Professional Documents
Culture Documents
com/user/ma7moud
فإذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما جوادا جيل هذا شأنه فكيف ل تبّه ،وتنافس ف القرب منه ،وتنفق
أنفاسها ف التودد إليه
ويكون أحب إليها من كل ما سواه ،ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه؟
وكيف ل تلهج بذكره ،ويصي الب والشوق إليه والنس به غذاؤها وقوتا ودواؤها
بيث إن فقدت ذلك فسدت وهلكت ،ول تنتفع بياتا.
كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم با ل ينفع ،ل يتمكن صاحبه من النطق با ينفعه ،إل إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل.
وكذلك الوارح إذا اشتغلت بغي الطاعة ل يكن شغلها بالطاعة إل إذا فرغها من ضدها.
فإذا امتل القلب بالشغل بالخلوق ،والعلوم الت ل تنفع ،ل يبق فيها موضع للشغل بال ومعرفة أسائه وصفاته وأحكامه.
نزّه فؤادك من سوانا تلقنا ..فجنابنا حل لكل منّه
والصب طلسم لكن وصالنا ..من ح ّل ذا الطلسم فاز بكنه
التقوى
التقوى ثلث مراتب:
إحداها :حية القلب والوارح عن الثام والحرّمات
الثانية :حيتها عن الكروهات
الثالثة :المية عن الفضول وما ل يعن
النس بال
من فقد أنسه بال بي الناس ووجده ف الوحدة فهو صادق ضعيف
ومن وجده بي الناس وفقده ف اللوة فهو معلول
ومن فقده بي الناس وف اللوة فهو ميت مطرود
ومن وجده ف اللوة وف الناس فهو الحب الصادق القوي ف حاله
ومن كان فتحه ف وقوفه مع مراد ال حيث أقامه ،وف أي شيء استعمله كان مزيده ف خلوته ومع الناس
فأشرف الحوال أن ل تتار لنفسك حالة سوى ما يتاره لك ويقيمك فيه ،فكن مع مراده منك ول تكن مع مرادك منه
أصل الفطرة
س ُه نَارٌ} النور 35
مصابيح القلوب الطاهرة ف أصل الفطرة منية قبل الشرائع {َيكَادُ زَيُْتهَا يُضِيءُ وَلَ ْو لَ ْم َتمْسَ ْ
www.esnips.com/user/ma7moud
سبق العلم بنبوة موسى وإيان آسية فسيق تابوته إل بيتها ،فجاء طفل منفرد عن أم ،إل امرأة خالية عن ولد
فلله كم من القصة من عبة ،كم ذبح فرعون ف طلب موسى من ولد ،ولسان القدر يقول :ل نربيه إل ف حجرك
تعلم من ذي البجادين
كان ذو البجادين يتيما ف الصغر ،فكفله عمه ،فنازعته نفسه إل اتّباع الرسول صلى ال عليه وسلم ،فهم بالنهوض ،فإذا بقية
الرض مانعة فقعد ينتظر العم ،فلما تكاملت صحته ،نفذ الصبفناداه ضمي الوجد:
إل كم حبسها تشكو الضيقا ..أثرها ربا وجدت طريقا
فقال يا عم طال انتظاري لسلمك وما أرى منك نشاطا.
فقال وال لئن أسلمت لننعن كل ما أعطيتك.
فصاح لسان الشرق :نظرة من ممد صلى ال عليه وسلم أحب إل من الدنيا وما فيها.
ولو قيل للمجنون :ليلى ووصلها ..تريد أم الدنيا وما ف طواياها
لقال:تراب من غبار نعالا ..ألذ إل نفسي وأشفى لبلواها
فلما ترد للسي إل الرسول صلى ال عليه وسلم جرده عمه من الثياب ،فناولته الم بادا ،فقطعه لسفر الوصل نصفي ،اتّزر
بأحدها ،وارتدى الخر.
فلما نادى صائح الهاد قنع أن يكون ف ساقه الحباب ،والحب ل يرى طول الطريق ،لن القصود يعينه:
أل بلّغ ال المى من يريده ..وبلغ أكناف المى من يريدها
فلما قضى نبه نزل الرسول صلى ال عليه وسلم يهد له لده وجعل يقول ":اللهم إن أمسيت عنه راضيا فارض عنه"
فصاح ابن مسعود يا ليتن كنت صاحب القب.
