Professional Documents
Culture Documents
رحلة ذات !
إدراك المشاعر
دعاء التھامى
© 2020
المحتويات
4 المقدمة
24
■ الوعي بالحديث الذاتي (الجزء الثاني)
54 ■ التأكيدات
61
■ خطة الـ 60و الـ 30يوما
68 الخاتمة
71 المراجع
المقدمة
الكثير من الناس لديهم أحالم كبيرة وإمكانيات أكبر ولكن معتقداتهم المحدودة والحديث
الذاتي السلبي أعاقهم ،ربما تكون قد اختبرت هذا بنفسك.
هل ترغب في تمكين نفسك إلتقان أقوى أداة على اإلطالق -الذهن؟
ساعد نفسك على التخلص من العوائق واتخاذ القرارات التي كنت تؤجلها في النهاية.
ساعد نفسك على التوقف عن الشعور بالخروج عن السيطرة وتعلم التحكم في أفكارك
وعواطفك وحياتك.
ساعد نفسك على اتخاذ قرارات أفضل ،بما في ذلك القرارات الصعبة.
ساعد نفسك على التوقف عن التخريب الذاتي أو كبح نفسك ألنك تخشى الفشل.
ال يصل معظم الناس إلى إمكاناتهم أبًدا ألنهم اعتقدوا أن عقولهم هي أكثر اآلالت تعقيًدا على
هذا الكوكب ،فقد ورثوا البرمجة الخاطئة .لكن هذا ليس خطأهم -لم يتم تعليمهم أبًدا كيف تعمل
عقولهم أو مقدار القوة التي يمتلكونها لخلق الحياة التي يريدونها.
ربما لم يتم تعليمهم أبًدا أن لديهم القدرة على تغيير أي شيء عن أنفسهم -بما في ذلك ذكائهم
وموهبتهم وقدراتهم وشخصيتهم.
ربما لم يتم تعليمهم أبًدا أن لديهم القدرة على التحكم في أفكارهم وعواطفهم وسلوكياتهم.
ربما قيل لهم إنهم يستطيعون فعل أي شيء يريدونه عندما يكبرون ،لكنهم لم يصدقوا ذلك
أبًدا.
لقد كبروا اآلن وأدركوا أن الحياة من المفترض أن تكون أكثر مما سمحوه ألنفسهم ،ولذلك
قمت بشراء هذا الكتاب -هذا أنت! لكن ،ال يزال لديك مليون فكرة تدور في ذهنك تجعلك تشك في
نفسك وتؤمن بأن أحالمك غير ممكنة.
يمكنك مساعدة نفسك في ترويض عقلك -الذي يكون دائًم ا سلبًيا ويشتت انتباهك عن خلق
الحياة التي تريدها .سيساعدك هذا الكتاب على منح عقلك الدفعة التي يحتاجها حتى يتمكن من
االستمرار في التركيز والتمكين أثناء تحركك نحو أهدافك.
يشبه هذا الكتاب دليل استخدام العقل البشري الذي لم تعرف بوجوده من قبل.
في هذا الكتاب ،ستتعلم كيف أن أفكارنا تخلق عواطفنا وتؤثر على سلوكنا .يمكننا تعلم كيفية
التحكم بشكل أكبر في أفكارنا ،وبالتالي ،يمكننا التحكم بشكل أكبر في عواطفنا وسلوكياتنا.
سوف تتعلم كيف تعمل األفكار والعواطف وكيفية مساعدة نفسك على تطوير الوعي الذاتي
وفهم سبب تفكيرك والتصرف بالطريقة التي تتصرف بها.
سوف تتعلم كيفية إيقاف التفكير السلبي في الفعل وإعادة تدريب عقلك على التفكير بشكل
أكثر إيجابية ووضوح.
ستساعدك التقنيات في هذا الكتاب على اتخاذ تلك القرارات التي كنت يؤجلونها.
سيساعدك هذا الكتاب على اتخاذ قرارات أكثر عقالنية ،بما في ذلك الشعور بثقة أكبر في
اتخاذ قرارات صعبة.
ستساعدك التقنيات في هذا الكتاب على التوقف عن القلق المستمر وإسكات الناقد الداخلي
والتغلب على الخوف والمقاومة التي تعيقك.
ستساعدك التقنيات في هذا الكتاب في إدارة الغضب والتعامل مع التوتر وتقليل القلق وعلى
الشعور بمزيد من السالم والتفاؤل.
ستساعدك التقنيات في هذا الكتاب على التوقف عن الشعور بالخروج عن السيطرة واستعادة
قوتك الداخلية.
لقد ذكرنا هذا في جميع أنحاء الكتاب ،ولكن من الجدير تكرار مدى أهمية قبول أفكارك
ومشاعرك كما هي.
من الطبيعي أن تكون لديك أفكار سلبية أو مادية أو محدودة أو حتى مخيفة .بمجرد أن تركز
على الفكرة لفترة طويلة ،تبدأ في سحب أفكار إضافية مماثلة من ذاكرتك ،وترى المزيد والمزيد
مما تفكر فيه من حولك .هذا الزخم يمكن أن يجعلك عالًقا في قطار تفكير يمكن أن تشعر أنه يخرج
عن نطاق السيطرة.
في نفس الوقت ،من الطبيعي أن يكون لديك رد فعل عاطفي تجاه شيء ما ،خاصة إذا كان
مخيًفا أو مؤًذيا .ولكن ،من الطبيعي أيًض ا أن يكون لديك رد فعل قد يبدو لعقلك المنطقي أنه رد فعل
غير منطقي أو مخالف للمنطق .في بعض األحيان تتسبب البرمجة في أدمغتنا في حدوث ردود فعل
سريعة وتلقائية .ليس ألن هناك خطأ ما فينا .ذلك ألن الدماغ يحاول حمايتنا.
وأهمية ذلك أنه إذا قاومته -إذا حكمت على أفكارك ومشاعرك ،وإذا هاجمت هذه األفكار
ستضيف طبقة أخرى من األفكار والمشاعر السلبية فوقها ،فإنك تجعلها أسوأ.
بداًل من الحكم على أفكارك أو مشاعرك ،الحظها ببساطة .اسمح لهم أن يكونوا هناك .كن
فضولًيا بشأن ذلك ،بداًل من الحكم .كن لطيًفا مع نفسك .بعد ذلك ،ألنك تركت المقاومة للحظة ،قد
تجد نفسك تبدأ في التفكير بشكل أكثر وضوًح ا .في تلك اللحظة ،يمكنك تذكير نفسك بأنك طبيعي .كل
شيء على ما يرام .كل هذا سيمر.
من المهم أيًض ا أن تتذكر أن الهدف الكامل من التعلم عن كل هذا هو أن تتمكن من تطوير
قدرتك على التحكم فيها أكثر مع مرور الوقت.
بداًل من مهاجمة نفسك ألفكارك ومشاعرك السلبية ،احتفل في كل مرة تالحظ فيها حدوث
ذلك .احتفل أنه على الرغم من أنك ال تشعر بالتحكم ،فإنك ملتزم بمعرفة المزيد عن عقلك وممارسة
التقنيات التي ستساعدك على االستمرار في التحسن واألفضل .لن تكون مثالًيا أبًدا .سيكون لديك
دائًم ا أفكار ومشاعر سلبية .ولكن ،سوف تتعلم كيف ال تأخذها على محمل الجد أو بشكل شخصي.
ستتمكن من العثور على الوضوح والسالم ،حتى في أصعب اللحظات .ذات يوم ستنظر إلى الوراء
وتفكر" ،رائع ،كان من الممكن أن يكون هذا أمًر ا غريًبا في الماضي ،ولكن اآلن أعرف أن لدي
خياًر ا كيف أتصرف".
يمكنك ان تفعلها! تحتاج فقط إلى التحلي بالصبر مع نفسك وتقبل أن تكون ُم هدى بآلة رائعة
وقوية تسمى العقل البشري .إنه غريب وهائل ومتشعب ،ولكن اآلن لديك الدليل ويمكنك االستمرار
في إعادة برمجته حتى تتمكن من استخدامه إلعادة برمجة حياتك.
الجزء األول
:
تعليم العقل
أو ،هل شعرت بالعجز تجاه المواقف الخارجية (مثل عدم القدرة على تحقيق هدف!).
)1اإليمان بأنه يجب أن تكون قادًر ا على التحكم في كل شيء أو التأثير عليه .لذا ،تحاول
السيطرة على األشياء الخارجة عن تأثيرك ،بما في ذلك األشخاص اآلخرين .إنه أمر محبط عندما ال
تسير األمور على طريقتك .أنت تلوم نفسك على كل شيء ،حتى لو لم يكن هناك شيء يمكنك القيام
به .تشعر أنك خارج نطاق السيطرة ألنك تحاول التحكم في األشياء التي ال يمكنك التحكم فيها
حرفيا .من المهم أن تدرك أن هناك أشياء ال يمكنك التحكم فيها.
)2االعتقاد بأنك ال تملك السيطرة .أنت تفشل في السيطرة على ما هو داخل نفوذك ألنك ال
تعتقد أن لديك القدرة على إحداث فرق .تميل إلى إلقاء اللوم على اآلخرين أو المواقف ،حتى بالنسبة
لألشياء التي تقع ضمن سيطرتك .أنت ال تتحمل المسؤولية .تشعر وكأنك ضحية الظروف وعاجز.
تشعر أنك خارج نطاق السيطرة ألنك تتخلى عن قوتك.
هذه طريقة خاطئة ُتفكر بها عقولنا عندما نعتقد أن شيًئا ما يكون صحيًح ا عندما ال يكون
كذلك .في علم النفسُ ،يسمى هذا "موضع السيطرة ،وهو ما يعني إلى أي درجة نفعل وال نعتقد أن
األشياء تقع في سيطرتنا.
يعتقد الشخص الذي لديه موضع سيطرة داخلي مهيمن أنه قادر (أو ينبغي أن يكون قادًر ا)
على التأثير في جميع األحداث والنتائج في حياته .من ناحية أخرى ،يعتقد الشخص الذي لديه مركز
سيطرة خارجي في الغالب أنه ال يملك السيطرة على كل ما يحدث في حياته تقريًبا.
أما األشخاص الذين يتمتعون بمركز تحكم متوازن لديهم رؤية واقعية لما لديهم من سلطة.
وهذا هو الهدف .الحقيقة هي أن هناك مجاالت معينة في الحياة تتحكم فيها وبعضها ال تتحكم فيها.
من خالل فهم ما يمكنك وما ال يمكنك التأثير عليه ،يمكنك تطوير توقعات أكثر واقعية تساعدك على
التوقف عن الشعور بأنك عالق أو عاجز أو خارج السيطرة .ستعرف ما الذي يجب أن تركز عليه
جهدك ،والذي يقع تحت سيطرتك ،وما ال يمكنك أن تلوم نفسك عليه.
لذلك ،هناك 3مستويات للتأثير ،مثل دائرة بثالث حلقات متحدة المركز:
األشياء التي ال يمكنك التحكم فيها أو التأثير عليها (تسمى الدائرة الخارجية)
● تشمل الدائرة الداخلية جوانب حياتك التي تقع تحت سيطرتك المباشرة ،وهي األشياء
الداخلية لك .وهذا يعني أفكارك وعواطفك واختياراتك وسلوكياتك .معرفة أن هذه األشياء تحت
سيطرتك أمر حيوي للغاية لتكون فعالة .قد ال تشعر أنك تتحكم في أفكارك ومشاعرك في بعض
األحيان ،ولكن هذا هو الغرض من هذا الكتاب! من خالل تعلم التقنيات في هذا الكتاب ،ستعزز
قدرتك على توجيه أفكارك ،والتحكم في العواطف ،وإعادة توجيه نفسك إلى مكان إيجابي بشكل
أسرع ،ويصبح لديك المزيد من التحكم المتعمد في سلوكك.
● تتضمن الدائرة الخارجية (الحلقة الثالثة) األشياء التي ال تخضع لسيطرتك أبدا ،مثل
المجتمع بشكل عام ،والطقس ،واالقتصاد ،وكل شخص ال تعرفه ،والعديد من القضايا األخرى
ذات النطاق الواسع .قد تؤثر عليك هذه األشياء ،ولكنها ال تستحق أًيا من وقتك أو جهدك أو قلقك أو
تفكيرك أو تركيزك أو عواطفك ألنها ليست في نطاق سيطرتك .عندما يؤثر عليك موقف خارجي،
فهذه إشارة إلى أنك تحتاج إلى النظر داخلًيا لتحديد ما يمكنك فعله حيال ذلك -والذي يرجع في
النهاية إلى كيفية اختيار رد فعلك على هذه المواقف الخارجية .كيف تختار عرض الموقف .كيف
تختار التصرف بسببه.
● تحتوي دائرة التأثير (الحلقة الثانية) على جوانب الحياة التي تقع في مكان ما بينهما .هذه
هي المجاالت التي يمكنك التأثير فيها بدرجة صغيرة أو كبيرة .بينما ال يمكنك تغيير االقتصاد ،لديك
بعض الخيارات حول مكان وكيفية إنفاق أموالك وما تفعله لتحسين قابليتك للتوظيف وخياراتك في
حياتك المهنية .بينما ال يمكنك تغيير بيئة األرض ،يمكنك اختيار إعادة التدوير أو قيادة سيارة موفرة
للطاقة .بينما ال يمكنك التحكم في كل المجتمع ،لديك خيار كيف تستجيب له وكيف يمكنك التأثير
على مجتمعك من خالل األنشطة المختلفة أو مساعدة الناس في مجتمعك أو حتى مجرد أن تكون
مواطًنا صالًح ا.
عندما يتعلق األمر باآلخرين ،ال يمكنك السيطرة عليهم ،ولكن لديك تأثير .كلما كان الشخص
أقرب إليك ،زاد تأثيرك .ال يمكنك أن تجعل شخًص ا لطيفًا ،ولكن يمكنك أن تكون ألطف معه .ال
يمكنك إجبار شخص ما على التغيير ،ولكن يمكنك إلهامه للتغيير .ومع ذلك ،هناك نقطة واحدة مهمة
للغاية تحتاج إلى سماعها.
تلك التجارب الداخلية التي تحدثنا عنها -أفكارنا ،وعواطفنا ،وسلوكياتنا -ليس فقط يمكننا
السيطرة عليها ،فنحن الوحيدون الذين يمكنهم التحكم بها .هم دائما ٪100مسؤوليتك الخاصة .يعتقد
معظم الناس أن اآلخرين يجب أن يالموا على ما يشعرون به ،لكن الحقيقة هي أن رد فعلنا هو
مسؤوليتنا -ال يمكن ألي شخص آخر أن يجعلنا نفكر أو نشعر أو نفعل أي شيء .لذا ،بينما يمكنك
التأثير على شخص آخر ،ال تحاول التأثير عليه للتغيير حتى تشعر بتحسن .هذه مسؤوليتك .ال تمنح
هذه القوة ألي شخص آخر .حتى إذا كان بإمكانك التأثير على شخص للتصرف بشكل مختلف على
المدى القصير ،مما يزيل الموقف الذي يجعلك تشعر بالسوء في الوقت الحالي ،ولكن سيكون هناك
دائًم ا شخص آخر يتصرف بطريقة ال تحبها على المدى الطويل.
سيكون هناك دائًم ا وضع خارجي ترغب في التحكم فيه ،ألنه سيجعل حياتك أسهل أو أكثر
سعادة أو أفضل ،ولكن الحقيقة هي أنك ال تستطيع .ومع ذلك ،هذا ال
يعني أنه ال يمكنك التحكم ،ألنه يمكنك دائًم ا اختيار رأيك في الموقف والتأثير على ما تشعر
به حيال ذلك واختيار طريقة ردك .
هناك اعتقاد أساسي واحد يجب تطويره ليكون فعااًل :عقلية النمو التي تعني بشكل أساسي
االعتقاد بأنه يمكنك تغيير أفكارك وسلوكياتك.
عقلية النمو هي االعتقاد بأن صفاتك األساسية ،بما في ذلك الذكاء والموهبة ،يمكن تنميتها
من خالل الجهد .هذا يعني أنه في حين أن األشخاص قد يكونون مختلفين بشكل فطري ،مع بعض
المواهب والطباع ،يمكن تغيير جميع جوانب قدرات الشخص وشخصيته ،بغض النظر عن نقطة
بدايتك.
من ناحية أخرى ،فإن العقلية الثابتة هي االعتقاد بأن هذه الخصائص ،مثل الذكاء
والمواهب والشخصية ثابتة عند الوالدة أو تصبح محصورة في سن معين .هذا يعني أن بعض
األشخاص هم بطبيعتهم أكثر موهبة أو ذكاًء من اآلخرين وهذا هو الحال.
إذا كنت تعتقد هذا أو على األقل جزًء ا منك يعتقد أن الذكاء والمواهب ثابتة ،فأنت لست
وحدك .يعتقد معظم الناس ذلك ألن ثقافتنا تعلمنا أنه صحيح .لذا ،هذا ليس خطأك .يتم التركيز على
اختبارنا لتحديد ذكائنا ،مثل إجراء اختبار الذكاء أو التقدير .ال يتوقف أحد عن التفكير في أن
اختباًر ا واحًدا يتم إجراؤه في يوم معين في عمر معين ال يمكن أن يتنبأ بمدى األداء الذي ستحققه بعد
سنوات في نفس االختبار ،بعد تعلم المزيد ،أو عندما تكون في مزاج أفضل .لكننا تعلمنا أن هذه
االختبارات تحدد ما لدينا وهذا كل شيء .نحن عالقون في ذلك.
