‪ ،‬املمثلة األمريكية الشهرية •‬

‫تاريخالمنظمة‪:‬‬
‫مت تأسيس املنظمة يف عام ‪ .1995‬منظمة التأتأة العاملية (‪ISA( International‬‬
‫‪ Stuttering Association‬هي منظمة غري رحبية تتشكل بشكل عام من منظمات وطنية‪،‬‬
‫هتدف إىل توفري وسائل ميكن بواسطتها مساع أصوات األشخاص املتأتئني على مستوى العامل‪.‬‬
‫وكان قد جرى حديث بني عدد من ممثلي منظمات وطنية للمساعدة الذاتية يف أحد اجتماعاهتم‬
‫يف سان فرانسيسكو عام ‪ ،1992‬بشأن إنشاء منظمة مماثلة وذلك خالل املؤمتر العاملي الثالث‬
‫لألشخاص املتأتئني‪ ،‬وكانت املؤمترات العاملية السابقة قد عقدت يف كل من كيوتو يف اليابان عام‬
‫‪ 1986‬ويف كولون يف أملانيا عام ‪.1989‬‬
‫قادت االجتماعات اليت عقدت بني مؤسسات املساعدة الذاتية يف عام ‪ ،1993‬واستبيان مت توزيعه‬
‫على مستوى عاملي يف عام ‪ 1994‬إىل إعداد مسودة لدستور منظمة التأتأة العاملية‪ .‬وقد مت إجراء‬
‫بعض التعديالت على هذا الدستور خالل االجتماع األول للمنظمة يف لنقو بينك يف السويد يف‬
‫متوز ‪ ،1995‬وذلك قبل يوم واحد من انعقاد املؤمتر العاملي الرابع األشخاص املتأتئني‪.‬‬
‫أحدث نسخة من دستور منظمة التأتأة العاملية ميكن أن جتد منها يف موقع املنظمة على اإلنرتنت‬
‫‪ www.stutterisa.org‬وهو الذي متت املوافقة عليه خالل اجتماع منظمة التأتأة العاملية يف‬
‫متوز ‪ 2001‬قبيل املؤمتر العاملي السادس لألشخاص املتأتئني يف جونيت يف بلجيكا‪.‬‬
‫مت عقد املؤمتر السابع لألشخاص املتأتئني يف بريث يف أسرتاليا وذلك يف شباط عام ‪ .2004‬وكان‬
‫أكرب مشروع ملنظمة التأتأة العاملية يف عام ‪ 2005‬هو عقد أول مؤمتر للتأتأة األفريقي يف دواال يف‬
‫الكامريون حضره أفراد من ‪ 14‬دولة أفريقية‪ ،‬إضافة إىل أشخاص متأتئني وأخصائيو اللغة والكالم‬
‫من دول من خارج أفريقيا‪.‬‬
‫رؤياالمنظمة‪:‬‬
‫تتلخص رؤيا املنظمة مبا يلي‪“ :‬عامل يفهم التأتأة”‪.‬‬
‫هدفالمنظمة‪:‬‬
‫تسعى منظمة التأتأة العاملية‪ ،‬إىل حتسني أحوال مجيع األشخاص الذين يعيشون حياة تأثرت بالتأتأة‬
‫يف كل دول العامل‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫·‪         ‬تقاسم املفاهيم واخلربات حول مساعدة املتأتئ لذاته وحول العالجات املتوفرة للتأتأة‪.‬‬
‫·‪         ‬املساعدة يف تطوير حركة املساعدة الذاتية يف دول حول العامل‪.‬‬
‫·‪         ‬املساعدة يف التواصل ما بني األشخاص املتأتئني‪ ،‬ذوي األطفال املتأتئني‪ ،‬أخصائيو اللغة‬
‫والكالم والباحثني من مجيع امليادين‪.‬‬
‫·‪         ‬تثقيف عامة الشعب يف موضوع التأتأة‪.‬‬
‫·‪         ‬ترويج التعاون ما بني منظمات األشخاص املتأتئني الوطنية والعاملية‪ ،‬مثل االحتاد األورويب‬
‫ملنظمات التأتأة ‪The European League of Stuttering Associations‬‬
‫)‪ .(ELSA‬واملنظمات الوطنية األخرى مثل منظمة التأتأة العاملية ‪IFA (International ‬‬
‫)‪.Fluency Association‬‬
‫·‪         ‬توزيع نشرة إعالمية على األقل مرة يف العام وإنشاء موقع على اإلنرتنت‪.‬‬
‫طورت منظمة التأتأة العاملية (‪ ،)ISA‬عددا من املبادئ اإلرشادية تتضمن ما يلي‪:‬‬
‫·‪         ‬تدرك منظمة التأتأة العاملية‪ ،‬أن مجيع مؤسسات املساعدة الذاتية‪ ،‬هي مؤسسات مستقلة‪،‬‬
‫وهلا حرية تنظيم مشاريع كل يف دولتها‪.‬‬
‫·‪         ‬على كل من منظمة التأتأة العاملية ومؤسسات املساعدة الذاتية الوطنية والدولية‪ ،‬العمل‬
‫معا والتعاون مىت توجب ذلك‪.‬‬
‫·‪         ‬جيب على منظمة التأتأة العاملية‪ ،‬تشجيع التعبري عن اآلراء املختلفة بشأن املواضيع النظرية‬
‫أو املواضيع القابلة للجدل يف ما يتعلق بأمور املساعدة الذاتية‪ ،‬الوقاية‪ ،‬التشخيص‪ ،‬وعالج التأتأة‪،‬‬
‫بدال من السعي إىل احلصول على املوافقة باإلمجاع من أعضاء منظمة التأتأة العاملية خبصوص هذه‬
‫املواضيع‪.‬‬

‫العضوية‪:‬ـ[‪]6‬‬
‫العضوية يف منظمة التأتأة العاملية ممكنة فقط من خالل منظمات األشخاص املتاتئني للمساعدة‬
‫الذاتية الدولية أو العاملية‪ ،‬وال تتوفر العضوية يف املؤسسة لألفراد باستثناء فئات عضوية خاصة ليس‬
‫هلا حق التصويت مثل‪“ :‬أصدقاء مميزين” “‪“ .”Special Friends‬أعضاء فخريني” “‬
‫‪.”Honorary Members‬‬
‫الدول املمثلة يف منظمة التأتأة العاملية هي‪:‬‬
‫األرجنتني‪ ،‬أسرتاليا‪ ،‬النمسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬الربازيل‪ ،‬بلغاريا‪ ،‬بوركينا فاسو‪،‬الكامريون‪ ،‬كندا‪ ،‬كرواتيا‪،‬‬
‫الدامنارك‪ ،‬استونيا‪ ،‬فنلندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬أملانيا‪ ،‬هنغاريان أيسلندا‪ ،‬اهلند‪ ،‬إيران‪ ،‬أيرلندا‪ ،‬إسرائيل‪ ،‬اليابان‪،‬‬
‫كرجستان‪ ،‬لتوانيا‪ ،‬لكسمبورغ‪ ،‬نيبال‪ ،‬هولندا‪ ،‬نيوزيلندا‪ ،‬النرويج‪ ،‬بولندا‪ ،‬أفريقيا اجلنوبية‪،‬‬
‫إسبانيا‪ ،‬السويد‪ ،‬سويسرا‪ ،‬اململكة املتحدة والواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫تتمثل املنظمات التالية يف منظمة التأتأة العاملية‪:‬‬
‫‪ -‬االحتاد األورويب ملنظمات التأتأة ‪The European League of Stuttering .‬‬
‫‪(ELSA) – Passing Twice‬‬
‫( جمموعة من األشخاص املتأتئني من الشاذين جنسيا ومن ذوي مثيلي اجلنس املتأتئني)‪TTM- .‬‬
‫‪( – L‬جمموعة من األشخاص املتأتئني ممن يتحدثون اللغة اإلسبانية)‪.‬‬
‫مصطلح “أصدقاء مميزين” “‪ ”Special Friends‬يشري إىل عضويات شخصية ألفراد من‬
‫دول ليست عضوة يف منظمة التأتأة العاملية‪ ،‬يرغبون يف مساعدة جهود منظمة التأتأة العاملية يف‬
‫جهودها للتواصل مع دول هؤالء األفراد‪.‬‬
‫الفئة األخرى هي “أعضاء فخريني” “‪ ”Honorary Members‬وهذا املصطلح يشري إىل‬
‫أفراد مت منحهم عضوية خاصة‪ ،‬تقديرا لعملهم نيابة عن األشخاص املتأتئني‪ ،‬وأول عضوين فخريني‬
‫يف منظمة التأتأة العاملية كانا “‪ ”Jane Fraser‬من منظمة التأتأة األمريكية “‪Stuttering‬‬
‫‪ ”Foundation of America‬و “‪ ”Judith Koster‬من ‪Stuttering Home‬‬
‫‪ Page‬وهو موقع إلكرتوين ميكن زيارته الذي ميكن زيارته على موقع اإلنرتنت التايل‬
‫‪www.stutteringhomepage.com‬‬
‫تتوفر قائمة بأمساء أعضاء منظمة التأتأة العاملية باإلضافة إىل اهليئة االستشارية للمنظمة على موقع‬
‫اإلنرتنت التايل‪:‬‬
‫‪ http://www.stutterisa.org/Board.html#boardmembers‬ويوفر هذا‬
‫املوقع أيضا معلومات حول كيفية االتصال باملؤسسات املمثلة مبنظمة التأتأة العاملية‪ .‬يرتأس اجمللس‬
‫اإلداري ملنظمة التأتأة العاملية ‪ Mark Irwin‬وعنوانه على اإلنرتنت‬
‫‪ mirwin@cobweb.com.au‬يف أسرتاليا‪ .‬وكان الرئيس السابق للمجلس اإلداري‬
‫للمنظمة هو ‪ Thomas Krall‬من أملانيا‪.‬‬

