Professional Documents
Culture Documents
الملخص
هدفت الدراسة الحالية إلى تسليط الضوء على الصحة النفسية ،ودورها في المؤسسات التعليمية ،وذلك من خالل
التعرف بمفهوم الصحة النفسية داخل المدرسة ،والتعرف على دور المدرسة في تحقيق الصحة النفسية للطالب والمعلم
داخل المدرسة ،عالوة على ذلك التعرف على البيئة المدرسية وتأثيرها على الصحة النفسية ،حيث تعد الصحة النفسية
أم ار ال غنى عنه خاصة في وقتنا الراهن ،في المؤسسات التعليمية عام ًة ،والمدرسة بصفة خاصة ،فالمدرسة مجتمع
مصغر متكامل ،فيه المعلمين والموظفين والطالب ،وهم يختلفون فيما بينهم في االعمار والمستوى الثقافي واالجتماعي
واالقتصادي ،فهم عرض ًة لالضطرابات النفسية والمشكالت السلوكية المختلفة ،لذا وجب أن يكون هناك أخصائي نفسي
أو مكتب مرشد نفسي داخل المدرس ة لكي يتعامل معها ،حتى تتحقق درجة مقبولة من الصحة النفسية للجميع ،وذلك من
خالل مجاالتها المختلفة :البنائي ،والوقائي ،والتشخيصي ،و العالجي ،باحتواء كل ما من شأنه أن يؤثر على العملية
التعليمية والمناخ المدرسي ،كما خلصت البحث إلى مجموعة من التوصيات تتمثل في:
العمل على تهيئة المناخ والبيئة التعليمية التي تراعي شروط تحقيق الصحة النفسية من قبل المسؤولين وكل -
من له عالقة بالعملية التعليمية.
تكتيف الجهود لنشر ثقافة الصحة النفسية داخل المؤسسات التعليمية وخارجها -
العمل على تدريب وتأهيل المعلمين في دورات تخصصية للتعريف بالصحة النفسية. -
الكلمات المفتاحية :الصحة النفسية؛ المدرسة؛ العملية التعليمية.
Abstract
The study aimed at quality education in education and mental health, through study,
education and mental health within the school, and to identify good education in education
and school health, education and good health, education and health, good education.
Pictures and printing appear in schools and female students, among themselves in Ages and
cultural level, the basic image for everyone, through various matters of the internal image,
preventive, diagnosis, diagnosis, and dealing with them, the educational process and the
school climate, as I concluded
• Work environment in an educational climate environment.
• Adaptation to spread the culture of mental health inside and outside educational institutions
• Training and qualifying teachers in specialized courses to introduce mental health .
Keywords: mental health, school, educational process
مقدمة:
لم يعد من المقبول اعتبار الصحة النفسية نوع من الترف المعنوي أو محصلة
لعمليات التفاعل االجتماعي وما ينتج عنه من فشل أو نجاح ،رضاء وسعادة أو ألم
وحزن ،أن المجتمعات اإلنسانية المتطورة أدركت أهمية الصحة النفسية في كافة
المجاالت وجميع المؤسسات و ْأولتها اهتمام خاص نظ ار ألهميتها في تكوين شخصية
اإلنسان ودورها في تحقيق التوافق والتكيف مع النفس ومع البيئة للوصول إلى اقصى
معدالت النمو السليم نفسيا وجسميا وعقليا ،وتعد المؤسسات التعليمية أهم وابرز تلك
المؤسسات لحساسية دورها ،وارتباطها الوثيق بالمجتمع ومنظومة القيم الثقافية
والمعرفية التي تحدد مدى تقدم وتخلف المجتمع ،ولقد اشار العالم المسلم ابن خلدون
لهذا المفهوم بقوله أن التعليم إحدى صناعات المجتمعات االنسانية .
وتعد المدرسة اكبر مؤسسة اجتماعية تأثي ار في حياة الطفل بعد االسرة ،بل
انها في كتير من االحيان تعد المؤثر االيجابي الوحيد في حياة الطفل ،في حاالت
التصدع االسري وحاالت الطالق أو فقدان أحد االبويين وكذلك في حاالت انشغال ,
لكالً من األب واالم بأعمالهم اليومية ،األمر الذي زاد من حجم المسؤوليات على
المدرسة ،فالمدرسة الحديثة تعدت مفهوم التعليم التقليدي المتمثل في (المعلم-
المتعلم -المادة الدراسية) ليشمل كل القائمين على العملية التعليمية والتربوية من
اداريين ومشرفين واخصائيين (نفسي ،اجتماعي ،صحي) يشتركون مع بعض من أجل
الوصول إلى غاية واحدة وهي خلق شخصية متوازنة نفسيا ،قادرة على االستفادة من
المعارف والخبرات والمهارات وتوظيفها في الحياة اليومية العملية والتعليمية .
-22-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
لقد أدركت المجتمعات المتطورة أهمية الصحة النفسية وأولتها اهتمام خاصاً ،فهي
تدرك الثمن الباهظ الذي يكلفه أهملها ،من اضطرابات نفسية وعقلية ،وجنوح االحداث،
والتعاطي وما يسببه من ارتفاع في معدالت الجريمة ،وكذلك شبح األمية والبطالة
واالنحراف االخالقي والسلوكي .
مشكلة الدراسة:
نشأت عالقة الصحة النفسية بالتربية نتيجة لمالحظة االنحراف النفسي أو سوء
التكيف لدى التلميذ في المدارس ،وضرورة العناية بهم ،ولقد أثر علم الصحة النفسية
في التربية تأثي اًر كبي اًر ،اذ نقل االهتمام من الناحية العقلية إلى الناحية االنفعالية ،فبعد
أن كانت التربية القديمة تهتم بجوانب التنمية العقلية والتدريب العقلي لملكات الطفل،
اصبحت التربية الحديثة تهتم بالنمو االنفعالي واالجتماعي بجانب النمو العقلي،
1
فأهتمت بمشكالت التالميذ االنفعالية وأساليب توافقهم النفسي .
