Professional Documents
Culture Documents
مجع وإعداد
احلربي
@Alharbi_722
k
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
¢
الحمــد هلل رب العالميــن ،وصلــى اهلل وســلم علــى نبينــا محمــد ،وعلــى آلــه
وأصحابــه ،ومــن تبعهــم بإحســان إلــى يــوم الديــن.
أ َّما بع ُد:
فاع ِلـ ِـه» .ومِـ ْن
فقــد قــال النبــي « :مــن د َّل علــى خيــر َف َلـه مثـ ُـل أجــر ِ
ُ َ ْ َ ُّ
أعظــم الخيــر الــذي ُيــدل عليــه هــو العلــم النافــع ،وطل ًبــا لهــذا الفضــل العظيــم وح ًّبا
جمعــت
ُ لتســهيل الوصــول إلــى أقــوال أهــل العلــم يف الكتــب والمؤلفــات؛ فقــد
ــول اهلل وقوتــه وفضلــه وامتنانــه ،مــا تيســر لــي مــن التوجيهــات والنَّصائــح بح ِ َ
والفوائــد ،التــي ذكرهــا الشــيخ محمــد بــن صالــح العثيميــن يف الكتــب
ــول عليــه ،وهلل الحمــد الــدال وخيــر المد ُل ِ ِّ خيــر والمؤلفــات ،فاجتمــع يف ذلــك
ُ ُ
والمنــة.
وكل مــا أذكــره مــن كالم الشــيخ ســوف أثبــت مصــدره يف الحاشــية،
ـيرا. وغال ًبــا أثبــت الــكالم بنصــه إال يف القليــل مــن المواضــع أتصــرف فيــه تصر ًفــا يسـ ً
ـتفيد،ـارك يف هــذه التوجيهــات والنصائــح لــكل مسـ ٍ أن ُيبـ َ
وأســأل اهلل العظيــم ْ
والحمــد هلل العزيــز الحميــد.
***
3
قسم التفسري وعلوم القرآن
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
تيسري الكرمي الرمحن يف كالم املنان
قــال :الحمــد هلل ،رب العاميــن ،والصــاة والســام علــى نبينــا محمــد،
وعلــى آلــه وأصحابــه ،ومــن تبعهــم بإحســان إلــى يــوم الديــن
ـإن تفســير شــيخنا عبدالرحمــن بــن ناصــر الســعدي تعالــى أمــا بعــد؛ فـ َّ
المســمى( :تيســير الكريــم الرحمــن يف تفســير كالم المنــان) .مــن أحســن التفاســير
حيــث كان لــه ميــزات كثيــرة:
* ومنها:أنَّــه كتــاب تفســير وتربيــة علــى األخــاق الفاضلــة ،كمــا يتبيــن يف
ف﴿خـ ِـذ ا ْلع ْفــو و ْأمــر بِا ْلعــر ِ
تفســير قولــه تعالــى يف ســورة األعــرافُ :
َ َ َ ُ ْ ُ ْ
ـن ا ْلج ِ
اهلِي ـ َن﴾. َو َأ ْعـ ِـر ْض َعـ ِ َ
5
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
ومــن أجــل هــذا ُأشــير علــى كل ُمريــد القتنــاء كتــب التفســير أن ال تخلــو مكتبتــه
مــن هــذا التفســير الق ّيــم .وأســأل اهلل أن ينفــع بــه ُمؤلفـ ُه وقارئــه إ َّنــه كريــم
جــواد وصلــى اهلل علــى نبينــا محمــد ،وعلــى آلــه وأصحابه ،ومــن تبعهم بإحســان(((.
أن مــن خيــر التفاســير «تفســير الشــيخ عبدالرحمــن بــن وقــال :أرى َّ
ـارا
ســعدي »علــى مــا فيــه مــن بعــض المواضــع التــي يختصــر فيهــا اختصـ ً
م ِ
خـ ًّـا أو ربمــا يطويهــا ،وال يتكلــم عليهــا لكــن هــذا قليــل ،إنمــا فيــه فوائــد ال تــكاد ُ
تجدهــا يف غيــره ،فهــو صالــح لطالــب العلــم ،والنقــص الــذي فيــه يمكــن لإلنســان
أن يتالفــاه بمراجعــة تفســير ابــن كثيــر أو غيــره ،كفتــح القديــر للشــوكاين ،وإن كان
فيــه مــا فيــه لكنــه طيــب .وكذلــك الــذي يصلــح للعــوام تفســير «الشــيخ عبــد الرحمن
بــن ســعدي» ألنــه ليــس فيــه إســرائيليات ،وال أســانيد ،وال شــيء يشــوش عليهــم(((.
((( مقدمة تفسير السعدي طبعة مجلة البيان ،تحقيق :عبدالرحمن اللويحق.
((( لقاءات الباب المفتوح (. )224/2
6
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
تفسري القرآن العظيم لإلمام ابن كثري:
قــال :ومــن التفاســير الجيــاد تفســير ابــن جريــر الطــري لكنــه ال ينتفــع
بــه إال الراقــي يف العلــم(((.
وقــال :وإن كان هــذا التفســير يحتــاج إلــى عنايــة وتخريــج آثــاره،
ألن إمــام المفســرين مــن بعــد الصحابــة والتابعيــن ابــن جريــر كأنــه -واهلل
أعلــم -خــاف مــن إدراك األجــل فلــم ُينقــح التفســير فصــار ينقــل اآلثــار ،ويــكل
تصحيحهــا وتضعيفهــا إال مــن بعــده ،فهــو تفســير جامــع ،ولكــن ال بــد مــن تتبــع
آثــاره بأســانيدها ،وأســأل اهلل –تعالــى -أن ييســر مــن إخواننــا أئمــة الحديــث يف
زمانانــا هــذا مــن يخــرج آثــار تفســير ابــن جريــر ،وإن كان الشــيخ أحمــد محمــد
شــاكر قــد حصــل منــه ذلــك ،وعلــى كل حــال تفســير الصحابــة كثيــر وأجمــع مــا
يكــون فيمــا أعلــم يف تفســير ابــن جريــر الطــري .(((
فأجــاب :تفســير الشــوكاين ال بــأس بــه ،وهــو مــن خيــار التفاســير ،لكنــه
ليــس أحســنها؛ ففيــه أشــياء غيــر صحيحــة ،ولكنَّــه أحســن مــن تفســير الجالليــن،
وتفســير ابــن كثيــر أحســن منــه(((.
وقال :فتح القدير للشوكاين ،وإن كان فيه ما فيه ،لكنه طيب(((.
وســئل :فضيلــة الشــيخ مــا هــي أشــهر كتــب التفســير التــي يقتنيهــا ُ
طالــب العلــم؟
قــال :أرى أن طالــب العلــم يأخــذ تفســير ابــن كثيــر مــا دام يف
أول الطلــب ،أو تفســير الشــيخ عبــد الرحمــن بــن ســعدي أو تفســير أبــي
بكــر الجزائــري ،وهــذا مــا اطلعــت عليــه ،وقــد يوجــد تفاســير أخــرى مثلهــا أو
أحســن منهــا(((.
ُســئل :ذكرتــم أن نبتعــد عــن التفاســير التــي فيهــا تحريــف ألســماء اهلل
وصفاتــه ،لكــن أحيا ًنــا يكــون يف هــذه التفاســير فوائــد لغويــة ال يوجــد يف غيرهــا مــن
كتــب التفســير؟
فأجــاب :ال بــأس إذا كان هــذا التفســير ليــس علــى مذهــب الســلف يف
األســماء والصفــات ،لكــن فيــه فوائــد لغويــة ال توجــد يف غيــره ،فــا حــرج أن ُيقــرأ
فيــه بشــرط :أن يكــون عنــده علــم ،وأ َّمــا العامــي :ال ،لــو كان فيــه فوائــد لغويــة ال
الحفــاظ علــى ال َعقيــدة أولــى مــن الحفــاظ علــى اللســان(((.يقــرأ ،ألن ِ
وقــال ( :تفســير الجالليــن) يحتــاج إلــى فحــل مــن الرجــال يحتــاج إلــى
ـوزا ال يحلهــا إال طالــب علــم قــوي(((. عالــمَّ ،
ألن فيــه رمـ ً
وقــال :لكــن الكتــاب يف الحقيقــة ُمؤ َّلــف لطلبــة ِعلــم ،ولهــذا نحــن ال
ئ،ألن هــذا الكتــاب وإن كان صغيـ ًـرا أكــر مــنَّ للمبتـ ِـد ِ
ننْصــح بقــراءة هــذا الكتــاب ُ
المبتــدئ(((.فهــم ُ
الشــيخ َ حـ َّـذر مــن هــذا الكتــاب يف بــاب العقيــدة واألســماء والصفــات،
وأثنــى عليــه يف بــاب اللغــة والبالغــة.
وهــذا المنقــاش ال يأخــذ إال الشــيء الخفــي؛ فاحــذره يف بــاب الصفــات ،أمــا
غيــر بــاب الصفــات فهــو جيــد وكذلــك يظهــر لــي مــن كالمــه يف األحــكام أن مذهبــه
حنفــي واهلل أعلــم(((.
وقــال :فهــو جيــد مــن حيــث البالغــة و اللغــة ،لكنــه ليــس بســليم مــن
حيــث العقيــدة ،وفيــه كلمــات تمــر باإلنســان ال يعــرف مغزاهــا ،لكنهــا إذا وقــرت يف
قلبــه؛ فربمــا يتبيــن لــه مغزاهــا فيمــا بعــد ،ويكــون قــد استســلم لهــا فيضــل.3
وقــال :هنــا مثــل أضربــه لكــم؛ لتتحــرزوا مــن كتــب أهــل البــدع ،فـ َّ
ـإن
أهــل البــدع عفاريــت ،يأتــون بأســاليب إذا قرأهــا اإلنســان قــال :مــا شــاء اهلل ،هــذا
كالم طيــب ،وهــذا كالم حســن فيغــر هبــا:
(((انظــر التعليــق علــى صحيــح البخــاري البــن عثيميــن ( )599 /2وتفســير ســورة غافــر ( )117فقــد
ناقــش الشــيخ اســتدالل البلقينــي يف هــذه الموضعيــن.
((( دروس وفتاوى الحرمين (.)98 /11
17
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
وقــال :ومــن األمــور المهمــة التــي ينبغــي أن ُننَ ِّبــه عليهــا :مــا يفعلــه
َ
بأحاديــث الزمخشــري يف تفســيره مــن تصديــر الســور التــي ُيفســرها ،أو ختمهــا َّ
َضعيفــة جــدًّ ا أو موضوعــة يف فضــل تلــك الســور ،ولكــ َّن اهلل يســر للحافــظ ابــن
حجــر فخـ َّـرج أحاديــث تفســير (الكشــاف) للزمخشــري ،و َب َّيــن الصحيــح
مــن الضعيــف مــن الموضــوع(((..
(((شــرح المنظومــة البيقونيــة ( ،)121وانظــر تفســير ســورة الشــورى ( )35فقــد قــال العثيميــن ان
الزمخشــري :معتزلــي بحــت ويــذم أهــل الســنة و ُيســميهم الحشــوية.
((( وهو كتاب (المورد الزالل يف التنبيه على أخطأ تفسير الظالل).
((( لقاءات الباب المفتوح (.)236 /1
18
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
أ أ
اهلل أَ َح ٌد﴾ تعدل ثلث القرآن: وا� �هل العلم وال�ي�مان عن �ن ﴿ق ْ
ُل ُه َو ُ ج� ب
إ
ـتقل ســماه( :جــواب أهــل قــال :ألــف شــيخ اإلســام كتا ًبــا ُمسـ ً
ـيخ اإلســامـدل ُثلــث القــرآن) وشـ ُ اهلل َأ َحــدٌ ﴾ ت ْعـ ُ
أن ﴿ ُقـ ْـل ُهـ َـو ُ
العلــم واإليمــان عــن َّ
مــن عادتــه أنــه إذا تك َّلــم بســط ،فهــو ُمج َّلــد ،لكنــه مجلــد لطيــف ليــس ً
كثيرا،
وفيــه فوائــد عظيمــة تتعلــق بالتوحيــد ،لــو أن طالــب العلــم راجعــه الســتفاد منــه(((.
(((
قال :المقدمة :هو كتاب مختصر جيد ُمفيد
قــال :قــد أقســم اهلل تعالــى بأشــياء كثيــرة مــن خلقــه ،ومــن أحســن مــن
رأيتــه تكلــم عــن هــذا الموضــوع ابــن القيــم يف كتابه)التبيــان يف أقســام
ـب العلــم كثيـ ًـرا(((.