‫المشاريع الحالية‪:‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪                                                                                     ‬‬
‫دعم يوم التأتأة العاملي الذي يتم االحتفال به سنويا يف‪/‬حوايل ‪ 22/10‬من كل عام‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫أسباب وأنواع التأتأة‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬أسباب التأتأة‪.‬‬
‫النظريات واآلراء اليت تفسري أسباب (التأتاة( ‪:‬‬
‫‪ 5-1‬النظريه السيطرة المخية ‪Dominance Theory Cerebral[7] :‬‬
‫اليت يتزعمها الباحث األمريكي ))ترافس(( واليت ترى بأن التأتأة عرض الضطراب حيوي )‬
‫بيولوجي( أو الضطراب عصيب فسيولوجي داخلي معقد‪ ،‬يتلخص يف أن حتويل طفل أيسر للكتابة‬
‫بيده اليمىن مدعاة حلدوث التأتأة يف الكالم‪ ،‬واألساس الذي قال به أصحاب هذا املذهب يرجع‬
‫إيل الفرض اآليت‪:‬‬
‫إن املخ ينقسم إيل شطرين كرويني‪ ،‬ومن خصائص تكوينهما أن أحدمها ميتاز بالسيطرة علي‬
‫اآلخر‪ ،‬وتكون هذه السيطرة يف النصف الكروي األمين لألشخاص الذين يكتبون باليد اليسرى‬
‫والعكس‪ ،‬ومبعىن أخر فقد وجدت بعض الدراسات باستخدام الرسام الكهربائي للمخ (‪)EEG‬‬
‫أن الذكور الذين لديهم تأتأة وجد لديهم إمخاد أو تثبيط (كف) للموجة ألفا بالفص األمين أثناء‬
‫إثارة الكلمات واملهام‪ ،‬أما الذين ليس لديهم تأتأة فلديهم تثبيط وكف بالفص األيسر‪.‬‬
‫كما أن الذين لديهم تأتأة يظهر لديهم استخدام اليد اليسرى‪ ،‬كما يستخدمون كال اليدين‪ ,‬فهي‬
‫عالقة عكسية منشؤها السيطرة الدماغية‪ ،‬وبناء على هذا الفرض يقرر أصحاب هذا املذهب أن‬
‫حتويل طفل يساري إيل الكتابة باليمىن ينتج عنه شئ من التداخل يف عمل كل من نصفى املخ‬
‫الكرويني‪ ،‬ويؤدى هذا التداخل إىل ازدياد سيطرة نصف الكرة اليساري‪ ،‬فيتعادل شطر املخ يف‬
‫السيطرة‪ ،‬وينتج عن تعادهلما اختالل يؤدى إىل اضطراب كالم الطفل ‪ ,‬وأكد مصطفى فهمي‬
‫صحة هذا الفرض من األحباث اليت قامت هبا يف جامعة "كمربدج" أثناء دراسته فيها علي أن من‬
‫بني ستمائة طفل يساري حاول املشرفون على تعليم اخلمسني منهم إجبارهم بشىت الطرق على‬
‫استعمال اليد اليمىن بدل من اليسرى يف الكتابة‪ ،‬فكانت نتيجة ذلك _ مع استثناء ثالثة منهم _‬
‫أن تعرضت تلك) اجملموعة لعلل نفسية أمهها اللجلجة والتأتأة يف الكالم ‪.‬‬
‫‪ 5-2‬النظرياتـ البيوكيميائية والفسيولوجية‪]8[:‬‬
‫يرى "ويست" ‪ West‬بأن التأتأة هي نتيجة الستعداد وراثي‪ ،‬وقد أكد ويست عام ‪ 1958‬على‬
‫حالة عدم اتزان الدم – السكر لدى الشخص املتأتئ خالل التأتأة وترتبط هذه النظرية يف أحباث‬
‫األيض األساسي وكيمياء الدم‪ ،‬وأمواج الدماغ‪،‬والتوائم والعوامل الفسيولوجية العصبية‪.‬‬
‫كما أكدت نظريات أخرى على أمهية التغريات الدينامية اهلوائية والفسيولوجية اليت تظهر يف اجلهاز‬
‫الصويت خالل الكالم واليت تقول بأن التأتأة مشكلة يف التصويت والتنفيس اهلوائي والنطق‪ ،‬كم‬
‫أشارت نظريات أخرى إىل التحويالت الصوتية اليت جتعل بداية الكالم صعبة لدى الشخص‬
‫املتأتئ‪ ،‬وكذلك توقيت وتدفق اهلواء‪ ،‬كما يرى آخرون أن عنصر التنسيق والتوتر الزائد يف منطقة‬
‫احلنجرة كعوامل مسببة للتأتأة‪ ،‬وينظر باحثون آخرون إىل أن عدم السيطرة على النشاط احلنجري‬
‫يسبب التأتأة‬
‫‪ 5-3‬النظرية الجينية ‪: Genetic Theory‬‬
‫وترى بأن التأتأة هلا أساس وراثي‪ ،‬ويشري البعض من الباحثني إىل أن ‪ % 65‬من األفراد املتأتئني‬
‫لديهم أحد األبوين أو األقارب يتأتئون‪ ،‬بينما مل جيد الباحثون اآلخرون أي عامل وراثي وراء‬
‫التأتأة‪ ،‬باإلضافة إىل أن وجود أقارب يتأتئون ال يعين بالضرورة وجود أصل وراثي ‪ ,‬وطور هذه‬
‫النظرية ويندل جونسون ‪Wendel Johnson‬‬
‫كما مسيت بالنظرية النمائية ‪ Developmental Theory‬ونظرية مقاومة التوقع‬
‫‪ Anticipatory Struggle Theory‬و يرى جونسون ‪ Johnson‬أن تشخيص التأتأة‬
‫من قبل اآلباء يوفر بيئة الفرق واإلعاقة حيث يبدأ الطفل بالكالم غري الطبيعي كاستجابة للقلق‬
‫وللضغوطات والنتقادات اآلباء‪ ،‬حيث يستجيب كل من اآلباء والطفل لفكرة اإلعاقة أكثر من‬
‫سلوك كالم الطفل‪ ،‬ويقول جونسون ‪ Johnson‬أن التأتأة تبدأ يف أذن اآلباء قبل فم الطفل ‪.‬‬
‫‪ 5-4‬نظرية الفشل في االتصال (‪)Theory of communication Failure‬‬
‫لصاحبهاـ بلدستين‪ Bloodstein ]9[:‬بأن التأتأة نتيجة للفشل يف االتصال واحملادثة مع‬
‫أشخاص آخرين كما يفهمها الطفل‪ ،‬حيث تبدأ التأتأة كاستجابة للتوتر وللتقطع الناتج يف الكالم‬
‫الذي حيدث بسبب الفشل املستمر يف التحدث مع اآلخرين يف وجود ضغط يف التفاهم معهم‪.‬‬
‫نظرياتـ علم النفس ‪]10[:‬‬
‫أ‪ -‬نظريات العصاب ‪ : Neurotic Theories‬واليت تركزعلى السمات الشخصية والعوامل‬
‫النفسية يف تفسري التأتأة‪ ،‬فمن خالل املقابالت واالختبارات االسقاطية واختبارات الورقة والقلم‬
‫فإنه ميكن فهم الشخصية والدينامية النفسية والتكيف االجتماعي واحلاجات الالشعورية والشخص‬
‫الذي يتأتئ‪ ،‬فتأتأته ينظر هلا على أهنا حاجة إىل اإلشباع الفمي والشرجي والتعبري الكامن عن‬
‫العداء وقمع مشاعر التهديد والعدوان والعداء املكبوت‪ ،‬كما ينظر هلا على واخلوف من اخلصاء‬
‫‪astration‬أهنا أداة جلذب االنتباه والتعاطف ووسيلة ملشاعر التهديد والكبت‬
‫ب‪ -‬النظريات السلوكية‪:‬‬
‫حاول أصحاب هذه النظرية تفسري سلوكيات الفرد سواء العادية وغري العادية يف ضوء عملية‬
‫التعلم‪ ،‬لذا فهم يعتربون التأتأة من وجهة نظرهم عبارة عن سلوك يتعلمه الفرد إما بالتعزيز أو‬
‫احملاكاة‪ ،‬األطفال الصغار يف سن ‪ 4-3‬سنوات يتعرضون الضطرابات يف طالقة الكالم خالل‬
‫ممارستهم األوىل هلا ألهنم غري قادرين على نطق األصوات من جهة ولقلة حمصوهلم اللغوي أن عدم‬
‫الطالقة املقرتن بردود فعل املستمع من جهة أخرى‪ ،‬ويرى ‪ Johnson‬السلبية تعد املسبب‬
‫احلقيقي للتأتأة‪ ،‬مبعىن أن الطفل عندما يتكلم وحتدث له التأتأة(اللجلجة)‪ ,‬وينتقد من قبل اآلخرين‬
‫فإنه يدعم هذا االضطراب ويدعم حدوثه مرة أخرى‪ ،‬وهذا ما يسمى بالنظرية التفاعلية‪ ،‬وهناك‬
‫جانب آخر يتسق مع تفسري نظرية التعلم ويتضمن تعرض الفرد للجلجة‪ ،‬وهو ما يسمى أثر الثبات‬
‫أو االتساق ‪ Consistency‬املتلجلج إىل اللجلجة يف بعض الكلمات أو يف كلمات معينة دون‬
‫األخرى‪ ،‬مما يشري إىل أنه يعرف مسب ًقا أنه سوف يتلجلج عند نطق تلك الكلمة‪ ،‬األمر الذي جيعله‬
‫يتلجلج بالفعل مرة تلو مرة‪.‬‬
‫متعلما‪ ،‬حيث أرجعه البعض‬ ‫خالصة القول فقد حاول السلوكيون تفسري اللجلجة على أهنا سلو ًكا ً‬
‫إىل ارتباطه مبثري شرطي )كالم اآلخرين( ينتزع استجابة اللجلجة من الفرد‪ ،‬بينما أرجعها البعض‬
‫اآلخر ما حيصل للفرد من تعزيز نتيجة ممارسة التأتأة‪ ،‬كأن يلفت انتباه اآلخرين أو استدرار عطفهم‬
‫واهتمامهم‪ ،‬كما يعتربه البعض سلوك هروب من مثري غري مرغوب فيه يسبب انفعاالت مؤملة‬
‫واستجابات سلبية مثل اخلجل أو التوتر أو القلق‪ ،‬وبالتايل ميارس التأتأة (اللجلجة) جتنبًا لألمل الذي‬
‫يتعرض له الشخص‪.‬‬
‫ج‪ -‬نظريات اإلشراط الكالسيكي ]‪Classic Conditioning Theories[11‬‬
‫تشري إىل أن ‪ :‬التأتأة هي نتيجة للفشل غري املشروط يف الكالم الطلق بسبب قلق املتكلم حول‬
‫كالمه‪ ،‬وإذا حدث ذلك فإن الشخص سوف يتأتئ يف أي موقف مثري للقلق‪ ،‬وينظر إىل التأتأة‬
‫على أهنا نتيجة حلالة وظيفية للجهاز الصويت‪ ,‬فهي تتميز بالتوتر الذي حيدث للجهاز الصويت‪ ،‬كما‬
‫وتعمل التوترات االنفعالية والقلق االجتماعي على إحداثها‬
‫******* أدى تعدد النظريات واآلراء اليت تفسري حدوث التأتأة ايل تعدد عواملها وأسباهبا فهي إما‬
‫عضوية أو نفسية أو تعلمية وغريها‪ ،‬وليس من السهل ترجيح إحدى النظريات أو العوامل على‬
‫دورا يف حدوث التأتأة‪ ،‬فالكثري من‬ ‫غريها‪ ،‬فالبعض يرى بأن توقعات اآلباء غري الواقعية تلعب ً‬
‫اآلباء ال يعرفون أن هناك مدى واسع من الفروق يف القدرة على التحدث بطالقة بني األطفال يف‬
‫أمرا طبيعيًا‪ ،‬وقد أشارت الدراسات إىل أن استياء الطفل من عدم‬ ‫أعمار خمتلفة‪ ،‬وأن هذا يعترب ً‬
‫احلصول على انتباه والديه‪ ،‬وسيطرة الوالدين‪ ،‬والنقد‪ ،‬وامليل إىل الكمال واالهتمام الزائد بالكالم‪،‬‬
‫دورا يف التسبب بالتأتأة لديهم‪.‬‬
‫واحلماية الزائدة ألبنائهم‪ ،‬تلعب ً‬
‫ويرى البعض اآلخر أن استعمال اآلباء واألشخاص اآلخرين كلمات ومجل طويلة وتعبريات لغوية‬
‫معقدة وكالم سريع‪ ،‬يزيد من احتمالية التأتأة عند الطفل عندما حياول تقليدهم يف الكلمات‬
‫واجلمل والتعبريات اليت يستعملوهنا‪ ،‬وأشار جونسون ‪ Johnson‬ورفاقه إىل أن تغيري البيئة املادية‬
‫للطفل مثل الرحيل إىل بيت جديد‪ ،‬ومرض الطفل‪ ،‬وإدراك الطفل بأن األم حامل‪ ،‬وقدوم مولود‬
‫جديد‪ ،‬قد يؤدي إىل ظهور التأتأة ويرجع البعض التأتأة إىل املواقف والظروف اليت تثري القلق‬
‫والتوتر‪ ،‬فقد تظهر التأتأة عندما حياول الطفل التكلم مع املعلم‪ ،‬أو املوقف الذي حياول فيه‬
‫الشخص إخفاء الغضب‪ ،‬وباإلضافة إىل ذلك فإن البعض يرجع التأتأة إىل تدين مفهوم الذات‬
‫واعتقاد الشخص بصعوبة الكلمات‪ ،‬وإىل عدم املعرفة الصحيحة بطريقة الكالم والتعبري الصحيح‪،‬‬
‫واحملاوالت املشوشة للتكيف مع األشخاص اآلخرين ‪ ,‬كما للعامل النفسي دور هام وفعال يف‬
‫نشوب اضطراب اللجلجة‪.‬‬
‫د‪ -‬نظريات التحليل النفسي]‪Psychoanalysis : [12‬‬
‫تنظر إىل التأتأة على أهنا اضطراب عصايب‪ ،‬يكون فيه اضطراب جزئي يف الشخصية ينعكس من‬
‫خالل اضطراب يف الكالم‪ ،‬ويقول‪ :‬إن التأتأه ناجتة عن صراعات ال شعورية‪ ،‬وهي حماولة يقوم هبا‬
‫الشخص املتكلم ليشبع حاجة انفعالية ال شعورية‪ ،‬ووسيلة إلشباع حاجات جنسية فميه‪ ،‬وهي‬
‫وسيلة دفاع يلجأ إليها الشخص للحد من تطور القلق عندما هتدده بعض املثريات يف الظهور‪،‬‬
‫وعندما حياول الكالم‪ ،‬فإن حركات الفن لديه تكون شبيهة حبركات مص الثدي األصلية عندما‬
‫رضيعا‪.‬‬
‫كان ً‬
‫ويقول فرويد ‪ Freud‬إن األطفال لديهم أنواع من اجلنسية األولية واليت تشبع عن طريق الرضاعة‬
‫مبكرا من أم مضطربة انفعاليًا‪،‬‬‫وأشكال أخرى من السلوك الفمي‪ ،‬وإن الطفل إذا ما فطم بقسوة ً‬
‫فإن الطفل سوف ال يشبع حاجاته الفميه بطريقة طبيعية‪ ،‬لذلك فإن بعض احلاجات الفميه تبقى‬
‫كامنة على شكل كبت يظهر فيما بعد على هيئة صور مقنعة‪ ،‬كاألكل الزائد‪ ،‬والكالم السريع‪،‬‬
‫وأشكال فميه أخرى كما يشري البعض أن القدوة السيئة يف الكالم تؤدي إىل حماكاة فقرية نتاجها‬
‫بعض صور من صعوبات الكالم‪ ،‬كذلك حاالت الغرية واملنافسة‪ ،‬أما التأتأه املوقفية فريدها علماء‬
‫أمراض الكالم إىل عوامل نفسية اجتماعية‪ :‬كاخلوف من التفاهم يف املواقف االجتماعية أو ما‬
‫يسمى جزع املواجهة والقلق الناشئ عن توقع النقد من السامع واخلوف من التأتأة ذاهتا‬
‫‪ -1‬أو من اآلراء اليت ال تتناسب مع قدرات األبناء أو وجود جو أسري غري آمن‪ ،‬أو وجود مسة‬
‫الشخصية اهلستريية االنبساطية مع االستعداد الوراثي للعصاب كما أن تعرض الطفل إىل مصادر‬
‫متنوعة ومستمرة تثري قلقه وتوتره يؤدي إىل التأتأة‪ ،‬كاجلدال العنيف واملستمر يف األسرة‪ ،‬ويؤدي‬
‫التوتر املتواصل غالبًا إىل ما يعرف بالقلق التوقعي إذ خياف الطفل مما سوف حيدث عندما يتكلم‬
‫فيتوتر ويتأتئ‪ ،‬كما يعترب اإلجهاد وعدم االستعداد واإلكراه على التغيري من مصادر زيادة التوتر‬
‫عند األطفال‪.‬‬
‫إن ما يعرف بالعصبية والتوتر االنفعايل وحدة مشاعر الطفل وحسده لطفل آخر ورغبته يف جلب‬
‫انتباه العائلة‪ ،‬وقلق الطفل نتيجة شعوره باحلرمان وخيبة األمل لسبب أو آلخر هو السبب العام أو‬
‫انتشارا‪ ،‬وتنظر مدرسة التحليل النفسي إىل التأتأة‬
‫ً‬ ‫على األقل السبب املباشر لعيوب الكالم واألكثر‬
‫بشكل عام على أهنا اضطراب عصايب‪ ،‬يكون فيه اضطراب جزئي يف الشخصية ينعكس من خالل‬
‫اضطراب يف الكالم وتقول أن التأتأة ناجتة عن صراعات ال شعورية‬
‫**هناك عوامل بيئية هلا دور كبري وفعال وقاطع يف تنمية اللجلجة (التأتأة) ‪ ،‬ومن هذه العوامل ما‬
‫يكون مرتبط باألسرة ومنها ما هو مرتبط باملدرسة‪ ،‬وهي على النحو التايل‪:‬‬
‫اهتماما‬
‫ً‬ ‫إن تعلم اللغة عملية معقدة‪ ،‬ومعظم اآلباء يدركون ذلك‪ ،‬إال أن بعض اآلباء يظهرون‬
‫وشديدا وقل ًق ا إذا تعثر أطفاهلم يف النطق وينتقل هذا القلق إىل الطفل ويعم القلق على عالقته‬
‫ً‬ ‫كبريا‬
‫ً‬
‫دائما وبالتايل تكون اللجلجة‪ ،‬كما أن استعراض القدرة اللغوية‬ ‫مع والديه وتكون النتيجة قل ًقا ً‬
‫لألطفال من العوامل املساعدة لنشؤ اللجلجة فغالبًا ما مييل اآلباء إىل االفتخار مبا يستطيع أبناؤهم‬
‫القيام به‪ ،‬ويشري رايرب أن إجبار الطفل على الكالم هو أحد أشكال قطع الطالقة الشديدة وهو‬
‫على عكس استعراض القدرة اللغوية‪ ،‬فحني جيرب الطفل على الكالم والتربير فإنه يضطر إىل أن‬
‫جييب على تساؤالت ويعلل مواقف مل يفعلها وهذا كله يتطلب منه الكثري من الكالم وبالتايل‬
‫حتدث اللجلجة‪ ،‬وهناك عوامل عدة من شأهنا أن حتدث اللجلجة لدى األطفال بسبب الوالدين‬
‫وهي‪:‬‬
‫* استعجال الوالدين على النطق لدى أطفاهلم‪ ،‬يف السنوات األوىل دون مراعاة لقدراهتم الكالمية‬
‫احملدودة‪.‬‬
‫*استخدام أسلوب التخويف والضرب عندما يظهر الطفل أي احنراف كالمي‪.‬‬
‫*ارتداد الطفل بعد سن الرابعة إىل الطريقة الطفلية بتشجيع من الوالدين‪ ،‬وذلك نتيجة التدليل حني‬
‫يأيت طفل جديد لألسرة‪.‬‬
‫* إمهال الوالدين للطفل وافتقاره للعطف واحلنان والرعاية األبوية‪.‬‬
‫* تعليم الطفل لغات متعددة يف وقت واحد‪ ،‬حبيث ال يفكر الطفل يف اللغة وال يركز عليها‪.‬‬
‫جوا مناسبًا لتثبيت عدم‬
‫* تشكل املدرسة عامل مهم يف ظهور اللجلجة‪ ،‬حيث متثل يف الغالب ً‬
‫الطالقة الطبيعية‪ ،‬فاملدرسة يقضي الطفل فيها وقتًا طويال فيكون فيها ميدان التنافس وتنمية الذات‬
‫والثقة بالنفس والتواصل مع اآلخرين‪ ،‬لكن إذا وجدت املمارسات اخلاطئة يف املدرسة فمن شأنه‬
‫أن ينمي اللجلجة لدى الطفل وذلك من خالل التنافس غري السليم ويشعر الطفل بالنقص‬
‫واإلحباط نتيجة متيز أقرانه عليه وعدم قدرته وكفايته‪ ،‬وبالتايل يصاب بالقلق والتوتر واخلوف وهذا‬
‫أيضا‬
‫دورا ً‬
‫يساعد يف تثبيت وتنمية اجللجلة‪ ،‬كما أن لالمتحانات والقلق املرافق هلا ً‬
‫ومن أبرز العوامل يف هذا البعد‪:‬‬
‫• الطريقة اليت يستخدمها املدرس مع الطالب‪ ،‬سواء جتنبه اإلجابة كي ال يسبب له حرج أو‬
‫مقاطعته يف اإلجابة لتأخره بسبب اللجلجة‪ ،‬وكالمها من شأنه أن ينمي ويثبت اضطراب اللجلجة‪.‬‬
‫• تعامل املدرسة مع املشكلة‪ ،‬كأن يكون هناك حرص وتدليل ومراعاة شديدة للطفل‪ ،‬وهذا من‬
‫شأنه أن جيعل الطفل يستخدمها كسالح للفت انتباه اآلخرين واستدرار عطفهم‪.‬‬
‫• اإلخفاق يف التحصيل الدراسي من شأنه أن يساعد يف تنمية وتثبيت اللجلجة‪.‬‬
‫*****أما أسباب التأتأة حسب ''كريت ليفني " لقد أوضح على أنه ال ميكن حصر كافة األسباب‬
‫املؤدية الضطراب اللجلجة يف الكالم‪ ،‬ذلك أن كل حالة رمبا تكون هلا األسباب املختلفة عن‬
‫احلاالت األخرى‪ ،‬وفيما يلي جمموعة من أشيع أسباب اللجلجة يف الكالم‪.‬‬
‫األسباب العضوية ‪ :‬تتلخص ىف العامل الوراثى‪ ،‬بينما أظهرت دراسة شرييل عدم وجود أى أدلة‬
‫على توريث هذا االضطراب حىت على مستوى اجلينات السائدة أو املتنحية‪ ،‬ويتفق جمموعة من‬
‫الباحثني إىل أن اإلصابة املزمنة بأمراض اجلهاز التنفسي‪ ،‬أو حماولة الكالم أثناء عملية الشهيق‪ ،‬أو‬
‫نقص الكالسيوم‪ ،‬أو اضطراب اجلهاز السمعي تؤدى إىل هذا االضطراب‪.‬‬
‫األسباب النفسية‪ :‬يرى أنصار مدرسة التحليل النفسي مثل بلودستني ‪ - Bloodstin‬أن ضعف‬
‫األنا وقمع امليول خشية العقوبة وضعف الثقة بالنفس من أهم العوامل النفسية اليت تكمن وراء‬
‫اللجلجة يف الكالم‪ ،‬وأن املتلجلج ينكص يف حلظات اللجلجة إىل مرحلة الكالم الطفلى كتعبري عن‬
‫القلق أو فقدان الشعور باألمن أو الشعور بالنقص‪.‬‬
‫ويؤكد حامد عبد السالم زهران على أن اضطرابات الكالم ترجع إيل الصراع والقلق ‪,‬واخلوف‬
‫املكبوت‪،‬والصدمات النفسية‪ ،‬واالنطواء‪ ،‬والعصابية‪ ،‬وضعف الثقة بالنفس‪ ،‬والعدوان املكبوت‪،‬‬
‫واحلرمان االنفعايل‪ ،‬واالفتقار إىل العطف‪.‬‬
‫ويؤكد البعض اآلخر على أن هذا االضطراب ما هو إال عرض عصاىب تكمن وراءه رغبات‬
‫وصراعا بني الرغبة الشعورية ىف‬
‫ً‬ ‫نكوصا إىل املرحلة الشرجية‬
‫ً‬ ‫عدوانية مكبوتة‪ ،‬حيث يعيش الفرد‬
‫الكالم واحلاجة الالشعورية بعدم الكالم‪ ،‬فتكون اللجلجة وقفا هلذا العدوان‪ ،‬وما اللجلجة إال‬
‫إخراج يعقبه إيقاف وخوف من الكالم‪ ،‬مث إخراج يعقبه خوف آخر من إخراج العدوان وهكذا‪،‬‬
‫ولذا فإن هذا االضطراب يكون أكثر حدوثا أمام الكبار وىف املواقف املرتبطة بالصراع‪.‬‬
‫األسباب االجتماعية‪ :‬يذكر حممود محودة أنه إذا كان الطفل ىف موقف اجتماعي سيء يظهر‬
‫اضطراب اللجلجة ىف الكالم وهو يعرب عن التشجيع وإحراج الطفل ىف املواقف الكالمية‪ ،‬وقهره‬
‫وعدم السماح له بالتعبري كما يريد عن نفسه‪ ،‬وعدم الشعور باألمن النفسي داخل أسرته‪.‬‬
‫ويرى الباحث أن اللجلجة يف الكالم يف املواقف العادية إمنا ترجع جملموعة من األسباب أوهلا‪:‬‬
‫اخلوف ولذا كانت خري طريقة يعرب هبا املمثل على املسرح عن اخلوف هي طريقة التعثر يف الكالم‪،‬‬
‫قاصرا عن األداء وبذلك يضيع الوقت يف البحث عن األلفاظ املناسبة‪،‬‬ ‫وثانيها‪ :‬أن يكون اللفظ ً‬
‫وأخرها‪ :‬أن يكون تدفق األفكار أسرع من تعبري الفرد عنها لعجز أساليب تعبريه بسبب قلة‬
‫احملصول اللغوي‪ ،‬والسببان األخريان ميكن مالحظتهما بوضوح وىف أبسط صورة عند حماولة الفرد‬
‫التحدث بلغة أجنبية ال يتقنها‪ ،‬فهو يتعثر آنذاك‪ ،‬بينما ال يتعثر عند التحدث بلغته األصلية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التأتأة ‪]13[:‬‬