حقيقة الدنيا
الدنيا كامرأة بغي ل تثبت مع زوج ،إنا تطب الزواج ليستحسنوا عليها فل ترضى إل بالدياثة.
ميزت بي جالا فعالا ..فإذا اللحة بالقباحة ل تفي
حلفت لنا أن ل تون عهودنا ..فكأنا حلفت لنا أل تفي
السي ف طلبها سي ف أرض مسبعة
والسباحة فيها سباحة ف غدير التمساح
الفروح به منها هو عي الحزون عليه
www.esnips.com/user/ma7moud
أعجب العجائب
•من أعجب الشياء أن تعرفه ث ل تبه ،وأن تسمع داعيه ،ث تتأخر عن الجابة.
•وأن تعرف قدر الربح ف معاملته ،ث تعامل غيه.
•وأن تعرف قدر غضبه ،ث تتعرّض له.
•وأن تذوق أل الوحشة ث ل تطلب النس بطاعته.
•وأن تذوق عصرة القلب عند الوض ف غي حديثه والديث عنه ،ث ل تشتاق إل انشراح الصدر بذكره ومناجاته.
•وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيه ،ول ترب منه إل نعيم القبال عليه ،والنابة إليه.
•وأعجب من هذا علمك أن ل بد لك منه ،وأنك أحوج شيء إليه ،وأنت عنه معرض ،وفيما يبعدك عنه راغب.
حقيقة الدنيا
وقع ثعلبان ف شبكة ،فقال أحدها للخر :أين اللتقى بعد هذا؟ فقال :بعد يومي ف الدباغة.
كيف يسلم من له زوجة ل ترحه ،وولد ل يعذره ،وجار ل يأمنه ،وصاحب ل ينصحه ،وشريك ل ينصفه ،وعدو ل ينام عن
معاداته ،ونفس أمارة بالسوء ،ودنيا متزيّنة ،وشهوة غالبة له ،وشيطان مزين ،وضعف مستول عليه.
فإن توله ال وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها ،وان تلى عنه ووكله إل نفسه اجتمعت عليه فكانت اللكة.
حكم بالغات
إنا تفاوت القوم بالمم ل بالصور.
نزول هة الكساح دله ف جب العذرة.
الدنيا مضمار سباق ،وقد انعقد الغبار وخفي السابق ،والناس ف الضمار بي فارس وراجل وأصحاب حر معقرة.
سوف ترى إذا انلى الغبار ..أفرس تتك أو حار
لص الرص ل يشي إل ف ظلم الوى.
البخيل فقي ل يؤجر على فقره.
ل تسأل سوى مولك ،فسؤال العبد غي سيده تشنيع عليه.
غرس اللوة يثمر النس.
استوحش ما ل يدوم معك ،واستأنس بن ل يفارقك.
حيتك لنفسك أثر الهل با ،فلو عرفتها حق معرفتها أعنت الصم عليها.
الجتماع بالخوان
الجتماع بالخوان قسمان:
أحدها :اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت ،فهذا مضرّته أرجح من منفعته
www.esnips.com/user/ma7moud
ثانيهما :الجتماع بم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالق والصب ،فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها
ولكن فيها ثلث آفات:
الول :تزين بعضهم لبعض.
الثانية :الكلم واللطة أكثر من الاجة.
