‫األسبوع الثاني‬

‫فخاخ التفكير‬

‫سنركز اآلن على مداخل معرفية للمرونة والثبات أمام الشدائد والمواقف‬
‫الصعبة‪ .‬سوف نحضر استراتيجيات تبني التفاؤل وتبني التفكير الذي يمكن‬
‫للمرونة والثبات‪.‬‬

‫األمر األول الذي سنتحدث عنه هو فخاخ التفكير‪.‬‬

‫فخاخ التفكير مصطلح يأتي من خطين مختلفين من األبحاث تركز على ذلك‬
‫النوع المتحجر من التفكير والذي يمنع الفعالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الخط األول‪ :‬مارتن سليجمان وعمله في النمط التفسيري‪ :‬النمط‬

‫التفسيري لألحداث الجيدة والسيئة يعتبر نمطاً اعتياديا وانعكاسيا ‪ .‬إنه ينمو‬
‫على مدى الزمن‪.‬‬

‫‪ -2‬الخط الثاني‪ :‬د‪ .‬أرون بك ودافيد برنز ‪:‬‬

‫يريان أن من الممكن أن يكون عندنا أخطاء في التفكير العقالني وتشوهات‬

‫معرفية‪ ,‬وكالهما معتقدات غير دقيقة وغير منتجة بل هدامة ‪ .‬إنها تقف في‬
‫طريق الصحة النفسية وفي طريق حل المشكالت وتؤدي إلى انقطاع العالقات‬
‫الناجحة‪.‬‬
‫وما فعلناه هو أننا أخذنا جهود وأبحاث الفريقين وبحثنا عن القاسم المشترك‬
‫بينهما في طرق التفكير التي من الممكن أن تكون صلبة ومتحجرة‪ .‬وبالتالي‬
‫يدخل الشخص في وضع الطيار اآللي والتفكير األوتوماتيكي الذي ينتج أفكارا‬
‫ومشاعر وسلوكيات آلية ‪ .‬إنها عادات التفكير تقود تفسيرنا للموقف سواء‬
‫كانت هذه العادات نمطاً تفسيرياً أو تفكيراً ال عقالنياً أو تشوهات معرفية ‪,‬‬
‫فكلها أنماط متصلبة في التفكير تجعلنا ال نرى الموقف الحالي بشكل دقيق ‪.‬‬
‫هذه العادات في التفكير من الممكن أن تقف أمامنا وتعترضنا ونحن نحل‬
‫المشكلة ألننا ال نرى الموقف كما هو في الحقيقة‪.‬‬

‫نحن نجلب للموقف عاداتنا القديمة في التفكير وهي قادرة على قطع الطريق‬
‫على القدرة على العودة بعد الفشل‪.‬‬

‫إنها فخاخ التفكير التي تمنعنا من المشاعر المنتجة في حالة معينة ‪ ,‬وبالتالي‬
‫تحول بيننا وبين المرونة والثبات في مواجهة الصعاب‪.‬‬

‫إنها غاية في الخطورة ألن هناك قاعدة أساسية تقول ‪ :‬أفكارنا تقود مشاعرنا‬
‫وسلوكنا‪ ,‬بل وسبب التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في أجسامنا ‪.‬‬

‫من منظور العالج المعرفي نجد ألبرت إليس له نموذج ‪ABC :‬‬

‫‪A: ACTIVE EVENT‬الحدث النشط‪:‬األشياء التي أشعلت زناد‬

‫المشاعر واألفكار والسلوك‪.‬‬
‫‪B: BELIEFS:‬المعتقدات ما الذي تقوله لنفسك‪ .‬عن الموقف عن‬
‫الحدث النشط‪.‬‬

‫‪C: CONSEQUENCES‬العواقب المشاعر ورد الفعل‪.‬‬

‫الذي يعلمنا إياه ألبرت إليس أنه ليس الحدث النشط هو الذي يحدد ما نشعر‬
‫به وما الذي نفعله‪ .‬ولكنه المعتقد‪ .‬ما الذي نقوله ألنفسنا ‪ .‬معتقداتنا‪ .‬وهي‬
‫التي تؤثر في مشاعرنا وتدفعنا لردود أفعال آلية وتؤثر على فسيولوجية أجسامنا‬
‫فتصيبنا بالتوتر والقلق وسائر األعراض الجسمية والنفسية‪.‬لذا نحن نتحدث عن‬
‫كيف نفكر ألهمية ذلك في مبحث الثبات والمرونة أمام الصعاب‪.‬‬