وفي هذا الصدد يؤكد أحمد عزت راجح على أهمية العناية بالصحة النفسية
لطالب العلم ،وذلك على هذا النحو البليغ" ،تهتم التربية الحديثة بالصحة النفسية
للطالب ،ووقايتهم من عوامل االضطراب الموجودة في كل مدرسة وتزويدهم بأساليب
الوقاية منها ،ذلك ألن العلم ليس اال سالحا واحدا من اسلحة النجاح في الحياة،
وكثير ممن يحملون العلم /ولكن تنقصهم الخبرة بالناس والحياة ،فال يستفيدون مما
2
تعلموه أو نفع غيرهم به ".
-1الشرقاوي ،مصطفى خليل ،علم الصحة النفسية ،دار النهضة العربية ،بيروت،1983 ،ص315
2
-نق الالال ع الالن العيس الالوي ،عب الالدالرحمن محم الالد ،الوقاي الالة م الالن االض الالطرابات النفس الالية وس الالبل عالجه الالا اه الالال للش الالروط والتوزي الالع،
الطبعة االولى ،الجيزة،2008،ص.182
- 23-
العنوان :الصحة النفسية ودورها في العملية التعليمية
ومن خالل ما سبق ،يحدد الباحث مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس التالي :ما
الصحة النفسية؟ وما ودورها في المؤسسات التعليمية ؟
أهمية الدراسة:
تأتي أهمية هذا الدراسة من اهمية الصحة النفسية كعلم قائم على أربعة مجاالت
دراسية يمكنها أن تتعامل مع العملية التعليمية وكل ما يحدث فيها من تفاعل وفاعلية
بين جميع مكوناتها وعناصرها وما يترتب عن هذا التفاعل .
فالمدرسة مجتمع متكامل معلمين وموظفين وطالب يختلفون فيما بينهم في
االعمار والمستوى الثقافي واالجتماعي مما قد ينشأ عنه وجود مشكالت أو اعراض
الضطرابات نفسية أو سلوكية أو سيكوسوماتية (أمراض ناتجة عن أسباب نفسية) تقوم
مجاالت الدراسة المتمثلة في الجانب البنائي ،والجانب الوقائي ،والجانب التشخيصي،
والجانب العالجي ،باحتواء كل ما من شأنه أن يؤثر على العملية التعليمية والمناخ
المدرسي.
أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة الحالية لتحقيق األهداف التالية:
-1التعرف على مفهوم الصحة النفسية داخل المدرسة.
-2التعرف على دور المدرسة لتحقيق الصحة النفسية للطالب والمعلم
-3التعرف على البيئة المدرسية وتأثيرها على الصحة النفسية.
تساؤالت الدراسة:
-1ما دور الصحة النفسية في العملية التعليمية؟
-24-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
-يعرف حامد زهرأنالصحة النفسية بأنها "حالة دائمة نسبياً يكون فيها الفرد متوافقاً
نفسياً وانفعالياً واجتماعياً ،ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع اآلخرين ،ويكون قادر على
تحقيق ذاته واستغالل قدراته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن ،ويكون قاد اًر على
مواجهة مطالب الحياة ،وتكون شخصيته متكاملة سوية ،ويكون سلوكه عادياً بحيث
3
يعيش في سالمة وسالم.
-كما عرفها بطرس بأنها "حالة التكيف والتوافق واالنتصار على الظروف والمواقف
4
يعيشها الشخص في سالم حقيقي مع نفسه وبيئته والعالم من حوله".
-5شالالاذلي ،عبدالحميالالد محمالالد ،الصالالحة النفسالالية وسالاليكولوجية الشخصالالية المكتسالالبة الجامعيالالة ،االسالالكندرية ،الطبعالالة الثانيالالة،
،2001ص16-14
-26-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
-3المجال التشخيصي:
يتكفل بدراسة خصائص كل من االحوال النفسية وجزئياتها دراسة سريرية تفصيلية
بهدف تحديد العادات والصفات السلوكية التي تميز كل حالة.
-4المجال العالجي:
ويتكفل بدراسة اساليب العالج النفسي بدرجاته المختلفة والقيام باإلجراءات العالجية
7
واالرشادية.
ثانياً/الصحة النفسية والمدرسة:
المدرسة من المؤسسات التربوية الهامة التي لها دورها الكبير في التأثير على
طالبها حيث يقضي الطالب فيها فترة طويلة من حياته ،كما أنه عن طريق المدرسة
يزود الطالب بالعديد من الخبرات والمهارات واالتجاهات التي تمكنهم من مواجهة
الحياة بصفة عامة ومن خوض ميدان الحياة العملية بصفة خاصة وهو ما يبرز دور
8
المدرسة في تأثيرها على سلوك االفراد وعلى شخصيتهم وصحتهم النفسية.