‫للتأتأة عدة أنواع‪ ،‬هي ‪:‬‬
‫‪ - 6-1‬التأتأةـ االرتقائيةـ أو التطورية ‪ :‬تكون عارضة عند األطفال يف مراحل ارتقائية‪ ،‬وهي‬
‫جللجة شائعة مؤقتة تظهر عادة ( بني سن الثانية والرابعة) من العمر‪ ،‬وتستمر بضعة أشهر فقط‪.‬‬
‫‪ 6-2‬التأتأة المعتدلةـ أو الحميدة ‪ :‬تبدأ بني ( ست ومثاين سنوات) من العمر‪ ،‬وتستغرق من‬
‫سنتني إيل ثالث سنوات ‪.‬‬
‫‪ 6-3‬التأتأة الدائمةـ أو المتمكنة ‪ :‬تبدأ بني سن الثالثة والثامنة من العمر‪ ،‬وتستمر مدة طويلة‪،‬‬
‫إال إذا عوجلت بأسلوب فعال ‪.‬‬
‫تعد اللجلجة اليت تظهر بعد عمر اخلامسة أكثر خطورة من تلك اليت تظهريف عمر مبكر يصاحب‬
‫اللجلجة عادة بعض التغريات الالإرادية على الوجه‪ ،‬مثل ‪":‬تعقيدات الوجه‪ ،‬وطرف العني‪ ،‬وبعض‬
‫أيضا تنفس غري منتظم ‪ ,‬ولقد صنفتها " باي '' إيل‬
‫احلركات باأليدي واألقدام‪ ،‬كما قد يصاحبها ً‬
‫مخسة جداول عيادية‪:‬‬
‫‪ -1‬تأتأة فيزيولوجية‪ :‬تظهر ما بني ‪3‬إىل ‪ 6‬سنوات‪ ،‬كميكانيزم سيكولوجي دفاعي عند الطفل‪،‬‬
‫جيلب اهتمام الوالدين وانتباههما‪ ،‬وقد خيتفي عند دخوله املدرسة‪.‬‬
‫‪ -2‬تأتأة تشديدية ‪ :‬تتمثل يف الشد على املقطع األول من الكلمة‪ ،‬أو تكرار الكلمة األوىل يف‬
‫اجلملة‪.‬‬
‫‪ -3‬تأتأة ارجتافية‪ :‬تتمثل يف تكرار املقاطع الصوتية داخل الكلمات ويف وسط اجلمل‪.‬‬
‫‪ -4‬تأتأة خمتلطة ‪ :‬تتمثل فيها خصائص النوعني‪ ،‬األول والثاين‪.‬‬
‫‪ -5‬تأتأة تثبيطية ‪ :‬تتمثل يف تثبيط الكالم وعرقلته‪ ،‬ويصاحب ذلك سلوك حركي متوتر‪ ،‬ميس‬
‫عضالت الوجه ويؤدي إىل امحراره‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مستويات الـتأتأة حسب العمر وصفاتها[‪]14‬‬
‫‪ -‬التأتأة األوليةـ من ‪ 8-2‬سنوات‪:‬‬