نحن نعيش أيًض ا في ثقافة مهووسة بـ "المواهب الفطرية" .هناك مشكلتان في ذلك.
.1األشخاص الذين يعملون بجد لتطوير قدراتهم يتفوقون بكثير على المواهب الفطرية على
المدى الطويل.
.2إذا كان كونك موهوبًا فطريًا أمًر ا في غاية األهمية ،فهو في الواقع يثبط الجهد الذي يبذله
أولئك الذين يضطرون للعمل على تنمية قدراتهم .
يعتقد األشخاص الذين لديهم عقلية ثابتة أنهم سيحصلون دائًم ا على نفس المستوى من
المواهب بغض النظر عن مقدار الجهد الذي يبذلونه لتنميتها .إما أنهم حصلوا عليها أو لم يحصلوا
عليها .وبسبب هذا يضيعون الكثير من الوقت والجهد في محاولة إلثبات مستوى قدراتهم وذكائهم.
يريدون أن يبدوا بارعون .لذا ،إذا لم
يكونوا جيدين على الفور في شيء ما ،فإنهم يتوقفون عن القيام به .هذا ألنهم في سعي
مستمر إلثبات أنهم موهوبون أو أذكياء .بالنسبة للعقلية الثابتة ،بذل الجهد هو شيء سيئ .الحاجة
إلى العمل بجد في شيء ما هو إشارة إلى أنك لست موهبة طبيعية أو أنك لست ذكًيا للغاية ألنه إذا
كنت كذلك ،فلن تضطر إلى المحاولة.
ونتيجة لذلك ،فإنهم ال يتحدون أنفسهم ،وال يحبون تجربة أشياء جديدة ،وبالتالي ال
يطورون إمكانياتهم أبًدا .إنهم محاصرون للوصول فقط بقدر ما تستطيع قدراتهم الحالية أخذهم .إنهم
محاصرون ألن الفشل مدمر .هذا يعني أنهم فاشلون .وألنهم ال يريدون أن يتعامل الناس معهم على
أنهم فشلة ،فإنهم غالًبا ما يلومون اآلخرين أو العالم الخارجي .قد يشعرون بأن العالم مدين لهم
بشيء ما ويشكون منه بانتظام ،أو على الجانب اآلخر قد يتصرفون دائًم ا كما لو كان كل شيء على
ما يرام .يجد األشخاص الذين يملكون عقلية ثابتة السعادة في كونهم األفضل أو أن يتم الحكم عليهم
على أنهم موهوبون أو أذكياء.
يرى الناس ذوي عقلية النمو العالم بشكل مختلف للغاية .يعتقدون أنه كلما بذلوا المزيد من
الجهد في شيء ما ،سواء كان ذلك عن طريق الممارسة أو التعلم ،كلما أصبحوا أفضل .إذا لم
يكونوا جيدين في شيء ما فإنهم يرونه إشارة على أنه يجب عليهم العمل بجدية أكبر .ليس لديهم
القلق إلثبات أنهم موهوبون أو أذكياء وبدًال من ذلك فإنهم في مهمة ال تنتهي لالستمرار في النمو.
مدى الجهد الذي يبذله شخص ما هو ما يقيس قيمة الشخص .يستمتعون بالتحديات ويرون فيها
فرصة لتعلم شيء ما وتوسيع حدودهم .قد ال يحبون الفشل ،لكنهم ال يعتقدون أبًدا أنهم فاشلون.
يرون الفشل تجربة تعليمية .يجد عقلية النمو المتعة في التقدم والتعلم.
لذا ،من المهم أن تعرف هنا أنه إذا لم تكن تعرف من قبل أنه يمكنك تغيير وتحسين مواهبك
ومهاراتك وذكائك وخصائصك وسلوكك ،فأنت تعلم اآلن! من المهم أيًض ا أن تضع في اعتبارك أنه
ال يوجد أحد ثابت بنسبة ٪ 100أو ٪ 100موجه نحو النمو .باإلضافة إلى ذلك ،يمكنك التفكير
في منطقة معينة ،مثل االعتقاد بأن ذكائك ثابت ،بينما تعتقد أنه يمكنك النمو في منطقة أخرى ،
مثل قدرتك على إدارة األعمال.
وتذكر أن هذا مهم ألن بقية هذا الكتاب سيساعدك على تغيير طريقة تفكيرك حتى تتمكن من
تغيير الطريقة التي تتصرف بها ،األمر الذي سيغير تجربتك في الحياة في أي منطقة ترغب فيها.
إن فهم عقلية النمو أمر مهم ألنه إذا كنت ترغب في تطوير ثقتك بنفسك فيجب أن تعتقد أن مستوى
ثقتك ليس محدوًدا بسمات شخصية ثابتة .إذا كنت تريد أن تتعلم كيفية التحدث علًنا ،فعليك أن تؤمن
بأن خوفك وخجلك ليسا من السمات التي ولدت بها .إذا كنت ترغب في استكشاف مهنة جديدة
تتحداك لتعلم المهارات والمعرفة التي واجهت صعوبة معها في الماضي ،مثل الرياضيات على
سبيل المثال ،يجب أن تعتقد أنك قادر على التعلم وأن ذكائك في هذا المجال ليس ثابت.
يعلم الجميع أنه عندما ترفع األوزان بشكل متكرر بمرور الوقت ،فإن عضالتك تكبر
وتصبح أقوى .وعندما تتوقف عن ممارسة رفع األوزان ،فإن العضالت تتقلص مرة أخرى
وتضعف .معظم الناس ال يعرفون أنه عندما يمارسون أي نشاط ويتعلمون معلومات جديدة ،يتغير
دماغهم ويصبح أقوى ،مثل العضالت.
يتكون الدماغ من مليارات الخاليا العصبية الدقيقة التي تتصل جميعها من خالل شبكة من
أكثر من تريليون من الفروع الدقيقة (تتكون من تشعبات مستقبلة ومحاور عصبية ُم رسلة) .في كل
مرة نفكر أو نتصرف ،هذه الخاليا العصبية تتواصل عن طريق إرسال إشارات من خالل
التشعبات ،وصوًال إلى أي مواقع مطلوبة لتحفيز الخاليا على العمل .اإلشارة نفسها هي مادة
كيميائية تسمى الناقل العصبي .هذه اإلشارات مسؤولة عن كل خطوة تخطوها ،وعن نبض قلبك ،
وعن األفكار والعواطف.
وهذا يعني أن بعض الخاليا العصبية تتصل ببعضها البعض من خالل سالسل في الشبكة أو
مسارات من منطقة من الدماغ إلى أخرى .عندما تستخدم مساًر ا معيًنا بشكل متكرر ،يزداد
االتصال بين الخاليا العصبيةُ .تسمى العملية myelinationوتشمل حرفيًا زراعة طبقة واقية تغلف
السلك مثل طالء المطاط على سلك كهربائي .ويجعل غشاء المايلين هذا اإلشارات قادرة على
التحرك بشكل أسرع ،وهو ما يحبه الدماغ ألن هدفه األساسي هو الكفاءة.
لذلك ،عندما تكرر سلوًكا أو فعاًل أو عاطفة أو فكرة مراًر ا وتكراًر ا ،يصبح المسار
المسؤول عن إرسال اإلشارة أقوى ويصبح أسهل وأسهل .هذه هي الطريقة التي يتم بها تطوير
المهارات وتشكيل العادات .إنها أيًض ا كيفية إنشاء المحفزات العاطفية وتشكيل األنماط السلبية .سواء
كانت النتيجة جيدة أو سيئة ،فإن ما تفعله بشكل متكرر يغير بنية الروابط العصبية في دماغك.
لكن من المثير لالهتمام أن العلماء وجدوا أنه بسبب هذه العملية ينمو الدماغ حرفيًا بشكل
أكبر ،مثل العضالت -ليس في الحجم ولكن في الوزن.
والمهم أن تعرف أنه لسنوات عديدة اعتقد العلماء أن الدماغ يفقد قدرته على النمو والتغير
في وقت مبكر من الحياة ،ولكن لديهم اآلن دليل على أنه حتى العقول القديمة يمكن أن تتغير من
خالل تطوير المزيد من الروابط وتقوية األسالك.
يعتقد معظم الناس أن ذكاء الجميع ثابت .لقد ولدت ذكًيا أو غبًيا أو متوسًطا ويتم تحديد
قدرتك على التعلم وفًقا لما ولدت به .ولكن ،من المثير لالهتمام أن ال أحد يعتقد أن األطفال أغبياء
ألنهم ال يستطيعون التحدث أو القراءة أو حل المعادالت .هذه األشياء بالطبع يتم تعلمها بالممارسة
والتعرض .وال يستطيع األطفال المشي حتى تصبح عضالتهم أقوى .نحن ال نشكك في هذا؟! ،
ولكن بطريقة ما ،تم خداعنا لالعتقاد أنه بعد نقطة معينة ،فأنت إما ذكي أو ال وهذا هو نهاية األمر.
لكن الحقيقة هي أنه على الرغم من وجود اختالفات طفيفة بين األشخاص الذين لديهم
استعداد فطري ،فإن العامل الذي يساهم في مستوى ذكاء الشخص في أي عمر هو تعرضهم
للمعلومات والخبرة جنًبا إلى جنب مع مقدار الوقت الذي يقضونه في التعلم.
الحقيقة هي أن الذكاء يمكن أن ينمو مثل أي قدرة جسدية يمكن تحسينها .يتطلب األمر عماًل
ويمكن أن يكون تحدًيا ،ولكن هذا هو الحال أيًض ا لرفع األثقال للذي يريد زيادة قوته أو عداء يريد
زيادة سرعته.
لذا ،اآلن أنت تعرف أنه يمكنك تغيير وتنمية دماغك .عندما تمارس مهارة جديدة مراًر ا
وتكراًر ا أو تزيد من تعرضك لتجارب جديدة بشكل متكرر ،فإن عقلك يزداد قوة في تلك المجاالت
ذات الصلة .األشخاص الذين يعزفون على آلة زاد نشاط الدماغ في منطقة الدماغ المرتبطة بأيديهم.
األشخاص الذين يقودون سيارات األجرة لديهم حصين أكبر من أي شخص آخر " ،الحصين" هو
منطقة في المخ مسؤولة عن الذاكرة المكانية.
لذا ،فإن كل ما تقضي فيه وقت وطاقة أكبر سوف ينمو دماغك في المنطقة الُم رتبطة به.
ولكن األمر ال يقتصر على تكرار شيء ما يجعلك تتعلم وتنمو فحسب ،بل إنه يجعلك تتعلم بكل
سهولة كيفية تحسينه .ما يفتح الباب أمام النمو الحقيقي هو تعلم أداة جديدة ،أو استراتيجية ،أو أفكار
جديدة تساعدك على القيام باألشياء بشكل أفضل -وليس ببساطة فعل األشياء المعتادة فحسب .
ولهذا السبب ،في هذا الكتاب ،سنقدم أدوات واستراتيجيات ورؤى لتغيير أفكارك
وسلوكياتك .ستطور وعيك باألفكار والعواطف التي تدور في ذهنك وجسدك .ستتعلم استراتيجيات
للتعرف على األنماط وتحديد المعتقدات األساسية التي تؤثر على ما تفكر به وتفعله .سوف تتعلم
كيف يعمل التفكير وما يحدث داخل دماغك وجسدك عندما تشعر بالعواطف حتى تتمكن من فهم
كيف تجعلك هذه األفكار والمشاعر تتصرف بالطريقة التي تتصرف بها.
إن دماغ اإلنسان هو األداة المدهشة واألقوى في العالم وأنت محظوظ أن يكون لديك واحد.
ربما لم يأت مع كتيب التعليمات ،ولكن اآلن بعد أن عرفت كيف يعمل ،لديك القدرة على استخدام
هذه األداة لتغيير حياتك.
"إن الوضع الخارجي لحياتك ومهما حدث هو سطح البحيرة .في بعض األحيان يكون هادًئا ،
وأحياًنا عاصًفا وخشًنا ،وفًقا للدورات والمواسم .ومع ذلك ،في أعماق البحيرة ،دائًم ا ما تكون
هادئة .أنت البحيرة كلها ،وليس السطح فقط - ".إيكهارت تول
بالنسبة لمعظم الناس ،فإن الفوضى والضوضاء التي تحدث حولهم وداخل عقولهم تشعر
وكأن هذا كل شيء .إنهم يعيشون في حالة مستمرة من التفاعل ،يتم دفعهم وجذبهم من خالل األفكار
والمشاعر التي يعانون منها .يتحكم بهم صوت في رؤوسهم يقلق بشأن كل شيء يمكن أن يحدث
خطأ ،وينتقدهم على كل ما يرتكبونه ،ويشعرون بالذنب أو الغضب على كل شيء حدث خطأ.
يفسر هذا الصوت كل موقف على الفور وال نشكك فيه ،تماًم ا كما ال نشكك في تنفسنا .يحدث كل
ذلك دون وعي ،مما يعني أننا ال ندرك ذلك .ثم نشعر ونتصرف بناًء على تفسير الصوت.
الحقيقة هي أن كل شخص لديه صوت في رأسه ،بما في ذلك أنت .أصوات بعض الناس
ألطف من أصوات اآلخرين ،لكن صوت الجميع يميل ألن يكون له نفس االختالالت .لكن الخبر
السار -ربما يكون أفضل خبر يمكن ألي شخص سماعه على اإلطالق هو أن هذا الصوت ليس
أنت.
بالنسبة لبعض األشخاص الذين يقرؤون هذا الكتاب ،فأنت تعرف ذلك جيًدا .بالنسبة
لآلخرين ،قد تكون هذه هي المرة األولى التي تسمع فيها ،أو المرة األولى التي تفهمها حًقا .إذا
كنت قد تجادلت مع نفسك بشأن شيء ما أو الحظت من قبل أنك تفكر في شيء مثير للسخرية أو
سبق لك أن تحدثت إلى نفسك في عقلك ،فقد اختبرت أن هناك اثنان منكما .هناك من يقوم بالتفكير
والشعور والتفاعل وهناك من يدرك األفكار والعواطف وردود الفعل .أنت ذلك الوعي .أنت حضور
يشهد على الصوت ،لكنك لست الصوت.
تسمح لك معرفة ذلك بمراقبة ما يفعله صوتك الداخلي ويفكر فيه .وهذا ما يسمى المالحظة
الذاتية أو الوعي الذاتي .كلما أصبحت أكثر وعيا بما يجري دائما دون وعي ،تحت سطح وعيك ،
تصبح واعيا .تستيقظ من الحلم .وتسمى عملية تطوير الوعي هذه "اليقظة”.
حتى تقوم بتنمية الوعي الذاتي واليقظة الذهنية ،ستعيش على األرجح معظم حياتك على
الطيار اآللي ،وستشعر وكأنك ال تملك إال القليل من السيطرة على أفكارك أو عواطفك أو حياتك.
الحقيقة هي أنه ما لم تكن تعرف ما تفكر فيه أو تشعر به أو تفعله ،فلن يكون لديك طريقة لتغييره.
إن مجرد تطوير هذا الوعي هو المفتاح الذي يفتح كل قوتك .القدرة على توجيه صوتك
الداخلي واختيار مشاعر أفضل واتخاذ قرارات أفضل.
ابدأ باالستماع إلى الصوت الموجود في رأسك قدر اإلمكان .انتبه بشكل خاص ألي أفكار
تتكرر .كن راصًدا لما يحدث بداخلك -سواء على سطح البحيرة أو األعماق .تحقق مما إذا كان
بإمكانك العثور على الهدوء العميق في قاع البحيرة والشعور به حتى عندما يكون السطح هائجًا.
أثناء ممارسة اليقظة ومالحظة أفكارك وردود أفعالك ،ستتمكن من التعرف بشكل أكثر
وضوًح ا على أن الحاضر الذي يقوم بالمراقبة هو أنت .عندما تالحظ أنك تشعر بالغضب ،ستالحظ
أن الجزء الغاضب والجزء الذي يراقبه ليسا نفس الشيء .من المهم معرفة ذلك ألن نفسك الحقيقية ال
تتعطل أو تتشابك في هذه الدراما على مستوى السطح .هناك جزء منك يعيش في سالم واحتواء
وأمان وسعادة بغض النظر عما يدور حولك وفي ذهنك .ذاتك الداخلية ال يمكن المساس بها وال
يمكن تعطيلها .معرفة أنها موجودة دائًم ا يعني أنه يمكنك البحث عنها وإيجادها في أي لحظة.
وكما هو الحال عندما تنخفض الشمس تحت األفق ،فأنت تعلم أنها ال تزال موجودة ،على
الرغم من أنك ال تستطيع رؤيتها ،فإن هذا التواجد الهادئ والُم سالم موجود دائًم ا ،حتى لو لم تتمكن
من رؤيته.
عندما تنتبه وتشعر بالفضول الكتشاف ما الذي ينويه صوتك الداخلي ،ستبدأ في مالحظة
أشياء مثيرة لالهتمام يفعلها .ستالحظ عندما تتصرف بطريقة تتماشى مع أهدافك وقيمك ،وعندما ال
تكون كذلك .ستالحظ عندما تبتسم على الرغم من أنك حزين بالفعل ،أو عندما تقول إنك بخير على
الرغم من أنك لست كذلك .قد تالحظ أنك تتظاهر بأنك غاضب عندما ال تكون حًقا ،لمجرد التالعب
بسلوك شخص آخر .أو قد تالحظ أنك تفكر في أفكار سلبية عن نفسك ،مما يجعلك تشعر بعدم
األمان .قد تالحظ حتى عندما ُتهدأ نفسك أو تشعر بالراحة أو السعادة.
