You are on page 1of 10

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬

‫أبو القاسم سعد هللا‬


‫قسم علم النفس‬

‫المحاضرة الثالثة‬

‫السنة الجامعية ‪2023-2022 :‬‬


‫العالج الجماعي‪: ‬‬
‫تعريف‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حسب العلماء في هذا المجال ‪ ،‬من الصعب تق ديم تعري ف ش امل متف ق علي ه للعالج‬
‫النفس ي الجم اعي ‪ ،‬لكن إذا قمن ا بدراس ة كلم ة "عالج" نج د أنه ا ترتب ط بعالج الم رض‬
‫والشفاء منه‪ ،‬والتركيز على العالج في العالج النفسي الجماعي يش ير إلى اف تراض أن ه ذا‬
‫األخ ير يرك ز على مس اعدة أعض اء الجماع ة على ح ل وعالج مش كالتهم المتعلق ة بس وء‬
‫التوافق أو باضطرابات الشخصية أو بمشكالت الصحة العقلية بصفة عامة‪.‬‬

‫يكون فعال في حالة المراهقين المصابين بالذهان والمدمنين المتعافين و مع السجناء‬

‫يتميز العالج الجم اعي ب الوقت والجه د‪ ،‬ومعالج ة ع دد من األف راد يع انون من نفس‬
‫المشكلة في نفس الوقت‪،‬‬
‫ويتميز العالج الجماعي بقدرته على الحصول على ردود فعل س ريعة ومباش رة م ع الف رد‬
‫عن كل تغيير يحدث أو مشاركة حقيقية‪.‬‬

‫نبذة تاريخية عن ظهور العالج النفسي الجماعي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يعت بر كال من جوزي ف اتش ب رات‪ ،‬تريج انت ب ورو وب ول ش يلدر مؤسس و العالج‬
‫النفسي المجموعة في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫وكان كل من هؤالء الثالث ة نش طون ويعمل ون في الس احل الش رقي في النص ف األول من‬
‫القرن العشرين‪.‬‬

‫وبعد الحرب العالمية الثانية تم تطوير العالج النفسي الجماعي من قبل يعقوب إل‪ .‬مورين و‪،‬‬
‫صموئيل سالفسون‪ ،‬هيمان‪ ،‬ايرفين يالوم‪ ،‬ولو اورمونت‪،‬‬
‫واعتبر نهج في العالج الجماعي مؤثر جدا ليس فق ط في الوالي ات المتح دة ولكن في جمي ع‬
‫أنحاء العالم‪.‬‬

‫ك ورت ل وين وك ارل روج رز وزمالئ ه روادا في منتص ف ‪ 1940‬في العالج الجم اعي‪،‬‬
‫واس تخدموه كوس يلة من وس ائل التعلم ح ول الس لوك البش ري أص بح يع رف بمخت برات‬
‫التدريب الوطني (المعروف أيضا باسم معهد مختبرات التدريب) وال ذي تم إنش اؤه من قب ل‬
‫مكتب البحوث البحرية وجمعية التربية الوطنية في بيت ايل‪ ،‬مين‪ ،‬في عام ‪.1947‬‬

‫تطور العالج النفسي الجماعي في المملكة المتح دة في البداي ة بش كل مس تقل‪ ،‬من قب ل اس‬
‫اتش فولكس ويلفريد بيون مستخدمين العالج الجماعي كنهج لعالج تعب القتال في الح رب‬
‫العالمية الثانية‪ ،‬وكان كل من فولكس وبيون محللين نفسيين وقاما بدمج التحليل النفسي م ع‬
‫العالج الجماعي من خالل إدراك أن االنتقال يمكن أن ينشأ ليس فقط بين أعضاء المجموعة‬
‫وبين المعالج ولكن أيضا بين أعضاء المجموعة نفسها‪ ،‬وعالوة على ذل ك‪ ،‬تم تمدي د مفه وم‬
‫التحليل النفسي لالوعي بإدراك مفهوم الالوعي الجماعي‪،‬‬