الثالثة :أن يصي ذلك شهوة وعادة ينقطع با عن القصود
وبالملة ،فالجتماع واللطة لقاح أما للنفس المارة وأما للقلب والنفس الطمئنة ،والنتيجة مستفادة من اللقاح
فمن طاب لقاحه طابت ثرته
وهكذا الرواح الطيّبة لقاحها من اللك ،والبيثة لقاحها من الشيطان
وقد جعل ال سبحانه بكمته الطيبات للطيبي ،والطيبي للطيبات وعكس ذلك
فائدة
قال ال تعال{ :وَالّذِي َن جَاهَدُوا فِينَا لََنهْدِيَّنهُ ْم سُُبلَنَا} العنكبوت 69
علق سبحانه الداية بالهاد ،فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا
www.esnips.com/user/ma7moud
وأفرض الهاد جهاد النفس ،وجهاد الوى ،وجهاد الشيطان ،وجهاد الدنيا
فمن جاهد هذه الربعة ف ال هداه ال سبل رضاه الوصلة إل جنته
ومن ترك الهاد فاته من الدى بسب ما عطل من الهاد
أعلى المم
أعلى المم ف طلب العلم ،طلب علم الكتاب والسنة ،والفهم عن ال ورسوله نفس الراد
وأخّس هم طلب العلم ،من قصر هته على تتبع شواذ السائل ،وما ل ينل ول هو واقع ،أو كانت هته معرفة الختلف،
وتتبع أقوال الناس ،وليس له هة إل معرفة الصحيح من تلك القوال
وقلّ أن ينتفع واحد من هؤلء بعلمه
وأعلى المم ف باب الرادة أن تكون المة متعلقة بحبة ال والوقوف مع مراده الدين المري
وأسفلها أن تكون المة واقفة مع مراد صاحبها من ال ،فهو إنا يعبد لراده منه ل لراد ال منه
علماء السوء جلسوا على باب النة يدعون إليها الناس بأقوالم ويدعونم إل النار بأفعالم
فكلما قالت أقوالم للناس :هلمّوا :قالت أفعالم:ل تسمعوا منهم
فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول الستجيبي له ،فهم ف الصورة أدلء وف القيقة قطّاع طرق
حكم بالغات 2
أخسر الناس صفقة من اشتغل عن ال بنفسه ،بل أخسر منه من اشتغل عن نفسه بالناس.
احذر نفسك ،فما أصابك بلء قط إل منها ،ول تادنا فوال ما أكرمها من ل يهنها ،ول أعزها من ل يذلا ،ول جبها من ل
يكسرها ،ول أراحها من ل يتعبها ،ول أمنها من ل يوفها ،ول فرحها من ل يزنا.
احترز من عدوين هلك بما أكثر اللق :صادّ عن سبيل ال بشبهاته وزخرف قوله ،ومفتون بدنياه ورئاسته.
www.esnips.com/user/ma7moud
يا أيها العزل احذر فراسة التقى ،فإنه يرى عورة عملك من وراء ستر "اتقوا فراسة الؤمن".
وكل هذا داخل ف قوله{ :وَقَا َل ال ّرسُولُ يَا َربّ ِإنّ َقوْمِي اّتخَذُوا هَذَا اْل ُقرْآنَ َم ْهجُورا} الفرقان 30
وإن أصبح وأمسى والدنيا هه ،حله ال هومها وغمومها وأنكادها ،ووكله إل نفسه
فشغل قلبه عن مبته بحبة اللق
ولسانه عن ذكره بذكرهم
وجوارحه عن طاعته بدمتهم وأشغالم
فهو يكدح كدح الوحش ف خدمة غيه ،كالكي ينفخ بطنه ويعصر أضلعه ف نفع غيه
www.esnips.com/user/ma7moud
فالراتب ثلثة:
أخسها أن تشكو ال إل خلقه
وأعلها أن تشكو نفسك إليه
وأوسطها أن تشكو خلقه إليه
فكل طائفة اعتقدت أن العلم معها وفرحت به {فََت َقطّعُوا أَ ْمرَهُ ْم بَ ْيَنهُمْ زُبُرا ُكلّ ِح ْزبٍ ِبمَا لَدَْيهِمْ َف ِرحُونَ} الؤمنون ،53
وأكثر ما عندهم كلم وآراء وخرص
والعلم وراء الكلم كما قال حّاد بن زيد :قلت ليوب :العلم اليوم أكثر أو فيما تقدّم؟ فقال :الكلم اليوم أكثر والعلم فيما
تقدم أكثر!!
أصول السعادة
إنا يد الشقة ف ترك الألوفات والعوائد من تركها لغي ال.