كما أن مفهوم التوافق النفسي المدرسي يعني الذهاب إلى المدرسة واالنفصال
عن الوالدين والخضوع لنظم وضعتها جماعات غير االسرة والمشاركة في نشاطات
الجماعة ،وكلها مصادر فعالة للضغط على الطفل ،ومعالجة االباء والمدرسين لهذه
المتطلبات من الممكن أن تجعل خبرة المدرسة إيجابية وصحية أو تجعلها حجر كثرة
7
-الشرقاوي ،مصطفى خليل علم الصحة النفسية ،دار النهضة العربية ،بيروت،1983 ،ص. 315
8
-الهابط ،مح مد السيد ،التكيف والصحة النفسية ،المكتب الجامعي الحديث ،االسكندرية ،الطبعة الثانية ،ص.171
-28-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
في نمو شخصية الطفل ،والخبرات الشائعة الخطيرة بالنسبة للنمو السوي للطفل في
محيط المدرسة هي :الضغط الزائد لكي يتغلب على مقاومته لالنفصال عن البيت،
ووضع مستويات للتحصيل تفوق قدرته ،وممارسة التهديد والعنف لكي نجعل الطفل
يسلك بطريقة معينة ،ونقده أو توبيخه على تحصيله أو سلوكه االجتماعي ،والحماية
9
الوالدية الزائدة التي تعوق نمو استقالل الطفل.
البيئة المدرسية:
وتقصد بها البيئة المادية في المدرسة وهي العوامل التي تشكل الكيان المادي
للمدرسة ،من قاعات دراسية وحدائق وساحات ومالعب ومعامل واضاءة وتهوية ،وكل
ما من شأنه أن يوفر البيئة المناسبة لحدوث التعلم ،فيجب أن تتوفر المباني الحديثة
والجيدة التي تراعي وتوفر كافة العوامل المدرسية وكذلك االهتمام بالنظافة العامة
وعدالة توزيع االطفال على الصفوف وتوفير المقاعد المريحة وتوفير االدوات والوسائل
التي تساعد في عملية التعلم .
إن عدم توفير البيئة التعليمية المناسبة يؤثر تأثي اًر سلبياً على عملية التعلم ويعد عائق
وعامل مؤثر في التعلم ،فالناظر إلى حال ما درسنا يالحظ تفاوت فيما بينها وكأن كل
مدرسة موجود في قطر يختلف عن األخر فهناك المدارس الحديثة التي تراعي جل
االشتراطات المطلوبة ألحداث عملية التعلم وهناك المدارس التي تحاول جاهدة توفير
ابسط المتطلبات الستمرار عملية التعلم وهناك المدارس التي أقل ما يقال عنها أنها
9
-والترج كوفيل وافرون ،االمراض النفسية ،ترجمة محمود الزيادي ،مكتبة سعيد رأفت ،جامعة عين شمس ،ص.109
- 29-
العنوان :الصحة النفسية ودورها في العملية التعليمية
غير صالحة لالستخدام البشري وكل ذلك نتائجه تعود على الطفل وعلى العملية
التعليمية ومدى الحكم على جودتها وصالحيتها .
الدراسات السابقة:
-دراسة أحمد رجب محمد السيد ( ،)2015عن البيئة المدرسية وعالقتها بالصحة
النفسية لدى التالميذ المعاقين عقلياً بالمرحلة االبتدائية بمحافظة اإلحساء ،حيث
هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن العالقة بين البيئة المدرسية والصحة النفسية
لدى بالمرحلة االبتدائية بمحافظة اإلحساء التالميذ المعاقين عقليا بالمملكة العربية
السعودية ،كما هدفتً إلى الكشف عن الفروق بين التالميذ الذكور واإلناث في كل
من متغيري أيضا البيئة المدرسيةً القابلين للتعلم والصحة النفسية ،وتكونت عينة
الدراسة من ( )103تلميذاً وتلميذة من المعاقين عقلياً بالمرحلة االبتدائية بمحافظة
اإلحساء ،ممن تراوحت أعمارهم الزمنية ما بين ( )14–8سنة وممن تلميذا ()46
تلميذة ،طبق عليهم مقياس البيئةً تراوح معامل ذكائهم ما بين ( )70–50بواقع (،)57
المدرسية (من إعدادا الباحث) ومقياس الصحة النفسية السيد ،)2012( ،وتوصلت
نتائج الدراسة إلى وجود عالقة ارتباطية بين درجات أفراد عينة الدراسة على كل من
مقياسي البيئة المدرسية بين التالميذ إلى وجود فروق دالة إحصائياً والصحة
النفسية ،كما توصلت نتائج الدراسة أيضاً الذكور واإلناث في كل من متغيري البيئة
المدرسية والصحة النفسية لصالح اإلناث.
-كما هدفت دراسة ( (al, et, Bakare 2010إلى التعرف على واقع البيئة المدرسية وما
ريين المعاقين عقلياً تشمله من برامج للصحة النفسية وأثرها في السلوك االجتماعي
-30-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
لألطفال النيجي ،بإحدى مدارس جنوب شرق نيجيريا وتكونت عينة الدراسة من ()44
طفالً وطفلة من المعاقين عقلياً ممن يعانون بعض المشكالت السلوكية ،تم تطبيق
استبيان للحصول على المعلومات االجتماعية والديموجرافيا ،وأظهرت نتائج الدراسة
وجود بعض المشكالت السلوكية واالجتماعية لدى هؤالء األطفال ،كما أشارت النتائج
إلى أن األطفال الذكور أكثر عرضة إلظهار السلوك المشكل وسلوك فرط الحركة من
اإل ناث ،وترجع الدراسة هذه النتائج إلى عدم وجود برامج للصحة النفسية بمثل هذه
المدارس ،وإن وجدت فهي غير مفعلة ،مما ينعكس سبالً على العملية التعليمية
لهؤالء األطفال وعلى الناحية النفسية والسلوكية لهم.