‫وضع فولكس نموذج يعرف باسم التحليل الجماعي ومعهد تحلي ل الجم اعي‪ ،‬في حين ك ان‬
‫بيون مؤثر في تطوير العالج الجماعي في عيادة تافيستوك‪. .‬‬

‫في األرجنتين تقدمت مدرسة مس تقلة في التحلي ل الجم اعي من عم ل وتع اليم السويس ري‬
‫المولد المحلل النفسي األرجنتيني إنريك بيشون‪-‬ريفي ير‪ ،‬وتصور ه ذا المفك ر نهج يتمرك ز‬
‫على الجماعة والذي وإن لم يكن تأثر مباشرة بعمل فولكس‪ ،‬إال أنه كان متوافق تمام ا مع ه‪.‬‬
‫ولقد اصبح العالج الجماعي هو عنصر أساسي من البيئ ة العالجية في المجتم ع العالجي‪،‬‬
‫وتعتبر البيئة الكلية و الوسط المحيط وسيلة للعالج‪ ،‬جميع تعت بر التف اعالت واألنش طة علي‬
‫أنه ا ق د تك ون ذات فائ دة عالجي ة وتخض ع لالستكش اف والتفس ير‪ ،‬كم ا يتم بحثه ا في‬
‫االجتماع ات اليومي ة أو األس بوعية‪ ،‬إال أن التفاع ل بين ثقاف ة إع دادات العالج النفس ي‬
‫الجماعي والمعايير األكثر إدارية للسلطات الخارجية قد تخل ق "اض طراب تنظيمي" وال ذي‬
‫بدوره يمكن أن يقوض بشكل حاسم قدرة المجموعة على المحافظ ة على "مس احة تكويني ة"‬
‫آمنة‪.‬‬

‫وق د تمت اإلش ارة إلي ش كل من أش كال العالج الجم اعي بأن ه فع ال في حال ة الم راهقين‬
‫المصابين بالذهان والمدمنين المتعافين و مع السجناء‪.‬‬

‫أصبح التحليل الجماعي منتشر على نطاق واسع في أوروبا‪ ،‬وخاص ة في المملك ة المتح دة‪،‬‬
‫حيث أصبح الشكل األكثر شيوعا من العالج النفسي الجماعي‪ ،‬كما زاد االهتمام ب ه من قب ل‬
‫كل من أستراليا واالتحاد السوفياتي السابق والقارة األفريقية‪.‬‬

‫أنواع العالجات النفسية الجماعية‪: ‬‬ ‫‪‬‬

‫السيكو دراما‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫المحاضرات والمناقشات العالجية الجماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبادئ األساسية في العالج النفسي الجماعي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫العالمية ‪ :‬االعتراف بالخبرات والمشاعر المشتركة بين أعضاء المجموعة‪ ،‬وذلك قد‬ ‫‪‬‬
‫يكون محل اهتمام اإلنسان على نطاق واسع أو ع المي‪ ،‬كم ا أن ه يعم ل على إزال ة إحس اس‬
‫عضو المجموعة بالعزلة‪ ،‬ويؤيد من خبراته‪ ،‬ويرفع من احترامه للذات‪.‬‬

‫اإليثار‪ :‬المجموعة هي المك ان ال ذي يق وم في ه األعض اء بمس اعدة بعض هم البعض‪،‬‬ ‫‪‬‬


‫وتجربة القدرة على إعطاء شيء لشخص آخر بما يمكن أن يتسبب في رف ع اح ترام العض و‬
‫لذاته ومساعدته في تطوير مهارات مسايرة أكثر تكيفا عند التعامل مع اآلخرين‪.‬‬
‫غ رس األم ل‪ :‬في المجموع ة المختلط ة وال تي له ا أعض اء في مراح ل مختلف ة من‬ ‫‪‬‬
‫التطوير أو االنتعاش‪ ،‬يمكن للعضو أن يكون مصدر إلهام وتشجيع من قبل عضو آخ ر ق ديم‬
‫تمكن من تغلب على المشاكل التي ال يزال يواجهها األعضاء الجدد‪.‬‬