آخر شيء تحتاج إلى معرفته حول تنمية اليقظة الذهنية هو أن المدخل إلى كل الوعي هو
اللحظة الحالية .لدى عقول معظم الناس عادة قوية في قضاء الكثير من الوقت في التفكير في
الماضي أو تخيل المستقبل والقلق عليه عادًة .لكن ،القدرة على مراقبة وإعادة توجيه أفكارك
ومشاعرك وسلوكياتك ال يمكن الوصول إليها إال عندما تركز على اللحظة الحالية .عندما تنتبه لما
يحدث في هذه اللحظة ،يمكنك مالحظة أن العقل يتذكر تجربة من الماضي أو القلق بشأن المستقبل.
ولكن ،إذا ذهبت مع عقلك إلى هذه األماكن الماضية أو المستقبلية ،فستفقد إحساسك بالوعي .لهذا
السبب ،فإن إحدى الطرق الممتازة لتطوير اليقظة والوعي الذاتي هي االنتباه قدر اإلمكان إلى ما
يحدث اآلن .انتبه لكل خطوة تخطوها ،والضوضاء التي تدور حولك ،لتنفسك .بمجرد استعادة
وعيك في اللحظة الحالية ،يمنحك فرصة لمالحظة ما تفكر فيه.
من المهم أيًض ا أن تعرف أنه في المرة التالية التي تالحظ فيها نفسك تشعر بفكرة أو عاطفة
سلبية ،فهذا ال يعني أنك فشلت -فهذا يعني أنك نجحت ! عندما تكون قادًر ا على أدراك هذه
التجارب السلبية ،لديك القليل من القوة عليهم .لذا ،في كل مرة تالحظ فيها فكرة سلبية ،احتفل !
ألنك تعلم اآلن أن هذا الفكر السلبي ليس أنت .أنت المسؤول وستمضي ما تبقى من هذا الكتاب لتتعلم
كيفية تطوير هذا الوعي واستخدام أدوات مجربة لتغيير محتوى عالمك الداخلي.
هناك طبقتان من األفكار -األفكار التي يمكننا سماعها أو تجربتها كصوت في رأسنا ،والتي
تقدم تعليقات عن أنفسنا وكل شيء من حولنا ،والمعتقدات األعمق التي تحدد آرائنا ووجهات نظرنا
وأحكامنا.
في هذا الكتاب ،سنركز في المقام األول على الفئة األولى ،وعلى وجه التحديد على
الحديث عن الذات ،وهو جزء من ثرثرة صوتك الداخلي الموجه نحو نفسك .يمكن أن يكون حديث
النفس مشجًعا داخلًيا يحفز ويهدئ ،أو يمكن أن يكون ناقًدا داخلًيا قاسًيا وهزيمة ذاتية .يؤثر حديثنا
الذاتي على ما نشعر به حيال أنفسنا وكيف نتصرف ونتحمل المسؤولية ،في نهاية المطاف عن
تجربتنا في الحياة والنتائج التي تحدث بسبب أفعالنا.
ربما تكون قد سمعت عن عبارة "نبوءة تحقق ذاتها" ،وهو مفهوم نفسي يعني في األساس
أننا سنرتقي إلى مستوى توقعاتنا أو نخلق المواقف التي نتوقعها .على سبيل المثال ،إذا كنت تخبر
نفسك باستمرار بأنك فاشل ،فسيؤثر ذلك على الطريقة التي تشعر بها -باإلحباط والشك في الذات
والقلق -مما يؤثر على كيفية تصرفك والخيارات التي تتخذها .إما أن تتخذ خيارات ضعيفة ،مثل
اتخاذ قرار بعدم المحاولة ،أو عندما تتخذ إجراءات ،ستبذل جهًدا فاتر يفتقر للحماسة .لماذا تهتم؟
ستفشل على أي حال ،أليس كذلك؟ ..في النهاية ،أنت تفشل .ولكن ليس ألنك فاشل ،بل بسبب
تفكيرك.
المعتقدات األعمق التي تملكها عن نفسك ،واآلخرين ،والعالم هي ما يجعل صوتك الداخلي
يتحدث إليك عنك ،بالطريقة التي يفعلها .هناك شيء مهم يجب معرفته هو أنك لم تولد بصوت
المشجع أو بصوت الناقد -لقد تعلمت كيفية التفكير بهذه الطريقة .كيف؟ بمالحظة الطريقة التي
تحدث بها المسؤولين عن رعايتك وغيرهم عن أنفسهم وعن اآلخرين وعنك .لم تولد بخوف من
الفشل .عندما كنت طفًال صغيًر ا ،وحاولت السير ووقعت نهضت واستمررت في المحاولة ،حتى
تصرف شخص بالغ حولك على أن السقوط هو نهاية العالم أو أخجلك من القيام بشيء "خاطئ".
بمرور الوقت ،يصبح هذا الصوت الخارجي هو صوتك الداخلي .إذا كنت أحد الوالدين ،ففكر
بصدق لمدة ثانية في ما قمت ببرمجة صوت طفلك الداخلي ليقوله لهم.
لذا ،إذا أدركت للتو أنك قمت ببرمجة بعض األحاديث المقيدة والقاسية مع أطفالك ،وتدرك
أنه ربما تمت برمجتك بهذه الطريقة أنت أيًض ا ،فهناك أخبار جيدة .كلنا يمكن إعادة برمجتنا.
من خالل إدراك حديثك الذاتي ،اإليجابي والسلبي ،يمكنك تغييره .إن الحديث عن النفس
هو ببساطة عادة تفكير .لذا ،ابدأ بالتفكير في االستعداد لصوتك الداخلي .ما هي النسبة المئوية من
الوقت التي تعتقد أن صوتك الداخلي يقع ضمن هذه الفئات الثالث:
.3أخبر نفسك أن كل شيء سيكون بخير ،شجع نفسك على التعلم من الموقف.
ال يوجد شيء صواب أو خطأ في إجابتك على هذا .كل شخص لديه مشجع داخلي وناقد
داخلي ،ولكن الغالبية العظمى من الناس لديهم ناقد داخلي مهيمن للغاية .يمكن أن يقدم هذا الجانب
السلبي من تفكيرك نفسه بطرق متنوعة ،والتي سنتطرق إليها خالل لحظات .ولكن قبل أن نمضي
قدًم ا ،أريد التأكد من أنك تتذكر دائًم ا أن ناقدك الداخلي ليس أنت .لذا ُ ،خ ذ لحظة وأعطه اسمًا.
هل سميت ناقدك الداخلي ؟( .سوف أسميه بوند!) هناك 4طرق شائعة وسهلة للكشف عن
الناقد الداخلي وتسليط الضوء على سلبيته في عالمك .حاول أن تمسك به في الفعل .عندما تالحظ أنه
يفكر في أحد هذه األنواع من األفكار السلبية ،فالحظها ببساطة .ال تحكم عليه أو تنتقده ألنك إذا
فعلت ذلك ،فسيكون نفس صوت الناقد الداخلي ولكنه يأتي من الباب الخلفي هذه المرة .فكر في
ذلك -اآلن لديك ناقدان !
● تحديد الذات :عندما يحاول بوند الخاص بي تقييدي ،يقول أشياء مثل "إنه صعب جًدا ،
ال يمكنني فعل ذلك" أو "إنه خطير للغاية" أو "ليس لدي وقت" .في النهاية ،يحب بوند اختالق
األعذار .هذا أكثر شيوًعا إذا كنت تميل نحو الحصول على عقلية ثابتة ،كما ناقشنا بالفعل .عندما
تعتقد أن قدراتك ثابتة وتعتقد أن الفشل يعني أنك فاشل ،فإن أفضل طريقة لتجنب اإلذالل هي عدم
المحاولة على اإلطالق – لهذا ُخ لقت االعذار ،أليس كذلك؟! يحاول بوند الخاص بك إغالق
االحتماالت والحلول قبل أن تبدأ.
● االفتراضات :يعتقد بوند أنه على حق دائًم ا .يحب أن يعتقد أنه يستطيع قراءة عقول
اآلخرين وافتراض ما يفكرون فيه ويشعرون به .إنه يحب القفز إلى استنتاجات وإصدار أحكام
سريعة .ابحث عن بوند الذي يقول أشياء مثل "الجميع سيتحدث عني" " لقد خدعت نفسي " " إنها
ال تحبني " .ناقدك الداخلي يختلق قصًص ا غير صحيحة .بمجرد أن تعرف هذا ،لن تقع ضحيته
بسهولة.
● إعادة التشغيل :يحدث معظم حديثنا الداخلي على الطيار اآللي .أفكارنا المتكررة التلقائية
مستمرة منذ فترة طويلة وال نالحظها .من المحتمل أن بوند الخاص بك يقول أشياء طوال الوقت ال
تصدقها بالفعل ،لكنك تسمح له أن ُيفلت بها ألنك اعتدت عليها .غالًبا ما تصبح عادات التفكير هذه
عادات في الكالم ،لذا قد تمسك نفسك تقول هذه األشياء لآلخرين ،بصوت عاٍل .لذا ،كن منتبًه ا
لشيئين:
-األفكار خاصة الذكريات أو األحداث المتوقعة ،تميل إلى إعادة عرض المشهد في عقلك
مراًر ا وتكراًر ا ،مثل فيلم مصغر يتم إعادة تشغيله.
-العبارات التي تقولها لنفسك أو لآلخرين بشكل متكرر ،خاصة إذا كانوا يصدرون أحكاًم ا
عليك .على سبيل المثال" :أنا دائًم ا متأخر" أو "أنا أحمق" أو "ها نحن ذا مرة أخرى" أو "يحدث
هذا دائًم ا لي"
.
● أفكار اآلخرين :في بعض األحيان يقوم بوند الخاص بك بدور ببغاء شخص آخر .سوف
تشعر بالصدمة عندما تدرك عدد األفكار التي تدور في ذهنك وليست خاصة بك .حان الوقت
إلخراج أناس آخرين من رأسك .كما ذكرت من قبل ،تم برمجة حوارك الداخلي طوال حياتك .أمك
المزعجة اآلن تستقر في عقلك .الخبر السار هو أنه يمكنك طردها! المفتاح لهذا هو النظر في
األسئلة التي لديك حول ما "يجب" أو "ال" .هذه الكلمات هي عالمة على أن اإليمان الكامن وراءها
قد زرعه شخص آخر .إذا كنت تصدق ذلك بالفعل ،في معظم الحاالت لن تخبر نفسك أنه يجب
عليك القيام بذلك ،فما عليك سوى القيام به.
هل أعتقد حًقا أنني "يجب" أن أفعل ذلك؟ (تلميح ،إذا كنت تشعر بشعور بالذنب ،فربما ال
يكون هذا هو إيمانك األصلي).
إذا كانت اإلجابة بنعم ،فاجعله أمًر ا واجبًا.
إذا لم يكن األمر كذلك -إذا كان هذا شخًص ا آخر يحاول السيطرة على عقلك ،فقل له أن
يخرج ثم اسأل نفسك ،ما الذي أعتقده حًقا؟
حسنا ،فقد أسميت الناقد الداخلي الخاص بك حتى ال تأخذ األمر على محمل الجد شخصًيا
وتعلمت ما الذي تبحث عنه حتى تتمكن من مالحظة تفكيرك السلبي .اآلن ،دعونا نلقي نظرة على
4أنواع شخصية شائعة قد تكون لدى ناقدك الداخلي .سيساعدك فهم الطريقة التي يميل بها ناقدك
الداخلي إلى التفكير في تحديد ما يمكنك فعله لترويضه.
القلوق :يشير إلى كل ما يمكن أن يحدث خطأ .يثير مشاعر القلق والخوف من خالل تخيل
الكوارث ،وتوقع األسوأ ،واإلفراط في تقدير احتماالت حدوث شيء سيئ .يميل إلى القول "ماذا
لو"؟ إذا كان بوند الخاص بك قلوق ،يمكنك ترويضه من خالل التركيز على األنشطة في هذا
الكتاب التي ستساعد في تخفيف التوتر و طمأنة بوند الخاص بك ،مثل التأمل والتنفس .وسنذكرها
بالتفصيل الحقا.
الناقد :يحكم ويقيم سلوكك باستمرار ويشير إلى عيوبك .يقفز على أي خطأ ترتكبه ويذكرك
بفشلك الماضي .يقارنك باآلخرين ويفترض أنهم سيحكمون عليك .حتى أنه يقلل من إنجازاتك! يميل
إلى القول "أنت أحمق" .إذا كان بوند الخاص بك ناقًدا ،يمكنك ترويضه من خالل التركيز على
األنشطة في هذا الكتاب التي ستساعدك على إعادة تدريب أنماط تفكيرك ،مثل التشوهات المعرفية
وعقلية النمو.
الضحية :يخبرك بأنك يائس وال تحرز تقدًم ا أو أنه صعب للغاية .يخبرك أن هناك خطأ ما
فيك ،غير قادر وغير مستحق .لست ذكيا بما فيه الكفاية .هناك الكثير من العقبات في طريقك .انها
ليست غلطتك .يميل إلى القول "ال أستطيع" .إذا كان بوند الخاص بك هو ضحية ،فيمكنك ترويضه
من خالل التركيز على األنشطة في هذا الكتاب التي ستساعدك على استعادة قوتك ،مثل قسم عقلية
النمو والتأكيدات.
ُم نشد الكمال :يدفعك إلى األداء بشكل أفضل ولكن حتى عندما تتحسن ،ال تزال تشعر أنك
لست جيًدا بما يكفي هناك دائما المزيد مما يجب عليك القيام به .يجب تجنب األخطاء واالنتكاسات أو
تجاوزها بسرعة .يدفعك للسعي إلى البحث عن التقبل الخارجي واإلنجاز والمنزلة والقبول من
اآلخرين فله أهمية قصوى .ربما يمنعك ذلك من اتخاذ أفعال ألنك تخشى الفشل .يميل إلى القول
"أحتاج إلى تحسين" أو "لست جيًدا بما يكفي" .إذا كان بوند الخاص بك منشد الكمال ،يمكنك
ترويضه من خالل التركيز على األنشطة في هذا الكتاب التي ستساعدك على الحكم على نفسك
بشكل أقل ،مثل قسم عقلية النمو والتأكيدات.
اآلن بعد أن عرفت ما الذي تبحث عنه حتى تتمكن من مالحظة الناقد الداخلي أثناء عمله ،
اذهب إلى العالم وتمرن على مراقبته .عندما تمسك بوند الخاص بك في الفعل ،استخدم
االستراتيجيات الثالثة التالية الستعادة قوتك من هذه األفكار السلبية.
● تجاهل بوند :ال تأخذ بوند على محمل الجد .عندما يبدأ بوند بالتجول باستمرار أو يقفز
بتسلسل أفكار سلبي ،تخيل أن بوند لديه صوت مضحك أو يرتدي بدلة مهرج .بوند ليس أنت ،وال
يعرف عن ماذا يتحدث.
● احم بوند :يتأثر بوند بسهولة ،لذا اسأل نفسك دائًم ا إذا كنت تعتقد حًقا ما يقوله؟ .تحدثنا
بالفعل عن إخراج الناس من رأسك .إحدى الطرق للقيام بذلك هي إعطاء اهتمام خاص ألي أفكار
قادمة من بوند وتبدو مشابهة بشكل غريب لألشياء التي يقولها اآلخرون (مثل والديك ووسائل
اإلعالم وشخصيات ُم قربه منك) .اختر ما ُتعّر ض بوند له بحكمة ،ألنه يميل إلى تصديقه وتكراره.
● راقب بوند :كلما أمكنك ،ذّكر نفسك بمشاهدة بوند الخاص بك .الحظ ما يفكر فيه .إذا
كنت ال تحب ما يفكر فيه ،اختر فكًر ا جديًدا .أنت المسؤول .تم تصميم العديد من األنشطة التي تمت
مناقشتها في هذا الكتاب لمساعدتك على مراقبة وتسجيل وإعادة توجيه بوند الخاص بك .
تذكر أن األمر يستغرق وقًتا لجعل بوند تحت السيطرة .ستالحظ األوقات التي ُيفّج ر فيها
بوند كّم من األفكار السلبية دون أن تالحظ ذلك -بوند خداع! -ولكن ال داعي للقلق ألنه عندما
تالحظ في النهاية ما يفعله بوند ،يمكنك ضرب بوند على رأسه -إنها مثل لعبة اضربه وقل "بوند
السيئ!" وتضحك .هذا يوقف التفكير السلبي ،مما يمنحك لحظة لتتذكر أن لديك خياًر ا .يمكنك بعد
ذلك تنفيذ أحد األفكار الجيدة واختيار فكرة أفضل .كلما راقبت بوند بشكل أفضل ،ستتمكن من
اإلمساك به بشكل أفضل ،وبينما تتدرب ،سيصبح الصوت أكثر هدوًء ا وسيتصدر المشجع الداخلي
ويتولى زمام األمور.
في بعض األحيان يواجه األشخاص صعوبة في تحديد عواطفهم وعادة ما يكون ذلك بسبب
أحد األسباب التالية:
● لقد أجبرنا على الشعور بالذنب إذا كانت عواطفنا (أو رغباتنا) مصدر إزعاج لآلخرين .