أما من تركها صادقا ملصا ف قلبه ل فانه ل يد ف تركها مشقة إل ف أول وهلة ليمتحن أصادق هو ف تركها أم كاذب،
فان صب على تلك الشقة قليل استحالت لذة.
قال ابن سيين :سعت شريا يلف بال ما ترك عبد ل شيئا فوجد فقده.
وقولم" :من ترك ل شيئا عوضه ال خيا منه" حق.
والعوض أنواع متلفة ،وأجلّ ما يعوض به النس بال ومبته ،وطمأنينة القلب به ،وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه
تعال.
أشياء ضائعة
عشرة أشياء ضائعة ل ينتفع با:
.1علم ل يعمل به.
.2وعمل ل إخلص فيه ول اقتداء.
.3ومال ل ينفق منه فل يستمتع به جامعه ف الدنيا ،ول يقدمه أمامه إل الخرة.
.4وقلب فارغ من مبة ال والشوق إليه والنس به.
.5وبدن معطل من طاعته وخدمته.
.6ومبة ل تتقيد برضاء الحبوب ،وامتثال أوامره.
.7ووقت معطل عن استدراك فارط ،أو اغتنام بر وقربة.
.8وفكر يول فيما ل ينفع.
.9وخدمة من ل تقربك خدمته إل ال ،ول تعود عليك بصلح دنياك.
.10وخوفك ورجاؤك لن ناصيته بيد ال ،وهو أسي ف قبضته ،ول يلك لنفسه ضرا ول نفعا ول موتا ول حياة ول نشورا.
كن مع ال ول تبال
www.esnips.com/user/ma7moud
إذا كان ال ورسوله صلى ال عليه وسلم ف جانب فاحذر أن تكون ف الانب الخر ،فإن ذلك يفضي إل الشاقة والحادّة،
وهذا أصلها ومنه اشتقاقها
فإن الشاقة أن يكون ف شق ومن يالفه ف شق ،والحادّة أن تكون ف حد ويكون هو ف حد
ول تستسهل هذا فإن مبادئه تر إل غايته ،وقليله يدعو إل كثيه
وكن ف الانب الذي فيه ال ورسوله صلى ال عليه وسلم ،وان كان الناس كلهم ف الانب الخر ،فإن لذلك عواقب هي
أحد العواقب وأفضلها ،وليس للعبد شيء أنفع من ذلك ف دنياه قبل آخرته ،وأكثر اللق إنا يكونون من الانب الخر ،ول
سيما إذا قويت الرغبة والرهبة
فهناك ل تكاد تد أحدا ف الانب الذي فيه ال ورسوله صلى ال عليه وسلم ،بل يعدّه الناس ناقص العقل سيء الختيار
لنفسه ،وربا نسبوه إل النون ،وذلك من مواريث أعداء الرسل ،فإنم نسبوهم إل النون لا كانوا ف شق وجانب والناس
ف شق وجانب آخر
ولكن من وطّن نفسه على ذلك فإنه يتاج إل علم راسخ با جاء به الرسول صلى ال عليه وسلم يكون يقينا له ل ريب عنده
فيه ،وإل صب تام على معاداة من عاداه ولومة من لمه ،ول يتم له ذلك إل برغبة قوية ف ال والدار الخرة ،بيث تكون
الخرة أحب إليه من الدنيا وآثر عنده منها ،ويكون ال ورسوله صلى ال عليه وسلم أحب إليه ما سواها
وليس شيء أصعب على النسان من ذلك ف مبادىء المر ،فإن نفسه وهواه وطبعه وشيطانه وإخوانه ومعاشريه من ذلك
الانب يدعونه إل العاجل ،فإذا خالفهم تصدوا لربه ،فإن صب وثبت جاءه العون من ال وصار ذلك الصعب سهل ،وذلك
الل لذة ،فإن الرب شكور فل بد أن يذيقه لذة تيزه إل ال ورسوله ،ويريه كرامة ذلك ،فيشتد به سروره وغبطته ،ويبتهج
به قلبه ،ويظفر بقوته وفرحه وسروره ،ويبقى من كان ماربا له -على ذلك -بي هائب له ومسال له ومساعد وتارك ،ويقوى
جنده ،ويضعف جند العدو