-دراسة عمرو نبيل عبد الحميد وآخرون ( ،)2020والتي هدفت إلى تحديد عالقة
ضغوط البيئة المدرسية بمستوى الصحة النفسية لدى طالب الصف األول الثانوي،
وكذلك التعرف على الفروق بين الذكور واإلناث في ضغوط البيئة المدرسية والصحة
النفسية ،وما هي أبعاد الضغوط المدرسية التي تنبئ بمستوى الصحة النفسية لدى
طلبة الصف األول الثانوي ،حيث أجريت الدراسة على عينة قوامها ( )400طالب
وطالبة ( 213طالبة ،و 187طالبا) من طالب الصف األول الثانوي من مدرسة
القنايات الثانوية المشترکة التابعة إلدارة القنايات التعليمية ,طبق عليهم مقياس
ضغوط البيئة المدرسية (إعداد الباحث) ,ومقياس الصحة النفسية للشباب (إعداد
القريطى والشخص) .حيث أظهرت نتائج الدراسة وجود عالقه ارتباطية سالبة عند
مستوى الداللة ( )0,01بين ضغوط البيئة المدرسية بأبعاده المختلفة وأبعاد مستوى
الشعور بالصحة النفسية ،وهو ما يفسر وجود ارتباط عكسي بين ارتفاع مستوى
الضغوط المدرسية يقابله انخفاض في الشعور بالصحة النفسية ،وأيضا وجود فروق
- 31-
العنوان :الصحة النفسية ودورها في العملية التعليمية
دالة إحصائيا عند مستوى الداللة ( )0,01بين الذكور واإلناث في ضغوط البيئة
المدرسية لصالح اإلناث وهذا يعنى أن اإلناث هم أكثر عرضة للضغوط المدرسية
من الذكور ،وكذلك وجود فروق دالة إحصائية عند مستوى ( )0,05بين الذكور
واإلناث في الصحة النفسية لصالح اإلناث ،وهذا يعنى أن اإلناث هم أکثر عرضة
النخفاض الصحة النفسية من الذكور ،وأظهرت النتائج أيضا أنه يمكن التنبؤ
بالصحة النفسية لدى طالب المرحلة الثانوية من خالل المناخ المدرسي السائد لدى
مدارس الثانوية العامة؛ وتوصي الدراسة بضرورة تنمية الكفاءة والثقة بالنفس وغرس
روح المساعدة اإليجابية والعالقة االجتماعية لما لها من تأثير قوى في رفع معدالت
الصحة النفسية والتوافق النفسي واالجتماعي لدى الطلبة.
-دراسة محمد بوفاتح ،وعائشة بن عون ( )2017والتي هدفت إلى التعرف على العالقة
بين جودة البيئة المدرسية والصحة النفسية لدى عينة من معلمي المرحلالة االبتدائية،
وكذا معرفة الفروق في تقديرهم لجودة البيئة المدرسية وصحتهم النفسية تعزى إلى
متغير (المنطقة ،األقدمية) ،حيث أجريت الدراسة بمدينة األغواط على عينة من
معلمي المرحلة االبتدائية قوامها ( )60معلما ،وبعد المعالجة اإلحصائية توصلنا إلالى
النتائج التالية :توجد عالقة موجبة ذات داللة إحصائية بين جودة البيئة المدرسية
والصحة النفسية لدى معلمالي المرحلالة االبتدائيالة بواليالة األغواط _ تقدير متوسط لجودة
البيئة المدرسية من وجهة نظر معلمي المرحلة االبتدائية بوالية األغواط_ مستوى
متوسط للصحة النفسية لدى معلمي المرحلة االبتدائية بوالية األغواط -ال توجد فروق
-32-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
دالة إحصائيا في تقدير كل من جودة البيئة المدرسة والصحة النفسية لدى معلمي
المرحلة االبتدائية تعزى إلى متغير المنطقة واألقدمية
-دراسة اليامنة بوخروبة ( )2012عن الصحة النفسية والمدرسة ،حيث توصلت إلى
النفسية بمعناه
النفسية في المدرسة ،فالصحة ّ
أهمية الدور الذي يلعبه علم الصحة ّ
الوقائي والعالجي يقدم األسس العلمية التي تجعل من العملية التعليمية في المدرسة
عملية ذات فاعلية ،ليس فقط في الوصول بها لتحقيق النجاح األكاديمي ،أو نقول
التحصيل الدراسي بل أيضا الوصول بالتلميذ والمعلم إلى تحقيق درجة عالية من
النفسي ،فيضمن
التوافق ،والتأقلم مع الوسط المدرسي ،وتوفر لديهم ما يعرف بالرضا ّ
فسيا سليما لبناء شخصيته ،كما يضمن للمعلم القدرة على المواصلة في
للمتعلم نموا ّن ً
العطاء ،واإلبداع دون الشعور بالملل واإلحباط .كما أن علم الصحة ّ
النفسية يحمي كل
النفسية ،وتساعدهم
من المعلم والمتعلم من الوقوع في أخطار االضطرابات واألمراض ّ
النفسية التي يهددها ضغط المشكالت المدرسية ،والمهنية،
على استرجاع صحتهم ّ
والتي قد تمتد جذورها عادة إلى التنشئة االجتماعية األولى ،ألن عملية التربية عملية
دائمة ومستمرة ،التي تقتصر على عهد الدراسة في المدرسة ،بل تمتد إلى حياة الفرد
بكاملها من المهد إلى اللحد هذه الحياة التي تبدأ ّنفسيا من مرحلة االستيعاب بالتقليد
والمحاكاة ،وتنتهي عند مرحلة اإلبداع واإلنتاج ،واجتماعيا من مرحلة االعتماد على
الغير ،إلى مرحلة االستقاللية وحب التحرر ،واالعتماد على النفس.