بسبب تكييفنا ،يتوقف بعض الناس عن التعبير عن عواطفهم وغالًبا ما يقمعونها .يذهب
أشخاص آخرون إلى أبعد من ذلك ويتوقفون عن السماح ألنفسهم بالشعور أصال .في كلتا الحالتين ،
يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف القدرة على التعرف على ما يشعرون به.
حتى األشخاص الذين لم يتعلموا قمع أو إيقاف عواطف معينة -حتى لو كانوا يشعرون
بأشياء عميقة -لم يتم تثقيفهم ببساطة عن عواطفهم وبالتالي ال يمكنهم التعرف عليها بوضوح .تشعر
عواطفهم باإلرهاق والخروج عن السيطرة.
إذا كنت ترغب في إعادة اكتساب قوتك لتوجيه مشاعرك ،فيجب أن تكون قادًر ا على:
● حدد ما هو
● اعرف ماذا تتوقع منه
نحن نختبر مشاعر معقدة تتكون من تفاعالت كيميائية وهرمونات والتي تتسبب في
مجموعة متنوعة من ردود األفعال .عواطفنا هي التفسيرات التي نضعها لهذه التجارب -أو
التسميات التي نسميها لهم
.
لذا ،استناًدا إلى ما تحدثنا عنه في أن االفكار تنشئ العواطف ،نحتاج إلى إضافة خطوتين إلى
العملية.
الموقف > التفسير (للفكرة) > الحالة > التسمية > المشاعر
ما يعنيه هذا هو أن الجسم يستجيب للفكر أوًال ،ثم تفسر عقولنا رد الفعل ،وتسميه ،وتولد
المشاعر.
يمكن أن يكون لدينا مشاعر فسيولوجية ليست عواطف .يمكننا أن نشعر بالحرارة أو البرودة
أو الغثيان أو الطاقة .لكن عندما نفسر لهم معنى ،نحولهم إلى عواطف.
العواطف تعني حرفيا العمل( الحركة) .تم تصميم كل حالة عاطفية لحملنا على القيام بشيء
ما ،وكثيًر ا ما نقوم به .تؤثر حالتنا العاطفية على سلوكنا ،لكنها ال تسببها .عندما نكون غاضبين من
المرجح أن نكون عدوانيين ،لكن عمليتنا (الفكر) يسمح لنا باتخاذ تلك القرارات.
مخطط تعريف العاطفة:
في الصفحة التالية توجد 6عواطف وأوصاف شائعة للعاطفة والحالة الفسيولوجية
والسلوكيات الناتجة عنها .سيساعدك هذا المخطط في الحصول على فكرة عامة عن عالمات
وأعراض كل عاطفة لتسهيل التعرف عليها ؛ على وجه التحديد ،أسهل في التعرف المبكر .ضع في
اعتبارك أن كل شخص يختبر كل عاطفة بشكل مختلف إلى حد ما وقد ال تواجه جميع الخصائص.
مشاعر قوية وإيجابية الرأس مرفوع ،وسع صوت لطيف ،ودود ،
مزعج بالخمول ،وضعية ركود ،ابتسامة رأس مائل ،تململ ، الملل
تحديق متكلفة أو عبوس ، األرق ،الالمباالة ،
عيون منخفضة ،تنفس الفراغ ،اإلحباط .
سطحي التفكير االنهزامي أو
التمني لو كانت األمور
مختلفة.
الشفة ،تململ ،تهيج ، واأليدي الرطبة ، بالضيق ،وعدم القلق
الحذر الشديد . واألكتاف المنحنية ، االرتياح ،والتوتر ،
والخوف ،والعصبية .صعوبة البلع ،والتنفس
أفكار من عدم اليقين السريع ،ألم في المعدة
وغثيان. والقلق والغموض،
واألفكار المتسرعة ،
وصعوبة التركيز
والتذكر.
واالنسحاب ، ،حركات بطيئة ، والحزن ،والذنب ،عدم الحزن /االكتئاب
االستحقاق ،خيبة األمل عبوس ،آالم في الجسم واالستلقاء ،حدة الطبع
،بكاء ،رعشة ،تعب ،العجز ،الكآبة ،
،اضطراب في المعدة الخسارة ،الخدر ،
،نبرة صوت رتيبة. الالمباالة ،فقدان
االهتمام .تفكير انهزامي
وصعوبة التركيز
والتذكر( .االكتئاب هو
فترة طويلة من
الحزن).
شعور شديد بالرهبة أو زيادة معدل ضربات عدم القدرة على الحركة
،الفرار ،االختباء. القلب ،زيادة ضغط الهالك الوشيك أو الخوف
الدم ،انتباه العيون ، الذعر بسبب خطر أو
ارتفاع الحواجب ، تهديد محسوس .الشك
واالرتياب أو التفكير التعرق ،التنفس السريع
،قشعريرة ، في األسوأ والتركيز
المفرط على موضوع اضطرابات في المعدة ،
صوت مهزوز . الخوف.
في المرة القادمة التي تشعر فيها أنك تختبر مشاعر متميزة ،اسأل نفسك األسئلة التالية.
تدرب على هذا النوع من األسئلة كثيًر ا ،خاصًة عند تجربة مشاعر غير سارة.
كيف أشعر؟
كيف أعرف؟
من المهم التفريق بين الخوف الطبيعي والخوف النفسي ،أحد أسوأ أمراض العصر هو القلق
.حالة القلق التي يعيشها الناس تؤثر سلبا على صحتهم النفسية والجسدية لذا من أهم المشاعر التي
يجب االستفاضة في شرحها هي الخوف وعالقته بالتوتر وهذا ما سنتحدث عنه في هذا الجزء .
الخوف الطبيعي .إذا لم يكن لدى أجسامنا استجابة طبيعية للتوتر ،فسنموت .في الواقع ،
كان أسالفنا سيموتون ولن نولد على اإلطالقُ .ص ممت استجابتنا للقتال أو الهرب إلنقاذ أسالفنا من
الموت المفاجئ في فكي حيوان مفترس أو أي خطر آخر .تزيد أجسامنا من معدل ضربات القلب
وترسل فيضاًنا من األدرينالين والكورتيزول في جميع أنحاء أجسامنا ،لتوصيل األكسجين إلى
الدماغ والطاقة إلى العضالت .توفر لنا "استجابة الخوف" شكًال غريزًيا من الحماية الذاتية ،مما
يسمح لنا بالفرار من المواقف الخطرة أو حشد القوة للدفاع عن أنفسنا .هذا هو الخوف الطبيعي -
الخوف الناجم عن تهديد مباشر في وضعنا الحالي.
صحيح أن الخوف الغريزي صحي .إنه يحافظ على سالمتنا .لكن الكثير من الناس يمنحون
الخوف الكثير من المزايا -فهم يعتقدون أنه من خالل العيش في حالة من الخوف ،فإنهم بطريقة ما
يحمون أنفسهم وأحبائهم .ولكن ما لم تكن تحت تهديد مباشر ،فإن الخوف ليس ضرورًيا تماًم ا .ال
داعي للخوف لتجنب الخطر -فقط حد أدنى من الذكاء والفطرة السليمة .على سبيل المثال ،سبب
عدم وضع يدك في النار ليس بسبب الخوف .هذا ألنك تعلم أنك ستحترق .عندما يلمس الطفل موقد
ساخن ويحترق ،يتعلمون أن النار تساوي األلم .يتعلمون تجنب لمس النار .ال يوجد خوف.
اآلن ،كشخص بالغ ،قد يكون هذا الشخص في منزل تشتعل فيه النيران -وسيكون من
الطبيعي أن يصبح خائًفا .ستساعدهم استجابة القتال أو الهرب على الخروج بسرعة وأمان من
المبنى المحترق .ومع ذلك ،إذا كان لدى هذا الشخص ،كطفل أو بالغ " ،خوف من النار" -بمعنى
أنه عندما يفكر في الحريق يصبح خائًفا -فإنه يعاني من الخوف النفسي/المرضى ،وليس الخوف
الحقيقي/الطبيعي.
الخوف النفسي أو المرضى منفصل عن أي خطر مباشر ملموس وحقيقي .إنه دائًم ا الخوف
من شيء ما قد يحدث.
تكمن المشكلة في أنه بينما يمكنك دائًم ا التعامل مع اللحظة الحالية ،ال يمكنك التعامل مع
شيء موجود فقط في خيالك .هذا هو السبب في أن العديد من الناس يقولون إن الشيء الذي كانوا
يخشونه ،عندما اختبروه في النهاية ،لم يكن "بالسوء الذي توقعوه".
فيما يلي مثال على مدى اختالف الخوف الحقيقي عن الخوف النفسي ولماذا يصعب التعامل
مع األخير .إذا كنت تقود السيارة والحظت من زاوية عينك أن سيارة على وشك االصطدام بك ،
يستجيب جسمك وتدخل في استجابة الخوف .السيارة تنحرف ويتم تحويل الخطر .إذا حدث هذا لك
في أي وقت ،فبعد الموقف مباشرة الحظت أن قلبك كان ينبض في صدرك وكان تنفسك ثقياًل .ربما
الحظت أن راحة يدك كانت رطبة أو شعرت باالرتعاش .ولكن ،بما أن األمر انتهى ،فإن عقلك
يقول "كل شيء على ما يرام اآلن" ويبدأ جسمك في الهدوء .في غضون دقائق ستعود إلى طبيعتك.
هذا ألن المواد الكيميائية والهرمونات ومعدل ضربات القلب التي نختبرها من أجل إنقاذ
حياتنا من المفترض أن تعود إلى طبيعتها بعد أن يجلس ويهدأ الشخص .لكن في العالم الحديث ،ال
تصبح أجسامنا طبيعية ألن إجهادنا ال ينتج عن التهديد بالموت .بالنسبة لنا ،كل شيء يبدو وكأنه
كائن مفترس ذو أسنان حادة ! إجهادنا مستمر! الرؤساء المتسلطون ،وجداول المواعيد المضغوطة
،واألطفال المزعجون ،واألزواج البعيدون ،والقلوب الفارغة يضعون الكثير منا في حالة من الهم
والقلق والتوتر المزمن.
إن عادتنا في القلق تضعنا في حالة توتر .بعد ذلك ،يمكن أن يؤدي الموقف المجهد إلى إثارة
المزيد من التوتر ،مما يزيد من التوتر الذي كان لدينا بالفعل ويسبب ردود فعل فسيولوجية ،مثل
زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم .إذا واصلنا التركيز على "المشكلة" التي تسبب
حالة القلق لدينا ،فإنها تزداد سوًء ا .نشعر بأننا خارج نطاق السيطرة .يدخل جسمنا بشكل كامل في
حالة القتال أو الهروب .وإليك المفتاح ...ألنه ال يوجد تهديد حقيقي يحدث ألذهاننا ال يمكن أن تقول
"هنا الخطر وهذا ما يمكنك القيام به لحماية نفسك ".وألنه ليس حقيقًيا ،ال يستطيع عقلك إيقافه ثم
يقول "انتهى األمر ،أنا بخير اآلن ".العقل الذي يحاول حمايتك ،ثم ينظر إلى استجابة الخوف هذه
ويعتقد أنه "يجب أن يكون هناك خطأ ما ".إنه ُيصعد الموقف ويبدأ الذعر .تعتقد أن هناك خطأ ما.
قد تعتقد أنك تحتضر .أنت تتعرض للهجوم ،لكن المعتدي هو أنت.
هذا خوف نفسي ،وعلى الرغم من أن التجربة حقيقية جًدا ،إال أن ما تخشاه هو خيالي .أنت
تخوض معركة مع الظل الوهمي.
أفضل طريقة لكسب هذه المعركة مع الخوف النفسي هي إيقافها قبل أن تبدأ .ذّكر نفسك أنه
ليس حقيقًيا وأن لديك القدرة على منع نفسك من االنزالق إلى حالة من الخوف .اقبض على نفسك
عندما تشعر بالتوتر أو عدم اليقين أو القلق واتخذ إجراًء لتغيير وضعك أو بيئتك أو تركيزك العقلي
لمساعدتك على التخلص من حالتك العاطفية .تمارين التنفس والتأمل المذكورة في الكتاب مفيدة جدا
لوقف هذه الحالة الذهنية ومع االستمرار عليها تقل نوبات القلق بشكل ملحوظ.
لدينا جميًعا محفزات ،إيجابية وسلبية .يمكن أن يكونوا واعيين أو غير واعيين .عندما
يكونوا واعيين يمكن التعرف عليهم بسهولة .تشمل المحفزات الواضحة أو الواعية ما يلي :موضوع
محادثة معين أو شخص أو أغنية أو رائحة أو أي شيء آخر نعرفه يجعلنا عاطفيين أو نتفاعل
بطريقة معينة .التحدي األكبر الذي نواجهه عند معالجة محفزاتنا هو حقيقة أن معظمها ال واعية -
مما يعني أننا ال ندرك أنها تحدث.
على سبيل المثال ،قد تكون تجري محادثة أو تفعل شيًئا وتصبح غاضبًا أو دفاعًيا أو قلًقا
بدون سبب واضح .أنت لست على دراية بما جعلك تشعر بهذه الطريقة ،وفي كثير من األحيان تلوم
الشخص الذي تتحدث إليه أو الموقف الذي أنت فيه ،عندما يكون السبب الحقيقي لرد فعلك هو أن
الموقف أثار رد فعل مكتسًبا في دماغك .قد يكون األمر محبًطا ،ولكن من المهم أن تضع في
اعتبارك أن هذه المحفزات تم إنشاؤها في األصل بواسطة دماغنا كوسيلة لمساعدتنا على أن نكون
فعالين في استجاباتنا للعالم من حولنا ،وفي نهاية المطاف ،للحفاظ على سالمتنا.
كما تحدثنا في "يمكنك تغيير دماغك" ُ ،يشحن دماغنا عندما نتعرض لشيء ما بشكل
متكرر .ولكن ،هناك طريقة أخرى يصبح فيها شيء ما مرتبًطا بقوة عندما تكون لدينا تجربة
عاطفية للغاية .عندما نكون عاطفيين ،يفترض دماغنا شيئين:
أفضل مثال هو الموسيقى .إذا كنت قد استمعت إلى أغنية من قبل أثناء تجربة مواقف
عاطفية في حياتك ،فستؤدي هذه األغنية إلى األبد إلى عودة العاطفة عند االستماع إليها في
المستقبل .هذا هو السبب في أن تلك األغنية التي استمعت إليها وبكيت عندما انفصلت عن حبيبك أو
حبيبتك ال تزال تثير وجع قلبك أو لماذا ال يزال النشيد المفضل لديك في المدرسة الثانوية يضحك.
لسوء الحظ ،يخلق دماغنا أحياًنا ارتباًطا بين العاطفة والشخص أو المكان أو الشيء الذي
ليس السبب الحقيقي .عندما يحدث هذا االرتباط الخاطئ ،يمكن أن تضر االرتباطات المعيبة أكثر
مما تنفع .على سبيل المثال ،إذا أخبرك والداك "نحن بحاجة إلى التحدث" في كل مرة قبل أن تقع
في مشكلة مباشرًة ،فعندئٍذ إذا قال صديق أو زوج "نحتاج إلى التحدث" فستصبح دفاعًيا على الفور.
أنت لست على دراية بالسبب الحقيقي الذي تشعر به بهذه الطريقة ،ولذلك تلوم صديقك.
المفتاح للتعرف على المحفزات السلبية هو أن تصبح باحثًا في مشاعرك الخاصة -خاصة
عندما ال يبدو أن العاطفة تتناسب مع الموقف .من خالل إدراكك للمحفزات ،تبدأ في التخلص من
قوتها ألنه يمكنك اختيار التفاعل بشكل مختلف ،بدًال من الرد تلقائًيا.
اسأل نفسك عندما تميل إلى التأثر عاطفيا .ثم ،فكر في الطريقة التي تتفاعل بها مع تلك
المحفزات وما إذا كان التفاعل مناسًبا أو معقواًل .أخيًر ا ،لكل محفز ،اسأل نفسك:
● كيف يمكنني الرد بشكل مختلف؟ كيف يمكنني التفكير بشكل مختلف؟ اشعر بشكل
مختلف؟ اتصرف بشكل مختلف؟
● ما مواضيع المحادثة التي تثيرني؟ لماذا ا؟ كيف أشعر أو أتصرف؟ ماذا يمكن أن يكون
مختلًفا؟
● ما األماكن التي أذهب إليها والتي تميل إلى إثارتي؟ ماذا أفكر أو أشعر أو أتصرف؟ ما
الذي يمكن أن يكون مختلًفا؟
فيما يلي بعض المحفزات الشائعة لتزويدك بأفكار عما تبحث عنه:
● أن يتم انتقادك
● عندما يأتي موعد التسليم النهائي ،أو تتعرض للضغط ،أو تستعجل
التشوهات الفكرية
كل أو ال شيء /التفكير القطبي ُ :يعرف هذا التشويه أيًض ا باسم "التفكير باألسود
واألبيض" ،ويحدث عندما ال يتمكن الشخص من رؤية المناطق الرمادية في أي مواقف .وبعبارة
أخرى ،قد ال يكون الشخص قادًر ا أو راغًبا في رؤية أنه قد تكون هناك عوامل أخرى أو خيارات
مختلفة في أي موقف .لذلك ،يظلون عالقين بين طرفين مما يجعل من الصعب الوصول لحل وسط
مع اآلخرين أو عند اتخاذ قرار .على سبيل المثال ،كل شيء إما مثالي أو سيء ،فال توجد مساحة
لجميع المشاعر والتجارب التي يمكن أن تكون بينهما .مثال آخر قد يكون الشخص الذي يفشل في
شيء ما قد يعتقد أنه فشل فادح دون إدراك أنه قد يحتاج إلى تحسين في منطقة من حياته وأن الفشل
الواحد ال يحدده هو وقدراته.
