You are on page 1of 54

‫خالصة كتاب بداية الحكمة‬

‫العالامة السيد محمد حسين الطبطبائي‬

‫‪1‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬في كليات مباحث الوجود‬

‫مقدمة‪ :‬في تعريف هذا الفن وموضوعه وغايته‬


‫الحكمة اإللهية علم يبحث فيه‪ ،‬عن أحوال الموجود بما هو موجود‪.‬‬ ‫التعريف‬
‫الوجود المطلق أو الموجود بما هو موجود‪.‬‬ ‫الموضوع‬
‫ي ‪ /‬تمييز الحقيقي من غير الحقيقي ‪ /‬معرفة العلل العالية للوجود‪.‬‬
‫معرفة الموجودات على وجه كل ّ‬ ‫الغاية‬

‫بداهة مفهوم الوجود‬


‫ال يمكن تعريف الوجود ألن مفهومه بديهي معقول بنفس ذاته‪ ،‬ال يحتاج فيه إلى توسيط شيء آخر‪ ،‬فال معرف لهه مهن‬
‫حد أو رسم‪ .‬والدليل‪:‬‬
‫يشههترط بههالم ّأعرف أن يكههون أولههم وأجلههى مههن المعههرف‪ ،‬يشترط في التعريف أن يكون بالجنس والفصهل القهريبين‪،‬‬
‫وحيث ال جنس‪ ،‬وال فصل للوجود‪ ،‬فال يمكن تعريفه‪.‬‬ ‫وال يوجد ما هو أولم من الوجود‪ ،‬فال يمكن تعريفه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مفهوم الوجود مشترك معنوي‬
‫ذهب المتكلمهون إلهى القهول باالشهترا اللفظهي حهذرا مهن لهزوم السهنخية‪ ،‬بهين العلهة والمعلهول مطلقها أو بهين الواجهب‬
‫والممكن‪ .‬ورد بأنه يستلزم تعطيل العقهول عهن المعرفهة‪ ،‬ف نها إذا لنها الواجهب موجهود‪ ،‬فه ن كهان المفههوم منهه المعنهى‪،‬‬
‫الذي يفهم من وجود الممكن‪ ،‬لزم االشترا المعنوي‪ ،‬وإن كان المفههوم منهه مها يقابلهه وههو مصهداض نقيلهه‪ ،‬كهان نفيها‬
‫لوجههودت تعههالى عههن ذله ‪ ،‬وإن لههم يفهههم منههه شههيء كههان تعط هيال للعقههل عههن المعرفههة‪ ،‬وهههو خههالف مهها نجههدت مههن أنفسههنا‬
‫أن الوجود مشتر معنوي‪ ،‬ومن األدلة على ذل ‪:‬‬ ‫باللرورة‪ .‬والصحيم ما ذهب إليه الحكماء من ّ‬
‫الشك في المصداق ليس مستلزما ً للشك في المفهوم‬ ‫وحدة المقسم في جميع األقسام‬
‫نحن نقسم الوجود إلهى واجهب وممكهن‪ ،‬والممكهن لو طرض طارض الباب‪ ،‬ف ننا ننتقل مهن الطر هة إلهى االعتقهاد بوجهود‬
‫إلى جوهر وعهر والجهوهر إلهى خمسهة أ سهام طههارض‪ ،‬ولكننهها نتههردد فههي شخصههيته‪ ،‬فقههد نعتقههد أنّههه المههدير‪ ،‬فيقههول‬
‫والعههر إلههى تسههعة‪ ،‬فبنههاء علههى هههذا يجههب أن أحههد زمالانهها بأنّهه مسههافر فيههزول هههذا االعتقههاد‪ ،‬ههم نعتقههد انيها بأن هه‬
‫يكون معنى ومفهوم الوجهود علهى حهد سهواء فهي األخ علههي‪ ،‬فيقههول أحههد زمالانهها بأنّههه مههري فيههزول هههذا االعتقههاد‬
‫كل هذت األ سام‪ ،‬ألنهه إذا كهان معنهى الوجهود فهي أيلا ‪ ...‬نالحظ بأن االعتقاد بشخصية الطارض تبدّل مرتين‪ ،‬ولكهن‬
‫كل سم هو غير معنهات فهي القسهم ا خهر فالزمهه االعتقهاد بوجهود الطهارض ال زال اامها ولهم يتغيّهر‪ ،‬وههذا دليهل علههى‬
‫أن يتغههاير كههل سههم م ه مقسههمه‪ ،‬وكمهها نعلههم ف ه ن أن الوجود مشتر معنهوي فلهو كهان الوجهود مشهتركا لفظيها لتغيهر‬
‫اعتقادنا بوجود الطارض عندما يتغيّر اعتقادنا بشخصية الطارض‪.‬‬ ‫القسم ال يكون مباينا لمقسمه أبدا‪.‬‬

‫‪ 1‬مالحظة‪ :‬االشترا على نوعين‪:‬‬

‫المشترك المعنوي‬ ‫المشترك اللفظي‬


‫لفظ واحد له معنى واحد ومصاديق متعددة‪ ،‬م ل‪ :‬اإلنسان معنهات حيهوان نهاطق‬ ‫لفظ واحد لهه معهان متعهددة والمحمهول يحهدد المعنهى أو يحهدد المعنهى‬
‫ومصاديقه متعددة‪ :‬زيد‪ ،‬عمر …‬ ‫بواسطة القرينة‪ ،‬م ل‪ :‬العين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الوجود زائد على الماهية عارض لها‬
‫عارض‬ ‫الماهية‬ ‫زائد‬
‫أي أننا عندما ننظر إلى أي شيء مادي موجهود فهي الخهارج وههي مهها يقهال فههي جههواب للعقل أن يجرد الماهية عهن‬
‫ننتههزم منههه مفهههومين ا نههين‪ ،‬كههل منهمهها غيههر ا خههر مفهومهها مهها هههو‪ ،‬فعنههدما يقههال مهها الوجههود‪ ،‬فيعتبرههها وحههدها‬
‫وإن اتحدا مصدا ا‪ ،‬وهمها الوجهود والماهيهة‪ ،‬كاإلنسهان الهذي هههو اإلنسههانا يجههاب أنّههه فيعقلها‪ ،‬م يصفها بهالوجود‬
‫وهو معنى العرو ‪.‬‬ ‫حيوان ناطق‪.‬‬ ‫في الخارج‪ ،‬المنتزم عنه أنّه إنسان وأنّه موجود‪.‬‬

‫األدلة على أن الوجود غير الماهية (مفهوماً)‬


‫نسبة الماهية إلى الوجود والعدم واحدة‬ ‫صحة سلب الوجود عن الماهية‬
‫يجوز لنا أن نقول ماهية العنقاء ليست موجهودة‪ ،‬ولهو كهان الماهية متساوية النسبة في نفسها إلى الوجود والعدم‪ ،‬ولهو‬
‫الوجهههود جهههزءا أو عينههها للماهيّهههة لمههها صهههم سهههلبه عنهههها‪ ،‬كان الوجود عينا أو جزءا لها‪ ،‬استحالت نسبتها إلهى العهدم‬
‫الذي هو نقيله‪.‬‬ ‫الستحالة سلب عين الشيء وجزاه عنه‪.‬‬

‫أصالة الوجود واعتبارية الماهية‬


‫دليل القائلين بأصالة الماهية‪ :1‬لو كان الوجهود أصهيال كهان موجهودا فهي الخهارج‪ ،‬ومعنهى الموجهود‪ :‬شهيء أعطهي لهه‬
‫الوجود‪ ،‬فهذا الوجود ال اني ما مصدرتا إن لتم الوجود األول فهذا يستلزم الدور‪ ،‬وإن لتم وجهود الهث ولههذا الوجهود‬
‫ال الههث وجههود فيتسلسههل‪ ،‬وهههو محههال‪ .‬وعلههى القههول بأصههالة الماهيههة تكحههل هههذت المشههكلة إذ يكههون الوجههود اعتباريهها وال‬
‫إشكال في الدور والتسلسل في االعتباريات‪ .‬والرد عليه‪ :‬إن كلمة موجود لها معنيان‪ :‬األول شهيء أعطهي لهه الوجهود‪،‬‬
‫أن الوجهود منشهأ‬‫وال اني ما كان منشأ للوجود‪ ،‬فاإلنسان موجود يعني شيء أعطي له الوجود‪ ،‬والوجهود موجهود يعنهي ّ‬
‫للوجود‪ ،‬كما تقول الور ة بيلاء أي شيء أعطي له البيا ‪ ،‬والبيا أبي يعني ما كان مصدرا للبيا ‪.‬‬

‫والحق ما ذهب إليه المشاءون‪ ،‬من أصالة الوجود‪ ،‬ومن األدلة عليه‪:‬‬
‫إن الماهية من حيث ههي ليسهت إال ههي‪ ،‬متسهاوية النسهبة إلهى الوجهود والعهدم‪ ،‬ففهي وجودهها تحتهاج الهى‬ ‫األول‪ّ :‬‬
‫الدليل ا‬
‫مرجّم وفي عدمها تحتاج الى مرجّم ‪ .‬فما هو هذا المرجّما‬
‫‪2‬‬

‫أن يكون الماهية نفسهها‪ :‬وههذا محهال وإما أن يكون العدم‪ :‬وهذا أيلا محال ألن العهدم ← إذا لهههههم يبهههههق إال‬ ‫إما ّ‬
‫الوجود فاألصالة له‪.‬‬ ‫ليس بشيء والمرجّم يجب أن يكون شياا‪.‬‬ ‫ألن فا د الترجيم ال يمنم الترجيم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫إشكال‪ :‬هنا احتمال راب أن المرجّم هو صيرورة الماهية موجودة‪ ،‬فالماهية اعتباريهة والوجهود اعتبهاري‪ ،‬ولكهن ل ّمها‬
‫تتلبس الماهية بالوجود تصبم الماهية أصيلة بواسطة هذا التركيب‪.‬‬
‫الررد عليرره‪ :‬هههل اختلفههت حالههة الماهيهة بعههد الصههيرورة عه ّم بههل الصههيرورة‪ ،‬إن لهم تختلههف حالتههها بههأن بقيههت متسههاوية‬
‫الطرفين وم ذل هي موجودة في الخارج‪ ،‬فهذا انقالب بالذات وهو محهال‪ ،‬وإن لهتم اختلفهت فمها بهه االخهتالف نحهن‬
‫نسميه وجود وأنتم تس ّمونه صيرورة‪ ،‬فاالختالف لفظي وال نزام في األلفاظ‪.‬‬
‫الدليل الثاني‪ :‬الماهية توجد بوجود خارجي‪ ،‬فتترتب عليها آ ارها وتوجد بعينها بوجود ذهني‪ ،‬فال يترتهب عليهها شهيء‬
‫من تل ا ار‪ .‬فما هو سبب هذا اإلختالفا إن لنا الماهية‪ ،‬فالماهية هي ههي سهواء أكانهت فهي الخهارج أم فهي الهذهن‪.‬‬
‫إذا سبب االختالف أمر آخر‪ ،‬وهو الوجود فاألصالة له‪.‬‬

‫ما يكون منشأ ا ار الخارجية هو األصيل‪ ،‬وعكسه االعتباري‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬إنّ القول بأنّ الماهية تحتاج الى مرجّم في عدمها نوم ّ‬


‫تجوز‪ ،‬ألن الماهية المتساوية الطرفين معدومة فال تحتاج الى مرجّم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الوجود حقيقة واحدة مشككة‬
‫أن الموج هود قول ‪ :2‬وحدة الشهود‪ :‬أي أننا ال نهر غيهر‬ ‫قررول ‪ :1‬وحرردة الوجررود والموجررود‪ ،‬ولرره تفسرريران‪ :‬إمهها ّ‬
‫أن الموجود واحد ههو هللا‪ ،‬وههذا هللا‪ ،‬وهههذا ههول العرفههاء‪ ،‬وهههو مقبههول ولكههن‬ ‫الحقيقي هو هللا وما سوات اعتباري أو ّ‬
‫الوصول إليه صعب‪.‬‬ ‫العالم من أجزاءت‪ .‬وهذا القول باطل بتفسيريه‪.‬‬

‫قررول ‪ :3‬كثرررة الوجررود والموجررود‪ :‬أي ّ‬


‫أن الوجههودات حقههااق متباينههة بتمههام ذواتههها‪ ،‬وهههو ههول المشههاءون‪ .‬أ ّمهها كونههها‬
‫حقهااق متباينهة فلك ههرة ا هار‪ ،‬وك ههرة ا هار تهدل علههى ك هرة المه ر‪ .‬وأمها كونهها متباينههة بتمهام الههذوات‪ ،‬فهنن الوجههود‬
‫أن البسيط إذا تبهاين مه بسهيط آخهر يكهون تباينها‬ ‫بسيط‪ ،‬والبسيط إذا تباين م بسيط آخر يكون تباينا تاما‪ .‬الردّ‪ :‬صحيم ّ‬
‫بأن ك رة ا ار تدل على ك رة الم ر يصم إذا كان الم ر بسيطا‪ ،‬أ ّما إذا كان مركبا فال يصم‪.‬‬ ‫تاما‪ ،‬ولكن القول ّ‬

‫قول ‪ :4‬الوجود حقيقة واحدة مشككة‪ ،1‬وهو الصرحي‪ ،،‬وتصروير ذلرك‪ :‬الوجهود كهالنور ظهاهر بنفسهه ومظههر لغيهرت‪،‬‬
‫أن النور الحسي له سلسلة طولية وسلسلة عرلية‪ ،‬كذل الوجود له سلسلة طوليّة وسلسلة عرلية‪:‬‬ ‫فكما ّ‬
‫سلسلتة العرضية‬ ‫سلسلة النور الطولية‬
‫تبدأ من النور الشديد وتنتهي بالنور اللعيف‪ ،‬وجمي هذت المراتب تشتر في أصل كالمرتبهههة الواحهههدة مهههن‬
‫النورية‪ ،‬فليست شدة الشديد من النور أمرا داخال في حقيقته حتى يخرج اللعيف منه‪ ،‬وال النههور تختلههف بههاختالف‬
‫عرلا خارجا عن الحقيقة‪ ،‬وليس لعف اللعيف ادحا في نوريته‪ ،‬وال أنه يكون لعيفا القوابهههل المختلفهههة التهههي‬
‫يق عليها النور‪.‬‬ ‫لك رة الظالم فيه إذ ال يتركب الشيء من نفسه ولدّت ‪.‬‬
‫سلسلتة العرضية‬ ‫سلسلة الوجود الطولية‬
‫تبدأ من مرتبة واجب الوجود‪ ،‬وهو فعلية محلة‪ ،‬ال وة فيها أبدا‪ ،‬وال حد لها (حدها أن ال بحسهههههههههب الماهيهههههههههات‬
‫ح ّد لها)‪ .‬وتنتهي إلى المادة األولى والهيولة الوا عة في أفق العدم‪ ،‬وهي وة محلة‪ ،‬ال المختلفهههههههههة فالماهيهههههههههة‬
‫موجودة بالوجود‪.‬‬ ‫فعلية لها أبدا‪ ،‬وهي مادة مشتركة في جمي الموجودات الماديّة (يعني القابلية)‪.‬‬

‫شكًّكة‬‫دليل المال صدرا على كون الوجود حقيقة واحدة م َ‬


‫أوالً‪ :‬الردليل علررى كررون الوجررود حقيقررة واحرردة‪ :‬ألنههه لههو لههم تكههن كههذل ‪ ،‬لكانههت حقهااق مختلفههة متباينهة بتمههام الههذوات‪،‬‬
‫والزمههه كههون مفهههوم الوجههود وهههو مفهههوم واحههد‪ ،‬منتزعهها مههن مصههاديق متباينههة بمهها هههي متباينههة وهههو محههال‪ ،‬بيههان‬
‫االستحالة‪ :‬أن المفهوم والمصداض واحد ذاتا‪ ،‬وإنمها الفهارض كهون الوجهود ذهنيها أو خارجيها‪ ،‬فلهو انتهزم الواحهد بمها ههو‬
‫واحد من الك ير بما هو ك ير‪ ،‬كان الواحد بما هو واحد ك يرا بما هو ك ير وهو محال‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانياً‪ :‬الدليل على كون حقيقة الوجود مشككة‪ :‬ما يظهر من الكماالت المختلفة فك رة ا ار تدل على ك رة الم ر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مالحظة‪ :‬هنا نوعان من التشكي ‪:‬‬

‫التشرركيك الفلسررفي‪ :‬المرتبههة العاليههة علّههة للمرتبههة األدنههى‪ ،‬كوجودنهها‬ ‫التشكيك المنطقي‪ :‬المرتبة العالية ليست علّة للمرتبة األدنهى‪ ،‬كلهوء الشهمس‬
‫ووجود المالاكة التي يعتبر وجودها علة لوجودنا‪.‬‬ ‫ولوء المصباح‪ ،‬كالهما لوء ولكن لوء الشمس أشد من لوء المصباح‪،‬‬
‫ولوء الشمس ليس علة للوء المصباح‪.‬‬
‫ما به االختالف يعود الى ما به االتحاد وبالعكس‪ ،‬كالواجب والممكن‪،‬‬ ‫مها بههه االخههتالف ال يعههود إلههى مهها بههه االتحههاد أو بههالعكس‪ .‬م ههال‪ :‬اله ل أبهي‬
‫فهما يتحدان في الوجود مفهوما‪ ،‬ويختلفان في الوجود مصدا ا‪.‬‬ ‫والقطن أبي ‪ ،‬فهما يشتركان في البيا ‪ ،‬ويختلفان في المادة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ما يتخصص به الوجود‬
‫للوجود نوعين من الخصائص‪ :‬خصائص وجودية وخصائص ماهوية‬
‫التخصص الماهوي‬ ‫الخصائص الوجودية قسمان‪:‬‬
‫يتخصههههههو الوجههههههود‬ ‫‪ :2‬بقية مراتب الوجود‬ ‫‪ :1‬مرتبة واجب الوجود‬
‫ب لافته إلى الماهيهات‬ ‫ّ‬
‫يتميههز بههأن وجههودت عههين ذاتههه ولههه تتميّز بهأن المرتبهة األعلهى علهة للمرتبهة األدنهى ومعلولهة‬
‫المختلفهههههههة الهههههههذوات‪،‬‬ ‫الكمهههاالت المطلقهههة فصهههفاته عهههين للمرتبة األعلى منها فالجبروت علّهة للملكهوت والناسهوت‬
‫وعروله لها فيختلهف‬ ‫ذاتههه‪ ،‬ولههه الفعليههة المطلقههة‪ ،‬وهههو معلههههول للالهههههوت‪ ،1‬والمرتبههههة األعلههههى واجههههدة لجميهههه‬
‫باختالفها بالعر ‪.‬‬ ‫علّة لجمي المراتب‪ ،‬وال ح ّد له‪ .‬كماالت ما دونها‪ ،‬وفا دة لكماالت ما فو ها‪.‬‬

‫إشكالية القاعدة الفرعية‬


‫إن ولنا "الماهية موجرودة" لهية موجبهة‪ ،‬وتهدخل لهمن القاعهدة الفرعيهة التهي نصهها "ثبروت شريء لشريء‪ ،‬فررع‬ ‫ّ‬
‫لثبوت ال ُمثبَت له"‪ .‬وهذا يستدعي أن تكون الماهية موجودة بل بوت الوجود لها‪ ،‬فمن أين حصلت على الوجودا‬
‫وإن قلت من وجو ٍد آخر‬ ‫إن قلت من الوجود المحمول‬
‫أن تكون الماهية التي‬ ‫فتنطبق القاعدة الفرعية هنا مرة أخر ‪ ،‬إذ يفتر‬ ‫استلزم تقدم الشيء على نفسه‬
‫سيعطى الوجود ا خر لها موجودة أوال‪ ،‬وهلم جرا فيتسلسل‪.‬‬ ‫وهو دور‪.‬‬

‫فما هو الحل؟‬
‫إن العقل لمكان أنسه بالماهيات‪ ،‬يفتر الماهية مولوعه‪ ،‬ويحمل الوجود عليها وهو في الحقيقة من عكس‬ ‫أوالً‪ّ :‬‬
‫إن ولنا "الماهية موجودة" من عكس الحمل‪ ،‬فأصلها "الوجود ماهية"‪ ،‬فتنطبق القاعدة الفرعية هنا‪.‬‬ ‫الحمل‪ .‬إذا ّ‬
‫ثانياً‪ :‬إن القاعدة الفرعية تطبّق فهي القلهايا التهي تكهون م داهها "هرل المركبرة" أي بهوت شهيء لشهيء م هل‪ :‬اإلنسهان‬
‫مريههد‪ ،‬وال تطبّههق فههي القلههايا التههي تكههون م داههها "هررل البسرريطة" أي بههوت الشههيء م ههل‪ :‬اإلنسههان موجههود‪ ،‬فقولنهها‬
‫"الماهية موجودة" من م د "هل البسيطة"‪.‬‬

‫أحكام الوجود السلبية‬


‫‪ .1‬ال غيررر لرره‪ :‬ألن مهها يتصههور مههن الغيريههة للوجههود هههو الماهيههة أو العههدم‪ ،‬والماهيههة ال تصههلم غيههرا للوجههود ألنههها‬
‫اعتبارية‪ ،‬وغير األصيل البد أن يكون أصيال‪،‬أ وأما العدم فليس بشيء‪ ،‬وغير الوجود ال بد ّ‬
‫أن يكون شياا‪.‬‬
‫‪ .2‬ال ثاني له‪ :‬ألن ال اني إما نفس الوجود أو غيرت‪ ،‬ف ن كان نفسه لم يكن انيا‪ ،‬وإن كان غيرت فالوجود ال غير له‪.‬‬
‫‪ .3‬ليس بجوهر وال عرض‪ :‬أما أنّه ليس جوهرا فنن الجوهر ماهية‪ ،‬إذا وجدت في الخارج وجدت ال فهي مولهوم‪،‬‬
‫والوجهود لهيس مههن سهنا الماهيههة‪ .‬ولهيس بعههر ألن العهر ماهيههة‪ ،‬إذا وجهدت فههي الخهارج وجههدت فهي مولههوم ‪-‬‬
‫كالبيا موجود في الخارج بواسطة مولوعه ‪ -‬والوجود ليس بماهية أو أنّه ال يحتاج إلى مولوم‪.‬‬
‫‪ .4‬ليس جزءا ً لشيء‪ :‬ألن الجزء ا خر المفرو إما وجود أو غير الوجود‪ ،‬ف ن كان غير الوجهود فهالوجود ال غيهر‬
‫له‪ ،‬وإن كان نفس الوجود فال معنى أن يكون الشيء جزءا من نفسه‪.‬‬

‫‪ 1‬مالحظة‪ :‬ما المقصود من عالم الالهوت والجبروت والملكوت والناسوتا‬


‫عهههالم الناسهههوت‪ :‬عهههالم المهههادة‪،‬‬ ‫عالم الملكوت‪ :‬مجرد عن المادة ذاتا ال‬ ‫عالم الجبروت‪ :‬عالم المالاكة‪ ،‬علّة‬ ‫عههالم الالهههوت‪ :‬عههالم اإللههه‪ ،‬مجههرد‬
‫مادي في ذاتهه وفهي فعلهه‪ ،‬عهالم‬ ‫فعهال‪ ،‬كهالنفس الناطقهة حيهث أن الهنفس‬ ‫لما دونها ومعلهول لعهالم الالههوت‪،‬‬ ‫عن المهادة ذاتها وفعهال‪ ،‬ولهه الكمهال‬
‫كل نقو وعيب‪.‬‬ ‫االنسانية غير مادية لكن فعلها مادي‪.‬‬ ‫مجرد عن المادة ذاتا وفعال ‪.‬‬ ‫المطلق‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .5‬ال جزء له‪ :‬ألن الجزء إما عقلي كالجنس والفصل‪ ،‬وإما خارجي كالمهادة والصهورة‪ ،‬وإمها مقهداري‪ ،‬كهأجزاء الخهط‬
‫والسهطم والجسهم التعليمهي‪ ،‬ولهيس للوجهود شهيء مهن ههذت األجهزاء‪ .‬أمها الجهزء العقلهي‪ ،‬فننهه لهيس للوجهود جهنس أو‬
‫فصل‪ ،‬فالجنس يجب أن يكون أعم من الوجود‪ ،‬وال يوجد شيء أعهم منهه‪ ،‬والفصهل يه تى بهه لتمييهز شهيء عهن غيهرت‪،‬‬
‫والوجود ال غير له فال داعي للفصهل‪ .‬وأمها الجهزء الخهارجي‪ ،‬فهنن المهادة والصهورة همها الجهنس والفصهل‪ ،‬مهأخوذين‬
‫بشرط ال‪ ،‬فانتفاء الجنس والفصل يوجب انتفاءهما‪ .1‬وأما الجزء المقداري فنن المقدار مهن عهوار الجسهم‪ ،‬والجسهم‬
‫مركب من المادة والصورة‪ ،‬وإذ ال مادة وال صورة للوجود فال جسم له‪ ،‬وبالتالي ال مقدار له‪.‬‬
‫‪ .6‬ليس بنوع‪ :‬ألن النوم يتشخو بأفرادت والوجود يتشخو بنفسه‪.‬‬

‫معنى نفس األمر‬


‫بواسطة مصاديقه‬ ‫بالوجود‬ ‫بنفسه‬ ‫ثبوت الشيء على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫كالوجود المطلق ك بوت الماهيهات فه ن تحققهها كالمفهاهيم االعتباريهة الفلسهفية ‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫في الخارج بواسطة الوجود‪ .‬ف نها ابتة بواسطة مصاديقها ‪.‬‬
‫وهذا ال بوت العام الشامل ل بوت الوجود والماهية‪ ،‬والمفاهيم االعتبارية الفلسفية‪ ،‬هو المسمى بنفس األمر التي يعتبر‬
‫صدض القلايا بمطابقتها‪.‬‬

‫توضي‪ ،‬ذلك‪ :‬إن معيار الصدق في القضايا مرتبط بحسب نوعية القضية‪:‬‬
‫إذا كانههههههت القلههههههية وإذا كانههههههت القلههههههية ذهنيههههههة‪ ،‬وهنا من القلايا ما ال وا خارجي لها وال وا ه ذهنهي‪،‬‬
‫ي‪ ،‬فمعيهار الصهدض فيهها مطابقتهها للوا ه‬ ‫فرل ٌّ‬
‫ْ‬ ‫خارجيههههههههة فمعيههههههههار فمعيههههار الصههههدض فيههههها الههههذهن‪ .‬بل هو وا‬
‫الصدض فيها الخهارج‪ .‬م ههال‪ :‬الكلّههي نههوم ف نههها صههاد ة الفرلههي‪ .‬م ههال‪ :‬شههري البههاري معههدوم‪ ،‬فشههري البههاري‬
‫ي‪.‬‬
‫فرل ّ‬ ‫والعدم ليس لهما وا خارجي وال ذهني‪ ،‬بل ْ‬ ‫لمطابقتها للوا الذهني‪.‬‬ ‫م ال‪ :‬جاء المدير‪.‬‬
‫ي‪ ،‬وبهدال مهن‬ ‫الفرله ّ‬
‫← وفي المحصلة نقول عن القلية أنها صاد ة إذا كانت مطابقة للوا ه الخهارجي أو الهذهني أو ْ‬
‫هذت العبارة الطويلة نقول‪ :‬القلية تكون صاد ة إذا كانت مطابقة لنفس األمر (بالمعنى األع ّم)‪.‬‬
‫ي لههه‪ ،‬فيكههون معيههار‬
‫ّ‬ ‫ه‬ ‫ذهن‬ ‫ي وال‬
‫وهنهها مههن ذهههب إلههى أن المقصههود مههن نفههس األمههر هههو خصههوو مهها ال وا ه خههارج ّ‬
‫األخو)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الصدض في هذت القلايا ما كان مطابقا للوا ‪ -‬الذهني والخارجي ‪ -‬ونفس األمر (بالمعنى‬

‫‪ 1‬توضي‪ :،‬يمكن لإلنسان أن يالحظ الحيوانية والناطقية بلحاظين‪:‬‬

‫ال اني‪ :‬الحيوانية بشرط ال‪( :‬مادة) والناطقية بشرط ال‪( :‬صورة)‬ ‫األول‪ :‬الحيوانية بنحو الالبشرط‪( :‬جنس) والناطقية بنحو الالبشرط‪( :‬فصل)‬
‫إذا نظرنا إل ى الحيوانية كمفهوم مستقل عهن االنسهانية‪ ،‬تكهون الحيوانيهة‬ ‫إذا نظرنا إلى الحيوانية على أنّها أعم مهن اإلنسهان وجهزء منهه وتحمهل عليهه‬
‫بهذا اللحاظ مادة لإلنسان‪ .‬وكذل الحال إذا نظرنا إلى الناطقية كمفهوم‬ ‫واإلنسان يحمل عليهها‪ ،‬تكهون الحيوانيهة بههذا اللحهاظ جهنس لإلنسهان‪ .‬وكهذل‬
‫مستقل عن اإلنسانية‪ ،‬تكون الناطقية بهذا اللحاظ صورة لإلنسان‪.‬‬ ‫الحال إذا نظرنا إلهى الناطقيهة علهى أنّهها جهزء مهن اإلنسهان وتسهاويه وتحمهل‬
‫عليه وهو يحمل عليها‪ ،‬تكون فصل لإلنسان‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬المفاهيم االعتبارية ال ة‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫المفهررروم الفلسرررفي‪ :‬مههها كهههان عرولهههه فهههي‬ ‫المفهوم الماهوي‪ :‬هو مها كهان عرولهه واتصهافه فهي الخهارج‪،‬‬ ‫المفهررروم المنطقررري‪ :‬ههههو مههها كهههان‬
‫الذهن واتصافه في الخارج‪ ،‬كمفههوم الوحهدة‬ ‫كاللههح الههذي يعههر علههى اإلنسههان فههي الخههارج‪ ،‬فيوصههف‬ ‫عرولههههه واتصههههافه فههههي الههههذهن‪،‬‬
‫والعلة والتقدّم والتأخر ونحو ذل ‪.‬‬ ‫اإلنسان الخارجي بأنه لاح وليس الذهني‪.‬‬ ‫كالكلي والجنس والنوم والفصل‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الشايئياة تساوق‪ 1‬الوجود‬
‫الهدف من طرح العنروان‪ :‬حصهل اخهتالف بهين المهدارس اإلسهالميّة فهي أنّهه ههل كهان هللا تبهار وتعهالى يعلهم بنها بهل‬
‫يتجرأ على القول بأنّه تعالى لم يكن يعلم‪ ،‬فال ب ّد أن يكون عالما‪ ،‬فيأتي تسها ل آخهر إذا كيهف كهان يعلهم‬ ‫ّ‬ ‫خلقناا فال أحد‬
‫بنا ولم ن شيااا! ولدف هذت اإلشكاليّة الت المعتزلة العدم على سمين‪:‬‬
‫العدم الممكن‪ :‬وهو مها كهان معهدوما ا ن لكنّهه سهيوجد مسهتقبال‪ ،‬م هل العدم الممتنع‪ :‬وهو مها كهان معهدوما ا ن ولهن‬
‫يوجد مستقبال‪ ،‬م ل شري الباري‪.‬‬ ‫أفراد اإلنسان غير الموجودين حاليّا‪ ،‬ولكنّهم سيوجدون مستقبال‪.‬‬
‫شيايّة أع ّم من الوجود ألنّه يشمل العدم الممكن والوجود‪.‬‬ ‫إذن‪ :‬العدم الممكن شيء ولكنّه ليس بموجود‪ ،‬وبالتّالي ال ّ‬
‫ي ال يحتههاج إلههى حلههور المعلههوم‪ ،‬بينمهها العلههم‬ ‫الر ارردا‪ :‬هنهها فههرض بههين العلههم الهذّاتي والعلههم الغيههر ّ‬
‫ي‪ ،‬فعلههم هللا تعههالى ذاته ّ‬
‫إن ال ّوب رطب بحلور المهاء وحيهث ال مهاء ال‬ ‫ي يحتاج إلى حلور المعلوم‪ .‬م ال على ذل لتقريب الصورة‪ّ :‬‬ ‫الغير ّ‬
‫يرطب به كي يقال إنّه رطب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫رطوبة‪ ،‬أ ّما الماء رطب بذاته فال يحتاج إلى شيء‬

‫ال تمايز وال علاياة في العدم‬


‫شيايّة وال بوت‪ ،‬وحيث ال شيايّة وال بوت للعهدم فهال تمهايز فيهه‪ .‬نعهم ربمها يتميهز‬ ‫ألن التّمايز فرم ال ّ‬
‫ال تمايز في العدم‪ّ :‬‬
‫عدم من عدم‪ ،‬ب لافة الوهم إيات إلى الملكات وأ سام الوجهود‪ ،‬فيتميهز بهذل عهدم مهن عهدم‪ ،‬كعهدم البصهر وعهدم السهم‬
‫وعدم زيد وعدم عمرو‪ ،‬وأما العدم المطلق فال تميز فيه‪.‬‬
‫شيايّة وال بوت وحيث ال شهيايّة للعهدم فهال علّيّهة فيهه‪ .‬و هولهم‪ :‬عهدم العلهة علهة لعهدم‬
‫ألن العلّيّة فرم ال ّ‬
‫ال علاياة في العدم‪ّ :‬‬
‫المعلول‪ ،‬ول على سبيل التقريب والمجاز‪ ،‬فقولهم م ال‪ :‬لم يكن غيم فلم يكن مطر معنات بالحقيقة‪ ،‬أنّهه لهم يتحقهق العليهة‬
‫التي بين وجود الغيم ووجود المطر‪.‬‬

‫المعدوم المطلق ال يخبر عنه‬


‫أن العدم ال شيايّة له‪ ،‬يمكن القول بأنّهه ال يمكهن أيلها اإلخبهار عنهه‪ّ ،‬‬
‫ألن اإلخبهار فهرم الشهيايّة‪.‬‬ ‫بناء على ما سبق من ّ‬
‫إن ولكم المعدوم المطلق ال يخبر عنه هو بعينه إخبار عن المعدوم المطلق‪ .‬الجواب‪ :‬مهن الحمهل مها ههو أولهي‬ ‫إشكال‪ّ :‬‬
‫ذاتهي يتحههد فيههه المولهوم والمحمههول مفهومهها ويختلفهان اعتبههارا‪ ،‬كقولنهها اإلنسهان إنسههان‪ ،‬ومنههه مها هههو شههاا صههناعي‬
‫يتحدان فيه وجودا ويختلفان مفهوما‪ ،‬كقولنا اإلنسان لاح ‪ ،‬والمعدوم المطلق معدوم مطلهق بالحمهل األولهي وال يخبهر‬
‫عنه‪ ،‬وليس بمعدوم مطلق بل موجود من الموجودات الذهنية‪ ،‬بالحمل الشاا ‪ ،‬ولذا يخبر عنه بعدم اإلخبار عنه‪.‬‬
‫وبهذا التقريب يندفع الشربهة عرن عردة قضرايا تروهم التنراقض‪ :‬كقولنها الجزاهي جزاهي وههو بعينهه كلهي يصهدض علهى‬
‫ك يرين‪ ،‬و ولنا شري الباري ممتن م أنه معقول في الذهن‪ ،‬فيكون موجهودا فيهه ممكنها‪ ،‬و ولنها الشهيء إمها ابهت فهي‬
‫الذهن أو ال ابت فيه‪ ،‬والال ابت في الذهن ابت فيه ألنه معقول‪.‬‬
‫أن الجزاي جزاي بالحمل األولي كلي بالشاا ‪ ،‬وشري الباري شهري البهاري بالحمهل األولهي‪ ،‬وممكهن‬ ‫وجه االندفاع‪ّ :‬‬
‫مخلوض للباري بالشاا ‪ ،‬والال ابت في الذهن كذل بالحمل األولي‪ ،‬و ابت فيه بالشاا ‪.‬‬

‫‪ 1‬مالحظة‪ :‬كي نفهم معنى التّساوض ال ب ّد من شرح المفاهيم التالية‪ :‬التّرادف‪ ،‬التّساوي‪ ،‬التّساوض‪ ،‬والتّباين‪.‬‬