ـع طالـ َ
القــرآن) وهــو كتــاب جيــدٌ وينفـ ُ
ـف يف الجمــع بيــن اآليــات المتعارضــة كتــابقــال :ومِـ ْن َأ ْح َســن مــا ُأ ِّلـ َ
محمــد األميــن الشــنقيطي المســمى( :دفــع إيهــام االضطــراب عــن آيــات
الكتــاب) وهــو كتــاب جيــد ومفيــد لطالــب العلــم(((.
فأجــاب :لــم نالحــظ عليــه شــي ًئا ،ولــم نحرمــه ،بــل نــرى أنَّه ُمفيــد ُيقرب
اســتخراج اآليــات مــن مواضعهــا ،وإنمــا الحظنــا علــى كتــاب آخــر ،وهــو أ َّنــه جعــل
مصح ًفــا مرت ًبــا علــى أبــواب الفقــه ،يذكــر آيــات الصــاة وحدهــا وآيــات الــزكاة
وحدهــا ،وآيــات الجهــاد وحدهــا ،ومــا أشــبه ذلــك وهــذا هــو الــذي انتقدنــاه ؛ َّ
ألن
اعرتاضــا علــى ترتيــب كتــاب اهلل وأمــا المعجــم المفهــرس، ً يف عملــه هــذا
فهــو يــدل علــى موضــع اآليــة فقــط(((.
وقــال :المعجــم المفهــرس جيــدٌ ونَافــع و ُمفيــد وأنــا أنتفــع بــه ،فهــو
أن المعجــم المفهــرس آلثــار الحديــث عنــدي يف مكتبتــي أرجــع إليــه كثيـ ًـرا كمــا َّ
أيضــا ،وهــو يف الحقيقــة يوفــر علينــا وق ًتــا كثيـ ًـرا(((. النبــوي مفيــدٌ ً
23
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
قسم العقيدة
24
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب التوحيد لشيخ اإلسالم حممد بن عبدالوهاب:
((( فتاوى نور على الدرب ( )341 /1وانظر شرح حلية طالب العلم (.)82
((( تفسير سورة النساء (.)308 /1
25
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
فأجــاب ُ :ي َع ِّلمهــم التوحيــد كمــا ُيعلمهــم غيــره مــن أمــور الديــن ،ومِـ ْن
أحســن مــا يكــون يف هــذا البــاب كتــاب (ثالثــة األصــول) لشــيخ اإلســام محمــد بــن
عبدالوهــاب إذا حفظــوه عــن ظهــر قلــب ،وشــرح لهــم معناهــا علــى الوجــه
المناســب ألفهامهــم وعقولهــم ،صــار يف هــذا خيــر كثيــر ،ألهنــا مبنيــة علــى الســؤال
والجــواب وبِعبــارة واضحــة ســهلة ليــس فيهــا تعقيــد(((.
(((فتــاوى نــور علــى الــدرب ( ،)28 /2وانظــر شــرح عقيــدة أهــل الســنة والجماعــة ( )437ودروس
وفتــاوى مــن الحرميــن (.)258 /1
((( شرح كشف الشبهات (.)15
26
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (اجلديد يف شرح كتاب التوحيد):
قــال :الحمــد هلل وحــده ،وأصلــي وأســلم علــى مــن ال نبــي بعــده محمــد
وعلــى آلــه وصحبــه وســلم ،أمــا بعــد:
قــال :هــذا الكتــاب الــذي يســمى (العقيــدة الواســطية) ألفــه حــر األمــة
يف زمانــه :أبــو العبــاس شــيخ اإلســام ،أحمــد بــن عبدالحليــم بــن عبدالســام بــن
تيميــة الحــراين المتــويف ســنة 728هجــري.
وســل :مــا هــي الكتــب التــي تنصــح باقتنائهــا للشــخص المبتــدئ يف ُ
طلــب العلــم خاصــة يف العقيــدة؟
فأجــاب :أنــا أرى أن مــن أحســن مــا يكــون يف العقيــدة (العقيــدة الواســطية)
لشــيخ اإلســام ابــن تيميــة ،ألنــه كتــاب مختصــر فيــه زبــدة عقيــدة أهــل الســنة
والجماعــة؛ لكنهــا يف الواقــع تحتــاج إلــى شــرح وال ُبــدَّ للمبتــدئ مــن أن يتخــذ
ـخصا يــدرس عليــه ،ألن فيهــا مــن معــاين ال يفهمهــا اإلنســان بمجـ َـرد قراءهتــا،
شـ ً
((( شرح العقيدة الواسطية ( )17وانظر شرح الحلية (.)90
((( فتاوى نور على الدرب (.)15/2
28
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
بــل تحتــاج إلــى بيــان ،والخطــأ هنــا ليــس سـ ً
ـهل ،ألننــا نقــول :هــذه مســألة مهمــة يف
العقيــدة(((.
نظيــرا ،ولهــذا
ً وقــال :وهــو كتــاب مختصــر يف العقيــدة لــم أعلــم لــه
ينبغــي لطالــب العلــم أن يحفظــه عــن ظهــر قلــب ،وأن يتم َعــن معنــاه(((.
قــال :شــرح العقيــدة الطحاويــة كتــاب جيــد مفيــد ينتفــع بــه طالــب
العلــم(((.
قــال رحمــه اهلل :هــو يف الحقيقــة شــرح مختصـ ٌـر لكــن مفيــد جــدً ا ،وكل الــكالم
فيــه مبنــي علــى العقــل الصحيــح ،وليــس علــى عقــل أهــل الــكالم ،وقــد قرأنــاه علــى
ختَصــر وليــس بطويــل(((. شــيخنا عبدالرحمــن بــن ســعدي أل َّنــه كتــاب ُم ْ
قــال مؤلفهــا يف مقدمــة شــرحه للعقيــدة :فهــذا أول الشــروع يف هــذه
معنــى ،ومضموهنــا :هــو اعتقــاد أهــل الســنة
ً الرســالة الصغيــرة لف ًظــا ،الكبيــرة
ِّ
والجماعــة يف صفــات اهلل تعالــى وفيمــا ينطــق باليــوم اآلخــر .
(((
قــال :كتــاب لمعــة االعتقــاد ألفــه أبــو محمــد عبــداهلل بــن أحمــد بــن
قدامــة المقدســي ،المولــود يف شــعبان ســنة 541هجــري بقريــة مــن أعمــال نابلــس
المتــويف يــوم عيــد الفطــر ســنة 620هجــري بدمشــق ،وهــذا الكتــاب جمــع
فيــه مؤلفــه زبــدة العقيــدة(((.
قــال :أنــا أنصــح بقــراءة كتــاب «القواعــد المثلــى» ألنــه مفيــد ،مقتد ًيــا يف
ذلــك بقــول ابــن مالك :
وتبســط ال َبــذل بوعــد ٌمنجــز ٍ
بلفــظ ُموجــز تُقــرِب األقصــى
فائقــة ألفيــة ابــن م ِ
عــط وتقتضــي رضــا بغيــر ســخط
ُ
قــل أن تجدهــا مجموعــة ،نعــم هــي موجــودة أن فيــه فوائــد َّ
لكــن يعلــم اهلل َّ
يف الكتــب ،لكــن قـ َّـل أن تجدهــا مجموعــة ،وهــو موضــوع مهــم ،ألنــه يف ذات اهلل
وأســمائه وصفاتــه ،ويف داللــة الكتــاب والســنة ،وكيــف نتصــرف فيهــا؟
قــال :هــذا الكتــاب موجــود ومطبــوع ،وهــو كتــاب جيــد ومفيــد لطالــب
العلــم ،وأســلوبه علــى األســاليب الســابقة يف الــرد والمناقشــة(((.
قــال َر ِح َم ـ ُه اهللُ يف رســالته للشــيخ زيــد الفيــاض :بســم اهلل الرحمــن الرحيــم،
مــن عنيــزة يف 1378 /9 /2هجــري مــن األخ محمــد الصالــح العثيميــن إلــى
الشــيخ المكــرم األخ زيــد بــن عبدالعزيــز بــن فيــاض -حفظــه اهلل.-
الســام عليكــم ورحمــة اهلل وبركاتــه ،ثــم هننئكــم بشــهر رمضــان المبــارك،
ســائلين المولــى أن يجعلنــا وإياكــم ممــن صامــه وقامــه إيمانًــا وإحتســا ًبا ،وأن
يتقبــل مــن الجميــع وصلــى اهلل علــى نبينــا محمــد وعلــى آلــه وصحبــه وســلم .ثــم
إننــي اطلعــت علــى كتابكــم «الروضــة النديــة» وســررت بحســن ترتيبــه واســتيعابه
وأرجــو اهلل تعالــى أن ينفعــك بــه يف الدنيــا واآلخــرة وأن يجزيــك عــن المؤلــف
وقارئــي شــرحك خيـ ًـرا ...هــذا وبلغــوا ســامنا العزيــز لديكــم والمشــائخ كمــا هنــا
الجميــع بخيــر والبــاري يحفظكــم والســام عليكــم ورحمــة اهلل(((.
(((شــرح النونيــة « الكافيــة الشــافية» ( ،)19 /1وانظــر (دروس و فتــاوى الحرميــن )248 /3فقــد
وصفهــا بأحســن القصائــد.
((( تفسير سورة األحزاب (.)250
36
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (الصواعق املرسلة على غزو اجلهمية واملعطلة):
قــال :فهــو صواعــق مرســلة علــى هــذا الغــزو ،وإذا ُأرســل عليــه دمــره
وهــو عنــوان قــوي ،و ُيعتــر هــذا الكتــاب مــن أحســن مــا كُتــب يف الموضــوع(((.
كأنَّــه يعيــش اليــوم ،يعنــي ذكــر أشــياء حققهــا العلــم الحديــث وهــي ِرســالة
َمطبوعــة ،وموجــودة يف الفتــاوى(((.
قــال :وقــد أبطــل شــيخ اإلســام وجــزاه عــن أمــة محمــد خيـ ًـرا،
إن الــكالم هــو المعنــى القائــم بالنفــسَّ ،
وإن اهلل ال قــول األشــعرية الذيــن يقولــونَّ :
وجهــا أو أكثــر يف كتــاب ُيســمى (التســعينية)
يتكلــم بصــوت ،فأبطلــه مــن تســعين ً
أجــاد فيــه وأفــاد(((.
قــال :كتــاب (منهــاج الســنة) هــذا الكتــاب ر َّد بــه علــى كتــاب َّ
الرافضــي
ابــن المطهــر الــذي ســماه (منهــاج الكرامــة يف اثبات اإلمامة) وســماه شــيخ اإلســام
(منهــاج الندامة).
وكتــاب منهــاج الســنة كتــاب عظيــم فضــح فيــه مــا بطــن مــن عــوار الرافضــة
و َب َّيـ َن بالحــق الدليــل النقلــي والعقلــي مــا هــم عليــه مــن البدعــة العظيمــة والــكالم
الباطــل(((.
قــال :وهــو كتــاب عظيــم ،لــو تيســر أن ُيلخــص هــذا الكتــاب لنفــع،
وتبيــن فيــه جهــل الرافضــة ،وســفههم.
قــال ( :الجــواب الصحيــح لمــن بــدل ديــن المســيح) هــذا الكتــاب الذي
ينبغــي لــكل طالــب علــم أن يقــرأه ،ألنــه َب َّيـ َن فيــه عــوار النصــارى الذيــن َبدَّ لــوا ديــن
المســيح وخطأهــم ،أي بيــن خطأهــم وخلطهــم وظاللهــم وأهنــم
ليســوا علــى شــيء ممــا كانــوا عليــه فيمــا حرفــوه وبدلــوه وغيــروه ،والكتــاب
مطبــوع ،وبإمــكان كل إنســان أن يحصــل عليــه ،وفيــه فوائــد عظيمــه(((.
وقــال :ومــن أراد المزيــد مــن هــذا((( ،أي معرفــة أخــاق النبــي
فعليــه بقــراءة آخــر كتــاب شــيخ اإلســام ابــن تيميــة المســمى
(الجــواب الصحيــح لمــن بــدل ديــن المســيح) ذكــر يف آخــره كال ًمــا ُيكتــب بمــاء
الذهــب يف حيــاة النبــي وأخالقــه وآدابــه(((.