اإلفراط في التعميم :في هذا التشويه ،يعمد الشخص إلى اإلفراط في تعميم األشياء في
حياته ،مثل تعريف حدوث شيء واحد كنمط شامل .على سبيل المثال ،قد يكون لدى الشخص سوء
فهم أثناء التواصل مع صديق ثم يفترض أنه سيئ في التواصل مع الجميع .بل قد يعممون أكثر
ويعتقدون أنهم غير محبوبين لذلك ،يؤدي هذا التحيز إلى أفكار سلبية حول حياة الشخص بشكل عام
،استناًدا إلى تجربة واحدة أو تجربتين يشعر أنها تحدده .وبعبارة أخرى ،يتم استخدام حادثة واحدة
كدليل الستنتاج شيء ما .التحدي األكبر مع التعميم المفرط هو أننا قد نحدد قدراتنا أو خصائصنا
بناءًا على تجربة واحدة ثم نتوقف عن المحاولة في المواقف المستقبلية بسبب تلك التجربة.
القفز إلى االستنتاجات ( :قد يبدو هذا وكأنه عمل افتراضات أو قراءة ذهنية ).يحدث هذا
التشويه عندما نفترض ما يفكر فيه الشخص اآلخر ،أو ما هي نواياه .صحيح أنه في بعض األحيان
قد تكون لدينا فكرة عامة عن سبب قيام الشخص بعمل ما ،لكننا عادًة ال نعترف بأن افتراضاتنا قد
تكون خاطئة .لذلك ،قد نرى شخًص ا ورد فعله غير اللفظي ونفترض أنه قد ال يكون مهتًم ا بما نقوله
،عندما قد يكون انتباهه مشتت بسبب شيء آخر في حياته .قد نفكر حتى أنهم يفكرون بشيء سلبي
عنا عندما تكون الحقيقة بعيدة عن هذا الواقع .تستند توقعاتنا واستنتاجاتنا عادة على تحيزاتنا الخاصة
بدًال من الواقع .قد نستنتج حتى أن خوفنا قد يتحقق ونتجنب الموقف قبل أن تتاح لنا الفرصة لنكتشف
ذلك.
التكبير (الكارثة) أو التصغير :يحدث هذا التشويه عندما تبالغ في معنى شيء ما ،أو على
الطرف اآلخر تقوم بتقليله .على سبيل المثال ،قد يرتكب الشخص خطأ في العمل وقد يضخم هذا
الخطأ ليبدو وكأنه سيدمر المشروع الذي تعمل عليه الشركة .في الوقت نفسه ،قد يحصل الشخص
على جائزة لشيء ما ويقلل من حجمه وال يزال يعتقد أنه ال يزال غير جيد بما فيه الكفاية .وهذا يقود
الناس إلى النظر دائًم ا في سيناريوهات أسوأ الحاالت.
التفكير العاطفي :هذا تشويه مهم يجب على األشخاص تحديده ومعالجته ألنه شائع .المنطق
العاطفي هو عندما نأخذ عواطفنا كحقيقة .وبعبارة أخرى ،إذا شعرنا بذلك ،فيجب أن يكون ذلك
صحيًح ا ،ونجد أسباًبا تبرره .على سبيل المثال ،إذا شعرنا بأننا أغبياء أو غير جذابين في لحظتنا
الحالية ،فإننا نعتقد أنه يجب أن تكون حقيقة شاملة .نحن نشعر بهذه الطريقة ،لذلك فهي حقيقية.
ومع ذلك ،فإن الحقيقة هي أن حالتنا العاطفية في لحظة معينة حول موضوع معين نادرا ما تدل
على الواقع .لسوء الحظ ،يصعب على الكثيرين رؤية حالتهم العاطفية الحالية.
عبارات اإللزام :تشويه شائع آخر هو عبارات "يجب" .ربما تكون قد الحظت األوقات التي
تخبر فيها نفسك أنك يجب أن تفعل ذلك ،أو ال يجب أن تفعل ذلك ،أو يجب أن تفعل هذا الشيء
اآلخر .الحقيقة حول عبارات اإللزام هي أنها دائًم ا ما تستند إلى ما نعتقد أن اآلخرين من حولنا
يعتقدون أنه يجب علينا القيام به ،بدًال من ما نريده حًقا .تكمن المشكلة في أننا غالًبا ما نخلق
الزامات وتوقعات ألنفسنا تكون غير واقعية ويصعب تلبيتها ،ثم نلوم أنفسنا ونشعر بالذنب بسببها.
واألسوأ من ذلك ،أننا ال نصدقها بالفعل ونقوم بذلك من أجل اآلخرين .وهذا يقودنا إلى اتخاذ
قرارات ال تفيدنا على المدى القريب أو البعيد .في الوقت نفسه ،نضع أيًض ا االلتزامات والتوقعات
على اآلخرين ،وعندما ال يلبون متطلباتنا ،فقد يؤدي ذلك إلى الغضب واالستياء( .تحدثنا بالتفصيل
في الوعي بالحديث الذاتي ،الجزء الثاني).
التصنيف وإساءة الحكم :هذا شكل آخر من أشكال التعميم الزائد -الميل إلى إطالق أحكام
أو وضع تسمية بناًء على حدث أو حالة واحدة .نحن نسمح للحدث بتعريف أنفسنا أو اآلخرين .إذا
كنت تمارس لعبة وخسرت ،فتخبر نفسك "أنا خاسر" بدًال من "لقد أخفقت قليال" .حدث هذا ،
وبالتالي هذا أنا .يمكنك أيًض ا إطالق أحكام على اآلخرين .على سبيل المثال ،إذا قابلت شخًص ا ال
ُيلقى التحية على الفور ،فيمكنك أن تصفه بأنه شخص لئيم ال يحبك ،في حين أن الشخص قد يكون
مشتًتا وليس له عالقة بك .لم تفترض نوايا الشخص ،فقد حكمت عليها وصنفتها .من خالل وضع
األحكام ،فإنك تفرط في تعميم سمة واحدة باعتبارها التعريف الرئيسي لنفسك أو لآلخرين .الخطأ
في التصنيف هو عندما تقوم بإطالق ُح كم بصفة عامة ،ولكنها غير دقيقة وعادة ما تستخدم لغة
عاطفية ومبالغ فيها .على سبيل المثال ،دعوة نفسك أو شخص آخر "غبى" .
الشخصنة :هذا التشويه أيًض ا أمر شائع يمكن أن يرتبط به كثير من الناس بسبب خبرة في
مرحلة ما من حياتهم .إنها تنطوي على أخذ األشياء شخصًيا وإلقاء اللوم على أنفسنا لشيء بطريقة
غير منطقية .على سبيل المثال ،قد تعتقد أن شخًص ا ما يتصرف بطريقة معينة بسببك في حين أنه ال
عالقة لك باألمر .في بعض الحاالت ،قد تفترض أنك سبب أمزجة أو سلوكيات من حولك .عندما
تحدث أشياء سيئة حولك ،تعتقد أنها خطأك .على سبيل المثال ،إذا تأخرت عن اجتماع ثم كان
االجتماع كارثة ،فقد تخبر نفسك أن كل شيء كان سيكون على ما يرام إذا جئت مبكًر ا ،في حين
أن الحقيقة هي أن النتيجة ال عالقة لها بك.
اللوم :على الطرف اآلخر من الشخصنة واألشخاص الذين يلقون اللوم على أنفسهم في كل
شيء ،هناك أشخاص ال يتحملون أبًدا المسئولية تجاه أفعالهم .تقودنا هذه المغالطة في اللوم إلى إلقاء
اللوم على اآلخرين بشأن الخطأ الذي يحدث ،وليس فقط النتائج -بل نلوم اآلخرين على عواطفنا
وأفكارنا وسلوكنا دون أن ندرك أنه يمكننا دائًم ا اختيار عواطفنا وسلوكياتنا.
مغالطة اإلنصاف :هذه مغالطة شائعة أخرى .نود جميًعا أن نعتقد أن الحياة عادلة ،ولكن
الحقيقة هي أن الحياة يمكن أن تكون غير عادلة في نظرنا بعض األحيان .يمكن للظلم أن يسبب
مشاعر سلبية .قد يجد بعض الناس أنفسهم يحكمون على موقف بناًء على ما إذا كان شيء ما عادًال
أم ال ،بدًال من النظر إلى الواقع الموضوعي ،والذي لن يؤدي إال إلى الغضب واالستياء واليأس.
لذلك ،من المهم أن نتقبل أن شيًئا ما سوف يأتي إلينا بالطريقة التي نريد وآخر لن يأتي ،وأنه يمكننا
دائًم ا اختيار االستفادة القصوى من أي موقف بدًال من الحكم عليه ،مما يضيف طبقة أخرى من
اإلجهاد أو الغضب .جانب آخر من "فرضية العالم العادل" وهو االعتقاد بأنه إذا حدث شيء سيء
لشخص ما يجب أن يكون هذا ألنهم يستحقونه ،فإنهم سيئون .يمكن أن يقود هذا الناس إلى الحكم
والرفض واللوم على اآلخرين بسبب األشياء السيئة التي تحدث لهم -حتى لو لم يكن ذلك خطأهم.
يحكم الناس أيًض ا ويرفضون ويلومون أنفسهم ،وعندما تحدث لهم أشياء سيئة ،فإنهم يعتقدون أن
ذلك يعني أنهم سيئون.
مغالطة التغيير :وهو االعتقاد والتوقع أنه يمكننا تغيير اآلخرين لتلبية احتياجاتنا .قد يعاني
الشخص الذي يعتقد ذلك من الضغط على اآلخرين ويحاول إجبارهم على تلبية احتياجاته .ليس فقط
أنهم يعتقدون أن اآلخرين يمكنهم أو سيتغيرون وينحنون إلى إرادتهم ،وهو ما لن يفعلوه ،فالمشكلة
الرئيسية هي االعتقاد بأن نجاحهم وسعادتهم يعتمدون على أن يكون اآلخرون كما يريدونهم وأن
يلبوا احتياجاتهم .وهذا يؤدي إلى عدم تحمل المسؤولية الشخصية لتلبية احتياجاتهم الخاصة ويسبب
ذلك االستياء لكال الطرفين عندما تفشل محاوالت إجبار شخص ما على التغيير.
أن تكون دائًم ا على حق :قد يختبره األشخاص الذين يسعون إلى الكمال .هذا هو االعتقاد
بأننا يجب أن نكون على حق .لذلك ،فالخطأ غير مقبول وسنفعل كل ما يلزم لنثبت أننا على صواب
،حتى عندما نكون مخطئين .الموافقة على االختالف غير موجودة في عالم هؤالء األشخاص وقد
تكون لديهم عالقات مدمرة ،ألنهم يحاولون أن يكونوا على صواب بأي ثمن .في كثير من األحيان
يكونوا غير قادرين على االعتراف باألخطاء ،أو اإلنصاف ،أو االنفتاح على وجهات النظر أو
المعتقدات األخرى.
مغالطة مكافأة السماء :هذا هو نظام االعتقاد بأن المعاناة والعمل الجاد هو ما سيؤدي إلى
مكافأة عادلة .قد يؤدي هذا إلى خلق البعض معاناة غير ضرورية في حياتهم .يمكن أن يؤدي أيًض ا
إلى إحباط األشخاص عندما ال يؤدي عملهم الشاق أو معاناتهم إلى النتائج المتوقعة .في بعض
األحيان بغض النظر عن مدى صعوبة العمل على شيء ما أو مدى معاناتك خالل موقف ما ،فلن
يؤدي ذلك إلى مكافأة أو تحقيق ما اعتقدت أنك ستحققه .يمكننا أيًض ا التفكير في األمر من منظور
العاقبة األخالقية ونفترض أنه إذا فعلنا الخير يجب أن تحدث مكافأة أو شيء جيد .وعندما تأتى
المكافأة ولكن ال توافق توقعاتنا أو ال يتفاعل الناس بالطرق التي نتوقعها ،فقد نشعر باإلحباط
والغضب وحتى االكتئاب.
المرشح العقلي :المرشحات العقلية تشبه إلى حد كبير التعميم المفرط .هذا هو المكان الذي
قد يركز فيه الشخص تماًم ا على شيء واحد ،مثل الجانب السلبي للموقف ،دون أن يكون قادًر ا
على رؤية الجوانب األخرى اإليجابية .على سبيل المثال ،قد يجري الشخص محادثة ويسمع شيًئا
سلبًيا قاله الشخص اآلخر ثم يهمل كل األشياء اإليجابية التي قالها الشخص أو ذكرها .هذا االتجاه
يمكن أن يقودنا إلى التركيز فقط على األشياء السلبية من حولنا .يمكن أن يحدث هذا أيًض ا إذا حدث
لنا شيء سيء في الصباح ثم نتوقع أن يكون لدينا يوم سيء بسببه .ثم نقوم بتصفية كل شيء جيد في
يومنا ونركز فقط على األشياء السلبية ،والتي تثبت في النهاية صحة توقعاتنا وتجعلنا نشعر بأن
صباحنا السيء قد دمر اليوم.
حرمان اإليجابيات :على الجانب اآلخر لدينا عدم أهلية اإليجابيات ،وهذا عندما نعترف
باإليجابيات ولكن بدًال من قبولها فإننا نرفضها .على سبيل المثال ،إذا أعطاك شخص ما مجاملة ،
فبدًال من قبولها ،قد نشعر أن هذا الشخص يقول ذلك ألنه يحاول أن يكون لطيف معنا وال يعني ذلك
حًقا .هذا يمكن أن يقودنا إلى تطوير عادة سلبية نركز فيها على السلبيات حتى عندما تكون
اإليجابيات موجودة أو عندما تعرض علينا أشياء تتعارض مع السلبية.
خلف كل أفكارك وسلوكياتك المعتقدات التي تؤثر عليك .االعتقاد هو مجرد فكرة اعتقدتها
مرات كافية حتى صدقتها أو تم تعليمها لك بقوة كافية أو تم تطويرها بسبب تجربة كانت لديك.
بمجرد أن تعتقد أن شيًئا ما صحيح ،فأنت تقوم بافتراضات .أنت تتخذ قرارات بناًء على ما تؤمن
به .يتم توجيه أفكارك في اتجاه ما تؤمن به .لكن ،االعتقاد هو مجرد فكرة تبنيتها .الحقيقة هي أن
نسبة كبيرة جًدا مما تعتقد أنه حقيقي هو في الواقع خاطئ .لكنك تعيش حياتك كلها بناًء على هذه
المعتقدات .يمكننا القيام بكتاب كامل فقط حول تقييم وتغيير معتقداتك ،ولكن تعلم كيفية توجيه
أفكارك هو أفضل مكان للبدء.
ربما تعتقد أنه لن يضرب البرق نفس المكان مرتين ،وفرقعة أصابعك يصيبك بالتهاب
المفاصل ويستغرق 7سنوات حتى يتم هضمه علكة .لكن ال شيء من هذا صحيح .السبب الذي
جعلك تصدقهم هو أنك تعلمتهم من أشخاص اعتقدت أنهم يعرفون أكثر منك وأنت فقط واصلت
التفكير فيه .حسًنا ،اآلن أنت تعلم أن هذا كله خطأ .على الرحب والسعة !
ولكن ،هذه مجرد أشياء سخيفة وغير مهمة افترضت أنها صحيحة ...اآلن تخيل كم من
المعتقدات الخاطئة األخرى التي تحملها معك ! المشكلة في المعتقدات الخاطئة هي أنها تحد منك.
أنت تتخذ كل قراراتك بناًء على ما تعرفه ،أو ما تعتقد أنك تعرفه .لذلك إذا كنت مخطًئا ،فمن
المحتمل أنك تفوت الخيارات التي لم تكن تعرفها .قد تصدر أحكاًم ا بناًء على معلومات غير دقيقة.
وهذه المعتقدات الخاطئة لها عواقب حقيقية.
قد تفكر في مدى فظاظة وعدم امتنان أختك عندما طلبت منك أن تجالس أطفالها مرة أخرى
وقد فعلت ذلك قبل يومين أيضا .أنت تفكر "أال تعرف أن لدي حياة؟ لدي أشياء يجب علّي القيام بها
" .أنت تشعر بالغضب وتوجهه إليها .قد تتمكن من تغيير تفكيرك والتركيز على حقيقة أنها ال تطلب
عادًة الكثير من المساعدة .هذا استثناء ألن كل أفراد عائلتها كانوا مرضى باإلنفلونزا خالل األسبوع
الماضي ولديها أشياء لم تتمكن من رعايتها .يساعدك تغيير تفكيرك على تغيير وجهة نظرك ،
وتطوير التعاطف والتخلص من غضبك .ولكن ،ال يعالج االعتقاد األساسي الذي تسبب في رد فعلك
بهذه الطريقة في المقام األول.
ربما كان االعتقاد األساسي هو أنه إذا طلب شخص ما مساعدتك ،فأنت ملزم بأن تقول نعم.