‫التابررررراين‪ :‬نقهههههول‬ ‫التاسرراوق‪ :‬نقههول عههن اللفظههين متسههاو ان إذا تطابقهها‬ ‫التاسررراوي‪ :‬نقهههول عهههن اللفظهههين متسهههاويان إذا تطابقههها‬ ‫التارررررادف‪ :‬نقههههول‬
‫عهههههههن اللفظههههههههين‬ ‫شيايّة‬‫صدض واختلفا مفهوما‪ ،‬م ل ال ّ‬ ‫مصدا ا وحي يّة ال ّ‬ ‫صهدض‪ ،‬م هل اإلنسهان‬ ‫مصدا ا واختلفا مفهوما وحي يّهة ال ّ‬ ‫عهههههههن اللفظههههههههين‬
‫متباينههههههههههههههههان إذا‬ ‫والوجههود‪ ،‬فهمهها متطابقههان مصههدا ا ألنّ كه ّل موجههود‬ ‫نهاطق‪ ،‬فهمها متطابقهان مصههدا ا ألنّ كه ّل إنسهان نههاطق‪،‬‬ ‫مترادفهههههههههههههان إذا‬
‫اختلفهها مفهومهها و‬ ‫شههيء‪ ،‬وكهه ّل شههيء موجههود‪ ،‬ومتطابقههان مههن جهههة‬ ‫وك ّل ناطق إنسان‪ ،‬ومختلفهان مفهومها ألنّ المفههوم مهن‬ ‫تطابقههههها مفهومههههها‬
‫مصهههدا ا وحي يّهههة‬ ‫شهيء مهن حيهث ههو شهيء فههو‬ ‫صهدض ألنّ ال ّ‬‫حي يّة ال ّ‬ ‫اإلنسان غير المفهوم مهن النّهاطق‪ ،‬ومختلفهان مهن جههة‬ ‫ومصدا ا وحي يّهة‬
‫صههههههدض‪ ،‬م ههههههل‬ ‫ال ّ‬ ‫موجههود‪ ،‬والموجههود مههن حيههث هههو موجههود شههيء‪،‬‬ ‫صههدض حيههث إنّ اإلنسههان مههن حيههث هههو إنسههان‬ ‫حي يّههة ال ّ‬ ‫صههههههدض‪ ،‬م ههههههل‬ ‫ال ّ‬
‫اإلنسان والحجر‪.‬‬ ‫ومختلفهههان مفهومههها ألنّ المفههههوم مهههن ال ّ‬
‫شهههيايّة غيهههر‬ ‫فهههو نههاطق‪ ،‬ولكههنّ النّههاطق مههن حيههث هههو نههاطق لههيس‬ ‫اإلنسان بشر‪.‬‬
‫المفهوم من الوجود‪.‬‬ ‫باللّرورة أن يكون إنسانا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫امتناع إعادة المعدوم المطلق بعينه‬
‫المتكلامون‬ ‫الحكماء‬
‫ههههههالوا بجههههههوازت‪ ،‬بههههههل‬ ‫الوا بامتنام إعادة المعدوم بعينه‪ .‬وانقسموا إلى سمين‪:‬‬
‫بوجوبهههه‪ ،‬ألنّههههم يهههرون‬ ‫أ‪ :‬اعتبههر ال ّ‬
‫شههيا اله ّهرايس أ ّن هههذت المسههألة بديهيّههة‪ ،‬والفطههرة تقتلههي بههال شههيايّة المعههدوم‪ ،‬ف هال‬
‫المعههاد مههن بيههل إعههادة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتّصف باإلعادة‪ ،‬وبه ال العالمة الطباطبااي‪.‬‬
‫المعدوم‪ ،‬فمن أنكرت فقهد‬ ‫ب‪ :‬اعتبههر ا خههرون مههن الحكمههاء به ّ‬
‫هأن المسههألة نظريّههة تحتههاج إلههى البرهههان‪ .‬لههذل مهها يقيمههه‬
‫أنكههر المعههاد‪ ،‬وهههو م ّمهها‬ ‫الرايس‪.‬‬‫شيا ّ‬ ‫ه الء من البراهين على استحالة إعادة المعدوم بعينه تعتبر تنبيهات عند ال ّ‬
‫نطقهههههت بهههههه ال ّ‬
‫شهههههراا‬
‫الحقّههة‪ ،‬فههالموت انعههدام‪،‬‬ ‫الداليل األول‪ :‬لو جازت إعادة المعدوم بعينه لما وجدنا فر ا بين المبتهدأ وال كمعهاد ألنّهمها واحهد‬
‫والمعاد إعادة‪.‬‬ ‫حسب الفر ‪ ،‬ولكن ههذا يسهتلزم المحهال‪ ،‬ألنّنها ال نسهتطي أن نقهول عهن المبتهدأ أنّهه كمعهاد‪،‬‬
‫أن المعهاد لهم‬‫وعن ال كمعاد أنّه مبتدأ‪ ،‬فهذا االختالف يتطلّب وجهود الفهرض بينهمها‪ ،‬وههذا يعنهي ّ‬
‫إن المهههوت لهههيس‬ ‫ررر اد‪ّ :‬‬
‫الر ا‬ ‫يكن عين المبتدأ‪ ،‬وهذا هو المطلوب‪.‬‬
‫انعههداما وزواال بههل هههو‬
‫ألن حكهم األم هال فيمها انتقهههال مهههن حهههال إلهههى‬ ‫مهرة‪ّ ،‬‬‫مرة لجازت إعادته ألهف ّ‬ ‫شيء ّ‬ ‫الادليل الثاني‪ :‬لو جازت إعادة ال ّ‬
‫يجوز وما ال يجوز واحد‪ ،‬وهذا يسهتلزم أن ال نعهرف عهدد العهود ههل ههذا ال كمعهاد ههو ال كمعهاد حههههال‪ ،‬انتقههههال مههههن دار‬
‫شهيء الفنهههاء إلهههى دار البقهههاء‪،‬‬ ‫األول‪ ،‬وههذا يسهتلزم أن ال يكهون ال ّ‬ ‫األول أو ال ّاني أو ال ّالث وهكذا ألنّها جميعها نفس ّ‬ ‫ّ‬
‫شههيء مهها لههم يتش ه ّخو لههم يوجههد بحسههب القاعههدة الفلسههفيّة‪ ،‬إذا فههال يشههمل البحههث هنههها‬
‫مش ّخصهها مههن حيههث العههدد‪ ،‬وال ّ‬
‫المعاد‪.‬‬ ‫يستحيل وجودت‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬في انقسام الوجود إلى خارجي وذهني‬

‫الوجود الذاهني‬ ‫الوجود الخارجي‬


‫ّ‬
‫صورة المأخوذة عن وا األشياء في الهذهن‪ ،‬بحيهث‬ ‫ّ‬
‫هو كون األشياء فهي الوا ه الخهارجي الهذي يترتهب عليهها هو ال ّ‬
‫ا ار الخارجيّة‪ ،‬م ل وجود ‪ ،‬ووجهودي‪ ،‬وجهود األشهياء ال تترتّههههب عليههههها ا ههههار الخارجيّههههة‪ .‬فههههالوجود الههههذّهني‬
‫والوجود الخارجي يتّحدان ماهية ويختلفان آ ارا‪.‬‬ ‫تتحر ‪ ،‬وتأكل وتمشي ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫في الخارج‪ ،‬بحيث إنّها‬

‫األقوال في الوجود الذاهني‬


‫الرازي‪ :‬منكر له‪ :‬عندما سألنات كيف تنكر الوجود الذّهنيا! أليس لدي علما فقال‪ :‬بلى‪ ،‬وأليس العلهم ههو‬ ‫‪ .1‬فخرالداين ا‬
‫شيء الخارجي‪.‬‬ ‫صة من النّفس إلى ال ّ‬‫إن العلم هو إلافة خا ّ‬ ‫شيء في الذّهن‪ ،‬فقال‪ :‬ال‪ّ ،‬‬ ‫حلور صورة ال ّ‬
‫الر ارر اد عليرره‪ :‬لههو كههان العلههم كههذل ‪ ،‬فنسههأل أال تعتقههد به ّ‬
‫هأن شههري البههاري معههدوما فحتمهها سههيقول‪ :‬نعههم‪ ،‬فنقههول لههه‪ :‬كيههف‬
‫الحظت شري الباري وهو معدوم وغير موجود في الخارج‪.‬‬

‫‪ .2‬الشاربحياة‪ :‬مها فهي الهذّهن يبهاين الخهارج ولكنّهه يحكيهه فهي بعه صهفاته‪ ،‬كصهورة الفهرس المنقوشهة علهى الجهدار‪،‬‬
‫أن الفرس فهي الخهارج حيهوان صهاهل‪ ،‬ولكهن صهورته ليسهت بحيهوان‪ ،‬وكهذل‬ ‫الحاكية للفرس الخارجي‪ .‬وتوليحه‪ّ :‬‬
‫شههكل‬ ‫صههورة الفههرس فههي ال هذّهن ليسههت بحيههوان صههاهل‪ ،‬ولكنّههها تحكههي الفههرس الخههارجي فههي بع ه خصااصههه كال ّ‬
‫ّ‬
‫والطول واأللوان‪ ،‬وبنسبة تصغير معيّن‪.‬‬
‫الرد عليه‪ :‬وهذا في الحقيقة سفسطة‪ ،‬ينسد معهها بهاب العلهم بالخهارج مهن أصهله‪ ،‬فلهو كهان مها فهي الهذّهن يبهاين مها فهي‬
‫الخارج للزم أن تكون علومنا جهال مر ّكبا‪ ،‬وهذا خالف ما نجدت في وجداننا‪ ،‬ف نّنها عنهدما نطلهب شهياا إنّمها نطلبهه ألنّنها‬
‫شيء ال من شبحه‪.‬‬ ‫أدركنات حقيقة‪ ،‬وكذل عندما نهرب من شيء ف نّنا نهرب من حقيقة ال ّ‬

‫إن ما فهي الهذّهن ههو نفهس مها فهي الخهارج ماهيهة ويختلهف عنهه آ هارا‪،‬‬ ‫‪ .3‬الحكماء‪ :‬ي منون بالوجود الذّهني‪ ،‬ويقولون ّ‬
‫فالّذي في الخارج تصدر عنهه ا هار الخارجيّهة كالحركهة والنّمهو وغيهر ذله ‪ ،‬أ ّمها الّهذي فهي الهذّهن ال تصهدر عنهه تله‬
‫ا ار الخارجيّة‪ .‬ومن أدلّتهم‪:‬‬
‫الداليل ‪ :1‬إنّا نحكم على المعدومات بأحكام إيجابية‪ ،‬كقولنا بحر من زيبهق كهذا‪ ،‬و ولنها اجتمهام النقيلهين غيهر اجتمهام‬
‫اللهدين إلهى غيهر ذله واإليجهاب إ بههات‪ ،‬وإ بهات شهيء لشهيء فهرم بههوت الم بهت لهه‪ ،‬فلههذت المولهوعات المعدومههة‬
‫وجود‪ ،‬وإذ ليس في الخارج ففي موطن آخر نسميه الذهن‪.‬‬
‫الرداليل ‪ :2‬إنّها نتصهور أمهورا تتصهف بالكليهة‪ ،‬كاإلنسهان الكلهي والحيهوان الكلهي‪ ،‬والتصهور إشهارة عقليهة ال تتحقهق إال‬
‫بمشار إليه موجود‪ ،‬وإذ ال وجود للكلي بما هو كلي في الخارج‪ ،‬فهي موجودة في موطن آخر نسميه الذهن‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المرحلة الثاالثة‪ :‬في انقسام الوجود إلى ما في نفسه وما في غيره‬

‫الوجود في نفسه والوجود في غيره‬


‫الوجود في غيره‬ ‫الوجود في نفسه‬
‫وهههو مهها لههم يكههن لههه مفهههوم مسههتق ّل‪ ،‬ويسهه ّمى أيلهها الوجههود‬ ‫وهو ما كان له مفهوم مستق ّل‪ ،‬أي نفهمه لوحهدت بهدون‬
‫الرابط‪ .‬وم اله‪ :‬اإلنسان لاح ‪ ،‬ف ّن بينهما وجود الهث‪ ،‬وههو‬ ‫ّ‬ ‫مسههاعدة خارجيّههة‪ ،‬ويسهه ّمى أيلهها بههالوجود المسههتق ّل‬
‫ّ‬
‫نسبة اللّح إلى اإلنسهان‪ ،‬ومهن الوالهم أن لهيّة‪ :‬اإلنسهان‬ ‫ي‪ .‬وم ال هه‪ :‬اإلنسههان لههاح ‪ ،‬ف ه ّن‬ ‫والوجههود المحمههول ّ‬
‫لههاح اعتبههرت لهيّة باعتبههار هههذا الوجههود اله ّهرابط‪ ،‬ألنّنهها ال‬ ‫اإلنسان له مفهوم مستق ّل ألنّنا نفهم منهه شهياا‪ ،‬وكهذل‬
‫ههرابط إذا اعتبهههر المولهههوم وحهههدت‪ ،‬أو المحمهههول‬ ‫نهههر ههههذا اله ّ‬ ‫اللّاح لهه مفههوم مسهتق ّل‪ ،‬فاإلنسهان واللّهاح مهن‬
‫وحدت‪ ،‬وال إذا اعتبر ك ّل منهما م غير ا خر‪.‬‬ ‫الوجودات المستقلّة‪.‬‬

‫الرابط‪:‬‬
‫أحكام الوجود ا‬
‫الرابط ليس وجودا ال ها للمولهوم والمحمهول‪ ،‬ووا عها بينهمها مسهتقال عنهمها‪ ،‬وإال احتهاج إلهى رابطهين‬ ‫إن الوجود ّ‬ ‫‪ّ :1‬‬
‫ال ههة خمسههة‪ ،‬ه ّم الخمسههة تسههعة‪ ،‬وهله ّم جه ّهرا‪ ،‬وهههو باطههل‪ .‬فوجههودت ههاام‬ ‫ّ‬
‫آخههرين‪ ،‬يربطانههه بههالطرفين فكههان المفههرو‬
‫بالطرفين موجود فيهما‪ ،‬غير خارج منهما وال مستقل بوجه عنهمها‪ ،‬ال معنهى لهه مسهتقال بالمفهوميّهة‪ ،‬فههو الهث ا نهين‪،‬‬
‫الرابط بين اال نين‪ ،‬وليس الث ال ة‪.‬‬ ‫بمعنى ّ‬

‫الرابط في القلايا الّتي تكون صاد ة‪ .‬أ ّما القلايا الكاذبة فال رابط فيها‪ ،‬وهي على سمين‪:‬‬ ‫‪ :2‬يتحقّق ّ‬
‫إن ههههذت ب‪ :‬مختلررف فيهررا‪ :‬بع ه النّههاس يعتبرههها كاذبههة‪ ،‬وبع ه‬ ‫أ‪ :‬كاذبرررة لررردي الجميرررع‪ :‬م هههل‪ :‬اإلنسهههان حجهههر‪ّ ،‬‬
‫القلهههيّة ال رابهههط فيهههها‪ ،‬إالّ عنهههد مهههن و ههه فهههي ال ّ‬
‫شهههبهة‪ ،‬النّههاس يعتبرههها صههاد ة‪ ،‬فهههذت القلههايا يوجههد فيههها رابههط‬
‫صور الذّهني لمعتقد صد ها‪ ،‬ال بحسب الوا ‪.‬‬ ‫بحسب الت ّ ّ‬ ‫صور الذّهني‪.‬‬ ‫الرابط بحسب الت ّ ّ‬ ‫فيتحقّق ّ‬

‫‪ :3‬ال رابط بحسب الوا الخارجي بين القلايا الّتي أطرافها عدميّة إال بحسب الت ّ ّ‬
‫صور الذّهني كقولنها شهري البهاري‬
‫ي‪ .‬وكهذل ال رابهط فهي لهيّة أحهد‬ ‫ممتن ‪ ،‬فكال الطرفين غير محقّقهين فهي الخهارج‪ ،‬ولكنّهها صهاد ة‪ّ ،‬‬
‫فهالرابط فيهها ذهنه ّ‬
‫صور الذّهني‪.‬‬
‫أطرافها عدميّة‪ ،‬إالّ بحسب الت ّ ّ‬

‫‪ :4‬الوجود الرابط ال ماهية له‪ ،‬فلو كان له ماهيّة لكان مستقال بالمفهوميّة‪ ،‬وهذا خالف حقيقته‪.‬‬

‫الرابط بين طرفين وجوديّين بحيث يتّحدان من جههة‪ ،‬ويختلفهان مهن جههة‪ ،‬م هل‪ :‬اإلنسهان حيهوان‪ ،‬واإلنسهان‬ ‫‪ :5‬يتحقّق ّ‬
‫ّ‬
‫لههاح ‪ ،‬فههال رابههط بههين طههرفين متّحههدين اتّحههادا تا ّمهها‪ ،‬كقولنهها‪ :‬اإلنسههان بشههر‪ ،‬واإلنسههان إنسههان‪ ،‬إال بحسههب التّصه ّهور‬
‫الذّهني‪ ،‬وكذل ال رابط بين طرفين متباينين‪ ،‬م ل‪ :‬اإلنسان حجر‪.‬‬

‫الهرابط فهي القلهايا الّتهي‬ ‫الرابط فهي القلهايا الّتهي تكهون بالحمهل ال ّ‬
‫شهاا كقولنها‪ :‬اإلنسهان مهاق‪ ،‬وال يتحقّهق ّ‬ ‫‪ :6‬يتحقّق ّ‬
‫صور الذّهني‪.‬‬
‫األولي‪ ،‬كقولنا‪ :‬اإلنسان حيوان ناطق‪ ،‬إالّ بحسب الت ّ ّ‬ ‫تكون بالحمل ّ‬

‫الهرابط فهي القلهايا‬‫الرابط في القلايا الّتي يكون م دّاها الهليّة المر ّكبة‪ ،‬كقولنا‪ :‬اإلنسهان مريهد‪ ،‬وال يتحقّهق ّ‬ ‫‪ :7‬يتحقّق ّ‬
‫الّتههي يكههون م دّاههها الهليّههة البسههيطة‪ ،‬كقولنهها‪ :‬اإلنسههان موجههود‪ ،‬وذل ه ألصههالة الوجههود واعتباريّههة الماهيههة‪ ،‬ففههي ولنهها‪:‬‬
‫صور الذّهني‪.‬‬ ‫شيء ونفسه‪ ،‬إالّ بحسب الت ّ ّ‬ ‫شيء نفسه‪ ،‬فال رابط بين ال ّ‬ ‫اإلنسان موجود‪ ،‬هو وجود اإلنسان وهو ال ّ‬

‫‪10‬‬
‫الرابط والمستق ال‬
‫كيفياة اختالف ا‬
‫أن االخ تالف بين الوجود الرابط والمستقل‪ ،‬هل هو اختالف نوعي ‪ -‬بمعنى أن الوجود الرابط ذو معنى‬ ‫اختلفوا في ّ‬
‫تعلقي ال يمكن تعقله على االستقالل‪ ،‬ويستحيل أن يسلا عنه ذل الشأن فيعود معنى اسميا بتوجيه االلتفات إليه بعد‬
‫ما كان معنى حرفيا ‪ -‬أو ال اختالف نوعيا بينهما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إن االختالف بينهما ليس اختالفا نوعيّا‪ ،‬ألن وجودات المعاليل رابطة بالنسبة إلى عللها‪،‬‬ ‫ال العالّمة ّ‬
‫الطباطبااي‪ّ :‬‬
‫والمعاليل بعلها جوهر‪ ،‬وبعلها عر ‪ ،‬فهي بهذا اللّحاظ وجودات مستقلّة‪ ،‬أ ّما بالنّظر إلى عللها فهي وجودات‬
‫رابطة‪ .‬إذا المفهوم تاب في استقالله بالمفهوميّة وعدمه‪ ،‬لوجودت الّذي ينتزم منه‪ ،‬وليس له من نفسه إالّ اإلبهام‪.‬‬

‫من الوجود في نفسه ما هو لغيره ومنه ما هو لنفسه‬


‫ما هو لغيره‬ ‫ما هو لنفسه‬
‫وهو ما كان يقوم بعملين‪:‬‬ ‫وهو ما كان يقوم بعمل واحهد فقهط‪ ،‬وههو‬
‫أ‪ :‬يطرد العدم عن ماهية نفسه‪ ،‬فقولنا‪ :‬خالد عالم‪ ،‬ف ّن كلمة عالم أ بتت‬ ‫طههرد العههدم عههن ماهيههة نفسههه‪ ،‬كمهها نقههول‬
‫وجود العلم‪.‬‬ ‫خالد عالم‪ ،‬فه ّن ولنها خالهد‪ ،‬أ بهت وجهود‬
‫ب‪ :‬يطرد عدما زاادا عن ماهية مولوعه‪ ،‬ال عدم ماهية مولوعه‪ ،‬ف ّن‬ ‫ألن القااههل حسههب الفههر عا ههل‪،‬‬ ‫خالههد‪ّ ،‬‬
‫ي‪ ،‬وال يطرد عدم خالد‪،‬‬ ‫كلمة عالم تطرد الجهل عن خالد‪ّ ،‬‬
‫ألن الجهل عدم ّ‬ ‫ّ‬
‫فهو ال يخبر إال عن شيء موجود‪.‬‬
‫فال ن بت بكلمة عالم وجود خالد‪.‬‬

‫الوجود إ اما بنفسه أو بغيره‪:‬‬


‫الوجود بنفسه‪ :‬ههو مها كهان وجهودت مهن نفهس ذاتهه‪ ،‬الوجود بغيره‪ :‬ههو مها كهان وجهودت منتزعها مهن غيهرت‪ ،‬كوجهود‬
‫اإلنسان في الخارج‪.‬‬ ‫كواجب الوجود‪.‬‬

‫إذا ً الوجودات على أربعة أقسام‪:‬‬


‫الوجود بغيره‬ ‫الوجود بنفسه‬
‫↙لغيره في غيره‬ ‫↙لغيره في نفسه‬ ‫↙لنفسه في نفسه ↙لنفسه في نفسه‬
‫الروابط والنّسب والحروف‬
‫وجود ّ‬ ‫وجود األعرا والفصول‬ ‫م ل واجب الوجود م ل وجود الجواهر‬

‫‪11‬‬
‫الرابعة‪ :‬في الموا اد الثاالث الوجوب واإلمكان واالمتناع‬
‫المرحلة ا‬

‫تعريف الموا اد الثاالث وانحصارها فيها‬


‫أن كل فهول إ ا ق سلإ الل‬‫هذت المفاهيم بيّنة المعاني ألنّها من المعاني العا ّمة الّتهي يفهمهها الجميه ‪ ،‬ووجهه انحصهارها ّ‬
‫قل ج د‪ ،‬فإفا أن يجب له فو قل قجب‪ ،‬أو يمتنع وه قلممتنع‪ ،‬أو ال يجب له وال يمتنلع وهل قلمم ل ‪ ،‬فإنله افلا أن ي ل ن‬
‫قل ج د له ضروريا وهل قوو ‪ ،‬أو ي ل ن قلدل إ لله ضلروريا وهل قل لان ‪ ،‬وافلا أن ال ي ل ن ءل ن فنوملا لله ضلروريا‬
‫وه قل الث‪.‬‬

‫انقسام كل من المواد إلى ما بالذات وما بالغير وما بالقياس‬


‫ج‪ :‬ما بالقياس إلى الغير‬ ‫ب‪ :‬ما بالغير‬ ‫أ‪ :‬ما بالذاات‬
‫وهللل فلللا ا ق سلللإ الللل قللإلللر كلللان فللل قل قجلللب أن‬ ‫وهو أن يكون ول الهذّات وهو ما يتعلق بالغير‪.‬‬
‫يتصف به‪.‬‬ ‫كافيهها فههي تحقّقههه‪ ،‬م ه ط ه‬
‫الوجرررروب بررررالغير‪ :‬كالممكنههههات‬ ‫النّظر عن ك ّل ما سوات‪.‬‬
‫الوجرروب بالقيرراس إلررى الغيررر‪ :‬كمهها فههي وجههود أحههد‬ ‫ف نّههها بههالنّظر إلههى ذاتههها ممكنههة‪،‬‬
‫هههاألبوة‬
‫ّ‬ ‫المتلههههاافين إذا ههههيس إلههههى وجههههود ا خههههر كه‬ ‫الوجرروب بال رذاات‪ :‬كمهها فههي وبالنّظر إلى وجود علّتهها واجبهة‬
‫ههوة‪ ،‬ف نّهمههها ممكنهههان بالهههذّات‪ ،‬ولكهههن إذا وجهههدت‬
‫والبنه ّ‬ ‫الواجههههب الوجههههود تعههههالى‪ ،‬بالغير‪.‬‬
‫البنوة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وجود‬ ‫يجب‬ ‫األبوة‬
‫ّ‬ ‫ف نّهههه بهههالنّظر إلهههى ذاتهههه‬
‫االمتنراع بررالغير‪ :‬كملا فل وجل د‬
‫واجهههب الوجهههود مهههن غيهههر‬
‫االمتنرراع بالقيرراس إلررى الغيررر‪ :‬كمهها فههي وجههود أحههد‬ ‫قلمدللللل قلممتنللللع لدلللل إ لتلللله‪،‬‬
‫حاجة إلى شيء غيرت‪.‬‬
‫المتلاافين إذا يس إلهى عهدم ا خهر‪ ،‬وفهي عدمهه إذا‬ ‫و فه قلممتنع ل ج د لته‪.‬‬
‫والبنههوة‪ ،‬ف نّهمهها‬
‫ّ‬ ‫كههاألبوة‬
‫ّ‬ ‫ههيس إلههى وجههود ا خههر‪.‬‬ ‫االمتنرراع بال ر اذات‪ :‬كمهها فههي‬
‫اإلمكرران بررالغير‪ :‬أنهها إذا فرلههنا‬
‫األبهوة بالقيهاس‬
‫ّ‬ ‫ممكنان بالذّات‪ ،‬ولكهن إذا هيس وجهود‬ ‫المحهههاالت الذّاتيّهههة كشهههري‬
‫ممكنهها بههالغير‪ ،‬فهههو فههي ذاتههه إمهها‬
‫األبوة مستحيل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫البنوة‪ ،‬ف ّن وجود‬
‫إلى عدم وجود ّ‬ ‫الباري واجتمام النّقيلين‪.‬‬
‫واجب بالهذات‪ ،‬أو ممتنه بالهذات‬
‫اإلمكان بالقياس إلى الغير‪ :‬كما في الهواجبين بالهذات‬ ‫اإلمكرران بالرر اذات‪ :‬كمهها فههي أو ممكهههههن بالهههههذات‪ ،‬إذ المههههههواد‬
‫المفرولهههين‪ ،‬فهههال عال هههة لوجهههود أو عهههدم أحهههدهما‬ ‫الماهيههات اإلمكانيّهههة‪ ،‬ف نّهههها منحصههرة فههي ال ه الث‪ ،‬واألوالن‬
‫بالنّسبة إلى وجود أو عدم ا خر‪ ،‬إذ ليس بينهما عليهة‬ ‫فهههههههي ذاتهههههههها ال تقتلهههههههي يوجبههههههان االنقههههههالب‪ ،‬وال الههههههث‬
‫ومعلوليههة‪ ،‬وال همهها معلههوال علههة ال ههة‪ ،‬لههذل يكههون‬ ‫لههههههههرورة الوجهههههههههود وال يوجههههب كههههون اعتبههههار اإلمكههههان‬
‫وجود أحدهما بالقياس إلى وجود ا خر ممكنا‪.‬‬ ‫بالغير لغوا‪.‬‬ ‫لرورة العدم‪.‬‬

‫واجب الوجود ماهيته إنيته‬


‫أن لواجب الوجود ماهية ووجود‪،‬‬ ‫الخاو به‪ .‬البرهان‪ :‬لو فرلنا ّ‬
‫ّ‬ ‫أن واجب الوجود ال ماهية له وراء وجودت‬ ‫بمعنى ّ‬
‫ي معلّل بالغير باللّرورة‪ .‬وعلّة وجودت إ ّما‬
‫لكان وجودت زاادا على ماهيته‪ ،‬ويحمل عليها حمال عرليّا‪ ،‬وك ّل عرل ّ‬
‫ماهيته أو غيرها‪ ،‬ف ن ف ن كانت علته ماهيته والعلة متقدمة على معلولها بالوجود باللرورة‪ ،‬كانت الماهية متقدمة‬
‫عليه بالوجود‪ ،‬وتقدمها عليه إما بهذا الوجود‪ ،‬والزمه تقدم الشيء على نفسه وهو محال‪ ،‬وإما بوجود آخر وننقل‬
‫الكالم إليه ويتسلسل‪ .‬وإن كانت علته غير ماهيته‪ ،‬فيكون معلوال لغيرت وذل ينافي وجوب الوجود بالذات‪.‬‬
‫وقد تبين بذلك‪ :‬أن الوجوب بذا ته وصف منتزم من حاض وجود الواجب‪ ،‬كاشف عن كون وجودت بحتا‪ ،‬في غاية‬
‫الشدة غير مشتمل على جهة عدمية‪ ،‬إذ لو اشتمل على شيء من االعدام‪ ،‬حرم الكمال الوجودي الذي في مقابله‪،‬‬
‫فكانت ذاته مقيدة بعدمه‪ ،‬فلم يكن واجبا بالذات صرفا له كل كمال‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫واجب الوجود بالذاات واجب الوجود من جميع الجهات‬
‫فلو فرلنا أنّه غير واجب في جهة من الجهات‪ ،‬فيكون فا دا له في ذاته‪ ،‬ويكون تحقّق ههذت الجههة لهه ممكنها‪ ،‬وبالتّهالي‬
‫تكون ذاته مقيّدة بجهة عدميّة‪ ،‬أي فا دة لهذت الجهة‪ ،‬فينقلب إلى اإلمكان‪ ،‬ولم يعد واجبا‪ ،‬وهذا محال‪.‬‬

‫الشايء ما لم يجب لم يوجد وبطالن القول باألولوية‬


‫قول المتكلامين‬ ‫قول الحكماء‬
‫شيء الممكن يتحقّق في الخارج ويوجد بعد أن يصهل يكفي تحقق الشيء في الخارج أن يكون وجهودت أولهى مهن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إن ال ّ‬
‫ّ‬
‫عدمه‪ ،‬وإن لم يصل إلى مرحلة واجب الوجود بالغير‪.‬‬ ‫إلى مرحلة واجب الوجود بالغير‪.‬‬
‫تنقسم األولوياة إلى قسمين‪:‬‬
‫األولوياة غير الذااتياة‬ ‫األولوياة الذااتياة‬
‫شيء بالنّظر إلى ذاته أولى من عدمهه‪ ،‬بهل يحتهاج فهي تحقّقهه‬ ‫هي ما لم يكن وجود ال ّ‬ ‫شهيء بهالنّظر إلهى‬ ‫هي ما كهان ال ّ‬
‫إلههى الغيههر‪ .‬وتنقسههم إلههى كافيههة وغيههر كافيههة‪ .‬وهههي باطلههة إذ نسههأل ألههم ر ّجههم جانههب‬ ‫ذاتهههه وجهههودت أولهههى مهههن عدمهههه‪.‬‬
‫الوجود نحو ‪ %60‬م ال‪ ،‬ولم يتحقّق ‪ %40‬البا ي‪ ،‬فهنا المجيب أمام خيارين‪:‬‬ ‫وههههي باطلهههة ألنّهههها تتنهههافى مههه‬
‫أن البا ي يمكن تحقّقه‪ ،‬فنسأل ألم لهم يتحقّهق البها يا‬ ‫أن البههها ي يسهههتحيل وإ ّما ّ‬
‫إ ّمههها ّ‬ ‫حقيقة الماهية سهواء كانهت كافيهة‬
‫شهيء فهي الخهارج‬ ‫ّ‬
‫س ال اامها إلهى أن يتحقهق ال ّ‬ ‫تحقّقه‪ ،‬فيلزم من وجهودت ويبقى ال ّ‬ ‫أو غيههههر كافيههههة‪ ،‬فكيههههف يكههههون‬
‫س ه ال دون جههواب‪ ،‬فهههو‬ ‫عدمههههه‪ ،‬ألنّههههه ال يوجههههد ويصههبم ‪ ،%100‬وإذا بقههي ال ّ‬ ‫شهههيء فهههي حههه ّد ذاتهههه متسهههاوي‬ ‫ال ّ‬
‫شههيء مهها لههم يتشهه ّخو لههم يوجههد‪،‬‬ ‫شههههههيء جانبههههههه وجههههههود محههال تحقّقههه‪ّ ،‬‬
‫ألن ال ّ‬ ‫الوجود والعدم‪ ،‬وفي نفس الو هت‬
‫فيستلزم من وجودت عدمه‪ ،‬وهذا محال‪.‬‬ ‫والجانب ا خر عدم‪.‬‬ ‫يكون وجودت أولى من عدمه‪.‬‬
‫شهيء بهل تحقّقهه البه ّد أن يكهون واجبها بهالغير‪ ،‬ه ّم‬ ‫خاتمة‪ :‬هذا الوجهوب الّهذي تحه ّد نا عنهه ههو الوجهوب السّهابق‪ّ ،‬‬
‫ألن ال ّ‬
‫شهيء فهي ظهرف وجهودت واجهب الوجهود‪،‬‬ ‫يتحقّق في الخارج‪ ،‬وهنا وجوب آخر يس ّمى بهالوجوب الالحهق‪ ،‬وههو ّ‬
‫أن ال ّ‬
‫وهو المس ّمى باللّرورة بشرط المحمول‪ .‬إذا‪ :‬ك ّل موجود ممكن محفوف بوجوبين وجوب سابق ووجوب الحق‪.‬‬

‫معاني اإلمكان‬
‫الخاو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الخاص‪ :‬وهو ما د ّل على سلب لرورة الوجود والعدم معا‪ ،‬م ال‪ :‬اإلنسان كاتب باإلمكان‬
‫‪1‬‬
‫ا‬ ‫‪ :1‬اإلمكان‬
‫‪ :2‬اإلمكان العا ام‪ :‬وهو ما د ّل على سلب اللّرورة من ّ‬
‫الطرف المخالف للقليّة‪ ،‬ف ذا كانت القليّة موجبهة‪ ،‬ف نّهه يهد ّل‬
‫إن الوجهود لهيس مسهتحيال لإلنسهان‪ ،‬وإذا كانهت القلهيّة‬ ‫على سلب االمتنام‪ ،‬م هل اإلنسهان موجهود باإلمكهان العها ّم‪ ،‬أي ّ‬
‫إن الوجود ليس واجبا لإلنسان‪.‬‬ ‫سالبة‪ ،‬ف نّه يد ّل على سلب الوجوب‪ ،‬م ل‪ :‬اإلنسان ليس بموجود باإلمكان العا ّم‪ ،‬أي ّ‬

‫‪ 1‬الضارورة على ستاة أقسام‪:‬‬


‫ّ‬
‫اللّرورة األزليّة‪ :‬وهي ما دلت على لرورة بوت المحمول للمولوم‪ ،‬من دون يد أو شرط‪ ،‬م ال‪ :‬واجب الوجود موجود باللّرورة األزليّة‪.‬‬
‫اللّرورة ال ّذاتيّة‪ :‬وهي ما د ّلت على لرورة بوت المحمول لذات المولوم‪ ،‬ما دام ذات المولوم با يا‪ ،‬م ال‪ :‬اإلنسان حيهوان باللّهرورة الذّاتيّهة‪،‬‬
‫فالحيوانيّة ابتة لإلنسان ما دام ذات اإلنسان با يا ‪.‬‬
‫اللّرورة الوصفيّة‪ :‬وهي ما دلّت على لرورة بوت المحمول للمولوم‪ ،‬ما دام عنوان المولوم با يا‪ ،‬م ال‪ :‬الكاتب حيوان باللّرورة ما دام كاتبا‪.‬‬
‫اللّرورة الو تيّة المعيّنة‪ :‬وهي ما دلّت على لرورة بوت المحمول للمولوم‪ ،‬في و ت معيّن‪ ،‬م ال‪ :‬القمر منخسهف باللّهرورة إذا حالهت األر‬
‫ي و ت‪.‬‬‫مرتين‪ ،‬وغير متوفّر في أ ّ‬
‫شمس والقمر‪ ،‬وهذا له و ت معيّن‪ ،‬في السّنة ّ‬ ‫بين ال ّ‬
‫اللّرورة الو تيّة غير المعيّنة‪ :‬وهي ما دلّت على لرورة بهوت المحمهول للمولهوم‪ ،‬فهي و هت غيهر معهيّن‪ ،‬م هال‪ :‬الخشهب يطفهو علهى سهطم المهاء‬
‫ي و ت نريدت يتحقّق‪.‬‬
‫أخف من الوزن النّوعي للماء‪ ،‬وهذا ليس له و ت معيّن‪ ،‬في أ ّ‬
‫ّ‬ ‫باللّرورة إذا كان الوزن النّوعي للخشب‬
‫اللّرورة بشرط المحمول‪ :‬وهي ما أخذ المحمول يدا في المولوم‪ ،‬م ل‪ :‬اإلنسان الكاتب كاتب باللّرورة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫األخص‪ :‬وهو ما د ّل على سلب اللّرورة األزليّة والذّاتيّة والوصفيّة والو تيّهة المعيّنهة وغيهر المعيّنهة‪ .‬م هل‬
‫ا‬ ‫‪ :3‬اإلمكان‬
‫األخو‪ ،‬ف ّن الكتابة لإلنسان ليست بلرورة أزليّة‪ ،‬وال ذاتيّهة‪ ،‬وال وصهفيّة‪ ،‬وال و تيّهة معيّنهة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫باإلمكان‬ ‫كاتب‬ ‫اإلنسان‬
‫لرورة‪.‬‬‫وال و تيّة غير معيّنة‪ ،‬إالّ اللّرورة بشرط المحمول‪ ،‬ف نّه يص ّم أن يقال اإلنسان الكاتب كاتب بال ّ‬
‫بأن الكتابة ليس لروريّة لإلنسان‪ ،‬فهذا بالنّظر إلى ذات اإلنسان‪ ،‬أ ّمها بحسهب الوا ه والخهارج‪،‬‬ ‫مالحظة‪ :‬ما نقوله هنا ّ‬
‫ف نّه إ ّما أن يكتب اإلنسان فتكون الكتابة واجبة بالغير‪ ،‬أو ال يكتب فتكون الكتابة ممتنعة بالغير‪.‬‬
‫‪ :4‬اإلمكان االستقبالي‪ :‬وهو مها د ّل علهى سهلب اللّهرورات جميعها‪ ،‬م هل‪ :‬خالهد كاتهب غهدا باإلمكهان االسهتقبالي‪ ،‬فه ّن‬
‫الكتابههة هنهها غيههر لههروريّة أزليّههة‪ ،‬وال لههرورة ذاتيّههة‪ ،‬وال وصههفيّة‪ ،‬وال و تيّههة معيّنههة‪ ،‬وال و تيّههة غيههر معيّنههة‪ ،‬حتّههى‬
‫ي هنا‪ ،‬فال يقال‪ :‬خالد الكاتب كاتب غدا‪.‬‬ ‫اللّرورة بشرط المحمول منف ّ‬
‫‪ :5‬اإلمكان الوقوعي‪ :‬وهو ما ال يلزم من فر و وعه محال‪ ،‬كقولنا‪ :‬شهجرة سهجدت‪ ،‬فهال مهان مهن ناحيهة العقهل أن‬
‫شجرة‪ ،‬ولو أنّه بحسب الوا لم تق ‪ ،‬ولكنها ليست مستحيلة‪.‬‬
‫تسجد ال ّ‬
‫شهيء المسهتع ّد لهه‪ ،‬كقولنها‪ :‬اإلنسهان يمكهن أن نجهدت فهي النّطفهة‪.‬‬ ‫‪ :6‬اإلمكان االستعدادي‪ :‬هو نسبة ابليّة األشياء إلى ال ّ‬
‫في الحقيقة اإلمكان االستعدادي هو نفس االسهتعداد‪ ،‬ولكهن إذا نسهبنا ابليّهة األشهياء إلهى المسهت أع ّد فيكهون اسهتعدادا‪ ،‬وإذا‬
‫نسبناها إلى ال ّ‬
‫شيء المستع ّد له فيكون إمكانا استعداديّا‪.‬‬
‫‪ :7‬اإلمكان الفقري‪ :‬وهو الموجود الّذي يحتاج في وجودت إلى الغير‪ ،‬كاإلنسان موجود باإلمكان الفقر ّ‬
‫ي‪.‬‬