ول تستصعب مالفة الناس والتحيز إل ال ورسوله ولو كنت وحدك ،فإن ال معك وأنت بعينه وكلءته وحفظه لك ،وإنا
امتحن يقينك وصبك
وأعظم العوان لك على هذا بعد عون ال التجرد من الطمع والفزع ،فمت تردت منهما هان عليك التحيز إل ال ورسوله،
وكنت دائما ف الانب الذي فيه ال ورسوله ،ومت قام بك الطمع والفزع فل تطمع ف هذا المر ول تدث نفسك به
فإن قلت :فبأي شيء أستعي على التجرد من الطمع ومن الفزع؟ قلت :بالتوحيد والتوكل والثقة بال ،وعلمك بأنه ل يأت
بالسنات إل هو ،ول يذهب بالسيئات إل هو ،وأن المر كله ل ،ليس لحد مع ال شيء
الزهد ف الدنيا
إذا استغن الناس بالدنيا استغن أنت بال
وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بال
وإذا أنسوا بأحبابم فاجعل أنسك بال
www.esnips.com/user/ma7moud
وإذا تعرفوا إل ملوكهم وكبائهم وتقربوا إليهم لينالوا بم العزة والرفعة فتعرف أنت إل ال ،وتودد إليه تنل بذلك غاية العز
والرفعة
أقسام الزهد
زهد ف الرام؛ وهو فرض عي
وزهد ف الشبهات؛ وهو بسب مراتب الشبهة ،فإن قويت التحقت بالواجب ،وإن كان ضعيفا كان مستحبا
وزهد ف الفضول
وزهد فيما ل يعن من الكلم والنظر والسؤال واللقاء وغيه
وزهد ف الناس
وزهد ف النفس بيث تون عليه نفسه ف ال
وزهد جامع لذلك كله وهو الزهد فيما سوى ال ،وف كل ما شغلك عنه
والفرق بينه وبي الورع أن الزهد ترك مال ينفع ف الخرة ،والورع ترك ما يشى ضرره ف الخرة
والقلب العلق بالشهوات ل يصح له زهد ول ورع.
فإن العبد إذا علم أن الكروه قد يأت بالحبوب ،والحبوب قد يأت بالكروه ،ل يأمن أن توافيه الضرة من جانب السرّة ،ول
ييأس أن تأتيه السرة من جانب الضرة لعدم علمه بالعواقب ،فإن ال يعلم منها مال يعلمه العبد
ومنها أنه ل يقترح على ربه ول يتار عليه ول يسأله ما ليس له به علم ،فلعل مضرّته وهلكه فيه وهو ل يعلم ،بل يسأله
حسن الختيار له وأن يرضيه با يتاره فل أنفع له من ذلك
ومنها أنه إذا فوّض إل ربه ورضي با يتاره له أمده فيما يتاره له بالقوة عليه والعزية والصب ،وصرف عنه الفات ،الت هي
عرضة اختيار العبد لنفسه
ومنها أنه يريه من الفكار التعبة ف أنواع الختيارات ،ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيات الت يصعد منها ف عقبة وينل
ف أخرى ،ومع هذا فل خروج له عما قدر عليه
فلو رضي باختيار ال أصابه القدر وهو ممود مشكور ملطوف به فيه ،وإل جرى عليه القدر وهو مذموم غي ملطوف به فيه،
لنه مع اختياره لنفسه
ومت صح تفويضه ورضاه ،اكتنفه ف القدور العطف عليه واللطف به فيصي بي عطفه ولطفه ،فعطفه يقيه ما يذره ،ولطفه
يهوّن عليه ما قدره
وعلمه بنفسه ووقوفه على حدها وقدرها ونقصها وظلمها وجهلها ،وأنا ل خي فيها البتة ول لا ول با ول منها ،وأنا ليس
لا من ذاتا إل العدم فكذلك من صفاتا وكمالا فليس لا إل العدم الذي ل شيء أحقر منه ول أنقص.
ويكى أن بعض الكماء كتب على باب بيته :انه لن ينتفع بكمتنا إل من عرف نفسه ووقف با عند قدرها ،فمن كان
كذلك فليدخل وإل فليجع حت يكون بذه الصفة.
