You are on page 1of 36

2017

‫فهرست المحتويات‬
‫‪ -‬مقدمة ‪03 ..................................................................‬‬
‫‪ -‬الصحة النفسية ‪03.........................................................‬‬
‫‪ -‬صفات الصحة النفسية ‪04...................................................‬‬
‫‪ -‬المرض النفسي ‪05...........................................................‬‬
‫‪ -‬تصنيف السلوك الالسوي (المرضي) ‪07.......................................‬‬
‫‪ -‬االضطرابات العصابية ‪07 ...................................................‬‬
‫أوالا‪ 1 -‬القلق‪09 ............................................................‬‬
‫‪ 2‬أنواعه ‪10 .........................................................‬‬
‫‪ -3‬اسبابه ‪17 ........................................................‬‬
‫‪ -4‬أعراضه اإلكلينيكية‪20 ..............................................‬‬
‫ثانيا ا‪- 1 -‬اإلكتئاب ‪23 ......................................................‬‬
‫‪-2‬اسبابه ‪25 .........................................................‬‬
‫‪ -3‬أعراضه اإلكلينيكية ‪26 .............................................‬‬
‫‪ -‬التشخيص النفسي‪29 ...................................................... :‬‬
‫‪ -‬االضطرابات الذهانية (الفصام) ‪31 ..........................................‬‬
‫‪-1‬تعريفه‪37 .................................................. .............‬‬
‫‪ -2‬أسبابه ‪38 ..............................................................‬‬
‫‪ -3‬مدى انتشاره ‪39 .......................................................‬‬
‫‪ -4‬أعراضه اإلكلينيكية‪39 ..................................................‬‬
‫‪ -5‬مآله ‪42 ................................................................‬‬
‫‪ -‬العالج النفسي ‪43...........................................................‬‬
‫‪ -‬الخاتمة ‪46 .................................................................‬‬
‫‪ -‬قائمة المراجع‪47 .............................................................‬‬

‫مقدمة‬
‫لقد زاد االهتمام بالصحة النفسية لألفراد وتكامل شخصياتهم على مختلفف اصصفعدو وقفد‬
‫يعود هذا إلى التطور العلمي وتعقد الحياو في المجتمفع وازديفاد الجهفود المبذولفة مف قبفل‬
‫اصفراد أنفسفهم ففي سفبيل اسفتمرار الحيفاو واإلنتفاج ولهفرت العديفد مف المحفاوالت لفهفم‬
‫الطبيعة اإلنسانية غير ان هذه المحاوالت ال تزال في بدايتها الن هناك الكثير م العوامل‬
‫التي م شانها ان تعطل فهم هفذه الطبيعفة اإلنسفانية فالصفحة النفسفية ال يعبفر عنهفا بقفدرو‬
‫اإلنسان على امتالك اصشياء المادية وإنما يعبر ع ذلك بالشعور بالسعادو والرضا وتقبل‬
‫الذات واآلخري ‪.‬‬
‫لذا وجد وجد فرع م علم النفس الذي هو علم النفس المرضي الذي يهتم بوصف مظاهر‬
‫االضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية وأعراضها االكلينيكية ‪ ،‬ويعلل اسفبابها وعواملهفا‬
‫وديناميكيتها وسبل عالجها (الحجار‪1998،‬ص‪)18‬‬
‫الصحة النفسية‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫إن للصحة النفسية مفاهيم ومعان كثيرو‪ ،‬متجاوزو في ذلك المفهوم الكالسيكي الذي كان‬
‫يرى في الصحة مجرد خلو اإلنسفان مف اصمفراض‪ ،‬بفل تعفداه إلفى الحالفة التفي يكفون فيهفا‬
‫قادرا على اصداء بكفاءو وفعالية وايجابية واكتفاء‪ ،‬وكذا اإلحساس بالسعادو‪.‬‬
‫يعرف عبد السالم زهران‪ 2005‬الصحة النفسية بانهفا حالفة دائمفة نسفبيا‪ ،‬يكفون فيهفا الففرد‬
‫متوافقا ا نفسياا(شخصفيا وانفعاليفا واجتماعيفا اي مفع نفسفه ومفع بيئتفه)‪ ،‬ويشفعر بالسفعادو مفع‬
‫نفسه ومع اآلخري ويكون قادرا على تحقيق ذاتفه واسفتلالل قدراتفه وامكاناتفه إلفى اقصفى‬
‫حفد ممكف ‪ ،‬ويكفون قففادرا علفى مواجهفة مطالف‪ ،‬الحيففاو‪ ،‬وتكفون شخصفيته متكاملفة سففوية‪،‬‬
‫ويكون سلوكه عاديا‪ ،‬ويكون حس الخلق بحيث يعيش في سالمة وسالم(ص‪.)09‬‬
‫الصحة النفسية تجعل الفرد قادرا على معاملة الناس معاملة واقعية ال تتأثر بما تصفوره لفه‬
‫افكاره واوهامه عنهم كما يحدث عند المريض النفسي‪ ،‬حيث تلعف‪ ،‬الصفحة دورا هامفا ا ففي‬
‫كل مجال م مجاالت المجتمع مثل التعلم والصفحة واالقتصفاد والسياسة‪...‬الصفحة النفسفية‬
‫هي نوع م التوافق الكلي والتعامفل بفي الولفائف النفسفية المختلففة‪ ،‬يكفون الشفخص لديفه‬
‫القدرو علفى مواجهفة اصزمفات والضفلو واإلحبا فات النفسفية الطبيعيفة التفي تواجهفه مفع‬
‫إحساسه وشعوره اإليجابي بالسعادو والكفاية)(القوصي ‪1980‬ص‪.)03‬‬

‫‪ -‬صفات الصحة النفسية‬


‫يقول عبد الستار ابراهيم (‪ )2003‬انه ليس ثمة اتفاق في الحقيقة بي الدارسي و المعالجي‬
‫المختلفففي حففول قائمففة الصفففات التففي تسففتتبعها عمليففة الصففحة النفسففية أو السففلوك السففليم ‪،‬‬
‫ولكننا يمك مع ذلك أن نستخلص عددا م اصوصاف ال يثور حولها جدل كثير ففي أن مف‬
‫يتصف بها يعتبر على اصقل على قدر ال بأس به م الصحة النفسية و النضوج ‪:‬‬
‫‪ ‬الوعي بالذات ‪ ،‬وتقبل النفس مع وجود إحساس متميز بالهوية و الذاتية ‪.‬‬
‫‪ ‬القدرو على النمو و التطور بالشخصفية ‪ ،‬و القفدرو علفى تعفديل اصخطفاء و جوانف‪،‬‬
‫القصور النفسي و العقلي و االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ ‬قدرو عالية للتصرف بإتساق في مختلف المواقف دون تصل‪. ،‬‬
‫‪ ‬القدرو علفى التصفرف بصفورو مسفتقلة ‪ ،‬وإتخفاذ القفرارات الشخصفية الهامفة بقفدر‬
‫مالئم م االستقالل و اإلكتفاء الذاتي ‪.‬‬
‫‪ ‬اإلدراك الجيففد غيففر المشففوه للواقففع ‪ ،‬بمففا فففي ذلففك الففوعي الففواقعي باإلمكانيففات‬
‫الشخصية و القدرات الذاتية ‪ ،‬واإلحساس بمشاعر اآلخري و دوافعهم ‪ ،‬وحاجفاتهم‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬قدرو عالية على ضبط البيئة الخاصفة بفالفرد ‪ ،‬والسفيطرو عليهفا بشفكل يسفم لفه و‬
‫يمكنه م حل المشكالت التي يواجهها ‪.‬‬
‫‪ ‬أداء أعماله وواجباته بشكل مالئم ‪.‬‬
‫‪ ‬المقففدرو علففى التوافففق للعمففل و المهنففة ‪ ،‬أو بتعبيففر فخففر يتصففف بالفاعليففة فففي أداء‬
‫الدور ‪ ،‬أو اصدوار االجتماعية التي يواجهها ‪.‬‬
‫‪ ‬أداء أعماله وواجباته بشكل مالئم ‪.‬‬
‫‪ ‬المقففدرو علففى التوافففق للعمففل و المهنففة ‪ ،‬أو بتعبيففر فخففر يتصففف بالفاعليففة فففي أداء‬
‫الدور أو اصدوار االجتماعية المتوقعة منه ‪.‬‬
‫‪ ‬القدرو على التعبير ع المشاعر ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬القدرو على الدخول في عالقات اجتماعية دافئة و إيجابية تكون مقبولة م الشخص‬
‫نفسه و غير مرفوضة أو مستهجنة م اآلخري ‪.‬‬
‫‪ ‬االستبصار بالذات أو بمشكالت الشخصية بما فيها م نقا ضعف أو قوو ‪.‬‬
‫‪ ‬قدرو على توليف اإلمكانيات الفردية لتحقيق النفس و اصهداف ‪.‬‬
‫‪ ‬ضبط االنفعاالت السلبية الهدامة كالقلق ‪ ،‬و العدوان و االكتئاب و المخاوف التي ال‬
‫معنى لها ‪.‬‬
‫‪ ‬وهناك أخيرا قدرو الشخص على أن يتبنفى لنفسفه فلسففة عامفة ففي الحيفاو تسفم لفه‬
‫بفأن يتصفرف بكففاءو و نجففاا يتناسفبان مفع إمكانياتففه ‪ ،‬وأن يولفف تفكيفره لتحقيففق‬
‫التوافق بجوانبه الثالثة السابقة االجتماعية و السلوكية و النفسية ‪.‬‬
‫ولسنا نقصد م وضع هذه الصفات أن نستعرض قائمة مفصلة لما نعتبره سلوكا ناضجا أو‬
‫سليما ‪.‬‬
‫ونح ال نذه‪ ،‬إلى أن هذه الصفات تمثل كل ما يعتبفر سفليما ‪ ،‬وإنمفا ركزنفا علفى أهمهفا ‪،‬‬
‫وعلففى العناصففر البففارزو فففي السففلوك السففوي كمففا قففد يتفففق عليهففا المعففالجون النفسففيون‬
‫بمدارسهم المختلفة ‪ ،‬ونح نؤم ع يقي بأن أي معالج نفسي مهما اختلفت النظريفة التفي‬
‫يتبناها سيجد في هذه القائمة صفة أو أكثر يطم أن يراهفا ففي مريضفه ‪ ،‬ويعتبرهفا مقياسفا‬
‫في عالج مرضاه ‪ ،‬ومقياسا لتحقيق الصحة النفسية ‪.‬‬
‫المرض النفسي ‪Mental Illness :‬‬
‫هنالك عدو تعاريف للمرض النفسفي وذلفك راجفع الخفتالف المنطلقفات الفكريفة والمفدارس‬
‫النفسية التي يتبعها الباحثون‪ .‬و يمك تعريف المفرض النفسفي بأنفه اضفطراب وليففي ففي‬
‫الشخصية ‪ ،‬نفسي المنشأ ‪ ،‬يبفدو ففي صفورو أعفراض نفسفية و جسفمية مختلففة و يفؤثر ففي‬
‫سلوك الشخص فيعوق توافقه النفسي و يعوقه ع ممارسة حياته السوية في المجتمع الفذي‬
‫يعيش فيه ‪.‬‬
‫و المرض النفسي أنواع و درجات ‪ ،‬فقد يكون خفيففا يضففى بعفض اللرابفة علفى شخصفية‬
‫المفريض و سففلوكه ‪ ،‬وقففد يكففون شففديدا حتففى قفد يففدفع المففريض إلففى القتففل أو االنتحففار ‪ ،‬و‬
‫تتباي أعراض المرض النفسي تباينا كبيرا م المباللة في اصناقة إلى االنفصال ع الواقع‬
‫و العيش في عالم الخيال ‪.‬‬
‫ويتوقف عالج المرض النفسي على نوعه و مداه و حدته ‪ ،‬وتعالج بعض الحاالت بزيارات‬
‫منظمة صحد المعالجي النفسيي بينما تحتاج بعض الحاالت إلى العالج ففي المستشففى ‪ ،‬و‬
‫اصمراض النفسية كثيرو و منتشرو و يزيد عددها ع حاالت شلل اص ففال و مفرض القلف‪،‬‬
‫و السر ان مجتمعة ‪ ،‬ولم يعد المرض النفسي اآلن وصمة عار كما كان سابقا بعد أن أخفذ‬
‫كل مرض ريقه نحو العالج و الشفاء ‪.‬‬
‫و هناك ففرق بفي المفرض النفسفي و السفلوك المرضفي ‪ ،‬فالسفلوك المرضفي سفلوك عفابر‬
‫يلونففه االضفففطراب الففذي يشفففاهد كأحففد أعفففراض المففرض النفسفففي ‪ ،‬فقففد نشفففاهد السفففلوك‬
‫الهسففتيري لففدى شففخص سففوي ‪ ،‬وقففد نشففاهد السففلوك الهوسففي لففدى شففخص عففادي ‪ ،‬وهففذا‬
‫يختلففف ع ف الشففخص المففريض بالهسففتيريا أو الفففرد المففريض بففالهوس ‪(.‬زهففران ‪2005‬‬
‫ص‪)10‬‬
‫يشفففير عبفففد السفففتار ‪ 2003‬إلفففى ان هنفففاك ثفففالث خصفففائص تصفففف السفففلوك المرضفففي و‬
‫االضطراب النفسي ‪ :‬وينقلنا هذا إلى الحفديث عمفا نسفميه بالتصفرفات أو السفلوك الشفاذ و‬
‫المضطرب ‪ ،‬بعبارو أخرى ‪ ،‬ماهي هذه اصنواع م السلوك التي قد نطلفق عليهفا بفال تفردد‬

‫‪4‬‬
‫صفففة المففرض النفسففي توجففد ثالثففة خصففائص يتشففابه فيهففا المرضففى النفسففيون قففد توجففد‬
‫جميعها في بعض حاالت المرض العقلي أو بعضها ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬سلوك بعض المرضى النفسفيي يوصفف مف وجهفة نظفر المحيطفي بهفم بفالخروج‬
‫ع ف المففألوف م ف التصففرفات الشففائعة البشففر ‪ ،‬ولهففذا يوصففف السففلوك المرضففي‬
‫بالشذوذ ‪ ،‬أي عدم الشفيوع بفالمعنى اإلحصفائي بعبفارو أخفرى فتصفرفاتهم ال تكفون‬
‫مفهومة فهما جيدا م قبل المحيطي بهم ‪ ،‬كما أن استجاباتهم لآلخفري و للمواقفف‬
‫االجتماعية التي يمرون بهفا تختلفف وال تكفون مالئمفة أو مقبولفة مف وجهفة النظفر‬
‫الخارجيفة و تففدخل بعففض اصعففراض التففي تصفف بعففض المرضففى العقليففي بشففكل‬
‫خاص كالهالوس اإلدراكية ( مثال سفماع أصفوات ال يسفمعها اآلخفرون أو مشفاهدو‬
‫كائنات او بشر ال يراهم اآلخرون ) ضم هذا العنصر م عناصر وصف السلوك‬
‫المرضي ‪ ،‬لك هذا المحك في وصف السفلوك المرضفي يجف‪ ،‬تناولفه بحفذر ‪ ،‬صن‬
‫كثيرا م تصرفات بعض المبدعي و العباقرو تتسم أيضا بأنها غير مألوففة و غيفر‬
‫عادية ‪ ،‬دون أن توصف بالمرض العقلي أو الجنون ‪ ،‬لهذا البد م إضافة محكفات‬
‫أخرى لوصف السلوك المرضي و لتمييزه ع سلوك المبدعي أو العباقرو‬
‫‪ -2‬يتصف المفرض النفسفي و العقلفي بعفدم التواففق أي أن سفلوك المفريض النفسفي و‬
‫رق تفكيره و استجابته لألمور ال تتفق و قواني التوافق ‪.‬‬
‫فأنما التفكير و أسالي‪ ،‬التفاعل مفع اآلخفري و أنفواع السفلوك التفي تشفيع بيفنهم و التفي ال‬
‫تحقق لهم وال لم حولهم السعادو و الرضا ‪ ،‬تعتبر أكثر بكثير مما هي عليه بي م نطلفق‬
‫عليهم أصحاء ‪.‬‬
‫‪ -3‬المريض النفسي ألو العقلي عادو ما يجد صعوبة ففي أداء اصدوار الهامفة ففي حياتفه‬
‫كعامل أو مولف أو ال‪ ،‬أي أنه يتصف بعدم الكفاءو ‪.‬‬
‫‪ -4‬فففنح مففثال نتوقففع م ف الطالفف‪ ،‬العففادي أنففه يسففتطيع التركيففز ‪ ،‬وقففادر علففى تففذكر‬
‫المعلومفففات التفففي يحصفففلها مففف دراسفففته ‪ ،‬ويفكفففر أو يتحفففدث بطريقفففة متماسفففكة ‪،‬‬
‫ويسففتطيع أن يففتحكم فففي مشففاعره و أنففواع السففلوك الضففارو بأدائففه فففي النشففا ات‬
‫المدرسففية أو االمتحانففات و غيرهففا مف أنففواع النشففا المطلوبففة منففه لرعايففة نفسففه‬
‫صحيا و نفسيا ‪ ،‬أما المريض النفسي فيعاني م صعوبات في بعض هذه النشا ات‬
‫أو كلها ‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف السلوك الالسوي ‪:‬‬
‫يشر السيكولوجيون و المختصون في هذا المجال حسف‪( ،‬عشفوي ‪ )2016‬إلفى وجفود عفدو‬
‫تصنيفات للسلوك المرضي ‪ ،‬م أشهر هذه التصفنيفات تصفنيف المنظمفة العالميفة للصفحة‬
‫عفام ‪ ، 1966‬وتصفنيف الجمعيفة الطبيفة النفسفانية اصمريكيفة عفام ‪ 1968‬و كفذلك تصففنيف‬
‫نفففس الجمعيفففة سفففنة ‪ ، 1994‬و يعففرف تصفففنيف هفففذه الجمعيفففة المعتمففد عليفففه كثيفففرا ففففي‬
‫التشخيص و العالج ب‬
‫))‪DSM-iv(The Diagnostic and statistical of Mental Disorders (DSM‬‬
‫و هو التصنيف المعتمد في الواليات المتحدو في تشخيص االضطرابات العقلية وعالجها و‬
‫الحصول على التأمي بناءا على استعماله م رف المختصي‬
‫اما الدباغ ( ‪ ) 1983‬فقد أورد تصنيفا يجمع بي الصنفي المذكوري ‪.‬‬
‫وينبلي أن نشير قبفل إيفراد تصفنيف الفدباغ أن المنظمفة العالميفة للصفحة قفد أصفدرت سفنة‬
‫‪ 1991‬التصففنيف العاشففر لألمففراض النفسففية و العقايففة تحففت عنففوان (( التصففنيف العففالمي‬