‫اإلمكان االستعدادي‬ ‫اإلمكان الذااتي‬


‫ي‪ ،‬يلحق الماهية المأخوذة من حيث ههي‪ ،‬صههههفة وجوديّههههة‪ ،‬تلحههههق الماهيههههة الموجههههودة‪،‬‬
‫ي عقل ّ‬
‫اعتبار تحليل ّ‬
‫فاإلمكان الذاتي يلحق الماهيهة اإلنسهانية المهأخوذة مهن حيهث فاإلمكان االسهتعدادي يلحهق النطفهة الوا عهة فهي‬
‫مجر تكون اإلنسان‪.‬‬ ‫هي‪.‬‬
‫شهدّة واللّهعف‪ ،‬ف مكهان تحقّهق اإلنسهانيّة فهي‬ ‫ابل لل ّ‬ ‫غير ابل لل ّ‬
‫شدّة واللّعف‬
‫ّ‬
‫العلقة أ و منه في النطفة‪.‬‬
‫يههزول بعههد تحقّههق المسههتع ّد لههه بالفعههل‪ ،‬فالنطف هة إذا‬
‫ّ‬ ‫ال يزول‪ ،‬فهو مالزم للماهية دااما‬
‫صارت إنسانا ينتفي استعدادها لإلنسانيّة‪.‬‬
‫موردت هو المادّة بالمعنى األع ّم‬ ‫موردت هو أع ّم من المادّة وغيرها‬

‫اإلمكان الوقوعي‬ ‫اإلمكان االستعدادي‬


‫أع ّم من المادّي وغيرت‬ ‫إنّما يكون في الما ّديّات‬

‫اإلمكان اعتبار عقلي والزم للماهياة‬


‫أ اما أناه الزم للماهية‬ ‫أ اما أناه اعتبار عقل ا‬
‫ي‬
‫األخهو‪ ،‬الّهذي يكفهي فيهه أنّهه‬
‫ّ‬ ‫ألن اإلمكان يلحهق الماهيهة مهن حيهث ههي ههي‪ ،‬والماهيهة بههذا اللّزوم هنا بيّن بالمعنى‬ ‫ّ‬
‫ههورنا الماهيهههة مهههن حيهههث ههههي والتهههي ههههي ال‬
‫االعتبار اعتباريّة‪ ،‬وما يلحهق باالعتبهاري فههو اعتبهاري م لهه‪ ،‬إذا تصه ّ‬
‫وهههذا ال ينههافي كههون الماهيههة بحسههب الوا ه ونفههس األمههر إ ّمهها موجودة وال معدومة‪ ،‬فلم نلبث إالّ أن نحكم على أنّهها‬
‫ممكنة‪.‬‬ ‫موجودة أو معدومة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫في حاجة الممكن إلى العلاة وما هي علاة احتياجه إليه‬
‫صهورنا الماهيهة‬ ‫الممكن محتاج إلى العلاة‪ :‬هذت المسألة من البديهيات ّ‬
‫األوليّة‪ ،‬فال تحتهاج إلهى برههان بهل يكفهي أنّهه إذا ت ّ‬
‫ّ‬ ‫الممكنههة المتسههاوية ّ‬
‫الطههرفين والتههي هههي ال موجههودة وال معدومههة‪ ،‬فلههم نلبههث إال أن نص هدّض ّ‬
‫أن هههذت الماهيههة تحتههاج ف هي‬
‫وجودها إلى مرجّم (علّة)‪ ،‬وفي عدمها تحتاج إلى مرجّم (علّة)‪.‬‬
‫س ار في احتياج الممكن إلى العلاة‪ :‬ال المتكلّمهون بأنّهه الحهدوث‪ ،‬و هال الحكمهاء بأنّهه اإلمكهان‪ .‬الهدّليل‪ :‬لهو كانهت علّهة‬ ‫ال ا‬
‫احتياج الممكن إلى العلّة هي الحدوث‪ ،‬يلزم أن ال يكون محتاجا‪ ،‬وهذا خالف الفر ‪ .‬فالحدوث ههو وجهود شهيء بعهد‬
‫ي العهههدم‪ ،‬وهاتهههان‬
‫ي الوجهههود‪ ،‬وفهههي ظهههرف عدمهههه لهههرور ّ‬ ‫شهههيء فهههي ظهههرف وجهههودت لهههرور ّ‬‫أن كهههان معهههدوما‪ ،‬فال ّ‬
‫ّ‬
‫اللّرورتان لرورة بشرط المحمول‪ ،‬والحدوث هو ترتب لهرورة الوجهود علهى لهرورة العهدم‪ ،‬واللّهرورة منهاط‬
‫الغنى عن السّبب‪.‬‬

‫الممكن محتاج إلى علاته بقاء كما أناه محتاج إليها حدوثا ً‬
‫إن وجههود المعلههول وجههود رابههط متعلّههق ال هذّات‬ ‫إن الماهيههة الممكنههة متسههاوية الطههرفين وجههودا وعههدما‪ ،‬فف هي ‪ّ :2‬‬ ‫‪ّ :1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ههوم الهههذات بعلتهههه‪ ،‬ال اسهههتقالل لهههه أبهههدا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وجودههها تحتههاج إلههى مههرجّم‪ ،‬وفههي عههدمها تحتههاج إلههى مههرجّم‪ ،‬بعلتهههه‪ ،‬متقه ّ‬
‫وهذت الحاجة مالزمة للماهية‪ ،‬ومحفوظهة معهها حهدو ا وبقهاء‪ ،‬إذا فحالههه فههي الحاجههة إلههى العلّههة حههدو ا وبقههاء واحههد‬
‫والحاجة مالزمة‪.1‬‬ ‫الماهية محتاجة إلى العلّة حدو ا وبقاء‪.‬‬

‫‪ 1‬الوجوب واإلمكان من المفاهيم من المفاهيم الفلسفيّة الّتي عرولها في الذّهن واتّصافها في الخارج‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المرحلة الخامسة‪ :‬في الماهية وأحكامها‬

‫الماهية من حيث هي ليست إالا هي الماهية‬


‫الماهيههة هههي الّتههي تق ه فههي جههواب مهها هههو‪ ،‬فالماهيههة مههن حيههث هههي ليسههت إالّ هههي‪ ،‬ال موجههودة وال معدومههة‪ ،‬وال أ ّ‬
‫ي‬
‫أن شههياا مههن النّقيلههين غيههر‬
‫إن النّقيلههين يرتفعههان عههن مرتبههة الماهيههة‪ ،‬فالمقصههود بههه ّ‬
‫شههيءآخر‪ .‬أ ّمهها ههول الفالسههفة‪ّ :‬‬
‫داخلين في تعريف الماهية‪ ،‬وإن كانت في الوا غير خالية عن أحدهما باللرورة‪.‬‬

‫اعتبارات الماهية وما يلحق بها من المسائل‬


‫إذا لوحظت ماهية باإلضافة إلى ماهية أخري‪ ،‬فال تخلو من ثالث اعتبارات‪ :‬إ اما أن تعتبر‪:‬‬
‫أو ال بشرط شيء‬ ‫أو بشرط ال‬ ‫بشرط شيء‬
‫هههههي أن ت خههههذ بمهههها هههههي هي أن يشترط معها أن ال يكون معها غيرها‪ ،‬وهذا على سمين‪ :‬وهي أن ال يشهترط‬
‫مقارنههة لمهها يلحههق بههها مههن ‪ :1‬أن يكون نظرنا محصورا فقط في ذات الماهية وأنهها ليسهت إال معههههها شههههيء‪ ،‬بههههل‬
‫ت خذ مطلقة فهيمكن‬ ‫الخصوصهههههيّات‪ ،‬فتصهههههدض هي‪ ،‬وهو المراد من كون الماهية بشرط ال في مباحث الماهية‪.‬‬
‫ي مفه هوم آخههر‪ ،‬أن يقارنهههها شهههيء‪،‬‬ ‫علههى المجمههوم كاإلنسههان‪ :2 ،‬أن تالحههظ الماهيههة وحههدها‪ ،‬ولكههن لههو ارنههها أ ّ‬
‫المههأخوذ مهه خصوصههيات كهههان زااهههدا عليهههها غيهههر داخهههل فيهههها‪ ،‬كالحيوانيّهههة إذا لهههوحظ معهههها أو ال يقارنههههههههههههههها‪،‬‬
‫زيد فيصدض عليهه‪ ،‬وتسه ّمى اإلنسهههانيّة تكهههون اإلنسهههانيّة أمهههرا مختلفههها عهههن الحيوانيّهههة‪ ،‬فتكهههون وتس ّمى المطلقة‪.‬‬
‫الحيوانيّة مادّة لإلنسان‪ .‬وهذت الماهية بقسميها تس ّمى المجردة‪.‬‬ ‫الماهية المخلوطة‪.‬‬
‫هل الماهية بهذه االعتبارات الثاالثة موجودة في الخارج؟ الماهية الّتي هي المقسم لن سام ال ّال هة‪ ،‬ههي كلّهي طبيعهي‪-‬‬
‫وهي الّتهي تعرلهها الكلّيّهة فهي الهذّهن ‪ -‬فتقبهل االنطبهاض علهى ك يهرين‪ ،‬وههي موجهودة فهي الخهارج لوجهود سهمين مهن‬
‫أ سامها‪ ،‬أي المخلوطة والمطلقة فيه‪ ،‬والمقسم محفوظ في أ سامه‪ ،‬موجود بوجودها‪.‬‬

‫معنى الذااتي والعرضي‬


‫العرضي‬ ‫ال اذاتي‬
‫شهيء بعهد تحقّقهه بجميه ذاتيّاتهه‪ ،‬كاللّهاح‬
‫شهيء‪ ،‬والالّحهق بال ّ‬
‫وهو مها كهان خارجها عهن حقيقهة ال ّ‬ ‫وههههههو مههههها كهههههان‬
‫والماشي بالنّسبة لإلنسان‪ .‬وهو على سمين‪:‬‬ ‫داخههال فههي حقيقههة‬
‫‪ :1‬المحمول من صميمه‪ :‬يكون المحمول منتزعا من نفس المولوم‪ ،‬كقولنا البيا أبي ‪.‬‬ ‫شيء كالحيوانيّهة‬ ‫ال ّ‬
‫ضررميمة أو الخررارج المحمررول‪ :‬يكههون حمههل المحمههول علههى المولههوم بانلههمام‬ ‫‪ :2‬المحمررول بال ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والناطقيّههة بالنسههبة‬
‫لميمة إليه‪ ،‬كقولنا ال ّوب أبي ‪ ،‬وهو ب لافة البيا إلى ال ّوب‪.‬‬ ‫لإلنسان‪.‬‬

‫بينما يقال‪ :‬ألم كان اإلنسان لاحكا‪.‬‬ ‫الذّاتيات بيّنة ال ّبهوت‪ ،‬ال تحتهاج فهي بوتهها لهذي الهذّاتي إلهى واسهطة‬
‫فال يقال ألم كان اإلنسان حيوانا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال نحتههاج فههي إ بههات وجودههها إلههى سههبب مسههتقل بعههد إ بههات وجههود العرلههههيات تحتههههاج إلههههى سههههبب مسههههتقل فههههي‬
‫الذّات‪ ،‬فالدّليل الّذي أ يم على وجود الذّات كاف في إ بات الذّاتيات‪ .‬وجودها‪.‬‬
‫األجزاء العرليّة متأ ّخرة عن ذي العرلي‪.‬‬ ‫األجزاء الذّاتيّة متقدّمة على ذي الذّاتي‪.‬‬

‫من المعلوم أن ال فرق بين الذاات والذااتيات‪ ،‬فكيف تتقدام الذااتيات على الذاات؟ ّ‬
‫إن االعتبار مختلف‪ ،‬فهاألجزاء بلحهاظ‬
‫الجزايّة متقدّمة على األجزاء بوصف االجتمام والكلّيّة‪ .‬مالحظة‪ :‬نقول عن الذّاتيات أجزاء باعتبار ّ‬
‫أن كهل واحهد منهها‬
‫جزءا من الحدّ‪ ،‬وإالّ فالواحد منها عين الك ّل‪ ،‬أعني ذي الذّاتي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫جنس عالي‪ ،‬جنس األجناس‪،‬‬ ‫الجوهر‬ ‫الجنس والفصل والناوع‬
‫جنس بعيد‬ ‫↓‬
‫جن فت سّط‬ ‫الجسم المطلق‬ ‫نوم عالي‪ ،‬نوم بعيد‪،‬‬
‫فصله قوبداد قل الثة وه فص بدإ لإلنسان‬ ‫↓‬ ‫نوم إلافي‬
‫جنس متوسّط‬ ‫امي‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫الجسم‬ ‫ّط‪،‬‬ ‫ن ع فت س‬
‫فصله النّماء وهو فصل بعيد لإلنسان‬ ‫↓‬ ‫ن ع اضاف‬
‫جنس ريب‬ ‫الحيوان‬ ‫نوم متوسّط‪،‬‬
‫متحر باإلرادة وهو فصل بعيد لإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫فصله حسّاس‬ ‫↓‬ ‫نوم إلافي‬
‫فصله ناطق‬ ‫اإلنسان‬ ‫نوع سافل‪ ،‬نوع األنواع‪،‬‬
‫وهو فصل ريب له‬ ‫نوع إضافي‬
‫الفصل‬ ‫الجنس‬ ‫الناوع‬
‫تمهام الماهيهة المشهتركة بهين أفهراد متّفقهة تمههام الماهيههة المشههتركة بههين حقههااق هههو جهههزء الماهيههة المخه ّ‬
‫ههتو بهههها‪،‬‬
‫فههي الحقيقههة‪ ،‬والمختلفههة بالعههدد‪ ،‬والوا ه مختلفههة‪ ،‬والوا ه فههي جههواب مهها هههو‪ ،‬وي ه تي بههه لتمييههز النّههوم عههن بقيّههة‬
‫سهههاال‪ .‬األنوام المشاركة معه فهي الجهنس‪،‬‬ ‫في جواب ما هو‪ ،‬م ل اإلنسهان‪ ،‬والبقهر‪ ،‬م هههل الحيهههوان‪ ،‬والمعهههدن‪ ،‬وال ّ‬
‫ي شههيء هههو‬ ‫ّ‬ ‫أ‬ ‫هواب‬ ‫ه‬ ‫ج‬ ‫فههي‬ ‫ه‬ ‫والوا‬ ‫هافل‪،‬‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫سههط أو‬
‫سههط أو وهههو إ ّمهها عههالي أو متو ّ‬ ‫والفههرس‪ .‬وهههو إ ّمهها عههالي أو متو ّ‬
‫في ذاته‪ .‬وهو إ ّما ريب أو بعيد‪.‬‬ ‫أو إ ّما بعيد أو متوسّط أو ريب‪.‬‬ ‫ي أو إلافي‪.‬‬ ‫سافل‪ ،‬وإ ّما حقيق ّ‬
‫مقوم لإلنسان‪.‬‬ ‫مقوم للحيوان‪ ،‬كذل هو ّ‬ ‫متحر باإلرادة ّ‬ ‫ّ‬ ‫مقوم للسّافل‪ ،‬فكما ّ‬
‫أن الحسّاس ال‬ ‫المقوم للعالي ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫مقوم لإلنسان‪ ،‬ومقسّم للحيوان إلى ناطق وغير ناطق‪.‬‬ ‫المقوم للسّافل مقسّم للعالي‪ ،‬كالنّاطق ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪2‬‬
‫ّ‬
‫صال‪ ،‬أ ّما النّوم هو الماهية التا ّمة بال إبهام أو تحصيل‪.‬‬ ‫‪ 3‬الجنس هو النّوم مبهما‪ ،‬والفصل هو النّوم مح ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 4‬ال يجوز أن يكون لشيء واحد جنسان ريبان‪ ،‬ألنه يستلزم المستحيل وهو أن يكون للشيء الواحد ماهيتان‪.‬‬
‫شهيء الواحهد ماهيتههان‪،‬‬ ‫‪ 5‬ال يجهوز أن يكهون لشهيء واحهد فصهالن ريبهان‪ ،‬ألنّهه يسهتلزم المسهتحيل وههو أن يكهون لل ّ‬
‫أن الفصل ال يكون إالّ بسيطا‪ ،‬فلو كان الفصل مر ّكبا‪ ،‬فهو خير دليل على أنّه ليس بفصل‪.‬‬ ‫وبذل نستنت ّ‬
‫‪ 6‬الجهنس جههنس للنّههوم‪ ،‬ولكنّههه عههر عههام للفصههل‪ ،‬ولههيس بجههنس للفصههل‪ ،‬وكههذل الفصههل فصههل للنّههوم‪ ،‬وعههر‬
‫مقوما‪.‬‬
‫المقوم للسّافل مقسّم للعالي وليس ّ‬ ‫ّ‬ ‫خاو للجنس‪ ،‬حسب الحكم ال ّاني‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫صورة إال باالعتبار‪ ،‬فهالجنس ههو المهادّة بنحهو الهال بشهرط‪ ،‬والمهادّة‬ ‫ّ‬ ‫‪ 7‬ال فرض بين الجنس والمادّة وال بين الفصل وال ّ‬
‫صورة هي الفصل بشرط ال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وال‬ ‫بشرط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫بنحو‬ ‫صورة‬‫هي الجنس بشرط ال‪ .‬وكذا الفصل هو ال ّ‬
‫لكهن العقهل يجهد‬ ‫إن الجنس والنّوم والفصل يالحظ في الجهواهر الما ّديّهة‪ ،‬أ ّمها األعهرا فههي بسهيطة غيهر مر ّكبهة ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪8‬‬
‫صات‪ ،‬فيعتبرها أجناسا وفصوال‪ّ ،‬م يعتبرها بشرط ال فتصير موادّا وصورا عقليّة‪.‬‬ ‫فيها مشتركات ومخت ّ‬

‫بعض أحكام الفصل‬


‫ي‬
‫الفصل االشتقاق ا‬ ‫ي‬
‫الفصل المنطق ا‬
‫المقهوم للنّهوم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫ي‪ ،‬وهو الفصل الحقيق ّ‬ ‫مبدأ الفصل المنطق ّ‬ ‫أخو اللّهوازم الّتهي تعهر النّهوم‪ ،‬وههو إنّمها يوله‬ ‫ّ‬ ‫هو‬
‫ككون اإلنسان ذا نفس ناطقهة فهي اإلنسهان‪ ،‬وكهون الفهرس‬ ‫فههي الحههدود مكههان الفصههول الحقيقيّههة لصههعوبة الحصههول‬
‫إن حقيقهههة النّهههوم بفصهههله‬‫ذا نفهههس صهههاهلة فهههي الفهههرس‪ّ .‬‬ ‫ي الّههذي يقه ّهوم النّههوم‪ ،‬كالنّههاطق‬ ‫غالبهها علههى الفصههل الحقيق ه ّ‬
‫صههل نوعههه‪ ،‬فمهها أخههذ‬‫ّ‬ ‫مح‬ ‫األخيههر‪ّ ،‬‬
‫ألن الفصههل المقه ّهوم هههو‬ ‫لإلنسههان‪ ،‬ف ه ّن المههراد بههالنّطق م ه ال إ ّمهها ال هتّكلّم‪ ،‬وهههو مههن‬
‫في أجناسه وفصوله األخر علهى نحهو اإلبههام فههو مهأخوذ‬ ‫الكيفيّهههات المسههههموعة‪ ،‬وإ ّمههها إدرا الكلّيّههههات‪ ،‬وههههو مههههن‬
‫إن هذيّههة النّهوم بفصههله األخيههر‪،‬‬ ‫صههل‪ّ .‬‬ ‫فيهه علههى وجهه التّح ّ‬ ‫الكيفيّهات النّفسههانيّة‪ ،‬والكيفيّهة كيفمها كانههت مههن األعههرا ‪،‬‬
‫فنوعيّة النّوم محفوظة به‪ ،‬ولو تبدّل بعه أجناسهه‪ ،‬وكهذا‬ ‫أخهو اللّهوازم‬
‫ّ‬ ‫يقوم الجوهر‪ .‬لذل ربّمها كهان‬ ‫والعر ال ّ‬
‫تجردت صورته الّتي هي الفصل بشرط ال‪ ،‬عن المهادّة‬ ‫لو ّ‬ ‫ي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الحقيقه‬ ‫الفصهل‬ ‫موله‬ ‫جميعها‬ ‫فتول‬ ‫أك ر من واحد‪،‬‬
‫الّتهههي ههههي الجهههنس بشهههرط ال‪ ،‬بقهههي النّهههوم علهههى حقيقهههة‬ ‫ههر بهههاإلرادة جميعههها فصهههال‬ ‫سهههاس والمتحه ّ‬ ‫كمههها ي خهههذ الح ّ‬
‫تجردت النّفس النّاطقة عن البدن‪.‬‬ ‫نوعيّته‪ ،‬كما لو ّ‬ ‫ّ‬
‫للحيوان‪ ،‬ولو كان فصال حقيقيّا لم يكن إال واحدا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الناوع وبعض أحكامه‬
‫ي‪ ،‬والنّههوم‬
‫ألن الحمهل بههين كه ّل منهها‪ ،‬وبههين النّهوم ّأوله ّ‬
‫‪ :1‬الماهيهة النّوعيّهة توجهد أجزا ههها فهي الخهارج بوجههود واحهد‪ّ ،‬‬
‫صل‪.‬‬ ‫موجود بوجود واحد‪ ،‬وأ ّما في الذّهن فهي متغايرة باإلبهام والتّح ّ‬

‫مجازي‪.‬‬
‫ا‬ ‫‪ :2‬إنا التاركيب بين أجزاء الناوع تركيب حقيقي‪ ،‬ال‬
‫التاركيب المجازي واالعتباري‬ ‫التاركيب الحقيقي‬
‫هههو أن يكههون بههين أجزااههها فقههر وحاجههة مههن بعلههها إلههى هو أن ال يكون بين أجزااها فقهر وحاجهة مهن بعلهها إلهى‬
‫بع ‪.‬‬ ‫بع ‪ ،‬حتّى ترتبط وتتّحد حقيقة واحدة‪.‬‬
‫صهة غيهر‬ ‫إن آ ارت هو نفس آ ار أفهرادت‪ ،‬فلهيس لهه آ هار خا ّ‬ ‫صة‪ ،‬غيهر ّ‬ ‫يحصل من تألّف الجزأين أمر الث‪ ،‬له آ ار خا ّ‬
‫آ ارهمهها‪ ،‬كالمههاء المر ّكههب مههن الهيههدروجين واألوكسههيجين آ ههههار أفههههرادت‪ ،‬كالمعسههههكر المر ّكههههب مههههن جنههههود وآليههههات‬
‫وغيرهما‪.‬‬ ‫التي لها آ ار تختلف عن آ ار الماء‪.‬‬

‫‪ :3‬الماهياات الناوعياة عل قسمين‪:‬‬


‫ب‪ :‬منحصرة في فرد‬ ‫أ‪ :‬كثيرة األفراد‬
‫تجردا تا ّما ‪ -‬من العقول‪.‬‬
‫المجردة ‪ّ -‬‬
‫ّ‬ ‫كاألنوام‬ ‫وهي األنوام الّتي لها تعلّق ما بالمادّة‪ ،‬م ل اإلنسان‪.‬‬
‫إن ك رة أفراد النّوم إ ّما أن تكهون تمهام ماهيهة النّهوم‪ ،‬أو بعلهها‪ ،‬أو الزمهة لهها‪ ،‬وعلهى جميه ههذت‬ ‫سبب في ذلك‪ّ :‬‬ ‫وال ا‬
‫التّقادير ال يتحقّق لها فرد‪ ،‬لوجوب الك رة في ك ّل ما صد ت عليه‪ ،‬وال ك رة إالّ م ا حهاد‪ ،‬ههذا محهال‪ .‬وإ ّمها أن تكهون‬
‫لعهر مفهارض يتحقّهق بانلهمامه وعهدم انلهمامه الك هرة‪ ،‬فيكهون فهي النّهوم إمكهان العهرو واالنلهمام‪ ،‬وال يتحقّهق‬
‫ي‪ ،‬وينعكس بعكس النّقهي الموافهق إلهى أن مها ال مهادة لهه ‪-‬‬ ‫ذل إالّ بمادّة‪ ،‬فنستنت ‪ّ :‬‬
‫أن ك ّل نوم ك ير األفراد فهو ما ّد ّ‬
‫وهو النوم المجرد ‪ -‬ليس بك ير األفراد‪ ،‬وهو المطلوب‪.‬‬

‫تمياز الماهياات وتش اخصها‬


‫التاش اخص‬ ‫التامياز‬
‫ههو بينونهة ماهيهة مهن ماهيهة أخهر ومغايرتهها لهها بحيهث ال تتصههاد ان‪ ،‬هو كون الماهية بحيث يمتنه صهد ها علهى‬
‫صاهل‪ .‬ك يرين‪ ،‬كتش ّخو اإلنسان الّذي هو زيد‪.‬‬‫كتميّز اإلنسان من الفرس باشتماله على النّاطق‪ ،‬والفرس على ال ّ‬
‫التّش ّخو نفسي غير إلافي‬ ‫التّميّز وصف إلافي للماهية‬
‫التّش ّخو بخالفه‬ ‫ي إلى كلّ ّ‬
‫ي ال يوجهب الجزايّهة‪ ،‬وال‬ ‫التّميّز ال ينافي الكلّيّة‪ ،‬ف ّن انلمام كلّ ّ‬
‫تكرر‪.‬‬
‫ينتهي إليها وإن ّ‬

‫وأ اما التاش اخص‪:‬‬ ‫أنواع التامياز‪:‬‬


‫‪ :1‬فههي األنههوام المجه ّهردة مههن لههوازم نوعيّتههها‪ ،‬أل ّن النّههوم المجه ّهرد‬ ‫‪ :1‬التّميّهههههز بتمهههههام الهههههذّات‪ ،‬كاألجنهههههاس العاليهههههة‬
‫منحصر في فرد‪.‬‬ ‫البسيطة‪.‬‬
‫‪ :2‬فههههي األنههههوام الما ّديّههههة كالعنصههههريّات فبههههاألعرا الالّحقّههههة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫‪ :2‬التّميّههههز بههههبع الههههذات‪ ،‬كههههاألنوام المشههههتر‬
‫وعمدتها األين ومتهى والوله ‪ ،‬وههي تشه ّخو النّهوم بلحو هها بهه‬ ‫بينهمهههها جههههنس‪ ،‬فيتمههههايزان بفصههههلين‪ ،‬كاإلنسههههان‬
‫تكونههه إلههى منتهههات‪ ،‬كههالفرد مههن‬ ‫فههي عههر عههري ‪ ،‬بههين مبههدأ ّ‬ ‫والفرس‪.‬‬
‫اإلنسهان الوا ه بهين حجهم كهذا وحجهم كهذا‪ ،‬ومبهدأ زمهاني كهذا إلههى‬ ‫‪ :3‬التّميّهز بهأمر خهارج عههن الهذّات‪ ،‬وههذا فيمهها إذا‬
‫ألن انلهمام ألهف‬ ‫أن التّشه ّخو بهالوجود‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫والحق ّ‬ ‫مبدأ زماني كذا‪.‬‬ ‫اشههههههتركتا فههههههي الماهيههههههة النّوعيّههههههة‪ ،‬فيتمههههههايزان‬
‫ّ‬
‫ي ال يفيد الجزايّة‪ ،‬فما سه ّموها أعرالها مشخصهة ههي‬ ‫ي إلى كل ّ‬ ‫كل ّ‬ ‫بهههاألعرا المفار هههة كاإلنسهههان ّ‬
‫الطويهههل المتميّهههز‬
‫من لوازم التّش ّخو وأماراته‪.‬‬ ‫بطوله من اإلنسان القصير‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المرحلة السادسة‪ :‬المقوالت العشر‪ ،‬وهي األجناس العالية الاتي إليها تنتهي أنواع الماهياات‬

‫تعريف الجوهر والعرض‪ ،‬عدد المقوالت‬


‫العرض‬ ‫الجوهر‬
‫ههههو الماهيهههة إذا وجهههدت فهههي الخهههارج وجهههدت ال فهههي مولهههوم مسهههتغن عنهههها فهههي وجهههودت‪ .‬هوالماهيهة إذا وجههدت‬
‫وههذا التّعريهف يشههمل ال هة أ سههام‪ :‬األول‪ :‬أن ال يكهون لههه مولهوم أصههال‪ ،‬كهالجواهر العقليّههة فهههي الخهههارج وجهههدت‬
‫لكهن المولههوم ال يسهتغني عنهه فهي وجههودت‪ ،‬فهي مولههوم مسههتغن‬ ‫القاامهة بنفسهها‪ ،‬وال هاني‪ :‬أن يكههون لهه مولهوم‪ّ ،‬‬
‫المتقومة بها‪ .‬وال الث‪ :‬أن ال يكون لهه مولهوم معهيّن‪ ،‬عنها‪ ،‬كماهيّهة القهرب‬‫ّ‬ ‫صور العنصريّة المنطبعة في المادّة‬ ‫كال ّ‬
‫والبعد بين األجسام‪.‬‬ ‫وهذا المولوم مستغن عنه‪ ،‬كاإلنسان والفرس‪.‬‬
‫المقوالت هي‪ :‬الجوهر‪ ،‬الك ّم‪ ،‬الكيف‪ ،‬األين‪ ،‬متى‪ ،‬الول ‪ ،‬الجدة‪ ،‬اإللهافة‪ ،‬الفعهل واالنفعهال‪ .‬أ ّمها كلمهة العهر فههو‬
‫أن الماهية عر عام لجمي المقوالت وليس بجنس لها‪.‬‬ ‫عر عام للمقوالت التّس العرليّة‪ ،‬ال جنس لها‪ ،‬كما ّ‬

‫أقسام الجوهر‬
‫العقل‬ ‫النافس‬ ‫الجسم‬ ‫الصاورة‬ ‫الماداة‬
‫ّ‬
‫ههههههههههههي هههي الجههوهر المفيههد ههههههو الجهههههوهر الممتهههههد فهههههي جهاتهههههه الههههه الث‪ .‬ههههههههههي الجهههههههههوهر ههههو الجهههوهر‬
‫ههرد عهههن‬ ‫المجهرد عهن المهادّة المجه ّ‬‫ّ‬ ‫الجوهر لفعليّههههة المههههادّة مههههن وههههو م لّهههف مهههن أجهههزاء ّ‬
‫ذريّهههة صهههغار تقبهههل‬
‫ّ‬
‫الحامهههل حيهههههث االمتهههههدادات القسههههمة الخارجيّههههة‪ ،‬وإذا عجههههزت ا لههههة عههههن ذاتههها المتعلهههق بهههها المهههههادّة ذاتههههها‬
‫وفعال‪.‬‬ ‫فعال‪.‬‬ ‫تقسيمه يت ّم تقسيمه وهما وعقال‪.‬‬ ‫ال ّالث‪.‬‬ ‫للقوة‪.‬‬
‫ّ‬
‫صههورة هههي الفصههل مههأخوذا بشههرط ال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫صههورة الجسههميّة فههي التقسههيم دخههول بههالعر ‪ ،‬ألن ال ّ‬ ‫مالحظ رة ‪ :1‬دخههول ال ّ‬
‫وفصول الجواهر غير مندرجة تحت مقولة الجوهر‪ ،‬وإن صدض عليها الجوهر‪.‬‬
‫ألن الهنّفس ههي الفصهل الحقيقهي‪ ،‬فه ذا كهان الفصهل غيهر‬ ‫مالحظة ‪ :2‬كذل دخول النّفس فهي التّقسهيم دخهول بهالعر ‪ّ ،‬‬
‫مندرج تحت مقولة الجوهر‪ ،‬فكذل النفس ليست مندرجة تحت مقولة الجوهر‪.‬‬

‫إثبات الماداة األولى والصاورة الجسمياة‬


‫إن الجسم من حيث هو جسم ‪ -‬ونعنهي بهه مها يحهدث فيهه االمتهداد الجرمهي ‪ -‬فيهه حي يّتهان‪ :‬حي يّهة‬ ‫إثبات الماداة األولى‪ّ :‬‬
‫صهور النّوعيّهة ولواحقهها‪،‬‬ ‫القهوة مهن حيهث إنّهه يمكهن أن يلحهق بهه شهيء مهن ال ّ‬ ‫الفعل من حيث إنّه جسم بالفعل‪ ،‬وحي يّة ّ‬
‫متقومههة بالفقههدان‪ ،‬إذا الجسههم فيههه ه ّهوة‬ ‫أن حي يّههة الفعههل غيههر حي يّههة القه ّهوة‪ّ ،‬‬
‫ألن الفعههل متقه ّهوم بالوجههدان‪ ،‬والقه ّهوة ّ‬ ‫والشه ّ ّ‬
‫صور الجسمانيّة بحيث إنّه ليس له من الفعليّة إالّ فعليّة أنّها ّوة محلة‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫مقومهة‬‫صورة الجسهميّة وههي صهورة ّ‬ ‫إن الفعليّة الّتي تحقّق الجسم في الوا الخارجي هي ال ّ‬ ‫إثبات الصاورة الجسمياة‪ّ :‬‬
‫أن الجسم م لّف من مادّة وصورة جسميّة‪ ،‬والمجموم المر ّكب منهما هو الجسم‪.‬‬ ‫لها‪ ،‬فتبيّن ّ‬
‫تت امة‪ :‬فوذه ه قلمادة قلشائدة فل قلم جل دقا قلجسلمانإة جمإدلا‪ ،‬و سلم قلملادة قوولل وقلوإل ل قوولل ‪ .‬ثل هل فلع‬
‫قلص رة قلجسمإة فادة سابلة للص ر قلن إة قلالحقة‪ ،‬و سم قلمادة قل انإة‪.‬‬