(((التعليــق علــى صحيــح ال ُبخــاري ( )451 /2وقــد أحــال الشــيخ علــى هــذا الكتــاب لمــن أراد
االطــاع علــى كرامــات األوليــاء يف عــدة دروس ،ومجالــس انظــر فتــاوى نــور علــى الــدرب (/1
الرمضانيــة (.)611
)723واللقــاءات َّ
41
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (اقتضاء الصراط املستقيم ملخالفة أصحاب اجلحيم)
قــال َ :ي ْح ُســن لطالــب العلــم أن يقــرأ بتمهــل وتدبــر مــا ألفــه شــيخ
اإلســام ابــن تيميــة يف كتابــه( :اقتضــاء الصــراط المســتقيم لمخالفــة
أصحــاب الجحيــم) فإنــه قــد َقـ َّـرر األدلــة الســمعية والعقليــة علــى وجــوب ُمخالفــة
أصحــاب الجحيــم بتقريــرات ال نجدهــا يف غيــره(((.
وهــذا الكتــاب كتــاب عظيــم ،ولكــن ال ينتفــع بــه إال مــن كان عنــده شــيء مــن
العلــم هبــذا الفــن ،ثــم إنــه قــال يف أول كتابــه «إننــي ألتــزم بــأن كل إنســان ُمبطــل
اســتدل بشــيء مــن القــرآن ،أجعــل دليــه دليــل عليــه».
وهــذا يف غايــة مــا يكــون مــن قــوة المصــادره ،أن تصــادر المســتدل بدليلــه
وتجعــل دليلــه دليـ ًـا عليــه ،وكتــاب العقــل والنقــل لــه اســم آخــر وهــوُ ( :موافقــة
صريــح المعقــول لصحيــح المنقــول) وهــو والحمــد هلل مطبــوع ومحقــق(((.
وقال :ومن أحسن ما رأيت ،لكنه صعب على الطلبة المبتدئين كتاب
(درء تعارض العقل والنقل) المعروف عند النَّاس بكتاب (العقل والنقل) والذي
أثني عليه ابن القيم يف نونيته حيث قال:
ـروف كان َم ْطبو ًعــا علــى هامــش منهــاج الســنة ،ولكنــهوقــال :وهــو معـ ٌ
اآلن ُطبــع طبعــة منفــردة بنحــو ثمانيــة أجــزاء وهــو كتــاب مهــم جــدًّ ا(((.
وقــال :ولكنــي ال ُأشــير علــى طالــب العلــم المبتــدئ أن يقــرأ فيــه ،ألنــه
صعب ( ((.
ُســئل :مــا رأي الشــيخ يف كتــاب (الــدرة البهيــة شــرح القصيــدة التائيــة يف
حــل المشــكلة القدرية) للشــيخ الســعدي؟
وقــال َ :مــا أحســن مــا كتبــه أخونــا ســفر الحوالــي َع َّمــا علــم مــن مذهبهم
خالفــون للســلف يف بــاب ـ أي األشــاعرة ـ َّ
ألن أكثــر النَّــاس ال يفهــم عنهــم إال أهنــم ُم َ
األســماء والصفــات ولكــن لهــم خالفات كثيــرة(((.
ُســئل :فضيلــة الشــيخ َمــا رأيكــم يف كتــاب «ال َعواصــم مــن القواصــم»
ألبــي بكــر بــن العربــي ؟
الســائل وقــال يف جوابــه :وأنــا أنصــح الســائل أن يقــرأ كتــاب (هــذهفأجــاب َّ
هــي الصوفيــة) للشــيخ عبدالرحمــن الوكيــل ألنــه ب َيــن يف هــذا الكتــاب مــا
كان عليــه الصوفيــة الذيــن يدَ عــون أهنــم أهــل الصفــاء والمعرفــة بــاهلل وهــم
يف الحقيقــة أجهــل النَّــاس بــاهلل ،ألن أعلــم النَّــاس بــاهلل رســول اهلل ثــم
خلفــاؤه الراشــدون يف هــذه األمــة ،ثــم التابعــون لهــم بإحســان(((.
قــال :لنــا رســالة صغيــرة الحجــم كبيــرة الفائــدة يف بيــان كفــر تــارك
الصــاة ،ذكرنــا فيهــا أدلــة القائليــن بتكفيــر تــارك الصــاة ،وأجبنــا عــن أدلــة القائلين
بعــدم التكفيــر ،وأن أدلتهــم ال تســتقيم علــى مــا اســتدلوا هبــا عليــه(((.
((( شرح عمدة األحكام ( )183 /1وانظر لقاءات وفتاوى األقليات المسلمة (.)254
((( دروس وفتاوى من الحرمين ( .)42 /13وانظر اللقاءات الشهرية (.)614 /3
47
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
48
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (األربعني النووية)
قــال :هــو كتــاب مختصــر مبــارك جمــع أحاديــث كثيــرة فيهــا أصــول
عظيمــة يف العبــادات والمعامــات واألخــاق واآلداب ،ولهــذا أنــا ُأشــير علــى كل
شــاب صغيــر أن يحفظــه ليكــون ركيــز ًة عنــده ،إذا احتــاج االستشــهاد بأحاديثــه ،ومــا
زلنــا نأخــذ مــن هــذه األحاديــث مــا نســتحضر منهــا عنــد الحاجــة إليــه ،فهــو كتــاب
مفيــد(((.
وقــالُ :عمــدة األحــكام كتــاب ُمبــارك ُمختصــر أحاديثــه صحيحــة ولهــذا ينبغــي
لطالــب العلــم أن يحفظــه ،أل َّنــه ال يتكلــف عنــا ًء يف ُمراجعــة األحاديــث الصحيحــة
أم ال؟(((.
قــال :ممــن ألــف علــى األبــواب يف أحاديــث األحــكام حافــظ مصــر يف
عهــده ،أحمــد بــن علــي بــن حجــر العســقالين ألــف هــذا الكتــاب المبــارك
«بلــوغ المــرام مــن أدلــة األحــكام».
وهــو كتــاب مختصــر ،لكنــه مفيــدٌ فائــدة عظيمــة ،فــإذا و َفــق اهلل تعالــى مــن
ـرحا واف ًيــا بحيــث يتكلــم علــى الحديــث الــذي يحتــاج إلــى كالم علــى يشــرحه شـ ً
أيضــا علــى ُمفرداتــه مــن حيــث المعنــى اللغــوي والشــرعي، ســنده وثبوتــه ،ويتكلــم ً
ثــم يتكلــم علــى شــرح الحديــث ُمبينًــا أســبابه والمناســبة التــي تحــدث هبــا النبــي
يف هــذا الحديــث ،وكذلــك مبينًــا الفوائــد لــو وفِــق هــذا الكتــاب بمثــل
ـفارا عديــدة ،ولحصــل فيــه فائــدة كثيــرة(((.هــذا الشــرح لــكان أسـ ً
أن من قرأه أو وقــال :وهــذا الكتاب ُمســماه كاســمه (بلــوغ المــرام) أيَّ :
حفظــه ،بلــغ ُمرامــه ،أل َّنــه جمــع فيــه مــا يحتــاج إليــه الطالــب مــن أحاديــث األحــكام
َمقرونـ ًة ببيــان درجــة الحديــث ،وهــذا أمـ ٌـر يهــم الطالــب ،أل َّنــه إذا لــم يعــرف درجــة
الحديــث ،فإنــه ال يمكــن أن يبنــي عليــه أحكا ًمــا شــرعية ،وقــد كثــر تــداول النــاس
لهــذا الكتــاب ،وهــو جديــر بذلــك ،وجديــر بالعنايــة ،وجديــر بالدراســة مــن الناحيــة
الحديثيــة ،ومــن الناحيــة الفقهيــة(((.
قــال :كتــاب (منتقــى األخبــار) الــذي ألفــه مجــد الديــن عبدالســام ابــن
تيميــة جــد شــيخ اإلســام ابــن تيمــة فهــو كتــاب قيــم ُمفيــد ،وعليــه شــرح
للشــوكاين .(((
قــال يف ُمقدمــة شــرحه علــى الكتــاب :كتــاب ريــاض الصالحيــن ألفــه
ـت
الشــيخ الحافــظ النــووي وهــو كتــاب جيــدٌ ولــم ُيســبق لنــا قراءتــه((( ورأيـ ُ
ْ
أن نبــدأ فيــه ونســأل اهلل –تعالــى -أن نُتمــه علــى خيــر؛ ألنــه كتــاب نافــع للقلــوب،
ولألعمــال الظاهــرة والمتعلقــة بالجــوارح؛ لذلــك ينبغــي أن يعتنــى هبــذا الكتاب(((.
(((فتــاوى نــور علــى الــدرب ( ،)77 /6وقــد شــرح ابــن عثيميــن جــزء منــه و ُطبــع يف خمســة
مجلــدات ضخمــة طبعتــه مؤسســة الشــيخ.
(((لعــل الشــيخ يقصــد واهلل أعلــم يف قولــه( :لــم يســبق لنــا قراءتــه) أي :لــم يســبق لــه شــرحه وقراءتــه
لطــاب العلــم ،وليــس قراءتــه هــو .
(((شرح رياض الصالحين (.)11 /1
(((لقاءات الباب المفتوح (.)461 /2
51
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (جامع العلوم واحلكم):
قــال :أذكــر يف زمــن الطلــب أين كنــت أتتبــع شــرح ابــن دقيــق العيــد
علــى ُعمــدة األحــكامَّ ،
ألن هــذا الشــرح مــن أعظــم الشــروح يف مســألة الرجــوع إلــى
القواعــد األصوليــة ،وإن كان مــن جهــة األحــكام ،ومــن جهــة الــكالم علــى األلفــاظ
ليــس بــذاك الوســع ،لكنــه يف الحقيقــة مــن جهــة القواعــد األصوليــة والفقهيــة ُيعتــر
مرج ًعــا.
كنت أتتبع هذا الشرح ُك َّلما وجدت فيه قاعدة كتبتها واستفد من ذلك(((.
ُ
قــال :نتكلــم عــن الحافــظ ابــن حجــر صاحــب (فتــح البــاري يف
شــرح البخــاري) هــذا الكتــاب أعنــي :شــرح البخــاري وهــو فتــح البــاري ـ لــه نظيــر
ُيســمى فتــح البــاري البــن رجــب الحنبلــي ولــكل منهمــا اتجــاه مــن جهــة
الــكالم علــى الفقــه ،واختــاف العلمــاء؛ وكالهمــا نافــع لطالــب العلــم ،ولكــن مــن
الجمــل واإلعــراب ،وخــاف العلمــاء ومــا أشــبه ذلــك ففتــح
جهــة الــكالم علــى ُ
البــاري البــن حجــر أكثــر فائــدة.
الشــوكاين صاحــب اليمــن ُيقــال :إنــه قيــل لــه :أمــا تشــرح الجامــع
للبخــاري كمــا شــرحه اآلخــرون مــن العلمــاء؟ فقــال :ال هجــرة بعــد الفتــح يعنــي
بــه فتــح البــاري للحافــظ ابــن حجــر العســقالين ،والكتــاب نافــع جــدًّ ا ،و إذا كان
ـكارا ،فهــذا ال يوجــب أن
ـرارا أو إنـ ً
فيــه بعــض اآلراء المنحرفــة التــي يســوقها إمــا إقـ ً
نُغفــل الحســنات التــي ُتغطــي الســيئات.
ولقــد قــال ابــن رجــب يف كتابــه (القواعــد الفقهيــة) يف المقدمــة كلمــة لو
ُوزنــت بالجبــال لرجحــت ،يقــول« :المنصــف مــن اغتفــر قليــل خطــأ المــرء يف كثيــر
صوابــه» .وهــي كلمــة عظيمــة فهــذا هــو المنصــف ،وليــس المنصــف الــذي يأخــذ
الســيئات وينســى الحســنات ،فالمنصــف مــن ُيقــارن بيــن الحســنات والســيئات،
فــإذا رجحــت الحســنات انغمــرت الســيئات هبــا.
()1
وهــذا نــوع مــن الخــروج علــى العلمــاء ،فالخــروج ليــس بالســيف ،بــل يكــون
بالقــول ويكــون بالــكالم ،فهــؤالء الذيــن وصــل هبــم الحــد إلــى أن قالــوا مــا قالــوا،
أن فيهــم نزعــة مــن نزعــة الخــوارج الذيــن يضللــون النــاس و ُيكفروهنــم، ال شــك َّ
ويســتبيحون دماءهــم وأموالهــم لمثــل هــذا الــكالم(((.
(((شــرح حليــة طالــب العلــم ( .)279وقــد حصــل مــا تمنــاه الشــيخ فقــد قــام المحقــق
المشــهور بشــار عــواد معــروف بتحقيقــه ،ووضــع لــه فهــرس فقهــي مرتــب علــى أبــواب الموطــأ
وطبعتــه مؤسســة الفرقــان للــراث اإلســامي يف طبعــة فاخــرة جميلــة يف ســتة عشــرة مجلــد .وهلل
الحمــد والمنــة.