‫‪5‬‬
‫العاشر لإلضطرابات العقلية و السلوكية )) و قفد أورده الفدكتور أحمفد عكاشفة ففي مصفنفه‬
‫الهام ((الط‪ ،‬النفسي المعاصر)) سنة ‪. 1992‬‬
‫وكذلك يوجد تصنيف (كربلي ‪ )Kraeplin 1913‬والذي تبنت خطوخفه العريضفة جمعيفة‬
‫علم النفس اصمريكية‪ ،‬ويمك بمقتضفاه تحديفد خمسفة انفواع رئيسفية مف اصمفراض النفسفية‬
‫والعقلية‪:‬‬
‫‪ -1‬اصعصبة( العصابات)‪ -2 ،‬الذهان العضوي ‪ -3 ،‬الذهان الوليفي‪ -4 ،‬اضطرابات‬
‫الشخصية‪ -5 ،‬التخلف العقلي‪.‬‬
‫‪ -1‬العصاب ‪:‬‬
‫العصاب مصطل أو مفهوم يطلق على فئفة مف اصشفخاص الفذي نسفميهم عصفابيي ‪ ،‬وهفم‬
‫يتميزون بأن اضطراباتهم ذات عالقفة رئيسفية بوجفود اضفطراب ففي الولفائف االنفعاليفة‪.‬‬
‫بعبففارو أخففرى‪ ،‬العصففابيون أشففخاص يتسففمون بسففهولة االنفعففال‪ ،‬وتعسففاء‪ ،‬تسففيطر علففيهم‬
‫بعض اصعراض المحددو‪ ،‬كالخوف م بعض الموضوعات االجتماعيفة أو الخارجيفة التفي‬
‫ال تمثل في الظروف العادية ضررا شديدا له‪ ،‬أو الخوف الشديد م المرض الجسمي‪ ،‬مما‬
‫يصبغ حياتهم دائما بعدم االستقرار والتهديفد‪ ،‬وتوقفع الشفر عنفدما ال يكفون هنفاك شفر‪ .‬لكف‬
‫العصابيي في العادو يستطيعون مواصلة نشا اتهم العادية في كل مجالت العمل أو اصسرو‬
‫بالرغم م القيود الداخلية التي يفرضونها على أنفسهم‪ .‬والعصفابيون يختلففون عمف يطلفق‬
‫عليهم مرضفى اصعصفاب‪ .‬فمف مرضفى اصعصفاب تعفود شفكواهم النفسفية ومعانفاتهم إلفى‬
‫اصابات عضوية في الجهاز العصبي بما فيها المف واصعصفاب‪ ،‬أمفا ففي حفاالت العصفاب‬
‫فتكففون الشففكاوى النفسففية مف مصففادر غيففر محففددو عضففويا أي أنهففا ليسففت نتيجففة صسففباب‬
‫عضوية مباشرو معروفة‪.‬‬
‫حس‪ ،‬عبد السالم زهران (‪ )2005‬فإن العصاب هو اضطراب وليفي ففي الشخصفي بفي‬
‫العادي و بي الذهان و هو حالة مرضية تجعل حياو الشخص العادي أقل سفعادو ‪ ،‬واعتبفر‬
‫البعض صورو مخففة م الذهان ‪.‬‬
‫و أعراض العصاب تمثل رد فعل الشخصية أمام وضع ال تجد لفه حفال بأسفلوب فخفر ‪ ،‬أي‬
‫أنه يمثل المظهر الخارجي للصراع و التوتر النفسي و الخلل الجزئي في الشخصية ‪.‬‬
‫و العصاب ليس ل ه عالقة باصعصاب ‪ ،‬وهو ال يتضم أي نوع م االضطراب التشريحي‬
‫أو الفيسيولوجي في الجهاز العصبي ‪ ،‬وكل ما في اصمر اضطراب وليفي دينامي انفعفالي‬
‫نفسففي المنشففأ يظهففر فففي اصعففراض العصففابية ‪ ،‬وهنففاك فففرق بففي العصففاب ‪ neurosis‬و‬
‫المرض العصبي ‪ nervous disases‬حيث المرض العصبي اضطراب جسمي ينشأ ع‬
‫تلففف عضففوي يصففي‪ ،‬الجهففاز العصففبي مثففل الشففلل النصفففي و الصففرع ‪ ،‬وم ف ثففم يفضففل‬
‫استخدام مصطل العصاب النفسي ‪Psychoneurosis .‬‬
‫م أهم وأشهر العصابات القلق واالكتئاب‪ .‬لذا فإن المؤلف يقوم بالتفصيل فيهما كما يلي‪:‬‬

‫أوال القلق‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫يرجففع رسففوت اسففتعمال مفهففوم القلففق فففي علففم الففنفس إلففى سففيلموند فرويففد ‪Freud.S‬‬
‫(‪ )1894‬حي فصل عصفاب القلفق عف مجموعفة أمفراض الفوه العصفابي واعتبر القلفق‬
‫أساس كل اصمفراض العصفابية وهفو ففي نظفره الظفاهرو اصساسفية والمشفكلة الرئيسفية ففي‬
‫العصاب ويعرفه على أنه (هو حالة الخوف اللامض الشفديد الفذي يتملفك الففرد ويسفب‪ ،‬لفه‬
‫الكثيففر م ف االنقبففاض والضففيق واصلففم) (تر‪.‬نجففاتي ‪ 1989‬ص ‪ ،)03‬أي أن القلففق سففببه‬
‫مجهول يؤثر على الفرد فيسب‪ ،‬له حالة م التشتت وعدم اال مئنان ‪.‬‬
‫ويعرفه فخري الدباغ (‪ )1983‬بأنه ‪(:‬شعور عام مبهم بالخوف و التوجس و التوتر دون‬
‫إدراك لمصدر الخوف ويكون مصحوب بأحاسيس جسمية تتكرر بي الحي و اآلخر يشكل‬
‫في الصدر أو التنفس أو تسرع في نبضات القل‪() ،‬ص‪. )96‬‬
‫ويعرففه احمفد عكاشففة علفى انفه‪( :‬شففعور عفام غفامض غيففر سفار بفالتوجس و الخففوف و‬
‫التحففز و التففوتر مصففحوب عففادو بففبعض اصحاسفيس الجسففمية خاصففة زيففادو نشففا الجهففاز‬
‫العصبي اإلرادي)(ص ‪.)134‬‬
‫أما راج أحمد عزت فيعرفه ‪( :‬القلق حالة م االنفعال يشير إلى وجود خطر داخلي أو‬
‫خارجي شعوري أو الشفعوري يهفدد الفذات وجفوهره فيفه االنتظفار والتوقفع و العجفز عف‬
‫الهرب‪،‬والقلق انفعال مرك‪ ،‬م الخوف واصلم وتوقع الشر) (‪1993‬ص‪.)18‬‬
‫أما زهران حامد عبد السالم (‪ )1977‬فيرى أن القلفق ‪( :‬حالفة تفوتر شفامل ومسفتمر نتيجفة‬
‫تحديففد خطففر فعلففي أو رمففزي قففد يحدث ويصففطحبها خففوف و أعففراض تنفسففية وجسففمية‬
‫متنوعة)(ص ‪.)397‬‬
‫إن مجموع التعاريف السابقة تعطى تصورا ا واضحا ا ودقيقا ا لمصطل القلق مف جوانف‪،‬‬
‫مختلفة ويمك إن نعطي تعريفا ا فخرا ا ملخصا ا وشامالا للقلق بالقول أن القلق ‪":‬حالفة انفعاليفة‬
‫غيفففر سفففارو ثابتفففة نسفففبيا تتشفففكل لفففدى الففففرد نتيجفففة للتهديد قفففد يكفففون داخليفففا ا وقفففد يكفففون‬
‫خارجيا ا ويتميز بالتوتر نتيجة الشعور بذاك التهديد وان توقفع الخطفر قفد يكفون لفه مبرراتفه‬
‫في الواقع الموضوعي كما يمك أن يكون ذاتيا متوهما وترافق هذه الحالة أعراض جسمية‬
‫مزعجة وسلوكات سلبية "‪.‬‬
‫قد يطرا إشكال ففي التفرقفة بفي الخفوف والقلفق‪ ،‬لكف معرفتنفا التامفة بأنهمفا عفادو مفا‬
‫يكونان وحدو ملتصقة وأن شعور الفرد بالخوف يكون مثال عنفدما يجفد سفيارو مسفرعة ففي‬
‫اتجاهه ففي وسفط الطريفق يختلفف تمامفا عف شفعوره بفالخوف و القلفق عنفدما يقابفل بعفض‬
‫اللرباء الذي ال يستري لرؤيتهم ‪،‬كذلك م الناحية الفسيولوجية (فالخوف الشفديد يصفاحبه‬
‫نقص في ضلط الدم وضربات القل‪ ،‬و ارتخاء في العضالت مما يؤدي أحيانفا إلفى حالفة‬
‫إغ ماء أما القلق الشديد فيصاحبه زيادو في ضلط الدم وضفربات القلف‪ ،‬وتفوتر بالعضفالت‬
‫مع تحفز وعدم استقرار وكثرو الحركة‪.‬‬
‫ونستطيع تلخيص االختالف السيكولوجي بي القلق و الخوف في الجدول التالي‪:‬‬
‫جدول يوض االختالف السيكولوجي بي القلق والخوف‪:‬‬
‫الخوف‬ ‫القلق‬ ‫موضع االختالف‬
‫معروف‬ ‫مجهول‬ ‫السب‪ ،‬أو الموضوع‬
‫خارجي‬ ‫داخلي‬ ‫التهديد‬
‫محدد‬ ‫غامض‬ ‫التعريف‬
‫غير موجود‬ ‫موجود‬ ‫الصراع‬
‫حادو‬ ‫مزمنة‬ ‫المدو‬
‫‪ -2‬أنواع القلق ‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫للقلق أنواع ال بد م التطرق إليهفا للتفرقفة بفي القلفق العفادي السفوي و القلفق الالسفوي‬
‫الباثولوجي والتي يفصل تعريفهما م خالل مايلي ‪:‬‬
‫أ‪-‬القلققق الموعققو ي ‪ :‬هففو قلففق مؤقففت تسففببه مواقففف معينففة تصففدر م ف الواقففع و م ف‬
‫لروف الحياو اليومية و يمك معرفة مصفدره و حصفر مسفبباته صنفه يكفون غالبفا محفدودا‬
‫في الزمان والمكان ينتج ع أسباب خارجية معقولة كأن يتوقع الفرد فقدان أي شيء أو أي‬
‫شخص محب‪ ،‬لديه أو قل ق متعلق بالشروع في عمل جيد و يطلفق عليفه أحيانفا اسفم " القلفق‬
‫الواقعي" أو" القلق السوي" والذي يعرفه أحمد عزت راج (‪)1933‬بأنه الخوف م مثيفر‬
‫خارجي كخوفنا م موت شخص عزيز علينا و خوف اصم على ابنها اللائ‪ ،‬وللخفوف مفا‬
‫يبرره في هذه الحالة لكنه ليس خوفا بالمعنى الفدقيق صننفا ال نسفتطيع أن نفعفل حيالفه شفيئا(‬
‫ص ‪ 169‬بتصففرف) وهففذا القلففق جففزء منففه هففو مفيففد لإلنسففان صنففه يجعلففه أكثففر انتباه فا ا‬
‫واستعدادا ا لمواجهة الظروف الطارئة والمواقف التي تهدد أمنفه وسفالمته وتوازنفه الحيفوي‬
‫فهذا النوع يتمثل في تلك المشاعر التي تنتاب اإلنسان عندما يتوقفع حفدوث أشفياء مكروهفة‬
‫تهدده أو تهدد شخصا ا عزيزا ا عليه‪،‬كما أن هذا القلق يحفز اإلنسان على أن يقفدر الموقفف و‬
‫يحلل اصسباب ويزن مفا تتطلبفه الظفروف الطارئفة ويزيفد مف اقتفه وحماسفه واسفتعداداته‬
‫لمجابهفة الخطفر أو الهفروب منفه‪،‬ويتعرض النفاس لهفذا النفوع مف القلفق يوميفا ا ففي حيففاتهم‬
‫العادية عندما يواجهون تجارب مزعجة أو مشاكل تهدد أمنهم‪.‬‬
‫ب‪-‬القلق المرعي‪ :‬هو عادو الذي يالزم الشفخص مفدو ويلفة ودرجتفه مرتفعفة ويسفتدل‬
‫عليه عادو مف سفلوك صفاحبه أو أسفلوب حياتفه ‪،‬وقفد ال يشفعر المصفاب بآثفاره اال شفعورا ا‬
‫غامضا ا وبعد فترو ويلة والقلق المرضي غامض غير محدد المعالم تختلف شفدته وعمقفه‬
‫م شخص صخر ‪،‬ويجهل اإلنسان في اللال‪ ،‬مصادر قلقه وال تأتي تصرفاته وردود أفعاله‬
‫جوابفا ا علففى عوامفل أو مسففببات معينفة بففل تهديفدات غامضففة وشفاملة ل‪،‬هففذا يالحف أن رد‬
‫الفعل يكون بطريقة عشوائية ‪،‬وأن السلوك يكون عادو فوضويا ا ال يقضي على القلق بفل قفد‬
‫يزيد في سيطرته وتمكنه ‪،‬وبينما يتعرض المرء للقلق العفادي ففي فتفرو محفدودو ثفم يختففي‬
‫عنه نجد أن القلق المرضي يصب غالبا ا سلوكا ا مالزما ا لصاحبه الذي يشعر أنه مللوب على‬
‫أمره يسب في بحر م الحيرو والشكوك والتردد واللموض غير قادر على اتخاذ القرارات‬
‫بسهولة ‪،‬ويعتبر هذا النوع م القلق مرضيا ا صنه يتفرك فثفارا ا سفلبية ويحفدث تليفرات هامفة‬
‫صمور تافهة‬
‫ٍ‬ ‫في حياو اإلنسان فالمصاب به ال يذوق عم اال مئنان والهدوء بل هو عصبي‬
‫و يشعر بالرع‪ ،‬أحيانا أمام حوادث بسيطة فهو يعيش في حالة استثارو وتحفز مسفتمر مف‬
‫القلق‪ ،‬وم تلك المواقف قلق االمتحان ‪ ،‬القلق االجتماعي ‪ ،‬قلق الموت وكذلك القلفق الفذي‬
‫يأتي حي اإلقدام على عملية جراحية الذي هو حالة م االضطراب الفكري الوجداني أمام‬
‫الخطر المحفدق بالجسفد وربمفا بالحيفاو نتيجفة للعمليفة الجراحيفة ويتضفخم هفذا االضفطراب‬
‫عندما تكون الجراحة بمثابة الخيار الوحيد أمام المفريض لكفي يتجنف‪ ،‬خطفر حالفة مرضفية‬
‫يعانيها و بهذا فإن المريض يختار الجراحة كأفضل اصمري ولك بعد أن تكون معاناته م‬
‫قلق الموت خالل الفترو الفاصلة بي معرفته بإصابته ‪-‬التي تشكل خطرا على حياته ‪-‬وبفي‬
‫قففراره الخضففوع للجراحة)(السففبع كبريففال‪1995،‬ص‪ )51‬ولقففد وصففف لنففا ريففاض أحمففد‬
‫النابلسي (‪ )1993‬مظاهر القلق التي تجتاا المريض قبل الجراحة وذلك مف خفالل دراسفة‬
‫أجراها على ‪ 800‬مريض في مستشفى(‪ )TAPOLCA‬ووجد أن نس‪ ،‬أهم االضفطرابات‬
‫النفسية والجسدية في الليلة السابقة للعملية تتوزع كالتالي ‪(:‬خوف غامض ‪ –% 96‬الخوف‬
‫م المفوت ‪ -%32‬رففض العمليفة ‪ -%24‬التفوتر النفسفي ‪-%100‬صفعوبات النفوم ‪-%66‬‬