المصدر الحقيقي للغضب لم يكن في أختك عندما سألتك ،كان بسبب كرهك للشعور بااللتزام .لقد
كنت غاضًبا من نفسك ألنك ال تعرف كيف تحترم نفسك وتقول ال .من خالل تحديد ومعالجة المعتقد
األساسي ،يمكنك إجراء تغييرات دائمة ،بدًال من مجرد تغيير الفكرة والعاطفة في الوقت الحالي.
يمكنك حًقا أن تنظر إلى االعتقاد بأنك ملزم بالمساعدة عندما ُيطلب منك ذلك وأن تضع تعريًفا
صحًيا أكثر لنفسك حول معنى أن تكون داعًم ا لآلخرين ،بينما ُتكّر م نفسك في نفس الوقت .يمكنك
وضع استراتيجيات لتحديد الحدود ،مما يجعل من السهل قول "ال" عندما تحتاج إلى ذلك وتطوير
أنماط أفضل من التفكير في األمر بحيث يمكنك في المستقبل عندما توافق على مساعدة شخص ما ،
أن تدرك أنه كان اختيارك حًقا وال تشعر بااللتزام أو المرارة حيال ذلك.
للوصول إلى االعتقاد الجذري الذي يكمن وراء تفكيرك ،أسأل نفسك مجموعة من األسئلة.
للتأكد من استئصال جوهر المشكلة بدًال من االستمرار في مواجهة المعتقدات السلبية نفسها مراًر ا
وتكراًر ا.
يمكنك التعمق أكثر في عملية تغيير المعتقدات المقيدة أو الكاذبة وبناء معتقد إيجابي قوي
جديد ليحل محله.
إذا كانت معتقداتنا األساسية إيجابية ومفيدة ،فال داعي التخاذ المزيد من اإلجراءات .إذا لم
تكن كذلك ،يجب أن نسعى إلى تغييرها ،ألن الحد من المعتقدات األساسية هو من األسباب الجذرية
لتدني احترام الذات .إنهم يشكلون طريقة تعاملنا مع أنفسنا واآلخرين ،وحتى كيف يمكن لآلخرين
أن يعاملونا .فهى تضع القواعد التي نعيش بها ونبرة حديثنا الذاتي.
تتشكل المعتقدات األساسية في وقت مبكر من الحياة وتتشكل من خالل تربيتنا وخبراتنا.
نظًر ا لكونها عميقة الجذور وُم ضمنة ،فمن الصعب جًدا تغييرها .وظيفتهم األصلية هي مساعدتنا
على فهم تجاربنا التكوينية ،لكنها يمكن أن تصبح غير منتجة أو حتى ضارة في وقت الحق من
الحياة.
عادة ما تأتي المعتقدات األساسية المشتركة الضارة في شكل عبارات مطلقة "أنا "...و
"الناس "...و "العالم ."...
قد نعتقد أننا سيئون ،أشرار ،خاسرون ،لسنا جيدين بما فيه الكفاية ،غير كفؤين ،قبيحين
،أغبياء ،فاسدين في جوهرنا ،غير مستحقين ،غير عاديين ،مملين ،معيبين ،أو غير محبوبين.
قد نعتقد أن الناس سيئون ،وال يمكن الوثوق بهم ،أو استغالليون ،أو متالعبين.
أخيًر ا ،قد نعتبر العالم مكاًنا خطيًر ا -أرض عدو غير آمنة أو معادية لنا فقط أشياء سيئة
مخبأة لنا.
ترتبط المعتقدات التي تندرج في فئة العجز بعدم الكفاءة الشخصية والضعف والدونية .تشمل
المعتقدات األساسية المتعلقة بعدم القدرة على الحب الخوف من أننا لسنا محبوبين وغير قادرين على
الحميمية ،في حين أن المعتقدات األساسية التي تحمل طابع انعدام القيمة تشمل االعتقاد بأننا غير
مهمين وعبًئا على اآلخرين .إذا كانت لدينا آراء سلبية عن اآلخرين ،فقد نعتبرهم غير جديرين
بالثقة ،أو يرغبون في إيذائنا ،أو أنهم ُم هينون وال يهتمون بنا أو متالعبين .قد تجعلنا كل هذه
المعتقدات قلقين للغاية لتجنب الرفض وحريصين بشكل مفرط على السعي إلى التحقق من صحة
نوايا اآلخرين.
تؤدى معتقداتنا األساسية السلبية إلى معتقداتنا الفورية المختلة في أشكال المواقف والقواعد.
على سبيل المثال إذا اعتقدنا أننا غير محبوبين ،يمكن أن يترجم هذا إلى قواعد مثل "يجب أن أكون
نحيًفا ،ألنني لو كنت نحيًفا ،سأصبح محبوًبا ".أو قد نعتقد أننا يجب أن نكون أغنياء ،أو مقبولون
دائًم ا ،أو نساعد بشكل مفرط ،أو ننكر أنفسنا باستمرار ،أو أنه يجب أال نقول "ال" ألي شخص
أبًدا ،لنكون جديرين بحب اآلخرين.
نظًر ا ألن أفكارنا السلبية التلقائية هي منابع معتقداتنا األساسية ،فيمكننا استخدامها كدليل
لتتبع معتقداتنا األساسية .لذلك ،فإن أفضل طريقة لتحديد المعتقدات األساسية السلبية هي النظر إلى
أفكارنا السلبية التلقائية المتكررة ومحاولة اكتشاف األنماط والمواضيع .يمكننا أن نبدأ بالبحث عن
أنماط في تجاربنا وأيًض ا في تفسيراتنا لهذه التجارب .الفكرة هي إلى حد كبير متابعة أفكارنا وصوًال
إلى االفتراضات األساسية التي ننتجها ،مثل تقشير طبقات البصل.
والثاني هو فهم من أين أتوا .متى فكرنا ألول مرة في أنفسنا أو في العالم أو باآلخرين
بطريقة معينة؟ ما التجارب التي ساهمت في تشكيل هذه المعتقدات؟ من هم األشخاص في عائالتنا
الذين لديهم آراء مماثلة؟
تتضمن الخطوة الثالثة تحدي هذه المعتقدات .في محاولة متعمدة إلعادة الهيكلة المعرفية ،
وتحديد التشوهات المعرفية التي تؤثر في األفكار السلبية التلقائية لدينا ،وجمع األدلة بصبر التي
تتعارض مع معتقداتنا حتى نتمكن من قبول أنها لم تعد تخدمنا ونتخلى عنها.
إن زيادة الوعي بالتشوهات المعرفية تشجعنا على أن نصبح أكثر وعيًا بأفكارنا السلبية
ومعتقداتنا غير المنتجة وأن نحدد األنماط الشائعة للتحيز في إدراكنا.
تحديد المعتقدات الخاطئة عن العواطف هو أيضا مفيد جدا في هذا السياق .إنه يركز على
المعتقدات األساسية الخاطئة حول العواطف التي نحاربها والتي قد نخشى التعبير عنها ،ويطلب منا
تحدي افتراضاتنا األساسية حول ما قد يحدث إذا عبرنا عن مشاعر معينة.
يساعدنا عمل ورقة بالقيم الخمس األعلى بالنسبة لنا وترتيبها ،وتحديد أهميتها في حياتنا
على اختيار االتجاهات في حياتنا التي تتماشى مع قيمنا األساسية .تساعدنا هذه الطريقة لزيادة
الوعي بقيمنا ويساعدنا على التفكير في أهمية هذه القيم ومعانيها.
ال شيء إذن يبدو أكثر إلحاًح ا من العمل على معتقداتنا األساسية إذا كانت تمنعنا من
االزدهار في حياتنا .إنها السبب الجذري لمعظم مشاكلنا النفسية ،وتحدد صورتنا الذاتية ،وإدراكنا
،ومعتقداتنا حول العالم واآلخرين ،وقواعدنا الشخصية .تجعلنا نرى كل شيء من خالل زجاج
غامق .كما أنها تولد وتشكل أفكارنا السلبية التلقائية.
الجزء الثاني
:
تقنيات إعادة برمجة العقل
هذه التقنية ستكون مألوفة لممارسي اليقظة الذهنية .هناك العديد من الطرق لالسترخاء
وتحقيق انتظام التنفس .سيتيح لك االنتظام والهدوء في التنفس النظر إلى مشاكلك بطريقة متزنة ،
مما يسهل اتخاذ قرارات أكثر فعالية وعقالنية .
• ابحث عن مكان هادئ خاٍل من المشتتات .سيقدم عقلك ما يكفي من عوامل التشتيت
الخاصة به ،لذا اختر مكاًنا ال يقاطعك فيه أحد.
• اجلس بشكل مريح في أي موضع تريده .حاول أن تجلس بشكل مستقيم ،ولكن يمكنك
االستلقاء إذا كنت ترغب في ذلك .فقط تأكد من أن وضعك مريح ولن يلهيك.
• ابدأ بمالحظة تنفسك .الحظ اإلحساس بأنفاسك تدخل وتخرج من أنفك أو فمك .الحظ كيف
تشعر عندما يمر الهواء من خاللها .هل هو رائع؟
• الحظ ارتفاع وهبوط صدرك أو بطنك عند امتالء الهواء ثم إفراغ رئتيك .ال تجبر أو
تتحكم في تنفسك ،ما عليك سوى السماح له بأن يكون طبيعًيا واستمر في مراقبته.
• راقب تنفسك لحوالي 5دقائق .خالل هذا الوقت ،ستجد أن عقلك سوف يتجول ويفكر في
جميع أنواع األشياء :األحاسيس الجسدية ،األشياء التي عليك القيام بها ،ما حدث باألمس .هذا أمر
طبيعي تماًم ا .عندما تالحظ أن ذهنك قد تساءل ،ابدأ ببساطة في مالحظة تنفسك مرة أخرى .قد
تحتاج إلى إعادته مراًر ا وتكراًر ا ،وهذا أمر رائع ألنه يعني أنك أصبحت متيقًظا!
• كلما مارست هذا أكثر ،قّل تجول عقلك .بعد ذلك ،ستالحظ أنك أكثر قدرة على الحفاظ
على تركيزك في أوقات أخرى على مدار اليوم أيًض ا!
• عندما تعتاد على هذا النشاط ،يمكنك زيادة وقت الجلوس إلى 10أو 15أو 20دقيقة.
األهم هو االتساق ،لذلك بغض النظر عن المدة التي تجلس فيها في هذه الحالة الذهنية ،افعل ذلك
كل يوم.
• أهم نقطة في تطوير ممارسة التأمل اليومية هي االتساق ،لذا فإن 3دقائق كل يوم أفضل
من ساعة مرة واحدة في األسبوع.
التنفس البطني
تنفس البطن من السهل القيام به ومريح للغاية .جرب هذا التمرين األساسي في أي وقت
تحتاج فيه إلى االسترخاء أو تخفيف التوتر.
-2ضع إحدى يديك على بطنك أسفل الضلوع وأخرى على صدرك.
-3خذ نفًسا عميًقا من أنفك ،ودع بطنك يدفع يدك للخارج .يجب أال يتحرك صدرك.
-4اخرج النفس من خالل الشفاه كما لو كنت تصفر .اشعر باليد على بطنك ،واستخدمه
لدفع الهواء كله.
تفعيل الحدث
المعتقدات
.2مصدر االعتقاد السلبي .بناًء على الفكرة األولية التي حددتها ،ما الذي جعلك تعتقد ذلك؟
النتيجة
.1النظر في العواقب .إذا واصلت التفكير بهذه الطريقة ،فماذا ستكون النتيجة على المدى
القصير؟
المناقشة
.3المعتقدات اإليجابية والتأكيدات .استناًدا إلى األفكار التي حددتها ،اكتب االعتقاد األساسي
الذي تحتها ،أو اكتب ما يخبرك به الصوت في رأسك عندما يوبخ سلوكك .ثم اكتب بياًنا أو اعتقاًدا
جديًدا يمثل طريقة تفكير صحية أو إيجابية.
.4خطة العمل .ماذا يمكنك أن تفعل بشكل مختلف إذا حدث الموقف مرة أخرى؟
الفكرة األساسية وراء إعادة صياغة التجارب السلبية هي أن وجهة نظر الشخص تعتمد على
اإلطار الذي ينظر من خالله .عندما يتم تغيير اإلطار ،يتغير المعنى والتفكير والسلوك غالًبا مع
ذلك.
بينما نغير تفكيرنا حول وضعنا ،هناك تغيير في النبرة العاطفية والمعنى الذي نعطيه
لظروف حياتنا .يمكننا اختيار نقل تجربتنا من إطار سلبي إلى إطار أكثر أمًال ،مليء بالفرص .تتيح
لنا هذه العملية رؤية موسعة لواقعنا.
يتطلب إعادة الصياغة رؤية الشيء بطريقة جديدة ،في سياق يسمح لنا بالتعرف على
الجوانب اإليجابية لوضعنا وتقديرها .يساعدنا إعادة صياغة التجارب السلبية على استخدام كل ما
تمنحنا الحياة كفرص لالستفادة منها ،بدًال من رؤيتها كمشاكل يجب تجنبها .تتحول المعوقات إلى
تحديات وإمكانيات جديدة لتجربة الحياة بشكل كامل لتصبح إنساًنا أكثر شموًال.
إن إعادة الصياغة ليس إنكاًر ا أن التحدي الذي واجهناه صعب .على الرغم من أن ظروفنا
قد تكون محفوفة بالمشقة ،يمكننا أن نتعلم الثقة في دورات الحياة .نكتشف أن هذه دورة حياة تكرر
نفسها ،كما تفعل دورات الصيف والخريف والشتاء ثم الوالدة من جديد في الربيع .من خالل الفهم
والثقة في هذه العملية التحويلية ،يصبح لدينا إيمان بأن فترات التدهور ،سواء استمرت لدقائق أو
أشهر ،سوف تنتهي .وسيصبح من الصعب أن يسيطر علينا التشاؤم أو اليأس أو االستياء .يصبح
موقفنا السائد أكثر تفاؤًال.
عندها فقط يمكننا العثور على موارد لم نكن نعلم أنها لدينا ،ومواصلة تحركنا نحو االكتفاء.
نتعلم أن نثق في إمكانية تحقيق نتائج جيدة .نحن ال نغلق قلوبنا على المرارة ،ألننا نقدر القوة
التحويلية للمعاناة.
التمرين :
ضع قائمة بأي تجارب من ماضيك كانت "سلبية" ثم حدد النتائج اإليجابية و /أو الدروس
المستفادة التي أعطتك خبرة أو قوة دافعة لألمام .
التأكيدات
التأكيدات هي عبارات إيجابية يمكن أن تساعدك على تحدي تدمير الذات واألفكار السلبية
والتغلب عليها .عندما تكررها كثيًر ا ،وتؤمن بها ،يمكنك البدء في إجراء تغييرات إيجابية.
قد يساعد تأكيد الذات أيًض ا في تخفيف آثار اإلجهاد وتعزيز قدرات حل المشكالت .قد تكون
التأكيدات أكثر فعالية عندما تقرنها مع تقنيات التفكير اإليجابي وتحديد األهداف.
● يجب أن تكون في الحاضر آي تحدث اآلن ،ومن وجهة نظرك إيجابية وتبدأ ب (أنا) ،
وال تشمل أدوات نفى مثل (ال) مثال تقول في عبارة “أنا ذكي" ،ال تقل "أنا لست غبيا" ،وهكذا.
كرر هذا البيان اإليجابي على األقل 3مرات في اليوم ( 5إلى 10مرات في كل جلسة).
ضع في اعتبارك نشره على المرآة أو الكمبيوتر أو المنضدة حيث يمكنك رؤيته بانتظام.
الجزء الثالث
:
التخطيط وتحديد طموحات هادفة
عملية الجدولة التي سيتم شرحها الحقا مخصصة للمساعدة في تدريبك على تخطى عقبات
وحواجز السلوك التي تمنعك من تحقيق أهدافك.
السبب وراء عدم سعى األشخاص إلكمال تحقيق أهدافهم هو أنهم في منتصف الطريق
يشعرون باالرتباك ،أنهم عالقون وغارقون في التفاصيل وال يعرفون كيف يمكنهم الوصول إلى
حيث يريدون من هذه اللحظة ،لذلك يشعرون باإلحباط.
الحقيقة هي أنه من أجل الوصول إلى الهدف ،يجب أن يكون لديك خطة للوصول إليه.
والخبر السار هو أنه بمجرد معرفة كيفية تقسيمها إلى أجزاء يمكن التحكم فيها ،تصبح
العملية سهلة ،يسمى هذا التقريب المتتالي لن تشعر بعد اآلن بأنك عالق في عدم معرفة الخطوات
التي يجب عليك اتخاذها .ستكون قادًر ا على أن ترى بوضوح المسار إلى هدفك .
يشعر الناس باإلحباط ألنهم ينظرون إلى الصورة الكبيرة .يبدو هذا كبيرًا جدًا وبعيدًا جدًا
عنك ألنك تنظر إلى شيء ضخم جًدا ال يمكنك استيعابه ،مثل شخص يريد خسارة 100كيلو من
وزنه وال يعرف حتى من أين يبدأ.
الكثير من التفاصيل حول ما قد يتطلبه األمر تجعلك ترغب في االلتفاف والركض مثل تخيل
كل األشياء غير السارة ،اإلجهاد والتعرق في صالة األلعاب الرياضية .اإلحراج في ممارسة
الرياضة أمام الغرباء ،واالضطرار إلى تغيير المالبس أمامهم ! كل هذه التفاصيل وما إلى ذلك
يجعل األمر يبدو محبطا وصعب للغاية.