‫وتتميز برتديد جزء من كلمة ( ملـ ‪ ..‬ملعب ) أو كلمة تتكون من مقطع واحد باإلضافة إىل إطالة‬
‫األصوات الصائتة (مفتوح) ويعرف الطفل بأنه يعاين من صعوبة يف طالقة الكالم‪.‬‬
‫يف هذا املستوى يظهر على الطفل شد يف العضالت وسرعة يف الكالم‪ ،‬وإعادة سريعة وغري منتظمة‬
‫للكالم‪ ،‬ويبدأ ظهور العمليات االنسحابية أثناء عملية التأتأة‪ ،‬وهنا يعي الطفل عدم طالقته‬
‫الكالمية لذلك يشعر باإلحباط‪.‬‬
‫‪ -‬التأتأة المتوسطة من– ‪ 13 6‬سنة‪:‬‬

‫وتتميز برتديد جزء من كلمة أو كلمة تتكون من مقطع واحد باإلضافة إىل إطالة األصوات‬
‫الصائتة مع تشدد واضح أثناء اخلصائص اجلانبية املصاحبة للتأتأة بشكل أوضح مثل رمش اجلفون‬
‫وهز الرأس أثناء حدوث التأتأة واستخدام بدايات مثل‪ :‬أأأ‪ ...‬قبل البدء بالكالم باإلضافة إىل بعض‬
‫مشاعر اخلوف واحلرج واإلحباط مع معرفة الشخص التامة أنه يعاين من التأتأة‪.‬‬
‫التأتأةـ المتقدمة من ‪ 14‬سنة فما فوق‪:‬‬

‫وتعترب من أشد مراحل التأتأة يف هذا املستوى تكثر اإلطالة وتكون التوقفات مصاحبة لرجفة يف‬
‫اللسان أو الشفاه أو الفك‪ ،‬عندها يستخدم املتأتئ التجنب الكامل حىت ال يقع يف التأتأة‪ ،‬كما‬
‫يستخدم أمناط معقدة من التجنب أو االنسحاب‪ ،‬وتكون عواطفه بني اخلوف والدهشة واالرتباك‬
‫منخفضا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وهنا يكون تقديره‬
‫المطلب الرابع‪ :‬معدل انتشار التأتأة‪:‬‬

‫لوحظ انتشار اللجلجة يف البنني أكثر منها يف البنات ؛ ولعل ذلك راجع إيل‪ ،‬أن القدرة اللفظية‬
‫‪ verbal Ability‬لدى البنات أقوى منها بوجه عام لدى البنني‪ ,‬وهذا مما يؤكد أثر اختالف‬
‫اجلنس ؛ كما لوحظ أن نسبة اللجلجة تزداد مع تقدم العمر‪ .‬وبناء علي أحباث كال من‬
‫بوم( و)ريتشر دسن وجد أن نسبة اللجلجة بني تالميذ املدارس ختتلف من إقليم آلخر؛ ففي‬
‫الواليات املتحدة األمريكية وكذلك يف إجنلرتا الحظا أن النسبة العامة للجلجة بني البنني والبنات‬
‫هي ‪ %١‬بينما ترتفع هذه النسبة إىل ‪ %٢‬يف بلجيكا ‪ .‬والغريب أن اللجلجة غري معروفة بني‬
‫و بصفة عامة تنتشر اللجلجة بنسبة ( ‪ (%1‬تقريبًا من عامة الناس‬ ‫مجاعات اهلنود احلمر‬
‫شيوعا لدى األطفال الصغار ويف‬ ‫وأغلبهم من األطفال – إذ مييل هذا االضطراب ألن يكون أكثر ً‬
‫العادة يتبدد يف األطفال األكرب سنًا والراشدين‪ .‬كما ينتشر االضطراب مبعدل ‪ % -3-4‬من‬
‫انتشارا يف اجملتمعات الراقية أو املتقدمة عنها يف‬
‫ً‬ ‫الذكور لكل أنثى‪ ،‬كما أن اللجلجة أكثر‬
‫اجملتمعات البدائية أو املتخلفة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن اللجلجة تظهر يف أي عمر فإن أكثر من ‪ % 50‬من املصابني هبا يبدون‬
‫اللجلجة يف مرحلة مبكرة من احلياة‪ ،‬فقد تظهر يف مرحلة اكتساب اللغة أو يف السنة الثالثة اليت‬
‫حياول الطفل فيها زيادة حمصوله اللغوي من الكلمات واجلمل واستعمال اللغة ملخاطبة اآلخرين‪،‬‬
‫بينما باقي احلاالت ال تستمر اللجلجة معهم أكثر من سنتني‪ ،‬ويطلق على هذه احلاالت جللجة‬
‫النمو أو اللجلجة الفسيولوجية أو األولية وهي تعترب طبيعية لدى األطفال سببها النضج غري الكامل‬
‫جلهاز الكالم‪ ،‬كما تشيع بداية اللجلجة عند نسبة تصل إىل ‪ % 30‬من احلاالت يف‬
‫املدرسة‪ ،‬وهناك حوايل ‪ % 40‬من األطفال األسوياء يتلجلجون أو يتلعثمون يف الكالم يف يوم‬
‫معني من األسبوع مثل يوم بداية األسبوع أو اليوم الذي يلي العطلة أو عند سؤال املعلم هلم أو‬
‫عند فراق األم‪ ،‬كما وجد أن الذين لديهم اللجلجة أقارب من الدرجة األوىل بنسبة‪( .% 50 .‬‬
‫‪(1‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫األعراض المصاحبة للتأتأة‪.‬‬