‫‪8‬‬
‫الكآبففة ‪ -%20‬ارتجففاف اص ففراف ‪ -%55‬صففعوبات التففنفس ‪ -%73‬تسففارع دقففات القلفف‪،‬‬
‫‪ %60‬تعرق القل‪ -% 60 ،‬تعفرق اليفدي ‪ -%65‬الصفداع ‪– %45‬ارتففاع الضفلط ‪%40‬‬
‫أوجاع هضمية ‪ 1993(،28%‬ص ‪،) 32‬إن حدا ا منخفضا ا م قلق ما قبل العملية الجراحية‬
‫مبرر صنه نابع م معرفة المريض لضرورو تعريض جسمه العتداء بهدف الشفاء‬
‫إن اضطرابات القلق تعتبر م االضطرابات االنفعالية التي تدخل في دائفرو العصفاب‬
‫وهففي تنففدرج فففي زملففة أعففراض القلففق وهففي كلهففا أشففكال للقلففق ولكنهففا تختلففف مف حيففث‬
‫النوع‪،‬ولقد أورد دليل التشخيص اإلحصائي الرابع ‪ DSM4‬العديد م االضطرابات تحفت‬
‫زملة اضطراب القلق وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬نوبة الذعر أو الهلع ( ‪: )panic attack‬‬
‫وتبدو المظاهر اإلكلينيكية لهذه النوبة أو الهجمة في شكل خوف شديد أو حالة مف عفدم‬
‫االرتيفاا مصفحوبة بأربعفة إلفى ثالثفة عشففر عرضفا ا بفدنيا ا و معرفيفا ا‪ ،‬وتففاج النوبفة الفففرد‬
‫وتنمو بسرعة حتى تصل إلى الذروو في خالل عشرو دقفائق ‪،‬وغالبفا ا مفا يصفاحبها إحسفاس‬
‫باللض‪ ،‬واالستياء وحاجفة ملحفة للهفرب واصشفخاص الفذي يشفكون مف حالفة الفذعر هفذه‬
‫يصفون خوفهم بصورو شديدو ويعتقدون بأنهم سوف يموتون ويفقفدون السفيطرو ويصفابون‬
‫بسكتة قلبية أو ربما يصابون بالجنون وتكون لديهم الرغبة الملحفة ففي تالشفي هفذه الهجمفة‬
‫الشرسة م نوبة الذعر ويمك أن تحدث هذه النوبة مع العديد م اضفطرابات القلفق مثفل‬
‫(اضطرابات الذعر الخوف االجتماعي المخاوف المحددو اضطراب ما بعد الصدمات‬
‫وحاالت الكرب الحاد ‪)...‬لذا ينبلي اصخذ بعي االعتبار أن هذه النوبة قد تكون قائمة بفذاتها‬
‫أو أنها أحد أعراض اضطرابات القلق اصخرى ‪.‬‬
‫‪-2‬الخوف م اصماك الواسعة (االجورا فوبيا ‪:)agorophobia‬‬
‫وهففو الخففوف مف التعففرض لنوبففة ذعففر فففي مكففان أو موقففف يكففون الهففروب منففه صففعبا ا‬
‫أومحرج فا ا أو إمكانيففة المسففاعدو غيففر متاحففة إذا مففا حففدثت لففه نوبففة الففذعر أو إذا اردتففه‬
‫مخاوف ارئة لذا فان اصشفخاص المصفابي بهفذا النفوع مف الرهفاب يتجنبفون التعفرض‬
‫للمواقف التي تسب‪ ،‬رعبهم أو أنهم يصطحبون فخري لمساندتهم ويختلف هفذا النفوع مف‬
‫الخوف عف الرهفاب االجتمفاعي الفذي ينحصفر ففي المواقفف االجتماعيفة بفأن هفذا الخفوف‬
‫يحدث في مواقف معينة مثل أن يكون المرء وحيدا خارج منزلفه أو أن يكفون المفرء داخفل‬
‫ازدحام أو أثناء السفر في سيارو أو حينما يكون المرء داخل المصفعد وإذا لفم تفتم معالجفة‬
‫هذا النوع م الرهاب فانه يمك أن يصب هذا المصاب منعزالا ويلتزم البيت و ال يخفرج‬
‫منه أو يحرم نفسه القدرو على السفر و العمل و الواجبات المفروضة عليه خارج المنزل‪.‬‬
‫‪ – )3‬اضطراب الذعر أو الفزع (‪:) panic discorder‬‬
‫يتعرض الشخص في هذا االضطراب إلى نوبات غير متوقعة م الخوف الشديد والذعر‬
‫مرو كل أسبوع وتكون هذه النوبة شديد تتبعها فترو هدوء يتوقع الففرد المصفاب خاللهفا أن‬
‫تصيبه نوبة في أي وقت وتستمر النوبة حوالي خمفس دقفائق إلفى عشفر دقفائق يشفعر فيهفا‬
‫المريض باالنزعاج والتوتر و الخوف وتزداد ضربات القلف‪ ،‬وتحفدث صفعوبة ففي التفنفس‬
‫وضفيق ففي الصفدر أو ألفم بفه كمفا يحفدث شفعور باإلغمفاء أو دوخفة إضفافة إلفى أعفراض‬
‫أخرى‪(،‬ويشعر المريض بأن نهايته قد اقتربفت ويخفاف خوففا ا شفديدا ا مف أنفه سفيموت وففي‬
‫ت أخرى يشعر المريض أنه سيفقد عقله أو ال يستطيع السيطرو على نفسه وتصرفاته‬ ‫حاال ٍ‬
‫وهكذا فان نوبة الهلفع مزعجفة و مؤلمفة ومخيففة يضفطرب خاللهفا الشفخص وتظهفر عليفه‬
‫عالمات التوتر و االنزعاج وهو يحاول أن يهدئ نفسه أو يسفرع بطلف‪ ،‬العفون ممف حولفه‬
‫‪9‬‬
‫أو مفففف اص بففففاء وهففففذا مففففا يعبففففر عنففففه مصففففطل الهلففففع والخففففوف الشففففديد) (المففففال‬
‫حسان‪،1995،‬ص‪ ،)29‬وتظهر النوبة اصولى أثناء عمل اعتيادي أو أنها تظهر بعد موقفف‬
‫يدعو إلى الخوف أو الرع‪ ،‬مثل حادث ما أو فقدان عزيز ويمك للنوبة أن تتكرر في اليوم‬
‫أو أن تطففول لمففدو سففاعة أو أكثففر فففي بعففض اصحيففان‪ ،‬ونظففرا ا لشففدو النوبففة وإزعاجهففا فففان‬
‫المريض يتوقع حدوثها فيما بعد ويبقى خائفا ا متفحصا ا لنفسه ع أعراضها وهفذا بحفد ذاتفه‬
‫يمك أن يؤدي إلى نوبة ثانية‪.‬‬
‫‪-)4‬الفوبيا المحدودو (أو المخاوف البسيطة)‪ :‬يعد المظهر اصساسي لهفذا النفوع مف الخفوف‬
‫أو اضطرابات القلق في انحصاره في كون الخوف أو القلق محددا بموضوع مفا أو موقفف‬
‫مففا والففذي يسففتدعي حالففة م ف القلففق المباشففر للتعففرض لموضففوع الخففوف ‪ ،‬وقففد يأخففذ هففذا‬
‫الخوف شكل الذعر أو الفزع ولكنه ال يشخص على أنه اضطراب فزع‪( ،‬وهو يقتصر على‬
‫مواقفف شففديدو التحديففد مثففل االقتففراب مف حيوانففات أمففاك مرتفعففة الطيففران الرعففد‬
‫الظالم اصماك المللقة و التبول أو التبرز في مراحيض عامفة ‪...‬وغيرهفا‪ ،‬وعلفى الفرغم‬
‫م أن الموقف المثير محدود إال أن التعرض له قد يثير رعبا ا كما في حاالت رهاب الخالء‬
‫أو الرهفاب االجتمفاعي )(عكاشفة أحمفد ‪ 1976‬ص ‪ ،)163‬واصشفخاص الفذي يعفانون مف‬
‫الرهاب البسيط يعرفون بأن خوفهم مبالغ فيه ولكنهم ال يستطيعون التلل‪ ،‬على مشاعرهم ‪.‬‬
‫‪-)5‬الخوف االجتماعي أو اضطراب القلق االجتماعي ( ‪: )social phobie‬‬
‫(هو الخفوف مف الوقفوع محفل مالحظفة مف اآلخفري ممفا يفؤدي إلفى تجنف‪ ،‬المواقفف‬
‫االجتماعية وعادو ما يصاح‪ ،‬المخاوف االجتماعية تقيفيم ذاتفي مفنخفض وخفوف مف النقفد‬
‫وقد يظهر على شكل شكوى م احتقان الوجه أو رعشة باليد أو غثيان أو رغبة شديدو ففي‬
‫البفففول ويكففففون المفففريض مقتنعففففا أن واحفففدو مفففف هفففذه المظففففاهر الثانويفففة هففففي مشففففكلته‬
‫اصساسية)(أحمد عكاشة‪ 1976.‬ص ‪ ،)161‬وتميز هذا الخوف االجتماعي بفالقلق الشفديد و‬
‫اإلحساس بعدم االرتياا المرتبط بالخوف م اإلحراج أو التحقير مف فرف اآلخفري ففي‬
‫مواقف تتطل‪ ،‬االستجابة المتوازنة وم اصمثلة على المواقف التي تثير الخوف االجتماعي‬
‫مقابلة الناس القيام بخطاب أمفام جمفع مف اصشفخاص والتعامفل مفع شخصفيات مرموقفة‬
‫وذات منص‪ ،‬عفالي ومعظفم المصفابي بفه يحفاولون تجنف‪ ،‬المواقفف التفي تثيفر الخفوف أو‬
‫يتحملففون هففذه المواقففف وهففم يشففعرون بالضففلط العصففبي الشففديد ويففتم تشففخيص هففذا‬
‫االضطراب إذا كان الخوف أوالتجن‪ ،‬يعرقالن بشكل كبير حياو ومصال الفرد المصاب أو‬
‫يضايقه بشكل شديد وأهم مظاهر االضطراب النفسي المصاحبة لهذا الخوف هو الحساسية‬
‫الزائدو لالنتقاد أو التقييم السلبي أو الرفض وصعوبة توكيد الذات وانخفاض تقدير الذات‬
‫وربما تكون المهارات االجتماعية لهؤالء المصفابي ناقصفة وعنفدهم ضفعف ففي التواصفل‬
‫البصففري مففع وجففود عالمففات ملحولففة للقلففق مثففل بففرودو اليففدي االرتجففاف مففع الصففوت‬
‫المتحشرج ‪.‬‬
‫‪-)6‬اضطراب الوسواس القهري (‪: )Obsessive compulsive Discorder‬‬
‫إن المظففاهر اصساسففية الضففطراب الوسففواس القهففري يتكففون فففي تكففرار الوسففاوس أو‬
‫اصفعال القهرية والتي تكون مفر ة بحيث تستلرق وقتا فويالا (تأخفذ أكثفر مف سفاعة ففي‬
‫اليوم) أو تسب‪ ،‬المضايقة واالرتباك مع تعطل واض ففي اصنشفطة المعتفادو ويسفب‪ ،‬هفذا‬
‫االضففطراب اإلرهففاق النفسففي والقلففق وتعطيففل إنتاجيففة الفففرد ويدفعففه لصففرف الكثيففر م ف‬
‫الطاقة و يتحمل الكثير م اصعباء و اآلالم كي يخفي حالته ووساوسه صنها قد تؤدي به إلى‬
‫الجنون أو الشذوذ حس‪ ،‬اعتقاده أما تلك اصفكار القهرية فيمك تصنيفها إلى خمسة فئات‪:‬‬
‫‪-1‬أفكار تتعلق بالتلوث و الطهارو (القذارو المكروبات اتسات اليدي ‪)...‬‬
‫‪10‬‬
‫قففول كلمففات بذيئففة‬ ‫‪-2‬أفكففار تتعلففق بففاصمور العدوانيففة (الخففوف مفف اإليففذاء بسففكي‬
‫واصطدام وقتل إنسان بريء بسيارته‪.)...‬‬
‫‪-3‬أفكار تتعلق بفاصمور الجنسفية ‪(:‬أفكفار حفول زنفا المحفارم و اص فال االغتصفاب ‪...‬و‬
‫غيرها )‬
‫‪-4‬أفكففار تتعلفففق بالحاجففة إلفففى الدقفففة والتماثففل ففففي جميفففع المجففاالت ‪ (:‬تعفففديل الصفففور‬
‫والصفوف تناسق اصلوان أو الثياب أو اصثاث‪)....‬‬
‫‪-5‬أفكار تتعلق بالحاجة إلى التأكد و التثبت مثال في اصمور الدينية عدد ركعات الصفالو و‬
‫الوضوء وغلق اصبواب و الكهرباء اللسل‪)...‬‬
‫وهذه اصفكار تميل إلى حدوثها بشكل إجباري وقهفري حفول موضفوع معفي ‪ ،‬مفع اصخفذ‬
‫في االعتبار أن الراشدي الذي يعفانون هفذا االضفطراب يفدركون أن وساوسفهم وانفدفاعهم‬
‫القهري مفر ومبالغ فيه وغير عقالني بينما يختلف اص فال في إدراك ذلك حيث تعوزهم‬
‫القدرو المعرفية للحكم على معقولية ما يفعلونه‪.‬‬
‫‪-)7‬اضطراب ما بعد الصدمات( ‪:)Post traumatique stress discorder‬‬
‫يظهر هذا االضطراب كرد فعل متأخر أو ممتد زمنيا لحدث أو إجهاد ذي فابع صفدمي‬
‫عنيففف وقففع للفففرد وسففببت لففه أو لليففره الخطففر أو الجففرا أو اصلففم المففادي أو المعنففوي أو‬
‫التهديد باإلصابة بعاهة جسمية أو حتى مشاهدو هذه المواقف الصفدمية أو مجفرد التعفرف‬
‫على مثل هذه الصدمات و نتائجها و السماع بإصابة أحد أعضاء اصسفرو بهفا ومفا إلفى ذلفك‬
‫‪(،‬وتتضم اصعراض النمطية نوبفات مف اجتفرار الحفادث مف خفالل ذكريفات اقتحاميفة (‬
‫ارتجاعات زمنيفة) مفع أحفالم وكفوابيس والتفي تحفدث علفى خلفيفة مسفتمرو مف اإلحسفاس‬
‫بالخففدر و التبلففد االنفعففالي واالنفصففال علففى اآلخففري وعففدم التمتففع مففع تجنفف‪ ،‬النشففا ات‬
‫والمواقففف التففي قففد تففذكره بالحففادث وعففادو مففا يكففون هنففاك خففوف وتجنفف‪ ،‬لرمففوز تففذكر‬
‫المصاب بالحادث اصصلي كما يكون هناك عادو ا حالة فر يقظة ونشا بالجهفاز العصفبي‬
‫اإلرادي وتعزيز لرد فعل انفعالي )( عكاشة أحمد ‪ 1976‬ص ‪. )191‬‬
‫وينبلففي أن تتضففم اسففتجابة الفففرد لألحففداث الشففعور بففالخوف الشففديد والعجففز أوالهلففع‬
‫وتكون لدى اص فال متضمنة للتفكك والتوتر والخبل أو الهياج والعفرض الرئيسفي ينبلفي‬
‫أن يستمر صكثر م شهر وأن يشكل هذا العرض محنةا أو ارتباكا ا في الولائف االجتماعية‬
‫والعمل والنشا ات المهمة للشخص ‪.‬‬
‫‪ -)8‬االضطراب الحاد للكروب أو الضلو (‪:)Acute stress discorder‬‬
‫والمظهر الرئيسي الضطراب الكرب هو تطور خصائص القلق واالنشقاق واصعراض‬
‫اصخرى التي تحدث خالل شهر بعد التعرض لصدمة ضفاغطة عنيففة وكنتيجفة لالسفتجابة‬
‫للحففدث الصففادم فففان اصعففراض االنشففقاقية تتطففور لففدى الفففرد حيففث تتنففاقص االسففتجابة‬
‫العا فيففة ويجففد الصففعوبة فففي معايشففة خبففرات االسففتمتاع ويشففعر باسففتمرار بالففذن‪ ،‬حتففى‬
‫بمتابعففة العاديففة لمهففام حياتففه‪ ،‬وربمففا يعففاني المففريض م ف نقففص فففي التركيففز و الشففعور‬
‫باالنفصال ع جسمه وإدراك العالم على أنه وهم أو غير حقيقي مثفل الحلفم أو الشفعور‬
‫بتزايد صعوبة تذكر أي تفاصيل م اصحداث الصادمة باإلضافة إلى ذلك فان عرضا علفى‬
‫اصقفل مف اصعففراض الحادثففة فففي اضففطراب مفا بعففد الصففدمة يكففون موجففودا مثففل معففاودو‬
‫اصحداث الصادمة أو اصفكار أو الصفور المرتبطفة بهفا ففي الفذاكرو و اصحفالم مفع صفعوبة‬
‫النوم و عدم االستقرار ونقص التركيز واالحتراس الشديد واالستجابة المبالغ فيها صي أمفر‬
‫مزعج‪ ،‬وعموما ينتهي االضطراب على اصقل في يومي و على اصكثفر ففي أربعفة أسفابيع‬
‫ويحدث في غضون أربعة أسابيع م وقوع الصدمة ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-)9‬اضطراب القلق العام‪:‬‬
‫إن المظهفر اصساسفي لتشفخيص حالفة القلفق العامفة هفي القلفق المففر (توقفع الخففوف أو‬
‫ترقبه)(ويتطل‪ ،‬تشخيص هذا االضفطراب النفسفي وجفود عفدد كفاف مف اصعفراض ولمفدو‬
‫ستة أشهر على اصقل وم هذه اصعراض ما يتعلق بالجهاز العضلي مثل الشعور بالرجفة‬
‫و التوتر العضلي و اآلالم ومنها ما يتعلق بالجهاز العصبي الذاتي مثل تسرع نبضات القل‪،‬‬
‫وجفاف الح لق و التبول المتكرر ومنها ما يتعلق باالحتراس و الترق‪ ،‬الفذهني مثفل ضفعف‬
‫التركيفففز و العصفففبية)(المال حسفففان‪،1995،‬ص‪ ،)29‬ويتصفففف هفففذا االضفففطراب بفففالقلق‬
‫المسففتمر و المبففالغ فيففه والضففلط العصففبي حيففث م ف السففهل إثففارتهم ويعففانون م ف اصرق‬
‫واالرتعاش واإلنهاك والصداع ‪.‬‬
‫‪-)9‬اضطراب القلق نتيجة اإلصابة بحالة بية عامة‪:‬‬
‫يعففد المظهففر الرئيسففي لتشففخيص حففاالت القلففق الناتجففة ع ف وجففود اضففطرابات بيففة‬
‫عضففوية ‪،‬وتكففون أعففراض اضففطرابات القلففق نتيجففة لهففذا الخلففل العضففوي وهنففاك معففاير‬
‫لتشخيصه وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬لهور القلق نوبات الذعر الوساوس في اللوحة اإلكلينيكية‬
‫ب‪ -‬وجود تفاري مرضفي مف خفالل الفحفص البفدني أو التحاليفل المعمليفة تؤكفد أن هفذه‬
‫اصعراض‬
‫نتيجة حاالت عضوية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ال ينتمي االضطراب صي اضطرابات عقلية أخرى مثل‪(:‬اضطراب التوافق مع القلق‬
‫حيث‬
‫تكون الضلو المسببة للقلق مجرد حاالت بية أو عضوية عامة) ‪.‬‬
‫د‪ -‬ال يحدث االضطراب أثناء فترو الهذاء ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬يسب‪ ،‬القلق ففي هفذه الحالفة دالالت إكلينيكيفة علفى اخفتالل الولفائف االجتماعيفة و‬