مفتاح التغلب على االرتباك واإلحباط هو تقسيم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة أو مراحل
متتالية .مثلما ال يمكنك تناول وجبة كاملة في قضمه واحدة ،ال يمكنك الوصول إلى هدفك في خطوة
واحدة.
فرصتك تكمن في قدرتك على تقسيم الهدف إلى خطوات بسيطة قابلة للتحقيق بدًال من عمل
قائمة تفصيلية بجميع األشياء المزعجة التي يمكن أن تحدث.
إن إعداد خطوات عمل بالتفصيل يزيل أي تصورات غير ضرورية حول الشكل الذي
ستبدو عليه التجربة ،يمكنك ببساطة اتخاذ الخطوة التالية دون اإلفراط في التفكير.
هناك طريقة أخرى إلنجاح التقدم وهي اتخاذ خطوة تقربك جزئيًا من الطريق مثل أداء مهمة
مشابهة لهدفك وأقل صعوبة ،يمكنك التحدث أمام مجموعة من خمسة أشخاص قبل التحدث إلى
مجموعة من 100شخص.
تصبح األهداف أقل إرباكًا ،سواء من خالل اتخاذ خطوات في االتجاه الصحيح أو التدرج
بخطوات مشابهة سيغطي هذا عملية التقدم المتتالي.
السبب اآلخر الذي يجعل معظم الناس ال يحققون أهدافهم هو أنهم ال يمتلكون المهارات
الالزمة التي تمكنهم من الوصول .في كثير من األحيان يتغاضى الناس عن أهمية تطوير الكفاءة
الذاتية إما ألنهم ال يدركون كيف ستكون جهودهم أكثر فاعلية إذا تحسنوا في مجال يجعلهم أكثر
قدرة أو ألنهم ال يعتقدون أنهم يستطيعون التعلم أو التغيير بسبب أساس العقلية الثابتة.
في الواقع ،يقلل العديد من األشخاص معاييرهم عند تحديد األهداف ألنهم يعتقدون أن هذا
أكثر ما يستطيعون فعله !
يمنع آخرون أنفسهم من المضي قدًم ا نحو أهدافهم ألنهم فشلوا في الحصول على المهارات
التي يحتاجون إليها للنجاح وتقبلوا الوضع الحالي!
كل أنواع السعي لتحقيق األهداف من أي نوع سوف تحتاج إلى زيادة الكفاءة الذاتية ،حتى
لو لم يكن الهدف الذي حددته يتطلب تحسين شيء معين؛ مهارة معينة أو تعلم شيء جديد.
هناك دائًم ا حاجة إلى التطوير من نفسك ،أن تصبح أفضل في التفكير أو التصرف بطريقة
تدفعك إلى األمام نحو هدفك.
ألنه كما ناقشنا من أجل أن نتطور حًقا في شيء ما عليك أن تؤمن أنه يمكنك أن تصبح
أفضل في ذلك حتى تتمكن من التعلم والنمو.
ألنه إذا كنت ال تصدق ذلك ،فأنت في الواقع لن تبذل الجهد ولن تتخذ الخطوات الالزمة
للقيام بذلك الفعل.
لذا قم بتهيئة عقلية النمو لديك من خالل األسئلة التالية ،اسأل نفسك :
هل الهدف الذي حددته لنفسك يتحداك للتعلم والنمو؟ (نعم ام ال)
هل ستكون هناك مجاالت تحتاج فيها إلى تعلم معلومات جديدة أو مهارة من أجل تحقيق هذا
الهدف ؟ (نعم ام ال)
هل تدرك أهمية بذل الجهد لتطوير هذه المجاالت من أجل تحقيق ذلك لتكون ناجحا ؟ (نعم ام
ال)
هل أنت على استعداد لاللتزام باتخاذ الخطوات الالزمة للتعلم والتحسين في هذه المجاالت ؟
(نعم أم ال)
الخطوة الثانية هي تحديد المهارات أو القدرات المطلوبة ،ضع خطة للتحسين .سواء كان
ذلك ينطوي على اكتساب مهارات تعلم جديدة أو ممارسة سلوك.
لذلك بالنسبة لكل هدف يتم السعي إليه ،استكشف األسئلة التالية :
إذا كان الموضوع أكثر تعقيدا فما هي الخطوات التي يجب اتباعها لتعلم األساسيات
والمعلومات الالزمة وما هي الخطوة التالية ؟
ثم انتقل إلى أنماط السلوك التي تحتاج إلى تحسين ،ما هو شكل نمط السلوك المرغوب وما
الذي يمكن فعله لتخليصي من سلوك معين ؟
إذا لم تكن مؤهًال سيساعدك تطوير هذه المجاالت على تحقيق أهدافك.
سننتقل اآلن إلى تحديد سبع مشكالت شائعة في التفكير أو السلوك تمنع الناس عن تحقيق
أهدافهم.
.1بعض الناس تشعر بأنها محدودة بسبب عدم الكفاءة في شيء ما أو عدم إدراكه.
.3صعوبة في اتخاذ قرار ،ومن ثم عدم القدرة على البدء أو اتخاذ فعل على أرض الواقع.
.4الخوف والمقاومة.
إذا كان يراودك الشعور بالتقييد بسبب عدم الكفاءة في شيء ما ،أو انخفاض مستوى
القدرة أو الذكاء المتصور يجب التركيز على قسم عقلية النمو.
أما إذا كنت تشعر بأنك غير قادر على البدء أو لديك صعوبة في اتخاذ القرارات ،
للتغلب على التردد يجب التركيز على قسم فهم اإلدراك والتشوهات المعرفية وقسم المذكرات
اليومية.
للحديث السلبي عن النفس أو تقييد التفكير والمعتقدات ،التركيز على قسم تطوير الوعي
بالحديث الذاتي والتفكير اإليجابي (التأكيدات وتغيير المعتقدات).
وبالطبع قد تكون هناك مشاكل إضافية قد تواجهها لذا ال تتردد في تحديدها قبل البدء
بالتخطيط .
تتمثل الخطوة األولى دائًم ا عند التخطيط هي تحديد هدف واضح تريد تحقيقه ،هذا الهدف
يمكن أن يكون شيًئا خاًص ا بتجربتك مثل تغيير المعتقدات المحدودة أو تغيير عادة سيئة أو يمكن أن
يكون هذا الهدف أي شيء آخر بما في ذلك التغيير الوظيفي أو إنقاص الوزن أو تحسين مهارة ما.
تم تصميم عملية الجدولة القادمة لمساعدتك في تحديد األهداف وإنشاء خطة قابلة للتنفيذ
والعمل بشكل عكسي من الهدف طويل المدى وصوًال إلى ما يمكن القيام به هذا األسبوع أو حتى
اليوم إلحراز تقدم.
لذلك دعونا ننتقل إلى الخطوة األولى :الرغبة ،ماذا تريد حقا؟
هذا التمرين واسع النطاق ومصمم لتحديد األهداف طويلة المدى ،إذا لم يتم تحديد هدف
معين بالفعل أما إذا كان لديك هدف تعمل على تحقيقه ،فيمكنك تخطي الخطوة األولى.
الخطوة األولى هي العصف الذهني اكتب كل ما يخطر ببالك الكبير والصغير الذي ترغب
في تغييره أو تحقيقه أو فعله .النشاط األول في عملية الجدول القادمة مصمم لألهداف طويلة المدى
الذي تريد تحقيقها خالل عام تقريًبا.
ومع ذلك ،يمكنك تطبيق نفس العملية لألهداف طويلة المدى أو األهداف قصيرة المدى.
عند العمل على أهداف قد يستغرق تنفيذها أكثر من عام ،ستحتاج إلى تحديد أي من عناصر
الهدف يجب تنفيذه في السنة األولى وتركيز انتباهك عليه.
الخطوة التالية هي التبسيط ،انظر إلى قائمتك وعناصر المجموعة المتشابهة أو التي يمكن
دمجها في هدف واحد أكبر بعد ذلك.
ثم تحديد األولويات ،انظر إلى أهدافك المبسطة وحدد تلك التي تشعر أنها ذات أولوية
قصوى مما يعني أنهم بحاجة إلى تحقيقهم قبل أن يتم العمل على األهداف األخرى.
بمقياس من 1إلى 3اعط كل هدف رقم بحيث 1هو األولوية القصوى و 3هي األقل ،حدد
واحد من هدفين رئيسيين لهذا العام أو مهما كان اإلطار الزمني الذي تبحث عنه.
بناًء على األولويات التي حددتها ،فأنت تريد اختيار األهداف التي سيكون لها أكبر األثر
على حياتك أو األهداف األكثر أهمية والعمل على تنفيذها أوال.
تم تحديد الهدف على أنه مرغوب فيه ولكن مقاومة التغيير أو البحث عن الراحة يمكن أن
تتغلب على رغبتك.
يمكن تجنب العمل على الهدف وتظل طريقة سير األمور والعادات القديمة .هناك سببان
لماذا يمكن أن يحدث هذا.
األول هو أن الهدف لم يتم جعله قابًال للتنفيذ وهذا هو الغرض من هذه العملية ،ال توجد
خطة قوية للتنفيذ .
والمشكلة األخرى هي عدم وجود دافع قوي بما فيه الكفاية لمتابعة الهدف ،ليس هناك سبب
كبير بما يكفي ،من المهم تحديد ما تريد تحقيقه ولكن األهم أن تحدد بوضوح لماذا تريد تحقيقه أن
تحدد سبب رغبتك في ذلك بوضوح.
تكمن المشكلة في أنه بدون فهم النتائج التي ستحدث عندما يتحقق الهدف وكذلك العواقب
السلبية التي ستحدث إذا لم يتحقق الهدف ،ال يستثمر األشخاص في العملية بنشاط .يجب أن تحدد
أهدافك الرئيسية وتستكشف األسباب الحقيقية لها.
أن تعرف ما هي النتيجة المرجوة وماذا سيحدث إذا لم يتم تحقيق الهدف.
إذن الخطوة الثالثة :هي أن تبدأ في فعل ما عليك القيام به .اآلن بعد أن حددت المكان الذي
تريد أن تكون فيه خالل عام واحد تقريًبا ،يمكنك تخطيط المسار للوصول .نحن نستخدم جدواًل
زمنًيا لمدة عام واحد لهذا النشاط إذا كان خطك الزمني مختلًفا ،فاضبط وفًقا لذلك.
لذا فإن الخطوة األولى في هذا القسم هي تقسيم أهدافك الرئيسية إلى أهداف فرعية أصغر
سنسميها إنجازات شهرية .
فكر في أهدافك الرئيسية على أنها الصورة الكبيرة واإلنجازات الشهرية الخطوات الرئيسية
منها التي ستجعل هدفك سهل المنال وأقل صعوبة.
في ما تبقى من عملية تحديد الهدف هذه سوف تقسم األهداف إلى أجزاء أصغر فأصغر .
ثم عندما تصل إلى المكان الذي يتم فيه اتخاذ أفعال ،ستحدد مناطق المشكالت مثل
السلوكيات أو المعتقدات التي تعترض طريقك ثم تطبق كل ما تعلمته لتغيير هذه األنماط.
لذلك للقيام بهذا النشاط سوف تقوم بالعصف الذهني مرة أخرى لكل هدف رئيسي.
ضع في اعتبارك المكان الذي تريد أن تكون فيه خالل 12شهًر ا ،ثم قم بعصف ذهني لكل
األشياء التي ستحتاج إلى القيام بها للوصول إلى هذا الهدف.
ابدأ بالتفكير فيما ستحتاج إلى إنجازه في تسعة أشهر حتى تقترب من هذا اإلكمال بحلول 12
شهًر ا ،ثم واصل العمل في طريقك إلى الوراء إلى حيث ستحتاج إلى أن تكون في غضون ستة
أشهر وحيث تحتاج إلى أن تكون خالل ثالثة أشهر.
اكتب مرة أخرى كل ما يمكنك التفكير فيه ،ثم قم بتجميع العناصر مًعا بهدف إنشاء 12
إنجاز أو خطوة رئيسية تحتوي كل منها تحتوي على مهام أصغر ثم ضعها أخيرًا بالترتيب من حيث
وقت االنتهاء.
يمكنك التفكير في 12إنجاز أو خطوة رئيسية على أنها تتزامن مع اثني عشر شهًر ا من
العام.
ومع ذلك ،عندما تقوم بتنفيذ خطتك فعلًيا ،فمن غير المحتمل أن يتم الوصول إلى هذه
اإلنجازات على أساس شهر بشهر.
الحقيقة هي أنه حتى مع أفضل مشاريع التخطيط واألهداف تكتشف دائًم ا طرق لم تكن وفًقا
للخطة ،فالهدف هنا هو تقسيم هدف العام هذا إلى حوالي 12إنجاز وتحديد ترتيب اإلنجاز ألنه
يعطينا خريطة طريق.
إنشاء خارطة الطريق هذه لهدفك ووضعها على الورق يساعد عقلك على أن يكون قادًر ا
على رؤية الصورة الكبيرة وخطوات العمل الفعلية على أرض الواقع في نفس الوقت وهذا أمر
حيوي.
الخطوة التالية هي خطة الـ 60يوًم ا ،حان الوقت اآلن إلنشاء أهدافك قصيرة المدى.
لذا خذ األهداف التي حددتها للشهرين األولين من إنجازاتك الشهرية وقسمها إلى أهداف
فرعية وتجاهل الباقي في الوقت الحالي.
لذا ،مرة أخرى ،سوف تقوم بعملية عصف ذهني للمهام التي ستحتاج إلى إنجازها خالل الـ
60يوًم ا القادمة لتكون على المسار الصحيح.
ثم قم بترتيبها حسب األولوية ،مرة أخرى حسب األولوية لما يجب القيام به أوًال قبل
االنتقال إلى تلك المهام األخرى.
خطة الشهر الواحد لذا خذ هذه العناصر ذات األولوية وضعها في قائمة للشهر األول وضع
الباقي في قائمة للشهر الثاني واحفظها الحًقا .
عصف ذهني تحت الهدف لجميع المهام األصغر التي ستحتاج إلى إنجاز من أجل تحقيق
هذه األهداف الفرعية خالل 30يوًم ا.
التفاصيل مهمة جًدا هنا ألن هذه المهام يجب أن تكون قابلة للتنفيذ وال تترك أي شيء.
ومرة أخرى حدد أولويات كل عنصر هذه المرة .على مقياس من 1إلى 1 ، 4هو األكثر
أهمية أو شيء يجب القيام به قبل اآلخرين و 4األقل أهمية أو حساسية للوقت ،لتعرف كيف سترتب
المهام لألسابيع األربعة القادمة ولكن ال تتوقف هنا ،فإن نسبة صغيرة من األشخاص الذين حددوا
األهداف ووضعوا الخطط يصلون إلى هذه النقطة.
ومع ذلك ،فإن معظم األشخاص الذين وصلوا إلى نقطة وجود خطة للشهر ما زالوا ال
يحققون أهدافهم ،لماذا ؟! ألن التخطيط األسبوعي هو أهم جانب في التخطيط ولماذا ذلك ؟
ألن هذا هو المكان الذي يلتقي فيه التخطيط بالعمل ،من خالل األهداف الفرعية.
في خطة الـ 30أو الـ 60يوم أو خطتك السنوية ال يمكن أن تكون عناصر العمل أعمال في
هذه اللحظة ،ولكن اآلن يمكنك اتخاذ إجراءات من شأنها أن تبقيك على طريقك لتحقيق هذه
اإلنجازات.
بدون خطة أسبوعية ،سينفض األسبوع ولن يتم اتخاذ أي خطوات نحو الهدف.
إذن الخطوة الرابعة هي خطة األسبوع الواحد ،هذا هو المكان حيث يبدأ السحر.
حدد أوًال المكان الذي ستضع فيه أنت وأي أطراف أخرى معنية قائمة اإلجراءات في
مخطط يومي على لوحة بيضاء حيث يمكن رؤيتها .
قم بتحديد جلسة استراتيجية أسبوعية من أجل تأسيس عادة جلسة اإلستراتيجية األسبوعية.
يجب عليك جدولة ذلك ،حتى لو كنت تعمل على أهدافك الخاصة.
اختر وقًتا يمكنك الجلوس فيه لمدة 20إلى 30دقيقة كل أسبوع للتخطيط لألسابيع القادمة .
استخدم الجلسة لتحديد التقدم والخطوات التالية .
قد تتساءل لماذا نسميها (تا -را) ،ألن القيام بذلك يبدو وكأنه قائمة غير سارة من المهام التي
يتعين عليك القيام بها( ،تا -را) قد تبدو أكثر إلهاًم ا.
في كل مرة ننتهي من مهمة نقوم بشطبها ونقول ألنفسنا (تا -را) حتى نحتفل باالنتصارات
الصغيرة ،يعطينا هذا إحساًسا باإلنجاز ويبني الزخم وفي الواقع سوف تستمتع به كثيًر ا حتى لو
وجدت أنك أكملت مهمة لم تكن موجودة في قائمتك وستضيفها إلى القائمة فقط حتى تتمكن من
شطبها واالحتفال باإلنجاز.
لذا خذ جميع العناصر ذات األولوية رقم واحد من خطتك الشهرية وقم بتدوينها كمهام قابلة
للتنفيذ وإذا لزم األمر تفصيل المزيد من المهام في بعض المهام.