مساوئ الشهوات
الصب عن الشهوة أسهل من الصب على ما توجبه الشهوة
فإنا إما إن توجب ألا وعقوبة
وإما أن تقطع لذة أكمل منها
وإما أن تضيع وقتا إضاعته حسرة وندامة
وإما أن تثلم عرضا توفيه أنفع للعبد من ثلمه
وإما أن تذهب مال بقاؤه خي له من ذهابه
وإما أن تضع قدرا وجاها قيامه خي من وضعه
وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة
وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقا ل يك يدها قبل ذلك
وإما أن تلب ها وغما وحزنا وخوفا ل يقارب لذة الشهوة
وإما أن تنسي علما ذكره ألذ من نيل الشهوة
وإما أن تشمت عدوا وتزن وليا
وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة
وإما أن تدث عيبا يبقى صفة ل تزول
فإن العمال تورث الصفات والخلق
التقوى ف القلوب
قال أبو الدرداء رضي ال عنه" :يا حبذا نوم الكياس وفطرهم كيف يغبنون به قيام المقى وصومهم ،والذرة من صاحب
تقوى أفضل من أمثال البال عبادة من الغترّين"
وهذا من جواهر الكلم ،وأدله على كمال فقه الصحابة ،وتقدمهم على من بعدهم ف كل خي ،رضي ال عنهم
قال تعال{ :ذَلِكَ وَ َم ْن يُ َعظّ ْم شَعَاِئ َر اللّهِ فَإِّنهَا ِمنْ تَقْوَى اْل ُقلُوبِ} الج 32
وقال{ :لَ ْن يَنَا َل اللّ َه ُلحُو ُمهَا وَل ِدمَاؤُهَا وََلكِ ْن يَنَاُلهُ التّقْوَى مِ ْنكُمْ}الج 37
وقال النب صلى ال عليه وسلم" :التقوى هاهنا" وأشار إل صدره
وقسم صرفوا ما فضل من الفرائض والسنن إل الهتمام بصلح قلوبم وعكوفها على ال وحده والمعية عليه وحفظ
الواطر والرادات معه .وجعلوا قوة تعبّدهم بأعمال القلوب من تصحيح الحبة ،والوف والرجاء والتوكل والنابة ورأوا أن
أيسر نصيب من الواردات الت ترد على قلوبم من ال أحب إليهم من كثي من التطوعات البدنية ،فإذا حصل لحدهم جعية
ووارد أنس أو حب أو اشتياق أو انكسار وذل ،ل يستبدل به شيئا سواه البتة ،إل أن ييء المر فيبادر إليه بذلك الوارد إن
أمكنه ،وإل بادر إل المر ولو ذهب الوارد
فإذا جاءت النوافل فهاهنا معترك التردد ،فإن أمكن القيام إليها به فذاك ،وإل نظر ف الرجح والحب إل ال ،هل هو القيام
إل تلك النافلة ولو ذهب وارده كإغاثة اللهوف وإرشاد ضال وجب مكسور واستفادة إيان ونو ذلك ،فهاهنا ينبغي تقدي
النافلة الراجحة ،ومت قدمها ل رغبة فيه وتقرّبا إليه فإنه يرد عليه ما فات من وارده أقوى ما كان ف وقت آخر ،وإن كان
الوارد أرجح من النافلة فالزم له الستمرار ف وارده حت يتوارى عنه فإنه يفوت والنافلة ل تفوت
وهذا موضع يتاج إل فضل فقه ف الطريق ومراتب العمال وتقدي الهم منها فالهم ،وال الوفق لذلك ل إله غيه ول رب
سواه
وخرج ذات يوم فاتبعه ناس فقال لم :ألكم حاجة؟ قالوا ل ،ولكن أردنا أن نشي معك
قال :ارجعوا ،فإنه ذلة للتابع وفتنة للمتبوع.
وقال :حبذا الكروهان :الوت والفقر ،وأي ال إن هو إل الغن والفقر وما أبال بأيهما بليت ،أرجو ال ف كل واحد منهما،
إن كان الغن إن فيه للعطف ،وإن كان الفقر إن فيه للصب.