‫معلومات المنح ‪ :‬في حين أن هذ ليس بالمعنى الدقيق عملية عالجية‪ ،‬إال أنه غالبا ما‬ ‫‪‬‬
‫يشير األعضاء بأنه كان مفيدا جدا لهم معرف ة معلوم ات واقعي ة من األعض اء اآلخ رين في‬
‫المجموعة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬حول معاملتهم أو حول الحصول على الخدمات‪.‬‬
‫الخالصة التصحيحية للتجربة األسرة األساسية ‪ :‬في كثير من األحي ان وبص ورة ال‬ ‫‪‬‬
‫واعية يطابق األعضاء معالج أو عضو المجموعة بوالدهم وأشقائهم من خالل عملي ة عملي ة‬
‫تمثل شكل من أشكال النقل مخصصة للعالج النفسي الجم اعي‪ ،‬ويمكن أن تس اعد تفس يرات‬
‫الطبيب المعالج أعضاء المجموعة علي اكتساب فهم تأثير خبرات الطفولة على شخص يتهم‪،‬‬
‫كم ا ق د يتعلم وا تجنب تك رار أنم اط الماض ي التفاعلي ة الغ ير مفي دة في عالق ات ال وقت‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫تط وير تقني ات التنش ئة االجتماعي ة ‪ :‬ي وفر العالج الج امعي بيئ ة آمن ة وداعم ة‬ ‫‪‬‬
‫لألعض اء تس اعدهم علي تحم ل المخ اطر من خالل توس يع ذخ يرتهم من الس لوك بين‬
‫األشخاص وتحسين مهاراتهم االجتماعية‪.‬‬

‫سلوك مقلد‪ :‬إحدى الطرق ال تي يمكن للعالج الجم اعي مس اعدة األعض اء فيه ا هي‬ ‫‪‬‬
‫تطوير المهارات االجتماعي ة من خالل عملي ة النمذج ة‪ ،‬ومراقب ة وتقلي د المع الج وأعض اء‬
‫المجموعة اآلخرين‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تبادل المشاعر الشخصية‪ ،‬وإظه ار االهتم ام‪ ،‬ودعم‬
‫اآلخرين‪.‬‬

‫التماسك‪ :‬اقترح التماسك بأنه عامل عالجي أساسي وال ذي تت دفق من ه ك ل العوام ل‬ ‫‪‬‬
‫األخرى‪ ،‬البش ر هم حيوان ات قطي ع بحاج ة غريزي ة لالنتم اء إلى الجماع ات‪ ،‬وال يمكن أن‬
‫تح دث التنمي ة الشخص ية إال في س ياق العالق ات الشخص ية‪ ،‬والمجموع ة المتماس كة هي‬
‫المجموعة التي يشعر فيها جميع األعضاء باالنتماء والقبول‪ ،‬والتأكيد‪.‬‬
‫عوامل وجودية‪َ :‬ت َّعلُم المرء أنه يجب عليه أن يتولي المس ؤولية عن حيات ه الخاص ة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وكذلك النتائج المترتبة على قراراته‪.‬‬
‫التطهير‪ :‬التطه ير ه و تجرب ة للتخفي ف من االض طراب الع اطفي من خالل التعب ير‬ ‫‪‬‬
‫العاطفي الحر والغير مثبط‪ ،‬فعندما يخ بر أعض اء المجموه ة قص تهم لجمه ور داعم‪ ،‬ف إنهم‬
‫يمكنهم االنعتاق من المشاعر المزمنة من العار والشعور بالذنب‪.‬‬