حدد أي منها يمثل أولوية عن طريق ترتيبهم من واحد إلى ثالثة ،وقم بعمل األولوية رقم
واحد أوًال وهذه هي قائمة (تا -را) الخاصة بك لهذا األسبوع.
لذلك أنت تريد أيًض ا جدولة أي مهام ذات أطر زمنية في مخططك اليومي وتعيين هذه المهام
أليام محددة من األسبوع عند الحاجة واحتفظ ببقية قائمة األسبوع في مكان ما يمكن بسهولة
الوصول إليه طوال األسبوع عند تحديد أهدافك اليومية.
انظر إلى ما لديك في جدولك وقائمة (تا -را) األسبوعية ،حدد من ثالث إلى خمس مهام
رئيسية لكل يوم ثم تجاهل أي شيء آخر ،هكذا تحافظ على تركيزك.
إذا لم تكن قد جربت أبًدا تحديد هدف وعملية تخطيط عمل مثل هذه ،فستجد ذلك بشكل كبير
يعزز إنتاجيتك وتركيزك.
احتفل بالعملية التي قمت بها حتى اآلن ألنك أخذت زمام المبادرة للوصول إلى هذه النقطة.
واآلن يمكنك استخدام كل ما تعلمته إلحداث فرق في حياتك.
في الجزء التالي سنقوم بشرح عملية الجدولة تفصيليا حتى تتمكن من فهمها عمليًا.
الخطوة األولى :العصف الذهني :اكتب كل ما يمكنك التفكير فيه (كبير أو صغير) الذي
ترغب في تغييره أو تحقيقه أو القيام به .تم تصميم هذا النشاط لألهداف طويلة المدى التي تريد
تحقيقها في غصون عام واحد ،ولكن يمكنك تطبيق نفس العملية على األهداف طويلة المدى أو
األهداف قصيرة المدى.
عند العمل مع األهداف التي ستستغرق أكثر من عام واحد للتنفيذ ،ستحتاج إلى تحديد
جوانب الهدف التي يمكن معالجتها في السنة األولى وتركيز انتباهك عليها.
الخطوة الثانية :التبسيط :انظر إلى قائمتك وعناصر المجموعة المتشابهة أو التي يمكن
دمجها في هدف واحد أكبر.
الخطوة الثالثة :تحديد األولويات :انظر إلى أهدافك المبسطة وضع دائرة حول األهداف
التي تشعر أنها على رأس أولوياتك .قم بتقييم كل هدف ثم وضع دائرة عليه بمقياس من 1إلى ، 3
بحيث يكون 1هو األولوية القصوى و 3األقل.
الخطوة الرابعة :حدد هدًفا واحًدا أو هدفين رئيسيين لهذا العام :بالنظر إلى أولوياتك ،
حدد هدًفا واحًدا أو هدفين رئيسيين من شأنه أن يكون له أكبر األثر على حياتك أو مؤسستك .تعامل
دائًم ا مع أهم األهداف أوًال .الحظ أنه إذا كنت تستخدم هذه العملية لمؤسستك ،فقد تحتاج إلى تحقيق
جميع األهداف التي حددتها ،قد يكون التنفيذ أكثر تعقيًدا ،ولكن نفس العملية تنطبق.
التركيز على النتائج :انظر إلى األهداف التي حددتها واسأل نفسك ما يلي :
الهدف الرئيسي؟
تخطيط المسار :اآلن بعد أن حددت األهداف الرئيسية التي تريد تحقيقها خالل عام واحد
تقريًبا ،يمكنك رسم مسار للوصول إليها .فكر في األمر كأنه رجوع للخلف من الصورة الكبيرة إلى
الصغيرة .الغرض هنا هو تقسيم الهدف إلى ما يقرب من 12خطوة وتحديد ترتيب التحقيق.
الهدف الرئيسي:
-1
-2
-3
-4
-5
-6
-7
-8
-9
-10
-11
-12
أنشئ قائمة جديدة تركز فقط على أول نقطتين من القائمة في الصفحة السابقة.
تظهر األبحاث أن أي شيء يتم التخطيط له قبل أكثر من 60يوًم ا سيتغير على األرجح .لذا
،خذ األهداف التي حددتها في الشهرين األولين وقم بتقسيمها إلى أهداف فرعية.
العصف الذهني :ما المهام التي ستحتاج إلى إنجازها في الـ 60يوًم ا القادمة من أجل تحقيق
أهدافك الفرعية؟ اكتب كل شيء يمكنك التفكير فيه.
تحديد األولويات :ثم ،قم بترتيبها حسب األولوية وما يجب القيام به أوًال قبل االنتقال إلى
األشياء األخرى( .استخدمه لخطة الشهر الواحد).
خذ تلك العناصر ذات األولوية وضعها في قائمة لشهر ثم ضع الباقي في قائمة للشهر الثاني
واحفظها لوقت الحق.
لكل هدف فرعي ،قم بإجراء عصف ذهني لجميع المهام التي ستحتاج إلى إنجازها من أجل
تحقيق هذه األهداف الفرعية في 30يوًم ا .اكتب كل ما يمكنك التفكير فيه .التفاصيل مهمة هنا ألن
هذه المهام يجب أن تكون قابلة للتنفيذ وال تترك أي شيء.
حدد أولويات كل عنصر بمقياس من 1إلى ، 4حيث يجب أن يكون 1هو األكثر أهمية أو
الذي يجب تحقيقه أوال لكي تتمكن من البدء في مهام أخرى و 4هو األقل أهمية أو حساسية للوقت.
لديك اآلن مهام األسابيع األربعة القادمة (من 1إلى .)4
أوًال ،حدد مكان وضع قائمة المهام في مكان واضح ليسهل وضع عالمات على المهام التي
تم إنجازاها وأيضا لسهولة تتبعها.
• في مخطط يومي
اختر الوقت الذي ستجلس فيه (وآخرون) لمدة 30-20دقيقة كل أسبوع للتخطيط لمهام
األسبوع المقبل.
ستعقد جلسات التخطيط األسبوعية في( ___________ :يوم) الساعة ____________
(الوقت)
بالنظر إلى خطة شهر واحد ،خذ العناصر المحددة كأولوية رقم 1كنقطة بداية لخطتك
األسبوعية.
• تحديد المهام :تقسيم أهدافك الفرعية أو المهام بشكل أكبر .ضع قائمة بجميع المهام التي
ستحتاج إلى القيام بها هذا األسبوع.
• تحديد األولويات :تحديد المهام ذات األولوية (العالمة من 1إلى )3والتخطيط للقيام
بالمستوى 1أوًال.
• الخطة :جدولة أي مهام ذات إطار زمني وتعيين المهام أخرى لباقي األيام من األسبوع ،
عند اللزوم .احتفظ ببقية قائمة األسبوع في مكان ما يسهل الوصول إليه للرجوع إليه طوال األسبوع
عند تحديد األهداف اليومية.
بمجرد وضع خطة أسبوعية ،من المهم أن يكون لديك خطة يومية .تحتاج إلى تخصيص
وقت لتسجيل المهام التي تم إنجازها وتوضيح ما الذي سوف تعمله في اليوم التالي .سيستغرق ذلك
من 5إلى 15دقيقة.
التخطيط ليومك:
انظر إلى مهامك ونتائجك لألسبوع وحدد ما ستعمل في ذلك اليوم .من األفضل التخطيط
ليومك قبل اليوم حتى تتمكن من البدأ مباشرة.
(ُم بسط)
-1
-2
-3
-4
–5
األولوية :2
األولوية :3
مهام اخرى:
حدد األنشطة الممتعة التي ترغب في القيام بها .استهدف األنشطة التي تستغرق أقل من
عشر دقائق
.
ما الذي تستمتع بفعله وتريد أن تفعل المزيد منه؟
ما هي األنشطة التي تشجعك ،أو ترفع من روحك المعنوية ،أو تجعلك تشعر بالنشاط
والحيوية ،ما هو النشاط الذي تحبه ولكنك ال تفعله كثيرا؟ ثم قم بجدولة مواعيدها!
● قم بجدولة نشاط كل يوم يمنحك إحساًسا باإلتقان أو الكفاءة أو اإلنجاز .مرة أخرى ،اختر
شيًئا صغيًر ا لن تفعله عادًة.
تتمثل الخطوة األخيرة في االنتباه إلى أعراض مثل التسويف أو عدم اتباع خطوات العمل.
يمكنك أيًض ا البحث عن مشاعر المقاومة التي تشتت االنتباه أو الدافع المنخفض.
عندما تظهر هذه األعراض نفسها ،فهذه إشارة إلى إدراك أفكارك وتحديد السبب
في أي وقت يكون لديك فكرة من شأنها إلهائك عن مهامك ،تصرف على الفور -في
غضون 5ثواٍن .-ال تفكر ،فقط افعل!
.1يشغل هذا عقلك للتركيز على نهاية العد التنازلي .فالعد التنازلي يتطلب تركيز بخالف
العد تصاعديا.
استراتيجيات التعزيز
ما أريد أن أتحدث عنه اآلن هو استخدام استراتيجيات التعزيز ومدى أهمية ذلك لنجاح
عملية التغيير على المدى الطويل.
وهذا يعني الوصول إلى النقطة التي تحتفل فيها باألفعال والسلوك والتغيير ومساعدة نفسك
على تطوير استراتيجيات تقوية لك للحفاظ على دوافعك لتحفيزك وتعزيز قوة اإلرادة عندك.
سيعتقد الكثير من الناس أنه يجب أن يكون هناك مكافأة ضخمة في نهاية األمر لمساعدتهم
على االستمرار .ولكن األمر ليس كذلك حًقا ،وعندما أتحدث عن التعزيز ،فإن األشياء التي ستساعد
على دعمك في هذه العملية لتظل متحفز هو ربط مكافأة إيجابية بهذا السلوك أو عملية التفكير التي
فعلتها.
قاموا بدراسة مع أشخاص يرغبون في ممارسة الرياضة وما فعلوه هو أنه في كل مرة تقوم
هذه المجموعة بذلك التمرين إما أنهم يحصلون على مكافأة أو تشجيع.
لذلك قيل لمجموعتين من الناس أن يقوموا بالذهاب للمشي لمدة 20دقيقة كل يوم لمدة من
أسبوعين.
المجموعة األولى قامت بفعل ذلك ولم تحصل على تعزيزات على اإلطالق.
لقد كانت قطعة صغيرة من الشوكوالتة قوية جًدا لدرجة أنها جعلت الناس يستمرون في
ممارسة الرياضة ،لربط األمرين ببعض قطعة الشكوالتة بالمشي .
لقد افترضوا أنهم كانوا يحصلون على قطعة شوكوالتة ،فعقولنا تعمل بالمكافآت.
بالنسبة لك عليك أن تجد تلك المكافأة التي تلقى صدى لديك حًقا ،هذا سيعزز ما تحاول خلقه.
تشجيع نفسك باألشياء اإليجابية التي ستحدث بعد االنتهاء من الهدف الذي تريد تحقيقه
سيساعدك على البقاء متحمسا لتصل إلى هدفك .
وحتى بالنسبة إلى األهداف طويلة المدى ،على سبيل المثال لتعزيز ذلك بعد كل فصل
دراسي احتفل كما لو أنك تخرجت للتو من الكلية .حتى إذا كان ال يزال لديك مثل 10فصول دراسية
أخرى .بالنسبة لك كان األمر مهما ويستحق االحتفال .
نحن نشجع أنفسنا باألشياء التي نعلم أننا سنجدها ممتعة ونحبها.
ألنك مرة أخرى تقوم ببناء رابط إيجابي مع األفعال أو عملية التفكير الجديدة
وكلما زادت قدرتك على ربط االثنين ،زاد عقلك في القيام بذلك على المدى الطويل حتى
عندما ال يكون لديه مكافأة ولكن في البداية نبني هذا األساس لتقويته.
من أجل الحصول على هذا الرابط يجب أن تكون المكافأة أمرًا ممتعا بالنسبة لك حتى لو
كانت مكافأة صغيرة المهم أنها كانت ممتعة.
من المهم أن تجعل األمر مثيرًا وممتعًا لك في البداية ،ألنه عندما نقوم بتغيير جديد فإنه يخلق
التوتر بداخلنا ألنه مجهول ! شيء جديد تقوم بإنشائه.
لذا كلما زادت قدرتك على ربطه بشيء إيجابي تحبه ،قلت المقاومة التي يخلقها عقلك في
البداية.
الخاتمة
في نهاية هذا الكتاب أريد أن أقول تهاني ألنك ملتزم بوضوح بمساعدة نفسك على النمو
والتغيير وهذا رائع.
الكثير من الناس يقولون إنهم يريدون إحداث تغيير كبير ،الكثير من الناس يريدون أن
يتطوروا ولكنهم ال يتخذون في الواقع الخطوات الالزمة لتطوير هذا األساس .عليهم أن يؤمنوا أوال
بأنفسهم بأن لديهم القدرة على النمو والتعلم والتطور.
وأنت تفعل ذلك ،فأنت بالتأكيد ملتزم بنفسك ونموك الشخصي وهذا أمر يستحق الثناء
والتقدير.
لديك اآلن الكثير من التقنيات واألدوات التي ستساعدك على تغيير الفكر ومعالجة السلوكيات
الخاطئة والتي ستؤهلك لجعل أحالمك وأهدافك ممكنة.
إذن لديك أساس رائع ،ولديك الكثير من األدوات واألشياء التي يمكنك استخدامها للمضي
قدًم ا.
أريد أن أقدم لك نصيحة كمدربة عندما يتعلق األمر بتعديل السلوك وما يعنيه ذلك حًقا.
ربما تحاول تغيير سلوك معين تقوم به أو تغيير عملية التفكير أو تغيير الطريقة التي تدرك
بها أشياء مختلفة أو منظومة المعتقدات.
ما يتم هو أن التغيير يحدث بشكل تدريجي وهو أيضا يمكن أن يحدث في غمضة عين حيث
قد ُتعطي نظرة ثاقبة وفجأة ترى هذا التحول في تلك اللحظة.
ولكن في معظم األحيان ،يحدث الكثير من التغيير بشكل تدريجي .وأحيانا قد ال تكون قادرًا
على رؤية هذا التغيير.
يكاد يكون األمر كما لو كنت والًدا وكنت مع طفلك طوال الوقت ومن ثم لديك قريب أتى ولم
ير طفلك منذ ستة أشهر قد يبدو األمر هائًال بالنسبة له أنهم كبروا جًدا أو أنهم قد تغيروا تماما.
إنهم يستطيعون رؤية هذا التغير ألنهم أخذوا خطوة خارج هذا الواقع من التغييرات الصغيرة
التي كانت تحدث تدريجًيا.
في حياتك الخاصة ربما تكون قد أجريت تغييرات جذرية وربما تنتقل دائًم ا من نقطة إلى
أخرى.
لكنك داخل هذه العملية رأيت التغييرات الصغيرة وهي تحدث فمن الصعب عليك إدراكها.
لذا أنصحك بشدة أن تدون هذه التغييرات التي تراها مهما كانت صغيرة وتشير إليها .حتى
عندما تصبح غير متمكن أو غير متحمًسا تكون قادًر ا على العودة والنظر إليها وُتفكر .وقل لنفسك
تذكر أننا بدأنا هنا أول مرة عندما لم يكن لديك ثقة في هذا أو لديك شكوك في هذا.
لتكون قادًر ا على إدراك أن التغيير يحدث وهذا سيساعدك مرة أخرى في تحفيز نفسك،
انظر نحن على المسار الصحيح حًقا ونحدث فرقًا في حياتنا.
أحتفل بذلك ،أدركه كن متحمًسا ألنك إذا استطعت فعل ذلك .عندها ستكون قادر حًقا على
تعديل السلوكيات واإلدراك على المدى الطويل.
المراجع
بيك أ.ت ،فريمان .أ ودايفس .د ( .)2015العالج المعرفي الضطرابات الشخصية (الطبعة
الثالثة) .نيويورك :جيلفورد.
بيك ،جيه إس ( .)2005العالج المعرفي للمشاكل الصعبة :ما يجب فعله عندما ال تعمل
األساسيات .نيويورك :مطبعة جيلفورد.
بيك ،جيه إس ( .)2011العالج السلوكي المعرفي :األساسيات وما بعدها (الطبعة الثانية).
نيويورك :مطبعة جيلفورد.
بيرنز ،د .)1980( .الشعور بالرضا :العالج الجديد للمزاج .نيويورك :المكتبة األمريكية
الجديدة.
ديفيد ،د ،لين ،س ،وإيليس ،أ( .محرران) .)2010( .المعتقدات العقالنية وغير
العقالنية :البحث والنظرية والممارسة السريرية .أكسفورد :مطبعة جامعة أكسفورد.
هايز ،س.ك ،ستروساهل ،ك ،ويلسون ك.ج ( .)1999عالج القبول وااللتزام :نهج
تجريبي لتغيير السلوك .نيويورك :مطبعة جيلفورد.
هاريس ،ر .)2008( .فخ السعادة .استناًدا إلى :ACTبرنامج ثوري قائم على اليقظة
الذهنية للتغلب على التوتر والقلق واالكتئاب .لندن :روبنسون.
أوسمو ،ف ، .دوران ،ف ، .وينزل ،أ ، .دي أوليفيرا ،إ .ر ،نيبوموسينو ،س ، .ماديرا ،
م ، .و مينيزيس .)2018( .جرد المعتقدات األساسية السلبية :الخصائص التنموية والقياسية النفسية.
مجلة العالج النفسي المعرفي .84-67 ، )1( 32 ،