‫نحن ال نستطيع أن نتجكم فيما يحدث لنا‪ .‬ولكننا نستطيع أن نتحكم في‬
‫طريقة تفسيرنا في أفكارنا وهنا نتذكر ماقلناه من قبل من أن الرشاقة الذهنية‬
‫أحد المتغيرات األساسية المؤثرة في قدرتنا على الثبات والمرونة أمام الصعاب‪.‬‬

‫هل نستطيع أن ننظر إلى الموقف من خالل وجهات نظر متعددة وبالتالي نحدد‬
‫الموقف بصورة دقيقة ومنتجة؟ هذه الفخاخ تقف أمام الرشاقة الذهنية‪ .‬لذا‬
‫سنتحدث عن هذه الفخاخ ونتعلم استراتيجيات لتحديها وبالتالي ستزيد رشاقتنا‬
‫الذهنية ‪ .‬ستزيد قدرتنا على تنظيم أفكارنا وهذا يعطينا ثباتا ومرونة أمام‬
‫الشدائد‪.‬‬

‫بعض فخاخ التفكير‪:‬‬

 ‫‪ -1‬قراءة األفكار‬

‫‪ -2‬الكارثية‬

‫‪ -3‬العجز‬

‫‪ -4‬أنا‬

‫‪ -5‬هم‬

‫اسأل نفسك وأنت تقرأ هذه الفخاخ أيها تقع فيها وما الذي تحدثه في حياتك؟‬

‫‪ -1‬قراءة األفكار‪:‬‬

‫هي افتراض أنك تعرف ما الذي يفكر فيه اآلخر أو توقع أن اآلخرين يعرفون ما‬
‫الذي تفكر فيه‪.‬‬

‫في حالة أنك تفترض أنك تعرف ما الذي يفكر فيه اآلخر أنت تفترض أنه يفكر‬
‫في شيء سلبي وسييء بالنسبة لك‪ .‬نادرا ما تفترض أنه يفكر فيك بشكل‬
‫إيجابي‪.‬‬

‫في الحالة األخرى من قراءة األفكار أنت تفترض أن اآلخر يتوقع ما الذي‬
‫تفكر فيه‪.‬‬

‫مثال‪ :‬أبي وأمي يفكرون غالباً أنني أخطئ كثيراً في الفصل وأنني ال أعطي‬
‫االهتمام الكافي للمعلم حين يشرح الدرس‪ .‬إنهم غالبا قلقون من أنني أضيع‬
‫أموالهم بال فائدة‪ .‬أنا بالفعل ليس عندي إرادة قوية ‪ .‬لم أتجاوب مع رسائلهم‬
‫ولم أبح لهم بمشاعري السيئة ولم أوصلها إليهم‪.‬‬

‫مثال ‪ :2‬زميلي في العمل ‪ :‬إنه يفكر في أنه أحسن مني ‪ .‬األمر واضح إنه ال‬
‫يحترمني مطلقا‪ .‬البد أن ابتعد عن طريقه‪ .‬وأن انفصل عنه‪.‬‬

‫التأثير الخطير في قراءة األفكار هو غلق التواصل‪.‬‬

‫عندما أسقط في هذا الفخ فأنا أفترض انني أعلم بما يفكر فيه اآلخر وما الذي‬
‫يدور في عقله فأنا الأسأله‪ .‬هذا الفخ له تأثير سلبي جدا على العالقات ألنني‬
‫ال أسأل عن المعلومات‪.‬‬