55
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (اختيار األوىل يف شرح حديث اختصام املأل األعلى)
أن الذهــب حــال للنســاء قــال :الصحيــح الــذي عليــه الجمهــور َّ
ُمطل ًقــا ،إال إذا وصــل إلــى حــد الســرف ،فإنــه يدخــل يف اإلســراف ،ويكــون حرا ًمــا
مــن هــذه الناحيــة.
قــال :ويف بــاب ُمصطلــح الحديــث مــن أجمــع مــا يكــون مــن الكتــب
(نخبــة الفكــر) البــن حجــر وهــي عبــارة عــن ثــاث صفحــات أو أربــع
صفحــات يحفظهــا اإلنســان وتبقــى يف ذهنــه ،وينتفــع هبــا بعــد كــره(((.
وقــال « :نخبــة الفكــر» هــو الكتيــب الصغيــر لف ًظــا الكثيــر معنــى ،يعنــي:
وزنــه كبيــر جــدًّ ا ،ألنــه نخبــة علــم المصطلــح ،فلــو تبحــث مثـ ًـا يف علــم المصطلــح
الكتــب الواســعة وجــدت أن كل مــا فيهــا موجــود يف هــذه النخبة اليســيرة ،ويســتطيع
اإلنســان أن يحفظهــا يف خــال يوميــن(((.
وقــال :رســالة (نخبــة الفكــر) ..إذا فهمهــا طالب العلــم تما ًمــا ،وأتقنها،
فهــي ُتغنــي عــن كتــب كثيــرة يف المصطلــح ،ألهنــا مضبوطــة تما ًمــا ،وطريقتــه يف
تأليفهــا ُمفيــدة ،وهــي :الســر والتقســيم ،أكثــر المؤلفــات يــأيت الــكالم فيهــا ُمرسـ ًـا،
أن يكـ َ
ـون لــه لكنــه اختــار هــذه الطريقــة ،ومثــال ذلــك قولــه( :الخــر إمــا ْ
محصــورة ب َعــدَ ٍد ،أو غيــر محصــورة ،والمحصــورة بعــدد كــذا وكــذا) ثــم يذكر ُ ُطـ ُـر ٌق
التقســيم فتجــد اإلنســان إذا قرأهــا يجــد نشــا ًطا ،ألهنــا مبنيــة علــى إثــارة العقــل.
قــال :مــن أحســن مــا رأيــت؛ أي :يف كتــب التخريــج ،كتــاب (التلخيــص
الحبيــر بتخريــج أحاديــث الرافعــي الكبيــر) الــذي ألفــه الحافــظ أحمــد بــن علــي بــن
العس ـ َقالين الشــافعي صاحــب (فتــح البــاري) و(بلــوغ المــرام) وغيرهــا مــن حجــر ْ
المؤلفــات العظيمــة النَّافعــة يف كتــب الرجــال والحديــث وغيرهــا وجــزاه
عــن اإلســام والمســلمين خيـ ًـرا(((.
كتاب (املغين):
(((الشــيخ لــم يذكــر اســم الكتــاب ولعلــه (تعريــف أهــل التقديــس) لمطابقتــه وصــف الشــيخ،
واهلل أعلــم.
((( شرح نزهة النظر يف توضيح نخبة الفكر(.)234
((( هذا الكتاب بحثت عنه ولم أجده ولم أعرف مؤلفه.
(((شــرح نزهــة النظــر يف توضيــح نخبــة الفكــر ( )293وقــال يف نفــس الكتــاب ( )448مــن
أحســن مــا رأيــت.
61
قسم الفقه وأصوله
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (زاد املستقنع يف اختصار املقنع):
إن كتــاب (زاد المســتقنع يف اختصــار المقنــع) تأليــف أبــي النجــا قــال َّ :
موســى بــن أحمــد بــن موســى الحجــاوي ،كتــاب قليــل األلفــاظ كثيــر المعــاين،
اختصــره مــن (المقنــع) واقتصــر فيــه علــى قــول واحــد ،وهــو الراجــح مــن مذهــب
اإلمــام أحمــد بــن حنبــل ،ولــم يخــرج فيــه عــن المشــهور مــن المذهــب عنــد
المتأخريــن إال قليـ ًـا ،وقــد ُشــغف بــه المبتدئــون مــن طــاب العلــم علــى مذهــب
الحنابلــة ،وحفظــه كثيــر منهــم عــن ظهــر قلــب ،وكان شــيخنا عبدالرحمــن بــن
ويدرســنا فيــه ،وقــد انتفعنــا
ُ ناصــر بــن ســعدي تعالــى ،يحثنــا علــى حفظــه
بــه كثيـ ًـرا وهلل الحمــد ،وصرنــا نــدرس الطلبــة فيــه بالجامــع الكبيــر بعنيــزة ،بحــل
ألفاظــه وتبييــن معانيــه ،وذكــر القــول الراجــح بدليلــه أو تعليلــه ،وقــد اعتنــى بــه
الطلبــة وســجلوه وكتبــوه(((.
هــذا الكتــاب كتــاب مبــارك ،كتــاب مختصــر وجامــع وقد أشــار بــه علينا شــيخنا
عبدالرحمــن بــن ســعدي مــع أنــه هــو قــد حفــظ متــن (دليــل الطالــب) لكــن
قــال لنــا« :احفظــوا (زاد المســتقنع) فإنــه أكثــر مســائل ،وهــو مفيــد»(((.
ُســئل :فضيلــة الشــيخ مــا خيــر الكتــب التــي يجــب علــى كل مســلم أن
يقتنيهــا؟
فأجــاب :ومــن كتــب الفقــه ويف مذهــب اإلمــام أحمــد مــن خيــر
مــا ُيقتنــى (الــروض المربــع شــرح زاد المســتقنع) وكذلــك (الــزاد) نفســه(((.
وســئل :مــا رأيكــم يف كتــاب (الــروض المربــع) وهــل يســتند عليــه يف ُ
األحــكام الفقهيــة؟
فأجــاب :أرى أنَّــه مــن خيــرة الكتــب؛ ألنــه جامــع بيــن المســائل
والدالئــل ،لكــن ليــس كل أحــد معصو ًمــا قــد يكــون فيــه الخطــأ ،وقــد يكــون فيــه
الصــواب(((.
قــال :كتــاب (الفــروع) ،هــو كتــاب ُيعبــر مــن أجمــع كتــب المذهــب
الحنبلــي لألقــوال يف المذهــب ،بــل و ُيشــير إلــى خــاف األئمــة الثالثــة ،بــل وينقــل
أيضــا عــن الظاهريــة وغيرهــم ،فهــو كتــاب واســع يف الحقيقــة ومــن أحســن مــا ُأ ِّلــف
ً
يف الفقــه ،لكــن فيــه صعوبــة يف فهمــه ،ألنــه ـ ضغطــه ألجــل االختصــار،
فــكان صع ًبــا علــى طالــب العلــم المبتــدئ(((.
وصاحــب ال ُفــروع هــو ُم َح َّمــد بــن ُمفلــح أحــد تالميــذ شــيخ اإلســام الكبــار،
وكان هــو مــن أعلــم النَّــاس باختيــارات شــيخ اإلســام ،حتــى كان ابــن القيــم مــع
كونــه مــن خــواص الشــيخ كان ُيراجعــه أحيا ًنــا؛ ليتبيــن لــه اختيــارات شــيخه
ـاو جميعجمي ًعــا وكتابــه (الفــروع) ُيســمى عند النَّاس مكنســة المذهــب ،يعني أنه حـ ٍ
مــا يف مذهــب اإلمــام أحمــد مــن األقــوال والروايــات ،واألوجــه والتخريجــات ،بــل
ـاو لمذهــب اإلمــام أحمــد ،ولغيــره مــن المذاهــب؛ حتــى المذاهــب إنــه حـ ٍ
إن فيــه هــذه التوجيهــات التــي تــدل علــى أن الرجــل عنــده األخــرى ُيشــير إليهــا ،ثــم َّ
فقــه كبيــر ،وفيــه مباحــث مــا تــكاد تجدهــا يف غيــره ،كبحثــه يف أول صــاة التطــوع،
أيضــا يف أول الحــج يف بــر الوالديــن ،وهــل تجــوز وبيــان تفاضــل األعمــال ،وكبحثــه ً
معصيتهمــا أو ال تجــوز ،ومــا أشــبه ذلــك ،إنمــا هــو يــأيت أحيا ًنــا ببحــوث ال تجدهــا
يف غيــره(((.
قــال :أنصــح إخــواين طلبــة العلــم خاصــة ،أن ُيطالعــوا رســالة صغيــرة
الحجــم ،كبيــرة الفائــدة ،لشــيخ اإلســام ابــن تيميــة اســمها (حقيقــة الصيــام) فـ َّ
ـإن
هــذه الرســالة علــى صغرهــا ُمفيــدة لطالــب العلــم ،ال ألنــه َعــدَّ َد فيهــا مــا ُيفطــر ومــا
ال ُيفطــر ،لكــن ألنــه ذكــر قواعــد ُم ِه َّمــة ُمفيــدة لطالــب العلــم ،فــإذا رجعتــم إليهــا
فســتجدون فيهــا خيـ ًـرا كثيـ ًـرا(((.
وقــال :وهــي مفيــدة لطالــب العلــم ،فيهــا أصــول عظيمــة يعنــي ليــس
فيهــا مجــرد أحــكام ُيفطــر أو ال ُيفطــر ،بــل فيهــا أصــول عظيمــة ينبغــي لطالــب العلــم
أن يقرأهــا ،حتــى يتبيــن لــه الحكمــة العظيمــة يف الشــريعة اإلســامية(((.
فأجــاب :نـ ُـرد عليــه باألحاديــث الــواردة يف هــذا وقــد ب َينَّاهــا يف رســالتنا
الصغيــرة ،صغيــرة وهــي كبيــرة يف الواقــع ،ألن جميــع األدلــة التــي اســتدلوا هبــا،
الحلــي)
قــد رددنــا عليهــا ضمنًــا يف هــذه الرســالة اســمها( :رســالة يف وجــوب زكاة ُ
راجعهــا وإن شــاء اهلل تجــد مــا يشــفيك(((.
معنى(((.
ً حجما الكبيرة
ً وقال :رسالتنا الصغيرة
قــال :هــذا كتــاب مشــهور لــه كتــب فيــه((( كتابــات عظيمــة ،ال
ينبغــي لطالــب العلــم أن يجهلهــا(((.
وقــال :أ َّمــا الفرائــض فأحســن كتــاب مختصــر مفيــد هــو (الربهانيــة)
فهــذه مختصــرة وجامعــة لــكل الفرائــض لمحمــد الربهــاين ،و ُمفيــدة جــدًّ ا ،حتــى
ـت واحــد ،فمــن يــرث ثلثيــن أربعــة أصنــاف: إن بــاب مــن يــرث الثلثيــن ذكــره يف بيـ ٍ
َّ
البنــات وبنــات االبــن ،واألخــوات الشــقيقات ،واألخــوات ألب ،ذكــر هــذه
األصنــاف األربعــة يف ٍ
بيــت واحــد فقــال:
قــال :ال ُبرهانيــة أخصــر مــن الرحبيــة وأجمــع ...ولهــا شــرح البــن
طــول((( ومختصــر((( ،مفيــد جــدًّ ا(((.
ســلوم ُم َ
قــال :كتــاب (قواعــد الفقــه) علــى مذهــب اإلمــام أحمــد بــن حنبــل
الحســن وجمــع الشــيباين ،الــذي ألفــه ذو المقــام الرفيــع المشــيد ،لقــد حــوى مــن ُ
المعــاين ،مــا بــه عــن غيــره ت َفـ َّـردَّ ،
أصــل فيــه قواعــد بنــى عليهــا مــن فــروع الفقــه مــا
تبــدد(((.
وقــال :وهــو كتــاب جيــدٌ ،أنصــح بــه كل مــن يريــد الفقــه علــى وجــه
ُمقعــد(((.
((( مذكور يف (الشرح الممتع) ابن الهائب بد ً
ل من ابن الهائم ،فلعله خطأ مطبعي.
((( الشرح الممتع على زاد المستقنع (.)267 /11
((( نيل األرب من قواعد ابن رجب (.)7
((( أي :كتب قواعد الفقه.