‫إثبات الصاور الناوعياة‬


‫ي‪:‬‬
‫أن لها مبدأ جوهر ّ‬ ‫األجسام الموجودة خارجا تختلف اختالفا بيّنا من حيث األفعال وا ار‪ ،‬وهذت األفعال الش ّ ّ‬
‫صههورة الجسههميّة المشهتركة‪ ،‬ألنّههها مشهتركة بههين جميه‬
‫وال يعقهههههل أن يكهههههون مبهههههد ها وال يعقهل أن يكههون مبهد ها ال ّ‬
‫ألن شأنها القبول األجسهام‪ ،‬وههذت األفعهال ك يهرة مختلفهة‪ ،‬فلهها مبهاد مختلفههة‪ ،‬ولهو كانهت ههذت المبههادي‬‫المادّة األولى‪ّ ،‬‬
‫أعرالا مختلفة‪ ،‬وجب انتها ها إلى جواهر مختلفة‪.‬‬ ‫واالنفعال دون الفعل‪.‬‬
‫صور النّوعيّة‪.‬‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫تس‬ ‫األجسام‪،‬‬ ‫بها‬ ‫م‬ ‫تتنو‬
‫ّ‬ ‫عة‬ ‫متنو‬
‫ّ‬ ‫جواهر‬ ‫مباداها‬ ‫إذا‬ ‫←‬

‫‪19‬‬
‫األولياة عند العلماء الحديثون‬
‫عدد العناصر ا‬ ‫األولياة عند العلماء القدماء‬
‫عدد العناصر ا‬
‫أنهوا عدد العناصر إلى ما يقرب من مااة وبل عنصر‬ ‫أربعة‪ :‬وهي الماء والهواء والتراب والنّار‬

‫تالزم الماداة والصاورة‬


‫تالزم الصاورة للماداة‬ ‫تالزم الماداة للصاورة‬
‫صههورة الّتهههي مهههن شههأنها أن تقهههارن المهههادّة ال تنفههه ّ‬ ‫ّ‬
‫بهالقوة مهن جميه الجههات‪ ،‬ألن ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫ألن المادّة األولى حقيقتهها أنّهها‬ ‫ّ‬
‫الحهس والتّجربهة‬ ‫ّ‬ ‫فنن شياا مهن األنهوام الّتهي ينالهها‬ ‫ّ‬ ‫متقومههة بفعليّههة جوهريّههة متّحههدة بههها‪ ،‬إذ ال عنها‪،‬‬ ‫فههال توجههد إالّ ّ‬
‫تحقّهههق لموجهههود إالّ بفعليّهههة‪ ،‬والجهههوهر الفعلهههي الّهههذي ههههذا ال يخلههو مههن ه ّهوة التّغيّههر‪ ،‬وإمكههان االنفعههال ومهها فيههه القه ّهوة‬
‫واإلمكان ال يخلو من مادّة‪ ،‬وهو المطلوب‪.‬‬ ‫صورة‪ ،‬وهو المطلوب‪.‬‬ ‫شأنه‪ ،‬هو ال ّ‬

‫في ا‬
‫أن كال من الماداة والصاورة محتاجة إلى األخري‬
‫البيان التفصيلي‬ ‫البيان اإلجمالي‬
‫صهورة إنّمها يتعهيّن نوعهها باسهتعداد‬ ‫↙ الصاورة محتاجة إلى المراداة فري أمررين‪ :‬فهي تعيّنهها‪ّ ،‬‬
‫ألن ال ّ‬ ‫إن التّركيههب بههين‬ ‫ّ‬
‫الخهاو بهها‪ ،‬مهن حيهث مالزمتهها للعهوار‬
‫ّ‬ ‫سابق تحمله المادّة‪ .‬وفهي تش ّخصهها‪ ،‬أي فهي وجودهها‬ ‫صههورة‬ ‫المههادّة وال ّ‬
‫شكل‪ ،‬والول ‪ ،‬واألين‪ ،‬ومتى‪ ،‬وغيرت‪.‬‬ ‫المس ّماة بالعوار المش ّخصة‪ ،‬من ال ّ‬ ‫ي‪،‬‬‫تركيهههب حقيقههه ّ‬
‫صهور‬ ‫↙ الماداة محتاجة إلرى الصارورة‪ :‬ألنّهها متو ّفهة الوجهود حهدو ا وبقهاء علهى صهورة مها مهن ال ّ‬ ‫ومهههن المعهههروف‬
‫صهورة‬ ‫صورة علّة تا ّمهة للمهادّة‪ ،‬وال علّهة فاعليّهة لهها‪ ،‬لحاجهة ال ّ‬ ‫تتقوم بها‪ ،‬وال تعتبر ال ّ‬
‫الواردة عليها ّ‬ ‫أن بههههين أجههههزاء‬ ‫ّ‬
‫صورة جزء للعلّة التّا ّمة‪ ،‬وشريكة العلّهة للمهادّة‪ ،‬وشهرط لفعليّهة‬ ‫إلى المادّة في تعيّنها‪ ،‬وتش ّخصها‪ .‬فال ّ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫المركب الحقيقه ّ‬
‫مجهرد‪ ،‬أوجهد‬
‫ّ‬ ‫وجودها‪ .‬والفاعل لوجود المهادّة جهوهر مفهارض للمهادّة مهن جميه الجههات‪ ،‬فههو عقهل‬ ‫فقههر وحاجههة إلههى‬
‫صورة الّتي يوجدها في المادّة‪.‬‬ ‫صورة بعد ال ّ‬ ‫المادّة‪ ،‬وهو يستحفظها بال ّ‬ ‫بع ‪.‬‬

‫النافس والعقل موجودان‬


‫الداليل على وجود العقل‬ ‫الداليل على وجود النافس‬
‫إن مفههههههي الفعليّههههههة‬ ‫ّ‬ ‫إن الهنّفس فههي مرتبههة العقههل الهيههوالني أمههر به ّ‬
‫هالقوة‬ ‫ّ‬ ‫صهة العلهم‪ ،‬والعلهم‬ ‫إنّنا نجهد فهي نفوسهنا خا ّ‬
‫لننوام الما ّديّة بجعهل‬ ‫صههور المعقولههة لههها‪ ،‬فههال تصههلم‬ ‫بالنسههبة إلههى ال ّ‬ ‫ّ‬ ‫هههو حلههور صههورة المعلههوم لههد العههالم‪،‬‬
‫صهههههههورة‬ ‫المهههههههادّة وال ّ‬ ‫صهههور الهههواردة‪ ،‬وال‬ ‫ّ‬ ‫لل‬ ‫نهههة‬ ‫ّ‬
‫مخز‬ ‫تكهههون‬ ‫الهههنّفس أن‬ ‫ههردة مهههن‬
‫صهههور العلميّهههة مجه ّ‬
‫أن ال ّ‬‫والشههه ّ ّ‬
‫واسهههههههتحفاظ المهههههههادّة‬ ‫صههور تخه ّهزن نفسههها بنفسههها ّ‬
‫ألن‬ ‫يعقههل أن تكههون ال ّ‬ ‫مجهردا‬
‫ّ‬ ‫المادّة‪ ،‬فالب ّد أن يكون المخزن لهها‬
‫صههههههههورة‪ ،‬عقههههههههل‬
‫بال ّ‬ ‫حي يّتههها حي يههة القبههول والفقههدان ومهها كههان فا ههدا ال‬ ‫ألن المادّة ال سيطرة لهها علهى‬ ‫عن المادّة‪ّ ،‬‬
‫ههههرد‪ ،‬فهههههالمطلوب‬‫مجه ّ‬ ‫يصههلم أن يكههون فههاعال‪ ،‬فمفيلههها جههوهر مجه ّهرد‬ ‫ّ‬
‫صهههور ههههو الهههنفس‬ ‫ههرد‪ ،‬فهههالمخزن لل ّ‬ ‫المجه ّ‬
‫ابت‪.‬‬ ‫القوة واإلمكان‪ ،‬وهو العقل‪.‬‬ ‫منزت عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫مجردة من المادّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫هي‬ ‫تي‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ّة‬ ‫ي‬ ‫اإلنسان‬

‫الك ام وانقساماته وخواصه‬


‫الك ام هو عرض يقبل القسمة الوهمياة بالذاات‪ ،‬وأقسامه هي‪:‬‬
‫المنفصل‬ ‫المتاصل‬
‫مههها يمكهههن أن يفهههر فيهههه أجهههزاء بينهههها حهههد مهها ال يمكههن أن يفههر فيههه ح ه ّد مشههتر ‪ ،‬كالخمسههة م ه ال‪ ،‬ف نّههها إن‬
‫مشههتر ‪ ،‬والحههد المشههتر مهها إن اعتبههر بدايههة سّهمت إلههى ال ههة وا نههين‪ ،‬لههم يوجههد فيههها حه ّد مشههتر ‪ ،‬وإالّ فه ن كههان‬
‫ألحههد الجههزءين أمكههن أن يعتبههر بدايههة ل خههر‪ ،‬واحدا منها‪ ،‬عادت الخمسة أربعة‪ ،‬وإن كان واحهدا مهن خهارج عهادت‬
‫ستّة خمسة‪.‬‬ ‫ألن األربعة ليست بخمسة‪ ،‬وال ال ّ‬ ‫وإن اعتبهههر نهايهههة ألحهههدهما أمكهههن أن يعتبهههر ستّة‪ ،‬وكالهما باطل ّ‬
‫نهاية ل خر‪ ،‬كالنقطة بين جزاي الخهط والخهط المنفصل‪ :‬هو العدد الحاصل من تكرر الواحد‪ ،‬وإن كان الواحد نفسهه‬
‫بين جزاي السطم‪ ،‬والسطم بين جزاي الجسهم ليس بعدد لعدم صدض حد الكم عليه‪ ،‬و د عدوا كل واحهدة مهن مراتهب‬
‫العدد نوعا على حدة الختالف الخواو‪.‬‬ ‫التعليمي‪ ،‬وا ن بين جزاي الزمان‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الزمان‪ ،‬ف ّن كه ّل جهزء منهه مفهرو‬ ‫قار ما لم يكن ألجزااه المفرولة اجتمام في الوجود‪ ،‬وهو ّ‬ ‫المتصل غير ال ا‬
‫ال يوجد إالّ و د انصرم السّابق عليه ول ّما يوجد الجزء الالّحق‪.‬‬
‫كالخط م ال‪ .‬وينقسم إلى ال ة أ سام‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ما كان ألجزااه المفرولة اجتمام في الوجود‪،‬‬ ‫قار‬
‫المتصل ال ا‬
‫سهههطم‬ ‫سررررررط‪ :،‬وهههههههو نهايههههههة الجسههههههم الخررر ا‬
‫ط‪ :‬وههههو نهايهههة ال ّ‬ ‫ي‪ :‬وهو الكميّة السّارية في الجههات ال ا‬ ‫الجسم التاعليم ا‬
‫المنقسمة في جهة واحدة‪.‬‬ ‫التعليمي المنقسمة في جهتين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال ّالث من الجسم الطبيعي المنقسمة فيها‪.‬‬
‫ّ‬

‫خواص الك ام‪:‬‬


‫ا‬
‫األول‪ :‬أنّه ال تلا ّد بين شيء من أنواعه‪ ،‬لعدم اشتراكها في المولوم‪ ،‬واالشترا في المولوم من شرط التّلادّ‪.‬‬
‫مهرة‪ ،‬فهالك ّم المنفصهل‪،‬‬
‫مهرة بعهد ّ‬
‫والثاني‪ :‬بول القسمة الوهميّة بالفعل‪ .‬والثالث‪ :‬وجود ما يعدّت‪ ،‬أي يفنيه ب سهقاطه منهه ّ‬
‫ّ‬
‫أن بعه أنواعهه عها ّد لهبع ‪ ،‬كهاال نين عها ّد لنربعهة‪ ،‬وال ال هة‬ ‫وهو العدد مبد ت الواحد‪ ،‬وهو عا ّد لجمي أنواعهه‪ ،‬مه ّ‬
‫صهتان للكه ّم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫خا‬ ‫وهمها‬ ‫مسهاواة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ال‬‫واله‬ ‫المساواة‬ ‫والرابع‪:‬‬ ‫‪.‬‬‫ل‬‫ّ‬ ‫الك‬ ‫للتّسعة‪ ،‬والك ّم المتّصل منقسم ذو أجزاء‪ ،‬فالجزء منه يع ّد‬
‫صتان للك ّم‪ ،‬وتعرلان غيرت بعرله‪.‬‬ ‫وتعرلان غيرت بعرله‪ .‬والخامس‪ :‬النّهاية والالّ نهاية‪ ،‬وهما خا ّ‬

‫الكيف‬
‫الكيف هو عرض ال يقبل القسمة (أخرج الكم)‪ ،‬وال الناسبة لذاته (أخرج المقوالت الناسبياة)‪ .‬وأقسامه هي‪:‬‬
‫والرجاء‪.‬‬
‫شجاعة واليأس ّ‬ ‫‪ 1‬الكيفياات النافسانياة‪ :‬كالعلم واإلرادة والجبن وال ّ‬
‫ّ‬
‫وكالزوجيّهة والفرديّهة فهي‬ ‫يخهتو بهالكم المتّصهل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫شهكل م ّمها‬‫‪ 2‬الكيفياات المختصاة بالكميات‪ :‬كاالستقامة واالنحناء وال ّ‬
‫يختو بالك ّم المنفصل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األعداد م ّما‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القهوة والهال ّهوة‪ ،‬كاالسهتعداد الشهديد نحهو االنفعهال كهاللين‪ ،‬واالسهتعداد الشهديد‬ ‫‪ 3‬الكيفياات االستعدادياة‪ :‬وتس ّمى أيلا ّ‬
‫القهوة الجوهريّهة‬
‫ّ‬ ‫إلهى‬ ‫االسهتعداد‬ ‫نسبة‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬‫بالمادة‬ ‫القاام‬ ‫االستعداد‬ ‫مطلق‬ ‫منها‬ ‫يعد‬ ‫صالبة‪ ،‬وينبغي أن‬ ‫نحو الالّانفعال كال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كنسبة الجسم التّعليمي الذي هو فعليّة االمتداد في الجهات ال الث إلى الجسم الطبيعي الذي فيه إمكانه‪.‬‬
‫الهزوال كحمهرة الخجهل وصهفرة الوجهل‬ ‫ظراهرة‪ :‬وههي إن كانهت سهريعة ّ‬ ‫‪ 4‬الكيفياات المحسوسة بالحواس الخمرس ال ا‬
‫س ّميت انفعاالت‪ ،‬وإن كانت راسخة كصفرة الذّهب وحالوة العسل س ّميت انفعاليّات‪.‬‬

‫المقوالت الناسبياة‬
‫الوضررع‪ :‬هههو هياههة حاصههلة مههن الجرردة‪ :‬ويقههال له ها المل ه ‪،‬‬ ‫شهيء إلهى‬ ‫األيرررررن‪ :‬متى‪ :‬هو هياة حاصلة من نسبة ال ّ‬
‫شهيء بعلهها إلهى فههههي هياهههة حاصهههلة مهههن‬ ‫نسبة أجهزاء ال ّ‬ ‫الزمهان أعه ّم مهن‬ ‫شهيء فهي ّ‬ ‫الزمان‪ ،‬وكهون ال ّ‬‫ّ‬ ‫هههههههههههههو‬
‫بع ‪ ،‬والمجمهوم إلهى الخهارج‪ ،‬إحاطهههههة شهههههيء بشهههههيء‪،‬‬ ‫الزمههان كالحركههات‪ ،‬أو فههي‬ ‫هياهههههههههة كونههه فههي نفههس ّ‬
‫كالقيههام الّههذي هههو هياههة حاصههلة بحيههههههث ينتقههههههل المحههههههيط‬ ‫حاصههلة طرفهههههه وههههههو االن كهههههالموجودات ا نيّههههههة‬
‫صههة بههين بانتقههههال المحههههاط‪ ،‬سههههواء‬ ‫لإلنسههان مههن نسههبة خا ّ‬ ‫مههههههههههههن الوجود‪ ،‬من االتّصهال واالنفصهال والمماسهة‬
‫أعلهههااه نفسهههها‪ ،‬وبينهههها وبهههين كانههههت اإلحاطههههة إحاطههههة‬ ‫نسههههههههبة ونحوههها‪ ،‬وأع ه ّم أيلهها مههن كونههه علههى وجههه‬
‫الخهههارج‪ ،‬مهههن كهههون رأسهههه إلهههى تا ّمة كالتّجلبب‪ ،‬أو إحاطهة‬ ‫شههههيء االنطبهههاض‪ ،‬كالحركهههة القطعيّهههة‪ ،‬أو ال علهههى‬ ‫ال ّ‬
‫نا صة كالتّقمو والتّنعّل‪.‬‬ ‫فوض و دميه إلى تحت‪.‬‬ ‫للمكان‪ .‬وجهه كالحركة التّوسطيّة‪.‬‬
‫الفعررل‪ :‬هههو الهياههة الحاصههلة مههن تههأ ير الم ه ّر مهها دام ي ه ّر‪،‬‬ ‫تكههرر النّسههبة بهههين‬
‫اإلضررافة‪ :‬هههي هياههة حاصههلة مههن ّ‬
‫كالهياة الحاصلة من تسخين المس ّخن ما دام يس ّخن‪.‬‬ ‫الطرفين م ّرا في ا خر‪.‬‬ ‫شياين بحيث يكون ك ّل من ّ‬
‫االنفعال‪ :‬ههو الهياهة الحاصهلة مهن تهأ ّر المتهأ ّر مها دام يتهأ ر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كهههاألخوة‬
‫ّ‬ ‫وتنقسهههم اإللهههافة إلهههى متشهههابهة األطهههراف‬
‫كالهياة الحاصلة من تس ّخن المتس ّخن ما دام يتس ّخن‪.‬‬ ‫والبنهوة‪ ،‬والفو يّهة‬
‫ّ‬ ‫كهاألبوة‬
‫ّ‬ ‫واألخوة‪ ،‬ومختلفة األطراف‬
‫ّ‬
‫واعتبههار التههدرج فههي تعريههف الفعههل واالنفعههال إلخههراج الفعههل‬ ‫أن الملههاف ههد يطلههق علههى نفههس‬ ‫والتّحتيّههة‪ .‬واعلههم ّ‬
‫واالنفعههال اإلبههداعيين‪ ،‬كفعههل الواجههب تعههالى ب ه خراج العقههل‬ ‫ي‪،‬‬‫هاألبوة والبنه ّهوة‪ ،‬ويسه ّمى الملههاف الحقيقه ّ‬
‫اإللهافة كه ّ‬
‫المجهرد مهن العهدم إلهى الوجههود‪ ،‬وانفعهال العقهل بخروجهه مههن‬ ‫و ههد يطلههق علههى معرولههها كههاألب واالبههن‪ ،‬ويس ه ّمى‬
‫العدم إلى الوجود بمجرد إمكانه الذاتي‪.‬‬ ‫الملاف المشهوري‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المرحلة السابعة‪ :‬في العلة والمعلول‬

‫إثبات العلية والمعلولية وأنهما في الوجود‬


‫الماهيههة فهههي ذاتههها ممكنهههة تسهههتوي ← عامههههههل تههههههرجيم ← نسهههتنت أن وجهههود الماهيهههة يتو هههف علهههى‬ ‫أوالً‪:‬‬
‫نسههبتها إلههى الوجههود والعههدم‪ ،‬ومهها وجهههود الماهيهههة لهههيس وجود الغير‪ .‬وهذا الموجود المتو ف عليهه فهي‬ ‫إثبات‬
‫كههههان كههههذل يحتههههاج إلههههى الغيههههر سهههههو الوجهههههود ألن الجملة نسميه "علة"‪ ،‬والماهيهة المتو فهة عليهه‬ ‫أصل‬
‫في وجودها "معلولتها"‪.‬‬ ‫العدم الشياة له‪.‬‬ ‫ليترجّم إلى أحدهما‪.‬‬ ‫العلياة‬

‫ثانياً‪ :‬العلية من أحكام الوجود‪ :‬إذ أنا المجعول للعلة واألثر الذي تضعه في المعلول‪ ،‬إما أن يكون‪:‬‬
‫أو وجوده‬ ‫أو صيرورة ماهيته موجودة‬ ‫ماهيته‬
‫ويستحيل ذله ‪ :‬أوال‪ :‬لمها تقهدم أنهها اعتباريهة‪ ،‬ويسههتحيل ذلهه ‪ :‬ألن الصههيرورة معنههى نسههبي ههاام لههههههههم يبههههههههق إال‬
‫والذي للمعلول مهن علتهه أمهر أصهيل‪ .‬و انيها‪ :‬بطرفيه‪ ،‬ومن المحال أن يقوم أمهر أصهيل خهارجي‪ ،‬وجودت‪ ،‬في بهت‪،‬‬
‫وهو المطلوب‪.‬‬ ‫ّ‬
‫إن الههذي تسههتقر فيههه حاجههة الماهيههة المعلولههة بطرفين اعتباريين غير أصيلين‪.‬‬
‫ويرتبط بالعلة هو وجودها ال ذاتها‪.‬‬

‫انقسامات العلة‬

‫العلل‬ ‫العلل‬ ‫العلة‬ ‫العلة‬ ‫العلة‬ ‫العلة‬


‫الحقيقية‬ ‫الداخلبة‬ ‫البسيطة‬ ‫القريبة‬ ‫الواحدة‬ ‫التامة‬
‫والمعدات‬ ‫والخارجية‬ ‫والمركبة‬ ‫والبعيدة‬ ‫والكثيرة‬ ‫والناقصة‬

‫↙ العلة التامة تشتمل على جمي ما يتو ف عليه وجود المعلول‪ ،‬فيلهزم مهن وجودهها وجهودت‪ ،‬ومهن عهدمها عدمهه‪ .‬أمها‬
‫النا صة فتشتمل على البع دون الجمي ‪ ،‬وال يلزم من وجودها وجود المعلول‪ ،‬ولكن يلزم من عدمها عدمه‪.‬‬
‫↙ العلة القريبة ما ال واسطة بينها وبين معلولها‪ ،‬والبعيدة بخالفها كعلة العلة‪.‬‬
‫↙ العلهههة البسهههيطة مههها ال جهههزء لهههها‪ ،‬والمركبهههة بخالفهههها‪ .‬والبسهههيطة إمههها بسهههيطة بحسهههب الخهههارج‪ ،‬كالعقهههل المجهههرد‬
‫واألعرا ‪ ،‬وإما بحسب العقل‪ ،‬وهي ما ال تركيب فيه خارجا من مادة وصورة‪ ،‬وال عقال مهن جهنس وفصهل‪ ،‬وأبسهط‬
‫البسااط ما لم يتركب من وجود وماهية‪ ،‬وهو الواجب (عز اسمه)‪.‬‬
‫↙ تسمى العلل الداخلية أيلا علهل القهوام‪ ،‬وههي المهادة والصهورة المقومتهان للمعلهول‪ .‬وتسهمى العلهل الخارجيهة أيلها‬
‫بعلل الوجود‪ ،‬وهي الفاعل والغاية‪ ،‬وربما سمي الفاعل "ما منه الوجود"‪ ،‬والغاية "ما ألجله الوجود"‪.‬‬
‫↙ في تسمية المعدات علال تجوز‪ ،‬فليست علال حقيقيهة‪ ،‬وإنمها ههي مقربهات تقهرب المهادة إلهى إفالهة الفاعهل‪ ،‬كهورود‬
‫المتحر في كل حد من حدود المسافة‪ ،‬ف نه يقربه إلى الورود في حد يتلوت‪ ،‬وكانصرام القطعات الزمانيهة‪ ،‬ف نهه يقهرب‬
‫مولوم الحادث إلى فعلية الوجود‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وجوب المعلول عند وجود العلة التامة ووجوب وجود العلة عند وجود المعلول‬
‫وإذا كان المعلول موجودا وجب وجود علته‬ ‫إذا كانت العلة التامة موجودة وجب وجود معلولها‬
‫وإال جهههاز عدمهههه مههه وجودهههها‪ ،‬والزمهههه تحقهههق عدمهههه وإال جههاز عههدمها م ه وجههود المعلههول‪ ،‬و ههد تقههدم أن العلههة ‪-‬‬
‫سواء كانت تامة أو نا صة ‪ -‬يلزم من عدمها عدم المعلول‪.‬‬ ‫المعلول لعدم العلة من دون علة‪.‬‬
‫ّ‬
‫الضرررورة العلياررة‪ :‬ومههن هنهها يظهههر‪ :‬أن المعلههول ال ينف ه وجههودت عههن وجههود علتههه‪ ،‬كمهها أن العلههة التامههة ال تنفه عههن‬
‫إن حاجة الماهية المعلولة إلى العلة ليست إال حاجة وجودها إلى العلهة‪ ،‬وليسهت الحاجهة خارجهة مهن وجودهها‬ ‫معلولها‪ّ .‬‬
‫‪ -‬بمعنى أن يكون هنا "وجود" و"حاجة" ‪ -‬بل هي مستقرة في حد ذات وجودهها‪ ،‬فوجودهها عهين الحاجهة واالرتبهاط‪،‬‬
‫فهو "وجود رابهط" بالنسهبة إلهى علتهه ال اسهتقالل لهه دونهها وههي مقومهة لهه‪ ،‬ومها كهان ههذا شهأنه اسهتحال أن يوجهد إال‬
‫متقوما بعلته معتمدا عليها‪ ،‬فعند وجود المعلول يجب وجود علته وهو المطلوب‪.‬‬

‫قاعدة الواحد‬
‫الواحرد ال يصردر عنره إال الواحررد‪ :‬مهن الواجهب أن يكههون بهين العلهة ومعلولههها‪ ،‬سهنخية ذاتيهة ليسههت بهين الواحهد منهمهها‬
‫وغيههر ا خههر‪ ،‬وإال جههاز كههون كههل شههيء علههة لكههل شههيء‪ ،‬وكههل شههيء معلههوال لكههل شههيء‪ ،‬ففههي العلههة جهههة مسههانخة‬
‫لمعلولهها‪ ،‬ههي المخصصهة لصهدورت عنهها‪ ،‬فلههو صهدرت عهن العلهة الواحهدة‪ ،‬وههي التههي ليسهت لهها فهي ذاتهها إال جهههة‬
‫واحدة‪ ،‬معاليل ك يرة بما هي ك يرة متباينة‪ ،‬غير راجعة إلى جهة واحهدة بوجهه مهن الوجهوت‪ ،‬لزمهه تقهرر جههات ك يهرة‬
‫في ذاتها وهي ذات جهة واحدة‪ .‬ويتبين بذل ‪ :‬أن ما يصدر عنه الك يهر مهن حيهث ههو ك يهر‪ ،‬فه ن فهي ذاتهه جههة ك هرة‬
‫‪.‬وأن العلل الك يرة‪ ،‬ال تتوارد على معلول واحد‪.‬‬

‫استحالة الدور والتسلسل في العلل‬


‫الدور هو توقف وجود الشيء على ما يتوقف عليه وجوده‬
‫وإما بواسطة أو أك ر وهو الدور الملمر‬ ‫إما بال واسطة وهو الدور المصرح‬

‫وجه اإلستحالة‪:‬‬
‫استلزام تو ف وجود الشيء على نفسه‪ ،‬والزمه تقدم الشيء على نفسه بالوجود‪،‬‬
‫لتقدم وجود العلة على وجود المعلول باللرورة‪.‬‬

‫التسلسل هو ترتب العلل ال إلى نهاية‪ ،‬ولهم على استحالته عدة أدلة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الرررردليل الثرررراني‪ :‬يههههدل علهههههى‬ ‫الدليل األول‪ :‬إذا فرلنا معلوال وعلته وعلة علته وأخذنا هذت الجملة‪ ،‬وجهدنا كهال مهن‬
‫وجهههوب تنهههاهي العلهههل التامهههة‬ ‫ال ال ة ذا حكم لروري يختو به‪ ،‬فهالمعلول المفهرو معلهول فقهط )طهرف أول)‪،‬‬
‫خاصهههة‪ :‬مههها تقهههدم أن وجهههود‬ ‫وعلتههه علههة لمهها بعههدها معلولههة لمهها بلههها (وسههط بههين طههرفين)‪ ،‬وعلههة العلههة علههة فقههط‬
‫المعلول‪ ،‬وجهود رابهط بالنسهبة‬ ‫(طرف آخر)‪ ،‬هم إذا فرلهنا الجملهة أربعهة مترتبهة‪ ،‬كهان للطهرفين مها تقهدم مهن حكهم‬
‫إلهههى علتهههه‪ ،‬ف نهههه لهههو ترتبهههت‬ ‫الطهرفين‪ ،‬وكههان اال نههان الوا عههان بههين الطههرفين مشههتركين فههي حكههم الوسههط‪ ،‬ههم كلمهها‬
‫العليههة والمعلوليههة فههي سلسههلة‬ ‫زدنا في عدد الجملة إلى ما النهايهة لهه‪ ،‬كهان األمهر جاريها علهى مجهر واحهد‪ ،‬وكهان‬
‫غيههههر متناهيههههة مههههن غيههههر أن‬ ‫مجموم ما بين الطرفين ‪ -‬وهي العدة التي كهل واحهد مهن آحادهها علهة ومعلهول معها ‪-‬‬
‫تنتهههي إلههى علههة غيههر معلولههة‪،‬‬ ‫وسطا له حكمه‪ .‬فلو فرلنا سلسلة من العلل مترتبة إلهى غيهر النهايهة‪ ،‬كهان مها وراء‬
‫كانت وجودات رابطة متحققهة‬ ‫المعلههول األخيههر مههن الجملههة غيههر المتناهيههة وسههطا ال طههرف لههه‪ ،‬وهههو محههال‪ .‬وهههذا‬
‫مهن غيههر وجهود نفسههي مسههتقل‬ ‫البرهههان يجههري فههي كههل سلسههلة مترتبههة مههن العلههل التههي ال تفههارض وجودههها وجههود‬
‫تقوم به وهو محال‪.‬‬ ‫المعلول‪ ،‬سواء كانت تامة أو نا صة دون العلل المعدة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫العلة الفاعلية وأقسامها‬
‫﴿العلة الفاعلية﴾ وهي التي تفيض وجود المعلول وتفعله على أقسام‪ ،‬وقد ذكروا في وجه ضبطها‪:‬‬

‫الفاعل‬

‫ال علم له‬


‫له علم بفعله‬
‫بفعله‬

‫وهو غير مالام لطبعه‬ ‫وهو مالام لطبعه‬ ‫وليس ب رادته‬


‫وب رادته‬
‫(الفاعل بالقسر)‬ ‫(الفاعل بالطبع)‬ ‫(الفاعل بالجبر)‬

‫وعلمه بفعله عين فعله‬


‫وعلمه بفعله بل فعله‬
‫)الفاعل بالرضا(‬

‫بدام زااد‬ ‫وليس مقرونا بدام زااد‪ ،‬بل يكون‬


‫نفس العلم فعليا منشأ لصدور‬
‫(الفاعل بالقصد)‬ ‫المعلول‬
‫الفاعل‬
‫بالطبع‬
‫الفاعل‬
‫الفاعل‬
‫بالتسخير‬
‫بالقسر‬

‫وعلمه غير زااد على ذاته‬ ‫وعلمه زاادا على ذاته‬


‫)الفاعل بالتجلي(‬ ‫)الفاعل بالعناية(‬
‫الفاعل‬ ‫الفاعل‬
‫بالتجلي‬ ‫بالجبر‬

‫والفاعل في ما تقدم إذا نسب إلى فعله‪ ،‬من جههة أنهه‬


‫الفاعل‬ ‫الفاعل‬
‫بالعناية‬ ‫بالرضا‬
‫وفعله فعل لفاعل آخر‪ ،‬كان (الفاعل بالتسخير)‪.‬‬
‫الفاعل‬
‫بالقصد‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫الفاعل بالطبع‪ :‬كالنفس في مرتبة القو البدنية الطبيعية تفعل أفعالها بالطب ‪.‬‬
‫الفاعل بالقسر‪ :‬كالنفس في مرتبة القو عند المر ‪ ،‬ف ن األفعال تنحرف فيه عن مجر الصحة لعوامل اسرة‪.‬‬
‫الفاعل بالجبر‪ :‬كاإلنسان يكرت على فعل ما ال يريدت‪.‬‬
‫الفاعل بالرضا‪ :‬كاإلنسان يفعل الصور الخيالية وعلمه التفصيلي بها عينها‪ ،‬وله بلها علم إجمالي بها بعلمه بذاته‪.‬‬
‫الفاعل بالقصد‪ :‬كاإلنسان في أفعاله االختيارية‪.‬‬
‫الفاعل بالعناية‪ :‬كاإلنسان الوا على جذم عال‪ ،‬ف نه بمجرد توهم السقوط يسقط على األر ‪.‬‬
‫الفاعل بالتجلي‪ :‬كالواجب تعالى له علما إجماليا في عين الكشف التفصيلي‪.‬‬
‫الفاعل بالتسخير‪ :‬كالفواعل الكونية المسخرة للواجب تعالى في أفعالها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫العلة الغائية‬
‫العلة الغائية وهي الكمال األخير الذي يتوجه إليه الفاعل في فعله‪:‬‬
‫إن لم يكن لعلم الفاعل‬ ‫إن كان لعلم الفاعل‬
‫دخل في فاعليته‬ ‫دخل في فاعليته‬
‫ّ‬
‫كانههت الغايههة مههرادة للفاعههل كانت الغاية ما ينتهي إليهه الفعهل‪ ،‬وذله ‪ :‬أن لكمهال الشهيء نسهبة ابتهة إليهه‪ ،‬فههو مقهت‬
‫فههي فعلهههه‪ ،‬وإن شهههات فقهههل لكماله‪ ،‬ومنعه من مقتلات دااما أو في أك ر أو ات وجودت سهر داامهي أو أك هري‪ ،‬ينهافي‬
‫كان الفعل مرادا له ألجلها‪ .‬العناية اإللهية ب يصال كل ممكن إلهى كمالهه الهذي أودم فيهه اسهتدعا ت‪ ،‬فلكهل شهيء غايهة‬
‫هي كماله األخير الذي يقتليه‪ ،‬وأما القسر األ لي فهو شر ليل‪ ،‬يتداركهه مها بحذااهه مهن‬
‫الخير الك ير‪ ،‬وإنما يق فيما يق في نشأة المادة‪ ،‬بمزاحمة األسباب المختلفة‪.‬‬

‫إثبات الغاية فيما يعد لعبا أو جزافا أو باطال والحركات الطبيعية وغير ذلك‬
‫‪ .1‬اإلشكال األول‪ّ :‬‬
‫إن الفواعل الطبيعية ال غاية لها في أفعالها ألن الغاية يجب أن تكون معلومة مرادة للفاعل‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬لقد مر ّ‬
‫أن الغاية أعم من ذل ‪ ،‬وأن للفواعل الطبيعية غاية في أفعالها‪ ،‬هي ما ينتهى إليه حركاتها‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلشكال الثاني‪ :‬ربما يظن أن ك يرا من األفعال االختياريهة ال غايهة لهها‪ ،‬كمالعهب الصهبيان بحركهات ال غايهة لههم‬
‫فيها‪ ،‬وكاللعب باللحية وكهالتنفس‪ ،‬وكانتقهال المهري النهاام مهن جانهب إلهى جانهب‪ ،‬وكو هوف المتحهر إلهى غايهة عهن‬
‫غايته‪ ،‬بعرو مان يمنعه عن ذل ‪ ،‬إلى غير ذل من األم لة‪.‬‬
‫أن لنفعال اإلختيارية لإلنسان ال ة مبادئ‪:‬‬ ‫الجواب‪ :‬ال يخلو شياا من هذت األفاعيل عن غاية‪ ،‬وتوليم ذل ‪ّ :‬‬
‫العملي (قريب)‬ ‫الشوقي (متوسط)‬ ‫المبدأ العلمي (بعيد)‬
‫وهو تصور الفعل على وجه جزاي الذي ربما ارن التصهديق بهأن وهو الشوض المسهتتب وهههههو القهههههوة العاملهههههة‬
‫المنب ة في العلالت‪.‬‬ ‫لإلرادة‪.‬‬ ‫الفعل خير للفاعل‪.‬‬
‫﴿ولكل من هذت المبادئ ال ال ة غاية‪ ،‬وربما تطابقت أك ر من واحد منها في الغاية‪ ،‬وربما لم يتطابق﴾‪.‬‬

‫المبدأ العلمي على نحوين‪:‬‬


‫خيالي من غير فكر‬ ‫فكري‬
‫الفعل الضروري‬ ‫الفعل العادي‬ ‫الفعل الجزافي‬ ‫وعندها‬
‫إذا كههان المبههدأ تخههيال فقههط ههم تعلههق بههه الشههوض‪ ،‬ههم إذا كهههههان المبهههههدأ إذا كان المبدأ تخيال مه‬ ‫يكون للفعل‬
‫حركههت العاملههة نحههوت العلههالت‪ ،‬كتصههور الصههبي تخههيال مهه خلههق طبيعة كهالتنفس‪ ،‬أو مه‬ ‫اإلرادي‬
‫حركههة مههن الحركههات‪ ،‬فيشههتاض إليههها فيههأتي بههها‪ ،‬ومهها وعههادة‪ ،‬كالعبهههث مههههههههههزاج كحركههههههههههات‬ ‫غاية‬
‫المري ‪.‬‬ ‫باللحية‪.‬‬ ‫انتهت إليه الحركة حيناذ غاية للمبادئ كلها‪.‬‬ ‫فكرية‪.‬‬
‫﴿ وفي كل من هذت األفعال لمباداها غاياتها‪ ،‬و د تطابقت في أنها "ما انتهت إليه الحركة"‪،‬‬
‫وليس لهذت األفعال المذكورة مبدأ فكري حتى تكون له غايته الفكرية ﴾‪.‬‬
‫الفعل الباطل‪ :‬كل مبدأ من هذت المبادئ إذا لم يوجد غايته‪ ،‬النقطام الفعل دون البلوغ إلى الغاية بعر مان من‬
‫الموان ‪ ،‬سمي الفعل بالنسبة إليه "باطال"‪ ،‬وانقطام الفعل بسبب مان يحول بينه وبين الوصول إلى الغاية‪ ،‬غير كون‬
‫الفاعل ال غاية له في فعله‪.‬‬