‫املطلب األول‪  :‬اخلصائص النفسية للمتلجلجني‪]15[:‬‬


‫يرجع االهتمام بدراسة اخلصائص النفسية لدى املتأتإين باعتبار أن التأتأة مشكلة ذات جذور نفسية‬
‫أو شخصية‪ ،‬وقد أجريت العديد من الدراسات اليت اهتمت باخلصائص النفسية لدى املتأتإين‪ ،‬وقد‬
‫أشارت هذه الدراسات إىل أن املتأتإين يتصفون باخلصائص التالية‪:‬‬
‫* سوء التوافق‪ ،‬عدم التكيف‪ ،‬والشعور بعدم األمان‪ ،‬واخلجل وسهولة االستثارة‪ ،‬واحلساسية‬
‫املفرطة‪ ،‬والتوتر وتوقع الرفض من قبل اآلخرين‪ ،‬االنطوائية‪ ،‬عدم الثبات االنفعايل‪ ،‬االخنفاض يف‬
‫مستوى االستقاللية الذاتية والتوافق‬
‫الذايت واملهارات االجتماعية‪ ،‬ظهور أعراض عصبية‪ ،‬الكبت‪ ،‬السلوك الوسواسي القهري‪،‬‬
‫االخنفاض يف وظيفة التحكم العقلي‪ ،‬املبالغة يف ردود الفعل‪ ،‬أحالم اليقظة‪ ،‬مشاعر القلق والضغوط‬
‫النفسية‪ ،‬الرفض للذات‪ ،‬اضطراب اهلوية وعدم القدرة على احلصول على هوية إجيابية‪ ،‬نقص روح‬
‫املبادرة‪ ،‬اجتاهات عدوانية حنو الذات‬
‫واآلخرين‪.‬‬
‫وعموما ميكن أن يكون لتلك اخلصائص تأثريات سلبية على شخصية املتلجلج وميكن أن تؤثر على‬‫ً‬
‫إقامته عالقات سوية مع اآلخرين‪ ،‬وميكن أن متثل حواجز متنعه من حتقيق التوافق النفسي‬
‫واالجتماعي السليم والفعال‪ ،‬كما ميكن أن يكون هلا أثار سلبية على اإلجناز الرتبوي لدى الطفل‬
‫املتلجلج‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬السلوكات ‪ ‬المترتبة عن التأتأة‪:‬‬
‫§ التجنب ‪:‬‬
‫ملا كانت التأتأة – بالنسبة للمتأتأ – نوعا من العار ‪ ،‬فإنه يرتتب على ذلك أن حياول املتأتأ أن ال‬
‫يكشف هذا العار أمام الناس ‪ ،‬وذلك عن طريق جتنب كل املواقف اليت تتطلب الكالم ‪ ،‬فال يسأل‬
‫يف الفصل أو احملاضرة ‪ ،‬وإن ُسئل يقول " ال أعرف " حىت وإن كان يعرف ‪ ،‬ال يقوم بإجراء‬
‫مكاملات تليفونية هنائيا ‪ ،‬وإن اتصل به أحد يقول لألهل أن خيربوه بأنه غري موجود باملنزل ‪ ،‬ال‬
‫يشرتي شيئا بل جيعل والده أو إخوته يقومون هبذا العمل ‪.‬‬
‫بالطبع ختتلف مظاهر التجنب وشدته باختالف شخصية املتلعثم ودرجة التأتأة (التلعثم) ‪ ،‬ويف‬
‫الكثري من احلاالت يتجه املتأتأ إىل جتنب التعامل مع الناس حىت وإن كان هذا التعامل ال حيتاج إىل‬
‫الكالم ‪ ،‬حىت أنه يصبح مرتبكا عندما ميشي يف الشارع وسط الناس !!!‬
‫§ االنطوائية ‪:‬‬
‫يؤدي جتنب املتأتأ لكثري من املواقف إىل شعوره الداخلي بالوحدة وشعور من حوله من زمالئه‬
‫ببعده وانطوائيته عنهم اليت تزداد يوما ً بعد يوم ‪ ،‬فرمبا يكون له فقط صديق أو اثنني على األكثر ‪،‬‬
‫ورمبا ال يكون له أي صديق‪.‬‬
‫‪ §1‬اضطراب السلوك االجتماعي ‪:‬‬
‫نتيجة لشعور املتأتئ بالدونية أي أنه أقل من مجيع من حوله ‪ ،‬فيظن أن كالمه رمبا ال يقبل ممن‬
‫حوله أو أن أسلوبه يف معاجلة القضايا رمبا يقل كفاءة عن أساليب اآلخرين ‪ ،‬كما أن جتنبه للكثري‬
‫من املواقف يقلل من خربته يف احلياة والتعامل مع الناس فيتوتر ويرتبك ألقل مشكلة تقع له وهذا‬
‫مما يزيد تأتأته ويدخله يف دائرة مغلقة من التأتأة واالرتباك‪.‬‬
‫§ اخلوف من كل جمهول ‪:‬‬
‫نتيجة خلوف املتأتأ املتكرر من املواقف اليت تتطلب الكالم ‪ ،‬فإنه وبعد فرتة خياف من كل موقف‬
‫جديد ‪ ،‬لشعوره الالواعي أن هذا املوقف رمبا يتطلب منه الكالم حىت وإن مل يكن كذلك ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬ما يمكن أن يزيد من حدة التأتأة‪:‬‬
‫الضغوط اخلارجية والداخلية اليت ميكن أن تزيد شدة التأتأة ‪]16[:‬‬
‫أ‪ -‬العوامل اخلارجية‬
‫§ ضغط العدد ‪:‬‬
‫تزيد شدة التلعثم عندما يتحدث املتأتأ إىل عدد كبري من األشخاص ‪ ،‬وذلك نتيجة إلحساسه أن‬
‫عددا كبريا من الناس ينظرون إليه وينتظرون كالمه ‪ ،‬بل إن أي شخص طبيعي إذا حتدث إىل عدد‬
‫كبري من الناس فإنه حيس شيئا من التوتر جيعله مرتددا يف كالمه ‪ ،‬فما بالك باملتأتئ ؟!‬
‫§ ضغط اللغة ‪:‬‬
‫عندما يتحدث املتلعثم بلغة غري لغته األصلية فإنه يعاين من زيادة يف شدة التلعثم وذلك لسببني ‪:‬‬
‫األول أنه ال ميتلك حرية االستبدال بني الكلمات ‪ ،‬والثاين أنه ال يعرف الطريقة الصحيحة لنطق‬
‫الكلمات هبذه اللغة ( وهذا نوع من ضغط عدم املعرفة( ‪.‬‬
‫§ ضغط اجلديد ‪:‬‬
‫عندما يتحدث املتأتأ لصديق جديد أو مدرس جديد أو عند دخول مدرسة جديدة أو عند دخول‬
‫الكلية ألول مرة أو عند استالم مهنة جديدة قد يعاين املتأتأ من زيادة يف شدة التأتأة ( وهذا نوع‬
‫من ضغط عدم املعرفة (‬
‫§ ضغط السلطة ‪:‬‬
‫تزداد التأتأة بشدة عندما يتحدث املتلعثم مع من له سلطة عليه كاملدير أو العميد أو ضابط الشرطة‬
‫أو حىت األب يف املنزل ‪ ،‬وهذا شيء طبيعي ومفهوم‪.‬‬
‫§ ضغط السرعة ‪:‬‬
‫من املالحظ على أغلب املتلعثمني أهنم يتحدثون بسرعة كبرية وخاصة يف الكلمة األوىل ‪ ،‬وذلك‬
‫ألهنم حياولون بكل سرعة وقوة إهناء الكالم قبل حدوث التأتأة ‪ ،‬ولكن لألسف تشكل هذه‬
‫السرعة ضغطا يؤدي إىل زيادة شدة التأتأة‬
‫§ ضغط التليفون ‪:‬‬
‫يعترب التليفون هو الكابوس الذي يؤرق معظم املتأتإين وخاصة أول كلمة يف املكاملة أن ضغط‬
‫التليفون ما هو إال مزيج من ضغطيني ‪ ،‬ضغط السرعة وضغط عدم املعرفة ‪ ،‬فاملتأتأ مبجرد أن يرفع‬
‫مساعة التليفون فعليه أن يتكلم وهذا هو ضغط السرعة ‪ ،‬وبالطبع هو ال يعرف بالضبط من املوجود‬
‫معه على الطرف اآلخر للخط ؟ أو أين هو؟ أو ماذا يريد ؟ وهذا هو ضغط عدم املعرفة ‪ ،‬وهكذا‬
‫نرى أن ضغط التليفون ليس ضغطا واحدا ولكنه مزيج من ضغطني وبذلك يتضح ملاذا ميثل‬
‫التليفون كل هذه الصعوبة بالنسبة للمتلعثم ‪.‬‬
‫مالحظة ‪:‬‬
‫الضغط المنعكس ‪:‬‬
‫يف بعض األحيان ومع بعض املتأتإين يعمل الضغط النفسي الناشئ عن أي من األسباب السابقة‬
‫كعامل مانع حلدوث التلعثم أو مقلل له وليس مساعد علي حدوثه ‪ ،‬وذلك لتكون جمموعة كبرية‬
‫جدا ً من الدوافع داخل املتلعثم حتثه على الكالم بأسلوب جيد حىت ال يظهر بشكل سيئ ‪ ،‬ومثال‬
‫على ذلك إذا كان املتلعثم متفوقا ً يف الدراسة ومت مطالبته بإلقاء كلمة أمام حشد كبري جدا ً من‬
‫الناس يف إحدى احلفالت بصفته الطالب األول أو املثايل ففي األغلب سوف يتحدث هذا املتلعثم‬
‫بطالقة نسبية وذلك لتكون دوافع قوية جدا ً بداخله حتثه على الظهور مبظهر جيد أمام هذا احلشد‬
‫من الناس خاصة وأنه الطالب املثايل ‪ ،‬هذا بالطبع ال مينع شعوره برعب وارتباك قبل وأثناء الكلمة‬
‫ولكن احملصلة الظاهرة أمام الناس تكون كالم طبيعي إىل حد كبري ‪ .‬وهنا جيب أن نشري إىل نقطة‬
‫هامة وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن الكالم الطبيعي ليس من الالزم أن يكون طلقا ً‬
‫‪ -‬وأن الكالم الطلق ليس من الالزم أن يكون طبيعيا ً‬
‫فإذا استمعت حلديث أي شخص طبيعي – يف التلفزيون مثال – فلن جتد كالمه طلق بنسبة ‪100‬‬
‫‪ %‬وستجد فيه الكثري من التكرارات والرتددات واإلطاالت ‪ ،‬ولكن مع هذا فإن كالمه طبيعي‬
‫بنسبة ‪ % 100‬وذلك ألنه يف ذاته ال يشعر بأي صعوبة يف إخراج الكلمات ‪.‬‬
‫وعلى العكس من ذلك يف حالة التلعثم رمبا يستخدم املتلعثم بعض األساليب لتخطي التلعثم‬
‫كاستبدال الكلمات الصعبة بكلمات سهلة أو الصراع الداخلي بدون صوت أو حركة أو‬
‫استخدام العكاكيز حبيث يبدأ ويستمر يف كالمه بدون تلعثم ظاهر ويف هذه احلالة يكون كالمه‬
‫طلق رمبا بنسبة ‪ % 100‬ولكنه غري طبيعي على اإلطالق ألنه يشعر بداخله بصعوبة بالغة يف‬
‫إخراج الكالم ‪.‬‬