((( منظومة أصول الفقه وقواعده (.)27
((( دروس وفتاوى من الحرمين (.)425 /1
71
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
وقــال :الحافــظ ابــن رجــب لــه كتــب كثيــرة يف الحديــث والفقــه ،ومــن
إن بعــض العلمــاء قــالَّ :
إن هــذه أحســن مــا اطلعنــا عليــه (القواعــد الفقهيــة) حتــى َّ
القواعــد الفقهيــة ليســت البــن رجــب؛ ألهنــا أكــر مــن مســتواه.
ولكــن الصحيــح أهنــا لــه قــد اشــتهرت وتناقلهــا النــاس ،وفضــل اهلل يؤتيــه مــن
يشــاء ،لكنهــا –أعنــي :القواعــد الفقهيــة -لطالــب العلم الــذي يريد التبحــر يف الفقه،
مــن أحســن مــا رأيــت ،ألهنــا مبنيــة علــى التعليــل والمناقشــة ،وفيهــا فوائــد كثيــرة
وهــي غيــر ُمرتبــة ،لكــن يف الطبعــات ُرتبــت علــى أبــواب الفقــه يف الفهــارس(((.
(((التعليــق علــى القواعــد واألصــول الجامعــة والفــروق والتقاســيم البديعــة النافعــة ( ،)7وانظــر
تفســير ســورة العنكبــوت ( )395فقــد قــال :أهــل العلــم يؤلفــون كت ًبــا يســموهنا الفــروق والتقاســيم
...وهــذه الكتــب مفيــدة لطالــب العلــم ،ولشــيخنا عبدالرحمــن الســعدي رســالة يف هــذا
الموضــوع وهــي ُمفيــدة يف هــذا البــاب.
73
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (األصول من علم األصول)
قــال :الكتــاب المســمى بـ(القواعــد النورانيــة) نســبة إلــى النــور ،فهــو يف
الحقيقــة يعتــر قواعــد وضوابــط ألصــول مســائل الفقــه يف العبــادات :يف الصــاة،
أيضــا يف المعامــات(((. والـ َّـزكاة ،والصيــام ،والحــج ،وكذلــك ً
كتاب (الورقات)
قــال :ومــن أحســن مــا ألــف فيــه((( ،بــل مــن أجمعــه كتــاب صغيــر
يســمى بـ(مختصــر التحريــر) للفتوحــي ،وهــذا المختصــر يف الحقيقــة ُخالصــة مــا
قالــه األصوليــون يف أصــول الفقــه ،ويمكــن لإلنســان أن يحفظــه عــن ظهــر قلــب ،إال
أنــه يحتــاج إلــى عالــم يبيــن معنــاه للطالــب ،فالــذي يحفظــه عــن ظهــر قلــب ويعــرف
معنــاه ســيكون أصول ًّيــا بالمعنــى الحقيقــي ،فهــذا مــن أجمــع مــا رأيــت علــى
اختصــاره وهــو يمكــن أن يكــون حجمــه نصــف زاد المســتقنع وكذلــك شــرحه:
المســمى بـــ (الكوكــب المنيــر) طبعتــه جامعــة أم القــرى(((.
قــال :أحســن مــا يكــون فيــه –أي :علــم أصــول الفقــه -مــن جهــة
سالســة العبــارات (المســتصفى) للغزالــي ،وهــو يف مجلديــن كبيريــن؛ ألنــه ســهل
األســلوب ،جيــد يف عــرض اآلراء ومناقشــتها ،وهــو مــن أحســن مــا قــرأت مــن جهــة
التبييــن والتوضيــح والحقيقــة َّ
أن اإلنســان يرتــاح لقراءتــه.
قــال :هــذا الكتــاب كتــاب عظيــم ال ســيما للقضــاة مــن أحســن مــا ألــف
يف بابــه ،ومــن أحســن مــا كتــب ابــن القيــم يقــع يف ثالثــة مجلــدات ،وهــذا
شــرحا لحديــث عمــر بــن الخطــاب الــذي كتبــه إلــى أبــي موســى
ً الكتــاب ُيعتــر
األشــعري يف القضــاء ،وقــد ذكــر فيــه قواعــد كثيــرة يف اإلفتــاء وذكــر فتــاوى
رســول اهلل .(((
الراجــح الــذي تؤيــده األدلــة والنظــر وجــوب تغطيــة قــال :القــول َّ
الوجــه ،ومــن أراد االســتفادة مــن ذلــك فليرجــع إلــى مــا كتبــه ال ُعلمــاء يف هــذا
الموضــوع ،ومــن أكثرهــا وأوســعها كتــاب (عــودة إلــى الحجــاب) فإنــه توســع فيــه
و َب َّيــن مــا فيــه الحــق(((.
ُســئل :هــل هنــاك ضابــط لالســم الــذي يكــون فيــه محظــور؟ ومــا هــو
األفضــل؟
فأجــاب وقــال يف جوابــه :ومــن خيــر مــا ُألــف يف ذلــك كتــاب ابــن القيــم
المســمى (جــاء األفهــام يف الصــاة علــى خيــر األنــام) فليرجــع إليه الســائل
(((
وغيــره مــن األخــوة المســتمعين لالســتفادة منه
(((فتاوى نور على الدرب ( )499 /4وانظر فتح ذي الجالل واالكرام بشرح بلوغ المرام (.)425 /3
(((شــرح عمــدة األحــكام ( )439 /1والشــيخ كثيـ ًـرا مــا يثنــي علــى هــذا الكتــاب وانظــر دروس وفتاوى
مــن الحرميــن ( )576 /11ولقــاءات الباب المفتــوح (.)410/3
81
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
وقــال :ومــن أحســن الكتــب (زاد المعــاد) البــن القيــم ألنــه
كتــاب جامــع بيــن الفقــه المبنــي علــى الدليــل ،وبيــن التاريــخ الــذي ُتعــرف بــه حيــاة
رســول اهلل فيكتســب اإلنســان مــن هــذا الكتــاب :األحــكام الفقهيــة،
أيضــا مســائل
ومعرفــة حــال رســول اهلل وســيرته ،وربمــا يمــر بــه ً
أخــرى تتعلــق بالتوحيــد وبالتفســير وغيرهــا ،فالكتــاب كتــاب نافــع جامــع صالــح
لمــن أراد المطالعــة لالســتفادة العامــة(((.
وحســن إســامه؛ حدثنــي هنــا يف بالدنــا ،أنــه ُ وحدثنــي طبيــب أمريكــي ،أســلم
اســتفاد مــن الطــب النبــوي ،حتــى إنــه يقــول :مــن جملــة مــا حملنــي علــى اإلســام
مــا وجــدت فيــه مــن النظافــة واألخــاق الفاضلــة الطيبــة(((.
ُســئل :فضيلــة الشــيخ يذكــر بعــض أهــل العلــم أن كتــاب (زاد المعــاد)
البــن القيــم مــن آخــر كتبــه فهــل هــذا صحيــح؟
فأجــاب :هــذا هــو الظاهــر ودليلنــا علــى هــذا أن ابــن القيــم
وعــد ببســط بعــض األشــياء ولــم يفعــل ،وهــذا دليــل أن المنيــة عاجلتــه قبــل إتمــام
ذلــك ،ومنهــا خصائــص النبــي فقــد وعــد يف زاد المعــاد ببســطها ولــم
يتمكــن مــن ذلــك(((.
83
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
قسم اللغة
84
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (اآلجرومية)
قــال :أحســن وأبــرك وأنفــع مــا قرأنــا كتــاب( :اآلجروميــة) هــذا الكتاب
مختصــر مبــارك ،جمــع فيــه المؤلــف أصــول النحــو ،فمــا ُدمــت مبتدئًــا،
معلمــا جيــدً ا يف عــرض المعــاين ،ويف
ً فعليــك هبــذا الكتــاب ،واحــرص علــى أن تجــد
تصويــر المســائل.
إن النحــو بابــه حديــد ،وباقيــه قصـ ٌـر ،سـ ٌ
ـهل ،فاســتعن بــاهلل وتعلــم وال يقــالَّ :
تيــأس(((.
قــال :وقــد ُألــف يف هــذا –أي :الفعــل المبنــي لغيــر الفاعــل -رســائل
مثــل (اتحــاف الفاضــل يف الفعــل المبنــي لغيــر الفاعــل) وهــو رســالة صغيــرة لكنهــا
جيــدة يف موضوعهــا فهــو يذكــر َّ
كل فعــل يف اللغــة العربيــة ال ُيبنــى للفاعــل وإنمــا
ـم فاعلــه(((.
ُيبنــى لمــا لــم يسـ َ
قــال :ومــن أحســن مــا ُألــف يف هــذه الكتــب((( المتوســطة هــذه (األلفية)
وهــي ألفيــة مختصــرة وجامعــة وسلســة وســهل ُة الحفــظ ،لذلــك هــي خيــر مــا اختيــر
يف هــذا البــاب(((.
وقــال :إين أوجــه إلــى الشــباب الصغــار نصيحــة بــأن يعتنــوا بحفــظ
ألفيــة ابــن مالــك ،ألهنــا خالصــة علــم النحــو ،وفيهــا خيــر كثيــر ،إذا حفظهــا اإلنســان
اســتطاع أن يستشــهد بــكل بيــت منهــا علــى كل ُمشــكلة تــرد عليــه(((.
وقــال :احفــظ ألفيــة ابــن مالــك إذا كنــت تريــد معرفــة النحــو؛ فإهنــا
خالصــة النحــو كمــا قــال :
(((
كما اقتضى غنى بال خصاصه
أحصى من الكافية الخالصه
قــال :حاشــية الخضــري علــى شــرح ابــن عقيــل مــن أحســن الحواشــي
التــي كتبــت علــى شــروح ألفيــة ابــن مالــك؛ ألنــه ُمتأخــر ،وجمــع أقــوال مــن ســبقه،
ولــه تحريــر جيــد يف بعــض األشــياء التــي يحررهــاُ ،
فأشــير هبــا علــى كل مــن أراد أن
يقــرأ (ألفيــة ابــن مالــك) وشــرحها «البــن عقيــل» فــإن هــذه الحاشــية مفيــدة(((.
قــال :المغنــي كتــاب ال يســتغني عنــه اإلنســان الــذي أخــذ شــو ًطا كبيـ ًـرا
يف النحــو ،أ َّمــا الــذي ال يعــرف أن يعــرب «قــال اهلل تعالــى» :فهــذا ال يدنــوا المغنــي
فــا بــد أن يكــون عنــده علــم.
أردت أن تعــرف معــاين الحــروف فعليــك بكتــاب (المغني) َ وقــال :وإذا
البــن هشــام فإنــه يــأيت بالكلمــة و ُيبيــن معانيها(((.
قــال :بــاب االشــتقاق مــن أفيــد مــا يكــون لطالــب العلــم ،ألنــه يقــرب
المعــاين ،فــإذا قلــت :هــذا ُمشــتق مــن كــذا صــار ذلــك أقــرب إلــى فهــم المعنــى،
ومــن أحســن مــا ألــف يف هــذا كتــاب (مقاييــس اللغــة) البــن فــارس يقــع يف
ســتة مجلــدات غيــر كبيــرة لكنــه مفيــد ،إذ يذكــر لفــظ الكلمــة ،ويذكــر كل مــا تفــرع
نظمــا
أيضــا شــواهد مــن كالم العــرب ً منهــا ،وهــو كتــاب مؤلفــه متقــدم ،ويذكــر فيــه ً
ونثـ ًـرا فهــو مفيــد لطالــب العلــم يف هــذا البــاب(((.
وقــال :مــن أحســن مــا رأيــت يف هــذا البــاب كتــاب( :مقاييــس اللغــة)
البــن فــارس حيــث يذكــر لــك المــادة ثــم يقــول« :أصلهــا كــذا وكــذا» ثــم يــأيت
بشــواهد علــى هــذا وهــو نافــع لطالــب العلــم(((.
((( شرح حلية طالب العلم ( .)96وانظر التعليق على صحيح البخاري (.)711 /16
((( شرح مختصر التحرير (.)172
((( شرح فتح رب الربية بتلخيص الحموية (.)175
88
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (البالغة الواضحة)
قــال « :للمجــاز أنــواع كثيــرة مذكــورة يف علــم البيــان ،فمــن أراد أن يمتع
ذهنــه قليـ ًـا فليذهــب إليهــا ،ألهنــا فيهــا ُمتعــة ،وأحســن كتــاب َمـ َّـر علـ َّ
ـي بالنِّســبة
للطالــب :كتــاب (البالغــة الواضحــة) لمصطفــى أميــن وعلــي الجــارم مؤلفــي
(النحــو الواضــح) فقــد قرأنــاه ونحــن يف المعهــد ،وفتــح لنــا أبــواب البالغــة ،وكــذا
كتــاب حفنــي ناصــف «قواعــد اللغــة العربيــة لكــن فيــه شــيء مــن التعقيــد ،وأمــا
كتــب األوليــن فهــي صعبــة ال تصلــح للمبتــدئ»(((.