- 33-
العنوان :الصحة النفسية ودورها في العملية التعليمية
نتائج الدراسة:
ولإلجابة على تساؤالت الدراسة ،قام الباحث باالطالع على أدبيات الدراسة ،والدراسات
السابقة التي تناولت متغيرات الدراسة ،وبعد البحث واالطالع تم التوصل إلى النتائج
التالية:
التساؤل األول :ما دور الصحة النفسية في العملية التعليمية؟
االجابة على التساؤل :يعد التعامل مع احتياجات الصحة النفسية في المدارس أم اًر
بالغ األهمية ،حيث إنه يوجد واحد من كل ( )5أطفال وشباب يعاني من اضطراب
عاطفي أو سلوكي أو عقلي قابل للتشخيص ،ويوجد ( )1من كل ( )10شباب لديه
مشكلة في الصحة العقلية تعيق عمله في المنزل والمدرسة أو في المجتمع ،لذا من
الضروري تحديد المشاكل الصحية النفسية لألطفال ،ومساعدتهم عليها ألنها شائعة،
وغالباً ما تتطور خالل مرحلة الطفولة والمراهقة ،ولكن يمكن معالجتها ،كما تساعد
استراتيجيات الكشف والتدخل المبكر على تحسين القدرة على التكيف ،والنجاح في
10
المدرسة والحياة .
أهمية برامج الصحة النفسية في المدرسة:
إن برامج الصحة النفسية في المدارس أمر ضروري ال غنى عنه ،ال سيما
في الوقت الراهن ،الذي أطلق عليه العلماء عصر الضغوط النفسية ،حيث أنه ال
-10دانالالة الوهالالادين ،مفهالالوم الصالالحة النفسالالية المدرسالالية ،موق الع موضالالوع ،تمالالت الكتابالالة بواسالالطة دانالالة الوهالالادين 1 ،أغسالالطس،
.2018
-34-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
ي وجد فرد ال يمر خالل حياته بأزمة طارئة قد تؤثر على بنيانه النفسي ،وتخل بتوازنه
االنفعالي ،وقد تمر هذه األزمة بسالم ،أو قد تؤثر تأثي ار سلبيا على شخصية الطفل،
وتكون استجابته لهذه االزمة غير سوية ،تحتاج إلى عالج ،وبعض هذه االزمات
تعتبر عادية مثل :النمو الجسمي وما يحدث فيه من تغيرات فسيولوجية ،لها تأثيرات
مختلفة على نمط العالقة بين الطفل واالهل أو المجتمع.
هناك بعض األزمات التي قد تكون فردية مثل :صعوبة التقدم في المدرسة،
ضغط األقران ،المشكالت العائلية مثل طالق األبوين ،اإليذاء المعنوي ،أو البدني ،أو
الجنس ،وتشير احصائيات الصحة العالمية ،أن طفالً بين خمسة أطفال ،أو مراهقين
سوف يعاني من اضطراب انفعالي أو سلوكي أثناء حياته المدرسية واستجابتهم تكون
بالفشل الدراسي أو ضعف تقديره لذاته أو البند االجتماعي وهو ما يدفعهم لمخالفة
القوانين واالنحراف و %10من األطفال في السن الدراسي يعانون االضطرابات النفسية
التي تشمل مشكالت التعليم و %3من األطفال يعانون األمراض النفسية مثل االكتئاب
الشديد واالفكار االنتحارية ،ومشكالت االنتباه ،والعصاب والذهان ،وأن برامج الصحة
النفسية تقلل من حدوث ذلك ،وتزيد من فاعلية العملية التعليمية ،وذلك عن طريق
البرامج المتكاملة ،والوقائية ،والعالجية ،المتمثلة في هذا النموذج( .فاتن عبداللطيف
11
)2001،
-فاتن عبداللطيف ،مجلة الطفولة والتنمية ،تصدر عن المجلس العربي للطفولة والتنمية ،العدد 2صيف 2001 11
- 35-
العنوان :الصحة النفسية ودورها في العملية التعليمية
االضطراابت
%12-3من التالميذ النفسية
-36-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
12
-7االهتمام بمشكالت التالميذ السلوكية ومعرفة أسبابها ودوافعها.
التساؤل الثاني /ما دور المدرسة لتحقيق الصحة النفسية للمعلم والطالب ؟
قام الباحث باإلجابة على التساؤل كما يلي:
أوالً /الصحة النفسية للمعلم:
من الوظائف المتفق عليها للمعلم أنه ناقل المعرفة للتالميذ ،وناقل الثقافة
العامة والقيم ،واألنماط السلوكية المقبولة ،ويقوم المعلم بهذه الوظائف من خالل
الممارسات اليومية المهنية ،والتي تتم من خالل عالقة إنسانية مهنية مع التالميذ،
وإلى جانب األدوار األكاديمية السابقة ،يمكن للمعلم أن يؤدي أدوا اًر أخرى إضافية،
بحكم موقعه الحساس والمهم ،وهذا ما يميز المعلم المتطور.
ومن أهم أدوار المعلم المتطور:
-1بجانب االهتمام بالتحصيل الدراسي ،يهتم المعلم ايضا بشخصية التلميذ ويحدد
جوانب التميز لديه ،ويدعمها ،وجوانب القصور ،فيعالجها ،أو يطلب خدمات محددة
لعالجها .
-2يسعى إلى تحقيق التوافق الشامل ،ألن مفهوم التوافق لديه يشمل التوافق التحصيلي
والتوافق النفسي واالجتماعي .
-3يسعى لتحقيق التفوق في التحصيل الدراسي ،واإلبداع واالبتكار.