‫ب‪-‬العوامل الداخلية اليت ميكن أن تزبد شدة التأتأة ‪]17[:‬‬


‫• احلالة النفسية للمتأتأ هلا التأثري األكرب على تلعثمه ‪ ،‬فعندما مير املتأتأ حبالة من اخلوف أو التوتر أو‬
‫احلزن يزيد تلعثمه عن املعدل الطبيعي‪.‬‬
‫• احلالة الصحية للمتأتأ تأثر تأثريا كبريا على مدى التأتأة ‪ ،‬فعلى سبيل املثال عندما يكون املتأتأ‬
‫مصابا بالربد مثال فإن تلعثمه يزيد‪.‬‬
‫• يف بعض األحيان ودون تعرض املتأتأ ألي ضغط قد يعاين املتلعثم من زيادة يف شدة تلعثمه عن‬
‫احلد املعتاد ‪ ،‬وذلك الختالف الشد يف العضالت من يوم آلخر مما يؤثر على ميكانيكية الكالم اليت‬
‫تعتمد أساسا ً على العضالت‬

‫المبحث الرابع‪%:‬‬
‫السلوكات المترتبة عن التأتأة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ميكانيكية التلعثم ‪]18[:‬‬


‫حيدث التلعثم نتيجة ‪ :‬أي انغالق يف مسار اهلواء من احلبلني إىل الشفتني ‪.‬‬
‫مثل ‪:‬‬
‫§ انقباض احلبلني الصوتيني ‪ ،‬مما يؤدي إىل انغالق احلنجرة ‪.‬‬
‫§ انقباض جدار البلعوم ‪ ،‬مما يؤدي إىل انغالق البلعوم ‪.‬‬
‫§ ارتطام مؤخرة أو مقدمة اللسان بسقف احللق ‪.‬‬
‫§ انقباض الشفتني على بعضهما ‪.‬‬
‫مما يؤدي إىل توقف مسار اهلواء ( مادة الكالم ) اخلارج من الرئتني ‪ ،‬فيتوقف الكالم ( ‪) Block‬‬
‫‪ ،‬ويرتفع ضغط اهلواء مقاوما ً االنغالق ‪ ،‬وبالفعل يستطيع اهلواء ختطي االنغالق ‪ ،‬وخيرج اهلواء يف‬
‫شكل دفعات بقوة وعنف هذا من جهة ‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن العضالت اليت انقبضت لتسبب‬
‫هذا االنغالق هي نفسها املسئولة عن عملية الكالم ومبا أن هذه العضالت متر مبرحلة انقباض‬
‫قوية ‪ ،‬فإن الكالم الذي سينتج عنها سيكون مشوها ً إىل حد كبري ‪.‬‬
‫نظرة أكثر تعمقا ً يف املشكلة امليكانيكية ‪:‬‬
‫كما سبق أن قلنا يف البداية فإن التلعثم هو مشكلة يف نطق املقطع األول من الكلمة األوىل من‬
‫اجلملة ‪ ،‬ولتعريف أكثر دقة نقول هو مشكلة يف إخراج الصوت الثاين من احلرف األول ‪ ،‬فكل‬
‫حرف يتكون من صوتني األول هو الصوت الدال على احلرف مثل ( ب ‪ ،‬ت ‪ ،‬ث ) والثاين هو‬
‫الصوت الدال على تشكيل احلرف ( ألف يف حالة الفتحة وياء يف حالة الكسرة ‪ ،‬وواو يف حالة‬
‫الضمة (‬
‫ب َ = با ب ِ = يب ب ُ = بو‬
‫ك َ = كا ك ِ = كي ك ُ = كو‬
‫فإذا تلعثم املتلعثم يف كلمة ( كتاب ) على سبيل املثال فإن تلعثمه يكون يف إحدى الصور التالية ‪:‬‬
‫§ كـ كـ كـ كتاب‪.‬‬
‫§ كتـ كتـ كتـ كتاب‪.‬‬
‫§ فرتة صمت مث يقول كتاب ‪.‬‬
‫يف احلالة األوىل حدث التلعثم يف الصوت الثاين من احلرف األول ‪ ،‬ويف احلالة الثانية حدث التلعثم‬
‫يف الصوت الثاين من احلرف الثاين ‪ ،‬أما يف احلالة الثالثة فلم حيدث تلعثم ظاهر بل كل ما حدث‬
‫فقط هو فرتة من الصمت ‪ ،‬ولتفسري ذلك نقول أن هذا األسلوب ما هو إال تلعثم داخلي ال يراه‬
‫وال يسمعه سوى املتلعثم نفسه ‪ ،‬وال ميارسه املتلعثم إال إذا أراد أن خيفي تلعثمه أمام بعض‬
‫األشخاص ‪ ،‬أما أمام األشخاص الذين يعرفون أنه متلعثم فإنه ال ميارس معهم هذا األسلوب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تشخيص اللجلجة‪]19[:‬‬
‫أما بالنسبة لعملية التشخيص فتكون على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة احلالة‪:‬‬
‫وهنا نقوم جبمع أكرب قدر ممكن من املعلومات عن احلالة من خالل النماذج املعدة مسب ًقا املتوفرة‬
‫راشدا‪ ،‬أما إذا كان طفال فيكون‬‫لدينا‪ ،‬مث نلجأ إىل املقابلة الشخصية املباشرة مع املصاب إذا كان ً‬
‫اللقاء مع الوالدين مث مقابلة الطفل‪ ،‬ويكون اهلدف من املقابلة مجع معلومات حيوية عن االضطراب‬
‫من حيث بداية التأتأة وتطورها والسبب يف رأي املصاب أو والديه إذا كان طفال والعالجات‬
‫السابقة واملشاكل النفسية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬والعالقات الشخصية كل معلومة يرى املعاجل‬
‫دورا يف العملية التشخيصية والعالجية‪.‬‬
‫واملصاب أو والديه يف حالة كونه طفال أن هلا ً‬
‫‪ -2‬فحص الكالم‪:‬‬
‫وهنا يكون فحص لعينة الكالم لدى املصاب وذلك من خالل احلديث املباشر مع املصاب إذا كان‬
‫بالغًا‪ ،‬حيث يعطينا هذا األسلوب احلواري فكرة كاملة عن نوع االضطراب واألعراض املصاحبة‬
‫له وردود الفعل االنعكاسية لدى املصاب‪ ،‬أما بالنسبة لألطفال فمن خالل مالحظة كالمه مع‬
‫والديه وحواره معهما‪ ،‬وهنا نتعرف عن قرب على عالقة الطفل بوالديه وكيفية تعامله معهما‬
‫وتعاملهما معه‪ ،‬كما نتعرف على انفعاالت الطفل املصاحبة لالضطراب‪.‬‬
‫‪ -3‬جتريد اللجلجة من أي اضطراب آخر‪]20[:‬‬
‫جيب أن تعرف على ما إذا كان هناك اضطرابات لغوية أخرى لدى الطفل‪ ،‬ومدى تأثريها على‬
‫التأتأة إذا وجدت ألن هذا من شأنه أن يؤثر على سري العالج واخلطة العامة ‪ ،‬وألنه مع ظهور‬
‫مشكلة التأتأة عادة ما يكون املتأتأ غري واعي باملشكلة مع بداية الوعي والشعور باملشكلة يبدأ‬
‫املتأتأ باستخدام بعض اآلليات أو املظاهر حملاولة تفادي التأتأة أو حماولة التخلص منها‪ ،‬وهذه‬
‫املظاهر غالبًا يشار هلا باألعراض الثانوية املرتبطة أو املصاحبة للجلجة‪ ،‬ومن هذه األعراض‬
‫الفسيولوجية حركة الشفاه وارتعاشات الوجه واهتزاز الرأس واضطراب التنفس ورمش العني‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬طرق عالج التأتأة‪]21[:‬‬
‫نظر ا لتباين واختالف النظريات اليت حتاول شرح أسباب التلعثم فقد تباينت األساليب املتبعة يف‬
‫ً‬
‫تبع ا الختالف اإلطار النظري الذي تعتمد عليه كل طريقة ‪ ،‬ومن تلك األساليب‪:‬‬ ‫العالج ً‬
‫‪ -1‬أهداف العالج ‪:‬‬
‫§ أن يقبل املتلعثم نفسه ‪.‬‬
‫§ أن يصبح أكثر طالقة ‪.‬‬
‫§ أن يستطيع التحدث يف أي وقت وأي مكان وألي شخص ‪.‬‬
‫§ أن يتواصل بنجاح مع اجملتمع ‪.‬‬
‫§ أن يعيش بدون خوف من التلعثم ‪.‬‬
‫§ أن يصنع كل قراراته بالرغم من التلعثم وليس بسببه ‪.‬‬
‫§ أن ال يشعر حبرج إذا حدث وتلعثم يف مرة ٍ ما ويعتربه شيء طبيعي حيدث للجميع‪.‬‬

‫‪ 15-1‬العالج النفسي‪:‬‬
‫‪ -‬العالج عن طريق اإلرشاد‪ :‬وذلك بإعطاء املتأتأ جمموعة من اإلرشادات تتلخص يف أنه جيب‬
‫عليه أن يتوقف عن التلعثم‪ ،‬وأنه البد أن يتحكم يف كالمه‪ ،‬وأن عليه أن يركز تفكريه يف ذلك‪،‬‬
‫إىل جانب إرشاد الوالدين إىل ضرورة إتاحة الوقت للمتلعثم ليعرب عن نفسه دون ضغط وتشجيعه‬
‫على الكالم‪.‬‬