‫العمل‬
‫و المجاالت اصخرى‪.‬‬
‫‪ -)10‬اضطراب القلق الناتج ع تعا ي المواد المؤثرو نفسيا ا أو أي مواد مشابهة‪:‬‬
‫ويش كل المظهر الرئيسي لهذا في كون القلق يكون نتيجفة لتعفا ي المخفدرات أو الكحفول‬
‫أو عقاقير دوائية أخرى لها تأثير نفسي مباشر‪ ،‬أما معايير التشخيص فهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬لهور القلق نوبات الذعر أو الوساوس القهرية على اللوحة اإلكلينيكية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وجود تاري واض م خالل الفحص البدني أو التحاليفل المعمليفة أو إمفا (‪ )1‬أو (‪)2‬‬
‫م اآلتي ‪:‬‬
‫(‪ -)1‬تتطور اصعراض في المعيار(‪ )1‬خالل أو في غضون شهر واحد م التسمم الدوائي‬
‫أوخالل فترو اصعراض االنسحابية ‪.‬‬
‫(‪ -)2‬يرتبط االضطراب مرضيا باستعمال المواد المؤثرو نفسيا‪.‬ا‬
‫ج – ال يعد االضطراب ضم اضطرابات القلق التفي ال يحفدثها تعفا ي أي مفواد مفؤثرو‬
‫نفسيا ا‪.‬‬
‫د ‪ -‬ال يحدث االضطراب أثناء ور الهذاء ‪.‬‬
‫هـ – يسب‪ ،‬االضطراب ارتباكا ا إكلينيكيا ا واضحا ا في الولائف االجتماعيفة والعمفل أو أيفة‬
‫ميففادي أخففرى تتطلفف‪ ،‬الصففحة النفسففية ( ‪American Psychiatrie Association‬‬
‫‪)1994 ،P199‬‬
‫‪ -4‬أسباب القلق ‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫أصب االنتشار الواسع للقلق في عصرنا الحالي يشكل لاهرو ملموسة في كل المجتمعات‬
‫تقريبا ا حيث يصي‪ ،‬القلق جميع الطبقات والفئات صلارا وكبارا نساءا ا ورجفاالا اصغنيفاء‬
‫منهم و الفقراء مما يدل على أن أسباب القلق وعوامله متنوعة و فيما يلي سنحاول عرض‬
‫أهمها‪:‬‬
‫يرجع كثير م علماء النفس خاصة أصحاب مدرسة التحليل النفسي أصفل نشفوء القلفق‬
‫إلى حاالت أربع عاشها حسبهم كل فرد في ماضيه وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬صدمة الميالد ‪ :‬الذي هو النموذج البدائي للقلق وهو صراع م أجل البقاء وهو التجربة‬
‫اصولى التي يوضع فيه اإلنسان فجأو أمام تليير أساسي لمحيطفه تتوقفف فيفه مسفألة حياتفه‬
‫علففى جملففة م ف ردود أفعففال حيويففة متصففلة بهففذه الوليفففة وبهففذه التجربففة اصولففى تتكففون‬
‫المخاوف اصولى‪.‬‬
‫ب‪ -‬صففدمة الفصففام‪ :‬انفففه حصففر الفصفففام وهففو الخفففوف الففذي يسفففتدعيه االنفصففال عففف‬
‫الموضوعات التي يرى المرء أنها جوهرية لحياته يعيش الطفل بعد صدمة الميالد بقليل ‪-‬‬
‫أي الفترو التقليدية للرضاعة ‪ -‬في حال االنفصال عنها خوفا م عدم اسفتطاعته علفى إبقفاء‬
‫السعادو واال مئنان واصم والمتمثل في االلتحام بأمه‪.‬‬
‫ج‪ -‬عقففدو االخصففاء‪ :‬ويففرى أصففحاب الدرسففة التحليليففة أنهففا تففأتي فيمففا بعففد مففع االنفعففاالت‬
‫الجنسية الطفلية وهو خفوف مف عقفاب الوالفدي بسفب‪ ،‬التفكيفر الجنسفي انفه الشفعور بفاصلم‬
‫نتيجة التفكير في تملك أحد اصبوي م الجنس اآلخر وهفذه العقفدو هفي المسفئولة عف كثيفر‬
‫م الذن‪ ،‬الالشعوري ‪.‬‬
‫د‪ -‬التنشئة االجتماعيفة ‪ :‬إن القلفق الناشف عف التنشفئة االجتماعيفة هفو خفوف مف النبفذ مف‬
‫ففرف المجتمففع انففه قلففق اصنففا اصعلى بسففب‪ ،‬الخففوف مفف عففدم القففدرو علففى االسففتجابة‬
‫للمتطلبات الثقافية لألبوي والمجتمع‪.‬‬
‫يعتقد فرويد أن القلق ما هو إال صورو جديدو نتجت ع االستثارو الجنسية غير المشبعة‪،‬‬
‫أما أدلر (‪ )A.Adler‬فيفرى أن القلفق النفسفي ترجفع نشفأته إلفى فولفة اإلنسفان اصولفى‬
‫حيففث يشففعر اإلنسففان بالقصففور النففاتج ع ف الشففعور بعففدم اصم ف وهففذا القصففور قففد يكففون‬
‫عضويا أو معنويا أو اجتماعيا وتلتقي "هورني ‪ " Horney‬مع أدلفر ففي بعفض مصفادر‬
‫القلق و هي ترجع تلك المصفادر إلفى ثالثفة عناصفر هفي‪ -1 :‬الشفعور بفالعجز ‪ -2‬الشفعور‬
‫بالعزلة ‪ -3‬الشعور بالعداوو‪ ،‬وترى أن العناصر السابقة تنشأ بدورها ع اصسفباب التاليفة‬
‫‪ -1:‬انعدام الدفء العا في في اصسرو والشعور بالنبفذ ‪ -2،‬المعفامالت اصسفرية السفيئة ‪-3‬‬
‫البيئة وتعقيداتها و تناقضاته‪.‬‬
‫أن اتجاه التحليفل النفسفي (يشفدد علفى دور العمليفات النفسفية الديناميكيفة و التنبفه الفداخلي‬
‫بالعضوية وهذا االتجاه ال يشدد علفى دور العوامفل العصفبية و البيولوجيفة للقلفق وإنمفا‬
‫يعتبره تهديدا موجها إلى اصنا ويحدث بسب‪ ،‬المواقف وما فيها م مثيرات مهددو (واقعيفة‬
‫أم متخيلة) وخاصة في مرحلة الطفولة حيث تعتبر صفدمة المفيالد أهفم خبفرو قلفق يمفر بهفا‬
‫الفرد في حياته)(عبد هللا‪،‬محمد قاسم‪،1999،‬ص‪.)53‬‬
‫ترى المدرسة السلوكية أن القلفق اسفتجابة مكتسفبة تفتم وتتكفون ضفم لفروف ومواقفف‬
‫معينة ثم يعمم الفرد هذه الخبرو لمواقفف أخفرى مشفابهة حيفث إن تنشفئة الطففل المتضفمنة‬
‫تربيته وتعليمه تتضم بعض المواقف التفي تفؤدي إلفى االستحسفان والعطفف وينشفأ عنهفا‬
‫شعور باال مئنان واالرتياا بينما يؤدي بعضها اآلخر إلى االستهجان وعدم الرضفا ويفنجم‬
‫عنه شعور بعدم االرتيفاا وهنفا يتولفد القلفق فتفرى الطففل مفدفوعا ا إلفى االنتبفاه إلفى أنفواع‬
‫السلوك التي تجل‪ ،‬االستحسان وإلى التي تجل‪ ،‬االستهجان حتى يستطيع تجن‪ ،‬القلق ومع‬
‫‪13‬‬
‫اصسف فان هذا يساعد على تفاقم و اشتداد القلق أو على اصقل إلى الصعوبات في العمليفات‬
‫النفسية ‪.‬‬
‫إن "ستشفر ‪ " Schaeffer‬وهو م أصحاب المدرسة السلوكية الجديدو يؤكد على أن القلق‬
‫استجابة مكتسبة قد تنتج ع الخوف العادي تحت لفروف أو مواففق معينفة ثفم تعمفم هفذه‬
‫االسففتجابة فيمففا بعففد فقففد يحففدث أن يتعففرض الطفففل لموقففف فيففه تخويففف أو تهديففد وال‬
‫يصاحبها تكيف نفاج ويترتف‪ ،‬عف ذلفك مثيفرات مف أهمهفا عفدم االرتيفاا االنفعفالي ومفا‬
‫يصاحبه م توتر وعدم االستقرار‪.‬‬
‫كذلك م مصادر القلق تبني المرء معتقدات خا ئة أو متناقضة غير ايجابية سواءا ا فيمفا‬
‫يتعلق بذاته أو بالمحيطي به أو بمستقبله ‪ ،‬أو أن له نمط تفكير سلبي أو تشاؤمي أو تهويلي‬
‫(تضخيم اصمور) فالمدرسفة المعرفيفة تفرى أن مصفدر القلفق هفو فكفرو خا ئفة وأن أسفاس‬
‫العالج هو تصحي تلك اصفكار لتكون أفكار ايجابية وصحية‪.‬‬
‫لقد أثبت العلم إن للوراثفة تفأثيرا ا ففي لهفور القلفق فقفد أثبتفت دراسفات التفوائم تشفابه‬
‫الجهففاز العصففبي الفف إلرادي واسففتجابته للمنبهففات الخارجيففة و الداخليففة كففذلك أوضففحت‬
‫(دراسة العائالت أن ‪ %15‬م فباء وإخفوو حفول مرضفى القلفق أنهفم يعفانون مف المفرض‬
‫نفسه وقد وجد سلستر وشليدز(‪ )1969-1962‬أن نسبة القلفق ففي التفوائم المتشفابهة تصفل‬
‫إلى‪ % 50‬وأن حوالي‪ %65‬يعانون م بعفض سفمات القلق وقفد اختلففت نسفبة مف التفوائم‬
‫غير المتشابهة فوصلت إلى ‪ %4‬فقط أما سمات القلق فظهرت في ‪ %13‬م الحاالت‪ ،‬ولذا‬
‫فالوراثة تلع‪ ،‬دورا ا مهما في االستعداد للمرض وتزيد نسبة أعراض القلق في النساء عنها‬
‫في الرجال)(عكاشة أحمد ‪ 1976‬ص ‪.)138‬‬
‫وللسف أثففره فففي نشففأو القلففق كففون المففرض يزيففد مففع عففدم نضففوج الجهففاز العصففبي فففي‬
‫الطفولففة وكففذلك لهففوره لففدى المسففني فيظهففر القلففق فففي اص فففال بففأعراض تختلففف ع ف‬
‫الناضجي فيكون في هيئة خوف م الظالم واللرباء و الحيوانات أو تظهر في هيئة أحالم‬
‫مزعجة أمفا ففي المراهقفة فيأخفذ القلفق مظهفرا فخفر مف الشفعور بعفدم االسفتقرار والحفرج‬
‫االجتمففاعي والتلعففثم وتقففل أعففراض القلففق فففي سف النضففوج لتظهففر ثانيففة فففي س ف اليففأس‬
‫والشيخوخة حيث يزيد استعداد الفرد لظهور هذا المرض ‪(.‬نفس المرجع‪،‬ص ‪.)139‬‬
‫كذلك م أسباب القلق الضعف النفسي العفام و الشفعور بالتهديفد الفداخلي أو الخفارجي‬
‫ومواقف الحياو الضاغطة المختلفة ومشكالت الطفولة و المراهقة و الصدمات المختلفة‪.‬‬
‫‪ -5‬األ راض اإلكلينيكية للقلق‪:‬‬
‫ينتاب القلق اإلنسان بشكل نوبات حادو عنيفة أو أنه يتكرر ويالزمه لفترو ويلة تتنفاوب‬
‫مع نوبات حادو أخرى ال تصل درجة النوبفات العنيففة واصعفراض اإلكلينيكيفة للقلفق هفي‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬نوبات القلق الحادو وتظهر بشكل مفاج ‪،‬يشفعر المصفاب فيهفا بفالتوتر وعفدم االرتيفاا‬
‫وبأنفه يتوقفع حفدثا ا سفيئا ا أو شفرا ا مسفتطيرا ا وتفزداد حساسفيته لتواففه اصمفور ويتصفاعد فففي‬
‫وجدانه شعور الخوف والرهبة ويكون القلق الحاد باصشكال التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نوبفة االنهيفار الحفاد )‪ (Acute anxiété fit‬وتكفون مصفحوبة بحالفة مف القلفق و‬
‫الهلع و الخوف الحاد(‪ ) panic state‬والتفوتر الشفديد واضفطراب حركفي عضفلي وعفدم‬
‫القدرو على السكون واتساع الحدقتي وشحوب الوجه والجلد وارتجاف اص راف والوجفه‬
‫والشفاه وقد يصرت المريض ويبكي ويفت فمفه لبفا للهفواء ويجفف الحلفق وتنهفار قفوى‬
‫المريض وقد يسقط على اصرض ملميا ا عليه فتبدوا النوبة و هي أشبه بالصرع ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ب‪ -‬حالففة الرعفف‪ :)terror state( ،‬وهنففا يففزداد التففوتر الحركففي و يصففل إلففى شففبه‬
‫الجمود وعدم الحركة واالرتجاف وانصباب العرق البارد وعفدم قابليتفه للكفالم أو الصفرات‬
‫لك الرعف‪ ،‬والففزع يفدفعان بالمصفاب إلفى الهفرب و االنفدفاع و الجفري دون هفدف وهفي‬
‫شفبيهة بحالفة (صففدمة القنابفل) عنفدما ينففدفع المحفارب كفاصعمى جريفا ا وربمفا باتجفاه العففدو‬
‫مصدر الخطر‪.‬‬
‫ج‪ -‬تناذر القلق االعيائي(‪ :)Anxiété exhaustion‬وهو إعياء ناتج ع القلفق الحفاد‬
‫الذ ي يستلرق أياما فيشعر المصاب بإرهفاق عفام وبفرود ففي التعبيفر وتبلفد ففي العوا فف‬
‫وبط فكفري وسفلوك فلفي ثقيفل وتفالزم الحالفة هفذه فتفرو أرق قفد تسفتعص علفى العقفاقير‬
‫المنومففة القويففة ويحففدث إعيففاء القلففق فففي اصزمففات العامففة والمصففائ‪ ،‬كففالزلزال والنكبففات‬
‫والفيضانات والحرائق ‪.‬‬
‫‪ -)II‬أما في القلق المزم فهناك ‪:‬‬
‫أ‪-‬أعراض جسمية ‪:‬‬
‫إن اصعففراض الجسففمية للقلففق المرضففي هففي أكثففر اصعففراض انتشففارا حيففث أن جميففع‬
‫أعضففاء الجسففم الداخليففة مرتبطففة بالجهففاز العصففبي اإلرادي الففذي يحركففه الهيبوتالمففوس‬
‫المتصففل بمراكففز االنفعففال وقففد يففؤدي االنفعففال إلففى تنبيففه هففذا الجهففاز وله فور أعففراض‬
‫عضوية في الجسم كما أن المريض قد يكبت االنفعال وال يظهر إال اصعراض العضوية‬
‫وأهم هذه اصعراض ‪:‬‬
‫‪ -‬أعففراض مرتبطففة بجهففاز القلفف‪ ،‬الففدوري‪ :‬مثففل أالم عضففلية فففوق القلفف‪ ،‬أو فففي الناحيففة‬
‫اليسرى م الصدر فر الحساسية لسرعة كل م دقات القل‪ ،‬ارتفاع ضلط الدم وغيرها‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬أعففراض مرتبطففة بالجهففاز الهضففمي ‪ :‬فقففدان الشففهية عسففر الهضففم صففعوبات اصكففل‬
‫صعوبة البلع االنتفات وأحيانا اللثيان واإلسهال أو اإلمساك وألم في المعدو ‪.‬‬
‫‪ -‬أعففراض مرتبطففة بالجهففاز التنفسففي‪ :‬الشففكوى مف سففرعة التففنفس النهجففان والتنهيففدات‬
‫المتكررو‪،‬الشعور بضيق الصدر وعدم القدرو على استنشاق الهواء‪.‬‬
‫‪ -‬أعراض مرتبطة بالجهاز العضلي والحركي‪ :‬فالم عضلية في الساقي والذراعي والظهر‬
‫والرقبة اإلعياء واإلنهاك الجسدي التفوتر والحركفات العصفبية الرعشفة واالرتجفاف ففي‬
‫الصوت‪.‬‬
‫‪ -‬أعففراض مرتبطففة بالجهففاز البففولي التناسففلي ‪ :‬كثففرو التبففول اإلحس فاس الففدائم بضففرورو‬
‫إفراغ المثانة أواالحتباس البولي اضطرابات جنسية مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬أعراض جلدية‪ :‬غالبا ما يكون القلق النفسي عامالا أساسيا في نشفأو الكثيفر مف اصمفراض‬
‫الجلدية كح‪ ،‬الشباب اصكزيما الصدفية سقو الشعر‪.‬‬
‫ب – اصعراض النفسية و أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬الخوف المبهم الذي ال مصدر له و ال مبرر وال تفسير‪.‬‬
‫‪ -‬حساسية سريعة ‪،‬تهيج صتفه اصسباب وربما النفور م اصصوات و الضوضاء ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة في التركيز و النسيان و أحيانفا اخفتالل اآلنيفة أي يشفعر أنفه قفد تليفر عف سفابق‬
‫عهده وأن العالم قد تلير م حوله‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان الشهية للطعام مع فقدان الوزن وحاالت أخرى م السمنة‪.‬‬
‫‪ -‬اصرق ‪،‬اضطرابات النوم و الكوابيس ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬الخوف م الجنون وخاصة عندما تكون حالته مصحوبة بأعراض الحصفر القهفري قفد‬
‫تؤدي حالة القلق المزم و المتكرر إلى اإلعياء و الكآبة و القنو ولمحاولته الهروب م‬
‫الواقع المرير قد يلجأ إلى الخمر وتناول العقاقير المنومة و المهدئة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬اصمراض السيكوسوماتية‪:‬‬
‫وهففي اصمففراض العضففوية التففي يسففببها أو يسففاعد فففي نشففأتها القلففق النفسففي ‪،‬وتزيففد‬
‫أعراضها بزيادو الشدو النفسية وأهم هذه اصمراض‪ :‬ارتفاع ضلط الدم الذبحة الصفدرية‬
‫جلطة الشرايي التاجية بالقل‪ ،‬الربو الشعبي روماتيزم المفاصل البول السكري زيادو‬
‫إفراز اللدو الدرقية قرحة المعدو و االثنى عشر الصداع النصفي فقدان الشهية العصفبي‬
‫وكذلك اصمراض الجلدية السابق ذكرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬االكتئاب ‪:‬‬