-12شالالاذلي ،عبدالحميالالد محمالالد ،الصالالحة النفسالالية وسالاليكولوجية الشخصالالية المكتسالالبة الجامعيالالة ،االسالالكندرية ،الطبعالة الثانيالالة،
،2001ص. 42-41
- 37-
العنوان :الصحة النفسية ودورها في العملية التعليمية
-4يقدم تقارير لفريق تقديم الخدمات بالمدرسة عن مستوى تحصيل التلميذ وحالته
االنفعالية وأنماط سلوكه.
-5يشترك في مؤتمر الحالة الذي يعقد من أجل التلميذ صاحب المشكلة .
-6يتعاون مع المرشد النفسي في تحقيق أهداف ارشادية من خالل خطة ارشادية
محددة .
-7يتعاون مع اولياء األمور في توضيح مستوى التحصيل الدراسي للتلميذ وتوافقه
13
النفسي واالجتماعي داخل المدرسة .
المعلم المتكيف نفسياً:
من المعروف أن مهنة التدريس تحتاج إلى أعلى قدر من التمتع بالصحة
النفسية ،فإذا كان المعلم مضطرباً نفسياً ،أو قلقاً فإنه ينقل ذلك إلى طالبه ،ولذلك
وجب االهتمام بالصحة النفسية للمعلم ،واعداده وتدريبه ،ورعايته رعاية نفسية متعمقة،
حتى ال يسقط اآلمه على الطالب ،أو يتسم سلوكه نحوهم بالقسوة والشدة والتسلط ،أو
بالخوف والتردد واإلهمال ،والمعلم الحديث ليس مهمته فقط نقل المعلومات وحسب
ألدهان التالميذ ،وإنما يقوم بدور األب والمعلم والمرشد والناصح والقائد والخبير
14
والموجه والباحث والمستشار والصديق.
-13سالالعفان محمالالد أحمالالد ،محمالالود سالالعيد طالاله ،علالالم الالالنفس التربالالوي اعالالداد وتالالدريب المعلالالم ،دار الكتالالاب الحالالديث ،الطبعالالة
الثانية ،2007 ،ص. 173-171
-14العيسوي عبدالرحمن محمد ،الوقاية من االضطرابات النفسية وسبل عالجهالالا اهالالال للشالالروط والتوزيالالع ،الطبعالالة االولالالى ،
الجيزة،2008،ص.179
-38-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
وبما أن الصحة النفسية تتمثل في تنظيم متسق بين عوامل التكوين العقلي وعوامل
التكوين االنفعالي للفرد ويسهم هذا التنظيم في تحديد استجابات الفرد الدالة على أثره
االنفعالي وتوافقه الشخصي واالجتماعي والمهني وتحقيق ذاته ويسعى الفرد من خالل
التوافق إلى اشباع حاجاته البيولوجية والسيكولوجية ويحقق مطالبه العديدة ويعبر عنها
15
في مواقف الحياة المختلفة التي يتفاعل معها الفرد سواء في األسرة والعمل .
كما يتصف العمل بمجموعة من العالقات المتشابكة والتي تؤثر في التوافق
المهني للفرد من حيث مستوى حدوثه ,ومنها عالقة الفرد بمهنته ,ومدى مناسبة ميوله
واتجاهاته ،وقدراته واستعداداته ،لمتطلبات العمل والنجاح فيه ،وهذا ما يقصد به
16
التأهيل التربوي للمعلم ،حتى يقوم بمهامه التربوية على أكمل وجه.
أهمية التأهيل التربوي للمعلــــم:
يجب على المعلم أن يكون على دراية كاملة بمراحل النمو المختلفة ،واحتياجات
كل مرحلة وخصائصها ،معتمداً على خبراته التي اكتسبها أثناء قيامه بالتدريس،
وفهمه لقيم المجتمع ،وحاجات وقدرات طالبه التي يعززها ،ويؤكدها تأهيله التربوي
والنفسي المتمثل في االلمام بطرق التدريس ووسائل القياس والتقويم ،والصحة النفسية،
ونظريات التعلم والتعليم ،وبما أن المعلم عنصر اساسي في العملية التعليمية فيقع
على عاتق المعلم ايصال المعلومة ،واالسلوب المتبع في ايصال المعلومة التي يتم
تصنيفها للمتعلم ،وهي من اساسيات فشل ونجاح توصيل المعلومة ،وهذا يتطلب
-15أديب الخالدي ،المرجع في الصحة النفسية ،الدار العربية للنشر ،غريان .2002 ،ص143
-16محمد ،عاطف األبحر ،لدراسة التوافق المهني لمدارس التربية المدنية ,إدارة اإلصالح ،بيروت.2005 ،
- 39-
العنوان :الصحة النفسية ودورها في العملية التعليمية
سلوكا يهدف إلى احداث تغيير في ذات المتعلم في الجوانب العقلية والجسمية
واالنفعالية .
والجانب التربوي النفسي يهدف إلى إكساب الطالب القيم والمعارف والمهارات
التي تختص بها مهنة التعليم دون سواها من المهن فالمعلم بحاجة إلى معرفة نفسية
الطالب واالساليب التي تساعده على حسن تربيتهم واألساليب التي تمكنه من تقويم
17
تعلمهم.