‫التعلم الشخصي التفاعلي‪ :‬يحقق أعضاء المجموعة مستوى أعلى من ال وعي ال ذاتي‬ ‫‪‬‬
‫من خالل عملية التفاع ل م ع اآلخ رين في المجموع ة‪ ،‬األم ر ال ذي يعطي أث ر على س لوك‬
‫األعضاء وتأثير على اآلخرين‪.‬‬
‫الفهم الذاتي‪ :‬ه ذا العام ل يت داخل م ع التعلم الشخص ي التف اعلي بين األف راد‪ ،‬ولكن‬ ‫‪‬‬
‫يشير إلى تحقيق مستويات أعلى من التبصر في نشأة المش اكل‪ ،‬وال دوافع الالش عورية ال تي‬
‫تكمن وراء سلوك الفرد‪.‬‬

‫العالج الجماعي للمجرمين‬


‫إن العالج الجماعي ضروري للس جناء الذين يع انون اض طرابات س لوكية و خاص ة‬
‫اضطرابات عقلية خطيرة‪ ،‬ويشمل على سبيل المثال ال الحصر المجموع ات العالجي ة ال تي‬
‫ترك ز على حاج ة الس جناء المض طربين عقل ًّي ا لفهم ح التهم المرض ية واالل تزام ب أنظمتهم‬
‫الدوائية‪.‬‬

‫إن العالج الجم اعي ض روري للس جناء ال ذين يع انون اض طرابات س لوكية و خاص ة‬
‫اضطرابات عقلية خطيرة‪ ،‬ويشمل على سبيل المثال ال الحصر المجموع ات العالجي ة ال تي‬
‫ترك ز على حاج ة الس جناء المض طربين عقل ًّي ا لفهم ح التهم المرض ية واالل تزام ب أنظمتهم‬
‫الدوائية‪.‬‬
‫ولقد أثبت العالج الجماعي وجلسات اإلرشاد النفسي الجماعي ة ال تي ترك ز على مش كالت‬
‫محددة — مثل تعاطي المخدرات‪ ،‬والعن ف األس ري‪ ،‬ومش كالت تربي ة األبن اء — فعاليت ه‬
‫الكبيرة مع مجموعة أكبر بكثير من المجرمين في السجون‪.‬‬

‫لكن في معظم السجون‪ ،‬هناك عدد قليل نسب ًّيا من المجموعات العالجية‪ .‬ويبرر األطب اء‬
‫النفسيون ذلك بانشغالهم الشديد بوصف األدوية؛ ما يحول دون عقدهم للمجموعات العالجية‪.‬‬
‫كما يشير اختصاصيو علم النفس إلى أنهم يقض ون معظم وقتهم في كتاب ة التق ارير للمح اكم‬
‫ومجالس إطالق الس راح المش روط‪ .‬و العدي د من م وظفي الص حة العقلي ة يش ُكون من أنهم‬
‫غير مُدرَّ بين تدريبًا كافيًا على أسلوب العالج الجماعي‪.‬‬

‫هدت ب رامج العالج من المخ درات والكحولي ات تق دمًا ه ائاًل في الس نوات‬‫ْ‬ ‫ولق د ش‬
‫األخ يرة‪ ،‬وتوض ح الدراس ات ال تي ُأج ريت ح ول النت ائج المتحقق ة من ه ذه ال برامج م دى‬
‫نجاحه ا في مس اعدة ع دد كب ير من الن اس في تجنب المخ درات ‪ ،‬الكحولي ات والس لوكيات‬
‫العدائية ‪.‬‬

‫هناك تقارير عن ب رامج عالج من اإلدم ان تحق ق نجاحً ا داخ ل الس جون‪ ،‬لكن ع د ًدا‬
‫قلياًل نسب ًّيا من أنظمة السجون تقدم برامج تثقيفية وعالجية جادة للسجناء ال ذين ل ديهم ت اريخ‬
‫س ابق من تع اطي المخ درات والكحولي ات‪ .‬ل ذا‪ ،‬يجب جلب الخ براء في مج ال تع اطي‬
‫المخدرات إلى السجون لتدريب الموظفين ووضع برامج متطورة تهدف للح د من احتم االت‬
‫عودة السجناء إلى اإلدمان على اختالف أنواعه و السلوكيات العدائي ة ‪ ،‬و الع ود إلى بعض‬
‫الجرائم بمجرد خروجهم من السجون‪.‬‬