‫نفي القول باالتفاق وهو انتفاء الرابطة بين ما يعد غاية لألفعال وبين العلل الفاعلية‬
‫إن من الغايات المترتبة على األفعال‪ ،‬ما هي غير مقصودة لفاعلها وال مرتبطة به‪ ،‬وم لوا له‪:‬‬ ‫‪ .3‬اإلشكال الثالث‪ّ :‬‬
‫بمن يحفر بارا ليصل إلى الماء فيع ر على كنز‪ ،‬والع ور على الكنهز‪ ،‬لهيس وبمههن يهههأوي إلهههى بيهههت ليسهههتظل فينههههدم‬
‫عليه فيموت ويسمى بختا شقيا‪.‬‬ ‫غاية لحفر البار مرتبطة به ويسمى هذا النوم من االتفاض بختا سعيدا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫والحق أن ال اتفاق في الوجود ولنقدم لتوضي‪ ،‬ذلك مقدمة‪ ،‬هي أن األمور الكائنة‪ ،‬يمكن أن تتصور على وجوه‪:‬‬
‫منها ما هو داامهي ومنههههههها مهههههها هههههههو ومنها ما يحصل بالتساوي كقيهام ومنههها مهها يحصهههل نههادرا وعلههى األ هههل‪،‬‬
‫كوجود اإلصب الزااد في اإلنسان‪.‬‬ ‫زيد و عودت م ال‪.‬‬ ‫أك ري الوجود‪.‬‬ ‫الوجود‪.‬‬

‫والحقيقة أنا األمور كلها دائمية الوجود‪ ،‬جارية على نظام ثابت ال يختلف وال يتخلف‪.‬‬
‫األكثري الوجود‪ :‬يفارض الداامي الوجود‪ ،‬بوجهود معهار يعارلهه فهي األقلي الوجرود‪ :‬ههو المسرراوي‪ :‬إذا كههان‬
‫بع ه األحيههان‪ ،‬كعههدد أصههاب اليههد ف نههها خمسههة علههى األغلههب‪ ،‬وربمهها أيلههها مههه اشهههتراط األك هههههري واأل لهههههي‬
‫أصههابت القههوة المصههورة لإلصههب مههادة زااههدة صههالحة لصههورة اإلصههب ‪ ،‬المعههار المههذكور دااميهههههين بالحقيقهههههة‪،‬‬
‫فصورتها إصبعا‪ ،‬ومن هنا يعلم‪ :‬أن كون األصاب خمسهة مشهروط بعهدم داامهههههي الوجهههههود ال فاألمر فهي المسهاوي‬
‫ظاهر‪.‬‬ ‫أ ليه‪.‬‬ ‫مادة زاادة‪ ،‬وأن األمر بهذا الشرط داامي الوجود ال أك ريه‪.‬‬
‫لذا لو فرض أمر كمالي مترتب على فعل فاعل‪ ،‬ترتبا دائميا ال يختلف وال يتخلف‪ :‬حكم العقل حكمها لهروريا فطريها‬
‫بوجههود رابطههة وجوديههة بههين األمههر الكمههالي المههذكور وبههين فعههل الفاعههل‪ ،‬رابطههة تقلههي بنههوم مههن االتحههاد الوجههودي‬
‫بينهما‪ ،‬ينتهي إليه صد الفاعل لفعله‪ ،‬وهذا هو الغاية‪.‬‬
‫ولو جراز لنرا أن نرتراب فري ارتبراط غايرات األفعرال بفواعلهرا‪ ،‬مرع مرا ذكرر مرن دوام الترترب‪ :‬جهاز لنها أن نرتهاب فهي‬
‫ارتباط األفعال بفواعلها وتو ف الحوادث واألمور على علة فاعلية‪ ،‬إذ ليس هنا إال مالزمهة وجوديهة وترتهب داامهي‪.‬‬
‫ومن هنا ما أنكر ك ير من القاالين باالتفاض العلة الفاعلية‪ ،‬كما أنكر العلة الغااية وحصر العلية في العلة المادية‪.‬‬
‫قد تبين من جميع ما تقدم‪ :‬أن الغايات النادرة الوجود المعدودة مهن االتفهاض‪ ،‬غايهات دااميهة ذاتيهة لعللهها‪ ،‬وإنمها تنسهب‬
‫إلى غيرها بالعر ‪ ،‬فالحافر ألر تحتها كنز يع ر على الكنز دااما‪ ،‬وهو غاية له بالهذات‪ ،‬وإنمها تنسهب إلهى الحهافر‬
‫للوصول إلى الماء بالعر ‪ ،‬وكذا البيهت الهذي اجتمعهت عليهه أسهباب االنههدام‪ ،‬ينههدم علهى مهن فيهه داامها‪ ،‬وههو غايهة‬
‫للمتو ف فيه بالذات‪ ،‬وإنما عدت غاية للمستظل بالعر ‪ ،‬فالقول باالتفاض من الجهل بالسبب‪.‬‬

‫في العلة الصورية والمادية‬


‫العلة الصورية‪ :‬ههي الصهورة ‪ -‬بمعنهى مها بهه الشهيء ههو ههو العلة المادية‪ :‬هي المهادة بالنسهبة إلهى النهوم المركهب‬
‫بالفعههل ‪ -‬بالنسههبة إلههى النههوم المركههب منههها ومههن المههادة‪ ،‬ف ه ن منههها ومههن الصههورة‪ ،‬ف ه ن لوجههود النههوم تو فهها عليههها‬
‫لوجود النوم تو فا عليها باللرورة‪ ،‬وأمها بالنسهبة إلهى المهادة‪ ،‬باللرورة‪ ،‬وأما بالنسبة إلى الصورة فهي مهادة ابلهة‬
‫معلولة لها على ما تقدم‪.‬‬ ‫فهي صورة وشريكة العلة الفاعلية على ما تقدم‪.‬‬
‫ر اد نظرية الماديين‪ :‬حصر قوم من الطبيعيين العلة في المادة‪ ،‬واألصول المتقدمة ترده‪:‬‬
‫إن المادة ‪ -‬سواء كانهت األولهى أو ال انيهة ‪ -‬حي يتهها القهوة والزمهها الفقهدان‪ ،‬ومهن اللهروري أنهه ال يكفهي إلعطهاء‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫فعلية النوم وإيجادها‪ ،‬فال يبقى للفعلية إال أن توجد من غير علة‪ ،‬وهو محال‪.‬‬
‫إن الشيء ما لم يجب لم يوجد‪ ،‬والوجوب الهذي ههو اللهرورة واللهزوم ال مجهال السهتنادت إلهى المهادة التهي حي يتهها‬ ‫‪ّ .2‬‬
‫القبههول واإلمكههان‪ ،‬فههوراء المههادة أمههر يوجههب الشههيء ويوجههدت‪ ،‬ولههو انتفههت رابطههة الههتالزم التههي إنمهها تتحقههق بههين العلههة‬
‫والمعلول أو بهين معلهولي علهة ال هة وارتفعهت مهن بهين األشهياء‪ ،‬بطهل الحكهم باسهتتبام أي شهيء ألي شهيء‪ ،‬ولهم يجهز‬
‫االستناد إلى حكم ابت‪ ،‬وهو خالف اللرورة العقلية‪.‬‬

‫في العلة الجسمانية‬


‫‪ .2‬ال تفعل إال مع وضع خاص بينها وبين المادة‬ ‫‪ .1‬متناهية أثرا من حيث العدة والمدة والشدة‬
‫ههالوا‪ " :‬ألنههها لمهها احتاجههت فههي وجودههها إلههى المههادة‪ ،‬احتاجههت فههي‬ ‫هههالوا‪ " :‬ألنهههها متحركهههة بالحركهههة الجوهريهههة‪،‬‬
‫إيجادها إليها‪ ،‬والحاجة إليها في اإليجاد ههي بهأن يحصهل لهها بسهببها‬ ‫فالطبههاا والقههو التههي لههها منحلههة منقسههمة إلههى‬
‫ول ه خههاو م ه المعلههول‪ ،‬ولههذل كههان للقههرب والبعههد واألولههام‬ ‫حههدود وأبعهها ‪ ،‬كههل منههها محفههوف بالعههدمين‬
‫الخاصة دخل في تأ ير العلل الجسمانية "‪.‬‬ ‫محدود ذاتا وأ را"‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫المرحلة الثامنة‪ :‬في انقسام الموجود إلى الواحد والكثير‬

‫معنى الواحد والكثير‬


‫مفهوم الكثرة‬ ‫مفهوم الوحدة‬
‫ما ينقسم من حيث إنه ينقسم‪.‬‬ ‫ما ال ينقسم من حيث إنه ال ينقسم‪.‬‬
‫والحق أنّهما من المفاهيم العامهة التهي تنهتقق فهي الهنفس انتقاشها أوليها كمفههوم الوجهود‪ ،‬ولهذا كهان مها مهر مهن تعريفهمها‬
‫تعريفا لفظيا‪ .‬وبالجملة‪ :‬الوحدة هي حي ية عدم االنقسام‪ ،‬والك رة حي ية االنقسام‪.‬‬

‫الوحدة‬
‫تساوق‬
‫فهي تسراوقه مصرداقا كمرا أنهرا تباينره مفهومرا‪:‬‬
‫فكل موجود ‪ -‬فهو من حيث إنه موجهود ‪ -‬واحهد‪،‬‬
‫الوجود‬
‫كمهها أن كههل واحههد ‪ -‬فهههو مههن حيههث إنههه واحههد ‪-‬‬
‫موجود‪.‬‬

‫أقسام الواحد‬
‫الواحد غير الحقيقي‬ ‫الواحد الحقيقي‬
‫مهههههها اتصههههههف بالوحههههههدة‬ ‫‪ .‬وأ سامه‪:‬‬ ‫ما اتصف بالوحدة بنفسه‪ ،‬من غير واسطة في العرو‬
‫بعهههر غيههههرت أي بههههأن‬ ‫الوحدة‬ ‫الوحدة غير الحقة‬
‫يتحههههد نههههوم اتحههههاد مهههه‬ ‫الحقة‬ ‫ذات متصفة بالوحدة‪ ،‬كاإلنسان الواحد‪.‬‬
‫واحد حقيقي‪.‬‬
‫كاإلنسهههههههههان والفهههههههههرس‬ ‫ذات هي نفهس‬ ‫ب‪ -‬واحد بالعموم‬ ‫أ‪ -‬واحد بالخصوص‪ :‬وهو " الواحد‬
‫المتحههدين فههي الحيوانيههة‪.‬‬ ‫الوحههههههههههههههههدة‪،‬‬ ‫بالعدد"‪ ،‬والذي يفعل بتكررت العدد‪.‬‬
‫وتختلهههههههههههف أسهههههههههههماءت‬ ‫كوحهههههههههههههههههههدة‬ ‫‪ .1‬المفهرررومي‪ :‬وههههو إمههها‬ ‫‪ .1‬ما ال يقبل االنقسام ال من حيث الوصف‬
‫بهههاختالف جههههة الوحهههدة‬ ‫الصهههرف مهههن‬ ‫واحهههههههد نهههههههوعي كوحهههههههدة‬ ‫وال الموصرررروف‪ :‬وهههههو إمهههها نفههههس مفهههههوم‬
‫بهههالعر ‪ :‬فالوحهههدة فهههي‬ ‫كههههههل شههههههيء‪،‬‬ ‫اإلنسان‪ ،‬وإما واحد جنسي‬ ‫الوحدة وعدم االنقسهام‪ ،‬وإمها غيهرت‪ .‬وغيهرت‪:‬‬
‫معنههههههى النههههههوم تسههههههمى‬ ‫وإذا كانهههههههههههت‬ ‫كوحهههههدة الحيهههههوان‪ ،‬وإمههههها‬ ‫إمههها ولهههعي كالنقطهههة الواحهههدة‪ ،‬وإمههها غيهههر‬
‫"تمهههها ال"‪ ،‬وفههههي معنههههى‬ ‫عههههين الههههذات‪،‬‬ ‫واحهههههد عرلهههههي كوحهههههدة‬ ‫ولعي كالمفهارض‪ ،‬وههو‪ :‬إمها متعلهق بالمهادة‬
‫الجههنس "تجانسهها"‪ ،‬وفههي‬ ‫فالواحهههههههههههههههههد‬ ‫الماشي واللاح ‪.‬‬ ‫بوجه كالنفس‪ ،‬وإما غير متعلق كالعقل‪.‬‬
‫الكيهههف "تشهههابها"‪ ،‬وفهههي‬ ‫والوحههههههههههههههههدة‬ ‫‪ .2‬بمعنررررررررررررى السررررررررررررعة‬ ‫‪ .2‬مررا يقبررل االنقسررام‪ :‬وهههو إمهها أن يقبلههه‬
‫الكهههههم "تسهههههاويا"‪ ،‬وفهههههي‬ ‫فيهههههههه شهههههههيء‬ ‫الوجوديرررررررررة‪ :‬كهههههههههالوجود‬ ‫بالههههذات كالمقههههدار الواحههههد‪ ،‬وإمهههها أن يقبلههههه‬
‫الولهه "توازيهها"‪ ،‬وفههي‬ ‫واحد‪.‬‬ ‫المنبسههههههط علههههههى جميهههههه‬ ‫بالعر كالجسهم الطبيعهي الواحهد مهن جههة‬
‫النسبة "تناسبا"‪.‬‬ ‫مراتب الوجود‪.‬‬ ‫مقدارت‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الهوهوية وهو الحمل‬
‫من عوارض الوحدة الهوهوية‪ ،‬كمرا أن مرن عروارض الكثررة الغيريرة‪ .‬ثرم الهوهويرة هري‪ :‬االتحهاد فهي جههة مها‪ ،‬مه‬
‫االختالف من جهة ما وهذا هو الحمل‪ ،‬والزمهه صهحة الحمهل فهي كهل مختلفهين بينهمها اتحهاد مها‪ ،‬لكهن التعهارف خهو‬
‫إطالض الحمل على موردين من االتحاد بعد االختالف‪:‬‬
‫‪ .2‬الحمل الشائع الصناعي‬ ‫‪ .1‬الحمل الذاتي األولي‬
‫هههو اتحههاد المولههوم والمحمههول مفهومهها وماهيههة‪ ،‬واختالفهمهها بنههوم مههن االعتبههار‪ ،‬أن يختلهههههف أمهههههران مفهومههههها‬
‫كاالختالف باإلجمال والتفصهيل فهي ولنها‪ " :‬اإلنسهان حيهوان نهاطق " فه ن الحهد عهين ويتحههههههههدا وجههههههههودا‪ ،‬كقولنهههههههها‬
‫المحهدود مفهومها‪ ،‬وإنمهها يختلفهان باإلجمههال والتفصهيل‪ ،‬وكههاالختالف بفهر انسههالب "اإلنسان لاح وزيد اام"‪.‬‬
‫الشيء عن نفسه‪ ،‬فتغاير نفسه نفسه‪ ،‬م يحمل علهى نفسهه لهدف تهوهم المغهايرة‪ ،‬فيقهال‬
‫↙وسر امي شررائعاً‪ :‬ألنههه الشههاا‬ ‫"اإلنسان إنسان"‪.‬‬
‫فههههي المحههههاورات‪ ،‬وصههههناعيا‬
‫↙وس امي ذاتيراَ‪ :‬لكهون المحمهول فيهه ذاتيها للمولهوم وأوليّها‪ ،‬ألنّهه مهن اللهروريات ألنّه المعروف والمسهتعمل فهي‬
‫تصور المولوم والمحمول منه‪ .‬الصناعات والعلوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األولية التى ال يتو ف التصديق بها على أزيد من‬

‫تقسيمات للحمل الشائع‬


‫التقسيم الثالث‬ ‫التقسيم الثاني‬ ‫التقسيم األول‬
‫مركب‬ ‫بسيط‬ ‫غير بتي‬ ‫بتي‬ ‫حمل ذي هو‬ ‫حمل هو هو‬
‫"الهليههههههههههههههههههههههة‬ ‫"الهليههههههههههههههههههههههة‬ ‫مههههههههههههها كانهههههههههههههت‬ ‫مههههههههها كانهههههههههت‬ ‫وههههههو أن يتو هههههف‬ ‫ويسههههههمى أيلهههههها‬
‫المركبهههههة" مههههها‬ ‫البسهههههيطة" مههههها‬ ‫لمولهههههوعه أفهههههراد‬ ‫لمولوعه أفراد‬ ‫اتحاد المحمول مه‬ ‫حمههههل المواطههههاة‪،‬‬
‫كهههان المحمهههول‬ ‫كهههان المحمهههول‬ ‫مقههدرة غيههر محققههة‪،‬‬ ‫محققهههة‪ ،‬يصهههدض‬ ‫المولهههههوم علهههههى‬ ‫وههههههو أن يحمهههههل‬
‫فيهههها أ هههرا مهههن‬ ‫فيهههههههها وجهههههههود‬ ‫كقولنههها كهههل معهههدوم‬ ‫عليههههها عنوانههههه‪،‬‬ ‫اعتبههههههههار زااههههههههد‪،‬‬ ‫المحمهههههول علهههههى‬
‫آ ههههار وجهههههودت‪،‬‬ ‫المولهههههههههههوم‪،‬‬ ‫مطلهق ف نهه ال يخبههر‬ ‫كاإلنسهههههههههههههههههههان‬ ‫كتقهههههههههههههدير ذي أو‬ ‫المولههههههوم بههههههال‬
‫كقولنهها اإلنسههان‬ ‫كقولنهها اإلنسههان‬ ‫عنههه‪ ،‬وكههل اجتمههام‬ ‫لاح والكاتهب‬ ‫االشهههههتقاض‪ ،‬كزيهههههد‬ ‫اعتبار أمهر زااهد‪،‬‬
‫لاح ‪.‬‬ ‫موجود‪.‬‬ ‫النقيلين محال‪.‬‬ ‫متحههههههههههههههههههههههر‬ ‫عهههدل أي ذو عهههدل‬ ‫نحهههههههو اإلنسهههههههان‬
‫األصاب ‪.‬‬ ‫أو عادل‪.‬‬ ‫لاح ‪.‬‬

‫الغيرية والتقابل‬
‫قد تقدم أن من عوارض الكثرة الغيرية‪ ،‬وهي تنقسم إلى غيرية ذاتية وغير ذاتية‪:‬‬
‫الغيرية غير الذاتية‪ ،‬وتسمى خالفا‬ ‫الغيرية الذاتية‪ ،‬وتسمى تقابال‬
‫هي كون المغايرة بين الشيء وغيرت لذاته‪ ،‬كالمغهايرة بهين الوجهود والعهدم‪ .‬و هد هي كون المغايرة ألسباب اكخر غيهر‬
‫عرفوت بامتنام اجتمام شياين في محل واحد‪ ،‬مهن جههة واحهدة فهي زمهان واحهد ذات الشههههههيء‪ ،‬كههههههافتراض الحههههههالوة‬
‫والسواد في السكر والفحم‪.‬‬ ‫وينقسم التقابل إلى أربعة أ سام‪ ،‬ف ن المتقابلين إما أن يكونا وجوديين أو ال‪:‬‬
‫وجودي وعدمي (إذ ال تقابل بين عدميين)‬ ‫وجوديين‬
‫وعليه إما أن يكون كل منهما‪ ،‬معقوال بالقيهاس إلهى ا خهر‪ ،‬وحيناههذ إمهها أن يكههون هنهها مولههوم ابههل لكههل منهمهها‪،‬‬
‫كالعلو والسفل فهما "متلاافان"‪ ،‬والتقابل تقابهل التلهايف‪ ،‬كالعمى والبصر ويسمى تقابلهما‪" :‬تقابل العهدم والملكهة"‪،‬‬
‫أو ال يكونههها كهههذل كالسهههواد والبيههها ‪ ،‬فهمههها "متلهههادان" وإمههها أن ال يكهههون كهههذل ‪ ،‬كهههالنفي واإل بهههات‪ ،‬ويسهههميان‬
‫"متنا لين"‪ ،‬وتقابلهما تقابل التنا ‪.‬‬ ‫والتقابل تقابل التلاد‪.‬‬
‫֎ ومن أحكام مطلق التقابل‪ :‬أنّه يتحقق بين طرفين‪ ،‬ألنه نوم نسبة بين المتقابلين‪ ،‬والنسبة تتحق بين طرفين‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫في تقابل التضايف‪ ،‬التضاد‪ ،‬الملكة وعدمها والتناقض‬
‫التناقض‬ ‫العدم والملكة‬ ‫التضاد‬ ‫التضايف‬
‫هو تقابل اإليجاب‬ ‫همهها أمههر وجههودي لمولههوم مههن شههأنه أن‬ ‫ههههو كهههون أمهههرين وجهههودين‬ ‫ههههو كهههون الشهههيء‬
‫والسلب‪ ،‬بهأن يهرد‬ ‫يتصف به‪ ،‬وعهدم ذله األمهر الوجهودي فهي‬ ‫غيههههر متلههههاافين متههههواردين‬ ‫بحيههث يكههون تعقّههل‬
‫السهلب علههى نفههس‬ ‫ذل المولهوم‪ ،‬كالبصهر والعمهى الهذي ههو‬ ‫على مولوم واحد‪ ،‬داخلهين‬ ‫كههل منهمهها بالقيههاس‬
‫مههههههها ورد عليهههههههه‬ ‫فقههد البصههر للمولههوم الههذي مههن شههأنه أن‬ ‫تحهههت جهههنس ريهههب بينهمههها‬ ‫إلى ا خر‪ ،‬كاألبوة‬
‫اإليجاب‪.‬‬ ‫يكون ذا بصر‪.‬‬ ‫غاية الخالف‪.‬‬ ‫والبنوة‪.‬‬

‫من أحكام التضايف‪:‬‬


‫المتلايفين متكافاان وجودا وعدما و وة وفعال‪ ،‬ف ذا كان أحهدهما موجهودا‪ ،‬كهان ا خهر موجهودا باللهرورة‪ ،‬وإذا كهان‬
‫أحههدهما معههدوما كههان ا خههر معههدوما باللههرورة‪ ،‬وإذا كههان أحههدهما بالفعههل أو بههالقوة‪ ،‬كههان ا خههر كههذل باللههرورة‪،‬‬
‫والزم ذل أنهما معان‪ ،‬ال يتقدم أحدهما على ا خر ال ذهنا وال خارجا‪.‬‬

‫من أحكام التضاد‪:‬‬


‫‪ .1‬أناه يتحقق بين نوعين أخيرين‪ ،‬مندرجين تحت جنس قريب‪ ،‬كالسواد والبياض المندرجين تحت اللون‪:‬‬
‫فال تلاد بين األجناس العالية ‪ -‬مهن المقهوالت العشهر ‪ -‬وال تلهههههاد بهههههين وال تلههههههاد بههههههين بعهههههه األجنههههههاس‬
‫ف ن األك ر من واحد منها تجتم في محهل واحهد‪ ،‬كهالكم أنهههوام كهههل منهههها المندرجة تحهت الواحهد منهها مه بعه‬
‫م أنوام غيرت‪ .‬آخر‪ ،‬كاللون م الطعم م ال‪.‬‬ ‫والكيف وغيرهما في األجسام‪.‬‬
‫‪ .2‬أناه يجب أن يكون هناك موضوع يتوارد عليه الضدان‪:‬‬
‫إذ لوال مولوم شخصي مشتر لهم يمتنه تحققهمها فهي الوجهود‪ ،‬كوجهود السهواد فهي جسهم والبيها فهي آخهر‪ .‬والزم‬
‫ذل أن ال تلاد بين الجواهر‪ ،‬إذ ال مولوم لها توجد فيه‪ ،‬فالتلاد إنما يتحقق في األعرا ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون بين المتضادان غاية البعد الخالف‪:‬‬
‫كالسواد والبيا الوا بينهما ألوان أخر متوسطة‪ ،‬بعلها أ رب إلى أحد الطرفين مهن بعه ‪ ،‬كالصهفرة التهي ههي‬
‫أ رب إلى البيا من الحمرة م ال‪.‬‬

‫من أحكام التناقض‪:‬‬


‫‪ .1‬النقيلههين ال يجتمعههان معهها وال يرتفعههان معهها‪ ،‬وهههي مههن البههديهيات األوليههة التههي عليههها يتو ههف صههدض كههل لههية‬
‫مفرولة‪ ،‬لرورية كانت أو نظرية‪ ،‬إذ ال يتعلق العلهم بقلهية إال بعهد العلهم بامتنهام نقيلهها‪ ،‬فقولنها‪" :‬األربعهة زوج"‬
‫إنما يتم تصديقه إذا علم كذب ولنا‪" :‬ليست األربعة زوجا"‪ ،‬ولذا سهميت لهية امتنهام اجتمهام النقيلهين وارتفاعهمها‪:‬‬
‫"أولى األواال"‪.‬‬
‫‪ . 2‬ال يخرج عهن حكهم النقيلهين شهيء البتهة‪ ،‬فكهل شهيء مفهرو إمها أن يصهدض عليهه زيهد أو الهال زيهد‪ ،‬وكهل شهيء‬
‫مفرو ‪ ،‬إما أن يصدض عليه البيا أو الال بيا وهكذا‪.‬‬
‫في القلايا مشروط ب مان وحدات معروفة‪ ،‬مذكورة في كتب المنطهق‪ ،‬وزاد عليهها صهدر المتهألهين‬ ‫‪ .3‬تحقق التنا‬
‫(رت) وحدة الحمل بأن يكون الحمل فيهما جميعا حمال أوليا‪ ،‬أو فيهمها معها حمهال شهايعا مهن غيهر اخهتالف‪ ،‬فهال تنها‬
‫بين ولنا‪" :‬الجزاي جزاي" أي مفهوما‪ ،‬و ولنا‪" :‬ليس الجزاي بجزاي" أي مصدا ا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ملكة وعدمة مشهوريين‬ ‫ملكة وعدمة حقيقيين‬
‫يسههميان كههذل إن أخههذ المولههوم هههو‬ ‫يسميان كذل إن أخذ مولوم الملكة هو الطبيعهة‪ ،‬الشخصهية أو النوعيهة أو‬
‫الطبيعههههههة الشخصههههههية‪ ،‬و يههههههد بو ههههههت‬ ‫الجنسية التي من شأنها أن تتصف بالملكة في الجملهة مهن غيهر تقييهد بو هت‬
‫االتصهههاف‪ ،‬وعليهههه فقهههد األكمهههه ‪ -‬وههههو‬ ‫خههاو‪ ،‬فعههدم البصههر فههي العقههرب عمههى وعههدم ملكههة‪ ،‬لكههون جنسههه ‪ -‬وهههو‬
‫الممسههههههوح العههههههين ‪ -‬للبصههههههر‪ ،‬وكههههههذا‬ ‫الحيههوان ‪ -‬مولههوعا ههابال للبصههر‪ ،‬وإن كههان نوعههه غيههر ابههل لههه‪ ،‬وكههذا‬
‫المههرودة‪ ،‬ليسهها مههن العههدم والملكههة فههي‬ ‫مرودة اإلنسان بل أوان التحااه من عدم الملكهة‪ ،‬وإن كهان صهنفه غيهر ابهل‬
‫شيء‪.‬‬ ‫لاللتحاء بل أوان البلوغ‪.‬‬

‫في تقابل الواحد والكثير‬


‫اختلفههوا فههي تقابههل الواحههد والك يههر‪ ،‬هههل هههو تقابههل بالههذات أو الا وعلههى األول‪ :‬ذهههب بعلهههم إلههى أنهمهها متلههاافان‪،‬‬
‫وبعلهم إلى أنهما متلادان‪ ،‬وبعلهم إلى أن تقابلهما نوم خامس‪ .‬والحق‪ :‬أن مها بهين الواحهد والك يهر مهن االخهتالف‬
‫لههيس مههن التقابههل المصههطلم فههي شههيء‪ ،‬ألن اخههتالف الموجههود المطلههق ‪ -‬بانقسههامه إلههى الواحههد والك يههر ‪ -‬اخههتالف‬
‫تشكيكي‪ ،‬يرج فيه ما به االختالف إلى ما به االتفاض‪ ،‬نظير انقسامه إلى الوجود الخارجي والذهني‪ ،‬وانقسهامه إلهى مها‬
‫بالفعل وما بالقوة‪ ،‬واالختالف الذي في كل من أ سام التقابل األرب ‪ ،‬يمتن أن يرج إلى مها بهه االتحهاد‪ ،‬فهال تقابهل بهين‬
‫الواحد والك ير بشيء من أ سام التقابل األربعة‪.‬‬

‫التقابل بين العدم والملكة‬ ‫التقابل بين اإليجاب والسلب‬


‫ليس تقابال حقيقيها خارجيها‪ ،‬بهل عقلهي بنهوم مهن االعتبهار‪ ،‬ألن التقابهل نسهبة أما هذا النوم من التقابل فللعدم فيه حهظ‬
‫خاصههة بههين المتقههابلين‪ ،‬والنسههب وجههودات رابطههة اامههة بطههرفين موجههودين من التحقق‪ ،‬لكونهه عهدم صهفة مهن شهأن‬
‫هو السلب الذي هو عدم وبطهالن‪ ،‬لكهن المولههههوم أن يتصههههف بههههها‪ ،‬فينتههههزم‬ ‫محققين‪ ،‬وأحد الطرفين في التنا‬
‫عههدمها منههه‪ ،‬وهههذا المقههدار مههن الوجههود‬ ‫العقل يعتبر السلب طرفا لإليجاب‪ ،‬فير عدم جواز اجتماعهما لذاتيهما‪.‬‬
‫االنتزاعي كاف في تحقق النسبة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫المرحلة التاسعة‪ :‬في السبق واللحوق والقدم والحدوث‬

‫معنى السبق واللحوق وأقسامهما والمعية‪ ،‬ومالك السبق في أقسامه‬


‫مالك السبق‬ ‫السبق واللحوق‬
‫هههههههههههههههههههو األمههههههههههههههههههر‬ ‫إن من عوار الموجود بما هو موجود السبق واللحوض‪ ،‬وذل أنه ربمها كهان لشهياين ‪ -‬بمها‬
‫المشههههههتر فيههههههه بههههههين‬ ‫هما موجودان ‪ -‬نسبة مشتركة إلى مبدأ وجودي‪ ،‬لكن ألحدهما منهها مها لهيس ل خهر‪ ،‬كنسهبة‬
‫المتقههههههههدم والمتههههههههأخر‪،‬‬ ‫اال نين وال ال ة إلى الواحد‪ ،‬لكن اال نين أ رب إليهه فيسهمى‪ :‬سهابقا ومتقهدما‪ ،‬وتسهمى ال ال هة‪:‬‬
‫الذي فيه التقدم‪.‬‬ ‫الحقههة ومتههأخرة‪ ،‬وربمهها كانههت النسههبة المشههتركة‪ ،‬مههن غيههر تفههاوت بههين المنتسههبين‪ ،‬فتسههمى‬
‫حالهما بالنسبة إليه‪ :‬معية وهما معان‪ .‬و د عدّوا لهما أ ساما ع روا عليها باالستقراء‪:‬‬
‫‪ .1‬السبق الزمراني‪ :‬وههو السهبق الهذي ال يجهام فيهه السهابق الالحهق‪ ،‬كتقهدم أجهزاء الزمهان النسههههبة إلههههى الزمههههان‪،‬‬
‫بعلها على بعه ‪ ،‬كهاألمس علهى اليهوم‪ ،‬وتقهدم الحهوادث الوا عهة فهي الزمهان السهابق علهى سهههواء فهههي ذلههه نفهههس‬
‫الزمان واألمر الزماني‬ ‫الوا عة في الزمان الالحق‪ ،‬ويقابله اللحوض الزماني‪.‬‬
‫النسبة إلى الوجود‬ ‫‪ .2‬السبق بالطبع‪ :‬وهو تقدم العلة النا صة على المعلول‪ ،‬كتقدم اال نين على ال ال ة‪.‬‬
‫الوجوب‬ ‫‪ .3‬السبق بالعلية‪ :‬وهو تقدم العلة التامة على المعلول من حيث الوجوب‪.‬‬
‫‪ .4‬السبق بالماهية (التقدم بالتجوهر)‪ :‬وههو تقهدم علهل القهوام علهى معلولهها‪ ،‬كتقهدم أجهزاء‬
‫تقرر الماهية‬ ‫الماهيههة النوعيههة علههى النههوم‪ ،‬وعههد منههه تقههدم الماهيههة علههى لوازمههها‪ ،‬كتقههدم األربعههة علههى‬
‫الزوجية‪ ،‬ويقابله اللحوض والتأخر بالماهية والتجوهر‪ .‬وتسهمى ههذت األ سهام ال ال هة أعنهي مها‬
‫بالطب وما بالعلية‪ ،‬وما بالتجوهر‪" :‬سبقا ولحو ا بالذات"‪.‬‬
‫‪ .5‬السبق بالحقيقة‪ :‬وهو أن يتلبس السابق بمعنى مهن المعهاني بالهذات‪ ،‬ويتلهبس بهه الالحهق مطلهههق التحقهههق‪ ،‬األعهههم‬
‫بههالعر ‪ ،‬كتلههبس المههاء بالجريههان حقيقههة وبالههذات‪ ،‬وتلههبس الميههزاب بههه بههالعر ‪ ،‬ويقابلههه من الحقيقي والمجازي‬
‫اللحوض بذا المعنى‪ ،‬وهذا القسم مما زادت صدر المتألهين‪.‬‬
‫‪ .6‬السبق والتقدم بالدهر‪ :‬وهو تقدم العلة الموجبة على معلولهها مهن حيهث انفكها وجودهها‬
‫الكون بمتن الوا‬ ‫وانفصاله عن وجود المعلول‪ ،‬وتقرر عهدم المعلهول فهي مرتبهة وجودهها‪ ،‬كتقهدم نشهأة التجهرد‬
‫العقلي على نشأة المادة‪ ،‬ويقابله اللحوض والتأخر الدهري‪ .‬وهذا القسم د زادت السيد الداماد‪.‬‬
‫النسبة إلى مبدإ محدود‪،‬‬ ‫‪ .7‬السربق والتقرردم بالرتبرة‪ :‬أعههم مههن أن يكهون الترتيههب بحسههب الطبه ‪ ،‬أو بحسههب الوله‬
‫كالمحراب أو الباب فهي‬ ‫واالعتبار‪ .‬فاألول‪ :‬كاألجناس واألنهوام المترتبهة‪ ،‬ف نه إن ابتهدأت آخهذا مهن جهنس األجنهاس‬
‫الرتبهههههههههههة الحسهههههههههههية‪،‬‬ ‫كان سهابقا متقهدما علهى مها دونهه‪ ،‬هم الهذي يليهه وهكهذا حتهى ينتههي إلهى النهوم األخيهر‪ ،‬وإن‬
‫وكههههههالجنس العههههههالي أو‬ ‫ابتههدأت آخههذا مههن النههوم األخيههر ك هان األمههر فههي التقههدم والتههأخر بههالعكس‪ .‬وال ههاني‪ :‬كاإلمههام‬
‫النوم األخير في الرتبهة‬ ‫والمأموم‪ ،‬ف نه إن اعتبهرت المبهدأ ههو المحهراب كهان اإلمهام ههو السهابق علهى مهن يليهه مهن‬
‫العقلية‪.‬‬ ‫المههأمومين‪ ،‬ههم مههن يليههه علههى مههن يليههه‪ ،‬وإن اعتبههرت المبههدأ هههو البههاب كههان أمههر السههبق‬
‫واللحوض بالعكس‪ .‬ويقابله اللحوض والتأخر بالرتبة‪.‬‬
‫الفلل والمزية‬ ‫‪ .8‬السبق بالشرف‪ :‬وهو السبق في الصهفات الكماليهة‪ ،‬كتقهدم العهالم علهى الجاههل والشهجام‬
‫على الجبان‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫القدم والحدوث وأقسامهما‬
‫تعريف الحدوث والقدم‪ :‬كانت العامة تطلق اللفظتهين‪" :‬القهديم" و "الحهديث" علهى أمهرين يشهتركان فهي االنطبهاض علهى‬
‫زمان واحد‪ ،‬إذا كان زمان وجود أحدهما أك ر من زمان وجود ا خر‪ ،‬فكان األك ر زمانا ههو القهديم واأل هل زمانها ههو‬
‫الحديث‪ .‬وهما وصفان إلافيان‪ ،‬أي إن الشيء الواحد يكون حاد ا بالنسبة إلى شيء‪ ،‬و ديما بالنسبة إلى آخر‪.‬‬