ثانياً /الصحة النفسية للطالب:
يمثل التوافق الجيد مؤش اًر إيجابياً ،ودافعاً قوياً ،يدفع التالميذ إلى التحصيل من
ناحية ،ويرغبهم في المدرسة ،ويساعدهم على إقامة عالقات متناغمة مع زمالئهم
ومعلميهم ،ويجعل من العملية التعليمية خبرة ممتعة ،وجذابة ،والعكس صحيح تماماً،
فالتالميذ سيئوا التوافق ،يعانون من التوتر النفسي ،ويعبرون عن ذلك ،بطرق متعددة،
كاستجابات التردد ،والقلق ،أو بمسالك العنف في اللعب ،واألنانية ،والتمركز حول
الذات ،وفقدان الثقة بالنفس ،واستخدام األلفاظ النابية في التعامل مع اآلخرين،
وكراهية المدرسة ،والهروب منها ،وقد يظهر سوء التوافق على شكل اضطرابات
سلوكية مثل :السرقة ،والكذب ،وقضم األظافر ،والميول ،واالنسحابية ،والسرحان،
-17عب الالدالرحمن ص الالالح ،مجل الالة العل الالوم التربوي الالة ،يص الالدرها معه الالد الد ارس الالات التربوي الالة جامع الالة ،الق الالاهرة الع الالدد الث الالاني ،ابري الالل
.2003
-40-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
18
شالالاذلي ،عبدالحميالالد محمالالد ،الصالالحة النفسالالية وسالاليكولوجية الشخصالالية المكتسالالبة الجامعيالالة ،االسالالكندرية ،الطبعالالة الثانيالالة،
،2001ص. 59-58
اليامنة بوخروبة ،الصحة النفسية والمدرسة ،مجلة ابحاث نفسالالية وتربويالالة ،العالالدد ،2 ،5تصالالدر عالالن جامعالالة قسالالطنطينية 19
.2012ص111-110
- 41-
العنوان :الصحة النفسية ودورها في العملية التعليمية
التغيرات في الحياة اليومية مثل :والدة أخ جديد ،أو االنتقال من مدرسة إلى مدرسة
أخرى ،زد على ذلك التعرض ألحداث صادمة ،والتي قد تشمل اإلساءة ،والحوادث،
والعنف المنزلي ،والكوارث الطبيعية.
التساؤل الثالث /ما تأثير البيئة المدرسية على الصحة النفسية للطالب والمعلم؟
فيما يلي اإلجابة على التساؤل السابق:
يشكل الجو المدرسي العام ،اإلطار الذي ينمو فيه الطالب داخل المدرسة ،وتختلف
األجواء المدرسية من مدرسة إلى أخرى ،منها ما يمثل بيئة إيجابية ومنها ما يمثل بيئة
سلبية ،المقصود بالجو المدرسي هو جوهر هذا النظام وحقيقته وليس الشكل الخارجي
له ،فقد نجد مدرسة يسودها النظام الدقيق والهدوء ولكن داخل طالبها غليان وتورات
عنيفة ،الن حقيقة هذا النظام قائم على الكبث والقسوة والتسلط ،وبمجرد ان ينتهي
اليوم المدرسي يتحول النظام الدقيق إلى فوضى والهدوء إلى ضجيج تنفيسا من
الطالب عما كانوا يعانون منه طوال اليوم المدرسي من قهر وارهاب وقد تكون
المدرسة من النوع الذي يسوده جو العمل الطبيعي ويحافظ طالبها من تلقاء انفسهم
20
على النظام والهدوء والعمل حبا في ذلك وليس خوفا من أحد.
وبشير أوزبل ( )AUSUBELإلى انه يمكن النظر إلى علم النفس التربوي على
اساس انه مجموعة من العالقات التجريبية والمنطقية التي تربط ما بين العوامل
20
الهال الالابط ،محمال الالد السال الاليد ،التكيال الالف والصال الالحة النفسال الالية ،المكتال الالب الجال الالامعي الحال الالديث ،االسال الالكندرية ،الطبعال الالة الثانيال الالة ،ب،ت،
ص.172
-42-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
الواقعة في البيئة المدرسية وبين النتائج التي نسعى لتحقيقها ،ومن المعلوم أن كثي اًر
من الحقائق التي نتعلمها ال تأتينا عن طريق التعلم النظامي والمقصود فقط ،ولكنها
كثي اًر ما تأتي في شكل نتاج سلوكي وحصيلة تعامل الشخص مع بيئته سواء كانت
21
إيجابية أم سلبية ،وهو ما يؤثر بشكل مباشر على النمو الذهني والوجداني للتلميذ .
تأثير العوامل البيئية على التعلم:
لقد عمل انصار البيئة على التأكيد على اهمية العوامل البيئية في التأثير على قدرات
االنسان العقلية ،وفيما يتعلمه وفي كل النتائج المترتبة على سلوك االنسان ونشاطاته،
ويرى انصار هذا الرأي أن الكائن الحي يولد دون وجود عوامل مسبقة تتحكم في
مستوى قدراته واستعداداته ،وبالتالي فإن االنسان يولد كالصفحة البيضاء وهو مخير
في اتباع ما يروق له من سلوك أو ما يحقق مصالحة ورغباته ،وان السلوك وما يط أر
عليه من تعيير وتطور واستم اررية أنما يعتمد كليا على العوامل البيئية الخارجية وما
قد تقدمه من فرص عملية تؤثر على مجراه ،وترى وجهة النظر االنسانية أن االمر
يخضع لتأثير العوامل البيئية فاذا ما عمل االنسان على تهيئة ظروف معيشية وبيئية
مناسبة فسوف يساعد ذلك في توفير جو جيد لحدوث عملية التعلم القادر على اعداد
المواطن الصالح الذي يستطيع تحمل مسؤولياته واداء واجباته وكذلك يرى اصحاب
22
النظر السلوكية ان االنسان يخضع في سلوكه لتأثير العوامل البيئية المختلفة.