‫عرف علماء النفس االكتئاب بتعريفات متعددو وفيما يلي استعراض لبعض تلك‬
‫التعريفات ‪:‬‬
‫يعرفه ليتشربيرج ‪ licherberg‬بأنه ‪":‬مظهر للشعور بالعجز حيال تحقيق اصهداف‬
‫عندما تكون تبعية اليأس منسوبة إلى علل شخصية ‪ ،‬وفي هذا السياق فإن اصمل يكون‬
‫مفهوما كوليفة إلدراك مدى احتمال حدوث النجاا في ملته بتحقيق الهدف" (عسكر‬
‫‪.)60 : 1911‬‬
‫يعرفه زهران بأنه (حالة م الحزن الشديد المستمر ‪ ،‬تنتج ع الظروف المحزنة اصليمة‬
‫وتعبر ع شيء مفقود ‪ ،‬وإن كان المريض ال يعي المصدر الحقيقي لحزنه) (‪ ، 1997‬ص‬
‫‪.)514‬‬

‫‪16‬‬
‫تليرا محدداا في المزاج مثل مشاعر‬
‫ا‬ ‫يعرفه بيك (‪ )Beke‬بأنه ‪(:‬حالة انفعالية تتضم‬
‫الحزن والقلق والالمباالو ‪ ،‬ومفهوما سالبا ع الذات مع توبي الذات وتحقيرها ولومها‬
‫ووجود رغبات في عقاب الذات مع رغبة في الهروب واالختفاء والموت‪ ،‬وتليرات في‬
‫النشا مثل صعوبة النوم واصكل وتليرات في مستوى نقص أو زيادو النشا )‪(.‬صال ‪،‬‬
‫‪ ،1989‬ص ‪.)108‬‬
‫عرفته منظمة الصحة العالمية ‪ W H O‬في تصنيفها الدولي العاشر ‪ ICD – 10‬بأنه ‪:‬‬
‫"انحطا في المريض وفقر اهتماماته وعدم تمتعه بما يبهج اآلخري ‪ ،‬وتتفاوت كل واحدو‬
‫م تلك اصعراض في كل نوبة بي البسيط‪ ،‬المتوسط والشديد‪ ،‬لذلك تتفاوت درجة‬
‫اصعراض م وقت آلخر في الشخص الواحد أثناء نوبة االكتئاب‪ ،‬وتتلخص هذه‬
‫اصعراض في هبو القدرو على التركيز وانحطا تقدير المريض لذاته وثقته وبنفسه‬
‫معاناته م اإلحساس بالذن‪ ،‬وعدم أهميته‪ ،‬التشاؤم‪ ،‬سرعة اإلنهاك أو انعدام القوو والتفكير‬
‫في إيذاء نفسه بما فيه إقدامه على االنتحار‪ ،‬اصرق الشديد والنوم المتقطع ثم النعدام الشهية‬
‫‪.‬‬

‫عرفته جمعية الط‪ ،‬النفسي اصمريكي في تضيفها الرابع ‪ DSMIV‬بأنه‪" :‬اضطراب‬


‫يتميز بوجود خمسة أعراض أو أكثر تمثل تليرا في اصداء الوليفي وهي‪ :‬المزاج المكتئ‪،‬‬
‫غالبية اليوم لمدو ال تقل ع أسبوعي ‪ ،‬النقص الواض في االهتمام والمتعة بأي شيء ‪،‬‬
‫ونقص الوزن الملحول بدون عمل‪ ،‬رجيم أو زيادو الوزن‪ ،‬وقلة أو عدم النوم أو زيادو في‬
‫النوم‪ ،‬هياج نفسحركي أو بطء في النشا النفسي والحركي‪ ،‬الشعور بالتع‪ ،‬أو فقدان‬
‫الطاقة على العمل‪ ،‬الشعور بالالمباالو أو الشعور بالذن‪ ،‬الزائد ع الحد‪ ،‬النقص في القدرو‬
‫على التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات‪ ،‬أفكار متكررو ع الموت‪ ،‬أو أفكار انتحارية‬
‫متكررو بدون خطة أو محاولة انتحار حقيقية‪ ،‬وتتحدد اصعراض م خالل شكوى‬
‫المريض أو مالحظة المحيطي به ويمك أن يكون المزاج في اص فال والمراهقي منهجيا‬
‫يتميز بسرعة اللض‪ ،‬وتسب‪ ،‬هذه اصعراض اضطرابا واض احا في المجاالت االجتماعية‬
‫والمهنية وهي ليست نتيجة مرض عضوي وال تعدي إلى فقدان أو موت شخص عزيز‪.‬‬

‫عرفه فمرى ‪ EMERY‬بأنه ‪":‬مجموعة أعراض ثابتة قد تستمر ما بي عدو سنوات ‪،‬‬
‫وهذه اصعراض يمك تحديدها وفقاا صربع زمالت هامة هي ‪:‬كيف تسلك أو تتصرف‬
‫(التبلد وبطء الحركة) وكيف تشعر (حزي ‪ ،‬مذن‪ ،،‬قلق) وكيف تفكر (نظرو سلبية للذات‬
‫وللعالم وللمستقبل) ‪ ،‬ثم كيف يتفاعل بذلك (مشكالت النوم ومشكالت الشهية) ‪( .‬موسى‬
‫‪ ،1988‬ص ‪.)112‬‬

‫عرفته فسيا بركات بأنه ‪" :‬اضطراب نفسي وأعراض مميزو تعبر في مجملها ع العجز‬
‫اإلنساني الذي قد يصل في شدته حد الذهان‪ ،‬وهو نتيجة للخبرات المؤلمة في حياو اإلنسان‪،‬‬
‫وقد يدفع المصاب به إلى إيذاء ذاته واآلخري للخالص م الحياو وعذابها" (‪ 2000‬ص‬
‫‪.)42‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -2‬أسباب االكتئاب‪:‬‬
‫ال يحدث االكتئاب فجأو وإنما هو في اصساس نتيجة لتراكم سلسلة م العمليات تبدأ م‬
‫الطفولة لتستمر مع النمو فتتبلور مع مراحل العمر‪ .‬وفي وجود جو مالئم تظهر في صورو‬
‫اضطراب نفسي‪ ،‬وبالتالي فإن اصسباب المؤدية إليه متعددو ومتنوعة‪ ،‬وإنه قد تتوافر‬
‫لبعض اصفراد بعض اصسباب أو معظمها ‪ ،‬ولك ال يحدث االكتئاب ‪ ،‬وذلك تبعا لعوامل‬
‫أخرى ذاتية وشخصية لكل فرد ‪ ،‬وأخرى بيئية ‪ ،‬لذلك يصاب بعض اصشخاص دون‬
‫غيرهم بالرغم م التعرض لنفس الظروف والعوامل ‪ ،‬وفيما يلي يورد الباحث عددا م‬
‫اصسباب التي يمك أن تؤدي إلى اإلصابة باالكتئاب ويمك تقسيمها حس‪ ،‬نوعها إلى ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أ )‪ -‬وامل نفسية وشخصية ‪:‬‬
‫أثبتت الدراسات والمشاهدات اإلكلينيكية‪ :‬أن هناك أحداثا ضاغطة تسبق حدوث أول‬
‫نوبة الضطرابات الوجدان أكثر م نوبات التالية وربما كان االحتمال في كون الضلو‬
‫التي تصاح‪ ،‬النوبة اصولى قد أحدثت تليرات فقدان بعض الخاليا العصبية وتلير‬
‫المثيرات الكيميائية‪ ،‬لذا يصب المريض أكثر عرضة لنوبات أخرى م االكتئاب (عكاشة‬
‫‪، 2008 ،‬ص‪.)413‬‬
‫ب)‪ -‬وامل معرفية فكرية‪:‬‬
‫م أسباب االكتئاب‪ ،‬وجود مخطط معرفي سلبي لدى بعض اصشخاص الذي يعتقدون‬
‫أنهم أقل الناس م حيث امتالك مصادر النجاا فيتبنون إستراتيجية الفشل والتشاؤم لتقلل‬
‫فرص الخسارو أو الحد م زيادتها وهم مستاءون دائما وال يتوقعون أي نجاا‪ ،‬ولذلك‬
‫ينسح‪ ،‬المكتئبون م أي نشا ‪ ،‬وينعزلون ويتوقفون ع ممارسة أعمالهم وحياتهم العادية‬
‫عندما يتخيلون أنهم سيتعرضون لمزيد م الخسائر والفقد‪ ،‬وييأسون م التصدي‬
‫الحبا ا ت الفشل‪ ،‬تجنبا لمزيد م الفشل أو خسارو‪ ،‬لنه يعتقد أنه ل يستطيع إيقاف ذلك‪،‬‬
‫وستتسارع سلسلة الخسائر والفشل فيتوقف ع أي نشا ‪ ،‬ويقبع في دائرو م التفكير‬
‫السلبي توقعه في هوو الفشل والخواء والهالك والتدمير لذاته‪ ..‬وتزداد أعراض االكتئاب‬
‫حدو عند هؤالء اصشخاص وتطول مدو عالجهم ويزداد أمد معاناتهم‪.‬‬

‫ت)‪-‬العوامل االجتما ية‪:‬‬


‫نجد م بينها اصسالي‪ ،‬الوالدي الالسوية في التنشئة ‪ ،‬كإهمال اصبناء ونبذهم والقسوو‬
‫الشديدو عليهم‪ ،‬الخصائص المزاجية االكتئابية للوالدي أو أحدهما‪ ،‬التفكك اصسري‬
‫واالنفصال المبكر للوالدي أو عنهما‪ ،‬الخالفات الوالدية الشديدو واضطراب المنات اصسري‬
‫المشكالت الحادو في العمل‪ ،‬الهجرو أو السفر الطويل واالبتعاد التام ع اصهل واصقارب‬
‫‪18‬‬
‫واصصدقاء‪ ،‬االعتماد على اآلخري في تلبية متطلباتهم الحياو اصساسية‪ ،‬النقص في اكتساب‬
‫المهارات االجتماعية وضعف القدرو على حل المشكالت وتكرار التعرض لخبرات‬
‫منفردو‪ ،‬فقد المكانة أو الكرامة أو الشرف وفقد الوليفة‪.‬‬
‫ث)‪-‬العوامل الجسمية‪( :‬البيوكميائية والوراثية)‪:‬‬
‫هناك بعض العوامل الجسمية التي تقلل م قدرو بعض الناس على التكيف فينهارون‬
‫عند تعرضهم لشدو بسيطة يستطيعون مقاومتها في الحاالت العادية مثل اإلصابة بالحميات‬
‫والتسمم‪ ،‬أو ارتجاج الم أو في حاالت العادية مثل اإلصابة بالحميات والتسمم‪ ،‬أو ارتجاج‬
‫الم أو في حاالت ما بعد الوالدو وفي حالة اصنفلونزا الشديدو (عكاشة ‪ ،1998‬ص‪ .)36‬أو‬
‫اإلصابة بمرض خطير يؤدي إلى القنو وتوقع الموت كاضطراب القل‪ ،‬أو السر ان أو‬
‫التدرن الرئوي وغيرها (ياسي ‪ ،1988‬ص ‪.)243‬‬
‫‪-3‬أ راض االكتئاب‪:‬‬
‫تعتبر حالة الحزن واصسى والمشاعر الوجدانية البليضة ‪ ،‬م أهم مظاهر وعالمات‬
‫االكتئاب النفسي التي تسيطر على اإلنسان عند إصابته باالكتئاب وتحت و أو هذه الحالة‬
‫يعاني الشخص م شعور قوي باالنحطا النفسي والبدني وعدم القدرو على االستمتاع‬
‫بالحياو وتكون القاعدو العامة في هذه الحالة كما يذكر علماء النفس هي فر الهبو في‬
‫الهمة والتبا ؤ في كل شيء ‪ ،every thing is lon and slow‬وهذه القاعدو تنطبق‬
‫تقريبا على كل مرضى االكتئاب ‪.‬‬
‫(االكتئاب شأنه شأن الكثير م االضطرابات النفسية والوجدانية يفص ع نفسه في‬
‫مجموعة م اصعراض المتزاملة بعضها مادي (عضوي) وبعضها معنوي(ذهني‬
‫ومزاجي) وبعضها اجتماعي‪ ،‬هذه اصعراض هي التي نسميها الزملة االكتئابية‪ ،‬وهي‬
‫تشمل ببسا ة على الجوان‪ ،‬م السلوك واصفكار والمشاعر التي تحدث مترابطة أغلبها أو‬
‫بعضها – تساعد في النهاية على وصف السلوك االكتئابي وتشخيصه)(عبد الستار ‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص‪.)20‬‬
‫ويمك تقسيم أعراض االكتئاب اإلكلينيكية إلى فئات أو محاور أساسية هي‪:‬‬
‫أ‪ -/‬األ راض الجسمية‪:‬‬
‫كاالنقباض في الصدر والشعور بالضيق فقدان الشهية‪ ،‬ورفض الطعام لشعور المريض‬
‫بعدم استحقاقه له أو لرغبته في الموت‪ ،‬نقصان الوزن واإلمساك‪ ،‬والصراع والتع‪ ،‬صقل‬
‫مجهود‪ ،‬فالم في الجسم خاصة في الظهر ضعف النشا العام‪ ،‬التأخر النفسي الحركي‬
‫والبطء والرتابة الحركية‪ ،‬تأخر زم الرجع‪ ،‬توهم المرض واالنشلال على الصحة‬
‫واضطراب النوم والدورو الشهرية وتجلى الكآبة على المظهر الخارجي‪( ،‬ويعتبر هذا‬
‫النوع م اصعراض م أكثر اصعراض شيوعا وأكثرها خداعا‪ ،‬فعادو ما يصب االكتئاب‬
‫‪19‬‬
‫مستترا في تشكل الشكاوى الدالة على سرعة التع‪ ،‬واإلرهاق‪ ،‬وضعف الطاقة‪ ،‬وفالم‬
‫الظهر والجسم‪ ،‬دون أن تكون هناك أسباب عضوية واضحة تبرر ذلك)(نفس المؤلف‪،‬‬
‫‪،1998‬ص ‪.)22‬‬
‫ب‪ -/‬األ راض النفسية‪:‬‬
‫أكثر هذه المظاهر يدور حول المزاج الم ْعتم‪ ،‬وقد يتم وصفه م جان‪ ،‬بعض المرضى مع‬
‫مصطلحات جسدية مثل ورم في الحنجرو ‪ ،‬شعور بالجوع أو ضيق في الصدر ‪ ،‬ومرضى‬
‫فخرون يستخدمون صفات وجدانية تقليدية ومألوفة مثل فخري غير سعيد‪ ،‬خجول‪ ،‬مهموم‪،‬‬
‫الشعور بالذن‪ ،،‬الوحدو‪ ،‬اليأس‪ ،‬الشعور بالتعاسة‪ ،‬كئي‪ ،،‬الذل والخزي‪ ،‬وهناك نمط ثاني‬
‫م المظاهر االنفعالية يتكون م مشاعر سالبة نحو الذات ‪ ،‬تلك المشاعر تكون موجهة‬
‫داخليا‪ ،‬وهناك االنخفاض في الرضا أو فقدان الرضا‪ ،‬وفقدان االهتمام باآلخري‬
‫واالستمتاع بالمواقف الطريفة‪.‬‬
‫ت‪ -/‬األ راض المعرفية‪ :‬تشير إلى مدى قدرو اصفراد على التركيز واتخاذ القرار‪ ،‬وكيفية‬
‫تقييمهم صنفسهم الذي يلل‪ ،‬عليه التقييم الذاتي المنخفض‪ ،‬نزعة الشخص أن يرى نفسه‬
‫على أنه ضعيف عاجز ع تعليل ما يحدث له وعاجز ع التأويل‪ ،‬فيميل المريض إلى‬
‫وصف نفسه بأنه وضيع أو غير مالئم‪ ،‬وتبرز اصحكام السلبية التلقائية تجاه الذات واآلخر‪،‬‬
‫وأفكار انتحارية وسوداوية تشاؤمية‪.‬‬
‫ث‪ -/‬األ راض السلوكية‪ :‬المظهر والسلوك الخارجي للفرد غالبا ما يكون مؤشرا على‬
‫وجود االكتئاب م عدمه‪ ،‬م مثل عدم االهتمام بالملبس نظافته وترتيبا وحتى النظافة‬
‫الشخصية تعتبر مؤشرا على ذلك‬