إنا ها اثنتان :الدى والكلم ،فأفضل الكلم كلم ال ،وأفضل الدي هدي ممد صلى ال عليه وسلم ،وشر المور مدثاتا
وكل مدثة بدعة ،فل يطولن عليكم المد ول يلهينكم المل فإن كل ما هو آت قريب ،أل وإن البعيد ما ليس آتيا ،أل وإن
الشقي من شقي ف بطن أمه ،وإن السعيد من وعظ بغيه
أل وإن قتال السلم كفر وسبابه فسوق ،ول يل لسلم أن يهجر أخاه فوق ثلثة أيام حت يسلّم عليه إذا لقيه ،وييبه إذا
دعاه ،ويعوده إذا مرض
أل وإن شرّ الروايا روايا الكذب ،أل وإن الكذب ل يصلح منه جد ول هزل ول أن يعد الرجل صبيه شيئا ث ل ينجزه ،أل
وإن الكذب يهدي إل الفجور ،والفجور يهدي إل النار ،والصدق يهدي إل الب ،والب يهدي إل النة ،وأنه يقال للصادق
صدق وبر ،ويقال للكاذب كذب وفجر ،وأن ممدا صلى ال عليه وسلم حدثنا أن الرجل ليصدق حت يكتب عند ال
صدّيقا ويكذب حت يكتب عند ال كذّابا.
ما دمت ف صلة فأنت تقرع باب اللك ،ومن يقرع باب اللك يفتح له.
إن لحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالطيئة يعملها.
كونوا ينابيع العلم ،مصابيح الدى ،أحلس البيوت ،سرج الليل ،جدد القلوب ،خلقان الثياب ،تعرفون ف السماء وتفون
على أهل الرض.
إن للقلوب شهوة وإدبارا فاغتنموها عند شهوتا وإقبالا ،ودعوها عند فترتا وإدبارها.
ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الشية.
إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما وأمرضهم قلبا ،وتلقون الؤمن من أصح الناس قلبا وأمرضهم جسما ،وأي وال ،لو
مرضت قلوبكم وصحّت أجسامكم لكنتم أهون على ال من العلن.
ل يبلغ العبد حقيقة اليان حت يل بذروته ،ول يل بذروته حت يكون الفقر أحب إليه من الغن ،والتواضع أحب إليه من
الشرف وحت يكون حامده وذامّه عنده سواء.
الق ثقيل مريء ،والباطل خفيف وبء ،رب شهوة تورث حزنا طويل.
ما على وجه الرض شيء أحوج إل طول سجن من لسان.
إذا ظهر الزنا والربا ف قرية أذن بلكها.
www.esnips.com/user/ma7moud
ل يقلدن أحدكم ف دينه رجل ،فإن آمن آمن وإن كفر كفر ،وإن كنتم ل بد مقتدين فاقتدوا باليت ،فإن الي ل تؤمن عليه
الفتنة.
ل يكن أحدكم أمعة ،قالوا وما المعة؟ قال :يقول أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت ،أل ليوطن أحدكم
نفسه على أنه إن كفر الناس ل يكفر.
اطلب قلبك ف ثلثة مواطن :عند ساع القرآن ،وف مالس الذكر ،وف أوقات اللوة .فإن ل تده ف هذه الواطن فسل ال
أن ين عليك بقلب ،فإنه ل قلب لك.
حقيقة التوبة
قال النيد :دخلت على شاب فسألن عن التوبة فأجبته ،فسألن عن حقيقتها ،فقلت :أن تنصب ذنبك بي عينيك حت يأتيك
الوت
فقال ل :مه ،ما هذه حقيقة التوبة
فقلت له :فما حقيقة التوبة عندك يا فت؟
قال :أن تنسى ذنبك .وتركن ومضى
فقال لرجل :فكيف هو عندك يا أبا القاسم؟ فقلت :القول ما قال الفت .قال :كيف
قلت :إذا كنت معه ف حال ث نقلن من حال الفاء إل حال الوفاء ،فذكري للجفاء ف حال الوفاء جفاء.