التوصيات:
21
القالالذافي رمضالالان محمالالد ،علالالم ال الالنفس التربالالوي ،الالالدار الجماهيريالالة للنشالالر والتوزي الالع ،الطبعالالة االولالالى ،دار الكتالالب الوطني الالة
بنغازي ،1990 ،ص. 11
22
القذافي رمضان محمد ،المرجع السابق ،ص 82
- 43-
العنوان :الصحة النفسية ودورها في العملية التعليمية
من خالل العرض السابق الذي حاول الباحث فيه إبراز أهم العوامل المدرسية التي
يمكن أن تؤثر في الصحة النفسية للطالب ،سواء في صورتها السلبية أو اإليجابية،
ومن أجل توفير بيئة مدرسية ،تعمل على تحقيق األهداف التربوية المتوخاة ،والتي
يأتي في مقدمتها العمل على إعداد أجيال ،خالية من األمراض والعقد النفسية ،متمتعة
بكل عوامل الثقة والرغبة في التفوق واإلنجاز ،وأن تكون قادرة على تحمل مسؤولياتها
في تحقيق التقدم والرقي لمجتمعنا نقدم بعض التوصيات:
-1إنشاء المدارس الحديثة التي تواكب التطور والحداثة المعمول بها في أغلب دول
العالم .
-2تهيئة المناخ والبيئة التعليمية التي تراعي شروط تحقيق الصحة النفسية .
-3نشر ثقافة الصحة النفسية لكل العاملين داخل المؤسسات التعليمية .
-4تدريب وتأهيل المعلمين في دورات تخصصية للتعريف بالصحة النفسية .
المصادر والمراجع:
-1أحمد ،رجب محمد السيد ،البيئة المدرسية وعالقتها بالصحة النفسية لدى التالميذ
المعاقين عقلياً بالمرحلة االبتدائية بمحافظة اإلحساء ،مجلة البحث العلمي في
التربية ،العدد السادس عشر (.)2015
-2أديب ،الخالدي ،المرجع في الصحة النفسية ،الدار العربية للنشر ،غريان
(.)2002
-44-
املؤلف األول :أ .حسن نور الدين /املؤلف الثاني :د .أسامة العزابي
-3بطرس ،أبو عالم حافظ :التكيف والصحة النفسية ،المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان
(.)2008
-4دانة ،الوهادين :مفهوم الصحة النفسية المدرسية ،موقع موضوع ،تمت الكتابة
بواسطة دانة الوهادين 1 ،أغسطس.)2018(،
-5زهران ،حامد :الصحة النفسية والعالج النفسي ،عالم الكتب.)2015(.
-6سعفان محمد أحمد ،محمود سعيد طه :علم النفس التربوي اعداد وتدريب المعلم ،
دار الكتاب الحديث ،الطبعة الثانية.)2007( ،
-7شاذلي ،عبدالحميد محمد :الصحة النفسية وسيكولوجية الشخصية المكتسبة
الجامعية ،االسكندرية ،الطبعة الثانية.)2001(،
-8الشرقاوي ،مصطفى خليل :علم الصحة النفسية ،دار النهضة العربية ،بيروت،
(.)1983
-9عبدالرحمن ،صالح مجلة العلوم التربوية ،العدد الثاني ،يصدرها معهد الدراسات
التربوية جامعة القاهرة ،ابريل. )2003( ،
-10عمرو نبيل عبد الحميد وآخرون :ضغوط البيئة المدرسية وعالقتها بمستوى
الشعور بالصحة النفسية لدى عينة من طالب الصف األول الثانوى ،المجلة العربية
للعلوم التربوية والنفسية ،العدد ،5المجلد. )2020( ،4
-11العيسوي ،عبدالرحمن محمد :الوقاية من االضطرابات النفسية وسبل عالجها ،اهال
للنشر والتوزيع ،الطبعة االولى ،الجيزة.)2008( ،
-12فاتن ،عبداللطيف :مجلة الطفولة والتنمية ،تصدر عن المجلس العربي للطفولة
والتنمية ،العدد )2001( ،2
- 45-
العنوان :الصحة النفسية ودورها في العملية التعليمية
-13القذافي ،رمضان محمد :علم النفس التربوي ،الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع،
الطبعة االولى ،دار الكتب الوطنية بنغازي.)1990( ،
-14القذافي ،رمضان محمد :نظريات التعلم والتعليم ،منشورات الجامعة المفتوحة،
الطبعة الثالثة. )1990( ،
-15محمد ،بوفاتح ،عائشة ،بن عون :جودة البيئة المدرسية وعالقتها بالصحة النفسية
لدى عينة من معلمي المرحلة االبتدائية بوالية االغواط ،مجلة دراسات نفسية و
تربوية ،مخبر تطوير الممارسات النفسية و التربوية ،جامعة عمار ثليجي باألغواط،
الجزائر ،عالدد 18جوان.)2017( ،
-16محمد ،عاطف األبحر :لدراسة التوافق المهني لمدارس التربية المدنية ،إدارة
اإلصالح ،بيروت (. )2005
-17الهابط ،محمد السيد :التكيف والصحة النفسية ،المكتب الجامعي الحديث،
االسكندرية ،الطبعة الثانية ،ب-ت.
-18والترج كوفيل وافرون :االمراض النفسية ،ترجمة محمود الزيادي ،مكتبة سعيد
رأفت ،جامعة عين شمس ،ب-ت.
-19اليامنة بوخروبة :الصحة النفسية والمدرسة ،مجلة ابحاث نفسية وتربوية ،العدد ،5
،2تصدر عن جامعة قسطنطينية.)2012( ،
20- Bakare, O., Ubochi , N., Ebigbo, O., & Orovwigho, O..
Problem and pro-social behavior among Nigerian children with
intellectual disability: the implication for developing policy for
-46-
أسامة العزابي. د: املؤلف الثاني/ حسن نور الدين. أ:املؤلف األول
- 47-