‫كذلك الكسل والفتور الذي يعبر عنه في صورو بطء في حركة الجسم وعدم ممارسة‬
‫اصنشطة العادية والسارو المبهجة منها حيث تتسم حياته بالرتابة والممل‪ ،‬وكذلك قلة الكالم‬
‫وبطئه‪ ،‬واستجابة الفرد بجمل بسيطة أي االستجابات التي تسمى بالتأخر النفسي– الحركي‬
‫‪ ،‬وكذلك نقص إنتاجية الفرد وانخفاض مستوى اقته‬
‫يعتبر االنطواء واالنسحاب االجتماعي المشكل‬ ‫ج‪ -/‬توتر العالقات االجتما ية ‪:‬‬
‫االجتماعي اصكثر بروزا لدى المكتئبي وإن نسبة كبيرو منهم يعَبرون ع صعوبة واضحة‬
‫في التعامل واالحتكاك باآلخري ‪ ،‬وتتخذ الصعوبة لديهم في مظاهر متنوعة منها‪ :‬عدم‬
‫الرضا ع العالقات االجتماعية والزهد فيها‪ ،‬إحساس البعض بالتكدر والقلق والمرافق‬
‫االجتماعية المتوقعة أو القائمة بالفعل‪ ،‬وقد يجد بعضهم صعوبة واضحة في تكوي‬
‫المهارات االجتماعية يشعر البعض منهم بأنه وحيد‪ ،‬وينتقد ح‪ ،‬اآلخري ودعمهم‪ ،‬مع ذلك‬
‫تجده يميل لالنسحاب وعدم بذل الجهد اإليجابي لتأكيد الروابط االجتماعية المهمة (عنو ‪،‬‬
‫‪،2005‬ص‪.)129‬‬

‫‪20‬‬
‫تستعرض رابطة اص باء النفسانيون بالواليات المتحدو اصمريكية في دليلها التشخيصي‬
‫اإلحصائي (‪ )DSM IV‬ثمانية أعراض أساسية مميزو لالكتئاب هي‪ :‬ضعف الشهية‬
‫وتناقص الوزن أو فت الشهية وزيادو الوزن‪ ،‬اصرق ‪ insomenia‬أو النوم المفر‬
‫‪ ، hyper somnia‬التأخر الحركي النفسي (كمشاعر ذاتية م الضجر والتملل‬
‫‪ restlessbess‬أو التبلد)‪ ،‬فقدان االهتمام أو السرور عند ممارسة اصنشطة المعتادو ‪،‬‬
‫تناقص الطاقة مع الشعور باالجتهاد ‪ fatigue‬اإلحساس بانعدام القيمة ‪worthlessness‬‬
‫ولوم الذات واإلحساس بالذن‪ .،‬الشكوى أو التظاهر بتناقص القدرو على التفكير أو التركيز‬
‫مثل التبلد الفكري‪ ،‬والتردد غير المصحوب بتناقص ملحول في تداعيات المعاني أو‬
‫اصفكار أو التفكك‪ .‬تكرار التفكير في الموت بصفة دورية واصفكار االنتحارية والتمني لو‬
‫كان ميتا مع محاوالت االنتحار(عسكر‪ ،1988 ،‬ص‪.)33‬‬
‫أما منظمة الصحة العالمية‪ 1983 WHO‬فقد أجرت دراسة ع االضطرابات االكتئابية‬
‫في الثقافات المختلفة شملت عينة قوامها ‪ 573‬فرد (‪ % 58.9‬إناث‪ % 41.1 ،‬ذكور) م‬
‫المصابي باكتئاب ال يعزى لعيوب جسمية أو لشيخوخة أو تسمم أو تلف بالم أو تراوحت‬
‫اصعمار الزمنية ‪ 8‬أفراد العينة بي ‪ 10‬و ‪ 70‬سنة‪ ،‬وقد تم إختيار العينة م خمس منا ق‬
‫ريفية وحضرية م بعض البلدان النامية والمتقدمة وهي إيران ( هران‪ ،‬ن = ‪)107‬وكندا‬
‫(مونترال‪ ،‬ن= ‪)108‬سويسرا (بازل ‪ ،‬ن = ‪ )136‬اليابان (نجازاكي‪ ،‬ن= ‪ ،108‬كوكيو‪،‬‬
‫ن= ‪-5114‬‬
‫*‪-‬التشخيص النفسي ‪:‬‬
‫عملية تشخيص اصمراض النفسية م الخطوات الهامة في عملية العالج النفسي حيث م‬
‫خاللها يتحدد مسار وخطوات العملية العالجية وكذا شفاء وتحس اصعراض النفسية‪،‬‬
‫فالتشخيص نصف العالج‪.‬‬
‫التشخيص جم ٌع للمعلومات الخاصة حول المفحوص ثم تحلل وتنظم بلرض ضمها‬
‫ووضع خطة عالجية لها تالءم وتناس‪ ،‬خصوصية االضطراب والمفحوص‪ .‬وتشخيص‬
‫االكتئاب عملية صعبة ومعقدو في الحقيقة وذلك لتعدد أنواعه ودرجاته‪ ،‬وأن لكل منها‬
‫أسلوبه في التشافي‪.‬‬

‫( للتشخيص السليم يج‪ ،‬لهور زملة م اصعراض اتفق عليها معظم المتخصصي في‬
‫العالج النفسي‪ ،‬وأن تستمر لفترو ليست قصيرو‪ ،‬ثم بعد ذلك تالح مالبسات كل حالة‬
‫والظروف الخاصة بها‪ ،‬وم هذه اصعراض‪:‬‬
‫‪-‬الحزن والشعور بالعجز والشفاء ‪-‬القنو واليأس‬
‫‪-‬فقد الثقة بالنفس وعدم القيام بالواجبات الحياتية اليومية‬
‫‪-‬الخوف م المستقبل والشعور بأن الدنيا معادية ال ترحم‬
‫‪21‬‬
‫‪-‬الشعور بالضيق وعدم التحمل صي مشاكل أو مسؤوليات‬
‫‪-‬اضطراب النوم‪ ،‬أوصعوبة الدخول فيه‪ ،‬وخلل النوم وأحالم مزعجة‬
‫‪-‬صداع يشمل عامة الرأس ‪-‬صعوبة في التركيز‬
‫‪-‬االبتعاد ع مباهج الحياو‪ ،‬والتصري بتفاهتها‪.‬‬
‫وتشترك جميع أنواع االكتئاب في اصعراض المذكورو وعند التفرقة بي نوع وفخر م‬
‫أنواع اال كتئاب يج‪ ،‬مالحظة بقية اصعراض الخاصة بكل نوع‪ ،‬والظروف المحيطة بكل‬
‫حالة على حده)(عال‪ 2009 ،‬ص‪)104‬‬
‫أكثر اصنظمة التصنيفية‬ ‫فيما يخص التشخيص لألمراض النفسية هناك نظامان م‬
‫والتشخيصية استخداما اآلن في العالم هما‪:‬‬
‫‪-‬التصنيف الدولي لألمراض النفسية‬
‫‪-‬الدليل التشخيص اإلحصائي لألمراض النفسية‬
‫‪-2‬االعطرابات الذهانية ‪Psychotic Disorders‬‬
‫الذهان هو اضطراب عقلي خطير وخلل شامل في الشخصية يجعل السلوك العام لمريض‬
‫مضطربا ويعوق نشا ه االجتماعي‪.‬‬

‫ويطابق الذهان المعنى القانوني واالجتماعي لكلمة "جنون" ‪ Insanity‬م حيث احتمال‬
‫المريض نفسه أو غيره أو عجزه ع رعاية نفسه‪.‬‬

‫ويشاهد في الذهان االنفصال ع الواقع وتشويه واضطراب االنفعال الشديد واضطراب‬


‫القدرات العقلية وتفكك الشخصية ونقص البصيرو واالضطراب الواض في‬
‫السلوك‪(.‬زهران ‪2003‬ص ‪)530‬‬
‫يعتبر الذهاني حس‪ ،‬عبد الستار وعسكر (‪ )2012‬أكثر اضطرابا وعجزا ع العمل‬
‫والتكيف للحياو م العصابي لكون اضطرابات الذهاني حاسمة وتمس التفكير‪ ،‬والقدرو‬
‫على التواصل بافخري ‪ ،‬أو المزاج‪.‬‬
‫وم السهل على االنسان العادي أن يتعا ف مع العصابي ويشفق عليه لعاناته وتعاسته‪،‬‬
‫لك م الصع‪ ،‬عليه التعا ف مع الذهاني الذي يدرك الواقع بصورو مختلفة‪ ،‬ويتبنى‬
‫مفاهيم متباينة عما هو صواب أو خطأ‪.‬‬

‫وغالبا ما يحجز الذهانيون في المستشفيات الصحة العقلية‪ .‬صنهم يشكلون أحيانا خطرا على‬
‫أنفسهم‪ ،‬أو على اآلخري ‪ .‬ولهذا يشعر الرجل العادي بالخوف م الذهانيي ويصفهم‬
‫بالجنون أو فقدان العقل‪ ،‬والخبل‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ويتميز الذهاني العصابي بخصائص منها‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم االستبصار بالمرض والعجز ع االحساس بوجود مشكلة‬
‫‪ -2‬فقدان الصلة بالواقع‪.‬‬
‫‪ -3‬االختالل في ادراك الزمان والمكان‪.‬‬
‫‪ -4‬قد يكون خطرا على نفسه أو على اآلخري بالمعنى القانوني‪.‬‬

‫وهناك شكالن م الذهان ‪ :‬الذهان العضوي ‪ Organic‬والذهان الوليفي ‪،Functional‬‬


‫والفرق بينهما يكم أساسا في مسببات المرض لدى كل منهما ففي حالة الذهان العضوي‬
‫يكون االضطراب بسب‪ ،‬اختالل أو إصابة عضوية في الم أو الجهاز العصبي‪ .‬أما في‬
‫الذهان الوليفي فيصع‪ ،‬تحديد عوامل بيولوجية محددو بالرغم م كل المحاوالت التي‬
‫تجرى في هذا المضمار‪.‬‬
‫وصن العوامل العضوية المسئولة ع الذهان العضوي يصع‪ ،‬عادو عالجها‪ ،‬فإن البعض‬
‫يعتقد أن عالج الذهان الوليفي أسهل م عالج الذهان العضوي‪ ،‬ولك هناك حاالت م‬
‫الذهان الوليفي مثل الفصام الذي يظهر تدريجيا‪ ،‬وفي أعمار مبكرو قد تستعصي على‬
‫العالج‪ ،‬وهناك بعض المصابي بإصابات عضوية في الم يستطيعون أن يحيوا حياو‬
‫عادية بعد االصابة‪ .‬لهذا فإن التمييز بي الذهان الوليفي والعضوي ال يكون في مدى قابلية‬
‫كل منهما للعالج ولك في مسببات كل منهما‪.‬‬
‫أهم الفروق بين العصاب والذهان‬
‫الذهان‬ ‫العصاب‬

‫االسباب‬
‫‪-‬اصسباب الوراثية والتكوينية مهمة‬ ‫‪-‬اصسباب الوراثية نادرو‪.‬‬
‫‪-‬العوامل العصبية والسمية ليس لها دور هنا ‪-‬العوامل العصبية والسمية تلع‪ ،‬دورا هاما‪.‬‬
‫‪-‬العوامل نفسية المنشأ تلع‪ ،‬دورا هاما جدا‪.‬‬ ‫‪-‬العوامل نفسية المنشأ هي السائدو وتلع‪،‬‬
‫البيئة دورا هاما‪.‬‬

‫السلوك العام‬

‫‪23‬‬
‫‪-‬يظل في حدود العادى‪ ،‬أو تظهر فيه بعض ‪-‬يبدو غريبا شاذا بدائيا‪ ،‬ويضطرب‬
‫اضطرابا واضحا ال سيما في حاالت‬ ‫اللرابة المعقولة أو يضطرب اضطرابا‬
‫النكوص الشديد‪.‬‬ ‫بسيطا‪.‬‬
‫‪-‬ال يساير المعايير االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬يساير المعايير االجتماعية‬
‫‪-‬ال يهتم بنفسه وبيئته‪.‬‬ ‫‪-‬يهتم بنفسه وبيئته‪.‬‬
‫‪-‬اليشعر بمرضه وال يعترف به وال يرغ‪،‬‬ ‫‪-‬يشعر بمرضه ويعترف به ويرغ‪ ،‬في‬
‫في العالج والشفاء وال يتعاون‬ ‫العالج والشفاء ويتعاون (لديه بصيرو)‪.‬‬
‫(نقصالبصيرو)‪.‬‬
‫‪-‬التجارب الداخلية ال تؤثر على السلوك‬
‫‪-‬التجارب الداخلية تؤثرعلى‬ ‫الخارجي‪.‬‬
‫السلوكالخارجي‪.‬‬
‫‪-‬السلوك نادرا ما يكون ضارا بالمريض أو‬
‫‪-‬السلوك عادو يكون ضارا بالمريض أو‬ ‫باآلخري ‪.‬‬
‫باآلخري ‪.‬‬
‫‪-‬المظهر العام يحاف عليه المريض‪.‬‬
‫‪-‬المظهر العام يتدهور‪.‬‬
‫النشا العقلي‬

‫‪24‬‬
‫‪-‬الولائف العقلية يبدو فيها تأخر واض ‪.‬‬ ‫‪-‬الولائف العقلية ال يبدو فيها تأخر واض ‪.‬‬
‫‪-‬التفكير يضطرب بوضوا وقد يصب ذاتيا‬ ‫‪-‬التفكير يبقى سليما أو يضطرب اضطرابا‬
‫أو خياال وغير مترابط ويبدو التوهم‬ ‫بسيطا‪.‬‬
‫والهذيان‪.‬‬
‫‪-‬الكالم ال يتلير تليرا ملحولا ويكون‬
‫‪-‬الكالم يتشتت ويكون غير متماسك وغير‬ ‫متماسكا منطقيا متسلسال معتدل السرعة‪.‬‬
‫منطقي مضطرب المحتوى والمجرى وقد‬
‫‪-‬التحكم العقلي يكون عاديا أو مضطربا‬
‫ينعدم ويصب للة جديدو خاصة‪.‬‬
‫بدرجة بسيطة‪.‬‬
‫‪-‬التحكم العقلي يكون مضطربا اضطرابا‬
‫‪-‬الفهم يضطرب قليال‪.‬‬
‫شديدا‪.‬‬
‫‪-‬االدراك يكون عاديا وال يوجد أوهام وأو‬
‫‪-‬الفهم يضطرب بشدو‪.‬‬
‫خداع أو هلوسات‪.‬‬
‫‪-‬االدراك يضطرب وتوجد المخاوف‬
‫‪-‬البصيرو تكون عادية ال تتأثر‪ ،‬والصلة‬
‫والخداع والهلوسات بأنواعها‪.‬‬
‫بالواقع تظل سلمية ويعيش المريض في‬
‫‪-‬البصيرو تكون ضعيفة أو مفقودو وأحيانا‬ ‫عالم الواقع وال يفقد صلته به م الناحية‬
‫يكون هناك انفصال كامل ع الواقع ويشوه‬ ‫الشكلية على اصقل‪.‬‬
‫ويعيش المريض في عالم الخيال‪.‬‬
‫‪-‬التداعي يبقى سليما‪.‬‬
‫التداعى يضطرب‪.‬‬

‫االنفعاالت‬
‫‪---‬تتلير تيرا كبيرا وتفقد ابعها وتضطرب‬ ‫‪-‬تتلير تليرا خفيفا وتحتف بطابعها العادي‬
‫اضطرابا باللا‪ ،‬ويبدو عدم الثبات االنفعالي‬ ‫أو تكون غير مضطربة وعادية فيما عدا‬
‫بوضوا‪.‬‬ ‫االكتئاب والقلق الخفيف‪.‬‬
‫‪-‬االكتئاب الذهاني يكون منشؤه ذاتيا أو‬ ‫‪-‬االكتئاب العصابي يكون منشؤه الواقع‪.‬‬
‫خياليا‪.‬‬