‫‪ " -2‬أنا"‪:‬‬

‫من واقع النمط التفسيري الذي وضعه مارتن سليجمان فإن المتشائم يرى نفسه‬
‫السبب الوحيد في المشكلة أو اإلخفاق‪ .‬إنه فخ "أنا" ‪ .‬الحظ أن الفخ يعتمد‬
‫على كلمة الوحيد وكلمة كل‪.‬أنا السبب الوحيد لكل مشكلة‪ .‬وبالتالي أنا أسبب‬
‫الكثير من األذى لآلخرين‪ .‬أنا لست ذكياً بالقدر الكافي ألكون هنا‪ .‬كل الناس‬
‫أكثر إنجازا مني‪ .‬أنا أشعر أنني ضعيف وغير قادر‪ .‬سأتوقف عن الذهاب مع‬
‫األصدقاء للغذاء‪ .‬سأتوقف عن الخروج معهم في نهاية األسبوع‪ .‬سأقضي وقتاً‬
‫طويالً مع نفسي‪.‬وحيداً في غرفتي‪ .‬بالتأكيد هم في جنون من تصرفاتي‪ .‬أنا ال‬
‫أساهم بالقدر المطلوب المنتظر مني‪ .‬أنا متقلب المزاج‪ .‬من الصعب أن يلتف‬
‫حولي األصدقاء‪ .‬أشعر بذنب كبير‪.‬أنا محبط من نفسي‪ .‬سأغلق نفسي تماماً‬
‫وأبتعد عن اآلخرين‪ .‬وعن كل نشاط وعن كل شيء‪.‬‬

‫في هذا الفخ ال أرى نفسي جزء من المشكلة ولكنني كل المشكلة والمسئول‬
‫الوحيد عنها‪.‬‬

‫الفكرة‪ :‬إنها غلطتي وحدي‬

‫الشعور‪ :‬الشعور بالذنب واإلحباط‬

‫السلوك‪ :‬االنعزال‬

‫‪ -3‬فخ "هم"‪:‬‬

‫هنا أنت تعتقد أن اآلخرين أو البيئة المحيطة هي السبب الوحيد في كل‬

‫المشاكل وكل اإلخفاقات‪.‬‬

‫‪ -‬كلهم يقولون لي مارس أنشطة واشترك في التدريبات الرياضية فإذا‬

‫انخفضت درجاتي األكاديمية الموني على ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬المعلمون غير متعاونين‪.‬‬
‫‪ -‬إنهم ال يعطون الدرجات بعدالة‪.‬‬
‫‪ -‬يكلفوننا بواجبات من المستحيل أن نؤديها في الوقت الذي حددوه ‪ .‬لقد‬
‫أصابني الجنون منهم‪ .‬لقد فقدت أعصابي‪.‬‬
‫إنه يرى أن سبب المشاكل بنسبة ‪ %111‬هو اآلخرين‪ .‬إنهم يعتدون على‬
‫ممتلكاتي‪ .‬إنهم يعتدون على حقوقي‪ .‬أنا في غاية الغضب من تصرفاتهم‪.‬‬
‫هذا بالطبع ال يساعد على مواجهة الصعاب والتعامل مع الشدائد‪,‬‬
‫‪ -4‬فخ الكارثية‪:‬‬
‫في فخ التفكير الكارثي أنت تبدد طاقتك في اجترار أسوأ االحتماالت غير‬
‫العقالنية مرارا وتكراراً‪ .‬إذا حدث شيء ما سيء فهو بمثابة الضغط على زناد‬
‫التفكير الكارثي وهي طريقة في التفكير تتم بشكل آلي وكأنه قطار سريع‬
‫يسير إلى أسوأ النتائج الممكنة‪ .‬وهذا يغلق ذهنك عن القيام بأي عمل‪ .‬إنه‬
‫عدم توازن في تقديرك للتهديد‪ .‬التهديد يتضخم جدا وهذا في نفس الوقت‬
‫يقلل مواردك للمواجهة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬بهذه الدرجات لن أستطيع أن أحصل على المنحة الدراسية المطلوبة‪.‬‬
‫وبالتالي لن أحصل على الوظيفة التي كنت أتمناها‪ .‬وسوف التصق إلى األبد‬
‫بوظيفة بائسة حيث أقوم بعمل ال أحبه‪ .‬أشعر بالتوتر والصداع ‪ .‬ال أستطيع‬
‫التركيز ‪ .‬إنه يوم سيء‪.‬‬
‫‪ -5‬فخ العجز‪:‬‬
‫هو االعتقاد بأن الحدث السلبي سيحدث ويؤثر في كل مناحي حياتي وليس‬
‫لي القدرة على التحكم في أي شيء ‪ .‬إنه أمر شامل وعام‪ .‬وفي نفس‬
‫الوقت دائم ومستقر‪ .‬هذه لغة المتشائم في النمط التفسيري‪ .‬إنه االعتقاد بأ‬
‫األشياء السيئة هنا لتدوم‪ .‬ال يوجد شيء من الممكن أن أعمله‪ .‬سوف‬
‫تخرب كل مجال وكل محور من محاور حياتي‪ .‬احساس باليأس والعجز‪.‬‬
‫ليس لديك الطاقة لتنخرط في حل للمشكلة‪ .‬وهكذا تشعر بالتضاؤل يوما‬
‫بعد يوم‪ .‬تجد نفسك في نوع من االنسحاب واالقالع واليأس وتدخل في‬
‫نوع من االنتظار لألشياء تحدث من خارجك‪ .‬وال تأخذ خطوة لألمام‪.‬‬
‫لتندمج في حل للمشكلة‪.‬‬
‫تدريب‪:‬‬
‫اكتب باختصار فخاخ التفكير ‪ .‬استخدم إدراكك لذاتك لمعرفة أي هذه‬
‫الفخاخ تقع فيها أو تميل إلى الوقوع فيها‪.‬اعط نفسك درجة في كل نوع من‬
‫أنواع الفخاخ‪ .‬اكتب نموذجا لكل فخ‪.‬‬