‫و من الدراسات التي ُأجريت على النتائج المتحققة من المجموعات التثقيفية والعالجي ة‪،‬‬
‫التي ُتدار جي ًدا‪ ،‬أن تلك المجموع ات تقل ل من احتم االت الع ودة إلى اإلج رام ل دى مرتك بي‬
‫جرائم العنف األسري واالعتداء الجنسي‪ .‬وال يعني هنا المختصين أن المدانين بهذه الجرائم‬
‫العنيفة يجب العفو عنهم بس بب اض طرابهم العقلي‪ ،‬وال أن « ُي دلَّلوا»‪ .‬وإنم ا يجب ً‬
‫أيض ا أال‬
‫ُترك هؤالء السجناء ليقضوا مدة عقوبتهم دون أية فرصة لإلصالح من أنفسهم‪.‬‬
‫ي َ‬
‫فمهما كانت جسامة جرائمهم‪ ،‬فإن تركهم يعانون ص دمات الحي اة بالس جن دون أي ة فرص ة‬
‫للعمل على حل المش كالت ال تي يعانونه ا س يجعلهم يع ودون على األرجح إلى الجريمة بع د‬
‫خروجهم من السجن‪.‬‬

‫ومن ش أن تق ديم برن امج عالج جم اعي ج اد لهم ي ديره خ براء في المش كالت ال تي‬
‫يعانونها أن يؤدي إلى انخفاض هائل في احتماالت عودتهم إلى الجريمة‪.‬‬

‫فحسب علماء النفس‪ ،‬نعلم أن بعض الرجال الذين لديهم نزعة للعنف لن تجدي معهم مث ل‬
‫هذه الجهود‪ ،‬لكن علينا أن نفكر في كل الحاالت التي سيُحدِث فيها هذا التدخل اختال ًفا‪.‬‬

‫إن البرامج اإلصالحية الهادفة إلعادة تدريب الرجال على التعبير عن أنفس هم ووض ع‬
‫حل لخالفاتهم دون اللجوء للعنف تكون غالبًا برامج رمزية‪ ،‬في أفضل األحوال‪ .‬على س بيل‬
‫المثال‪ ،‬يضيف القضاة في الكثير من الواليات إلى األحكام التي يصدرونها في قضايا العنف‬
‫ً‬
‫شرطا بأن يخضع المُدان للعالج قبل إطالق سراحه من السجن‪.‬‬ ‫األسري واالعتداء الجنسي‬

‫وفي الكثير من السجون شديدة االزدحام‪ ،‬يُؤجَّ ل تنفيذ هذا العالج اإللزامي حتى الع ام‬
‫األخير من مدة عقوب ة الس جين‪ .‬ويع ني ذل ك أن الس جين س يتأثر معظم م دة عقوبت ه بثقاف ة‬
‫السجن؛ األمر الذي سيزيد على األرجح من غضبه وسيعلمه فقط التص رف على نح و أك ثر‬
‫يوض ع بع د ذل ك في الع ام األخ ير من حبس ه في برن امج عالج جم اعي للمتهمين‬
‫َ‬ ‫عن ًفا‪ ،‬ثم‬
‫بالضرب أو االعتداء الجنسي في إطار االستعداد إلطالق سراحه من السجن‪.‬‬

‫ليس مستغربًا‪ ،‬إذن‪ ،‬حسب المختصين في هذا المجال ‪ ،‬أن هذه المجموعات العالجية‬
‫تفشل في أغلب األحيان‪ .‬وكبديل عنها‪ ،‬يجب نقل التدخالت التي أثبتت نجاحً ا في وض ع ح د‬
‫للعنف لدى الرجال في المجتمع العادي إلى السجون بهدف وقائي وهو حماية جميع الس جناء‬
‫الذين هم عرضة الرتكاب هذه الجرائم طوال فترة بقائهم في السجون‪.‬‬