‫‪ .1‬والمحصال من مفهوم الحدوث ومفهوم القدم‪:‬‬


‫مفهوم القدم‬ ‫مفهوم الحدوث‬
‫هو عدم كون الشيء مسبو ا بالعدم في زمان‬ ‫هو مسبو ية الشيء بالعدم في زمان‬

‫العددددددج ال دددددا‬
‫العدددددددج ال ابدددددد‬
‫وه ل ل إ قلش ل ن‬ ‫ثدددددددددد ع دددددددددد ا‬
‫وهللللللللل قلدللللللللل إ‬
‫ف حل ق له قللذ‬ ‫فهد ي الففيدين‬
‫قلزفلللان قللللذ ال‬
‫يجافع وج ده بدل‬ ‫بأخذ العدج طف ا‪:‬‬
‫يجافع قل ج د‪.‬‬
‫قستناده ال قلدلة‪.‬‬

‫‪ .2‬والمحصال من مفهوم الحدوث ومفهوم القدم‪:‬‬


‫مفهوم القدم‬ ‫مفهوم الحدوث‬
‫هو عدم مسبو ية الوجود بالعدم‬ ‫هو مسبو ية الوجود بالعدم‬
‫الذاتيههة لمطلههق الوجههود‪ ،‬فه ن الموجههود بمهها هههو موجههود‪ ،‬إمهها‬ ‫ويصههم البحههث عنهمهها فههي الفلسههفة ألنهمهها مههن األعههرا‬
‫مسبوض بالعدم‪ ،‬وإما ليس بمسبوض به‪.‬‬

‫أقسام الحدوث والقدم‬

‫الحدوث الدهري‬ ‫الحدوث الذاتي‬ ‫الحدوث الزماني‬


‫وهههو مسههبو ية وجههود الشههيء‬ ‫وهههو مسههبو ية وجههود الشههيء‬
‫وهههو مسههبو ية وجههود مرتبههة‬ ‫بالعهههههدم فهههههي ذاتهههههه‪ ،‬كجميههههه‬
‫مهههن مراتهههب الوجهههود بعدمهههه‬ ‫بالعهههههدم الزمهههههاني كمسهههههبو ية‬
‫الموجودات الممكنهة التهي لهها‬ ‫اليهههههوم بالعههههههدم فههههههي أمههههههس‪،‬‬
‫المتقرر في مرتبة هي فو هها‬ ‫الوجههههود بعلههههة خارجههههة مههههن‬
‫فههي السلسههلة الطوليههة‪ ،‬وههههو‬ ‫ومسههههههبو ية حههههههوادث اليههههههوم‬
‫ذاتهها‪ ،‬ولهيس لههها فهي ماهيتههها‬ ‫بالعدم في أمس‪.‬‬
‫عدم غير مجهام ‪ ،‬لكنهه غيهر‬ ‫وحد ذاتها إال العدم‪.‬‬
‫زمهههههاني‪ ،‬كمسههههههبو ية عههههههالم‬
‫المهههادة بعدمههههه المتقهههرر فههههي‬
‫عالم الم ال‪.‬‬ ‫ويقابلررره‪ :‬القررردم الرررذاتي‪:‬‬
‫وههههو عهههدم مسهههبو ية الشهههيء‬ ‫ويقابلررررره‪ :‬القررررردم الزمررررراني‪:‬‬
‫بالعهههدم فهههي حهههد ذاتهههه‪ ،‬وههههو‬ ‫وههههو عهههدم مسهههبو ية الشهههيء‬
‫ويقابلرررررره‪ :‬القرررررردم الرررررردهري‪:‬‬ ‫الوجهههههههود الهههههههواجبي الههههههههذي‬ ‫بالعدم الزماني‪.‬‬
‫وهو ظاهر‪.‬‬ ‫ماهيته إنيته‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المرحلة العاشرة‪ :‬في القوة والفعل‬

‫من الوجود‪:‬‬
‫وما هو بالقوة‬ ‫ما هو بالفعل‬
‫وجود الشيء في األعيان ‪ -‬بحيث يترتب عليه آ هارت المطلوبهة منهه وإمكانههه الههذي بههل تحققههه يسههمى " ههوة"‪ ،‬ويقههال‬
‫إن وجودت بالقوة بعدك"‪.‬‬‫" ّ‬ ‫‪ -‬يسمى "فعال"‪ ،‬ويقال " ّ‬
‫إن وجودت بالفعل"‪.‬‬
‫كالماء يمكن أن يتبدل هواء‪ ،‬ف نه ما دام ماء ماء بالفعل وهواء بالقوة‪ ،‬ف ذا تبدل صار هواء بالفعل وبطلت القوة‪.‬‬

‫كل حادث زماني مسبوق بقوة الوجود‬


‫ذل ألن الحادث الزماني بل تحقق وجودت‪ ،‬يجب أن يكون ممكن الوجود‪:‬‬
‫ولو كان واجبا← لم يتخلف عن الوجود‪ ،‬لكنه ربما لم يوجد‪.‬‬ ‫إذ لو كان ممتن الوجود← استحال تحققه‪.‬‬

‫وهذا اإلمكان‪:‬‬
‫‪ .1‬ههو غيهر هدرة الفاعههل عليهه‪ ،‬ألن إمكهان وجههودت وصهف للحهادث بالقيههاس إلهى وجهودت‪ ،‬ال بالقيههاس إلهى شهيء آخههر‬
‫كالفاعل‪.‬‬
‫‪ .2‬ههو أمهر خههارجي‪ ،‬ال معنهى عقلههي اعتبهاري الحههق بماهيهة الشههيء ألنهه يتصههف بالشهدة واللههعف والقهرب والبعههد‪،‬‬
‫فالنطفة التي فيها إمكان أن يصير إنسانا أ رب لإلنسانية من الغذاء الذي يتبدل نطفة‪ ،‬واإلمكان فيها أشد منه فيه‪.‬‬
‫هاام بشهيء آخهر‪ ،‬فلنسهم ههذا اإلمكهان " هوة"‬ ‫‪ .3‬ليس جوهرا ااما بذاته ألنه أمرا موجودا في الخارج‪ ،‬بل ههو عهر‬
‫ولنسم مولوعه "مادة"‪.‬‬
‫← لكل حادث زماني‪ ،‬مادة سابقة عليه تحمل وة وجودت‪.‬‬
‫خصائص المادة‬
‫يجب أن تكون المادة غير آبية عن الفعلية التري تحمرل إمكانهرا‪ :‬فههي فهي ذاتهها هوة الفعليهة التهي فيهها إمكانهها‪ ،‬إذ لهو‬
‫كانت ذات فعلية في نفسها ألبت عن بول فعلية أخر ‪ ،‬بل هي جوهر فعليةك وجودت أنه وة األشياء‪.‬‬
‫إن المرادة لكونهررا جرروهرا بررالقوة قائمررة بفعليررة أخررري‪ ،‬إذا حرردثت الفعليررة الترري فيهررا قوتهررا‪ ،‬بطلررت الفعليررة األولررى‪،‬‬
‫وقامت مقامها الفعلية الحديثة‪ :‬كالماء إذا صار هواء بطلت الصهورة الماايهة التهي كانهت تقهوم المهادة الحاملهة لصهورة‬
‫الهواء‪ ،‬و امت الصورة الهوااية مقامها‪ ،‬فتقومت بها المادة التي كانت تحمل إمكانها‪.‬‬
‫إن مررادة الفعليررة الجديرردة الحادثررة‪ ،‬والفعليررة السررابقة الزائلررة واحرردة‪ :‬وإال كانههت حاد ههة بحههدوث الفعليههة الحاد ههة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫فاستلزمت إمكانا آخهر ومهادة أخهر وهكهذا‪ ،‬فكانهت لحهادث واحهد‪ ،‬مهواد وإمكانهات غيهر متناهيهة وههو محهال‪ ،‬ونظيهر‬
‫اإلشكال الزم فيما لو فر للمادة حدوث زماني‪.‬‬

‫وقد تبين بما مر‪:‬‬


‫‪ .5‬أن القههههههوة تتقههههههدم‬ ‫‪ .4‬أن القههوة تقههوم داامهها‬ ‫‪ .3‬أن وجهههههههههههههههود‬ ‫‪ .2‬أن النسهههبة بهههين المهههادة و هههوة‬ ‫‪.1‬‬
‫علهههى الفعهههل الخهههاو‬ ‫بفعليههههة‪ ،‬والمههههادة تقههههوم‬ ‫الحوادث الزمانيهة‪،‬‬ ‫أن مادة الشيء التي تحملهها نسهبة الجسهم‬
‫تقهههههدما زمانيههههها‪ ،‬وأن‬ ‫داامها بصهورة تحفظهها‪،‬‬ ‫ال ينف ه عههن تغيههر‬ ‫الحوادث الطبيعي والجسهم التعليمهي‪ ،‬فقهوة‬
‫مطلههههق الفعههههل يتقههههدم‬ ‫ف ذا حهد ت صهورة بعهد‬ ‫فهههههي صهههههورها إن‬ ‫الزمانية‪ ،‬الشيء الخهاو تعهين هوة المهادة‬
‫علهههى القهههوة‪ ،‬بجميههه‬ ‫صورة‪ ،‬امت الصهورة‬ ‫كانهههت جهههواهر‪ ،‬أو‬ ‫المبهمة‪ ،‬كما أن الجسهم التعليمهي‬ ‫واحدة‬
‫أنحههههاء التقههههدم‪ ،‬مهههههن‬ ‫الحدي ههههة مقههههام القديمههههة‬ ‫فههههههي أحوالههههههها إن‬ ‫مشتركة تعهههههههين‪ ،‬االمتهههههههدادات الههههههه الث‬
‫علهههههههههههي وطبعهههههههههههي‬ ‫و ّومت المادة‪.‬‬ ‫كانت أعرالا‪.‬‬ ‫المبهمة في الجسم الطبيعي‪.‬‬ ‫بينها‪.‬‬
‫وزماني‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫تقسيم التغير‬

‫تبيّن أن من لوازم خروج الشيء من القوة إلى الفعل حصول التغير‪ ،‬إما في ذاته أو في أحوال ذاته‪ ،‬فاعلم أن‪:‬‬

‫حصول التغير‬

‫وإما تدريجي‬ ‫إما دفعي‬

‫وهو الحركة وهي نحو وجود تدريجي للشيء‪ ،‬ينبغي أن‬


‫يبحث عنها من هذت الجهة في الفلسفة األولى‪.‬‬

‫تحديد الحركة‬
‫معنههى بههديهي التصههور‬ ‫والتدريج‬ ‫تبيان مما تقدام أنا الحركة‪ :‬هي خروج الشيء من القوة إلى الفعهل تهدريجا‪،‬‬
‫ب عانة الحس عليه‪.‬‬ ‫وإن شات فقل هي تغير الشيء تدريجا‪.‬‬

‫وتتوقف الحركة في تحققها على أمور ستة‪:‬‬


‫المسههههههههههههافة الزمهههان الهههذي ينطبهههق عليهههه‬ ‫الفاعل الذي يوجد‬ ‫المبدأ الهذي المنتههههههههههههى المولوم الذي له‬
‫التههههي فيهههههها الحركة نوعا من االنطباض‪.‬‬ ‫الحركة وهو‬ ‫الحركة وهو‬ ‫منهههههههههههههههههههه الههههذي إليههههه‬
‫الحركة‪.‬‬ ‫المحر ‪.‬‬ ‫المتحر ‪.‬‬ ‫الحركة‪.‬‬ ‫الحركة‪.‬‬

‫انقسام الحركة إلى توسطية وقطعية‬


‫الحركة القطعية‬ ‫الحركة التوسطية‬
‫وهي كون الجسم بين المبدإ والمنتههى‪ ،‬وهي كون الجسم بين المبدإ والمنتهى‪ ،‬من حيث لها نسبة إلى حهدود المسهافة‪،‬‬
‫بحيث كل حد فهر فهي الوسهط‪ ،‬فههو من حد تركهها ومهن حهد لهم يبلغهها‪ ،‬أي إلهى هوة تبهدلت فعهال‪ ،‬وإلهى هوة با يهة‬
‫ليس بل الحد وال بعدت فيه‪ ،‬وهو حالهة على حالها بعد‪ ،‬يريد المتحر أن يبدلها فعال‪ ،‬والزمهه االنقسهام إلهى األجهزاء‬
‫واالنصرام تدريجا‪ ،‬كما أنه خروج من القوة إلى الفعل تدريجا‪.‬‬ ‫بسيطة ابتة ال انقسام فيها‪.‬‬
‫والمعنيان جميعا موجهودان فهي الخهارج‪ ،‬النطبا همها علهى الخهارج بجميه خصوصهياتهما‪ .‬وأمها الصهورة التهي يأخهذها‬
‫الخيال من الحركة ‪ -‬بأخذ الحد بعد الحد من الحركة وجمعها فيه‪ ،‬صورة متصلة مجتمعة منقسمة إلهى األجهزاء ‪ -‬فههي‬
‫ذهنية ال وجود لها في الخارج‪ ،‬لعدم جواز اجتمام األجزاء في الحركة‪ ،‬وإال كان باتا ال تغيرا‪.‬‬

‫وقد تبين بذلك‪ ،‬أن الحركة ‪ -‬ونعني بها القطعية ‪:-‬‬


‫فيهه‪ ،‬فعهال لمها بلهه مهن‬ ‫نحو وجود سيال منقسم إلى أجزاء تمتهزج فيهه القهوة والفعهل‪ ،‬بحيهث يكهون كهل جهزء مفهرو‬
‫األجزاء و وة لما بعدت‪ ،‬وينتهي من الجانبين إلى وة ال فعل معها‪ ،‬وإلى فعل ال وة معه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مبدإ الحركة ومنتهاها‬
‫قد عرفت أن في الحركة انقساما لذاتها‪ ،‬فاعلم أن هذا االنقسام‪:‬‬
‫‪ .1‬ال يقههف علههى حههد‪ ،‬نظيههر االنقسههام الههذي فههي الكميههات المتصههلة ‪ .2‬هو انقسام بالقوة ال بالفعل‪ ،‬إذ لهو كهان بالفعهل‬
‫القههارة ‪ -‬مههن الخههط والسههطم والجسههم ‪ -‬إذ لههو و ههف علههى حههد كههان بطلت الحركة‪ ،‬النتهاء القسهمة إلهى أجهزاء دفعيهة‬
‫الو وم‪.‬‬ ‫جزءا ال يتجزأ‪ ،‬و د تقدم بطالنه‪.‬‬

‫وبذلك يتبين‪ :‬أنه ال مبدأ للحركة وال منتهى لها‬


‫بمعنى الجزء األول الذي ال ينقسم من جهة الحركة والجزء ا خر الذي كذل ‪ ،‬لما عرفت آنفا أن الجزء بهذا المعنى‬
‫دفعي الو وم غير تدريجية‪ ،‬فال ينطبق عليه حد الحركة‪ ،‬ألنها تدريجية الذات‪ .‬وأما ما تقدم أن الحركة تنتهي من‬
‫الجانبين إلى وة ال فعل معها وفعل ال وة معه‪ ،‬فهو تحديد لها بالخارج من ذاتها‪.‬‬

‫موضوع الحركة وهو المتحرك الذي يتلبس بها‬


‫الدليل على ضرورة وجود موضوع للحركة‬
‫ههد عرفههت أن الحركههة خههروج الشههيء مههن القههوة إلههى الفعههل تههدريجا‪ ،‬وأن هههذت القههوة يجههب أن تكههون محمولههة فههي أمههر‬
‫جوهري اامة به‪ ،‬وهذا الذي بالقوة كمال بالقوة للمادة متحد معها‪ ،‬ف ذا تبدلت القوة فعال‪ ،‬كهان الفعهل متحهدا مه المهادة‬
‫مكان القوة‪ ،‬فمادة الماء م ال هواء بالقوة‪ ،‬ف ذا تبدلت الماء هواءا‪ ،‬كانهت المهادة التهي فهي المهاء ههي المتلبسهة بالهواايهة‪،‬‬
‫ففي كل حركة مولوم‪ ،‬تنعته الحركة وتجري عليه‪.‬‬

‫خصوصيات الموضوع‬
‫‪ .2‬يجب أن يكون أمرا بالقوة من جهرة وبالفعرل مرن جهرة‪ :‬كالمهادة األولهى التهي‬ ‫‪ .1‬يجررررب أن يكررررون أمرررررا ثابتررررا‬
‫لها وة األشياء وفعلية أنها بالقوة‪ ،‬وكالجسهم الهذي ههو مهادة انيهة لهها هوة الصهور‬ ‫تجرررري وتتجررردد عليررره الحركرررة‪:‬‬
‫النوعيههة واألعههرا المختلفههة وفعليههة الجسههمية وبعهه الصههور النوعيههة‪ .‬إذا ال‬ ‫وإال كان ما بالقوة غير ما يخهرج‬
‫يكون مولوم الحركة أمرا بالفعل من كهل جههة‪ ،‬كالعقهل المجهرد إذ ال حركهة إال‬ ‫إلهههى الفعهههل‪ ،‬فلهههم تتحقهههق الحركهههة‬
‫م وة ما‪ ،‬فما ال وة فيه فال حركة له‪ ،‬وال يكون بالقوة من جميه الجههات‪ ،‬إذ ال‬ ‫التي هي خروج الشهيء مهن القهوة‬
‫وجود لما هو كذل ‪.‬‬ ‫إلى الفعل تدريجا‪.‬‬

‫فاعل الحركة وهو المحرك‬


‫يجب أن يكون الفاعل القريب للحركة‪،‬‬ ‫يجب أن يكون المحرك غير المتحرك‬
‫أمرا متغيرا متجدد الذات‬
‫دليررل ‪ :1‬لههو كههان المتحههر هههو الههذي يوجههد دليرررل ‪ :2‬المتحهههر ههههو إذ لهو كهان أمههرا ابهت الهذات مههن غيهر تغيههر‬
‫الحركة في نفسه‪ ،‬لزم أن يكهون شهيء واحهد بالقوة بالنسهبة إلهى الفعهل وسههيالن‪ ،‬كههان الصههادر منههه أمههرا ابتهها فههي‬
‫فههاعال و ههابال مههن جهههة واحههدة وهههو محههال‪ ،‬الذي يحصل له بالحركهة نفسه‪ ،‬فلم يتغير جزء من الحركة إلهى غيهرت‬
‫ف ن حي ية الفعل هي حي ية الوجدان‪ ،‬وحي يهة وفا د له‪ ،‬ومها ههو بهالقوة من األجزاء‪ ،‬ل بات علته مهن غيهر تغيهر فهي‬
‫حالها‪ ،‬فلم تكن الحركة حركة‪ ،‬هذا خلف‪.‬‬ ‫ال يفيد فعال‪.‬‬ ‫القبول هي حي ية الفقدان‪.‬‬
‫إشكال إن وجوب استناد المتغيهر المتجهدد إلهى علهة متغيهرة متجهددة م لهه‪ ،‬يوجهب اسهتناد علتهه المتغيهرة المتجهددة‬
‫أيلا إلى م لها في التغير والتجهدد وهلهم جهرا‪ ،‬ويسهتلزم ذله أمها التسلسهل أو الهدور‪ ،‬أو التغيهر فهي المبهدإ‬
‫األول تعالى عن ذل ‪.‬‬
‫الجواب إن التجدد والتغيهر ينتههي إلهى جهوهر متحهر بجهوهرت‪ ،‬فيكهون التجهدد ذاتيها لهه‪ ،‬فيصهم اسهتنادت إلهى علهة‬
‫ابتة توجد ذاته‪ ،‬ألن إيجاد ذاته عين إيجاد تجددت‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫المسافة التي يقطعها المتحرك بالحركة‬

‫مسافة الحركة‪:‬‬
‫هي الوجود المتصل السيال الذي يجري على المولوم المتحر‬

‫وينتزع منه ال محالة مقولة من المقوالت‪:‬‬


‫بل من حيث إنه منقسم إلى أ سام آنية الوجود‪،‬‬ ‫ال من حيث إنه متصل واحد متغير‪،‬‬
‫كل سم منه نوم من أنوام المقولة مباان لغيرت‪.‬‬ ‫ف ن الزمه و وم التشكي في الماهية وهو محال‪.‬‬

‫مثال‪ :‬كنمو الجسم م ال ف نه حركة منهه فهي الكهم‪ ،‬يهرد عليهه فهي كهل آن مهن آنهات الحركهة‪ ،‬نهوم مهن أنهوام الكهم المتصهل‪،‬‬
‫مباان للنوم الذي ورد عليه في ا ن السابق‪ ،‬والنوم الذي سيرد عليه في الالحق‪.‬‬

‫إذا ً معنى حركة الشيء في المقولة‪:‬‬


‫أن يرد على المولوم في كل آن‪ ،‬نوم من أنوام المقولة‪ ،‬مباان للنوم الذي يرد عليه في آن غيرت‪.‬‬

‫المقوالت التي تقع فيها الحركة‬


‫المشهور بين قدماء الفالسفة‪ ،‬أن المقوالت التي تقع فيها الحركة أربع مقوالت‪:‬‬
‫‪ .1‬األين‪ :‬و وم الحركة فيه ظاهر‪ ،‬كالحركهات المكانيهة التهي فهي األجسهام‪ ،‬لكهن فهي كهون األيهن مقولهة برأسهها كهالم‪،‬‬
‫وإن كان مشهورا بينهم‪ ،‬بل األين لرب من الول ‪ ،‬وعليه فالحركة األينية لرب من الحركة الولعية‪.‬‬
‫‪ .2‬الكيرررف‪ :‬و هههوم الحركهههة فيهههه‪ ،‬وخاصهههة فهههي الكيفيهههات غيهههر الفعليهههة‪ ،‬كالكيفيهههات المختصهههة بالكميهههات‪ ،‬كاالسهههتواء‬
‫واالعوجاج ونحوهما ظاهر‪ ،‬ف ن الجسم المتحر في كمه‪ ،‬يتحر في الكيفيات القاامة بكمه‪.‬‬
‫‪ .3‬الكم‪ :‬فالحركة فيهه تغيهر الجسهم فهي كمهه تغيهرا متصهال بنسهبة منتظمهة تهدريجا‪ ،‬كهالنمو الهذي ههو زيهادة الجسهم فهي‬
‫حجمه زيادة متصلة منتظمة تدريجا‪.‬‬
‫‪ .4‬الوضع‪ :‬الحركة فيه أيلا ظاهر‪ ،‬كحركة الكرة على محورهها‪ ،‬ف نهه تتبهدل بهها نسهبة النقهاط المفرولهة عليهها إلهى‬
‫الخارج عنها‪ ،‬وهو تغير تدريجي في ولعها‪.‬‬

‫نفي الحركة في المقوالت األخري‬


‫الجوهر‬ ‫الجدة‬ ‫اإلضافة‬ ‫متى‬ ‫الفعل واالنفعال‬
‫فو هههههوم الحركهههههة فيهههههه‪،‬‬ ‫ف نه د أخهذ فهي مفهوميهمها ف نههه‪ " :‬الهيههأة الحاصههلة ف نهها انتزاعيهة ف ن التغيهر فيهها‬
‫يسههتلزم تحققههها مههن غيههر‬ ‫التههههدري ‪ ،‬فههههال فههههرد آنههههي مههههن نسههههبة الشههههيء إلههههى تابعة لطرفيها تهههههههاب لتغيهههههههر‬
‫مولهههههوم ابهههههت‪ ،‬و هههههد‬ ‫الوجهههههود لهمهههههها‪ ،‬وو ههههههوم الزمهههان"‪ ،‬فههههي تدريجيهههة فههههههال تسههههههتقل مولههههههههههوعها‪،‬‬
‫تقدم أن تحققهها مو هوف‬ ‫الحركهههههة فيهمههههها يقتلهههههي تنهافي و هوم الحركهة فيهها بشههههههههههههههههههههيء كتغيهر النعهل أو‬
‫على مولوم ابهت بهاض‬ ‫القهدم عمها كانتها‬ ‫االنقسهههام إلهههى أ سهههام آنيهههة المقتلهههية لالنقسهههام إلهههى كالحركة‪.‬‬
‫ما دامت الحركة‪.‬‬ ‫عليه‪.‬‬ ‫الوجود‪ ،‬وليس لهما ذل ‪ .‬أ سام آنية الوجود‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ذهب صدر المتألهين ره إلى وقوع الحركة في مقولة الجوهر‪ ،‬واستدل عليه بأمور‪:‬‬
‫‪ .1‬أوضحها‪ :‬أن و وم الحركة في المقوالت األرب العرلية‪ ،‬يقلي بو وعها في مقولة الجوهر‪ ،‬والسبب في ذل ‪:‬‬

‫‪ .1‬األعههههههرا تابعههههههة‬
‫للجهههواهر مسهههتندة إليهههها‬
‫استناد الفعل إلى فاعله‪.‬‬

‫النتيجرررررة ‪ :‬الصرررررورة‬ ‫‪ .2‬ما يستند إليه وجهود‬


‫الجوهريررررررة متغيارررررررة‬ ‫األعرا هو الصورة‬
‫أيضا ً‪.‬‬ ‫النوعية‪.‬‬

‫‪ .5‬األعرا المعلولهة‬ ‫‪ .3‬الصههههورة النوعيههههة‬


‫للصههههههههورة النوعيههههههههة‬ ‫ههههههي المبهههههدأ القريهههههب‬
‫متغيّرة‪.‬‬ ‫لوجود األعرا ‪.‬‬

‫‪ .4‬تقدّم ّ‬
‫أن علة المتغيّر‬
‫متغيّرة‪.‬‬

‫‪ .2‬ويمكن أن يستدل على الحركرة فري الجروهر بمرا تقردم‪ّ :‬‬


‫أن وجهود العهر مهن مراتهب وجهود الجهوهر‪ ،‬مهن حيهث‬
‫كون وجودت في نفسه عين وجودت للجوهر ‪ ،‬فتغيرت وتجددت تغير للجوهر وتجدد له‪.‬‬

‫ثالثة استنتاجات من المباحث السابقة‪:‬‬


‫‪ .1‬أن الصور الطبيعية المتبدلة صهورة بعهد صهورة علهى المهادة بالحقيقهة‪ ،‬صهورة جوهريهة واحهدة سهيالة تجهري علهى‬
‫المادة‪ ،‬وينتزم من كل حد من حدودها مفهوم مغاير لما ينتزم مهن غيهرت‪ .‬ههذا فهي تبهدل الصهور الطبيعيهة بعلهها مهن‬
‫بعه ‪ ،‬وهنها حركهة اشهتدادية جوهريهة أخههر ‪ ،‬ههي حركهة المهادة األولهى إلهى الطبيعيههة‪ ،‬هم النباتيهة هم الحيوانيهة ههم‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ .2‬أن الجوهر المتحهر فهي جهوهرت‪ ،‬متحهر بجميه أعرالهه‪ ،‬لمها سهمعت مهن حهديث كهون وجهود األعهرا ‪ ،‬مهن‬
‫مراتب وجود الجوهر المولوم لها‪ .‬والزم ذل كون حركة الجوهر في المقوالت األرب أو ال الث مهن بيهل الحركهة‬
‫في الحركة‪ ،‬وعلى هذا ينبغي أن تسمى هذت الحركهات األربه أو اله الث "حركهات انيهة"‪ ،‬ومها لمطلهق األعهرا مهن‬
‫الحركة‪ ،‬بتب الجوهر ال بعرله "حركات أولى"‪.‬‬
‫‪ .3‬أن العالم الجسماني بمادته الواحدة حقيقة واحدة سيالة متحركة بجمي جواهرهها وأعرالهها افلهة واحهدة إلهى غايهة‬
‫ابتة لها الفعلية المحلة‪.‬‬

‫موضوع الحركة الجوهرية وفاعلها‬


‫وهرررذا كمرررا أن القرررائلين برررالكون والفسرررراد‪،‬‬ ‫إن مولههوم هههذت الحركههة هههو المههادة المتحصههلة بصههورة مهها‬ ‫قرالوا ‪ّ " :‬‬
‫النافين للحركة الجوهرية قالوا ‪ " :‬أن فاعهل‬ ‫مهههن الصهههور المتعا بهههة المتحهههدة باالتصهههال والسهههيالن‪ ،‬فوحهههدة المهههادة‬
‫المهههادة ههههو صهههورة مههها‪ ،‬محفوظهههة وحهههدتها‬ ‫وشخصههيتها محفوظههة‪ ،‬بصههورة مهها مههن الصههور المتبدلههة‪ ،‬وصههورة مهها‬
‫بجهههههوهر مفهههههارض‪ ،‬يفعلهههههها ويفعهههههل المهههههادة‬ ‫وإن كانههت مبهمههة‪ ،‬لكههن وحههدتها محفوظههة بجههوهر مفههارض هههو الفاعههل‬
‫بواسههطتها‪ ،‬فصههورة مهها شههريكة العلههة بالنسههبة‬ ‫للمههادة الحهههافظ لهههها ولوحهههدتها وشخصههيتها بصهههورة مههها‪ ،‬فصهههورة مههها‬
‫إلى المادة‪ ،‬حافظة لتحصلها ووحدتها"‪.‬‬ ‫شريكة العلة للمادة‪ ،‬والمادة المتحصلة بها هي مولوم الحركة "‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مالك حاجة الحركة إلى الموضوع‬
‫‪ .2‬وجود الحركة وجود ناعتي‬ ‫‪ .1‬حفظ وحدة الحركة‬
‫أن منهههاط الوجه ا خر الذي ذكروت إلحتياج الحركة للمولوم ال ابهت ههو أنهها معنهى نهاعتي‬ ‫مهههن الممكهههن أن يقهههال ّ‬
‫احتيههاج الحركههة إلههى المولههوم يحتاج إلى أمر موجهود لنفسهه حتهى يوجهد لهه وينعتهه‪ ،‬كمها أن األعهرا والصهور‬
‫ال ابهههت والبههها ي‪ ،‬أنّهههه بواسهههطته الجوهرية المنطبعة في المادة تحتاج إلى مولوم كذل ‪ ،‬توجد له وتنعته‪.‬‬
‫***‬ ‫تحفههظ وحههدة الحركههة‪ ،‬وال تنهه لم‬
‫أن مولهههوم الحركهههات العرلهههية أمهههر جهههوهري غيرهههها‪ ،‬ولكهههن‬ ‫بطهههرو االنقسههههام عليههههها‪ ،‬وعههههدم نقرررد‪ :‬صهههحيم ّ‬
‫مولوم الحركة الجوهريهة نفهس الحركهة‪ ،‬إذ ال نعنهي بمولهوم الحركهة‪ ،‬إال ذاتها‬ ‫اجتمام أجزااها في الوجود‪.‬‬
‫تقههوم بههه الحركههة وتوجههد لههه‪ ،‬والحركههة الجوهريههة لمهها كانههت ذاتهها جوهريههة سههيالة‪،‬‬ ‫***‬
‫إن اتصههههال الحركههههة فههههي كانههت اامههة بههذاتها موجههودة لنفسههها‪ ،‬فهههي حركههة ومتحركههة فههي نفسههها‪ .‬وإسههناد‬ ‫نقررررد‪ّ :‬‬
‫نفسهههها‪ ،‬وكهههون االنقسهههام وهميههها المولوعية إلى المادة التهي تجهري عليهها الصهور الجوهريهة علهى نحهو االتصهال‬
‫والسيالن‪ ،‬لمكان اتحادها معها‪ ،‬وإال فهي في نفسها عارية عن كل فعلية‪.‬‬ ‫غير فكي كاف في ذل ‪.‬‬

‫الزمان‬
‫إثبات وجوده‬
‫المقدمة األولى‪ :‬إنا نجد الحوادث الوا عة تحهت الحركهة منقسهمة إلهى طعهات‪ ،‬ال تجهام طعهة منهها القطعهة األخهر‬
‫في فعلية الوجود‪ ،‬ألن فعلية وجود القطعة المفرولة انيا‪ ،‬متوفقة على زوال الوجهود الفعلهي للقطعهة األولهى‪ ،‬هم نجهد‬
‫القطعة األولى‪ ،‬منقسهمة فهي نفسهها إلهى طعتهين كهذل ‪ ،‬ال تجهام إحهداهما األخهر ‪ ،‬وهكهذا كلمها حصهلنا طعهة‪ ،‬بلهت‬
‫القسمة إلى طعتين كذل ‪ ،‬من دون أن تقف القسمة على حد‪.‬‬
‫المقدمة الثانية‪ :‬ال يتأتى هذا اإلنقسام إال بعرو امتداد كمي علهى الحركهة تتقهدر بهه ألن بهول القسهمة مهن خهواو‬
‫الكمية والمقدار‪.‬‬
‫المقدمة الثالثة‪ :‬ليس هذا االمتداد نفس حقيقة الحركة ألنه امتداد متعين‪ ،‬وما في الحركة في نفسها امتهداد مهبهم‪ ،‬نظيهر‬
‫االمتداد المبهم الذي في الجسم الطبيعي‪ ،‬وتعينه الذي هو الجسم التعليمي‪.‬‬

‫ن‬ ‫ّ‬
‫تعي امتداد الحركة ‪ -‬كم متصل عارض للحركة‪ ،‬غي قار وال يجامع بعض أجزائه المفروضة‬ ‫إن هذا االمتداد ‪ -‬الذي به‬
‫التعليم‪ ،‬فإنها قارة مجتمعة األجزاء‪ .‬وهذا هو الزمان العارض للحركة ومقدارها‪ .‬والطرف منه‬
‫ي‬ ‫بعضا‪ ،‬بخالف كمية الجسم‬
‫الحاصل بالقسمة هو اآلن‪.‬‬

‫وقد تبين بما تقدم‪:‬‬


‫‪ :1‬أن لكهل حركهة زمانها خاصها بهها‪ ،‬هههو مقهدار تله الحركهة‪ .‬و هد أطبهق النههاس علهى تقهدير عامهة الحركهات‪ ،‬وتعيههين‬
‫النسب بينها بالزمان العام‪ ،‬الذي هو مقدار الحركة اليوميهة‪ ،‬لكونهه معروفها عنهدهم مشههودا لههم كافهة‪ ،‬و هد سهموت إلهى‬
‫القرون والسنين والشهور واألسابي ‪ ،‬واأليام والساعات والد ااق وال هواني وغيرهها‪ ،‬لتقهدير الحركهات بهالتطبيق عليهها‪.‬‬
‫والزمان الذي له دخل في الحوادث الزمانية‪ ،‬عند الم بتين للحركة الجوهرية‪ ،‬هو زمان الحركة الجوهرية‪.‬‬
‫‪ :2‬أن التقدم والتأخر ذاتيان بين أجزاء الزمان‪ ،‬بمعنى أن كون وجود الزمان سياال غيهر هار‪ ،‬يقتلهي أن ينقسهم ‪ -‬لهو‬
‫انقسم ‪ -‬إلى جزء يتو ف على زواله وجود جزء آخر بالفعل‪ ،‬والمتو ف عليه هو المتقدم والمتو ف هو المتأخر‪.‬‬
‫‪ :3‬أن ا ن ‪ -‬وهههو طههرف الزمههان والحههد الفاصههل بههين الجههزءين لههو انقسههم ‪ -‬هههو أمههر عههدمي لكههون االنقسههام وهميهها‬
‫غيرخارجي‪.‬‬
‫‪ :4‬أن تتالي ا نات ‪ -‬وهو اجتمام حدين عدميين أو أك ر من غير تخلل جزء من الزمان فاصهل بينهمها ‪ -‬محهال‪ ،‬وههو‬
‫ظاهر‪ ،‬وم له الكالم في تتالي ا نيات المنطبقة على طرف الزمان كالوصول واالفتراض‪.‬‬
‫‪ :5‬أن الزمان ال أول له وال آخر له‪ ،‬بمعنى الجزء الذي ال ينقسم من مبتداه أو منتهات ألن بول القسمة ذاتي للزمان‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫السرعة والبطؤ‬
‫تعريف سرعة وبطء الحركة‬
‫← فالسرعة ط مسافة ك يرة‬ ‫وإن تساوتا مسافة‪،‬‬ ‫إن تساوتا زمانا‪ ،‬فأك رهما‬ ‫إذا فرضنا حركتين‬
‫فأ لهما زمانا أسرعهما في زمان ليل‪ ،‬والبط خالفه‪.‬‬ ‫طعا للمسافة أسرعهما‬ ‫واعتبرنا النسبة بينهما‪:‬‬
‫هل علة بطء الحركة هي تخلل السكون بين أجزائها؟ الوا‪ " :‬إن الهبطء لهيس بتخلهل السهكون بهأن تكهون الحركهة كلمها‬
‫كان تخلل السكون فيها أك ر كانهت أبطهأ‪ ،‬وكلمها كهان أ هل كانهت أسهرم‪ ،‬وذله التصهال الحركهة بهامتزاج القهوة والفعهل‬
‫فيها‪ ،‬فال سبيل إلى تخلل السكون فيها"‪.‬‬
‫هل همرا متقرابالن؟ الحهق أنهمها وصهفان إلهافيان‪ ،‬فسهرعة حركهة بالنسهبة إلهى أخهر بهطء بعينهها بالنسهبة إلهى ال هة‪،‬‬
‫وكذل األمر في البطء والسرعة بمعنى الجريان والسيالن خاصة لمطلق الحركة‪ ،‬م تشهتد وتلهعف‪ ،‬فيحهدث ب لهافة‬
‫بعلها إلى بع السرعة والبطء اإللافيان‪.‬‬