‫الشخصية‬

‫‪25‬‬
‫‪-‬تتفكك وتتشوه وتفقد تكاملها وتنلمس كلها‬ ‫‪-‬تبقى متكاملة وتماسكه وسليمة ويشترك‬
‫في النزاع وتتلير تليرا جذريا حتى يصب‬ ‫جزء م الشخصية في النزاع‪ ،‬أو تتلير‬
‫المريض مع الوقت غريبا عما كان يعرف‬ ‫تليرا جزئيا‪.‬‬
‫به قبل المرض‪.‬‬
‫‪-‬اصنا يبقى سليما‪.‬‬
‫‪-‬اصنا يضطرب‪.‬‬
‫‪-‬يحتف الشعور بسيطرته ويبقى قادرا على‬
‫‪-‬يفقد الشعور سيطرته وتطفو محتويات‬ ‫كبت الالشعور‪.‬‬
‫الالشعور ويصب المريض وكأنه يعيش في‬
‫‪-‬الكبت يبقى موجودا فال يظهر محتوى‬
‫حالة حلم‪.‬‬
‫الالشعور في السلوك بطريقة غير مباشرو‬
‫‪-‬تضعف عمليات الكبت والمقاومة ويستقبل‬ ‫الستمرار الكبت والمقاومة‪.‬‬
‫اصنا والدوافع والرغبات التي كانت مكبوتة‬
‫‪-‬الدفاعات تكون عاملة‪.‬‬
‫دون نقد ويظهر محتوى الالشعور في سلوك‬
‫المريض‪.‬‬ ‫‪-‬النكوص ال يكون حيلة دفاعية هامة‪.‬‬
‫‪-‬الدفاعات تكون محطمة‪.‬‬

‫‪-‬النكوص يكون شديدا وقد يصل إلى‬


‫المستوى الطفلي أو البدائي‪.‬‬

‫المآل‬

‫‪-‬في الحاالت المبكرو والعالج المناس‪ ،‬فإن‬ ‫‪-‬التحس ممك مع العالج المناس‪.،‬‬
‫التحس ممك ولك النكسات محتملة‪.‬‬
‫‪-‬ال يوجد تدهور في الشخصية‪-‬على الرغم‬
‫‪-‬التدهور شائع جدا وخاصة إذا تأخر‬ ‫م أن االضطراب يكون لاهرا في بعض‬
‫العالج‪.‬‬ ‫الحاالت‪.‬‬
‫‪-‬العالج غير المنتظم ونقص التعاون م‬ ‫‪-‬يساعد المريض بتعاونه على جعل العالج‬
‫جان‪ ،‬المريض بإهمال العالج يؤدي الى‬ ‫منتظما ومفيدا‪.‬‬
‫النكسات أو اإلزمان‪.‬‬

‫العالج‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬يحتاج الى ابداع بمستشفى االمراض‬ ‫‪-‬ال يحتاج الى ابداع بمستشفى االمراض‬
‫النفسية‪.‬‬ ‫النفسية‪.‬‬
‫‪-‬العالج النفسي الطبي االجتماعي هو العالج‬ ‫‪-‬العالج النفسي هو العالج الفعال‪.‬‬
‫الفعال‪.‬‬
‫‪-‬عالج اصعراض هام‪.‬‬
‫‪-‬عالج اصعراض هام جدا‪.‬‬
‫‪-‬المتابعة هامة‪.‬‬
‫‪-‬العالج النفسي الشامل بعد التحس ‪.‬‬

‫مالحظات عامة‬
‫‪-‬الصراع في معظمه يكون بي اصنا‬ ‫‪-‬الصراع في اللال‪ ،‬يكون بي اصنا والهو‪.‬‬
‫والواقع‪.‬‬
‫‪-‬االعراض ال تكون قاسية شديدو‪.‬‬
‫‪-‬االعراض تكون قاسية شديدو‪.‬‬
‫‪-‬يكون هناك عادو مكس‪ ،‬ثانوي يرتبط‬
‫‪-‬ال توجد مكاس‪ ،‬ثانوية مرتبطة‬ ‫باصعراض‪.‬‬
‫باصعراض‪.‬‬
‫‪-‬التفاهم ممك بسهولة مع المرضى‬
‫‪-‬التفاهم يكون عادو صعبا مع المريض‬

‫(زهران‬
‫‪ 2003‬ص‪)534‬‬
‫وم أشهر وأهم االضطرابات الذهانية الفصام الذي يفصل فيه المؤلف كمايلي‪:‬‬
‫*‪ -‬الفصام‪:‬‬
‫الفصام مرض ذهاني يؤدي إلى نقص انتظام الشخصية وإلى تدهورها التدريجي‪.‬وم‬
‫خصائصه االنفصام ع العالم الواقعي الخارجي ‪ ،‬وانفصام الوصالت النفسية العادية في‬
‫السلوك‪ .‬والمريض يعيش في عالم خاص بعيدا ع الواقع‪ ،‬وكأنه في حلم مستمر‪.‬‬
‫والمعنى الحرفي للمصطل االنجليزي هو انفصام العقل‪.‬‬
‫ويعرف الفصام أحيانا باسم "انفصام الشخصية" أي تشتت وتناثرمكوناتها وأجزائها‪ .‬فقد‬
‫يصب التفكير واالنفعال كل في واد‪ .‬والفصام يعني أيضا تفكك الذات‪.‬‬
‫ويختلف الفصام أو انفصام الشخصية ع إزدواج الشخصية الذي يعتبر أحد أشكال التفكك‪.‬‬
‫(زهران ‪ 2003‬ص‪)536‬‬

‫‪27‬‬
‫لم يك مفهوم الفصام (الشيزوفرينيا) معروفا لدى اص باء النفسيي إال عندما اقترا‬
‫بلويلر ‪ Bleuler‬الطبي‪ ،‬النفسي السويسري هذا اإلسم كبديل لمصطل فخر ابتكره م قبله‬
‫كريبلي (‪ )Kraeplin,1913‬وهو العته المبكر ‪ de mentia praecox‬لوصف مجموعة‬
‫اصعراض الذهانية التي يتميز صاحبها بتدهور في ولائف التفكير‪ ،‬واإلدراك والمزاج‪.‬‬
‫والتي كان يرى أنها تظهر مبكرا في فترو الشباب‪ .‬واعترض بلويلر ‪ Bleuler‬على هذا‬
‫المصطل لسببي ‪ :‬اصول هو أن ما اعتقده كريبلي م أن هذا المرض ال يظهر إال في فترو‬
‫الشباب غير دقيق‪ ...‬صنه يمك أن يظهر في أي فترو زمنية م العمر‪ .‬ولم يوافق بلويلر‬
‫كريبلي على فكرته بأن العته المبكر هو ذهان للشباب يقابل ذهان الشيخوخة بي المسني ‪.‬‬
‫وأن صورته اإلكلينيكية لهذا السب‪ ،‬تتفق مع الصورو اإلكلينيكية لذهان الشيخوخة‪ .‬واقترا‬
‫لهذا استخدام مفهوم الفصام (‪ )Schizophrenia‬لوصف هذه المجموعة م اصعراض‬
‫التي تتميز بانقسام ولائف الشخصية‪ ،‬والتي تعتبر القاسم المشترك في كل االضطرابات‬
‫الفصامية‪(.‬عبد الستار وعسكر‪ 2012‬ص‪.)76‬‬
‫‪-2‬أسباب الفصام‪:‬‬
‫يتفق أغل‪ ،‬السيكولوجيي ‪ -‬كما يورد ذلك بورن واكستراند (‪ )1979‬على أسباب الفصام‬
‫التي ترجع إلى ثالثة عوامل وهي‪ :‬الوراثة والمحيط والعوامل البيوكيميائية‪.‬‬

‫إذا كانت العوامل الوراثية تتمثل في حمل الجينات (المورثات) اإلستعداد لإلصابة بهذا‬
‫المرض فإن العوامل المحيطية (االجتماعية) وخاصة دور العائلة في توفير اإلشباع‬
‫العا في لأل فال أو الحرمان منه قد يؤدي دورا ولو غير واض في اإلصابة بهذا‬
‫المرض‪ .‬أما العوامل البيو‪-‬كيميائية فتنتس‪ ،‬إلى وجود مواد كيميائية في دم الفصاميي وال‬
‫توجد في دم غيرهم‪.‬‬
‫ومها يك ‪ ،‬فإنه ال يوجد هناك دليل علمي على المادو الكيميائية الموجودو في دم‬
‫الفصاميي وال توجد في دم غيرهم‪.‬‬

‫ومهما يك ‪ ،‬فإنه ال يوجد هناك دليل علمي على المادو الكيمايائية الموجودو في الدم فيما إذا‬
‫كانت السب‪ ،‬في إحداث الفصام أم هي نتيجة لإلصابة بهذا المرض علما بأن أغل‪،‬‬
‫الفصاميي ينسحبون م الواقع ويرفضون اصكل والشرب مما يؤدي إلى انعدام التوازن‬
‫البيو‪-‬كيميائي في دمائهم‪(.‬عشوي ‪ 2016‬ص‪)344‬‬

‫‪-3‬مدى انتشار الفصام‪:‬‬


‫الفصام هو أكثر اصمراض الذهانية انتشارا حيث يصي‪ ،‬حوالي‪ %0.8-%0.5‬م مجموع‬
‫السكان ويكون المفصومون أغلبية مرضى مستشفيات اصمراض العقلية فهم يكونون حوالي‬
‫‪ %33 -%25‬م الذي يدخلون مستشفيات اصمراض العقلية صول مرو وتبلغ نسبة‬
‫‪28‬‬
‫المفصومي حوالي ‪ %50‬م المرضى العقليي المزمني الدي يقيمون في المستشفيات‬
‫اصمراض العقلية وتظهر معظم حاالت الفصام عادو بي ‪ 30-15‬سنة وتصل أقصاها في‬
‫أواخر العقد الثالث م العمر‪ ،‬والفصام أكثر انتشارا في الرجال م س الثالثي وأكثر‬
‫انتشارا في النساء بعد س الثالثي ‪ ،‬وقد وجد إن الدي يهاجرون إلي بيئات مختلفة وثقافات‬
‫مختلفة اختالف كبير ع بيئاتهم وثقافاتهم يكونون أكثر عرضة للفصام وينتشر الفصام في‬
‫المنا ق المزدحمة بالسكان حيث الفقر والجهل والمرض والجريمة والبطالة واالنحرافات‬
‫السلوكية واالجتماعية ‪ .‬والفصام أكثر انتشار في الطبقات االجتماعية اصدنى وأكثر انتشارا‬
‫بي العزاب فيهم بي المتزوجون ‪(.‬زهران‪ 2005‬ص‪)537‬‬
‫‪-4‬أ راض مرض الفصام‪:‬‬
‫حس‪ ،‬محمد حس غانم(د‪.‬ن) أنه يظهر في حدوث خلل في اصعراض التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اعطراب التفكير‪ :‬ويشمل االضطرابات اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬اعطراب في أسلوب التفكير‪ :‬ويتمثل في سرعة توارد الخوا ر وعدم القدرو على‬
‫مالحظتها والتعبير عنها للويا‪ ،‬ويظهر ذلك بصورو جلية لدى مرضى الذهان الدورى في‬
‫حالة الهوس‪.‬‬
‫ب‪ -‬سيطرة بعض األفكار لى الشخص‪.‬‬
‫ج‪ -‬األوهام واال تقادات الخاطئة ‪ : Delusions‬بالرغم م عدم إتقان هذه االعتقادات مع‬
‫الواقع‪.‬‬

‫د‪ -‬بالدة فكرية‪ :‬وتكون أهم اصعراض في مرض الفصام وخاصة فئة الفصام الكتاتوني أو‬
‫التخشبي‪ ،‬ولعل م أعراض هذه البالدو عجز المريض ع القيام بأبسط العمليات العقلية‬
‫التي تكون عادو في حدود قدرته مثل القيام بعملية جمع بسيطة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االعطرابات الوجدانية‪ :‬وتأخذ اصشكال اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم مناسبة االنفعال للموقف‪.‬‬
‫ب‪ -‬مباللة في االنفعال‪.‬‬
‫ج‪ -‬التبلد االنفعالي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اعطرابات اإلرادة‪ :‬حيث تتضم اإلرادو ثالث عناصر أساسية وضرورية هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدافعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬القدرو على اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ج‪ -‬القدرو على تحويل القرار إلى واقع عملي‪.‬‬
‫بيد أن مثل هذه اصمور تكون مضطربة لدى الفصامى‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اعطرابات الذاكرة‪ :‬يعد التذكر م العمليات العقلية العليا‪ ،‬إال أن هذه الذاكرو تكون‬
‫مضطربة لدى الفصامى وتأخذ عدو أشكال‪:‬‬
‫أ‪ -‬لاهرو فقدان الذاكرو‪.‬‬
‫ب‪ -‬تشوش في الذاكرو‪.‬‬
‫ج‪ -‬خلط في الذاكرو‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬اعطرابات اإلدراك‪ :‬حيث اضطراب في الحواس الخمس وتكون كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬هالوس سمعية‪:‬‬
‫‪ -‬يسمع في أي وقت أصوات لم يستطع اآلخرون سماعها‪.‬‬
‫‪ -‬يسمع أصوات تعلق على تصرفاته (سواء بالمدا أو الذم)‪.‬‬
‫‪ -‬يسمع أصوات تأمره بفعل أشياء معينة‪.‬‬
‫‪ -‬يسمع أصوات الرسل أو المالئكة أوالجان‪.‬‬
‫‪ -‬يسمع أصوات توحى إليه م السماء‪.‬‬
‫‪ -‬يسمع أصوات أقارب أو أصدقاء كان يعرفهم وبعد وفاتهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬هالوس بصرية‪:‬‬
‫مثال‪ :‬يرى وهو مستيق أشياء أو خياالت أو أشخاص لم يستطع اآلخرون رؤيتهم‪.‬‬

‫ج‪ -‬هالوس حسية‪:‬‬


‫مثال‪ :‬يشعر بوجود زحف لحشرات على أجزاء مختلفة م جسمه‪.‬‬
‫د‪ -‬هالوس شمية‪:‬‬
‫مثال‪ :‬يستطيع أن يشم في أي وقت روائ لم يستطع اآلخرون شمها (بلض النظر ع نوع‬
‫هذه الرائحة وما إذا كانت يبة أم خبيثة)‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الضالالت‪:‬‬
‫‪ -‬يشعر أن الناس يتحدثون عنه‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬يشعر أن الناس يراقبونه وال الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬يشعر أنه المقصود بما يذاع عبر شاشة التلفاز أو الراديو أو حتى المقاالت في الصحف‬
‫والمجالت‪.‬‬
‫‪ -‬يصل إلى إعتقاد بأن هناك (فرثق) يتآمر عليه ويخطط إليقاع اصذى به‪.‬‬
‫‪ -‬يشعر أن جزءا م جسمه قد تلير أو توقف ع العمل‪.‬‬
‫‪ -‬يشعر أنه قد أصب خارج السيطرو على عقله قسرا وبدون إرادته‪.‬‬
‫‪ -‬يشعر في العديد م اصحيان أن الكثير م أفكاره تنتزع منه قسرا‪.‬‬
‫‪ -‬يشعر أن اآلخري يستطيعون قراءو أفكاره حتى قبل أن يفص عنها‪.‬‬
‫‪ -‬يشعر في اللال‪ ،‬أن له مكانة كبيرو بل وله كرامات‪.‬‬
‫‪-5‬مآل الفصام‪:‬‬
‫تحس مآل الفصام كثيرا منذ أن اكتشف عالج الرجفات الكهربائية‪ .‬وحديثا مع استخدام‬
‫اصدوية والعالج النفسي أصب المآل أحس ‪ .‬وقد يحدث شفاء تلقائي في حوالي ‪ %5‬وقد‬
‫يحدث تحس تلقائي في حوالي ‪ %25‬م مرضى الفصام‪.‬‬
‫وأهم مالم الشفاء هو الشفاء االجتماعي‪ .‬وتدل اإلحصاءات على أن حوالي ثلث مرضى‬
‫الفصام يتوافقون اجتماعيا تماما‪ ،‬وحوالي الثلث يتوافقون اجتماعيا إلى حد ما‪ ،‬والثلث‬
‫الباقي يتدهورون أو ينتحرون أو يحتاجون إلى اإليداع في المستشفى مدى الحياو حي‬
‫يؤم المرض ويكون التدهور العقلي المعرفي والخلقي أمرا ال مناص منه‪ .‬هذا وتختلف‬
‫فرص الشفاء م الفصام باختالف درجة إزمانه‪.‬‬
‫ومرض الفصام م اصمراض التي تشاهد فيها النكسات أحيانا‪.‬‬
‫وعلى العموم نجد أن نسبة الشفاء التام حوالي ‪ %25‬ونسبة اإلزمان حوالي ‪ %25‬في‬
‫مرضى الفصام‪ .‬ويمك لمرضى الفصام الذي يتلقون العالج السليم الخروج م المستشفى‬
‫في حدود ‪ 12-6‬شهرا‪.‬‬
‫ويالح أن الفصام الحركي هو أحس اصنما الكلينيكية للفصام م حيث المآل‪ ،‬يليه‬
‫الفصام الهذائي‪ ،‬ثم الفصام البسيط‪ .‬أما الفصام المبكر فهو أقل اصنواع بالنسبة لسرعة‬
‫الشفاء واحتماله‪.‬‬
‫(فرازير وكار ‪.)1964 Frazier & Carr‬‬