‫األسبوع الثاني‪ :‬الدرس الثاني‪:‬‬

‫تغيير التفكير غير المرن إلى مرونة موافقة للوقت‪:‬‬
‫إدراك الشخص لذاته ومعرفته ألي هذه الفخاخ يميل للوقوع فيها أمر طيب‬
‫ولكن إذا أردنا أن نحفز وننمي المرونة في مواجهة الشدائد فعلينا أال نكتفي‬
‫بمجرد إدراك الذات‪ .‬هنا علينا أن نتحدى انفسنا ‪.‬لنفكر بشكل أكثر‬
‫انتاجية‪ .‬هناك مهارة تدعى مرونة الوقت الحقيقي‪ .‬هي نعلمنا أنه في الوقت‬
‫الحالي علينا أن نتحدى األفكار التي تقف في طريقنا لتمنعنا من أن‬
‫نتجاوب مع الصعاب والمحن بفعالية‪ .‬هذه المهارة تعلمنا أننا بمجرد‬
‫سماعنا لهذه الثرثرة العقلية التي تجذبنا بعيدا عن اللعبة وتناول الموقف‬
‫بفعالية علينا أن نتحداها ‪ .‬إنها بمثابة جودو عقلية‪ .‬حسنا سأسمع فخاً من‬
‫فخاخ التفكير سلبي وغير منتج وفي نفس اللحظة وبمجرد أن يدخل إلى‬
‫وعيي وإدراكي أنا أتحداه مباشرة‪ .‬وهذا يشعرني بالثقة ويساعدني على‬
‫التركيز في المهمة التي علي فعلها ها هي عدة استراتيجيات لذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬استراتيجية البرهان والدليل‪:‬‬
‫استخدم ما لديك من معلومات لتثبت لنفسك أن هذه الفكرة غير حقيقية‪.‬‬
‫سأستخدم هنا بادئ الجمل وتسمى بذلك ألنها تبدأ بعبارة ‪ .‬إنه عبارات‬
‫تبدأ بها جملتك لتمكنك من أن تستجيب بفعالية لهذه الفكرة الغير منتجة‪.‬‬
‫الجملة البادئة هي‪ :‬هذا ليس حقيقيا ل‪......‬واذكر الدليل‬
‫‪ -2‬استراتيجية إعادة التشكيل‪:‬‬
‫في هذه االستراتيجية استخدم التفاؤل في اللحظة التي احتاج فيها الحصول‬
‫على نتائج التي أرغب فيها ‪ .‬عندما تأتيني الفكرة السلبية الغير منتجة سأعيد‬
‫تشكيل الطريقة التي أدرك بها الموقف الصعب‪ .‬الذي أمر به‪.‬‬
‫الجملة البادئة هنا‪:‬‬
‫الطريقة التي تساعدني أكثر في رؤية هذا الموقف هي‪....‬‬
‫الطريقة األحسن لرؤية الموقف هي‪....‬‬
‫واكمل ذكر الجملة من منظور آخر تفاؤلي‪ .‬هذا سيساعدني ألكون أكثر‬
‫استرخاء واكثر ثقة واكثر تركيزا على مهمتي‪.‬‬
‫‪ -3‬استراتيجية خطة الطوارئ‪:‬‬
‫هذه االستراتيجية تكون فعالة خاصة عندما أواجه فخ التفكير الكارثي‪.‬‬
‫عندما يبدأ عقلك في إقناعك بكل األشياء الرهيبة التي على وشك‬
‫االنفجار‪ .‬والتي كما تعرف ستولد الكثير من القلق وهذا القلق سيسبب‬