‫ويطلق على ثبات الجسرم علرى‬ ‫يطلرررق علرررى خلرررو الجسرررم مرررن‬
‫حالررره التررري هرررو عليهرررا‪ .‬وههههذا‬ ‫الحركررة قبلهررا أو بعرردها‪ .‬وهههذا‬ ‫السكون‬
‫المعنى هو الزم المعنى األول‪.‬‬ ‫المعنى هو الذي يقابل الحركة‪.‬‬

‫ال يكاد يخلو عن الحركة جسم أو أمر جسماني‪:‬‬ ‫التقابل بينه وبين الحركة تقابل العدم والملكة‪:‬‬
‫ألنه معنى عهدمي‪ ،‬فيكهون ههو عهدم الحركهة عمها مهن إال ما كان آني الوجود‪ ،‬كالوصول إلى حهد المسهافة‪ ،‬وانفصهال‬
‫شيء من شيء‪ ،‬وحدوث األشكال الهندسية ونحو ذل ‪.‬‬ ‫شأنه أن يتحر ‪.‬‬

‫انقسامات الحركة‬
‫تنقسم الحركة بانقسام األمور الستة التي تتعلق بها ذاتها‪:‬‬
‫انقسامها‬ ‫انقسامها‬ ‫انقسامها بانقسام‬ ‫انقسامها‬ ‫انقسامها‬
‫بانقسام الفاعل‬ ‫بانقسام الزمان‬ ‫المقولة‬ ‫بانقسام الموضوع‬ ‫بانقسام المبدإ والمنتهى‬
‫كالحركههة مههن مكههان كههذا إلههى كحركههههههة النبههههههات كالحركههههههههة فههههههههي كالحركهههههة الليليهههههة كالحركههههة الطبيعيههههة‪،‬‬
‫مكان كذا‪ ،‬ومن لهون كهذا إلهى وحركههههة الحيههههوان الكيهههف‪ ،‬والحركهههة والحركة النهاريهة‪ ،‬والقسههرية‪ ،‬واإلراديههة‬
‫فههي الكههم والحركههة والحركههة الصههيفية ويلحههههق بههههها بوجهههههه‬ ‫لون كذا‪ ،‬وحركهة النبهات مهن وحركة اإلنسان‪.‬‬
‫والحركة الشتوية‪ .‬الحركة بالعر ‪.‬‬ ‫في الول ‪.‬‬ ‫در كذا إلى در كذا‪.‬‬

‫توضي‪ ،‬التقسيم األخير‪:‬‬


‫أو ال يكون‬ ‫الفاعل إما أن يكون ذا شعور‬
‫ذا شعور وإرادة بالنسبة إلى فعله‬ ‫وإرادة بالنسبة إلى فعله‬
‫وهو الفاعل النفساني‪ ،‬والحركهة إمها أن تكهون الحركههة منبع هة عههن وإما أن تكون منبع ة عنهه لقههر فاعهل آخهر إيهات‬
‫"نفسهانية"‪ ،‬كالحركههات اإلراديههة نفسه لو خلي ونفسه‪ ،‬وهو الفاعهل علههى الحركههة‪ ،‬وههههو الفاعههل القاسههر والحركهههة‬
‫" سرية" كالحجر المرمي إلى فوض‪.‬‬ ‫الطبيعي والحركة "طبيعية"‪.‬‬ ‫التي لإلنسان والحيوان‪.‬‬

‫قررالوا‪ " :‬إن الفاعههل القريههب للحركههة فههي جمي ه هههذت الحركههات هههو قررالوا‪ " :‬المبههدإ المباشههر المتوسههط بههين الفاعههل‬
‫طبيعهة المتحهر ‪ ،‬عهن تسههخير نفسهاني‪ ،‬أو ا تلهاء طبيعهي‪ ،‬أو هههر وبين الحركة هو مبدأ الميل الذي يوجهدت الفاعهل‬
‫في طبيعة المتحر "‪.‬‬ ‫الطبيعة القاسرة لطبيعة المقسور على الحركة "‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫خاتمة‬
‫يطلق مصطل‪ ،‬القوة ويراد به معاني متعددة‪:‬‬
‫مبدأ الفعل‪ ،‬كما تطلق القو النفسانية ويهراد بهها مبهادئ ا هار‬ ‫مبدأ القبول‬ ‫حي ية الفعل‬ ‫حي ية القبول‬
‫النفسانية‪ ،‬من إبصار وسم وتخيل وغير ذل ‪.‬‬ ‫القاام به ذل‬ ‫إذا كانت شديدة‬

‫القوة الفاعلة‬
‫العلم‬ ‫" قدرة‬
‫التي تكون‬
‫والمشية‬ ‫الحيوان "‬
‫مبدأ الفعل‬

‫وهي علة فاعلة تحتاج في تمام عليتها ووجوب‬


‫الفعل بها إلى أمور خارجة كحلور المادة القابلة‬
‫وصالحية أدوات الفعل وغيرها‪ ،‬تصير باجتماعها‬
‫علة تامة يجب معها الفعل‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫المرحلة الحادية عشر‪ :‬في العلم والعالم والمعلوم‬

‫قد تحصال مما تقدم أنا الموجود ينقسم إلى قسمين‪:‬‬


‫‪ .1‬ما برالقوة وهرو ‪ .2‬ما بالفعل وهو المجرد‪ :‬ومما يعر المجرد عرولا أوليا أن يكون علمها وعالمها ومعلومها‪،‬‬
‫المادة والماديات‪ .‬ألن العلم حلور وجود مجرد لوجود مجرد‪ ،‬فمن الحري أن نبحث عن ذل في الفلسفة‪.‬‬

‫تعريف العلم وانقسامه األولى‬


‫تعريرف العلرم‪ :‬حصهول العلهم لنها لههروري‪ ،‬وكهذل مفهومهه عنهدنا‪ ،‬وإنمها نريهد فههي ههذا الفصهل معرفهة مها ههو أظهههر‬
‫خواصه لنميز بها مصاديقه وخصوصياتها‪.‬‬
‫تقسيم العلم‪ :‬إن حصول المعلوم للعالم إما بماهيته أو بوجودت‪ ،‬واألول هو العلم الحصولي‪ ،‬وال اني هو الحلوري‪.‬‬
‫العلرم الحصرولي‪ :‬ههو علمنها العلررم الحضرروري‪ :‬وهههو عله كم الواحههد منهها بذاتههه‪ ،‬ف نههه ال يغفههل عههن نفسههه فههي حههال مههن‬
‫بهههاألمور الخارجهههة عنههها فهههي األحوال‪ ،‬سواء في ذل الخالء والمالء‪ ،‬والنوم واليقظة وأيهة حهال أخهر ‪ .‬ولهيس ذله‬
‫الجملههة‪ ،‬بمعنههى أنههها تحصههل بحلور ماهية ذاتنا عندنا حلهورا مفهوميها ألن المفههوم الحالهر فهي الهذهن ال يهأبى‬
‫لنا وتحلهر عنهدنا بماهياتهها‪ ،‬الصدض على ك يرين وإنما يتشخو بالوجود الخارجي‪ ،‬وهذا الهذي نشهاهدت مهن أنفسهنا‬
‫ال بوجوداتههها الخارجيههة التههي ونعبر عنه ب "أنا" أمر شخصي لذاته‪ ،‬والتشهخو شهأن الوجهود‪ ،‬فعلمنها بهذواتنا إنمها‬
‫هو بحلورها لنا بوجودها الخارجي الذي تترتب عليه ا ار‪.‬‬ ‫تترتب عليها ا ار‪.‬‬

‫֎ اتحاد العلم والمعلوم‪ :‬إن العلم عين المعلوم بالذات‪ ،‬إذ ال نعني بكون العلم حاصال لنا إال حصول المعلوم لنها‪،‬‬
‫وحصول الشيء وحلورت ليس إال وجودت‪ ،‬ووجودت نفسه‪.‬‬

‫֎ اتحاد العالم والمعلوم‪ :‬ال معنى لحصول المعلوم للعالم إال اتحهاد العهالم معهه‪ ،‬سهواء كهان معلومها حلهوريا أو‬
‫حصوليا‪ .‬وبيان ذل ‪:‬‬

‫المعلوم الحصولي‬ ‫المعلوم الحضوري‬


‫أيلا موجود للعالم‪ ،‬سهواء كهان جهوهرا‬ ‫وإن كان أمرا وجوده لموضوعه‬ ‫إن كان جوهرا قائما بنفسه‬
‫كان وجودت لنفسه‪ ،‬وههو مه والمفرو أن وجودت للعالم‪ ،‬فقد اتحهد العهالم موجهودا لنفسهه أو أمهرا موجهودا لغيهرت‪،‬‬
‫ذله للعههالم‪ ،‬فقههد اتحههد العههالم م مولهوعه‪ ،‬والعهر أيلها مهن مراتهب والزم كونه موجهودا للعهالم اتحهاد العهالم‬
‫وجود مولوعه غير خارج منهه‪ ،‬فكهذل مه معهههه‪ .‬علهههى أنهههه سهههيجيء أن العلهههم‬ ‫م نفسه‪.‬‬
‫الحصولي علم حلوري في الحقيقة‪.‬‬ ‫ما اتحد م مولوعه‪.‬‬

‫مجرد‬
‫ا‬ ‫مجرد عند‬
‫ا‬ ‫في إثبات أنا العلم حضور‬
‫ك‬
‫إن حصول العلم للعالم من خواو العلم‪ ،‬ولكن ليس المراد مطلق الحصول‪ ،‬بهل حصهول أمهر بالفعهل فعليهة محلهة ال‬ ‫ّ‬
‫وة فيه لشيء مطلقا‪ ،‬ف نا نشاهد بالوجدان أن المعلوم من حيهث ههو معلهوم لهيس فيهه هوة شهيء آخهر‪ ،‬وال يقبهل التغيهر‬
‫عما هو عليه‪ ،‬فهو حصول أمر مجرد عن المادة خال من غواشي القوة‪ ،‬ونسمي ذل حلورا‪.‬‬
‫فحلور المعلوم يستدعي كونه أمرا تاما في فعليته من غير تعلق بالمادة والقهوة الهذي يوجهب نقصهه وعهدم تمامهه مهن‬
‫حيث كماالته التي بالقوة‪ .‬ومقتلى حلور المعلوم أن يكون العالم الذي يحصل لهه العلهم أمهرا فعليها تهام الفعليهة‪ ،‬غيهر‬
‫نا و من جهة التعلق بالقوة‪ ،‬وهو كون العالم مجردا عن المادة خاليا عن القوة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أنواع العلم الحصولي‬
‫جزئي‬ ‫كلي‬
‫ما يمتن فر صد ه على ك يرين كالعلم بهذا اإلنسان بنهوم مهن االتصهال بمادتهه الحالهرة‪،‬‬ ‫مهها ال يمتنههه فهههر‬
‫ويسمى "علما إحساسيا"‪ ،‬وكالعلم باإلنسان الفرد من غير حلور مادته‪ ،‬ويسمى "علمها خياليها"‬ ‫صهد ه علهى ك يهرين‬
‫وع ُّد هذين القسمين ممتن الصدض على ك يرين هو من جهة اتصهال أدوات اإلحسهاس بهالمعلوم‬ ‫كهههههههههالعلم بماهيهههههههههة‬
‫الخههارجي فههي العلههم اإلحساسههي‪ ،‬وتو ههف العلههم الخيههالي علههى العلههم اإلحساسههي‪ ،‬وإال فالصههورة‬ ‫اإلنسههههههان ويسههههههمى‬
‫الذهنية ‪ -‬كيفما فرلت ‪ -‬ال تأبى أن تصدض على ك يرين‪.‬‬ ‫"عقال" و"تعقال"‪.‬‬

‫تجرد العلم‬
‫أدلة ا‬
‫‪ .1‬فعلية الصورة ‪ .2‬الصررورة العلميررة ال ‪ .3‬ليس للصورة العلميرة قابليرة التقسريم وال تتقيارد بالزمران والمكران‪:‬‬
‫العلمية فري ذاتهرا تمتنع عن الصدق على لههو كانهت الصههورة ماديههة منطبعههة بنههوم مههن االنطبههام فههي جههزء بههدني‪،‬‬
‫وعرررررردم قبولهرررررررا كثيررررررين‪ :‬وكهههههل أمهههههر لكانت منقسهمة بانقسهام محلهها‪ ،‬ولكهان فهي مكهان وزمهان‪ ،‬ولهيس كهذل ‪،‬‬
‫للتغيرر‪ :‬وكهل أمههر مههادي متشههخو ممتن ه فالعلم ال يقبل القسمة وال يشار إليه إشارة ولعية مكانيهة‪ ،‬وال أنهه مقيهد‬
‫مههههههههادي متغيّههههههههر الصههدض علههى أزيههد مههن بزمان لصحة تصورنا الصورة المحسوسة في و ت بعهد أمهد بعيهد مهن‬
‫غير تغير فيها‪ ،‬ولو كانت مقيدة بالزمان لتغيرت بتقليه‪.‬‬ ‫شخو واحد‪.‬‬ ‫وغير ابت‪.‬‬
‫وما يتوهم‪ :‬من مقارنة حصول العلم للزمان إنما هو مقارنة شرااط حصول االستعداد له‪ ،‬ال نفهس العلهم‪ ،‬وأمها توسهط‬
‫أدوات الحهس فهي حصهول الصهورة المحسوسهة ‪ ،‬وتو هف الصهورة الخياليهة علهى ذله ‪ ،‬ف نمها ههو لحصهول االسهتعداد‬
‫الخاو للنفس لتقو به على تم يل الصورة العلمية‪.‬‬

‫حقيقة االحساس والتخيال والتعقال‬


‫التخيال‬ ‫االحساس‬ ‫التعقال‬
‫"إن التعقّهههل إنمههها ههههو بتقشهههير المعلهههوم عهههن المهههادة هههههههالوا أنّهههههههه‪" :‬مشهههههههروط هالوا أنّههه‪" :‬مشهروط ببقههاء‬
‫هههالوا‪ّ :‬‬
‫واألعرا المشخصة له حتى ال يبقهى إال الماهيهة المعهراة بحلهههور المهههادة واكتنهههاف األعههههههههرا والهياههههههههات‬
‫عههههن القشههههور‪ ،‬كاإلنسههههان المجههههرد عههههن المههههادة الجسههههمية األعهههههههههرا والهياهههههههههات المشخصههههههههة مهههههههههن دون‬
‫حلور المادة"‪.‬‬ ‫الشخصية "‪.‬‬ ‫والمشخصات الزمانية والمكانية والولعية وغيرها"‪.‬‬
‫إنا لهذا الكالم جانب تمثيلي وهو لتقريب المطلب‪ ،‬وإال‪:‬‬
‫◄ فالمحسههوس صههورة مجههردة علميههة‪ ◄ ،‬وكههههذا اشههههتراط ◄ وكههذا اشههتراط التقشههير فههي التعقّههل للداللههة علههى‬
‫واشههههتراط حلههههور المههههادة واالكتنههههاف االكتنهههههههههههههههههههههههههههاف اشههتراط أن يحصههل أك ههر مههن تخيّههل ليتههوفر للههنفس‬
‫المشخصهههة ههههو لحصهههول بالمشخصهههههههههههههههههات اسههتعداد لتعقههل الماهيههة الكليههة المعبههر عنههه بههانتزام‬ ‫بهههاألعرا‬
‫الكلي من األفراد‪.‬‬ ‫للتخيل‪.‬‬ ‫االستعداد في النفس لإلحساس‪.‬‬

‫العوالم الثالثة للوجود اإلمكاني‬


‫عالم المادة‬ ‫عالم المثال‬ ‫عالم العقل‬
‫يلهههههي عهههههالم‬ ‫يلي عالم العقل‪ ،‬وهو عالم التجرد عن المادة دون آ ارهها ‪ -‬مهن الشهكل‬ ‫وهههو عههالم التجههرد عههن المههادة‬
‫الم هههههههههههههال‪،‬‬ ‫والمقهههدار والولههه وغيرهههها ‪ -‬ففيهههه الصهههور الجسهههمانية وأعرالهههها‬ ‫وآ ارهههها‪ ،‬وههههو أعلهههى العهههوالم‬
‫وههو مههوطن‬ ‫وهيااتها الكمالية من غير مادة تحمل القوة واالنفعهال‪ .‬و هد سهموت إلهى‬ ‫مرتبة وأ واهها وأ هدمها وجهودا‬
‫كههههل نقههههو‬ ‫الم هال األعظههم (القههاام بذاتههه)‪ ،‬والم ههال األصههغر (القههاام بههالنفس والتههي‬ ‫وأ ربها من المبدإ األول تعهالى‬
‫وشر‪.‬‬ ‫تتصرف فيهه كيهف تشهاء بحسهب الهدواعي المختلفهة الحقهة والجزافيهة‪،‬‬ ‫لتمام فعليتها وتنزت ذواتهها عهن‬
‫فتأتي أحيانا بصور حقة صالحة وأحيانا بصور جزافية تعبث بها)‪.‬‬ ‫شوب المادة والقوة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ينقسم العلم انقساما آخر إلى كلي وجزئي‬
‫الجزئي‬ ‫الكلي‬
‫ما يتغير بتغير المعلهوم بهالعر ‪،‬‬ ‫مهها ال يتغيههر بتغيههر المعلههوم بههالعر ‪ ،‬كصههورة البنههاء التههي يتصههورها البنّههاء فههي‬
‫كما إذا علمنا من طريهق اإلبصهار‬ ‫نفسه ليبني عليها‪ ،‬فالصورة عندت على حالها بل البناء‪ ،‬ومه البنهاء‪ ،‬وبعهد البنهاء‪،‬‬
‫بحركهههة زيهههد‪ ،‬هههم إذا و هههف عهههن‬ ‫وإن خرب وانهدم‪ ،‬ويسمى‪" :‬علم ما قبل الكثررة"‪ ،‬والعلهوم الحاصهلة مهن طريهق‬
‫الحركهة تغيهرت الصهورة العلميههة‬ ‫العلل كلية من هذا القبيل دااما‪ ،‬كعلم المنجم بأن القمر منخسف يوم كذا سهاعة كهذا‬
‫من الحركة إلى السهكون‪ ،‬ويسهمى‬ ‫إلى مدة كذا يعهود فيهه الوله السهماوي بحيهث يوجهب حيلولهة األر بينهه وبهين‬
‫"علم ما بعد الكثرة"‪.‬‬ ‫الشمس‪ ،‬فعلمه ابت على حاله بل الخسوف‪ ،‬ومعه‪ ،‬وبعدت‪.‬‬

‫أنواع التعقل‬
‫العقل اإلجمالي‬ ‫العقل بالقوة‬ ‫العقل التفصيلي‬
‫أن يعقل معقوالت ك يرة عقال بالفعل من غير أن يتميز بعلها مهن بعه ‪،‬‬ ‫أي ال يكون شياا مهن‬ ‫أن يعقههل معقههوال‬
‫وإنمها هههو عقههل بسههيط إجمههالي فيههه كهل التفاصههيل‪ ،‬وم لههوا لههه بمهها إذا سههأل‬ ‫المعقههههوالت بالفعههههل‪،‬‬ ‫أو معقههههههههههههوالت‬
‫ساال عن عدة من المساال التي ل علم بها‪ ،‬فحلر الجواب فهي الو هت‪،‬‬ ‫وال لهههههه شهههههيء مهههههن‬ ‫ك يهههههرة بالفعهههههل‪،‬‬
‫فأنت في أول لحظة تأخهذ فهي الجهواب تعلهم بهها جميعها علمها يقينيها بالفعهل‪،‬‬ ‫المعقههههوالت بالفعههههل‪،‬‬ ‫مميههههزا لبعلههههها‬
‫لكهههن ال تميهههز لبعلهههها مهههن بعههه ‪ ،‬وال تفصهههيل‪ ،‬وإنمههها يحصهههل التميهههز‬ ‫لخلهههههو الهههههنفس عهههههن‬ ‫مهن بعه مرتبها‬
‫والتفصيل بالجواب‪ ،‬كأن ما عند منب تنب وتجري منه التفاصيل‪.‬‬ ‫عامة المعقوالت‪.‬‬ ‫لها ‪.‬‬

‫مراتب العقل‬
‫‪ .4‬العقل المستفاد‬ ‫‪ .3‬العقل بالفعل‬ ‫‪ .2‬العقل بالملكة‬ ‫‪ .1‬العقل الهيوالني‬
‫تعقّلهههههه لجميههههه مههههها اسهههههتفادت مهههههن‬ ‫وههههههههههههو تعقّلهههههههههههه‬ ‫كونههه بههالقوة بالنسههبة إلههى جمي ه وهي المرتبهة التهي تعقهل‬
‫المعقههههههوالت البديهيههههههة والنظريههههههة‬ ‫النظريههات بتوسههيط‬ ‫المعقهههههوالت‪ ،‬ويسهههههمى "عقهههههال فيههههها األمههههور البديهيهههههة‬
‫المطابقههههة لحقههههااق العههههالم العلههههوي‬ ‫البههههههههههههديهيات وإن‬ ‫هيوالنيههها"‪ ،‬لشهههباهته فهههي خلهههوت مههههههههههههن التصههههههههههههورات‬
‫والسهههههفلي‪ ،‬باستحلهههههارت الجميههههه‬ ‫كانهههههههههت مرتبهههههههههة‬ ‫عهن المعقههوالت "الهيهولى" فههي والتصههديقات‪ ،‬ف ه ن تعلههق‬
‫والتفاتهه إليهها بالفعهل‪ ،‬فيكهون عالمها‬ ‫بعلههههههههها علههههههههى‬ ‫كونها بهالقوة بالنسهبة إلهى جميه العلهههم بالبهههديهيات أ هههدم‬
‫علميا ملاهيا للعالم العينّي‪.‬‬ ‫بع ‪.‬‬ ‫من تعلقه بالنظريات‪.‬‬ ‫الصور‪.‬‬

‫مفيض هذه الصور العلمية‬


‫مفيض الصور العلمية الجزئية‬ ‫مفيض الصور العلمية الكلياة‬
‫جوهر عقلي مفارض للمادة‪ ،‬فيه جمي الصور العقلية الكلية علهى نحهو جهههوهر م هههالي مفهههارض‪ ،‬فيهههه جميههه الصههههور‬
‫ما تقدم من العلم اإلجمالي العقلهي‪ ،‬تتحهد معهه الهنفس المسهتعدة للتعقهل الم اليههة الجزايههة علههى نحههو العلههم اإلجمههالي‪،‬‬
‫على در استعدادها الخاو‪ ،‬فيفي عليهها مها تسهتعد لهه مهن الصهور تتحههههد معههههه الههههنفس علههههى ههههدر مهههها لههههها مههههن‬
‫االستعداد‪.‬‬ ‫العقلية‪.‬‬

‫ينقسم العلم الحصولي إلى تصور وتصديق‬


‫التصديق‬ ‫التصور‬
‫ههههو الصهههورة الحاصهههلة مهههن هو الصورة الحاصلة من معلوم معها إيجاب شيء لشيء أو سلب شيء عن شيء‪،‬‬
‫معلوم واحد أو ك ير من غيهر كقولنا "اإلنسان لاح "‪ ،‬و ولنا "ليس اإلنسان بحجر"‪ .‬ويسمى باعتبار حكمه‬
‫إيجههههاب أو سههههلب‪ ،‬كتصههههور " لية"‪ ،‬وهو يتو ف على تصور المولوم والمحمول‪ ،‬فال تصديق إال عن تصور‪.‬‬
‫اإلنسان والجسم والجوهر‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫بيان أجزاء القضية‬
‫عند ا‬
‫العالمة‬ ‫عند المشهور‬
‫֎ أجررزاء القضررية الموجبررة‪ :‬المولههوم‬ ‫֎ أجزاء القضية الموجبة‪:‬‬
‫والمحمههول والحكههم‪ .‬والسههبب فههي ذل ه ‪ّ :‬‬
‫أن‬ ‫في الهليات البسيطة‬ ‫في الهليات المركبة‬
‫النسبة الحكمية تحتاج إليها النفس في فعلهها‬ ‫التي محمولها وجود الموضوع‬ ‫التي محموالتها غير وجود‬
‫الحكم وجعلها المولهوم ههو المحمهول‪ ،‬ال‬ ‫كقولنا " اإلنسان موجود "‬ ‫الموضوع‬
‫القلية بما ههي لهية فهي انعقادهها‪ .‬ويهدل‬ ‫المولهههههوم والمحمهههههول والنسهههههبة المولههوم والمحمههول والحكههم‪ ،‬إذ‬
‫علههههى ذلهههه تحقههههق القلههههية فههههي الهليههههات‬ ‫الحكمية ‪ -‬وهي نسبة المحمول إلهى ال معنههههى لتخلههههل النسههههبة ‪ -‬وهههههي‬
‫البسههيطة بههدون النسههبة الحكميههة التههي تههربط‬ ‫المولهههههههوم ‪ -‬والحكهههههههم باتحهههههههاد الوجهههههود الهههههرابط ‪ -‬بهههههين الشهههههيء‬
‫المحمول بالمولوم‪.‬‬ ‫ونفسه‪.‬‬ ‫المولوم م المحمول‪.‬‬
‫֎ أجرررزاء القضرررية السرررالبة‪ :‬المولهههوم‬ ‫֎ أجررزاء القضررية السرررالبة‪ :‬المولههوم والمحمهههول والنسههبة الحكميهههة‬
‫والمحمول‪.‬‬ ‫أن فيههها حكمهها عههدميا‪ ،‬ألن الحكههم جعههل شههيء‬ ‫السههلبية وال حكههم فيههها‪ ،‬ال ّ‬
‫شياا‪ ،‬وسلب الحكم عدم جعله‪ ،‬ال جعل عدمه‪.‬‬

‫حقيقة الحكم‬
‫الحكم فعل من النفس في ظهرف اإلدرا الهذهني‪ ،‬ولهيس مهن االنفعهال التصهوري فهي شهيء‪ ،‬وحقيقتهه فهي ولنها‪" :‬زيهد‬
‫اام" ‪ -‬مه ال ‪ّ -‬‬
‫أن الهنفس تنهال مهن طريهق الحهس موجهودا واحهدا ههو "زيهد القهاام‪ ،‬هم تجزاهه إلهى مفههومي‪" :‬زيهد" و‬
‫"القاام" وتخزنهما عندها‪ ،‬م إذا أرادت حكاية مها وجدتهه فهي الخهارج‪ ،‬أخهذت صهورتي "زيهد" و "القهاام" مهن خزانتهها‬
‫وهما ا نتان‪ ،‬م جعلتهما واحدا ذا وجود واحد‪ ،‬وهذا هو الحكم الذي ذكرنا أنه فعهل للهنفس تحكهى بهه الخهارج علهى مها‬
‫كان‪ .‬فالحكم فعل للنفس‪ ،‬وهو م ذل مهن الصهور الذهنيهة الحاكيهة لمها وراءهها‪ ،‬ولهو كهان الحكهم تصهورا مهأخوذا مهن‬
‫الخارج كانت القلهية غيهر مفيهدة لصهحة السهكوت‪ ،‬كمها فهي كهل مهن المقهدم والتهالي فهي القلهية الشهرطية‪ ،‬ولهو كهان‬
‫تصورا أنشأته النفس من عندها من غير استعانة من الخارج لم يح الخارج‪.‬‬

‫انقسام العلم الحصولي إلى بديهي ونظري‬


‫النظري‬ ‫البديهي‬
‫تعريفه‪ :‬ما يتو ف في تصهورت‬ ‫تعريفرره‪ :‬مهها ال يحتههاج فههي تصههورت أو التصههديق بههه إلههى اكتسههاب ونظههر‪ ،‬كتصههور‬
‫أو التصههديق بههه علههى اكتسههاب‬ ‫بههأن الكههل أعظههم مههن جزاههه‪ّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫مفهههوم الشههيء والوحههدة ونحوهمهها‪ ،‬وكالتصههديق ّ‬
‫ونظر‪ ،‬كتصهور ماهيهة اإلنسهان‬ ‫األربعة زوج‪.‬‬
‫ّ‬
‫بههههههأن‬ ‫والفههههههرس‪ ،‬والتصههههههديق‬
‫الزوايهههها الهههه الث مههههن الم لههههث‬ ‫وأوالهررا بررالقبول األوليررات‪ :‬وهههي القلههايا‬
‫↙ البرديهيات كثيرررة مبينررة فرري المنطررق ْ‬
‫مسههاوية لقههاامتين‪ّ ،‬‬
‫وأن اإلنسههان‬ ‫التي يكفي في التصديق بها تصور المولهوم والمحمهول كقولنها‪" :‬الكهل أعظهم مهن‬
‫ذو نفس مجردّة‪.‬‬ ‫جزاههه"‪ ،‬و ولنهها‪" :‬الشهههيء ال يسههلب عهههن نفسههه"‪ .‬وأولههى األوليهههات بههالقبول لهههية‬
‫استحالة اجتمام النقيلين وارتفاعهما‪ ،‬وهي لية منفصلة حقيقيهة‪" :‬إمها أن يصهدض‬
‫↙ العلرروم النظريررة تنتهرري إلررى‬ ‫اإليجههاب أو يصههدض السههلب"‪ ،‬وال تسههتغنى عنههها فههي إفههادة العلههم لههية نظريههة وال‬
‫العلرروم البديهيرررة وتتبرررين بهرررا‪:‬‬ ‫بديهية حتى األوليهات‪ ،‬فه ن ولنها‪" :‬الكهل أعظهم مهن جزاهه"‪ ،‬إنمها يفيهد علمها إذا كهان‬
‫وإال ذهههههب األمههههر إلههههى غيههههر‬ ‫نقيله‪ ،‬وهو ولنا‪" :‬ليس الكل بأعظم من جزاه" كاذبا‪ .‬فهي أول لية مصهدّض بهها‬
‫النهاية‪ ،‬م لم يفهد علمها علهى مها‬ ‫ال يرتاب فيها ذو شهعور‪ ،‬وتبتنهى عليهها العلهوم‪ ،‬فلهو و ه فيهها شه ‪ ،‬سهر ذله فهي‬
‫بين في المنطق‪.‬‬ ‫جمي العلوم والتصديقات‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫أقسام السوفسطائيين‬
‫֍ القسم األول‪ :‬السوفسهطي المنكهر لوجهود العلهم والشها فهي كهل شهيء‪ ،‬غيهر مسهلم لقلهية "أولهى األوااهل"‪ ،‬إذ فهي‬
‫تسليمها اعتراف بأن كل ليتين متنا لتين ف ن إحداهما حقة صاد ة‪.‬‬
‫إن لم يعترف بأناه يعلم أناه شاك بل أظهر أناه شاك في شكه باألشياء‬ ‫إن اعترف بأناه يعلم أناه شاك‬
‫◄ فقد اعترف بعلم ما‪ ،‬وسهلم ◄ سقطت معه المحاجة ولم ينج فيه برهان‪ ،‬وهذا اإلنسان‪:‬‬
‫لية "أولهى األوااهل"‪ ،‬فهأمكن ‪ .1‬إما مبتلى بمر أور ه اختالال في اإلدرا ‪ ،‬فليراج الطبيب‪.‬‬
‫أن يلهههزم بعلهههوم ك يهههرة تما هههل ‪ .2‬إما معانهد للحهق يظههر مها يظههر لدحلهه‪ ،‬فليلهرب وليه لم‪ ،‬وليمنه ممها يقصهدت‬
‫علمههه بأنههه شهها ‪ ،‬كعلمههه بأنههه ويريدت‪ ،‬ولي مر بما يبغله ويكرهه‪ ،‬إذ ال ير حقيقة لشيء من ذل ‪.‬‬
‫يههر ويسههم ويلمههس ويههذوض ‪ .3‬ربما راج بعلهم هذت العلوم العقلية‪ ،‬فشهاهد اخهتالف البهاح ين فهي المسهاال بهين‬
‫ويشههم‪ ،‬وأنههه ربمهها جههام فقصههد اإل بهات والنفههي والحجه التههي أ اموههها علهى كههل مهن طرفههي النقههي ‪ ،‬ولهم يقههدر لقلههة‬
‫مهها يشههبعه‪ ،‬أو ظمههأ فقصههد مهها بلاعته على تمييز الحهق مهن الباطهل‪ ،‬فتسهلّم طرفهي النقهي فهي مسهألة بعهد مسهألة‪،‬‬
‫يرويه‪ ،‬وإذا ألهزم بهها ألهزم بمها فأسهاء الظهن بهالمنطق‪ ،‬وزعهم أن العلهوم نسهبية غيهر ابتهة‪ ،‬والحقيقهة بالنسهبة إلهى كهل‬
‫دونهههها مهههن العلهههوم‪ ،‬ألن العلهههم باحث مها دلهت عليهه حجتهه‪ .‬وليعهال أم هال ههوالء ب يلهاح القهوانين المنطقيهة وإراءة‬
‫لايا بديهية ال تقبل الترديد‪ ،‬وليبالغ فهي تفههيم معهاني أجهزاء القلهايا‪ ،‬وليه مروا أن‬ ‫ينتهي إلى الحس كما تقدم‪.‬‬
‫يتعلموا العلوم الريالية‪.‬‬
‫֍ القسم الثاني‪ :‬يتسلمون اإلنسان وإدراكاته‪ ،‬ويظهرون الش في ما وراء ذله ‪ ،‬فيقولهون‪" :‬نحهن وإدراكاتنها‪ ،‬ونشه‬
‫فيما وراء ذل "‪.‬‬
‫֍ القسم الثالث‪ :‬تفطنوا بما في ولهم‪" :‬نحهن وإدراكاتنها" مهن االعتهراف بحقهااق ك يهرة‪ ،‬مهن أناسهي وإدراكهات لههم‪،‬‬
‫وتل حقااق خارجية‪ ،‬فبدلوا الكالم بقولهم‪" :‬أنا وإدراكاتي وما وراء ذل مشكو "‪.‬‬
‫أن اإلنسان ربما يخطي في إدراكاتهه‪ ،‬كمها فهي مهوارد أخطهاء الباصهرة والالمسهة وغيرهها مهن أغهالط الفكهر‪،‬‬ ‫ويدفعه‪ّ :‬‬
‫ولو ال أن هنا حقااق خارجة من اإلنسان وإدراكاته تنطبق عليها إدراكاته أو ال تنطبق‪ ،‬لم يستقم ذل باللرورة‪.‬‬
‫ربما قيل‪ :‬إن قول هؤالء لريس مرن السفسرطة فري شريء‪ ،‬برل المرراد أن مرن المحتمرل أن ال تنطبرق الصرور الظراهرة‬
‫للحواس بعينهرا علرى األمرور الخارجيرة‪ ،‬بمرا لهرا مرن الحقيقرة‪ ،‬فرالحواس التري هري مبرادك اإلدراك‪ ،‬ال تكشرف عمرا‬
‫وراءها من الحقائق‪ ،‬وسائر اإلدراكات منتهية إلى الحواس‪.‬‬
‫أن هنها حقهااق وراء اإلدرا ال يكشهف عنهها‬ ‫أن اإلدراكات إذا فرلت غير كاشفة عما وراءها‪ ،‬فمن أين علم ّ‬ ‫وفيه‪ّ :‬‬
‫اإلدرا ا! وهل يصل اإلنسان إلى الصواب الذي يخطى فيهه الحهواس‪ ،‬إال مهن طريهق اإلدرا اإلنسهانيا! وبعهد ذله‬
‫أن ولنها‪" :‬يجهوز أن ال ينطبهق‬ ‫كله‪ ،‬تجويز أن ال ينطبق مطلق اإلدرا على مها وراءت‪ ،‬ال يحتمهل إال السفسهطة‪ ،‬حتهى ّ‬
‫شيء من إدراكاتنا على الخارج" ال ي من أن ال يكشف ‪ -‬بحسب مفاهيم مفرداته والتصديق الذي فيه ‪ -‬عن شيء‪.‬‬