قــال :الــذي ألــف كتــاب (المنجــد) رجـ ٌـل نصــراين وفيــه الشــيء الكثيــر
مــن معرفــة اللغــة العربيــة ،وإن كان فيــه أخطــاء كثيــرة ،وأشــياء تؤخــذ عليــه مــن
الناحيــة الدينيــة(((.
90
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كتاب (جمموع فتاوى شيخ اإلسالم ابن تيمية)
فأجــاب :واهلل أنــا أنصــح باقتنــاء فتــاوى شــيخ اإلســام ابــن تيميــة
وكتــاب زاد المعــاد البــن القيــم فهــذه مــن أحســن مــا ُيقتنــى(((.
فأجــاب :إهنــا مــن خيــر مــا كُتــب ،ألهنــا مــن عالــم فقيــه ناصــح ،وإننــي
أحــث أخــي الســائل وغيــره ممــن يســتمع ،علــى اقتنــاء كتــب شــيخ اإلســام ابــن
تيميــة وكذلــك تلميــذه ابــن القيــم ،لمــا فيهــا مــن الخيــر والربكــة والعلــم
الغزيــر الــذي ال تجــده يف غيرهــا ،ولمــا فيهــا مــن قــوة االســتنباط ،اســتنباط األحكام
مــن الكتــاب والســنة ،فهــي كتــب لــم يخــرج مثلهــا فيمــا أعلــم فعليــك يــا طالــب
العلم هبــا(((.
قــال :الــدرر الســنية قــد ُجمــع فيهــا لــكل شــيخ مــا كتبــه ،أو أجــاب عنــه،
وجمعــت علــى وجــه آخــر ُمرتبــة علــى أبــواب الفقــه أو أجــاب عليــه مــن أســئلة ُ
والعقائــد ،وهــي نافعــة جــدًّ ا فيهــا رســائل صغيــرة ،وفيهــا أجوبــة كثيــرة نافعــة(((.
فأجــاب :الســيرة النبويــة ُألفــت فيهــا كتــب كثيــرة ،لكــن بعضهــا ليــس
لــه ســند ،ولكنهــا اشــتهرت بيــن النــاس ،ثــم كتبــت يف الكتــب ،ومــن أحســن مــا
رأيــت وأنــا لــم َأر شــي ًئا كثيـ ًـرا مــن كتــب التاريــخ والســيرة (البدايــة والنهايــة) البــن
كثيــر .(((
وســئل :مــا هــو المرجــع الــذي تنصحنــا بــه لمعرفــة قصــص األنبيــاء ُ
وتفصيالهتــا؟
فنأخــذ تاريخهــم مــن كتــاب اهلل ،وممــا ألقــاه اهلل مــن الوحي على رســوله
وقــال :مــن خيــر مــا هــو مؤلــف يف الســيرة وفيــه تمحيــص جيــد كتــاب
(البدايــة والنهايــة) البــن كثيــر؛ فإنــه جيــد ومفيــد(((.
ـك َّ
أن هــذه الحليــة ُمفيــدة ونافعــه لطالــب العلــم ،وينبغــي قــال :ال َشـ َّ
لإلنســان أن يحــرص عليهــا ويتتبعهــا ،ولكــن ال يعنــي ذلــك أن يقتصــر عليهــا ،بــل
هنــاك كتــب أخــرى ُصنفــت يف آداب طالــب العلــم مــا بيــن قليــل وكثيــر ومتوســط(((.
أ َّمــا مؤلــف هــذه الحليــة فهــو أخونــا الشــيخ بكــر أبــو زيــد ،وهــو مــن أكابــر
إن كالمــه يف غالــب العلمــاء ومــن المعروفيــن بالحــزم والضبــط والنزاهــة ...ثــم َّ
ـدل علــى تضلعــه يف اللغــة العربيــة ،ولهــذا يــأيت أحيا ًنــا بألفــاظ تحتــاج إلــى كتبــه يـ ُّ
مراجعــة قواميــس اللغــة ،والــذي يظهــر أنــه ال يتكلــف ذلــك ألن الــكالم ســلس
ـدل علــى َّ
أن اهلل تعالــى أعطــاه غريــزة يف اللغــة العربيــة لــم ينلهــا ومســتقيم ،وهــذا يـ ُّ
كثيــر مــن العلمــاء يف وقتنــا حتــى إنــك تــكاد تقــول :إن هــذه الفصــول كمقامــات
الحريــري(((.
قــال :ومــن أحســن مــا رأيــت كتــاب (روضــة العقــاء) البــن حبــان
كبيــرا مــن
ً ال ُبســتي وهــو كتــاب مفيــد علــى اختصــاره ،وجمــع عــد ًدا
الفوائــد ،ومآثــر العلمــاء والمحدثيــن وغيرهــم ،وكان مقـ َّـر ًرا يف المعاهــد العلميــة
وقــت دراســتنا يف المعهــد وانتفــع بــه الكثيــر(((.
قــال :مقامــات الحريــري ،هــي مقامــات معروفــة جيــدة ،فيهــا كثيــر مــن
المواعــظ وكثيــر مــن الكلمــات اللغويــة التــي يســتفيد منهــا اإلنســان(((.
قــال :مراجعــة كتــاب (ســير أعــام النبــاء) للذهبــي ُمفيــد فائــدة كبيــرة،
ينبغــي لطالــب العلــم أن يقــرأ فيــه و ُيراجعــه(((.
وقــال :ال ينبغــي لإلنســان أن يخلــي قلبــه ومذاكرتــه عــن الكتــب التــي
فيهــا الحــث علــى اإلخــاص ،كمــا يوجــد هــذا يف (ســير أعــام النبــاء) وغيــره ،وال
بــد مــن مراجعــة كالم العبــاد والزهــاد مــن أجــل أن يليــن القلــب ويخلــص(((.
قــال :وهــذا الكتــاب يف الحقيقــة علــى اســمه ،فيــه مــن الفوائــد شــيء
كثيــر ،ال تــكاد تجــده يف غيــره(((.
ُســئل :مــا رأيكــم فضيلــة الشــيخ يف كتــاب (الجــواب الــكايف لمــن ســأل
عــن الــدواء الشــايف)؟
فأجــاب :هــو البــن القيــم أحــد تالميــذ شــيخ االســام ابــن تيميــة
يظهــر َّ
أن ُ كتــاب جيــدٌ فيــه مواعــظ عظيمــة ،لكــن يف آخــره أشــياء
ٌ وهــو
المؤلــف كتبهــا ألن هــذا الكتــاب كان لشــخص معيــن ابتلــي ببليــة فــرأى
أن مــن المناســب مــا ذكــره يف آخــر الكتــاب(((.المؤلــف َّ
قــال :إذا أردت أن تبحــث عــن هــؤالء((( ،فارجــع إلــى كتــاب (الملــل
والنحــل) للشهرســتاين ،وهــو أحســن مــا رأيــت يف جمعهــا(((.
-ر ِح َمــ ُه اهللُ يف رســالة للشــيخ عبــداهلل البســام :-مــن محبكــم محمــد
قــال َ
الصالــح العثيميــن إلــى الشــيخ المكــرم الفاضــل عبــداهلل بــن عبدالرحمــن الصالــح
البســام ،حفظــه اهلل.
وصلنــي كتابكــم الق َيــم (تاريــخ علمــاء نجــد) ثالثــة مجلــدات ،وتصفحــت
مشــكورا.
ً كبيــرا وســع ًيا
ً منــه ،فألفيتكــم بذلتــم مجهــو ًدا
أرجــو مــن اهلل تعالــى أن يثيبكــم علــى ذلــك ،وأن ينفــع بــه وأن يجعلنــا جمي ًعــا
هــداة مهتديــن ،وأن يعصمنــا مــن الزلــل إنــه جــواد كريــم واهلل يحفظكــم ،والســام
عليكــم ورحمــة اهلل وبركاتــه(((.
قــال :ال ُيمكــن أن يرتفــع االختــاف بيــن النــاس ،ال بــد أن يختلفــوا،
وأســباب االختــاف كثيــرة ذكرهــا شــيخ اإلســام ابــن تيميــة يف كتابــه:
(رفــع المــام عــن األئمــة األعــام) وهــو كتــاب ُمختصــر نافــع ،لخصنــاه وزدنــا
عليــه بعــض الشــيء وذكرنــا األمثلــة التطبيقيــة علــى القواعــد التــي ذكرهــا
يف كتابنــا «رســالة صغيــرة» اســمها اختــاف العلمــاء وموقفنــا نحــو هــذا المعنــى
وهــو مفيــد(((.
قــال :قــال الحكيــم المــؤرخ ابــن خلــدون يف مقدمتــه التــي كلهــا فلســفة
إن بعــض العلمــاء أنكــر أن تكــون لــه ،ألهنــا فــوق مســتواه، -كمــا يقولــون -حتــى َّ
وهــي عظيمــة جــدًّ ا يقــول :مِــن عــادة األُمــم َّ
أن األمــة الضعيفــة تق ِّلــد األُ َّمــة القويــة
ولــو بالباطــل(((.
ُســئل :هــل مــا جــاء يف كتــاب (بدائــع الزهــور) صحيــح أم فيــه شــيء مــن
المبالغة؟
ٌســئل :رجـ ٌـل َتـ َـر َك معــي كتا ًبــا اســمه (دالئــل الخيــرات) وهــو ملــيء
بالشــرك والتوســل بغيــر اهلل ،ولــم يعــد صاحبــه فمــاذا أعمــل بالكتــاب ،وهــل ُأر ُده
إليــه إن جــاء؟
فأجــاب :هــذا الكتــاب -كمــا ذكــر األخ -فيــه كثيــر مــن الشــرك والبــدع
والخرافــات ،وهــو جديــر ْ
بــأن ُيســمى (دالئــل الحيــرات) ألنَّــه ُيوجــب الحيــرة
ويجــب عليــك أنــت أن
ُ والشــك ،وكلــه خرافــات ،وال يجــوز ألحــد أن يقتنيــه
تحــرق هــذا الكتــاب ،أو إذا كانــت لديــك القــدرة أن تعلــق علــى الباطــل الــذي
فيــه ،وهــذا أحســن إذا أمكــن ألجــل أن تنفــع المســلمين ،حتــى يحــذروا مــن هــذا
الكتــاب البدعــي الخــرايف(((.
ُســئل :قــرأت كتا ًبــا عــن عقوبــة أهــل الكبائــر لمؤلفــه أبــي الليــث
الســمرقندي ،فمــا رأيكــم يف هــذا الكتــاب؟
فأجــاب :هــذا الكتــاب فيــه الكثيــر مــن األشــياء التــي ال تصــح ،ولهــذا
ال أنصــح إخــواين بقراءتــه إال رجـ ًـا يميــز الصحيــح مــن الضعيــف والســقيم مــن
الســليم(((.
ومــع ذلــك فــإين ال أنصــح أن يقــرأه إال شــخص عنــده علــم وفهــم وتمييــز بيــن
الصحيــح والضعيــف والموقــوف(((.
وقــال :فنصيحتــي لمــن ليــس عنــده علــم باألحاديــث أال يقــرأ يف هــذا
الكتــاب ،ومــن عنــده علــم يميــز بيــن الصحيــح المقبــول وغيــر المقبــول ورأى يف
يصــدُ ه عــن قــراءة مــا هــو أنفــع لــه فــا ُيذهــب
قراءتــه مصلحــة فليفعــل ،وإن رأى أنــه ُ
وقــت قراءتــه(((.