‫‪31‬‬
‫وعموما يكون مآل الفصام حسنا عندما تكون الشخصية متكاملة ومتوافقة وناضجة نسبيا‬
‫قبل حدوث المرض‪ ،‬وعندما يكون بدء المرض حادا وفجائيا ودراميا‪ ،‬وعندما يوجد عامل‬
‫مرس‪ ،‬محدد‪ ،‬وعندما يكون التشخيص دقيقا وخطة العالج محكمة وتعاون المريض‬
‫صادقا‪ ،‬وعندما تكون بيئة المريض أفضل‪ ،‬وبصيرته أفضل‪ ،‬وذكاؤه أعلى‪ ،‬وله تاري م‬
‫التوافق االجتماعي والمهني والجنسي‪ ،‬وعندما ال توجد عوامل وراثية في اصسرو‪ ،‬وكلما‬
‫كان الس أكبر (بعد الثالثي ) عند لهور المرض‪(.‬زهران‪ 2005‬ص‪)545‬‬

‫*‪ -‬العالج النفسي ‪:‬‬


‫كلمة "عالج نفسي" في الللة اإلنجليزية مكونة م مقطعي إغريقيي ‪psycho-‬‬
‫‪ therapy‬يعني اصول المقابل للكلمة ‪ therapy‬عالج وأما‪ psycho‬فهي مستمد م كلمة‬
‫إغريقية تعني العقل أو العمليات ‪،‬أي أن "العالج النفسي" في أصله الللوي الالتيني يشير‬
‫إلى عملية يقوم فيها شخص بدور المساعد لشخص أخر في مجال العمليات العقلية وفي هذا‬
‫المعنى يمك أن يشمل المصطل كل الطرق التي تؤثر في السلوك اإلنساني بما في ذلك‬
‫الجراحات الطبية واستخدام العقاقير ‪.‬‬
‫ولذا ل قد تعددت التعريفات التي قدمت لمفهوم ''العالج النفسي'' فـ''انطوان ستوارمنه''‬
‫(‪ )1991‬يعرفه بأنه ّّّ ّّ ّّ (ف تخفيف الهموم الشخصية بواسطة الكالم والعالقة الشخصية‬
‫المهنية ّّّ )( نقال ع محمد غانم حس ‪ 2005‬ص‪.)127‬‬
‫ويعرف ولبرج ‪ )1967 (Welberge‬العالج النفسي بأنه ‪(:‬شكل م أشكال العالج‬
‫للمشكالت ذات الطبيعة االنفعالية يحاول خاللها الشخص المدرب أن يقيم عامدا عالقة‬
‫مهنية بمريضه بهدف استبعاد أو تعديل أو تأجيل لهور أعراض موجودو أو أنما شاذو‬
‫م السلوك وم ثم التوصل إلى نمو إيجابي في الشخصية وفي تطورها )‪ ،‬أما روترد‬
‫‪ )1971(Roterd‬فإنه ينص على أن (العالج النفسي هو النشا المخطط الذي يقوم به‬
‫السيكولوجي هادفا ا منه إلى تحقيق تليرات في الفرد تجعل حياته أسعد وأكثر بنائية أوكليهما‬
‫) ( عبد الستار عسكر‪ 2005،‬ص‪ ،)211‬وقاموس الروس علم النفس يعرفه بأنه‪(:‬تطبي ٌق‬
‫العا في)‬ ‫التوازن‬ ‫إلعادو‬ ‫محددو‬ ‫نفسية‬ ‫لتقنيات‬ ‫منهجي‬
‫)‪.)Sillamy,Norbert,2000,P214‬‬
‫إن عالج السلوك المرضي يعد مهمة نبيلة و يتطل‪ ،‬للقضاء عليه اعتماد وسائل كثيرو‬
‫ومتضافرو كالعالج بالصدمات الكهربائية و العالج الكيميائي أو العالج بالجراحة وهذه‬
‫الطرق اصخيرو تقدم على أساس االعتقاد بأن التليرات الجسمية أو الكيمائية التي تحدث في‬
‫الجسم يمك أن تؤدي إلى تليرات في سلوك المريض أما استعمال الوسائل النفسانية فهي‬
‫على خالف ذلك فبحث المشكالت النفسية بصفة خاصة ال يمك أن يتم فقط داخل العيادو‬
‫النفسية بل ال بد م االهتمام بالخلفية اصسرية واالجتماعية فاالضطرابات السيكولوجية‬
‫م خالل النظرو االجتماعية ليست سوى انسحاب ورفض للمجتمع و التمرد على قيمه‬
‫وتقاليده لذا يج‪ ،‬التفكير في وضع الحلول للمشكل المرضي وتحديد موا الخلل في‬
‫الظروف و العالقات االجتماعية لذا فعالج مشكلة القلق تختلف حس‪ ،‬الفرد وشدو قلقه‬
‫وسائل العالج المتاحة له‪ ،‬وأهم الطرق العالجية مايلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العالج النفسي ‪ :‬هو رق نفسانية متعددو ذات خلفية نظرية لعالج مشكالت ذات‬
‫صبلة وجدانية تؤثر سلبا على سلوك الفرد فتحدث اضطرابا ا في شخصيته والعالج‬
‫النفسي ضروري ال تستلني عنه كل الطرق العالجية خاصة في عالج الحاالت العصابية‬

‫‪32‬‬
‫حيث يعتمد أساسا ا على فكرو االضطرابات النفسية التي عادو ما تقود إلى أمراض عضوية‬
‫خطيرو تعود في جوهرها إلى اضطراب نفسي عميق وقديم وم بي العالجات النفسية‬
‫العديدو للقلق نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬العالج النفسي التحليلي‪ :‬وهو م بي العالجات التي ال ترتكز على الدواء ويساعد‬
‫استدراج المخفيات م ساحة الالشعور إلى ساحة الشعور ع ريق التعبير‬ ‫على‬
‫التلقائي الحر ومساعدو المريض على حلها في ضوء الواقع وعليه يبقى هدفه اصساسي هو‬
‫إحداث تليير أساسي شامل في بناء الشخصية باالعتماد أساسا على العودو إلى الماضي‬
‫للبحث ع جذور االضطراب النفسي منذ الطفولة المبكرو وإزالة معوقات الرغبات‬
‫الشخصية ‪،‬وهذا العالج يتطل‪ ،‬الكثير م الوقت و الجهد و المال وعموما ال يطبق هذا‬
‫العالج بكل حذافيره في الجزائر (حس‪ ،‬علمي) إال نادرا ا نظرا لعامل الثقافة والحضارو‬
‫الذي يلع‪ ،‬دورا مهما في تكوي الشخصية ودرجة تفاعلها مع المجتمع ‪،‬كذلك فان إمكانية‬
‫العالج بهذا النوع يبقى محدودا ا على عدد قليل في مقابل عدد مرضى االضطرابات النفسية‬
‫الكثر لذا فان هناك (استحالة تطبيق هذا العالج إال لطبقة منتقاو م المجتمع لها إمكانياتها‬
‫المادية للعالج خمس مرات أسبوعيا لمدو تصل أحيانا إلى خمس سنوات ثم قدرو ذكائية‬
‫فوق المتوسط حتى يستطيع التعبير ع ذاته لفظيا ولكي يستوع‪ ،‬تفسير العالج وس‬
‫معينة عادو أقل م اصربعي ثم اإليمان الراس بالتحليل النفسي كوسيلة للعالج أما م ال‬
‫يتحلى بهذه الصفات فقد حرم عليه التحليل النفسي ويعتبر غير صال لهذا النوع م‬
‫العالج)(عكاشة أحمد ‪ 1976‬ص ‪. )262‬‬
‫‪ -‬العالج النفسي السلوكي المعرفي ‪ :‬يقوم هذا العالج على أساس استخدام نظريات‬
‫وقواعد التعلم والقوى اإلدراكية كما يشمل على مجموعة عديدو وكبيرو م التقنيات‬
‫العالجية التي تهدف إلى أحداث تليير ايجابي في تفكير وسلوك الفرد ‪،‬وهو يهتم بإزالة‬
‫اصعراض المرضية مباشرو دون البحث ع الصراعات النفسية وجذورها والصدمات‬
‫أساس السلوك المرضي وتلييره‬ ‫الطفلية ويهتم العالج السلوكي بمحو السلوك الخا‬
‫بسلوك سليم كما أن العالج المعرفي ينظر إلى اصفكار و المعتقدات الخا ئة على أنها هي‬
‫أساس القلق لذا فإنه يتجه إلى تعديل المنظومة الفكرية للمريض وتليير ذلك التشويه فيما‬
‫يسمى بثالثية السلبية المعرفية أي انه يفسر الحاضر والماضي والمستقبل بطريقة سلبية‬
‫انهزامية م ذلك‪:‬‬
‫‪" -‬التضخيم" حيث أن المريض يجعل م المشاكل البسيطة المختلفة ذات حجم كبير في‬
‫نظره كما يقال(يجعل م الحبة قبة)‪.‬‬
‫‪" -‬التعميم الزائد" مثل الفتاو التي يحترق لها اللذاء فتعمم ذلك على أنه ال مستقبل لها في‬
‫المطب ‪.‬‬
‫‪" -‬االستنتاج الخا " فإذا مر عليه صديقه ولم يسلم عليه فهم م ذلك أنه أصب يكرهه‪.‬‬
‫‪" -‬التسمية الخا ئة" فإذا أصدر اصستاذ نصيحة إلى تلميذه بأنه تأخر في إنهاء البحث‬
‫فهذا يعني أنه سبه و أهانه وصرت في وجهه‪.‬‬
‫أن النظم المعرفية لإلنسان تعتمد على الثقافة والحضارو والتعلم البيئي لذا يج‪ ،‬عدم‬
‫استيراد النظم المعرفية اللربية ولك يج‪ ،‬تقنني العالج المعرفي الخاص بالقيم اصخالقية‬
‫والدينية و الذي يالءم تفكيرنا ومعتقداتنا (عكاشة أحمد‪1976،‬ص‪)266‬‬
‫ب‪ -‬العالج البيئي و االجتماعي‪ :‬فبعد دراسة حياو المريض ولروفه المختلفة يمك‬
‫تشخيص مصادر القلق إن وجدت ومالفاتها بتليير الوضع العائلي أو المحيط االجتماعي‬

‫‪33‬‬
‫أو الدفع نحو التكيف معها أو لروف العمل غير المناسبة أو كل ما م شأنه أن يؤدي‬
‫إلى صفاء و مأنينة المريض‪.‬‬
‫ج‪ -‬العالج بالعقاقير ‪:‬يستحس في بعض الحاالت م القلق إعطاء المريض أدوية ذات‬
‫انتحاء (توجه ) نفسي بل هناك حاالت يكون تناول الدواء فيها ضروري خاصة في‬
‫حاالت القلق الشديد أو نوبات الهلع الحادو وذلك قبل إخضاعه صي برنامج عالجي نفسي‬
‫ويكون هذا ع ريق إعطاء بعض العقاقير المنومة أو المهدئة وهذا ما يساعد على‬
‫تقليل التوتر العصبي و اإلحساس بالراحة الجسدية‪.‬‬
‫د‪ -‬العالج الكهربائي‪ :‬قلما يستعمل الكهرباء في عالج القلق إذ قد يكون ذا تأثير سيء‬
‫وعكسي عليه إال إذا كانت تصاحبه أعراض اكتئابيه شديدو حيث سيختفي االكتئاب‪ ،‬لك‬
‫عالج القلق يحتاج لدراسة المريض وصراعاته ولروفه مع العالجات السابقة الذكر أما‬
‫المنبه الكهربائي فيفيد في بعض حاالت القلق النفسي المصحوبة بأعراض جسمية ‪.‬‬
‫و‪ -‬العالج الجراحي ‪ :‬توجد بعض الحاالت النادرو م القلق الشديد المصحوبة بتوتر‬
‫شديد قد تنتهي باالنتحار أو اإلزمان ال يمك التخفيف منها بالطرق العالجية السابقة ‪،‬وفي‬
‫هذه الحالة نلجأ إلى العملية الجراحية في الم وذلك بقطع اصلياف العصبية الموصلة بي‬
‫الفص الجبهي في الم و التالموس أو قطع اصلياف الخاصة باالنفعال الموجودو في الم‬
‫الحشوي وبقطع هذه اصلياف تتوقف الدائرو الكهربائية الخاصة باالنفعال ويصب الفرد‬
‫غير قابل لالنفعاالت الشديدو المؤلمة‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫علم النفس بصفة عامة يدرس السلوك في سوائه وانحرافه ‪ .‬وعلم النفس يخدم علم‬
‫الصحة النفسية م خالل دراساته العلمية ع ريق الوقاية والعالج ويمك النظر الى‬
‫ع لم النفس على انه "علم صحة " حيث انه يقدم خدماته في مجال الصحة وخاصة‬
‫الصحة النفسية والعالج النفسي وان فروع علم النفس المرضي وعلم النفس العالجي‬
‫وعلم النفس التحليلي وما تتناوله م موضوعات ومجاالت خير دليل على العالقة بي علم‬
‫النفس والصحة‪.‬‬
‫أننا م خالل هذه المحاضرات المبسطة والموجهة باصساس لطلبة علم النفس سنة ثانية‬
‫نكون بها قد قربنا الفهم قليال ا لطلبتنا م أجل فهم فرع علم النفس المرضي وأهم‬
‫االضطرابات العصابية(القلق واالكتئاب) واالضطرابات الذهانية(الفصام)‪ .‬فملي أن يسهل‬
‫لنا هللا إكمال العمل لشرا بقية االضطرابات في كتي‪ ،‬الحق خاص أو في عدد منق م‬
‫هذا الكتي‪.،‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬أبففو العففال‪ ،‬أحمففد نصففر الففدي (‪ :)2003‬فسققيولوجيا اللياقققة البدنيققة‪ ،‬دار الفكففر‬
‫العربي‪ ،‬القاهرو ‪1 ،‬‬
‫‪ -2‬أبو زيد‪ ،‬مدحت عبد الحميد (‪ :)2008‬العقالج النفسقي وتطبيقاتقل الجما يقة‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫دار المعرفة الجامعية‪ ،‬السويس‬
‫‪34‬‬
‫خيفففر الفففزراد‪ ،‬فيصفففل محمفففد(‪ :)2000‬األمقققراض النفسقققية‪-‬جسقققدية‪،‬دار النففففائس‬ ‫‪-3‬‬
‫بيروت‪1 ،‬‬
‫جففابر عبففد الحميففد جففابر‪ ،‬منققاها البح ق فققي التربيققة و لققم الققنف ‪،‬دار النهضففة‬ ‫‪-4‬‬
‫العربية‪ ،‬القاهرو‪1984 ،‬‬
‫الجوزيففففففة ‪ ،‬ابفففففف القففففففيم‪ ،‬ققققققدة الصققققققابرين ويخيققققققرة الشققققققاكرين‪ ،‬مؤسسففففففة‬ ‫‪-5‬‬
‫الرسالة‪،‬بيروت‪2005 ،1 ،‬‬
‫الجوزية ‪،‬اب القيم‪ ،‬مدارج السالكين‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪2003،2 ،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫العيسوي‪ ،‬عبد الرحمان (‪:)1990‬األمراض السيكوسوماتية في الصحة النفسية‬ ‫‪-7‬‬
‫والعقلية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫عبد الستار‪ ،‬ابراهيم (‪ :)1998‬االكتئاب‪ ،‬اعطراب العصر الحدي ‪ :‬فهمل وأساليب‬ ‫‪-8‬‬
‫الجل‪ ،‬مطابع الرسالة‪ ،‬الكويت‪3 ،‬‬
‫أسسل‬ ‫عبد الستار‪ ،‬إبراهيم‪،‬و رضوى إبراهيم(‪ :)2003‬لم النف‬ ‫‪-9‬‬
‫ومعالمل‪،‬المكتبة اصنجلومصرية‪ ،‬القاهرو‪1 ،‬‬
‫عبد الستار‪ ،‬إبراهيم (‪:)2008‬إنل من حقك يا أخي‪ :‬دليل في العالج السلوكي‬ ‫‪-10‬‬
‫المعرفي لتنمية التو كيدية ومهارات الحياة االجتما ية‪ ،‬دار الكات‪ ،،‬مصر‬
‫عبد الستار‪ ،‬إبراهيم (‪2008‬ب)‪:‬االكتئاب والكدر‪ ،‬فهمل وأساليب الجل‪ ،‬دار‬ ‫‪-11‬‬
‫الكات‪ ،،‬مصر‪02 ،‬‬
‫الحجار محمد حمدي(‪:)1998‬المدخل إلى لم النف المرعي‪ ،‬دار النهضة‬ ‫‪-12‬‬
‫العربية بيروت ‪1‬‬
‫القوصي عبد العزيز(‪ :)1980‬اس الصحة النفسية‪ ،‬مكتبة النهضة العربية‬ ‫‪-13‬‬
‫القاهرو‪.‬‬
‫عبد الستار ابراهيم‪ ،‬العسكر عد هللا(‪ :)2012‬لم النف اإلكلينيكي‪ ،‬مكتبة اصنجلو‬ ‫‪-14‬‬
‫مصرية‪ .‬القاهرو‬
‫عبد الستار ابراهيم‪ ،‬رضوى ابراهيم(‪ :)2003‬لم النف أسسل‪ ،‬ومعالم دراستل‪،‬‬ ‫‪-15‬‬
‫المكتبة اصنجلومصرية‪ .‬القاهرو‪.‬‬
‫عشوي مصطفى(‪ )2016‬لم النف المعاصر‪،‬دار اصمة للطباعة النشر الجزائر‪.‬‬ ‫‪-16‬‬
‫غانم محمد حس (د‪.‬س)‪ :‬األمراض النفسية للشخصية‪ ،‬المكتبة المصرية‪،‬‬ ‫‪-17‬‬
‫اإلسكندرية‪ .‬مصر‬

‫‪35‬‬
36

You might also like