‫انقسام العلم الحصولي إلى حقيقي واعتباري‬


‫االعتباري‬ ‫الحقيقي‬
‫ما كان بخالف ذل ‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫هو المفههوم الهذي يوجهد‬
‫‪ .1‬إما من المفاهيم التي حي ية مصدا ها حي يهة أنهه فهي الخهارج‪ ،‬كهالوجود وصهفاته الحقيقيهة‬ ‫تهههارة بوجهههود خهههارجي‬
‫كالوحدة والفعلية وغيرهما‪ ،‬فال يدخل الذهن‪ ،‬وإال النقلب‪.‬‬ ‫فيترتههههب عليههههه آ ههههارت‪،‬‬
‫‪ .2‬إمهها مههن المفههاهيم التههي حي يههة مصههدا ها حي يههة أنههه فههي الههذهن‪ ،‬كمفهههوم الكلههي والجههنس‬ ‫وتههارة بوجههود ذهنههي ال‬
‫والنههوم‪ ،‬فههال يوجههد فههي الخههارج‪ ،‬وإال النقلههب‪ .‬وهههذت المفههاهيم إنمهها يعملههها الههذهن بنههوم مههن‬ ‫يترتهههههب عليهههههه آ هههههارت‪،‬‬
‫التعمل‪ ،‬ويو عها على مصاديقها‪ ،‬لكن ال كو وم الماهية وحملها علهى أفرادهها‪ ،‬بحيهث ت خهذ‬ ‫وهذا هو "الماهية"‪.‬‬
‫في حدها‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ومما تقدم يظهر‪:‬‬
‫‪ .2‬أن ما كهان منهها محمهوال علهى أزيهد ‪ .3‬أن المفاهيم االعتباريهة‬ ‫‪ .1‬أن مههها كهههان مهههن المفهههاهيم محمهههوال علهههى‬
‫مههههن مقولههههة واحههههدة‪ ،‬كالحركههههة‪ ،‬فههههههو ال حههد لههها‪ ،‬وال ت خههذ فههي‬ ‫الواجههب والممكههن معهها‪ ،‬كههالوجود والحيههاة فهههو‬
‫اعتبههههاري‪ ،‬وإال كههههان مجنسهههها بجنسههههين حد ماهية من الماهيات‪.‬‬ ‫اعتبههاري‪ ،‬وإال لكههان الواجههب ذا ماهيههة تعههالى‬
‫فأزيد‪ ،‬وهو محال‪.‬‬ ‫عن ذل ‪.‬‬

‫معاني المصطلحات األخري لالعتباري‬


‫‪ .3‬مهها يو هه ويحمههل علههى المولههوعات بنههوم مههن التشههبيه‬ ‫‪ .1‬االعتبهههههاري ‪ .2‬االعتبههاري بمعنهههى مههها لهههيس لهههه‬
‫والمناسبة‪ ،‬للحصول على غاية عمليهة‪ ،‬كه طالض الهرأس علهى‬ ‫مقابهل األصهيل‪ ،‬وجههود منحههاز‪ ،‬مقابههل مهها لههه وجههود‬
‫زيد‪ ،‬لكهون نسهبته إلهى القهوم كنسهبة الهرأس إلهى البهدن‪ ،‬حيهث‬ ‫كالماهيههة مقابههل منحاز‪ ،‬كاإللافة الموجهودة بوجهود‬
‫يدبر أمرهم‪ ،‬ويصلم شأنهم‪ ،‬ويشهير إلهى كهل بمها يخصهه مهن‬ ‫طرفيهههها‪ ،‬مقابهههل الجهههوهر الموجهههود‬ ‫الوجود‪.‬‬
‫واجب العمل‪.‬‬ ‫بنفسه‪.‬‬

‫أقسام المعلوم الحصولي‬


‫المعلوم بالعرض‬ ‫المعلوم بالذات‬
‫ههههو الصهههورة الحاصهههلة بنفسهههها عنهههد هو األمر الخارجي الهذي يحكيهه الصهورة العلميهة‪ ،‬ويسهمى معلومها بهالعر‬
‫والمجاز‪ ،‬التحاد ما له م المعلوم بالذات‪.‬‬ ‫العالم‪.‬‬

‫رجوع العلم الحصولي إلى العلم الحضوري‬


‫مجرد‪:‬‬
‫ا‬ ‫تقدم أنا كل معقول‪ ،‬وكل عاقل فهو‬
‫مجردة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فليعلم ّ‬
‫أن هذت المفاهيم الظاهرة للقوة العا لة‪ ،‬التي تكتسب بحصولها لها الفعلية‪ ،‬حيث كانت‬
‫فهي أ و وجودا من النفس العا لة التي تستكمل بها وآ ارها مترتبة عليها‬

‫فهي في الحقيقة‪:‬‬
‫موجودات مجردة‪ ،‬تظهر بوجوداتها الخارجية للنفس العالمة‬
‫وتتحد بمولوعاتها المتصفة بها إن كانت أعرالا‬ ‫فتتحد النفس بها إن كانت صور جواهر‬

‫لكنّا التصهالنا مهن طريهق أدوات اإلدرا بهالمواد‪ ،‬نتهوهم أنهها نفهس الصهور القاامهة بهالمواد‪ ،‬نزعناهها مهن المهواد مهن دون‬
‫آ ارها المترتبة عليها في نشأة المادة‪ ،‬فصارت وجودات ذهنية لنشياء‪ ،‬ال يترتب عليها آ ارها‪.‬‬

‫تبين بهذا البيان‪:‬‬


‫‪ّ .2‬‬
‫أن العقول المجردة عن المادة ال علم حصوليا عندها‪،‬‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫أن العلوم الحصولية في الحقيقة علوم حلورية‪.‬‬
‫النقطاعها عن المادة ذاتا وفعال‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫كل مجرد فهو عاقل‬
‫الدليل في علمه بغيره‬ ‫الدليل في علمه بنفسه‬
‫ألن المجههرد تههام ذاتهها‪ ،‬ال تعلههق لههه ف ه ن لههه لتمههام ذاتههه‪ ،‬إمكههان أن يعقههل كههل ذات تههام يمكههن أن يعقههل‪ ،‬ومهها للموجههود‬
‫بالقوة‪ ،‬فذاتهه التامهة حالهرة لذاتهه المجرد باإلمكان فهو له بالفعل‪ ،‬فهو عا ل بالفعل لكهل مجهرد تهام الوجهود‪ ،‬كمها أن‬
‫كل مجرد فهو معقول بالفعل وعقل بالفعل‪.‬‬ ‫موجودة لها‪.‬‬
‫֍ إن قلت‪ :‬مقتضى ما ذكر كون النفس اإلنسانية عاقلة لكل معقول‪ ،‬لتجردها‪ ،‬وهو خالف الضرورة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬هو كذل ‪ ،‬لكن النفس مجردة ذاتا ال فعال‪ ،‬فهي لتجردها ذاتا تعقل ذاتها بالفعل‪ ،‬لكن تعلّقها فعهال يوجهب خروجهها‬
‫من القوة إلى الفعل تدريجا بحسب االستعدادات المختلفة‪ ،‬فه ذا تجهردت تجهردا تامها‪ ،‬ولهم يشهغلها تهدبير البهدن‪ ،‬حصهلت‬
‫لها جمي العلوم حصوال بالعقل اإلجمالي‪ ،‬وتصير عقال مستفادا بالفعل‪.‬‬
‫وغير خفي‪ :‬أن ههذا البرههان إنمها يجهري فهي الهذوات المجهردة الجوهريهة التهي وجودهها لنفسهها‪ ،‬وأمها أعرالهها التهي‬
‫وجودها لغيرها فال‪ ،‬بل العا ل لها مولوعاتها‪.‬‬

‫العلم الحضوري ال يختص بعلم الشيء بنفسه‬


‫تقدم أن الجواهر المجردة لتمامها وفعليتهرا حاضررة فري نفسرها لنفسرها‪ ،‬فهري عالمرة بنفسرها علمرا حضروريا‪ ،‬فهرل‬
‫يختص العلم الحضوري بعلم الشيء بنفسه‪ ،‬أو يعمه وعلم العلة بمعلولها إذا كانا مجردين‪ ،‬وبالعكس؟‬
‫اإلشراقيون على الثاني‬ ‫المشاءون على األول‬

‫والحق ما ذهب إليه اإلشراقيون‪:‬‬


‫وكههذل العلههة حالههرة بوجودههها لمعلولههها القههاام بههها‬ ‫وذله ألن وجهود المعلهول رابهط لوجههود العلهة‪ ،‬هاام بهه‪ ،‬غيههر‬
‫المستقل باسهتقاللها‪ ،‬إذا كانها مجهردين‪ ،‬مهن غيهر حااهل‬ ‫مستقل عنه‪ ،‬فهو إذا كانها مجهردين حالهر بتمهام وجهودت عنهد‬
‫يحهول بينهمها‪ ،‬فههي معلومههة لمعلولهها علمها حلههوريا‪،‬‬ ‫علتههه‪ ،‬ال حااههل بينهمهها‪ ،‬فهههو بههنفس وجههودت معلههوم لههها علمهها‬
‫وهو المطلوب‪.‬‬ ‫حلوريا‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫المرحلة الثانية عشر‪ :‬فيما يتعلق بالواجب تعالى‬

‫إثبات وحدانيته تعالى‬ ‫إثبات ذاته تعالى‬

‫لههو كههان هنهها واجبههان فصههاعدا‪ ،‬امتههاز أحههدهما مههن‬ ‫حقيقههة الوجههود ‪ -‬التههي هههي أصههيلة ال أصههيل دونههها‪،‬‬
‫ا خهر بعههد اشهتراكهما فههي وجههوب الوجهود‪ ،‬ومهها بههه‬ ‫وصرفة ال يخالطها غيرها‪ ،‬لبطالن الغيهر‪ ،‬فهال هاني لهها‬
‫االمتيهاز غيهر مهها بهه االشههترا باللهرورة‪ ،‬والزمههه‬ ‫‪ -‬واجبة الوجود‪ ،‬للرورة بوت الشيء لنفسهه‪ ،‬وامتنهام‬
‫تركههب ذاتهمهها ممهها بههه االشههترا ومهها بههه االمتيههاز‪،‬‬ ‫صدض نقيله ‪ -‬وهو العدم ‪ -‬عليهه‪ ،‬ووجوبهها إمها بالهذات‬
‫والزم التركههب الحاجههة إلههى األجههزاء‪ ،‬وهههي تنههافي‬ ‫أو بههالغير‪ ،‬لكههن كههون وجوبههها بههالغير خلههف‪ ،‬إذ ال غيههر‬
‫الوجوب الذاتي الذي هو مناط الغنى الصرف‪.‬‬ ‫هنا ‪ ،‬وال اني لها‪ ،‬فهي واجبة الوجود بالذات‪.‬‬
‫ويتفرع على وحدانيته تعالى بهذا المعنى‪:‬‬

‫‪ّ .1‬‬
‫أن وجودت تعالى غير محدود بحد عدمي يوجب انسالبه عما وراءت‪.‬‬

‫ال يتحقههق إال‬ ‫‪ّ .2‬‬


‫أن ذاتهه تعهالى بسهيطة‪ ،‬منفهي عنهها التركيهب بهأي وجهه فهر ‪ ،‬إذ التركيهب‪ ،‬بهأي وجهه فهر‬
‫بأجزاء يتألف منها الكل ويتو ف تحققه على تحققها‪ ،‬وهو الحاجة إليها‪ ،‬والحاجة تنافي الوجوب الذاتي‪.‬‬

‫الواجب تعالى هو المبدأ المفيض لكل وجود وكمال وجودي‬


‫ما سوات (تعالى) ‪ -‬من الوجودات اإلمكانية ‪-‬‬ ‫كل موجود غيرت تعالى ممكن بالذات‪،‬‬
‫فقراء في أنفسها‪ ،‬متعلقات في حدود ذواتها‪.‬‬ ‫النحصار الوجوب بالذات فيه تعالى‪.‬‬

‫فهي وجودات رابطة ال استقالل لها حدو ا وال بقاء‬ ‫وكل ممكن ف ن له ماهية‬
‫وإنما تتقوم بغيرها‪.‬‬ ‫هي التي تستوي نسبتها إلى الوجود والعدم‪ ،‬وهي التي تحتاج‬
‫في وجودها إلى علة بها يجب وجودها فتوجد‪.‬‬

‫وينتهي ذل إلى وجود مستقل في نفسه غني في‬ ‫العلة إن كانت واجبة بالذات فهو‪ ،‬وإن كانت واجبة بالغير‬
‫ذاته‪ ،‬ال تعلق له بشيء تعلق الفقر والحاجة‪،‬‬ ‫انتهى ذل إلى الواجب بالذات‪ ،‬فالواجب بالذات هو الذي‬
‫وهو الواجب الوجود (تعالى وتقدس)‪.‬‬ ‫يفي عنه وجود كل ذي وجود من الماهيات‪.‬‬

‫تب اين أن الواجب الوجود تعالى هو المفيض لوجود ما سواه‬

‫ارت القاامة به والنسهب والهروابط التهي بينهه‪ ،‬فه ن العلهة الموجبهة للشهيء المقومهة‬ ‫وكما أنه مفي له مفي‬
‫لوجودت علة موجبة ارت والنسب القاامة به ومقومة لها‪ ،‬فهو (تعالى) وحدت المبدأ الموجد لما سوات‪ ،‬الماله‬
‫له‪ ،‬المدبر ألمرت‪ ،‬فهو رب العالمين ال رب سوات‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫تتمة ‪ :‬قالت الثنوية‪ " :‬إن في الوجود خيرا وشرا‪ ،‬وهما متضادان‪ ،‬ال يستندان إلى مبدإ‬
‫فهناك مبدئان‪ :‬مبدأ الخيرات ومبدأ الشرور "‪.‬‬ ‫واحد‪،‬‬

‫عن أرسطو‪ :‬أن األقسام خمسة‪:‬‬


‫عن أفالطون في دفعه‪:‬‬
‫۝ مهها هههو خيههر مح ه ‪ :‬وهههو موجههود كههالعقول المجههردة التههي‬
‫ليس فيها إال الخير‪ .‬۝ ما خيرت ك يهر وشهرت ليهل‪ :‬وههو موجهود‬ ‫أ ّن الشه ّ‬
‫هههر عههههدم‪ ،‬والعههههدم ال يحتههههاج إلههههى علههههة‬
‫كساار الموجودات المادية التي فيها خيهر ك يهر بهالنظر إلهى النظهام‬ ‫فيالههههة‪ ،‬بههههل علتههههه عههههدم الوجههههود‪ .‬و ههههد بههههين‬
‫الصههغر بأم لههة جزايههة‪ ،‬كالقتههل الههذي هههو ش هر‬
‫العههام‪ ،‬فهه ن فههي تههر إيجههادت شههرا ك يههرا‪ .‬۝ مهها خيههرت وشههرت‬
‫م ال‪ ،‬ف ن الشر ليس ههو هدرة القاتهل عليهه‪ ،‬ف نهه‬
‫متساويان‪ :‬وهو غير موجود‪ ،‬ف ن فهي إيجهادت ترجيحها بهال مهرجم‪.‬‬ ‫كمههال لههه‪ ،‬وال حههدة السههيف ‪ -‬م ه ال ‪ -‬وصههالحيته‬
‫۝ ما شرت ك ير وخيرت ليل‪ :‬وهو غير موجهود‪ ،‬فه ن فهي إيجهادت‬ ‫للقط ‪ ،‬ف نه كمهال فيهه‪ ،‬وال انفعهال ر بهة المقتهول‬
‫ترجيم المرجوح على الراجم‪ .‬۝ ما هو شر مح ‪ :‬وهو غيهر‬ ‫مههن اللههربة‪ ،‬ف نههه مههن كمههال البههدن‪ ،‬فههال يبقههى‬
‫موجود‪ ،‬وأمهرت والهم‪ .‬وبالجملهة لهم يسهتند بالهذات إلهى العلهة‪ ،‬إال‬ ‫للشههر إال بطههالن حيههاة المقتههول بههذل ‪ ،‬وهههو أم هر‬
‫الخير المح والخيهر الك يهر‪ ،‬وأمها الشهر القليهل‪ ،‬فقهد اسهتند إليهها‬ ‫عدمي‪ ،‬وعلى هذا القياس في ساار الموارد‪.‬‬
‫بعر الخير الك ير الذي يلزمه‪.‬‬

‫صفات الواجب الوجود تعالى ومعنى اتصافه بها‬


‫التعرف على الصفات‬
‫ا‬ ‫طريق‬

‫لكل وجود وكمال وجودي‬ ‫د عرفت أنه (تعالى) هو المبدأ المفي‬

‫و د بت أن العلة المفيلة لشيء واجدة لحقيقة ذل الشيء بنحو أعلى وأشرف‪ ،‬فمعطي الشيء غير فا د له‬

‫◄ له سبحانه اتصاف ما بصفات الكمال كالعلم والقدرة والحياة‪.‬‬

‫أقسام الصفات الواجبية‬

‫ما ال يتم االتصاف بهه إال مه فهر أمهر‬ ‫ما تكفي في بوته الذات المتعالية‪ ،‬من غير حاجة إلهى فهر‬
‫خههههارج مههههن الههههذات‪ ،‬كههههالخلق والههههرزض‪،‬‬ ‫أمههر خههارج‪ ،‬كحياتههه تعههالى وعلمههه بنفسههه‪ ،‬وتسههمى" الص رفة‬
‫وتسمى " الصفة الفعلية "‪.‬‬ ‫الذاتية "‪.‬‬

‫والصفات الفعلية ك يهرة‪ ،‬وههي علهى‬ ‫‪1‬‬ ‫سلبية‬ ‫ثبوتية‬


‫ك رتهههها منتزعهههة مهههن مقهههام الفعهههل‪،‬‬
‫خارجة عن الذات‪.‬‬
‫حقيقية كالعالم‬ ‫إضافية كالقادرية‬
‫والعالمية‬

‫ذات إضافة كالعالم بالغير‪.‬‬ ‫محضة كالحي‬

‫‪49‬‬
‫كيفية إتصاف هللا تعالى بصفات الكمال‬

‫الصفات الحقيقية‪:‬‬ ‫الصفات‬ ‫الصفات اإلضافية‪:‬‬


‫هي عهين الهذات المتعاليهة‪ ،‬وكهل منهها عهين األخهر ‪ .‬وذله لمها عرفهت أن ذاتهه‬ ‫السلبية‪:‬‬
‫ال ريهههههب فهههههي زيادتهههههها‬
‫المتعالية مبدأ لكل كمال وجودي‪ ،‬ومبدأ الكمال غير فا د له‪ ،‬ففي ذاته حقيقة كل‬ ‫ترجهههههههه إلههههههههى‬ ‫علههههى الههههذات المتعاليههههة‬
‫كمال يفي عنه‪ ،‬وهو العينية‪ .‬م حيث كانت كل من صفات كماله عهين الهذات‬ ‫ال بوتيههههههههههههههههههههههة‬ ‫ألنهههها معهههان اعتباريهههة‪،‬‬
‫الواجدة للجمي ‪ ،‬فهي أيلا واجدة للجمي وعينها‪ ،‬فصفات كماله مختلفة بحسهب‬ ‫الحقيقيهههههههههههههههههههة‪،‬‬ ‫وجلههت الههذات أن تكههون‬
‫المفهوم واحدة بحسب المصداض‪ .‬الذي هو الذات المتعالية‪.‬‬ ‫فحكمها حكمها‪.‬‬ ‫مصدا ا لها‪.‬‬

‫علمه تعالى‬
‫د تقدم أن لكل مجرد عن المادة علما بذاته لحلور ذاته عند ذاته وهو علمه بذاته‪.‬‬

‫وتقدم أيلا أن ذاته المتعالية صرف الوجود الذي ال يحدت حد‪ ،‬وال يشذ عنه وجود وال كمال وجودي‪ ،‬فما في تفاصهيل الخلقهة‬
‫من وجود أو كمال وجودي بنظامها الوجودي‪ ،‬فهو موجود عنهدت بنحهو أعلهى وأشهرف‪ ،‬غيهر متميهز بعلهها مهن بعه ‪ ،‬فههو‬
‫معلوم عندت علما إجماليا في عين الكشف التفصيلي‪.‬‬

‫م إن الموجودات بما هي معاليل له‪ ،‬اامة الذوات به يام الرابط بالمسهتقل‪ ،‬حالهرة بوجوداتهها عنهدت‪ ،‬فههي معلومهة لهه علمها‬
‫حلوريا في مرتبة وجوداتها‪ ،‬المجردة منها بأنفسها‪ ،‬والمادية منها بصورها المجردة‪.‬‬

‫فقد تحقق أن للواجب تعالى علما حلوريا بذاته‪ ،‬وعلما حلوريا تفصيليا باألشهياء‪ ،‬فهي مرتبهة ذاتهه بهل إيجادهها‪ ،‬وههو عهين‬
‫ذاته‪ ،‬وعلما حلوريا تفصيليا بها في مرتبتهها‪ ،‬وههو خهارج مهن ذاتهه‪ ،‬ومهن المعلهوم أن علمهه بمعلوالتهه‪ ،‬يسهتوجب العلهم بمها‬
‫عندها من العلم‪.‬‬

‫تتمة‬

‫الكههههالم وجههههه مههههن وجههههوت العلههههم‬ ‫ههههالوا إرادتههههه تعههههالى علمههههه‬ ‫لما كانت حقيقة السم والبصهر‪،‬‬
‫والقدرة‪ ،‬وما نسب إليهه تعهالى فهي‬ ‫بالنظههههام األصههههلم‪ ،‬وبعبههههارة‬ ‫هههههههههههي العلههههههههههم بالمسههههههههههموعات‬
‫الكتاب والسنة من اإلرادة والكالم‬ ‫أخههههر علمههههه بكههههون الفعههههل‬ ‫والمبصههههرات‪ ،‬كانهههها مههههن مطلههههق‬
‫أريهههد بهههه صهههفة الفعهههل الهههذي ههههو‬ ‫خيههرا‪ ،‬فهههي وجههه مههن وجههوت‬ ‫العلم و بتا فيه تعهالى‪ ،‬فههو تعهالى‬
‫الذات المتعالية‪.‬‬ ‫علمه تعالى‪.‬‬ ‫سمي بصير‪ ،‬كما أنه عليم خبير‪.‬‬

‫قدرته تعالى‬
‫ههد تقههدم أن القههدرة كههون الشههيء مصههدرا للفعههل عههن علههم‪ ،‬ومههن المعلههوم أن الههذي ينتهههي إليههه الموجههودات الممكنههة هههو ذات هه‬
‫المتعالية‪ ،‬إذ ال يبقى وراء الوجود الممكن إال الوجود الواجبي من غير يد وشهرط‪ ،‬فههو المصهدر للجميه ‪ ،‬وعلمهه عهين ذاتهه‬
‫التي هي المبدأ لصدور المعاليل الممكنة‪ ،‬فله القدرة وهي عين ذاته‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫إشكال‪ :‬إن أفعال اإلنسان االختيارية مخلو ة لنفس اإلنسان ألنها منوطهة باختيهارت‪ ،‬إن شهاء فعهل وإن لهم يشهأ لهم يفعهل‪،‬‬
‫ولو كانت مخلو ة هلل سبحانه مقدورة لهه‪ ،‬كهان اإلنسهان مجبهرا علهى الفعهل ال مختهارا فيهه‪ ،‬فأفعهال اإلنسهان االختياريهة‬
‫خارجة عن تعلق القدرة‪ ،‬فالقدرة ال تعم كل شيء‪.‬‬
‫الجررواب األول‪ :‬لههيس معنههى كههون الفعههل اختياريهها تسههاو نسههبته إلههى الوجههود الجرررواب الثررراني‪ :‬األفعهههال كغيرهههها‬
‫والعدم حتى حين الصدور‪ ،‬فمن المحال صدور الممكن من غيهر تهرجم وتعهين من الممكنات معلولة‪ ،‬و هد تقهدم فهي‬
‫ألحد جانبي وجودت وعدمه‪ ،‬بل الفعل االختياري لكونه ممكنها فهي ذاتهه‪ ،‬يحتهاج مرحلهههة العلهههة والمعلهههول أن وجهههود‬
‫فههي وجههودت إلههى علههة تامههة ال يتخلههف عنههها‪ ،‬نسههبته إليههها نسههبة الوجههوب‪ ،‬وأمهها المعلههول رابههط بالنسههبة إلههى علتههه‪،‬‬
‫نسهبته إلههى اإلنسههان الههذي هههو جههزء مهن أجههزاء علتههه التامههة‪ ،‬فباإلمكههان كسههاار وال يتحقههق وجههود رابههط إال بالقيههام‬
‫األجزاء التي لها من المادة القابلة وساار الشهرااط الزمانيهة والمكانيهة وغيرهها‪ .‬بمسههتقل يقومههه‪ ،‬وال مسههتقل بالههذات‬
‫فالفعل االختياري ال يقه إال واجبها بهالغير كسهاار المعلهوالت‪ ،‬ومهن المعلهوم أن إال الواجههب بالههذات‪ ،‬فهههو مبههدأ أول‬
‫الوجوب بهالغير ال يتحقهق إال باالنتههاء إلهى واجهب بالهذات‪ ،‬وال واجهب بالهذات لصهدور كههل معلهول متعلههق الوجههود‬
‫بعلة‪ ،‬وهو على كل شيء دير‪.‬‬ ‫إال هو تعالى‪ ،‬فقدرته تعالى عامة حتى لنفعال االختيارية‪.‬‬

‫ف ر ن قلررت‪ :‬االلتههزام بعمههوم القههدرة لنفعههال االختياريههة التههزام بكونههها جبريههة‪ ،‬ف ه ن الزمههه القههول بتعلههق اإلرادة اإللهيههة‬
‫بالفعل االختياري‪ ،‬وهي ال تتخلف عن المراد‪ ،‬فيكون لروري الو وم‪ ،‬ويكهون اإلنسهان مجبهرا عليهه ال مختهارا فيهه‪،‬‬
‫وبوجه آخر ما و ه مهن الفعهل متعلهق لعلمهه تعهالى فو وعهه لهروري‪ ،‬وإال عهاد علمهه جههال تعهالى عهن ذله فالفعهل‬
‫جبري ال اختياري‪.‬‬
‫قلرت‪ :‬كههال فههاإلرادة اإللهيههة إنمهها تعلقههت بالفعهل علههى مهها هههو عليههه فههي نفسههه‪ ،‬والهذي عليههه الفعههل هههو أنههه منسههوب إلههى‬
‫اإلنسان‪ ،‬الذي هو جزء علتهه التامهة باإلمكهان‪ ،‬وال يتغيهر بتعلهق اإلرادة عمها ههو عليهه‪ ،‬فقهد تعلقهت اإلرادة بالفعهل مهن‬
‫طريق اختيار اإلنسان‪ ،‬ومرادت تعالى أن يفعل اإلنسان الفعهل الفالنهي باختيهارت‪ ،‬ومهن المحهال أن يتخلهف مهرادت تعهالى‬
‫عن إرادته‪.‬‬
‫الجواب عن االحتجاج بتعلق العلم األزلي بالفعل‪ :‬كالجواب عن تعلق اإلرادة به‪ ،‬فالعلم إنما تعلهق بالفعهل علهى مها ههو‬
‫عليه‪ ،‬وهو أنه فعل اختياري‪ ،‬يتمكن اإلنسان منه ومن تركه‪ ،‬وال يخرج العلم المعلوم عن حقيقته‪ ،‬فلو لهم يقه اختياريها‬
‫كان علمه تعالى جهال‪.‬‬

‫ف ن قلت‪ :‬السلو إلى بيان عموم القهدرة مهن طريهق تو هف وجهود المعلهول الممكهن علهى وجوبهه بهالغير‪ ،‬وانتههاء ذله‬
‫إلى الواجب بالذات‪ ،‬ينت خالف المطلوب‪ ،‬ف ن كهون فعلهه تعهالى واجبها‪ ،‬يسهتلزم كونهه تعهالى موجبها‪ ،‬أي واجبها عليهه‬
‫الفعل ممتنعا عليه التر ‪ ،‬وال معنى لعموم القدرة حيناذ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الوجوب كما تعلم منتزم من الوجود‪ ،‬فكما أن وجود المعلول من ناحية العلة‪ ،‬كهذل وجوبهه بهالغير مهن ناحيتهها‪،‬‬
‫ومن المحال أن يعود األ ر المترتب على وجود الشيء‪ ،‬م را في وجهود مه رة‪ ،‬فاإليجهاب الجهااي مهن ناحيتهه تعهالى‬
‫إلى فعله‪ ،‬يستحيل أن يرج فيوجب عليه تعالى فعله‪ ،‬ويسلب عنه بذل عموم القدرة وهي عين ذاته‪.‬‬

‫تبيان‪ :‬أنه تعالى مختهار بالهذات‪ ،‬إذ ال إجبهار إال مهن أمهر وراء الفاعهل‪ ،‬يحملهه علهى خهالف مها يقتلهيه أو علهى مها ال‬
‫يقتليه‪ ،‬وليس وراءت تعالى إال فعله والفعل مالام لفاعله‪ ،‬فما فعله من فعل هو الذي تقتليه ذاته ويختارت بنفسه‪.‬‬

‫حياته تعالى‬
‫الحي عندنا هو الدرا الفعال‪ ،‬فالحياة مبدأ اإلدرا والفعل‪ ،‬أي مبدأ العلم والقهدرة‪ ،‬أو أمهر يالزمهه العلهم والقهدرة‪ ،‬وإذ كانهت‬
‫الحياة تحمل علينا‪ ،‬والعلهم والقهدرة فينها زااهدتان علهى الهذات‪ ،‬فحملهها علهى مها كانتها فيهه موجهودتين للهذات علهى نحهو العينيهة‪،‬‬
‫كالذات الواجبة الوجود بالذات‪ ،‬أولى وأحق فههو تعهالى حيهاة وحهي بالهذات‪ .‬علهى أنهه تعهالى مفهي لحيهاة كهل حهي‪ ،‬ومعطهي‬
‫الشيء غير فا د له‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفهرس‬
‫‪2‬‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬في كليات مباحث الوجود‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة في تعريف هذا الفن ومولوعه وغايته ‪ -‬بداهة مفهوم الوجود ‪ -‬مفهوم الوجود مشتر معنوي‬

‫‪3‬‬ ‫لها ‪ -‬أصالة الوجود واعتبارية الماهية‬ ‫الوجود زااد على الماهية عار‬
‫‪4‬‬ ‫الوجود حقيقة واحدة مشككة‬
‫‪5‬‬ ‫ما يتخصو به الوجود ‪ -‬أحكام الوجود السلبية‬
‫‪6‬‬ ‫معنى نفس األمر‬
‫‪7‬‬ ‫الشياية تساوض الوجود ‪ -‬ال تمايز وال علية في العدم ‪ -‬المعدوم المطلق ال خبر عنه‬
‫‪8‬‬ ‫امتنام إعادة المعدوم بعينه‬
‫‪9‬‬ ‫المرحلة الثانية‪ :‬في انقسام الوجود إلى خارجي وذهني‬
‫‪10‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬في انقسام الوجود إلى ما في نفسه وما في غيره‬

‫‪10‬‬ ‫الوجود في نفسه والوجود في غيرت‬

‫‪11‬‬ ‫كيفية اختالف الرابط والمستقل ‪ -‬من الوجود في نفسه ما هو لغيرت ومنه ما هو لنفسه‬
‫‪12‬‬ ‫المرحلة الرابعة‪ :‬في المواد الثالث‬

‫‪12‬‬ ‫تعريف المواد ال الث وانحصارها فيها ‪ -‬انقسام كل من المواد إلى ما بالذات وما بالغير وما بالقياس‬
‫واجب الوجود ماهيته إنيته‬

‫‪13‬‬ ‫واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جمي الجهات ‪ -‬الشيء ما لم يجب لم يوجد وبطالن القول باألولوية‬
‫معاني اإلمكان‬
‫‪14‬‬ ‫اإلمكان اعتبار عقلي والزم للماهية‬
‫‪15‬‬ ‫حاجة الممكن إلى العلة وما هي علة احتياجه إليها ‪ -‬الممكن محتاج إلى علته بقاء كما أنه محتاج إليها حدو ا‬
‫‪16‬‬ ‫المرحلة الخامسة‪ :‬في الماهية وأحكامها‬

‫‪16‬‬ ‫الماهية من حيث هي ليست إال هي ‪ -‬اعتبارات الماهية وما يلحق بها من المساال ‪ -‬معنى الذاتي والعرلي‬

‫‪17‬‬ ‫أحكام الفصل‬ ‫الجنس والفصل والنوم ‪ -‬بع‬

‫‪52‬‬
‫‪18‬‬ ‫أحكامه ‪ -‬تميز الماهيات وتشخصها‬ ‫النوم وبع‬

‫‪19‬‬ ‫المرحلة السادسة‪ :‬في المقوالت العشر‬

‫‪19‬‬ ‫عدد المقوالت ‪ -‬أ سام الجوهر ‪ -‬إ بات المادة األولى والصورة الجسمية‬ ‫تعريف الجوهر والعر‬
‫إ بات الصور النوعية‬

‫‪20‬‬ ‫تالزم المادة والصورة ‪ -‬في أن كال من المادة والصورة محتاجة إلى األخر ‪ -‬النفس والعقل موجودان‬
‫الكم وانقساماته وخواصه‬
‫‪21‬‬ ‫الكيف ‪ -‬المقوالت النسبية‬
‫‪22‬‬ ‫المرحلة السابعة‪ :‬في العلة والمعلول‬
‫‪22‬‬ ‫إ بات العلية والمعلولية وأنهما في الوجود ‪ -‬انقسامات العلة‬

‫‪23‬‬ ‫وجوب المعلول عند وجود العلة التامة ووجوب وجود العلة عند وجود المعلول‬
‫اعدة الواحد ‪ -‬استحالة الدور والتسلسل في العلل‬
‫‪24‬‬ ‫العلة الفاعلية وأ سامها‬

‫‪25‬‬ ‫العلة الغااية ‪ -‬إ بات الغاية فيما يعد لعبا أو جزافا أو باطال ‪ -‬نفي القول باالتفاض‬
‫‪26‬‬ ‫العلة الصورية والمادية ‪ -‬العلة الجسمانية‬
‫‪27‬‬ ‫المرحلة الثامنة‪ :‬في انقسام الموجود إلى الواحد والكثير‬
‫‪27‬‬ ‫معنى الواحد والك ير ‪ -‬أ سام الواحد‬
‫‪28‬‬ ‫الهوهوية وهو الحمل ‪ -‬تقسيمات للحمل الشاا ‪ -‬الغيرية والتقابل‬
‫‪29‬‬ ‫تقابل التلايف‪ ،‬التلاد‪ ،‬الملكة وعدمها والتنا‬
‫‪30‬‬ ‫تقابل الواحد والك ير‬
‫‪31‬‬ ‫المرحلة التاسعة‪ :‬في السبق واللحوق والقدم والحدوث‬

‫‪31‬‬ ‫معنى السبق واللحوض وأ سامهما والمعية‪ ،‬ومال السبق في أ سامه‬

‫‪32‬‬ ‫القدم والحدوث وأ سامهما‬

‫‪53‬‬
‫‪33‬‬ ‫المرحلة العاشرة‪ :‬في القوة والفعل‬

‫‪33‬‬ ‫كل حادث زماني مسبوض بقوة الوجود‬


‫‪34‬‬ ‫تقسيم التغير ‪ -‬تحديد الحركة ‪ -‬انقسام الحركة إلى توسطية و طعية‬
‫‪35‬‬ ‫مبدإ الحركة ومنتهاها ‪ -‬مولوم الحركة وهو المتحر الذي يتلبس بها ‪ -‬فاعل الحركة وهو المحر‬
‫‪36‬‬ ‫المسافة التي يقطعها المتحر بالحركة ‪ -‬المقوالت التي تق فيها الحركة‬
‫‪37‬‬ ‫مولوم الحركة الجوهرية وفاعلها‬
‫‪38‬‬ ‫الزمان‬
‫‪39‬‬ ‫السرعة والبط ‪ -‬السكون ‪ -‬انقسامات الحركة‬
‫‪41‬‬ ‫المرحلة الحادية عشر‪ :‬في العلم والعالم والمعلوم‬
‫‪41‬‬ ‫تعريف العلم وانقسامه األولى‬
‫‪43‬‬ ‫هذت الصور العلمية ‪ -‬ينقسم العلم الحصولي إلى تصور وتصديق‬ ‫أنوام التعقل ‪ -‬مراتب العقل ‪ -‬مفي‬
‫‪44‬‬ ‫انقسام العلم الحصولي إلى بديهي ونظري‬
‫‪45‬‬ ‫انقسام العلم الحصولي إلى حقيقي واعتباري‬
‫‪47‬‬ ‫كل مجرد فهو عا ل ‪ -‬العلم الحلوري ال يختو بعلم الشيء بنفسه‬
‫‪48‬‬ ‫المرحلة الثانية عشر‪ :‬فيما يتعلق بالواجب تعالى‬

‫‪48‬‬ ‫لكل وجود وكمال وجودي‬ ‫إ بات ذاته تعالى ‪ -‬إ بات وحدانيته تعالى ‪ -‬الواجب تعالى هو المبدأ المفي‬

‫‪49‬‬ ‫صفات الواجب الوجود تعالى ومعنى اتصافه بها‬

‫‪50‬‬ ‫علمه تعالى ‪ -‬درته تعالى‬


‫‪51‬‬ ‫حياته تعالى‬
‫‪52‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪54‬‬

You might also like