فأجــاب :رأيــي يف هــذا الكتــاب ويف غيــره مــن كتــب الوعــظ أن يقرأهــا
ألن كثيـ ًـرا مــن المؤلفيــن يف الوعــظ يأتــون بأحاديــث الاإلنســان بتحفــظ شــديدَّ ،
زمــام لهــا وال خطــام ،وال أصــل لهــا عــن الرســول بــل هــي أحاديــث
موضوعــة أحيانًــا ،وضعيفــة جــدًّ ا أحيانًــا ،يأتــون هبــا مــن أجــل ترقيــق القلــوب
وتخويفهــا وهــذا خطــأ عظيــم؛ فــإن فيمــا صــح مــن ســنة الرســول مــن
أحاديــث الوعــظ كفايــة والقــرآن العظيــم أعظــم مــا ُتوعــظ بــه القلــوب كمــا قــال
تعالــى :ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ
ﮏ ﮊ [يونــس.]57 :
ـح مــن الســنة عــن رســول اهلل فــا واعــظ أعظــم مــن القــرآن الكريــم ،وممــا َصـ َّ
َ فــإِذا َعـ ِـرف اإلنســان حــال هــذه الكتــب المؤلفــة يف الوعــظَّ ،
وأن فيهــا
أحاديــث موضوعــة أو ضعيفــة جــدًّ ا ،فليتحــرز مــن هــذه األحاديــث ،وال حــرج عليه
أن ينتفــع هبــا وبمــا فيهــا مــن كلمــات الوعــظ التــي يكتبهــا الكاتبــون ،ولكــن ليكــن
علــى حــذر مــن األحاديــث المذكــورة فيهــا ،وليســأل عنهــا أهــل العلــم ،وإذا ُب ِّيــن لــه
حــال الحديــث فليكتــب علــى هامــش الكتــاب :هــذا الحديــث ضعيــف أو موضــوع
أو مــا أشــبه ذلــك ،لينتفــع بــه مــن ُيطالــع الكتــاب بعــده(((.
109
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
اإلحاالت املفيدة
110
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
قــال :لــم نجــد شــي ًئا أوســع مــن كالم ابــن القيــم عليهــا يف
كتابــه (مــدارج الســالكين) فإنــه تكلــم عليهــا كال ًمــا طويـ ًـا وبيــن فيهــا مــن األســرار
ِ
والحكــم مــا ال تجــده يف أي كتــاب تفســير(((.
وقــال :ومــن أراد التوســع فيهــا –أي :تفســير ســورة الفاتحــة -فعليــه
بكتــاب (مــدارج الســالكين) البــن القيــم فقــد أتــى فيــه بالعجــب العجــاب
حــول تفســير هــذه الســورة العظيمــة(((.
ـيرا أحســن مــن تفســير ابــن القيــم لهــا يف وقــال :مــا رأيـ ُ
ـت تفسـ ً
أول كتــاب( :مــدارج الســالكين) فقــد تكلــم عليهــا كال ًمــا ال تجــده يف غيــر كتابــه
.(((
للنــاس يف هــذا كتــب ورســائل معلومــة ومــن أحســن مــا رأيتــه تقري ًبــا لهــذا
األصــل العظيــم مــا كتبــه شــيخ االســام ابــن تيميــة وكتبــه تلميــذه ابــن
القيــم فإهنمــا كتبــا يف هــذا البــاب كتابــات عظيمــة ُمفيــدة ،مــا رأيــت أحــدً ا
قــال رحمــه اهلل :أنــا مــا رأيــت أحســن مــن كُتــب شــيخ االســام ابــن تيميــة،
وتلميــذه ابــن القيــم رحمهــا اهلل ،لكــن كالم ابــن القيــم أســهل وأقــرب
إلــى الفهــم ولذلــك ُتعتــر كتــب ابــن القيــم ُ س ـ َل ًما لكتــب شــيخ اإلســام،
وأ َّمــا بقيــة المتكلميــن فأكثــر مــا يكــون الجــدل بيــن األشــاعرة والمعتزلــة ،وهــذا ال
يكفــي ،فــإذا أردت ال َعقيــدة الســليمة فعليــك بكتــب شــيخ االســام ابــن تيميــة وابــن
القيــم هــذا أحســن مــا رأيــت(((.
ـت يف التفريــق بيــن معــاين هــذه الكلمــات - ،وهــي الكــرمــن أحســن مــا رأيـ ُ
والغــرور والخيــاء والتفاخــر والعجــب ،-وهــي فــروق لطيفــة مــا كتبــه الحافــظ
ابــن القيــم يف آخــر كتــاب (الــروح)(((.
قــد تكلــم ابــن القيــم علــى يــوم الجمعــة يف (زاد المعــاد) بِمــا لــم أجــده
يف غيــره ،كال ًمــا طويـ ًـا ناف ًعــا فليرجــع إليــه(((.
مــن أحســن القصائــد التــي ســمعتها «الميميــة» البــن القيــم ،فـ َّ
ـإن فيهــا مواعــظ
كمــا ُترقــق قلــب اإلنســان(((. ِ
وح ً
مــن أحســن مــا رأيــت رســالة للشــيخ عبــداهلل بــن حميــد يف شــرح هــذه
الخطبــة وهــي مطبوعــة ومنشــورة(((.
نقــول :إذا صــح الســند لعمــرو بــن شــعيب؛ فإنــه صحيــح ،هــذا الــذي عليــه
المحققــون مــن أهــل العلــم ،ومــن أراد زيــادة القــول يف هــذا فليرجــع إلــى مــا ذكــره
الحفــاظ يفابــن القيــم يف (زاد المعــاد) يف بحثــه علــى الحضانــة ،فإنــه ذكــر كالم ُ
عمــرو بــن شــعيب ،عــن أبيــه عــن جــده(((.
هــذا الحديــث اختلــف العلمــاء يف متنــه ويف ســنده ،وقــد ذكــر ابــن القيــم
يف (هتذيــب الســنن) كال ًمــا طويـ ًـا حــول هــذا الحديــث ،وفيــه فــواد عظيمــة حديثيــة
ال تجدهــا يف غيــره ،فمــن أراد أن يراجعهــا ففيهــا فائــدة كبيــرة ،وذكــر تضعيــف هــذا
الرجــاء ،وقــد حديــث النــزول هــذا حديــث عظيــم ،وعظيــم الفائــدة ،وفيــه قــوة َّ
شــرحا واف ًيــا ،لكنــه
ً شــرحه شــيخ االســام ابــن تيميــة يف كتــاب ُمســتقل
طويــل النفــس ،وتكلــم بــكالم طويــل جــدًّ ا(((.
قــد أطــال ابــن القيــم يف (زاد المعــاد) عــن هــذه المســألة –أي :مــا المراد
باألقــراء -وتكلــم بمــا تتعيــن مراجعته ألنــه مفيد(((.
الرد على من قال :أخبار اآلحاد ال تُفيد العلم اليقني بل كلها ظنية:
قــد أنكــر شــيخ االســام ابــن تيميــة وتلميــذه ابــن القيــم هــذا القــول
عظيمــا ،وتكلــم عليــه ابــن القيــم يف (مختصــر الصواعــق) يف آخــر الكتــاب ً ـكارا
إنـ ً
كال ًمــا تنبغــي ُمراجعتــه ألنــه كالم ُمفيــدٌ جــدًّ ا يف مســألة أخبــار اآلحــاد(((.
عبــداهلل بــن أحمــد لــه زوائــد ُمســند أبيــه ،والمســند كتــاب كبيــر يف الحديــث
وح َّجــة عظيمــة ،لكــن دخــل فيــه هــذه الزيــادات مــن عبــداهلل وعفــا عنــه، ُ
وكان فيهــا أحاديــث ضعيفــة ،وبعضهــا موضــوع ،ولكــن يقــول شــيخ االســام
ابــن تيميــة « :المســند الــذي هــو مســند اإلمــام نفســه ال يوجــد فيــه حديــث
موضــوع ،واألحاديــث الموضوعــة أو الضعيفــة جــدًّ ا ،إنمــا كانــت مــن زيــادات
عبــداهلل ابنــه(((.
هــذه الرســالة أســلوهبا ليــس كأســلوب عالــم ُيخاطــب هبــا طلبــة العلــم ،لكنــه
كأســلوب عالــم ُيخاطــب عــوام ،وهــذا األســلوب ليــس بركيــك ،ولهــذا شــك بعض
العلمــاء يف صحــة نســبتها إلــى اإلمــام أحمــد وقالــوا :إهنــا ال تقــوى نســبتها
إليــه ،ولكــن الصحيــح :أهنــا مــن كالمــه ،وأن أصحابــه نقلوهــا عنــه ،وتواتــرت مــن
أولهــم إلــى آخرهــم وهــم ينقلــون عنــه هــذه الرســالة وينســبوهنا إليــه(((.
مــن أراد اســتقصاء هــذه المســألة بأدلتهــا فعليــه مراجعة كتــاب (إغاثــة اللهفان)
البــن القيــم فقــد أجــاد يف ذلك وأفــاد(((.
(((التعليــق علــى المنتقــى مــن أخبــار المصطفــى )655 /5( وكالم ابــن تيميــة هــذا
مذكــور يف كتــاب (منهــاج الســنة) ( )97 /7ذكــره المحقــق.
((( التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى .)259 /2( -
((( الشرح الممتع على زاد المستقنع (.)351 /12
115
املحرمة:
الرضاعة ِّ
قــد بحــث ابــن القيــم هــذه المســألة يف (زاد المعــاد) بح ًثــا دقي ًقــا ينبغــي
لطالــب العلــم أن يرجــع إليــه(((.
املجاز يف القرآن:
ليــس يف القــرآن مجــاز ،بــل َّ
إن اللغــة العربيــة الفصحــى كلهــا ليــس فيهــا مجــاز،
كمــا حقــق ذلــك شــيخ اإلســام ابــن تيميــة ،وابــن القيــم وأطنــب يف
الــكالم علــى هــذه المســألة شــيخ اإلســام يف «اإليمــان» وابــن القيــم يف «الصواعــق
المرســلة» فمــن أحــب أن يراجعهمــا فليفعــل(((.
وقــال :ال ُعلمــاء مختلفــون يف المجــاز :هــل هــو ثابــت يف اللغــة والقــرآن ،أو
يف اللغــة دون القــرآن ،أو ال يف اللغــة وال يف القــرآن؟ علــى أقــوال ثالثــة معروفــة،
ومــن أراد البســط يف هــذا فعليــه بقــراءة كتــاب الشــيخ الشــنقيطي وهــو (منــع جــواز
المجــاز يف القــرآن) وكذلــك يقــرأ (مختصــر الصواعــق المرســلة) البــن القيــم،
توضيحــا
ً وضــح هــذاويقــرأ كتــاب (اإليمــان) لشــيخ االســام ابــن تيميــة ،فقــد َّ
جل ًّيــا ،إذا قــرأه اإلنســان بتأمــل عــرف أنــه الحــق ،وأحســن األقــوال :مــا ذهــب إليــه
شــيخ االســام(((.
مــن أراد العلــم يف هــذه المســألة فعليــه بمــا كتبــه شــيخ االســام يف
(الفتــاوى) فإنــه كتــب كتابــة جيــدة ال تــكاد تجدهــا يف غيــره(((.
ال بــد للتكفيــر مــن شــروط معلومــة عنــد أهــل العلــم ،ومــن أوســع مــا قــرأت
يف هــذا مــا كتبــه شــيخ االســام يف «فتاويــه» ويف كتبــه المســتقلة ،فأنصــح
الســائل وغيــره أن يرجــع إلــى كالم شــيخ االســام ابــن تيميــة ،ألنــه
رأيــت كالم يف هــذه المســألة العظيمــة(((.
ُ -وأقولهــا شــهادة عنــد اهللَ -أ ْو َفــى مــا
الكرامات:
مــن أراد المزيــد مــن هــذا -أي صفــة أخــاق الرســول -فعليــه
بقــراءة آخــر كتــاب شــيخ االســام ابــن تيميــة المســمى (الجــواب الصحيــح لمــن
مــن أراد أن يقــف علــى شــيء مــن أوصافهــم وأحوالهــم –أي :المالئكــة-
فليرجــع إلــى الكتــب المصنفــة يف ذلــك منهــا كتــاب( :البدايــة والنهايــة) البــن كثيــر
.(((
حديــث النعمــان بــن بشــير حديــث عظيــم وقــد تكلــم عنــه ابــن رجــب
يف شــرح األربعيــن النــووي كال ًمــا ينبغــي لــكل طالــب علــم أن يقــرأه(((.
((( اللقاءات الشهرية ( )546 /2وشرح قواعد األصول ومعاقد الفصول (.)107
((( فتاوى نور على الدرب (.)226 /1
((( فتاوى نور على الدرب (.)184 /1
(((فتــح ذي الجــال واإلكــرام بشــرح بلــوغ المــرام ( ،)148 /15وهــو حديــث «إن الحــال ب ِّيــن وإن
الحــرام ب ِّيــن.»...
118
أقوال العثيمني يف بعض املؤلفات
كالم ُمفيد عن القرعة:
ذكــر ابــن رجــب يف آخــر القواعــد الفقهيــة «متــى تكــون القرعــة؟» وذكــر
أول الطهــارة إلــى آخــر اإلقــرار؛
جميــع مســائل القرعــة التــي ذكرهــا الفقهــاء مــن َّ
فيحســن االطــاع عليــه ،ألنــه مفيــد(((.