‫ضغطا كبيرا في الموقف الذي تمر به‪ .‬ويؤثر بالتالي على أدائك بفعالية‪.‬‬
‫ويدفعك في االستجابة بالهجوم أو االنسحاب‪ .‬وال تستطيع األداء بأفضل‬
‫ما لديك من مهارات وقدرات‪.‬‬
‫الجمله البادئة هنا‪:‬‬
‫إذا حدث س سوف أعمل ص‬
‫الجملة البادئة هنا هي خطة للطوارئ استطيع أن أتنفس وأن استرخي لفترة‬
‫وأمضي في مواجهة الموقف وأنا معد أكثر‪ .‬هذه ‪ 3‬استراتيجيات تستخدم‬
‫في مهارة مرونة الوقت الحالي‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫أنا ذاهبة لشركة سألقي هناك محاضرة وقد يعقبها في حالة نجاحي تعاقد‬
‫لمزيد من الدورات‪ .‬وسيحضر لهذه المحاضرة مدراء من هذه الشركة‪ .‬وأنا‬
‫أعلم أنهم سيقيمون أداءي لتحديد مدى احتياجهم لي‪ .‬هذه أول مرة أدخل‬
‫هذه المؤسسة ‪ .‬حدثتهم من قبل بالهاتف‪ .‬ولكن هذه أول مرة ألقاهم وجها‬
‫لوجه‪ .‬ولمدة نصف يوم مع هؤالء القادة الكبار في الشركة‪ .‬أعرف أن‬
‫عرضي سيتوقف عليه استمراري أو تكون المرة األولى واألخيرة‪ .‬أنا أريد أن‬
‫أؤدي بشكل جيد ‪ .‬القاعة كانت ممتلئة عن آخرها‪ .‬وبدا من وجوههم أنهم‬
‫متذمرون‪ .‬من تركهم ألعمال مهمة حتى يحضروا هذا اللقاء‪ .‬األفكار التي‬
‫كانت عندي أثناء السفر إلى مكان الشركة هي أنني سأترك أبنائي األربعة مع‬
‫زوجي وهذا يمثل ضغطا عليه وعلى الجميع‪ .‬نظرا لعدم تواجدي في البيت‪.‬‬
‫الفخاخ التي راودتني من أفكار سلبية كانت ‪ :‬أنا على وشك دخول المسرح‬
‫الممتلئ بهؤالء الناس ‪ .‬إنها كارثة‪ .‬أنا ال أعرف كثيرا عن الصناعة التي تقوم‬
‫بها هذه الشركة سوف يسألونني أسئلة لن أستطيع األجابة عليها سوف‬
‫احترق وأتحطم‪.‬‬
‫تفكير كارثي ‪ .‬األن أطبق استراتيجيات الوقت الحالي‪.‬‬
‫العبارة البادئة هنا‪ :‬هذا ليس حقيقيا والدليل ألنني خالل ‪ 6‬أشهر ماضية‬
‫قمت بعمل ‪ 6‬لقاءات لمجموعات مختلفة من الناس وإذا كنت لن أعرف‬
‫إجابة سؤال معين فسوف اقدر السؤال وابحث عن اجابته بعدذلك وارسلها‬
‫لهم بالبريد أو اتصل بهم هاتفيا‪.‬‬
‫أنا هنا استخدمت استراتيجيتين مختلفتين ‪ :‬استراتيجية الدليل (في ال‪6‬‬
‫أشهر الماضية‪ )....‬الحظوا استخدمت معلومات محددة وليس كالما عاما‬
‫غامضا‪ 6 .‬أشهر‪ 6 -‬محاضرات‪ -‬أناس مختلفين‪ .‬وهذا التفصيل يجعلني‬