‫‪ -‬العالج باإلحياء واإلقناع‪ :‬وذلك بأن توجه للمتلعثم عملية اإلحياء واإلقناع لتاليف الشعور‬
‫بالنقص واخلوف من الكالم ملا قد يتعرض له من خيبة أوخجل من خالل بيئته االجتماعية وإقناعه‬
‫بأنه بريء من أيه علة تشرحيية أو وظيفية تعوقه عن الكالم‪.‬‬
‫‪ -‬العالج عن طريق االسرتخاء‪ :‬تقوم هذه الطريقة على أساس أن التلعثم ينتج من زيادة الضغط‬
‫على اجلهاز العصيب للفرد‪ ،‬ويتم االسرتخاء بطريقة النوم إذ يعترب إجراء وقائيًا وعالجيًا لراحة‬
‫اجلهاز العصيب‪ .‬وهناك طريقة العالج حبمامات املاء الدافئ كإحدى طرق العالج الطبيعي‪ ،‬حيث‬
‫يتم عالج التوتر العصيب للعضالت عن طريق محامات املاء الدافئ واملساج بغرض الوصول‬
‫السرتخاء العضالت‪.‬‬

‫العالج عن طريق صدى الصوت‪ :‬ويتم باستخدام صدى الصوت‪ ،‬عن طريق وضع مساعات على‬
‫األذن أثناء كالم املتلعثم‪ ،‬ويف الوقت نفسه يسمع صوتًا آخر (أي صوت( ‪ ,‬والغرض من هذا هو‬
‫عدم مساع املتلعثم لنفسه أثناء احلديث‪ ،‬وبالتايل لن يشعر بأحاسيس اخلوف والفشل املصاحبة‬
‫للتلعثم‪.‬‬

‫‪ 15-2‬العالج اجلراحي‪:‬‬
‫كي اللسان‪،‬أو قطع‬‫يف فرتة من الفرتات انتشر العالج اجلراحي للتلعثم‪ ،‬ففي بعض األحيان يتم ّ‬
‫العصب املغذي له‪ ،‬أو قطع إحدى العضالت اخلارجية له‪ ،‬وذلك للتقليل من توتر عضالت اللسان‬
‫املصاحب للعثرات‪ .‬ويف بعض األحيان يتم استئصال اللوزتني‪ ،‬وتعترب هذه الطريقة العالجية من‬
‫الوسائل البدائية اليت ال أساس هلا من الصحة‪.‬‬
‫‪ 15-3‬العالج بالصدمات الكهربائية‪:‬‬
‫متاما‪،‬حيث إن التلعثم ال يكون مصحوبًا بأي‬ ‫وقد استخدم منذ فرتة بعيدة نسبيًا‪ ،‬وثبت فشله ً‬
‫إصابة عضوية يف عضالت الكالم‪ ،‬والعكس هو الصحيح‪ .‬فاملتلعثم يستخدم العضالت املسؤولة‬
‫عن الكالم بشدة واضحة‬
‫‪ 15-4‬العالج بالعقاقري الطبية‪:‬‬
‫هناك حماوالت عديدة لعالج التلعثم عن طريق العقاقري الطبية كاملهدئات والفيتامينات مثل فيتامني‬
‫ب‪ ،6‬وذكر عكاشة أن نسبة عالية من املتلعثمني يعانون من شذوذ يف رسم املخ‪ ،‬وأنه ال مانع يف‬
‫بعض األحيان من استخدام العقاقري املضادة للصرع‪ ،‬وذكرت نوران العسال أن «أرون ‪»Aron‬‬
‫استخدمت عقار «ترايفلو بريازين» كمهدئ لعالج بعض املتلعثمني‪ ،‬وأهنا وجدت أن ‪ %80‬من‬
‫املتلعثمني قد حتسنوا‪ ،‬ولكن مل يشف أحد منهم‪ .‬ومن أهم العقاقري اليت استخدمت يف عالج‬
‫التلعثم عقار «اهلالوبرييدول»‪ ،‬باإلضافة إىل بعض األدوية احلاوية على مهدئات القلق واالنفعاالت‪.‬‬
‫ويف الواليات املتحدة بدأ األطباء حديثًا باستخدام دواء يدعى "زيربكسيا" ملعاجلة التأتأة‪ ،‬حيث‬
‫حققت التجارب السريرية املبدئية نتائج طيبة يف هذا اجملال‪ (،‬دون وجود أي تأثريات سلبية تذكر‬
‫بعد استخدام الدواء‬
‫وأشار محودة إىل أن استخدام العقاقري غري علمية وغري جمدية وهلا حماذيرها مثل اإلدمان‪.‬‬
‫‪ 15-5‬العالج اجلماعي‪]22[ :‬‬
‫ويستخدم على نطاق واسع يف عالج املتأتإين الصغار والكبار‪ .‬ذلك أن املتأتأ يف العالج اجلماعي‬
‫يرى غريه ممن يعانون نفس أعراض التأتأة (من صعوبة يف الكالم وارتعاش الشفاه وغريها) فيشعر‬
‫جوا من‬
‫بأنه ليس الشاذ الوحيد يف هذا املرض‪ ،‬بل إن كثريين غريه يعانون نفس احلالة‪ ،‬مما خيلق ًّ‬
‫املشاركة الوجدانية بني املتلعثمني‪ .‬كما أن أي تقدم يف العالج ألحدهم يدفع باآلخرين للتنافس‬
‫وازدياد الفرص الواقعية للشفاء‪ .‬وقد استخدم الباحث هذا األسلوب يف تقدمي جلسات الربنامج‬
‫اإلرشادي املقدم يف هذه الدراسة‬
‫ومن وسائله‪ :‬العالج بالسيكودراما ‪ ،Psychodrama‬حيث يستخدم التمثيل كوسيلة أدائية‬
‫جتمع بني اإلسقاط والتنفيس االنفعايل‪ ،‬وهي عبارة عن تصوير مسرحي وتعبري لفظي حر وتنفيس‬
‫انفعايل تلقائي‬

‫‪ 6 -15‬العالج البيئي‪:‬‬
‫ويقصد به دمج املتأتأ يف نشاطات اجتماعية ومجاعية تدرجييًا حىت يتدرب على األخذ والعطاء‪،‬‬
‫وتتاح له فرصة التفاعل االجتماعي وتنمو شخصيته‪ ،‬وينتفي لديه اخلجل واالنطواء واالنسحاب‬
‫االجتماعي‪ ،‬ويتضمن العالج البيئي اإلرشاد األسري حول األسلوب األمثل للتعامل‪ ،‬وجتنب إجبار‬
‫املتلعثم على الكالم حتت ضغوط انفعالية ويف مواقف غري مناسبة وخميفة له‪ ،‬كالطلب منه التحدث‬
‫أثناء وجود أشخاص غرباء‪.‬‬
‫‪ 15-7‬العالج الكالمي‪ :‬ومن طرقه‪:‬‬

‫‪ -‬االسرتخاء الكالمي‪ :‬ويستخدم كوسيلة خلفض التوتر ومن مث انطالق الكالم‪ .‬وينصب هنا‬
‫االهتمام حول خفض الشعور باالضطراب والتوتر أثناء الكالم‪ .‬وإجياد ارتباط بني الشعور بالراحة‬
‫والسهولة عن طريق قراءة األحرف والكلمات واجلمل ببطء وبكل هدوء واسرتخاء‪.‬‬
‫‪ -‬الكالم اإليقاعي‪ :‬ميكن استخدام هذه الطريقة مع جهاز يسمى «املرتوتوم» إذ يقوم املتلعثم‬
‫بتقسيم الكلمة إىل مقاطعها‪ ،‬وبتطبيق كل مقطع مع دقة من دقات اجلهاز‪ ،‬مما يؤدي إىل اختفاء‬
‫العثرات أثناء الكالم‪.‬‬

‫‪ -‬النطق باملضغ‪ :‬وضع هذه الطريقة «فروشيز»‪ ،‬وهي أن يتعلم املتلعثم التكلم بطالقة عن طريق‬
‫القيام حبركات املضغ مقرتنة بالكالم‪ ،‬مث يقلل تدرجييًا نشاط املضغ‪ .‬ويف النهاية يتخيل نفسه فقط‬
‫أنه ميضغ‪.‬‬