حماضرة عن املهدي:
للشــيخ عبدالمحســن الع َّبــاد محاضــرة يف مجلــة الجامعــة اإلســامية أيــام كان
رئيســا للجامعــة ،وهــي محاضــرة قيِمــة أحيــل عليهــا
الشــيخ عبدالعزيــز ابــن بــاز ً
حتــى يتبيــن حكــم خــروج المهــدي(((.
ــه –أي :القــرآن -أنــه يهــدي للتــي هــي أقــوم ،أي :الخصلــة التــي ومِــن بركَتِ ِ
ْ ََ
هــي أقــوم ،وهــذه تعتــر قاعــدة ،فيمــا يهــدي القــرآن إليــه ،وقــد ألقــى فيهــا الشــيخ
ـرحا واف ًيــا ،فمــن
محمــد األميــن الشــنقيطي محاضــرة كاملــة وشــرحها شـ ً
أراد االطــاع عليهــا فهــي منشــورة(((.
مــن أراد المزيــد مــن االطــاع –أي :علــى أفعــال اليهــود وأوصافهــم -عليهــا
فليرجــع إلــى كتــاب (إغاثــة اللهفــان مــن مكائــد الشــيطان) البــن القيــم
حيــث ذكــر عنهــم أشــياء عجيبــة ،ووصفهــم بأهنــم األمــة الغضبيــة(((.
أضرار الذنوب:
مــن أراد أن يعــرف آثــار الذنــوب وعقوباهتــا؛ فليقــرأ كتــاب ابن القيــم المعروف
بـ(الجــواب الــكايف لمــن ســأل عــن الــدواء الشــايف) ،فإنــه ذكــر يف أول هــذا الكتــاب
ـات عظيمــة للذنــوب ،وآثارهــا يف المجتمــع ،ويف الشــخص نفســه(((. عقوبـ ٍ
عظيمــا ،حتــى
ً قصيــدة أبــي طالــب مهمــة جــدًّ ا ،وقــد أثنــى عليهــا ابــن كثيــر ثنــا ًء
قــال :ينبغــي أن تكــون مــن المعلقــات الســبع(((.
مــن المستحســن أن ي َّطلــع طالــب العلــم علــى قصيدتيــن يف أول (منهــاج الســنة)
ذكــر فيهــا أحــد األعــداء لشــيخ اإلســام مســائل كثيــرة ُيشــنِع فيهــا علــى شــيخ
االســام ابــن تيميــة ثــم جــاء رجــل آخــر مــن أهــل الحــق ،فــرد عليــه بقافيــة
واحــدة ووزن واحــد(((.
مــن أراد شــرح هــذه األســماء –أي :أســماء اهلل الحســنى -فليرجــع إلــى النونيــة
أيضــا
كثيــرا مــن األســماء ،وشــرح مــا يف النونيــة ً
ً البــن القيــم فقــد شــرح
شــيخنا عبدالرحمــن الســعدي ورأيــت كتا ًبــا لبعــض النحوييــن((( شــرح فيــه
األســماء الحســنى كلهــا(((.
مــن أراد المزيــد مــن هــذا واالطــاع علــى قــدرة اهلل تعالــى فيمــا يف أنفســنا مــن
اآليــات ،فعليــه بمطالعــة كالم ابــن القيــم يف (مفتــاح دار الســعادة) يجــد
أيضــا يف كتابــه الصغيــر ،وهــو كبيــر يف المعنــى ،وهــو
العجــب العجــاب ،وكذلــك ً
(التبيــان يف أقســام القــرآن) ذكــر مــن ذلــك العجــب العجــاب(((.
مــن طــرق العلــم وتحصيلــه وحصــره وجمعــه أن يعــرف اإلنســان الفــروق بيــن
أبــواب العلــم ،فــإن هــذا مــن أحســن مــا يكــون ومــن أهــم وســائل العلــم ،قــال اهلل
ــمى تعالــى ﮋﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮊ [األنفــالَ ]29 :
وس َّ
اهلل كتابــه فرقانًــا فقــال :ﮋﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﮊ [الفرقــان ]1 :وألــف يف ُ
للزريــراين) ولكــن يــأيت بأشــياء غيــر متفــق عليهــا،هــذا كتــب مثــل( :الفــروق ُ
وفيهــا نظــر.
ومثــل كتــاب (األشــباه والنظائــر) للســيوطي فإنــه ال بــأس بــه ومثــل كتــاب
القــرايف(((.
أردت أن َت ْعـ ِـرف أن بعــض العلمــاء يتســاهل يف نقــل اإلجمــاع؛ فارجــع إلــى
َ إذا
كتــاب ابــن القيــم ( الصواعــق المرســلة يف الــرد علــى الجهميــة والمعطلــة)
فإنــه ذكــر مواضــع كثيــرة نُقــل فيهــا اإلجمــاع ،وليــس هنــاك إجمــاع(((.
إِ ْن شــئتم مزيــدً ا مــن هــذا فراجعــوا كتــاب (مفتــاح دار الســعادة) البــن القيــم
ـث ذكــر مــن فوائــد الشــمس والقمــر أشــياء عظيمــة كبيــرة ،وذكــر غيــره حيـ ُ
أيضــا ذلــك لكــن يجــد اإلنســان الفــرق بيــن بحــث ابــن القيــم مثـ ًـا وبحــث علمــاء
ً
يف كتــاب (اآلداب الشــرعية) يف الجــزء األول البــن ُمفلــح أحــد تالميــذ شــيخ
االســام ،فصــول جيــدة ،ينبغــي للهيئــات أن ت َّطلــع عليهــا ،وتنظــر كيــف يعامــل
الســلف الصالــح ،أو كيــف يتعاملــون مــع أهــل المنكــر ،والتاركيــن للمعــروف(((.
قــال العثيميــن :المقصــود مراجعتــه ،أ َّمــا قــراءة القامــوس فمهمــا قــرأت
ال تســتفيد الفائــدة المرجــوة ،لكــن فيــه مقدمــات مشــروحة جيــدة يف الصــرف ،لــو
قرأهــا اإلنســان يكــون ذلــك طي ًبــا(((.
نحــن نــرى أنــه يجــب علــى المؤمنيــن تجنــب قــراءة هــذه المنظومــة لمــا فيهــا
مــن األمــور الشــركية العظيمــة ،وإن كان فيهــا أبيــات معانيهــا جيــدة وصحيحــة
فالحــق مقبــول ممــن جــاء بــه أ ًيــا كان والباطــل مــردود ممــن جــاء بــه أ ًيــا كان(((.
إين أقــول مــن بــاب النصيحــة :مــن أراد العقيــدة الخالصــة الســالمة الصافيــة
فعليــه بقــراءة كتــب عالميــن مــن علمــاء المســلمين وهمــا :شــيخ االســام ابــن تيمية
وتلميــذه ابــن القيــم ،فقــد ح َققــا يف التوحيــد والعقيــدة مــا لــم ُيحققــه عالــم
غيرهمــا فيمــا نعلــم ،ومــن بــاب النصيحــة أنصــح إخــواين يف جميــع أقطــار الدنيــا
أن يعتنــوا بكتــب هذيــن الشــيخين يف بــاب أصــول الديــن يف التوحيــد والعقيــدة،
وتغمدهمــا بالرحمــة ،وجمعنــا هبــم يف جنــات النعيــم ،مــع َّ أســبغ اهلل عليهمــا رحمتــه
والصديقيــن والشــهداء والصالحيــن. ِ الذيــن أنعــم اهلل عليهــم مــن النبييــن
مــن أبلــغ مــا رأيتــه جيــدً ا يف الســجع وقــد ُأليــن لــه كمــا ُأليــن الحديــد لــداود مــا
رأيتــه البــن الجــوزي فــإذا رأيــت «مختصــر التبصــرة» الــذي ُيقــرأ يف كثيــر
الرجــل علــى ُصنــع الــكالم حتــى يــأيت علــى مــا يريــد،مــن األحيــان عرفــت قــوة هــذا َّ
الرجــل ال يتكلــف إطال ًقــا وأراهــا مــن نعمــة اهلل علــى العبــد ومــع ذلــك تشــعر بـ َّ
ـأن َّ
ـك أنــه مرغــوب للنفــوس ،إذا لــم يكــن ُمتكل ًفــا(((. ألن الســجع ال َشـ َّ
مستدرك احلاكم:
أن الصحيحيــن لــم يســتوعبا الصحيــح، المســتدرك هــو للحاكــم زعــم َّ
وهــذا صحيــح ،فلــم يســتوعبا ،لكــن زعــم أهنمــا تــركا أحاديث كثيــرة على شــرطهما
فلــم ُيخرجاهــا ،ولكنــه كمــا قيــل« :المســتدرك مســتدرك» فإنــه فيــه أشــياء كثيــرة
ضعيفــة لكنــه ال بــأس بــه ،والحاكــم يتســاهل يف التصحيــح ،ولهــذا قالــوا:
ال عــرة بوضــع ابــن الجــوزي ،وال بتصحيــح الحاكــم ،وال بإجمــاع ابــن المنــذر» ...
إن الحاكــم قــد جمــع كتابــه ،ولكنــه لــم ي ِ
نقحــه ولــو قــال قائــلَّ :
ُ
و ُيراجعــه ،ألنــه قــد مــات بعــد جمعــه فقــط ،نقــول :نقصــد يف كالمنــا الســابق الــكالم
ـذورا أو غيــر معــذور فهــذا شــيء آخــر ،إنمــا الــكالم يف
نفســه ،أمــا كــون صاحبــه معـ ً
قالــوا« :ال عــرة بوضــع ابــن الجــوزي ،وال بتصحيــح الحاكــم ،وال بإجمــاع
أن عنــدي أن ابــن المنــذر قــد ُهضــم ح ُقــه َّ
ألن ابــن المنــذر غال ًبــا ابــن المنــذر» .مــع َّ
ـب أ َّنــه يقــول« :أجمــع كل مــن ُيحفظ ال ينقــل اإلجمــاع بــل يقــول« :أجمعــوا» والغالـ ُ
ألن هــذا مبلــغ العلــم وبعضهــم عنــه مــن أهــل العلــم «وهــو إذا قــال هكــذا ســلمَّ ،
يقــول« :ال نعلــم فيــه خال ًفــا» وهــذا أســلم(((.
هنــاك علمــاء مشــهو ٌد لهــم بالخيــر ،ال ينتســبون إلــى طائفــة معينــة مــن أهــل
البــدع لكــن يف كالمهــم شــي ٌء مــن كالم أهــل البــدع ،مثــل ابــن حجــر العســقالين،
قدحــا تا ًمــا ُمطل ًقا
والنــووي فــإن بعــض الســفهاء مــن النــاس قدحــوا فيهمــا ً
إن بعــض النــاس يقــول :يجــب أن ُيحــرق فتــح الباري، مــن كل وجـ ٍـه حتــى قيــل لــيَّ :
الرجــان بالــذات مــا أعلــم ـعري ،وهــذا غيــر صحيــح ،فهــذان َّألن ابــن حجــر أشـ ٌ
مــن كان يســتطيع أن يقــدم لإلســام والمســلمين مثلمــا قــدم هــذان الرجــان،
إال أن يشــاء اهلل فأنــا أقــول :غفــر اهلل للنــووي ،والبــن حجــر العســقالين ،ولمــن كان
علــى شــاكلتهما ممــن نفــع اهلل هبــم اإلســام والمســلمين(((.
أن أحــدً ا تكلــم علــى هــذه الســورة –أي :ســورة قــال :ويــا ح َبــذا لــو َّ
الحجــرات -واســتنبط مــا فيهــا مــن اآلداب العظيمــة وجمعهــا ،حتــى تكــون مرج ًعــا
ـت بعــض النــاس ألــف تألي ًفــا مسـ ِ
ـتق ًل فيمــا ُيســتنبط مــن لــه عنــد الحاجــة ،ولقــد رأيـ ُ
ُ
قــال :لــو أن أحــد طلبــة العلــم جمــع اآليــات مــن كل ســورة ثــم يســتنتج
ممــا حصــل يف هــذه القصــة –أي :قصــة موســى عليــه الســام مــع فرعــون -مــن
العــر لــكان جيــدً ا(((.
أن أحــدً ا اآلن تتبــع أدعيــة القــرآن مــن ســورة البقــرة إلــى آخــرقــال :لــو َّ
ــع النــاس بذلــكَّ ،
ألن أدعيــة خيــر كثيــرَ ،وال ْن َت َف َ
القــرآن ،وجمعهــا لــكان يف ذلــك ٌ
القــرآن هــذه أجمــع األدعيــة ،وأنفــع األدعيــة(((.
140