‫كما يشير علماء الص حة النفس ية‪ ،‬ان ه ال ب د من توف ير عالج للص حة العقلي ة ً‬
‫أيض ا‬
‫للناجين من جرائم العنف‪ ،‬وهناك العديد من هؤالء الناجين في السجون‪ .‬فلنا أن نفك ر‪ ،‬مثاًل ‪،‬‬
‫في اإلناث الناجيات من التحرش في طفولتهن ومن العنف األسري في مرحلة المراهق ة‪ .‬من‬
‫المعروف أن جلسات اإلرشاد النفس ي الجماعي ة فعَّال ة للغاي ة في تعزي ز تق دير ال ذات ل دى‬
‫السيدات‪ ،‬ومساعدتهن في تجاوز صدمات الماضي التي تعرضن لها‪ ،‬وتشجيعهن على اتخاذ‬
‫خي ارات أفض ل عن د مغ ادرتهن الس جن‪ .‬ويمكن للمجموع ات العالجي ة الخاص ة بالن اجين‬
‫الذكور أي ً‬
‫ضا تحقيق نتائج مشابهة‪.‬‬

‫و البرنامج العالجي يمكن أن يساعد ضحايا االغتصاب في السجن على التك ُّيف مع‬
‫نتائج الصدمة المروعة التي تعرضوا لها‪ .‬وهذا البرنامج يمكن ص ياغته استرش ا ًدا ب برامج‬
‫العالج الناجحة لحاالت االغتصاب واالعتداء األسري الموج ودة في المجتم ع الع ادي‪ .‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يمكن تدريب م وظفي األمن والص حة العقلي ة على توف ير مك ان آمن للض حية‬
‫لتتعافى فيه‪ .‬وعلى األقل‪ ،‬يمكن تدريبهم على تجنب إع ادة تع ريض الض حية للص دمة التي‬
‫عانتها عن طريق إرغامها على تحديد هوية المعت دي أو إي داعها الحبس العق ابي‪ .‬فالس جناء‬
‫الذين يعانون أعراض اضطراب توتر ما بعد الصدمة‪ ،‬يحتاجون إلى عالقة عالجية موثوقة‬
‫يمكنهم من خاللها تجاوز صدمة االغتصاب أو الصدمات المتع ددة ال تي تعرض وا له ا على‬
‫مدار حياتهم‪.‬‬

‫وهناك حاجة أي ً‬
‫ضا ألنواع أخرى من المجموعات‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكن لمجموعات‬
‫التحكم في الغضب أن تكون ف َّعالة للغاية‪ ،‬وكذلك المجموعات المُعدة لمس اعدة الس جناء على‬
‫فهم دورهم كآباء وتجاوز حزنهم بشأن انفصالهم عن أحب ائهم‪ .‬وجلس ات اإلرش اد الجم اعي‬
‫من شأنها مساعدة السجناء‪ ،‬الذين تكون نتائج فحص فيروس نقص المناعة البشرية الخاص ة‬
‫بهم إيجابية أو المصابين باإليدز‪ ،‬في تجاوز حزنهم ومجابهة أزمتهم‪ .‬و الخبرات الجماعي ة‪،‬‬
‫سواء الهادفة للعالج أو للتثقيف النفسي‪ ،‬تقدم للسجناء ممن لديهم االستعداد بدياًل مه ًّما للعزلة‬
‫التي تهيمن على الحياة داخل السجن‪.‬‬
: ‫المراجع‬

1. ROGERS Carl,(1991)- La relation d’aide en psychothérapie, ESF.


2. ROGERS Carl,(1973) - Les groupes de rencontre, DUNOD.
3. ROGERS Carl, Le développement de la personne, DUNOD.
4. MARC Edmond,(2000)- Le guide pratique des psychothérapies,
RETZ.

MARC Edmond,(2001)- « Filiations, ruptures, novations » in

You might also like