‫‪ -‬املمارسة السلبية‪ :‬وتقوم على تكرار الفعل غري املرغوب فيه عدة مرات‪ ،‬إىل حد شعور املريض‬
‫بالتعب واإلرهاق‪ ،‬حىت ينتج عن ذلك درجة عالية من القمع أو املنع كرد فعل معاكس‪.‬‬
‫‪ -‬التغذية السمعية املتأخرة‪ :‬أوضح «وينجيت» أن استخدام تأخري التغذية السمعية املرتدة عن‬
‫طريق جهاز إلكرتوين يوضع يف األذن يؤدي إىل حتسني التلعثم‪ ،‬بسبب البطء يف الكالم واإلطالة يف‬
‫األصوات املتحركة‪.‬‬
‫‪ -‬العالج بالتظليل ‪ :‬وهو عبارة عن نقل وحماكاة وتقليد ملا يقوله املعاجل‪ ،‬حيث يطلب فيه من‬
‫املتلعثم أن يعيد قراءة ما مت االنتهاء من قراءته له بعد مساعه مباشرة وبفارق زمين يقدر جبزء من‬
‫الثانية‪ .‬ويشرتط أال يكون لدى املتلعثم فكرة مسبقة عن مضمون القطعة اليت استمع إليها‪ ،‬وتتم‬
‫القراءة بالسرعة العادية حبيث ال تتعدى كلمة أو كلمتني (على األكثر) يف الثانية‪.‬‬
‫ويستخدم هذا العالج باالستناد إىل االفرتاض الذي يؤكد أن عملية الكالم وإخراج احلروف‬
‫تشتمل على دائرة مغلقة للتغذية الراجعة السمعية اليت يراقب فيها املتكلم صوته ويصححه من‬
‫خالهلا‪ ،‬وحيدث التلعثم عادة عندما تتأخر عملية التغذية الراجعة فتحدث تكرارات لألصوات‬
‫واملقاطع بصورة ال إرادية‪ .‬وقد استخدم هذا االسلوب هبدف التدخل يف سري عملية التغذية‬
‫الراجعة‪ ،‬وترتب على ذلك التحسن يف عملية التلعثم ‪.‬‬
‫‪ -16‬بعض النقاط املهمة واإلرشادات الضرورية حول مسألة التأتأة‪:‬‬
‫• التدريب يكون ناجحا بنسبة جيدة مع االلتزام مبا يطلبه املختص واالستمرار حلني هناية الربنامج‪.‬‬
‫• الشخص الذي يعاين من التلعثم أو التأتأة يتأتئ عندما يتحدث مع نفسه أو مع اجلمادات‬
‫واحليوانات وعندما يتحدث حبديث منغم مثل القرآن واألناشيد والغناء‪.‬‬
‫• ال يوجد عالقة مباشرة بني الذكاء والتأتأة‪ ،‬بل إن معظم من لديهم تأتأة يكونون من املتفوقني‬
‫يف الدراسة ولديهم حساسية عالية‪.‬‬
‫• ال تطلب من الطفل املتأتئ أن يأخذ نفسا قبل أن يتكلم أو أن يفكر وخصوصا أمام الناس؛ ألن‬
‫الذي حيدث معه هو شيء خارج عن سيطرته‪.‬‬
‫• أكد للطفل أنك حتبه مهما كان‪ ،‬واجعل من فرتات كالمك معه فرتات مرحة وناجحة‪.‬‬
‫• جتنب التعبري عن االمتعاض ملا حيدث مع الطفل ولو حىت بتعبري الوجه وال تتحدث عن مشكلته‬
‫أمامه‪.‬‬
‫• ركز على املهارات األخرى اليت جييدها الطفل مثل اللعب‪ ،‬والرسم‪ ،‬والغناء‪.‬‬
‫• اجعل من كالمك منوذجا جيدا؛ فال تسرع وتأكل الكلمات‪.‬‬
‫• أعط الطفل وقته للحديث وال تكمل بدال عنه الكلمات واجلمل‪.‬‬
‫• أكد للطفل أن لديك الوقت الكايف لسماعه وأعطه هذا الوقت‪.‬‬
‫• إذا كان الطفل متوترا لسبب مفرح أو حمزن؛ فحاول أن جتعله يتجنب الكالم يف تلك‬
‫اللحظات‪ ،‬واطلب منه أن يذهب مثال لتغيري مالبسه واالغتسال مث العودة للكالم عما يريد‪.‬‬
‫دور األسرةـ في عملية التأهيل النطقي للشخص الذي يعانيـ من التأتأة‪:‬ـ‬
‫لألسرة دور مهم يف عملية التأهيل‪ ،‬فمنذ البداية يتم أخذ املعلومات عن الطفل من الوالدين وتقدمي‬
‫برنامج إرشاد أسري يتضمن معلومات عن طبيعة التأتأة وخطة العالج‪ .‬ويتم نصحهم بشكل‬
‫أساسي بعدم تصحيح الشخص أثناء التأتأة أو إعطاء أمهية ولفت انتباهه للتأتأة‪ ،‬خاصة لألطفال يف‬
‫املرحلة األوىل‪.‬‬
‫ويتم ذلك كاآليت ‪:‬‬
‫‪1‬ـ تكلم ببطء واسرتخاء مع مجيع األشخاص يف أسرتك أو الفصل الدراسي‪ ،‬والثناء على‬
‫األشخاص الذين يتأتؤون يف حديثهم‪.‬‬
‫‪2‬ـ استمع هبدوء واسرتخاء‪ ،‬ودع الطفل يشعر بأن لديه ما يكفي من الوقت ليقول ما يريد قوله‪،‬‬
‫جتنب قول الكلمات الصعبة اليت يعجز عنها‪ ،‬وجتنب أيضاً إهناء اجلمل له‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ خصص متسعاً من الوقت للتحدث مع الطفل املعرض للتأتأة‪ ،‬وجتنب احلديث حينما حتتاج‬
‫بالفعل إىل القيام بأشياء أخرى‪ ،‬مثل إعداد الغداء أو كتابة اجلدول اليومي على السبورة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ دع الطفل يعرف أنك تستمتع دائماً باحلديث معه‪.‬‬
‫‪5‬ـ ال تطلب من طفلك أن يتحدث أمام األشخاص‪ .‬وإذا ما اقتضت الضرورة مناداة الطفل يف‬
‫الفصل الدراسي‪ ،‬ناده يف وقت مبكر لتفادي تراكم القلق من الكالم‪.‬‬
‫‪6‬ـ إذا كان طفلك يتكلم بصعوبة مفرطة‪ ،‬أو يتوقف عن الكالم بسبب التأتأة أو خيريك بأنه ال‬
‫يستطيع أن يتكلم عليك التسليم باملشكلة والتأكيد له أنك‪ :‬موجود لالستماع إليه‪ .‬وأنه ال يهم‬
‫كم من الوقت سيستغرق حديثه‪ .‬مثالً‪ :‬ميكنك أن تقول‪ " :‬كان من الصعب عليك قول ذلك‪.‬‬
‫ومجيعنا نواجه مشاكل يف التحدث أحياناً‪ ،‬غري أنين موجود هنا لالستماع إليك "‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ ال ترتدد يف طلب مساعدة أخصائي النطق والتحدث معه بصراحة عن املشكلة اليت يواجهها‬
‫طفلك‪ ،‬فذاك من شأنه مساعدة أخصائي النطق يف التعامل الصحيح مع مشكلته‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫تعد التأتأة اضطرابا لغويا يؤثر يف تواصل الفرد مع اآلخرين‪,‬اضطراب له أسبابه‬
‫ومظاهره‪,‬لكن ليس ببعيد أن يتم التخلص منه تدرجييا ومع مرور الوقت ‪,‬ولعل‬
‫أهم دور يساهم يف حل املشكلة ذلك الذي تلعبه األسرة يف إعادة تأهيل وتربية‬
‫النطق لدى املصاب بالتأتأة‪.‬‬

‫قائمة‪ %‬المراجع‪:‬‬
‫أوال ‪:‬الكتب‪:‬‬
‫‪       ‬أبو سعيد هيمث جادو ‪ ,‬اللجلجة والتلعمث عند األطفال ‪،‬عامل اإلعاقة‪ ، ،‬الرايض‪ ،‬مكتبة املكل فهد( ‪2002‬م)‬
‫‪       ‬الرمياوى ‪ ،‬محمد عودة ‪ ,‬سيكولوجية الفروق الفردية و امجلعية يف احلياة النفسية ط‪ 1‬عامن‪ ،‬األردن ‪ :‬دار الرشوق‪1994 ( .‬‬
‫م)‬
‫‪       ‬الزراد ‪ ،‬فيصل محمد خري ‪ ‬اللغة واضطراابت النطق والالكم ‪,‬الرايض‪ ،‬دار املرخي (‪ 1990‬م(‬
‫‪       ‬عاكشة‪ ،‬أمحد ) ‪ 1999‬م( املراجعة العارشة للتصنيف ادلويل لأل مراض تصنيف الاضطراابت النفسية والسلوكية‬
‫‪.‬اإلسكندرية‪ ،‬منظمة الصحة العاملية( ‪ 1999‬م(‬
‫‪       ‬ابي‪ ،‬حورية‪  ‬عالج اضطراابت اللغة املنطوقة واملكتوبة عند اطفال املدارس العادية ‪ ،‬ديب‪ ،‬دار القمل‪ 2002( .‬م )‬
‫‪       ‬رايرب ‪ ،‬فان ) ‪ 1960‬م ( مساعدة الطفل عيل اجادة الالكم ‪.‬ترمجة صالح ادلين لطفي ‪ ،‬القاهره‪ ،‬الفكر‪ 1960 ( .‬م )‬
‫‪       ‬زريقات ‪ ،‬إبراهمي فعالية التدريب عيل الوعي وتنظمي التنفس يف معاجلة التأتأه ‪ .‬رساةل ماجستري غري منشورة ‪ ،‬اجلامعة‬
‫األردنية ‪،‬عامن( ‪ 1993‬م(‬
‫‪       ‬زهران حامد‪  ،‬عمل نفس المنو والطفوةل واملراهقة ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط األوىل ‪ ،‬عامل الكتب( ‪ 1985‬م )‬

‫ثانيا‪:‬الموسوعات‪:‬‬
‫‪       ‬املوسوعة العربية العاملية‪.‬‬
‫‪       ‬موسوعة موالن ‪.2010‬‬

‫ثالثا‪:‬المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫‪ Http://www.eparamm.org/articles.asp‬‬
‫‪     ‬‬

‫‪ www. Kwety .net /vb /archive /index.php/t4454.html‬‬


‫‪     ‬‬

‫‪.‬‬‫‪ ‬موقع املنظمة العاملية للتأتأة‪www.stutteringhomepage.com، 31 /03/2013  ‬‬ ‫‪     ‬‬

‫رابعا‪ :‬اإلحاالت المرقمة‪:‬‬

‫[‪ ]1‬أبو سعيدهيثم جادو ‪ ,‬اللجلجة والتلعثم عند األطفال ) ‪2002‬م( ‪،‬عامل اإلعاقة‪ ، ،‬الرياض‪ ،‬مكتبة امللك‬
‫فهد‪،‬ص‪22‬‬
‫[‪ ]2‬أبو سعيد هيثم جادو ‪ ,‬مرجع سابق ص‪24‬‬
‫[‪ ]3‬زهران حامد ) ‪ 1985‬م ( علم نفس النمو والطفولة واملراهقة ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط األوىل ‪ ،‬عامل الكتب‬
‫[‪ ]4‬عكاشة‪ ،‬أمحد ) ‪ 1999‬م( املراجعة العاشرة للتصنيف الدويل لألمراض تصنيف االضطرابات النفسية‬
‫والسلوكية ‪.‬اإلسكندرية‪ ،‬منظمة الصحة العاملية‪.‬‬
‫[‪ ]5‬موقع املنظمة العاملية للتأتأة ‪www.stutteringhomepage.com ‬‬
‫[‪ ]6‬موسوعة موالن ‪2010‬‬
‫[‪ ]7‬عكاشة أمحد ‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪100‬‬
‫[‪www. Kwety .net /vb /archive /index.php/t4454.html ]8‬‬
‫[‪ ]9‬الزراد ‪ ،‬فيصل حممد خري ) ‪ 1990‬م( اللغة واضطرابات النطق والكالم ‪,‬الرياض‪ ،‬دار املريخ‬
‫[‪www. Kwety .net /vb /archive /index.php/t4454.html ]10‬‬
‫[‪ ]11‬عكاشة أمحد ‪ ,‬مرجع سابق‪.‬‬
‫[‪ -1 ]12‬باي‪ ،‬حورية ) ‪ 2002‬م ( عالج اضطرابات اللغة املنطوقة واملكتوبة عند اطفال املدارس العادية ‪،‬‬
‫ديب‪ ،‬دار القلم‪.‬‬
‫[‪ ]13‬زريقات ‪ ،‬إبراهيم ) ‪ 1993‬م( فعالية التدريب علي الوعي وتنظيم التنفس يف معاجلة التأتأه ‪ .‬رسالة‬
‫ماجستري غري منشورة ‪ ،‬اجلامعة األردنية ‪،‬عمان‬
‫[‪ ]14‬عكاشة‪ ،‬أمحد ) ‪ 1999‬م( املراجعة العاشرة للتصنيف الدويل لألمراض تصنيف االضطرابات النفسية‬
‫والسلوكية ‪.‬اإلسكندرية‪ ،‬منظمة الصحة العاملية‪.‬‬
‫[‪ ]15‬الرمياوى ‪ ،‬حممد عودة ‪ ,‬سيكولوجية الفروق الفردية و اجلمعية يف احلياة النفسية( ‪ 1994‬م)‪ ,‬ط‪،1‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن ‪ :‬دار الشروق‬
‫[‪ ]16‬املوسوعة العربية العاملية‪.‬‬
‫[‪-Http://www.eparamm.org/articles.asp ]17‬‬
‫[‪ ]18‬مرجع سابق ‪Http://www.eparamm.org/articles.asp‬‬
‫[‪ ]19‬رايرب ‪ ،‬فان ) ‪ 1960‬م ( مساعدة الطفل علي اجادة الكالم ‪.‬ترمجة صالح الدين لطفي ‪ ،‬القاهره‪،‬‬
‫الفكر‪.‬‬
‫[‪Http://www.eparamm.org/articles.asp - ]20‬‬
‫[‪ ]21‬رابري فان ‪,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪.101‬‬
‫[‪ -1 . ]22‬زريقات ابراهيم ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص‪.155‬‬

You might also like