‫اعتقد فعال بقدرتي وثقتي في نفسي أنني استطيع مواجهة الموقف‪ .‬وهذا‬
‫يدفع التفكير الكارثي بعيدا‪ .‬واستخدمت أيضا استراتيجية خطة الطوارئ‬
‫وهذا عندما قلت إذا سألوني أسئلة ال أعرف إجابتها سوف أبحث عن‬
‫إجابتها الحقا وأرسلها لهم بالبريد أو أخبرهم بها هاتفيا‪ .‬وهذه خطة طوارئ‪.‬‬
‫القلق يبدأ هنا في التراجع ‪ .‬بقي معي التفكير السلبي األخر وهو أن تركي‬
‫لألوالد مع زوجي هذه المدة الطويلة نوع من األنانية ‪ .‬هذا ليس عدال‪ .‬أن‬
‫أسافر أنا بينما يعاني زوجي مع األوالد من أجل رعايتهم‪ .‬الفخ هنا "أنا"‬
‫وهو يقول أنا السبب الوحيد‪ -‬أنا أناني‪ -‬سأوبخ نفسي وأشعر بالذنب‬
‫وسيؤثر على عرضي أمام الجمهور‪ .‬سأستخدم اآلن استراتيجية أخرى وهي‪:‬‬
‫إعادة تشكيل الموقف بصورة أفضل‪ .‬سأقول لنفسي ‪:‬‬
‫طريقة أفضل لرؤية ما حدث هي ‪ :‬أنني وزوجي نتعاون من أجل األسرة إذا‬
‫خرج هو مكثت مع األوالد والعكس أيضا يحدث وهذا ما يجعل زواجنا‬
‫قوياً‪ .‬هنا استراتيجية إعادة تشكيل الموقف بصورة تفاؤلية‪.‬‬
‫فكرة سلبية ثالثة تأتيني ‪ :‬هيا دعني أواجه األمر‪ :‬هؤالء أناس مشغولون لن‬
‫يحترمون ما أقوله لهم سيفكرون أنني مجرد مزحة كبيرة‪ .‬ما هو الفخ هنا؟ هو‬
‫فخ قراءة األفكار‪ .‬فأنا ال أعرف في ماذا يفكرون ‪ .‬واآلن دعني استخدم‬
‫استراتيجيات الوقت الحالي‪:‬‬
 ‫لمواجهة هذا النوع من الفخاخ ‪:‬‬
‫حسنا أنهم أناس مشغولون نعم ولكنه ليس حقيقيا أنهم يفكرون أنني مزحة‪.‬‬
‫لقد دعوني لتقديم هذا العرض لهم‪ .‬إذن فهم بالتاكيد يفكرون في أنني‬
‫عندي معلومات ذات قيمة أشاركهم فيها‪( .‬استراتيجية البرهان)‪ .‬استخدمت‬
‫هنا هذه االستراتيجية ألثبت لعقلي أن قراءتي األفكار ليست دقيقة‪.‬‬
‫وباستخدام هذه االستراتيجية شعرت بالهدوء واالستقرار‪ .‬والثقة والقدرة على‬
‫الدخول للعرض‪ .‬لقد كانت فخاخا ثالثة التفكير الكارثي‪ -‬أنا‪ -‬قراءة‬
‫األفكار وواجهتها من خالل ‪ 3‬استراتيجيات ‪ :‬البرهان‪ -‬اعادة التشكيل‪-‬‬
‫خطة طوارئ‪ .‬وهذا يعطيني صالبة وثبات في مواجهة الصعاب‪.‬‬
‫تدريب‪:‬‬
‫حدد موقفا معينا سوف تواجهه وما هي األفكار التي من الممكن أن تقع‬
‫فيها وتكون غير منتجة‪.‬ثم حدد ما هي االستراتيجيات التي يمكنك‬
‫استخدامها لكي تواجهها‪.‬‬